هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

سَأُعمِلُ نَصَّ العيسِ حَتّى يَكُفَّني
غِنى المالِ يَوماً أَو غِنى الحَدَثانِ

فَلَلمَوتُ خَيرٌ مِن حَياةٍ يُرى لَها
عَلى الحُرِّ بِالإِقلالِ وَسمُ هَوانِ

مَتى يَتَكَلَّم يُلغَ حكمُ مقالِهِ
وَإِن لَم يَقُل قالوا عَديمُ بَيانِ

كَأَنَّ الغِنى عَن أَهلِهِ بورِكَ الغِنى
بِغَيرِ لِسانٍ ناطِقٌ بِلِسانِ

محمد الباهلي

سألتُ أخاهُ البحرَ عنهُ فقال لي
شقيقيَ إلا أنهُ الساكنُ العذبُ

ابن اللبانة الأندلسي

أفاطم قد زُوِّجتِ عن غير خيرةٍ
فتى من بني العباس ليس بطائلِ

فإن قلتِ من آل النبي فإنه
وإن كان حُرَّ الأصل عبدُ الشمائلِ

ابن أبي عيينة

عَجوزٌ تُرجّي أنْ تَكونَ فَتيَّةً
وقَد لحبَ الجَنبانِ واحدَودَبَ الظَّهرُ

تَدُسُّ إلى العَطّارِ سلعةَ أهلها
وَ هَل يُصلِحُ العَطّارُ ما أفسَدَ الدَّهرُ

وما غرني إلا خضابٌ بكفها
وكحلٌ بعينيها وأثوابُها الصُفرُ

وجاؤوا بها قبل المحاقِ بليلةٍ
فكان محاقًا كلُّهُ ذلك الشهرُ

أعرابي يهجو زوجه

وُفّقتُ للخير أيّامًا ظننتُ بها
‏أنّي التقيّ فيا للغافل الساهي

‏حمدتُ نفسي على ما كان من عملٍ
‏ولو فطنتُ لكان الحمد للهِ

.....

أعوذ بالله من همٍّ يؤرّقني
وغمّةٍ أنا منها خائفٌ وجِلُ

يا ربِّ إن فراشي منذ أزمنةٍ
مما أُصبتُ بهِ يا ربِّ مشتعلُ

فاغفر وفرّج على مولاك كربتهُ
وحكمكَ اللهَ لا يُلغى ويُمتثلُ

آمين

وقدجاوزتُ بالشعر الشواطي
وحققت الكثير من النقاطِ

أتيتك والهوى يحتل قلبي
ويجلس كالملوك على بلاطي

وكنت لأجل وصلك في سباقٍ
طويلٍ كالرياح مع البساطِ

ألا يكفيك أني من وفائي
أحافظ في هواك على انضباطي

وأني قد حملت إليك حبًّا
عفيفا دون سوءٍ وانحطاطِ

لأني مذ وقعت نسيت نفسي
كأني قد وقعت من الصراطِ

فإن عابوا لقاك عليَّ يومًا
ولجت إليك من سم الخياطِ

منصر السلامي

نظـرُ المحـبِّ إِلـى المحـبِّ سـلامُ
وَالصــمتُ بيــن العـارفين كلامُ

جمعـوا العبارة بالإِشارة بينهم
وتــوافقت منهـم بهـا الأَفهـامُ

يَتَراجَعــون بلحظهــم لا لفظهـم
فلـذا بمـا فـي نفـس ذا إِلهامُ

هَـذا هنـاك وَذا هنـاك إِذا تَرى
وَلســـر ذاكَ بســر ذا إِلمــامُ

وَتقــابلت وَتعاشــقت وَتعـانقت
أَســـرارُهم وَتفرقـــت أَجســامُ

فَيَقول ذا عَن ذا وَذا عَن ذا بما
يَلقـــى إِلَيــهِ وَتكتــب الأَقلامُ

سـقط الخلاف وَحرفـه عَـن لفظهـم
فَلَهُـــم بحــرف الائتلاف غَــرامُ

ألفـوا نَعـمْ لبيك وأتلفوا بها
إِذ لا وَلَيـسَ عَلـى الكِـرام حَرامُ

أَعرافهـــم جنويـــة أَخلاقهــم
نبويــــة ربـــانيون كِـــرامُ

شــهواتهم وَنفوســهم وَحظـوظهم
خَلْــفٌ وَفعــلُ الصـالحات أَمـامُ

بسـطت بهـن لهـم أكـف بالعطـا
قــامَت بواجبهــا لهـم أَقـدامُ

فالســرُّ عِلْــمٌ وَالعقـولُ أَدلـةٌ
وَالــربُّ قَصْــدٌ وَالرَسـولُ إِمـامُ

صفي الدين أحمد

إنّي ذكرْتُكِ بالزّهراء مشتاقا
والأفقُ طلقٌ ومرْأى الأرض قد راقَا

وَللنّسيمِ اعْتِلالٌ في أصائِلِهِ
كأنّنهُ رَقّ لي فاعْتَلّ إشْفَاقَا

والرّوضُ عن مائِه الفضّيّ مبتسمٌ
كما شقَقتَ عنِ اللَّبّاتِ أطواقَا

يَوْمٌ كأيّامِ لَذّاتٍ لَنَا انصرَمتْ
بتْنَا لها حينَ نامَ الدّهرُ سرّاقَا

نلهُو بما يستميلُ العينَ من زهرٍ
جالَ النّدَى فيهِ حتى مالَ أعناقَا

كَأنّ أعْيُنَهُ إذْ عايَنَتْ أرَقى
بَكَتْ لِما بي فجالَ الدّمعُ رَقَرَاقَا

وردٌ تألّقَ في ضاحي منابتِهِ
فازْدادَ منهُ الضّحى في العينِ إشراقَا

سرى ينافحُهُ نيلوفرٌ عبقٌ
وَسْنَانُ نَبّهَ مِنْهُ الصّبْحُ أحْدَاقَا

كلٌّ يهيجُ لنَا ذكرَى تشوّقِنَا
إليكِ لم يعدُ عنها الصّدرُ أن ضاقَا

لا سكّنَ اللهُ قلباً عقّ ذكرَكُمُ
فلم يطر بجناحِ الشّوقِ خفّاقَا

لوْ شاء حَملي نَسيمُ الصّبحِ حينَ سرَى
وافاكُمُ بفتى ً أضناهُ ما لاقَى

لوْ كَانَ وَفّى المُنى في جَمعِنَا بكمُ
لكانَ منْ أكرمِ الأيّامِ أخلاقَا

يا علقيَ الأخطرَ الأسنى الحبيبَ إلى
نَفسي إذا ما اقتنَى الأحبابُ أعلاقَا

كان التَّجاري بمَحض الوُدّ مذ زمَن
ميدانَ أنسٍ جريْنَا فيهِ أطلاقَا

فالآنَ أحمدَ ما كنّا لعهدِكُمُ
سلوْتُمُ وبقينَا نحنُ عشّاقَا

ابن زيدون

تلمَّستُ قلبي حينما شبَّ عطرُها
وودّعتُ نومي بعدما هبَّ ذكرُها

أتيتُ وأغصانٌ من الشوقِ في فمي
وجاءتْ هي الأخرى يرفرف طَيْرُها

كلانا طرقنا الباب حالي كحالها
بما فاضَ صدري من هوىً فاضَ صدرُها

دعتْني بصوتٍ ما ألذَّ دلالَهُ!
كما لو من الناياتِ قد صِيْغَ ثغرُها

مددتُ بقلبي وهْيَ مدَّتْ بقلبها
فَلانَ لها أمري وليْ لانَ أمرُها

لتُوْلدَ دنياها ليكبرَ حلمُها
لتأخذَ مجراها ليجريَ نهرُها

أخذنا تقاسيمَ العناقِ تناصُفا
يداي وجنباها شفاهي ونحرُها

وما بين موصوفٍ أنيقٍ وواصفٍ
فصيحٍ سجالٌ شَبَّ شِعري وشَعرُها

كأنّ الذي في حمرةِ الوردِ لونُها
كأنّ الذي في خاطر الغيمِ بحرُها

ولكنّ شيئًا ما تكسّر بيننا
أكان جنوني المحضُ أم كان صبرُها

أعودُ وما زالتْ ذراعاي حولَها
كأنْ لم يفارقْ جِلْدَ كفَّىّ خصرُها

مشينا بضَعْفيْ غادرتْ نحو قصدِها
وغادرتُ يهْمِي من خياليَ سحرُها

أتتْ واختفتْ كالحلمِ كالومضِ فجأةً
فيا للسؤال المرِّ ما كان عذرُها

كأن الهوى يذكي مواقدَ نارِهِ
وأفئدةُ العشاقِ في الليل جمرُها

فليس الذي يجري من العين ماؤها
ولكنْ رسوماتُ الغيابِ وحِبْرُها

.....