هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

سألت الأرضَ تنكيراً عليه
فلم تفعلْ فنكَّرتِ السماءُ

وصاعدُ ما تَصعَّدَ بل تَهَاوَى
ولكنْ جادَ ما صَعِد الدعاءُ

رعى هذا الأنامَ فكان ذئباً
أحصَّ وما الذئابُ وما الرِّعاءُ

.....

وجاهلٍ أعرضتُ عن جهلهِ
حتى شكا كفِّي عنِ الشكوى

قد هام وجْداً باكْتراثِي له
وقد أبتْ نفسيَ ما يهوى

إنَّ مِنَ السلوى لخيلولةً
تُوهِمني البلوى به بلوى

أحضرتُ نجوى النفسِ تمثالَهُ
مستَحيِياً من شاهِد النجوى

وقلت للشعر أَلا أَعِدْني
على طويلِ الغَيِّ مُسْتَهوَى

فقال من خاصمتَ مستهلَكٌ
ليست على أمثالهِ عَدْوى

لو كان لي في مثلهِ موضعٌ
غادرتُهُ أُحدوثةً تُروَى

بكل بيتٍ سائرٍ عائرٍ
يُسمَعُ والوجهُ لهُ يُزوَى

لكنّ من تُهدي له شتمَهُ
تُهدي إليه المَنَّ والسلوى

قوَّمتُهُ بالشتمِ يُهدَى لَهُ
فلم أجدْ قيمتَهُ تَسوى

.....

يُهنَّأُ بالإِفطار قومٌ لأنهمْ
تأتَّى لهم قبلَ العَشاءِ غَداءُ

وأما عليُّ ذو العلا فلأنهُ
أطاعَ له الإطعامُ كيف يشاءُ

وما فاته في الصومِ فِطْرٌ لأنهٌ
مُدارِسُ علمٍ والدِّارسُ غذاءُ

ولا فاتهُ في الفطر صومٌ لأنهُ
مواصِلُ صومٍ عُقْبَتاهُ سَواءُ

هنيئاً له إفطارُهُ وصيامُهُ
هنيئاً ومن بعد الهناءِ مَراءُ

بحقِّك أمطرتَ الورى وبحقهمْ
لأنهُمُ أرضٌ وأنتَ سماءُ

.....

المالُ يكسِبُ ربَّه ما لم يَفضْ
في الراغبينَ إليه سوءَ ثناءِ

كالماءِ تأسِنُ بِئرُهُ إلا إذا
خبطَ السُّقاةُ جِمامَهُ بدِلاءِ

والنائلُ المُعْطَى بغيرِ وسيلةٍ
كالماءِ مُغْتَرفاً بغيرِ رِشاءِ

.....

ليس حمدُ الجفون في مَرْيها النوْمَ
ولا نَفيِها أَذى الأَقذاءِ

إنما حمدُها إذا هي حالتْ
بين طرفِ العيونِ والبُغَضاءِ

.....

إذا ما المدح سار بلا ثواب
من الممدوح فهو لهُ هجاءُ

لأن الناس لا يخفى عليهم
أمنعٌ كان منهُ أم عطاءُ

.....

ما بالُها قد حُسِّنتْ ورقيبُها
أبداً قبيحٌ قُبِّح الرقباءُ

ما ذاك إلا أنها شمسُ الضحى
أبداً تكون رقيبَها الحرباءُ

.....

وأنا المرءُ لا أسومُ عتابي
صاحباً غيرَ صَفوةِ الأصفياءِ

ذا الحِجا منهُمُ وذا الحِلمِ والعلـمِ
وجهلٌ ملامةُ الجُهَلاءِ

إن من لام جاهلاً لَطَبيبٌ
يتعاطى علاج داءٍ عياءِ

لستُ ممّن يظلُّ يربَع باللوْمِ
على منزلٍ خلاءٍ قَواءِ

.....

إذا أنت لم تَحْفل بمدحٍ من امرئٍ
فأنصِفْ ولا تَحْفِل له بهجاءِ

وإلا فقد أقررتَ أن مديحَهُ
رَضِيٌّ ولكن لا تفي بجزاءِ

بلى بجزاءِ الشرِّ بالشر ماهرٌ
ولستَ تُجازي مُحسناً ببلاءِ

يدٌ خُلقت للنُّكر لا العُرف سَلْطةٌ
صَؤول على سُؤّالها الضعفاءِ

.....

قدم الإمامُ يسير تحت لوائه
سَيْرَ السكينةِ سيدُ الأمراءِ

شمسٌ وبدر يشفيان ذوي العمى
وهما سراجا أعينِ البُصراءِ

لا عيبَ عند ذوي التُّعنتِ فيهما
إلّا انفرادُهما عن النظراءِ

.....