هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

‏فاسكبْ دُموعكَ إن اللهَ يُبصرُهَا
وٱسألْهُ ما شِئتَ إنّ اللهَ فعـال

.....

وأحب أوطان البلاد إلى الفتى
أرضٌ ينال بها كريمَ المطلبِ

البحتري

‏لا العُمرُ يكفي لأحلامٍ أُطَارِدُها
‏ولا زمـاني بذي جُودٍ فَيُعطيني

‏ومـــا قَضَيتُ من الأيّّامِ أكثرها
‏إلَّا وَوَخزُ صُروفِ الدّهرِ يُدمِيني

.....

لواعج نار في الجوانح تضرم
أحس بها قلبي فباح بها الفم

وناح لها حرفي فأبكى قصائدي
وسال بها طرفي فدمعي معلقم

أيا لا ئمي في العشق لو خاف خافقي
بوارق حب فالتصخر اسلم

إذا المرء لم يستوطن الحب روحه
فكل ضحى في أفق عينيه مظلم

د. مختار محرم

نامي فإنِّي أَلِفتُ النومَ وانطفأتْ
بي جذوةٌ مَعْكِ كانت تَعشقُ السَّــهرَا

أرْخَتْ جفوني على ليلي ستائرَها
ما عُدتُ حتى أرى نجماً ولا قَــــمرا

أقضي المساءاتِ لاوجداً ولا ولهاً
ولا انتظاراً لمحبوبٍ ولا حضَرَا

هذا الذي كنتُ أشكو حين يَغلِبُني
شوقٌ إذا كلّ أشواقي غَدَت هَدَرا

وسائدي لم يَعُدْ يحتلّها أرقي
ولا لِعينيكِ عيني تَرغبُ السَّـفرا

.....

هون عليك فإن الله فارجها
فوحده ربي يدري مخارجها

وافرح لها إن اشتدت فشدتها
علامة من الله إيذانا بفرجتها

ما دام ما يجري بعلم الله فارض به
ولا تمت حزنا على الدنيا وبهجتها

كم أزعجتك أمور كنت تحسبها شرا
حتى رأيت من الرحمن حكمتها

فوض له الأمر في كل الشؤون تجد
للصدر شرحا وللنفس سكينتها

.....

وقفتُ على باب ِ الأحبة ِ باكيا
فقد باتَ مَنْ في القلب ِ يا قلبُ نائيا

لمَسْتُ غبارَ البيتِ ثم شمَمْتهُ
فما زالَ مِنْ ريح ِ الأحبة ِ زاكيا

تنهَّدَ بابُ الدار ِ حين لَمَسْته
ومالَ نخيلُ البيت ِ يَهْمِسُ راجيا

وقلتُ لها يا دارُ جِئتك ِ عاتبا
فقد سافرَ الأحبابُ دون وداعيا

إلى أين ساروا والليالي مطيرة
إلى أين فرّوا حاملين فؤاديا

فيا ليتني طيرٌ يَفِرُّ مُغرِّبَا ً
ولكنَّ سيفَ البُعْد ِ قصَّ جناحيا

فهل تشربُ الأيام ُنبعَ مدامعي ٍ
فيَرْجعُ أحبابي ويَصفو زمانيا

.....

كلُ السيوفِ وإن تزامن وقعُها
أخفُ وقعًا مِن سَهَمْ عيناكِ

فقتيلُها يرتاحُ مِنها مَرةً
وقتيلُ عَينُكِ حيٌّ ميّتُ الإدراكِ

.....

آهِ ما أبهاكَ يا ليلُ على
ظُلمَةٍ فيكَ وما أجلَى سنَا

كم فؤادٍ فيكَ مَطوِيٌّ على
حُرَقٍ مِن غيرِ ما ذنبٍ جنَى

.....

لَقَد حَكَمَت بِفُرقَتِنا اللَيالي
وَلَم يَكُ عَن رِضايَ وَلا رِضاكا

فَلَيتَكَ لَو بَقيتَ لِضُعفِ حالي
وَكانَ الناسُ كُلُّهُمُ فِداكا

يَعِزُّ عَلَيَّ حينَ أُديرُ عَيني
أُفَتِّشُ في مَكانِكَ لا أَراكا

.....