هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

أأَن كنا لَكُم لَجأ وكهفا
إذا خَرجت مُخبأَةُ الحجالِ

وكُنّا المدركينَ بكل وترٍ
شآكم في دهوركُمُ الخوالي

وكُنا فَخرُ فاخركم إذا ما
نبا بالفخر طلابُ المعالي

أبحتم حُرمَة الأعراض منّا
وأظهرتم لنا خنعَ المَقال

وأضمرتم لنا الشنآن لمَّا
فرعناكم إلى السور العَوالي

فأعفُونا من الأموالِ فينا
وسامُونا إلى شرفَ الفعالِ

فَمَا ذَنبُ الجواد إلى أخيه
إذا جريا وكل غير آل

.....

تَنفسَ الصبحُ، والرَّحمنُ أكرمَنا
بالخيرِ، بالفضلِ، بالإيمانِ، بالنِّعَمِ

يا ربِّ حمدًا كما يَرضيكَ خالقَنا
أكرمتَنا بالرِّضا يا واسعَ الكرمِ

سبحانه

وصن ماء وجهك مهما بقيت
تعز وتسلم ولا تغتبن

.....

عن بالجميل إذا ما حضرت
وجد بالسكوت إذا لم تعن

وزن ما تقول قبل الكلام
فقد يعدم الرأي من لم يزن

.....

وما كثرة التحقيق في العلم نافع
إذا لم يكن من بذره العمل المرضي

فإن انسكاب الغيث ليس بنافع
إذا كان وقع الماء في سبخ الأرض

.....

هو الشوق حتى يستوي القرب والبعد
وصدق الوفا حتى كأن القلى ود

فلا رقدت عين يؤرقها هوى
ولا خمدت نار يسعرها خد

ألا في سبيل الأعين النجل ما جرى
بمنعرج الجرعاء حيث انطوي العهد

عشية أدناني وأقصاهم الهوي
برغمي وأرضاهم وأسخطني البعد

تذكر عيشاً قد طوى نشره النوي
وعفراً عفا من سربها الأجرع الفرد

.....

خليلي نجدٌ تلك أم أنا حالم
لقد كذبتني العين ما هذه نجد

بلى هذه نجد فأين ظباؤها
أحجبها عزام اغتالها فقد

وما صنعت من بعدنا تلكم الدما
وكيف ذوت هاتيكم القضب الملد

أرثت يد الأيام برد جمالها
وخيط بأيدي الحادثات لها برد

كأن قد أضل البين في عرصاتها
مني أو عليها في فؤاد النوي حقد

لقد خلدت مما دهاك جهنم
بأحشائنا يا جنة فاتها الخلد

إذا أنت صاحبت الرجال فكن فتي
كأنك مملوك لكل رفيق

وكن مثل طعم الماء عذباً مبرداً
على الكبد الحري لكل صديق

.....

إذا المرء لم يكرم صديقاً ولم يهن
عدواً ولم يبرز لخصم يحاربه

فذاك الذي إن عاش لا يعتني به
ولم تبكه إن مات يوما أقاربه

.....

هو الدهر يأتي صرفه بالعجائب
يشوب بمر السلب حلو الموهب

بلوناه طوراً سالباً إثر واهب
يمر وطوراً واهباً إثر سالب

فذاك حياة المجد من قد فقدتها
وشكرا فقد كانت ختام المصائب

.....