هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

‏يا من يراني على ذنبي فيُمهلني
جُدْ لي بعفوكَ إن الذنبَ أشقاني

يارب هذي دموعي جئتُ أسكبها
فاغسلْ بجودك آلامي وأحزاني

آمين

‏لكل شيء إذا وافاك ميقاتُ
للعُسر وقت كما لليُسر أوقاتُ

الدهر يمضي على حُكم الإله به
فليس تُقضى بغير الله حاجاتُ

فكن على ثقة بالله مُتكلاً
وإن دهتك مُعاناة وآفاتُ

فكل شيء برب الكون مُتصلٌ
ليطمئن فؤاد تسكن الذاتُ

الكون في يده ماض برحمته
لا خوف فالأمر تدبير وآياتُ


هلال الشيادي

‏كان سليمان بن عبدالله أعمى فمدح
حُسن فتاة جميلة فاستنكرت ذلك
فقال:

تقولُ من للعمى بالحُسْن قلتُ لَها
كَفَى عَن الله في تحقيقهِ الخبرُ

القلبُ يُدرك مالا عينَ تدركُهُ
والحُسْنُ ما استحسنتْه النفس لا البَصرُ

وما العيونُ التي تعمى إذا نظرَتْ
بل القلوبُ التي يَعمىَ بها النظرُ

‏يشتاقُ قلبي إلى نَجدٍ ويَطربُهُ
نسيمُ نَجدٍ إذا ما هَبَّ خفَّاقَا

.....

سيذكرني بعدَ الفِراقِ أحِبتِي
ويبقى من المرءِ الأحاديثُ والذِّكْرُ

ورودُ الرُّبى بعد الرّبيعِ بعيدةٌ
ويُدنِيكَ منها في قواريرِهِ العطرُ

.....

أحنو عليكِ وفي فؤاديَ لَوعَةٌ
‏وأصُدُّ عنكِ ووجهُ وُدّيَ مُقبِلُ

‏وإذا هَمَمتُ بوَصلِ غيرِكِ رَدّني
‏ وَلَـهٌ إليـكِ وشـافعٌ لكِ أوّلُ

‏وأعِـزُّ ثُـمّ أذِلُّ ذِلّـةَ عـاشِقٍ
‏ والحُـبُّ فيـهِ تَعَزُّزٌ وَتَذَلّلُ

‏البحتري

لا تَلْتَمسْ من مساوي الناس ما ستروا
فيهتكَ الناسُ سترًا من مساويكَا

واذكرْ محاسنَ ما فيهم إذا ذُكروا
ولا تَعِبْ أحدًا عيبًا بما فيكا

.....

ولا عيـبَ فيهِـم غيــر أنَّ قلوبـهم
كأنــسامِ ليــلٍ بـــل أرقُّ وأعــذبُ

ولا سوءَ فيهم غيرَ أنَّ حضورهم
يــرِفُّ لــه قلـبي وللـرُّوحِ يسلـبُ

.....

مَن كان يَطلبُ مِن أيّامِهِ عَجبًا
فـلي ثمانونَ عامًا لا أرى عَجبا

الناسُ كالناسِ والأيامُ واحدةٌ
والدّهرُ كالدّهرِ والدنيا لِـمَن غَلَبا

.....

على مسرحِ الأيام نرقُصُ كالدُّمى
نُمَــثِّلُ دورَ الرُّشْــدِ والعرضُ زائفُ

نخافُ مــن الآتي ونجــهَلُ مابــهِ
ونـِأكلُ هـمَّ الأمس والأمسُ تالفُ

نــقرِّرُ أن نجتَــازَ بِالعقلِ خوفَنا
وتحــكمُنا عنـد القَــرار العواطـفُ

كَبُرنا ولكن ليس بالعُمْـر إنما
بكثرة ما انهالَتْ علينا المواقف

.....