هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

مَا كُنتُ أحلُمُ أن أرى
‏بَدرًا يَسيرُ على الثَّرى

‏حتّى ظَهرتِ كـ يَقظةٍ
‏والقَلبُ فيكِ تعثَّرا

.......

سكّينُ غدرِكَ في الحشا تتربَّعُ
‏سلمتْ يداكَ بقدر ما أتوّجَعُ

‏كم ذا أقول لمهجتي لا تعشقي
‏فالعشق من دمعاتنا يترصَّعُ

‏حذّرت قلبي من هواك وناره
‏لكن قلبي لا يرى أو يسمعُ

‏يا من لحبِّكَ قد رهنتُ مشاعري
‏فخسرتُ عمراً لا أظنُّهُ يرجعُ

.......

فلا مرّت و لا ألقت سلاما
‏ولا حنَّت و لا وفَّت ذِمامَا

‏ولا رقّت و لا مالت لذِكرى
‏ولا فاهت و لا رَوَتِ الأُوامَا

‏ولا أبدت وِدادا مستحَقّا
‏ولا صدَّت و لا أبدت مَلامَا

.......

ليتَ الذين تحبُّ العينُ رؤيتهم
أدنى إليَّ من الأجفانِ والحدقِ

وليتني يوم أني قد نظرتُ لهم
تبدد البعدُ، ويح البعد فاحترقِ

فليتها، ثم ليتًا، ثم ليتَ، ولن
يكف سيلُ أمانٍ يبتغي غرقي

.......

‏كُنْ أنتَ أنتَ، إذا تغيّرَ حالُهمْ
وتكالبَتْ نُوَبُ الزّمانِ وصالت
ِ
كالياسمين يظلُّ أبيضَ ناصعاً
مهما تتابعتِ الفصولُ وخانت!
.......

وأمضي وحيداً في طرائقِ غربتي
فدربي طويلٌ و الدُّروبُ عواثرُ

أُصبِّرُ نفسي والنّفوسُ ودائعُ
وأذكُرُ صحبي والصِّحابُ نَوادرُ

.......

‏لا تقطف الورد الجميل بمنجلٍ
فالورد لا يؤتى به مقتولا

إن كنت تبدي للصديق محبةً
فاجعل له لطف الحديث رسولا

......

إنّ البيوتَ إذا البناتُ نزلْنَها
مثلُ السماءِ.. تزيّنتْ بنجومِها

هُنَّ الحياةُ، إذا الشرورُ تلاطمتْ
و إلى الفؤادِ تسلّلتْ بهمومِها

.......

هي الدنيا فكن مِنْ مَن يعيها
ولا تحزن وإن عـانيـت فيها

وإن كُــسِـرَ الفــؤاد بـها مراراً
وبـــات محطماً منـهم عليــها

بقدر الكسر يأتي الجبر دوماً
وما تحوي القلوب سيحتويها

فطب عيشاً متى ما طبت قلباً
فقلـبُ الطـيِّبين يطيب فـيـهـا

.......

لُطف اللطيفِ بخَلقه لا يختفي
بجميله نُكفى الهمومَ فنكتفي

هو حسبنا كم حادثٍ ضِقنا بهِ
ذرعًا وفرّج كربه اللُطف الخَفيّ

.......