هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

راحَ عَلَينا راكِباً طِرفَهُ
أَغيدُ مِثلُ الرَّشَأ الآنِسِ

قَد لَبسَ القُرطَقَ وَاِستَمسَكَت
كَفّاهُ مِن ذي بَدَنٍ مائِسِ

وَقُلِّدَ السَّيفَ عَلى غُنجِهِ
كَأَنَّهُ في وَقعَةِ الدَّاحِسِ

أَقولُ لَمّا أَن بَدا مُقبِلاً
يا لَيتَني فارِسُ ذا الفارِسِ

.....

تحتَ القبور أحبةُ كانوا هنا
فادعوا لهم بالروحِ والريحان

يا ربُ مغفرةُ تُضيء محلَّهم
يا مَن تُجيبُ لدعوةِ الانسانِ

آمين

‏قَد تُغلقُ النَّاس أبوَابًا لسائِلها
واللهُ يَفتحُ للمُحتَاجِ أبوَابَا

سبحانه

‏لك في قيامِ الليل أعظمُ لذّةٍ
‏كلّ اللذائذِ دونها تتضاءلُ

.....

سَل دِيارَ الحَيِّ ما غَيَّرَها
وَمَحاها وَمَحا مَنظَرَها

وَهيَ اللاتي إِذا ما اِنقَلَبَت
صَيَّرَت مَعروفَها مُنكَرَها

إِنَّما الدُّنيا كَظِلٍّ زائِلٍ
نَحمَدُ اللَّهَ كَذا قَدَّرَها

.....

اصبِر لَها صَبرَ أَقوام نُفوسُهُمُ
لا تَستَريحُ إِلى عَقلٍ وَلا قَوَدِ

لَم يَنجُ مِن خَيرِها أَو شَرِّها أَحَدٌ
فَاِذكُر شَوائِبَها إِن كُنتَ مِن أَحَدِ

خاضَت بِكَ المَنِيَّةُ الحَمقاءُ غَمرتَها
فَتِلكَ أَمواجُها تَرميك بِالزَّبَدِ

.....

سَماعاً يا عِبادَ اللَّهِ مِنّي
وَكُفّوا عَن مُلاحَظَةِ المَلاحِ

فَإِنَّ الحُبَّ آخِرُهُ المَنايا
وَأَوَّلُهُ يُهَيّجُ بِالمِزاحِ

وَقالوا دَع مُراقَبَةَ الثُرَيّا
وَنَم فَاللَّيلُ مُسوَدُّ الجَناحِ

فَقُلتُ وَهَل أَفاقَ القَلبُ حَتّى
أَُفَرِّقَ بَينَ لَيلى وَالصَّباحِ

.....

وَإِذا صَيَّرَ البَعيدَ قَريباً
عادَ فيهِ فَاِزدادَ بُعداً قَريبُه

فَهُوَ الدَّهرَ شاخِصُ القَلبِ فِكراً
ما تَقَضّى هُمومُهُ وَكُروبُه

.....

هُوَ السَّبيلُ فَمن يَومٍ إِلى يَومٍ
كَأَنَّهُ ما تُريكَ العَين في النَّومِ

لا تَعجَلَنَّ رُوَيداً إِنَّها دُوَلٌ
دُنيا تَنَقَّلُ مِن قَومٍ إِلى قَومِ

.....

سَقى قَبرَكَ الهاطِلُ المُسبِلُ
وَجادَت لَكَ الدِّيَمُ الحُفَّلُ

وَأَسكَنَكَ اللَّهُ خُلدَ الجِنانِ
وَجاوَركَ المُصطَفى المُرسَلُ

فَقَد بِنتَ مِنَّا عَلى حاجَةٍ
وَهَل يُدفَعُ القَدَرُ المُنزَلُ

.....