هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

أَهْلاً بِنَمَّامٍ يَنُمُّ بِطِيبِهِ
في كُلِّ إِبَّانٍ وِكُلَّ زَمَانِ

لا كانَ عَائِبُهُ فَقَدْ أَبْدى لَنا
عَيْنَ المُحالِ وَجاءَ بِالبُهْتَانِ

يَحْدُو المُفِيقَ إِلى الخُمَارِ لأَنَّ في
نِصْفِ اسْمِهِ ثَمَل الفَتى السَّكْرانِ

وَهِجاءُ نَمَّامٍ إِذا نَكَّسْتَهُ
لَكَ طَارِفٌ مِنْ طَارِقِ الحَدَثانِ

.....

الكِبْرُ يغدرُ يا هذا بصَاحِبهِ
إذ ليس يَنفعه كِبْرٌ ولا كِبَرُ

فمن تَأَبْلَس فرّ الضوءُ من دمهِ
والمستظل بقرنِ الشمسِ ينصهرُ

ومَن تَأَبَّط وَهْمَ الانتفاخِ غَداً
يلهو به الريحُ إنَّ المحتوى خَطرُ

.....

‏يا حامل الحزن سيفًا في جوارحهِ
هوِّن عليك لماذا أنت حاملهُ

هل يذهب الحزنُ ما لاقيت من ألمٍ
ما لي اراك بشَقِ النفس تأمُلهُ

هل يجبر الحزن كسرًا ثم يبرئه
أم أنه مرض زادت غوائله

نفِّض ثيابك من هم ومن حزنٍ
واترك همومك للمولى وسائِلهُ

.....

الصدُّ يورثُ في القلوب تبلُّدا
ويزيدها دفءُ الوصالِ توقُّدا

والغصنُ يبقى بالسقايةِ مورقًا
وإذا قطعتَ الماءَ عنهُ تجرّدا

مهما نصحتَ القلبَ عمّا يشتهي
ركنَ النصيحة َجانبًا وتمرّدا

فصلِ الأحبةَ ما استطعتَ ولا تكن
في وصلهمْ متثاقلًا مترددا

واحذرْ من البينِ اللعينِ إذا غدا
يومًا بلحنِ الناصحين مغرّدا

.....

‏وإذا أتاكَ المدّعي بشكايةٍ
وأبانَ بالشكوى ملامحَ زاهدِ

وأردْتَ تحقيقَ العدالةِ عندها
فاسمعْ من الطرفينِ لا من واحدِ

.....

في القلبِ سرٌّ لا يبوحُ بسرِّهِ
ويظلُّ خلفَ الصمتِ ناراً تُضرَمُ

ونموتُ في دربِ الحياةِ بِحِيرةٍ
لكنَّنا بالصبرِ حقّاً نُكرَمُ

ما شاءَ ربُّك لا محالةَ واقعٌ
يمضي وإن طالَ الرجاءُ ويَقدُمُ

فإذا رضيتَ فكلُّ شيءٍ هيِّنٌ
وبحُسنِ ظنِّكَ بالرحيمِ تُنعَّمُ

كم ضاقَ صدرُ المرءِ ثمَّ تفتَّحتْ
أبوابُ خيرٍ بعدَ صبرٍ يُلهِمُ

لا تيأسنَّ فموجُ بحرِكَ زائلٌ
وعلى ثراكَ غراسُ فجرٍ يُرسَمُ

إنَّ الرضا بابُ السكينةِ فادخُلُوا
في ظلِّه تحيا القلوبُ وتسلَمُ

.....

وكُن سِراجً اذا غابَت شُموسَهُمُ
وكُن سِحابً يُثيرَ الخيرَ والمَطَرُ

الناسُ لا خيرَ فيها إن رَجَوتَهُمُ
والحُبُ أعمى بِلا عَقلٍ ولا بَصَرُ

البُعدُ اسمى مِنَ اقوالٍ مُبَعثَرَةٍ
هوَ الدّواءُ لِمَن أضماهُمُ الصبرُ

إخلَع قِناعَك يامن يَعشقُ الحَجرُ
وأصنَع لهم ريح لاتُبقي ولاتَذَرُ

.....

يا أيها البحر لاتبكي وتبكينا
وابلع دموعك إن الدمع يؤذينا

متى ستعرف إن الموج موطننا
فليس من بلد في البر يأوينا

يابحر يكفيك لاتبكي على شعب
أبكى الصخور ولم يبكي السلاطينا

كل البلاد بوجه الضيف مقفلة
الأ السماء أراها رحبت فينا

.....

يَمَّمْتُ لَيْلاتي بِجُذْوةِ نورهِ
فالحبُّ أجْمَلهُ بُعَيْدَ تَسَتُّرِ

إذْ كنتُ أعْتَنِقُ الصَّلاةَ لأَجلهِ
وتِلاوةً تُتْلى بِبِضْعَةِ أسْطُرِ

قد شَفَّني ضَيْمٌ تعثَّرَ من هوًى
وَغَفَرتُ زَلّاتٍ لِطَرفٍ مُسكِرِ

إن كنتُ أبكي ليسَ يُحزِنُني البُكا
فالجُرحُ أنْضَجَهُ صَليلُ الخَنْجَرِ

.....