هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

براعتي في امتداحي منهل النعمِ
قد استهلّت بديع النظم كالعلمِ

قد هام قلبي بتركيب الغرام فقل
بي ما تشا مطلقاً لم تقتصر هممي

كم ضلَّ لاحٍ بلفظٍ ظل ينشدهُ
والقلب ما مال لمَّا لام للندمِ

.....

العبد من أخلص في سره
وتابع الإخلاص في جهره

وراقب الحق دواماً فلا
يسطيع أن يخرج عن امره

احب مولاهُ بصدق فلا
يقدر ان يفتر عن ذكره

غاب بهِ عن غيرهِ عندما
أصبح يستحليه في فكره

مقدساً عن صورة واحداً
تنعدم الاشفاع في وتره

.....

الله اكبر هذا النور قد ظهرا
الله اكبر هذا السر قد بهرا

الله اكبر لم تترك حقائقه
مني هنالك لا عيناً ولا اثرا

الله اكبر قل عيني ولا عجب
فالدار داري ومن اهواه قد حضرا

.....

ونوري بدوري مشرق غير انه
بدوري من ذاتي لذاتي استهلت

ولوحي روحي والعلوم باسرها
باقلام الهامي عليه تدلت

مشاهر امداد شواهد رحمة
تجلت لعيني في ملابس صورتي

.....

وما فخرنا بالسابقين وانما
بنا وبهم دارت علينا المناطق

نراضعهم كأس المعالي روية
نضارعهم في مجدهم ونسابق

وعالمنا الكشفي تحت لوائنا
مغاربه دانت لنا والمشارق

هو الفذ بالفيوم ينشر بنده
وتهوى لديه للسجود المفارق

.....

الهي مهما اردت الحنو
وجدتك اشفق مني عليّ

ومهما اردت اليك المسير
وجدتك اقرب مني الي

ومهما رجونك في حاجة
وجدت الذي ارتجيه لديّ

.....

سَقى مَعهَداً مِن إِيلياءَ هَتُونُ
فَلِي بَينَ هاتيكَ الرُبوعِ شُجونُ

وَلا زالَ خَفّاقُ النَسيمِ بربعِهِ
يطيفُ فَإِن القَلبَ فيهِ رهينُ

مَنازِلُ أَحبابٍ إِذا عَنَّ ذِكرهُم
سَقَتهم عَلى بُعدِ الدِيارِ شُؤُونُ

أَقاموا وَسِرنا وَالفُؤادُ لَدَيهِمُ
مُقيمٌ وَهَل يَرعى الوِدادَ خَدينُ

.....

سَقى اللَهُ هاتيكَ الدِيارَ وَأَهلَها
سحابُ دُنوِّ العَهدِ وَهوَ هَتُونُ

وَخَصّ جَناباً فيهِ رُكنُ هِدايَةٍ
لَهُ الفَضلُ خِدنٌ وَالوَفاءُ قَرينُ

سِراجُ المَعاني عمدةُ القَومِ وَالَّذي
لَدَيهِ جَميعُ المُشكلات تَهونُ

عَلَيكُم سَلامُ اللَهِ ما حَنَّ عاشِقٌ
تَضاعَفُ مِنهُ أَنّةٌ وَحَنينُ

فَوَاللَهِ ما فارَقتكم قالِياً لَكُم
وَلَكِنَّ ما يَقضى فَسَوفَ يَكونُ

.....

سَمِعنا بِطُورِ القَلبِ مِنها نِداءَ مَن
تَنَزَّه عَن فَصلٍ يُدانيهِ أَو جنسِ

وَنادى مُنادي القُرب مِن حَضرَةَ الرِضا
أَلا فَاِنعموا فَالفَتحُ فَوقَ جَنى الغَرسِ

فَطُوبى لَنا مِن حاضِري أَيمَنِ الحِمى
وَطُوبى لَنا مِن حاضِري حَضرَةَ القُدسِ

.....

إِلى حَضرَةِ الرُوحِ الأَمينِ تَحيَّةٌ
مُعَطَّرَةُ الأَنفاسِ طَيّبةُ الوردِ

تَضاعف مِنها الشَوقُ وَالوَجدُ سالمٌ
وَما اِعتَلَّ فيها الودُّ مِن ذَلِكَ العَهدِ

يُعَطّر قطرَ الشّامِ وَالرومِ قَطرها
وَيَخجَلُ عَرفَ المسكِ وَالبانِ وَالرَندِ

وَتَحمِلُ مِن عليا دِمَشقَ رِسالَةً
تَضُوع بِأَرض الرُوم كَالعَنبر الوردِ

.....