ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️

خيرُ الخلقِ ﷺ


وَيومَ حُنينٍ .. لم تُفِدْ زَهْوَةٌ بَدَتْ


ولم تُغنِ عنهمْ كَثْرةٌ .. أو جَحَافلُ
فنادىٰ رسولُ اللهِ ..ذا المَنِّ والعَطَا


فجاءتْ جُنودُ اللهِ تَوَّاً .. تقاتلُ
أغَارَتْ علىٰ الأعدَاءِ بالرُّعبِ فاعتَلىٰ


لِوَاءٌ لخيرِ الخلقِ .. بالنصرِ ..عادلُ
فيا ذا النَّدَىٰ والجودِ أبلغْ صَلاتَنَا


إلىٰ مَنْ بهِ عَادَتْ إلينا الفضائِلُ

محمد أحمد شامي الصحبي

جُنودُ بلادي


حُجاجُنا .. في عِزَّةٍ وسدادِ


مادامَ يرعاهم جُنودُ بلادي
جُندٌ ..أشعَّ النور في أفكارهم


ورأوا جهادَ الحَجِّ خيرَ جهادِ
فتفننوا في خدمةِ الحجاجِ كي


ترقىٰ مكانتُهم .. لدىٰ الجَوَّادِ
عند الإلَهِ .. وقد سَموا بمنازلٍ


وعَلوا .. بما فعلوه من إسعاد
لضيوفِ بيتِ اللهِ حتىٰ غادروا


فسَموا بأعينِ سائرِ العُبَّادِ
جُندٌ .. همُ الأمنُ الذي نحيا به


وهمُ الأمانُ بحكمةٍ ورشادِ
تركوا ذويهم كي يعيشوا فرحةً


عندَ الحجيحِ . . لرائحٍ أو غادِ
كم عاجزٍ قاموا إليه وقدّموا


كلَّ الذي يرجوهُ من إمدادِ
أو مُعوِزٍ أخذوا بساعده إلى


إكمال مَنْسَكِهِ .. بكل سدادِ
أكرمْ بجُندٍ هٰكذا أفعالهمْ


حازوا المكارمَ والعُلا ببلادي

محمد أحمد شامي الصحبي

الْرَوْنَةُ *


يا شِعْرُ حَلِقْ وارْسِمِ الأَشْوَاقَا


وَاكْتُبْ حُرُوْفاً تَمْلأُ الآفَاقَا
فِيْ يَوْمِ عِيْدٍ أَزْهَرَتْ أَفْرَاحُهُ


وَتَمَايَلَتْ تَكْسُوْ القُلُوبَ وِفَاقَا
وَاسْتَبْشَرَتْ تِلْكَ القُلُوْبُ بِحُبِهِ


وَتَعَطْرَتْ مِنْهُ الدُّرُوْبُ خِلَاقَا
فِيْ مَوْطِنٍ حَازَ المَكَارِمَ كُلَّهَا


وَعَلَا مَقَامَاً رَاقِياً خَلَّاقَا
فِيْ مَوُطِنٍ كُلُّ النُفُوْسِ فِدَاؤُهُ


فَهُوَ الَّذِي أَهْدَىٰ المَدَىٰ إشْراقَا
وَهُوَ الهُدَىٰ للسَّالكينَ سَبيلَهُ


وَهُوَ الْعَطَاءُ لِمَنْ أَرَادَ عِتَاقَا
هُوَ مَوْطِنٌ لِلنُّوْرِ ؛ بينَ جِبَالِهِ


وَوِهَادِه .. جادَ الزمانُ .. وَفَاقَا
وَطَنٌ سَقَىٰ الدُنْيَا حَيَاةً بَعْدَمَا


كَانَتْ تَعِيْشُ الغُبْنَ .. والإِمْلَاقَا
هُوَ نَاصِرُ المَظْلُومِ عَبْرَ عُهُوْدِهِ


كَمْ مَدّ جَيْشاً ضَارِياً عِمْلَاقَا
مِن أجْل نُصْرةِ عَاجِزٍ في أَرْضِهِ


أَعْطَاهُ أَمْناً .. بَعْدَ مَا قَدَ ضَاقَا
قَادَ الجِيُوْشَ بِحِكْمَةٍ وَشَجَاعَةٍ


كَيْ يَدحَرَ الأطماعَ والفُسَّاقَا
وَطَنٌ .. لَهُ فِيْ كُلِّ صِقْعٍ مَنْبَرٌ


يَبْغِيْ النَّجَاةَ .. لِمَن أَرَادَ لِحَاقَا
كَيْ يَسْعَدَ الإنْسَانُ فِي كُلِّ الدُّنَا


مِنْ هَديِ دِيْنِ وَطَّدَ الأَخْلَاقَا
دِيْنٍ تَمَسَّكَ بِالعَدَالَةِ .. وَارْتَقَىٰ


وَبَنَىٰ العُهُوْدَ .. وَأَسَسَ المِيْثَاقَا
يَاشِعْرُ هَذَا مَوْطِنِيْ .. فاعْزِفْ لَهُ


لَحنَاً تُذِيْبُ .. شُجُوْنُهُ الأَعْمَاقَا
وَطَنِي خُيُوْطُ .. النُّوْر ِمَن أَرْجَائِهِ


تَهْدِي القُلُوْبَ .. وَتَلْثُمُ الأَحْدَاقَا
وَطَنِيْ .. مَنَارَاتٌ تَعَالَىٰ قَدْرُها


فَمَضَتْ تُزِيْلُ الحِقْدَ، والإمْحَاقَا
وَطَنِيْ الشَّهَامَةُ فِيْ أَجَلِّ صِفَاتِهَا


حِيْزَتْ لَهُ .. حَتَّىٰ عَلَاْ الآفَاقَا
يا شِعْرُ هَذَا العِيْدُ يُسْعِدُ مَوْطِنِيْ


فَانشُرْ لَهُ الأَفْرَاحَ .. مِمَّا رَاقَا
وانْظُمْ لَهُ الحُبَّ الَّذِيْ في خَافِقِيْ


نَظْمَاً .. يَجُوْدُ سَعَادَةً وَوِفَاقَا
هُنَا فِيْ حَلِيِّ الْخَيِرِ .. بَيْنَ أَحِبَّتِيْ


يَا شِعْرُ .. سَطِّرْ حَرْفَكَ البرّاقا
فِي الرَّوْنَةِ الحَسْنَاءِ فِي دَارِ النَّدَىٰ


فِي دَارِ شيخٍ .. أجْزَلَ الإِغْدَاقَا
حَتَّىٰ تَعِيْشَ الرَّوْنَةُ الحَسْنَاءُ فِيْ


رَغَدِ الحَيَاةِ .. لِتُعْجِبَ العُشَّاقَا
عِنْدَ الْكِرَامِ، بَنِي الْكِرامِ، وَأَهْلِهِ


أحْرَارِ أَرْضٍ .. جَدَّدُوْا الْمِيْثَاقَا
فِيْ بَيْعَةٍ .. مَعَ مَوْطِنٍ .. نَحْيَا بِهِ


فِيْ ظِلِّ عَهْدٍ .. بالتَّطَوِّرِ فَاقَا
يا شِعْرُ سَطِّرْ مِنْ بَيَانِكَ غِنْوةً


تُهَدِي الْجَمَالَ وتُطْرِبُ الأَذْوَاقَا

محمد أحمد شامي الصحبي

عيدٌ . . ويومٌ للبلاد


عيدٌ . . ويومٌ للبلاد . . تلاقيا


وتعانقا . . في موطنِ الأمجادِ
عيدُ الحجيج وقد أتموا مَنْسكاً


لله . . ليسَ لمفسدٍ . . وفسادِ
حَجٌ .. إلى البيتِ العتيقِ مكللاً


بالفضلِ، والبركاتِ، والأعيادِ
والآخرُ .. اليومُ الذي قامتْ به


هذي البلادُ .. بحكمةٍ ورشادِ
في يومِنا الوطنيِّ تحيا فرحةٌ


قامتْ بفضلِ مشيّدِ الأوتادِ
منذُ سمتْ فوقَ الجزيرة هِمّةٌ


بيدِ الإمامِ مفتتِ الأحقادِ
فتحوّلتْ . . كلُ الديارِ محبةً


فاضتْ على الدنيا بخيرِ مدادِ
وطني هوَ النورُ الذي تحيا به


آمالنا . . في عِزَّةٍ . . وودادِِ
وطنُ الرسالةِ والمحبة والندىظ°


وطنُ التراحم .. في أعزِّ مِهادِ
يا ربِ . . فاحفظْ دولةً مَهديةً


لا تنثني . . عن خدمة العُبَّادِ

محمد أحمد شامي الصحبي

يَا عِيْدُ


ربي لكَ الحمدُ إذْ أهديتنا أملاً


نعودُ فيهِ لنا .. صَحْباً .. وخِلاَّنا
ونلتقي فيه .. والأفراح مُشْرِعَة


فترتوي الأرض أفراحاً وإحسانا
عيد الحجيج وقد أدَّوا مناسكهم


في ظل أمنٍ كسا أرضاً وإنسانا
في ظل آل السعودِالحاكمينَ بما


أراده الله في القرآن . . تبيانا
يا عيدُ بلّغْ لنا الأحبابَ فرحتنا


بعيدهم في صباح طلَّ وازدانا

محمد أحمد شامي الصحبي

مِنْ كُلِّ فَجٍّ


علىٰ المسعىٰ وقفتُ أرىٰ جمُوعاً


من الحجاجِ قد خضعوا خضُوعا
لربِ العرشِ .. يرجون اغتناماً


بخير أماكِنِ الدُنيا .. جمِيعا
أتوا .. من كل ناحيةٍ وفجٍّ


لأجلِ اللهِ .. قد جمعوا الجمُوعا
وقد تركوا المباهجَ والذراريْ


مخافةَ من له سكبوا الدمُوعا
فزادهم الخشوعُ رضىًٰ ونوراً


كنورِ البدرِ .. أو أمضىٰ سطُوعا
فيا ربَ الوجودِ أفضْ عليهمْ


عطاءً، شاملاً، جزلاً، وسِيعا

محمد أحمد شامي الصحبي

هكذا قد كنتَ


شاكراً جاءَ .. وأبدىٰ عُذرَهُ٠


فاحتوىٰ الكلَّ .. براقي فِعلِهِ
حينها الشعرُ تنامىٰ وانتشىٰ


ثمَّ أهداني رؤىًٰ من جَزْلهِ
حاملاً عنّي شعوراً غامراً


راقَ لي .. ثم ابتدا في قوله:
ما رأينا غيرَ حُبٍ غامرٍ


قد غرقنا في نواحي نبلِهِ
كنتَ فينا قائداً في مشرفٍ


في حكيمٍ بارعٍ في شغلِهِ
كنتَ نعمَ العونِ في أعمالنا


راقياً يزهو الصَفا من أصلِهِ
ثم نافسنا صُروحاً واعتلىٰ


صرحُنا قدراً علا في فضلِهِ
هكذا قد كنتَ فينا ما مضىٰ


قائداً نالَ العُلا من فعلِهِ

محمد أحمد شامي الصحبي

صباح النور


رَبَّاهُ .. صُبْحُكَ أَشْرَقَا


وَبِهِ الظَّلَاْمُ تَمَزَّقَا
وَسَعَىٰ الضٌِيَاءُ عَلَىٰ البَسِيْ


طَةِ كَيْ نَسِيْرَ فَنُرْزَقَا
يا من له كلُّ القلو


بِ تدافعتْ كي يَرْفُقَا
وبكفِّهِ كلُّ العطا


يا إنْ أرادَ وأغْدَقَا
أنتَ الكريمُ لمَنْ دعا


كَ وفي نَداكَ تَعَلَّقَا
فَاكْتُبْ لَنَا اللَّهُمَّ رِز


قَاً طَيِّبَاً مُتَدَفِّقَا

محمد أحمد شامي الصحبي

بَيْنَ السَّلامَةِ والفَرِيْقِ


قد قالها يوماً .. فقيدُ الضادِ:


(بينَ السلامةِ والفريقِ فؤادي)*
كانتْ عطاءاتُ الجمالِ بشعره


في غادتين تجلَّتا .. ببلادي
هذي الفريقُ كزهرةٍ في جدولٍ


طابتْ بحبِ النشْءِ والأجدادِ
تزهو بنورِ قلوبِ مَنْ أهدوا لها


أحلامَهمْ،، فتعطّرتْ بودادِ
عندَ البكورِ صباحُها مترنِّمٌ


ومساؤها فيضٌ من الأعيادِ
فيها أحبُ منازلاً أهفو لها


ولها مراحُ مشاعري يا شادي
وإذا أتيتُ إلى السلامةِ زائراً


والشوقُ يحدوني كشوقِ الحادي
عادتْ بي الذكرى لعهدٍ غائرٍ


بين الفؤادِ . . ومُنتهىٰ الأكبادِ
ناديتُ أياماً تناثرَ عطرُها


في عمري المسكونِ بالأضدادِ
لاحظتَني متبسماً من حبها


أهفو لها شوقاً . . بلا ميعادِ

محمد أحمد شامي الصحبي

شفيعُ الناسِ ﷺ


يزيدُ مديحُك الأشعارَ مَدْحَا


فتهنأُ أنفسٌ ترجوكَ رِبْحَا
لِيومٍ تَشْخَصُ الأبصارُ فيه


فتلقىٰ ماسَعَتْ في الأرض كَدْحَا
رسولَ اللهِ . . يا نوراً تجلّىٰ


على الدنيا مُشعَّاً ..حينَ أضْحَىٰ
نُريدُ بمدحكَ الأخرىٰ . . وندريْ


فمدحٌ فيكَ يعطي الشعرَ مدْحا
ولكنّا كتبنا فيكَ قولاً


صدحنا فيه بالأشعارِ صدْحا
لكي نلقىٰ الهناءَ بدارِ خُلْدٍ


بدارٍ لا يفيها الشعرُ شرْحَا
بجناتٍ تتوقٌ لها نفوسٌ


وتدعو الله إسراراً .. وبوْحا
لعلَّ رواحَنا فيها .. وفيها


نرى ذاك النعيم الجَمَّ فتْحا
هناكَ . . رجاؤنا في الله أنَّا


سنلقىٰ مدْحَنا .. قَد نالَ ربْحا
لدىٰ ربِّ الجلالةِ .. في رسولٍ


أعزَّ به البريَّةَ يومَ أَوْحَىٰ
فصلىٰ الله ما غربتْ شموسٌ


وعادتْ تملأُ الأرجاءَ صُبْحَا
علىٰ الهادي شفيعِ الناسِ جمْعاً


ومَنْ مِنْ أجله الأوزارُ تُمْحَىٰ

محمد أحمد شامي الصحبي