هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

كأَنَّ ثَناياها وَبَردَ لِثاتِها
بُعَيدَ الكَرى تَجري عَليهِنَّ قَرقَفُ

شَمُولٌ كأَنَّ المِسكَ خالَطَ ريحَها
وَضُمِّنَها جَونُ المناكِبِ أَكلَفُ

تُشابُ بِماءِ المُزنِ في ظِلِّ صَخرَةٍ
تَقيها مِنَ الأَقذاءِ نَكباءُ حَرجَفُ

وَما مُغزِلٌ أَدماءُ تُضحي أَنيقَةً
بِأَسفَلَ وادٍ سَيلُهُ مُتَعَطِّفُ

بِأَحسَنَ مِنها يَومَ قامَت وَعينُها
بِعَبرَتِها مِن لَوعَةِ البَينِ تَذرِفُ

.....

فإِن يَكُ أَنفي بانَ مِنهُ جَمالُهُ
فَما حَسَبي في الصالِحينَ بأَجدَعا

وَما حسَّنَت نَفسي ليَ العَجزَ مُذ بَدَت
نَواجِذُها يَمجُجنَ سُمّاً مُسَلَّعا

.....

وَكانَت شِفاءَ النَفسِ مِمَّا أَصابَها
غَدَاتَئِذٍ لَو نِلتُ بِالسَيفِ أَدرَعا

وأُقسِمُ لَو أَدرَكتُهُ لَكَسَوتُهُ
حُساماً إِذا ما خالَطَ العَظمَ أَسرَعا

.....

وَليسَ أَخو الحَربِ الشَديدَةِ بِالَّذي
إِذا زَبَنَتهُ جاءَ لِلسِّلمِ أَخضَعا

وَلَكِن أَخو الحَربِ الحَديدُ سِلاحُهُ
إِذا حَمَلَتهُ فَوقَ حالٍ تَشجَّعا

أَخو الحَربِ لا يَنآدُ لِلحَربِ مَتنُهُ
وَلا يُظهِرُ الشَكوى إِذا كانَ موجَعا

رَكوبٌ عَلى أَثباجِها مُتَخَوِّفٌ
لِعوراتِها يُنمي إِذا الثِقلُ أَضلَعَ

.....

سأَذكُرُ مِن نَفسي خَلائِقَ جَمَّةً
وَمَجداً قَديماً طالَما قَد تَرفَّعا

فَلَم أَرَ مِثلي كاوياً لِدَوائِهِ
وَلا قاطِعاً عِرقاً سَنوناً وأَخدَعا

وَما كُنتُ مِمَّن أَرَّثَ الشَرَّ بَينَهُم
وَلا حينَ جَدَّ الشَرُّ مِمَّن تَخَشَّعا

وَكُنتُ أَرى ذا الضِغنِ مِمَّن يَكيدُني
إِذا ما رآني فاتِرَ الطَرفِ أَخشَعا

.....

مُقارَبَةُ اللَيثِ الهَصورِ وَغَيرِهِ
مِنَ الأَفعوانِ الصِلِّ حينَ يُساوِرُهُ

أَحَقُّ وَأَحرى أَن تَبيتَ لَدَيهُما
عَلى الأَمنِ في لَيلٍ تُخافُ غَوائِرُه

مِنَ الصَاحِبِ الفَردِ القَريبِ مُعادياً
إِذا كانَ في جيرانِ بَيتٍ تُجاوِرُه

وَبُغيَتُهُ إِتلافُ روحِكَ جاهِداً
بِكُلِّ سَبيلٍ مُرصَدٍ لَكَ عابِرُه

.....

فَقُصُّوا عَلَيهِ ذَنبَنا وَتجاوَزوا
ذُنوبَهُم عِندَ القَصيصَةِ والأَثر

.....

ذَكَرتُكِ والعيسُ المَراقيلُ تَغتَلي
بِنا بَينَ أَطرافِ اليَحاميمِ والحِجرِ

.....

أَبلياني اليَومَ صَبراً مِنكُما
إِنَّ حُزناً مِنكُما عاجِلُ ضُر

لا أَرى ذا المَوتَ إِلّا هَيِّناً
إِنَّ بَعدَ المَوتِ دارَ المُستَقَر

اصبِرا اليَومَ فإِني صابِرٌ
كُلُّ حَيٍّ لِقَضاءِ وَقَدَر

.....

وَلا أَركَبُ الأَمرَ المُدَويَ غُمَّةً
بِعَميائِهِ حَتّى أَزورَ فأَنظُرا

كَما تَعمَلُ العَشواءُ تَركَبُ رأَسَها
وَتَترُكُ جَنباً لِلمَعاذِرِ مُعوِرا

.....