الخواطر والقصص والروايات يهتم بالخواطر والقصص والنثر التي من نزف الأعضاء |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
09-07-2023, 02:59 PM | #1 | ||
مشرفة منتديات قبائل شمران
|
المأثورات الشعبية للمماليك حكايات وأمثال وفواجع هزلية🍀
المأثورات الشعبية للمماليك حكايات وأمثال وفواجع هزلية بداح السبيعي لم يكن مَثَل: «ذيب رماح منين يشرب؟» هو المثل الشعبي الوحيد المتصل بفئة المماليك والذي يصورهم في غاية البلاهة وضعف القدرة على التفكير، فقد منح الشيخ محمد العبودي المأثورات الشعبية المتعلقة بهم حيزاً من اهتمامه بتدوين التراث في المملكة العربية السعودية، وفي كتابه (الأمثال العامية في نجد) يجد الناظر العديد من الأمثال التي تتصل بهم اتصالاً مباشراً، أو غير مباشر كما رأينا في المثل الذي تحدّثنا عنه سابقاً، أو كما نرى في أمثال أخرى كالمثل القائل: «غزو الحكاك»، وهو مثل شعبي يُضرب «للقوم الذين يذهبون ولا يرجعون»، ومهّد المؤلف لقصته بالقول بأن الناس كثيراً ما يجعلون فئة المماليك «مضرب المثل في التغفيل»، وأورد حكايةً ترسم صورة كاريكاتورية ساخرة لأولئك القوم الذين قرّروا الغزو متزودين بشيء من الطحين وبكثير من الغباء، وعندما جاعوا ولم يجدوا قِدرهم نثروا الطحين في بئر ضيقة توهموا أن ماءها مُناسبٌ لعجن «عصيدة» تسد جوعهم، ثم أنزلوا أحدهم ليحضرها لهم، فغاص «في أسفل الماء وغرق، فلما استبطأوه قالوا: لقد غاص ليأكل الحكاكة، ثم نزلوا معه، وغرقوا جميعاً في البئر». وحرص العبودي في كتابه (مأثورات شعبية) على استهلال احد الابواب بعبارات عزا فيها إمعان الحكايات في تصوير بلادة وبلاهة أفراد هذه الفئة إلى اقتصار استخدام الناس لهم في الأعمال الشاقة التي تتطلب جهداً بدنياً ولا تحتاج إلى تفكير أو تشغيل للذهن؛ لذلك فقد «تبلدت أفكارهم وتعطلت أذهانهم عن العمل»، ثم برّر تدوينه لهذا النوع من الحكايات بأنها «أصبحت جزءاً من الأدب الشعبي». ومن بين إحدى عشرة حكاية دوّنها ربما تكون حكاية أو نادرة (هو له رأس أو ماله رأس؟) هي الأجمل بما تتسم به أحداثها من طرافة وغرابة، وبما تميزت به لغتها من حيوية ودقّة في وصف الحدث المأساوي الذي يشابه، إلى حدٍ معين، ما حدث لأبطال قصة مَثل: «غزو الحكاك» الذين لم يكونوا أبطالاً! ففي حكاية (هو له رأس أو ماله رأس) اختلف هدف المماليك من الخروج عن هدف نظرائهم في مَثل: «غزو الحكاك»، فهدفهم هدفٌ يمكن وصفه بالترفيهي، ويتوقع المتلقي من معرفته أن تكون نهايته نهاية سعيدة أو جيدة في أسوأ الأحوال. فقد خرجوا بحثاً عن الصيد، واختاروا جحر ضبع رشحوا أكثرهم خبرة (جوهر) للدخول عليه وإخراجه لالتهام لحمه الوفير، واتفقوا على ربط رِجل بطل الحكاية بحبل وسحبه من الجحر بعد تحريكها إشارةً إلى إتمام المهمة بنجاح. لكن الأمر الضروري الذي غاب عن أذهانهم (وما أكثر ما يغيب عنها في الحكايات) أنّ صائد الضباع لا بد أن يحتمي بشيء من أسنان الضبع «الذي يأكل العظام الصلبة كما يأكل الصبي الكعك» بحسب وصف العبودي. فبعد دخول جوهر زاحفاً وتأخر إشارته يدور بينهم حوار طريف حول السبب، فيخمّن أحدهم أن جوهر انشغل بأكل «كبد الضبع»، ويتفق معه آخر، لكن «أعقلهم» يطمئنهم بأن: «الغايب حجته معه»، ثم طلب منهم سحب صاحبهم من الجحر، وعندما وصلهم جسد جوهر استغربوا عدم وصول رأسه معه، وأصيبوا بحالة من الحيرة وليس بالهلع ولا بالحزن، ويتساءلون فيما بينهم: «هو يوم يدخل على الضبعة له رأس أو ماله رأس؟»، فانتقلوا من مُهمة البحث عن الصيد إلى مُهمةْ أصعب وهي البحث عن إجابة مُقنعة لهذا السؤال المحيِّر!! ويلتفت عبده خال عند إيراده لحكايات المماليك إلى مسألة اللغة، وإلى تأثيرها على عملية التواصل والفهم والإفهام، ويقدِّم لنا تعليلاً مختلفاً عن تعليل العبودي، في تعليقه على عدم فهم عبارات التحذير الواضحة التي تفوهت بها بطلة حكاية (يا جارنا الهندي)، فذهب خال إلى أن الأمر لا يعود إلا الغباء وضعف الفهم بقدر ما يرجع لاختلاف اللغة، فهؤلاء البشر، كما يقول: «قادمون من لغات أخرى لا يفقهون لغة أسيادهم، ولذلك فغياب اللغة هو غياب للفهم». ونبّه خال في موضع آخر إلى تأكيد الحكايات الشعبية في الجنوب على تحدّث المماليك بألسنة «مقلوبة»، بمعنى أنهم يتحدثون بعُجمة ولا يستطيعون إقامة العربية ونطق كلماتها نطقاً سليماً، وهذا أمرٌ ملحوظ أيضاً في أغلب حكاياتهم التي دونها العبودي في وسط السعودية، ويتجلى أيضاً في عناوين بعضها كما في عنوان حكاية (أخاف إنه هدانا)، وهدانا أي أحدنا. ولا شك أنّ التزام الراوي أو المدوّن بنقل اللغة التي تحدّثوا بها (أو اختلقها وتخيّل أنهم تحدّثوا بها) عنصر فاعل من عناصر تميز تلك الحكايات يُضفي على سردها المزيد من الهزل والطرافة، ويساعد في زيادة قدرتها على توليد الضحك بعيداً عن البحث في مسألة مصدر غباوة شخصياتها، وهل هي ناتجة عن ضعف التفكير كما ذهب العبودي، أم ناشئةً من ضعف التعبير كما رأى عبده خال.
|
||
09-08-2023, 12:00 AM | #2 | ||
|
رد: المأثورات الشعبية للمماليك حكايات وأمثال وفواجع هزلية🍀
طرح فى قمة الروعه
جزاك المولى خير الجزاء وجعله فى موزين حسناتك دمت فى رضا الرحمن
|
||
09-08-2023, 06:53 PM | #3 | ||
مشرف المنتدى الإسلامي
|
رد: المأثورات الشعبية للمماليك حكايات وأمثال وفواجع هزلية🍀
شكرا على المشاركة المميزة
اثابك الله الأجر واسعد قلبك في الدنيا والاخره دمت بحفظ الرحمن
|
||
09-09-2023, 12:02 AM | #4 | ||
مراقب عام وأداري للمنتديات
|
رد: المأثورات الشعبية للمماليك حكايات وأمثال وفواجع هزلية🍀
شكرا على الموضوع تسلم يداك على مجهودك الطيب جزاك الله خيرا ولك ودي وتقديري
|
||
09-09-2023, 07:11 PM | #5 | ||
مراقب عام
|
رد: المأثورات الشعبية للمماليك حكايات وأمثال وفواجع هزلية🍀
مشاركة مميزة
واطلاله رائعة تسلم الايادي ولاحرمنا من هذا التواجد الفعال ودي لك وتقديري
|
||
09-09-2023, 08:25 PM | #6 | ||
|
رد: المأثورات الشعبية للمماليك حكايات وأمثال وفواجع هزلية🍀
شكرا على المجهود الرائع
جزاك المولى الجنه لاعدمنا روعتك ولك احترامي وتقديري
|
||
09-10-2023, 04:12 PM | #7 | ||
مشرف قسم / الرياضه والرياضيين
|
رد: المأثورات الشعبية للمماليك حكايات وأمثال وفواجع هزلية🍀
بارك الله فيك على المشاركة المميزة سلمت يمناك ولا عدمناك.. دمت برضى الله وفضله
|
||
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|