هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

حامِلُ الهَوى تَعِبُ
يَستَخِفُّهُ الطَرَبُ

إِن بَكى يُحَقُّ لَهُ
لَيسَ ما بِهِ لَعِبُ

تَضحَكينَ لاهِيَةً
وَالمُحِبُّ يَنتَحِبُ

تَعجَبينَ مِن سَقَمي
صِحَّتي هِيَ العَجَبُ

كُلَّما اِنقَضى سَبَبٌ
مِنكِ عادَ لي سَبَبُ

ابو نواس

ما أراني إلّا سأهجر مَن ليـسَ
يراني أقوى على الهجرانِ

مَلّني واثقًا بِحُسنِ وفائي
مـا أضَرَّ الوفاءَ بالإنسانِ

العبّاس

مالي فُتِنتُ بلحظِكِ الفتَّاكِ
وسَلوتُ كُلَّ مَلِيحَةٍ إِلاَّكِ

يُسراكِ قَد مَلكت زِمامَ صَبابتي
ومَضَلَّتِي وهُدَاي في يُمناكِ

فَإذا وصَلتِ فَكُلُّ شَيءٍ باسِمُ
وإذا هجرتِ فكلُّ شَيءٍ باكِي

هذا دَمِي في وَجنَتَيكِ عَرَفتُهُ
لا تَستَطِيعُ جُحُودَهُ عَينَاكِ

......

كَما تَشاءُ فَقُل لي لَستُ مُنتَقِلاً
لا تَخشَ مِنِّيَ نِسياناً وَلا بَدَلا

وَكَيفَ يَنساكَ مَن لَم يَدرِ بَعدَكَ ما
طَعمُ الحَياةِ وَلا بِالبُعدِ عَنكَ سَلا

أَتلَفتَني كَلَفاً أَبلَيتَني أَسَفاً
قَطَّعتَني شَغَفاً أَورَثتَني عِلَلا

إِن كُنتُ خُنتُ وَأَضمَرتُ السُلُوَّ فَلا
بَلَغتُ يا أَمَلي مِن قُربَكَ الأَمَلا

وَاللَهُ لا عَلِقَت نَفسي بِغَيرِكُمُ
وَلا اِتَّخَذتُ سِواكُم مِنكُمُ بَدَلا

ابن زيدون

‏أيا بعيدًا وَقَد قُرِّبت مِن قلبي
والناسُ تأكُلني عَدَلًا وإيلامًا

قالوُا جُنِنتِ إذا أحبَبتِ مُبتعِدًا
أُجِيبُ أعشَقهُ لو كانَ أوهامًا

أحيَا بقُرِبكَ يَامن لَستُ ألمِسُه
إلا بِحُلمٍ وقد أبليتُ أحلامًا

أنا وأنت مَتى الأيامُ تَجمعُنا
إنّي كبرتُ بهذا البُعد أعوامًا

......

رَماني الدَهرُ بِالأَرزاءِ حَتّى
فُؤادي في غِشاءٍ مِن نِبالِ

فَصِرتُ إِذا أَصابَتني سِهامٌ
تَكَسَّرَتِ النِصالُ عَلى النِصالِ


المتنبي

أَضاعُوني وَأَيَّ فَتىً أَضاعُوا
لِيَومِ كَريهَةٍ وَسِدادِ ثَغرِ

وَخَلَّوني لِمعتَرَكِ المَنايا
وَقَد شَرَعَت أَسِنَّتُها لِنَحرى

كَأَنّي لَم أَكُن فيهِم وَسِيطاً
وَلا لِي نِسبَةٌ في آل عَمرِو

أُجَرَّرُ في الجَوامِع كُلَّ يَومٍ
أَلا لِلّهِ مَظلَمَتي وَصَبري

......

إذا ساء فعلُ المرءِ ساءت ظنونُهُ
وصدّق ما يعتاده من توهّمِ

وعادى محبيهِ بقولِ عداتِهِ
وأصبح في ليلٍ من الشكِّ مُظلمِ


المتنبي

تَفْنى اللَّذاذَةُ مِمَّنْ نالَ شَهْوَتَهُ
مِنَ الحَرامِ ويَبْقى الإثْمُ والعارُ

تَبْقى عَواقِبُ سُوءٍ فِي مَغَبَّتِها
لَا خَيْرَ فِي لَذَّةٍ مِن بَعْدِها النّارُ


ابن الجوزي

إِذا عاشَ الفَتى ستينَ عاماً
فَنِصفُ العُمرِ تَمحَقُهُ اللَيالي

وَنِصفُ النِصفِ يَذهَبُ لَيسَ يَدري
لِغَفلَتِهِ يَميناً مِن شِمالِ

وَثُلثُ النِصفِ آمالٌ وَحِرصٌ
وَشُغلٌ بِالمَكاسِبِ وَالعيالِ

......