هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

‏غَالَبْتُ كُلَّ شَدِيدَةٍ فَغَلَبْتُهَا
وَالْفَقْرُ غَالَبَنِي فَأَصْبَحَ غَالِبِي

إِنْ أُبْدِهِ يَفْضَحْ وَإِنْ لَمْ أُبْدِهِ
يَقْتُلْ فَقُبِّحَ وَجْهُهُ مِنْ صَاحِبِ

.......

‏لَعَمرُكَ ما الأَبصارُ تَنفَعُ أَهلَها
إِذا لَم يَكُن لِلمُبصِرينَ بَصائِرُ

وَهَل يَنفَعُ الخَطِّيُّ غَيرَ مُثَقَّفٍ
وَتَظهَرُ إِلّا بِالصَقالِ الجَواهِرُ

.......

قالت : حُروفكَ قد مُزجت بأوردتي
وجميل همسُك يسري بين وجداني

إني أُحسك تَكْتُبُ ما يُرَاوِدُني
فكأن شعرك يرسم نبض شرياني

جاوبتها وضرام الشوق يحرقني
يا عشق روحي.. حُبك نبع ألحاني

إني أراك فتغدو الروح ناغمةً
و كأن وحي غرامٍ منك يغشاني

ما كنتُ أكتب عن علمٍ ولا فضلٍ
منّي .. ولا بيديَّ اخترتُ أوزاني

لكن فضل عذابي فيك يُلهِمُني
يطغى عليَّ.. فيأمُرُني وينهاني

.......

قالتْ : سَألْتُكَ بالذي رفَعَ السَّما
أتُحِبُّني أمْ كانَ حُبُّكَ مُفْتَعَلْ

أقَصَدتَني في كُلِّ بَيْت صغتَهُ
في كلِّ شَطْرٍ أوْ مَقالٍ مُرتَجَل

فَرَدَدتُ :أنْشِدُ في هَواها قَصائِداً
وكَتَبْتُ في عَيْنَيْها أبْياتَ الغَزَلْ

قالَتْ : تَمَهَّلْ في الكِتابَةِ إنَّني
أخْشى عَلى قَلْبي الرَّقيقِ مِنَ الفَشَل

قُلْتُ : الهَوى عَهْدٌ سَيَبْقى بَيْنَنا
لنْ يَعرِفَ التَّغييرَ أوْ فَنَّ الدَّجَل

قالَتْ : فَدَيْتُكَ كَمْ أحِبُّكَ يا أنا
وتَبَسَّمَتْ والوَجْهُ يَعلوهُ الخَجَل

وتمايَلَتْ كالبانِ فَوْقَ قَصائِدي
قالتْ : فَزِدني مِنْ جَميلِ المُرتَجَل

فَتَسارَعَ الحَرفُ الرَّقيقُ على فَمي
كَخَليَّةٍ فاضَتْ بِقَطَراتِ العَسَل

فَتَلَعثَمَتْ خَجَلاً وقالَتْ إنَّني
يَكْفي فُؤادي القَليلُ مِنَ الجُمَل

.......

و قالت قد بلغت ألأربعين
أفلا ترى جمالي قد ذهب

فـ قلت لها أرأيتي يوماً
قد نقص من سعره ألذَّهب

أو رأيتي لوحة قديمة
إلاَّ و أزداد في إثرها ألطَّلب

فـ تلگ ألأربعون يا جميلتي
قد زادت من بهائگ ألعجب

ألنَّاس تخشى أن يگبروا
و أنتي ناصعة گـ تأريخ ألعرب

فـ أطمئني لن يزول جمالگ
فـ إنَّ لگ بـ ألجمال ألف سبب

......

إذا تبـدّل قلبٌ كنتَ تـألفه
فـارفقْ به لا تزدْ في اللوم والعتب

من جار في البعد فالأشـواق تُرْجعه
لو يصدأ القلب يبقى الشوق كالذهبِ

......

لاتَلمس الورد فالأشواك تحرسهُ
وأرفق بكفكَ إن الوردَ مغرورُ

لهُ الْمَعَاذِير في إدماءِ لامسهِ
وإن أصابك أو أدماك معذورُ

للوردِ حقٌ بإدماء القلوب ولا
يُطالَبُ الورد أن القلبَ مهدورُ

وأنت والورد بانٌ وابن خالتهِ
وسائر الناس رأس فيك مخمورُ

......

وكنتُ إذا عقدتُ حبالَ قومٍ
‏صحبتُهمُ وشيمتيَ الوفاءُ

‏فأحسِنُ حينَ يحسنُ محسِنوهم
‏وأجتنِبُ الإساءةَ إن أساؤوا

......

يا قاضي الحاجاتِ كم من كُربةٍ
فُقِدَ الرجا بزوالها فأزلتها

كم نامَ قلبي مُثقَلاً بهمومهِ
فإذا به يصحو وقد فرّجْتَها

كم دعوةٍ مُزِجت بدمعِ توسّلي
أودَعْتُها لكَ خالقي فأجبْتَها

وأنا الذي أذنَبتُ عُمريَ كلّهُ
فسَتَرْتَ كلّ خطيئةٍ وغفرتَها

ما زِلتَ يا ربّاهُ تجبُرُ خاطري
وتغيثُ هذي الروحَ منذُ خلقتَها

فلك الثناءُ مع المحامدِ كُلّها
من مَبدأِ الأيامِ حتى المُنتهى

......

وكم باتتْ قلوبٌ ترتجيهِ
يُخفّف ما تُلاقي مِن أساها

فجاءَ الغيثُ مِن ربٍ كريمٍ
بإحسانٍ وجودٍ لا يُضاهى

وَأَلْبَسَهَا لِبَاسًا مِن سُرُورٍ
كَأَنَّ السَّعْدَ لَمْ يَعْرِفْ سِوَاهَا

فَعَاقِبَةُ الهُمُومِ إِلَى زَوَالٍ
عَنِ الدُّنْيَا إِذَا بَلَغَتْ مَدَاهَا

......