هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

عَيناكِ بحرٌ مِنَ الإلهَامِ وَ الصوَرِ
وَ قاربُ العُمرِ يَشكو شِدَّةَ الكِبَرِ

أحتاجُ قلباً بهِ الاشواقُ تُسعفني
أو مُعجِزاتٍ تُعيدُ العُمــرَ للصِغَرِ

كي أكتُبَ الشِعرَ في عَينَيكِ يَا غَزلاً
كَم أعْجَزَ الليلَ و الاشعارَ بالسَمَرِ

عَيناكِ كالمَـدِّ َأمَضّى مَوجهُ عَبثاً
فأغرَقَ العَــاشقَ الوَلهانَ بالخَطرِ

فَما استَطاعَتْ حروفُ الشِعرِ وَصفَهما
وَ لا استَطاعَ الفؤادُ العشقَ في حَذَرِ

يَا لَهفةَ الشِعرِ مَا لي غَيرَ قَافيَتي
وَ نَغمةٍ قَدْ جَفاهَا العودُ في وَتَري

.....

في القلبِ ينصهرُ الحنينُ قصائداً
بمدادِ بحر صرخةِ عاشقٍ مكتوبة

في الليلِ تنغرسُ الأماني أسهماً
ورؤىً بمرمى دمعتي مصلوبة

يجتاحُ طوفانٌ فتذبلُ زهرةٌ
سكنتْ أقاصي خافقي بصعوبة

والشعرُ معكتفٌ بآخرِ شهقةٍ
للحبِ يغسلُ بالحروفِ ذنوبَه

.....

هَل مِن طَبِيبٍ لِدَاءِ الحُبِّ أوراقِي
يَشفِي عَلِيلَاً أَخَا حُزنٍ وَإِيرَاقِ

قَد كَانَ أَبقَى الهَوَى مِن مُهجَتِي رَمَقَاً
حَتَّى جَرَى البَينُ فَاستَولَى عَلَى البَاقِي

حُزنٌ بَرَانِي وَأَشوَاقٌ رَعَت كَبِدِي
يَا وَيحَ نَفسِيَ مِن حُزنٍ وَأَشوَاقِ

أُكَلِّفُ النَّفسَ صَبرَاً وَهِيَ جَازِعَةٌ
وَالصَّبرُ فِي الحُبِّ أَعيَا كُلَّ مُشتَاقِ

.....

لَعَلَّكَ تُصْغي ساعَةً وَأَقولُ
لَقَد غَابَ واشٍ بَينَنا وَعَذولُ

وَفي النَّفسِ حَاجاتٌ إِلَيكَ كَثِيرَةٌ
أَرى الشَّرحَ فِيها وَالحَديثَ يَطُولُ

تَعالَ فما بيني وَبَينكَ ثَالِثٌ
فَيَذكُرُ كُلٌّ شَجْوَهُ وَيَقولُ

فما بَلَغَ العُشَّاقُ حالًا بَلَغتُها
هُناكَ مُقامٌ ما إِلَيهِ سَبيلُ

وَما كُلُّ مَخضُوبِ البَنانِ بُثَينَةٌ
وَما كُلُّ مَسلُوبِ الفُؤادِ جَميلُ

وَلي عِندَكُم قَلْبٌ أَضَعتُم عُهودَهُ
عَلى أَنَّهُ جارٌ لَكُم وَنَزيلُ

بهاء الدين زهير

مَنْ كَانَ يَمْلِكُ دِرْهَمَيْنِ تَعَلَّمَتْ
شَفَتاهُ أَنْواعَ الكَلامِ فَقَالا

وَتَقَدَّمَ الفُصَحاءُ فَاسْتَمَعوا له
وَرَأَيْتَهُ بَيْنَ الوَرى مُخْتالا

لولا دَراهِمُهُ الَّتي فِي كِيسِهِ
لَرَأَيْتَهُ شَرَّ البَرِيَّةِ حالا

إِنَّ الغَنيَّ إِذا تَكَلَّمَ كَاذِباً
قَالوا صَدَقْتَ وَما نَطَقْتَ مُحالا

وَإِذا الفقيرُ أَصابَ قالوا لَمْ تُصِبْ
وَكَذَبْتَ يا هذا وَقُلْتَ ضلالا

إِنَّ الدَّراهِمَ فِي المَواطِنِ كُلّها
تَكْسُو الرِّجَالَ مَهابَةً وجَلالا

فَهْيَ اللِّسانُ لِمنْ أَرادَ فَصاحةً
وَهْيَ السِّلاحُ لِمَنْ أَرادَ قِتالا


هذا هو الواقع مع الأسف

وغفرتُ للأيامِ كُلَّ خطيئةٍ
‏وغفرتُ للدنيا وسامحتُ البشر

‏فاروق جويدة

تأَوَّبني دَائي القِديمُ فغَلَّسَا
أُحاذِرُ أَنْ يَرتَدَّ دائي فَأُنْكَسَا

وَما خِفتُ تَبريحَ الحَياةِ كَما أَرى
تَضيقُ ذِراعي أَنْ أَقُومَ فَأَلبَسَا

وَبُدِّلتُ قَرْحاً دامِياً بَعدَ صِحَّةٍ
فَيا لَكِ مِن نُعمَى تَحَوَّلنَ أَبؤُسَا

فَلَو أَنَّها نَفسٌ تَموتُ سَويَّةً
وَلَكِنَّها نَفسٌ تساقطُ أَنفُسَا

امرؤ القيس

ألم ترَ أن الدهر يعثر بالفتى
وليس على صرف المنون بقادرِ

.....

ولا تَشَكَّ إِلى خَلقٍ فَتُشمِتَهُ
شَكوى الجَريحِ إِلى العِقْبانِ وَالرَّخَمِ

المتنبي

أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا
حنانيك بعض الشرّ أهون من بعض

طرفة بن العبد