هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

‏أبكي إلى الشَّرْق إنْ كانت منازِلُهم
ممَّا يلي الغرْب خوْفَ القيلِ والقالِ

أقولُ بالخَـدِّ خـالٌ حيـنَ أنعَتُـهـا
خوْفَ الوُشـاة ِ وما بالخدِّ مِن خالِ

العباس بن الأحنف

‏سأعودُ مُعتَذِراً لأنّيَ طيّبُ
وتضمُّنِي فرحاً لأنّك أطيَبُ

ونعودُ نهزم بالوصالِ عناءَنَا
من ذا يطيقُ القَلبَ إِذْ يَتَلَهَّبُ

أَرَأيتَ كيف الحُزنُ أرهَقَ روحنا
والبعدُ أرَّقَنَا بليلٍ يُسهِبُ

إنّا سنرجِعُ بالوِصالِ أحبةً
وقلوبنا بعد التباعُدِ أقرَبُ

.....

تغافل ولا تغفل فما ساد غافل
وكن فطنًا مستيقظًا متغافلا

.....

الأَصدقاء الثلاثة ...

ولي أَصدِقَاءٌ في الحياةِ ثلاثةٌ
وكُلٌّ نحا نحوي يقولُ ويُعرِبُ

فهذا رفيعُ القَدْرِ بل مِنْ ذوي النُّهى
عليمٌ حليمٌ واثِقُ القولِ يُعجِبُ

كريمٌ وفِيٌّ صادِقُ العَهدِ طَيِّبٌ
أَصِيلٌ نبيلٌ في الأَهِلَّةِ كوكبُ

لهُ ضَمَّةٌ في القلبِ يرفَعُهُ بِهَا
على مِنبَرٍ مِنْ خالِصِ الحُبِّ يخطِبُ

وآَخَرُ منصُوبٌ على الروحِ ذِكرُهُ
فيأْتِي متى ما شاءَ فيها ويذهبُ

أَنِيسٌ وَنِيسٌ مُؤْنِسُ الرُّوحِ طبعُهُ
كأَنَّ بِهِ عِطرٌ مِنَ الوَردِ يُسكَبُ

فَصِيحٌ ظَرِيفٌ يَشرَحُ الصَّدرَ قولُهُ
لَهُ لو يَفِيضُ الحُزنُ سَدٌّ وَمَأرِبُ

فَتَحتُ لَهُ القلبَ الحزينَ فجَاءَهُ
بِكُلِّ طَرِيفٍ قد يُقَالُ فَيُطرِبُ

وَثَالِثُ مَكسُورُ الجَنَاحِ فَطَبعُهُ
خَفِيٌّ تَقِيٌّ يُستَهَلُّ وَيُحجَبُ

إِذا غابَ لم يُفقَدْ وَإِنْ كانَ حاضِرَا
فلا هُوَ معدودٌ ولا هُوَ يُحسَبُ

كَسَرتُ لَهُ نفسي أُوَاسِيهِ لَحظَةً
فَإِذْ بِهِ يرجو اللهَ فِيَّ وَيَرهَبُ

فهذا الذي قد ناخَ في القلبِ رَكبُهُ
وهذا الذي مِنْ تَوأَمِ الرُّوحِ أَقرَبُ


.....

بسلامَة الصَّدر الحياةُ تطيبُ
وتفيضُ بالحبِّ الكبيرِ قلوبُ

كالشمس يعصف بالظلام شُرُوقه
وتُعتِمُ الآفاقَ حينَ تغيبُ

في القلبِ ميزانُ العبادِ فإنْ صفى
فالعيشُ صافٍ والبعيدُ قريبُ

وإذا تخثَّر بالضَّغائنِ والهوى
فالقلبُ كوزٌ فارغٌ مقلوبُ

إنِّي أقول لكلِّ من في نفسِهِ
شيءٌ يعكِّرُ صفوها ويشوبُ

ما هذه الدُّنيا سوى أُرجوحةٍ
للناسِ فيها عثرةٌ ووثُوبُ

مقياسُنا فيها شريعتُنا التي
فيها لسُؤْلِ السائلينَ مُجِيبُ

والصبرُ فيها زورقٌ مهما على
موجٌ يظلُّ يخوضُهُ ويَجُوبُ

إنْ قالَ فيكَ النَّاسُ قولَةَ ظالمٍ
فالقولُ عندَ إلهنا مكتوبُ

لا تبْتَئسْ منْ شاتمٍ مُتطاولٍ
أبداً فإنَّ الشاتِمَ المغلوبُ

دعْ عنكَ منْ يُبدي ابتسامَتَهُ على
دَخنٍ وسُمُّ لسانِهِ مسكوبُ

وانظر إلى خير العبادِ مُحمَّدٍ
كم نالَهُ من قومِهِ التَّثْريبُ

شتموهُ حتَّى في طهارةِ عرْضِهِ
ورموهُ وهوَ مُكرَّمٌ محبوبُ

صنفانِ يصعُبُ أن تنالَ رضاهُم
مهما تُحاوِلُ حاسِدٌ وكذوبُ

إنِّي أقولُ وفي عروق قصيدتي
أملٌ وصوتٌ للوفاءِ حبيبُ

يا كُلَّ من يلوي عِمامةَ عالِمٍ
تلكَ الأمانةُ والإلهُ رقيبُ

لُمُّوا الشتاتَ فإنَّنا في عالَمٍ
قد فرقتهُ عن الصراطِ دُرُوبُ

من حولكم يا قوم ألفُ قذيفةٍ
يرمي بها التفسيق والتغريبُ

ومن التَّنطُّعِ و التَّطرُّفِ حولكم
نارٌ لها بينَ العقولِ لَهيبُ

فإلى متى يبقى التناحر بينكم
وإلى متى يتأوَّهُ المكروبُ

العلمُ ميراثُ النُّبوَّةِ و الهُدى
ولأهلهِ الأخلاقُ و التَّهذيبُ

همْ قُدوةُ الأجيالِ أنَّى يقتدي
جيلٌ بمن هو في الخلافِ يلوبُ

لا خيرَ في علمٍ إذا لمْ يَرْعَهُ
عقلٌ ولمْ يحدِبْ عليهِ لبيبُ

كم في الحياة قديمها وحديثه
من عالِمٍ وضميرُهُ مثقوبُ

أنَّى تُفيدُ غزارةُ العلم الفتى
وفؤادُهُ عن حلمِهِ محجوبُ

في منهج الإسلام صقْلُ نفوسن
وإليهِ عند الحادثاتِ نثوبُ

فإذا أصبنا فالإصابةُ غايةٌ
ما أسعدَ الإنسانَ حينَ يُصيبُ

وإذا تعثَّرنا بحبلِ خطيئةٍ
يوماً فإنَّا للإلهِ نتوبُ

نستغفرُ الله العظيمَ فإنَّهُ
سبحانهُ الغفَّارُ حينَ نُنِيبُ

وبعفوهِ ترقى النفوسُ ويزدهي
وجهُ الحياةِ ويُحسنُ التَّصْويبُ

يا كُلَّ من يلوي عمامةَ عالمٍ
لا تجعلوا ظنَّ العبادِ يخيبُ

تبدو لنا قِمَمُ الجليدِ شوامخ
لكنها تحتَ الشُّعاعِ تذوبُ

د. عبدالرحمن العشماوي

‏أَلاَ فَاصْبِرْ على الحَدَثِ الجَلِيْلِ
وَدَاوِ جِوَاكَ بالصَّبْرِ الجَميلِ

وَلاَ تَجْزَعْ وإِنْ أَعْسَرْتَ يوما
فقد أيسرت في الزمن الطويل

ولا تَيْأَسْ فإِنَّ اليَأْسَ كُفْرٌ
لَعَلَّ اللَه يُغنِي مِنْ قليلِ

ولا تَظْنُنْ بِرَبِّكَ غير خَيْرٍ
فَإِنَّ اللَه أُوْلَى بالجميل

.....

‏تعفو الملوك حين النزول بساحتهم
فكيف النزول بساحة الرحمن

يــا مــن إذا وقـــف المسيء ببابــه
ستر القبيح وجازى بالإحسان

وأنا المسيء وقد عصيتــك سيــدي
تعفـو وتصفــح للعُبيِد الجاني

.....

‌‎إِنّ العُيونَ على القلوبِ شَواهدٌ
فبَغيضُها لكَ بَيِّنٌ وحبيبُها

وَإِذا تَلاحظَتِ العيونُ تفاوَضَت
وتحدَّثَت عمّا تُجنُّ قُلوبها

ينطِقنَ والأفواهُ صامتَةٌ فما
يَخفى عليكَ برَيئُها ومُريبُها

.....

‏دعوتُ اللهَ أن تبقىظ° بخيرٍ
لأن الحبَّ يا قلبي دعــاءُ

تُفرقنا مسافات طـــوالٌ
ويُدنينا حنينٌ واحتــواءُ

.....

فَلَك الفُؤَادُ مُطَرَّزًا بِمَحَبَّةٍ
وَلَكَ الدُّعَاءُ بِسَجْدَتِي وَصَلَاتِي

.....