هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

الإهداء لعشاق فريق النصر السعودي

‏يا نصر عذَّبتَ القُلوبَ أهكذا
دَوماً تَنغِّصُ فَرحَةَ العُشَّــاقِ

‏أَأَقولُ مُشتَاقٌ إليهِ وَداخِلي
حَشدٌ مِن التَّوبيخِ والكَلِماتِ

وأَضمُّ حُزنًا لا أَطيقُ بَقاءَهُ
حتَّى نَكونَ مَعًا وأَرضِي ذَاتي

هَذا حَديثُ النَّفسِ أَحبِسُهُ لِكي
أُبقِي قَليلًا قِيمةً لِحَياتِي

.....

‏واللّيل يسري كأعمى ضلّ وجهته
وغاب عن كفّه العُكّاز والهادي

كأنّه فوق صمت الكون قافلة
ضلّت وضلّ الطريق السفر والحادي

ولم أزل أشتهي منك بارقة
من عاطف الحب أو إشراق إسعادِ

أُحبّكِ الحبّ أخفيه فأنفثهُ
شعرًا فينصبُّ خافيهِ إلى البادي


البردوني

وَإِن عَجَزتَ عَنِ الخَيراتِ تَفعَلُها
فَلا يَكُن دونَ تَركِ الشَــرِّ إِعجازُ

.....

أحِبّكِ لَسْتُ أخْشَى فِيكِ لَومَا
وَمَا أغْفَلتُ فَرض هَواكِ يَوْمَا

فأنتِ الأهْل إن فارقتُ أهلِي
وأنتِ القَوْم إن لاقَيْتُ قَومَا

.....

جاءت وريح العطر يسبق حسنها
ما أجمل اللقيا على المشتاق

سمراء قد سبت العقول بعطرها
أني أحس برشفها ترياقي

حتى الحروف تبعثرت وتلونت
لما رفعت الكوب عن أوراقي

.....

إنّ الذي يَدعو ويَصدحُ في الورى
ويقولُ إنّ الشّايَ أعذب منهلِ

لو كان يعلمُ ما نذوقُ من الهَنا
لبكى وردّد ليتني لم أَفْعلِ

شقراءُ شُجّتْ بعد معركةِ الرّحى
بالزّعفرانِ ودُوعِبَت بِقَرنفُلِ

عربيّةٌ حسناءُ فاق مذاقُها
معنى المجازِ وفكرةَ المُتخيّلِ


- وجاء الرد من عاشق الشاي

اطرح كؤوسِ البنِّ لا تحفل بها
وبِأَقْدُح الشّاي المنعنعِ فاحفلِ

حمراءُ باكرَها النعيمُ على الرّبى
فسقى طلائعَها بمُزنٍ سلسلِ

هاتِ الدِّنان الحُمرَ واسكبها لنا
كالسلسبيلِ بثغرِ ريمٍ مطفلِ

من ذا يفاضلُها بماءٍ أصفرٍ
مرٍّ ترقِّعهُ بريحِ قرنفلِ

‏يلومُ العقلُ قلبي ليسَ يدرِي
‏بأنَّ الحُبَّ سحرٌ يعتريهِ

‏فلا عقلِي يحنُّ لما اعترَاني
‏ولا قلبي يتوبُ فأتّـقيهِ

.....

‏هَوِّن عَلَيكَ فَمَا فِي الدَّارِ أحبَابُ
لَا تَجرَحِ الكَفَّ يَكفِي جُرحَ مَن غَابُوا

يَا طَارِقَ البَابِ لَو تَدرِي بِقِصَّتِنَا
لَقُلتَ كَيفَ نَجَا مِن بَعدِنَا البَابُ

.....

‏الشِّعرُ ليس بأوزانٍ وقافيةٍ
ولا كلامٍ بلا حِسٍّ ولا حُرَقِ

لكنَّه الفِكْرِ إنْ تُكْشَفْ له حُجُبٌ
ورؤيةُ القلبِ ما يخفى على الحَدَقِ

بل فسحةُ الروحِ إنْ ضاقت بمحبسِها
ودمعةُ العينِ إن تُسفَحْ على الوَرَقِ

فاضل أصفر