الهجرة من القرى🌾

04-10-2023, 04:47 PM

الهجرة من القرى

الكاتب/ أحمد العمري

لم تعد ظاهرة الهجرة من القرى إلى المدن تخفى عن الجميع، فسكان القرى استهوتهم وعائلاتهم المدن طلباً للرزق وطمعاً في توفير الحياة الكريمة لهم ولمن يعولون، وفي الحقيقة لم تكن القرى في يوم من الأيام طاردة لسكانها ولكن هناك أسباب متعددة جعلت من سكان الأرياف يهجرون قراهم ويزحفون نحو المدن الكبيرة ربما لأسباب صحية ومعيشية وتعليمية وتحسين المستوى المعيشي للكثير منهم، وربما غير ذلك من الأسباب النفسية والاجتماعية، وربما هناك دوافع أخرى غير معلنة.

كشف بعض الدراسات التي أجريت على بعض المهاجرين أن التغير في المناخ، وتراجع الموارد المائية أدت إلى تراجع العديد من الأنشطة الريفية التي يمتهنها غالبية سكان القرى، وهو ما اضطر العديد من المزارعين إلى التخلي عن الزراعة والرعي والهجرة إلى المدن، إضافة إلى عدم وجود فرص عمل كافية لفئة الشباب في قراهم، مع رغبتهم في العمل والإنتاج وتحسين دخلهم، كما بينت الدراسة إلى تفضيل أغلب أبناء القرى العيش في المدن الرئيسية كالرياض والمنطقة الغربية والمنطقة الشرقية، طمعاً لتلبية الحاجات الأساسية للأسر من خدمات متعددة كالصحة والتعليم وفرص العمل ورونق الحياة العصرية.

ومع مرور الوقت قد تزداد الآثار المترتبة على الهجرة الريفية إلى المدن ومنها على سبيل المثال عدم قدرة المرافق والخدمات على مواجهة أعداد القادمين، الأمر الذي يؤدي حتما إلى تأثر الخدمات الضرورية من ماء وكهرباء وصرف صحي ومواصلات واسكان وخلافه، وهذا ما يثبت مقولة أن الهجرة لم تعد من أجل العمل وإنما البحث عن خدمات وحياة معيشية وترفيهية أفضل لهم ولعائلاتهم.

على الرغم من الجهود الحكومية التي تلبي جميع متطلبات الحياة الكريمة للمواطنين والتي أمتدت إلى القرى والأرياف، فقد منحت تلك الجهود الأولوية للقرى في برامج الإقراض والمنح وتوجيه بعض المناشط الاقتصادية إليها الا أن الهجرة مازالت مستمرة، وقد تزداد خلال السنوات القادمة، ونأمل أن تستمر تلك الجهود بالخطوات التي تسير عليها كي يجد المواطن في القرى والأرياف كل متطلبات الحياة من تعليم وصحة وخدمات شاملة.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة