![]() |
#7521 | ||
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
![]() |
![]() لواعِجُ الحبِّ أُخْفيها وأُبْديها
والدّمْعُ يَنشُرُ أسراري وأطْويها ولَوْعَةٌ كَشَباةِ الرُّمْحِ يُطفِئُها تَجَلُّدي وأُوارُ الشّوْقِ يُذْكيها إحدى كِنانَةَ حلّتْ سَفْحَ كاظِمةٍ غَداةَ سالَ بظُعْنِ الحيِّ واديها فلَسْتُ أدري أمِنْ دَمْعٍ أُرَقْرِقُهُ أم مِنْ مَباسِمها ما في تَراقِيها ذَكَرْتُ بالرَّمْلِ منْ حُزْوى رَوادِفَها والعينُ تَمْرَحُ عَبرى في مَغانيها بحيث تُرْشَحُ أمُّ الخِشْفِ واحِدَها على مَذانِبَ تَرْعى في مَحانيها دارٌ على عَذَباتِ الجِزْعِ ناحِلةٌ تُميتُها الرّيحُ والأمطارُ تُحييها حَيَّيْتُها وجُفونُ العينِ مُترَعَةٌ بأدمُعٍ رَسَبَتْ فيها مآقيها وقَلَّ للدارِ مني مَدْمَعٌ هَطِلٌ وعَبْرَةٌ ظَلْتُ في رُدني أواريها فقد نَضَوْتُ بها الأيّامَ ناضِرَةً تُغْني عنِ السَّحَرِ الأعلى لَياليها أزْمانَ أخْطِرُ في بُرْدي هَوًى وَصِباً بلِمّةٍ يُعجِبُ الحَسْناءَ داجيها فانْجابَ لَيلُ شَبابٍ كنتُ آلَفُهُ إذ لاحَ صُبْحُ مَشيبي في حَواشيها يا سَرْحَةَ القاعِ رَوّاكِ الحَيا غَدَقاً منْ ديمَةٍ هَطَلَتْ وُطْفاً عَزاليها زُرْناكِ والظِّلُّ ألْمى فاسْتُريبَ بِنا ولم يُنِخْ عندَكِ الأنْضاءَ حاديها ومَسْرَحُ المُهْرَةِ الدّهْماءِ مُكْتَهِلٌ لو كانَ بالرّوضَةِ الغنّاءِ راعيها لوَيْتُ عنهُ هِناني وهْيَ تَجْمَحُ بي والبيضُ مُرْتَعِداتٌ في غَواشيها مُهْرَ الفَزارِيِّ غُضَّ الطّرْفَ عن نُغَبٍ يُرْوي بِها إبِلَ العَبْسيِّ ساقيها فقد نَمَتْكَ جِيادٌ لا تُلِمُّ بها حتى تَرى السُّمْرَ مُحْمَرّاً عَواليها كأنّ آذانَها الأقْلامُ جاريَةً بِما نَبا السّيْفُ عنهُ في مَجاريها منها الندىً والرّدى فالمُعْتَفونَ رأَوْا أرْزاقَهُمْ مَعَ آجالِ العِدا فيها بكَفِّ أرْوَعَ لم يَطْمَحْ لغايَتِهِ ثَواقِبُ الشُّهْبِ في أعلى مساريها يُمْطي ذُرا الشّرَفِ العاديِّ همّتَهُ مُلْقًى على الأمَدِ الأقصى مَراسيها ذو سُؤْدَدٍ كأنابيبِ القَنا نَسَقٍ في نَجْدَةٍ من دِماءِ الصِّيدِ تُرويها يُزْهى بها الدّهْرُ والأيّامُ مُشْرِقَةٌ تهُزُّ في ظِلِّهِ أعْطافَها تيها وعُصْبَةٍ مُلِئَتْ أسْماعُهُمْ كَلِماً ظَلِلْتُ أخْلُقُها فيهِمْ وأَفْريها أُوطَأْتُهُمْ عقِبي إذ فُقْتُهُمْ حَسَباً بِراحَةٍ يرتَدي بالنُّجْحِ عافيها فقُلِّدَ السّيْفَ يومَ الرّوعِ طابِعُهُ وأعْطيَ القَوْسَ عندَ الرّمْيِ باريها أرى أُهَيْلَ زماني حاوَلوا رُتَبي وللنّجومِ ازْوِرارٌ عنْ مَراقيها وللصُّقورِ مَدًى لا تَرْتَقي صُعُداً إليهِ أغرِبةٌ تَهْفو خَوافيها لولا مَساعيكَ لم أهْدِرْ بقافيَةٍ يكادُ يَسْتَرْقِصُ الأسْماعَ راويها إذا وَسَمْتُ بكَ الأشْعارَ أَصْحَبَ لي أبِيُّها فيكَ وانْثالَتْ قَوافيها الابيوردي
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#7522 | ||
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
![]() |
![]() النّائِباتُ كَثيرةُ الإنذارِ
واليومَ طالَبَ صَرْفُها بالثّارِ سُدَّتْ على عُونِ الرّزايا طُرْقُها فسَمَتْ لنا بخُطوبِها الأبْكارِ عَجَباً من القَدَرِ المُتاحِ تولّعَتْ أحْداثُهُ بمُصَرِّفِ الأقدارِ ولَنا بمُعتَرَكِ المَنايا أنْفُسٌ وقَفَتْ بمَدْرَجَةِ القَضاءِ الجاري في كلِّ يومٍ تعْتَرينا رَوعَةٌ تَذَرُ العُيونَ كَواسِفَ الأبْصارِ والموْتُ شِرْبٌ ليسَ يُورِدُهُ الرّدى أحَداً فيَطْمَعَ منهُ في الإصدارِ شرِبَ الأوائِلُ عُنفُوانَ غَديرِهِ ولَنَشْربَنَّ بهِ من الأسْآرِ ملأَتْ قُبورُهُمُ الفَضاءَ كأنّها بُزْلُ الجِمالِ أُنِخْنَ بالأكْوارِ ألْقَوا عِصِيَّهُمُ بدارِ إقامَةٍ أنْضاءَ أيّامٍ مَضيْنَ قِصارِ وكأنّهمُم بلَغوا المَدى فتَواقَفوا يتَذاكَرونَ عَواقِبَ الأسْفارِ لمْ يَذهَبوا سَلَفاً لنَغْبُرَ بَعدَهُمْ أينَ البَقاءُ ونحنُ في الآثارِ حارَتْ وراءَهُمُ العُقولُ كأننا شَرْبٌ تُطَوِّحُهُمْ كُؤوسُ عُقارِ يا مَنْ تُخادِعُهُ المُنى ولرُبّما قطَعَتْ مَخائِلُها قُوى الأعمارِ والناسُ يستَبِقون في مِضْمارِها والمَوتُ آخِرُ ذلكَ المِضْمارِ والعُمْرُ يَذْهَبُ كالحياةِ فما الذي يُجْدي عَليكَ منَ الخَيالِ السّاري بَيْنا الفَتى يَسِمُ الثّرى برِدائِهِ إذ حَلَّ فيهِ رَهينَةَ الأحْجارِ لوْ فاتَ عاديَةَ المَنونِ مُشَيَّعٌ لنَجا بمُهْجَتِهِ الهِزَبْرُ الضّاري أقْعى دوَيْنَ الغابِ يمنَعُ شِبلَهُ ويُجيلُ نظرَةَ باسِلٍ كَرّارِ وحَمى الأميرَ ابنَ الخَلائِفِ جعفَراً إقْدامُ كُلِّ مغَرِّرٍ مِغْوارِ يمشي كما مَشَتِ الأسودُ إِلى الوَغى والخَيْلُ تَعثُرُ بالقَنا الخَطّارِ ويخوضُ مُشْتَجَرَ الرِّماحِ بغِلْمَةٍ عرَبيّةٍ نَخَواتُها أغْمارِ ويَجوبُ أرديَةَ العَجاجِ بجَحْفَلٍ لَجِبٍ تئِنُّ لهُ الرُّبا جَرّارِ والمَشْرَفيّاتُ الرِّقاقُ كأنّها ماءٌ أصابَ قَرارَةً في نارِ ينعَوْنَ فَرْعاً من ذَوائِبِ دَوْحَةٍ خَضِلَتْ حَواشِيها عَلَيْهِ نُضارِ نَبَويّةِ الأعراقِ مُقْتَدَرِيّةٍ تَفْتَرُّ عنْ كَرَمٍ وطِيبِ نِجارِ ذَرَفَتْ عُيونُ المَكْرُماتِ وأعْصَمَتْ أسَفاً بأكْبادٍ علَيْهِ حِرارِ صَبْراً أميرَ المؤْمنينَ فأنْتُمُ أسْكَنتُمُ الأحْلامَ ظِلَّ وَقارِ هذا الهِلالُ وقد رَجَوْتَ نُمُوَّهُ للمَجْدِ عاجَلَهُ الرّدى بسِرارِ إن غاضَ مِنْ أنوارِهِ فَوراءَهُ أُفُقٌ تَوَشّحَ منكَ بالأقمارِ كادَتْ تَزولُ الرّاسِياتُ لِفَقْدِهِ حتى أذِنْتَ لهُنَّ في استقْرارِ ومتى أصابَ ولا أصابَكَ حادِثٌ مِما يُطامِنُ نَخوةَ الجبّارِ فاذْكُرْ مُصابَكَ بابنِ عمّكَ أحْمَدٍ والغُرِّ منْ آبائِكَ الأخْيارِ كانوا بُدورَ أسِرَّةٍ ومَنابِرٍ يتهلّلونَ بأوْجُهٍ أحْرارِ قومٌ إذا ذَكَرَتْ قُرَيْشٌ فضْلَهُمْ أصْغى إليها البَيتُ ذو الأسْتارِ بلغَ السّماءَ بهِمْ كِنانَةُ وارْتَدى بالفَخْرِ حَيّا يَعْرُبٍ ونِزارِ فاسْلَمْ رَفيعَ النّاظِرينَ إِلى العُلا تُهْدى إليكَ قَلائِدُ الأشْعارِ والدّهْرُ عَبْدٌ والأوامِرُ طاعَةٌ والمُلْكُ مُقْتَبَلٌ وزَنْدُكَ وارِ الابيوردي
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#7523 | ||
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
![]() |
![]() جتأمّلْتُ الورى جِيلاً فجيلا
فكانَ كَثيرهُمْ عِندي قَليلا لهُمْ صُوَرٌ تَروقُ ولا حُلومٌ وأجسامٌ تَروعُ ولا عُقولا وأُبْصِرُ خامِلاً يَجْفو نَبيهاً وأسْمَعُ عالِماً يَشكو جَهولا إذا ما شئْتَ أنْ يَلقاكَ فيهِمْ عَدوٌّ فاتّخِذْ مِنهُمْ خَليلا وإنْ تُؤثِرْ دُنُوَّهُمُ تُمارِسْ أذىً تَجِدُ العَناءَ بهِ طَويلا وإنْ ناوَلْتَهُم أطرافَ حَبْلٍ وهَى فاهْجُرْهُمُ هَجْراً جَميلا ولِنْ لهُم وخادِعْهُمْ أوِ اشْدُدْ على صَفَحاتِهِمْ وَطْئاً ثَقيلا فإما أن تُغالِبَهُمْ عَزيزاً وإما أنْ تُداريَهُمْ ذَليلا ومَن راقَتْهُ ضَجْعَتُهُ بِدارٍ يُقِلُّ المَشْرَفيُّ بِها صَليلا فلَسْتُ منَ الهَوانِ ولَيسَ منّي فألْبَسَهُ وأدَّرِعَ الخُمولا إذا الأُمَويُّ قَرَّبَ أعْوَجِيّاً وضاجَعَ هِندُوانِيّاً صَقيلا فذَرْهُ والمِصاعَ فسوفَ تُؤتَى بهِ مَلِكاً مَهيباً أو قَتيلا وطامِحَةِ العُيونِ على مَطاها أُسودٌ يتّخِذْنَ السُّمْرَ غِيلا أظُنُّ مِراحَها راحاً فمِنْهُ بِها ثَمَلٌ وما شَرِبَتْ شَمولا وأزْجُرُ منْ نَزائِعِها رَعيلاً إذا وَقَذَ الوَجى منها رَعيلا وأُورِدُها الوَغى والنّقُْ كابٍ فتَسْحَبُ منْ وشائِعِهِ ذُيولا وتَعْثُرُ بالكُماةِ الصِّيدِ صَرْعَى فتَنْفِرُ وهْيَ تَحْسَبُهمْ نَخيلا بحَيثُ النَّسْرُ لا يُلفِي لَدَيْهِمْ سِوى الذّئبِ الأزَلِّ لهُ أكيلا وتَخْطِرُ في نَجيعٍ غِبَّ طَعْنٍ وَجيعٍ يَسْلُبُ البَطَلَ الشّليلا كأنّ الشّمسَ قد نَضحَتْ جِيادي بِذَوْبِ التّبْرِ إذ جَنَحَتْ أصيلا وسَيفي تتّقيهِ الهَامُ حتَّى تُفارِقَ قَبلَ سلّتِهِ المَقيلا بهِ بَعدَ الإلهِ بَلَغْتُ شأواً يُسارِقُهُ السُّها نَظَراً كَليلا وطافَتْ بالعُلا هِمَمي وعافَتْ غِنًى أرْعى بهِ كَلأً وَبِيلا فلَمْ أحْمَدْ لِعارِفَةٍ جَواداً ولم أذْمُمْ على مَنْعٍ بَخيلا نَماني كُلُّ أبْيَضَ عَبْشَميٍّ تُعَدُّ النّيِّراتُ لهُ قَبيلا فآبائي مَعاقِلُهُمْ سُيوفٌ بِها شَجّوا الحُزونَةَ والسُّهولا وأرضى اللهَ نَصْرُهُمُ لِدِينٍ بهِ بُعِثَ ابنُ عمّهِمُ رَسولا وهُمْ غُرَرٌ أضاءَتْ في نِزارٍ وكانَ بَنوهُ بَعْدَهُمُ حُجولا متى هَذَرَ القَبائلُ في فَخارٍ بألْسِنَةٍ تَهُزُّ بِها نُصولا فنحنُ نكون أطْوَلَها فُروعاً إذا نُسِبَتْ وأكرَمَها أُصولا الابيوردي
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#7524 | ||
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
![]() |
![]() مَنْ أغْفَلَ الحَزْمَ أدْمى كَفَّهُ نَدَما
واسْتَضْحَكَ النّصْرَ مَنْ أبْكى السّيوفَ دَما فالرّأيُ يُدْرِكُ ما يَعْيَى الحُسامُ بهِ إذا الزّمانُ بِذَيلِ الفِتْنَةِ الْتَثَما هابَ العِدا غَمَراتِ المَوْتِ إذْ بَصُروا بالأُسْدِ تَنْزِلُ مِنْ سُمْرِ القَنا أجَما والخَيْلُ عابِسَةٌ يَعْتادُها مَرَحٌ إذا امتَطاها نِظامُ الدّينِ مُبْتَسِما في ساعَةٍ تَذَرُ الأرْماحَ راعِفةً والمَشْرَفيَّ على الأرواحِ مُحْتَكِما رَطْبُ الغِرارَيْنِ مأمونٌ على بَطَلٍ يَخشى زَماناً على الأحرارِ مُتَّهَما تَلوحُ غُرَّتُهُ والجُرْدُ نافِضَةٌ على جَبينِ الضُّحى منْ نَقْعِها قَتَما وللسّهامِ حَفيفٌ في مَسامِعِهمْ كالنّحْلِ ألْقَيْتَ في أبْياتِهِ الضَّرَما إذا اسْتَطارَتْ طِلاعَ الأُفْقِ أرْدَفَها بالبيضِ عُوِّضْنَ عن أغْمادِها القِمَما لمْ تَطْلُعِ الشّمسُ إلا استُقْبِلَتْ بِعَمىً ولا بَدا النّجْمُ إلا اسْتَشْعَرَ الصّمَما توقّفوا كارْتِدادِ الجَفْنِ وانصَرَفوا كما طَرَدْتَ حِذارَ الغارَةِ النَّعَما والأعْوَجِيّةُ كادَتْ مِنْ تَغَيُّظِها على فَوارِسِها أنْ تَلْفِظَ اللُّجُما منْ كُلِّ طِرْفٍ يَبُذُّ الطّرْفَ مُلتَهِباً في حُضْرِهِ ولِشَأْوِ الرّيحِ مُلْتَهِما رَدْعُ النّجيعِ مُبينٌ في حَوافِرِها مِمّا يَطَأْنَ بِمُسْتَنِّ الرّدى بُهَما كأنّ كُلَّ بَنانٍ منْ ولائِدِهِمْ أهْدى إلَيْهِنّ إذْ نَجَّيْنَهُمْ عَنَما باضَ النَّعامُ على هاماتِهمْ وهُمْ أشْباهُهُ والوَغى يَستَرْجِفُ اللِّمَما فَباتَ أرْحَبُهمْ في كُلِّ نائِبَةٍ ذَرْعاً تَضيقُ عليهِ الأرضُ مُنْهَزما وما التَفَتَّ احتِقاراً نحوَهُ وبِهِ نَجلاءُ يَلْوي لَها حَيْزومَهُ ألَما ولو أمَلْتَ إليه السّوطَ غادَرَهُ شِلْواً بمُعتَرَكِ الأبطالِ مُقْتَسَما وعُصبَةٍ مُلِئَتْ غَيظاً صُدورُهُمُ منْ مُخفِرٍ ذِمّةً أو قاطِعٍ رَحِما واستَوْطَؤوا ثَبَجَ البَغْضاءِ واجتَذَبوا حَبْلاً أُمِرَّ على الشّحْناءِ فانْجذَما والشَّعبُ إنْ دَبّ في تَفريقِهِ إحَنٌ فلن يَعودَ طَوالَ الدّهرِ مُلْتَئِما وأنتَ أبعَدُ في فَضْلٍ ومَكْرُمةٍ شأوأُ وأثْبَتُ منهمْ في الوَغى قدَمَا وخَيْرُهُمْ حَسَباً ضخْماً وأغْزَرُهُمْ سَيْباً وأضفى على مُسْتَرْفِدٍ نِعَما تَعْفو وتَصْفَحُ عنْ عِزٍّ ومَقدِرَةٍ ولا نَراكَ وقيذَ الحِلْمِ مُنْتَقِما إذا أذابَ شَرارُ الحِقْدِ عاطفَةً هَزَزْتَ للعَفْو عِطْفَيْ سُؤدَدٍ كَرَما فوَدَّ كُلُّ بَريءٍ مُذْ عُرِفْتَ بهِ دون البَريّةِ أنْ يَلْقاكَ مُجْتَرِما ومِنْ مَساعيكَ فَتْحٌ إذ سَلَلْتَ لهُ رَأياً فَلَلتَ به الصّمْصامَةَ الخَذِما أضحى بهِ الدِّينُ مُفْتَرّاً مَباسِمُهُ والمُلْكُ بعدَ شَتاتِ الشّملِ مُنتَظِما فأشْرَقَ العَدْلُ والأيامُ داجِيةٌ بَثّتْ يَدُ الظُّلْمِ في أرجائِها الظُّلَما وقد رَمى بِكَ ركْنُ الدينِ مُعضلةً يَهابُ كلُّ كَميٍّ دونَها قُحَما فقُمْتُ بالخَطْبِ مَرْهوباً عَواقِبُهُ للعَزْمِ مُحتَضِناً للحَزْمِ مُلتَزِما كالبَحرِ مُتَلْطِماً والفَجْرِ مُبتَسِماً والليثِ مُعتَزِماً والغَيثِ مُنسَجما كَفَتْهُ كُتْبُكَ أن تُزْجى كتائِبُهُ وأُلْهِمَ السّيفُ أن يَستنْجِدَ القَلَما تَلْقى الشّدائِدَ في نَيْلِ العُلا وَلَها يُعالِجُ الهَمَّ مَنْ يَستنْهِضُ الهِمَما وإنْ أرابَكَ منْ دَهْرٍ تَكَدّرُهُ كُنتُ المُصَفّى على أحْداثِهِ شِيَما فابْسُطْ إِلى أمَدٍ تَسْمو إليهِ يَداً تَكفي المُؤمِّلَ أنْ يَستَمْطِرَ الدِّيَما ولا تُبَلْ سَخَطَ الأعداءِ إنّهمُ يَرضَوْنَ منكَ بأن تَرضى بهِمْ خَدَما وسَلْ بيَ المَجْدَ تعلمْ أيَّ ذي حَسَبٍ في بُردَتَيَّ إذا ما حادِثٌ هَجَما يُلينُ للخِلِّ في عزٍّ عَريكَتَهُ مَحْضَ الهَوى ولهُ العُتْبى إذا ظُلِما منْ مَعشَرٍ لا يُناجي الضّيمُ جارَهُمُ نِضْوَ الهُمومِ غَضيضَ الطّرْفِ مُهْتَضَما فصِحّةُ الوُدِّ تَأبى وهْيَ ظاهِرةٌ أن تُخفيَ الحالُ في أيّامكُمْ سَقَما والدّهْرُ يعلَمُ أنِّي لا أذِلُّ لهُ فكيفَ أفتَحُ بالشّكوى إليكَ فما الابيوردي
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#7525 | ||
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
![]() |
![]() لكَ المَجْدُ لا ما تدّعيهِ الأوائِلُ
وما في مَقالٍ بَعْدَ مَدْحِكَ طائِلُ وليسَ يؤدّي بَعْضَ ما أنتَ فاعِلٌ إذا رُمْتُ وَصْفاً كلُّ ما أنا قائِلُ أبوكَ وأنتَ السّابِقانِ إِلى العُلا على شِيَمٍ منْهُنَّ حَزْمٌ ونائِلُ ولولاكُما لم يُعْرَفِ البأسُ والندىً ولمْ يَدْرِ ساعٍ كيفَ تُبغى الفضائِلُ وهل يَلِدُ الضِّرْغامُ إلا شَبيهَهُ ويُنجِبُ إلا الأكْرَمونَ الأماثِلُ فلَيتَ أباً لا يُورِثُ الفَخْرَ عاقِرٌ وأُمّاً إذا لم تُعْقِبِ المَجْدَ حائِلُ وأنت الذي إنْ هَزَّ أقْلامَهُ حَوى بِها ما نَبَتْ عنهُ الرِّماحُ الذّوابِلُ يَطولُ لِسانُ الفَخْرِ في مَكْرُماتِهِ ويَقْصُرُ باعُ الدّهْرِ عمّا يُحاوِلُ وحَيٍّ من الأعداءِ تُبدي شِفاهُهُمْ نَواجِذَ مَقْرونٌ بِهنَّ الأنامِلُ فمِنْهُم بِمُستَنِّ المَنايا مُعَرِّسٌ تُطيفُ بهِ سُمْرُ القَنا والقنابِلُ وآخِرُ تَستَدْني خُطاهُ قُيودُهُ وهُنَّ بساقَيْ كُلِّ عاصٍ خَلاخِلُ أزَرْتَهُمُ بَيضاً كأنّ مُتونَها أجَنَّ المَنايا السّودَ فيها الصّياقِلُ ولم يَبْقَ إلا من عَرَفْتَ وعنده مكائِدُ تَسري بينهنَّ الغَوائِلُ أطَلْتَ له باعاً قَصيراً فمَدَّهُ إِلى أمَدٍ يَعْيَى بهِ المُتَطاوِلُ وخاتَلَ عن أضْغانِهِ بتَودُّدٍ وهلْ يَمْحَضُ الوُدَّ العدوُّ المُخاتِلُ لَئِنْ ظَهَرَتْ منهُ خَديعةُ ماكِرٍ فسَيْفُكَ لا تَخفى عليه المَقاتِلُ وكم يوقِظُ الأحْقادَ من رَقَداتِها وتَرْقُدُ في أغمادِهِنّ المَناصِلُ فرَوِّ غِرارَ المَشْرَفيّ بهِ دَماً فأُمُّ الذي لا يتْبَعُ الحَقَّ ثاكِلُ بيومٍ ترَدّى بالأسنّةِ فاسْتَوَتْ هَواجِرُهُ من وَقْعِها والأصائِلُ وغارَ على الشّمسِ العَجاجُ فإنْ سَمَتْ لتَلْحَظَها عيْنٌ ثَنَتْها القَساطِلُ وحُلِّيَتِ الأعناقُ فيهِ منَ الظُّبا قَلائِدَ لا يَصْبو إليهنّ عاطِلُ بِكَفٍّ تُعيرُ السُّحْبَ من نَفَحاتِها فتُرخي عَزالِيها الغُيوثُ الهَواطِلُ وهِمَّةِ طَلاّعٍ إِلى كُلِّ سُؤدَدِ لهُ غايةٌ منْ دونِها النّجْمُ آفِلُ ففازَ غياثُ الدّينِ منكَ بِصارِمٍ على عاتِقِ العَلْياءِ منهُ الحَمائِلُ ودانَ لهُ حَزْنُ البِلادِ وسَهْلُها وأنت المُحامي دونَها والمُناضِلُ فما بالُ زَوْراءِ العِراقِ مُنيخَةً بمُعْتَرَكٍ تَدْمى لديهِ الكَلاكِلُ تَشيمُ من الهَيجاءِ بَرْقاً إذا بَدا هَمَى بالنّجيعِ الوَرْدِ منهُ المَخائِلُ تَحيدُ الرِّجالُ الغُلْبُ عنْ غَمَراتِها وتَسْلَمُ فيهنَّ النِّساءُ المَطافِلُ كأنَّ الإِلى طاروا إِلى الحَرْبِ ضَلّةً نَعامٌ يُباري خَطْرَةَ الرّيحِ جافِلُ ومِنْ أينَ يَسْتَولي منَ العُرْبِ رامِحٌ على بَلَدٍ فيهِ منَ التُّرْكِ نابِلُ أبابِلُ لا وادِيكِ بالرِّفْدِ مُفْعَمٌ لدَيْنا ولا نادِيكِ بالوَفْدِ آهِلُ لَئِنْ ضِقْتِ عني فالبِلادُ فَسيحةٌ وحَسْبُكِ عاراً أنني عَنْكِ راحِلُ وإنْ كُنتِ بالسِّحْرِ الحَرامِ مُدِلَّةً فعِندي من السِّحْرِ الحَلالِ دَلائِلُ قَوافٍ تُعيرُ الأعْيُنَ النُّجْلَ سِحْرَها فكُلُّ مكانٍ خَيَّمَتْ فيهِ بابِلُ وأيُّ فَتًى ماضي العَزيمَةِ راعَهُ مُلوكُكِ لا رَوّى رِباعَكِ وابِلُ أغَرُّ رَحيبٌ في النّوائِبِ ذَرْعُهُ لأعْباءِ ما يأتي بهِ الدّهْرُ حامِلُ فَتى الحَيِّ يَرْمي بالخُصومِ وراءَهُ حَيارى إذا التَفَّتْ علَيهِ المَحافِلُ مَتى تُسْلَبُ الجُرْدُ الجيادُ مِراحَها إليكَ كما يَسْتَنْفِرُ النّحْلَ عاسِلُ تُقَرَّطُ أثْناءَ الأعِنّةِ والثّرى يُواري جَبينَ الشّمْسِ والنّقْعُ ذائِلُ إذا نَضَتِ الظَّلْماءُ بُرْدَ شَبابِها مَضَتْ وخِضابُ اللّيلِ بالصُّبْحِ ناصِلُ ولَفَّتْ على صَحْنِ العِراقِ عَجاجَها يُقَدّمُها مِن آلِ إسْحاقَ باسِلُ إذا ما سَرى فاللّيْلُ بالبِيضِ مُقْمِرٌ ولَوْنُ الضُّحى إن سارَ بالنّقْعِ حائِلُ هُمامٌ إذا ما الحَرْبُ ألْقَتْ قِناعَها فلا عَزْمُهُ واهٍ ولا الرَّأْيُ فائِلُ وإنْ كَدَّرَتْ صَفْوَ اللّيالي خُطوبُها صَفَتْ مِنْهُ في غَمّائِهنَّ الشّمائِلُ أبَى طَوْلُه أن يُسْتَفادَ بِشافِعٍ نَداهُ ومَعْصيٌّ لَدَيْهِ العَواذِلُ فلَمْ يحْتَضِنْ غَيْرَ الرّغائِبِ راغِبٌ ولمْ يتَشَبَّثْ بالوَسائِلِ سائِلُ إليكَ أوَى يا بْنَ الأكارِمِ ماجِدٌ لَهُ عِنْدَ أحداثِ الزّمانِ طَوائِلُ تَجُرُّ قَوافيهِ إليكَ ذيولَها كما ابْتَسَمَتْ غِبَّ الرِّهام الخَمائِلُ وعندكَ تُرْعى حُرْمَةُ المَجْدِ فارْتَمى إليكَ بهِ دامي الأظَلّينِ بازِلُ بَراهُ السُّرى والسَّيْرُ وهْوَ منَ الضّنى حَكاهُ هِلالٌ كالقُلامَةِ ناحِلُ قَليلٌ إِلى الرِّيِّ الذّليلِ الْتفاتُهُ وإنْ كَثُرَتْ لِلْوارِدينَ المَناهِلُ وها أنا أرْجو من زَمانِكَ رُتبَةً يَقِلُّ المُسامي عِنْدَها والمُساجِلُ ولَيسَ بِبِدْعٍ أن أنالَ بِكَ العُلا فمِثْلُكَ مأمُولٌ ومِثْليَ آمِلُ الابيوردي
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#7526 | ||
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
![]() |
![]() طَلَبْنا النّوالَ الغَمْرَ والخَيرُ يُبتَغى
فلمْ نَرَ أندىً منكَ ظِلاً وأسبَغا وزُرْنا بَني كَعْبٍ فخِلْنا وُجُوهَهُمْ شُموساً نَبَتْ عَنها النّواظِرُ بُزَّغا فأنتَ الحَيا والجودُ يَغْبَرُّ أفْقُهُ وليْثُ الشّرى والبأسُ يَحْمَرُّ في الوَغى وتَسطو كما يعْتَنُّ في جَرَيانِهِ أتيٌّ إذا ما رُدَّ رَيْعانُهُ طَغى ولَولاكَ لمْ تَرْضَعْ غَوادِيَ مُزْنَةٍ خَمائِلُ تَضعي السُّحْبُ عنهنَّ رُوَّغا لكَ الرّاحةُ الوَطْفاءُ يُربي نَوالُها على مَطَرٍ في صَفحَةِ الأرضِ رُسَّغا وعَزْمَةُ ذي شِبلَينِ إن شمَّ مَرْغَماً أخاضَ النّجيعَ الوردَ ناباً وأولَغا ونادٍ يُغَضُّ الطّرْفُ فيهِ مَهابةً ولا يُنقَلُ العَوراءُ عنهُ ولا اللَّغا فَلا الماحِلُ الواشي يَفوهُ بِباطِلٍ لدَيْهِ وَلا الإصغاءُ يُدني المُبَلِّغا يكادُ فَمُ الجبّارِ يرشُفُ بُسطَهُ إذا الخَدُّ في أطرافِهنَّ تَمرَّغا إذا ما مَخَضْتَ الرّأيَ والخَطْبُ عاقِدٌ نَواصيَهُ بانَ الصّريحُ منَ الرُّغا تَشيمُ الظُّبا حتّى إذا الحَرْبُ أُلقِحَتْ هَزَزْتَ حُساماً للجَماجِمِ مِفْدَغا غَدا والرّدى تَسْتَنُّ في شَفَراتِهِ يَميرُ دَماً بالحائِنينَ تَبيَّغا فما الرَّأيُ إلا أن يُضَرِّجَ غَرْبَهُ بهِ تحتَ أذيالِ العَجاجِ ويَصبُغا ولا عِزَّ حتى تَتْرُكَ القِرنَ مُرهَقاً حَمَتْهُ العَوالي أن يَعيثَ ويَنْزَعا فبَكِّرْ علَيهِ بالأراقِمِ لُسَّعاً وأسْرِ إليهِ بالعَقارِبِ لُدَّغا وأرْعِفْ شَباةَ الرُّمحِ فالنّصْرُ حائِمٌ عليكَ إذا ما الطّعْنُ بالدَّمِ أوْزَغا وكُلّ امرِئٍ جازى المُسيءَ بفِعْلِهِ فلا حَزْمَهُ ألغى ولا الدّينَ أوْتَغا فِدًى لكَ مَنْ يَطوي الهِجاءُ أديمَهُ على حَلَمٍ إذْ لمْ يجِدْ فيهِ مَدبَغا وقدْ نَعَشَتْهُ ثَروَةٌ غيرَ أنّهُ أعَدَّ بِها للذّمِّ عِرْضاً مُمَشَّغا فإنّ ازْدِيادَ المالِ منْ غَيرِ نائِلٍ يَشين الفَتى كالسِّن لُزَّ بهِ الشَّغا إذا صيحَ بالأمجادِ أقْمَأَ شَخْصَهُ وإنْ زَأرَ الضِّرغامُ في غابِهِ ثَغا وإنْ هَدَرَتْ يومَ الفَخارِ شَقاشِقٌ شَحا فاهُ يَستَقْري الكَلامَ المُمَضَّغا تَلوبُ المُنى من راحَتَيْهِ على صَرًى وتَمْتاحُ بَحراً مِنْ يَمينِكَ أهْيَغا وشارِدةٍ يَطوي بِها الأرضَ بازِلٌ إذا اضطرَبَ الأعناقُ مِنْ لَغَبٍ رَغا أدارَ بِها الراوي كُووسَ مُدامَةٍ يظَلُّ فَصيحُ القومِ مِنهُنَّ ألثَغا ودونَ قَوافيها كبا كُلُّ شاعِرٍ إذا قِيدَ كُرْهاً في أزِمَّتِها ضَغا فذَلَّلتُها حتى تحَلَّتْ بمَنطِقٍ يَرُدُّ على أعقابِ وحْشِيِّها اللُّغا أراكَ بطَرْفٍ ما زَوى عنكَ لحظَهُ ولا افْتَرَّ عنْ قَلبٍ إِلى غَيرِكُمْ صَغى بَقيتَ ضَجيعَ العزِّ في حِضْنِ دَولَةٍ لَبِسْتَ بِها طَوْقَ الأهِلَّةِ مُفْرَغا الابيوردي
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#7527 | ||
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
![]() |
![]() رَنَتْ إليّ وظِلُّ النَّقْعِ مَمدودُ
سَوابِقُ الخَيلِ والمَهريُّ القُودُ فَما غَمَدْنَ عنِ الأسيافِ أعيُنَها إلا وَسْلولُها في الهامِ مَغمودُ أفعالُنا غُرَرٌ فوقَ الجِباهِ لَها وللحُجولِ دمُ الأعداءِ مَورودُ أنا ابنُها ورِماحُ الخَطِّ مُشرَعَةٌ وللكُماةِ عنِ الهَيجاءِ تَعْريدُ منْ كُلِّ مرتَعِدِ العِرْنينِ يَحفِزُهُ رَأيٌ جَميعٌ وطِيّاتٌ عَبابيدُ صَحِبْتُهُ حينَ لا خِلٌّ يؤازِرُهُ ولا يَخُبُّ إِلى واديه مَنجودُ إذا ذَكرْناه هَزَّ الرُّمْحَ عامِلَهُ والسّيفُ مُبتَسِمٌ والبأسُ مَشهودُ نأى فأنْكَرْتُ نَصْلي واتَّهَمْتُ يَدي وفاقِدُ النّصرِ يومَ الرّوعِ مَفقودُ كادَتْ تَضيقُ بأنفاسي مَسالِكُها كأنّ مَطلَعَها في الصّدْرِ مَسدودُ ما فاتَ عارِمَ لَحظي رَيْثَ رَجْعَتِهِ إلا وجَفني على ما ساءَ مَردودُ يا عامِرُ بنَ لُؤَيٍّ أنتُمُ نَفَرٌ شوسٌ إذا توثّبَ الدّاعي صَناديدُ أرَحْتُمُ النَّعَمَ المَشلولَ عازِبُهُ وقَدْ تكنَّفَهُ القَوْمُ الرّعاديدُ فَما لجارِكُمُ لِيثَ الهَوانُ بهِ وعِزُّكُمْ بمَناطِ النّجْمِ مَعقودُ يَرنو إِلى عَذَباتِ الوِرْدِ مِنْ ظَمأٍ لَحظَ الطّريدةِ حيثُ الماءُ مَثمودُ وللرّكائِبِ إرْزامٌ تُرَجِّعُهُ إذا أقَمْنا ولمْ تَشْرَقْ بِها البيدُ كنّا نَحيدُ عنِ الرِّيِّ الذّليلِ بها وهلْ يُرَوّي صَدى الأنضاءِ تَصْريدُ فاسْتَشْرَفَتْ لِمَصابِ المُزنِ طامِحةً وهُنّ مِنْ لَغَبٍ أعناقُها غِيدُ وزُرْنَ أروَعَ لا يَثني مَسامِعَهُ عنْ دَعوَةِ الجارِ تأنيبٌ وتَفنيدُ فلِلْحُداةِ على أرجاءِ مَنهَلِهِ بما تَحمّلْنَ منْ مَدْحي أغاريدُ ألقَيْتُ عِبءَ النّوى عنهُنّ حينَ غَدَتْ تُلقى إِلى ابنِ أبي أوفى المَقاليدُ مُحَسَّدُ المَجْدِ لم يَطلُعْ ثَنيّتَهُ إلا أغرُّ على العَلياءِ مَحسودُ يَستَحْضِنُ اللّيلَ أفكاراً أراقَ لها كأسَ الكَرى واعتِلاجُ الفِكرِ تَسهيدُ للهِ آلُ عَديٍّ حينَ يَرمُقُهُمْ لَحظٌ يُرَدِّدُهُ العافونَ مَزؤودُ تَشكو إليهمْ شِفارَ البيضِ مُرهَفَةً غُرٌّ مَناجيدُ أو أُدْمٌ مَقاحيدُ فتلكَ أيديهمُ تُدْمي سَماحَتُها والسّؤدَدُ الغَمْرُ حيثُ البأسُ والجودُ بُشرى فقد أنجَزَ الأيامُ ما وَعَدَتْ وقلّما صَدَقَتْ مِنها المَواعيدُ إنّ الإمارةَ لا تُمطي غَوارِبَها إلا المَغاويرُ والشمُّ المَناجيدُ إن يَسْحَبِ النّاسُ أذيالَ الظّنونِ بِها فلا يُخاطِرُ لَيثَ الغابَةِ السّيدُ وقد دَعاكَ أميرُ المؤمنينَ لَها والهَمُّ مُنتَشِرٌ والعَزْمُ مَكدودُ فكُنتَ أوَّلَ سَبّاقٍ إِلى أملٍ على حَواشيهِ للأنفاسِ تَصْعيدُ وهلْ يُحيطُ منَ الأقوامِ ذو ظَلَعٍ بغايَةٍ أحْرَزَتْها الفِتيَةُ الصّيدُ ورضْتَ أمراً أطافَ العاجِزونَ بهِ وكادَ يَلوي بشَمْلِ المُلْكِ تَبديدُ فأحْجَموا عنهُ والأقدامُ ناكصَةٌ وللأمورِ إذا أخلَقْنَ تَجديدُ كذلكَ الصُّبحُ إن هزّتْ مَناصِلَهُ يدُ السّنا فقَميصُ الليلِ مَقْدودُ لولاكَ رُدَّتْ على الأعقابِ شارِدَةٌ تمُدُّ أضْباعَها الصّيدُ المَجاويدُ ولمْ تَرِدْ عَقْوَةَ الزّوراءِ ناجيةٌ تُدمي السّريحَ بأيديها الجَلاميدُ فُقْتُ الأعاريبَ في شِعْرٍ نأمْتُ بهِ كأنّه لُؤلُؤٌ في السِّلْكِ مَنضودُ إنْ كان يُعجِزُهُمُ قَولي ويَجمَعُنا أصْلٌ فقدْ تَلِدُ الخَمرَ العناقيدُ وهذهِ مِدَحٌ دَرَّتْ بِها مِنَحٌ بيضٌ أضاءَتْ بهِنَّ الأزْمُنُ السّودُ إذا التَفَتُّ إِلى ناديكَ مُمْتَرِياً نَداكَ طُوِّقَ منْ نَعمائِكَ الجيدُ الابيوردي
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#7528 | ||
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
![]() |
![]() هَفا بِهوادي الخَيلِ والليْلُ أسْحَمُ
نَبيلُ حَواشي لَبَّةِ الزَّوْرِ ضَيْغَمُ وأدْنى رَفيقَيْهِ من الصَّحْبِ مَارِنٌ يُباريهِ فَيْنانُ السَّبيبَةِ أدْهَمُ إذا ما الدُّجى ألْقَتْ علَيهِ رِداءَها بَدا الفَجْرُ مِنْ أطْرافِه يتَبَسَّمُ رَمَيْتُ بهِ الدّارَ التي في عِراصِها عِتاقُ المَذاكي والخَميسُ العَرَمْرَمُ فزُرْتُ وحاشا المَجْدِ جُؤْذَرَ رَمْلَةٍ حَبا دونَهُ رَطْبُ الغِرارَيْنِ مِخْذَمُ وما نِلْتُ إلا نَظْرَةً منْ ورائِها عَفافي وذَيَّاكَ الحَديثُ المُكَتَّمُ ولو شِئْتُ إِرهاقَ الحُلِيِّ أجَارَني مُسَوَّرُهُ منْ جَرْسِها والمُخَدَّمُ ولكنَّنِي أصْدَى وفي الوِرْدِ نُغْبَةٌ وأكْرِمُ عِرْضي والظُّنونُ تُرَجَّمُ وبِيدٍ على بِيدٍ طَوَيْتُ ولَيلةٍ سَرَيْتُ وتَحْتَ الرَّحْل وجْناءُ عَيْهَمُ فقَدَّتْ أَدِيمَ الأرضِ تَخْتَلِسُ الخُطا مُحاذَرَةً أنْ يَلْثُمَ التُّربَ مَنْسِمُ وتَكْرَعُ في مثْلِ السّماءِ تألّقَتْ منَ الحَبَبِ الطّافي بحِضْنَيْهِ أنْجُمُ وتَسْبِقُ خُوصاً لَو مَرَرْنَ على القَطا لمَا رِيعَ بالتَّسْهيد وهْوَ مُهَموِّمُ وتَلْمَعُ منْ أخفافِهنَّ على الثَّرى نَظائِرُ مِرآةٍ يُضَرِّجُها الدَّمُ إذا غَرَّدَ الحادي تَخايَلْنَ في البُرى ونَحْنُ على أكْوارِها نَتَرنَّمُ ولَمَّا بَدا التَّاجُ المُطِلُّ تَشاوَسَتْ إلَيْهِ القَوافي والمَطِيُّ المُخَرَّمُ وقلْتُ أريحُوها فبَعْدَ لِقائِهِ حَرَامٌ عليْهِنَّ القَطيعُ المُحَرَّمُ ومُقْتَدِريّ منْ ذُؤابَةِ هاشِمٍ بهِ يَصْغُرُ الخَطْبُ المُلِمُّ ويَعْظُمُ إذا حدَّثَتْ عنهُ الأباطِحُ منْ مِنًى أصاخَ إليْهنَّ الحَطيمُ وزَمزَمُ تَزَعْزَعُ أعوادُ المَنابِرِ باسْمِهِ فتَحْسَبُها منْ هِزَّةٍ تتكلَّمُ أطلَّ على أعدائِهِ بكَتائِبٍ أظلَّ حِفافَيْها الوَشيجُ المُقَوَّمُ ومَوضونَةٍ قدْ لاحَكَ السَّردُ نَسْجَهَا حَكَتْ سَلَخاً ألقاهُ بالقاعِ أرقَمُ وخَيْلٍ سَليماتِ الرَّوادِفِ والقَنا تُقَصَّدُ في لَبّاتِها وتُحَطّمُ يَسيرُ على آثارِها الذِّئْبُ عافِياً وأفْتَخُ يَجْتابُ الأهابيَّ قَشْعَمُ إليْكَ أميرَ المؤمِنينَ زَجَرْتُها طلائِحَ يَنْميهَا الجَديلُ وشَدْقَمُ وإنِّي لنَظَّارٌ إِلى جانِبِ العُلا ولا يَطَّبيني الجانِبُ المُتَجهِّمُ ولَولاكَ لمْ أُكْرِهْ على الشِّعْرِ خاطِراً بِذِكرِكَ يُغْرَى بَل بمَجدِكَ يُغْرَمُ فلا حُمِلَتْ إلا إليْكَ مَدائِحٌ ولا استُمْطِرَتْ إلاّ بِواديكَ أنْعُمُ الابيوردي
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#7529 | ||
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
![]() |
![]() بُشْراكَ قَدْ ظَفِرَ الرّاعي بِما ارْتادا
وبَثَّ في جَنَباتِ الرَّوضِ أذْوادا فاسْتَبْدَلَتْ بمُجاجِ الغَيْمِ أذْنِبَةً مِنْ ماءِ لِيْنَةَ لا يُخْلِفْنَ وُرَّادا يُرْوي بعَقْوَتِهِ العَبسيُّ جِيرَتَهُ إذا الفَزاريُّ عنْ أحواضِهِ ذادا أورَدْتُهُ العِيسَ والظَّلْماءُ وارِسَةٌ يَحمِلْنَ مِن سَرَواتِ العُرْبِ أمجادا فَما حُرِمْنَ بهِ والماءُ مُقْتَسَمٌ رِيّاً ولا مُنعَتْ رُكْبانُها الزّادا بحيثُ تَمْري أفاوِيقَ الغَمامِ صَباً إذا أبَسَّتْ بشُؤْبوبِ الحَيا جادا كَمْ قَعْقَعَتْ لانْتِجاعِ الغَيثِ مِنْ عَمَدٍ أرْسَتْ لَهنَّ جَواري الحَيِّ أوْتادا بِيضٌ سَلَبْنَ المَها لَحْظاً تُمرِّضُهُ ثمّ استَعرْنَ منَ الغِزلانِ أجْيادا مِنهُنَّ لَيلى ولا أبغِي بِها بَدَلاً تَجْزي المُحبِّينَ بالتَّقريبِ إبْعادا إنّي لأذكُرُها بالظَّبْيِ مُلْتَفِتاً والشّمسِ طالِعَةً والغُصْنِ مَيّادا وقد رَضِيتُ منَ المَعْروفِ تَبذُلُهُ أنْ يُنْجِزَ الطَّيْفُ في مَسْراهُ مِيعادا وَوَقْفَةٍ بجَنوبِ القاعِ مِن إضَمٍ تُجاذِبُ الرَّكْبَ تأْويباً وإسْآدا رَدَّتْ عَذولي بغَيظٍ وهْوَ يُظْهِرُ لي نُصْحاً يظُنُّ بهِ الإغْواءَ إرْشادا إذا سَرى البَرْقُ مُجتازاً لطيَّتِهِ وهَزَّتِ الرِّيحُ خُوطَ البانِ فَانآدا هاجَ الحَنينُ رِكاباً كُلَّما غَرِضَتْ خَفَّتْ مِنَ الشَّوقِ واستَثْقَلْنَ أَقْيادا لا وَضْعَ للرَّحْلِ عَن أصْلابِ ناجيَةٍ أو تَشْتَكي أضْلُعاً تَدْمَى وأعْضادا إذا بَلَغْنا أبا مَرفوعَةَ ارْتَبَعَتْ بحيثُ لا يألَفُ المَهْرِيُّ أقْتادا يُلقي الزِّمامَ إِلى كَفٍّ مُعَوَّدةٍ في نَدْوَةِ الحيِّ تَقبيلاً وإرْفادا مُحَسَّدُ المَجْدِ لمْ تُطْلَعْ ثَنيَّتُهُ إنَّ المكارِمَ لا يَعْدَمْنَ حُسّادا ذُو همّةٍ بنَواصي النّجْمِ سافِعَةٍ بثَّتْ على طُرُقِ العَلْياءِ أرْصادا تَتْلو الكَواكِبُ في المَسْرى وما عَلِقَتْ إلا بأبْعَدِها في الجوِّ إصْعادا منْ مَعْشَرٍ يُلْبِسونَ الجارَ فَضْلَهُمُ ويُحْسِنونَ على اللأواءِ إسْعادا ويوقِدونَ غَداةَ المَحْلِ نارَ قِرًى لا يستطيعُ لها الأيْسارُ إيقادا ويَنحَرونَ مَكانَ القَعْبِ مِنْ لَبَنٍ للطّارِقِ المُعْترِي وَجْناءَ مِقْحادا بَنو تَميمٍ إذا ما الدّهْرُ رابَهُمُ لمْ تُلْفِهِمْ لنَجيِّ القَومِ أشْهادا لكنّهُم يَستَثيرونَ الظُّبا غَضَباً ويَجعَلونَ لها الهاماتِ أغْمَادا تُكْسى إذا النَّقْعُ أرْخى مِنْ مُلاءَتِهِ في باحَةِ المَوْتِ أرْوحاً وأجْسادا لا يَخْضَعونَ لخَطْبٍ إن ألمَّ بِهمْ وهَلْ تَهُزُّ الرِّياحُ الهُوجُ أطْوادا يَجلو النَّدِيُّ بِهمْ أقمارَ داجِيَةٍ والحَرْبُ تحتَ ظِلالِ السُّمْرِ آسادا إذا الرَّدى حَكَّ بالأبْطالِ كَلْكَلَهُ في مأْقِطٍ لَفَّ بالأنجادِ أنْجادا جَرُّوا الذُّيولَ منَ الأدْراعِ في عَلَقِ لا يَسْحَبُ المَرِحُ الذَّيَّالُ أبْرادا وكاشِحٍ رامَ منْهُمْ فُرصَةً ضَرَبَتْ مِنْ دونِها شَفَراتُ البيضِ أسْدادا ينامُ والثَّائِرُ الحَرَّانُ يُقْلِقُهُ سَحابَةَ الليلِ رَعْيُ النَّجْمِ إسْهادا حتّى انْتَضَتْ يَقَظاتِ العَيْنِ جائِفَةٌ كطُرَّةِ البُرْدِ لا تأْلوهُ إزْبادا لمّا طوى الكَشْحَ منْ حِقْدٍ على إِحَنٍ وظلَّ يَهْرِفُ إبْراقاً وإرْعادا مَشى لهُ عَضُدُ المُلْكِ الضَّراءَ وقدْ أرخَى بهِ اللَّبَبَ المِقْدارُ أو كادا فأوْهَنَ البَغْيُ كفّاً كان يُلْمِسُها قلباً يُرَشِّحُ أضْغاناً وأحْقادا يا خَيْرَ مَنْ وَخَدَت أيدي المَطِيِّ بهِ مِن فرْعِ خِنْدِفَ آباءً وأجْدادا رَحَلْتَ فالمَجدُ لمْ تَرْقَأْ مَدامِعُهُ ولَمْ تَرِقَّ عَلَيْنا المُزْنُ أكْبادا وضاعَ شِعْرٌ يضِيقُ الحاسِدونَ بِهِ ذَرعاً وتُوسِعُهُ الأيَّامُ إنشادا فَلمْ أُهِبْ بالقَوافي بعدَ بينِكُمُ ولا حَمِدْتُ وقَدْ جَرَّبْتُ أجْوادا الابيوردي
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#7530 | ||
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
![]() |
![]() بَدَتْ عَقِداتُ الرّمْلِ والجَرَعُ العُفْرُ
فَمِسْنا كما يَعْتَنُّ في المَرَحِ المُهْرُ ودُسْنا بأخْفافِ المَطيِّ بِها ثَرًى يَنُمُّ على مَسْرى الغَواني بهِ العِطْرُ كأنَّ دِيارَ الحَيِّ في جَنَباتها صَحائِفُ والرَّكْبَ الوُقوفَ بِها سَطْرُ تَزيدُ على الإقْواءِ حُسْناً كأنّهُمْ حُلولٌ بِها والدّارُ مِنْ أهلِها قَفْرُ مَحا آيَها صَرْفُ اللّيالي وقَلَّما يُرَجَّى لِما تَطْويهِ أيدي البِلى نَشْرُ بِما قَدْ ترى مُخْضَرَّةً عَرصاتُها يُجيب صَهيلَ الأعْوَجِيِّ بِها الهَدْرُ ويأْوي إلَيها مِنْ لُؤَيِّ بنِ غالِبٍ إذا شَبَّتِ الهَيْجاءُ ذو لَجَبٍ مَجْرُ وكُلُّ فتًى يَرْدي بهِ الطِّرْفُ في الوَغى مُشيحاً كَما أوفى على المَرْقَبِ الصَّقْرُ وأرْوَعُ وافي اللُّبِّ والسِّلْمِ جامعٌ وفي الحَرْبِ إن حكَّتْ بهِ بَرْكَها غَمْرُ وكَمْ في هَوادي سِرْبِهِم مِنْ مُهَفْهَفٍ إذا خَطَرَ استَعْدى على الكَفَلِ الخَصْرُ يَميسُ اهْتِزازَ الخُوطِ غازَلَهُ الصَّبا ويَنْظُرُ عنْ نَجلاءَ أضْعَفَها الفَتْرُ ومِنْ رَشأٍ يَثْني عليَّ وِشاحَهُ بِما حدَّثَتْهُ عنهُ مِنْ عِفَّتي أُزْرُ لهُ ريقَةٌ ما ذُقْتُها غيرَ أنَّنِي أظُنُّ وظنِّي صادِقٌ أنَّها خَمْرُ ووَجْهٌ يَرُدُّ اللّيلَ صُبْحاً بهِ السَّنا وفَرعٌ يُريكَ الصُّبْحَ لَيْلاً بهِ الشَّعْرُ وجِيدٌ كما يَعْطُو إِلى البَانِ شادِنٌ تُفيءُ علَيه الظِّلَّ أفْنانُهُ الخُضْرُ وعَينٌ كما تَرْنو المَهاةُ إِلى طَلاً إذا غابَ عَنها اغْتالَ خَطْوَتَهُ الذُّعْرُ أقولُ لهُ والليلُ واهٍ عُقودُهُ كأنَّ تَوالي شُهْبِهِ اللُّؤلُؤُ النَّثْرُ أتَهْجُرُ مَن غادَرْتَ بينَ ضُلوعِهِ جَوًى يتلظّى مثلَما يَقِدُ الجَمْرُ وتُلْزِمُهُ أنْ يَكتُمَ السِّرَّ بَعدَما أُطِيعَ له الواشي فسِرُّ الهَوى جَهْرُ وتَزْعُمُ أن الهَجرَ لا يُعْقِبُ الرَّدى وهَل حادِثٌ يخْشى إذا أُمِنَ الهَجْرُ وَقَفْنا بِمُسْتَنِّ الوَداعِ وراعَنا بِحُزْوى غُرابُ البَيْنِ لا ضَمَّهُ وكْرُ وألَّفَ ما بينَ التَّبَسُّمِ والبُكا سُلُوٌّ ووَجْدٌ عِيلَ بَينُهُما الصَّبْرُ فواللهِ ما أدري أثَغْرُكِ أدْمُعي غَداةَ تَفَرَّقْنا أمِ الأدْمُعُ الثَّغْرُ تبَرَّمَتِ الأجفانُ بَعدَكِ بِالكَرى فَلا تَلتَقي أو نَلْتقي ولها العُذْرُ تَغيبُ فلا يَحلى بِعَيني مَنظَرٌ ويَكثُرُ منّي نحوَهُ النّظَرُ الشَّزْرُ ويلفِظُ سَمْعي مَنطِقاً لمْ تَفُهْ بهِ على أنّهُ كالسِّحْرِ لا بل هو السّحْرُ فَفيهِ وما كُلُّ الكَلامِ بِمُشْتَهى سوى مَدْحِ فَخْرِ الدّينِ عن مِثْلِهِ وَقْرُ خَطا فوقَ أعناق الأعادي إِلى عُلاً لَها بَينَ أطرافِ القَنا مَسْلَكٌ وعْرُ بِماضي الشَّبا رَطْبِ الغِرارَيْنِ لمْ يَزَلْ يُراعُ بهِ صِيْدُ الكُماةِ أوِ الجُزْرُ ومُرتَعِدِ الأُنْبوبِ يُرْوي سِنانَهُ دَمٌ مائِرٌ والدُّهْمُ مِن نَضْحِهِ شُر لهُ طَعَناتٌ إنْ سُبِرْنَ تَخاوَصَتْ إِلى مَن يُداويهِنَّ أعْيُنُها الخُزْرُ إذا ما دَعا لَبّاهُ كُلُّ سَمَيْدَعٍ تُعَلُّ بِكَفَّيهِ الرُّدَيْنيَّةُ السُّمْرُ يَظلُّ وفي ظَهْرِ الحِصانِ مَقيلُهُ ويُمْسي وبَطْنُ المَضْرَحِيِّ لهُ قَبْرُ مِنَ المَزيَديّينَ الذينَ نَداهُمُ لِمُسْتَمطِريهِ لا بَكِيٌّ ولا نَزْرُ أكُفٌّ سِباطٌ تُمْتَرى نَفَحاتُها إذا لمْ يكُنْ في دَرِّ جاذِبةٍ غَزْرُ وخَيْرٌ مِن المالِ الثَّناءُ لِماجِدٍ يُراقِبُ أعقابَ الأحاديثِ والذِّكرُ ولِلجارِ فيهمْ ذِمَّةٌ لَم يُهِبْ بها وقَد أطْفأَ المُثْرونَ نارَ القِرى غَدْرُ يَحِلُّ يَفاعاً يَخْزَرُ النَّجْمُ دونَهُ ويَعْتَنِقُ الجَوْزاءَ في ظِلِّهِ الغَفْرُ أذَلُّوا بِسَيفِ الدّولةِ ابنِ بَهائِها رِقاباً فأرْخَى مِن عَلابِيِّها القَسْرُ أغَرُّ إذا ما النِّكْسُ أرْتَجَ بابَهُ فما دونَ ناديهِ حِجابٌ ولا سِتْرُ وإن شامَ مَنْ ألوى بهِ المحْلُ بَرْقَهُ تَيَقَّنَ أنَّ العُسْرَ يتْبَعَهُ اليُسْرُ تُبيدُ يَداهُ ما يُفيدُ بِبَأسِهِ فلَيسَ سِوى الذِّكْرِ الجَميلِ لهُ ذُخْرُ عَليه رِداءٌ لمْ يَشِنْ صَنِفاتِهِ أثامٌ ولَمْ يَعْلَقْ بأذْيالِهِ وِزْرُ إذا القُبَّةُ الوَقصاءُ مالَ عَمودُها وقصَّرَ مِن أطْنابِها نُوَبٌ تَعْرو ولَمْ يَسْرِ مَرقوعُ الأظَلِّ على الوَجى رَذِيّ مَطايا حَطَّ أكْوارَها السَّفْرُ رَجا البَدْوُ مِنهُ ما يُرَجَّى مِنَ الحَيا وأمَّلَهُ تأميلَ وابِلِهِ الحَضْرُ لهُ نِعَمٌ تَنْمي على الشُّكْرِ في الوَرى وإنْ جَحدَوها لمْ يَحُلْ دونَها الكُفْرُ هو العُرْفُ إنْ يُشْكَرْ يُضاعَفْ وإنْ يُثَبْ يُتابَعْ وإنْ يُكفَرْ ففي بَذْلِهِ الأجْرُ وحَرْبٍ عَوانٍ لمْ يَخُضْ غَمَراتِها سِوى أسَدِيٍّ هَمُّهُ الفَتْكَةُ البِكْرُ إذا ورَدَتْها البِيضُ يَلْهَثْنَ مِنْ صدًى رَجَعْنَ رِواءً وهْيَ قانِيَةٌ حُمْرُ يَئِنُّ لها الأبطالُ مِنْ حَذَرِ الرَّدى أنينَ هَوامي العِيسِ أضْجَرَها العِشْرُ ويَزْأَرُ في حافاتِها كُلُّ ضَيْغَمٍ إذا كَلَّ فيها نابُهُ خَدَشَ الظُّفْرُ سَما نَحوها في غِلْمَةٍ ناشِرِيَّةٍ لهَمْ في صَهيلِ الخَيلِ أو نَقْعِها نُذْرُ يَفوتونَ بالأوْتارِ مَنْ عَلِقوا بِهِ وتَأبى العَوالي أنْ يَفوتَهُمُ وِتْرُ إذا صِيحَ بالشَّعْواءِ في الحَيِّ أُسْرِجَتْ نَزائِعُ مَعْصوبٌ بأعْرافها النَّصْرُ يَنُمُّ على أعراقِها مِنْ رُوائِها تَباشِيرُ عِتْقٍ قَبلَ أن يُخْبَرَ الحُضْرُ فما راعَهُمْ جَرْسُ الخَلاخيلِ والبُرى ولا زالَ رُعْباً عنْ مَعاقِدِها الخُمْرُ بَني أسَدٍ أنتُمْ مَعاقِلُ خِنْدِفٍ إذا ما شَحا فاهٌ لَها حادِثٌ نُكْرُ ولا خَيْرَ إلا في نِزارٍ وخَيْرُها إذا حُصِّلَ الأحْسابُ دُودَانُ والنَّضْرُ وفَرْعُ بني دُودانَ سَعدُ بنُ مالِكٍ وكَهْفُ بني سَعْدٍ سُواءَةُ أو نَصْرُ وناشِرَةٌ أعلى سُواءَةَ مَحْتِداً إذا قيل أينَ العِزُّ والعَدَدُ الدَّثْرُ وأثْبَتُها في حَومَةِ الحَرْبِ مالِكٌ وعَوفٌ وذو الرُّمْحَينِ جَدُّكُمُ عَمْرو ومَنْ كَحُيَيٍّ أو كَجِلْدٍ ومَرْثَدٍ ورَيّانَ والآفاقُ شاحِبةٌ غُبْرُ وأرْحَبُهُمْ باعاً عَليٌّ ومَزْيَدٌ إذا السّنَواتُ الشُّهْبُ قَلَّ بها القَطْرُ ومَن كَدُبَيْسٍ حينَ تُفْتَرَشُ القَنا إذا النَّقْعُ لَيلٌ والظُّبَى أنجُمٌ زُهرُ وما زالَ مَنصورٌ يُنيفُ على الوَرى بهِ الشَّرَفُ الوَضَّاحُ والحَسَبُ الغَمْرُ فسِرْتَ على آثارِهِ مُتَمهِّلاً ولمْ يَختَلِفْ في السَّعْي بَيْنَكُما النَّجْرُ ومِنْ أيِّ عِطفَيْكَ التَفَتَّ تَعَطَّفَتْ عَليكَ بِهِ الشَّمْسُ المُضيئَةُ والبَدْرُ ومَجدٌ مُعَمٌّ في العَشيرةِ مُخْوَلٌ أحَلَّ أبا المِظْفارِ ذِرْوَتَهُ كِسْرُ خَلفْتَهمُ في المَكْرُماتِ وفي العُلا كما تَخْلُفُ السُّمْرَ المُهَنَّدَةُ البُتْرُ ولو لم يَكُنْ فيهمْ مُؤَثَّلُ سُؤدَدٍ كَفَتْهُم مساعِيكَ المُحَجَّلةُ الغُرُّ وكَم شَيّدَتْ أيّامُكُمْ مِن مَناقِبٍ يُحَدِّثُ عَنها في مَجالِسِها فِهْرُ نشأنَ وظِئْراها القَواضِبُ والقَنا لَديْكُمْ وتِرْباها الكَواكِبُ والدَّهْرُ وقائِعُ رَدّتْ في قُضاعةَ مَذْحِجاً يَهَشُّ لِذِكْراها ذُؤالةُ والنَّسْرُ وقَد شارَكَتْ غسّانَ فيهنَّ حِمْيَرٌ وما سَلِمَتْ مِنهُنَّ قَيْسٌ ولا بَكْرُ وهانَ على حَيَّيْ خُزَيمَةَ أن ثَوى عُتَيْبَةُ أو ذاقَ الرَّدى صاغِراً حُجْرُ فإنَّ سُيوفاً أغْمَدَتْها حلومُهُمْ لَتَفْري طُلى يَلْوي أخادِعَها الكِبْرُ وآثارُها مَشهورَةٌ وغُمودُها إذا جُرِّدَتْ هامُ المُلوكِ ولا فَخْرُ عُرِفْنَ بحَيْثُ الشّمْسُ تُلقِي جِرانَها وفي حَيْثُ يَجلو عن مَباسِمِهِ الفَجْرُ وفي أيِّ عَصْرِ الجاهِليّةِ لمْ يَسُدْ لكُمْ سَرَواتِ العُرْبِ مَن أمرُهُ الأمْرُ ولمّا أتى الإسلامُ قُمتُمْ بنَصْرهِ فلَمْ يُفتَتَحْ إلا بأسيافِكُمْ مِصْرُ وأنتُمْ إذا عُدَّتْ مَعَدٌّ بمَنْزِلٍ يُجاوِرُ أحْناءَ الفُؤادِ بهِ الصَّدْرُ ومُنتَعِلاتٍ بالنَّجيعِ زَجَرْتُها وهُنَّ بقايا هَجْمَةٍ سَوْطُها الزَّجْرُ عَدا نَسَلانَ الذِّئْبِ في أخْرَياتِها أُشَيْعِثُ مَشدودٌ بأمثالِهِ الأُزْرُ رَحيضُ حواشي البُرْدِ ما شانَهُ الخِنَى خَفيضُ نَواحي النُّطْقِ ما شابَهُ الهُجْرُ نَهوضٌ بأعباءِ الرّفيقِ وإنْ غَلا على مُنحَنى الأضْلاعِ مِنْ صَحْبِهِ غِمْرُ إذا ما سِراجُ اليَومِ أطْفأَهُ الدُّجى مَشى كَنَزيفِ القَومِ رنَّحَهُ السُّكْرُ يَجوبُ بِها والنّومُ حُلْوٌ مَذاقُهُ أديمَ الفَلا وهْناً وإسْآدُها مُرُّ لَواغِبُ يُحْذَيْنَ السَّريحَ مِنَ الحَفا وأوساطُها يَشكُو بِها القلَقَ الضُّفْرُ أُنِخْنَ وقَد دانى خُطاها كَلالُها إليكَ فأدْنَتْها البَشاشةُ والبِشْرُ وقَد شَمِلَتْ عَدْنانَ نِعْمَتُكَ التي نَعَشْتَ بِها قَحْطانَ إذْ خانَها الوَفْرُ أرى كُلَّ قَيْسِيٍّ يَنالُ بكَ الغِنى فَما لخُزَيْمِيٍّ يُحالِفُهُ الفَقْرُ ولَو لمْ أُجاوِرْ تَغْلِبَ بْنَةَ وائِلٍ قَرعْتُ ظَنابيبَ النَّوى ويَدي صِفْرُ وحَولي أناسٌ تُنْفَضُ الرَّاحُ مِنهُمُ كثيرونَ إلا أن يُقَلِّلَهُمْ خُبْرُ وقد ساءَني طُولُ الصُّدودِ فلمْ أبُحْ بِذاكَ وأعناقُ العِدا دونَنا صُعْرُ وعيَّرْتَني تأخيرَ مَدْحِكَ بُرهةً ومِنْ أينَ يَستوفي مَناقِبَكَ الشِّعْرُ وفضُلُكَ لا يستوعبُ الحَصْرُ وصْفَهُ ومجْدُكَ يَكبو دونَ غاياتِهِ الفِكْرُ ومِنْ شِيَمي أن أُبليَ العُذْرَ فاسْتَمِعْ ثَناءً كما يُثْني على الوابِلِ الزَّهْرُ فإنّكَ بَحْرٌ والقَوافي لآلئٌ ولا غَرْوَ أن يُستَوْدَعَ اللُّؤلُؤَ البَحْرُ وكُلُّ مَديحٍ فيكَ يخلُدُ ذِكرُهْ فمجْدُكَ والمَدْحُ القِلادَةُ والنَّحْرُ وخَيْرُ قَريضِ القوْمِ ما طالَ عُمْرُهُ على عُقَبِ الأيامِ طالَ لكَ العُمْرُ الابيوردي
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
طريقة تحضير طاجين الفسيخ الفلسطيني | شمرانية الروح | المطبخ والغذاء الصحي | 7 | 05-28-2021 07:34 PM |
الشاعر محمد ابو شراره الشمراني يشارك في فعاليات شرفة الشعر بأكادمية الشعر العربي | أبو شريح الشمراني | منتدى الشاعر محمد ابوشرارة الشمراني | 1 | 02-10-2021 05:24 PM |
مالا تعرفه عن صلاة الجنازة ومايتعلق بها ( معلومات غائبة عن الكثير ) | ساكتون | المنتدي الاسلامي | 7 | 04-07-2012 04:45 PM |
قـصــة زواج الـسيد بـيـبـسي والـسـيدة مـيرنـدا بالصور | خوفو | الضحك والفرفشة | 0 | 08-26-2010 06:05 PM |
نرجع لموضوع (((الشيعة))) وفي هذا اليوم نقدم لكم ~-{المتعة ومايتعلق بها}-~ | كركر | المنتدي الاسلامي | 4 | 02-09-2008 08:17 AM |