منتديات قبائل شمران الرسمية


المنقولات الأدبية لكل ما هوا منقول من شعر وخواطر

إضافة رد

 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

قديم 07-11-2024, 02:25 PM   #8161
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

وأَصبرُ في الحياة على هُمُوم
تَضيقُ ببعضها ذرْعُ الحليم

طريقيَ كلُّه صخرٌ، وإني
لأَعثر بالحصاة على الأديم

وكم خِلٍّ حميم لم أزُرهُ
وبي شوقٌ إِلى الخِلِّ الحميم

ولوْ أنِّي استطعت وَصَلْتُ أهْلي
وصحبي، بل سَعَيْتُ إلى خُصُومي

ألَمْ تسرَنِي أخا ظَلْعٍ إذا ما
مشيتُ، وكنت أعدي من ظَلِيم؟

كأَنِّي من أسَايَ على شبابي
أُمثِّل مِشْيَةَ الطفل الفطيم

حملت عصاي مُتَّكَأً، وكانت
لمحْضِ الزَّهوِ في الزمن القديم

وما كانت لتَجبُرَ ضعفَ ساقي
ولو كانت عصا موسى الكَلِيم

وهل تُغْنِي عصًا من عُود نَبْعٍ
إذا ما السَّاقُ كانت من هَشِيم؟

ورُبَّ مُجَامل لي عِنْد سَيْرِي
أُحسُّ بطعنه ليَ في الصميم

آنَفُ أَن يَمُدَّ إِلَّى حُرٌّ
يَدًا، وأضِيقُ بالقلب الرحيم!

وأفزع حين تُبْدِلُني حَنَانًا
بحبٍّ ربَّةُ الوجه الوسيم

وأَسمع إِن دَعَتْنِي الغِيدُ عَمًّا
هزيمَ الرَّعْدِ في الصوت الرخيم

فإِن تَكُ ساقِيَ اعتلَّتْ، فما إن
مَشتْ إلا على نَهْج قويم

وحَسْبي أَنَّ سَاقِيَ وَهْيَ تشكو
سَعَت بي بين زَمْزَمَ والحَطيم

وحسبي أن يصيبَ الدَّاءُ جسمي
وتَسْلَمَ منه أخلاقي وَخيمي

وَإِنْ تقصر خُطَايَ، فرُبَّ خطْوٍ
قصيرٍ نمَّ عن خُلُق كريم

أما يمشي عبادُ الله هَوْنًا
كما في آية الذِّكْرِ الحكيم؟

أما تَعْدُو الأَرانبُ والهُوَيْنَا
تُمَثِّلُ مِشْيَة الأسد الشتيم؟

وليس العيبُ في ساقي ورُسْغي
لعمرُ أبيك، بل شَيْبِي غَريمي

إذا ما الرأُسُ شاب، فكلُّ طبٍّ
يضاعِفُ علَّة العضو السَّقيم

تزيد مفاصلي الإِبَرُ التهابا
كأنَّ المصلَ يُصْنَع من سموم

وقالوا: الشيب حَزْمٌ، قلت كلاَّ
سليمُ العقل في الجسم السليم

ومن شَغَفِي بلون سَوَاد شَعْرِي
أَلِفْتُ السُّهد في الليل البهيم

ولم أر مثل داءِ الشَّيْب أعْيا
أُناسًا يَصعَدون إلى النجوم

يئستُ من الوَرَى، وَوَثِقْتُ فيمن
يُعِيدُ الرُّوحَ في العظم الرَّمِيم

قضيت العمر أَمْقُتُ كلَّ ضعفٍ
فكيف مُنيتُ بالضعف المُقِيم

كفاني أَنَّني قد عشتُ حتى
سمعتُ هَزِيجَ غِرْبان، وبوم

وأني صِرتُ مطمعَ كلِّ عَادٍ
قليلِ الحَوْلِ ذي خدٍّ لطيم

وليس يرى الكريمُ أشدَّ وقعًا
عليهِ من معاداة اللئيم

وإنَّ الحرَّ تأبَى نَعْلُه أنْ
تصافحُ هامةَ العبد الزنيم

فلا يُنْكرْ أَخلائي سُكُوتي
ولا يعجبْ خصومي من وجومي

وأقبحُ ما تراه العين خَلْقٌ
دميمٌ نَمَّ عن خُلُقٍ ذميم

وسِرْحانٌ يقلِّدُ ليْث غابٍ
وقِرْدٌ يدَّعي لَفَتَاتِ ريم

وذُو قَلَمٍ تجِلُّ الفَأسُ عَنْهُ
يفاخرُ بالنَّثِير وبالنَّظيم

وبعض الناس ذُو وَجْهٍ صَفِيقٍ
ينافس بَرْدهُ بَرْدَ الحُسُوم

وبعض الناسِ عند الرَّجْمِ أولى
بِهِ من كل شَيْطَان رجيم

أقِيمي، أوْ فَرِيمي، يَا حَياتي
سواءٌ: أَنْ تُقيمي، أو تَرِيمي

إذا ما عِشْتِ في جِيل جديد
فإنَّكِ فيه أشْبَهُ باليتيم

وحسبكِ أن تَرَىْ حَدَثًا غَريرًا
إليك بنظرة شزْراءَ يُومي

إذا شابَتْ نواصي اللَّيْثِ، هَمَّتْ
فريستُه عليهِ بالهُجوم

قَلَبْنَا الموت وهْو على قِلانَا
له يشفى من الدَّاءِ العَقيم

إذا ما الطِّبُّ أفلس، كان طِبًّا
لِمَا استعصى عليه من الكُلُوم

لعمرك، قد يكون الموت أحْنَى
على الأَحياء من أُمٍّ رءُوم

ولم أر مثلَ طيف الموتِ ضيفًا
يُلِمُّ بساحة الحُرِّ المَضِيم


محمود غنيم



التوقيع


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمدان متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-2024, 02:25 PM   #8162
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

كسوتُ الناس خزًا من ثنائي
وبتُّ من البلى أرفو كسائي

فوالهفي على أبيات شعر
أشيِّدها ولكنْ في الهواء!

أأنشئ كلَّ يوم ألفَ بيت
وأسكن بعد ذلك بالكراء؟

فلو طاب المقام ببيت شعر
إذًا لأقمتُ في أعلى بناء

إذًا لملأت شط النيل دُورًا
فلم تر فيه شبرًا من فضاء

وآويْتُ الأرامل واليتامى
ولم أتركْ شريدًا بالعراء

ولم أُوقع على السكان حَجزًا
ولو عَجَزَ الجميع عن الأداء

إذًا لملكت أحياءً بمصرٍ
تناطح دورها هام السماء

أطوف بهنَّ دارًا بعد دارٍ
فصيفي هاهنا، وهنا شتائي

ولكن لا مُقامَ ببيت شعر
يطيب، ولو بناه أبو العلاء

ألا، من يشتري أبياتَ شعري
بكوخ شِيدَ من طينِ وماء؟

فليس الطينُ أكرم من فؤادي
وليس الماء أغلى من دمائي


محمود غنيم



التوقيع


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمدان متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-2024, 02:26 PM   #8163
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

وقفتُ أسائلها: ما لَها؟
وأبكى على البُعد أطلالَها!

سألتُ الرُّسومَ، كأن الرُّسومَ
تجيبُ على البعد سُؤَّالهَا

ودونَ «أجاديرُ»، خطبٌ يُصِمُّ
وَيشْغَلُ طارقُهُ بالَها

«أجاديرُ»، هل حان يومُ النَّشورِ
وزُلزِلَت الأَرضُ زِلزالَها؟

وهل بعثَ اللهُ مَنْ في القبورِ
وأخرجت الأَرضُ أثقالَها؟

عروسُ المدائنِ ماذا دهاها
بليلٍ فمزَّق أوصالها؟

وأرَّق بالهمِّ أسْحارها
وجلَّلَ بالغيم آصالَها؟

تفزَّعَت الشُّهْبُ في الأفق حينَ
رأتْ في «أجادير» ما هالَها

تهاوَتْ منازلُها مُعولاتٍ
فرَدَّدتُ البيدُ إعوالَها

ولم يُفلتِ الموتُ شُبَّانَها
ولم يُعتق الموتُ كُهَّالَها

ولم يرْهبُ الموْتُ شُبَّانَها
ولم يُعتق الموتُ كُهَّالَها

ولم يرْهبُ الموْتُ أسْدَ الشَّرَى
فغال الأسودَ وأشبالَها

ولم يرحمِ الموتُ ذاتَ سُوارٍ
قضتْ وهْيَ تحضنُ أطفالَها

تَوَدُّ لوَ أنَّ رسولَ المنايا
ترفَّقَ بالطفل واغتالَها

تباركتَ ربِّي! بَرأتَ النفوسَ
وقدَّرتَ في الغيبَ آجالَها

وكم لك في الكون من حكمةٍ
عن العقل أحكمْتَ أقفالَها

حنانيكَ ربِّي! تفَشَّي الدَّمارُ
على الأرض واجتاحَ نُزَّالَها!

تشقَّقَتْ الأرضُ عن جِنِّها
وساقتْ إلى الإنس أغوالَها

وصبَّتْ عليها السَّماءُ شواظًا
من النَّار تطلُبَ إشعالَها

«أجاديرُ» راع الوجودَ أساها
ونالَ العروبةَ ما نالَها!

إلاَ في سبيل العروبةِ بانٍ
يُقوِّمُ بالفنِّ ميَّالَها!

وكفُّ طبيبٍ تكُفُّ دماءَ
بنيها، وتحِقنُ سيَّالَها!

ومالٌ يجودُ به أريَحيٌّ
على أسرة فقَدَتْ مالَها!

فآلُ «أجادير» إخوانُنا
بأرواحِنا نفتدِي آلهًا

يقينُ بنيها على حالِهِ
وإنْ غيَّر الدهرُ أحوالها

لنا كاهلٌ حينَ تُلقى الخطوبُ
عليه ترَى فيه حمَّالَها

إذا الشرقُ طافَتْ به محنةٌ
فكم عَرَكَ الشرقُ أمثالَها

شعوبٌ صحَت بعد طول الكرى
تُعبِّئُ للمجد أبطالها

وتَنزعُ عن جيدِها طوقَها
وتقذِفُ في البحرِ أغْلالَها

ومِنْ مقْتِها للقيود تكاد ال
فتاةُ تحطِّمُ خَلخَالَها

لقد أقسَمَتْ أمَمُ الشرق ألاَّ
تهادِنَ من رام إذلالَها

فصار السلاحُ سوارَ الفتاةِ
ولَهوَ الضَّبيِّ إذا ما لَها

وكم أمَّةٍ ظنَّتْ الشرقَ مَرْعًى
خصيبًا فخيَّبَ آمالَها

حَدتْها إليه أمانٍ عراضٌ
فعادتْ تُلَمْلِمُ أذيَالَها


محمود غنيم



التوقيع


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمدان متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-2024, 02:27 PM   #8164
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

قالوا: المعلمُ. قلت: لَستُ أُغالي
إن قُلتُ: هذا صانِعُ الأَجيالِ

إن قلتُ: صوَّرها، وأَبَدَعَ خَلْقَهَا
لم يُغضِب الرَّحمنَ صِدقُ مقالِي

نُورُ المعلّمِ نفحةٌ قدسِيَّةٌ
من نُورِ وَجْه الخَالِق المُتعالي

وصَداهُ من صَوْت الإله، كأنَّهُ
إن رَاحَ يُطلِقُه أَذانُ بِلالِ

صَنَع الصواريخَ المُبِيدةَ غيرُهُ
وعلى يَدَيْه يتم صُنعُ رِجالِ

أبدًا يُبشِّر بالسَّلام، وليس مَنْ
بَيْنِي السَّلام كقَاطِع الآجالِ

جُنْدِيُّكِ المَجهولُ يا مِصْرُ الذي
لا فِي البُكورِ يَنِي، ولا الآصَال

في ساعة الجُلَّي يَجِئُ مَشَمِّرًا
وَيَغِيبُ ساعَ قِسْمةِ الأَنْفالِ

كم أَغَفلُوه، فما تَراءَى شاكِيًا
أو باكِيًا من عِلّة الإغفالِ

حَسْبُ المعلِّم: راحةٌ نَفْسِيَّةٌ
تغنيه إذْ يَشْكُو من الإِقلالِ

ما بَعْدَ تَقويمِ النُفوسِ سَعادةٌ
أو بعد مَحْوِ جَهالةِ الجُهَّالِ

ما ضَرَّه عِرْضٌ سلِيمٌ فوقَه
ثَوبٌ رخِيصٌ، أو قَمِيصٌ بَالِي

كَمْ مكثِرٍ ما نَالَ من إكثارِهِ
إِلا ازْديَادَ الهَمِّ والبَلْبالِ

فِيمَ الشّراءُ الجَمُّ؟ ليس لمَيِّتٍ
كفنٌ به جَيْبٌ لحِفْظِ المَالِ

ولقد قَضيتُ العُمرَ أطْبَع فِتْيَتِي
طَبْعًا على كَرَمٍ، وحُسْنِ خِلالِ

كم كُنتُ أحبُوهم بَعْطِفي دائِمًا
لا فرقَ بَيْنَهُمُو وبَيْن عِيالِي

حَسْبِي فَخارًا: أن أقدِّم للحِمَى
من فِتْيَتِي بَطَلاً من الأبطالِ

يا رُبَّ أروعَ ماجدٍ صادَفْتُه
فسألتُ عنه، فَكانَ من أنجالِي

أمْسَى يُبادِلُني الوفاءَ بِمِثْلِهِ
إن الجَمِيلَ يُكالُ بالمِكْيالِ

كانوا تَلامِذَتِي، فَصَارُوا إخْوَتي
وأعزَّ أصحابِي، وأَكرمَ آلِي

أنَّى اتجهتُ، وجدتُهم بِيَ أحْدَقُوا
«مِنْ عَنْ يَمِينِي تارةً وشِمالِي»

يا مُنْصِفي العُمَّال، هلاَّ زِنْتُمُو
باسْمِ المُعَلّم صَفحة العُمَّالِ

هو عاملٌ، بل راهِبٌ مُتَبَتُلٌ
صُوَرُ العِبادة جَمَّةُ الأَشكالِ

يا رُبَّ دَرْسٍ واحدٍ أربَى عَلَي
تَسْبِيح أَيَّامٍ، وذِكْر لَيالِي

وَلَرُبَّمَا نَسِيَ المُعَلِّم نَفْسَهُ
وَجَنَي عليه جهِادُه المُتَوالِي

ولقد يَنامُ وكُتْبُه من حَوْلِهِ
فكأَنه مِنْهُنَّ بين تِلالِ

وَبَبِيتُ يَهْدِي بالدَرُوسِ، كأَنَّه
في الفَصْل بين إجابةٍ وسُؤال

أو نازِلٌ بجَزِيرةٍ، أو سابحٌ
في البحر بين الرَّأسِ والشَّلاَل

أو غارِقٌ مع خالدٍ أو طارقٍ
في الحَرْب بين صَوارمٍ وعوالي

أو منْشِدٌ للنَّشْءِ شِعْرَ حماسةٍ
أَو نادِبٌ طَلَلاً من الأَطْلالِ

أو بَيْن أهرامٍ، وبَيْن دَوائرٍ
مَجْهُولةِ الأحْجامِ والأطْوالِ

أو بين أفعالٍ صَحاحٍ ما شَكَت
عِللاً، ومُعْتلٍّ من الأَفْعالِ

ناد المعُلّم قبل آسادِ الشَّرَى
يا ابنَ العرين، ويا أبَا الأشْبال

رَسَنُ الشَّبيبَة في يَدَيْك، وإنَّها
حَبلُ الرَّجَاءِ، ومَعْقِدُ الآمالِ

قَدِّرْ خُطاَكَ؛ فأنتَ وحدَك قُدْوةً
للنَّشْءِ في الأقوالِ والأعمالِ

لَيْسَ المدرِّسُ ناجحًا في دَرْسِه
ما لم يكُن للنَّشْءِ خَيرَ مِثالِ

لو قدَّر اللهُ الكمالَ لغَيْرِه
قُلْنَا له: استَمْسِك بكُل كَمالِ

ما حلَّ من عبَثٍ لَغْيرِك، فَهْو في
شَرْع الوَرَىْ لك أنتَ غَيْرُ حَلالِ

النَّاسُ تَصفَح عن سِواكَ؛ وإنَّما
يَزِنُون ذَنْبَك أنتَ بالمِثْقالِ

أقسمتُ، ما جَارُوا عَلَيْك؛ وإنَّما
وضَعُوك منهم مَوْضِعَ الإِجْلالِ

لا تَشْكُ من عَنَتِ الحَياةِ، فإِنَّما
شَكْوَى العَزِيز بِدَايَةُ الإذْلاَلِ

أوَ مَا نَظَرتُ إلى المهندسِ كادِحًا
في القَيْظِ بين جَنادِلٍ ورِمالِ

وإلى الطَّبِيبِ يَعِيش طِيلَةَ عُمْرِه
ما بين حَشْرَجَةٍ؛ وبَيْن سُعالِ

ولرُبّ قاض تَنْقَضِي أيامُه
في صُحْبَة السَّفَّاكِ والنَّشَّالِ

وتعيشُ أنتَ مع المَلائِك ناعمًا
في الخُلْد بَيْن أَرائكٍ وظِلالِ

خدَعَتْك نفسُك إن ظَنَنْتَ سِوَاكَ مِنْ
شَتَّى الطَّوائِفِ مُستَريحَ البَالِ

الكُلُّ شَاكٍ حَظَّه، مُتَبَرِّمٌ
هَيْهَاتَ أن يَرضَى الأنامُ بحالِ

والحُرُّ مَنْ حَمَل الحَياةَ بمَنْكِبٍ
كالطّوْدِ لا يَشْكُو من الأثْقالِ

يأيُها الجُنْدُ الأُلَى ما زَيَّنُوا
صَدْرَ الجِهاد بأنْجُمِ وهِلالِ

هلاّ قَبِلْتُم نُصحَ خِدْنٍ سابقٍ
لم يَسلُ شِكَّتَه، ولَيْسَ بِسالِ

إن كان أعياهُ النِّضالُ، فرُوحُه
وشُعورُه مَعَكم بكُلّ مجال

رَبُّوا الشَّبابَ على الفَضيلة إنَّها
هي زَينُ مُزْدَانٍ، وحِلْيَةُ حَالِ

ما الدِّينُ خَصْمٌ للحَضَارة؛ بل هُمَا
صِنْوانٍ، بل جَسَدَان في سِرْبالِ

قُولُوا لهم: إن الصَّلاةَ رياضَةٌ
ووقايةٌ من فِتنَةٍ وضَلالِ

قُولُوا لَهُم: إنَّ الحَنِيفَةَ وَحْدَهَا
كَانت ذَخيرةَ فَاتِحيِن أوَالِي

«اللهُ أكبرُ» طَلْقةٌ ذَرِّيَّةٌ
مَلَكَ الوُجُودَ بها رُعاة جمال

ما حَقَّق الأهدافَ إلاّ أُمَّةٌ
رَسَخَتْ عَقِدَتُها رُسُوخَ جِبالِ

وإذا أُصِيْبَ الشَّعْبُ في إيمانِه
فانْدُبْه في نَوْحٍ، وفي إعوالِ

وإذا هو انحَلَّت عُرى أَخْلاقِه
لم تُجْدِ فيه حِيلةُ المُحْتالِ

ما طاف طائِفُ الانْحِلالِ بأُمَّةٍ
إلا وآذَنَ نَجْمُها بِزَوالِ

حُلُّوا لنا عُقَدَ الشَّبابِ جمِيعَها
فَلَطَالَمَا استعْصَت على الحلاَّلِ

غُوصُوا بأغْوار الشبِيِبَة، وانْفُذُوا
من كُلّ بَابٍ مُحْكَم الأقْفالِ

فإذا عرفْتُمْ أين يَكمُن دَاؤها
فاستأصِلُوه أيَّما استِئْصالِ

أنتُم إذا عَجَزَ الطَّبِيبُ أُساتُها
من كلّ داءٍ في النُّفوس عُضالِ

لا تَيْئَسُوا من بُرْءِ ذي سَقَمٍ، وإن
طالَ العِلاجُ عليه أيَّ مَطالِ

كان الصُّعودُ إلى السَّماء خُرافةً
كُبْرَى، فَصارَ اليوم غَيرَ مُحالِ

واستَأنِسوا الأطفال في حَلقَاتِكُم
بِبَراءةٍ كبَراءةِ الأطْفالِ

بِحَنانِ وَالدِةٍ، ورِقَةِ وَالدٍ
ومَحَبَّةِ الأعْمام والأخْوالِ

وأحقُّ مَنْ ساسَ الصِّغارَ مُحَنكٌ
صَقَلَتَهُ دُورُ العِلْم أيَّ صِقالِ

يا وَاقِفين على السَّلام جُهُودَهُم
قُودُوا الصُّفوفَ بِعَزْم هانيِبَال

دِيسَ العَرينُ؛ فأغمدُوا أقلامكم
وتَقَلَّدُوا بأسِنَّة ونِصالِ

ومنَ البليَّةَ: أنّ جَوَّ السّلْم لا
يَصْفُو بِغَيْر مَعارِكٍ وقِتالِ

العِلم عُنوانُ السَّلامِ، وإنَّما
هُمْ أفسَدُوه بسُوءِ الاسْتِعْمالِ

أنتُم لعَمْرِي مُشْعِلُو الثَّوراتِ في
قَلْبِ الحِمَى، وبُناةُ الاسْتِقْلاَلِ

وأعزُّ ما مَلَكَ الحِمَى من ثَوْرَةٍ
ومُحَارِبُو الفَوْضَى والاسْتِغَلالِ

ومُحَطِّمُو الأغلالِ عن سَاقِ الحِمَى
من بعد ما وَرِمَتَ من الأَغْلالِ

ومُوَحِّدو شَمْلِ العُرُوبة، وَهْوَ مِنْ
طُولِ الشِّقاق مُمزَّقُ الأوْصالِ

والنازِلُونَ إلى مَيادين الوَغَى
كالأُسْدِ حين تَقُولُ مِصْرُ: «نَزالِ»

والمُرخِصًون نفُوسَهم في حُبِّها
ولِمْصرَ يَرخُص كُلُّ شَيْءٍ غالِ

والكاتِبُون لها صَحَائِفَ مَجْدِها
يَوْمَ الكَرِيهَة بالدَّمِ السَّيَّال

وعلى يَدَيْكم سوفَ يَنْتَصِر الحِمَى
وتَعُودُ أمجادٌ لمِصْرَ خَوالِي

وتَذُوقَ ما ذَاقَ التَّتَارُ عِصَابَةٌ
هي في الشَّراسَةِ مَضْربُ الأمثالِ

ويُحَقِّقُ اللهُ الرجاءَ؛ فلا نَرَى
في القُدْس للصِّهْيَوْنِ طَيْفَ خَيالِ

واللهُ لا يَنْسَى كِنَانَتَهُ! وكَمْ
للهِ إمْهالٌ بِلاَ أهمالِ

حَمَل الأمانَة أنورٌ، ولأنْوَر
كَتِفَان تَضْطَلِعَان بالأحْمالِ

عرفَتْهُ مِصْرُ بَل العُروبَةُ كُلُّها
خَوَّاضَ أهوالٍ، وحِلْسَ نِضالِ

اليُمْنُ والإقبالُ من حُلَفَائِه
لا زَالَ حِلْفَ اليُمْنِ والإقبالِ

إن غاب عن مِصْرٍ جَمالٌ واحدٌ
فبِمِصْرَ يَوْمَ الرَّوْع ألفُ جَمالِ


محمود غنيم



التوقيع


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمدان متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-2024, 02:28 PM   #8165
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

أيها الهادي إلى وادي الفناءِ
أملي المعسول في واديك طاحْ

شدت في وهميَ صرحًا من رجاءِ
فإذا صرحيَ تذروه الرياحْ

لكأني قمت أجتاح الجبالْ
أو تعلَّقتُ بأسباب القمرْ

أو طلبت النجم في وقت الزوالْ
وافتقدت الشمس في وقت السحرْ

لا، لعمري، أنا ما رمتُ محالا
غير أنَّ الناس في الدنيا طباعْ

كلفتني بسطة العيش ابتذالا
وأديمُ الوجه غالٍ لا يباع

ليس أغلى من إبائي في يديَّا
فليمدَّ الدهر للباقي يديهِ

أنا لا أطلب غير القوت شيئًا
وإذا ما عزَّ لا أبكي عليهِ

ما ألذَّ العيشَ في ظل الأملْ
فاسبحي، يا نفس، في جوِّ الخيالِ

لا تقولي: «ليس»، بل قولي: «لعلّ»
وتعالَيْ نئدُ اليأس، تعالي


محمود غنيم



التوقيع


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمدان متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-2024, 02:28 PM   #8166
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

يا جيرةَ النيل، حيَّا الله مقدمكمْ
لسنا نعدُّكمو في مصرَ ضيفانا

لقد نزلتم برهط من عشيرتكم
وزرتمو بدلَ الأوطان أوطانا

لما نزلتُم على الفصحى بدارتها
كادت ترحِّبُ آساسًا وجدرانا

إنا نكرِّم في أشخاصكم وطنًا
لو صُوِّرتْ مصرُ عينًا كان إنسانا

النيل قد وحَّدَ الرحمنُ واديَهُ
ففيم نقْسِمُهُ: مصرًا وسودانا


محمود غنيم



التوقيع


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمدان متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-2024, 02:29 PM   #8167
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

أفتَلَك عاقبتي وذاك مآلي؟
خُطُّوا المضاجِعَ، وادفِنوا آمالي

لا تخدعوني بالمنى وحديثها
قد كان ذلك في الزمان الخالي

ولقد برِمْتُ بمصرَ حين وجدتها
قبرَ النبوغ، ومسرح الجهَّال

بلدٌ تسربل بالحرير جهولُه
ومشى الأديب به بلا سربال

أبصرتُ باب الرزق فيه مفتحًا
وإلا عَليَّ، فمحكمُ الأقفال

إن شئت أن تحيا بمصرَ، فلا تكن
حيَّ الضمير، تعشْ خليَّ البال

واركع هناك أمام كل رياسة
وَلَوَ أنها خُلعت على تمثال

واظفَر بذي جاهٍ تعشْ في ظله
أو عش بلا جاه، ولا أموال

خلّ النعيم لمعشر خفضوا له
هاماتِهم، ما للنعيم ومالي

الله يعلم، لو أردت بلغته
لكنَّ ماء الوجه عنديَ غال


محمود غنيم



التوقيع


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمدان متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-2024, 02:30 PM   #8168
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

دعِيني أَنْجُ من دنيا الهُمُوم
وفي ملكَوت عرشِ الله هِيمِي

دعي خُدَع المُنَى يا نفس؛ إِنِّي
أريد البحثَ عن عيشٍ كريم

لقد مَنَّيْتِني دهرًا طويلاً
فعُدتُ؛ وما حصدتُ سوى هَشيم

فأعْطيني مقادَك، واتْبَعيني
أقُدْكِ إلى الصِّرَاط المستقيم

ألا، يا نفسُ، لو تصفينَ يومًا
لكنتِ أرقَّ من مَرِّ النسيم

وطِرْتِ بخَافيَات من ضياء
ولم تمشي على ظَهْر الأديم

وكدتِ تُحَلِّقين مع الثُّريَّا
وتَتَّخِذِين بُرْجًا في السَّدِيم

وأدركتِ الذي لا تحتويه
بطونُ الكُتْبِ من شَتَّى العلوم

ولم تخْفَ الحقائُق عنكِ مهما
خَفِينَ عن المدارك والفُهُوم

ولم يصرفكِ عن أُخْرَاكِ شَيْءُ
وغيرَ رضاء ربِّكِ لم تَرُومي

ألا، يا نفسُ، وَيْحَكِ! لَسْتِ نفسي
إذا حاولت نَيْلاً من غريمي

فَسُلِّي الضّغْن من جَنَبَات صدري
وَرِقِّي للأَحبَّة والخُصوم

وكوني: من حَبَاب الماء، أو من
عَبِير الزَّهر، أو ألق النُّجوم

إذا ما الحَرْبُ حول الزَّاد قامتْ
فخَلِّي الزادَ ناحيةً، وصُومي

دَعينِي لا أعِشْ إلا بِرُوحي
فقد كُتِبَ الفناء على الجُسوم

أحِبِّي كلَّ حيّ؛ لا تخصِّي
بحبِّكِ كلَّ ذي وجه وَسيِم

مَتَى، يا نفسُ، لا تُبدِين زهوًا
بما أحرزت من حَطٍّ عظيم

متى ألقاك لا تُلْقِين بَالالما
يعرُوك من خَطْب جسيم

يكون الكونُ حولكِ مُكْفَهِرًا
وتبتسمين عن دُرٍّ نظيم

بربك، كم شربتِ كئوسَ راح
مُشَعْشَعَة، وأخرى من جحيم

فهل كان الأسى والبِشْرُ إلاَّ
كأطياف السَّحَائب والغُيوم

وكل لَذَاذَة تفني، وَيَبْقَى
متاعُ الخُلدِ في دار النعيم

إذا دَجَت الحوادث؛ فاستضيئي
بنور اللهِ في الليل البَهِيم

ودُومي إن أردت الله ذُخْرً
على التَّقْوى، وعنها لا تَرِيمي

ولا تُصْغي إلى همس الأماني
وإلا، عشْت في همٍّ مُقيم

وحسبُك سَلْسَلُ الفردْوس راحًا
وسِرْبُ الحور حَسْبُك من نديم

وأين الحورُ من نَدْمان سوء
وخمر الخلد من حَلَبِ الكروم

إلى الله اتَّجهتُ بكلِّ قلبي
وأسأَلُه العادة للُعمُوم

سألتُ الله للمُثْرى مزيدا
من النُّعْمى، ويُسْرًا للعديم
١
سألتُ الله يَمْحُو الدَّاءَ محْوً
فلا تقع العيونُ على سقيم

سألتُ الله للعَانِي انطلاقًا
وعطفَ أب وأُمٍّ لليتيم

سألتُ الله الدنيا سلاَمًا
يعيشُ الليثُ فيه مع الظَّلِيم

ولولا أنني أدْرَى بقدري
سألتُ الله في أهل الجحيم

وقلت له: أتُصْلي الناسَ نارًا
وقد سمَّيْتَ نفسَك بالرحيم


محمود غنيم



التوقيع


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمدان متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-2024, 02:30 PM   #8169
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

تجلَّى على الأرضِ عدلُ السَّماء
يرفُّ بأجنحةِ من ضياء

ملاكٌ يمسُّ بكف الحنانِ
جبينَ الشقيّ؛ فيمحو الشقاء

ويخفضُ للضعفاء الجناحَ
ويعصفُ كالريح بالأقوياء

ألا إنما الناسُ من آدمٍ
وآدمُ كلُّ بنيه سواء

أصيغ امرؤٌ من نُضارٍ وطيبٍ
وصيغ امرؤ من تراب وماء

تباركتَ ربي! أأنت قسمت
عبادك بين ذئابٍ وشاء

أمِن بعض خلقك أنت صنعتَ
عبيدًا، ومن بعضهم أمراء

ودينُك دينُ المساواة وهْوَ
من الطبقات لعمري براء

سننت الشرائعَ من أجلها
وأرسلت من أجلها الأنبياء

أيبشَمُ بالزاد جوفٌ، وجوفٌ
يعُزُّ عليه فتاتُ الغذاء

ويكرُع قوم عتيق المُدامِ
وقومُ إلى كأس ماءٍ ظِماء

ويفترشُ الخَزَّ جنبٌ، وجنبٌ
إذا نام لم يلق إلا العراء

إذا الفقرُ كان جزاءَ الفقير
فما بال أطفاله الأبرياء

وما ذنبُ طفلٍ تَخُطُّ الحياةُ
له صفحةَ البؤس قبل اللقاء

وما فضل طفلٍ إذا ما استهلّ
تلقتهُ في المهد أيدي الإماء

وما شاد هذا صروح السلامِ
ولا اعتاد ذلك سفكَ الدماء

ولو ساد في الأرض عدلُ السماءِ
لعاش الأنام بها سعداء

لقد جلب الفقر حبُّ الغنى
وعجَّل بالموتِ حبُّ البقاء

وما ضنَّ بالدَّر ضرعُ السحاب
ولا شحَّ بطنُ الثرى بالنَّماء

ولا شكَت الأرض من حملها
ولا ضاق بالناس رحبُ الفضاء

ولكن تفشّى السُّعارُ، فكان
ضحيَّةَ هذا السُّعار الرخاء

تباركتَ يا بارئ الكائناتِ
لكَ الأرضُ تورثُها من تشاء

تحكَّم في أرضك المالكون
وشنُّوا الحروب على الأُجراء

فلما قضيتَ بردِّ الحقوق
إلى أهلها، أجهَشُوا بالبُكاء

لحُكمك هم أعلَنوا كارهين
ولو قدرُوا ناصَبُوك العداء

ألا أيُّها المالكون، كأنِّي
بكم تتحدَّون حُكم القضاء

وللهِ في العدل سرٌّ خفيٌّ
دعوني أُزلْ عنه بعضَ الخفاء

رضاءُ المكافح عنكم ثراءٌ
إذا فاتكم فأنتٌ من ثراء

ولن تأمنُوا شرَّهَ الجائعينَ
إذا السُّخطُ حلَّ محلَّ الرضاء

وكم أهلك المالُ من حَازهُ
إذا المالُ لم يقترن بالسخاء

دعُوا الأرض يملكُها الكادحون
فما خُلقت لسوى هؤلاء

هم استخرجوا التِّبر من بطنها
وعاشوا على ظهرها أُسراء

همو قطعٌ من ثراها تَدبُّ
عليها، وهُم صحبُها الأوفياء

مساكنُم هي طول الحياةِ
وأجداثُهم هي بعد الفناء

وشاطئهُم إذْ يحلُّ المصيفُ
ومدفؤهم إذ يحلُّ الشتاء

وديوانهم هي عند الصباحِ
ومضجعهم هي عند المساء

إذا ما غفوا فهْيَ نعم الوسادُ
ونعم الوِطاءُ، ونعم الغطاء

ومن تُربها يُنضجون الطعامَ
ومن عشبها يَنسجون الرداء

يعيشون، ليس لهم في سواها
ولا في سوى من دحاها رجاء

وإن أجهدت زراعًا أرضهُ
فأعيا، شفته بطيب الهواء

ولم يلتمس من سواها علاجًا
فكانت هي الداءَ وهْي الدواء

لأنعامها ودُّهُ صافيًا
ويا رُبَّ ودٍ بغير صفاء

وتهفو السَّوامُ إليه، كما
هفا الأصدقاء إلى الأصدقاء

ويقنعُ من عيشه بالكفاف
ويجزي عليه بحسن الثَّناء

ويدعو السماءَ لمن حرَّروهُ
فتفتحُ أبوابها للدعاء

أيا حارثَ الأرض، ما نُؤتَ يومًا
بما لو تحمَّله الطَّودُ ناء

صبرتَ على عنت الدهر دهرًا
طويلاً، فجُوزيتَ حُسن الجزاء

دعوتَ جمالاً، فلبَّى جمالٌ
ومن كجمالٍ يلبِّي النداء

إذا الضُّعفاء أهابوا به
يَهبُّ إلى نجدة الضعفاء

وتمضى به عزمةٌ من حديدٍ
تُفسِّرُ للسهم معنى المضاء

إذا ما مشى قُدمًا في الطريق
فلن يتلفَّتَ نحو الوراء


محمود غنيم



التوقيع


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمدان متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-2024, 02:31 PM   #8170
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

مرَّ القطيعُ بأرض طاب منهلُها
وعُشبها، فاستقى من مائها، ورَعَى

فصاح راعيهِ: هيَّا، يا قطيع، بنا
نفلتْ من اللصِّ، إن اللصَّ قد طلعا

فقالَ كبشٌ له: ما الفرق بينكما؟
كلاكما يبتغي من لحمنا شِبَعا

دعنا له، وانج إن أحببتَ منفردًا
فلستَ أكثرَ زهدًا منه أو ورعا

نِعْم الفِرارُ الذي أقبلتَ تَنْشُدُه
لو كان ينقذِنا منه ومنك معًا


محمود غنيم



التوقيع


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمدان متواجد حالياً   رد مع اقتباس

إضافة رد

مواقع النشر




ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
طريقة تحضير طاجين الفسيخ الفلسطيني شمرانية الروح المطبخ والغذاء الصحي 7 05-28-2021 07:34 PM
الشاعر محمد ابو شراره الشمراني يشارك في فعاليات شرفة الشعر بأكادمية الشعر العربي أبو شريح الشمراني منتدى الشاعر محمد ابوشرارة الشمراني 1 02-10-2021 05:24 PM
مالا تعرفه عن صلاة الجنازة ومايتعلق بها ‏‏( معلومات غائبة عن الكثير ) ساكتون المنتدي الاسلامي 7 04-07-2012 04:45 PM
قـصــة زواج الـسيد بـيـبـسي والـسـيدة مـيرنـدا بالصور خوفو الضحك والفرفشة 0 08-26-2010 06:05 PM
نرجع لموضوع (((الشيعة))) وفي هذا اليوم نقدم لكم ~-{المتعة ومايتعلق بها}-~ كركر المنتدي الاسلامي 4 02-09-2008 08:17 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية