هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

أتَشكو في الحياةِ ظـلام درْبكْ!
سـتُشرِق يـا صـديقُ فـثِق بِربِّكْ

يُــضـيءُ الـمـشرقينِ ومـغـربَيْها
أيـعجَزُ أن يُـضيء فـضاء قلبِكْ

.......

‏كم حقّق الباري مُناكْ
ورعاك فضْلاً واجْتباكْ

وأفاض من نعمائهِ
خيراً كثيراً واصطفاكْ

كم قد جهِلْتَ وكم عصيتَ
وكم نسيتَ وما نَساك

وتعيشُ مغضوباً عليك
وساخطاً تاهت رُؤاكْ

عش قانعاً واشكر له
سبحانه فيما أتاكْ

لا شيء يكْملُ دائماً
لكن يُكمّلُه رضاكْ

.......

وَعَظَ الزَمانُ فَما فَهِمتَ عِظاتِهِ
وَكَأَنَّهُ في صَمتِهِ يَتَكَلَّمُ

لَو حاوَرَتكَ الضَأنُ قالَ حَصيفُها
الذِئبُ يَظلِمُ وَاِبنَ آدَمَ أَظلَمُ


‎أبو العلاء المعري

ما حلَّ كربٌ في الزمانِ وكدَّرا
إلا ولُطفُ الله هَلَّ وأمطرا

كم شدَّةٍ مرَّتْ عليكَ وغادرَتْ
منها فؤادُكَ كاد أنْ يتفطَّرا

فاصبرْ على بلْوَى الحياةِ وضيقِها
إنَّ الذي أشْجاكَ كانَ مُقدَّرا

.......

‏ولقيتُها قلبًا يضمُّ سعادتي
ولقيتُها دومًا لأيامي سقَت

شطرًا يُتمِّمُ شطرَ روحي قُربهَا
لا فرَّق الله القلوبَ إذا التقت

.......

‏يا توأمَ الروحِ تاهتْ فيكِ أبياتي
يا جنّةَ الوصلِ يا أحلى العذاباتِ

صبّي غرامكِ واسقي منهُ أوردَتي
ثمّ اطفئي من لهيب الشوقِ أنّاتي

فأنتِ أُنسي و إسعادي و أغنيتي
وأنتِ أقربُ من ذاتي إلى ذاتي

يامنْيةَ الروحِ أشواقي مبعثرةٌ
والقلبُ نادى فقولي للهوى هاتِ

........

إذا كانت الغايات عظيمة والطموح كبير
تفرّق عنك مساعدوك، وقلَّ مُناصِرُوك.

يقول المتنبي عن نفسه:

‏أهُمُّ بِشَيءٍ والليالي كَأَنَّها
‏تُطارِدُني عن كَونِهِ وَأُطارِدُ

‏وحيدٌ مِنَ الخُلّانِ في كُلِّ بَلدَةٍ
‏إذا عَظُمَ المَطلوبُ قَلَّ المُساعِدُ

رأى أحدهم رجلًا يشكو إلى آخر فاقةً
وضرورةً، فقال: تشكو من يرحمك
إلى من لا يرحمك؟ ثمَّ أنشده:

وَإذا عَرَتْكَ بَلِيَّةٌ فاصْبِرْ لها
صَبْرَ الكريمِ فإنَّهُ بِكَ أعلمُ

وإذا شَكَوْتَ إلى ابن آدمَ إنَّما
تَشْكُو الرحيمَ إلى الذي لا يَرْحَمُ

مدارج السالكين، لابن القيم

كُن كالصحابة في زهدٍ وفي ورع
القوم هُم ما لهم في الناس أشباهُ

عبَّاد ليل إذا جنَّ الظلام بهم
كم عابدٍ دمعه في الخدِّ أجراه

وأُسدُ غاب إذا نادى الجهاد بهم
هبُّوا إلى الموت يستجدون رؤياه

يا رب فابعث لنا من مثلهم نفرا
يُشيِّدون لنا مجدا أضعـناه

......

كم من أخٍ لك لم يلده أبوكا
وأخ أبوه أبوك قد يجفوكا

صافِ الكرام إذا أردت إخاءهم
واعلم بأن أخا الحفاظ أخوكا

كم إخوة لك لم يلدك أبوهم
وكأنما آباءهم ولدوكا

لو كنت تحملهم على مكروهة
تخشى الحتوف بها لما خذلوكا

وأقارب لو أبصروك مُعلَّقا
بنياط قلبك ثم ما نصروكا

.......