هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

ولمَّا بَدا لِي أنَّها لا تُحِبُّني
وأن هَواهَا لَيسَ عَنِّي بِمُنجَلي

تَمَنَّيتُ أنْ تَهوَى سِوايَ، لَعلَّهَا
تَذوقُ صَبَابَاتِ الهَوى فَتَرِقُّ لِي

فَمَا كاَن إلَّا عَن قَليلٍ وأَشْغَفَت
بِحُبِّ غَزالٍ أدعَج الطَّرف أكحَلِ

وعَذَّبَها حَتَّى أَذَابَ فُؤَادَهَا
وَذَوَّقَها طَعْمَ الهَوَى والتَّذَلُّلِ

.....

تتعاركُ النظراتُ بين عيونِنا
وأعافُ أسلحتي بنصفِ المعركَةْ

فالروحُ تهلكُ بالنجاةِ من الهوى
والروحُ تنجو في الهوى بالتَّهْلُكَةْ

.....

‏يا من أتتني بلا سلكٍ رسالتُهُ
منظومةً نظمَ إبداعٍ وإتقان

للهِ زفرةُ مشتاقٍ تناقلهَا
رحب الأثير بخافي النبضِ رنان

قرأتُها فشجاني صوتُ باعثِها
كأنَّ في رأي عيني سمعُ آذاني

جاءت بمصداق ود غير مؤتشب
لو رابني رابني حسي وإيماني


جبران خليل

‏ما كنتُ أولَ مشتاقٍ أخي طربٍ
هاجَت لهُ غدواتُ البَينِ أحزانا

يا أمّ عمرٍو جزاكِ اللهُ مغفرةً
رُدّي عَلَيّ فُؤادي كالّذي كانا

ألستِ أحسنَ من يمشي على قدمٍ
يا أملحَ الناسِ كلّ الناسِ إنسانا

يلقى غريمكمُ من غيرِ عسرتكمْ
بالبَذلِ بُخلًا وبالإحسَانِ حِرمانا

جرير

‏وَغَيرُكَ إنْ وَافَى فَما أنا ناظِرٌ
إليهِ وَإنْ نادَى فما أنا سامِعُ

كأني موسى حينَ ألقتهُ أمهُ
وَقد حَرِمتْ قِدْماً علَيْهِ المَراضِعُ

أظُنّ حَبيبي حالَ عَمّا عَهِدْتُهُ
وَإلاّ فَما عُذْرٌ عن الوَصْلِ مانِعُ

.....

‏إذا لم تَكُن للمرءِ نفسٌ عزيزةٌ
فإنَّ ترابَ الأرضِ أولى وأكرَما

.....

بَكَت عَينُك اليُسرى فَلَمّا زَجَرتَها
عَنِ الجَهلِ بَعدَ الحِلمِ أَسبَلَتا مَعا

وَلَم أَرَ مِثلَ العامِريَّةِ قَبلَها
وَلا بَعدَها يَومَ ارتَحَلنا مُوَدِّعا

تُريكَ غَداةَ البَينِ مُقلَةَ شادِن
وَجيد غَزالٍ في القَلائِدِ أَتلَعا

.....

‏لَيْسَ الشُّجَاعُ الَّذِي يَحمِي مَطِيَّتَهُ
يَوْمَ النِّزَالِ وَنَارُ الْحَرْبِ تَشْتَعِـلُ

لَكِنَّ فَتًى غَضَّ طَرفًا أَوْ ثَنَى بَصَرًا
عَنِ الْحَرَامِ فَذَاكَ الْفَارِسُ الْبَطَـلُ

.....

‏وَكَمْ قَد رَأَيْنا مِنْ تَكدُّرِ عِيـشَةٍ
‏وَحالٍ صَفَا بَعدَ اكْدِرَارٍ غَدِيرُها

‏وَقَد تَغْدِرُ الدُّنْيا فيُضْحى غَنِيُّها
‏فَقِيرًا وَيَغْنَى بَعدَ بُؤْسٍ فَقِيرُها

‏فَلَا تَقْرَبِ الأَمْرَ الحَرامَ فَإِنَّــــهُ
‏حَلَاوَتُهُ تَفْنَى وَيَبْقَى مَــــرِيرُها

.....

‏نعْدُو منَ الشَّوقِ والأحْزانُ تَسْبقُنا
فالشَّوْقُ قَيْسٌ وبعضُ الحُزْنِ ليلاهُ

.....