هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

سلامٌ عاطرٌ بالسحر وافي
إلى عيْنَيكِ تحمِلُهُ القـــوافي

إلى خدَّيكِ وردٌ فاحَ عشقاً
مَتى ألقى هواكِ على ضِفافي

ومن شـفَتَيْكِ شهْـدٌ أم نبِيذٌ
إلى روحي يزيدُ لها العَـوافِي

فمَهـلاً ثـمَّ مَهـلاً ثم مَهـلاً
فديتُكِ ياحبيبــةُ لا تخَافي

فليسَ سواكِ أقْصِدُها بحرفي
وليسَ سواكِ من أسَرَتْ شغافي

أنا إنْ غبتُ يوماً عنكِ يبدُو
كعمرٍ في حسابِ الوقتِ وافي

لأنِّي ما أَلِفْتُ ليَ ابْتِعاداً
وما اعتادَ الفـؤادُ على التَّجافِي

فأنتِ العمـرُ يا لحظاتِ عُمـرِي
منحـتِ لعمْـرِنا عمــراً إضَافِي

أنا من قـد قـرأتكِ مفـــرداتٍ
معانيـها مــن العشقِ الخُـرافي

وبيـن يديـكِ ها أنا ذا وقفْتُ
أدوِّنُ فوق صفحتِكِ اعترافي

.....

على شواطئ عـينيها رسى نغـمي
وطاف في ثغرها بالمفردات فمي

على مفاتـنها وزعـت أوردتــي
وصغت لوحـة أشواقي لها بدمي

سكبت روحي على أعطاف روعتها
عانقتها في ابتساماتي وفي ألمي

بعثرتها في أحاسيــسي وعاطفتي
لملمـتها في خيالاتي وفي حُلمي

قرأتها في معاني الوجــد قافية
شــربتها في مقالاتي وفي نُظُمِي

لمحتها في عيون السحر فــاتنة
في طهر محرابها طوعاً جثى قلمي

.....

فخذ ما شئت من روحي لترضى
ودع هجري وسامح سوء ظني

وخذني نحو حضنك لا تبالي
ستعلم عنده أسباب حزني

هو الشوق الذي أشقى فؤادي
وشتت وجهتي بالرغم عني

تعاندني الظروف وأنت أدرى
بما في القلب أتعبني التمني

فعاقبني بغير الهجر واصفح
وإن بالغت في هذا التجني

.....

أنت يا جنة حبي واشتياقي وجنوني
أنت يا قبلة روحي وانطلاقي وشجوني

أغداً تشرق أضواؤك في ليل عيوني
آه من فرحة أحلامي ومن خوف ظنوني

.....

يا رجائي أنا كم عذبني طول الرجاء
أنا لولا أنت لم أحفل بمن راح وجاء

أنا أحيا في غدي الآن بأحلام اللقاء
فأتِ أو لا تأتِ أو فإفعل بقلبي ما تشاء

.....

و أعلمُ أنَّ قولَ الشِّعرِ صعبٌ
و أنَّي لمْ أزلْ في الشِّعرِ طِفْلا

و أنَّي أنْصِبُ المرفوعَ دوماً
و أنَّي أحْسِبُ المفعولَ فِعْلا

أُغيِّبُ عنْ جمالِ الحرفِ معنىً
و أذهبُ رونقَ الكلماتِ جَهْلا

و لمْ أقصدْ بذا ذمَّي و عيْبي
فذا حقٌ و في شِعْري تجلَّىٰ

و لكنَّي بإذن من إلهي
سأجعلُ من صِعابِ الشَّعرِ سَهْلا

وأغدو أشْعرَ الشعراءِ طُرَّاً
و أُصبحُ في فنونِ الشعرِ فَحْلا

أروَّضُ كلَّ قافيةٍ بحرفي
و يغدو شِعريَ الاسمىٰ و أعلىٰ

علي عبد العظيم

وَسَــأَلْتُهَــا عِنْــدَ الغَــدِيْــرِ غَزالَتِــي
هَـــلْ تَعشَقِينِـــي أَمْ أَرَدْتِ تَغَــزُّلَا؟

فَــاحمَـــرَّ خَــــدُّ غَزالَتِــــي وَكَــــأَنَّــهُ
سَيَسِيْــلُ عَنَّــابَــاً وَبِــالتُّـوتِ امْتَـلَا

وَتَسَـرْبَلَـتْ مِنْها الجُفُــونُ وَرِمْشُهَـا
يَاوَيحَ قَلْبِي قَد عَشِقْتُ مُسَرْبِلَا

لَفَتَـــتْ بِغُنْــــجٍ وَالـــدَّلَالُ رِدَاؤهَـــــا
وَالحُسْـنُ بِـالْآيَـاتِ فِي قَلْبِـي تَلَا

فَظَنَنْتُهَـــا قَــد أَدبَــرَتْ لَــنْ تَنْثَنِــي
وَهَمَمْـتُ أَتْـرُكُهَـا فَقَـالَتْ لِي: بَلَـىٰ

فَنَظَرتُ كَالمَعتُوهِ، قَالَتْ وَانْثَنَتْ:
أَهْـوَاكَ يَـا تَـاجَــاً عَلَـىٰ رَأْسِ المَــلَا

.....

قد هاجني الشوقُ من لمياء فاتنةٍ
وأورد القلب في هم وفي كربِ

.....

- ‏قال الفرزدق

أحلامُنا تزنُ الجبال رزانةً
و تخالُنا جِنّاً إذا ما نجهلُ

- وردَّ جرير

أبلغْ بني وقبان أن حلومَهم
خفّت فلا يزنون حبة خردلِ


‏رغم شعر النقائض والمناكفات التي حصلت بين الفرزدق وجرير إلا أن جريرًا رثاء الفرزدق بقصيدة جميلة تؤكد وفاء جرير له
- حيث قال:

لَعَمرِي لَقَدْ أشْجَي تَمِيماً وَهَـدَّهَا
عَلَى نَكَبَاتِ الدَّهْرِ مَوْتُ الفَـرَزْدَقِ

عَشِـيَّةَ رَاحُـوا لِلفِـرَاقِ بِنَعْشِـهِ
إلَى جَدَثٍ فِي هُوَّةِ الأَرْضِ مَعْمَـقِ

لَقَدْ غَادَرُوا فِي اللَّحْدِ مَنْ كَانَ يَنْتَمِي
إِلَى كُلِّ نَجْـمٍ فِي السَّمَاءِ مُحَـلَّقِ

إنِّي لَمشتاقٌ لِـوصلِ بُثَیْنَةٍ
کالعُشبِ مُشتاقٌ إلَی الأمطارِ

یَزدادُ شَوقي کُلَّما طَالَ المدَی
و القَلبُ أضحَی جَذوةً مِن نارِ

أمیر صاحِب العَامِرِيُّ