هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

لك المحبة في أسمى مراتبها
‏يا خيرَ من سال في أوصافهِ القلمُ

‏عليك صلى إلهي كلما لمعت
‏في الأفق بارقةٌ وانهلّت الدِّيَمُ

اللهم صل وسلم على محمد
‏ماذكره الذاكرون
‏وما غفل عن ذكره الغافلون
ٖ

سلامٌ على كلّ شيءٍ جميلٍ
أضعناهُ سعياً إلى أجملِ

على كلّ قلبٍ سَعى نحونا
فلم نحتضنهُ، ولم نَقبَلِ

على راحلٍ لم نلوّح لهُ
على قادمٍ دون مُستَقبِل

بقلمي
ٖ

‏أنت المُجيبُ إذا ناداك محتاجُ
‏أنت الرجا إن بدا في الأمر إحراجُ

‏سبحانك اللهُ مَن نرجو ويسمعُنا
‏والذُّلُّ في بابه للروحِ معراجُ

‏يا مالك الملك حاجاتٌ لك ارتفعَتْ
‏ما ثَمّ إلاّك يُرجَى منهُ إفراجُ

......

إن الصــلاة على النبــي وآله
يشدو بها من شاء أن يتعطرا

صلوا على خير البرية تغنموا
عشرًا يصليها المليك الأعظمُ

‏الأَمْرُ للهِ وَالأَقْدَارُ نَافِذَةٌ
وَنَحْنُ مَا بَيْنَ إِقْبَالٍ وَإِعْرَاضِ

عَجِيْبَةٌ هَذِهِ الدُّنْيَا مَرَاكِبُهَا
تَجْرِيْ بِنَا فَوْقَ أَشْلَاءٍ وَأَنْقَاضِ

نَفِرُّ مِنْ كَبَدٍ فِيْهَا إِلَىٰ كَبَدٍ
وَلَيْسَ يَرْتَاحُ إِلَّا القَانِعُ الرَّاضِي

......

الله خصّ محمداً و اختارهُ
أعلى على كلّ الورى مقدارهُ

أعطاهُ فضلًا لا يُرام و زادهُ
فاز المحب إذا اقتفى آثارهُ

أكرم به نوراً يضيء لحائرٍ
فاقرأ شمائله و ذق أنوارهُ

صلى عليه الله ما طيفٌ سرى
أو حنّ مشتاق له أو زارهُ

أسيلة معقد السمطين منها
وريّاً حيث تعتقد الحِقابا

أباحت ثمّ حازت من فؤادي
شِعاب الحُبِ إن لهُ شِعابا

......

.
وتُشرِقُ الشمسُ في الدُّنيا لِتُخبرَنا
‏أنّ الصباحَ مَليءٌ بالبشاراتِ

‏ما ضاقتِ الأرضُ إلّا جاءَنا فَرَجٌ
‏كالغَيثِ يهطلُ مِن ربِّ السّماواتِ

......

أسيلة معقد السمطين منها
وريّاً حيث تعتقد الحِقابا

أباحت ثمّ حازت من فؤادي
شِعاب الحُبِ إن لهُ شِعابا

......

ماذا يَهيجُكَ مِن دارٍ بِمَحنِيَةٍ
كَالبُردِ غَيَّرَ مِنها الجِدَّةَ العُصُرُ

عَفَّت مَعارِفَها ريحٌ تُنَسِّفُها
حَتّى كَأَنَّ بَقايا رَسمِها سُطُرُ

أَزرى بِجِدَّتِها بَعدي وَغَيَّرَها
هوجُ الرِياحِ الَّتي تَغدو وَتَبتَكِرُ

دارٌ لِواضِحَةِ الخَدَّيَنِ ناعِمَةٍ
غَرثى الوَشاحِ لَها في دَلِّها خَفَرُ

كَأَنَّها دُرَّةٌ أَغلى التِجارُ بِها
مَكنونَةٌ رَبِحوا فيها وَما خَسِروا

قُل لِلخَليفَةِ موسى إِنَّ نائِلَهُ
جَزلٌ هَنِيٌّ وَما في سَيبِهِ كَدَرُ

مُتَوَّجٌ بِالهُدى بِالحَمدِ مُلتَحِفٌ
مُسَربَلٌ بِالنَدى بِالمَجدِ مُتَّزِرُ

موسى الَّذي بَذَلَ المَعروفَ يُنهِبُهُ
في الناسِ فَالجودُ مِن كَفَّيهِ يَنهَمِرُ

أَشَمُّ تَنميهِ آباءٌ جَحاجِحَةٌ
شُمُّ الأُنوفِ عَلى ما نابَهُم صَيَروا

لَن يُؤمِنَ الناسُ مَن لَم يُؤمِنوا أَبَداً
وَاللَهُ يُؤمِنُ مَن آوَوا نَصَروا

لا يَكسِرُ الناسُ ما شَدّوا جَبائِرَهُ
وَلَيسَ يُجبَرُ طولَ الدَهرِ مَن كَسَروا

أَنتَ الدَعامَةُ يا موسى إِذا اِحتَدَمَت
نيرانُها وَحُماةُ الحَربِ تَجتَزِرُ

وَإِن غَضِبتَ فَما في الناسِ مِن بَشَرٍ
إِلّا عَلى خَطَر ما مِثلُهُ خَطَرُ

ما مُخدِرٌ خَدِرٌ مُستَأسِدٌ أَسَدٌ
ضُبارِمٌ خادِرٌ ذو صَولَةٍ زَئِرُ

غَضَنفَرٌ غَضِفٌ قِرضابَةٌ ثَقِفٌ
مُستَرعِبٌ لِقُلوبِ الناسِ مُصطَبَرُ

ذو بُرثُنٍ شَرِثٍ ضَخمٌ مُزَوَّرُهُ
خُبَعثَنُ الخَلقِ في أَخلاقِهِ زَعَرُ

جَأبُ الشَراسيفِ رَحبُ الجَوفِ مُفتَرِسٌ
عِندَ التَجاوُلِ لِلأَقرانِ مُهتَصِرُ

عَفَرنَسٌ أَهرَتُ الشِدقَينِ ذو حَنَقٍ
لِلقِرنِ عِندَ لِقا الأَقرانِ مُقتَسِرُ

جَهمُ المُحَيّا هَموسٌ لا يُنَهنِهُهُ
صَوتُ الرِجالِ وَلا لِلزَجرِ يَنزَجِرُ

في خَطمِهِ خَنَسٌ في أَنفِهِ فَطَسٌ
كَأَنَّما وَجهُهُ مِن هَضبَةٍ حَجَرُ

ذو أَلَّةٍ قَيسَرِيٌّ حينَ تَبرِزُهُ
غَشَمشَمِيٌّ فَلا يُبقي وَلا يَذَرُ

بِبالِغٍ عُشرَ عُشرٍ مِن شَجاعَتِهِ
إِذا تَنازَلَتِ الأَبطالُ وَاِشتَجَروا

بَل أَنتَ أَجرَأُ مِنهُ في تَقَدُّمِهِ
وَأَنتَ أَقدَمُ مِنهُ حينَ يَجتَئِرُ

بَل لَو يُلاقيكِ أَضحى اللَيلُ مِن فَرَقِ
وَخيفَةً مِنكَ لا قى يَومَهُ القَدَرُ

يا خَيرَ مَن عَقَدَت كَفّاهُ حُجزَتَهُ
وَخَيرَ مَن قَلَّدَتهُ أَمرَها مُضَرُ

إِلّا النَبِيَّ رَسولَ اللَهِ أَنَّ لَهُ
فَضلاً وَأَنتَ بِذاكَ الفَضلِ تَفتَخِ


ابن الأشد البهدلي