أَبشِر 💚

أَبشِر

د. إيمان حماد الحماد

ما أجملهَا من كلمةٍ أحبُّ أنْ أسمعَهَا إنْ كانتْ ردًّا على طلباتِي.. وإجابةً عن تساؤلاتِي.. ومفتاحًا لتنفيذِ خدماتِي.. وتأكيدًا على تحقيقِ رغباتِي.. تمتصُّ غضبِي إنْ كنتُ غاضبةً.. وتجعلنِي أشرقَ إنْ كنتُ غاربةً.. وترسمُ ابتسامتِي إنْ كنتُ للجبينِ قاطبةً.. وتريحُ أعصابِي إنْ كنتُ كالمحارِبةِ.. وتجعلنِي بعدَ ظلمٍ وكأنِّي غالبةٌ.. وتداعبُ إحساسِي ولستُ بذَا كاذبةً.. وأغدُو راضيةً بمَا كنتُ لهُ وأعطِي مَا كنتُ لهُ سالبةً.. وأصمتُ وإنْ أتيت معاتبةً.. وأتحدَّثُ بصوتٍ كنتُ له حاجبةً.. وأقرأُ حديثًا لا يكفِي أنْ أكونَ لهُ كاتبةً.. وأصبحُ من فرطِ سعادتِي في الحياةِ راغبةً.. ومن شدَّةِ فرحِي للجميعِ مصاحبةٌ.. ومن ثقتِي بنفسِي للمعالِي جاذبةٌ.. وللحقوقِ مطالبةٌ.. وأصبحتُ قادرةً على أنْ أعطِي مَا كنتُ لهُ طالبةً.. فهِي مفتاحُ القلوبِ المغلقةِ.. وملتقَى الأفكارِ المتفرِّقةِ.. ومقتلٌ للنفوسِ المتملِّقةِ.. وموئلٌ للأرواحِ المشرقةِ.. ومنبعٌ للأيادِ المُغدقةِ..


إنْ كنتُ محتاجةً، وسمعتُ «أبشر» فتغنينِي.. وإنْ كنتُ غاضبةً، جاءتْ بلطفِها ترضينِي.. وإنْ طلبتُ أجدُ عندَ سماعِهَا ردًّا سيكفينِي.. كلمةٌ من أربعةِ حروفٍ، ولكنَّهَا تصنعُ المعجزاتِ.. فلا تردُّدَ أو كسوفَ، قلهَا وانتظرْ تلبيةَ الرغباتِ، وتحقيقَ الأمنياتِ، وإنفاذَ الطلباتِ.. ولذَا كانت الكلمةُ كافيةً لتعبِّرَ عن موقعٍ تقدَّمُ بهِ كافَّةُ الخدماتِ، بلا تعقيدات أو مشكلات.. فهِي مبشِّرةٌ، وأنتَ إنْ دخلتَ ستُبشَّر.. وهِي المنقذةُ، لمَا فَتَحت لبابِهَا ردَّت بأبشر.. وهِي المُنَّفِذةُ، لكلِّ مَا يُعرضُ لهَا ولأبوابِهَا تُفتحُ، وتُشهرُ.. ولخدماتِهَا تُعرضُ وتُنشرُ.. وما عجزتْ عنهُ المكاتبُ، صارتْ عليهِ تقدرُ.. فإنْ قصدتَهَا فأنتَ تأمرُ، ومَا أردتَ تراهُ يحضرُ.. فعندمَا تعظمُ القدراتِ، فالآمالُ تصغرُ.. وعندمَا تتفوَّقُ القدراتُ، صارت المعجزاتُ تظهرُ.. وصارت الصفحاتُ في الخدماتِ تكبرُ.. فهي كلمةٌ فريدةٌ إنْ قلتَهَا، بمجرَّدِ أنْ تزرعَها، تراكَ حصدتَهَا.. وهِي مواقعُ عديدةٌ إنْ أنتَ أردتَهَا، تلبِّيكَ فورَا إنْ أنتَ قصدتَهَا.. فأوامرُكَ بهَا مجابةٌ دونَ تنكيلٍ، وخدماتُكَ تُؤدَّى دونَ تأجيلٍ.. ويكيفكَ للاستفادةِ منهُ مجرَّد تحميلِ، وعدَّة خطواتٍ لإكمالِ التفعيلِ، وها أنتَ عليهِ تعتمدُ وله تميلُ، ومنه تنجزُ دونَ تعطيلٍ، فقدْ سهَّل علينَا السبيلَ، وقصَّر لنَا الطريقَ الطويلَ..

آمنٌ، فلا يلجُ لهُ الرذاذُ.. وقويٌ، وكأنَّه فولاذٌ.. ولَا يقدرُ عليهِ إلَّا نفاذٌ.. فكنْ مطمئنًا، فهُو من اللهِ مُعاذٌ.. وكنْ واثقًا.. عندَ احتياجكَ ستجدهُ وسيلةَ إنقاذٍ.. وعندَ عجزكَ، دونكم خيرُ الملاذِ.. ولنْ يعجزَ إلَّا بحالاتِ نشاذٍ.. فلكلَّ قاعدةِ شواذ.. ومَا عداهَا فهُو لكلِّ طالبٍ أستاذٌ.. يقومُ عليه بعضٌ من العقولِ الأفذاذِ.. ولخدمتكَ، إجراءٌ وينبغِي منكَ اتخاذ.


أ.د. إيمان حماد الحماد