هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

ما زال يقبض روح الدن مبزله
كما سلك الدر في الثقب

وأمطر الكأس ماء من أبارقه
فأنبت الدر في أرض من الذهب

وسبح القوم لما أن رأو عجبا
نورا من الماء في نار من العنب

.....

حلبت در السرور في حلب
بين رياض تدعو إلى الطرب

كأنما السوسن الأنيق بها
أسنة والشقيق كالعذب

.....

يا حسنها من بركة أفردت
بالحسن أحسانا من الواهب

كأنما الأعين في قعرها
راسية إثر القذى الراسب

بين بساتين ميادينها
من سارق للب أو غاصب

ما بين مصبوغ بلا صابغ
وبين مخضوب بلا خاضب

وجدول ينسل من جدول
مثل انسلال المرهف القاضب

والطير من مستبشر ضاحك
فيه ومن مكتئب نادب

وصارخ أنا إلى حاضر
وهاتف شوقاً إلى غائب

.....

تثنى بحر كحر الفراق
وتبدو ببرد كبرد اللقاء

لها حبب ما طفا في الاناء
حسبت النجوم طفت في الاناء

فتلك التي ما عراها النديم
فعري عن لبس ثوب البقاء

.....

أما ترى جواهر الأنواء
ألفها مؤلف الانداء

ما شئت من ياقوتة حمراء
فيها ومن ياقوتة صفراء

قد فضلت بدرة بيضاء
زهراء مثل الزهرة الزهراء

فإن لحظت زاهر الصحراء
ألفيته معصفر السماء

وان شممت أرج الفضاء
وجدته معنبر الهواء

في ذهب الترب لجين الماء
يجري على زمرد الحصباء

.....

أَلا حُرِستْ مِنْ روضَةٍ قد حَلَلْتُها
وقد رَقَّ فيها ماؤُها وهَواؤُها

وقد أشْرَعتْ فيها الجَداوِلُ جَرْيَها
إلى شَجرٍ منها يَجيءُ نَماؤُها

ولاحَ لَنا زَهرُ الشَّقائِقِ يانِعاً
كمِثْل زُنُوجٍ ضَرَّجَتْها دِماؤُها

فَمِنْ كلِّ قاعٍ أخضَرٍ وَشَقيقَةٍ
كَتِيبَةُ حُسْنٍ وهْيَ فيها لِواؤُها

وَغَنَّتْ على الأوراقِ وُرْقٌ كأنَّها
لإِطْرابِنا قد طالَ منها غِناؤُها

تَعجَّبْتُ منها أُلْبِسَتْ من سَوادِها
حِداداً وقد أشْجَى القُلوبَ بُكاؤُها

وأعجَبُ مِنْ رَفْشِ المياهِ وقصدِها
زُمُرُّدُ أشجارِ الرُّبا وهَوَاؤُها

.....

لِلهِ يوماً مَدَّ في صَدرِهِ
قُوَيْقٌ مَقصورٌ جَناحَيْهِ

مُصَفَّدٌ يَلْثِمُ ماءَ الحَيَا
مِنْهُ لَمُخْضَرِّ عِذارَيْهِ

.....

قُلْ لِطَيفٍ سَرَى فَحَيَّا المطِيَّا
مُغْرَماً بي وكانَ قبلُ خَلِيَّا

هَكّذا كُلَّما مَضَى اللَّيلُ تَمْضي
ليتَ ذا اللَّيْلَ لا يُطِيقُ مُضِيَّا

كُلَّما زُرتِ زورةً في خَفاءٍ
وأَرى البَدرَ لا يكونُ خَفِيَّا

نَبَّهَ الطِّيبُ والحُلِيُّ علينا
فَاهْجُري الطّيبَ طِيبَها والحُلِيّا

.....

يا نافِخَ الجَمْرةِ مُستعجِلاً
ليُذكيَ الجَمْر فأذْكاهُ

مُهَيَّأً فاهُ لها مِثلَ ما
هَيَّأَ إِذْ قَبَّلَني فَاهْ

لست أريد الطيبَ رَيَّاكَ قد
أغنَتْ عنِ الطّيب رَيَّاهُ

.....

ولَمَّا أتَى الحمَّامَ مَنْ كُنْتُ أشتهِي
وكنت بها والحمدُ للهِ ذي المَنِّ

فأبْدَتْ ليَ الحمَّامُ مِنْ حُسنِ جسمهِ
على رغمهِ ما كانَ يَستُرُهُ مِنّي

.....