هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

‏أيها الموجوعُ صبراً
‏إنَّ بعد الصبر بشرى

‏أيها البــــــاكي بِلَيلٍ
‏سوف يأتي النور فجرا

‏أيها المكسـورُ قل لي
‏هل يديم الله كســــرا

‏يا عزيز القلب مهلاً
‏إنَّ بعد العســرِ يسرا


......

أشكو غراماً بقلبي كاد يقتلني
ونشوةَ الوصل للحسناء أرميها

بثغرها الساحر الفتان تأسرني
هي الغرام وقلبي مغرمٌ فيها

ماذا أحدث..من ذا قد يصدقني
إذا حلفتُ بأن الله يحميها

من أعين الناس إن عبروا بساحتها
أخاف من حاسدٍ..بالعين يؤذيها

إن هزَّت الطرف لبَّيتُ الندا طرباً
وإن أشارت بروحي سوف أفديها

هي الجمال الذي إن نمتُ أيقظني
وإن غفوتُ بأحلامي أناديها

ماذا أحدث عن سحرٍ تملَّكني
زاد إشتياقي ونار البين تكويها

والله إنَّ الهوى عنها يحدثني
ماذا بها..ولماذا النوم يجفيها؟

متى تئن..متى بالشوق تذكرني
متى تحِن إلى أسلاف ماضيها

هي الوحيدةُ في عصري وفي وطني
منحتها مهجتي..روحي بما فيها

وذلك الحَوَر الفتان يجذبني
لوصلها فمتى في الصدر أدفيها

متى تذوب حبال الهجر ياسَكني
أرجوك قولي غداً..بالله قوليها


......

وجميلة فوق الجمال ووصفه
وعظيمة أسمى من الإعظام

تسمو كأجنحة الشعاع كأنّها
في الأفق أرواح بلا أجسام

لا: لا تقل لي: سمّها فجمالها
فوق الكناية فوق كلّ أسامي

إنّي أعيش لها وفيها إنّها
حبّي وسرّ بدايتي وختامي

وأحبها روحا نقيّا كالسَّنا
وأحبّها جسما من الآثام

وأحبّها نورا وحيرة ملحد
وأحبّها صحوا وكأس مدام

وأريدها غضبى وإنسانيّتي
وشذود طفل واتّزان عصامي

دعني أغرّد باسمها ما دام في
قدحي ثمالات من الأنغام

فتّشت عنها وهي أدنى من مُنى
قلبي: ومن شوقي وحرّ أُوامي

ولقيتها يا شوق أين لقيتها؟
عندي هنا في الحبّ والآلام


......

ساءلتُ نفسي أين أحبابي مضَوْا
ومتـى سـتـجمعنـي بـهم أقداري

أصحو على طيفٍ يداعـب مُقْلتي
وأنام لـكـنْ طـيفُـهُم بـجواري

آوي إلى الأطلال أجلـس بائساً
فهـنـا رأيت أحبتـي فـي الـدارِ

وغدوتُ بعد البين أرنـو حـائراً
وإذا الكواكبُ فـي الـمـسا سُمَّاري

حَمَّـلْتُ أنسـامَ الشـتاءِ رسالةً
فأتـى الـجـوابُ إليَّ فـي أيـارِ

كم سافرت عبرَ الرياح قصائدي
لكـنهـا سئمـتْ مـن الأسـفـارِ

فمتى سيجمعنا الزمـان ونلتقي
أم هـل سأُمضي العُمْـر بالتّـذكـار

تُرى سيُجْمَعُ شـملُنا بحيـاتنا
أم بعـد رصــفِ القـبر بالأحجار


......

‏أيا بعيدًا وَقَد قُرِّبت مِن قلبي
‏والناسُ تأكُلني عَدَلاً وإيلامًا

‏قالوُا جُنِنت إذا احبَبت مُبتعِدًا
‏أُجِيبُ أعشَقهُ لو كانَ اوهامًا

‏احيَا بقُرِبكَ يَامن لَستُ المِسُه
‏إلا بِحُلمٍ وقد أبليتُ أحلامًا

‏أنا و أنت مَتى الأيامُ تَجمعُنا؟
‏إني كَبْرتُ بهذا البُعدِ اعوَامًا


......

‏فيا راحلاً لم أدرِ كيف رحيله
لما راعني من خطبه المتسرِّع

يلاطفني بالقول عند وداعه
ليُذهب عنّي لوعتي وتفجُّعي

......

‏نَعُدُّ أَيَّامَنَا نَخشَى تَصَرُّمَهَا
أَقسَى مِنَ الفَقدِ فِينَا خَشيَةُ الفَقدِ

إِذَا تَذَكَّرتُ يَومَ البُعدِ أَرَّقَنِي
هَمٌّ، فَكَيفَ بِنَا فِي سَاعَةِ البُعدِ

......

وعيرني الأعداءُ والعيبُ فيهم
فليس بعارٍ أن يُقال ضريرُ

إذا أبصرَ المرءُ المروءةَ والتُقى
فإن عمى العينين ليس يضيرُ

رأيتُ العمَى أجرًا وذُخرًا وعصمةً
وإني إلى تلك الثلاث فقيرُ


بشار بن برد

رفيقةَ عُمري.. هل لجرحيَ بلسمُ
رحيلُك أَدماه وما انقطع الدمُ

أنامُ على صمتِ الجراح وصمتُها
يعبِّر عن حرِّ الجَوى ويُترجمُ

ولمّا استراش الفرخُ واشتدّ عودُه
وجاء الرَّغيدُ الحُلو وانزاحَ عَلقمُ

رَفيقينِ من بعد الثلاثين خمسة
مشينا بها في دربنا وهيْ أنجمُ

ففرَّقنا ريبُ المنون فها أنا
وحيدٌ يَعضُّ الحُزن فيَّ ويَقضمُ

سأَبقى إلى أن نلتقي بثرى الحِمى
وقلبي لصيقٌ بالتُراب مُتيّمُ



كتبها الدكتور الشيخ احمد الوائلي
في رثاء زوجته

وَأَصبُرُ لِلحَبيبِ وَإِن جَفاني
وَلَم أَترُك هَواهُ وَلَستُ أَسلو

عَسى الأَيّامُ تُنعِمُ لي بِقُربٍ
وَبَعدَ الهَجرِ مُرُّ العَيشِ يَحلو

عنترة بن شداد