هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

كم أقاسي لديك قالاً وقيلا
وعداتٍ تترى ومطلاً طويلا

جمعة تنقضي وشهر يولّي
وأمانيك بكرة وأصيلا

إن يَفُتني منك الجميل من الفعل
تعاطيتُ عنك صبراً جميلا

والهوى يستزيد حالاً فحالاً
وكذا يَنسَلي قليلاً قليلا

ويك لا تأمنن صروف الليالي
إنها تترك العزيز ذليلا

فكأني بحسن وجهك قد صاحت
به اللحيةُ الرحيلَ الرحيلا

فتبدلت حين بدّلتَ بالنور
ظلاماً وساء ذاك بديلا

فكأن لم تكن قضيباً رطيباً
وكأن لم تكن كثيباً مهيلا

عندها يشمت الذي لم تصله
ويكون الذي وصلتَ خليلا

.....

لسان الفتى حتف الفتى حين يجهلُ
وكلُّ امرئٍ ما بين فكَّيه مقتلُ

إذا ما لسان المرءِ أكثر هذره
فذاك لسان بالبلاء موكَّلُ

وكم فاتحٍ أبواب شرٍّ لنفسه
إذا لم يكن قفلٌ على فيه مُقفَلُ

كذا من رمى يوماً شرارات لفظه
تلقَّته نيران الجوابات تشعلُ

ومن لم يقيِّد لفظه متجملاً
سيُطلَقُ فيه كلُّ ما ليس يجملُ

ومن لم يكن في فيه ماءُ صيانةٍ
فمن وجهه غصن المهابة يذبلُ

.....

أُعلِّمكم ما علَّمتني تجاربي
وقد قال قبلي قائلٌ متمثِّلُ

إذا قلتَ قولاً كنتَ رهن جوابه
فحاذر جواب السوء إن كنتَ تعقلُ

إذا شئتَ أن تحيا سعيداً مسلَّماً
فدبِّر وميِّز ما تقول وتفعلُ

.....

ولمّا بدا لي منك ميلٌ مع العِدا
سواي ولم يحدث سواك بديلُ

صددتُ كما صدَّ الرَّذيُّ تطاولت
به مدة الأيام وهو قتيلُ

.....

وحسن ينمنم ذاك العذارَ
كآثار مسكٍ عليه غَزلْ

كتابٌ من الحسن توقيعه
من اللَه في خدِّه قد نزلْ

.....

شكوتُ جلوسَ إنسانٍ ثقيلٍ
فجاوَبَني بمن هو منه أثقَلْ

فكنتُ كمن شكا الطاعونَ يوماً
فزادوه مع الطاعون دُمَّلْ

.....

قالوا تحبُّ فلا تغار فقل لهم
لا يمنع الماعونَ عندي مَن عَقَلْ

إن مَسَّه دَنَسُ الإجارة مرَّةً
فالماء يغسل عذرَ ذاك اذا اغتسلْ

.....

ألم يكفني ما نالني في هواكمُ
إلى أن طفقتم بين لاهٍ وضاحكِ

شماتتكم بي فوق ما قد أصابني
وما بي دخول النار بل طَنزُ مالكِ

.....

من لم يُلاقِ كرامات الرجال له
بالشكر أصبح في طُرق الهوان لَقى

.....

ومن طاعتي إياه أمطر ناظري
له حين يُبدي من ثناياه لي برقا

كأن دموعي تبصر الوصل هارباً
فمن أجل ذا تجري لتدركه سبقا

سأستعمل البقيا على مَن أُحبُّه
وإن كان ما أبقى عليَّ ولا استبقى

فلولا الهوى لم يُملك الحرُّ طائعاً
ولولا الهوى لم يغلب الباطلُ الحقّا

.....