هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

دَنا رَجُلٌ إِلى عِرسٍ لِأَمرٍ
وَذاكَ لِثالِثٍ خُلِقَ اِكتِسابُ

فَما زالَت تُعاني الثُقلَ حَتّى
أَتاها الوَضعُ وَاِتَّصَلَ الحِسابُ

نُرَدُّ إِلى الأُصولِ وَكُلُّ حَيٍّ
لَهُ في الأَربَعِ القُدُمِ اِنتِسابُ

.....

أَلا عَدّي بُكاءً أَو نَحيباً
فَمِن سَفَهٍ بُكاؤُكِ وَالنَحيبُ

مَحَلُّ الجِسمِ في الغَبراءِ ضَنكٌ
وَلَكِن عَفوُ خالِقِنا رَحيبُ

وَسِيّانِ اِبنُ آدَمَ حينَ يُدعى
بِهِ لِلغُسلِ وَالهِدمُ السَحيبُ

.....

تُريبُ وَسَوفَ يَفتَرِقُ التَريبُ
حَوانا وَالثَرى نَسَبٌ قَريبُ

جَرى بِفِراقِ جيرَتِنا غُرابٌ
فُعالٌ مِن مَقالَتِهِم غَريبُ

غَدا يَتَوَكَّفُ الأَخبارَ غِرٌّ
وَصاحَ بِبَنِهِم داعٍ أَريبُ

طِعانٌ كُلَّ حينٍ أَو ضِرابٌ
يَموتُ بِها طَعينٌ أَو ضَريبُ

وَأَرضٌ لا تَحُسُّ بِمَن عَلَيها
وَلا يَبقى بِها مِنهُم عَريبُ

وَأَشباحٌ يُخالِطُهُنَّ غَدرٌ
فَما يَرعى الأَكيلُ وَلا الشَريبُ

إِذا كانَ الثَراءُ إِلى زَوالٍ
فَكُلُّ مُمَوِّلٍ مِنّا حَريبُ

.....

إِذا هَبَّت جَنوبٌ أَو شَمالٌ
فَأَنتَ لِكُلِّ مُقتادٍ جَنيبُ

رُوَيدَكَ إِن ثَلاثونَ اِستَقَلَّت
وَلَم يُنِبِ الفَتى فَمَتى يُنيبُ

.....

لِسانُكَ عَقرَبٌ فَإِذا أَصابَت
سِواكَ فَأَنتَ أَوَّلُ مَن تُصيبُ

أَثِمتَ بِما جَنَتهُ فَمَن شَكاها
وَفى لَكَ مِن شَكِيَّتِهِ نَصيبُ

أَتى الرَجُلَينِ عَنها الشَرُّ مَثنى
كلا يَومَيكُما شَئِزٌ عَصيبُ

.....

تَنادَوا ظَاعِنينَ غَداةَ قالوا
أَصابَ الأَرضَ مِن مَطَرٍ مُصيبُ

لَعَلَّ شَوائِماً رَمَقَت وَميضاً
تَبيدُ وَما لَها فيهِ نَصيبُ

وَقَد تَنجو النُفوسُ بِأَرضِ جَدبٍ
وَيُهلِكُ أَهلَهُ المَغنى الخَصيبُ

.....

رَغِبنا في الحَياةِ لِفِرطِ جَهلٍ
وَفَقدُ حَياتِنا حَظٌّ رَغيبُ

شَكا خُزَرٌ حَوادِثَها وَلَيثٌ
فَما رُحِمَ الزَئيرُ وَلا الضَغيبُ

شَهِدتُ فَلَم أُشاهِد غَيرَ نُكرٍ
وَغَيَّبَني المُنى فَمَتى أَغِبُ

.....

عُيوبي إِن سَأَلتَ بِها كَثيرٌ
وَأَيُّ الناسِ لَيسَ لَهُ عُيوبُ

وَلِلإِنسانِ ظاهِرُ ما يَراهُ
وَلَيسَ عَلَيهِ ما تُخفي الغُيوبُ

يَجُرّونَ الذُيولَ عَلى المَخازي
وَقَد مُلِئَت مِنَ الغِشِّ الجُيوبُ

وَكَيفَ يَصولُ في الأَيّامِ لَيثٌ
إِذا وَهَتِ المَخالِبُ وَالنُيوبُ

.....

لَذّاتُنا إِبلُ الزَمانِ يَنالُها
مِنّا أَخو الفَتكِ الَّذي هُوَ خارِبُ

وَأَرى عَناءً قيدَ يَغشى المَرءَ مِن
بِنتِ العَناقيدِ الَّذي هُوَ شارِبُ

وَلِسَيِّدِ الأَقوامِ عِندَ حِجابِهِ
طَبعٌ يُقاتِلُهُ الحِجى وَيُحارِبُ

وَالشَرُّ في الجَدِّ القَديمِ غَريزَةٌ
في كُلِّ نَفسٍ مِنهُ عِرقٌ ضاربُ

.....

وَاللَهُ حَقٌّ وَاِبنُ آدَمَ جاهِلٌ
مِن شَأنِهِ التَفريطُ وَالتَكذيبُ

وَاللُبُّ حاوَلَ أَن يُهَذِّبَ أَهلَهُ
فَإِذا البَرِيَّةُ ما لَها تَهذيبُ

مَن رامَ إِنقاءَ الغُرابِ لِكَي يَرى
وَضَحَ الجَناحِ أَصابَهُ تَعذيبُ

وَالدَهرُ يَقدُمُ وَالمَليكُ مُخالِفٌ
دُوَلاً فَمِنها مُجمِدٌ وَمُذيبُ

.....