تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ديوان قصائد لشعراء المملكة العربية السعودية (متجدد)☘️☘️


الصفحات : 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 [13] 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70

ريحانة شمران
06-16-2024, 05:53 PM
أنثى سجينة القلق


صاحتِ العنقاءُ يا قومُ اركُضوا

واحملوا ضَيْعَتطُم وانطلقوا

أسكنوها ساحةً نائيةً

قبلَ أن يسْأل عنها الغَرق

ساحةٌ ما زارها القطْرُ وما

شَعَّ منها للأماني ألَقُ

إنها أنْثى تولى أمْرها

بعد أن شاختْ قُواها القلَق

ريحانة شمران
06-16-2024, 05:53 PM
اجمل أنثى


دَمْعُ عينيك يَقْظَةٌ أمً سُكونُ

يتلهَّى بها الزمانُ الخؤون؟

سَفَحَتْ جَمْرَهُ مواكبُ حُزْنٍ

أجَّجَتْها لواعجٌ وشُجُنُ

أم دموعٌ عن الصَّبابات تروي

قصصَ الحبِّ سطَّرَتْها الجُفونُ؟

أنتِ في الفاتناتِ أجملُ أنثى

سَرَقتْ عُمرَها الجميلَ السِّنينُ

ريحانة شمران
06-16-2024, 05:54 PM
ألف سؤال


فأجبتُ ذات العقْدِ والخَلْخالِ

مالي أراكِ غَدَوْتِ من عُذَّالي

لمْ يبْقِ لي شغفاً لأحلام الصِّبا

هذا المشيبُ بمَفْرقي وقَذالي

فعلامَ إنْ ألْقَيْتُ خلفي نظرةً

متحسراً تُلْقينَ ألفَ سُؤال؟

إنَّ التي أهْوى تُلَوِّنُ حاضري

حُباً وتَعْقِدُ في يَدي آمالي

ريحانة شمران
06-16-2024, 05:54 PM
أسيرة الشك





وقَفَتْ أمامي وقفةَ الرئبال

وتطَلَّعَتْ عن يَمْنةٍ وشمالِ

وتساءلت والشكُّ ينْحَرُ قلْبًها

مالي أراكَ غَدَوْتَ عُودَ خِلالِ؟

تمْضي بكَ الساعاتُ مُثقلةَ الخُطا

ما بين آهاتٍ عَلَتْ وسُعالِ

ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ إنْ شَغُفْتَ بِغَيْرِنا

وأردْتَ تعْذيبي وقَتْلَ عيالي

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:02 PM
صوني عفافك


يا مُنْيةَ العمْرِ عن درْبِ الهَوى ابتعدي

ولمْلمي ثَمَر الأوراقِ واجتهدي

وأسْرِجي العَزْمَ عنواناً لمكرُمةٍ

وإنْ تَجَهَّمَ وجهُ النَّهْرِ لا ترِدي

وقاومي قَسْوةَ الإعصار في دَعةٍ

فالصَّبْرُ حين أرومُ النَّصْرِ من عُددي

صوني عفافَكِ بالإيمانِ وانتقبي

تطْهُرْ شغافك من كَيْدٍ ومن كَمَدِ

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:03 PM
الدرة النادرة


علامَ يا حلوتي أسْرَفْتِ لَدَدي؟

وما تورَّعْتَ أن تستأصلي دَلَدي

هل تذكرينَ صِبانا والهوى عَبِقٌ

رطْبُ الجناح رقيقُ الوشوشاتِ نَدِ؟

وكنتِ لي دُرَّةً في الحُبِّ نادرةً

تُضيءُ بالبسمةِ الغرَّاءِ فجْرَ غدي

فكيف بِعْنا بمرِّ العَيْشِ جَنَّتَنا

إلى النوى وارتضيناها يداً بِيَدِ؟

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:05 PM
البسمات الصفر


قالتْ رايتُكَ تستجدي يدَ الكَسل

تنامُ مُلْتحِفاً بالهَمِّ والوَجَل

إنْ راودَتكَ المُنى يوماً لتَصْحَبها

جَرَّعْتَها غُصَصَ التسويفِ والمَلَلِ

فقلتُ تِلْكَ دعاياتٌ مُلَفَّقةٌ

أنتِ التي شوَّهَتْ من سيرتي مُثُلى

تَرَكْتِها ونيوبُ الكَيْدَ تنْهشُها

صريعةَ البَسَماتِ الصُّفْرِ والحِيَلِ

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:06 PM
تغليف الجراح


عجبْتُ منكِ إذا ضلَّتْ مُحاولتي

طرقَها تمْزحينَ اللمْزَ بالعَذلِ

وتزْرعينَ بُذورَ اليأسِ قس كبدي

لتسْلِبي من يدي إشراقةَ الأملِ

وتصبُغين مقالاتي بسُخريةٍ

وتنسبين إليها وصمةَ الفَشَلِ

فأنتِ في عالَمِ التَّزييف بارعةٌ

تُغَلِّفينَ جراحَ الذَّمِّ بالقُبَلِ

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:06 PM
يا أرض تيهي


يا أمُّ إ سقطتْ أمامَكِ أمَّةٌ

برصاصِ مأفونٍ وخِنْجرِ أبْلهِ

لا تأسفي لا تحْزني بلْ رَدِّدي

يا أرضُ تيهي بالحضارةِ وازدهي

هذا زمانٌ ساقنا قدَرٌ لكي

نتجرَّعَ الموتَ الزُّؤامَ بحِضْنِهِ

أقطابهُ شطَحَتْ بِهِمْ أحلامُهُمْ

فَرَموا بنا من عَدْلِهمْ في مَهْمَهِ

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:07 PM
أحمد سالم باعطب (https://www.aldiwan.net/cat-poet-ahmed-baotob) » بين اللذائذ


في كلِّ مُنْعطفٍ تموتُ أمُومةٌ

وأبوَّةٌ ترِدُ الحياضَ وتنتهي

ويلُ النفوسِ إذا تعلَّقَها الردى

في لهْفةِ الهيْمانِ أوْ عَلِقتْ به

تجْثو تُقّبِّل أخْمصَيْه لَعلَّها

تنجو من العيشِ الذي لا تشتهي

بعضُ النِّعاج تنامُ طاويةَ الحَشا

ورُعاتُها بينَ اللذائذِ تلتهي

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:08 PM
» أحمد سالم باعطب (https://www.aldiwan.net/cat-poet-ahmed-baotob) » زخارف القول


يا أخي غابت المروءةُ عنَّا

هَدَّ بنيانها رحيلُ الكِرامِ

قُلْ لمَنْ يشتري المَهانةَ دِرْعاً

كي تقي جِسْمَهُ سيوفَ اللِّئامِ

ليْسَ في الخوفِ للذَّليلِ حياةٌ

أنتَ ميْتٌ وإنْ تَعِشْ ألفَ عامِ

خَدَعَتْنا زخارفُ القَوْلِ حتَّى

لَمْ تَفُزْ مُقْلَةٌ بِطيبِ المَنامِ

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:09 PM
» أحمد سالم باعطب (https://www.aldiwan.net/cat-poet-ahmed-baotob) » زيف المنى


قيلَ صارَ الحُبُّ في عُرْف البشرْ

صَفَقاتٍ وخِداعاً للنَّظرْ

قلتُ بلْ أرْهقَهُ زَيْفُ المُنى

وتبناه أسىً حتى احْتضرْ

كانَ بالأمسِ لمَنْ هامَ به

جَنَّةً غَنَّاءَ زلاً وثَمَرْ

يا ترى هل رَبِحَ الإنسانُ في

عَصْرِه الدامي سمُواً أمْ خَسِرْ؟

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:09 PM
» أحمد سالم باعطب (https://www.aldiwan.net/cat-poet-ahmed-baotob) » حطام السنين


وقالتْ حملْتَ حطام السنينْ

وفي ناظريْكَ الأسى والأنينْ

تَضُمُّ لصدْرِكَ ما لا يُصانُ

وتسفحُ في الدربِ حُبِّي المصونْ

وكنتَ المهيْمنُ في المنْتَدى

وكنتَ المطاعَ وكنتَ الأمينْ

فقلتُ لسَعْي الفتى غايةٌ

تكونُ المرادُ وقد لا تكونْ

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:10 PM
» أحمد سالم باعطب (https://www.aldiwan.net/cat-poet-ahmed-baotob) » إرث والدي


قالتْ نَعِمَّا أبٌ في الناسِ يا أبتي

جعلْتَ دربَ الهُدى للخَيْرِ مَرْكبتي

وكمْ حمَلْتَ إذا ما النصرُ حالفني

أزكى الهدايا وأغلاها لِتَهْنِئتي

وإنْ بعَثْتُ إلى الأحلامِ أغنيةً

أسْرَجْتَ قلبَكَ كيْ يُصْغي لأغنيتي

فقلتُ يا طفلتي ما تنعمين به

ورِثْتُهُ عن أبي الحاني ووالدتي

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:10 PM
» أحمد سالم باعطب (https://www.aldiwan.net/cat-poet-ahmed-baotob) » إنجازات تربيتي


قالت فتاتي وقد أوليتُها ثقتي

غداً سيحْرثُ عزمي روضَ تجربَتي

غداً سأزرعُ أيامي مُثابرةً

وهمَّةً تستقي من نبْع معْرِفتي

هذا سلاحي طًموحٌ جامحٌ وتُقىً

وأمنياتٌ تسامتْ في مُخَيِّلَتي

فقلتُ مِثْلُكِ عنوانٌ تتيهُ به

في جبهةِ الفخْرِ إنجازاتُ ترْبِيَتي

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:10 PM
» أحمد سالم باعطب (https://www.aldiwan.net/cat-poet-ahmed-baotob) » سراييفو 2


ما للزوارق خانتْها المجاديفُ

وخيَّمَتْ في حناياها الأراجيفُ

هل أنكرتْها مياهُ النهرِ أو غرِقَتْ

في اليمِ سادَتُها البُزْلُ الغطاريفُ؟

قالوا: أتعرفها؟ بالأمسِ روَّعَها

أبناء ضرَّتِها الجَوْعى الملاهيفُ

فقلتُ أعرفُها من يومِ مولدَها

هذي البطولةُ ترْويها سراييفو

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:11 PM
» أحمد سالم باعطب (https://www.aldiwan.net/cat-poet-ahmed-baotob) » العيد 4


يا عيدُ مذ جِئْتَ لا صحوٌ ولا مطرُ

فالأرضُ عابسةٌ والأفْقُ مُعْتكِرُ

وفي حناجرنا ماتت لنا قصصٌ

وأحرفٌ مسَّها التخريفُ والكِبَرُ

يا عيدُ كم في الورى لاهٍ ومُعْتكِفٍ

على الضلال فلا يدري بما يزرُ

وكيف تُفْتَحُ للأفراحِ أفئدةٌ

موتى ووحدتنا بالخلفِ تحتضرُ

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:11 PM
» أحمد سالم باعطب (https://www.aldiwan.net/cat-poet-ahmed-baotob) » رمضان 2


(1)
باليُمْنِ أقبلَ خَطْوُهُ الزُّهُرُ
وتشْرئبُّ إليه الأشهُرُ الأُخَرُ
أعلامهُ شُهُبٌ بالحقِّ صادعةٌ
وطيبه في حنايا الأرض منتشرُ
في يوم مقدمه دوَّتْ مشاعرنا
الله أكبر هذا المرسمُ العطِرُ
وكبَّر الناسُ أعراباً وحاضرةً
وفي جوانحها الأشواقُ تستعرُ
**
(2)
وحين حطَّ عصا الترحال وابتسمتْ
براحتيه ليالٍ زانها السهرُ
تسابقتْ مُهَجٌ عَطْشى مقرَّحَةٌ
من الذنوبِ إلى مولاه تعتذِرُ
فسال جدولهُ الرقراقُ فانتعشتْ
نفسٌ لغوبٌ وزال الهضمُّ والكَدَرُ
وشدَّ كلُّ فتىً للجدِّ مئْزَرَهُ
يتلو الكتابَ، يناجي الله، يعْتَمِرُ
**
(3)
ومرَّتْ العشرُ بعد العشْر في خجلٍ
مما رأت أو روتْ عنا لها الصورُ
كؤوسنا بصديد الذلُّ مترعةٌ
وتسْتبدُّبنا الحمَّى فنصْطَبِرُ
واليأسُ يعبثُ في أعماقنا مرحاً
وفي الخلايا فلا يُبْقي ولا يذَرُ
كأننا لم نَكُنْ من أمَّةٍ شَرُفَتْ
بها الحياةُ وزانتْ عِقْدها السيرُ
**
(4)
وأعلن الضيفُ عن ميعادِ رحلته
سِرِتْ بأخبارها الآياتُ والنُّذُرُ
لعلَّه ملَّنا أوْ عافَ صُحْبَتَنا
من سوء ما حمَلَتْ أيامُهُ الغُررُ
يا ضيفُ إنا أسارى غُربةٍ عطُمَتْ
في الدين يوري لظاها الطامعُ الأشِرُ
ما لذةُ العيدِ والشكوى تنادمنا
ونظرةُ الحُبِّ في الأحداقِ تنتحِرُ

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:12 PM
» أحمد سالم باعطب (https://www.aldiwan.net/cat-poet-ahmed-baotob) » ناداك ربك


(1)
ناداك ربك للخيراتِ فابتهلي
يا نفسُ واستيقظي من غفوةِ الكسل
ويمَّمي روضةَ الإحسان إنَّ بها
نهراً من النور يجلو الهمَّ فاغتسلي
هذي ليالي الهدى تندى العطور بها
فجددي طيب أيامي بها وصلي
ولا تمُدي يداً للشرِّ طائعةً
كيلا تزيدي بها في رحلتي عللي
**
(2)
أتيتُ أركضُ مشتاقاً على عجلٍ
أتيتُ مشتملاً ثوْباً من الوجلِ
أتيتُ أحمِلُ أوزاري معرْبِدَةً
من شرِّ نفسي ومن جهلي ومن زللي
أتيتُ أجأرُ موثوقاً بمعصيتي
زفي يدي باقةٌ من جنةِ الأمل
لا خير في عملٍ يا ربُّ لُحْمَتُهُ
من الذنوب إذا لم تعْفُ عنه ولي

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:13 PM
» أحمد سالم باعطب (https://www.aldiwan.net/cat-poet-ahmed-baotob) » جدة


يا جنةً تتهادى فتنةً وصبا

أهواك مقترباً أهواك مغترباً

كم استقى الفجرُ من عينيك بسمته

وكم روى الليل عن لألائك العجبا

وتمرح النسماتُ النادياتُ ضحىً

تهديك أوديةٌ أطيابها وربا

وإن دعتْكِ العلى يوماً لزورتها

بنيتِ شامخةً في هامها القببا

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:13 PM
» أحمد سالم باعطب (https://www.aldiwan.net/cat-poet-ahmed-baotob) » حمالة الحطب


يا حاملاً سلة البهتان للأدب

وناشراً عَلَمَ الشكوى بلا سببِ

حمَّلتَ نفسكَ عِبْئاً لا انتفاع به

وعُدْتَ تلهثُ من وهْنٍ ومنْ لغَبِ

السيرُ فوقَ بِحارِ الرمل مهلكةٌ

كالغوص في لُججِ الأوحال والريب

وحاملُ الحِقْدِ يطوي بين أضلعه

ناراً يُؤججها حمَّالةُ الحطبِ

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:14 PM
[/URL] » [URL="https://www.aldiwan.net/cat-poet-ahmed-baotob"]أحمد سالم باعطب (https://www.aldiwan.net/cat-poets-saudi-arabia) » غرة الميزان


يا غرةَ الميزان يا فجراً به المجدُ أفتتنْ
يا عرس وحدتنا معطَّرةً بأطياب الوطنْ
يا موكباً حَمَلَ الحضارة نهضةً عربيةً
لم تشهد الدنيا لها أكفاء في العليا ولنْ
عبدالعزيزِ على سفائنَ عزمِهِ وجهاده
خاض الغمار إلى قِبابِ النصرِ والذكرِ الحسَنْ
يا يومَ مولدِ مهرجان شموخنا وطموحنا
ما زلت لحناً في دم الأجيال ينشدُهُ الزمنْ

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:14 PM
» أحمد سالم باعطب (https://www.aldiwan.net/cat-poet-ahmed-baotob) » أتصدقين؟


أتصدقين وأنت سيدةُ الفراسة والذكاء
من قال إن السِّلْم ساد الأرض في عصرِ الفضاء؟
أتصدقين وفي مسارح جدِّهم ومجونهم
قصصٌ تمثِّل كيف يغتالُ السلامُ الأبرياء؟
ذبحوا علانيةً على الطرقاتِ خيرَ جيادنا
وتبادلوا القبلات بشرى بالهزيمة في الخفاء
سيري فإنَّ السِّلم في أعرافهم وسلوكهم
هدفٌ يجوزُ الإتجارُ به لقتلِ الأوفياء

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:15 PM
» أحمد سالم باعطب (https://www.aldiwan.net/cat-poet-ahmed-baotob) » الطين


عجبتُ للطين يغزو عالم السحب

وكان صنو الحصى والماءِ والحطب

يسيرُ يسحبُ ذيل الكبرياء ومنْ

أثوابه تنضحُ الأدرانُ بالكذبِ

يمُدُّ للحقْدِ والبغضاءَ راحته

يُصَعِّرُ الخدَّ عن أمٍّ له وأبِ

يا طين إن لمْ تصُنْ للطين حرمته

تعشْ على الأرضِ مجهولاً بلا نسبِ

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:15 PM
» أحمد سالم باعطب (https://www.aldiwan.net/cat-poet-ahmed-baotob) » بين عامين


قالت لقد رحل العامُ الذي بقِيَتْ

ذيوله في خطاها تسكنُ العللُ

وجاء من بعده عامٌ يروعنا

قلوبنا منه بالأحزانِ تكتحلُ

أظفارهُ شحذتها ألفُ امرأةٍ

ونحن نُطعمُه القتلى ونرتحل

فقلتُ: لا تغضبي واستبشري فرجاً

فزمْجرتْ ولمَ الخِذْلانُ يا رجل؟

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:15 PM
» أحمد سالم باعطب (https://www.aldiwan.net/cat-poet-ahmed-baotob) » داء لا مناص منه


قالت إفِقْ أيها المفتونُ بالقُبلِ

كمْ قُبلةٍ جرَّعَتْكَ السُّمَ في العسل

عامٌ مضى خضَّبَ الكفين من دمنا

وغال وحدتنا بالوهن والحيل

ونحنُ في غفلةٍ عما يحاكُ لنا

نغفو على خجلٍ نصحو على وجَلِ

فقلتُ ذلك داءٌ لا مناص لنا

من قبضته فكيف البُرْءُ يا أملي؟

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:16 PM
» أحمد سالم باعطب (https://www.aldiwan.net/cat-poet-ahmed-baotob) » خطواتنا المنهوكة





لمَ تسألين وأنتِ أعلوُ بالجواب؟

أفتطمعين بأنْ أحيدَ عن الصواب؟

أنا من سلالةِ أمةٍ مبرورةٍ

في قولها في عزمها فصل الخطاب

جئنا على آثارها فإذا بنا

نسترضع الشكوى ونستجدي السراب

وتبعثرتْ خطواتنا منهوكةً

بين التشرد والتسكُّعِ والعذابْ

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:16 PM
» أحمد سالم باعطب » إلى صاحب الفضل


يا أيها المُرْتجى بالمال تُنْفقه
أوجَ السعادة في الدارين إيمانا
تركت ذكرك بين الناسِ ذا أرجٍ
وكنتَ في عين هذي الأرضِ إنسانا
كم خطوةٍ في دروب الخيْرِ شاهدةٍ
تضوع حباً وإخلاصاً وإحسانا
تزهو –إذا أينعتْ كل الفصول بها
تجودُ بالفضْلِ غفراناً ورضوانا

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:17 PM
» أحمد سالم باعطب » عام رحل

(1)
عامٌ من الحزنِ أبكى السهلَ والجبلا
وقرَّحَتْ كفُّهُ الأكبادَ والمُقَلا
لمْ يَنْجُ من كيده قلبٌ ولا رئةٌ
تقاسما إرثه: الأحزانَ والعللا
حتى سفحْنا على أعقابنا دمَنا
سفاهةً جمعَ الأوراقَ وارتحلا
ما قيمةُ المرءِ في عصرٍ يعيشُ به
إذا انحنى راسُه في عُرْسِه خجلا
**
(2)
عام تولى يجُرُّ الخزي والفشلا
ولمْ يلِدْ مُنْيةً تُرضي ولا أملا
أهدافُ أمتنا العُظمى لفرقتنا
تطايرت منه في آفاقها وجلا
وجاء في إثرِه عامٌ يداعبنا
في يوم ميلاده يُهدي لنا القبلا
نخافُ إن ضيَّعَتْ أحلامنا غدنا
أن يضرب الناسُ للحمقى بنا مثلا

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:17 PM
» أحمد سالم باعطب » متى تموت الحياة؟

قالت رجعتُ إليك أسفحُ أدمعي
نَدماً وأزرعُ بين أحشائي سهامي
أنت الذي أسقيت أوردتي الهوى
وبنيت صرحي فوقَ أجنحةِ الغمام
ما كنتُ أعرفُ قبلَ حبِّك ما الصبا
ما لذةُ النجوى وما ظمأُ الهيام
فأجبتها: إن الحياةَ الموتُ إنْ
لمْ نُسْقها ماءَ المحبة والسلام

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:17 PM
» أحمد سالم باعطب » الصمت أبلغ

قالت أراكَ حرَمْتني أسْمى وسامِ
أنفاسَ همْسكَ بالصبابةِ والغرامِ
وتركتني ولْهى أنادمُ وحدتي
عُشَّا تغرَّبَ عنهُ أفراخُ الحمام
فأجبتها إني كمثلك أحرُفي
آهاتُ مشتاقٍ ولهفةُ مستهام
أنتِ التي علَّمْتني في رحلتي
الصمتُ أبلغُ للرجال من الكلام

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:18 PM
» أحمد سالم باعطب » العيد 3

أيها العيدُ يا نشيدَ القلوب
يا هتاف المدى البعيد القريبِ
أنتَ للحسنِ مهرجانٌ وروضٌ
للأماني وجدولٌ للطُيوبِ
لا تسلْني –وقد أضاعتْ يميني
ملحماتي عن الهوى عن نصيبي
ضلَّ خطوي على الدروبِ وألقتْ
مُهجتي دلْوها لبئرٍ نضوبِ

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:18 PM
» أحمد سالم باعطب » حطم سيوفك

أتحلم بالوصول وأنتَ لمْ
تعْلمْ مكانك بين سادات الأمم؟
مضت السنون وأنتَ تسفحُ للأسى
ماء الحياة وما تكُفُّ عن النَّدَمْ
حطِّمْ سيوفَكَ قد تقادَمَ عهدُها
واستغن عن خُطَبِ الصحائف والقلمْ
قلتُ اطمئني إنني من أمَّةٍ
ترْعى البطولة والمكارمَ والشِّيمْ

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:18 PM
» أحمد سالم باعطب » بيضي واصفري

يا سُبَّةً في عصْرنا المتَحضِّرِ
يا وصْمةَ التاريخ بيضي واصفري
هذا زمانُك فاعْبثي بدروبه
واستبعدي أيَّامَه واستعمري
غوصي إلى أعماقه واستخرجي
ما شئتِ من خلجاتِهِ وتخيَّري
واستعيذي قتلَ العواطفِ والنُّهى
بيعي جواهرها الكريمة واشتري

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:19 PM
» أحمد سالم باعطب » بلاد قتلت صبراً

ما لأشجارك يا كابول في الساحات صَرْعى؟
ما لأطيارك في الأقفاص للأطْماعِ أسْرى؟
لمَ مَلَّتْ صوتك النفسُ وضَاقتْ بك ذرْعا؟
أين للنصر نجومٌ سطعتْ في الأفقِ زُهرا؟
رحلتْ عنك النوافير فجاء الجدْبُ يَرْعى
ما الذي أبْقَيْتِ للأجيال تاريخاً وذكرى؟
ما عهدنا الأصلَ يرْضى أنْ يعيش العُمْرَ فرعا
يا بلاداً قَتَلتْها مِحَنُ الأيامِ صبْرا

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:20 PM
» أحمد سالم باعطب » موطني

لك يا موطن الوفاء انتمائي
يا شموخاً يموجُ بالكبرياء
أنتَ في ساحة البطولات نصْرٌ
تتمشى حروفهُ في دمائي
لم أجِدْ دوحةً سواك تهادتْ
في العلى طلْعها نجومُ السماء
أنتَ تاريخنا إهابكَ روحٌ
قُدُسيٌّ وموكبٌ من ضياء

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:20 PM
» أحمد سالم باعطب » المرء بالشر مفتون

(1)
يا سيد الخلق والأخلاق ما فتئتْ
رغابنا تعشقُ الفوضى وتحْتَضِنُ
تُدمي جراحاتنا في كلِّ ثانية
سود الخطايا وتُضري نارها الإحَنُ
هلْ من سبيلٍ إلى القربى ومغتسل
من الرضا باردٍ تشفى به المحنُ؟
ومنْ سيطفئُ حَرَّ الشرِّ في دمنا
والمرءُ بالشر مفتونٌ وممتحن؟
**
(2)
يا سيد الخلقِ إنا أمةٌ عصفتْ
بها الصراعات واستشرتْ بها الفتنُ
جفَّتْ حروفُ الأماني في حناجرنا
ومس وحدتنا الإحباطُ والوَهَنُ
كانتْ لنا في قلوب الناس أروقةٌ
نجوبها ولنا فوق السُّهى سَكَنُ
حتى هدمْنا بأيدينا منائرنا
فلم يقمْ في الحنايا للهدى وطن

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:20 PM
» أحمد سالم باعطب » الليل داج


أخي ضلَّت خُطاك ولم يصنها
تقىً يحمي بقوته كفاحكْ
ترومُ مفاتنَ الدنيا ذليلاً
وتغْسلُ في مزابلها وشاحك
رأيتك توسِمُ الأيَّام حقْداً
وتزعم أن في الفوضى رباحك
أفِقْ يا صاح إن الليل داجٍ
فلا توثقْ بظلمته سراجك

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:21 PM
» أحمد سالم باعطب » حنت حناياه

سئم الأحلامَ كَذْباً ونفاقا
فامتطى الشوقَ إلى الله سباقا
ما انحنت هامتُهُ مسكنةً
واستقلَّ الشمسَ سعياً وانطلاقا
حينما حنَّتْ حناياه إلى
عَبَقِ التُربْ أبى العيشَ وضاقا
أسرجَ النَّفس إلى بارئها
قُرُباتٍ ثُمَّ زكَّاها اشتياقا

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:21 PM
» أحمد سالم باعطب » شيطان عاطفة

أماه ذاب على جمر الأسى جَلَدي
أبيتُ ألهثُ بين الحُزْنِ والكَمَدِ
تناوشتني همومٌ أيقظتْ شجني
وعانقتْ أضلُعي واستوطنَتْ خَلَدي
قالتْ أعيذُكَ من شيطانِ عاطفةٍ
تُضري بقلبكَ نارَ الحقْدِ والحسَدِ
من مدَّ عينيه للدنيا بلا سنَدٍ
لمْ يَصْفُ يومٌ له في حاضرٍ وغَدِ

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:21 PM
» أحمد سالم باعطب » يد الحلال

حتَّام تركُضُ خلفَ ألويةِ الضلالْ
حيرانَ ما بين الحقيقة والخيال
وتَعُبُّ من كأس تلظى نارُها
وتهُدُّ ما تبني يمينُك بالشمال
وعَبَرْتَ دربَ العُمْرِ مكدود الخطا
هيمانَ تحلُمُ بالورود وبالوصال
كيف السبيلُ إلى الخلاص وأنتَ لمْ
تبْرَحْ تُدَنِّسُ بالحرامِ يَدَ الحلال

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:22 PM
» أحمد سالم باعطب » العام الجديد 2

(1)
أتهنئين بمولد العام الجديدْ
وعيوننا يغْشى محاجرَها الجليدْ؟
أتهنئين ولمْ تَزَلْ أسلافه
تغزو دمَانا في الوَتينَ وفي الوريد
إنْ لم تُنَبِّئْنا ملامحُ وجهه
عمَّا يخبِّئُ للحياةِ وما يريد
ستملُّ أذرعنا الوقوف وترتمي
جُثثاً ويجمد في حناجرنا القصيد
**
(2)
أيها العامُ الذي ودَّعَنا
كنتَ فينا شبحاً روَّعنا
كنتَ فظاًّ سيئَ الخلْقِ وما
كنتَ محمودَ النَّوايا معنا
فيكَ أضواءُ الحضارات خبَتْ
واستباحتْ حالُها أدمعنا
لم تكُنْ للعدْلِ والسِّلْمِ أخاً
هربا منك وعنَّا ظعنا

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:22 PM
» أحمد سالم باعطب » الحج 2

(1)
مرَّ بالأمسِ موكبٌ للضياء
ربَطَ الأرضَ نورُهُ بالسماءِ
موسمٌ للحصادِ فيه تجلَّتْ
نفحاتٌ نديَّةٌ بالدعاء
عزماتٌ على التقى تتبارى
يتسابقنَ في دروب الوَلاء
والهتافاتُ خلْفهُنَّ وجيبٌ
هو أزكى تحِيَّةٍ وثناء
**
(2)
واستقل الحجيجُ عند المساء
سُفُنَ الحبِّ والمُنى والرجاءِ
في طمأنينة وشوقٍ وخوفٍ
وخشوعٍ وذلةٍ وحياءِ
وارتقى الأفقَ طيِّبَ الجرس صوتٌ
شَقَّ سمعَ الدجى وقلبَ الفضاءِ
حاملاً أدمُعَ النَّدامة زُلْفى
حالماً بالرِّضى وفيضِ العطاءِ
**
(3)
وفدَتْ إلى البيتِ العتيقِ قلوبُ
هَيْمى الشَّغافِ لها صدىً ووجيبُ
وفدَتْ موحِّدة المشاعر خُشَّعاً
سالتْ بها عبْرَ الحياةِ دروبُ
جاءتْ لتَبْرأ من نقائصها التي
صَدِئَتْ بها جُنَحٌ لها وذُنوبُ
من كان ضيفَ اللهِ كان عتيقهُ
وجزاؤه طوبى تَرِفُّ وطِيبُ

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:23 PM
» أحمد سالم باعطب » شيشان

(1)
شيشانُ سيفٌ في الوغى وسنانُ
شرُفَتْ بوهجٍ شموخكِ الأوطانُ
شيشانُ ثوبُكِ بالكفاح مطرَّزٌ
ويداكِ قلبٌ للهُدى ولِسانُ
أصْبحتِ في صُحُف العُلى أمثولةً
هتفتْ لها الأجيالُ والأزمانُ
داؤودُ قُدْوَتُهُ بطولةُ شاملٍ
مُهَجٌ بأنوارِ اليقينِ حِسانُ
**
(2)
ما سار فوق ثراك يا شيشانُ
لَصٌ يرومُ النَّيل منكِ جبانُ
حُرَّاسُ أمنِكِ نُخْبةٌ بصدورهمْ
عَبَقَ الفاءُ وأشرق الغيمان
الدين بين شَغافِهِمْ مستوطنٌ
والعَزْمُ في خُطُواتهم سُلْطانُ
لنْ تنحني هاماتُهمْ مهزومةً
والقائدُ الأعلى هو الرحمنُ

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:24 PM
» أحمد سالم باعطب (https://www.aldiwan.net/cat-poet-ahmed-baotob) » سؤال؟


سؤالٌ بين حنجرتي وصدري

يجلجل حانقاً فيغيظُ صَبْري

أعاتبُهُ فيصدفُ عن عتابي

ولم يرْدعْهُ تهديدي وزجْري

توجَّسَ خيفةً من سوء حالي

فماتَ ولم يُذعْ للأهلِ سِرِّي

وما أدري أيعلمُ بعضُ قومي

بما أشْقى به أم ليْسَ يدري؟

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:24 PM
» أحمد سالم باعطب » وجه الأرض

تساءلتِ الفلاسفةُ الكبارُ
أوجهُ الأرضِ تبْرٌ أم نُضارٌ؟
فقال الهائمون بها: لُجَيْنٌ
ويرقُدُ فوقَ جبهتِهِ الغُبارُ
وقال الكارهون لها: بقايا
نباتات وأدخِنَةٌ ونارُ
فقلت: إذا تصارعت النَّوايا
فلا رايٌ يسودُ ولا قرار

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:25 PM
» أحمد سالم باعطب » البخل والإسراف

قالت بخيلٌ أنت تكتنزُ النقودْ
تُعطيك ما تبْغي الحياةُ ولا تجود
ويغيظُ قلبَك جدولٌ متدفقٌ
خيْراً وروضٌ يكتسي أزكى الورود
لا تحسبنَّ المالَ يبني أمَةً
إنْ عاش يرسُفُ في الخزائنِ بالقيود
قلتُ: إدخارُ المالِ لا تبذيرُهُ
يحْمي الشعوبَ من التخلُّفِ والجمود

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:25 PM
» أحمد سالم باعطب » أين يكمن دائي؟


قالتْ أتخلِفُ ما وعدتَ به أبي
ويطيبُ في أذنيك رجْعُ بكائي
قد كنتَ لي رمزاً أهيم بحبِّهِ
ونسجتُ من خطواتِهِ خيلائي
قلتُ الليالي أسْرجَتْ أقمارها
فعَلمْتُ منها أينَ يكمُنُ دائي
ورأيتُ حُسْنَكِ آسراً فخشيتُهُ
وصَرَعتُهُ بقصائدِ الإغراءِ

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:26 PM
» أحمد سالم باعطب » مناجاة

(1)
ما لنفسي إذا أضأتُ دجاها
حملتْ موقدَ الجَوى راحتاها
كلما جئتُ أسكبُ الحُبَّ نُصْحاً
عربدَتْ ساعةً وخارتْ قواها
أتُراها تَصُدُّ عَنِّي دلالاً،
أم ملالاً، أم فريةً ما تراها؟
لستُ أدري وكيف أدري وقلْبي
غاصَ في لُجَّةِ الضَّلالِ وتاها؟
**
(2)
يا رسول الهُدى تمرَّدَ عصْري
وامتطي صهوةَ الغرورِ سفاها
رفعَ الجَهْلُ فيه رايةَ ضَعفي
وغزا روضتي وداسَ ثراها
نسيَ الطينُ عِفَّةَ الطُّهْرِ فيه
وارتضى كأسَهُ لماً وشِفاها
عَشِقَ الذُّلُّ والهوانَ وأمسى
بفقاعات عيْشِهِ يتباهى
**
(3)
يا يراعاتُ حاضري يا بقايا
عالم المُفْلسين فكراً وجاها
كيف نبْني على طريقِ الثُّريا
قبَبا تحضُنُ الليالي سناها
والونى ينخَرُ القلوبَ ويلوي
بشرايينها ويُلجِمُ فاها
وإذا زمْجرَتْ رَحَى الحَرْب ولَّتْ
ضيَّعتْ خيلها وباعتْ حماها
**
(4)
يا زماناً به السيوفُ استخارتْ
دفْءَ أغمادها فزالتْ شَباها
كنتُ أشدو بها شموخاً وفخْراً
وأُناجي على الدروبِ خُطاها
وهي تختالُ بالكُماةِ وتحْمي
حُرماتي سفوحَها وذُراها
الأمانيُّ في يديْها قلوبٌ
هي عنوانُ عنفوانِ صِباها
**
(5)
أبصرَ الطفلُ دارَهُ فنعاها
غرقتْ جنَّتي فواهاً وواها
مالأرْضي التي دَرَجْتُ عليها
قبُحَتْ منظراً ومُرَّت مياها
أين أمي التي إذا أبصَرتْني
حَضَنتني ضلوعها ويداها
ليس سودُ الوجوهِ بالخِزيِ أهلي
أمَّتي أكرمُ الأنامِ جباها

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:26 PM
» أحمد سالم باعطب » الغدر

حتَّام في الأوهامِ يا نفسي غريقه
تزَّاعةُ للشر مسرعةٌ طليقهْ
لا ترعوين عن التسكُّع في الدروب
وتسفحين على الرصيف دمَ الحقيقه
قالتْ عَجِبْتُ لشاعري ربِّ الحجا
حيرانَ لا يدري خطاهُ ولا طريقهْ
وينامُ نومَ المومياء وحولَهُ
يغتالُ كُلُّ أخٍ يخنجرِهِ شقيقه

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:26 PM
» أحمد سالم باعطب » سراييفو

(1)
قالت سراييفو أبي بالأمس كانْ
ذا صولةٍ في العالمين وصَولجانْ
وفدَتْ إليه الشهبُ تهتفُ باسمه
تُزْجي الولاء له وتُسْلِمُهُ العِنانْ
شهدتْ زفافي للعلاء وهنَّأتْ
أهلي وصَحبي بالخطوبة والقِرانْ
ما كنتُ أحسبُ أنني سأعودُ منْ
عُرسي مخضَّبةَ المحاجرِ والبَنانْ
**
(2)
يا زهرةً في الأرضِ حاربها الزمانْ
وازورَّ عنها بين جيرتِها المكان
هذي قصيدتُك التي سطَّرتها
في الحرب مشرقةُ الملامح للعيان
ما أنتِ أرملةٌ ولست بعاقرٍ
لم تُنبتي شوكاً ولم تلدي الجَبان
ما خان سيفُكِ في يمينك عهدَهُ
لكنَّ سيفَ العدلِ يا حسناءُ خان

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:27 PM
» أحمد سالم باعطب (https://www.aldiwan.net/cat-poet-ahmed-baotob) » العيد 2


ما الذي فيكَ ايُّها العيدُ أهدي

ونَصيبي ن الهَوى غيرُ مُجْدِ

كيفَ ألقاكَ والمشاعرُ كَلْمى

وسياطُ العذاب ينْسِجْنَ بُردي

جئتَ يا عيدُ مسرفاً في امتهاني

حاملاً في يديكَ نعْشي ولَحْدي

ألأنِّي عَبَرتُ جَسْرَ التَّحدي

شامخاً تُعْلِنُ الضَّغينةَ ضِدي؟

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:27 PM
» أحمد سالم باعطب » في العشر الأواخر


رمضانُ لا ترْتحِلْ فالنفس ظامئةٌ
شوقاً لبلْسَمِكَ الشافي وتعتصر
إنْ ترتحلْ تبْسُطِ الآثامُ أذْرعَها
ويأسن الصبرُ والأحلامُ تنتحر
وتسقُطُ الكلمات البيضُ ميِّتةً
ويُقبلُ العيدُ لا صحوٌ ولا مطرُ
وكيفَ نفتحُ للأفراحِ أفئدةً
موتى ووحدتُنا بالخُلْفِ تحتضر

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:30 PM
» أحمد سالم باعطب » انتظار
قالت متى تُعلِنُ الأيام فرحتَنا
وتستعير الليالي ثوبَها الحَسَنا
فقلتُ أعلامنا في الأفقِ مشرقةٌ
تخيَّرتْ في سماوات العُلى سَكنا
ونحنُ بالحبِّ نجلو وجهَ أمتنا
ونبتني من سنا إخلاصنا وطنا
لا تيأسي فعطايا أمسنا عبَرٌ
كانتْ مصابيح في الدنيا بنا ولنا

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:30 PM
» أحمد سالم باعطب » هلال رمضان

(1)
غداً يهِلُّ علينا البشْرُ والظَّفَرُ
ويحتفي الحجْرُ بالصُّوَّام والحجَرُ
غداً يهلُّ هِلالُ الصَّوم مؤتلقاً
في موكبٍ مشرقٍ والليلُ يعتكر
رَنَتْ إليه قلوبٌ في قرارتها
لحبِّه سكَنٌ حلوُ الرُّؤى نَضِرُ
غداً تُؤَذِّن بالبُشرى منائرُنا
تَسْري بأخباره الآياتُ والنذر
**
(2)
وقفتُ بين كرام الناس أنتظرُ
ضيفاً عزيزاً بنور الله يأتزر
نغفو ونصحو على ذكرى شمائله
نكادُ نشرق بالذكرى ونَنْفَطِرُ
رأيتُهُ قبلَ عامٍ في مساجدنا
يضيء في راحَتيْهِ الشمسُ والقمرُ
يُهدي مكارمَه للناس تذْكرةً
يُصغي لها السمعُ والإحساسُ والبصَرُ
**
(3)
وحين مَطَّ رحالَ البَيْنِ ودَّعني
شجاعتي واعتراني الخوفُ والخَوَرُ
تلجلجتْ مهجتي بين الضلوع فما
مثلي على صفعات الذنب يقتدر
ما جئتُ أسفَحُ يا رمضانُ أدعيَتي
بل جئتُ مما جنَتْ كفَّاي أعتذرُ
صحائفي في سجلِّ الخيْرِ عاريةٌ
من الجمالِ وثوبي مسَّهُ الكِبَرُ
**
(4)
رمضانُ إنا مددنا للوَنى يَدَنا
وعَرْبدتْ بيننا الأحداثُ والغِيَرُ
تنكَّرتْ مُهَجٌ للحقِّ حين سَعى
إلى ميادينها الطغيانُ والبَطرُ
فلامستْ كلماتي سمعَهُ وبَدَتْ
تنسابُ من ثغرِهِ الآياتُ والسورُ
وما ثنى عطفَه بلْ قال محتسباً
يا رب يا ربُّ رُحْمى إنهم بشَرُ

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:31 PM
» أحمد سالم باعطب » الحب في لغة العشاق

لا تطفئي في دروب الحب مصباحي
لا تتركيني لأوهامي وأشباحي
يا سمحةَ الخلْقِ إني عاشقٌ ظمىءٌ
أتيتُ أملأ من ريَّاكِ أقداحي
الحبُّ في لُغةِ العُشَّقِ تضحيةٌ
وجَنَّةٌ من شَذَّا نادٍ وفوَّاح
والحبُّ عندَ ذوي الألبابِ فلسفةٌ
وعندَ أهلِ الغِنَى ميدانُ أرباحِ
نبذة عن القصيدة

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:31 PM
» أحمد سالم باعطب » تلد الأرض العجائب

حينما تصدأ العزيمةُ يخْبو
وهجُ الصِّدقِ في شموعِ الرَّغائبْ
وإذا عافَتِ الرِّياحَ الغوادي
لنْ تذوق الرمالُ شَهْدَ السحائب
وإذا غابَتِ الفضيلةُ عَنَّا
تلِدُ الأرضُ للحياةِ العجائب
يصرخُ الحِقْدُ في الضمائر ناراً
تتلظَّى وتشرئبُّ المصائب

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:32 PM
» أحمد سالم باعطب » رحلة الحرف

أرهقتْني رحلةُ الحرف رواحاً وغُدُوَّا
وأراها لي صديقاً وأراها لي عَدُوَّا
هي ف يالليل سميري تمنَحُ النفسَ هناءً
وإذا قَطَّب هَمُّ وجهَهُ شَعَّتْ سُلُوَّا
أنا ما بين انتصارٍ وانهزامٍ تائهٌ
تارةً أحبُو وأخرى أمتطي الأفقَ عُلُوَّا
جَرَّعتْني ذات يومٍ صفوَ أيامي شَجًا
أتناسَتْ أنَّني أسْقيتُها الحُبَّ حُنُوَّا؟

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:32 PM
» أحمد سالم باعطب » حصاد الأيام

(1)
ضَجَّتِ الأمُّ وقالتْ إنَّ أبنائي كُسالى
فالليالي متعباتٌ من خطاياهم حُبالى
سكنَ الخلفُ حماهم وتولَّى أمرَهم
فامتطوا ظهرَ المتاهات يميناً وشمالا
خَنقوا النظرةَ في أحداقهم وانتحروا
حَصَدَتْ أيامُهُم أعمارَهمْ قيلاً وقالا
من يَرُمْ منهم وصالاً من أخٍ ذي سَعَةٍ
لعِقَ الرَّدَّ احتقاراً واحتسى الصَّدَّ نوالا
**
(2)
قلتُ يا أماهُ لا تأسَيْ على ما فَعَلوا
قد جثا الجهلُ عليهم وتَمَطَّى وأطالا
إنهم غرسُك إن جاد فمرحى وبَخٍ
ولبئس القومُ إن ساؤوا نساءً ورجالا
ليس في عصرِك هذا ناصحٌ يوقظُهم
إنهم قد أشْربوا الغَفْلةَ حِلاَّ وارتحالا
فانزعي عنهم يدَيْ حُبِّكِ يا مُرضعَتي
ضرَبَ اللهُ بِهِمْ للشَّرِّ في الأرضِ مثالا
**
(3)
ليس في منْ يهشمُ أنفَ المعتدي
رَضَعَ الإخلاصَ داباً والمروءات مجالا
كُلُّ من لاقيتُ منهم فتيةٌ عاطلةٌ
وشبابٌ يعشَقُ الإدمانَ يقتاتُ السُّعالا
كمْ خُدعْنا بجمالٍ حَضَريِّ كاذبٍ
وحملنا منه للسِّجْن جناياتٍ ثقالا
إنَّ أبناءكِ يا أماه ضَلوا فارفعي
دعوةً صادقةَ الإحساسِ لله تعالى

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:33 PM
» أحمد سالم باعطب » روض الأمنيات

يا نفسُ روضُ الأمنيات تبسُّما
أيامُهُ في العمرِ تسطعُ أنجُما
وموائدُ القرباتِ عابقةُ الشَّذا
تسري جلاءً للقلوبِ وبَلْسما
مُذْ رَفْرَفَتْ أعلامُهُ وحروفهُ
تنسابُ من كلماتنا ندَماً دما
لَمْ نُهدِه نصْراً ولمْ نجْعَلْ لهُ
في المجدِ والعلياءِ مِنَّا سُلَّما

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:34 PM
» أحمد سالم باعطب » معنى الحب

الحبُّ في لغةِ الصِّغارِ سنابلُ
ذهبيةٌ تَسْبي النُّهى وفَسائِلُ
والحبُّ في عُرْفِ الهُداةِ مواكبٌ
للخير تحْرُسُ صرحَهُ وتُقاتلُ
والحبُّ في صُحُف الغزاة قصائدٌ
للصيد في بحْرِ الهوى وحَبائلُ
وإذا تجرّدَتِ النُّفوسُ من التقى
فالظُّلْم عدلُ والحقيقةُ باطلُ

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:34 PM
» أحمد سالم باعطب » من أنا؟

لا تسأليني مَنْ أنا
وعلامَ أمْعِنُ في البكورْ
أوْ كيفَ جئتُ إلى هنا
وركبتُ طائرةَ الغُرُورْ
لم ألقَ قلباً محسناً
وبُليتُ بالزَّمنِ العَقوُرْ
سَخِرَتْ بنا أحلامُنا
عُمْيٌ أدلَّتُنا وَعُورْ

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:34 PM
» أحمد سالم باعطب » عقد

عقدٌ على صدرِ الزَّمان أضاءَ
هتفَتْ له الدنيا صَباحَ مساء
عقدٌ من الدُّرَرِ الثمينة زيَّنَتْ
جيدَ الحياةِ شهامةً ووفاءَ
الفهدُ قلَّدها وسامَ عَطائه
فَسَعَتْ تزُفُّ له الولاءَ ثَناءَ
عشرٌ مَضَتْ لكنَّها لمَّا تَزَلْ
تجلو جبينَ المكرُماتِ سناءَ

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:35 PM
» أحمد سالم باعطب » التحدي

أبْصَرَتني أسرِعُ الخطوَ اشتياقا
أتحدَّى الريحَ للوَصْلِ استباقا
فأشارت بيَدَيْها عُدْ فإني
لستُ أسْطيعُ عن القيدِ فراقا
قلتُ: يا فاتنتي أتْعَبني
زمنٌ أقْسَمَ ألاَّ نتَلاقى
أعْيُنٌ تَسْهَرُ حولي رَصَداً
وأقامتْ دونَ من أهوى نطاقا

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:35 PM
» أحمد سالم باعطب » قصة الحب

من أين أبدأُ قصَّةَ الحُبِّ الذي
لم ُبْقِ لي إلا الصبابةَ والجَوىَ
حُلُماً تألَّقَ في السَّماء زرَعتُهُ
في القلب أطعمُهُ وأسقيه الهَوَى
وتركتُهُ يلهو ويمرَحُ في دمي
نشوانَ لا يدري الصُّدودَ ولا النَّوى
وأنا أرّى الدنيا مسارحَ فتْنةٍ
هو بين أجفاني تبوَّأ واستوى

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:35 PM
» أحمد سالم باعطب » يد أبيك

ترمَّلي واستعيري من أبيك يداً
كانتْ تَهيمُ بها الأرماحُ والقُضُبُ
تُلْقي الخيولُ لها طوعاً أعِنَّتَها
وتستقي ضوءَها الأقلامُ والكُتُبُ
وجاهدي تَلِدي مليونَ مكرمَةٍ
في كلِّ ثانيةٍ يزهو بِهِنَّ أبُ
روَّادُ موكِبها صُنَّاعُ وحدتِها
صيدٌ كِرامٌ بُناةٌ للعُلى نُجُبُ

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:36 PM
» أحمد سالم باعطب » أضغاث حلم

جَددي كلَّ صباحٍ
من رسوم الأمس رَسْما
ودَعي الناعينَ صَرْعى
خُشُباً عُمْياً وصُمَّا
إنَّهم أضغاثُ حُلمٍ
إنَّهم لغزٌ مُعَمَّى
سقطوا في حمأةِ العارِ
فبئس القَوْمُ قَوْما

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:36 PM
» أحمد سالم باعطب » بين لواءين

(1)
يا قذى الأعْيُنِ في عصْرِ الحضارات لقد
جئتُ كيْ أطبعَ رسْمي في سجلِّ الشهداءِ
عبثاً حاول أعداء الحمى سَفْكَ دمي
فتمرَّدتُ وجردتُ شموخي وإبائي
لَمْ ينالوا من حقولي زهرةً يانعةً
عطرُها يزكو به صبحي ويفترُّ مسائي
فلِواءٌ خافقٌ بالنَّصْرِ يختال أمامي
ولواءٌ بِطموحاتي وأحلامي ورائي
**
(2)
أنتِ ما أبقيت يا سيَّدةَ العصرِ لنا
غيرَ أهاتِ اليتامى وأنين البؤساءِ
ما الذي خَلَّفْتِ للأطفال في عالمهم
رَضَعوا من ثَديك الموبوء ألبانَ الشَّقاءِ
أنتِ أنشأتِ قوانينَ الإبادات التي
عَجزَتْ عنها طواغيتُ الطغاةِ القدماءِ
قتلَ العَدْلَ جنونُ الحُبِّ للحُكْمِ ولَنْ
يُنْصِفَ العَدْلَ على الأرضِ سوى عَدْلِ السَّماءِ

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:36 PM
» أحمد سالم باعطب » عبد الملايين

قالتْ: أراكَ بلحنِ القَولِ تُغويني
وتسكبُ الشِّعر نبْضاً في شراييني
فكيف أطلقُ من كَفَّيْكَ أوردتي
وأستعيد شذا وَرْدي ونسريني
فقلتُ: إني امرؤٌ لمْ تُجْد ملحمتي
في أسْرِ قلبك أو تشفعْ دواويني
الحُبَّ ما عادَ وجداناً وعاطفَةً
الحُبُّ أصبَحَ عَبْداً للملايين

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:36 PM
» أحمد سالم باعطب » أمام البيت الحرام


(1)
ربَّاهُ أقبلت الوفودُ وزادُها
تَقْوى سَقاها بالدُّموعِ وجيبُ
لَكَ رحمةٌ عظمى تظلِّلُهم بها
ولهمْ نفوسٌ خشَّعٌ وقلوبُ
وقَفوا ببابِكَ يسألونَكَ نعمةً
ورضاً وأنتَ تبَرُّهُم وتُجيبُ
ووَقَفْتُ معقودَ اللِّسان فما معي
إلا أمانٍ نُوَّمٌ وذُنُوبُ
**
(2)
ربَّاهُ جئتُكَ تائباً قد مسَّني
ممَّا جنيتُ ضلالةٌ ولُغُوبُ
عَظُمَتْ مواسمُك التي أعددتَها
للتائبين بها الحياةُ تطيب
ورجعتُ يا ربي إليكَ وجَعْبَتي
ملأى حكايا والجوانح حوبُ
فامنُنْ عليَّ عفوِكَ إنَّني
في ساح فضلِكَ طائعٌ ومنيب

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:37 PM
» أحمد سالم باعطب » متى يطهر التراب؟

إصنعي ما شئتِ لكن لن تمسي كبريائي
أنا من جيل البطولات ومن شَعْبِ الوفاءِ
يا بقايا قَرية اللؤم ويا رَمْزَ الدَّنايا
عشقَتْ منذ صباها الغضِّ قتلَ الأبرياءِ
أنتِ يا سُخريةَ الأطفالِ يا وصمَةَ عَصْري
أنتِ لوَّثْتِ ترابي حينَ أقبلتِ ومائي
سوف أجلو دَرَنَ الماء بثأرٍ يتلظَّى
وترابُ الأرضِ لنْ يطْهُرَ إلا بالدِّماءِ

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:38 PM
» أحمد سالم باعطب » المخادعون

قال الألي سلبوك حَقَّكِ في الحياة تجلَّدي
إنَّا سنبنس يا مليحةُ موطناً لك في غدِ
لا تُسْرفي في سُوءِ ظَنِّكِ وانظري خُطُوَتَنا
فالصَّبر مفتاحُ النعيم وبُلْغَةُ المُتَزَوِّد
قلتُ ابشري هذي بواكير السلام كنيسةٌ
وغَداً تقام كنيسةٌ أخرى جوارَ المسجدِ
يا حلوةَ القَسَمات ليلُك مظلمٌ بشُخُوصِهِ
إنْ لَمْ تكُنْ إلاَّ المنيةُ مركباً فاستشهدي

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:38 PM
» أحمد سالم باعطب » الخاسرون

خسرتْ عُصْبَةُ الفسادِ الرِّهانا
سقطَتْ سيرةً ونهجاً وشانا
حملتْ حلمَها تضاريس وهْم
ثم عادتْ به مسَجَّى مُهانا
حسبَتْ أنَّها ستصبحُ شيئاً
وسيرخي لها الزمانُ العِنانا
أرضُنا موطنُ القداسات لا، لنْ
تمْنَحَ القاتلين فيها الأمانا

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:38 PM
» أحمد سالم باعطب » جددي الأمس

تساءلتْ وهي لا تدري بأنَّ أبي
بالأمس كان يُجيدُ العَزْفَ بالعودِ
قالتْ أترشدُني إنْ كنتَ بي ولِهاً
إلى معلِّمةَ ينْدى بها عودي
فقلت: هذي رياضُ الفَنِّ عاطرةٌ
عودي إلى منْتَدى أحلامنا عودي
وجددي الأمسَ بالتذكارِ متَّشحاً
بالشيحِ والمسكِ والكافورِ والعودِ

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:39 PM
» أحمد سالم باعطب » شيطانة وشيطان

أيقظتِ إذْ جئتِ في الأحشاء أحْزانا
من جاءَ يُغويك في حاناتِهِ الآنا
جعلتِ للصَّخرِ أفواهاً وألسنةً
حُمْرَ المدادِ وتاريخاً وسُلطانا
تَركْتِهِ وعَصَا العصيانِ في يده
فكنت شيطانةً والصَّخْرُ شيطانا
لم تحْمِلِ الأرضُ صَخْرا مثلَ قَسْوَته
أثار عاصفةَ غضْبي وطوفانا

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:39 PM
» أحمد سالم باعطب » شرف الحب

لا تقولي خانَ لا لا لم أخُنْ لا تهْزَئي
أنا شرقيُّ الصباباتِ سليمُ المبدأِ
أطفئي نارَ التَّجافي بالتداني واهدئي
واكتبي أنشودةً للحبِّ بِكْراً واقرئي
وارسمي خطوَك أحلاماً وشوقاً وابدئي
واستظلي كرمةً تسْقيك شَهْداً واهنئي
طَهَّري ثوبَك من كلِّ أذىً لا تُرْجَئي
لّنْ تنالي شرفَ الحُبِّ إذا لم تبرئي

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:39 PM
» أحمد سالم باعطب (https://www.aldiwan.net/cat-poet-ahmed-baotob) » قلامة ظفر


(1)
صدِّقيني إذا محَضْتكِ نُصحي
وأطيعي إذا أمرتُكِ أمري
أنتِ فتَّنَةٌ حملتِ لأرضي
في دروب الغرامِ نثْري وشِعري
ثم أيقنتُ أنني لستُ إلا
حُلماً عاص في دخانٍ وجمر
كلَّ يومٍ أضعتُهُ في مُجُوني
لا يساوي غداً قلامَة ظفرِ
**
(2)
ضحكتْ ربَّةُ الفتونِ وقالتْ
هذه في الهوى بشائر شُكْرِ
هذه صحوةُ الضمير إذا ما
رَفَض العيش في هوانٍ وأسْرِ
هذه موجةُ اليقين لتجْلو
صَدَأ القلب من شكوكٍ ووِزُرِ
فانْفُضِ الوَهْنَ عن ردائك وانهضْ
وأمضِ لا تلتفتْ لزيدٍ وعَمْرو
**
(3)
قلتُ: يازوجتي طلائع عامٍ
يالخطايا إلى رحابِكِ تجري
لم يزَلْ حُبُّكِ الصدوقُ معيناً
عاطفياً يشدُّ في الحرْبِ أزري
عامُنا المقبلُ الوليدُ عَبوسٌ
مُنْذِرٌ أهلَنا بزحفٍ وقَهْرِ
لا تخافي ففي الجوانجِ نُورٌ
يملأ الصَّدْرَ من سُمُوٍّ وطُهْرِ

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:40 PM
» أحمد سالم باعطب » الكعبة

يشْرحُ الهَمْسُ صدرها والضجيج
حين يأوي إلى حماها الحجيجُ
مهبطُ الوحيِ والقداسات فيها
يتسامى السَّنا ويزْكو الأريجُ
كلَّ يومٍ لها المواكبُ تترى
أنفسٌ خُشَّعٌ وبَحْرٌ يموج
وعليها مشاعرُ الخير تَزْهو
فإذا الأرضُ والسَّماءُ مروجُ

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:40 PM
» أحمد سالم باعطب » دعاء

أحِنُّ إلى رحابكَ يا إلهي
لأطفئ من معين رضاك آهي
أتيتُ إليكَ أوْعيَتي خواءٌ
وقلبي عن دروب الخيرِ لاهِ
أزاحم للوصول بغير زادٍ
سوى خيْطٍ من الإيمان واهِ
وتوبةِ مخلصٍ ورجاء عبدٍ
تَحَصَّن بالأوامر والنواهي

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:41 PM
» أحمد سالم باعطب » الطريق إلى مهجتي


أغلقَتْ مهجتي الطريقَ إليها
أنا حرَّرتها غِناءً وفناً
فارجعي حيثما تشائين إني
قد تبرَّأتُ منكِ شعراً ولحنا
أنتِ جَرَّعتِني المرارة صَبْرا
وأحلْتِ الضياءَ في القلب حُزْنا
لم يعُدْ في قرارة الكأسَ شيءٌ
نتَغَنَّى به ظلالاً ومَعْنى

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:41 PM
» أحمد سالم باعطب » العام الجديد

أقبل العامُ حاملاً في يديه
توصيات الأخِ الكبيرِ إليه
قال: إني تركتُ إرثاً ورائي
تتباكى قُرى اليتامَى عليه
كم فَتى حامَ حولَه وتمنَّى
أن يُناجي بسِحرِه أصْغَرَيْهِ
زَمْجَرتْ ألسُنٌ عليه حدادٌ
فنَعى حَظَّه إلى مقلتيه

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:41 PM
» أحمد سالم باعطب » من أجل عينيك


لا تُسْرفي في عِتابي إنني بَشَرٌ
ولا تغولي أهازيجي وتشْبيبي
كمْ أرسُمُ في وجه الدُّجَى أرَقي
والحزنُ يصفَعُني واليأسُ يلهو بي
وكم تجرَّعْتُ خُلْفَ الوعد منكِ شَجاً
وكم جَزَيْتِ تباريحي بتأنيبي
أبحرتُ في ظُلُماتِ البُعْد محتملاً
من أجل عَيْنَيْكِ تشْريقي وتغْريبي

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:42 PM
» أحمد سالم باعطب » حوار

يامنيتي أنسيتني ظُلْم الوَرَى
ومَحوت من عمري الليالي المُجْدِباتِ
أبصرتُ في عينيك واحَةَ فِتنةٍ
فَسَكنتُها ونَمَتْ هناكَ تطلعاتي
ألقيتُ مرساتي ببحركِ آمنا
وكتبت تاريخي الجميلَ ومُنْجزاتي
لا صوتَ يَسْبَحُ غيرُ صوتِكَ في دمي
يروي غليلي في الرَّواحِ وفي الغَداةِ
**
يا شاعري كيفَ السلُوُّ وأنتَ في
أعماق ذاكرتي تنادمُ أمنياتي
أنا لَم أقُلْ إنِّي كرهتُكَ إنَّما
أخشى إذا أخلَفْتَ ألسنةَ الوشاة
وأغارُ إنْ أبصرتُ زنبقةً على
خَدَّيكَ لاهيةً ولمْ تحمِل سِماتي
لكنني سأظلُّ شمعتَك التي
تَهديكَ إن أقبلتَ تسْألُ عن شكاتي

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:42 PM
» أحمد سالم باعطب » الناصحة

قالتْ تشاءَمْتَ من طيْر ومِنْ صَفَر
متى غزاكَ الونَى والوهْمُ والوجَلُ
أنتَ الذي ترَك الآذانَ خاشعةً
سكْرى به وتَناجَى خَطْوَهُ المُقَلُ
فأنتَ فارسُنا في كلِّ نائِبَةٍ
تُوري مشاعرنا إنْ مسَّها الكَلَلُ
فقلت: للهِ أنتِ اليومَ منصفةٌ
على لسانِكِ من نورِ الهُدى حُلَلُ

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:42 PM
» أحمد سالم باعطب » آكلة الأكباد

يا أمَّ آكلةُ الأكباد في شغفٍ
كُفِّي يَديْها فمَا أبْقَتْ لنا كَبِدا
لولاكِ ما حمَلَتْ سيفاً تصولُ به
وما بَنَتْ من أمانينا لها عُمَدا
طوَّافةً في شِعابِ الأرضِ عابثةً
ولا تُعيرُ أباً رُحْمى لها ولا ولَدا
تجُرُّ ذيْلَ بناتِ اللَّيْل في صَلَفٍ
وما رأيتُ لها في الصَّالحاتِ يدا

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:43 PM
» أحمد سالم باعطب » الوشاة


رَمى الوشاةُ بداءِ الحقدِ روْحاتي
وزَوَّروا قصَّةً عوراءَ عن ذاتي
وأسْرفوا في ضروبِ الزَّيفِ وابتذلوا
حتَّى خطيئاتِهم قالوا خطيئاتي
فقلتُ علَّمتموني الحُمقَ من صِغَري
وبَيْعُ قلبي لكُمْ إحدى حماقاتي
فكيف ينْبُتُ حُبُّ يستقي كذباً
وبعضُ تُرْبَتِهِ وَحْلُ الخيانات

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:43 PM
» أحمد سالم باعطب » جُدة


طوبى وطوبى لعُرْسٍ أنت كوكبُهُ
وأنت رَبَّتُهُ جُهْداً ومُكْتسبا
وأنتِ للعلمِ روضٌ بالشَّذا عَبقٌ
وأنتِ للحُبِّ نَهْرٌ فاضَ وانْسكبا
وأنتِ للأرْضِ تاريخٌ وفلسفةٌ
وأنتِ أبْلغُ ممَّا قيلَ أو كُتِبا

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:43 PM
» أحمد سالم باعطب » عندما تستعر الأطماع

(1)
هل تذكرينَ وقد ضاقَتْ بِنا الحِيَلُ
وأنْكَرَتْ سَعْيَنَا الأيّامُ والسُّبُلُ
لا روض يمنحُنا حضناً نلوذُ به
من الشَّقاءِ ولا أمْنٌ ولا أمَلُ
تكالَبَتْ حولَنا الأطماعُ واسْتَعرتْ
ونحن نجأرُ بالشَّكوى ونبتَهلُ
نمَدُّ أيديَنا لا الرِّيحُ تصفُعُها
فنستفيقُ ولا دفءُ ولا ظُلَلُ
**
(2)
قالت عهدتُك لم تحفَلْ بما فعلوا
وإنْ أحاطتْ بك الأعداءُ والعِلَلُ
ما أنت من أمَّةٍ يعلو الوضيعُ بها
ولا يحيقُ بها وهْنٌ ولا مللُ
لا تبتَئِسْ إنْ رأيْتَ الشَّرَّ محتدماً
وعَرْبَدَتْ دَونَك الأهواءُ والنِّحَلُ
إنِّي سمعتُ العُلى تدْعوكَ مخلصةً
جَرِّدْ حسامَكَ وانهضْ أيُّها الرَّجُلُ

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:44 PM
» أحمد سالم باعطب » الحمقاء

بيتُ المسرَّات يا ريحانتي احْتَرَقا
وفَرَّ أرْبابُهُ واستوطنوا الطُّرُقا
لا تسأليني مَن الجاني؟ فَرُبَّتَما
فتَاةُ أحلام مولاهُ الذي غَرقا
قالتْ لقدْ حَرَقَتْ بالغدْرِ سمعتَها
وجرَّع الهَمُّ عَيْنيْها الكَرَى أرقا
فقلتُ: لو أنصفَتْ صانتْ كرامَتَهَا
ولم تَبِتْ كَبِدٌ من كَيْدِها مِزَقا

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:45 PM
» أحمد سالم باعطب » غربة الموتى

لا تعذليني فقَدْ بيَ الحيَلُ
واليأسُ يعبَثُ بي والحزنُ يحتَفلُ
أبيتُ أسبَحُ في ذكرى طفولتنا
والقلبُ يرقُدُ في دقَّاتِه الملَلُ
مشرَّداً في صحارَى العُمْر أذرَعُها
أبُثَّ شَكْوى النَّوى حيناً وأبتَهِلُ
أعيشُ في غُربَةِ الموتى بلا وطَنٍ
في ناظريَّ تَساوىَ السَّهْلُ والجَبَلُ

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:45 PM
» أحمد سالم باعطب » في جوفه نار

يُعَكِّرُ صفوَ أحلامي حَقُودُ
يظلُّ لكلِّ ساقطةٍ يصيدُ
مساوئهُ تفشَّتْ في جُفوني
وما سلِم القريبُ ولا البعيدُ
ومن تَخِذَ الضغينةَ للمعاصي
صراطاً خانَهُ الرأيُ السَّديدُ
ومَنْ في جوفِهِ نارٌ تلظَّى
تدَفَّقَ بينَ شِدْقَيْهِ الصَّديدُ

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:45 PM
» أحمد سالم باعطب » خائنة الليالي

علامَ تَصُبُّ في أُذُني وَقَحَكْ
وتُشْهِرُ حينَ تلقاني سِلاحَكْ؟
أتوصدُ بابَ قلبِك عن وفائي؟
وتفْتَحُ للرياح الهُوجِ ساَحَكْ؟
لقد خدَعَتْك خائنةُ الليالي
وسامَكَ من أهانَك واستباحَكْ
وغرَّنْك المطامعُ حين أوحَتْ
إليك بأنَّ في قَتْلي نجاحَك

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:46 PM
» أحمد سالم باعطب » واستنوق الجمل


طافَتْ بساحتِكَ الأوهامُ والعللُ
وأغلقَتْ دونَك الأبوابُ والسُّبُل
تصَيَّدتْكَ دعاياتٌ مُلفَّقَةٌ
وعيَّرتك الليالي: ويْكَ يا رَجُلُ
فقلتُ يا أنتِ يا حُلْماً أهيمُ به
إليه إنْ جَنَّ ليلُ اليأسِ أرتحل
هَلْ أفلسَ الفارسُ العملاقُ وانقشعتْ
أحلامُ يقظتِهِ واسْتَنْوَقَ الجَمَلُ؟

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:46 PM
» أحمد سالم باعطب » سورة الحقد

يا سيِّدَ الرسْل أحلامي تؤرِّقني
ودمدماتُ الأسَى والسُّهدِ تسْري بي
وسَوْرةُ الحِقْدِ بالتبشير زاحفةٌ
تغزو الخلايا لإحراقِ اليعاسيبِ
ونحنُ نغرقُ في أوحالِ فُرْقتنا
من النَّواصي هواناً للعراقيب
متى يُجَدِّدُ يومُ النصرِ زَوْرَتهُ
فقد سئمنا التَّداوي بالألاعيبِ

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:46 PM
» أحمد سالم باعطب » الحلى الكريمة

قالتْ: تعلَّمْتُ عن أمي وعن أبَتي
ألاَّ أبوحَ بأسراري إلى شفَتي
وأنْ أسامِرَ في ليل الأسَى قَلَمي
وأحرفي وكراريسي ومحبَرتي
وأطفئَ الحقدَ إنْ ثارتْ بوادرُهُ
من قلب ذي علَّةٍ بالحلْم والمِقَةِ
فقلتُ: تلكَ حُلًى في عَصْرِنا نَدَرتْ
كريمةٌ كَمُلَتْ حُسْناً بلا شِيَةِ

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:47 PM
» أحمد سالم باعطب » مكة

(1)
يا مهجةَ الأرضِ يا ريحانةَ العُمرُ
حبيبتي أنت في حِليِّ وفي سفري
كم بِتُّ أرسمُ أحلامي مطرَّزةً
إليك بالشوق والتذكارِ والسَّهرِ
يا خير أمِّ رعَى الرحمنُ مولدَها
ومنيةَ العاشقينِ: السَّمعِ والبَصرِ
طهورُها الحُبُ والإيمانُ حلَّتُها
وعقدُها دررُ الآياتِ والسُّوَر
* *
(2)
أنا سليل العُلى والسادة الغرر
أنا المناجيكِ في الظلماءِ والسَّحَرِ
أنا الذي أرضعتْني كُلُّ ثانيَةٍ
قبَّلْتُ فيها يدَيْك الحُبَّ من صِغَري
أنا الذي طَرِبَ العشاقُ من طَربي
وزاحموا الشُّهْبَ أفواجاً على أثري
حبيبتي أنتِ أزكى حُرَّةٍ حمَلَتْ
في راحتيها ضياءَ الشَّمْسِ والقمرِ
* *
(3)
يا ربَّةَ الخُلُقِ المحمودِ والسِّيَرِ
يا عَالمَ النور يجلُو ظلمةَ البَشَرِ
يا قلبَ أرضِ بلادِ اللهِ قاطبةً
يطُوفُ حولَك طُهْرُ الحِجْرِ والحَجَرِ
إنْ كان حُبُّ الفَتَى في عرفهِ قَدَراً
فإنَّ حُبُّكِ في عُرْفِ الهُدى قدري
لا شيءَ يملاُ أكوابي إذا فَرَغَتْ
إلاَّ رضابُ المنى من ثغركِ العَطِر

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:48 PM
» أحمد سالم باعطب » قاطرة من ورق


يا سفيناً لعبَ الموجُ بها
ثم أهداها إلى قالٍ وقيلْ
من تُرى أبحرَ فيها قبْلَ أن
يُعْلنَ الربَّانُ ميعادَ الرحيل؟
عاشقو الوهم أحَبَُوا قِصَصاً
قرؤوها في سجلِّ المستحيل
صنعوا قاطرةً من ورقٍ
أينما مالتْ بها الريحُ تميل

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:48 PM
» أحمد سالم باعطب » التراب

قالتْ علامَ يحِنُّ قلبُكَ للتُّرابْ
وطموحُ غيركِ فوقَ أبراجِ السحابْ
حزموا حقائبَهمْ منًى وعزيمةً
فعَلامَ تقنَعُ بالسفوحِ وبالهضابْ
فأجبتها: سودُ النفوسِ تجاوزتْ
في سعيها حدَّ السلامةِ والصَّوابْ
وتمخَّضتْ رغباتُها عن فتنةٍ
عمْياءَ تجحدُ طهرَ والدِها الترابْ

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:48 PM
» أحمد سالم باعطب » الرمق الأخير


قل ما تشاءُ فأنت مجهول المصير
ما أنت جارٌ للكرام ولا مجير
كلُّ الفضائل أنكرتْكَ وأقسمتْ
أنَّ التولوَّنَ فيكَ شرُّ مستطير
تركتْكَ قافلةُ الحياة مُمرَّغاً
تسترفدُ الحُمَّى وتستسقي الهجير
حتَّام تحلُمُ بالشباب وأنتَ في
زمَنَ الغروبِ تعيشُ بالرَّمقِ الأخير

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:49 PM
» أحمد سالم باعطب » من نحن؟

(1)
يا فتاةً تمرَّغتْ في الجهالهْ
إقرئي في يدي بقايا رسالهْ
أفرغي ما بها شراباً نقياً
لا تعودي إليَّ قبل الثُّماله
علِّمي أهلَك الألى أنكروني
رسموني على البسيطةِ عاله
نحنُ قومٌ نرى المنايا سبيلاً
للبطولاتِ والعُلى والعدالَه
* *
(2)
لم أعِشْ دُميةً وما كنتُ آله
وأبي يُطعمُ الربيعَ وآله
أنا من أمَّةٍ نماَ الطُّهر فيها
ورعىَ النصرُ في حِماها رجالَهْ
قبَّلَتْ هامُها وصاغَتْ
حولَها أنجمُ المجرَّاتِ هاله
فوقَ بطحائها ترعرع حُبِّي
وإليها يشُدُّ شوقي رحالَه

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:49 PM
» أحمد سالم باعطب » بداية الهوى

من أينَ تبتدئُ الحكايةُ في الهوى
أمن الوصالِ أو الوعودِ أو النوى؟
أمْ من حقول الذكريات وطيبها
أمْ من تباريح الصبابةِ والجوى؟
قالت: أتسألها وأنت ربيعها؟
قد عبَّ برعمُها حنانكَ وارتوى
فأجبتُ لو يدري المحبُّ مصيرَه
ما ضل في طرقِ الغرامِ وما غوى

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:49 PM
» أحمد سالم باعطب » قوة المسلم


لا تخافي يا فتاتي
إنْ طغىَ العدوانُ يوما
لا تخافي إنْ تمادى
ورمىَ نهجَك ظُلما
أنتِ أقوى منه بأساً
أنت أمْضَى منه عزْما
أنتِ بالإيمانِ أزكى
أنت بالإسلام أسمى

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:50 PM
» أحمد سالم باعطب » اليأس ينحت عمري

(1)
قال الأطباءُ هذا الجُرحُ ملتهبُ
ونبضُ قلبِكَ مكدودُ الخُطا تعِبُ
على جبينِكَ تَنْعَى ألفُ نائحةٍ
وفي عيونِكَ بحرٌ للأسى لَجِبُ
فقلتُ مذ ولدتني الأمس والدتي
واليأْسُ ينحتُ من عمري ويحتطبُ
كلُّ الدروبِ إلى الأفراحِ موصدةٌ
لا المالُ مفتاحُ ما أهوى ولا النَّشَبُ
* *
(2)
يا أمُّ طفلُكِ مكلومٌ ومكتئب
ما مسَّ أيامَهُ لهوٌ ولا لعبُ
ساعاتُهُ لهفةٌ مصبوغةٌ بدمٍ
ودربُه جانباهُ المَطْلُ والكَذِبُ
يبيتُ يطفئُ بالتذكارِ حرقتَهُ
شجواً يعَلِّلُ قلباً مدنَفاً يجِبُ
حتى إذا الليلُ صاحَ صيحتَهُ
ولاحَ في عينِهِ الحرمانُ والنَّصَبُ

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:50 PM
» أحمد سالم باعطب » دعاء

يا ربُّ إنْ جنَّ الظلامُ تواثبتْ
أشباحُ عاقبة الضلالِ ترومُني
تسطو تروِّضني وتطفئ غُلَّتي
وتصُبُّ في أذُني العتابَ تلومُني
لكنَّ نفسي لم تزلْ أمَّارةً
بالسوء تعتنقُ المجونَ تُضيمُني
إن لمْ تصُنْها من حبائل شرِّها
ستظلُّ تسقيني الأسى وتسومُني

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:50 PM
» أحمد سالم باعطب » الحج

"1"
لبَّيْك يا ربَّ الحطيم وزمزمِ
يشدو بها قلبي وتعبقُ في فمي
رباه جئتُكَ والدُّعاءُ سقايتي
يروي شراييني ويغسل أعظمي
لا زاد لي إلا صحيفةُ توبةٍ
ورجاءُ ذي شغفٍ بوصلكَ مُغْرَمِ
رباه لا أحدٌ سواك يجيرني
مما أكابدُ فاعفُ عَنِّي وارحمِ
* *
"2"
ربَّاه جئتكَ طائعاً مستنجداً
تكْوي حشاشاتي مراراتُ النَّدمْ
جاوزتُ في درب الخطيئات المدى
وغرقتُ في لُججِ الندامة والألم
فأَقِلْ عِثاري إنْ كبوتُ أو اعتدى
زمنٌ تمرَّس في معادات الأممْ
واجعلْ طريقي بالصلاح ممهَّداً
وأنرْهُ بالحسناتِ ياربَّ الكرم
*
"3"
رباه جئتك تائباً مستغفراً
أشدو بآهات التضرع والخضوع
ولزمت بيتك والسكينة لي قرى
والشوق تصرخُ ناره بين الضلوع
يا من يرى من أمرنا ما لا نرى
هيهات أن تمحو خطايانا الدموع
إن لم تجد بالعفو تهلكنا السرى
لا أنجم تهب الضياء ولا شموع
*
"4"
ربَّاه أسْرِفُ في الضَّلال وتغفرُ
وأهدُّ أبوابَ الصلاحِ وتجبرُ
كم جئتُ أحملُ مهجةً من لهفةٍ
ظمأى تكادُ من الصدى تتفطَّرُ
وعلى جفوني أمنياتٌ برَّةٌ
رفاَّفَةٌ بظلالها تتمحظرُ
أنتَ الكريمُ وسعْتَ بالحُسنى الدُّنا
ترسو بها سفنُ العبادِ وتُبحرُ
*
"5"
ربَّاه جئتُك والأشواقُ تحتدمُ
وبين أوردتي يستوطِنُ الألمُ
أتيتُ أحملُ أثواباً مهلهلةً
من الأمانيِّ لم يحفلْ بها علَمُ
أتيتُ أسعى بآثامٍ معربدةٍ
لم يحْمني نسبٌ منها ولا رحمُ
أقودُ بين ضلوعي عاشقاً ولِهاً
يموجُ فيه الأسى والحزنُ والندمُ

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:51 PM
» أحمد سالم باعطب » المنجم

قالت غداً تصفو الحياةُ وترتدي
ثوبَ الزفاف السندسيَّ وتزدهي
قلتُ احذري شُدِّي الحزامَ فأنتِ في
سفرٍ شديد المُرتقىَ وتنبَّهي
وعدَ المنجِّمُ زوجَهُ قترقَّبَتْ
للمطمحِ الزاكي وللزمنِ البهي
هيهاتَ أن يطأ الثُّرَيَّا غارقٌ
في الوحلِ أو يرثَ السِّماكَ بكذبِهِ

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:51 PM
» أحمد سالم باعطب » العيد

أقبل العيدُ ومنْ شيعته
تتلقانا المنايا رصَدا
ليس فيما ملكتْ أيماننا
قوةُ تخرسُ أصواتَ الرَّدى
هل يُفيقُ العيدُ من نشوته
وهو يُسقينا الأمني حَسَدا؟
إرثُنا ينسَلُّ من أعماقنا
يا ترى من يملكُ الإرثَ غدا؟

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:52 PM
» أحمد سالم باعطب » رمضان

"1"
موكبٌ كحَّل أجفان المدى
وسقى الأنفس حُباً ونَدى
جاء يروي الأرضَ مما حملتْ
راحتاه اليُمْنَ رُشْداً وهُدَى
كبَّرتْ بشرى به في بهجةٍ
مُهَجٌ أتلفها حَرُّ الصدى
فافتداها بجناحَيْ فضلِهِ
فَلَنِعْمَ المفتدي والمفتدى
* *
"2"
موكبٌ مزَّقَ بالنور الدجى
علَّم النفسَ السُّرى مُذْ ولدا
طهَّر الأيامَ من أدرانها
مدَّ للقوم الميامين يدا
تتهادى الحبَّ صرفاً كلما
حل ضيفاً في سمانا وبدا
جاء بالقرآن شعَّت آيُهُ
رحمةً تتلى وطابتْ موردا
* *
"3"
بم تزلْ زورتُهُ الأولى لنا
في حنايانا طيوفاً وصدى
علَّمَتْنا كيف نبني أنفساً
أصبح المجدُ بها مستشهدا
ولياليها التي عطِّرها
جدولٌ يقفو خطاها منشدا
هي عنوانُ كتاب خالدٍ
جلَّ ذكراً وتسامى مَحْتِدا
* *
"4"
هذه العشرُ التي في حجْرها
هام بالفجرِ صِباها غَرِدا
كم إليها أسرعَتْ أحلامنا
تستقي الغفران فيها رَشَدا
تملأ الأفاقَ إحداها سنىً
هي لتوبة مفتاحُ النَّدى
خسِر البيعةَ في أسواقها
من أضاع العمرَ باللَّهوِ سُدى

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:52 PM
» أحمد سالم باعطب » أنا أحب لا

"1"
أنا ألقيتُ إلى أحضان "لا"
أمنياتي وطموحاتي الكبارْ
أرهقتني "نعمٌ" في رحلتي
حرمتني في شبابي الانتصار
أنا أهوى "لا" أهوى أمَّتي
أمتي شمَّاءُ لا ترضى الصِّغار
هي إن دمْدَمَ خطبٌ أملي
وهي نورٌ عن يميني وهي نار
* *
"2"
أنا منذُ الأمسِ لم أصحبْ معي
بين أوراقي وأثوابي "نعم"
سمةُ الذلِّ على جبهتِها
وعلى مبسمها يغفو الندم
ما سقتْني مذ تقاسمنا معاً
شرف الحبِّ سوى مُرِّ الألمْ
إنَّ في اللاءاتِ عنوانُ العلى
كوكبٌ يجتازُ هاماتِ القمَمْ
* *
"3"
قلت يا "لائي" أريني فرجاً
مضت الأيامُ غماً ديْلَ غَمْ
أنا في حبِّكِ صَبٌّ مدْنَفٌ
وانا فيه الوحيدُ المتزم
واعْترتني رعدةٌ من صرخةٍ
أطلقَتْها في إباء وشمم
أنت مفتونٌ بحسنٍ زائفٍ
وذليل النفسِ يصبو "لِنَعم"

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:52 PM
» أحمد سالم باعطب » يوم الفداء

قالت: أرى بحرَ الضغائن مُزبداً
أمواجُهُ سكرى بأفواه العدا
قلت: اطمئني لم يَعِشْ في أرضنا
فَرعون رمزاً أو يعوقُ مسوَّدا
مرفوعةٌ فوق الكواكب هامُنا
لم تنحنِ ذلاَّ ولم تبسُطْ يدا
إن أُهْرِقتْ الفداء دماؤنا
أسمى شهادة مولدٍ يومُ الفدا

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:53 PM
» أحمد سالم باعطب » العام الجديد


قالت تبسَّمْ أقبل العام الجديدْ
في راحتيهِ الحلمُ والأملُ السعيدْ
يختال نقرأ في ملامح وجههِ
صوراً تنبئنا عن الماضي البعيد
قلت: الليالي علمتني أنَّ في
آفاقها سُحُبٌ تمخَّضُ بالجليد
كم ليلةٍ بتْنا نصارع كيدَها
نتجرَّعُ الآهاتِ والحزنَ الشديدْ

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:53 PM
» أحمد سالم باعطب » حكاياتي

تسائلُني الميحةُ كيفَ أمستْ
حكاياتي تعانقُ كلَّ أُذْنِ
فقلت: لطائفُ النسمات مرَّتْ
فوشوشها ندى الرَّوْضِ الأغَنِّ
فراقَ لها رحيقُ الهمس يسْري
إلى خلجاتنا من غير دَنِّ
فطارت تُسْكِرُ الأسماعَ نجوى
وتمتلك المشاعرَ فاطمئِنِّي

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:57 PM
عبدالرحمن العشماوي

https://www.aldiwan.net/public/images/profile/abdulrahman-ashmawi.jpeg
عبدالرحمن العشماوي

شاعر عربي مسلم من المملكة العربية السعودية.. ولد في قرية عراء احدى كبريات قرى بني ظبيان غامد في منطقة الباحة بجنوب المملكة عام 1956م وتلقى دراسته الابتدائية هناك وعندما أنهى دراسته الثانوية التحق بكلية اللغة العربية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ليتخرج منها 1397 للهجرة ثم نال على شهادة الماجستير عام 1403 للهجرة وبعدها حصل على شهادة الدكتوراة من قسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي عام 1409 للهجرة.. تدرج العشماوي في وظائف التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية حتى أصبح أستاذاً مساعداً للنقد الحديث في كلية اللغة العربية في هذه الجامعة.. وعمل محاضراً في قسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي حتى تقاعد قبل سنوات.. عبد الرحمن العشماوي صاحب القصائد التي تدعو إلى بزوغ فجر جديد في الأمة وهو صاحب أسلوب حماسي. كتب أشعاره ومقالاته في البوسنة والشيشان ولبنان وسورياوالعراق و أطفال الحجارة وفي أحوال الأمة وفي الخير والشر وفي أهوال يوم القيامة وغير ذلك. وله مقالاته الدائمة في الصحف السعودية و مشاركات في الأمسيات الشعرية والندوات الأدبية، وله حضوره الإعلامي من خلال برامجه الإذاعية والتلفازية مثل (من ذاكرة التاريخ الإسلامي، قراءة من كتاب، وآفاق تربوية)، بالإضافة إلى دواوين وقصائد ومقالات تنشر بشكل دائم في الصحافة وعلى شبكة الإنترنت. والدكتور مفخرة لكل المسلمين.

قصائد عبدالرحمن العشماوي

» عبدالرحمن العشماوي » أنى تغيب ونور وجهك ساطع


أنى تغيب ونور وجهك ساطع
وضباء حبك في الفؤاد رواجع
أنى تغيب وأنت في عيني ضحى
يزهو وبرق في خيالي لامع
أنى تغيب وأنت بين جوانحي
شمس وفي الظلماء بدر طالع
أنى تغيب وأنت ظل عندما
تشتد رمضائي إليه أسارع
حاصرتني في نصف دائرة الهوى
وأنا بحظي من حصارك قانع
من أين أخرج والسياج يحيط بي
من كل ناحية وأمرك قاطع
وأنا أقول لظبية الشعر التي
ربيتها إن المسافر راجع
يا ظبية الشعر اطمئني إنني
ما زلت في كتب الحنين أراجع
في القلب شيء قيل لي هو لوعة
وأنا أقول هو الحريق اللاذع
وبمقلتي نهر سينقص قدره
لو قلت هذي في العيون مدامع
وأمام أبواب المشاعر نبتة
في غصنها ثمر المودة طالع
يا ظبية الشعر المؤجج في دمي
تيهي فصيتك في فؤادي ذائع
عاقبتني لما شكوت وإنما
أشكو لأن الحق فينا ضائع
ولأن جدران الكرامة هدمت
في أمتي والذل فيها شائع
ولأنني أبصرت ثعبان الهوى
في نابه المشؤوم سم ناقع
ولأنني أبصرت ما لم تبصري
فهناك ذئب عند بابك قابع
إني أقول لمن يعاتبني أفق
فأنا بسيف الشعر عنك أقارع
أنظر إلى لون السلام وطعمه
مر مذاقته ولون فاقع
قالوا السلام أتى فتابعنا الذي
وصفوا فبان لنا الكلام الخادع
قلنا لهم أين السلام فما نرى
إلا أكف الواهمين تبايع
شتان بين مسالم ومتاجر
إن المتاجر للكرامة بائع
في كف داعية السلام مزاهر
وبكف تجار السلام مقامع
أرأيت في الدنيا سلاما عادلا
تدعو إليه قنابل ومدافع
إني لأخجل حين أضحك لاهيا
وقد ارتمى في الأرض طفل جائع
إني لأخجل حين أشغل بالهوى
وعفاف ليلى البسنوية دامع
إني لأخجل حين أبصر أمتي
تهفو إلى أعدائها وتوادع
ما زلت أدعوها ويجمد في فمي
صوت المحب ولا يجيب الخاضع
ما زلت أدعوها وألف حكاية
تروى عن الأهل الذين تقاطعوا
عن إخوة ركبوا الخلاف مطية
وإلى سراديب الشقاق تدافعوا
يا أمة يسمو بها تاريخها
ويسوقها نحو الضياع الواقع
يا أمة تصغي إلى أهوائها
وتسد سمعا حين يصدع صادع
يا أمة ما زلت أسأل حالها
عنها فتنطق بالجواب فواجع
ما لي أراك فتحت أبواب الهوى
وقبلت ما يدعو إليه الطامع
يممت غربا والحقائق كلها
شرق وفي يدك الدواء الناجع
ما لي أراك مددت للمال الربا
جسرا وفي القرآن عنه قوارع
أنسيت حرب الله وهي رهيبة
أوما لديك من العقيدة رادع
أو غاية الإسلام عندك أن يرى
لك في الوجود معامل ومصانع
أنسيت أن الناس فيك معادن
أنسيت أن الأرض فيك مواضع
لا تخدعي بعض الوجوه قبيحة
وتزينها للناظرين براقع
وإذا أراد الله نزع ولاية
عمي البصير بها وصم السامع
يا أمتي عوتبتُ فيك وإنما
خشي المعاتب أن يسوء الطالع
قالوا تدافع بالقصائد قلت
بل بيقين قلبي عن حماك أدافع
شبت عن الطوق الحروف فما
بها حرف يزيف رؤيتي ويخادع
أسلمت للرحمن ناصيتي فما
تلهو القصائد أو يغيب الوازع
إني أتوق إلى انتصار عقيدة
فيها لأنهار النجاة منابع
قالوا : تروم المستحيل ؟ فقلت
بل وعد من الرحمن حق واقع
والله لو جرف العدو بيوتنا
ورمت بنا خلف المحيط زوابع
لظللت أؤمن أن أمتنا لها
يوم من الأمجاد أبيض ناصع
هذي حقائقنا وليست صورة
وهمية فيها العقول تنازع
أنا لن أمل من النداء فربما
أجدى نداء من فؤادي نابع

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:58 PM
» عبدالرحمن العشماوي » يُداس حُمى الاقصى

لكلِّ فؤادٍ من مُحبِّيه شاغلُ
فكيف تَسُرُّ الهجرَ بي وتُماطلُ؟
وكيف تلاشى عندك الصبرُ وانتهى
وواجهني منكَ الفتى المتطاوِلُ؟
عَهِدتُكَ تمشي واثقَ الخَطوِ رافعاً
بعزمكَ ما لا يَرفع المتخاذلُ
فكيف يراك الحزمُ من دون بابه
وكيف يُذيب الصَّمتُ ما أنتَ قائلُ؟
ألستَ ترى في ساحة القدس ظالماً
ينافح عن إرهابه ويُجادلُ؟
أخا الِملَّةِ الغَرَّاء، عصرك يشتكي
جفافاً وفي كفَّيك تجري الجداولُ
تشرَّبت الدنيا بسُمٍّ وعَلقمٍ
سقاها به في الليل وَغدٌ مُخَاتِلُ
ودوَّرَ هذا العصرُ رأسَ يقينها
فطافت بها بعد النَّقاء المهازلُ
وفي عصرنا للسالكينَ معالمٌ
وفيه مَفازاتُ الرَّدَى والمَجَاهِلُ
وكم عالمٍ جازَ الفضاءَ بعلمه
ولكنَّه في منطق الدين جاهلُ
يصدِّقني فيما أقول تَهافُتٌ
لأخلاق عصرٍ، ضلَّلته الوسائلُ
يقولون: هذا العصرُ عَصرُ حضارةٍ
فما بالُه تطغى عليه الرَّذائلُ
أخا الملّةِ الغرَّاء، عينُكَ لم تزل
ترى ما ترى عيني، فما أنت فاعلُ؟
إذا ما رأيتَ النَّخلَ فينا بَواسقاً
فلا تنسَ أنَّ الأصل منها الفَسائلُ
لكَ الرَّوضةُ الغَنَّاء، والمنبعُ الذي
تَجِفُّ ولا يشكو الجفافَ المناهلُ
لك المجد، والتاريخ أكبر شاهدٍ
بأنَّ حصان المجد حولك صاهلُ
لك الحقُّ، والوحيُ المبين اساسُه
وفي سنَّةِ الهادي عليه دَلائلُ
لديكَ البراهين التي تهتدي بها
عقولٌ، تغشَّاها ضلالٌ وباطلُ
فكيف ترى منك الفضائلُ ما ترى
من الَّلهو، حتى أنكرتكَ الفضائلُ؟!
إذا عرَّض الإنسانُ للذلِّ نفسَه
فلا عَجَبٌ إن هزَّ عِطفَيه خاملُ!!
وما كلُّ سَعيٍ يُبلغُ المرءَ غايةً
فيا رُبَّ ساعٍ أوقفته النَّوازلُ
وهل تستوي الأرضُ اليَبابُ تنكَّبَت
خُطى الغَيمِ عن أَجوائها، والخمائلُ؟!
أقول لمن شَدّوا رِحالَ أحبَّتي
بقلبي مضت، لا بالحبيبِ، الرَّواحلُ
مقيمٌ بقلبي أيُّها الراحلُ الذي
أحبُّ وإن مدَّت خطاها القوافلُ
مقيمٌ، وإن ارضى بكَ البُعدُ نفسَه
وإن حقَّقَت معنى الفراقِ الحوائلُ
مقيمٌ وإن كنتَ البعيدَ مكانُه
لأنك في عيني وفي القلب نازلُ
أحبكَ حُبَّاً يشهد الحبُّ أنَّه
هو الحُبُّ لا تقضي عليه الغوائلُ
أَزفُّ معاناتي إليكَ لأنَّها
لديكَ، وإن جارت علينا الشواغلُ
سلِ الرَّملَ عني والرياضَ ونخلَها
وزَهرَ الخُزامى حين تَهمي الهَواملُ
سلِ الشمس لما يكشف الفجرُ ثغرَها
ولما تُغطُّي وجنتيها الأصائلُ
ستعلم أني حيثما كنتُ لم أزل
اقاسم مَن أهوى الهوى، وأُبادِلُ
وما الشوق إلاَّ البحر، لكنَّ موجَه
دَمٌ، دَفَقُه في ُلجَّةِ القلب هائلُ
نواصل مَن نهوى بما نستطيعه
كذلك مَن ذاق الحنينَ يُواصلُ
وما شغلتني عنكَ إلاَّ حوادثٌ
جسامٌ ومقتولٌ تخطَّاه قاتلُ
تَلوحُ ليَ الشيشانُ إعصارَ حَسُرةٍ
يطاردني والأرضُ حولي مَجاهلُ
يُهتَّك فيها عِرضُ كلِّ كريمةٍ
وتُجهَضُ تحت القاذفاتِ الحواملُ
وتفتح لي كشميرُ صفحةَ قلبها
وفي قلبها المكسور تغلي المرَاجلُ
على أرضها تجري دماءٌ بريئةٌ
ومن قسوة الهندوس فيها زَلازلُ
لماذا؟ سؤالٌ لا جوابَ لمثله
سوى الهَدمِ دلَّتنا عليه المعاولُ
وفي القدسِ بيتٌ للأسى، عند بابهِ
تلاقت يَتامى أمتي والأَراملُ
عباءتُها بيعت على حين غِرَّةٍ
وأثوابُها في السوق، والجسمُ ناحلُ
لها مقلتا ثَكلَى يحدِّث دمعُها
حديثاً صريحاً صُمَّ عنه المُماطلُ
وفي شفتيها صرخةٌ جمَّد الأسى
صَداها، ولم يُسرع إليها المُناضلُ
هي القدسُ، باتت في ذهولٍ وحَيرةٍ
وكيف يذوق الأمنَ مَن هو ذَاهلُ
تسائلُنا، أين الوعود التي سرى
إليَّ بها مبعوثكم والمحافلُ؟!
تحيَّرتُ فيكم، لم أَعُد أعرف الذي
ينافح عني صادقاً أو يخاتلُ
ومَن يحمل الحبَّ النقيَّ ومَن يرى
برأيي، ومَن يَبغي الهوى ويغازلُ
وكيف نرى نصراً على الغاصب الذي
يُشارِ بنا في دارنا ويُؤاكلُ؟؟
يُدنِّس بالمستوطنات ترابَنا
وتُرسَم في القدس الشريف الهياكلُ
يغيِّر أسماء البلاد ورَسمَها
ويشتَطُّ في اقواله ويعاضلُ
يُداسُ حمى الأقصى وفي رَحَباته
بكى أهلُ مقتولٍ وعربد قاتلُ
شبابٌ وَأَطفالٌ تُراقُ دماؤهم
وقد أُخلِيَت ممَّن تُحبُّ المنازلُ
وكيف تعيش الأمنَ دارٌ، ورَبُّها
يغادرُها بالعَسفِ، واللّصُّ داخلُ؟
أسائلكم عني وعنكم وما درى
سؤالي بأنَّ العيبَ فيمن أُسائلُ
إذا عاث في الأرض الفسادُ وأهلُه
فلا عَجَبٌ إنُ زًعزَعَتها القلاقلُ
تميلون عني؟ فانظروا أين مَيلكم
فكلُّ له مَيلٌ إلى مَن يشَاكلُ
ألستم ترونَ السَّحلَ والقتلَ لم يزل
دليلاً على أنَّ اليهودَ الأَراذلُ
سَلامُهم الإرهابُ، صاغت بنودَه
على ساحة الأقصى الشريفِ القنابلُ
أحبَّاءَنا لا تمنحوا الأمرَ غفلةً
فما نال إلاَّ خيبةَ الظنِّ غافلُ

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:58 PM
» عبدالرحمن العشماوي » رويدك إن الموج في البحر صاخب

رويدكَ إنَّ الموجَ في البحرِ صاخبُ
وبالله لا بالناس تُقضى المطالبُ
أرى لكَ في شأني أموراً غريبةً
أقاومُ شكي عندها وأُغالِب
أرى لك في وقت اللقاء بشاشةٌ
بها تبطلُ الدعوى وتصفو المشاربُ
ويسعدني منك ابتسامُ مودَّةٍ
وقولٌ جميلٌ لم تشبهُ الشوائبُ
وتنصحني نُصح المحبِّ ، وإنما
بنُصح سليم القلب تُمحى المثالبُ
ولكنني أشقى بأمركَ ، كلما
دعاني إلى نشر المبادئ واجبُ
كأنك لم تلمس صفاءَ مشاعري
ولم تنقشع عن ناظريكَ الغياهبُ
لماذا أشكُّ في سلامة مقصدي ؟
فيا ضيعة الدنيا إذا شكَّ صاحبُ
وربِكَ ما أرسلْتُ شعري لِرِيبةٍ
ولا صَرَفتني عن همومي الرغائِبُ
أصدُّ جيوش الوهم عني وفي يدي
حسامٌ من الإيمان بالله ضاربُ
وما أنا ممن يُنْسَجُ الظنُّ حَولَهُ
على غير بابي تستقرُّ العناكبُ
وما أنا ممن يسرِقُ المالُ لُبَهُ
ولا أنا ممن تستَبِيهِ المناصبُ
أُسيِّرُ في درب الصلاح مواكبي
إذا طوحتْ بالسائرين المواكِبُ
وأحملُ في كفي يراعاً أسلُّهُ
على كل فِكر ساقطٍ وأحاربُ
ولولا اقتدائي بالرسول ونهجهِ
لسارتْ بشعري في الهجاء المراكبُ
أخا الحق لا تفتحْ لِظنك مسلكاً
إليَّ فإني في رضى الله دائبُ
وإني مُشيدٌ بالصوابِ إذا بدا
وإني لِمن لايُحسنُ الفعلَ عاتبُ
وأغسلُ أخطائي بشلال توبتي
أتوب إلى ربي ، وما خاب تائبُ
أخا الحق ما بيني وبينك فُرْقَةٌ
كلانا مُحبٌ للصلاح وراغبُ
كلانا إلى دين المهيمن ننتمي
إذا ذهبتْ بالواهمين المذاهبُ
عتابي على قدر الوفاء أبثُّهُ
وعندي لأصحاب الوفاءِ مراتبُ
ولولا صفاء الودِ في النفس لم تجدْ
صديقاً إذا جار الصديقُ يعاتِبُ
فَطَمْئِنْ على حالي فؤادكَ ، إنني
أُعادي على نهج الهدى وأصاحِبُ
ولله وجداني ولله نبضُهُ
ومن أجلِهِ أرضى وفيهِ أُغاضِبُ
أخا الحقِ عفواً إن شعري مُبَلِّغٌ
رسالةَ قلبي ، والقوافي رَكائبُ
أسيِّرها في كلِّ أرضٍ فترتوي
بها أنفسٌ عَطْشَى ، وتُجلى مواهِبُ
بعثْتُ إليكَ الشعرَ يُشرِقُ لفظُهُ
وضوحاً ، فما في قاع شعري رواسِبُ
أخا الحق .. يَفْنَى كلُّ شيءٍ وإنما
نُقَاسُ بما تُفضي إليه العواقِبُ
يدومُ لنا إخلاصُنا ويقينُنا
وما دونَهُ في هذه الأرض ذاهِبُ

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:58 PM
» عبدالرحمن العشماوي » عيد الحب

يقولون عيد الحب والقول باطل
يردده في عالم الوهم جاهل
وماالحب الا صورة أزلية
لها في قلوب العالمين منازل
يعيش مع الإنسان في كل لحظة
وتجري له في كل قلب جداول
وليس بمحتاج لعيد وحفلة
فما تصنع الحب العميق المحافل
سألت عن الحب العميق فقال لي
حبيبك يعطيك الذي انت سائل
لديه عن الحب العميق حكاية
يطيب بها قول ويصدق قائل
فقلت له احسنت إن أحبتي
لديهم ينابيع الهوى والمناهل
هوالحب عيد دائم في قلوبنا
أواخره تحلو وتحلو الأوائل

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:59 PM
» عبدالرحمن العشماوي » بين الريح والإعصار

همْ أشعلوا نارهم ، منْ أشعلَ النارا؟
من الذي ملأ الساحاتِ ثوّارا
متى تجمَّع هذا السيلُ منحدراً
من كلِّ ناحيةٍ في مصر مِدْرارا؟
من الذي صاغ في الميدان ملحمةً
من الشباب شَدَتْ نثراً وأشعارا؟
من الذي صاغها حتى غدت لغةً
على الشّفاه وفي الأذهانِ أفكارا؟
وكيف حرّك جيشاً لا سلاح له
ماهزّ سيفاً على الطغيان بتّارا؟
ما هزَّ إلاَّ أيادي الجيلِ مُرْسِلةَ
شُواظَها ، وهُتافَ الجيلِ مَوَّارا
ماهزَّ إلا هُتافاتٍ مُعَبِّرةً
عن المشاعر تفْنيداً وإنكارا
جيشٌ إذا ما رأى دبَّابةً هدرتْ
ألقى إليها مع التكبيرِ أزهارا
سلاحه دفْترٌ أو لوحةٌ بَرَزَتْ
فيها الحروفُ لأهل البغي إنذارا
حتى العباراتِ لم يُبْدِعْ صياغتها
ولم يَضَع لفصيح اللّفظِ معيارا
من الذي سيَّر الجيشَ الكبيرَ ومنْ
أجراهُ في ساحة التَّحريرِ أنْهارا؟
وكيف جاءَ إلى السَّاحاتِ محتملاً
أقسى المعاناةِ إقداماً وإصرارا؟
طُوفان أسئلةٍ يجتاح قافيتي
مازال ذهني لهُ والقلبُ مِضْمارا
أين الجواب ؟ وماكان الجوابُ سِوى
تلك الملايينِ جاءتْ تمسحُ العارا
جيْشٌ من الشَّعبِ ، لم يُطْلق على أحدٍ
ناراً ولم يُعْطِ للتَّسليح دولارا
ومالهُ في مياهِ البحرِ بارجةٌ
تُجيدُ في غمراتِ الموج إبحارا
ومالهُ في مجالِ الجوِّ طائرةٌ
حربيةٌ تُمْطِرُ الغاراتِ إمطارا
لكنَّه كان في الميدانِ مُحْتشداً
مُزَمْجراً صاخباً كالموجِ هدَّارا
ماحرَّك النَّاس إلاَّ الظُّلْمُ حين بنى
منهُ الطُّغاةُ أمام النَّاسِ أسوارا
وحينما أَهْدَروا حقَّ الضعيفِ على
أبوابِ حرْمانهم للشَّعْبِ ، إهدارا
وحينما أكلوا شَهْداً وفاكهةً
وألقموا النَّاس بالتقتيرِ أحجارا
وحينما صنعوا من سوءِ نيَّتِهِم
لكلِّ جِذعٍ من الإنصافِ مِنْشارا
وحينَ دَقّوا على جُدْرانِ سَطْوتهم
لكلِّ كفِ تريدُ الحقَّ مِسْمارا
لما رأى الشَّعْبُ أنَّ الظالمين أبوا
أن يَمْنَحُوه من الإنصافِ مِعْشارا
لم يُشبِعوه ولم يُرْووه من ظمأٍ
ولم يعينوه حتى يبْتني دارا
لمَّا رآهم قلوباً لا شعورَ لها
صارتْ،وقد أُشْرِبَتْ بالحقدِ أحجارا
ألقى إلى ساحةِ التَّحرير قوَّتهُ
من الشباب الذي لمء يُعْطَ مِقْدارا
نادوا ونادوا ، فلمَّا لم يروا أحداً
يُزيل عن كاهلِ الإنسانِ أضْرارا
قالوابإصرارهم للمسْتخفِّ بهم:
إن كنت ريحاً فقد لاقيتَ إعصارا

ريحانة شمران
06-16-2024, 06:59 PM
» عبدالرحمن العشماوي » يا الله

سبحان ربي لا إله سواه
هتفت بها بعد القلوب شفاه
سبحانه متفردٌ بجلاله
وكماله متفردٌ بعلاه
في سورة الإخلاص نبع جلاله
كم ظامئٍ متعطشٍ روّاه
وبآية الكرسي سرّ كماله
في لفظها وحروفها نلاقاه
في الكون في ذرّاته في أرضه
وسمائه في الكائنات نراه
يا من يصرّف كيف شاء قلوبنا
وإليه تعنوا بالخشوع جباه
الله يا الله أنت حبيبُنا
بك يبلغ الحب العظيم مداه
الله يا الله أنت معيننا
ومُجيرنا من كل ما نخشاه
الله يا الله أنت ملاذنا
بك يستغيث المرء في بلواه
بعبارة الإخلاص حين نقولها
يصفو لنا روض الهدى وشذاه
الله نورٌ في السموات العُلى
والأرض جلّ سناءه وسناه
المانح المعطي الكريم إذا دعا
داعٍ وأخلص قلبه أعطاه
ما قيمة الدنيا ومن فيها وما
فيها وما احتفلوا بها لولاه
الله يكفي أننا في بؤسنا
ونعيمنا ندعوه يا الله

ريحانة شمران
06-16-2024, 07:00 PM
» عبدالرحمن العشماوي » رسالة اعتذار إلى أم المؤمنين خديجة (رضي الله عنها)

أخديجة َ الأَمْجَادِ ‘ كيف أَعُودُ
ومن السِّنين حواجزٌ وسدودُ
وقلاعُ أَعوامٍ تُعَانِقُ بعضَها
يَرْتَدَّ عنها الفارس الصِّنْديد
أنَّى التفتُّ ‘ بدا لِعَيْني شاخصٌ
دُوْنَ المُرَادِ وحارسٌ وحدودُ
دَهْرٌ على دَهْرٍ تراكم عَدُّهَا
والناسُ غاوٍ بينها ورشيدُ
أَوْقَفْتُ راحلةَ القصيدةِ عنده
والَّليلُ يكتنف الرُّبا ويَسُودُ
لما ذكرتُ "خديجةَ"اقترب المَدَى
ورَناَ إِليَّ الغُصْنُ والعنقودُ
هذي خديجةُ‘ نَبْضُ قلبٍ لم يَزَلْ
يأْوي إليه المصطفى ويَشِيْدُ
فرشتْ له قلباً كأنَّ حنانَه
ظِلٌّ على خير الأَنامِ مَدِيدُ
حَلَفَتْ له أنَّ الرَّشادَ طريقهُ
أبداً ‘وأنَّ لواءَه معقودُ
ظلَّتْ به حتى اطمأنَّ فؤادُه
ورأى تباشيرَ الصفاءِ تَعُودُ
في الجاهليةِ كانت الرَّمْزَ الذي
يحلو به للعفَّةِ التَّغريد
خُلُقٌ وعقلٌ راجحٌ ورزانةٌ
وغِنَىً به كَفُّ العطاءِ تجودُ
عَبَرَتْ محيطَ الجاهليِّةِ‘ثَوْبُه
بنقائها ووفائها مَشْدُودُ
مابلَّل البحرُ المحيط ُ ثيابَه
يوماً ‘ ولا بَلَغَ المُرَادَ حَقُودُ
كَمُلَتْ خديجةُ في النِّساءِ ‘وإنَّه
لَكَمالُ مَنْ يسمو به التوحيدُ
هذي خديجةُ ‘ بيتها بَيْتٌ التُّقَىَ
بَيْتٌ له في المَكْرُمَاتِ وُجُودُ
بيتٌ تسامَقَ بالعفافِ مقامُه
يحنو عليه الخالقُ المعبودُ
هذي مِثالُ الطُّهْرِ والتقوى‘له
في سُلَّمِ الخُلُقِ الرَّفيع صُعُود
هذي خديجةُ‘ كيف يَلْعَبُ باسمه
في عصرنا مَنْ طَبْعُهنَّ كَنُود
اسمٌ يليقُ بمسجدٍ يجري على
تقوى الإلهِ رُكوعُه وسُجود
اسم يليقُ بمعهدٍ مانالَه
داءُ اختلاطٍ ‘ أو دَهَاه جحودُ
اسم يَليق بمركزٍ تُتْلَى به
آي الكتابِ‘ويُتْقَنُ التَّجويدُ
هذي خديجةُ لا يليقُ بفَضْلِه
عَزْفٌ وحَفْلٌ للغناء وعُودُ
يا أمَّ أَولادِ النبيِّ ‘كفى به
شَرَفا لمثلك ‘ والدٌ ووليدُ
يامن إليها المَكْرُماتُ تسابقَتْ
فلها الحصَافَةُ ‘ والنُّهى والجودُ
أبقاكِ ربُّك في الحياة كريمةً
وقضى بموتك‘ والرَّسولُ طريدُ
عامٌ على خيرِ العِبادِ تراكمَتْ
فيه المصائبُ ‘ والعَدوُّ لَدُودُ
ودَّعْتِ دنيانا وداعَ كَريمةٍ
بابُ التَّخَاذُلِ عندها مَوْصُودُ
ماكُنتِ إلاَّ "الحِصْن" ضمَّ محمَّدا
فارتدَّ عنه مكابرٌ وعنيدُ
لماَّ أتاهُ الوَحيُ كنتِ أَمامَه
في راحتيكِ من الحَنَانِ وُرُودُ
أَلْقى إليكِ المصطفى بهمومه
لماَّ أَتى جبريلُ وهو وَحيدُ
فدَفَعْتِ عنه الهمَّ حتى لم يَعُدْ
للخوفِ في وجدانه تَرْعِيدُ
أبشر ، فلن يُخزيكَ ربك ،إنه
للأنبياءِ المرسلينَ عضيدُ
"أبشِر" هي الأملُ الكبيرُ منَحْتِه
روحاً فأشرقَ فجرُه الموْؤودُ
فإذا بخير الخلْق تحتَ دِثارِه
كالطَّودِ يُشرقُ عَزمُه ويَزيدُ
لله درُّ خديجة َ احْتضَنتهُ في
زمنٍ ، قلوبُ طغاتِه جُلْمودُ
يا أمَّنا ، عذراً إليك فحولَن
من كل مفتونِ الفؤادِ حشودُ
يامَنْ تسامى بالثراءِ مقامُه
ما غرَّها مال ولاتَمجيدُ
يا من بحشمتها تعاظَم قَدرُه
وسرى إلينا ذكرُها المحمودُ
عذراً إليكِ فإن بعضَ نسائِن
أزرى بهنَّ الوهم والتقليدُ
عذراً فأمتُنا تُصَفِفُ شَعرَه
للعابثين،ووعْيُها مفقودُ
ومن الرَّزيَّةِ أن تقومَ رجالُه
فيها، وأشباهُ الرجالِ قُعُودُ
أخديجة الطُّهرِ الذي شهِدَت به
بَطحاءُ مكةَ والأنامُ شُهُودُ
يامَنْ لها عند المهيمن منزلٌ
رَحْبٌ من القَصَبِ النَّقي مَشِيْدُ
بيتٌ هنالك في الجِنان مُرصَّعٌ
بالدُرِّ لاتَعَبٌ ولاتفْنيدُ
هذا هو الشرَفُ الرفيع وغيرُه
وهمٌ إلى سوءِ الخِتام يقودُ
يامن يرى في الغرب رمْزَ تقدمٍ
بعْضُ التقدُّمِ عثْرةٌ وجُمودُ
تبقى الحضارة لوحةً مطموسةً
لمَّا يُديرُ شؤونَها عِرْبيدُ
هذي خديجةُ رمزُ كل فضيلةٍ
فمتى يداوي قلبَه المَفؤودُ

ريحانة شمران
06-16-2024, 07:03 PM
» عبدالرحمن العشماوي » تونس الخضراء

قُل لِمَنْ يأبى إلى الحقِّ استماعا
هكذا يُقتَلَعُ البغْيُ اقتِلاعا
هكذا ينتفضُ المظلومُ ، حتى
يرحلَ الظالمُ ، أو يُبدي انصياعا
قصَّةٌ ينقُلُها التاريخُ نقلاً
واضِحَ المعنى ، ويرْوِيها تِباعا
كمْ سِباعٍ فَتَكَتْ ، لكنَّ شهماً
واحِداً روَّعَ بالسَّهمِ السِّباعا
كمْ رأينا ظالماً أغراهُ نصرٌ
زائفٌ حتَّى تمادى وأذَاعَا
نامَ في سكْرتِهِ عنْ كفِّ داعٍ
يسألُ الله عن الحقِّ دِفاعا
حينَما زلْزلَهُ الله رأيْنا
وجْهَه الكالحُ يزدادُ امتقاعا
أدركَ المسكينُ أنَّ الظلْمَ نارٌ
تأكُلُ البغيَ وإنْ ذاعَ وشاعا
ياضِعَافَ الأرضِ لا ترضوا بظلْمٍ
من رجالٍ لبسوا فيكم قناعا
همْ ذئابٌ وضباعٌ ، كيف يصفو
عيشُ منْ ولَّى ذئاباً وضباعا
أنا لا أدْعو إلى العُنْفِ فهذا
مسْلكٌ يُحدِثُ في الصَّرحِ انصداعَا
إنَّما أدْعوا إلى وقفةِ حقٍّ
ترفُضُ الحاكِمَ شيطاناً مُطاعا
تونُسَ الخضراءَ إنْ ناداكِ شعري
واهِنَ الصوتِ ، فهذا ما استطاعا
نحنُ لمْ نَغْفل ، فإنَّا في بقاعٍ
تخدِمُ الإسلامَ ، ما أغلى البقَاعَا
رفرَفَتْ رايَاتُنا بالأمنِ حتَّى
أصبحتْ في ظُلْمةِ العصرِ شُعاعا
غيرَ أنَّا ما نسينا كُلَّ شعبٍ
مسلمٍ أورثَهُ البغيُ الصُّداعا
نُصرةُ المظلومِ حقٌّ ، منْ تراخى
دونَهُ ، ذاقَ انكساراً و الْتِياعا
تُونُسَ الخضراءَ إنَّ الظلمَ ليلٌ
سوف يلْقى ،كيفما طالَ ، انقشاعا
إنَّها سُنَّةُ هذا الكونِ مهْما
أسرَفَ الظَالِمُ وازْدَادَ انْدِفاعا
حينما ينتفضُ المظلومُ يحمي
أرْضَهُ ممَّنْ شرى الوهمَ وباعا
ويُعيدُ الناسَ منْ رِحْلةِ وهمٍ
كُلَّ من رافق فيها الوهمَ ضاعا
ليتَ من يسرفُ في الغفْوةِ يصْحو
ليرى صَرْحَ الهوى كيفَ تداعى
إنَّه العدلُ ، فهلْ يفهَمُ باغٍ
أنَّ هَدْمَ العدْلِ لا يبني قِلاعا
إنَّهُ العدلُ يُريحُ الناسَ ممَّنْ
ملأَ الأرضَ خِلافاً ونِزاعا
إَّنهُ العدْلُ ، فمنْ حقَّقَ عدْلاً
قادَ في دوَّامةِ البحرِ الشِّراعا
تونُسَ الخضْراءَ إنَّ الحقَّ غُصْنٌ
مُثْمِرٌ يجنيهِ منْ مدَّ الذِّراعا
جامِعُ الزَّيتونةِ الأسمى سيبْقى
رمْزَكِ الأسمى ، فزيدِيهِ ارتفاعا

ريحانة شمران
06-16-2024, 07:03 PM
» عبدالرحمن العشماوي » أيا شعب مصر

تهبُّ الرِّياحُ و لا مَهْرَبُ
فأرضُ الكِنَانَةِ لا تَلْعبُ
ومِصرُ الكِنانَةِ تاريخُها
ينابيعُ تُعطي و لا تنْضُبُ
وشعبُ الكِنانَةِ لا ينْزوي
و لا يَتَوارَى و لا يهرُبُ
صبورٌ على ضيقِ أيَّامِهِ
يُداري ويرْضَى ولا يشْغُبُ
ولكنَّهُ حينَما يصْطلي
بِنَارِ الإهانَةِ لا يرْهَبُ
ومَا شَعْبُ مِصرَ سوى قصَّةٍ
بأقلامِ أمْجادِنا تُكْتَبُ
كذلكَ أُمَّتُنا ، قلبُها
سليمٌ ومعْدِنُها طيِّبُ
وفيها شعوبٌ بإسلامِها
تعزُّ ومنْ نبْعِهِ تشْربُ
شُعُوبٌ تمدُّ لحكَّامِها
يَدَ الحبِّ إلاَّ إذاخرَّبوا
توطِّيء أكْنَافَها حينَما
تُصانُ الحقوقُ و لا تُسْلَبُ
تُسَلِّمُ حكَّامَها أمرَهَا
إذا لمْ يخُونوا ولمْ ينْهبوا
شعُوبٌ كرامَتُها دُرَّةٌ
فلا تُسْتباحُ و لا تُثْقبُ
شعوبٌ مشَاعِرُها عذْبةٌ
ومَنْهَلُ إيمَانِها أعْذَبُ
تُحِبُّ الهدوءَ وتَرْضى بهِ
ويُعْجِبُها روضُهُ المُعْشِبُ
ولكِنَّها حينما تُزْدرَى
وعن حقِّها في الورَى تُحْجَبُ
تصيرُ الشُّعوبُ هُنَا جَمْرةً
مؤَجَّجَةً ، نارُها تَلْهُبُ
أَيا شعبَ مِصرَ ويا نِيلَها
ويا دوْحةً روضُها مُخْصِبُ
يُحَييكمُ المجْدُ مُستبشِراً
بشمسٍ منَ العدْلِ لا تَغْرُبُ
هوَ الحقُّ فجرٌ لأنْوَارِهِ
بلاَبِلُ أُمَّتِنا تطْرَبُ
إذا انْتَشرَ العدْلُ في اُمَّةٍ
سَمَا قدْرُها ونَجَا المَرْكَبُ

ريحانة شمران
06-16-2024, 07:03 PM
» عبدالرحمن العشماوي » رذاذ

يخاطبني هذا الرذاذ خطابا
يداعبُ وجهي جيئةً وذهابا
كأنِّي به لو أدركَ الصَّخْر سرَّه
وأبصر ما أبصرتُ منه لذابا
رذاذٌ خفيفٌ ، أحسبُ الغيمَ صاغَهُ
حديثَ مُحِبٍّ مُدْنفٍ فأصابا
رذاذٌ كأنفاسِ الأزاهيرِ حينما
تمُدُّ إلى نورِ الصَّباحِ رقابا
كإيقاعِ أوراقِ الزُّهور يهُزُّها
نسيمٌ تهادى حَوْلَها وتصابى
كضحكةِ طفلٍ ضمَّهُ صدْرُ أُمِّهِ
لها نغمٌ عذبٌ يزيلُ عذابا
كراحةِ أُمٍّ لامَستْ رأسَ طفلِها
وأسقتْهُ من نبعْ الحنانِ رضابا
رذاذٌ كأنِّي بالسَّحابِ يزفٌّهُ
حنيناً إلى أرضٍ تُحِبُّ سحابا
يُلامِسُ وجْهيْ ناعماً متلطِّفاً
ويرفع عن وجهِ الصَّفاءِ حجابا
ويُغْلِقٌ بابَ الهَمِّ دونَ مشاعِري
ويفتحُ لي نحو السعادةِ بابا
رذاذٌ حَبَا وجهَ الرِّياضِ نضارةً
وزادَ شبابَ الباسِقاتِ شبابا
كأنِّي بمعنى الحُسنِ جُمِّعَ كُلُّهُ
ليصبِحَ في هذا الرذاذِ مُذابا
لقد طارَ بي هذا الجمالُ فلم أعُدْ
أرى الأرضَ أرْضاً والرِّحاب رحابا
فقدتُ صوابي ؟؟ ربَّما كانَ فقدُهُ
هنا ، عندَ إيقاعِ الرَّذاذِ ، صوابا
إلى أينَ يا هذا الجمالُ تسُوقني
تُراني سألْقى للسؤالِ جوابا ؟!
ألا يارذاذَ السُّحبِ أرجوكَ مُهْلةً
ليرجعَ عقلٌ ، مُذْ رأيتُكَ غابا
أعدْني إلى ميزانِ رأيي وحكمتي
ووعيي ولا تأْخُذْ هوَايَ غِلابا
تعالى الذي أعطاكَ حسْناً ورونقاً
فأصْبَحتْ للحسنِ العجيبِ كتابا
رأيتُ جلال الله في كُلِّ قطْرةٍ
فلولاهُ ما أحيا الرَّذاذُ تُرابا
ولولاهُ ما ألْقى السَّحابُ شُجونَهُ
رذاذاً ، وأرْخى راحَتيهِ وطَابا
ولولاهُ ما كُنَّا نُحِسُّ بما نرى
سماءً وأرْضاً ، ظُلْمةً وشِهابا
فسُبحانَكَ اللهُمَّ في كُلِّ لحظةٍ
أؤَمِّلُ فيها أنْ أنالَ ثوابا

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:03 AM
» عبدالرحمن العشماوي » رسالة إلى فرعون مصر


فرعونُ ، عقلك لم يزل مخدوعا
وزمام حكمك لم يزل مقطوعا
مازلت يا فرعون غراً تابعًا
وتظن نفسك قائدًا متبوعا
فرعون ، أنتَ الرَّمْزُ سُمُّكَ لم يزل
يجري بأفئدة الطغاةِ نقيعا
خضِّب يمينك بالدماءِ ، وقلْ لنا :
إني أنفِّذ أمريَ المشروعا
قطِّعْ رؤوس المصلحين فإنهم
يبغون منك إلى الإله رجوعا
واملأْ سجونك ، ثم قُلْ :إني هنا
لأحارب الإرهابَ والتقطيعا
طاردْ بجندك كلَّ صاحب مبدءٍ
يأبى لقانون الضلال خضوعا
واركض وراءَ شبابِ "مصرَ" لأنهم
رفعوا الجباهَ وحاربوا التطبيعا
هم يصعدون إلى السماءِ وأنتَ في
أوحال وهمِك ما تزال وَضيعا
هم يلجؤون إلى الإله وأنت لا
يرضيك إلاَّ أن تسوق قطيعا
هم ينظرون بأَعيُنٍ مجلوَّةٍ
فيرون فعلك في العباد شنيعا
عرفوا حقيقةَ سحرِ مَنْ جمَّعْتَهم
ورأوا عصا موسى تُخيف جموعا
ورأوا جباه الساحرين تعفَّرتْ
سجدوا لربّ العالمين خشوعا
ورأوك تستبقي النساء رهائناً
وتُدير قتلاً في الرجال فظيعا
ورأوك في غيِّ التطاول سادراً
فتبرؤوا مما جنيتَ جميعا
نظروا إليك فأنكروكَ لأنـّهم
عرفوكَ في طرق الخداع ضليعا
لكَ كلَّ يومٍ قَوْلةٌ تُلغي بها
ما قلتَ أمسِ ، وتحسن الترقيعا
ما مصرُ يا فرعونُ إلاَّ حرَّةٌ
تأبى إلى غير العَفافِ نزوعا
لكنّها سُلِبَتْ عباءةَ طُهرها
وخلعْتَ أنتَ حجابها لتضيعا
وأكلْتَ أصناف الطعام ، ومصرُ في
ضَنْكٍ شديد لا تنال ضريعا
عجباً ، متى تبني لنفسكَ منزلاً
في الحقِّ ، تملأ مقلتيك دموعا؟!
أتظنُّ هامان الذي استنجدتَه
مازال يُوقد للولاءِ شموعا؟!
أتظنّه مازال يبني صرحَه
حتى تُطيق إلى السماءِ طلوعا؟!
أنسيتَ قارونَ الذي زرع الهوى
في قلبه حتى استطال فروعا؟!
خُسِفَتْ به الأرضُ التي أبدى لها
خُيَلاَءَه ، وغدا بها مخدوعا
ضاعت مفاتيح الخزائن واختفى
قارونُ ، لم يرَ في العباد شفيعا
سلْ عنه أرضك حين لم تترك له
أثراً ، ولا للصوت منه سميعا
أنسيتَ يا فرعون أنك غارقٌ
في اليَمِّ تعصر قلبكَ المفجوعا
أنسيت رَهْوَ البحر حين ولجْتَه
فرأيتَ نفسك في الخضمِّ صريعا
شرِّق وغرّبْ كيف شِئْتَ فإننا
لا نجهل التطبيل والتلميعا
أبشرْ فإن الفجر سوف يُريق من
كأسِ الظلامِ شرابَك المنقوعا
ولسوف تفتح مصرُ صَفْحة عزِّها
ولسوف يغدو رأسها مرفوعا
فرعونُ ، لا يخدعْك وهمْك إنني
أبصرتُ طفلاً في حماكَ رضيعا

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:04 AM
» عبدالرحمن العشماوي » لا تسألوا عن جدة الأمطارا

لا تسألوا عن جدَّةَ الأمطارا
لكنْ سلوا مَنْ يملكون قرارا
لا تسألوا عنها السيولَ فإنها
قَدَرٌ، ومَنْ ذا يَصْرف الأقدارا؟
لا تسألوا عنها بحيرةَ (مِسْكِهَا)
فَلِمِسْكِهَا معنىً يؤجِّج نارا
أتكون جدَّةُ غيرَ كلِّ مدينةٍ
والمسكُ فيها يقتل الأزهارا؟!
لا تسألوا عن جدَّةَ الجرحَ الذي
أجرى دموعَ قلوبنا أنهارا
لكنْ سلوا عنها الذين تحمَّلوا
عبئاً ولم يستوعبوا الإنذارا
مَنْ عاش في أغلى المكاتب قيمةً
وعلى كراسيها الوثيرة دارا
مَنْ زخرف الأثواب فيها ناسياً
جسداً تضعضع تحتها وأنهارا
لا تسألوا عن بؤسِ جدَّةَ غيرَ مَنْ
دهَنَ اليدَيْن، وقلَّم الأظفارا
مَنْ جرَّ ثوب وظيفةٍ مرموقةٍ
فيها، ومزَّق ثوبها وتوارى
وأقام في الساحاتِ أَلْفَ مجسَّمٍ
تسبي برونق حُسْنها الأبصارا
صورٌ تسرُّ العينَ تُخفي تحتها
صوراً تثير من الرَّمادِ (شراراً)
أهلاً برونقها الجميل ومرحباً
لو لم يكن دونَ الوباء سِتارا
لا تسألوا عن حالِ جدَّةَ جُرْحَها
فالجرح فيها قد غدا موَّارا
لكنْ سلوا مَنْ يغسلون ثيابهم
بالعطر، كيف تجاوزوا المقدارا
ما بالهم تركوا العباد استوطنوا
مجرى السيول، وواجهوا التيَّارا
السَّيْلُ مهما غابَ يعرف دربَه
إنْ عادَ يمَّم دربَه واختارا
فبأيِّ وعيٍ في الإدارة سوَّغوا
هذا البناء، وليَّنوا الأحجارا؟!
ما زلت أذكر قصةً ل(مُواطنٍ)
زار الفُلانَ، وليته ما زارا
قال المحدِّث: لا تسلني حينما
زُرْتُ (الفُلانَ) الفارس المغوارا
ومَرَرْتُ بالجيش العَرَمْرَمِ حَوْلَه
وسمعتُ أسئلةً وعشتُ حصارا
حتى وصلْتُ إلى حِماه، فلا تسلْ
عن ظهره المشؤوم حين أدارا
سلَّمتُ، ما ردَّ السلامَ، وإنَّما
ألقى عليَّ سؤاله استنكارا
ماذا تريد؟ فلم أُجِبْه، وإنَّما
أعطيتُه الأوراقَ و(الإِشعارا)
ألقى إليها نظرةً، ورمى بها
وبكفِّه اليسرى إليَّ أشارا
هل كان أبكم لا أظنُّ – وإنَّما
يتباكم المتكبِّر استكبارا
فرجعتُ صِفْرَ الرَّاحتَيْن محوقلاً
حتى رأيتُ فتىً يجرُّ إزارا
ألقى السؤالَ عليَّ: هل من خدمةٍ؟
ففرحتُ واستأمنتُه الأسرارا
قال: الأمور جميعها ميسورةٌ
أَطْلِقْ يديك وقدِّم الدولارا
وفُجِعْتُ حين علمتُ أن جَنَابَه
ما كان إلا البائعَ السِّمْسارا
وسكتُّ حين رأيتُ آلافاً على
حالي يرون الجِذْعَ والمنشارا
ويرون مثلي حُفْرةً وأمانةً
ويداً تدُقُّ لنعشها المسمارا
يا خادم الحرمين، وجهُ قصيدتي
غسل الدموعَ وأشرق استبشارا
إني لأسمع كلَّ حرفٍ نابضٍ
فيها، يزفُّ تحيَّةً ووقارا
ويقول والأمل الكبير يزيده
أَلَقاً، يخفِّف حزنَه الموَّارا
يا خادم الحرمين حيَّاك الحَيَا
لما نفضتَ عن الوجوه غبارا
واسيتَ بالقول الجميل أحبَّةً
في لحظةٍ، وجدوا العمارَ دَمَارا
ورفعت صوتك بالحديث موجِّهاً
وأمرتَ أمراً واتخذت قرارا
يا خادم الحرمين تلك أمانة
في صَوْنها ما يَدْفَعُ الأَخطارا
الله في القرآن أوصانا بها
وبها نطيع المصطفى المختارا
في جدَّةَ الرمزُ الكبيرُ وربَّما
تجد الرموزَ المُشْبِهَاتِ كِثارا
تلك الأمانة حين نرعاها نرى
ما يدفع الآثام والأوزارا

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:04 AM
» عبدالرحمن العشماوي » نقش شعري على واجهة الإباء في تونس الخضراء
طباعة
الصَّحارى قاحلَهْ

وصفيرُ الرِّيحِ يغتال طموح القافلَهْ
وهجومُ اللَّيلِ يُخفي صورةً كانت أمامي ماثلهْ
وأنا أزدادُ خوفاً حينما أقرأ سِرَّ الخوْفِ..
في تلك العيونِ الذَّاهلهْ
وصدى صوتٍ ينادي:
(فاصلهْ)
ما الذي يجري هنا؟!
كيف استشاط الرُّملُ غيظاً..
وجرتْ هذي الخطوبُ الهائلهْ؟!
كيف ألقى السَّفْيُ دوني حاجبَ الرُّؤْيةِ..
واستنفر كُثْبان الرِّمال الغافلَهْ؟!
كيف؟
واستوقفني الصوتُ ينادي:
(فاصلَهْ)
صوتُ مَنْ هذا؟!
سؤالٌ ألْجَمَتْه الرِّيحُ بالصمتِ
وصدَّتْ سائلَهْ
ساعةٌ واحدةٌ، أصبح فيها الحالُ غيرَ الحالِ..
في هذا المكانْ
كلُّ شيءٍ صار شيئاً غيرَ ما كانَ، وكانْ
كلُّ (زَيْنٍ) ها هنا شانَ..
وبَعْضُ الشَّيْنِ زانْ
كلُّ ما كان هنا متَّزناً أصبح لا يعرف معنى الإتزانْ
ها هنا صار جباناً كلُّ من كانَ شجاعاً..
وشجاعاً ها هنا صار الجَبَانْ
تُونسُ الخضراء ما زالتْ هنا..
تبحث عن خُبْزٍ وماءٍ وأمانْ
وصدى الصوتِ ينادي!
(فاصلَهْ)
فاصلَهْ؟؟
وأنا أُبْصِرُ أَهدابَ العيونِ الدَّامعَهْ
وأرى قارعةً تتلو خُطاها قارعَهْ
حاجبُ الرُّؤْيةِ لم يحجبْ عن العينِ خيوطَ الفاجَعَهْ
وصفيرُ الرِّيح ما زال هنا..
يُوقِظُ آلاف العيونِ الهاجعَهْ
ها هنا اللَّيْلُ بهيمٌ..
غيرَ أنَّ الشمسَ في أُفْقِ يقيني ساطعَهْ
وصدى الصوت ينادي:
(فاصلهْ)
إنها حادثةٌ كُبرى تُسَمَّى نازلَهْ
إنَّها دوَّامةٌ عَجْلَى، وأحداثٌ كِبَارٌ عاجِلَهْ
خَالَطَ الحابلُ فيها نابِلَهْ
أيها الصوت المنادي:
(فاصلَهْ)
هذه تُونُسُ عنر (النَّاصيَهْ)
قَدَمٌ تَنْتَعِلُ الإصرارَ والعَزْمَ..
وأُخرى حافيَهْ
مقلةٌ تَسْتشْرفُ المستقبلَ الزَّاهي..
يَدُها اليُمْنى إلى الأغصانِ تَمْتَدُّ..
ويُسْراها تَصُدُّ اللَّيْلَ عنها والخطوبَ القاسيَهْ
هذه تُونُسُ لا تَخْشى من الشَّوْكِ
ولا توقفها تلك الصخور العاتيَهْ
(فاصلَهْ)
ها هنا استمتع موجُ البحر بالبحرِِ وأدْنَى ساحِلَهْ
واختفتْ تلك الصحاري القاحِلَهْ
واستعادَ الليلُ أضواءَ النجومِ الآفِلَهْ
ورأى المسجدُ آلافَ المصلِّينَ..
وأهدابَ الخشوعِ الهامِلَهْ
ها هنا هَبَّ نسيمٌ أَنْعشَ الرَّوْضَ..
وأحْيَا الزَّهراتِ الذَّابِلَهْ
ها هنا طَابَ لسمعي ذلك الصوتُ الذي كان ينادي:
(فاصلَهْ)
إيهِ يا تُونُسُ يا مَأْوَى الخيولِ الصاهِلَهْ
إنَّها فاصلةٌ ما بين عَهْدينِ..

فَنِعْمَ (الفاصِلَهْ)

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:05 AM
» عبدالرحمن العشماوي » ومضة حب


ما الحبُّ إلاَّ ومْضةٌ في خافِقي
بشُعاعِها يتألَّقُ الوجْدانُ
لولا الوَفاءُ لها لَمَاتَ وَمِيضُه
وَمُمِيتُها في قلبهِ الخُسرانُ
هيَ ومْضةٌ تجلو الظلامَ إذا سما
قصد المُحِبِّ وصانَها الإحسانُ
أمَّا إذا ساءتْ مقاصِدُ عاشقٍ
فهيَ اللَّظى في القلب و النيرانُ
ما الحُبُّ إلاَّ وَمضة لمَّاحة
بعطائِنا و وفَائِنا تزدانُ

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:05 AM
» عبدالرحمن العشماوي » خير أمة

أنتَ من دينكَ في أَرْفَعِ قمَّة
فاملأ الدنيا بإيمانٍ وهِمَّهْ
أنتَ بالكعبةِ في أَسمى مقامٍ
شامخٍ يجلو به المهمومُ همَّهْ
أنتَ بالإسلامِ في روضٍ مُنيفٍ
كلَّما لاحَ له المشتاقُ ضمَّهْ
فَجرُكَ القرآنُ والسُنَّةُ، يمحو
ما تُلاقي من خطوبٍ مُدْلَهِمَّهْ
شمسه ترسم بالنُّور صباحاً
ضاحِكَ الثَّغْر، له تَاجٌ ولِمَّهْ
نَبْعُه ما زال دفَّاقاً ينادي
كلَّ محتاجٍ وظمآنَ: هَلُمَّهْ
يا نصيرَ الأمرِ بالمعروف، أهلاً
بكَ يا سلمانُ في نَبْع وَ(جَمَّهْ)
لو تجلَّى الأمرُ بالمعروف شَخْصاً
لروَى عنكَ الأحاديثَ المُهِمَّهْ
هذه الهَيْئَاتُ، تلقاك نصيراً
ناصحاً، تقرأ في عَيْنَيهِ فَهْمَهْ
إنَّ هذا الأمرَ بالمعروف نورٌ
قد سَرَى في الوطن الغالي وَعَمَّهْ
وطنٌ حُرٌّ أبا فَهْدٍ جديرٌ
أنْ يرى منَّا جميعاً كلَّ هِمَّهْ
وطنٌ كان على نارِ صراعٍ
تُهْدِرُ الغاراتُ والثَّاراتُ دَمَّهْ
كان يمشي دونَ ثَوْبٍ وحذاءٍ
يَدُه تَعْجَزُ أنْ تَحْرُسَ كُمَّهْ
بين قُطَّاع طريقٍ، ولصوصٍ
ما لهم في مُسْلمٍ إلٌّ وذِمَّهْ
وطنٌ مزَّقه الجَهْلُ فلَّما
أقبل الفارسُ بالتوحيدِ لَمَّهْ
وطنٌ حُرٌّ حَبَاهُ اللهُ مَجداً
باذخاً أبصره الكونُ فَأّمَّهْ
مُنْذُ ألقى فيه إبراهيمُ أُمَّاً
ورضيعاً فَجَّرَ الماءَ وَزمَّهْ
وَرِثَ الدينَ تعاليمَ إلهٍ
سُلِّمَت منها إلى الهادي الأَزِمَّهْ
« خاتَمُ الرُّسلِ » تلقَّاها يقيناً
كشف اللهُ به ظُلْماً وظُلْمَهْ
أكمل اللهُ به الإسلامَ ديناً
خالياً من كلِّ نُقْصٍ وأَتمَّهْ
قِيَمٌ ترقى بمن يحمي حِمَاها
يا أبا فَهْدٍ وَمنْ يَبْذُلُ عِلْمَهْ
با ابنَ هذي الأرضِ حيَّاكَ حَيَاها
ودعاكَ الزَّهْرُ فيها أنْ تَشُمَّهْ
هذه الأرضُ لنا أُمٌّ رَؤُومُ
كيف يرجو رَحْمَةً مَنْ عَقَّ أُمَّهْ
عِزُّها في دينها مهما رأينا
حَوْلَها بَحْرَ الدَّعاوى وخِضَمَّهْ
عندها من منهج الرحمنِ كَنْزٌ
ومن الحُكْمِ به أعظَمُ نِعْمَهْ
ولها في الأمر بالمعروف حِرْزٌ
إنْ ألمَّتْ من أَعاديها مُلِمَّهْ
هكذا الأمَّةُ تبقى حين يَبقى
منهجُ القرآنِ فيها « خَيْرَ أُمَّهْ »

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:05 AM
» عبدالرحمن العشماوي » مليكة وجداني


أهلاً بالحبِّ وبسمتِهِ
ورِضا الوجْدَانِ وفرحَتِهِ
أهلاً بنسيمٍ يُنعشني
أهلا بالفجر وضحكتهِ
أهلاً بغِناءِ بلابلِهِ
وجبينِ الشمس وطلْعتِهِ
أهلاً بالفجر يصافحني
بنسائمِهِ وأشعَّتِهِ
بزهورِ الرَّوضِ وما نفحتْ
من عطرٍ فوقَ عباءَتِهِ
أهلاً بمليكةِ وجداني
وأميرتِهِ وطبيبتِهِ
أهلاً بسفيرةِ أحلامي
وهوى قلبي وحبيبتِهِ
أهلاً أرسمُها خارِطةً
لروابي الحبِّ ودوحَتِهِ
أسألُ ربي أن يمْطرها
برعايتِهِ وبرحمتِهِ

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:06 AM
» عبدالرحمن العشماوي » دعيني وخيل الشعر


دعيني فقد أسرجت من أجلك الشِّعْر
وأرْكضْتُهُ حتَّى طَوَيتُ بهِ القَفْرا
بلغتُ بهِ شرقَ الحنينِ وغَرْبهُ
وسيَّرتُهُ برّاً وأرْكبتُهُ بحْرا
مَددْتُ بهِ حبلاً لكلِّ مولَّهٍ
وفوق محيط الحبِّ أنشأتُهُ جسرا
أضأتُ به الإحساسَ في ليل غربتي
فزيَّنتهُ نجْماً ، ونوَّرْتهُ بدْرا
وأسقيتُ منه الرَّملَ في بيدِ حسرتي
فأنْبتها زَهْراً ، وأفعَمَها عِطْرا
رأيتُ خيولَ الشِّعر حولي سوانحاً
فلمْ أتَّخِذْ إلاَّ أصائلها ظهْرا
ولمْ أنْتَهِج إلاَّ إليكِ طريقها
ولمْ أصْطَحِبْ إلاَّ الرِّضا عنكِ والبُشرى
دعيني إذا لم تُدركي سرَّ لهفتي
ولم تعرفي للشَّوقِ معنىً وللذِّكرى
و لا تسألي عن ركْض خيلِ قصائدي
فقد أصبحتْ بالسَّبقِ من غيرها أحرى
دعيني وخيلَ الشِّعر ، إنِّي بركضها
أبعِّدُ ظلمائي وأستقرب الفجرا
دعيني ففي قلبي رحيقُ محبَّةٍ
لو انساب في أرضٍ لحوَّلها زهْرا

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:07 AM
» عبدالرحمن العشماوي » إنَّا باقونَ على العهْد

" صَرْخَةٌ مِنْ أَعْمَاقِ الأَقْصَى

الْإِهْدَاء : " إلى المُرابِطِينَ في سبيلِ اللهِ في الأْقْصى وأَكْنافِ المسجِد الأقصى
وفي كلِّ بلدٍ مسلمٍ يواجه غطْرَسَةَ المُحتلِّين

نخرُجُ من أحضانِ المهْدْ
ندخلُ في أحضانِ اللَّحدْ
جِسراً للأُمَّةِ يَمْتَدّْ
لا ينكَسِرُ و لا ينْهَدّْ
نعبُرُ منه و لا نَرْتدّْ
ونُرَرِّدُها في إصرارْ
إنَّا باقونَ على العهْدْ

* * *

نخرجُ مِنْ أحضانِ المهْدْ
ندخُلُ في أحضانِ اللَّحْدْ
نرسُمُ خارِطَةَ الأمْجادْ
نُكْمِلُ ما بَدَأَ القُوَّادْ
سعدٌ ، خالدُ ، و المِقْدادْ
نكشِفُ تخطِيطَ المُوسادْ
وتآمُرَ كُلَّ الأوغادْ
ونُردِّدُها في إصرارْ
إنَّا باقونَ على العهْدْ

* * *

نخرُجُ منْ أحضانِ المهْدْ
ندْخُلُ في أحضانِ اللَّحدْ
نوقِظُ أجفانَ الغافينْ
ونَرُدُّ جفاءَ الجافينْ
ونصونُ مقامَ فلسطينْ
منْ أوْهَامِ المُغتَصِبينْ
و العُمَلاءِ المُنْغَمِسينْ
نمْضي في عزْمٍ ويقينْ
نحمِلُ عزْمَ صلاحِ الدِّينْ
و الأبطالِ الوثَّابينْ
كالرَّنتيسي و اليَاسينْ
ونُرَدِّدُها في إصرارْ
إنَّا باقونَ على العَهْدْ

* * *

نخرُجُ منْ أحضَانِ المَهْدْ
ندْخُلُ في أحضانِ اللَّحدْ
نحمِلُ أنوارَ الإسلامْ
حتَّى نكشِفَ كلَّ ظلامْ
ونبَدِّدُ كُلَّ الأَوْهامْ
أعْدَدْنا جيشَ القَسَّامْ
جيشَ جِهادٍ جيشَ سلامْ
لنُقَاوِمَ جيشَ الحاخامْ
ونهُزُّ قلاعَ الأقزامْ
ونُردِّدُها في إصرارْ
إنَّا باقونَ على العَهْدْ

* * *

نخْرُجُ منْ أحضانِ المَهْدْ
ندْخُلُ في أحْضانِ اللَّحْدْ
نُقْدِمُ إقْدَامَ الأبْطالْ
كالبُركانِ و كَالزِّلْزالْ
كالآسَادِ وكالأشْبَالْ
نحْمِي القُدْسَ منَ الأَنْذالْ
نحمِي الدِّينَ منَ الضُّلاَّلْ
نحْمي ذاكِرَةَ الأجْيَالْ
مِمَّا ينْشُرُهُ الدَّجالْ
نتلو الفتْحَ معَ الأَنْفالْ
لا يخْدَعُنا قيلَ وقالْ
ونُردِّدُها في إصرارْ
إنَّا باقونَ على العهْدْ

* * *

نخرُجُ من أحضانِ المَهْدْ
ندخُلُ في أحضانِ اللَّحْدْ
المَنْهَجُ منهَجُ قُرآنْ
و الهِمَّةُ هِمَّةُ فُرْسانْ
و الصَّوتُ الصَّدَّاحُ أذانْ
و القلْبُ النَّابِضُ بُستانْ
و الرِّحْلَةُ رِحْلَةُ إيْمَانْ
و القُدْسُ وغزَّةُ نَهْرانْ
ببُطُولتِنا فَيَّاضانْ
وفلسطينُ هي الميْدانْ
و الأقْصى أجْمَلُ عُنْوانْ
نحنُ هُنا نحْمي الأَوْطَانْ
و نُواجِهُ أعْتَى طُوفانْ
ونُردِّدُ أحْلَى الأَلْحانْ
لا تَطبيعَ و لا اسْتِيطانْ
لا اسْتِسلامَ و لا خُذْلانْ
فالغايةُ عَفْوُ الرَّحمن
و الفَوزُ بِحُورٍ وجِنَانْ
سنَظَلُّ هُنا في اطْمِئْنَانْ
ونُردِّدُها في إصْرارْ
إنَّا باقُونَ على العَهْدْ

* * *

نخرُجُ منْ أحضَانِ المَهدْ
ندخُلُ في أحضانِ اللَّحْدْ
نَحْبو نَمْشي نَحْوَ المَجْدْ
نغْرِسُ في الطُّرُقاتِ الوَرْدْ
نُنْجِزُ للأمْجَادِ الوَعْدْ
ونُرَدِّدُها في إصْرارْ
إنَّا باقونَ على العَهْدْ
إنَّا باقونَ على العَهْدْ

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:07 AM
» عبدالرحمن العشماوي » حوار مع وردة

الشذا فيك والرواء جميل
وبأوراقك الندى مشغول
أنت أودعت في التراب بذور
وزنها في العيون وزن ضئيل
خبريني متى شققت تراب
وتراءى لك الضياء الهزيل
خبريني متى صعدت إلين
وتغنى بك النسيم العليل
صعدت عطرها إلى وقالت :
شرح هذا الذي تريد يطول
بذرة كنت وزنها ليس وزن
في يديكم وأمرها مجهول
لم أكد أنفض التراب وأبدي
رأس جذري حتى إستبدّ الفضول
ورأيت الأيدي تمد سراع
كل كف ذراعها مفتول
إن شوكي وسيلة لدفاعي
عن حياتي وللنجاة سبيل
إيه ياوردتي أطلِّي ليمحو
كل هم جبينك المبلول
إن تركناك ماقطفناك حين
فسيسطو على حماك الذبول
نحن ياوردتي كذلك نحي
ثم يأتي بعد المقام الرحيل

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:08 AM
» عبدالرحمن العشماوي » ريحانة القلب


حسبي من الهّم أنّ القلب ينتحبُ
وإن بدا فرحي للناس و الطربُ
مسافرٌ في دروب الشوق تحرقني نار
انتظاري ووجداني لها لهب
كأنني فارس لاسيفَ في يده
والحرب دائرة والناس تضطرب
أو أنني ُمبحر تاهت سفينته
والموج يلطم عينيها وينسحب
أو أنني سالكُ الصحراءِ أظَمأه
قيظٌ ، وأوقفه عن سيره التعب
يمد عينيه للأفق البعيد فما
يبدو له منقذ في الدرب أو سبب
يا شاعرا ما مشت في ثغره لغةٌ
إلا وفي قلبه من أصلها نسب
خيول شعرك تجري في أعنّتها م
نالها في مراقي عزّها نصب
ريحانةَ القلب عين الشعر مبصرةٌ
وفجرنا في عروق الكون ينسكب
وأنت كالشمس لولا نورُها لطغى
ليل المعاناةِ وازدادت به الحُجب
يا من أبى القلبُ إلا أن يكون لها
وفـيه مأوى لعينيها ومنقلب
الله يكتب يا ريحانتي فإذا أراد
أمضى وعند الناس ما كتبوا
لو اجمعَ الناسُ أمراً في مساءتنا
ولم يُقدّر لما فازوا بما طـلبوا
ريحانةَ القلب روح الحب ساميةٌ
فليس ُيقبل فيها الغدر والكذب
ليس الهوى سلعةً ُتشرى على ملأٍ
ولا تباع ولايأتي بها الغَلب
قد يعشق المرءُ من لامالَ في يده
ويكره القلبُ من في كفّه الذهب
حقيقةٌ لو وعاها الجاهلون لما
تنافسوا في معانيها ولااحتربوا
ما قـيمة الناس إلا في مبادئهم
لا المال يبقى ولا الألقاب والرتب

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:08 AM
» عبدالرحمن العشماوي » برقية شعرية إلى الصحافة العربية


أهل الصحافة طاشت الألباب
ومن الغثاء تأذت الأكواب
فيكم من الأقلام ما لا ينتمي
إلا إليه العنفُ والإرهابُ
أبواق عولمة وعلمنة له
فينا نعيق شائن ونعاب
يندس فيكم كاتب متحامل
متطاول ومراسل كذابُ
إن شاهدوا وجه التناحر حالك
حضروا وإن حضر التآلف غابوا
هم لا يرون سوى القبيح وإنم
يهوي على المستنقعات ذبابُ
تشكو المبادئ والمكارم ما ترى
منهم ويشكو ما يراه حجابُ
للأمر بالمعروف منهم خنجر
يدمي وشتم معلن وسباب
ولكل أنثى بالعفاف تزينت
منهم سهام تآمر وحرابُ
ولكل شيخ بالشريعة عالم
منهم عدوٌ ظاهرٌ مرتابُ
يتناغمون تناغم القطط التي
صطك لما تدعس الأذناب
أهل الصحافة بينكم من ينزوي
لما يلوح من اليقين شهاب
وكأنه الخفاش ينتظر الدجى
ليطير لما تغمض الأهداب
عيناه نحو الغرب سمرتا فما
يغريه شرق طالع وثابُ
ولربما نزع القناع لأنه
يعطَى على تضليله ويثابُ
إن الرضا منكم بسطر واحد
يؤذي مشاعر دينكم لعجاب
إن صار إيذاء المشاعر غاية
فقد اختفى عقلٌ وطار صوابُ
أهل الصحافة للبريق خفوته
يوما وللفعل القبيح عقاب
فخذوا على أيدي الذين تسللو
وتسلقوا حتى شكا المحرابُ
أنى يقدر كاتب متمرد
في حبره دعوى الضلال تذاب
ولرب حرف مؤمن بنيت به
قمم الوفاء وفتحت أبواب
لا يستوي في الروض طير صادح
يشدو وبوم ناعق وغرابُ
أهل الصحافة لا عدمنا بينكم
من أخبتوا لإلههم وأنابوا
من أشرعوا الأقلام في نشر الهدى
وإذا تحيرت العقول أصابوا
نصبوا من الإسلام أعظم خيمة
شدت لها الأوتاد والأطنابُ
حملوه إيمانا وحبا صادق
بيقينه تتواصل الأسباب
ربح الذين تعلقوا بكتابه
أما الذين تنكبوه فخابوا .

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:08 AM
» عبدالرحمن العشماوي » هو الحب الكبير


ضياءُ الفجر يُؤْذِنُ بانبثاقِ
ومِنْ قَيْدِ الظلامِ بالانعتاقِ
وعُرجونُ الحنين أراه يسعى
ليخرج من سراديبِ المُحَاقِ
لقد ألقيتُ همَّ الليلِ خلفي
وهمَّ الخوفِ من طولِ الفراقِ
لأنَّ الشمس تطلع كلَّ يومٍ
لترفَعَ للورى عَلَم التلاقي
معاتبتي على وَهَج القوافي
وإطلاقي إلى الأحلامِ ساقي
لماذا تعتبين على مُحِبٍّ
سقاه الحبُّ بالكأس الدِّهاقِ
يرى الكونَ الكبيرَ شعارَ حُبٍّ
بما للكائناتِ من اتساقِ
هو الحبُّ الكبير دعا حروفي
إلى ما تشهدين من انطلاقِ
وهزَّ ثيابَ غيم الشعر حتى
جرى ما تبصرين من السَّواقي
وقرَّبني إلى أقصى بعيدٍ
وأكسبني الجوائزَ في السِّباقِ
هو الحبُّ الكبير أقرَّ عيني
برؤيةِ ما تباعَدَ عن نطاقي
وهوَّنَ ما أواجه من صعابٍ
وصيَّر مرَّها حُلْوَ المذاقِ
وربِّ الكون، لولا هَمُّ ديني
وجُرْحُ القدس فينا والعراق
وما ألقاه من صرخاتِ طفلٍ
وأرملةٍ تنوء بما تلاقي
ولولا ما أرى من ضعف قومي
أمام المعتدي ومن الشِّقاقِ
لصيَّرْتُ الحروف كؤوس حُبٍّ
يطوف بها على العشَّاق ساقِ
معاتبتي أقلِّي من عتابي
فحُبِّي صادقٌ والودُّ باقِ
وليس المدَّعي في الحُبِّ شوقاً
كمن يُصْلَى بنيرانِ اشتياقِ

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:09 AM
» عبدالرحمن العشماوي » فجر في دجى الأحداث


كلُّ ما صاغَه خيالُ الظُّنونِ
يتهاوى أمَام فجرِ اليقينِ
لغةُ الفجرِ ذاتُ معنىً صحيحٍ
ولسانٍ طَــلْقٍ، ولفظٍ مبينِ
يتهاوى أمامها كلُّ ليل
سرمدي من العذاب المُهينِ
لغةٌ تمنح القلوبَ صفاءً
ونقاءً في عصرنا المفتونِ
ها هنا الفجرُ، ما يزال يُريني
كيف ينجو من الخِضَمِّ سَفيني
كيف أَلْقى بشائر الخيرِ، لمَّا
تتضاغى سِباع ذاتِ القرونِ
كيف نمضي وإنْ أُقيمتْ سدودٌ
من أكاذيب حاقــد وخؤون
ها هنا الفجرُ مشرقاً فاطمئنِّي
يا قلوباً، ويا عيونُ استبيني
ها هنا الفجر، فاقرؤوه كتاباً
سُطِّرتْ فيه ذكرياتُ الحنينِ
أيَّ فجر تعنــيه؟ كان سؤالاً
جارحاً من مواجعي وشجوني
من ربوع الإسراء للرُّعب فيها
قصصٌ سُطِّرتْ بحبر المَنُونِ
من بناتٍ محصَّــــناتٍ يتامى
لا تقولوا: مَنْ هُنَّ لا تَجرحوني
لا تقولوا: مَنْ هُنَّ، هُنَّ دموعٌ
ذرفتْها جفونُ عرضٍ مَصُونِ
كان قبلَ الغاراتِ عرضاً مصوناً
وهو اليومَ، وصْمةٌ في الجبينِ
أي فجرٍ تعنيه، كان سؤالاً
من عجوز تعيش عِيشَةَ هُونِ
من ثكالى وَلَجْن بابَ المآسي
شاحباتٍ يبكينَ فقد البنينِ
من صغارٍ في القدس ذاقوا وبالاً
ولهذا بِحُرْقةٍ سألوني:
أيَّ فجر تعنيه، والليلُ أعمى
مزَّق القَصْفُ فيه ثوبَ السُّكونِ؟
أيَّ فجرٍ تعنيه، هل هو فجرٌ
من ترانيم شعرك الموزونِ؟؟
من عباراتك الجميلة، إنَّا
لنراها بديعةَ التَّلحينِ؟
نحن يا شاعرَ التفاؤلِ نَحيا
مُنْذُ دهرٍ في ليلنا «الصهيوني»
كيف تشدو بالفجر والناسُ تشكو
من ظلام مُعَتَّــــقٍ بالأنينِ؟!
أي فجر رأيته؟ هل تناءَى
بك وعيٌ عن صرخة من سجينِ؟!
عن دموع الأيتام في كل أرضٍ
والثكالى ومُسْقِطاتِ الجنينِ؟!
عن قتيل في القدس من غير ذنبٍ
عمره في الشهور، قبل السنينِ؟!
عن بيوت الأفغان صارتْ ركاماً
أكْسَبَتْهُ الدماءُ حمرةَ طينِ؟!
عن ألوف المشردين الضحايا
يتمنون حَفْنَةً من طحينِ؟!
لغة الفجر عذبة غير أنَّا
لم نُمَتَّعْ بلحنها منذ حين
أيَّ فجر تعنيه، هل هو فجرٌ
لانتصارات ألْفِنا المليون؟!
أيَّ فجر تعنيه ؟ يا لسؤال
مرَّ كالسهم نحو قلبي الحزين؟!
هزَّني ذلك السؤال ، وكادتْ
حسرتي تحت وقعه تَجْتَويني
غيرَ أني نفضتُ وَهْمَ انكساري
حين لاحت أنواره تدعوني
إنه الفجر، كيف تنسون فجراً
ساطعَ النور، في الكتاب المبين؟!
في هُدَى الأنبياء من عهد نوح
وختاماً بالصادق المأمون؟
منذ أن عاش في حراء وحيداً
ثم نادى في أهله: دثروني
ثم أحيا القلوب بعدَ مواتٍ
وحماها من وسوسات اللعين
ها هنا الفجر، فاركضي يا قوافي
في ميادين لهفتي واتبعيني
وابعثي لحنك الجميل نداءً
من صميم الفؤاد، لا تَخْذُليني:
يابن أرض الهُدَى :أرى العصر يشكو
من دعاة التيئيس والتوهينِ
وأرى السَّامريَّ يصنع عجلاً
وينادي برأيه المأْفون
وأرى صَوْلةَ البُغاة علينا
روَّعتْنا في قُدسنا المحزون
وأرى فتنةً تلاحق أخرى
وجنوناً للحرب بعد جنون
وأرى القوة العظيمة صارتْ
آلةَ الموت في يد «التِّنينِ»
وأرى الوهم مُمْسِكاً بالنواصي
مُستخفّاً بكل عقل رزينِ
يا أبا متعب أرى الغربَ يرمي
بدعاوى ممهورة بالظنون
هم أراقوا دَمَ العدالة لمَّا
واجهوا أمتي بحقد دفين
أهدروا «دُرَّةَ» الصِّغار وصانوا
دَمَ سفاح قُدسنا «شارون»
رسموا العنف لوحةً لوَّنوها
بدماء الضعيف والمسكين
نسبوها زُوراً إلينا ولسنا
في يَسارٍ من أمرها أو يمين
عجباً، غيَّروا الحقائق حتى
منحوا للهزيل وصف السمين
ألبسونا الإرهاب ثوباً غريباً
ورمونا بكلِّ فعلٍ مَشينِ
أيكونُ الإرهابَ في صَدِّ باغٍ
مستبد وظالـــــم مُستهينِ؟؟
أيكونُ الإرهاب في نصر حقٍ
واحتكام إلى تعاليم دينِ؟!
إنها الحربُ أشعلوها، فماذا
يَصْنَع السيفُ في يدِ المستكين؟!
يا أبا متعب أرى الأرض عَطْشى
تطلب الماء من شحيح ضنين
تتلوَّى جوعاً على باب أفعى
ونريد الإنقاذ من حَيْزَبُونِ
لو أصَخْنا سمعاً إليها رهيفاً
لسمعنا نداءها: أنقذوني
أنقذوني من ظالم مستبد
لم تزلْ نارُ ظُلمه تُصْليني
أنقذوني من الفساد، تمادى
وسرى في النفوس كالطاعون
يا أبا متعب، هي الأرض تشكو
وتنادي يا قوم لا تتركوني
عندنا نحن أمنُها وهُداها
ولدينا وسائل التأمينِ
من حمى بيتنا الحرام انطلقنا
نُنقِذُ الناس من ظلام السجون
أنتَ أعلنتَها بياناً صريحاً
ما به حاجةٌ إلى تَبْييِن:
دينُنا الرُّوحُ لا نساومُ فيه
أو نُحابي به دُعاة الفُتون
نحن أهل القرآن منه ابتدأنا
ومضينا بنوره في يقين
وتلوناه للوجود، فأجرى
للقلوب الظماء أصفى مَعين
وسكنَّا من آيهِ في حصونٍ
شامخات الذُّرى وحرزٍ مكينِ
وفتحنا نوافذَ الكونِ حتى
صار سِفْراً لنا بديع الفنون
ورفعنا الأَذانَ حياً فتاقتْ
كلُّ نفسٍ إلى جميل اللُّحون
عندنا الكنزُ، كنزُ دين حنيفٍ
نحن أغنى بفضله المخزون
عندنا حكمة الشيوخِ، وفينا
همَّةٌ للشباب ذاتُ شؤون
إن خسرنا، والكنزُ فينا، فبُعداً
ثم بعداً لنا، ولا تعذلوني
يابنَ أرض الهُدى، عُلانا هُدانا
وهدانا هدى النبيِّ الأمينِ
أرضنا الواحة العظيمة تُدني
من يد المجتني ثمارَ الغصونِ
أرضنا للعباد صدرٌ حنونٌ
يا رعى اللهُ كلَّ صدرٍ حنونِ
نحن في هذه البلاد اتَّخذنا
منهجاً واضحاً منيعَ الحصونِ
ومددنا أواصر الحق فينا
واتصلنا منها بحبل متينِ
وسقينا بواسقَ النخل حباً
فسعدنا بطلعها الميمون
ومحالٌ أن يصبح التمر جمراً
ويكون الأصيل مثل الهجين
يا أخا الفهد، عصرنا لا يُبالي
بضعيف يحيا على التخمين
لا يبالي بأمة تتساقى
بكؤوس من الخضوع المَشين
عَصْرُنا عصرُ ذَرَّةٍ وفضاءٍ
واكتشاف المجهول والمكنون
فافتحوا الباب للشموخ فإنا
قد وَرِثنا بالدين وَعْيَ القرون
رَسَمَ الغربُ للحضارة وجهاً
دموياً مشـــوَّه التكوين
ملؤوا الأرض بالعلوم ولكن
أثخنوها بفسقهم والمجون
ورَسَمْنا وجهَ الحضارة طَلْقاً
ومدَدْنا لها ظلال الغصون
مُنْذُ فاضت بطحاء مكَّةَ بِشْرًا
وانتشى بالضياء «رِيْعُ الحُجون»
إن ضَعُفْنا في عصرنا فلأنَّا
قد ركنَّا للغرب أقسى رُكونِ
يابنَ أرضِ الهُدى سيرعى خُطانا
مَنْ رعى في محيطهِ « ذا النُّونِ»
إنما الأمرُ في يدِ اللهِ يُمضي
ما طوى علمُه بكافٍ ونونِ
دَعْوَةُ الكُفر تنتهي وستبقى
دعوةُ الحقِّ دعوةَ التمكينِ

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:09 AM
» عبدالرحمن العشماوي » الشفق الأحمر

لمَّا رأيت الشَّفَقَ الأَحْمَرا
رأيته في الأُفْقِ نَهْراً جَرَى
شَعَرْتُ أنَّ العين قد أبصرتْ
خَدَّاً ودَمْعاً فوقَه أَمْطرا
نَهْرٌ أمامي كانَ يجري بلا
ماءٍ فَمَا أَبْهى وما أَنْضَرا
جرى أمامي رائقاً رائعاً
يفوقُ في رَوْعتِه الأَنْهُرَا
حُمْرَتُه ترسم لي لوحةً
تحتضِنُ الأَحْمَرَ والأَصفرا
وتجعل الليلَ لها حائطاً
ويجعلها في حُسْنِها أظْهَرا
يا وَمْضَةَ الإحساس، هذا أنا
أُدْني بأشواقي إليكِ الذُّرَا
أعْتَصِر الأَنْجُمَ حتى أرى
أكْبَرَها في قبضتي أَصغرا
يَسيل زَيْتُ النُّور منها على
أصابعي اليُمْنَى وقد نَوَّرا
يا ومضةَ الإحساسِ، قولي معي
مَقَالَ مَنْ صلَّى ومَنْ كبَّرا
سبحانَ مَنْ أَبْدَعَ في كونه
ما يَسْلُبُ العَقْلَ، ومن صوَّرا
سبحانَ ربِّ الكون أَجْرَى لنا
في الكون ما يُوقِظُ مَنْ فكَّرا
هُنَا على مَقْرُبَةٍ مِنْ ثَرَى
«بُرَيْدةٍ» كنت أرى المَنْظَرا
كنتُ أرى «الزُّلْفِيَّ» عن يَمْنَتي
و»الغَاطَ» عن يُسْرَايَ والبَيْدَرا
هُنَا على بابِ الغروب الذي
أهْدَى إليِّ الدُّرَّ والجَوْهَرا
أغمضْتُ عينَ الشعر مستسلماً
لمَّا رأيت الشَّفَقَ الأحْمَرا

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:10 AM
» عبدالرحمن العشماوي » دموع القلم


على قلمي تكاثرت الجروح
فما يَدْري بأيِّ أسىً يَبُوحُ
كأنَّ برأس ريشته دُوَاراً
وثغراً من مَواجعها يصيح
إذا أمسكتُه لأَخُطَّ حَرْفاً
تَلَجْلَج نُطْقُه وهو الفَصيحُ
أُضاحكه بأنغام القوافي
فأشعر أنَّه عنِّي يُشِيحُ
على قلبي من الأعباءِ حِمْلٌ
وفي أعماقِه حُلُمٌ يَنُوحُ
يثور عليه موجٌ من أنيني
وتعصف بالزَّوارقِ فيه رِيحُ
تؤجِّج حبرَه آلامُ قلبي
فظاهره كباطنه يَفُوح
وكم حاولتُ صَرْفَ أسايَ عنه
فلم أُفلحْ ولم تَزُلِ القُروحُ
كأنَّ الحِبْرَ في قلمي دموعٌ
على وجناتِ أوراقي تَسيحُ

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:11 AM
» عبدالرحمن العشماوي » أنا ناطق باسم الشباب


عُذْراً إذا ضايقتكم بكلامي
وبعثت أسئلتي بغير خِطَام
وإذا قسوتُ على مسامعكم بما
سأَبُـثُّ من حزني ومن آلامي
عذراً أَقْلَقُت راحتكم بما
سأبثُّ من نبأ الجراح الدَّامي
فأنا ابنُكم مهما نأَْيتُ بغفلتي
عنكم ومهما ِتهْتُ في أوهامي
و أنا ابنُكم مهما رَكبْتُ رغائبي
جَمَلاً عنيفَ الطّبْع دونَ لجام
وأنا ابنكم مهما قطَعتم صفحتي
من دفتر الإحسانِ والإكرامِ
سأكون أصدقَ ما يكون محدَّثٌ
ِصْدقاً وألقاكم بغير لثام
لا تَحْقِروا قولي ولا تستعجلوا
بالصدّ عن قولي وبالإحجامِ
أنا ناطقٌ باسم الذين تذَّوقوا
مثلي مَرارةَ عَلْقمِ الأيَّامِ
بين المقاهي والمطاعمِ أصبحوا
عِبْئاً على الشَّبَكات والأفلامِ
تشكو الشوارع من لَظَى "تَفحيطِهم"
والسوق تشكو وَطْأَةَ الأَقدام
أنا ناطقٌ باسم الشبابِ لأنَّني
أشقى بما أَهْدَرتُ من أَعوامِ
قالوا: البَطَالةُ، قلت: تلك رفيقتي
بئس الرفيقةُ ضَيّعَتْ أَحلامي
هجمتْ عليَّ مع الشبابِ فأبرمتْ
حَبْلَ التخاذُل أَيَّما إِبْرامِِ
ما كنتُ إلَّا طالباً متفوقاً
في كلَّ مرحلة أَشدُّ حزامي
هدفي الكبيرُ بناءُ ناضجٍ
يسمو بصاحبه لخير مَقامِ
حتىَ حَمْلتُ شهادتي متفوَّقاً
وبها انطلقتُ كفارسٍ مقدامِ
وذهبتُ من بابٍ إلى بابٍ
أرى صَدَّاً يزيدُ توجَّعي وسَقامي
هذي الشهادةُ في يميني، إنَّها
رُمحي الذي أَعددتُه وحُسامي
أسهرتُ ليلي في الدراسةِ حاملاً
همّ التفوُّق هاجراً لمنامي
أَتَعبْتُّ أمَّي والأَبَ الغالي ومَنْ
يرعون حالي من ذوي الأَرحامِ
والآنَ من بعد التخرُّج أَصبحوا
مثلي على جَمْر انتظاري الحامي
كم مرَّه هزَّ الأبُ الغالي يدي ِ
ليَشُدَّ من عزمي ومن إِقدامي
أَبْشرْ بُنيَّ فقد سمعتُ بشارةً
نُقلَتْ لنا بوسائل الإعلامِ
فُرَصٌ من التَّوْظيف يُفْتَحُ باَبُها
لشبابنا بكمالها وتمامِ
ولكم تحسَّر حين أَدْرك أنَّ ما
قالوه وَهْمٌ كالسَّرابِ الظَّامي
هوَّنْ عليك أبي فكم خَبَرٍ سرى
بين الوسائلِ و هو ضَرْبُ كلامِ
يا ويحَ قومي أشعروني أنني
أصبحتُ كالمتسوَّل المترامي
لا تُشْعلوا غضبي فأَحلف أنَّني
متسوّل يَسْعَى وراءَ لئامِ
أنا من كسبتُ من النّظام
شهادتي والآنَ تُقْتَلُ همَّتي بنظامِ
إني لَيُشْقيني وقوفي عاطلاً
هَمّي ورائي والسَّرَاب أمامي
تَتَفاخر الدنيا بمْليَاراتها
والصَّفْرُ في كفَّي بلا أَرقامِ
إِني أقول ولست إلاَّ ساعداً
صوَّبتموه من الرَّدى بسهامِ
ما حالَ قومٌ دونَ حقّ واجبٍ
إلَّا وكان القومُ غيرَ كرامِ
لا تهملوا أمر الشبابِ فربَّما
صاروا مع الإهمالِ كالألغامِ

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:11 AM
» عبدالرحمن العشماوي » على طريق العفاف

طريقك للعفافِ هو الطريقُ
طريقٌ لا يتيهُ ولا يضيق
طريقُكَ للشموخ وللتَّسامي
له جسرٌ من التقوى وثيقُ
طريقُ الأنبياءِ، عليه ساروا
تُصان به المكارم والحقوقُ
طريقٌ للعفافِ، طريقُ رَوْضٍ
يغذِّي قَلْبَ سالكه الرَّحيقُ
كأني بالمَرابع، وهي تشدو
ويطرد ليلَها الدَّاجي الشُّروق
يُردِّد أُفقُها لحناً جميلاً
ويُنْشِدُ مِثْلهُ البحر العميقُ
لقاءٌ في ظِلال الشرع، تحلو
به الدنيا، ويبتهج الرَّفيقُ
وتُغْرسُ أسْرةٌ في أرْضِ طُهْرٍ
وتبرق من سعادتها البُروقُ
كنخلِ باسقٍ يُعطي عطاءً
لذيذَ الطَّعْم، تحمله العذوقُ
نَعَمْ قُلْنا نَعمْ، ونقول ألفاً
نعم، للحُصْنِ مَيَّزه السُّموقُ
نعم لعفافِ أجيالٍ، إليها
فؤادُ شُموخِ أمتنا يتُوق
على أرضِ العفافِ لَنا لقاءٌ
يُسَرُّ بما يَرى فيه الصَّديقُ
به نُصِبَتْ خيامُ الحبِّ، فيها
من الأشواقِ والذِّكرى بريق
مراكبُ من عَفَافٍ سائراتٌ
مباركةٌ، وأبْطؤها سَبُوق
لها من حبنا الصافي صبوحٌ
ومنه إذا دنا الليلُ الغَبوقُ
لنا لُغَةُ العَفَافِ، لنا المعالي
فلا عاش التَعَنُّتُ والعقوق

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:11 AM
» عبدالرحمن العشماوي » أسد الشيشان

عرفتك ماعرفتك من قريب
ولكن التعارف بالقلوب
وكم يحظى الفتى بالحب من
على بعد ويوصف بالحبيب
أيا خطاب أمتنا التقين
على حُلم المجاهد والأديب
تلاقينا بأرواح هداه
إلى إلاسلام علامُ الغُيوب
إذا رُفع الأذانُ لها تسامت
بإحساس المنادي والمجيب
تلاقينا بأفئدة عطاش
إلى حور وجنات وطيب
لها نبض يكاد يذوب وجداً
بماللشوق فيها من لهيب
قلوب ياأخا العزمات يبقى
لها من صدقها أوفى نصيب
نعم والله لن تلقى محباً
لغير الله يثبت في الدروب
قريب من مشاعرنا قريب
فيا فرح المشاعر بالقريب
لئن بعُدت بك الأحداث عن
ولم تمهلك أهوال الخطوب
فإنك لم تزل بالذكر حياً
وبالعزمات والرأى الُمصيب
تلاقينا على واحات حب
سقاها هاتنُ الغيم السكوب
وفرق بين ماء الغيث يهمي
وبين الماء ينزح من قليب
وفرق بين قافية تغنت
بأمجادي وقافية لعُوب
إلى خطاب اُمتنا التحاي
من القمم الشواهق والسُهوب
من الهمم التي عرفته طفلاً
ومن روض المروءات الخصيب
ومن ذرات كثبان الصحارى
إذا زحفت بها كف الهُبوب
من النخل البواسق من عُذوق
ومن سعف يلوح ومن عسيب
جبال(الهندكوش) رأتك ليثاً
يعلم صعبها لُغة الوثوب
وداغستانُ مدت راحتيها
بفيض من مشاعرها عجيب
وفي الشيشان ناديت المعالي
بصوت ليس عنها بالغريب
سقيت ربوعها بدموع صب
بكى من حال عالمنا المريب
تداعى الآكلون فليت شعري
أنردعهم بتمزيق الجيوب؟!
وهل نلقى التآمر بالتغاضي
ونخلص بالعيوب من العيوب؟!
وما نسعى الى حرب ولكن
إذا فرضت صبرنا في الحروب
وألحقنا الأوائل بالتوالي
وأبرق حد صارمنا الخضيب
ولو أن العدو يريد سلما
لقابلناه في روض قشيب
وألبسناه ثوباً من أمان
وظللناه بالغصن الرطيب
ولكن العدو يريد حربا ً
مسممة المخالب والنيوب
إذا نطق الرصاص فلا تسلني
عن الخُطب البليغة والخطيب
رعاك الله لم تجنح لخوف
يذوب همة الرجل الأريب
بإحدى مقلتيك رأيت قلباً
جريح النبض مخنوق الوجيب
وبالأخرى رأيت من الأعادي
مؤامرة على الوطن السليب
رأيت المسلمات مشردات
كقطعان من الإبل (العزيب)
يصورهن إعلام المآسي
ليعرضهن في خبر غريب
وماذا يعرض الإعلام إل
وجوهاً تشتكي ألم الندوب
رأيت الجرح أكبر من طبيب
ومن تشخيص أجهزة الطبيب
فأطلقت العزيمة من عقال
يقيدها عن السعي الدؤوب
دعاك إلى جهاد بكاء طفل
وما أبصرته من غدر (ذيب)
رأيتك والرياح ثهُب غرباً
تميل الى الشروق عن الغروب
وتبصر في طريق المجد شمساً
مبرأة الضياء من المغيب
رأت عيناك فجراً مستضيئاً
يُزيل غياهب الليل الكئيب
فأركضت الخيول إليه حتى
أضأت بشاشة الوجه الغضوب
إذا حمى (الوطيس) فسوف يبدو
لنا الرجلُ الصدوقُ من الكذوب
تقول لك الجبال الشًم: أقبل
بعزم الفارس الحذر اللبيب
وماخشيت عليك من الأعادي
ولكن من خيانة مستريب
ومن غدر المنافق حين يلوي
عمامة خائن يوم (الضريب)
لو أن السم يعرف ماعرفنا
لقال لخطة الأعداء :خيبي
أخا العزمات إنا قد صبرنا
ولم نجنح إلى لغة الهُروب
بكتك يتيمة وبكت سبايا
يرين الحرب دائمة النُشوب
يرين الفجر أسود بالمآسي
وتُؤذيهن أصوات النعيب
أعزيهن فيك ذرفن دمعاً
سقين بوبله شجر النحيب
أعزي فيك أُماً شرفتها
مواقف ليثها البطل المهيب
وما فقدتك في لعب ولهو
ولافقدتك في أمر مُريب
تقول لها بطولتك :اطمئني
وقري بالفتى عيناً وطيبي
لقد أرضعته عزماً وحزماً
ووجدان الأبي مع الحليب
رأتك بقلبها بطلاً شجاعاً
قوي العزم ميمون الوثوب
فأشرق وجهُها فرحاً وتاقت
إلى لقياك في الكنف الرحيب
أعزي فيك أمك وهي أدرى
بمعنى الصبر في الوقت العصيب
كأني بالوسائد والزرابي
على سرر تُضمخ بالطيُوب
وحور العين قد هيأن فيها
مقاماً للحبيبة والحبيب
أرى غُرفاً من الياقوت فيها
بدا سرُ العجيبة والحبيب
فما سمعت بها أُذنا شغوف
ولابصرت بها عينا رقيب
أخا العزمات في الشيشان ،يامن
ركبت إلى العلا أسمى ركوب
رحلت عن الحياة ، فما جزعنا
برغم الحزن والدمع الصبيب
رضينا بالقضاء رضا يقين
وتسليم لغفار الذنوب

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:12 AM
» عبدالرحمن العشماوي » ساهر

"دمعة على رصيف المعاناة "

مُشكلتي ، أَوّلُها آخِرُ
يكشف عن باطنها الظاهرُ
مشكلةٌ أتْعَبَني كَتْمُها
حتى شكى من جورها الخاطرُ
أخفيتُها عنكم زماناً وفي
أَعماقِ قلبي مَوْجها الهادِرُ
أمَّا وقد ضاقتْ بها مُهْجتي
واغتالَ صبْري وحْشُها الكاسِرُ
فسوف أرويها ورزقي على
ربِّي ، فربّي وَحْدَه القادِرُ
أنا أخو السبعين عاماً ، شكا
ممّا يعاني عَزْمُه الخائِرُ
مرَّتْ الأعوامُ مسكونةً
بالهمِّ ، يَعوي ذِئْبُه الغادِرُ
ليس له مالٌ ، ولا عندَهُ
بيتٌ ، ولا في عُشّه طائرُ
يسكن بالأُجْرَةِ في منزلٍ
أناخَ فيهِ الأَلمُ الغَائِرُ
زوجتُه ، من حولها تِسْعَةٌ
أَولادُهَا ، والقادمُ العاشِرُ
يصحو على ازعاج أصواتهم
وكلّهم في لَهْوه سَادِرُ
يُبادرُ الفجرَ بسيّارةٍ
دخانُها من خَلْفِها ثائِرُ
يَفِرُّ من أَولاده هارباً
وقَلْبُه من حُبِّهم عَامِرُ
يبحثُ عن لُقْمَةِ عيشٍ لهم
وقلبه مُحْتَسِبٌ صابر
أنا أخو السّبعينَ أَفْنَيتُها
والقلبُ راضٍ وفمي ذاكِرُ
سيارتي رِزْقي ، وإنّي عَلَى
ما يُنْعِمُ المَوْلَى به شاكرُ
أجوب آفاق الريّاضِ التي
يعجزُ عن تحديدها الناظِرُ
لا شرقُها يدنو ولا غَرْبُها
وقد تَمادَى خَطُّها الدَّائِرُ
أحصّل القُوْتَ بتأجيرها
وحالتي يسترُها السَّاتِرُ
لكننّي أَصبحتُ في حَيْرةٍ
وكم يعاني المُتْعَبُ الحائِرُ
أَتْعَبَ قلبي مَنْ له سَطْوةٌ
تأْكلُ رزقي وأنا قاصِرُ
أنظمةٌ يضربني سيفها
وسَيْفُها في ضَرْبِهِ باتِرُ
تحدّدُ السُّرْعَةَ في شارعٍ
لا واردٌ فيه ولا صادرُ
ولا ((مُرورٌ)) ناصحٌ مرشدٌ
ولا لحقّي عنده ناصِرُ
سبعونَ كيلاً حينما سِرْتُها
سألتُ نفسي : هل أَنا سائِرٌ ؟
في كلّ رُكْنٍ تختفي مُقْلَةٌ
مصنوعةٌ ، مَنْهَجُها جائِرُ
تَلْتَقِطُ الصورة في لَمْحةٍ
فكلُّ مَاشٍ ، عندها ظاهرُ
كالبَرْق لكن مالها غيمةٌ
ولا سحابٌ فوقَنا ماطِرُ
تَسْلُبُ من جيبي رِيالاتِهِ
فَحَظُّ جيبي عندها عاثِرُ
أَلْفَا ريالٍ في مَدَى ليلةٍ
وليس عندي عُشْرُها حَاضِرُ
مصيبةٌ والله بل عَثْرَةٌ
ليس لها فيمن أرى جَابِرُ
لا تَقْصِمُ الظَّهْرَ ، ولكنَّها
شيءٌ ثقيلٌ مُرْهِقٌ قَاهِرُ
أنا وأمثالي ضحايا لَهاَ
وليس ذو الأموالِ والتَّاجِرُ
إنْ تسألوا عن سِرّ ما أشتكي
فَهُوَ نِظامٌ ، إسمهُ ((سـَاهِرُ)) ..

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:12 AM
» عبدالرحمن العشماوي » ديمقراطية العجوة

سقَطَ النَّيزَكُ ، أحْدَثَ فجوهْ
هزَّ العالَم كلَّ العالمِ .. غيَّرَ خَطْوهْ
هشَّمَ وجه الصَّرح الأكبرِ .. حطَّمَ زهوَهْ
غيَّرَ ماءَ البحر فصار الموجُ الهادِرُ رغْوه
مزَّقَ صدرَ الأرض العطشى ..
أشعلَ ناراً .. هدَّم داراً ..
واصَلَ سطوهْ
سقطَ النَّيزكُ أحدثَ فجوهْ
أعلنَ في كلِّ الأوطانْ
إعلاناً يَتْبعهُ إعلانْ
أنَّ الهَدَفَ هو الإحسانْ
فالغايةُ حفظُ الإنسانْ
و الغايةُ رفعُ الأحزانِ عن الوجدانْ
و الغايةُ نشر العدلِ العدل الكاملِ في الأكوانْ
و الغاية رفع الإنسانيهْ .. كي تفهمَ معنى الديمقراطيَّهْ
سقط النَّيزكُ أحدثَ فَجْوهْ
هشَّمَ وجهَ الصَّرح الأكبرِ ، صرْح الأخلاقْ
أغرقَ بالدَّمعِ الأحْداقْ
أشعلَ نيرانَ الفوضى الخلَّاقة في الآفاقْ
أطْلقَ أصواتَ الأبواقْ
أحرَقَ في غمضةٍ عينٍ غافيةٍ كلَّ الأوراقْ
مزَّق بيدين مُقفَّزَتينِ سجلَّ الميثاقْ
و الغايةُ رفعُ الإنسانيهْ .. كي تفهم معنى الديمقراطيَّهْ
سقط النيزكُ أحدثَ فَجْوهْ
أسرَعَ عدْواً .. ضاعفَ عَدْوَهْ
أسْرَجَ منْ قسوتهِ صَهْوهْ
أغلقَ بابَ العِفَّةِ أعْلَنَ لَهْوَهْ
سلَبَ البُلْبُلَ شَدْوَهْ
سلبَ الفجرَ الضاحكَ صَفوهْ
و الغَايةُ رفعُ الإنسانيَّهْ .. كي تفهمَ معنى الديمُقراطيَّهْ
سقَطَ النَّيزكُ أحْدَثَ فَجْوَهْ
أعلَنَ فوقَ رُفاتِ العدْلِ بيان العولَمةِ الكُبْرى
وبياناتٍ أُخْرى
أشعَلَ أحْداثاً تتْرى
حَدَثاً هزَّ المسْرى
حدَثاً أشعلَ في بغدادَ الجَمْرا
حدَثاً أعْلَنَ في بامِيرَ الغدْرا
حدَثاً أعْلنَ كُفْرا
حدثاً حطَّمَ بابَ العِفَّةِ ، أعلَنَ فُجْرا
أوجع قلْباً ضيَّقَ صدْرا
و الغايةُ رفعُ الإنسانيَّهْ .. كي تفهمَ معنى الديمقراطيَّهْ
سقطَ النَّيزَكُ أحْدَثَ فجْوَهْ
بعدَ زمانٍ قامَ الوعيُ ،وأعلَنَ صَحْوهْ
أخذَ يُردِّدُ : كانتْ غَفْوَهْ
سألَ النَّيْزَكَ عمَّا أحدَثَ ..
قالَ النَّيزكُ كانتْ " نَزْوهْ "
كانتْ نزْوهْ ؟؟
تقتلُ ، تهدمُ ، تنهُبُ تسْلُبُ ثمَّ تُردِّدُ :
" كانَتْ نزْوهْ "
كلاَّ و اللهِ الأعْلى ..
بل كانت من أمَّتنا غَفْوهْ
أتْقنْتُمْ دَوْرَ تآمُرِكم وأثرْتُم في العَالَمِ جَفْوهْ
ديمقراطيتكم صنمٌ صَنَعتْهُ القوَّةُ و الثَّرْوهْ
صنعته النَّزْوةُ و الشَّهْوهْ
ديمــــــقراطيتكمْ وهــــمٌ ... ديمقراطِيَّتُـــكم عَجْــؤهْ
أدْركـــــنا سرَّ تهــــافُتِها ... وصَحَوْنا منْ بعدِ الغَفْوهْ
جِعْتُمْ فأكلـــتمْ عَجْـــوتَها ... وشربتمْ شاياً أوْ قَهْـــــوَهْ
فكلوهـــا إنْ شــئتم دَوْماً ... بأيادي السَّطوةِ و القَسْوَهْ
إنَّا نصحـــو الآن و لكنْ ... مـازالتْ أيديـــــنا رِخْوَهْ
سنــــظلُّ نردِّدُها أبــــداً ... ديمــــقراطيتكم عـــجْوهْ

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:13 AM
» عبدالرحمن العشماوي » أغصان الحروف


أتعشق مثلي الربا والشجر
فتهدي الضياء لها يا قمر؟
أتعشقها؟أم رثيت لحالي
فجئت تشاركني في السهر؟
أغرك أني مقيم الرحال
فسيح الخيال بعيد النظر؟
نقيم ونحسب أنا نقيم
وأيامنا كلها في سفر
وتخدعنا بهرجات الحياة
فنصحو على يومنا المنتظر
أيا بدر يا زورقاً من ضياء
يسيره في الظلام القدر
ويا مؤنس الساهرين الحيارى
يبيتون من همهم في كدر
أتيت إلينا تزف المنى
وتطرد بالنور ليل الضجر
فكم أمل كاد يذوي فم
سكبت ضياءك حتى ازدهر
وكم شبح كاد يغتالني
فما كدت تظهر حتى اندحر
أيا بدر عندي أحاديث شتى
فماذا أقول؟وماذا أذر؟
كأنك تعلم منها الكثير
وأنت تحيط ببحر وبر
لقد عشت يا بدر دهراً طويل
وعاشرت من أهلنا من غبر
فقل لي بربك أخبارهم
وحدث بها خبراً عن خبر
فأبدى اشتياقاً لهذا الحديث
وزاد ائتلاقاً يسر النظر
وقال: أتعني الرسول الكريم؟
أتعني العتيق أتعني عمر؟
أتعني الرجال أماتوا الضلال
وأحيوا بهدي الكتاب البشر؟
أقول وقد شاهدت مقلتاي
جليل المعالي وأسمى العبر
أولئك من سطروا للعل
أجل الصفات وأعلى السير
رسول أبي كريم الطباع
وأصحابه حوله كالدرر
تنام المعالي على طرفه
وتصحو على صوته في السحر
زمان مضى كنت أمتاحه
أمتع نفسي بشتى الصور
رأيت المعالي وأصحابه
وشاهدت أهل الخنا والأشر
وها أنذا يحتويني الظلام
فأين الملاذ وأين المفر
حنانيك يا بدر هل تشتكي
وأنت أمير المساء الأغر
وأنت الذي تسبيح الظلام
وتظفر حين يعز الظفر
فقال: رويدك في رحلتي
شقائي فياليت لي مستقر
إذا ما ولدت انتظرت الممات
ولما يمر علي الشهر
لكم أيها الناس صفو الحياة
ولكنكم تعشقون الكدر
***
***
هنا عدت والحزن في خافقي
وذهني يمور بشتى الفكر
وناديت من ذا أنادي؟سوى
شباب يهون لديه الخطر
شباب الهدى قد بنت أمتي
علينا من الأمل المنتظر
صروحاً تقاوم جور العد
وتهزأ بالفسق أنى ظهر
فهلا جعلنا لبنيانن
أساساً من الحق لا يندثر
ومن لاذ بالله في دربه
حماه المهيمن من كل شر
يعز على النفس ألا ترى
شباب الهداية يأبى الخور
ويكره قلبي ذليل الخط
فتى بين أترابه محتقر
فتى حطم الكفر أسلافه
فحطمه الكفر لما هجر
أبى أن يسير على دربه
وكان على قمة فانحدر
وشر البرية يا إخوتي
ذليل وقد كان ملء النظر
***
***
وكانت تسايرنا نجمة
على خد ليل يجوز السحر
تخفت وراء سدول الظلام
وظلت تراقبنا في حذر
وتصغي إلينا وفي صمته
عتاب المحب لخل غدر
فلما رأى البدر إقباله
تغطى بظلمائه وانحسر
فجاءت إلي تبث الهوى
وتشكو إلي خداع القمر
فقلت لها:إنما رق لي
وجمع من فرحتي ما اندثر
فقالت وفي عينها ومضة
لثورة حب تذيب الحجر
أتخدعنا يا صريع الأسى
وتفضح من أمرنا ما استتر
كفانا الخداع كفانا النفاق
فإنا مللنا خداع البشر

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:14 AM
» عبدالرحمن العشماوي » نقش على جدار الوطن


من أين ابتديء الحديث عن الوطن
ولمن أصوغ حكاية الذكرى لمن
من اين ,و الامجاد تشرق في دمي
نورا من الذكرى و تختصر الزمن
من أين, و الإيمان يجري نهره
عذبا و يغسل عن مشاعرنا الدرن
من أين ابتديء الحديث و ليلتي
تأبى على عيني مقاربة الوسن
من أين,و الاشواق تحلف انها
ستظل تسقيني التذكر و الشجن
من أين و الزمن السريع يمر بي
وجبينه بدم الرحيل قد احتقن
فمن اللفافة حين نولد بدؤنا
في رحلة العمر القصير إلى الكفن
قالوا ابتدئ من وصف مكة إنها
صدر حوى نور الهداية واطمئن
ابدأ من البيت العتيق فإنه
سكن لمن لم يلق في الدنيا سكن
وارحل بشعرك بعد هذا ناشرا
نور الهداية بين سرك و العلن
فأجبتهم :شكرا سأبدأ من هنا
من أرضنا المعطاء من هذا الوطن
من كعبة رفع الإله مقامها
وحمى حماها من طواغيت الفتن
أنا سوف أبدأ من مطاف نبيها
أتلو كتاب الله اتبع السنن
أنا سوف أبدأ من مقام خليلها
من حجر اسماعيل من ركن اليمن
قالت: تراك بلغت نجدا و الحمى
قلت أبشري إنا تجاوزنا (حضن)
أوما وجدت من الخزامى نشرها
أوما رأيت ملاحة الظبي الأغن
أوما رأيت بيارق المجد التي
خفقت فحررت النفوس من الوهن
مالي أراك تلمظين مشاعري
أنسيت أن القلب عندك مرتهن
هذي بلادك صانها الرحمن من
شرك ومن سوء التذلل للوثن
هشت إليك جبال مكتها فما
ذل العزيز ولا تطامنت القنن
وشدت (مدينتها )بلحن وفائها
للمصطفى و لكل من فيها قطن
و تألقت فوق الرمال رياضها
في كفها من عزم فارسها مجن
ورنت إليك (تبوكها) و (عسيرها)
و (الباحة) الخضراء صيبها هتن
وشدت (لحائلها) بلابل انسها
فاهتز روض الحب و انتفض الفنن
وتلفعت احساؤها بنخيلها
حسناء تروي الشعر عن قيس و عن
و أرتك جازان الأراك و حافظا
يتلو معارجه و يتقن كل فن
هذي بلادك قلبها متفتح
فهي التي لا تشتكي ضيق العطن
إني لأرسم وردة فواحة
منها و اغرسها على شفة الزمن
و أصوغ شعرا لو تمثل لفظه
رجلا لقال انا المحب المفتتن
ولظل يرفع صوته متمثلا
بالحكمة الغراء و القول الحسن
هذي بلادك دينها متأصل
في قلبها و المجد فيها مختزن
في أرضها المعطاء يحتضن الهدى
إن المبادئ كالبراعم تحتضن
هي مهبط القرآن تحت لوائه
سارت بعون الله تجتاز المحن
نشأت على هدي الإله فروحها
تسمو بها و بروحها يسمو البدن
رسم الإمامان الطريق فعلمها
يمحو الضلال ,و سيفها يمحو الفتن
ومضى بها صقر الإباء فلمها
بعد الشتات و لم منها ما شطن
وسمى بها الإسلام عن بدع الهوى
والشرك و القول الرخيص الممتهن
فيها الأصالة نخلة ممشوقة
لم يحتقرها الناظرون ولم تهن
فغذاؤها التمر المبارك طلعه
وشرابها من ماء زمزم و اللبن

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:14 AM
» عبدالرحمن العشماوي » نقش على جدار الوطن

من أين ابتديء الحديث عن الوطن
ولمن أصوغ حكاية الذكرى لمن
من اين ,و الامجاد تشرق في دمي
نورا من الذكرى و تختصر الزمن
من أين, و الإيمان يجري نهره
عذبا و يغسل عن مشاعرنا الدرن
من أين ابتديء الحديث و ليلتي
تأبى على عيني مقاربة الوسن
من أين,و الاشواق تحلف انها
ستظل تسقيني التذكر و الشجن
من أين و الزمن السريع يمر بي
وجبينه بدم الرحيل قد احتقن
فمن اللفافة حين نولد بدؤنا
في رحلة العمر القصير إلى الكفن
قالوا ابتدئ من وصف مكة إنها
صدر حوى نور الهداية واطمئن
ابدأ من البيت العتيق فإنه
سكن لمن لم يلق في الدنيا سكن
وارحل بشعرك بعد هذا ناشرا
نور الهداية بين سرك و العلن
فأجبتهم :شكرا سأبدأ من هنا
من أرضنا المعطاء من هذا الوطن
من كعبة رفع الإله مقامها
وحمى حماها من طواغيت الفتن
أنا سوف أبدأ من مطاف نبيها
أتلو كتاب الله اتبع السنن
أنا سوف أبدأ من مقام خليلها
من حجر اسماعيل من ركن اليمن
قالت: تراك بلغت نجدا و الحمى
قلت أبشري إنا تجاوزنا (حضن)
أوما وجدت من الخزامى نشرها
أوما رأيت ملاحة الظبي الأغن
أوما رأيت بيارق المجد التي
خفقت فحررت النفوس من الوهن
مالي أراك تلمظين مشاعري
أنسيت أن القلب عندك مرتهن
هذي بلادك صانها الرحمن من
شرك ومن سوء التذلل للوثن
هشت إليك جبال مكتها فما
ذل العزيز ولا تطامنت القنن
وشدت (مدينتها )بلحن وفائها
للمصطفى و لكل من فيها قطن
و تألقت فوق الرمال رياضها
في كفها من عزم فارسها مجن
ورنت إليك (تبوكها) و (عسيرها)
و (الباحة) الخضراء صيبها هتن
وشدت (لحائلها) بلابل انسها
فاهتز روض الحب و انتفض الفنن
وتلفعت احساؤها بنخيلها
حسناء تروي الشعر عن قيس و عن
و أرتك جازان الأراك و حافظا
يتلو معارجه و يتقن كل فن
هذي بلادك قلبها متفتح
فهي التي لا تشتكي ضيق العطن
إني لأرسم وردة فواحة
منها و اغرسها على شفة الزمن
و أصوغ شعرا لو تمثل لفظه
رجلا لقال انا المحب المفتتن
ولظل يرفع صوته متمثلا
بالحكمة الغراء و القول الحسن
هذي بلادك دينها متأصل
في قلبها و المجد فيها مختزن
في أرضها المعطاء يحتضن الهدى
إن المبادئ كالبراعم تحتضن
هي مهبط القرآن تحت لوائه
سارت بعون الله تجتاز المحن
نشأت على هدي الإله فروحها
تسمو بها و بروحها يسمو البدن
رسم الإمامان الطريق فعلمها
يمحو الضلال ,و سيفها يمحو الفتن
ومضى بها صقر الإباء فلمها
بعد الشتات و لم منها ما شطن
وسمى بها الإسلام عن بدع الهوى
والشرك و القول الرخيص الممتهن
فيها الأصالة نخلة ممشوقة
لم يحتقرها الناظرون ولم تهن
فغذاؤها التمر المبارك طلعه
وشرابها من ماء زمزم و اللبن

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:14 AM
» عبدالرحمن العشماوي » تنوعت الجراح


تقول أسىً ، فقلت لها حريـق
بشدة نـاره صـدري يضيـق
تسافر بي الجراح فليت شعري
متى يحنو على قدمي الطريـق
أخوض بزورقي بحر المآسي
ودون مقاصدي بعـدٌ سحيـق
يخادعني العـدوُّ فمـا أبالـي
وأبكي حين يخدعني الصديـق
أقول لمن يعرقل سير شعـري
ويحسبنـي لمنحتـه أتــوق
أرح يا صاحبي عقـلاً وقلب
فحبل الدين في قلبـي وثيـق
ولا يغررك مظهر من يحابـي
وفـوق لسانـه لفـظٌ أنيـق
فبعـض المـدح للإنسـان ذمٌ
وبعض البر في الدنيا يعـوق
ترى الحشرات بالأزهار تلهـو
وما يغري سوى النحل الرحيق
وشأن الناس في الطبع اختلافٌ
هنالـك ظالـمٌ وهنـا شفيـق
فريـقٌ لا يجامـل أو يحابـي
ويغـرق فـي تزلفـه فريـق
يحبُ المـاء ذو ظمـأٍ ليـروي
ويكره لجـة المـاء الغريـق
إذا مات الفـؤاد فـلا تسلنـي
عن الدم حين تفقـده العـروق
جذوع النخـل أشبـاحٌ طـوالٌ
إذا لم تزدهي فيهـا العـذوق
لماذا حين أعلن قـول صـدقٍ
أرى بعض الصدور به تضيـق
أحـب بلادنـا حبـاً عظيم
له في خاطري نسـبٌ عريـق
ولكنـي أعاتبـهـا إذا م
رأت عينـي أمـوراً لا تليـق
وقد يشفي غليـظُ القـول داء
ذا لم يشفـه القـول الرقيـق
أرى أثـر الغيـوم ولا رعـود
تحدثني ولا ومضـت بـروق
وأسمع ألـف أغنيـةٍ نشـازٍ
فيزعجني التكسـر والنعيـق
عبـرت محيـط آلامـي فلم
تجاوزت المحيط بدأ المضيـق
وكيف أريد ملء الكـأس مـاءً
إذا كانت يدي الأخـرى تريـق
ألا يا ماكـراً بالنـاس مهـل
فمكر الماكريـن بهـم يحيـق
سألتك والسـؤال لـه جـوابٌ
أيُجمع حيـن ينتثـر الدقيـق
رأيت عيون قومي في زمانـي
يظللها عـن الحـق البريـق
أراهم ينصتـون إلـى كـذوبٍ
ويزعجهم إذا نطق الصـدوق
سألت عن الصمود رجال قومي
فخاطبني مـن الإعـلام بـوق
لقد ما ت الصمود مع التصـدي
فمـا هـذا التنكـر والعقـوق
أتنسى أن ( إسرائيل ) أخـتٌ
لها في المسجد الأقصى حقوق
كـأن رجـال أمتنـا قطـيـعٌ
وإسرائيل في صلـفٍ تسـوق
تنوعت الجراح فـلا اصطبـارٌ
يواجههـا ولا قلـبٌ يطـيـق
إذا كنا شكونـا مـن جـراحٍ
لها في القدس تأريـخ عريـق
فيوغسلافيـا جـرحٌ جـديـد
تغصُّ علـى تَذّكّـره الحلـوق
هنالك للصليب رصاص غـدرٍ
ووجـهٌ فـي تعاملـه صفيـق
هنالـك ألـف باكيـةٍ تنـادي
أفيقـوا يـا أحبتنـا أفيقـوا
يدنس عرض مسلمةٍ وترمـى
ويلطم وجههـا وغـدٌ حليـق
وتتبعهـا ملاييـن الضحاي
تذوق من المآسي مـا تـذوق
وكم من مسجدٍ أضحى ركام
وفي محرابـه شـب الحريـق
تعذبنـي نـداءات اليتـامـى
وصانع يتمهـم حـرٌ طليـق
وأمتنـا تنـام علـى سريـر
تهدهدها المفاتـن والفسـوق
كتـاب الله يدعوهـا ولـكـن
أراهـا لا تحـسُّ ولا تفـيـق
أقـول لأمتـي واللـيـل داجٍ
بكفـك لـو تأملـت الشـروق

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:15 AM
» عبدالرحمن العشماوي » حينما يصبح البارود طيبا


أنتَ ما غبتَ وما صِرْتَ غريب
لم تَزَلْ بالحبِّ في اللهِ قريبا
يا شريكَ الهمِّ في عصرٍ رأين
فيه من جَورِ أعادينا كروبا
ورأينا من بني الإسلامِ ضَعف
ونكوصاً ومن الباغي وُثُوبا
يا ابنَ بارودٍ وفي البارُودِ لمَّ
يحرق الباغي شَذَاً يَنْضَح طيبا
يا أخا الإسلامِ يا خِدْنَ القوافي
يا صديقَ الحَرفِ يَأبى أنْ يَذوبا
يا شريكاً في عبوديَّةِ إسمٍ
صار بالرحمنِ ميمونا حبيبا
يا صديق اللغة الفصحى صنعن
من قوافينا بها روضا قشيبا
واتَّخذناها لساناً عربي
يُطرِبُ الشاعرَ منا والخطيبا
إن يَغِبْ جِسْمُكَ عنا فلدين
ذكرك الطيِّبُ يَأبى أنْ يغيبا
ولدينا من قوافيكَ نسيمٌ
يُنعِشُ الزَّهرَ ، يثير العندليبا
شِعرُكَ الفيَّاض مـــــازال حُسَام
يقتل الخوفَ الذي يَغشى القلوبا
كلما أنشَـــــدَه المنــشِدُ لاقى
فيه صوتَ الحق يَستَحْيي الشُّعوبا
يعرف الأقصى قوافيك جيوش
طالما شَنَّت على الباغي الحروبا
وترى غَزَّةُ في شعرك روح
من وفاءٍ لم تَزَل تَغْشَى الدُّروبا
يصبح الشعر مع الإيمان جَيْش
يَردَعُ الطغيانَ عنا والخُطوبا
يهزم الوَهْمَ الذي يُتلفُ عَقل
والأكاذيبَ التي تطوي القلوبا
أيُّها الرَّاحِلُ عنا في طريقٍ
مَنْ مَشَى فيها مُحَالٌ أن يَؤُوبا
قد وَكلنا مَنْ فقدناهم جميع
لإلهٍ غافرٍ يمحو الذنُوبا
هكذا الإنسانُ في الدنيا شُروقٌ
ساعةَ الميلاد يَسْتدعي الغروبا
يا ابنَ بارودٍ لك الدعوةُ مني
دَعوةٌ تَستَمْطِرُ الغيث السَّكُوبا
جَعَلَ اللهُ لكَ القبرَ ضياءً
روضةٌ تَمنحُك الغُصْنَ الرَّطيبا
وحَباكَ الأنسَ في قبرك حتى
يُصبِحَ القبرُ لكَ البيتَ الرَّحيبا
إنَّما الإنسانُ جُزءٌ من أخيه
حينما يُصْبِحُ في الله حَبيبا

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:15 AM
» عبدالرحمن العشماوي » هذيان صمت

نعم ، رقصتْ حروفكِ في مدَاري
وجَاءَتني نهَاراً في النَّهارِ
كذلكَ تنْشُرُ الكلِماتُ نوراً
إذا مُزِجَتْ بأحلامٍ كِبارِ
لقَدْ علَّمتُ صمْتي كيْفَ يهْذي
بأشواقي ويحفظ لي وقاري

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:16 AM
» عبدالرحمن العشماوي » الإبحار

أنَا البَحرُ و البحْرُ في خافقي
فهيَّا إلى خوضِهِ سابقي
أنَا البحرُ ، لا ملح في مائهِ
و لا فيه خوفٌ على العاشِقِ
و لا فيهِ موجٌ ولا لُجَّةٌ
و لا أثرٌ فيه من غارقِ
أنا البحرُ يسعَدُ منْ خاضهُ
على زورقِ اللَّهفة الواثِقِ
فهيَّا إلى البحْرِ هيَّا إلى
هدوئي ، إلى صمتي الناطِقِ

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:16 AM
» عبدالرحمن العشماوي » العصفورة الراحلة

أنت ياعصفورةً تشدو
على أغصـان حبــي
كيف مات الشَّدو ,بل كيف
سـطا البعـــد بقربـــي
كيف دحرجتِ صخور اليأس
حتى سُــدَّ دربــــي
كيف ترضين ضيـاع العمر
مــن ســربٍ لســرب ؟
كيف تنأين , ومافـي النَّأي
إلا كـــلّ كــــرب ؟
هوِّني عصفورتي ماعاد
ذو يـــأسٍ بكسب
يرحل المرتاب في دنيــاه
مـن خــطب لخــطب
فاملئي الدنـيــا بشدوٍ
وأميـــتي كـــلَّ رعـب
أينـما طــرتِ ستـلقـيني
..فـإن العــشَّ قــلبي

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:16 AM
» عبدالرحمن العشماوي » رؤية


ترى العينُ ما لا يريدُ الفؤادُ
ويبغي الفؤاد الذي لا ترى
يُريد الفؤاد مكان الثريَ
ولا تلمح العينُ إلا الثرى
ألا أيها القلبُ هذا زمانٌ
يُباع الكريمُ ولا يُشترى
أرى ربعك اليوم قد انكروك
ومن عادة الناس أن تنكرا
فإما الشعور بما يشعرون
وإلا فإيَاك أن تشعرا

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:17 AM
» عبدالرحمن العشماوي » أيها القانون


أيُّ حربٍ هذه أيُّ ضلالِ
ولماذا أغلقوا باب " المعالي "
حجبوا " الرَّحمة " و" الحكمة" عنَّ
و"صفا "و"الفجر" من بعد "وصالِ"
أغلقوا بوابة " الحافظ " فيه
من كتاب الله ما يتلوهُ تالِ
حرموا الناسَ من " النَّاس " وألْقو
با " الخليجية " في درب الزَّوال
أنذروا " المجْدَ " وهل ينذر مجد
مَنْ يُنادي بهدوءٍ واعتدالِ
ضايقونا في فضاء اللهِ حتَّى
ضاقت الأنفسُ من ضيقِ المجالِ
مالهم لمْ يُغلقوا باب انحرافٍ
في فضائياتِ عُهرٍ وانحلالِ ؟!
تركوا أصواتَ حقدٍ مذهبيٍّ
تَمْلأُ الآفاقَ شتْماً وتُغالي
وأبوا أنْ يتركوا أصواتَ خيرٍ
تُطربُ الآذانَ بالسِّحر الحلالِ
كيف يغتالونَ في الآفاقِ صوت
يُرشدُ النَّاسَ إلى خير الفِعالِ ؟!
و يُتيحونَ مجالاً لدَعَاوى
تجرف النَّاس إلى دربِ الضَّلالِ
أيُّها القانونُ أصبحتَ عجيب
في زماني ، ناطقاً عن سوءِ حالِ
تَحْجِبُ العَالِمَ و الشَّيخ وتُبقي
واهِماً منطقه ضَربُ مُحال
أيُّ عقلٍ يحجب الحقَّ اعتساف
أيُّ إرهابٍ وظُلْمٍ واختلالِ ؟!
لستَ قانوناً ، ولكن أنتَ حكمٌ
جائرٌ في كفِّ مذموم الخصالِ
صانكَ الأقوى ليبقى منكَ أقوى
وليحمي بكَ أشباه الرِّجالِ
قدْ رأيناكَ عنيفاً مُستبدّ
في فلسطين بدعم الاحتلالِ
ورأيناكَ غشوماً في عراقٍ
لم يذق منكَ سوى طعم الوبال
ورأيناكَ تُجاري مَنْ يُنادي
لفسادِ الفعلِ أو سوء المقالِ
ورأيناكَ تُحابي منْ يُعرِّي
في الفضائيلتِ ربَّاتِ الحجالِ
ورأيناكَ رأيناكَ كثير
لابساً ثوبَ التَّجنِّي و الخبَالِ
أيُّها القانونُ مازلْتَ تُرين
في مقاماتِ الهوى شرَّ مثالِ
أنتَ بيتٌ عنكبوتيٌّ ضعيفٌ
يتلاشى واهناً قبل اكتمالِ
أنتَ مثْلُ الذّئبِ لا يحكم إل
باعتداءٍ وافتراسٍ واغتيالِ
أيُّها القانونُ إن كنتَ ستبقى
رافعاً راية زورٍ واحتيالِ
فسنلقاكَ بدرعٍ من يقينٍ
وسهامٍ من دعاءٍ وابتهال
كن كما شئتَ فإنَّا قد رفعن
راية الحقِّ وإنَّا لا نبالي
وعْيُنا أكبر من دعواكَ إنَّ
نستمدُّ العَونَ من ربِّ الجلالِ
خاسرٌ و الله من يلقى يقين
بظنونٍ ، وصلاحا بضلالِ

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:17 AM
» عبدالرحمن العشماوي » موقف وصول الرسول للمدينة


لحن شعري في فؤادي رتع
و إلى بُستان حبِّي اندَفَعا
و حصانُ الشَّوقِ أرْخيتُ له
حَبْله ، فازداد شوقا وسعى
هذه طيبةُ ، يا ريحَ الصِّب
عندها صقرُ الأماني وقفَا
هذهِ طيبةُ ، حبٌّ صادقٌ
ويقينٌ ، في رُباها اجتمعا
روضةٌ أزهارُها ضاحكةٌ
و الشَّذا في لا بَتَيها سطعَا
طلع الهادي عليها ، مثلم
طَلَع البدرُ فأصغى ودَعَا
يا رُبا طيبةَ يا نبع الرِّض
يا هُدىً في كلِّ أُفقٍ لمعا
جاءكِ الهادي فيا بشرى وي
فرحَ المنبَعِ لمَّا نبعا
أبصرَ الأُفق رُؤاها فانتشى
وترامى حُلُماً واتَّسعا
وصفا وجهُ قباءٍ حينم
بان ركْبُ المصطفى وارتفعا
طلع البدر فيا روعتهُ
في دُجى الظَّلْماءِ لمَّا طَلَعا

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:18 AM
» عبدالرحمن العشماوي » جولة في ذاكرة طفل مسلم

في يدي اليسرى قلم

لا تظنوا أن في اليمنى كتابا
في يدي اليسرى قلم
لا تظنوا أن في اليمنى كتابا
ليس لي يمنى
فقد حولها الرشاش أشلاء وشلالات دم
ليس لي يمنى يد كلا ولا يمنى قدم
فصلتها عن بقايا جسدي غارات أعداء القيم
في يدي اليسرى قلم
كلما سطرت حرفا نزف الحرف وغطاه الألم
كلما صغت نشيدا سأم اللحن وجافاه النغم

كان لي بيت جميل في سراييفو
وكانت لي حقيبة
كنت استقبل فجري ضاحكا
أغشى دروبه
تصنع الإفطار لي أمي الحبيبة

كنت والآن تولاني الضجر
والأسى في خاطري نار تلظى وشرر
أين أهلي أين أخواني الصغار
واحد منهم رآه الفجر مقتولا على أنقاض دار
وأخ ثان رآه الليل في أشداق نار
ثالث الاخوة طار
رابع الاخوة أخفاه الغبار
خامس بل عاشر
بل ألف طفل شربوا كأس الدمار

أنا لا أذكر بدأ الحادثة
أنا لا أذكر من أين أتتنا الكارثة

كل ما أذكره أنا سهرنا ضاحكين
لم يكدر صفونا إلا صياح الجائعين
كانت الشاشة تستعرض آلاف الضحايا النازحين
ساد صمت حين شاهدنا المآسي وبقينا واجمين
لحظه مرت من الحزن نسيناها وقمنا ضاحكين
وكأنا ما رأينا نظرات البائسين
وسمعنا بعدها أغنية تحمل زيف المدعين
ثم نمنا هادئين
كل ما أذكره أن صحونا خائفين

ما الذي يجري هنا ما سر هذي الجلجلة
ما الذي يجري وثارت قنبلة
ما الذي يجري هنا واهتزت الدار وثارت مقتلة
وابتدأنا الهرولة

ما الذي يجري هنا
واهتز رشاش وأعطانا الخبر
هاهنا الموت لكم أين المفر

أيها القاتل مهلا نحن أطفال صغار
قهقه الصربي في غيض وثار
أنتم اليوم صغار وغدا أنتم كبار
أيها القاتل مهلا فتمطى واستدار
وفررنا آه لو يجدي الفرار

أين أمي ؟؟ لا جواب
أين أختي ؟؟ لا جواب
أين إخواني ؟؟ أبي ؟؟ أين الصحاب
أين داري ؟؟ لا جواب

كل ما أذكره أنا نزحنا هاربين وغدونا لاجئين
ورأينا شاشة التلفاز تروي قصة الجرح الدفين
سيرانا الناس يبكون علينا يحزنون
ثم ينسون الذي يجري لنا ينشغلون
مثلما كنا نرى في شاشة التلفاز ألوان الجراح
في ربا القدس ويافا والبطاح
ثم ننساها إذا جاء الصباح

في يدي اليسرى قلم
أعطني الفرصة كي اكتب شيئا يا طبيب
ربما ارسم وجها للصليب
ربما أكتب شيئا عن أسى قلبي الحزين
ربما أكتب ما يحيي موات المسلمين
ربما أخرج من دائرة الصمت خيول الفاتحين

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:19 AM
» عبدالرحمن العشماوي » عينان

عينانِ كحْلاوانِ ، بل لُغتانِ من حُلُم الغريقْ
بلْ شاطآنِ رمى الصَّباحُ إليْهِما ...
سِحْرَ البريقْ
بلْ زهْرتانِ نديَّتانِ تُحدِّثانِ ..
عن الرَّحيق
بل واحتانِ تُعلِّمانِ الظِّلَّ ...
كيفَ يُريحُ وجدانَ الطَّريقْ
عينانِ بُستانانِ ...
عنْ حُسنيهِما كَشَف المَطَرْ
ورمى المَساءُ إليهِما سِحْرَ القمرْ
وإليهما بهدوئِهِ بَعَثَ السَّحَرْ
ومضى يزفُّ إليهما قَطْر النَّدا ...
ويُحرِّكُ الأشواقَ في ورَقِ الزَّهَرْ
وإليهِما تاقَ الشَّجَرْ
فغدا يُساقِطُ فوقَ هُدْبهما الثَّمَرْ
عيْنانِ صامِتتَانِ ناطِقتَانِ ...
مُفعَمَتانِ بالسِّحر الحلالْ
عينانِ مُوْرِقَتانِ بالأحلامِ ...
وارِفَتَا الظِّلالْ
زحَفَ الظلامُ إليهِما ـ يوماً ـ بلا نجمٍ يُزيِّنُهُ ...
و لا قَمَرٍ يُقامُ لهُ احتفالْ
رَأتَا من الأشباح ما لا يسْتَقِرُّ به الخيالْ
جثَمَ الظلامُ عليهِما مثلَ الجبالْ
ماذا جَرى ؟ ماهَذهِ الضَّوضاءُ ؟ ..
وانْطَفَأ السُّؤالْ
عيْنانِ تنْبَجِسانِ عنْ نهْرينِ ...
منْ دمعٍ غَزيْرْ
تتأوَّهانِ بنظرتينِ حزينتينِ ...
إلى السَّريرْ
تَتقَاذَفانِ من الأسى سهمينِ ..
من ألمٍ كبيرْ
تَتَأمَّلانِ أمام باب الحزنِ تمثالاً ...
منَ الحُلُمِ الأسيرْ
تسْتَجْوبانِ الصَّمتَ عن أسرارِ قلْبهما الكسيرْ
عينانِ تجتازانِ دائرةَ الأسى ...
تريانِ ما خلف الجِدارْ
تَتَقرَّيَانِ بِراحَتيْ نَظَرَيْهِما ...
أَثَرَ الحِصارْ
هذا الجِدارُ العُنصريُّ جريمةٌ كبرى ...
تَدُلُّ على انْحِدارْ
هذا الجِدارُ يضمُّ في طيَّاتِهِ ثُقْبَ انهيارْ
عيْنانِ مُغمَضَتانِ ...
للنِّيرانِ حولَهما ضرامْ
طارتْ عصافيرُ السَّعادةِ ...
وانْتهى عذْبُ الكلامْ
عَيْنا خديجةَ والرَّبابْ
ما عادَتا تريانِ إلاَّ القَصْفَ ..
في جُنحِ الظَّلامْ
تريانِ كيفَ استذأبَ الباغي ...
على الطِّفل الرَّضيع على الغُلام
تَرَيانِ كيفَ جرى دمُ الشُّهداءِ ...
فوقَ لآلئ الأشلاءِ ...
و انتَفَضَ الرُّكامْ
ضَجَّ المساءُ لأنَّ أشلاء الرَّضيعِ
تألَّقتْ تحتَ الحُطامْ
وبكى لأنَّ قنابلَ الفسفورِ ...
كانت تُرسِلُ الألوانَ خادِعةً ...
فيحترِقُ الصِّغارْ
ولأنَّ حَرْبَ السَّامريِّ جريمةٌ ...
تحظى بتأييدِ الأباطِرةِ الكِبارْ
ولأنَّ أقبحَ دولةٍ وَرَماً تَمُدُّ يداً ...
وتتَّخِذُ القرارْ
ولأنَّ قانونَ الهوى فَرَضَ الحِصارْ
و لأنَّ كلَّ دُويْلةٍ في العالم العربيِّ ...
لاذَتْ بالفِرارْ
عَيْنا خديجةَ و الرَّبابْ
ما عادتا تَرَيانِ إلاَّ البيتَ محروقاً ...
تُحاصِرُهُ الذِّئابْ
وهُناكَ خلْفَ حديقةٍ مذْعورةٍ ...
تقِفُ الكِلابْ
و هُناكَ تحتَ لوافِحِ النِّيرانِ ...
ينتحِبُ التُّرابْ
وهُناكَ ينطفئُ السؤالُ ...
أمامَ غَمْغَمةِ الجوابْ
وهُناكَ شيخُ القَلْعَةِ الكُبرى ...
يُجَلْجِلُ بالخِطابْ
وهُناكَ جمهورٌ يكادُ يطيرُ تصْفيقاً ...
يُطأطِئ بالرِّقابْ
وهُناكَ إعلامٌ يُثيرُ غُبارهُ في كلِّ ناحيةٍ ...
ويحترِفُ الكِذاب
وهُناكَ تلْمعُ في صحارى كُلِّ دجَّال ...
أباطيلُ السَّرابْ
ماذا جرى ؟
هذي الرِّياحُ تسُوقُ أَجْمَلَ ما ترَاهُ منَ السَّحابْ
ماذا جرى ؟
هذي الجِبالُ تَهُبُّ ضاحِكةً ...
وتبتَسِمُ الشِّعابْ
ماذا جرى ؟
عيْنا خديجَةَ و الرَّبابْ
تريانِ في الأفقِ البعيد الشَّمسَ ضاحِكةَ الشُّعاعْ
تريانِ كيفَ أناختِ الأمجادُ في الأقصى ...
ومدَّتْ للبطُولاتِ الذِّراعْ
تريَانِ غزَّةَ قَلْعةً تهفو لِعِزَّتِها القِلاعْ
تريانِ غزَّةَ في ارتفاعْ
ضاعتْ مؤامرةُ العدوِّ ...
وغزَّةُ الأمجادِ تهزأُ بالضَّياعْ
تريانِ خاتمةَ الصِّراعْ
نصراً كأجْمَلِ ما يكونُ النَّصرُ ...
يَكْتَنِفُ البِقاعْ
ماذا جرى ؟
لا يأسَ يا عيْنَيْ خديجةَ و الرَّبابْ
فالله ينْصُرُ دينهُ ...
و الظالِمونَ إلى تَبابْ

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:19 AM
» عبدالرحمن العشماوي » موازين الرجال


تسير بها الأَوائل والتَّوَالي
وترفع بيننا أسمى مثالِ
وتتَّخذ الرِّياحَ لها بساط
تطير به إلى رُتَب المعالي
سحائبُ من عقيدتنا، سقتْن
بماءٍ من مبادئنا زُلالِ
ونَبْعٌ لم يزلْ ثَرّاً غنيَّ
يغرِّد خِصْبُه فوقَ التِّلالِ
ونهرٌ لم يزلْ يجري نقيَّ
يُسَلْسِلُ ماؤُه خَرَزَ الرِّمالِ
قوافل، ما مشتْ فيها مطاي
على رملٍ، ولا خُدِعَتْ بآلِ
ولا تخشى مواجهةَ الرَّزاي
ولا تخشى العَناءَ ولا تُبالي
رأتْ فوقَ النُّجوم الزُّهْرِ حصن
له بابٌ من الرُّكنِ الشمالي
ومن شُرُفاته برزتْ وجوهٌ
تحدِّثنا بأسرارِ الجَمَالِ
هنالكَ حدَّثَ التاريخُ عنَّ
حديثَ حقيقةٍ مثلَ الخيالِ
وليَّ العهدِ، في بلدٍ أمينٍ
تََلأْلأُ فيه أَوسمةُ الجَلاَلِ
رأيتُكَ، والمواقفُ ناطقاتٌ
يفتِّش عن إجابتها سؤالي
رأيتُكِ في مواجهةِ القضاي
تذكِّر بالحقوقِ ولا تغالي
دعوك إلى زيارتهم، ولكنْ
رأيتَ القُدس مُوْحِشَةَ اللَّيالي
رأيتَ الحربَ دائرةً، وجيش
دَعَا الطفلَ الرَّضيعَ إلى النِّزالِ
فقلتَ لمن دعوكَ، أَما رأيتم
ضحايا قدسِنا في شرِّ حالِ؟!
نعم، أنا لن أزورَ بلادَ قومٍ
تُؤيِّد جَوْرَ مذمومِ الخصالِ
تَمُدُّ له اليَدَ اليُمْنَى احتفاءً
وتمنح غيرَه طَرَفَ الشِّمال
عَصَا (الفيتو) تُلوِّح في يديه
لتضربَ من ينادي باعتدالِ
وكيف تُزارُ أَرَضٌ، وهي تَحمي
ظهورَ الماردين على الضَّلالِ؟!
وتَحتضن الذين بغوا علين
وداسونا بجيش الإحتلالِ
وكيف تُزارُ أرضٌ وهي تدري
بما نلقى، ولكنْ لا تُبالي؟!
هي الأرض التي مدَّتْ يديه
موطَّأَةً لإخوانِ السَّعالي
لها تمثالُها الموصوفُ زور
بأحسنِ ما يُصاغُ من المقالِ
دَعاوى لم تصدِّقْها فَعَالٌ
وما نَفْعُ الكلامِ بلا فَعَالِ؟
نعم، أَيَظنُّ (قَرْنُ الوَهمِ) أنَّ
سننسى جَوْرَ ساحات القتال؟!
ولسنا مِن دُعاةِ الحربِ، لكنْ
رأينا القُدْسَ منها في اشتعالِ
تُشَبُّ على الأَراملِ واليتامى
وتقتحم البيوتَ على العيالِ
وعينُ الغربِ تَرصُدهم، ولكنْ
بعينِ الذئِب راصدةِ الغزالِ
ترى الأشلاءَ في الأقصى، ولكنْ
كَمَن شُغلُوا بـ (أَلعاب التَّسالي)
تُراهم ما رأوا طفلاً صَريع
وشيخاً، ثوبُه المشقوقُ بالي؟
ولا سمعوا أَنينَ زهورِ ياف
ولا شكوى حقولِ (البرتقالِ)؟
ولا سمعوا عن الأقصى حديث
ينادينا إلى شَدِّ الرِّحالِ؟
نعوذ برِّبنا من شرِّ قومٍ
رأوا فِعْلَ الحرامِ من الحَلاَلِ
كأني بالجَوائح قد أغارتْ
على أهلِ التَّطاوُل والتَّعالي
أَعبدَ اللَّه شكراً ثم شكر
يُزَفُّ إليكَ من بلد النِّضالِ
يُزَفُّ إليكَ من طفلٍ جريحٍ
ومن حَسَراتِ رَبَّاتِ الحِجالِ
ومن شيخٍ بلا مَأْوى، يُرين
بهيكل عَظْمِه معنى الهُزَالِ
أعَبْدَ اللَّهِ ما كلُّ المرَاي
تُرينا صورةَ الوجه المثالي
ولا كلُّ الغيومِ تُثير بَرْق
يحرِّك وَمْضُه شَغَفَ الجبالِ
وفي كلِّ الزُّهور شَذَاً، ولكنْ
قليلٌ من شذا الأَزهارِ غالي
هي الأمجادُ، تعرف حين تسعى
لغايتها موازينَ الرِّجالِ
وتعرف أنَّ أهلَ الحقِّ أولى
بها من كلِّ ذي جاهٍ ومالِ
عقيدُتنا تعلِّمنا وفاءً
وصِدْقَ مقالةٍ وهدوءَ بَالِ
أعبَد اللَّه ما وقفتْ خُطان
عن السَّير الحثيثِ إلى الكمالِ
فإِنَّ رياحَنا تجري رُخاءً
تَسوقُ مواكبَ السُّحُبِ الثِّقالِ
تَزفُّ إلى أَصَالتِنا التَّحاي
مُنَضَّدَةَ الجواهرِ والَّلآلي
تَحذِّرنا من الباغي علين
ومن أَتْباع نَهْجِ (أبي رِغالِ)
تبشِّرنا بنصر الله، إِني
لأسمعُه على شفتَيْ (بلالِ)
تقرِّبه المآذنُ وهي رَمْزٌ
عظيمٌ للتَّلاحُمِ والوِصالِ
أرى نَصْراً يلوحُ، وإنْ تَراءَى
لبعض الناسٍ من ضَرْبِ المُحالِ
فأبعدُ ما نرى، منَّا قريبٌ
إذا عُدْنا إلى رَبِّ الجَلالِ

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:19 AM
» عبدالرحمن العشماوي » قمر الهدى


سوى قمر الهدى يخشى الأُفولا
وغيرُ الحقِّ يخشى أن يميلا
وغير منابتِ الإيمان تخشى
إذا ما الغيث أَطْلَفها الذُّبولا
وغير عقول أهل الحقِّ تخشى
ضلالاً أو ضياعاً أو ذهولا
وما كلُّ البقاع إذا سَقتْها
غوادي السُّحْب تجعلُها حقولا
فكم أرضٍ يَمُرُّ السيلُ منها
ولم تَحْفَظْ كثيراً أو قليلا
وكم أرضٍ يُداعبُها سحابٌ
فتنشرُ فوقَنا ظِلاًّ ظليلا
وما كلُّ القلوبِ إذا دَعاها
لسانُ الحقِّ تمنحه قبولا
فكم قلبٍ دعاه الحقُّ لكنْ
أبى أنْ يسمع القول الجميلا
وكم قلبٍ إذا ناداه حقٌّ
إليه هفا، وزادَ به حُفُولا
نرى الأشجار سامقةً ولكنْ
نرى الزيتون أكرمَ، والنَّخيلا
وفي الأنعام أصنافٌ ولكنْ
يَظَلُّ الخيرُ يكتنف الخيولا
ونُبصر حولنا بشراً كثيراً
وأهل الخير أهداهم سبيلا
ألا يا منهجَ الإسلامِ إني
أزفُّ لك القصيدةَ سلسبيلا
نظمتُ حروفها ياقُوْتَ حُبٍّ
وبالأَوزانِ أرضيتُ الخليلا
مَلأْتُ إهابَها نوراً لأني
جعلتُ غِذاءَها الفكر الأصيلا
ولم أفتح لها أبوابَ وهمٍ
ولم أجلبْ لها فكراً دَخيلا
لقد أركَضْتُ نَحْوَك خيلَ شعري
تَجُوبُ الأُفْقَ تَمْلَؤُه صهيلا
تمرُّ بطيبةِ الهادي وتمضي
إلى الأقصى ولا ترضى القُفولا
أَزفُّ بها مباركةً بصومٍ
وشَهْرٍ جاءَنا شَهْراً فَضيلا
وبالعيد الذي يأتي بَشوشاً
ويجعل خُطْوَةَ الأَفراحِ مِيْلا
كذاكَ الشِّعْرُ بالإيمان يسمو
ويحمل للورى هَدَفاً نَبيلا
ألا يا منهجَ الإسلام، إنَّا
لَنُعْلِنُها وما نخشى عَذُولا
نُحبُّ بلادَنا جبلاً وسهلا
ونعشق بِيدَها عرضاً وطولا
ونعشق نخلها يعطي غذاءً
ويَنْبُوعَ الهدى يشفي الغَليلا
أليستْ مهبط القرآن لمَّا
تلاه المصطفى سَلَبَ العقولا؟
ورثنا منهج القرآن فيها
سماويَّاً، وتابعنا الرَّسولا
وتلك النِّعمة الكبرى أثارتْ
حسوداً أو حَقوداً أو عميلا
رَمَوْنا بالتَّمَذْهُب حين قالوا:
بوهَّابيَّةٍ أَغْوَتْ قَبيلا
وما صدقوا، فقد كَذَبُوا علينا
وصاغوا من روايتهم فصولا
أوهَّابيَّةٌ، والحقُّ شمسٌ
يبدِّد نورُها الليل الطَّويلا؟
وما عَرَف الإمامانِ انحرافاً
عن الإسلام أوْ تركا دَليلا
لقد رَفَعا لواءَ الشَّرْع، علماً
وسيفاً في حمايته صقيلا
وتلك الدَّعْوَةُ الكبرى، عليها
تَظَلُّ فُروعنا ترعى الأُصولا
بنى عبدالعزيز بها كياناً
ورثنا صرحَه جيلاً فجيلا
وما زِلْنا نمدُّ له الأيادي
رعيلاً صادقاً يتلو رعيلا
أمانةُ حِفْظِه آلتْ إلينا
لأنَّ الله قدَّر أنْ تَؤُولا
ومَنْ حَفِظَ المبادئَ نال فمنها
على دَرْبِ الهدى مَجْداً أثيلاً
ألا يا مَنْهَجَ الإسلام شكراً
لأنك لم تدعْ للوهمِ قِيْلا
مَلأْتَ القَلْبَ إيماناً وحُبَّاً
وكم عانى من البَلْوَى شُكولاً
جَلَوْتَ لنا الحقيقةَ في شُؤونٍ
يكاد الحالُ فيها أنْ يَحُولا
مَنَحْتَ مكانةَ الإخلاص قَدْراً
يجنِّبها المُكابرَ والجَهُولا
وصُغْتَ لهذه الدنيا نِظاماً
يَصُدُّ يَدَاً تَرُوم المستحيلا
وصُنْتَ العِلْمَ والفتوى بِهَدْي
يبعد عن منابرها العَجُولا
حَمَيْتَ النَّاس من بَلْوَى غُلوٍّ
وقولٍ يجعلُ العصفورَ فِيْلا
ومن فَتْوَى تُضِلُّ ذَواتِ سِتْرٍ
فيكَسِرْنَ الأساورَ والحُجولا
كشفت بمنهج القرآن رأْياً
هُلاميَّاً، وتفكيراً هَزِيلاً
وأصنافاً من الأقلامِ ظَلَّتْ
تصوِّر مَنْهَجَ الإسلام غُولا
ألا يا مَنْهجَ الإسلامِ إنَّا
لنشكر ربَّنا شكراً جزيلا
ونُؤمن أنَّ صرحك سوف يبقى
لأنَّ الحقَّ يَأْبى أنْ يزُولا
نقول لهذه الدنيا جميعاً
وحُقَّ لمن تيقَّنَ أنْ يَقُولا
حَبَانا الله بالإسلام عِزَّاً
ولن نرضى بمنهجه بَديلاً

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:20 AM
» عبدالرحمن العشماوي » قال لي ما العيد

قال لي : ماالعيد؟
أوْضِح صورة العيد لكي أعرِفَ رسْمَه

قلت : إن العيد أزهارٌ وأطيافٌ ونغمة
إنه ذاكرةُ الفجر التي لم تختزن ظُلْمه
إنه النّصُ الذي ثبّتَ فيه الحبُّ ختمه
إنه العيد، خيوطٌ من شعاعِ الحب،
عِقْدٌ أتقنَ الإحسان نظمه

قال لي : أسهبتَ في الوصف...

فقلت: العيد إشراقات بسمة
إنه أنت، فهل أدركت فهمه؟

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:20 AM
» عبدالرحمن العشماوي » خديجة ـ رضي الله عنها ـ


كوكبها لم يغبِ
وظنُّها لمْ يخبِ
كريمة في خلقٍ
وحسبٍ ونسبِ
إحساسها كخيمةٍ
شُدَّتْ بأغلى طَنَبِ
قدْ أسكنتْ فيها فتى
شهماً رفيع الرُّتبِ
لمَّا رأته عائد
بمالها المكتسب
مدَّتْ إليهِ يده
في غفلةٍ وأدبِ
خديجةٌ ، وحسبه
أنَّ اسمها كالذَّهبِ
أوَّلُ زوجٍ أسكنتْ
في قلبها خير نبي
كانت لهُ كالأمِّ في
حنانها وكالأبِ
ظلَّتْ له راعية
وصابرةً في الكُربِ
أرختْ لهُ جناحه
في رغبةٍ ورهَبِ
ومنحتهُ رحمةً
تريحهُ من تعبِ
لمَّا أتاها ليلةً
في موقفٍ مظطربِ
قالتْ لهُ أبشرْ فقدْ
نلتَ عظيم الأربِ
والله لا يخزيكَ من
أهداكَ مجْدَ الحُقبِ
تلكَ خديجة التي
مضتْ بعزِّ العربِ
بشِّرها حبيبه
بمنزلٍ من قصبِ

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:20 AM
» عبدالرحمن العشماوي » الرسول عليه الصلاة و السلام وأبو بكر في غار ثور

هجرةٌ يا رياحُ هبِّي رُخاءً
واهتفي يا بحار للملاَّح
أيها الغار ، غار ثورٍ ، تلاقى
عندك المجد وانبثاق الصَّباح
ثاني اثنين ، يا خيول قريش
هل سيجدي فيكن كبح الجماح
ثاني اثنين ، و العدو قريب
وحفيف الأشجار صوت نواح
ثاني اثنين ، والإله مجيب
وحمى مصطفاه غير مباح
ثاني اثنين ، أيها الغار بُشرى
صرت رمزا على طريق الفلاح
رجع المشركون عنك حيارى
لم يروا غير ظلمة الأشباح
ردَّهم " أوهن البيوت " فعادو
في وجوم وحسرة والتياح
خسر القوم كل شيء وأمسى
سيد الخلق وافر الأرباح

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:21 AM
» عبدالرحمن العشماوي » أمام حجرة عائشة ـ رضي الله عنها ـ

حَصَانٌ أيُّها الأعمى رَزَانُ
يشير إلى فضائلها البَنَانُ
رآها المجدُ أوَّل ما رآه
مبجَّلةً لها في الخير شانُ
ترى فيها البراءة مبتغاه
ويعجبُ من بلاغتها البيانُ
لها في قلب خير الناس حُبٌّ
تضلَّع من منابعه الجنان
سرى في الأُفْق منه شذاه حتى
تعطَّرتِ الغمائم والعَنَانُ
حبيبةُ قلبهِ روحاً وعَقْل
أحاطَ بها من الهادي الحنان
لقد شهدت بحبِّهما البراي
وطار بذكره الحَسَن الزَّمان
حبيبة سيِّد الأبرار، أهدى
إليها الحُبَّ فارتفع المكان
وأمُّ المؤمنين بأمرِ ربِّي
وتلك أُمومةٌ فينا تُصَانُ
لها من طِيْبِ مَحْتِدِها شموخٌ
به تاريخُ أُمَّتِنا يُزَانُ
لقد أعلى رسولُ الله قَدْر
لعائشَ فاستقرَّ لها الكِيَانُ
وعن جبريلَ أقرأها سلام
فقل لي: كيف ينفلتُ العنان
سلام من ملائكةٍ «كِرام»
فلا عاش المكابر والجبانُ
ولا عاش الذين لهم قلوبٌ
لها بمظاهر الكفر افتتانُ
وما كلُّ الرِّجال لهم عقولٌ
بها في كلِّ خَطْبٍ يُسْتعانُ
ففي الناس العقاربُ والأفاعي
ومَنْ هو في الخديعةِ ثُعْلُبَانُ
نعوذ بربِّنا من كلِّ قلبٍ
به من سوء نيَّته احتقانُ
ومن بعض النفوس بها لهيبٌ
يثور به من الحقد الدُّخَانُ
لقد كذبوا على خير البراي
ونالوا من حبيبته وخانو
وماذا يَنْقِمُ السفهاءُ مِنه
وفي تكريمها كُسِبَ الرِّهانُ
وكيف يصح فيها قول غاوٍ
وعندَ الله قد عُقِدَ القِرَآنُ؟
أَتُرْمَى زوجةُ الهادي بسوءٍ
ويبقى منْ رماها لا يُدَانُ؟
بغيضٌ من يُسيء لها بغيضٌ
عليه من الخَنَى والإثمِ «رَانُ»
إذا أَمِنَ الغواةُ عقاب ذنبٍ
تمادوا في الغواية واستهانوا
أما يكفي ابنة الصدِّيق وحيٌ
تنزَّل في الِّلحافِ لو استبانوا؟
أيا بيت النبوَّة أنت رمز
عليه من المهابة طَيْلَسَانُ
وفيكَ من التُّقَى نورٌ مبينٌ
وإحسانٌ وعَدْلٌ واتِّزَانُ
وفيكَ الحبُّ فجرٌ من حنانٍ
به الناس استضاؤوا حيثُ كانو
وفيكَ تدفَّق القرآنُ نهْر
وفي جَنَبَاتك ارتفع الأذانُ
وفيك وشائج القربى تسامت
وعنها صدَّقَ الخبر العيان
سما بمقامك العالي رسولٌ
وزوجاتٌ كريماتٌ حسانُ
لعائشَ فيكَ منزلةٌ ولكنْ
لهنَّ القَدْرُ والحقُّ المُصَانُ
أَيا بَيْتَ النبوَّة أنتَ صَرْحٌ
عظيمٌ لا تُطاوِلُه الرِّعانُ
برغم الحاقدين تظلُّ رمز
به الإيمانُ يُشرقُ والأَمَانُ

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:21 AM
» عبدالرحمن العشماوي » عمر ـ رضي الله عنه ـ

ماذا تقول لك الأشعار يا عمر
وعند نبعك بحر الشعر ينحسر
كأنني بقوافي الشعر قد وقفت
هيَّابةً عند باب الجود تنتظر
لو لم يكن لك إلا العدل لانبهرتْ
به ، فكيف بها و الفضل منتشر
عدل وجود وإقدام وتزكية
وللفراسة شأنٌ فيك معتبر
سهرت ليلك ترعى حال أرملة
ترعى اليتامى ودمع العين ينهمر
حتى حملت لها كيس الطحين وفي
عينيك من أدمع محبوسة أثر
لله درك طوَّعت الخلافة في
مصالح الناس حتى أينع الثمر
محدَّثٌ أنت بين الناس ميَّزهُ
ربُّ العباد بما يُجلى به البصر
كم أيد الله من رأي نطقت به
فصار تتلى به الآيات والسور
يفرُّ من دربك الشيطان منهزم
وعن طريقك ينأى وهو مندحر
يا رحلة المجد في تاريخ أمَّتن
بوركتَ من رحلة يسمو بها الخبر
كم نفحة من شذا الفاروق عاطرة
سرى النسيم بها ، واستأنس البشر

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:21 AM
» عبدالرحمن العشماوي » أبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ


قالوا : هو الصديق ، قلت : كفاه
ما يحفظ التاريخ من ذكراه
يكفيه " تصديق " النبي ، وأنه
في كلِّ موقف همَّةٍ زكَّاهُ
يكفي أبا بكر فخاراً أنَّه
في هجرة المختار قد آخاه
قطع الجبال الراسيات مرافق
لأعز خلق الله حين دعاه
وتعجبت منه الرمال وقد مشى
تقفوا خطا الهادي البشير خطاه
يمشي أمام المصطفى ووراءه
مشي المحب تفطرتْ قدماهُ
في قصة الإسراء و المعراج من
تصديقه ما لا ينال مداه
شرفٌ تتوق له الكواكب رفعة
لما ترى في الداجيات سناهُ
تكفي أبا بكر خلافته التي
حفظتْ من الدين الحنيف عُراه
كالليث واجه ردَّةُ مشؤومة
فأعاد للإسلام من جافاه
تلميذ مدرسة النبوة و الهدى
خير الأنام على التقى رباهُ
يا رحلة الصدِّيق في درب الهدى
أحييت في قلب المحبِّ رضاه

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:22 AM
» عبدالرحمن العشماوي » فاطمة بنت محمد ـ رضي الله عنها ـ


يا ليل فاطمةٍ اقصرْ ولا تطلِ
فعندها شمعة الإيمانِ و الأمل
قنديل تسبيحها يا ليل يسعده
وصيته عندها من أفضل الرسل
هي ابنة المصطفى الهادي و يالك من
أبوَّةٍ شرفتها وهي زوج علي
أم الحسينينِ ما أغلاه من نسبٍ
لو حاولت نيله الأفلال لم تنلِ
يا ليل فاطمة ما زلت تبصره
تدعو وتسمع منها صوت مبتهلِ
تسبيحها يجعل الليل البهيم ضحى
تضيئه بجميل القول و العمل
شبيهة بأبيها وهي ساكنة
في قلبه زهرةً في روضه الخضلِ
تمشي على بسط الإيمان طاهرةً
سليمة القلب من حقدٍ ومن دَغَلِ
محمودة الصبر ، تأبى أن تفارقه
وقلبها الحرُّ لا يشكو من الزَّللِ
في منزل الوحي رباها الرسول على
دينٍ تزول الرَّواسي وهو لمْ يزلِ

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:22 AM
» عبدالرحمن العشماوي » عثمان ـ رضي الله عنه ـ


رفع الحيَاءُ بكَ اللِّواءَ ومجَّد
وإليكَ أهدى حُبَّهُ وتودَّدا
ورآكَ جيش العُسرةِ الكفَّ التي
تعطي وسلَّمكَ السَّخاء المقودا
يا قلب ذي النورين ، مازال الرِّض
بالله يمنحك المقام الأمجدا
حتى الملائك تستحي لمَّا ترى
وجهاً كريما بالحياءِ تودَّدا
في روضِ جودكَ يا ابن عفان التقى
كرمٌ وإخلاصٌ وفيكَ توحَّدا
للمَال في يدك الكريمة موقعٌ
ويظلُّ قلبكَ عن ثرائكَ أبعدا
لله درُّكَ أيها الشَّهم الذي
بسخائه وبجودهِ بلغ المدى
بايعتَ في الرضوان بيعة غائبٍ
مدَّ الرسول لخالقها اليدا
شرفٌ وربك يا ابن عفان ارتقى
بكَ في المكارمِ و المفاخرِ سيدا
تلميذ مدرسة النبوة ، أنه
لأعزَّ مدرسةٍ تعلمنا الهدى

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:22 AM
» عبدالرحمن العشماوي » شرف البنوة


قلبُ الأمومة مايزال كبيرا

فمتى البنوَّة تحسن التقديرا

لوأبصر الأبناء من آبائهم

والأمهاتُ الحانيات صدورا

لاستنبتوا القبلات في أقدامهم

فُلاًّ ووردا ناضرا وزهورا

شرف البنوة ان تكون رفيقة

ومطيعة لا تقبل التقصيرا

ياأيها الأولاد دونكم الرضا

في الوالدين وجنة وحبورا

مدّوا رموش عيونكم ظلاًّ على

آبائكم وابنوا الوفاء قصورا

مدّوا أمام الوالدين قلوبكم

في كل دربٍ يسلكان جسورا

إن الأمومة والأبوة منبع
ٌ
للحب يجري في القلوب نميرا


ريحانة شمران
06-19-2024, 04:23 AM
» عبدالرحمن العشماوي » حلم اللقاء

قرِّبْ خُطاكَ فإنَّني مُشْتاقُ
عندي الحنينُ وعندكَ الإشفاقُ
أتُراكَ لم تعلمْ بحالي ، بعدم
عصفتْ براحة قلبيَ الأشواقُ ؟
قرِّب إليَّ الماءَ ، إنِّي لظاميءٌ
و لديكَ أنتَ الماءُ و الترياقُ
مهما تطاولَ عنكَ ليلُ صبابتي
فأنا إلى فجر المُنى توَّاقُ
ما دام لي حُلُمُ اللِّقاءِ فإنَّني
أحيا بهِ ، مهما يطولُ فِراقُ

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:24 AM
» عبدالرحمن العشماوي » أعطء القوس باريها

سلام الله
ياقدسي
سلام الله
يا "حيفا" ويا "يافا"
سلام الله نبعثه
وليل البؤسِ
يغمرنا
سلام الله
يا ريحانتي
يالحن أغنيةٍ عشقناها
سلام الله
ما عادت لحون القوم
تطربنا
سلام الله نرسله
فما عادت تسير إلى
رُبَا الأقصى
ركائبنا
وقمنا
ربما سرنا
يوقنا
وقفنا
ربما سرنا
وحركنا
ركائبنا
ولكن
ألف دربٍ – ياربا الأقصى –
تضللنا
حلمنا باتحاد الصف
لكن
ألف بوقٍ – ياربا الأقصى –
تفرقنا
مددنا للسلام اكفنا
أملاً
ولكن
لم نجد كفاً
تصافحنا
أكف القوم
مدت نحونا – ياقدسنا المحبوب –
تصفعنا
أكف القوم
مددت نحونا – يا قدسنا المحبوب –
تسرقنا
مئات
مزقت أعراضها
ذبحت
مئات
قسمت أو طانها
طردت
مئات
تشرب المأساة راغمة
ونحن ..
نزف بشري النصر
تضليلاً
وسوط الذل
يلهينا
سلام الله يا قدسي
فإن نفوسنا ظمأى
وفوق ظهورنا ماء
وفي طرقاتنا ماء
ولكنا تعامينا
وضيعنا
منابعنا
ألست ترى
صحاري اليأس ملت
من تهافتنا؟
ألست ترى
وحوش الغاب تضحك
من تناحرنا
ألست ترى أعز القوم
يهتف عند سيده:
أنا كالسيفِ
يلمع حين تشحذه
ويخبو حين تغمده
أنا كالسهم
ينفذ حين تطلقه
يمزق صدر من تبغي
ويصبح كالعصا
لما تنكسه
ألست تراه يا قدسي
يمد يداً
تصافحنا
وأخرى في ظلام الليلِ
تخذلنا؟
لو أنا
قد منحنا القوس باريها
لما كنا
على "جفر الهباءةِِ"
نندب الموى
ونقرأ في سجل الكونِ
ما خطت
أناملنا
نردد ألف أغنيةٍِ
بلا هدفٍ
بلا معنى
فقد صارت أغانينا
تخدرنا
مضينا في دروبٍ
ما ألفناها
فواجهنا بها شوكاً وزقوماً
وضيعنا
معالمنا
رأينا رجعة "الغبراء"
داستنا سنابِكُها
سمعنا صوت "عنترةٍ"
و " داحسُ" لم تزل
تجري
و"عبلة" فوق هودها
سمعنا صوت "جساس"
ونضل السهم
يفتح في "البسوسِ"
طريق حسرتنا
لبسنا بردة "النعماِ"
يوم النحسِ
واجهنا ضحايا الدربِ
نندبها
وتندبنا
سمعنا صوت "هند"
ثم شاهدنا
مروق السهم
يخرق
صدر فارسنا
لماذا الغدر "يا وحشي"؟؟
هل تهفو
إلى حرية بالغدر ؟
هل تنسى
بأن الغدر رق
عندما تصحو
ضمائرنا
لبسنا بردة "النعمانِ"
يوم نعيمه المشهودِ
سِرنا
في طيالسنا
ركبنا
متن أمالِ بنيناها
ولكنا رجعنا
لم نجد في القوم معتوهاً
ينادمنا
رأينا
جولة "البلقاءِ"
في الميدانِ
شاهدنا يدي "سعد"
وقد رُفِعَتُ
إلى الحرمنِ
تابعنا فلولَ الفرسِ
والرومانِ
رددنا – ونحن نذوق طعم النصرِ –
ما أسمى
مفاخرنا
لو أنا
قد منحنا القوسَ باريها
لما كنا
على الأعتابِ
تهدرِ – يالحرستنا
كرامتنا
إلام نظل
نستجدي ؟؟
إلام نظل نهرب
من ضمائرنا؟؟
ونصنع من هزائمنا
هزائمنا؟؟
متى نُلقْي
عصا التسيارِ في أرضٍ
مطهرةٍ م الأعداءِ
ياقومي
متى ننسى
ضغائننا؟؟
متى نمضي إلى الأعداءِ
تحت شعارِ
وحدتنا؟؟
تعادى الليل
واسترخي ضياء الفجرِ
ما عاد النداء الحر
يوقظنا
بنينا المجد في أذهاننا
قِمماً
وبالأوهام مزقنا
صفوف المعتدي الباغي
وبالأحلام خدرنا
مشاعرنا
رفعنا رأس أمتنا؟؟
سؤال
لا جواب له
خفضنا رأس أمتنا
جواب
لا سؤال له
ألسنا في المحافِلِ
نُطلِقُ الكلماتِ
نيراناً
ونهزم من ينازلنا؟
ألسنا
في ظلام الفكرِ
نعشقُ وجه "لينينِ"
ونلمح في "كسنجر"
حل أزمتنا؟
ألسنا – أيها الأقصى –
نهر رماحنا نرمي
بهن
صور إخوتنا؟!
سنبقى – أيها الأقصى
بلا هدفٍ
سيحرقنا إليك الشوق
ما دامت
يد الباغي
تمرقنا
وما دمنا
نردد مجدنا الماضي
ولكن
لا يحركنا
وما دمنا
نرى إيماننا بالله "ياقدسي"
يؤخرنا
وما منا
نفر على ظلام الشك
نعصي أمر
خالقنا
ونطلب في احتدام الخطب
أن الله
ينصرنا
سنبقى
في طريق الذل – ما عشنا –
إذا لم يرجع الإسلام
شرع الله
يحكمنا

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:24 AM
» عبدالرحمن العشماوي » يا ساكنة القلب

بين عينيك قطوف دانية
وغصون ترسم الظل..
على أطراف ثوب الرابية
أنت..
ما أنت سوى الغيث الذي يغسل وجه الدالية
أنت..
ما أنت سوى اللحن الذي يرسم ثغر القافية
أنت لفظ واحد في لغة الشوق محدد
أنت لفظ بارز ..
من كل أصناف الزيادات مجرد
أنت للشعر نغم
أنت فجر ..
يفرش النور على درب القلم
أنت .. ما أنت؟؟
شذا .. نفح خزامي يملأ النفس رضا
يمحو الألم
أنت ـ يا ساكنة القلب ـ لماذا تهجرين؟؟
ولماذا تسرقين الأمل المشرق من قلبي
وعني تهربين؟
ولماذا تسكتين؟
ولماذا تغمدين السيف في القلب الذي تمتلكين؟؟
ولماذا تطلقين السهم نحوي..
سهمك القاتل لا يقتلني وحدي..
فهل تنتحرين؟؟
مؤلم هذا السؤال المر ..
نار في قلوب العاشقين
فلماذا تهجرين؟؟
أنت..
من أنت؟؟
يد تفتح باب العافية
راحة تسمح عيني الباكية
وأنا..
طفل على باب الأماني ينتظر
شاعر يشرب كأس الحزن
يدعو يصطبر
أنا نهر الأمل الجاري الذي لا ينحسر
لم أحرك مقلة اليأس
ولم انظر بطرف منكسر
أنا ـ يا ساكنة القلب ـ الذي لا تجهلين
شاعر يمسح بالحب ..
دموع البائسين
شاعر يفتح في الصحراء دربا..
للحيارى التائهين
أنا ـ يا ساكنة القلب ـ الذي يفهم ما تعني الإشارة
أنا من لا يجعل الحب تجارة
أنا من لا يعبد المال . ولا يرضى بأن يخلع للمال إزاره
أنا من لا يبتني في موقع الذلة داره
أنا من لا يلبس الثوب لكي يخفي انكساره
أنا..
من لا ينكر الود
ولا يحرق أوراق العهود
ما لأشواقي حدود
لهفتي تبدأ من أعماق قلبي
وإلى قلبي تعود
راكض..
والأمل الباسم يطوي صفحة الكون
ويجتاز السدود
راكض. . اتبع ظلي ..
وأدوس الظل أحيانا..
وأحياناً أرى ظلي ورائي تابعاً يمنح إصراري الوقود
لم أصل بعد..
ولم ألمس يد الشمس
ولم اسمع تسابيح الرعود
راكض..
مازلت أستشرف ما بعد الوجود
لم أزل أبحث عن حور..
وعن مجلس أنس بين جنات الخلود
لم أزل أهرب من عصري الذي يحرق كفيه..
ويرضى بالقيود
أنا ـ يا ساكنة القلب ـ فتى يهفو إلى رب ودود
لا تقولي: أنت من؟
ولماذا تكتب الشعر
وعمن..
ولمن؟؟
أنا كالطائر يحتاج إلى عش على كفّ فنن
حلمي يمتد من مكة ..
يجتاز حدود الأرض
يجتاز الزمن
حلمي يكسر جغرافية الأرض التي ترسم حداً للوطن
حلمي..
أكبر من آفاق هذا العصر
من صوت الطواغيت الذي يشعل نيران الفتن
حلم المسلم ـ يا ساكنة القلب ـ
كتاب الله, والسنة, والحق الذي..
يهدم جدران الإحن
أتقولين: لماذا تكتب الشعر وعمن ولمن؟؟
أكتب الشعر لعصر هجر الخير وللشر احتضن
أكتب الشعر لعصر كره العدل وبالظلم افتتن
أكتب الشعر لأن الشعر من قلبي
وقلبي فيه حب وشجن ..

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:24 AM
» عبدالرحمن العشماوي » أسمى البناء


أسمى البناءِ، بناءُ نفسٍ حُرَّةٍ
سلمتْ سرِيرَتُها منَ الأسْقامِ
وأعزُّ من مليونِ بُرْجٍ شاخِصٍ
أبراجُ همة عالمٍ وإمامِ
وكذلِك النَّفْسُ الأبيَّةُ تُبْتَنى
بالعلمِ والإيمَانِ والإكْرامِ
إنَّي لأَسْمعُ كُلَّ شبْرٍ شَامخٍ
منْ أرْضِنا المرْفوعة الأعْلامِ
يُلقي بألفِ تحيَّةٍ وتحِيَّةٍ
ويقولُ لي قولَ الفتى المِقْدامِ
للشَّمسِ أطْوارٌ، صباحٌ مُشرقٌ
وظهَيرةٌ، وغُرُوْبُها المُترامي
وتَظَلُّ شمسُ الحقِّ ذاتَ توهُجٍ
يرْتدُّ عنها جيشُ كلَّ ظلامِ
كمْ ناطِقٍ ذَرِبَ اللّسانِ، وقَلْبُهُ
يَغْلي بجمْرٍ للضَّغينَةِ حامِ
قُل ما تَشاءُ عن الحياةِ وحُسْنها
وجمالِ ما فيْها مِنَ الأحْلامِ
فالأمرُ بالمعروفِ خَيرُ هديَّةٍ
لبيوتنا، تحمي مِنَ الآثامِ
أرأيتَ ذا عقْلٍ يَرُدُّ هديْةً
منْ رحمةٍ ومودّةٍ وسَلامِ؟

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:25 AM
» عبدالرحمن العشماوي » قف هنا أنت لدينا متهم

قف هنا أنت لدينا متهم
أنت من أخطر من سارت به فينا قدم
أنت أقسى من طواغيت الأمم
أنت كالطاعون يسري في خلايا الجسم، كالأحجار في دار إرم

قف هنا أنت لدينا متهم

أنت منسوب إلى فرعون منقوش على باب الهرم
أنت من أخطر من يشقى به العرب وتخشاه العجم
أنت في أوردة العصر سقم أنت جرح نازف أنت ألم
قف هنا أنت لدينا متهم
أنت لا يرويك ماء إنما يرويك دم
أنت للإرهاب قرطاس وحبر وقلم
أنت مقطوع فلا أهل ولا خال وعم
أنت في تركيبة العصر نشاز وسقم ووجود كالعدم
أنت في إشراقة العصر انفيالات ظُلم
قف هنا أنت لدينا متهم

أنت في العين قذاة أنت في الأذن صمم
أنت سد في طريق العولمة
أنت ما صافحت شارون ولا عانقت باراك ولا باركت تلك الهيلمة
أنت لم تمدح يهود الدولمة
أنت لم تخدع بأضواء بريق الأوسمة
أنت لما شاهدت عيناك مونيكا تعوذت برب الكون منها وسمعنا لك بعض الدمدمة
أنت لم تبكي على الليدي ديانا حينما حطمها العشق وأعطاها فتى العُرب دمه
قف هنا أنت لدينا متهم

أنت ما قبلت كف الأرملة (أرملة رابين)
أنت ما دشنت بدأ الهرولة
أنت ما باركت تلك المهزلة
أنت ما زلت تصلى وتصوم
وعلى زورق تسبيحك في الليل تعوم
وإذا ما صافح الليل يد الفجر تقوم
أنت مازلت تثير البلبلة
قف هنا أنت لدينا متهم
أنت ما زلت ترى في الغرب إلحادا وميدان جرائر
أنت يا هذا أصوليٌ مغامر
أنت مازلت ترى أن الزنا والخمر رجسٌ وكبائر
لم تزل تدعو الى التقوى وإخلاص الضمائر
أنت لم تزل تدعو إلى صفو السرائر
أنت لا تمشي على الأرض ولكنك طائر
أنت في ميزاننا بالرغم من صمتك ثائر
قف هنا أنت لدينا متهم
ويحكم ويحكم .. اسكت وقف مثل الصنم
امنحوني فرصة يا قوم كي أدفع عن نفسي التهم
فأنا يا قوم لم أسمع بما قلتم ولن
وأنا يا قوم .. اسكت يا وغد وقف مثل الصنم
أنا والله بريءٌ .. دعك من هذا وقف مثل الصنم
عندنا ألف دليلٌ وبها القاضي حكم
قف هنا أنت لدينا متهم
أنت لم تترك يوما صلاة الفجر.. قل نعم
أنت لم تهجر كتاب الله يوماً، أنت تدعو الناس للإسلام .. قل أيضا نعم
أنت قدمت إعانات إلى الأفغان يوماً وإعانات لكشمير وداغستان والشيشان .. قل أيضاً نعم
أنت ما زلت ترى الطفل الفلسطيني مظلوماً .. فقل أيضا نعم
أنت لم ترفع على دارك أطباقاً ولم تنظر إلى أفلام هوليود ولم تسمع تقارير الأمم
قف هنا أنت لدينا متهم
أنت ما زلت ترى في المسجد الأقصى امتداداً للحرم
وترى دولة صهيون مثال الغدر في عرف القيم
أنت مازلت ترى انك قواماً على المرأة .. قل أيضاً نعم
قف هنا أنت لدينا متهم
إننا نملك آلاف الشواهد
أوما تسعى إلى نشر الهدى في الأرض، تعمير المساجد
أوما تسعى إلى كسب المحامد
أوما تأمر بالمعروف أو تنهى عن المنكر أو تسعى إلى إصلاح فاسد
أوما تدعو إلى حشمة ليلى وإلى حسن المقاصد
قل نعم هذا صحيح لا تعاند

قف هنا أنت لدينا متهم
أي نعم هذا صحيح
ليس فيما تثبت الدعوى لكم أمرٌ قبيح
أنا لا أدعو إلى غير المحامد
امنحوني فرصة يا قوم حتى أشرح الأمر لكم والله شاهد
أنا يا قوم محب للسلام
أنا أدعو لهدىً مبتسمٍ يجلو عن الذهن القتام
غير أني أعبد الله ولا أرضى بتحليل الحرام
أنا لا أرضى بجعل النور وصفاً للظلام
أنا ما خططت يوما لانفجارات ولا استهدفت ترويع النيام
صدقوني أنني لا أحمل الحقد ولا أرضى بتزوير الكلام

أنا إنسانٌ مسالم

أنا انسان مسلم
غير أني أكره الجور لا أرضى بتشويه المعالم
أنا لا أرضى بهتك العرض، تمزيق المحارم
أنا لا أعلن تأييداً لظالم
أنا لا أفتح عقلي للأباطيل ولا أرضى بتعليق التمائم
أنا لا يُضحكني تهريج هائم
أنا لا تطربني ألحان سكران ولا أفكار واهم
لست وغداً أيها القوم ولكني فتى يؤمن بالله ويدعو للمكارم
أنا والله مسالم
غير أني حينما أُطعن في ديني أقاوم

لست وغداً يا قوم .. وما كنت ولن
أنا لا أرضى بتقسيم الوطن
أنا لا أرضى بتقبيح الحسن
أنا لا أرضى بترحيل الملايين عن الأرض ولا هدم سكن
أنا لم أحرق سراييفو ولا حطمت كوسوفا ولا أحرقت عشاً أو فنن
أنا ما أثكلت قلب الأم أو أشعلت نيران الشجن
أنا ما زورت أوراقاً ولا أسقيت صبرا دمع شاتيلا ولا أحرقت بيت المقدس الغالي ولا أضررت قلبي بالإحن
أنا ما خبأت كف الغدر في أنفاق باريس ولا أشعلت في الأرض الفتن
خبروني بعد هذا أيها القوم من الوغد إذاً؟

خبروني بعد هذا أين آثار السقم؟
خبروني من يكون المتهم؟
أيها القوم اسمعوا منى حديث الواثقين
نحن بالإسلام نمضي تحت ضوء الشمس والنور المبين
نرشد الناس إلى الخير وندعوكم إلى روض اليقين
لا ترانا كلصوص الليل نمشي خائفين
نحن والطغيان ضدان فلا نامت عيون الكاذبين
ديننا الإسلام دين الحق والخير وأمن الخائفين
هو لا يرضى بتشريد المساكين وقتل الآمنين
هو لا يرضى بإهدار دماء الهاربين
وبتفجير بيوت الله، تحطيم رؤوس الساجدين
ديننا بوابة الإيمان والأمن وبستان اليقين

ديننا الإسلام دينٌ ينشر الخير وأسباب الرشاد
ويصوغ السلم للناس وفاءا وصفاءا ووداد
وإذا ما أفسد الباغون في الأرض دعانا للجهاد
عندها تخفق راياتٌ وتمتد جسور الخير في كل البلاد
خبروني أيها القوم لماذا بعد هذا أُتهم
ولماذا تزرعون الشوك في دربي وتلقون على بابي التهم
ولماذا لا تقولون لداعي الحق والعدل نعم

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:26 AM
» عبدالرحمن العشماوي » نار القصيدة


يا شاعراً أجْرَى لنَا مِحْرَاثهُ
في الشَّعرِ حتىَّ أنبَتَ الأشجارا
عجَباً لأمرِكَ كيف تنْسي كُلَّم
يَجْري وتَصدِمُ وحدَكَ التَّيارا
جرَّبْ كغْيرِك أن تَقُولَ قصيدةً
بكْمَاءَ وابدأ نحوها المشوارا
يا من تُثَبِّطُني رويدَك إنَّني
لأرى وراءَ ظلامنا الأنوارا
كل الَّذينَ يلوَّنُونَ حُرُوفَهُم
كي يربحُوا سَيُوَاجِهُونَ خَسَارا
عَصْري محيطٌ للجِراحِ وإنَّني
أزْمَعتُ منْذُ طُفُولتي الإبْحَارا
سأظَلُّ أُشْعِلُ في الطَّريقِ قَصائدي
ليرى المُشَاةُ الشَّوك والأشجارا
سأظَلُّ أعزُف لحنيَ الباكي على
وَترِ الأَسى لنْ أرحَمَ الأوتارا
حتى أرى فجر العَقيدَة ضاحكاً
طلقاً وحتَّى أسمع الأطيارا
وهناكَ سوفَ أمدُّ ظلَّ قصائِدِي
ولسوفَ أُجْرِي تَحْتَه الأنْهارا
قلْ للَّذينَ يُشوّهونَ مَقاصِدي
حبِّي لَكُمْ جَعَلَ القصِيْدةَ نَارَا

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:26 AM
» عبدالرحمن العشماوي » تهميش على دفتر الصداقة


أعفو ، إذا ركبَ الصديقُ الأصعب
وإذا رماني بالسِّهامِ و صوَّبا
وإذا تنكَّر للوفاءِ ، ولم يدعْ
للودِّ في بحر اللَّجاجةِ مَرْكبا
إنِّي لأعرضُ عن صديقي ، كُلَّم
أرغى وأزْبدَ بالخلافِ وأسْهبا
وأُحسُّ بالأسفِ الكبيرِ لأنَّهُ
أمسى منَ الذئبِ المخادِعِ " أذْأبا "
وأراهُ أحوجَ ما يكونُ إلى الذي
يحميهِ من أثر السقوطِ إذا كبا
قالوا: رماكَ بما يسوؤكَ صاحبٌ
واشْتدَّ فيما لا يسُرُّ وأغربا
وتغيَّرتْ أحوالُهُ ، فغدا على
ما لا تُحبُّ تلوُّناً و " تثعْلُبا "
فأجبتُ من قالوا ، بأنِّي لم أزلْ
أرجو له الغفرانَ فيما أذْنبا
قالوا: تطاول ، قلت : كم متطاولٍ
أمسى رفيقاً للهمومِ مُعذَّبا
قالوا : تجنَّى ، قلت : ذلكَ شأنُهُ
إنْ كانَ يرضى بالتَّجني مذهبا
قالوا : تنكَّر ، قلت ما ذنبي إذ
رضي الصحيحُ بأنْ يكونَ الأجْربا ؟!
قالوا: لقد كذبَ الحديثَ ، فقلت : م
شأني بمن وضع الحديث وكذَّبا ؟!
إنِّي أقولُ لمن جفاهُ صديقهُ :
كن أنت في ليل الجفاءِ الكوكبا
وإذا تقوقعَ في زوايا حقدِهِ
حَسَداً ، فكنْ أنتَ الفضاءَ الأَرْحبا
وإذا تمادى في التَّطاولِ صاحِبٌ
فاعلمْ بأنَّ العقلَ عنهُ تغيَّبا
واهْجُرهُ حتى يستعيد صوابَهُ
فأنا أرى هَجْر المُكابِرِ أصْوبا
واثبتْ ثباتَ "شَدَا" و "حُزْنَةَ" كُلَّم
لاقيتَ مهزوزَ الفؤادِ مُذبْذَبا
إنِّي أقولُ لمن أماتَ ضميرهُ
وقضى على معنى الوفاءِ وذوَّبا :
كم من صديقٍ في الحياةِ جنى الأسى
وجَنَى انتكاسَ القلبِ حينَ تقلَّبا

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:27 AM
» عبدالرحمن العشماوي » يا ضيف وجداني


أبحرتُ فيك لأنّك البَحْرُ
ونَهِلْتُ منك لأنّك النَّهْرُ
أرسلتُ طرفي في دُجَى ألمي
فَرَنا إليكَ لأنّك البَدْرُ
أسقيتُ منك زُهور ذاكرتي
فتألَّقَتْ، وتألَّق الزَّهْرُ
وسألتُ عن فجري فبادَرَني
منكَ الضياءُ، لأنّك الفَجْرُ
وسألتُ عنك السُّحبَ فابتَسَمَتْ
بَرْقاً، وقالتْ: إنّك القَطْرُ
لمَّا جرى بكَ في يدي قلمي
شَدَتِ الحروفُ، وغرَّدَ الحِبْرُ
يا ضَيْفَ كلِّ المسلمينَ إذ
ما جِئْتَ جاءَ الأنسُ والبِشْرُ
بك ترتقي النفس التي شَرُفَتْ
بالصوم فيك، ويُشْرَحُ الصَّدرُ
يا ضيفَ كلِّ المسلمين، له
في كلِّ قلبٍ مؤمنٍ، قَدْرُ
يقْوى الضعيفُ بما يشاهده
من صائميكَ، فيُسْعِفُ الصَّبْرُ
ويحسُّ فيك الأغنياءُ بم
يشكو الجياعُ، ويصنع الفَقْرُ
فتكونَ أنتَ، دليلَ غافِلِهم
نَحْوَ العطاءِ، فماله عُذْرُ
يتواضع المتجبِّرونَ، إذ
صاموك حقّاً، يَذْهبُ الكِبْرُ
يا ضيفَ أفئدةٍ بك ابتهجَتْ
فتألَّق الإحساسُ والفِكْرُ
يا ضيفَ قلبي، أنتَ في لغتي
سِرُّ البيانِ، وفي فمي ذِكرُ
تمتدُّ في قلبي وأوردتي
لمّا تجيء، غُصونُكَ الخُضْرُ
ضيفٌ جميل الوجهِ طَلْعَتُه
بدْرٌ يُضيء، وأنْجُمٌ زُهْرُ
«رمضانُ» أحْرُفُه محبّبَةٌ
يهفو إليها النَّثْرُ، والشِّعْرُ
لمَّا أُسِطّرها على ورقي
تَزْهُو اليراعةُ، يُورق السَّطْرُ
شهرٌ إذا ما جاءَ رافقَه
أمنُ القلوب، وغادَرَ الذُّعْرُ
في صَوْمِهِ، وقيامه تَعَبٌ
حُلْوٌ، به يتعاظم الأجْرُ
وخَلُوفُ أفواهِ العِبادِ إذ
عَقَدوا الصِّيامَ، كأنه العِطْرُ
بالفرحتين يفوز صائمُه
وهما «لقاءُ اللهِ» و»الفِطْرُ»
الله متخصٌّ بمنحته
للصائمين، وعنده الذُّخْرُ
«رمضانُ» اسمٌ باذخٌ شرف
بجلاله يتحدَّثُ الدَّهْرُ
تكفيه ليلتُه التي شَرُفَتْ
قَدْراً، تتيه بفضلهالعَشْرُ
يعلو مقامُ الصائمينَ، إذ
نُشِبَ الصِّراطُ، وأقبل الحَشْرُ
بوَّابةُ «الريَّانِ» تَرْقُبُهم
لله هذا العزُّ والفَخْرُ
يا ضيفَ أفئدةٍ معلَّقةٍ
بالله، يُجْبَرُ عندها الكَسْرُ
يا ضيفَ وجداني ومُؤْنِسَهُ
يا مَنْ بسِرّكَ يَحْسُنُ الجَهْرُ
تبقى الشهورُ على تألُّقِه
تمضي، وأنتَ السَّيِّدُ الشَّهْرُ

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:27 AM
» عبدالرحمن العشماوي » أنا مبحر

قالتْ : إلى من تُرسلُ الأشعار
ولمن تسوق حروفها أنْهارا ؟
ولمن تقدِّمُ شِيحِها وخُزَامه
وتزفُّ من كلماتها الأزهارا ؟
ولمن تطرِّزُ ثوبها وإلى متى
تبقى تُسامر ليلها ونهارا ؟
قالت:أراكَ بعثتَ شعركَ صرخةً
وصنعتَ منهُ الصَّارِمَ البتَّارا
أجريتهُ في الرملِ محراثا وهل
تعطي الرِّمالُ الزارعينَ ثمارا ؟!
قل لي بربكَ من تخاطبُ ، إنَّني
لأرى خِطابَ الغافلينَ خَسارا
فأجبتُ سَائِلَتي إجابة شاعرٍ
عرفَ الطَّريقَ إلى القلوبِ فسارا
للشعر قومٌ يعشقونَ حروفهُ
ويرونَ فيهِ الرَّوضَ و الأشجارا
ويرونَ فيهِ نجومَ ليلٍ كلَّم
جنَّ المساءُ تَاَلَّقتْ أنوارا
أنا مُبحرٌ لي في المُحيط سفينةٌ
من أحْرُفي لا ترْهَبُ الإبحارا
إنِّي أُخاطِبُ أُمَّتي ورجاله
ونِسَاءَها وكِبَارها وصِغَارا

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:29 AM
» عبدالرحمن العشماوي » جبل الهمه


قرِّبي وجهكِ من وجه القصيده
لترتمي فيهِ معانيكِ الجديدهْ
واسألي عن مشرقِ العزَّةِ فيها
و عن المجدِ الذي وفَّى عهودهْ
و عن التاريخ مازال شغوفاً
برؤاها وسجاياها الفريدهْ
قرِّبي وجهكِ من إيقاع شعري
لتَري قُربَ الأماني البعيده
لتري أحرُفَ شعري يا نعاتٍ
وتَرَيْ روضَ شعوري ووُرُودَهْ
وتريْ قلبَ مُحِبٍّ لكِ أمسى
يطرُدُ الليلَ ويجتازُ سُدُودَهْ
يحملُ الهمَّ على حالكِ ، لكنْ
روحُهُ بالحُلُمِ الآتي سعيدهْ
إيهِ يا غزةَ ، صبرٌ واحتسابٌ
يا مِثالَ المُدُنِ الكُبرى العتيدهْ
إيِهِ يا غزَّةُ ، في عينِ القوافي
أملٌ رحبٌ وأسوارٌ مشيدَهْ
إنَّني أُبصرُ في ليلِكِ فجْراً
سيُزيحُ الليلَ عنَّا ويهُودَهْ
غزَّةَ الأَمجَادَ في عينَيكِ شمسٌ
نورُها يكشفُ آثاراً مجيدهْ
أقبلَ الفجْرُ رسولاً لانتصارٍ
ساق في دوامةِ الليلِ بريدهْ
جبَلُ الهِمَّة لا يقدر إلاَّ
مؤمنٌ بالخالق الهادي صُعُودهْ

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:29 AM
» عبدالرحمن العشماوي » حالي مثل حالك

يا من تُسائل عن مجالي حدثيني عن مجالكْ
أنا ما سلكتُ الدَّربَ لكنِّي تتبَّعتُ المسالِكْ
ورأيتُ أقربَ ما هُنا ، مازالَ أبعدَ ما هُنالِكْ
يا منْ تُعاتبني ، أقلِّي اللومَ ، حالي مثلُ حالكْ
سِرُ انشغالي عنكِ يا ريحانتي سرُّ انشغالكْ
أولم يكن سبب احتفالي بالهوى سبَبَ احتفالكْ؟!
أولم يكنْ لَهَبُ اشتغالي بالأسى لَهَبَ اشتعالِكْ ؟!
أولم يكن يومَ انتقالي راحِلاً ، يومَ انتقالِكْ ؟!
لا تطلبي سبب اعتلالي ، إنَّهُ سبب اعتلالكْ
عفواً ، فإنَّ الحزنَ في قلبي تسلَّلَ من خِلالِكْ
إنْ تسأليني عن حبالي فهيَ جزءٌ من ْ حِبالِكْ
أو تسأليني عن خيالي فهو بابٌ من خيالِكْ
أو تسأليني عن جوابي فهو يولدُ من سؤالِكْ
أنا ما ارْتَجَلتُ مواقفي،لكن هربتُ من ارتجالِكْ
ومن احترافِكِ للتَّذبْذُبِ في المواقفِ واحتيالكْ
وكأنَّ عاقبة التَّذبْذُبِ لم تكن تخطر ببالِكْ
أنا ما أبحتُ لكِ احتلالي أو جنحتُ إلى احتلالكْ
لكنها الأقدارُ في الدُّنيا تُعرِّضُنا لذلكْ
إن كانَ نجمُكِ ساطعاً فظلامُ ليلِ البُعدِ حالِكْ
ريحانتي لا تسأليني عن هدوئي و انفعالِكْ
أنا لستُ أُفتي في المدينةِ إنَّما الفتوى لمَالِكْ
إنِّي ابتهَلْتُ لخالقي ، فلترفعي صوتَ ابتهالِكْ
إنِّي اعتدلتُ وما جنحتُ فكافئيني باعتدالكْ
فأنا بفضل الله لا أُلْقي بنفسي في المَهَالِكْ
لي منْ يقيني أَلْفُ مُنتجَعٍ ، ومنْ ثقتي مَمَالِكْ

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:30 AM
» السعودية » عبدالرحمن العشماوي » إشراقة أمل

ستار ظلام الليل سوف يجاب
وتسقى بأضواء الصباح رحابُ
وسوف يبين الفجر ما كان خافياً
ويفتح من بعد التغلق بابُ
وتشدو عصافير المنى بعد صمتها
ويخلع ثوب الشؤم عنه غرابُ
وتخلص من معنى التشاؤم بومةً
لها لغة من حبها وخطابُ
وما الشؤم إلا في نفوسٍ مريضةٍ
عليها من اليأس الثقيل حجابُ
أقول لمن زلَّ الطريق بخطوهِ
ومَنْ عَزْمُهُ عندَ الخطوبِ يُذابُ
سيمنحنا وجهُ الهلال استدارةٌ
ويفتحُ باباً في الظلامِ شِهابُ
ستورِقُ أشجار الوفاء وترتمي
قشورٌ، ويبقى للصَّبورِ لُبابُ
ستخصبُ أرضُ الحب منْ بعدِ جدْبها
ويُسْعفها بعدَ الجفافِ سحابٌ
سنرقى ونرقى ثم نرقى،لأنَّنا
تُحَكَّمُ فينا سنَّةٌ وكتابُ
لنا الكعبة الغراء والمسجدالذي
بناه الرسولُ المُجْتَبى وصِحابُ
لنا المسجد الأقصى وصخرته التي
تحومُ قرودٌ حولها وذئابُ
ثلاثةُ أقطابٍ تكاملحُسنُها
وعزَّ بها في العالمينجنابُ
وألَّفها وحيُ السَّماء علىالهدى
فطابتْ لأصحاب اليقين وطابوا
إذا سُئل التاريخُ عن سرَّمجدهِ
فمنَّا وفينا للسؤال جوابُ
وما الليلُ إلا رائدُ الفجرِ بعدَه
تُغرْدُ شمسٌ يستبينُ صوابُ

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:30 AM
» عبدالرحمن العشماوي » إلى أين؟

حاولت النوم فساءلني
قلبي المكلوم إلى أين؟؟؟
أتنام وتنسى آلامي
والسهر على الشاعر دين؟؟
تتركني في قبضة حزني
وتريح بغفوتك العين؟!
ياقلبي مزق أوهامي
وأرحني من ذكرى البين
دعني أتمتع ياقلبي
بالراحة لو طرفة عين

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:30 AM
» عبدالرحمن العشماوي » خفقان قلب الشعر

خفقان قلب الشعر ، أم خفقاني
أم أنه لهب من الأحزان
ماذا يقول محدثي؟ أحقيقة
ما قال ، أم ضرب من الهذيان؟!
ما لي أرى ألفاظه كحجارة
ترمي بها الأفواه للآذان
الشيخ مات" عبارة ما خلته
إلا كصاعقة على الوجدان
أو أنها موج عنيف جاءني
يقتاد نحوي ثورة البركان
يا ليتني استوقفت رنة هاتفي
قبل استماع نداء من ناداني
أو أنني أغلقت كل خطوطه
متخلصا من صوته الرنان
الشيخ مات" أما لديك عبارة
أخرى ، تعيد بها اتزان جناني
قل لي بربك أي شيء ، ربم
أنقذتني من هذه الأشجان
قل لي بربك أي شيء ، قال لي
عجبا لأمرك يا فتى الفتيان
أنسيتَ أن الموت حق واقع
ونهاية كتبت على الإنسان؟!
أنسيتَ أن الموت حق واقع
وجميع من خلق المهيمن فان
أنسيتَ ؛ لا والله لكني إلى
باب الرجاء هربت من أحزاني
"الشيخ مات" صدقتَ ، إني مؤمن
بالله ، مجبول على الإذعان
الشيخ ، لا بل قلعة العلم التي
ملئت برأي صائب وبيان
هو قلعة العلم التي بنيت على
ثقة بعون الخالق المنان
وأمامها هزمت دعاوى ملحد
وارتد موج البغي والبهتان
وتطايرت شبه العقول لأنه
وجدت بناء ثابت الأركان
أنست بها نجد ، ومهبط وحين
واسترشد القاصي بها والدَّاني
هو قلعة ظلت تحاط بروضة
خضراء من ذكر ومن قرآن
صان الإله بها عقيدة أمة
في عصرنا المتذبذب الحيران
ماذا تقول قصائد الشعر التي
صارت بلا ثغر ولا أوزان؟!
ماذا تقول عن "ابن باز" إنه
ستظل عاجزة عن التبيان
ماذا تقول عن التواضع شامخ
وعن الشموخ يحاط بالإيمان؟
ماذا تقول عن السماحة والنهى
عن فقه هذا العالم الرباني؟
مات "ابن باز" للقصائد أن ترى
حزن القلوب ، وأدمع الأجفان
في عين "طيبة" أدمع فياضة
تلقى دموع الطائف الولهان
"والخرج " تسأل و "الرياض" و "مكة"
عن قصة مشهورة العنوان
عن قصة الرجل الذي منحت له
كل القلوب مشاعر اطمئنان
ما زلت أذكر صوته يسري إلى
أعماقنا بمودة وحنان
يُفتي وينصح مرشدا وموجه
ومعلما للناس دون توان
نور على الدرب" ارتوى من فقهه
وسرت منابعه إلى الظمآن
يا رب قد أصغت إليك قلوبن
وتعلقت بك يا عظيم الشان
الشيخ مات" عليه أندى رحمة
وأجل مغفرة من الرحمن

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:31 AM
» عبدالرحمن العشماوي » في جنح الظلام

الليل ما أروعة و المنى
ترمقني من خلف ظلمائهِ
قرأت في دفتره قصتي
من ألف الحبِّ إلى يائهِ
ناجيت فيه النجم حتى غفا
لما دنا الفجر بأضوائهِ
وقلبي الولهات في لهفةٍ
تظمئه من لي بإروائهِ ؟!

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:31 AM
» عبدالرحمن العشماوي » غابة الظلم


غابةُ الظُّلم سَرَتْ منها الضَّواري
حين لا يقوى على الإدلاج ساري
غابةٌ ما أخرجتْ إلا وحوشاً
تتشهّى مَضْغَ أكباد الصِّغار
خرجت من غابة الظُّلم نهاراً
كمساءٍ، ومساءً كنهارِ
لبست ثوبين ثوباً من بريقٍ
يخدع الناس، وثوباً من سُعار
كشفت أنيابُها عن خلجاتٍ
تعشق الظلمَ وتهفو للدَّمار
تأكل الأخضرَ واليابسَ، ترمي
كلَّ من تلقاه في الدَّرْب بنار
ما لها حِسٌّ ولا عَقْلٌ يُريها
سوءَ ما يَجْلِبُه هَدْمُ الدِّيار
كلَّما لاحت لها أشجارُ روضٍ
يانعاتٌ، طَوَّقَتْها بحصار
ومضت تقتلع الأشجارَ حتى
تَبْلُغَ الغايةَ من جَنْي الثِّمار
تُشعل الحقل الذي ترتع فيه
ثم تمضي عنه من غير اعتذار
تعشق الإفسادَ في الأرض وتأبى
أن ترى أرض سواها في ازدهار
تَرِدُ النَّبْعَ، فما ترحل إلاّ
وهو يشكو من فسادٍ وانحسار
ربَّما ترحم بالقتل صغيراً
وبثوب الموت تكسو جسمَ عاري
ربَّما تحنو على الناس، ولكنْ
بالصَّواريخ وآلاتِ انشطارِ
وإذا ما أسرفتْ في العطف ألْقَتْ
بعناقيدِ الرَّدى في كلِّ دار
ربَّما تُحْسِنُ للجارِ، ولكن
بالذي تُحْسِنُ من سوء الجوار
يا وحوشَ الغابةِ السوداءَ، إنَّا
لم نعد في سوءِ مَسْراكِ نُماري
بين أنيابكِ أشلاءُ الضحايا
وعلى شِدْقَيْكِ آثارُ احمرارِ
كُلُّ مَنْ في هذه الأرض يراها
رَأْيَ عينٍ، بعد تمزيقِ السِّتارِ
افرحي بالوهم، تيهي في غرورٍ
عَرْبدي في الجوِّ، غُوصي في البحارِ
سوف تلقيْن من الله جزاءً
عاجلاً، يُلْقيكِ في نار البَوَار
أبْشري يا غابةَ الظُّلْمِ بخوفٍ
وارتكاسٍ في الرّزايَا وانكسار
سَطْوَةُ الظالم، دَرْبٌ للمآسي
ينتهي فيه إلى ذُلّ وعارِ
إنَّما الظُّلْمُ طريق الموتِ، مهما
حَقَّق الظالمُ من وَهْمِ انتصارِ

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:32 AM
» عبدالرحمن العشماوي » عندما يكون العتاب دليلاً على الحب

عصى الدمع عيني فلم يهطل
وقلبي بنار الأسى يصطلي
أيا مقلتي أنا في حاجة
إلى دمع عيني فلا تبخلي
فما يغسل الحزن عن خاطري
سوى الدمع همي به ينجلي
أيا ساكنا" في فؤادي متى
تريح وترتاح يامشغلي
وأين أراك على دربنا
تسير على عهدك الأول
حملتك في القلب ريحانة"
فكيف تحولت كالمنجل
حصدت السعادة في خاطري
ولم تتمهل ولم تمهل
لقد كنت كالشهد في طعمه
فصرت أمر من الحنظل
أيا راحلا" خلف أهوائه
تأمل حنيني ولا ترحل
نزلت إلى السفح مستسلما"
فياليت أنك لم تنزل
وياليت أنك أدركت ما
وراء السراب ولم تغفل
وسالمتني ثم حاربتني
فهل كنت تبحث عن مقتلي؟
وكيف جعلت ربيع المنى
خريفا" وقد كنت كالجدول؟
لقد ذبل الزرع في روضتي
ولولا جفاؤك لم يذبل
فكيف أمد إليك يدا"
وسهمك مازال في المفصل؟
أيا صاحبي لا تدعني على
طريق الظنون بلا موئل
إذا صدق الناس في سعيهم
فسوف يسيرون للأفضل

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:33 AM
» عبدالرحمن العشماوي » عندما يرتحل القلب


رحلت؟كلا، ولكن قلبي ارتحلا
فمن يقول إذا أقبلت حيهلا؟
ومن يسافر في قلبي يرى أملا
عذبا" ويبصر في أطرافه وجلا؟
ومن يصفف شعر الليل،لا رقصت
نجومه بعد أن غبنا ولا احتفلا؟
ومن يلقن ضوء البدر أغنية
كنا نكتمها عن غيره خجلا؟
ومن يطمئن نفسي بعد وحشتها
ومن يجفف دمعي بعد ما انهملا؟
ومن يرد إلى صبري كرامته
من بعد ماضاق عن جرحي وما احتملا؟
رحلت؟كلا، ولكن بسمتي رحلت
وكل مايجلب الأفراح لي رحلا
هذا هو الفجر قد جفت منابعه
كأنه شفة لم تعرف القبلا
وسافرت في مداها الشمس واجمة
وجوم فاتنة تستعطف الأملا
باتت وفي أذنيها صوت فارسها
وأصبحت تتلقى خطبها الجللا
يامن تسطر في سفر الفؤاد هوى
قد صار للسحر من تأثيره مثلا
أقفلت باب الرضا بعد الرحيل فهل
علمت أن حصان الشوق قد جفلا
وأن أرضي التي غادرتها لبست
ثوب الجفاف وصارت بعدكم طللا
وأن ذاكرتي صارت مغلقة
عن غير ذكراك لم تحفل بما حصلا
وأن طعم حياتي صار بعدكموا
مرا،وكان بكم فيما مضى عسلا
ماذا دعاك إلى بعد جعلت به
قلبي الحزين لأصناف الأسى نزلا؟
أما علمت بأني يامعذبتي
حملت قلبا" بحبل الرقة اتصلا؟
أبيت أحمل هم الناس أحسبني
من أجلهم شاعرا" عن نفسه شغلا
ماحيلتي في فؤاد لست أملكه
كم سار في طرقات الهم وانتقلا
إني أقول ونفسي عنك راضية
والصبر فتح في قلبي له سبلا:
لا تسأليني عن الحزن الذي قطفت
يداه جذع ابتساماتي بما حملا
لا تسأليني فلي رب ألوذ به
ولست أبغي به من خلقه بدلا
كم حاسد همه استعباد موهبتي
لو صح للسهل أن يستعبد الجبلا
يامن إذا أقبلت جاء الربيع على
آثارها وإذا ماغادرت نكلا
عرفت إحساس قلبي فارحميه وإن
قتلت حبي،فكوني خير من قتلا!!

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:33 AM
» عبدالرحمن العشماوي » من أنتِ؟

مَنْ أنتِ، والتفتَتْ إليَّ، وصَمْتُها
مني برغم جفافها يُدْنيها
مَنْ أنتِ، واشتعلتْ على أَهدابها
نظراتُ حُزنِ كاللَّظى تُصْليها
من أنت؟، وانطفأت شموعُ حديثها
مثلَ انطفاء اللّحن من شاديها
أنا وجهُ أرملةِ، وعينُ يتيمةٍ
وفؤادُ ثَكْلَى، بُؤسُها يطويها
أنا مَنْ أُسَمَّى “القدس” كيف نسيَتني
أنسيتَ أرملة شكا شاكيها؟!
أنسيت مَن ترنو إليكم، مثلما
ترنو مشرَّدةٌ إلى واديها؟!
“القدسُ” من معنى القداسةِ أحرفي
معنى يَزيدُ مكانتي تَنْزيها
بالمسجد الأقصى شَرُفْتُ، وإنما
تُعلي الكريمةُ قَدْرَ مَن يُغليها
أنا من أُسمَّي “القدس” يَلْفُحُها الأَسى
والمعتدي بسهامه يرميها
أنظرْ إليَّ بعين مَن لا يرتضي
ذُلاّ، ولا يتقبَّل التَّشويها
وانقلْ لأمتك الحديثَ فربَّما
فَطِنَتْ إلى أهدافِ مَنْ يُغويها
•••

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:34 AM
» عبدالرحمن العشماوي » بسلامة الصدر الحياة تطيب


بسلامَة الصَّدر الحياةُ تطيبُ
وتفيضُ بالحبِّ الكبيرِ قلوبُ
كالشمس يعصف بالظلام شُرُوقه
وتُعتِمُ الآفاقَ حينَ تغيبُ
في القلبِ ميزانُ العبادِ ، فإنْ صف
فالعيشُ صافٍ ، و البعيدُ قريبُ
وإذا تخثَّر بالضَّغائنِ و الهوى
فالقلبُ " كوزٌ " فارغٌ مقلوبُ
إنِّي أقول لكلِّ من في نفسِهِ
" شيءٌ " يعكِّرُ صفوها ويشوبُ :
ما هذه الدُّنيا سوى أُرجوحةٍ
للناسِ فيها عثرةٌ ووثُوبُ
مقياسُنا فيها شريعتُنا التي
فيها لسُؤْلِ السائلينَ مُجِيبُ
و الصبرُ فيها زورقٌ ، مهما عل
موجٌ ، يظلُّ يخوضُهُ ويَجُوبُ
إنْ قالَ فيكَ النَّاسُ قولَةَ ظالمٍ
فالقولُ عندَ إلهنا مكتوبُ
لا تبْتَئسْ منْ شاتمٍ مُتطاولٍ
أبداً ، فإنَّ الشاتِمَ المغلوبُ
دعْ عنكَ منْ يُبدي ابتسامَتَهُ على
دَخنٍ ، وسُمُّ لسانِهِ مسكوبُ
وانظر إلى خير العبادِ "مُحمَّدٍ "
كم نالَهُ من قومِهِ التَّثْريبُ
شتموهُ حتَّى في طهارةِ عرْضِهِ
ورموهُ ، وهوَ مُكرَّمٌ محبوبُ
صنفانِ يصعُبُ أن تنالَ رضاهُم
مهما تُحاوِلُ ، حاسِدٌ وكذوبُ
إنِّي أقولُ ، وفي عروق قصيدتي
أملٌ ، وصوتٌ للوفاءِ حبيبُ :
يا كُلَّ من يلوي عِمامةَ عالِمٍ
تلكَ الأمانةُ ، والإلهُ رقيبُ
لُمُّوا الشتاتَ ، فإنَّنا في عالَمٍ
قد فرقتهُ عن الصراطِ دُرُوبُ
من حولكم يا قوم ألفُ قذيفةٍ
يرمي بها التفسيق و التغريبُ
ومن التَّنطُّعِ و التَّطرُّفِ حولكم
نارٌ لها بينَ العقولِ لَهيبُ
فإلى متى يبقى التناحر بينكم
وإلى متى يتأوَّهُ المكروبُ ؟!
العلمُ ميراثُ النُّبوَّةِ و الهُدى
ولأهلهِ الأخلاقُ و التَّهذيبُ
همْ قُدوةُ الأجيالِ ، أنَّى يقتدي
جيلٌ بمن هو في الخلافِ يلوبُ
لا خيرَ في علمٍ إذا لمْ يَرْعَهُ
عقلٌ ، ولمْ يحدِبْ عليهِ لبيبُ
كم في الحياة قديمها وحديثه
من عالِمٍ ، وضميرُهُ مثقوبُ
أنَّى تُفيدُ غزارةُ العلم الفتى
وفؤادُهُ عن حلمِهِ ، محجوبُ ؟!
في منهج الإسلام صقْلُ نفوسن
وإليهِ عند الحادثاتِ نثوبُ
فإذا أصبنا ، فالإصابةُ غايةٌ
ما أسعدَ الإنسانَ حينَ يُصيبُ
وإذا تعثَّرنا بحبلِ خطيئةٍ
يوماً ، فإنَّا للإلهِ نتوبُ
نستغفرُ الله العظيمَ ، فإنَّهُ
سبحانهُ الغفَّارُ حينَ نُنِيبُ
وبعفوهِ ترقى النفوسُ ويزدهي
وجهُ الحياةِ ، و يُحسنُ التَّصْويبُ
يا كُلَّ من يلوي عمامةَ عالمٍ
لا تجعلوا ظنَّ العبادِ يخيبُ
تبدو لنا قِمَمُ الجليدِ شوامخ
لكنها تحتَ الشُّعاعِ تذوبُ

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:34 AM
» عبدالرحمن العشماوي » خالي العزيز


خالي العزيز رحلتَ عن دنيان
وتركتنا فيها نجرُّ خُطانا
كُنَّا نؤمِّلُ أن نراكَ وإنْ نأى
بكَ منزلٌ عنَّا وأنتَ ترانا
حتى إذا كتب الإله قضاءهُ
فارقتنا فتعذَّرتْ لُقيانا
ما عاد لي أملٌ بلُقيا راحلٍ
عشنا الطفولة عنده وصبانا
سبعونَ عاما في الحياة وسبعة
صارتْ لعُمرك عندنا عنوانا
أفنتكَ أم أنتَ الذي أفنيته
لا فرق مادام التفرُّق كانا ؟
أَطَويْتَ عمركَ ، أم طواك ، كلاهم
يتساويانِ وقد نأيتَ مكانا ؟
تمضي بنا الأعوامُ ، يطوي بعضه
بعضاً ، ويطوي طيُّها الإنسانا
خالي العزيز ، رحلت رِحلة فارسٍ
ركب المصاعبَ في الحياة حصانا
عرفتكَ أوقاتُ الصلاةِ مُبادر
صوتَ الأذانِ ، تُرتِّل القرآنا
ورآكَ شهرُ الصَّومِ عاشق صومِهِ
وأخا قيامٍ ينشدُ الرَّيَّانا
مرَّ الزَّمان كأنَّما هو لحظة
جمعتْ ثوانيها لنا الأزمانا
وكأنَّما هو طَيْفُ حلمٍ عابرٍ
لمَّا تعلَّقنا به جافانا
سبقاكَ ، جدِّي ، والحبيبةُ جدَّتي
سبقاً أثار شجوننَا وأسانا
وتقدَّمتْ أمِّي التي من أجلن
كانت بِصدقِ عطائها تتفانى
رحلت عن الدنيا بِنبضِ قلوبن
معها ، وأبقتْ عطفها وحنانا
ما زلتُ أذكرها تحوِّل كفَّه
حقلا بخير ثمارهِ غذَّانا
وتحوِّلُ الأهداب ظلاَّ كلَّم
هبَّتْ رياحُ همومنا غطَّانا
رحلوا عن الدُّنيا فصار بكاؤن
لغةً تصوِّرُ قَدْرَ منْ أَبكانا
وَرَحلتَ أنتَ الآن مِثلَ رحيلهم
فكأنَّما الماضي يعودُ الآنا
هل تلتقي الأرواح ، ذلك علمهُ
عند المهيمنِ خالقاً منَّانا ؟
خالي العزيز يكادُ يلجمُ أحرفي
ألم الرَّحيل ، و يُلجمُ الأوزانا
وأكادُ أشعرُ أنَّ كلَّ إشارةٍ
للذكرياتِ تؤجِّجُ النيرانا
ماذا سأذكرُ من حياةٍ كلُّه
ذكرى ، وذكرى تبعثُ الأشجانا
هل أذكر البيت القديم من الحص
و الطِّينِ شيَّد أهلهُ البنيانا ؟
هل أذكر (السَّنُّوتَ ) في أحواضهِ
و ( بعيثَران ) الدَّارِ و ( الرَّيحانا ) ؟
هل أذكر الجبل الأشمَّ وحولهُ
شجرٌ يمدُّ غصونَهُ خِيطانا ؟
أم أذكر ( الشِّعبَ الخصيب ) ولوزَهُ
و التينَ والزَّيتونَ والرُّمَّانا
أم أذكر (الكُرَّ) الصغير و(قفَّهُ)
و ( الغَرْبَ ) يصعدُ مفعما ملآنا
أم أذكر (المَحَّالَ) و ( الدَّرَّاج ) في
نغميْهِما صوتُ المَدَى نادانا
يتسابقان و( للمقاطِ ) و ( للرِّشا )
أثرٌ عميق فيهما قدْ بانا
تلك السَّواني تنزح الماء الذي
في الكُرِّ حتَّى تُنعشَ الأغصانا
هل أذكر المطرَ الغزير إذا هَم
سحًّا وأذكر بعدها الغُدْرَانا
ماذا سأذكر أيُّها الغالي الذي
هجر الطريقَ وفارقَ الميدانا
قالت : أراكَ حزِنتَ ، قلت لها : نعم
إنَّ الفراقَ يؤجِّجُ الأحزانا
قالت : وأين الصبرُ ، قلت لها : معي
فأنا أخوض بِصبريَ الطُّوفَانا
فالصبرُ عند الصدمة الأولى إذ
حمَّ القضاء ، يُهدِّئُ الوجدانا
ورضا النفوس بما يقدر ربُّه
شرفٌ تنالُ بنيلِهِ الإحسانا
ويظلُّ في لغةِ الأسى بابٌ لن
حتَّى نعبِّرَ فيهِ عن شكْوانا
لا بأس من حزنٍ ودمعٍ ، دونم
جزَعٍ ، تفجَّرُ نارُهُ بركانا
لا تسألي ، يا من سألتِ فإنَّ لي
في كلِّ ما سطَّرتُهُ برْهَانا
الخالُ في نظَر الشريعةِ والدٌ
فبهِ الرسول المصطفى وصَّانا
يا قلبُ ، خفِّف من أنينكَ راجع
للهِ ، واجعلْ ذِكرهُ اطمئنانا
لا تجعل الحزن المُهَيمنَ صاحب
يعطيكَ من حسراتِه ألوانا
إنَّ الحزينَ إذا تعاظمَ حزنُهُ
حسبَ الخلائقَ كلَّهنَّ حَزَانى
خالي العزيز ، فمُ القصيدةِ لم يزلْ
متلعثما ، وفؤادُها حيرانا
عجزتْ وربِّكَ أنْ تصوِّر لوعتي
أنَّى تصوِّرُ جمرةً ودُخانا ؟!
لكنني أطفأتها بتصبُّري
وجعلتُ طاعة خالقي ميزانا
طيَّرتُ سرباً من دعائي صاعد
نحوَ السماءِ أناشِدُ الرَّحمانا
يا ربِّ هذا الخالُ أمسى وَحدهُ
فامنح لهُ أنساً وهَبْهُ أمانا
وافتح له أبوابَ رحمتك التي
تدنِي إليه الصَّفح و الغفران
أسكنه يا ربِّي و كلَّ موحِّدٍ
سلكَ الطَّريق المستقيم جِنانا

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:35 AM
» عبدالرحمن العشماوي » في خليج العقبة


أعرِفُ المرجَانَ أقفو نَسَبَهْ
حين أدنو من خليجِ العَقَبهْ
مثْلَما أعرفُ أقصانا ، تَرَى
عينُ قلبي من بعيدٍ قُبَبَهْ
مثْلَما أعرِفُ ليلي ، حينم
يضحك البَدْرُ ويُغري شُهَبهْ
أعرفُ المُرجانَ ، ما أبصَرَه
غائصٌ في العُمقِ إلاَّ جَذَبهْ
حِقبٌ مرَّتْ بهِ في بحرهِ
ليتَ شعري،كيف أُحصي حِقَبَهْ ؟
ليتَ شعري ، أَهْوَ في لُجَّتِهِ
يعشق الموجَ ، ويهْوى صَخَبهْ ؟
ليتَ شعري ، أَهْوَ يدْري بالذي
سلبَ القُدسَ ، ومَاذا ارتَكَبهْ ؟
لو رأى المَرْجَانُ ما أحْدَثَهُ
غاصِبُ الأقصى ، لأبْدى غَضَبَهْ
هوَ خيرٌ من رجالٍ باركو
لعَدوِّ الله فِيمَا اغْتَصَبهْ
أيُّها المُرْجانُ ، هَذي أحْرُفي
أقْبلَتْ باكيَةً مُنْتَحِبهْ
أنتَ في بحرِكَ أصفى مَشْرب
منْ طرِيْدٍ لا يُلاقي مَشْرَبهْ
كُلَّما سار إلى مَنْبَعِهِ
صدَّهُ الباغي ، وأدْمى عَقِبهْ
أيُّها المرجانُ ، هلاَّ كُنتَ لي
صاحِباً يحْمَدُهُ منْ صَحِبَهْ
في فمي ملْحٌ ، و في قلبي أسىً
وأنا أبصِرُ زيفَ الكَتَبَهْ
وأنا أُبصِرُ في إعلامِن
جَوْقَةً يَصْطَنِعونَ الجَلَبهْ
جعلوا سيفَ البطولاتِ عَصَ
وحِصانَ الحقِّ خَلَفَ العَرَبهْ
في فؤادي المسجد الأقصى وم
لامَسَتْ رِجْلايَ منه العَتَبَهْ
دونهُ اللِّصُّ الذي يسْرِقُهُ
كُلَّما جاءَ مُحِبٌّ ضرَبهْ
وإذا أبصرَ شيخاً قاصد
ساحَةَ الأقصى ، بعنفٍ سَحَبَهْ
دونَ أحبابي جدارٌ فاصِلٌ
وعميلٌ يدُهُ مُضْطَرِبَهْ
و عُقُولٌ وَعْيُها مُسْتَلَبٌ
وقلوبٌ رُوحُها مُسْتَلَبَهْ
وقراراتٌ إذا ما صَدَرَتْ
حرَّكَ ( الفيتو ) عليْها ذَنَبَهْ
وبقايا دولٍ غافلةٍ
لا ترى اللِّصَّ و لا ما سَلَبهْ
أيُّها المَرْجَانُ يا خِدْنَ المَدَى
يا حَلِيفاً للبِحارِ اللَّجِبَهْ
ستراني ضَاحِكاً مُسْتَبْشِر
ألْثُمُ الأُفقَ وأَطْوي سُحُبَهْ
سَتَرى فرْحَةَ شعري حينم
يَمْلِكُ الحالِبُ ما قدْ حَلَبهْ
حينما أُبصِرُ أقصانا لن
و خَليلَ الدَّمْعَةِ المُنْسكِبهْ
وأرى غزَّةَ في عافيةٍ
بعدَ جُرْحِ الحَمْلَةِ المُلْتَهِبَهْ
وأرى القُدْسَ لنا خالِصةً
وأرى عِزَّتَنا و الغَلَبهْ
حينها سوفَ تراني مُبْحِر
بنشيدي في خليجِ العقَبَهْ

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:35 AM
» عبدالرحمن العشماوي » أنت علمتني !!


أنتِ علَّمتني الغُرورَ الجميلا
منذ أسْرجْتِ للهوى القنْدِيلا
أنتِ غذَّيتني منَ الحبِّ شهْداً
أنتِ أسقيتني بهِ السَّلْسَبيلا
أنتِ علَّمتني جنونَ القَوافي
أنتِ صيرتِها لعشْقي حُقُولا
أنتِ سلوايَ كلَّما رُمْتُ بُعْدا
كان ما رُمْتُ نَيْلَهُ المُسْتَحيلا
أنتِ علَّمْتِنِي غرُورَ مُحِبٍّ
ذاقَ طعمَ الهوى ، فَصَبراً جميلا
لا تقولي : إنِّي أحبُّك ، إنِّي
كُلَّما قُلْتها أزيدُ فُضولا
هيَ لو تعلمينَ شُعْلةٌ نارٍ
أحْدَثتْ في الفؤادِ لذْعاً جميلا
لا تقولي : إنِّي أُحبُّكَ ، إنِّي
لأرى وقعُها عليَّ ثقيلا
ألْزمي ثغركِ الجميلَ بصمْتٍ
قبلَ أنْ يُصبِحَ العنَاءُ طويلا
قبلَ أنْ يُصْبحَ الهدوءُ ضجِيجاً
ويهُزَّ الجريحُ سيفاً صَقِيلا
قبلَ أنْ تُصبِحَ الحروفُ سيوفاً
ضارِباتٍ وَوَقْعُهُنَّ صَلِيلا
قبلَ أنْ تُصبِحَ القوافي خيولاً
جامحاتٍ ولَحنُهُنَّ صَهِيلا
أنا لولا همومُ قومي لأضحى
لكِ شعري دوحاً ، وظِلاًّ ظليلا
وغدتْ أحرفُ القوافي زهوراً
ولأضْحَى مِزَاجُها زنجَبيلا

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:35 AM
» عبدالرحمن العشماوي » حداء على أسطول الحرية


أيُّها العالمُ جارَ الظالمون
وتمادى في التجنِّ الحاقدون
وأصابَ العدلَ في مقتلهِ
ظالمٌ باغٍ تولاهُ الجنون
أيها العالمُ جاوزتْ المدى
وترفقت بمن لايرحمون
خُذ مدى الصرخةِ واسأل بشر
شرِبوا الغفلةَ فيما يشربون
هل رأيتم سُفُنَ الخيرِ التي
نالها البغيُ وأنتم تنظرون؟
هاجمتها قوةٌ وحشيةٌ
ورماها بالرصاصِ الغادرون
أهدروا فيها دماءً حرةً
واستباحوها وأنتم صامتون
لم يعد واللهِ من عذرٍ لكم
قامت الحُجَّةُ مهما تدَّعون
دولةُ الإرهابِ ساقتكم إلى
خندق الظلمِ على ماتكرهون
صمتكُم ظُلمٌ كظلم المعتدي
كلكم في إثمهِ تشتركون
كلكم واللهِ في مستنقعٍ
من تداعيكم علينا تغرقون
أيُّها العالمُ لا قانونُكم
يردعُ الباغي,ولا هم يحزنون
لَمْلِموا أوراقَكم وارتحلو
عن حمى الإسلامِ يامستخربون
أغلقوا هيئتتكم فهي لكم
ملعبٌ,أنت عليهِ اللاعبون
لاتقولوا مجلسُ الأمنِ فم
وجدَ الأمنَ لديهِ الخائفون
دولٌ كبرى وصغرى قاده
بالأباطيلِ اليهودُ المرجفون
ماكذبنا في الذي قلنا لكم
إنما أنتم علينا تكذبون
كم بعثنا من نداءٍ صادقٍ
فوجدنا أنكم لاتسمعون
هذهِ غزَّةُ قد حاصرَه
صمتُكُم عمَّا جناهُ الغاصبون
كُلُّكُم حاصرها في سجنِه
كلكم في ظلمها تجتمعون
أيُّها الحكامُ في أوطانِن
ليتَ شعري,مالذي تنتظرون
أُكِلَ الأسودُ والأبيضُ في
جولةِ البغي وأنتم سامدون
دولةُ الإرهابِ لن يردعه
من على أوراقها يجتمعون
إنَّما يردعها عن ظلمه
وتماديها الرِّجالُ الصابرون

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:36 AM
» عبدالرحمن العشماوي » رضاعة الرجل الكبير

يا أَهلَنا, يا ربَعنا يا كل شيخٍ أو أميرْ
يا كُلّ ذي عقلٍ وإحساسٍ وذي نظرٍ بصيرْ
يا كُلّ ذي علمٍ ومعرفةٍ ومقدارٍ كبيرْ
يا كلّ من قرأ الكتاب وسنّة الهادي البشيرْ
يا أهل مكّة, مبهط القرآنِ, ناشرة العبيرْ
يا أهل طَيْبَة والرياض وأهل تاريخٍ قديرْ
يا أهل دينٍ كاملٍ بِهُداهُ تنّشرح الصدورْ
ما بالكم تتعاركون على الصريح من الأمورْ
هي في شريعتنا كضوء الشمس والفجر المنيرْ
عجباً لمن شُغلوا عن القولِ المسدَّد بالصّفِيرْ
وعن العظيم من المواقف والمبادئ بالحقيرْ
وعن الزّرابيّ الجميلةِ والمفارش بالحصيرْ
إني لأسال منْ ينادي بالتبرُّج والسُّفورْ
أَعلى اختلاط نسائنا ورجالنا يُبْنَى المصيرْ
يا أهلنا, يا ربعنا يا كلّ ذي نظرٍ بصير
أهل الشهامةِ والكرامةِ من إناثٍ أو ذكورْ
يا من سكنتم في الخيام ومن سكنتم في القصورْ
يا مَنْ أراكم كالنّخيل الباسقاتِ وكالزهورْ
هذي تجود بعطرها والنّخل يمنحنا التُّمورْ
يا كلّ ذي قلبٍ يحبُّ الرّفق والأمر اليسيرْ
ويحبُّ مصلحة البلاد يَصُدُّ عنها من يُغيرْ
يا كلّ صقرٍ لم يزل في أُفْقه العالي يطيرْ
ما بَالنُا في غفلةٍ عن حال عاَلـَمِنَا الخطيرْ ؟
الغرب في دوّامة الأحداث يبحثُ عن مُجيرْ
ما زال يشرب عَلْقماً ويعيشُ في لهب السّعيرْ
تتساقط الأخلاق فيه إلى الحضيضِ بلا نكيرْ
وقوارعُ الأحداثِ تُشعِرُنا بدائرةٍ تدورْ
والقدس في خطرٍ وغزةُّ تشتكي حَـرُّ الهجيرْ
وعراقنا في ضنْكِه وسجون حسرتِه أسيرْ
ومذابح الأفغان تعصفُ بالكبير وبالصغيرْ
وفُؤادُ باكستانَ أصبح يستغيث ويستجيرْ
وعقولُنا مشغولةٌ برضاعة الرّجلِ الكبيرْ ؟؟
عيبٌ ورب البيتِ ما يجري وشـرٌ مستطيرْ
يا أهَلْنَاَ يا كلّ ذي حظًّ من التقوى وفيرْ
إني لأخشى – أيها الأحبابُ من موتِ الضميرْ

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:36 AM
» عبدالرحمن العشماوي » تشكو الفتاوى


تشكو الفتاوى في زمانك حاله
من بعدما سَلبَ الفضاء جمالِها
صارت مُبَلْبلة الفؤاد, أتشكتي
علماءها, أم تشكتي جُهّالها ؟
قابلتُها يوماً على درب الأسى
تُلقي على باب الأنين رِحالها
فسألتها عمّا جرى فاستعبرت
ورمت إليّ مع الدموع سُؤالها
قالت: أتسألني كأنّك لا ترى
رمضاءَ بيداءِ الهوى ورمالها ؟
فأنا الفتاوى صِرتُ في أرجوحةٍ
أبلت أيادي الراحلين حبالها
أولست تبصر في الفضائيات م
يلقي عليّ من الهموم ثقالها
يتسابقون على انتهاك كرامتي
ويقلِّبون حرامها وحلالها
يتخّطفون القول من فم سائلٍ
متجاهلين من الأمور مآلها
يتجرّأون على الفتاوى بعدم
كسرت لهم أوهامهم أقفالها
كم ليلةٍ قطعوا عليّ هُدوءه
حتى أزاحوا نجمها وهلالها
هذا يجوّز للفتاة سفوره
ويُبيحُ أن تلقى النساء رِجالها
ويبيحُ للأنثى الذكورة َ ناسي
أن المهيمنَ حرَّم استرجالها
وهناك من عشق الظهور فزاده
رهقاً, وأعطى نفسه استرسالها
راقت له الشاشات حتى أصبحت
في النفس غايته التي يسعى لها
يا من تحمّلتم أمانة علمكم
ما كلُّ من حَمَلَ السيوف أجالها
ما كلُّ من راش السّهام رمي به
كم من سهامٍ لا تُحِبُّ نِصالها
إنّ التسرُّع في الفتاوى ثغرةٌ
تتسلُّل الفتن العظام خلالها
كان الصحابة يكبحون جماحه
ويضّيقون طريقها ومجالها
يتدافعون سؤالها وجوابه
ورعاً, ولا يستسهلون وبالها
ما بالكم أنتم كسرتم بابه
كسراً ولم تُبقوا عليها شالها ؟
ثوبوا إلى رُشدِ الحكيم وأطلقو
تقوى النفوس وحطّموا أغلالها
يا مسرعون إلى الفتاوى, هوّنو
فلربَّ فتوى أهلكت من قالها
ولربَّ فتوى شكّكت متديَّن
فيما لديه وأحدثت زلزالها
ما بالكم تنسون يوم قيامةٍ
الله يعلم – وحده – أهوالها ؟؟

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:37 AM
» عبدالرحمن العشماوي » صراع مع النفس

إيه يانفس قد لهوت كثيرآ
آن أن تطلب الهدى والرشاد
طال بيني وبينك الاخذ والرد
فهلا أبديت لي استعداد
وتركت الهوى فما ينفع اللهو
ولن يبلغ العَصِِي المرادا
إذا الأرض أجدبت ذات يوم
فهي تبغي من زراعيها اجتهادا
كلنا مخطئون لكن علينا
أن نروم الهدى ونبغي السدادا
بشر شأنه التقلب لكن
واجب أن يحطم الأصفادا
وجهاد الفتى مع النفس صعب
عليه أن يضل الطريق أو يتمادى
رب يا من إليك يهرع قلبي
ليست أبغي إلا عليك اعتمادا

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:37 AM
» عبدالرحمن العشماوي » حيرة

أنشد الراحة أشكو الألما
أطلب المستقبل المبتسما
وأناجي طيف آمالي فما
أسمع الأصوات إلا نغما
فهناك الورد يدعوني إلى
بسمة الشوق فيمحو الألما
وهناك الدهر في أعبائه
صرحة والنفس تخشى الندما
ويتيه الكون في أسراره
وأنا أنزف للكون دما
إنني أخشى ومالي عتب_
بسمة الدهر إذاما ابتسما
إنما بسمته عابرة
لاينال المرء منها أمما
فإذا مارقصت ساعة
سكنت دهرآ وصارت حلمآ
أفتاة الشعر ,هل عالمك؟
مثل ما نحن عليه او ,فما؟؟
فأجابتني ,وفي همساتها
صرحة البؤس وتحاكي اللغما
عجبآ للناس في اهوائهم
يطردون الواقع المحتشما
يطلبون العيش في أوكاره
ويهٌزون الأماني أسهما
يحكُم ما العيش إلا قسمة
فارتضوا من عيشكم ما قسما
إن يكن في الجهل موتٌ شرِسٌ
فكتاب الله أحيا أمما
تشرق الآمال في آياته
وينال الشعر منه الحِكَما

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:37 AM
» عبدالرحمن العشماوي » تساؤلات

دنوت ياليلي وهمي دنا
فكيف بالله أنال المنى

وكيف أمشى منك في مشرق
وأنت بالظلماء روٌعتنا

ومن يُنَحٌي الحزن عن خاطري
وقد تمادى فيه واستوطنا

أخشى من الفقر ولكنني
أضعاف خوفي منه أخشر الغنى

ماأحقر المرء إذا سار في
درب الأكاذيب وما أهونا

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:38 AM
» عبدالرحمن العشماوي » ابتسامة

أيها البائس,هذا اليأس...
...والوجد ,علامة؟؟

هذه الدنيا,ستخطو
هاإلى دار الإقامة

كم غريق....
في هوى الدنيا......
جنى منها النٌدامة

كم محب..
ترك الأحباب فيها,
وغرامة
ومضى عنها ليلقى
غاية السعي امامه

أيها الياس دع عنك
التشكي والسآمة

وابتسم,
...واصبر على الدنيا
ففي الصبر السلامة

كم قلوب بددت عنها...
...الأسى ب(الإبتسامة)

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:38 AM
عبدالرحمن العشماوي » وماذا لو تمادى ؟؟


تمادى, وماذا لو تمادى وأسرف
وأوغل في هدم البيوت وجرّفا ؟
تمادى, وماذا لو تمادى مكابر
وحطّم أقصانا الحبيب وأتلفا ؟
وشرّد آلافاً من القدس جهرةً
وجمّع أشتات البغاةِ وألّفا؟
وأسكن شُذّاذ اليهود ديارن
وساق إلى الأقصى الجنود وكثّفا ؟
وماذا لو استعدى علينا لصوصه
ولاحق أبناء الهدى وتخطّفا ؟
وماذا لو استاق النساء أمامه
وبالغ في ترويعهنّ وعنّفا ؟
وماذا لو اغتال الرجال بغدره
وموسادِه الباغي علينا وأسرفا ؟
تمادى, وماذا لو أقام كيانه
على جثث الموتى الكرام وأرجفا ؟
وحطّم أحلام الصفاء ولم يدع
لهم حُلُماً عذباً إذا طار رفرفا ؟
تمادى عدوّ الله في القدس وانتهى
إلى آخر المشوار فيه وطوّفا
تمادى وما زالت وساوس أمتي
تُريها عَصَا المحتلِّ غصناً مُهَفْهَفَا
وتبني لها فوق السراب حصونه
وفوق غبار الريح سُوقاً ومَصِرفا
كأنّ عــدوّ الله ما جرّ ثوبه
على أرضها كِبراً وجــــــــار وعنّفا
وغيـرّ آثـاراً وأخفـى معالم
وزوّر تاريخ البلاد وحـرّفا
تمادى عدوّ الله يا أمّة الهدى
وأعطاكِ آلافَ الوعود وأخْلَفَا
فكيف تركتِ السّيف يَعْلك غِمده
وصيّرتِه عند الخنوع " مُوظفّا ؟
وكيف غدا بالكذب قولكِ مفعم
وعقلك بالأوهام أضحى مغلّفا
ستبقين إن لم تطرُدي الوهم كالذي
تعثّر في حبل الهوى وتخلّفا
وما قيمة الإنسان في الأرض, إن غد
لساناً بلا صدقٍ وقَلْبَاً مُجَوَّفا ؟؟

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:39 AM
» عبدالرحمن العشماوي » ياشذا المجد أين بغداد عنا ؟!


يا شذا المجد أينَ بغدادُ عنَّا
ما لها استسلمتْ لطول الفراقِ؟
ما لها سافرتْ وراء سرابٍ
ما سقاها إلا سمومَ النِّفاقِ؟
أين بغدادُناَ لماذا تلظَّى
بين أحشائها لهيبُ الشِّقاقِ؟
ولماذا أضلَّها الوَهْمُ حتّى
أسلمتْها يداه للإِخفاقِ؟
يا بقلبي تلكَ المَغاني أَراها
تتلوَّى من قَسْوةِ الإحراقِ
يا بقلبي وجهَ المروءاتِ أمسى
كالحاً من تسلُّطِ الفُسَّاقِ
يا بقلبي صوتَ الحقيقةِ لمَّا
ضاع منَّا في ضَجَّة الأبواقِ
يا شذا المجد عين بغدادَ تبكي
يا بقلبي مدامعَ الأحداقِ
آه يا دارة الرشيد رأينا
كيف تسطو قبيحةُ الأشداق
ورأينا الصِّراعَ بين طُغاةٍ
فيكِ لا يُؤمنون بالإشفاقِ
كَبُرَ الجرحُ يا حبيبةُ حتىَ
أصبح الدمعُ حائراً في المآقي
ما استطعْنا سيراً لأنَّا حُفاَة
ولأنَّ الرؤوسَ في إطراقِ
ولأنَّ الإعصارَ هَبَّ علينا
وبقاياَ الخيام دُوْنَ رِواَقِ
ولأنَّا عن نَبْعِنا قد شُغِلنا
بسراب المَجاهلِ الرَّقْراقِ
يا شذا المجدِ عينُ بغداد تبكي
وتعاني من شدَّةِ الإرهاقِ
أين راياتُ خالدٍ والمثنَّى
أينَ إشراقةُ الصَّباحِ العراقي؟
أين فَتْحُ الفتوحِ يومَ رسمنا
لخيول الإيمانِ دَرْبَ انطلاقِ؟
حين سُقْنا قوافلَ الخير سُقْنا
للبرايا مكارمَ الأخلاقِ
ومددْنا لهم جسورَ التَّآخي
وفتحنا منافذَ الآفاقِ
هكذا يا عراقُ واراكَ عنَّا
في وحولِ الرَّدَى جُنونُ الرِّفاقِ
فتحوا الباب للجراثيم حتَّى
صِرْتَ تَشكو من حَصْبَة ٍوحُمَاَقٍ
قدَّسوا الوهم وامتطوا كلَّ ظهر
غير ظهر الخشوعِ للخلاَّق
لكأني أرَى حلَبْجة تسقي
عطش الظُّلْمِ بالدَّمِ المُهْراقِ
هكذَا يا عراقُ صِرْتَ حبيب
بينَ باغٍ ومُلْحدٍ أَفَّاقِ
في خِضمِّ القصفِ العنيف رأينا
كيف تبدو حضارةُ الأَطباقِ
ورأينا حضارةَ القومِ عُنْفاً
تتلقَّى الأَرواحَ بالإِزْهاقِ
تَهْدم الدارَ تقتلُ الطفلَ ترمي
بشظايا أحقادها مَنْ تُلاقي
لمَّعَتْ وجهَها الدَّعاوىَ ولكنْ
مالها عند ربِّنا مِنْ خَلاَقِ
يا شذا المجد في عراقِ الأَماني
والمنايا والوَرْدِ والحُرَّاق
يا شذا المجد في عراق التَّجلِّي
والتَّخلّيِ والخِصْبِ والإملاقِ
طوَّقَتْ أمتي الحوادثُ حتّى
أصبحتْ تشتكي من الأطواقِ
ما يَئِسْناَ والله إناَّ لنرجو
فَرَجَ اللهِ بعدَ هذا الخِنَاقِ
ما يئسْناَ فإِنَّ طَعْم المآسي
في سبيل الرحمنِ حَلْوُ المذاقِ
سوف تفنى جَحافلُ الظُّلمِ مهما
أحكمتْ غُلَّها على الأَعناقِ
يدّعي المُدَّعونَ والحقُّ شَمْسٌ
تُلْجِمُ المُدَّعينَ بالإشْراقِ

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:39 AM
» عبدالرحمن العشماوي » أيها الغائب


من مجيري من هموم تتوالى
وهجير لم أجد فيه الظلالا
من مجيري من أسى يطحن قلبي
يجعل البسمة في ثغري خيالا
روضتي كنت بها أسمع لحن
وأرى الزهرة فيها والغزالا
ما دهاها ؟ لم أعد أسمع إل
آهة الشاكي وأصوات الثكالى !
وأرى فيها عيونا باكيات
نال منها السهر المضني منالا
أيها الغائب، قد خلفت حزنا
وتركت الجرح يزداد اختيالا
كيف تدعوني إلى اليم وتمضي
بعد أن ألقيت في اليم الحبالا ؟!
غاصت الأنجم في الظلمة حتى
لم تعد ترمقني إلا احتيالا
ودنت أحلامنا منا , ولكن
قد كساها الليل أسمالا ثقالا
كان عهدي بليالي قصارا
كيف صارت بعد أن غبت طوالا ؟!
صار مائي كدرا بعد التنائي
ولقد كان على القرب زلالا !
كم طوينا من مسافات طوال
وتجاوزنا سهولا وجبالا
كلما ضجت من السير رحال
هيأ القلب من العزم رحالا
نطأ الشوك ونقتات المآسي
ونرى السير على الشوك نضالا
ويل دنيانا طوتنا في مداها
كلما امتدت بنا زدنا انشغالا
قدر ذقنا به اليوم انفصالا
مثلما ذقنا به الأمس اتصالا
شأن دنيانا , لقاء ووداع
وانتقال فوقها يتلو انتقالا
نطلب العزلة فيها غير أنا
قد ملكنا أنفسا تأبى انعزالا
كلما زدت صدودا وابتعادا
زاد قلبي لك شوقا وامتثالا
لم أجد في البعد والقرب دواء
أصبح النسيان من مثلي محالا
لم تطل أوقاتنا منذ التقينا
غير أنا قد زحمناها وصالا !
وملأناها وفاء , سوف يبقى
في جبين الدهر للناس مثالا
أيها الشاكي من البعد تمهل
ربما تجني من القرب وبالا !
أنخوض اللجة اليوم ونمضي
أم ترى نبقى على الناس عيالا ؟
كيف أحظى بجواب لسؤالي
وأنا ما زلت أجتر السؤالا ؟!
لي من الله معين ويقين
يطرد اليأس ولا يخشى الزوالا
ربما يلفحنا الإثم ,ولكن
نطلب العفو من الله تعالى

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:40 AM
» عبدالرحمن العشماوي » ابتهل


ابتهلْ، فالسَّماءُ تفتَحُ باب
ومضيقُ الأسى يَصير رحابا
ابتهلْ صادقاً، تَرَ النورَ يَهمي
وترى ما طلبتَه مُستجابا
أنتَ لا تسألُ العبادَ، ولكنْ
تسألُ الله رازقاً وهَّابا
تسألُ اللهَ قادراً، حين يقضي
بقضاءٍ يطوِّع الأَسبابا
لا تَخَفْ سَطْوَةَ البُغَاةِ، إِذا م
أشعلوا النارَ فتنةً واضطرابا
جَبَروتُ العبادِ ضَعْفٌ، وإل
فلماذا لا يَغلبونَ ذُبابا؟!
ولماذا لا يدفعون المناي
حين تأتي، ويكشفون الحجابا؟!
ولماذا لا يصمُدون، إذا م
حرَّك البحرُ موجَه الصَّخَّابا؟!
أيُّها الشاعر الذي بات يَبكي
ما لعينيكَ تُخْجِلانِ السَّحابا؟!
كَفْكِفِ الدَّمعَ، واطرد اليأسَ حتى
لا ترى منه أسْهُماً ورِهَابا
كيْفَ تهفو إلى القشور، وعهدي
بك لا تَستطيب إلاَّ اللُّبابا؟
أيُّها السائلُ الحبيبُ، تمهَّلْ
قبل أنْ تُلْبِسَ السُّؤالَ العتابا
آهِ، لو أنَّ ما بقلبي تجلَّى
لك حِسَّاً ولوعةً واكتئابا
لو تأمَّلْتَ ما حَوَى الصَّدْرُ مني
لرأتْ مقلتاكَ قلباً مُذَابا
ورأيتَ الذي يقوم بعذري
في زمانٍ يفرِّق الأَحبابا
آهِ من أمتي، أَلَسْتَ تراه
صَيَّرَتْ قصرَها المُنيفَ خرابا
تتضاغى السِّباعُ حَوْلَ حِمَاه
وهي تبكي لأنَّ قيساً تصابى
ولأنَّ الغرامَ أصبح نار
بين أضلاعه تزيد الْتهابا
لم تزلْ أمتي، ترى السيفَ غمد
وترى جَيْئَةَ العدوِّ ذَهَابا
وترى أَنْجُمَ السّماءِ ثقوب
وترى حُمْرَةَ الأصيلِ خضابا
لم تزلْ ترقب الضَّيَاعَ بعين
وبأخرى تراقب السِّردابا
جَلَّ قَدْرُ المهديِّ عن حالِ قومٍ
جعلوا الشَّتْمَ ذكرَهم والسِّبابا
لم تزل أمتي تجِّهز جيش
.عربياً يُغلِّق الأَبوابا
وتلاقي أعداءَها وهي حَيْرَى
حَسِبَتْهم من جهلها أصحابا
جهزَتْ مِزْهَراً وناياً وبُوق
لتُلاقي سيوفَهم والحِرابا
طائراتُ العِدَا تَسُدُّ فضاءً
وأساطيلُهم تشقُّ العُبابا
وهي في شاطئ التردُّد ترنو
.بعيونٍ لا ترفَع الأَهدابا
حمل المعتدي إليها المناي
والرزايا وسنَّ ظُفْراً ونابا
رَجموها بكلِّ دعوى، فلمَّ
خضعتْ، صدَّروا لها الإِرهابا
وهي تستعطف الذين رموه
كرعاةٍ يستعطفون الذِّئابا
أيُّها السائل المعاتب، مهل
فوجوه الأحداثِ تبدو غِضَابا
لا تَلُمْني إذا رأيتَ القوافي
لابساتٍ من الأسى أَثوابا
أين قومي؟ تلفَّتَ المجدُ يوم
فرآهم يقدِّسون القِبَابا
ورآهم يصافحون عدوَّ
لم يزلْ يشرب الدِّماءَ شرابا
لا تسلني عنهم، فَرُبَّ سؤالٍ
حار في شأنه الحليمُ جوابا
ما رمانا وراءَ ظهر المعالي
غيرُ قومٍ يُطاردون السَّرابا
قوَّضوا خيمة الإِباءِ، وباعو
للأعادي الأَوتادَ والأَطنابا
آهِ يا أمَّةَ الإِباءِ رماني
منكِ سَهْمٌ ما اهتزَّ حتى أَصابا
أنا يا أمتي أحبكِ حُبَّ
لو تأمَّلْتِه، رأيتِ عُجابا
كم سؤالٍ مُعاتبٍ فيكِ، لمَّ
كشفت وجهَه الصَّبابةُ غابا
آهِ يا أمتي، لديكِ كتابٌ
فلماذا تخالفينَ الكتابا؟
ولماذا لا تَتْبَعين رسول
مَلأَ الأرضَ حكمةً وصوابا؟
آهِ يا أمتي، لديكِ صيامٌ
.وصلاةٌ تبدِّد الأَتعابا
منبع الطُّهْر في رحابِك يجري
فلماذا لا تغسلين الثِّيابا؟!
أيُّها الشاعر الحزينُ، ترفَّقْ
بقوافيكَ، لا تَزدْها اغترابا
كم صوابٍ في ظَنِّنا، لو رجعن
للموازين، ما رأينا صَوابا
لو نظرنا لحكمةِ الدَّفْنِ فين
.ما ذَمَمْنَا من الطيور الغُرابا
عَلَّم الناسَ كيف تَحفر قبر
وعلى لحده تُهِيلُ التُّرابا
تُحْسِنُ الرَّكْضَ كلُّ خيلٍ، ولكنْ
.لا تُباري المهجَّناتُ العِرابا
أيها الشاعر المغرِّد، زِدْن
من قوافيكَ ما يَعِزُّ خطابا
في ضمير الدُّجى، إذا الليلُ أَرْخى
سِتْرَه، وجِّه الدعاءَ احتسابا
مُدَّ كفَّاً إلى السماءِ، تَجدْه
أخصبتْ من عطائِه إِخصابا
ابتهلْ، يقتربْ إليكَ بعيدٌ
لم تكنْ قبله تظنُّ اقترابا
سترى أنَّكَ الأَجَلُّ مكان
.وترى أنَّك الأَعزُّ جنابا
علِّمِ الكونَ كلَّه، أنَّ سَهْم
من دعاءٍ يَصُدُّ عنكَ العذابا
في سهامِ الدُّعاءِ، والليلُ دَاجٍ
قُوَّة، تجعل التَّقيَّ مُهابا

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:40 AM
» عبدالرحمن العشماوي » ابتهل

ابتهلْ، فالسَّماءُ تفتَحُ باب
ومضيقُ الأسى يَصير رحابا
ابتهلْ صادقاً، تَرَ النورَ يَهمي
وترى ما طلبتَه مُستجابا
أنتَ لا تسألُ العبادَ، ولكنْ
تسألُ الله رازقاً وهَّابا
تسألُ اللهَ قادراً، حين يقضي
بقضاءٍ يطوِّع الأَسبابا
لا تَخَفْ سَطْوَةَ البُغَاةِ، إِذا م
أشعلوا النارَ فتنةً واضطرابا
جَبَروتُ العبادِ ضَعْفٌ، وإل
فلماذا لا يَغلبونَ ذُبابا؟!
ولماذا لا يدفعون المناي
حين تأتي، ويكشفون الحجابا؟!
ولماذا لا يصمُدون، إذا م
حرَّك البحرُ موجَه الصَّخَّابا؟!
أيُّها الشاعر الذي بات يَبكي
ما لعينيكَ تُخْجِلانِ السَّحابا؟!
كَفْكِفِ الدَّمعَ، واطرد اليأسَ حتى
لا ترى منه أسْهُماً ورِهَابا
كيْفَ تهفو إلى القشور، وعهدي
بك لا تَستطيب إلاَّ اللُّبابا؟
أيُّها السائلُ الحبيبُ، تمهَّلْ
قبل أنْ تُلْبِسَ السُّؤالَ العتابا
آهِ، لو أنَّ ما بقلبي تجلَّى
لك حِسَّاً ولوعةً واكتئابا
لو تأمَّلْتَ ما حَوَى الصَّدْرُ مني
لرأتْ مقلتاكَ قلباً مُذَابا
ورأيتَ الذي يقوم بعذري
في زمانٍ يفرِّق الأَحبابا
آهِ من أمتي، أَلَسْتَ تراه
صَيَّرَتْ قصرَها المُنيفَ خرابا
تتضاغى السِّباعُ حَوْلَ حِمَاه
وهي تبكي لأنَّ قيساً تصابى
ولأنَّ الغرامَ أصبح نار
بين أضلاعه تزيد الْتهابا
لم تزلْ أمتي، ترى السيفَ غمد
وترى جَيْئَةَ العدوِّ ذَهَابا
وترى أَنْجُمَ السّماءِ ثقوب
وترى حُمْرَةَ الأصيلِ خضابا
لم تزلْ ترقب الضَّيَاعَ بعين
وبأخرى تراقب السِّردابا
جَلَّ قَدْرُ المهديِّ عن حالِ قومٍ
جعلوا الشَّتْمَ ذكرَهم والسِّبابا
لم تزل أمتي تجِّهز جيش
.عربياً يُغلِّق الأَبوابا
وتلاقي أعداءَها وهي حَيْرَى
حَسِبَتْهم من جهلها أصحابا
جهزَتْ مِزْهَراً وناياً وبُوق
لتُلاقي سيوفَهم والحِرابا
طائراتُ العِدَا تَسُدُّ فضاءً
وأساطيلُهم تشقُّ العُبابا
وهي في شاطئ التردُّد ترنو
.بعيونٍ لا ترفَع الأَهدابا
حمل المعتدي إليها المناي
والرزايا وسنَّ ظُفْراً ونابا
رَجموها بكلِّ دعوى، فلمَّ
خضعتْ، صدَّروا لها الإِرهابا
وهي تستعطف الذين رموه
كرعاةٍ يستعطفون الذِّئابا
أيُّها السائل المعاتب، مهل
فوجوه الأحداثِ تبدو غِضَابا
لا تَلُمْني إذا رأيتَ القوافي
لابساتٍ من الأسى أَثوابا
أين قومي؟ تلفَّتَ المجدُ يوم
فرآهم يقدِّسون القِبَابا
ورآهم يصافحون عدوَّ
لم يزلْ يشرب الدِّماءَ شرابا
لا تسلني عنهم، فَرُبَّ سؤالٍ
حار في شأنه الحليمُ جوابا
ما رمانا وراءَ ظهر المعالي
غيرُ قومٍ يُطاردون السَّرابا
قوَّضوا خيمة الإِباءِ، وباعو
للأعادي الأَوتادَ والأَطنابا
آهِ يا أمَّةَ الإِباءِ رماني
منكِ سَهْمٌ ما اهتزَّ حتى أَصابا
أنا يا أمتي أحبكِ حُبَّ
لو تأمَّلْتِه، رأيتِ عُجابا
كم سؤالٍ مُعاتبٍ فيكِ، لمَّ
كشفت وجهَه الصَّبابةُ غابا
آهِ يا أمتي، لديكِ كتابٌ
فلماذا تخالفينَ الكتابا؟
ولماذا لا تَتْبَعين رسول
مَلأَ الأرضَ حكمةً وصوابا؟
آهِ يا أمتي، لديكِ صيامٌ
.وصلاةٌ تبدِّد الأَتعابا
منبع الطُّهْر في رحابِك يجري
فلماذا لا تغسلين الثِّيابا؟!
أيُّها الشاعر الحزينُ، ترفَّقْ
بقوافيكَ، لا تَزدْها اغترابا
كم صوابٍ في ظَنِّنا، لو رجعن
للموازين، ما رأينا صَوابا
لو نظرنا لحكمةِ الدَّفْنِ فين
.ما ذَمَمْنَا من الطيور الغُرابا
عَلَّم الناسَ كيف تَحفر قبر
وعلى لحده تُهِيلُ التُّرابا
تُحْسِنُ الرَّكْضَ كلُّ خيلٍ، ولكنْ
.لا تُباري المهجَّناتُ العِرابا
أيها الشاعر المغرِّد، زِدْن
من قوافيكَ ما يَعِزُّ خطابا
في ضمير الدُّجى، إذا الليلُ أَرْخى
سِتْرَه، وجِّه الدعاءَ احتسابا
مُدَّ كفَّاً إلى السماءِ، تَجدْه
أخصبتْ من عطائِه إِخصابا
ابتهلْ، يقتربْ إليكَ بعيدٌ
لم تكنْ قبله تظنُّ اقترابا
سترى أنَّكَ الأَجَلُّ مكان
.وترى أنَّك الأَعزُّ جنابا
علِّمِ الكونَ كلَّه، أنَّ سَهْم
من دعاءٍ يَصُدُّ عنكَ العذابا
في سهامِ الدُّعاءِ، والليلُ دَاجٍ
قُوَّة، تجعل التَّقيَّ مُهابا

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:40 AM
» عبدالرحمن العشماوي » أنا وريشتي

طلبتُ من ريشتي أنْ ترسم القمر
فأبدعتْ وقضتْ من حاجتي وَطَرا
طمعتُ فيها، فقلت: النَّجمُ يُعجبني
فصوَّرتْ ريشتي من حُسْنِه صُوَرا
فزاد مما أرى في ريشتي طمعي
والمرءُ يَطْمَعُ فيما حُسْنُه ظَهَرا
فقلت: هيَّا ارسمي روضاً ورابيةً
خضراءَ تُعْجبُ في تنسيقها النَّظَرا
وأبدعي صورةً للنَّخل باسقةً
وصوِّري النَّبْعَ والأزهارَ والشَّجرا
وصوِّري سُحُباً في الجوِّ سابحةً
وصوِّري البرقَ فيها وارسمي المَطَرا
فأبدعتْ ريشتي في كلِّ ما رسَمَتْ
حتى رأيت لها في خاطري أَثَرا
طَمِعْتُ في ريشتي، قلت: ارسمي حُلُم
فصوَّرتْ صورةً، عقلي بها انبهَرا
قلت: ارسمي وَمْضَةَ الإحساس فانطلقتْ
تصوِّر البَرْقَ لمَّا يَخْطَفُ البَصَرا
قلتُ: ارسمي لَوْعَةَ المشتاق، لَهْفَتَهُ
حنينَهُ، دَمْعَهُ الرَّقْراقَ حين جَرَى
وصوِّري ليلَه ما زالَ يُرْهِقُه
طولاً، وَيُسْكِنُ في أهدابه السَّهَرا
وصوِّري فَرَحَ المشتاقِ حين يَرَى
وجهَ الحبيبِ وينسى الهمَّ والكَدَرا
ولم تَزَلْ ريشتي في كلِّ ما رسمَتْ
تُبدي لعينيْ من الإبداعِ ما استترا
وزادَ من طمعي فيها تَأَلُّقُه
فَرُحْتُ أطلبُ بالإسهابِ ما اختُصِرا
يا ريشتي، أنتِ في الإبداعِ رائدةٌ
كبَّرْتِ من لَمحَاتِ الفَنِّ ما صَغُرا
هيَّا ارسمي وَجْهَ مَنْ أهوى وبسمتَه
وناظرَيْنِ، إذا ما صُوِّبا سَحَرا
توقَّفَتْ ريشتي طال الوجومُ به
حتى تخيَّلْتُ رأسَ الرِّيشةِ انكسرا
ماذا دهى ريشتي، ما بالُها وَجَمَتْ
ما بالُ إبداعها في رسمها انحسرا؟!
قالت: أتطلبُ مني رسمَ فاتنةٍ
لو أبصر الفجر عينيها لما انتشرا
ولو رأى الزَّهْرُ في الواحاتِ بَسْمَتَه
لَمَا حَبَانا الشَّذا يوماً ولا ازدهَرا
ولو رآها نسيمُ الفجر حاضرةً
على ضِفافِ الرَّبيعِ الطَّلْقِ ما حَضَرا
هنا، رأيتُ يَدَ الإبداعِ راجفةً
كأنَّ ريشتَهُ قد أصبحتْ حَجَرا
فقلتُ: سبحانَ من صاغَ الجمالَ لن
حتى ظننَّا بأنَّا لا نرى بَشَرا

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:41 AM
» عبدالرحمن العشماوي » تلاميذ النبوة

دعوا عنكم صحابتنا الكرام
فكلٌ في مراتبه تسامى
وكلٌ عظّم الإسلام حتى
عرفناهم عمالقة عظاما
وكلٌ نال في الأمجاد سهم
فما أسمى وما أغلى السِّهما
نجوماً بعد خير الناس كانو
وما زالوا, يُزيحون الظَّّلاما
تلاميذ النبوة, خير صحبٍ
لمن كانت نبَّوته ختاما
رأتهم صافنات المجد جُند
وقد نصبوا من النَّقع الخياما
فردّدت الصهيل لهم تحاي
وألقت في أكفّهم الزِّماما
مُهاجِرهم, له شرفٌ عظيمٌ
وأنصارّيهم حمل الوساما
رجالٌ سجلوا التاريخ عنهم
بطولاتٍ تبُصّر من تعامى
نجومٌ في السماء فكيف يرقى
إليها من أبى إلا الحطاما ؟
ألا يا من تعلقتم بوهمٍ
وحولتم شريعتنا خصاما
وكوّنتم لكم قاموس شتمٍ
صديد حروفه يؤذي الكراما
وخضتم بالهوى مستنقعاتٍ
من الأحقاد, زادتكم سقاما
دعوا عنكم أبا بكرٍ صَدِيق
وصدّيقاً ومِقداماً هُماما
رفيق المصطفى في الغار, أكرِم
بها من صحبة رفعت مقاما
دعوا الفاروق صرحاً من شموخٍ
أضاء بعدله مصراً وشاما
دعوا عنكم حبيبة مصطفان
ولا تستسهلوا فيها الكلاما
كتاب الله برّأها, فسحق
لكل منافقٍحسر اللّثاما
دعوا قمم الصحابة فهي أعلى
وأنّى يبلغ الخُفُّّ السّناما ؟
ألا يا من شربتم كأس حقدٍ
وأحدثتم عن الصف انقساما
أعوذ بخالقي من سوء فعلٍ
يصوّره ضلالكم التزاما
لآل البيت أرسلت القوافي
تزفُّ لهم فؤاداً مستهاما
منحناهم على الإسلام حب
وقدمنا التحية والسّلاما
لنا من ديننا شمس ضحاه
يفّرق ليلكم مهما ترامى
نفضنا ما أثرتم من غبارٍ
ومن نفضى الغبار رأى الغماما
" عليٌّ " رابع الخلفاء, إن
لنمنحه مشاعرنا " احتراما "
نحبك يا أبا السّبطين حب
لو اصطبغ الجماد به لهاما
ولو شمّت روائحه الروابي
لما احتفلت بوردٍ أو خزامى
نحبك ما شعرنا أنّ حب
يعلمنا التناحر والصّداما
بخير الناس فيك قد اقتدين
فما نرضى لعروتنا انفصاما
ولا نرضى الغُلُوّ فقد وضعن
على فمٍ كلِّ إفراطٍ لجاما
ألا يا من رفعتم للتّجنّي
شعاراً يحمل الموت الزُّؤاما
شريعتنا لضوء الشمس, لكن
جعلتم ضوءها فيكم قتاما
نصبتم حب آل البيت جسر
لدعواكم, فضلّلتم أناما
وكيف يحبّهم من لا يراعي
مبادءهم ولا يراعى الذّماما
نقول لكم, وأعيننا تراكم
كما أنتم, سراباً أو جهاما:
بعيدٌ عن شريعتنا, مُكِبٌ
على بدعٍ, وإن صلى وصاما
تكشّفتِ المواقف عن جموعٍ
تُكشّف حول خيبتها الزّحاما
تُعلمنا النوازل حين تأتي
دروساً تُوقِظُ الشهم الهمام
وما الفتن العظام سوى اختبارٍ
يُبيّن من هوى ومن استقاما

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:41 AM
» عبدالرحمن العشماوي » نتسامى به

نتسامى به ونعلو مقاما
ونُباري الأَفْلاك والأجراما
نتسامى به بنورٍ مبينٍ
وبترتيل آيه نتسامى
إنه الوحيُ قولُ ربٍ عظيمٍ
أنزل الوحيَ منهجاً ونظاما
هو شمسٌ لا تنثني عن طلوعٍ
وهو فجرٌ لا يعرف الإحجاما
هو كونٌ من الضياء فسيحٌ
من مشى فيه لا يخافُ الظلاما
هو أفقٌ من البلاغةِ رحبٌ
وبيانٌ يحيِّرُ الأفهاما
منهجٌ للحياةِ ديناً ودُنيا
وكمالاً في شرعه وتماما
هو قرآنُنا وسامٌ عظيمٌ
يا لبشرى من يحملون الوساما
يلهثُ الناس في الحياة ويبقى
أهلُ هذا القرآنِ أعلى مقاما
كل ما في الحياة يغدو صغيراً
حين يبقى القرآنُ فينا إماما

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:42 AM
» عبدالرحمن العشماوي » في ليل دافوس

في ليل دافوس كنا نبصرُ القمر
وفي طريق المعالي نلمح الأثرا
حكايةٌ بدأت من حرب غزّتن
لما تمادى عدوّ الله فانكسرا
لما رأينا صموداً من أحبتن
سلاح أعداءنا في ناره انصهرا
من ذلك الوقت لاحت في السماء
لنا شمسٌ رأها ظلام الليل فانحصرا
شمسٌ تأمّلها البسفور ساطعةً
فسرّه وجُهها الميمون وانبهرا
في تركيا شدتّ الأمجاد مئزره
وأيّنعت ثمرات الرّوض وازدهرا
ما زال للفاتح المغوار في دمه
نهرٌ أعاد إليها الخصب حين جرى
وما يزال أبو أيّوب شاهدنا أمام
أسوارها لا يكذب الخبرا
حكايةٌ بدأ التاريح يكتبه
في دفتر المجد والإقدام مفتخرا
إني أرى في سماء الحق ألويةً
تعيد من ذكريات المجد ما اندثرا
روحٌ تعود إلى ما كان من ألقٍ
وهمةٍ وإباءٍ يدفع الخطرا
تقول للمعتدي كنّا نهابك من ضعفٍ
لدينا ؟ وأما الآن سوف ترى
يا أوردغان تحيانا معطرةً
أما الدعاء فما استخفى ولا فـتـرى

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:42 AM
» عبدالرحمن العشماوي » خوضوا البحار


خُوضوا البحار وعانقوا الأمواج
فلقد أضأتم للوفاء سراجا
ولقد رسمتم للتّضامن لوحةً
عظمى وشيّدتم له الأبراجا
أسعدتم البحر الأجاج فلم يعد
من بعد ما أسعدتموه أجاجا
وأضئتم الليل البهيم بشمسكم
ومنحتموه سراجها الوّهاجا
علمتم الدنيا دروس فضيلةٍ
كسرت عن الأمل الكبير رتاجا
أحرجتم الدول الكبار وإن تكن
ماتت فما تستشعر الإحراجا
يا خير أسطولٍ رأته عيونن
لما رآه البغي هاج وماجا
يا خير أسطولٍ سرى بعزيمةٍ
كبرى ليمنح مُعدِماً محتاجا
ولينبي الدار التي هدمت بل
حقٍ ويحمل للمريض علاجا
ولينّصر المظلوم والمحروم في
عصرٍ تمادى الظلم فيه وراجا
لله دّر المدلجين لغاية
كبرى يهوّن لنيلها الإدلاجا
لما رأوا أن القضية أصبحت
أوراقها لا تبرح الأدراجا
ساروا لفك حصار غزةَ بعدم
ضرب النّظام العالمي سياجا
كسروا جدار الصمت منذ تسنّمو
متن الصعاب وأقبلوا أفواجا
يا أيها المتضامنون وفاؤكم
هزّ البحار وماؤها الثّجاجا
أنتم طليعة أمةٍ لا تنحني
ذُلاً ولا تتنكبُ المنهاجا

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:43 AM
» عبدالرحمن العشماوي » حينما يكون البحر شاهداً


يا بحر!! هذه الليلة الليلاءُ
ظلاماؤها لملدّلجين تضاؤء
خاضوا غمارك والظلام يلّفهم
والصاحبان بطولةٌ وفداء
ما أبحروا إلا وفي أرواحهم ألقٌ
تهاوت عنده الظلماء
جاءوا بما يشفي الصدور لأنهم
بالمكرمات وبالتضامن جاؤوا
جاؤوا إلى أكناف مقدسنا التي
في أرضها يتطاول الدخلاء
لما رأوا آلآم غزة ما له
في عُرف تجّار الحروب دواء
رحلوا إليها رحلةً ميمونةً
متضامنين وفي القلوب سخاء
يا بحر !! كم شرفٍ عظيمٍ حزته
لما التقى بعبابك الشرفاء
جاؤك من شرق البلاد وغربه
تتعدد الأجناس والأسماء
رسموا لأسطول التضامن غايةً
كبرى تهون أمامها الأعباء
هي نُصرة المظلوم ساقتهم
فهل يدري الغفاة ويدرك الجبناء
أرأيتهم يا بحر لما أقبلو
في جنح ليل الصبر كيف أضاؤوا
أرأيتهم لما تلاقى عزمهم
وهدير موجك حادياً والماء
صف لي بربك كيف صار إباءهم
ليلاً وصارت رحمةٌ ووفاء
أُسطولهم يا بحر كان رسالةً
للواهمين حروفها بيضاء
أُسطولهم يا بحر أصبح مَعلم
حراً تطير بفضله الأنباء
هو مَعلم الإنصاف في الزمن الذي
لعب الطغاة بأهله وأساؤوا
يا بحر !! أنت الآن راويةُ لم
ستر الظلام وقارف الأعداء
فاسرد حكاية ما جرى وارفع
بها صوتاً لتسمعَ صوتكَ الأرجاء
قُلها مقالة صادقٍ واشهد به
فقلوبنا وعقولنا إصغاء
والحق يبقى ظاهراً متألق
في الناس لمّا يصدق الشهداء
لما روى البحر الرواية كله
سطعت أمام العالم الأضواء
سقط القناع عن الوجوه فلم يعد
يخفى العدوُّ وُروحه الهوجاء
هي دولة الإرهاب أهون فعَلةٍ
ممّا جنته جريمةٌ نكراء
هي دولةٌ قانونها إرهابه
ودليلها في حكمها الأهواء
لا بيت أبيضهم يُداري ما جرى
منها ولا الوسطاء والعملاء
يا بحر !! أنت وكائناتك والمدى
بعد المدى والموجة الزرقاء
وجميع حبّات الرمال وما حوى
قاع المياه وما احتواه فضاء
نعم الشهود على العدوِّ وإنه
لشهادةٌ موثوقةٌ بلقاء
حقٌ كساطعة الضحى ما ضرّه
ألا تراه المقلة العمياء

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:43 AM
» عبدالرحمن العشماوي » إيقاعات على نيل مصر


هو الحبُّ يربَحُ من يَبْذُلُ
ويخسر في الحبِّ مَنْ يبخَلُ
ويسعد مَنْ بَابُه مشرَعٌ
لأحبابه، كلَّما أقبلوا
ويشقى به كلُّ مَنْ بابُه
أَمام أحبَّتِه مُقْفَلُ
هو الحبُّ يمنحنا راحةً
إلينا نسائمها تُقْبِلُ
يمدُّ إلينا الحبالَ التي
بها كلُّ منقطعٍ يُوصَلُ
ويرقى بأرواحنا طُهْرُه
فتسمو وتعلو ولا تنزِلُ
هو الحبُّ يا مصرُ إيقاعُه
جميلٌ وأنفاسُه أجمَلُ
بعيدُ المدى، مالَه آخرٌ
إذا سكن القلبَ أو أَوَّلُ
هو الصَّقْرُ في جوِّ أشواقنا
وفي روض أحلامنا البُلْبُلُ
هو الليلُ في بُعْدِ أحبابنا
وفي قُرْب أحبابنا المشعَلُ
أتيتكِ يا مصر في مهجتي
حنينٌ، وفي مقلتي جَدْوَلُ
وبين حناياي من حسرتي
على حال امتنا مرجل
أتيت، ترافقني قريتي
عَرَاءُ، بأزهارها تَرْفُلُ
ترفرف فوقي عصافيرها
ويُطربني شَدْوُها المُذْهِلُ
أمامي الحجازُ وأنوارُها
وتاريخها المشرقُ الأَمْثَلُ
وصحراء نجدٍ وواحاتها
وغيث الشموخ الذي يهطلُ
تزفُّ الرياض معي نخلَها
دليلاً على الحبِّ لا يُجْهَلُ
أتيتُكِ قافلتي أحرفي
وشعري حصاني الذي يَصْهَلُ
وليس مجيئي رحيلاً، وهل
إلى بيته ساكنٌ يَرْحَلُ
أيا مصرُ، تاريخنا حافلٌ
ونحن بتاريخنا نَحْفَلُ
ففسُطَاطُ عمروٍ له صورةٌ
حقيقتها فوقَ ما ننقلُ
وللأزهر الصَّرح إشراقةٌ
من الشمس أضواؤها تُصْقَلُ
وفي عين جالوتَ أعجوبةٌ
من النَّصر تُرْوَى ولا تُغْفَلُ
وفي خطِّ بَرْليْفَ ما دونه
جميعُ الأباطيل تُسْتَرْذَلُ
وربِّكِ يا مصرُ لولا أَسَىً
على أمتي نارُه تُشْعَلُ
ولولا جبال الهموم التي
على خافقي لم تَزَلْ تُثْقَلُ
ولولا الحروب وتجَّارُها
وليل جراحاتها الأَلْيَلُ
ولولا سياسات عصرٍ لها
رجالٌ تقول ولا تَفْعَلُ
لا سيقت نيلكِ من فرحتي
رحيقاً، به ماؤُه يُذْهَلُ
أيا مِصْرُ، مازال إيمانُنا
هو النَّبْعَ مِنْ فَيْضِه نَنْهَلُ
أخوَّتُنا لم تَزَلْ جدولاً
به كلُّ أوهامنا تُغْسَلُ
إذا كان للعصرِ ظَلْمَاؤُه
فأقمارُنا فيه لا تَأْفُلُ
وانْ كان للعصرِ بيداؤُه
فَزَمْزَمُنا فيه مسترسِلُ
أخي، في الكنانةِ، في خافقي
مكانُك مهما نَأَى المنزِلُ
أتيت وفي القلب من كعبتي
ربيعٌ ومن زمزمي مَنْهَلُ
وفي طيبةِ المصطفى روضةٌ
بها القلب عن غيرها يُشْغَلُ
ويبقى الفراغ الكبير الذي
بمسجدِ مَقْدِسِنا يكْمَلُ
تَواصُلُنا يا أخي شامخٌ
برغم الفواصلِ لا يُفْصَلُ
يؤلِّفنا منهجٌ واحدٌ
أتانا به المصطفى المُرْسَلُ

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:44 AM
» عبدالرحمن العشماوي » وقفة أمام خيام المبعدين

مضى ليلي وأعقبه الصباح
وما رحلت عن القلب الجراح
أرى عصفور أحلامي أمامي
وما غنى ولا خفق الجناح
أشاهد من وراء الغيب وجه
تجلى في ملامحه ارتياح
وأطمح للقاء به ولكن
متى هذا اللقاء به يتاح
كأني والقوافل ماضيات
طريد مات في فمه الصياح
تلفت يمنة فرأى سراب
وعن يسراه وافاه النباح
فأرخى طرفه وبكى وأبكى
ودمع الحر في الشكوى مباح
وقفت على مشارف ذكرياتي
أراقب من غدوا عنا وراحوا
خيول الراحلين لها صهيل
وقد ضاقت بمن رحلوا البطاح
أسائلهم ولو نطقوا لقالو
من الأحياء موتانا استراحوا
أرى نخل المشاعر باسقات
عليها من مهابتها وشاح
أراها لا عذوق لها ولكن
لها سعف تغاض به الرماح
وكيف تريد ثمرا من نخيل
إذا لم يجر في دمها اللقاح
تسائلني الحبيبة كيف أشدو
بأحزاني أفي الحزن انشراح
فقلت لها لأن الحزن شعر
وبينهما انغلاق وانفتاح
وما كل الذين بكوا حزانى
وإن نطقوا بشكواهم وباحوا
بكاء البلبل الشادي غناء
وشدو حمائم الدوح النواح
ولو أني أبوح بما أعاني
لما وفى الأساس ولا الصحاح
رأيت المبعدين ولو رآهم
كرؤيتنا لأنجدهم صلاح
لدى رابين مدفأة وبيت
يظلله وريحان وراح
وحراس يروح بهم ويغدو
وساحات ممهدة فساح
وهم فوق الجليد ولا قريب
يناصرهم ولا أمل متاح
إذا سكنوا الخيام شكوا صقيع
وتلطمهم إذا خرجوا الرياح
أحبتنا لكم منا سلام ، لكم
من بلبل الشوق الصداح
لكم من وزن شعري ما تسام
ومن ألفاظه الغرر الفصاح
رأيناكم فما للحزن حد
ولا للهيبه عنَّا براح
على أحزاننا نمسي ومنه
يكون إذا بدا الفجر اصطباح
تراكم أمتي بعيون حيرى
يعطلها عن السير الكساح
تتوق شعوبها للذود عنكم
ولكن ما بأيدهم سلاح
شعوب تكره الباغي ولكن
من الحكام للباغي السماح
تسائلني فلسطين المآسي
وقد دارت بحسرتها القداح
متى تصحو ربوعي ذات يوم
على صوت يُفك به السراح
متى أصحو على تكبير جند
وتهليل يطيب به الكفاح
حبيبتنا اعذرينا إن فين
خضوعا لا يروق له (الطماح)
تصاغ من السلام لنا دعاوى
وفي الأقصى ولبنان اجتياح
إذا باع الفتى للوهم عقل
ففكرته التي ولدت سفاح
ولولا أن في الدنيا انتكاس
لما عشقت مسيلمةً سجاح

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:44 AM
» عبدالرحمن العشماوي » بك اللهم أصبحنا

بك اللهم أصبحنا يقينً
وإيمانًا بفضلك يحتوينا
بك اللهم أصبحنا قلوبً
تتوق لربها دنيا ودينا
بك اللهم أصبحنا ,غسلن
بذكرك كل هم يعترينا
غرسنا يومنا بالذكر غرسً
فما أحلى ثمار الغارسينا
جنينا التمر والرمان منه
ونلنا خيرها عنبا وتينا
بك اللهم أصبحنا نفوسً
وأفئدةً تحب الصالحينا
وجدنا راحةً في النفس لمَّ
تلقينا الصباح مكبرينا
ذكرنا الله فابتسمت زهورٌ
وأرسلت الشذى بوحًا دفينا
ورددت البلابلُ ذكر ربي
على أغصان دوحتنا لحونا
رأينا الطير حين غدت خماصً
وراحت بعدما ملئت بطونا
رأينا الأفق مبتسمًا بشوشً
ضحوك الثغر حين بدى رضينا
رأينا الشمس تنسجُ للروابي
خيوط شعاعها تاجًا ثمينا
بك اللهم أصبحنا ,وقفن
أما جلال وجهك خاضعينا
شربنا من معين الذكر حتى
شعرنا بالرضا لما رَوينا
وعانقنا الفضاء الرحب لمَّ
سجدنا للمهيمن خاشعينا
بك اللهم أصبحنا ,لقين
من الأمل المغردِ ما لقينا
نُؤمل فيك آمالا عِظامً
نعلق فيك قلبًا مستكينا
بك اللهم أصبحنا فعشن
يقينًا مشرقًا يجلو الظنونا
وأطربنا المؤذن حين نادى
نداءً يسكبُ الإيمان فينا
أرحنا يا بلالُ بها أرحن
فديتك يا ختام المرسلينا
بمنهجك الكريمِ قد اقتدين
و أركضنا العزائمَ مقبلينا
طلبنا الراحة الكبرى ففاضت
علينا راكعين وساجدينا
بك اللهم أصبحنا قلوبً
ترى في ربها الركن الركينا
رفعنا بالسجود لنا مَقامً
رفيعًا مشرقُ المعنى مكينا
وأرفع ما يكونُ الناس قدرً
إذا وضعوا الجباه مسبحينا
بك اللهم أصبحنا ستبقى
كتغريد البلابل ما حيينا

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:44 AM
» عبدالرحمن العشماوي » يا قبة المسجد الأقصى

أقوى منَ الشَّمسِ في الآفاقِ إشراق
دينٌ حنيفٌ يُرينا الحقَّ برَّاقا
أقوى منَ الوَهمِ في عقلٍ بلا رشدٍ
حقٌّ يزيدُ مع الأيامِ إحقاقا
أقوى منَ الظالم المقطوعِ دابرُهُ
شعبٌ تحمَّلَ في مولاهُ ما لاقى
شعبٌ بأكنافِ بيت القدسِ مسكَنُهُ
مازال في ساحةِ الإقدام سبَّاقا
إنِّي أبجِّلُ هذا الشَّعبَ ، أحملهُ
في القلبِ حُبًّا وإحساساً وأشواقا
أراهُ في غمراتِ الحربِ مُمْتَشِق
سيفَ البطولةِ مثلَ السَّيل دفَّاقا
شعْبٌ يوجِّهُ للدُّنيا رسالته
ما لانَ في قَبْضَة الباغي ولا انساقا
أَلْقى على مسْمعِ الدُّنيا انتفاضتَه
وَأَطلَقَ الحُلُم المحبوسَ إطلاقا
لاقى عدوًّا بلا وعيٍّ ولا خُلُقٍ
فكانَ أحسنَ في الميدانِ أخلاقا
صارتْ فلسطينُ رَمزاً للإباءِ ، وم
زالتْ تُواجِهُ ضُلاَّلاً و فُسَّاقا
في قلبها ساحة الأقصى وقبَّتُهُ
وبيرقٌ للهُدى مازالَ خفَّاقا
شعْبُ البطولاتِ في أكنافِ مقدِسن
مازال أَطْوَل بينَ النَّاسِ أعناقا
لو استطاعتْ نجومُ الليلِ لا نسكَبتْ
عِطْراً على ثوبهِ الفضفاضِ رقْراقا
لانتْ صخورٌ وما لانتْ عزيمتهُ
ولمْ يُفاوضْ خبيثَ الطَّبعِ أفَّاقا
في كفِّهِ قَلَمٌ تختالُ ريشتُهُ
مازال يكتب للعلياءِ ميثاقا
لو استطاع شُعاع الشَّمس،صار لِم
يَخُطُّ من قِصص الأبطال أوراقا
يا قبَّة المسجِدِ الأقصى أراكِ على
مرمى الحَصاةِ،وقدْ أُحْكِمتِ إغلاقا
نُشاهِدُ المسجد الأقصى بأعينن
وقدْ ملأنا بهِ قلباً وأحداقا
تراهُ أعيُنُنا ، والعجزُ يقتلُن
غمَّا ، ويؤلِمُنا حُزْناً وإرْهاقا
إلى متى ؟ أَإلى أنْ نستفيقَ على
تطاوُلِ المُعتَدي هَدْماً وإحراقا
كأنَّنا ما نرى طوْقاً يُحاصِرُهُ
منَ العدوِّ ، وتحتَ الأرضِ أنفاقا
يا ضيْعَةَ الأمَّةِ الغرَّاءِ يَسْجُنُه
ذُلٌّ ، فتطرُقُ للأعداءِ إطْراقا
أمامها المسجدُ الأقصى الأسيرُ وم
مدَّتْ لإنقاذِه كفًّا ولا ساقا
كأنها لمْ ترَ الفاروقَ حين مشى
يقودُ بحراً منَ الأبطالِ صفَّاقا
وحينَ أَلْقى رِحالاً عند جابيةٍ
قد أبرقَ العزمُ في عينيهِ إبراقا
وحينَ لاحتْ على الأقصى بشائرهُ
وأغدق العدلُ بينَ النَّاسِ إغداقا
لمَّا رأتهُ بلادُ الشَّامِ راقَ له
مقامَ هيبتهِ الكُبرى كَمَا راقا
جاءَ التَّواضُعُ يمشي في براثِنهِ
ويُزهِقُ الكبرَ و التَّطبيلَ إزهاقا
يمشي و يركب لا كبرٌ ولا بطرٌ
قد أشرق الحبُّ في جنبيهِ إشراقا
مشى إلى المسجد الأقصى يُحرِّكهُ
إيمانُ قلبٍ حوى عطفاً وإشفاقا
ما جاءَهُ عمرُ الفاروق في صلفٍ
بلْ جاءَه مؤمناً بالله توَّاقا
كادتْ مفاتيحُ أقصانا وقد أمِنتْ
في راحتيهِ ، تُرينا الدَّمع مهْراقا
دمعَ البشَارةِ أنَّ الله أعتقَه
من قبضةِ الكفرِ والإلْحادِ إعتاقا
إنِّي أقولُ وإنْ طار العدوُّ بمن
وَالَاهُ من أمَّةِ الإسلامِ ، و اَسْتَاقا
وإنْ رأينا خياناتٍ تؤرِّقُن
من بعضنا ، ورأينا خائناً عَاقَا
يا شعبَ مقدسنا هذي بلابلُن
تشدو فلا تخش نعَّاباً ونعَّاقَا
الحقُّ في القُدسِ محْفوظٌ وإنْ كذبو
وأطْلقوا لاختلاسِ الوعْيِ أبواقا
الحقُّ في القُدْسِ محفوظٌ لأمَّتن
ديناً ، وعقْلاً وتاريخاً ، وأعرَاقَا

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:45 AM
» عبدالرحمن العشماوي » أغلى الهدايا


أغلى هدايا حاكمٍ ونظامِ
للناس ، حُكْمُ شَريعَةِ الإسْلامِ
أغلى الهدايا للشُّعوبِ ، حمَايةٌ
للمالِ ، والأعراضِ ، والأَفْهامِ
إغلاقُ أبوابِ المفاسِدِ والهوى
ومنافِذِ التَّضليلِ و الإيهَامِ
أغلى الهدايا للبلادِ وأهْلهَ
تطبيقُ شرع الله في الأحكامِ
أغلى منَ الدُّنيا ، ومن لذَّاتِه
وبرِيقِ ما فيها منَ الأوهامِ
رَفْعُ الملامةِ عنْ دُعاةِ فضيلَةٍ
نشروا الهُدى وأئمَّةٍ أعْلامِ
هُمْ يحرسُونَ الدَّارَ من مُتسلِّلٍ
يرْمي بحربتِهِ صُدورَ نِيامِ
كمْ أطْفأوا نيرانَ هتْكِ فضيلةٍ
وحموا بعونِ الله عِرْضَ كِرامِ
أغْلى الهَدَايا حِسْبَةٌ محمُدَةٌ
بينَ الأنامِ ، تشُدُّ أزْرَ نِظامِ
يا خادِمَ الحرمينِ ، دولتنا التي
قامتْ على الإسلامِ خيرَ قيامِ
مدَّتْ يديها للموحِّدِ حينم
نادى بشرع الواحِدِ العلاَّمِ
لمَّا رأتْهُ إلى المؤذِّنِ مُصغي
ومُصلِّياً للهِ خلفَ إمامِ
ركضتْ إليهِ بنَخْلِها وبسدرِه
وبِشِيحِها وعَرارها وخُزامِ
ركضت بعزمِ رجالِها ونسائِه
وبشَيْخهَا وبِكهْلِها وغُلامِ
ميزانُها قُرْآنُها ، وحديثُه
و المَسْجِدانِ وقوَّةُ الإلْهامِ
و الأمرُ بالمعروفِ،مهما حاولو
منْ يُفْلِتونَ القولَ دونَ زِمامِ
إنِّي لأسمعها تقولُ لكاتبٍ
مُستغْربٍ ، ومُفكِّرٍ " خَمْخَامِ "
ولمَنْ تشبَّهَ بالغُرابِ ، فما مشى
مَشْيَ الغُرابِ ، ولامشَى كحمامِ
وتقولُ للمُتَنطِّعينَ ، ومنْ غلو
في دينهم ، وتشبَّعوا بِخِصامِ
وتَقولُ للمُتطرِّفينَ جميعهمْ
ولكُلِّ مَنْ جَنَحوا إلى الإجْرامِ :
لا يلْتَقي سَيْفانِ في الغِمْدِ الذي
عَشِقتْ سريرتُهُ برِيقَ حُسامِ
شتَّانَ بينَ ضياءِ نجمٍ باهتٍ
سخِرَ الظلامُ بهِ ، وبدْرِ تمامِ
شتَّان بينَ مساجِدِ الله التي
تُبْنى وبينَ شواهِقِ الأهرامِ
قدْ يُصبحُ البُنيانُ صرْحاً، وهو في
ميزانِ شرعِ الله مثلُ رُكامِ
أسمى البناءِ ، بِناءُ نفسٍ حُرَّةٍ
سَلِمتْ سرِيرَتُها منَ الأسْقامِ
وأعزُّ من مليونِ بُرْجٍ شاخِصٍ
أبراجُ همَّةِ عالمٍ وإمامِ
أبراجُ جيلٍ مُؤمنٍ مُتطلِّعٍ
يرْقى بهِمَّتِهِ أعَزَّ مقامِ
يلْقى الحياةِ بدينِهِ وبعلْمِهِ
لُقْيا زهورِ الرَّوضِ قَطْرَ غَمَامِ
وكذلِكَ النَّفْسُ الأبيَّةُ تُبْتَنى
بالعِلْمِ و الإيمَانِ و الإكْرامِ
إنِّي لأَسْمعُ كُلَّ شبْرٍ شَامخٍ
منْ أرْضِنا المرْفوعة الأعْلامِ
يُلْقي بألفِ تحيَّةٍ وتحِيَّةٍ
ويقولُ لي قولَ الفتى المِقْدامِ :
للشَّمسِ أطْوارٌ ، صباحٌ مُشرقٌ
وظَهيرةٌ ، وغُروبها المُترامي
وتَظَلُّ شمسُ الحقِّ ذاتَ توهُّجٍ
يرْتدُّ عنها جيشُ كلِّ ظلامِ
كمْ ناطِقٍ ذَرِبِ اللِّسانِ ، وقَلْبُهُ
يَغْلي بجمْرٍ للضَّغينَةِ حامِ
قُل ما تَشاءُ عن الحياةِ وحُسْنه
وجمالِ ما فيْها مِنَ الأحْلامِ
فالأمرُ بالمعروفِ خَيرُ هديَّةٍ
لبيوتنا ، تحمي مِنَ الآثامِ
أرأيتَ ذا عقْلٍ يَرُدُّ هديَّةً
منْ رحمةٍ ومودَّةٍ وسَلامِ ؟!

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:45 AM
» عبدالرحمن العشماوي » مأساة التاريخ

مدخل
ذاتَ يوم وشتاءٌ قارًسٌ
ينشر في الجوِّ غيومَهْ
وهواءٌ باردٌ يلسع وجه الشمس
والسُّحْبُ عقيمهْ
وجبين الفجر مسجونٌ وراءَ الغيمِ يجترُّ همومهْ
كنت استمطر آمالي وأستقبل فجري
بسؤالٍ وسؤالْ : أيُّها الفجرُ لماذا تتوارى؟
لماذا تطرد اللَّيل وترتدُّ وراءَ الغيمِ مهزوما ًكسيرا؟
وتمطَّى الفجرُ من خلف الغيومِ
وبدا نصفُ جبينَ الشمس ياروعتهُ
مثلما.. يفترُّ ثغرُ الغادةِ الحسناءِ عن نصف ابتسامهْ
وغناءُ البلبلِ الصدَّحِ ينساب إلى أعماقنا
مثلما ينسابُ صوتٌ ناعمٌ في هدأةِ الليلِ
إلى سمع محبٍّ
ونداءٌ غارق في الأُفُقٌِ سكبته الريح في أسماعنا
مثلما..تسكب صوتاً لشريدٍ تاه في وسط مغارهْ
أو.. كما تسكب صوتاً لغريقٍ شهـِد الموجُ احتضارهْ
وسجنَّا الأُفق في اعيننا علنا نلمح في صفحتِهِ
صورةً تُنبئنا عن ذلك الصوتِ العميق
واحتبت لحظاتُنا بالصمتِ لم تنطق شَفَهْ
وصياح الريح يُفضي بنوايا ذلك اليوم الشتائي ويحكي صلفه
أين ذاك الصوتُ؟
هل أرهبهُ منظرُ الشمس بدتْ ملتحفه؟
أم تراهُ.. تاه عن آذاننا بين أكوام السحاب؟
لحظةٌ مرتْ وعاد الصوتُ أقوى وأشدَّا
ظلَّ يدعونا ألى أُفقٍ بعيدٍ
فمضينا وسمعنا ووعينا
الصوت
أيها اللاهون..والأيام جدُّ
ان يكن في الروضِ عصفورٌ شدا
وزهورٌ ضحكتْ ونسيمٌ..يبعث النشوةَ في أنفسكم
فاعلموا أنَّ الربيع الطلق يأتي بالخريف
ورياح الصيف تأتي بالشتاء
أصوات
أيُها الصوتُ تمهَّل
نحن قومٍ لنا في كُلَّ ميدان بطولهْ
لا تنل منا فإنا أهل عزمً ورجولهْ
سل بنا تاريخنا الحرَّ المجيدا
فلنا في كلَّ شبرٍ من أراضينا حكايهْ
الصوت:ساخراً
أيَّ عزم تقصدون؟
ما أرى..
إلا بطوناً شبعتْ ونفوساً خضعتْ
ما أرى
إلا عقولاً شغلتها لذَّةُ الأحلامِ عن تفكيرها
أنا لا أسألُ عن تاريخكم
إنما أسألُ عن أعمالكم
"صمت"
الصوت
لم هذا الصمتُ يلتفُّ على أفواهكم؟
الأصوات: " في هدوءٍ له معنى"
أترانا..
قد نبتنا فوق وجه الأرضِ من غير جذور؟
الصوت "بلهجةٍ جادة"
إنّ للتاريخِ ياقومُ حكايا
لم أزلْ احملها في جعبة الشك وأمضي
الأصوات
أيُها الصوتُ تدبَّر ما تقولُ
إنّ للتاريخ في أنفسنا منزلاً ما أعظمهْ
هل ينال العزَّ قومٌ جهلو تاريخهم
الصوت
أيُها القوم رويداً
لا تلوموني فقد..جاوز التاريخ حدَّهْ
حينما.. أذعن للطغيانِ
يُملي ويدُ التاريخِ يا ويل يدِ التاريخ تكتبْ
تجعل الخائن شهْما تلبسُ الباطل حقا
جاوز التاريخ حدَّهْ
جعل الزلة عزَّا ودماءَ الناسِ للطاغين خمرا
أين يغدو ذلك التاريخُ عنّا؟
قد كشفنا كلَّ زيفهْ
كلُ سطرٍ فيه يُخفي ألف سطرٍ
ووراء الحرفِ أشتاتُ حروفٍ
علَّمتنا..أنّ مايخفيه أعظمْ
فلماذا أُذُنُ التاريخ تصغي لنداء الظالمين؟
ولماذا يستجيب؟
"تتجه الأنظار إلى الأفق حيثُ ترى شبحاً قادماً يظل يقترب حتى يصل"

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:46 AM
» عبدالرحمن العشماوي » رجوتك يا حبيب

دَعِ الرَّشَّاشَ خَلْفَكَ يا حبيـبُ
وصافِحْنِي فأنـتَ أخٌ قريـبُ
رصاصتُكَ التي أطلقْتَ نحوي
تُصيبُكَ مثلما قلبـي تُصيـبُ
وقاتِلُنا هـو المقتـولُ فينـا
وأَسْعَدُنا هو الأشقى الكئيـبُ
لماذا يا أخـي ترتـدُّ نحـوي
ووجهُكَ في مقابلتي غَضُوبُ؟!
ألم نَسْكُـنْ مُخيَّمَنـا جميعـاً
تُشارِكُنا طُفُولَتَنا الخُطُـوبُ؟!
ألم نَشْرَبْ مَوَاجِعَنـا صِغَـاراً
وَنَرْضَعْهَا كما رُضِعَ الحليبُ؟!
دَعِ الأعداءَ لا تَرْكَـنْ إليهـم
فما يُعطيكَ إلاَّ الغَـدْرَ (ذِيـبُ)
إذا امتدَّتْ يدُ الباغـي بمـالٍ
إليكَ فَخَلْفَـهُ هـدفٌ مُرِيـبُ
لنـا أرضٌ مُبارَكـةٌ دَهَـاهَـا
منَ الأعداءِ عُـدْوانٌ رَهِيـبُ
ألم يُدْفَنْ أبـي وأبـوكَ فيهـا
وفي عَيْنَيْهِمَا دمعٌ صَبِيـبُ؟!
ستَشْقَى ثم تَشْقَى حينَ تَنْـأَى
بنا عن طَرْدِ غاصِبِها الدُّروبُ
أخي ورفيقَ آلامـي وحُزْنـي
وأحلامي، رَجَوْتُكَ يا حبيـبُ
رَجَوْتُكَ أنْ تكونَ أخـا وفـاءٍ
لِئَلاَّ يَدْفِنَ الشمـسَ الغُـروبُ
كأنِّي بالرَّصاصِ يقـولُ: كـلاَّ
ويَحْلِـفُ أنَّـهُ لا يستجيـبُ
يقولُ لنا: دَعُوا هذا التَّجَافِـي
وكُفُّوا عن تَنَاحُرِكُـم وتُوبُـوا
أخي، إنِّي رأيْتُ الحقَّ شمسـاً
يُلازِمُها الشُّروقُ فمـا تَغِيـبُ
فلا تَتْرُكْ يدَ الأحقـادِ تُدْمِـي
جَبِيناً لا يَلِيقُ بـهِ الشُّحُـوبُ
سَمِعْتُ مآذنَ الأقصى تُنـادِي
وفي البيتِ الحرامِ لها مُجِيـبُ
وصَوْتُ عجائبِ الإسراءِ يَدْعُو
وفي أَصْدَائِـهِ نَغَـمٌ عَجِيـبُ:
إذا دَعَـتِ المـآذِنُ بالتَّآخِـي
فحُكْمُ إجابَةِ الدَّاعِي الوُجُـوبُ
أخي، بيني وبَيْنَكَ نهرُ حُـب
وإخلاصٍ بهِ تَـرْوَى القُلُـوبُ
لِقَلْبَيْنَا مـنَ الإحسـاسِ دِفْءٌ
أرى جبلَ الجليدِ بـهِ يَـذُوبُ
كِلانَا لا يُريدُ سوى انتصـارٍ
يعودُ لنا بهِ الوطـنُ السَّلِيـبُ
كِلانَا فـي فلسطيـنَ الْتَقَيْنَـا
على هَدَفٍ، لِيَنْهَـزِمَ الغَريـبُ
لِنَرْفَعَ رايـةً للحـقِّ تُمْحَـى
بها من صَدْرِ أُمَّتِنَا الكُـرُوبُ
أخا الإسراءِ والمعراجِ، بينـي
وبَيْنَكَ حَقْـلُ أزهـارٍ وطِيـبُ
بِحَبْلِ العُرْوَةِ الوُثْقَى اعْتَصَمْنَا
فلا عاشَ المُخَالِفُ والكَـذُوبُ

ريحانة شمران
06-19-2024, 04:47 AM
» عبدالرحمن العشماوي » إشراق الغروب


يُشرِقُ الحبُّ من غروب المآسي
وتلوح الأفراحُ مِمَّا نُقاسي
ومنَ اللَّيل تخرجُ الشمس وجه
ضاحكَ الثَّغر بعدَ طول احتباسِ
ومنَ الطينِ تضحك الأرض شيح
وخُزامى وعطر وردٍ وآسِ
ومنَ الوجْدِ تستمدُّ القوافي
ما يُغنِّي به فمُ الإحساسِ
ومنَ البعدِ حين ينأى حبيبٌ
عن حبيبٍ ، يطيبُ قولُ المواسي
لا تقولي : جاء الظَّلام ، ولكن
جاءَ ضوءُ النجومِ بالإيناسِ
وأتى البدرُ زورقا منْ ضياءٍ
يمنح الليلَ بهجةَ الأعراسِ

ريحانة شمران
06-19-2024, 01:10 PM
» السعودية » عبدالرحمن العشماوي » غريب


غريب ، وأوطاني تُداس وأمتي
تعاني وموج الظلم يشتد صائله
غريب، وهل في هذه الدار منزل؟
لمن في سواها تستقر منازله
ألا ليت شعري يا بلادي متى أرى
خميساً من الأبطال سارت جحافله
يجَّمعنا شرع حكيم وسنّة
فيبدوا لنا زيف الضلال وباطله
أقافلة الإسلام هيا تحفزي
وسيري فإن الشر سارت قوافله
أيا أمتي،قد يأنس المرء بالهوى
ويشتاق للدنيا وفيها مشاغله
ويمضي مع الأيام يشدو بحبها
وفيها ولو يدري تقيم مقاتله
غريب، أنختار الحياض، وماؤها
غثاء وحوض الدين تصفو مناهله
وكم من صديق تحسب الخير قصده
فتبدو على مر الليالي مهازله
ومن سار في الدنيا بغير طريقة
* فقد بات والأوهام سم يداخله
تناول من الأغصان ما تستطيعه
* ودعك من الغصن الذي لا تطاوله

ريحانة شمران
06-19-2024, 01:10 PM
» عبدالرحمن العشماوي » سيل أشواقي


مُقِلٌ ولكن بهمَّتي الأغنى
فما أشتكي نقصاً ولا أشتكي غَبْنا
أميرةَ قلبي لستُ بالشاعرِ الذي
يُقدِّمُ باليُسرى ويأخُذُ باليُمنى
ولستُ الذي أصغي لكلِّ ناعقٍ
إذا سمعَ الأبواقَ أصغى لها الأُذُنا
ولستُ الذي يخلو من الحبِّ قلبُهُ
ويطعنُ ظهرَ الواثقينَ بهِ طعْنا
تعلَّمتُ من صفو الحياةِ وبؤسه
دروساً عليها ظهرُ طالبها يُحنى
فَطِنتُ إليها منذُ أنْ غرَّد الصِّب
وحرَّكَ أشواقاً غدوتُ بهام ُضنى
وأجرى بحارالشوقِ في نبضِ خاطري
فلا تسألي ، ماذا رأينا وما ذُقنا
أُحبُّكِ لو أنَّ البلابلَ أدْركتْ
حقيقةَ هذا الحبِّ ما ادَّخرتْ لحْنَا
ولو أنَّ حبي مدَّ للكونِ كفَّهُ
لما قدَّرتْ ليلى هواها ، ولا لُبنى
ولو أنَّ تياراً منَ السيلِ جارف
تحدَّرَ منْ أعلى الجبالِ إلى الأدْنى
ووطَّأ أكنافَ الهضابِ وساقه
وحوَّلها من بعدِ شدَّتها عِهْنا
وسارَ إلى طول البلادِ وعرْضه
ولمْ يُبقِ سقفاً للبيوتِ ولا رُكنا
ولم يُبقِ للأقدامِ فيها مواضِع
ولمْ يُبقِ للناجينَ من سيلِهِ سُكْنى
وحوَّلَ آثار البلادِ ولم يدعْ
لأحْسنها في مُقْلتيّ ناظرٍ حُسْنا
وغيَّرها سهلاً وتلاًّ وروضةً
ولمْ يُبقِ للأشجارِ جِذعاً ولا غُصنا
وشرَّدَ من فيها وشتَّتَ شمْلَه
و لم يُبقِ لا إنساً عليها ولا جِنَّا
رأى سيلَ أشواقي إليكِ لأصبحتْ
حقيقتُهُ مِمَّا رآهُ بلا معنى
وأدركَ أنَّ القلبَ بالصَّبر شامخُ
تصبَّرَ حتَّى لمْ يُقِمْ للأسَى وزْنا
كذلكَ قلبُ الحرِّ يسمو بحبِّهِ
ويُشرقُ نبضاً حينما يشتكي حُزْنا
أميرة قلبي لا تخافي ألمْ تري
شوامِخَ آمالي على همَّتي تُبنى
أوجِّهُ للمولى جميعَ حوائِجي
فما ألطف المولى الكريمَ وما أحْنى
هو الأمنُ للإنسانِ ممَّا يُخيفُهُ
ومن لاذَ بالمولى الكريمِ رأى الأمْنَا

ريحانة شمران
06-19-2024, 01:11 PM
» عبدالرحمن العشماوي » شموخ الصابري


لحقَ الشيخُ بركبِ الصالحين
فلماذا يا جراحي تنزفين؟
ولماذا يا فؤادي تشتكي
ولماذا يا دموعي تَذرفين؟
رحل الشيخ عن الدنيا التي
كلُّ ما فيها سوى الذِّكر لَعين
فارقَ الدنيا، وما الدنيا سوى
خيمةٍ مَنصوبةٍ للعابرين
فارقَ الدنيا التي تَفَنَى إلى
منزلٍ رَحبٍ وجناتٍ، وَعِين
ذاكَ ما نرجو، وهذا ظنُّن
بالذي يغفر للمستغفرين
رحل الشيخُ على مِثلِ الضُّحَى
من صلاحٍ وثباتٍ ويقين
فلماذا أيُّها القلبُ أرى
هذه اللَّوعَةَ تسري في الوَتين؟
ولماذا يا حروفَ الشعر عن
سرِّ آلام فؤادي تكشفين
أتركي الحسرةَ في موقعه
تتغذَّى من أسى قلبي الحزين
وارحلي بي رحلةً مُوغلةً
في حياةِ العُلماءِ الأكرمين
واسلُكي بي ذلكَ الدَّربَ الذي
ظِلُّه يحمي وجوهَ السالكين
يا حروفَ الشعر لا تَصطحبي
لغةَ الشعر الى جُرحي الدَّفين
ربماأحرقها الجرحُ، فم
صار للشعر فَمٌ يَروي الحنين
واتركي لوعةَ قلبي، إنَّه
تارةً تقسو، وتاراتٍ تَلين
وادخلي بي واحةَ العلم التي
فُتحت أبوابُها للوافدين
عندها سوف نرى النَّبعَ الذي
لم يزل يَشفي غَليلَ الظامئين
شيخُنا ما كانَ إلاَّ عَلَم
يتسامى بخشوع العابدين
عالمُ السنَّةِ والفقهِ الذي
هَزَمَ اللهُ به المبتدعين
لا نزكّيه، ولكنَّا نرى
صُوراً تُلحِقُه بالصادقين
في خيوط الشمس ما يُغني، وإن
أنكرتها نظراتُ الغافلين
راحلٌ ما غاب إلا جسمُه
ولنا من علمه كنزٌ ثمين
ما لقيناه على دَربِ الهوى
بل على دَربِ الهُداةِ المهتدين
ل َكأني أُبصر الدنيا التي
بذلت إغراءَها للناظرين
أقبلت تَعرض من فتنته
صوراً تَسبي عقول الغافلين
رقصَت من حوله، لكنَّه
لم تجد إلا سُموَّ الزَّاهدين
أرسل الشيخُ إليها نَظرةً
من عُزوف الراكعين الساجدين
فمضت خائبةً خاسرةً
تتحاشى نظراتِ الشَّامتين
أخرجَ الدنيا من القلبِ، وفي
كفِّه منها بلاغُ الراحلين
لم يكن في عُزلةٍ عنها، ولم
يُغلقِ البابَ عن المسترشدين
غيرَ أنَّ القلبَ لم يُشغَل به
كان مشغولاً بربِّ العالمين
أوَ ما أعرض عنها قَبلَه
سيِّدُ الخلقِ، إمامُ المرسلين
أيُّها الشيخُ، لقد علَّمتن
كيف نرعى حُرمَةَ المستضعفين
كيف نَستَشعِرُ من أمَّتن
صرخة الثَّكلَى ودَمعَ الَّلاجئين
كيف نبني هِمَّةَ الجيل على
منهج التقوى، ووعي الراشدين
كنتَ يا شيخ على علمٍ بم
نالنا من غَفلةِ المنهزمين
قومُنا ساروا على درب الرَّدَى
فغدوا ألعوبةَ المستعمرين
شرَّقوا حيناً وحيناً غرَّبو
واستُبيحت أرضهم للغاصبين
هجروا الصَّالحَ من أفكارهم
فتلقَّتهم يدُ المستشرقين
وارتموا في حضن أرباب الهوى
من ذيول الغاصب المستعربين
ضيَّعوا الأقصى وظنُّوا أنَّهم
سوف يحظون بِسِلمِ المعتدين
فإذا بالفارس الطفل على
هامة المجد ينادي الواهمين
صاغها ملحمةً قُدسيَّةً
ذكَّرتنا بشموخ الفاتحين
قالها الطفلُ، وقُلنا معه
إنَّ بيعَ القدس بَيعُ الخاسرين
أيُّها الشيخُ الذي أهدى لن
صُوَراً بيضاءَ من علمٍ ودين
لم تكن تغفل عن أمَّتن
وضلالاتِ بَنيها العابثين
كنتَ تدعوها إلى درب الهُدَى
وتناديها نداءَ المصلحين
قلتَ للأمةِ، والبؤسُ على
وجهها الباكي غبارٌ للأنين:
إنما تغسل هذا البوسَ عن
وجهكِ الباكي، دموع التائبين
أيها الشيخُ الذي ودَّعَن
عاليَ الهمَّةِ وضَّاح الجبين
نحن نلقاك وإن فارقتَن
في علومٍ بقيت للرَّاغبين
أنتَ كالشمسِ إذا ما غَربَت
أهدتِ البَدرَ ضياءَ المُدلجين
أنتَ ما ودَّعتَنا إلاَّ إلى
حيث تُؤويكَ قلوبُ المسلمين
إن بكيناكَ فإنّا لم نزل
بقضاء الله فينا مُوقنين
في وفاةِ المصطفى سَلوَى لن
وعزاءٌ عن وفاةِ الصالحين
ذلك الرُّزءُ الذي اهتزَّ له
عُمَرُ الفاروقُ ذو العقل الرزين
ماتَ خيرُ الناس، هذا خَبَرٌ
ترك الناسَ حيارى تائهين
طاشت الألبابُ حتى سمعو
ما تلا الصدِّيقُ من قولٍ مُبين
لا يعزِّينا عن الأحبابِ في
شدَّةِ الهول سوى مَوتِ الأمين
إنها الرُّوح التي تسمو بن
ويظلُّ الجسم من ماءٍ وطين
يحزن القلب ولكنَّا على
حُزنه نَبني شموخ الصابرين
كلُّنا نفنَى ويبقى ربُّن
خالق الكون ملاذُ الخائفين

ريحانة شمران
06-19-2024, 01:11 PM
» عبدالرحمن العشماوي » الأمل المورق

أجملَ من إشراقةِ المشرِقِ
يكون وجه الليل إذْ نلْتقي
وتُصبحُ الأنجمُ أُنشودةً
ليْليَّةً ، و البدر كالبيذقِ
تُختصرُ الأرضُ على راحتي
باقة وردِ ناضرٍ مورقِ
كأنَّما أطرافُها جُمِّعتْ
تشهدُ ما أُبرمَ من موثقِ
لم تكن الأحلامُ موسومةً
بالقُربِ في تاريخِها الأسبقِ
كُنَّا على شاطئ أحلامن
نبحثُ كي نبحر عن زورقِ
وكانَ بحرُ الخوفِ مُسترسل
في رُعبِهِ يدعو إلى الأعمقِ
وكان صمتُ الليل أُسطورةً
موغلةً في صمتها المُطبقِ
لكنَّنا كنَّا ، بآمالن
نرْقى ، ولا نيأْسَ أنْ نرتقي
حتى إذا نلْنَا الذي نبتغي
من فتح باب الأملِ المغلقِ
تحوَّل الليلُ إلى واحةٍ
مشحونةٍ بالوردِ و الزَّنبقِ
وأٌقبلتْ أفواجُ أفراحن
مزْهوَّةً رافعةَ البيرقِ
ياربِّ ، قوليها معي دعوةً
توصِلُنا للأمل المُشرِقِ

ريحانة شمران
06-19-2024, 01:11 PM
» عبدالرحمن العشماوي » كنيس الخراب


أبشروا بالخراب بعد الخراب
يا عقولاً مسلوبة الألبابِ
يا قلوباً تمكن الحقد منه
فهي مجبولة على الأرهابِ
يا عيوناً مطموسة ليس فيه
ما يجلّي لها طريق الصوابِ
أنا مسرى النبي, ما زال يجري
منه نور الإسراء فوق قبابي
حين صلّى بالأنبياء تجلّى
في سمائي تآلف الأحبابِ
وتجلّت مآذني, وأذاني
وسؤالي عن الهدى, وجوابي
وتجلّى الدين الحنيف بعيد
عن دعاوى المدلّس الكذّابِ
كل شبر ٍ في ساحتي, فيه نقشٌ
من شموخي برغم طول عذابي
يا يهود الأوهام, أنتم نشازٌ
في سياقي, ودمّلٌ في إهابي
أنتم الداء سارياً في عروقي
أنتم الصفر تائهاً في حسابي
أنتم الليل حالكاً مدلهمّ
فمتى يُبهج الضياء رحابي ؟
ومتى البدر يزدهي في سمائي
ومتى تغسل النجوم اكتئابي ؟
ومتى تفرح النوافذ مني
بنسيمي وتنتشي أبوابي ؟
ومتى أستعيد منكم ردائي
وكسائي, وأسترد ثيابي ؟
ومتى تشرب القناديل زيت
من خلاصي, يرضى به محرابي ؟
ومتى ترفع المآذن صوتي
دون خوفٍ من عاديات الذئاب ؟
ومتى يعبر الحواجز نحوي
لأداء الصلاة فيَّ شبابي ؟
كيف تنجو طهارتي ونقائي
من قرودٍ تدوسني وكلابِ ؟
كيف أنجو من الخنادق صارت
سرطاناً من غدرهم في ترابي ؟
يا يهود القتل والتشريد, أنتم
لغة العنف في قوانين غابِ
شهد العجل, أنكم ما ارتفعتم
عن سجايا وعن صفات الدوابِ
منذ موسى ومنذ هارون كنتم
تتساقون أقبح الأكوابِ
يا يهود الأوهام, أنتم حروفٌ
من ضياع ٍ لم يدرِ عنها كتابي
أنتم الموت, واليقين حياتي
أنتم الجدب, والإباء سحابي
كالشياطين تسرقون حروفي
من لساني, فلتصطلوا بشهابي
أبشروا بالخراب صار شعار
يتعالى على "كنيس الخرابِ"

ريحانة شمران
06-19-2024, 01:12 PM
» عبدالرحمن العشماوي (https://www.aldiwan.net/cat-poet-abdulrahman-ashmawi) » يا مسجد الإسراء







من بابِكَ المفتوح للشَّمسِ

أروي ليومي قصَّةَ الأمسِ

وإلى غدي يمضي بلا وجلٍ

قلبي، وتعرف دربَها نفسي

بك يحتفي جهري إذا نطقتْ

شَفَةُ القصيد ويحتفي همسي

يا مسجدَ الأقصى, أراكَ على

هامِ السَّحاب، وأنتَ في القُدْسِ

وأراكَ ضوءَ الفجرِ مُصْطَبِحً

وأراكَ بَدْرًا حينما أُمسي

وأراك في ثَغْرِ الصَّباحِ ندى

تهفو إليه منابتُ الغَرْسِ

وأراكَ في قلبي، وإنْ رفعو

جُدْرانَهم، وأراكَ في حِسِّي

يا مسجدَ الأقصى أراكَ على

وَجْهِ الحقيقةِ دونما لَبْسِ

لا تَبْتَئِسْ من حالِ أُمَّتن

مهما ترى فيها من البُؤْسِ

فلأمتي من دينها قِمَمٌ

تبْقَى بها مرفوعةَ الرَّأسِ

إنْ كان قد أزرى بها نَفَرٌ

منها، وقادوها إلى النَّحسِ

مَلَؤُوا لها كأسَ انتكاسَتِه

فتضلَّعتْ بمرارةِ الكأسِ

وتدنَّسوا بعناقِ مغتصبٍ

متجاهلينَ عواقبَ الدَّرْسِ

فلسوف ترفع ثوبَ عِفَّتِه

عن موطنِ الآثامِ والرِّجْسِ

يا مسجدَ الإسراءِ يا شَفَةً

تدعو إلى صلواتنا الخمسِ

ما زلتَ أكبرَ من تآمُرِهم

مهما أطالوا مُدَّةَ الحَبْسِ

لا تبتئِسْ منهم فلن يقفو

إلا على جُرُفٍ من اليَأسِ

كم أطلقوا دَعْوَى عروبتهم

ولها أقاموا حَفْلَةَ العُرْسِ

ولكم سعوا نحو العدوِّ بل

وَعْيٍ ولا رأيٍ ولا حَدْسِ

قُلْ أيُّها الأقصى لمَنْ وَهِمُوا:

هل تلجأُ الأغصانُ للفَأْسِ؟

قُلْ للعروبةِ في تعلُّقه

بالوهم، والتشويه والدَّسِّ:

أنا لا أرى لعروبتي شرفً

في حَرْبِ ذُبْيَان ولا عَبْسِ

شَرَفُ العروبةِ أنْ تسير على

صوتِ الأذانِ وآيةِ الكُرْسي

ريحانة شمران
06-19-2024, 01:12 PM
» عبدالرحمن العشماوي » أنوار القرآن

أرسل فديُتك هذا الصوتَ أنوار
وأبعث إلينا به نبعاً وأنهارا
كـوّن به سُحباً في الأفقِ مفعمةً
تُهدي إلى الأنفس الجدباء أمطارا
وأمدد إلينا به جسر اليقين على
أرض العقيدة وأجعل منه تذكارا
حلّق بنا في تلاواتٍ مرتلةٍ
ترقــى بأنفسنا حُباً وإيثارا
إقرأ فديُتك فالقرآن يمنحن
في لجّة العصر تثبيتاً وإصرارا
هو الضياء لنا في كل حالكةٍ
تُخفي غياهبها السوداءُ أشرارا
هو السحاب الذي تهمي بوادره
غيثاً من الحق الإيمان مدرارا
أمطر علينا شئابيب التلاوة في
عصرٍ تشرّب إعراضاً وإنكارا
عطّر مسامعنا ممّا ترتله
فالناس قد عشقوا دَفّاً ومزمارا
لله درّك تتلو وحي خالقن
مجوّداً فنرى للفجر إسّفارا
وحيُ السماء هو الحصنُ المنيع
إذا ما حرّكت صبوات الناس إعصارا
أيا أمير رياض الخيرِ أحسبكم
ممّن سيترك في الإحسان أثارا
تحيةً من قوافي الشعر تبعثه
إليك واحاته فلً وأزهارا
ويا محبّون فعل الخير لا تَدَعَو
قرآن خالقكم دعماً وإكثارا
فنحن أحوج للقرآن في زمنٍ
نرى أباطيله تزدادُ إبهارا
ترمي وسائله فينا قذائفه
ناراً وسيلاً من التضليل موّارا
حتى الثوابت ألقى المرجفون على
حصونها الشمِّ أشواكاً وأحجارا
فكم نرى قلماً في كفّ صاحبه
غدا بأفكاره السوداءِ منّشارا
تشكوا صحائفنا من جوقة سخرت
بالدين لم ترعى للقرآن مقدارا
هم يسرقون البساتين التي غُرست
بالحق والصدق والإيمان أشجارا
ولو تغافل عنهم كُل ذي رشدٍ
لهدّموا بفوؤس الغدر أسوارا
فينا الينابيع من قرآن خالقن
وسنة المصطفى علماً وأذكارا
قد يفتح اللص ثقباً في الجدارا فإنّ
لم يُردع اللص هدّ الركن والدّارا
لله مملكةُ الإسلام راعيةً للوحي
علماً وترتيلاً وإكبارا
هنا مقامات عزٍّ لا نظير له
وحياً وهدياً سماوياً وإقرارا

ريحانة شمران
06-19-2024, 01:13 PM
» عبدالرحمن العشماوي » في جوف الكعبة


دعوني، بأهدابي، وبالدَّمع يَهْمِلُ
وبالحبِّ من قلبي المتيَّم، أَغسِلُ
دعوني بخدِّي أمْسَحُ الأرض إنني
أرى مسحَها بالخدِّ مَجْداً يُؤثَّلُ
هنا الكونُ، إني أبصر الكونَ ها هنا
كنقطةِ ضَوْءٍ في الشرايين تُشْعَلُ
هنا أُبصِرُ الآفاقَ من حولِ مُهجتي
خيوطاً من الأشواقِ والحبِّ تُفْتَلُ
هنا تصغر الدنيا، هنا يَقْصُر المدى
هنا كلُّ ما نرجو من الخير يُقْبِلُ
هنا أصبح التاريخُ في حَجْمِ مقلتي
أقلِّبهُ في راحتيَّ، وأَحْمِلُ
يحدِّثُ أخبارَ الزمانِ الذي مضى
فيُوجِزُ أحيانا وحينا يفصِّلُ
دعوني أُصَافحْ ها هنا كفَّ عزَّتي
وأروي رواياتِ الشموخِ وأُرْسِلُ
دعوني أقلِّبْ ها هنا دفتر المدى
ففيه من الآياتِ ما سوفَ يُذْهِلُ
هنا كان (إبراهيمُ) كانَ هُنا (ابنُه)
بكفَّيْهما يعلو البناءُ ويكْمُلُ
وكان هنا خيرُ البرايا محمدٌ
يناجي وفي ثَوْبِ التعبُّدِ يَرْفُلُ
هنا انسكبتْ أَنْوارُ خيرٍ ورحمةٍ
وطابَ مقامٌ للمحبِّ ومَنْزِلُ
فضاء فسيحٌ طِرْتُ فيه محلِّقاً
أصلِّي إلى كلِّ الجهاتِ وأَقْبِلُ
أليس هنا قَلْبُ الحياةِ ونَبْضُها
ومَنْهَلُها الصافي الذي منه نَنْهَلُ
هنا فُتِحَتْ كلُّ الجهاتِ، فحيثما
توجَّهْتَ، وافاكَ المقامُ المفضَّلُ
دخلتُ إلى جَوْفٍ كريمٍ مُطَهَّرٍ
فعشت من الإحساسِ مالا يُعَلَّلُ
كأنِّي على نَجْمٍ تألَّقَ وَحْدَه
ومن دونه كلُّ الكواكبِ تَأْفُلُ
صَعدتُ إليها، سلَّم اللهُ قلبَها
فلا تسألوا عن غيثها كيف يَهْطِلُ
وَلَجتُ فأنساني الحياةَ وأهلَها
شعورٌ عميقٌ في فؤاديَ يُوْغِلُ
ومن حولها الساحاتُ أَفْياءُ رحمةٍ
وأغصانُ إيمانٍ وأَمْنٍ تُظَلِّلُ
دقائقُ عَشْرٌ كالقرونِ مكانةً
وأَعْظَمُ في الميزان شأناً وأَثْقَلُ
وكالبرقِ في ميزانِ شوقي ولهفتي
يَلُوحُ سريعاً للعيون ويَرْحَلُ
هي الكعبةُ الغرَّاءُ رَمْزٌ ومَعْلمٌ
نقدِّر معناها، ولا نتوسَّلُ
كأني بخيرِ الأنبياءِ أمامَها
يقول لها قولاً، عليه المُعَوَّلُ
لها حُرْمةٌ عند الإله عظيمةٌ
ومقدارها عند الإلهِ مَبَجَّلُ
وأعظمُ منها حُرْمةً دَمُ مسلمٍ
إراقتُه ظُلْمٌ وجُرْمٌ مُؤَصَّلُ
هي الكعبةُ الغرَّاء، ما أَضْوَعَ الشَّذا
وما أطهرَ الجُدْرانَ بالنُّور تُغْسَلُ
وَلَجْتُ إليها، والصَّباحُ قصيدةٌ
بأوزانِها البيضاءِ يَصْدَحُ بُلْبْلُ
فللهِ ما لا قيتُ فيها من الرِّضا
وللهِ معناها الذي لا يُؤَوَّلُ

ريحانة شمران
06-19-2024, 01:13 PM
» عبدالرحمن العشماوي » الجدار الفولاذي


مادامَ ربِّي ناصري وملاذي
فسأستعينُ بهِ على الفولاذِ
وسأستعينُ بهِ على أوْهامهمْ
وجميع ما بذلوهُ لاستحواذِ
قالوا : الجدارُ،فقلتُ أهونُ عندن
من ظُلمِ ذي القربى وجوْرِ مُحاذي
قالوا: منَ الفولاذِ ، قلتُ : وما الَّذي
يعني ، أمام بطولةِ الأفذاذِ ؟
أنا لا أخافُ جدارهم ، فبخالقي
منهم ومِمَّا أبرموهُ عِياذي
أقسى عليَّ منَ الجِدارِ عُرُوبة
ضربتْ يديَّ بسيفها الحذَّاذ
رسمتْ على ثغر الجراحِ تساؤل
عنْ قدْسنا الغالي وعنْ بغداذِ
عن غزَّةَ الأبطال كيف تحوَّلتْ
سجْناً تُحاصرهُ قلوبُ جَلاَذي
ما بالُ بعضُ بني العروبةِ ، قدَّمو
إنقاذَ أعدائي على إنقاذي
عهدي بشُذَّاذ اليهودِ هم العِد
فإذا بهم أعْدَى منَ الشُّذَّاذِ
أوَما يخاف الله من يقسو على
وهنِ الشِّيوخِ ورقَّةِ الأفلاذِ ؟
أينَ القرابةُ و الجوار ، وأينَ منْ
يرعى لنا هذا ، ويحفظُ هذي ؟
يا أُمَّةَ الإسلامِ ، يا ملياره
أوما يجودُ سحابكمْ برذاذِ
قولوا معي للمعتدي وعميلِهِ
ولمنْ يعيش طبيعةَ الإخناذِ :
يهوي الجِدارُ أمامَ همَّةِ مُصعبٍ
وأمامَ عزمِ معوَّذٍ ومُعاذِ

ريحانة شمران
06-19-2024, 01:13 PM
» عبدالرحمن العشماوي » لله در بلادنا


تبقى الحصون منيعةً أسوارها
مادام يرفع باليقينِ شعارُها
وتظلُّ تهنأ بالربتيع رياضُها
وتزفُّ أشذاء الرضا أزهارها
تجري سواقي الحبِّ في ساحاتها
وتهُّز أشواق الثرى أمطارُها
تتمايلُ الأغصان تنثر طَلَّها
وبها تميل إلى الأكفِّ ثمارُها
للهِ دركِ يا رياضَ محبَّةٍ
غنَّت بلحن جمالها أطيارُها
زحفتْ إلى الحلم الجميل رمالها
وتشبثت بجبالها أحجارها
وتقاربت أطرافها حتى شدا
بفم الإخاءِ كِبارُها وصغارُها
فيها محجَّتُها المضيئة ، ليلها
مستبشرٌ بضيائها ونهارها
بالعلمِ والإيمانِ يرفع شأنها
وبهمَّة الأبطال تحمى دارها
علماؤها وولاتُها ، وقضاتها
ودعاتُها جمُلَتْ بهم أخبارها
في قصة الشيخين حين تعاهدا
تبدو معالمُ أشرقت أنوارُها
لمَّا تحالف شيخُها وإمامُها
خرجت إلى نور الهدى أقطارها
وتجمعت بعد الشتات ، فضمَّها
عبد العزيز وقد أُقيل عثارُها
بوابةٌ فتحت على واحاتنا
فسرى إلينا شيحُها وعرارُها
من حول كعبتنا يتمُّ طوافُها
ويعيشُ نعمة أمنِها عُمَّارُها
وربوعُ طيبتنا تمدُّ غصونها
ليسير تحت ظلالها زوَّارُها
إرْثٌ عظيمٌ ورَّثتهُ شريعةٌ
مازال يحمل عبئَها أنصارُها
أأَخا العقيدة ، و السعادةِ كلُّها
في ديننا تجري به أنهارها
شكرا لخدمة شِرعةِ الهادي التي
ما زال يرفع في الوجودِ منارُها
تهُدي إليكَ قصيدتي من أحرفي
لغةً عى معنى الوفاءِ مدَارُها
جاءتكَ ترفلُ في ثيابِ مشاعري
ومن الوفاءِ رداؤها وإزارُها
في ليلة التكريمِ أشرقَ لحنُها
لِمَ لا ، وقادَةُ علمها أقمارُها
يامن منحت العلم همَّةَ مصلحٍ
حتَّى يطيب لأرضنا استقرارُها
دعني أبُح لك بالهموم فلم يزل
يجري بها فوق الظلوع قطارُها
في عصرنا يا ابن الكرامِ كما ترى
ونرى ، شؤونٌ لا يقرُّ قرارُها
فتنٌ تعالى في الفضاء ُخانُها
وتأجَّجتْ في كلِّ أرضٍ نارُها
فتنٌ يطوف في البلاد لهيبُها
وبها يدورُ على الورى ديَّارُها
لكأنَّني بالأرض في دوَّامةٍ
من حزنها مما جنى كفَّارُها
مَنَحتْ بإذنِ اللهِ خير كنوزها
حتى تيسر للورى إعمارُها
أيكونُ نكرانُ الجميل جزاءها
منا ، فنرضى أن يسيء شرارُها ؟؟
إني لأسمتتعها تقولُ مقالةً
تفضي بها واحاتُها وقفارُها
ماذا أقول عن العراق وغزةٍ
و النَّاطقانِ ركامُها ودمارُها ؟
وعيونُ أقصانا دموعٌ لم يزل
يجري على ساحاتها مدرارها
سُرقتْ عباءتُها ، ومزِّق ثوبها
وأضيعَ في يوم الزفافِ سِوارُها
مالي وللأمم التي يُزري بها
أيزيسها ، ويضلُّها عِشتارُها ؟
مالي وللأمم التي تقتادُها
أطماعُها ويسوقُها دولارُها ؟
أنَّى أسير وراءها وهي التي
ما زال يقطع دوحتي منشارُها ؟!
أيُعالَجُ الجرح العميقُ بمثلِهِ
أتصونُ بائعة الهوى أطمارُها ؟!
طَرَفانِ مذمومانِ حينَ تطرَّفا
تعبت مراكبنا وزادَ عِثارُها
طَرَف التَّنطُّعِ في التَّديُّنِ لم يزلْ
لغةٌ من الإرهابِ ثارَ غُبارُها
وتطرُّفٌ جلَبتهُ علمانيَّةٌ
تُغوي العقول، غريبةٌ أطوارُها
وكأنَّني بهما حليفا فتنةٍ
ثقلت على أوطاننا أكدارُها
بئس الغلوُّ فإنَّهُ لَسجيَّةٌ
للمارقينَ ، خيارُها أشرارُها
بئس التنطُّعُ لا مكانَ لأهلهِ
في أمَّة درْبُ الرَّشادِ مسَارُها
بئس التقدِّم حين يسرق حرَّةً
من حِرْزِها حتى يضيعَ خِمارُها
بئسَ التَّقدُّم حين يصبحُ نكسةً
في الدينِ تنشُرُ بيننا أفْكارُها
تشقى المبادئ حينَ يصبِحُ أهلُها
تَبَعاً ، وحين يبيعها تجَّارُها
للمُلْكِ أركانٌ تُثبتُ صرحهُ
مهما دهاهُ من الخطوبِ سُعارُها
دينٌ ، وأخلاقٌ ، وعلمٌ راسخٌ
وعدالةٌ تبدو لنا آثارُها
إنَّ الممالِكَ كالرِّجالِ يصونُها
ويعزها في العالمينِ وقارُها
تبقى البلادُ عزيزةً بثباتِها
وبحبِّ ما يدعو إليهِ خيارُها
يحمي حماها حاكمٌ متمرِّسُ
وبطانةٌ تصفو لهُ أفكارُها
ويصونُها العلماءُ من نزقِ الهوى
فيعزُّ ساكنها ويأمنُ جارُها
يرقى بأنفسنا اليقينُ إلى الذُّرى
ويظلُّ يرفع شأنها إيثارُها
تبقى الشَّواطئ للسفينةِ مأمناً
إن كان في بحر الردى إبحارُها
للهِ درُّ بلادنا ، مِنْهاجُها
قرآنُها ، ودليلُها مُختارُها
هي دولةٌ بنيتْ على إسلامها
وبهِ سيبقى عزُّها وفخارُها

ريحانة شمران
06-19-2024, 01:14 PM
» عبدالرحمن العشماوي » فمتى تعلمني ؟!


قالتْ : لقد علَّمتني الحبَّ العميق
وفتحتَ لي باباً ومهَّدتَ الطَّريقا
علَّمتني طُرق الحنينِ إليك حتَّى
بلَّغتني في لُجَّةِ الحبِّ المضيقا
علَّمتني أرْقى لُغات الحبِّ حتَّى
أحببتُ في لغةِ الهوى اللَّفظَ الأنيقا
أخرجتني من عزلتي وكسرتَ باب
لولاكَ لمْ يكسَرْ ، ولم أجدِ البريقا
أنت الذي أشعلتَ نيران اشتياقي
وأَثَرْتَ منها بين أضلاعي الحريقا
وغرستَ لي أزهار أشواقٍ وحبٍّ
وملأتَ كأس ترقُّبي منها رحيقا
سافرتَ بي حتى رأيتُ غروبَ حزني
ينأى ، وحتَّى صرتُ أحتضن الشروقا
علَّمتني ما لذَّ من همسٍ رقيقٍ
وجعلتني أَتَعَشَّقُ الهمس الرَّقيقا
علَّمتني ما كنتُ أجهل من جنونٍ
حتَّى تمنى خافقي ألاَّ يُفيقا
علَّمتني في الحبِّ درساً كنتَ فيهِ
أنتَ الحبيبَ ، وكنتَ لي الصَّديقا
فمتى تعلِّمني بربكَ حينَ تنأى
صبراً وعزماً صادقاً حتَّى أُطيقا؟!
ومتى تعلِّمني السُلُوَّ إذا ابتعدْن
عن بعضنا،ومتى تكون بي الشَّفيقا؟!
فأجبتها ، دَرْسُ السُّلُوِّ عليِّ صعبٌ
لمْ أستطعْ أنْ أفهم الدَّرس العميقا

ريحانة شمران
06-19-2024, 01:14 PM
» عبدالرحمن العشماوي » وأضأت ليلي


ليل المعاناة ادلهمّْ
و الحزن في قلبي احتدَمْ
لكنَّني أرْضيتُ قلبي
بالإله وما قسمْ
ورميتُ خلف مبادئي
أوهام من خانوا القلَمْ
أرسلتُ شعري للسحا
ب ، فعادَ بالغيثِ العَمَمْ
وطردْتُ بالصبر القنوطَ
فما شكوت وما أَلَمّْ
وأضأتُ ليلي باليقينِ
فما استقرَّ و لا وجمْ
بيني وبين المجد را
بطةٌ ، بلغتُ بها القممْ
صافحتُ فيها الخيرَ مُبْ
تهجا ، وعانقتُ القيمْ
وبنيتُ صرحاً للمحبَّـ
ـةِ ، والمودة و الكرمْ
أقسمتُ بالله الذي
خلق الوجود من العدمْ
ما طاف بي يأس ، ولا
غطَّى على أملي الألمْ
أنا مسلم من أمَّةٍ
وسطيَّةٍ بينَ الأممْ

ريحانة شمران
06-19-2024, 01:16 PM
» عبدالرحمن العشماوي » رسالة معايدة من شيخ فلسطيني


دعني فإنّكَ غافلٌ متشاغِلُ
والسَّرج فوق حصان عزمك مائل
أنا لا أراك لأن دمعي كُلَّما
حاولتُ أن أرنو إليكم هاطلُ
عندي جراحي والأنين ودمعتي
وتسلط الباغي، وظلمٌ هائلُ
في غزة الأبطال خطوي مسرع
أملاً، وخَطْوُ مواجعي متثاقلُ
دعني فعيدك لعبة نارية
فيها على فرح الصغار دلائل
أمَّا أنا فسمَاءُ أرضي حينَمَا
يبدو الهلالُ، قذائفٌ وقنابل
العيد جاء مكبَّلاً بحصارنا
تغلي عليه من الخُطُوب مراجلُ
فرحي بعيدي سُنَّةٌ محمودةٌ
وأنا لِمَا أمَرَ المُهيمنِ فاعلُ
ما زالَ يُفرحُنا قدوم هلالِهِ
فرحاً بهِ، لمَّا يُطلُّ نُقابلُ
ونظلُّ في ألم الحصار وجورهِ
من أجلِ بشرى المسلمين نناضلُ
فرحٌ وحزنٌ يصنَعانِ حكاية
للعيدِ، ليس لِمَا حوتهُ مثائلُ
في أرضنا المحتلة العيد الْتَقى
بصمود شعبٍ أثْخَنَتْهُ قَلاقِلُ
شعبٌ يرابطُ في الثغور ولمْ يزلْ
يَلْقَى العّدوَّ بهمَّةٍ ويقاتلُ
تتكالبُ الدُّنيا عليهِ ولم يزلْ
طوداً يناطحه الشقيُّ الجاهلُ
يا من يسائلني عن العيد الذي
يأتي إلى الأقصى وفيه نوازلُ
عجباً، أتسألني وفي شاشاتكم
عَرْضٌ بأنواعِ المصائبِ حافِلُ
عن غزَّة الأبطال في نَشراتِكُم
صورٌ يضيقُ بما حوتهُ النَّاقِلُ
وعنِ الخليلِ ومسجد الأقصى، وعن
أرضٍ تُقَّاوِمَ لصّهُا وتناضِلُ
دعني وحالي لا تسلني، ربَّما
بعثَ الجراحَ الساكناتِ السائلُ
أنا لنْ أُجيبكَ، كمْ سؤالٍ دونهُ
وخْزٌ منَ الألم المُبرِّح قاتِلُ
عذراً إذا ما قلتُ إنَّ سعادتي
بالعيدِ يَرْصُدُها الأسى ويُخَاتِلُ
بيني وبين سعادتي بالعيد في
أكنافِ مسجدنا تَحُولُ حوائلُ
زفَّته قنبلة إليَّ، تصبَّحتْ
بلهيبها داري وابني الراحلُ
فبأِّي إحساسٍ يقابل عيدَه
شيخٌ على دَرْبِ الجراح يُواصِلُ؟
عيديَّتي فكُّ الحصار ونُصْرةٌ
تأسو الجراح، فهل لديكَ بدائلُ؟!

ريحانة شمران
06-19-2024, 01:17 PM
» عبدالرحمن العشماوي » للحب قلب نابض


للحبِّ قلبٌ نابضٌ ولسانُ
وله حسامٌ صارمٌ وسنانُ
للحبِّ وردته التي في عطره
سرٌ به أوراقُها تزدانُ
للحبِّ خيمته الكبيرة تحته
تلقى الأمانَ وتسعدُ الأوطانُ
الحب بستان الحيـاة وروضهـا
بجمالـه تتـألـق الأكــوان
ما قصة الحب التي هتفـت به
شفة القصيـد وغنـت الأوزان
هي قصة الوطن الكبير تعانقت
في ظلـه الواحـات والكثبـان
وطن تجمـع بالعقيـدة شملـه
وأقيم منه على الهـدى البنيـان
وطن عباءته الشمـوخ وثوبـه
ثوب الإبـاء ودرعـه الإيمـان
وطن تبادله النجـوم ضياءه
ألقاَ ويسقـط دونـه العدوان
وطن له الربح الكبيـر بدينـه
ولحاسديه البـؤس والخسـران
وطن حبـاه الله خدمـة بيتـه
شرفا له كـل الزمـان زمـان
في راية التوحيـد منـه حقيقـة
كبرى عليها تثبـت الأركـان
وطنٌ أتاك اليوم يرفـع رأسـه
ويمد كف الحـب يـا سلطـان
بأبيـك بعـد الله قـام كيانـه
نعم الأب الباني ونعـم كيـان
وافاك خادم مسجديك مرحب
وتسابق الإخـوان والأعـوان
وبك احتفى رجل المواقف نايف
وشعـاره التقديـر والعرفـان
حيـاك منـه وفــاؤه وولاؤه
وعطـاؤه الميمـون والإتقـان
لله موكبـك الكريـم يـزفـه
بإخائـه ووفـائـه سلـمـان
ماجئت أنت وإنما جاء الرضـى
لما أتيـت وغابـت الأحـزان
فرحت بمقدمك الكراسي التـي
في كـل جامعـة لهـا عنـوان
ترعى العلوم بها وتلـك رعايـة
فيها على إحسانـك البرهـان
واستبشرت موسوعـة عربيـة
لبهائها فـي المكتبـات مكـان
واستبشرت لغة العروبة لم تـزل
بين اللغات بما بذلـت تصـان
خذها إليك مع المـودة دعـوة
أن يستقـر بعدلـه المـيـزان
عد حيث كنت ولي عهدٍ قلبـه
مستبشر يسمو بـه اطمئنـان
عد حيث كنت فإنهـا لأمانـة
كبرى لها عند المهيمـن شـان
والعصر بحـر هائـج متلاطـم
تقتات فيه بمن هـوى الحيتـان
والمركب الميمون يعبـر سالم
لمـا يحكـم عقلـه الـربـان
عد حيث كنت مع المليك مبارك
لكما من الدين الحنيـف بيـان
فجميع ما في الأرض يصغر شأنه
لمـا يجـود بنصـره الرحمـن
ما أجمـل الدنيـا وأحلاهـا إذ
.صفت الرؤى وتكاتف الإخوان

ريحانة شمران
06-19-2024, 01:17 PM
» عبدالرحمن العشماوي » يا قلب جدة

يا قلبَ جدة ما أدماك أدماني
وما تخطّاك من شكواك وافاني
أشجاك تيار سيلٍ جارفٍ وأنا
سيلُ المواجعِ والآلامِ أشجاني
لما رأيت وجوهاً كنتُ أعرفه
فيّاضةً بالرضا، بالبؤس تلقاني
شعرتُ أن جراحَ القلبِ نازفةٌ
وأن صوتاً من المأساةِ ناداني
يا قلب جدة يا نبضاً يبادلني
وجداً بوجدٍ وحرماناً بحرمان
ما زال يذرفُ شعري دمع أحرفه
ولم تزل تتساقى الدمع أوزاني
لما سمعتُ فتى يروي حكايتهُ
روايةً قرّحت بالدمعِ أجفاني
كان الفتى عند بابِ الدار تلفحهُ
من المواجعِ والآلامِ نارانِ
كان الحزينُ ينادي كل زاويةٍ
في الدار يرسلُ فيها طيفَ ولهانِ
يا دارُ، يا قبر أحلامي التي غرقتْ
في سيل جدة يا موجي وطوفاني
ويا لهيب الأسى في قلبِ منزلن
أراك تحرق أوراقي وأغصاني
هذي (قويزةُ) قلبي صار يُنْكره
وعبَّرتْ هي عن رفضي ونكراني
ضيَّعتُ فيها عناويني فلا عجبٌ
إن ضيّعتْ هي بعد السيلِ عنواني
بالأمس يملأ داري أنسُ ساكنه
أبي وأمّي وأخواتي وإخواني
واليوم وحدي نعم وحدي تلاحقني
أشباحُ همّي ويكوي الحزنُ وجداني
بالأمسِ بتْنا وشمل البيتِ مجتمعٌ
وراحةُ البالِ والبشرى رفيقانِ
بتنا نتابعُ أخبارَ الحجيج وفي
آمالِنا صورةٌ من يومِنا الثاني
بتنا نصوغُ ليومِ العيد بهجتهُ
ما بينِ أهلٍ وأحبابٍ وجيرانِ
غداً سنجلبُ بعد العصرِ أضحيةً
غداً سألقى بروحِ البشرِ أقراني
غداً، غداً، هكذا الإنسانُ يطلقُه
بصوتِ أحلامهِ في كل ميدان
وما أتاني غدٌ إلا بفاجعةٍ
لولا يقيني لهدّتْ كل أركاني
كان الفتى غارقاً في بؤسِ حالتِه
كطائرٍ كُسرتْ منهُ الجناحانِ
واسيتُهُ وبقلبي مثلُ لوعتِهِ
وحسرةٌ لو درى عنها لواساني
قلتُ: احتسبْ يا أخي واصبرْ وكنْ رجُل
لهُ من الصبرِ والإيمانِ درْعانِ
كُنْ شامخَ الصبر وارفع للسماء يد
فالصبْرُ والراحةُ الكبرى قرينانِ
لو كان من قدَّرَ الله الفناءَ لهُ
على رؤوسِ جِبالٍ ذاتِ أكنانِ
أو في حصونٍ وأبراجٍ مشيدة
محروسةٍ بسياجاتٍ وحيطانِ
لنالهُ ما قضى الرحمن من قدرٍ
يُفْني فقيراً وذا جاهٍ وسلطانِ
يا من وقفتُمْ على أفواهِ أوديةٍ
سدّتْ بردمٍ وترصيفٍ وبنيانِ
لا تجزعوا فلنا في ربّنا عوضٌ
إذا رآنا على صبرٍ وإذعانِ
يكفي مواجعنا فضلاً نسرُّ بهِ
ما يمنحُ الله من عفوٍ وغُفرانِ

ريحانة شمران
06-19-2024, 01:18 PM
» عبدالرحمن العشماوي (https://www.aldiwan.net/cat-poet-abdulrahman-ashmawi) » وهج الحب





وَهَجَ الحُبِّ لا تزدْني حَنين

لا تزدْني فوق الأَنين أَنينا

أنا مازِلْتُ أَسْتَدِرُّ القوافي

وأُداري بهنَّ شوقاً دَفينا

لم أزل أستظلُّ بالصبر حتى

لا تراني عَيْنُ الحياةِ حزينا

لو رأى المعجبون بالشِّعر نار

أنضجتْ فَنَّه لَمَا عَذَلُونا

إنَّما الشعر لوحةٌ، لوَّنَتْه

يَدُ أحلامنا بما يُشجينا

هو منّا، ونحنُ منه، ولكنْ

هو يُصْلَى بنا، كما يُصلينا

ومن الشعر ما يكون لهيب

ومن الحبِّ ما يكون جنونا

وَهَجَ الحُبِّ لا تسلني فإني

في زمانٍ يُثير فينا الظنونا

في زمانٍ تخطَّفَتْه الدَّعاوى

وشكا من وسائل المرجفينا

لا تسلْني عن لُجَّةِ البحر لَّم

روَّع الموجُ في مَداهُ السَّفينا

لا تسلني عن حالِ قومي فإن

قد مشينا في البِيدِ حتى حَفِيْنا

ورأينا السراب يسخر مِنَّ

ورأينا رَمْضاءَها تزدرينا

وَهَجَ الحُبِّ، لا تكرِّرْ سؤال

يُشعل القلب، يستثير الشُّجونا

حينما تُبصر التخاذُلَ من

فستدري بأيِّ سَهْمٍ رُمينا

وستدري بأننا قَدْ تَعِبن

وعَطِشْنا، والماءُ في أيدينا

وبأنا إلى الخضوع جنحن

ووقَفْنا، وضَعْفُنا يَعترينا

كلُّنا في مدائن الصَّمْت صرن

بانكساراتنا نُدير الشُّؤونا

وضَعُفْنَا، وُلاةَ أمرٍ، وجَيْشَ

وشعوباً، ودائناً وَمِدينَا

وَهَجَ الحُبِّ، لا تَسَلْ عن ضعيفٍ

لا تَراه الأحداثُ إِلاَّ مَهينا

يُكْرمُ الذُّلَّ بالخضوع، ويَبْقى

بالمُروءات والإِباءِ ضَنينا

ضَعْفُنا، قُوَّةُ العدوِّ، ولول

ضَعْفُ قومي، ما حالَفوا التِّنِّينا

وَهَجَ الحُبِّ، لا تَدَعْني وحيد

حين أدعو مَنْ أَمرُهم يَعنينا

رُبَّ صوتٍ، يزيل عنَّا غبار

ويجلِّي أحلامَنا، ويُرينا:

يا وُلاةَ الأمور فينا، سلامُ

يجعل القولَ بيننا موزونا

فالسلام السليم من كلِّ زورٍ

وادِّعاءٍ يؤمِّن الخائفينا

سامحونا، إِذا نسجنا القوافي

من شظايا آلامنا سامحونا

صبرتْ أُمَّتي عليكم زمان

فجميلٌ لو أنَّكم تصبرونا

نحن والله، طيِّبون، لأنَّ

لو شرحتم صدروكم، لنسينا

اسمعوا ما نقول، فالحبُّ يَسري

في شرايين قولنا، اسمعونا:

ما منعنا أرضَ القداساتِ ممَّن

أَسْكنوا الرُّعْبَ غَزَّةً وجِنينا

ما حمينا أطفالَ حيفا وياف

والثَّكالى مِنْ حولهم يَبْكينا

ما سمعنا صوتَ المساجد تَدْعو

أنْقِذُونا من قبل أنْ يَهْدمونا

كم رأينا قَتيلةً وقتيل

ما منعنا مِنْ قتلهم شارُونا

كيف نحمي العراق أرضاً وشعب

دونَ صَفٍ موحَّدٍ يحتوينا؟

كيف نَسطيع صدَّ ذاتِ قرونٍ

زرعت رأَسَها العنيدَ قُرونا؟

كيف نلقى العِدَى برأيٍ هزيلٍ

ودروبٍ تَحيِّر السالكينا؟

اسمعونا فنحن نحمل حُبَّ

لو فقدناه، لم نكنْ ناصحينا

لم تكونوا كما يُحبُّ التآخي

كان جسمُ الخلافِ جسماً بَدينَا

بين شرقٍ وبين غربٍ مكثتم

تَتْبَعُون العَنْقَاءَ والحَيْزُبَونَا

إنْ نسيتم بعضَ الذي كان منكم

فاسألوا حالَ أمتي واسألونا

يا وُلاةَ الأمورِ، إنَّا عرفن

ما عرفتم، فكلُّنا عارِفُونا

أَوَ لَسْنا أهلاً نرى ما تَوارى

عن سوانا، ونعرف الأَقربينا؟

بعضُنا، باعَ نفسَه للأعادي

وجَفَا حينَ باعَها المسلمينا

أبعدَ المُصلحين عنه وأَدْنَى

كلَّ غاوٍ، وقرَّب الملحدينا

مدَّ كفَّيه للضلال، وأَغْضَى

طَرْفَ أخلاقه، وأَرْخَى الجبينا

وعصى ربَّه جهاراً نَهار

وتمادَى مكابراَ مُستهينا

وتجافى عن الكتاب، وأَلْغَى

بعضَ آياته، وغَشَّ المُتونا

صاغ من جهله كتاباً تراءَى

فيه إِبليسُ صاحباً وقَرينا

يَقْذِفُ الوَهْمَ للعقول، وَيُلْقي

رَحْلَه عند وَهْمِه مُستكينا

ظلَّ يَهذي عن التقدُّم جيل

بعد جيلٍ، ويدَّعيه سنينا

وانجلتْ ساحةُ الخداعِ لتُبدي

لضحايا الأَوهام ذئباً خَؤُونا

قد عرفنا معنى التقدُّم لمَّ

جاءَ بالحقِّ سيِّدُ المُرسلينا

عندنا راية العقيدةِ، فيه

كلماتٌ تزيدُنا تمكينا

إنَّها الشمس تنشُر النورَ حتى

يعجزَ الوَهْمُ أنْ يَغٌشَّ العيونا

ليس مَنْ يجعل الشريعةَ نَهْج

كالذي يجعل القوانينَ دينا

ما جَهِلْنا قَدْرَ الرِّجال، فإن

قد عرفنا أَصيلَهم والهَجينا

يا أولاةَ الأَمْرِ اسمعونا، فإنَّ

ما جَهلناكمو، ولم تَجْهَلُونا

لو رفعنا معاً شعارَ هُدان

لجعلنا حَبْلَ التَّآخي متينا

قد رأيتم كما رأينا جميع

خُلْفَ أعدائنا بما وعدونا

ورأيتم كيف امتطوا كلَّ ظهرٍ

غيرَ ظَهْرِ الوفاء، مستأسدينا

ورأيتم كيف استداروا علين

بقلوبٍ تأبى لنا أنْ تَلينا

جرَّدونا من الدُّروع، فلمَّ

جرَّدونا، بسهمهم صوَّبونا

كلُّ ما كانَ من دعاوى تَهاوى

وتلاشى ما كان يستهوينا

ووقفنا معاً أَمام الأعادي

وبنيرانهم جميعاً صُلينا

خندق واحدٌ كبيرٌ، وقفن

فيه، نرجو الخلاصَ ممَّآ ابتُلينا

نحن كُنَّا، وما نزالُ، ولكنْ

غايةُ المعتدين ألاَّ نكونا

يا وُلاةَ الأمور، هيَّا أقيمو

من صَفاءِ القلوبِ حصناً حصينا

ارفعوا رايةَ العقيدةِ حتى

تُبصروا الفجر ضاحكاً مُستبينا

حينما تُصبح الحقائقُ شمس

يشهد الفجرُ صحوةَ النَّآئمينا

لن تروا أَلْفَ خُطبةٍ وبيانٍ

دونَ فعلٍ، تَنيلُ ما تَطلبونا

هذه الأمة العظيمةُ عاشت

بخلافاتنا، أَسىً وفتونا

فامنحوها بعد التخاذُل عزم

لترى فيكم القويَّ الأمينا

أمتي حينما تمدُّ يديه

نحونا لا تريد إلاَّ اليقينا

غايةُ الأمر عنَدها، وهي تدعو

أنْ ترانا أمجادُها صامدينا

هي تَشْتاق أنْ ترى الصدقَ من

مُشْرقَاً كالضُّحى النَّقيِّ مُبينا

أمتي شيَّدتْ قِلاعاً وترجو

أنْ نُداري عنها العِدَى ونَصونا

يا قِلاعَ الأَمجادِ، إنَّا شُغِلْن

بخلافات قومنا فاعْذرينا

واطمئنِّي، فإنَّنا سوف نأتي

بقلوب تأبى لنا أنْ نَهُونا

بين قومي وبين دَرْبِ المعالي

خَيْطُ وَهْمٍ، لو جاوَزوه كُفينَا

يا قِلاعَ الأمجادِ، بٌشْراكِ، إنَّ

قد مَدَدْنا إلى الصَّباحِ اليَمينا

إِنَّها رَجْعَةٌ إِلى اللّه تمحو

عارَ قومي، وتْرْشِدُ التَّائهينا

ريحانة شمران
06-19-2024, 01:18 PM
» عبدالرحمن العشماوي » هو الأمر بالمعروف


مواكب خيرٍ، موكب إثرَموكب
ومَشْرِقُ حَق لم يدنسْ بمغربِ
ودوحةُ حب ظلتْ كلَّ راحلٍ
من الشمس في قيظ الأسى المتلهبِ
مواكبُ، سارتْ من حراءٍ، مجاله
مع البدءِ مكيٌّ، وفي الختم يثربي
تألقت البطحاءُ لما تنسمتْ
شذاها وألقتْ نظرةَ المتوثبِ
مواكبُ، آياتُ الكتابِ دليلها
ومؤنسها في دربها سنةُ النبي
سرتْ في عروق الكون منها بشائرٌ
وهزَّتْ لها الآفاقُ أشرفَ منكبِ
ترقى بها في المجد كلُّ مصدقٍ
وخابتْ مساعي كلُّ غاوٍ مكذِّبِ
مواكب لم تحملْ سوى كل عاقلٍ
رشيدٍ خبيرٍ بالأمور مجرِّبِ
تخلفَ عنها كل مستهزئٍ بها
وقصَّر عنها سعي كل مذبذب
لها في رحاب البيتِ دعوةُ ساجدٍ
ودمعةُ مشتاقٍ، وصوتُ مرحبِ
وفي طيبةِ الهادي البشير لها يدٌ
تمدُّ بريحانٍ إلى المتطيِّبِ
وتنبتُ في نجدٍ بواسقُ نخلها
ويخصبُ في صحرائها كلُّ مجدبِ
وتسري إلى الآفاقِ منها نسائمٌ
تقرب أربابَ الصلاحِ وتجتبي
على الأمر بالمعروفِ شادتْ حصونها
حصوناً على أسوارها الغيمُ يحتبي
وتلقى ذُراها الأنجم الزُّهرُ في الدُّجى
ويلقي إليها البدرُ نظرةَ معجبِ
وترسمُ عينُ الشمسِ منها شعاعها
فيهربُ من أضوائها كلُّ غيهبِ
كأني أرى الأمجادَ من شرفاتها
تطلُّ، تنادينا نداءَ تحببِ:
خذوا من لساني اليومَ حكمةَ ناصحٍ
بغير معاني الحقِّ لم يتشربِ
من الأمر بالمعروف والخير أشرقتْ
على الناس شمسٌ وجهها لم يغيَّبِ
نعم يا نداءَ المجد في أذنِ المدى
نفضتَ غبارَ الوهم عن ذهن متعبِ
هو الأمر بالمعروف يرشدُ لاهياً
وينقذه من طبعهِ المتقلَّبِ
هو الأمر بالمعروف يصرف منكر
ويكشف دعوى كل ذئب وثعلبِ
رسالةُ كل الأنبياءِ، فما الذي
دها القومَ حتى أبرزوا وجهَ مغضبِ؟!
وما الأمر بالمعروف إلا شعيرةٌ
لها مطلبٌ يسمو على كلِّ مطلبِ
وقد سرَّنا في مهبط الوحي أنها
تميزنا في الواقع المتغربِ
لنا دولةُ التوحيد عزَّ مقامه
بمنهجها، لا بالهوى والتمذهبِ
حماها كتابُ الله من سوءِ منطقٍ
ومن فكرِ إلحادٍ وسوءِ تعصُّبِ

ريحانة شمران
06-19-2024, 01:18 PM
» عبدالرحمن العشماوي » ماذا يظن المعتدي؟

ما كلٌّ من بدأ المكارم تمَّمَا أو كلٌّ من حفظ العلوم تعلَّما
ما كلٌّ من ألقى أمامك خطبة عصماء عن معنى الشجاعة أقدَما
من قال خذها باليمين وردَّها بشماله، كان البخيلَ الأشأما
كم عثرةٍٍ ذهبت بقيمة عاثرٍ فقدَ الكرامة بعدها وتحطَّما
كم أبصرتْ عيناك ثوبَ إهانةٍ قد لفَّ صاحبَهُ، وكان مكرَّما
ولكم رأينا جاهلاً متذبذباً يلقى الجموع مجَبَّباً ومُعمَّما
إن المكارم لا تتم لخائنٍ أبداً، وإن بذل الكثير وقدَّما
إن الكريم إذا أفاض عطاءَه مدَّ اليدين كريمتين وسلَّما
ويكون أكرم إن أفاض عطاءه للناس، مبتهجاً به وتبسَّما
أما الذي يعطيك وهو مقَطِّبٌ بجبينه، ويريك وجهاً مظلما
فهو البخيل بماله وبجاهِهِ مهما ادَّعى جاها، وأعطى درهما
عذراً أخا الإسلام في الوطن الذي أضحى بكعبتنا الشريفة معلما
عذراً أخا الإسلام في الأرض التي في عزها اشترك الإباءُ وأسهما
عذراً إليك إلى الحجيج، إلى الذي لبَّى وكبَّر للإله وعظَّما
عذراً إلى هذي البقاع ومن مشى فيها، ومن عرف العقيدة وانتمى
عذراً إلى من يحزمون أمورها بالدِّين، حتى صار أمراً محكما
عذراً تَزُفُّ به الزهور عبيرَها وبلحنهِ طيرُ الوفاء ترنَّمَا
عذراً إذا التهبتْ حروف قصيدتي وإذا غدا شعري لظَىَ وتضرَّما
فأنا أرى الأحداث تشعلُ نارَهَا في عالمٍ جعل الأمانةَ مغْنَما
وأنا أرى فتناً يؤجِّج نارها من لا يخاف الله أو يرعى الحمى
وأنا أرى متطاولاً متجاوزاً أسرى به الليلُ البهيمُ ملثَّما
جمعَ انحرافين: انحراف عقيدةٍ وسياسةٍ، وعلى انحرافهما ارتمَى
إنِّي لأعجب والعجائبُ جمَّةٌ للعقل، حين يرى الغزالة غَيْلما!!
ماذا يريد بمهبط الوحي الذي شربت منابت أرضِه وحيَ السَّما؟
هي دُرَّة الأوطان بالدين الذي أهدى لها عزَّ المقامِ وأكرما
من سار فيها بالضلالة والهوى والبغْي، سار إلى الضياع وأجرما
هي دُرَّة الأوطان، خارطة المدى تغذو القلوب هدى، وتسقي زمْزَما
هي من تقول: استعصموا بكتابكم ما خابَ من حمل الهدى واستَعصَمَا
هي كالأصيل من الخيول إذا رأى إحجام فارِسِه، شكاهُ وحمْحَما
ماذا يظن المعتدي، أيظنها ستمدُّ كفَّاً بالزهور، إذا رمى؟!
من حقنا المشروع صدُّ مكابرٍ ظنَّ الظنونَ بنفسِه فتقدَّما
لو كان ذا رأيٍ لقدَّر أمره ولعادَ عن إرهابه وتأثَّما
أَوْ كان ذا عقلٍ لصانَ لجارِهِ حقاً وبادله الوفاء وعظَّما
أتراه يجهل قدر مهبط وحينا سبحان من مَنَح العقولَ وقسَّما؟!!
قدْ تقلِبُ العينان صورةَ ما ترى لمَّا يُصيبُ بصيرةَ الرائي العَمَى
لله درُّ مرابطين بذكرهم قد أنجَدَ الخبرُ الصحيحُ وأتْهمَا
أبناؤنا لم يجبنوا لما رأوا وجه البغاةِ على الحدودِ تجهَّما
أهدتهموا جازان من واحاتِها فُلاًّ، من الحُبِّ الكبير مُنظَّما
بسطتْ لهم بُسُطَ الوفاءِ، وهكذا جازانُ تغدو بالوفاء الأكرما
ورأتهم الشُّمُّ الرواسي مثلَها فرمتْ إليهم بدْرَها والأنجُما
إني لأرجو أن يَنَال شهادةَ منْ قدَّم النفس العزيزة والدَّما
أما الذي ما زال في ساح الوغى فرعاه من يرعى العبادَ وسلَّمَا
إني أقول لكل صاحب بِدعةٍ في الدين، يشرب من هواها علقما:
لن يثبت الإيمان في قلب امرئٍ إلا إذا اتَّبع الكتاب وحكَّما
ميزان شرع الله يمنحُنا الرِّضا فلكم رعى حقاً وصان وقوَّمَا
من أضرم الفتنَ العظامَ مكابراً فلسوف يلقى الموتَ فيما أضرما

ريحانة شمران
06-19-2024, 01:19 PM
» عبدالرحمن العشماوي » يا مقدسيون

يا مقدسيّون، يا رمزَ البطولاتِ في مسجد القدسِ، في مهْد الرسالاتِ
أنتم رسمتم دروبَ المكرماتِ لنا لما اعتكفتم بإيمانٍ وإخباتِ
ونحن ما زالت الدنيا تحاصرُنا بلهْوِنا، وبأنواعِ الملذَّاتِ
أسعدتم المجدَ حتى صار يكتبكم في أول السطر في كل السجلاتِ
نعم، وقفتم وقوفَ الصامدين، بلا مالٍ، ولا فضلِ أعدادٍ وقواتِ
كان الوقوفُ وقوفَ المؤمنين بما في وعدِ خالقهم من نصره الآتي
هذا اعتكافٌ عظيمٌ يا أحبّتنا عبادةٌ شرُفتْ بين العباداتِ
أنتم قليلٌ، فعلتم ما يشرفنا نعم القليل كثيراً في العطاءاتِ
وقفتم اليوم أبطالاً، يواجهكم جيشٌ تمرس في نشرِ الضلالاتِ
جيشٌ رأى أمةَ الإسلام واجمةً أمام كيدِ الأعادي والخياناتِ
تقابل المعتدي في كل مؤتمرٍ بما نرى من خضوعٍ للإهاناتِ
فمدَ كفاً إلى الأقصى مخضّبةً بما تجمّع فيها من نجاساتِ
يا مقدسيّون، يا كُحلَ العيونِ، ويا تاجَ الرؤوس، ويا فجرَ الطموحاتِ
أخجلتمونا وربِّ العالمينَ، فوا حُزني علينا، غرقنا في المتاهات
يا مقدسيّون لا يأسٌ ولا جزعٌ برغم هذي المآسي والجراحاتِ

ريحانة شمران
06-19-2024, 01:19 PM
» عبدالرحمن العشماوي » الآن تسمع صرخة الأيتام ؟

الآن تسمع صرخة الأيتام ؟
وترى مدامع مصرنا والشام ؟

الآن تبصر ليبيا وجراحها؟
ورئيسها المسكون بالإجرام ؟

الآن تشعر بالشعوب وما جرى
من ظلمها في سالف الأعوام؟

أولم تزر مصر الجريحة حينما
كانت مكبلة بشر نظام؟

ألقيت فيها خطبة فضفاضة
ما كان فيها غير زيف كلام

أولم تعانق حينذاك رئيسها
وتعده من أفضل الحكام؟

عانقته متشاغلا بمقامه
عن بؤس شعب يصطلي بضرام؟

هل كنت تجهل ظلمه أم أنها
لغة المصالح في أذل مقام؟

حسنا، سنقبل منك دعواك التي
طيرتها بوسائل الإعلام

سنقول:إنك قد فطنت لحالنا
ونفضت عن عينيك كل قتام

ورأيت آلام الشعوب فأيقظت
فيك الضمير الحي بعد منام

ورأيت من أحوالنا ما لم تكن
ترنو إليه بطرفك المتعامي

سنقول :إنك قد رأيت حقيقة
كان الغطاء لها من الأوهام

حسنا،سنحسن بادعائك ظننا
متجاهلين حقائق الأرقام

سنقول: إن ضمير أمريكا غدا
متعافيا من اسوأ الأسقام

سنقول: إنك قد حزنت لحالنا
ورأيت حرقة أدمع الأيتام

فمتى ترى باللهظلمك أنت في
أفغاننا وعراقنا المقدام؟؟

ومتى ترى ظلم اليهود لأهلنا
في المسجد الأقصى الجريح الدامي؟؟

ومتى ترى اطفال غزة أصبحوا
ما بين أشلاء وبين حطام؟؟

أرئيس أمريكا. خطابك كله
وعد يحقق رغبة الحاخام

(أتظن أن الوعي فينا عاجز
عن فهم سر خطابك ( الأوبامي

القول سهل باللسان وإنما
بالفعل نرسم لوحة الإقدام

ريحانة شمران
06-19-2024, 01:19 PM
» عبدالرحمن العشماوي » زمان الذل

في زمان الذل تغدو الهرولة

صورة للمهزلة
حينما يسكت من يعرف أن الحق له
ويرى أولمرت أو ليفني فيهتز ويدني منزله
ويريهم رقصة المذبوح يستحسن صوت القنبلة
في زمان الذل تشكو الأسئلة ؟؟
من إجابات الخضوع المذهلة
وإنكسارات الرجال المخجلة
وبقاء الحل وهماً في خيال المشكلة ؟؟
في زمان الذل تبدو المعضلة ؟؟
في وجوه كلما أقبلت المأساة جاءت مقبلة
لم تكن صامدةً يوما ولا مستبسلة
كلما نعرف عنها أنها أصبحت في غيّها مسترسلة
ولدينا لو أردنا الأمثلة ؟؟
في زمان الصمت تغدو الجلجلة ؟؟
صورة للقصف في أرض الرباط المهملة
صورة للظلم في عصرٍ يجيد العرقلة
يقتل الطفل ويستطعم جرح الأرملة ؟؟
في زمان الذل ذل الجبناء ؟؟
يصبح الفجر حزيناً وتصير الشمس أشلاء ضياء ..
ويصير الليل مسكونا بغدر العملاء ..
وبآهات الثكالى ودموع الضعفاء ..
في زمان الذل يغدو الدخلاء
عند بعض القوم فينا أصدقاء
يشربون الشاهي والقهوة !!
والشيء الذي منه ينفر من العقلاء ..
ولهذا لايبالون بأنهار الدماء ..
ودموع الأبرياء !!
وانهيارات بيوت الفقراء !!
واستغاثات النساء !!
في زمان الذل تغدو غزة المجد رهينة ؟؟
في قوانين الطواغيت سجينة !!
مالها والله ذنب يعرفونه ...
ذنبها الإيمان بالله الذي يستثقلونه
ولهذا يكرهونه ؟؟
حاصروها !!
حـرّك الباغي عليها الجيش أهداها جنونه ..
خسر الباغي فلن يستسلم الشهم الذي يحفظ دينه ؟؟
والذي يعلن بالله يقينه ..
ومن الله !!
تعالى الله !!
يستمنح في الخوف السكينة ؟؟
أبشروا بالنصر ؟؟
ياأبطالنا في غزة المجد
غدا تستقبلونه ؟؟
وغدا نعلنه للكون !!
كل الكون لما تعلنونه ؟؟

ريحانة شمران
06-19-2024, 01:20 PM
» عبدالرحمن العشماوي » مواكب خير ، موكب إثرموكب


مواكب خيرٍ، موكب إثرَموكب
ومَشْرِقُ حَق لم يدنسْ بمغربِ
ودوحةُ حب ظلتْ كلَّ راحلٍ
من الشمس في قيظ الأسى المتلهبِ
مواكبُ، سارتْ من حراءٍ، مجالها
مع البدءِ مكيٌّ، وفي الختم يثربي
تألقت البطحاءُ لما تنسمتْ
شذاها وألقتْ نظرةَ المتوثبِ
مواكبُ، آياتُ الكتابِ دليلها
ومؤنسها في دربها سنةُ النبي
سرتْ في عروق الكون منها بشائرٌ
وهزَّتْ لها الآفاقُ أشرفَ منكبِ
ترقى بها في المجد كلُّ مصدقٍ
وخابتْ مساعي كلُّ غاوٍ مكذِّبِ
مواكب لم تحملْ سوى كل عاقلٍ
رشيدٍ خبيرٍ بالأمور مجرِّبِ
تخلفَ عنها كل مستهزئٍ بها
وقصَّر عنها سعي كل مذبذب
لها في رحاب البيتِ دعوةُ ساجدٍ
ودمعةُ مشتاقٍ، وصوتُ مرحبِ
وفي طيبةِ الهادي البشير لها يدٌ
تمدُّ بريحانٍ إلى المتطيِّبِ
وتنبتُ في نجدٍ بواسقُ نخلها
ويخصبُ في صحرائها كلُّ مجدبِ
وتسري إلى الآفاقِ منها نسائمٌ
تقرب أربابَ الصلاحِ وتجتبي
على الأمر بالمعروفِ شادتْ حصونها
حصوناً على أسوارها الغيمُ يحتبي
وتلقى ذُراها الأنجم الزُّهرُ في الدُّجى
ويلقي إليها البدرُ نظرةَ معجبِ
وترسمُ عينُ الشمسِ منها شعاعها
فيهربُ من أضوائها كلُّ غيهبِ
كأني أرى الأمجادَ من شرفاتها
تطلُّ، تنادينا نداءَ تحببِ:
خذوا من لساني اليومَ حكمةَ ناصحٍ
بغير معاني الحقِّ لم يتشربِ
من الأمر بالمعروف والخير أشرقتْ
على الناس شمسٌ وجهها لم يغيَّبِ
نعم يا نداءَ المجد في أذنِ المدى
نفضتَ غبارَ الوهم عن ذهن متعبِ
هو الأمر بالمعروف يرشدُ لاهياً
وينقذه من طبعهِ المتقلَّبِ
هو الأمر بالمعروف يصرف منكراً
ويكشف دعوى كل ذئب وثعلبِ
رسالةُ كل الأنبياءِ، فما الذي
دها القومَ حتى أبرزوا وجهَ مغضبِ؟!
وما الأمر بالمعروف إلا شعيرةٌ
لها مطلبٌ يسمو على كلِّ مطلبِ
وقد سرَّنا في مهبط الوحي أنها
تميزنا في الواقع المتغربِ
لنا دولةُ التوحيد عزَّ مقامها
بمنهجها، لا بالهوى والتمذهبِ
حماها كتابُ الله من سوءِ منطقٍ
ومن فكرِ إلحادٍ وسوءِ تعصُّبِ

ريحانة شمران
06-19-2024, 01:25 PM
محمد حسن فقي

https://www.aldiwan.net/public/images/cat_images/16751048981.png
الشاعرمحمد حسن فقي

محمد حسن بن محمد بن حسين فقي،أديب وكاتب وشاعر سعودي. ولد في مدينة مكة المكرمة سنة 1914م، تلقى علومه بمدرستي الفلاح بمكة المكرمة، وجدة، وتخرج من مدرسة الفلاح بمكة المكرمة.وثقف نفسه بنفسه ووسع معارفه بالاطلاع على شتى كتب الأدب القديمة والحديثة، وكتب التاريخ والفلسفة، وغيرها.ودخل عالم الأدب من باب الهواية، وبدأ نظم الشعر وكتابة المقال الأدبي وهو في سن الثانية عشرة، وكانت أول قصيدة نشرت له بعنوان (فلسفة الطيور) في مجلة (الحرمين) القاهرية. أعماله: عمل أستاذًا للأدب العربي والخط بضعة أشهر بمدرسة الفلاح. ساهم في تحرير جريدة صوت الحجاز, ثم جريدة البلاد. كان أول مدير عام لمؤسسة البلاد الصحفية. ثم عين رئيسًا لتحرير جريدة (صوت الحجاز). ثم انتقل للعمل بوزارة المالية والاقتصاد الوطني فقضى شطرًا كبيرًا من حياته متنقلًا في وظائفها. ثم عين مديرًا عامًا بها، وبعد ذلك عين سفيرًا للملكة في أندونيسيا أيام مؤتمر (باندونج)، ثم نائبًا لرئيس ديوان المراقبة العامة بالرياض، ثم طلب الإحالة للتقاعد للتفرغ لأعماله الخاصة. مؤلفاته: له مؤلفات منها: نظرات وأفكار في المجتمع والحياة «في جزئين». وهذه هي مصر. فيلسوف. مذكرات وأفكار حول الحياة. الأجيال. مجموعة قصصية. بحوث إسلامية. ملحمة شعرية في رحاب الأولمب. ترجمة حياة مذكرات رمضانية دواوينه الشعرية: قدر ورجل. رباعيات. صدرت أعماله الكاملة في ثمانية مجلدات عام 1985 . رحل عن عالمنا سنة 2004م.

قصائد محمد حسن فقي

[/URL] » [URL="https://www.aldiwan.net/cat-poet-mohamed-hassan-faqi"]محمد حسن فقي (https://www.aldiwan.net/cat-poets-saudi-arabia) » انحراف .. وانعطاف


طباعة (https://www.aldiwan.net/poem113225.html#)

يا هذه أَوَّاهِ لو تكْشِفينْ
عن قَلْبيَ الصادي!
لكُنْتِ عن أجوائه تَهْرُبينْ
من صُفْرةِ الجادي!
عَدَتْ عليه عاديات السِّنينْ
من كلِّ مِرْصادِ..!
يُخْفى الجوى الكاوِي. ويخفى الأنينْ عن الورى الرَّائحِ والغادي!
***
فسائليه علَّه يَسْتَجِبْ
وعاتِبيه علَّه يَسْتَبِينْ!
وعلَّه بعد الجفا يستطيب
رَجْعَةَ ماضِيهِ. ونَجْوى الحَنينْ!
وَيْحَ الهوى. وَيْحَ الفُؤادِ الحريبْ
من وحْشَةِ الهجر. ونأُي القرينْ!
هما بلاءٌ. ما له من طبيبْ
وكيف للطِّبِّ بقطع الوتينْ!
***
وساءلْتهُ فاسْتوى واجماً
كمُسْتفيق بعد طُولِ السُّهادْ!
أو كجريحِ لم يَزَلْ نازِفاً..
من سهْمهِ الغاَئِصِ وسْطَ الفُؤادْ!
فمن رآهُ ظَنَّه خائِفاً ..
من سطوَة الهجْرِ وظُلْم البِعادْ!
ظَنَّ الصِّبا يا وَيْحَه عاصفا..
لِطُولِ ما عانى. وسوء الحصادْ!
***
قالت له. يا أنْتَ يا هاجِري
وهو يَظُنُّ منِّي. افْتِئاتْ!
كيف تريَبْتَ بلا زاجِر..
بمن سقَتْ حُبَّك عّذْبِ الفُراتْ؟!
كيف؟! وما طَرْفُك بالسَاهرِ؟!
في حِينِ طَرْفي يتَمَنى السُّباتْ؟!
في حيِنِ قلبي لم يَزَلْ قاهري
على هَوىً عِنْدكَ أَمْسى رُفاتْ؟!
***
لا تَنْسَ يا هذا فأنت ارْتَويْتْ من مَنْهَلي العذْبَ. ولم تِشْكُرِ!
أمَّا أنا الظّمآى فإِنِِّي اكتَوَيْتُ
وأنْتَ لم تُحفَلْ. ولم تَشْعُرِ!
ظَمْآى.. فما الوَهْمُ بأنِّي اجْتَوَيْتُ؟! من قَلْبِكَ النَّاهِلِ من كوْثَري؟!
يا لَيْتَني أَشْعُرُ أنِّي انْتَهَيْتْ
من صَبْوتي هذي. ولم أَسْكَرِ..!
***
قال. وقد أَذْهَلَه قَوْلُها.
والآهُ. والدَّمْعُ. وطَيْفُ الحَنينْ!
يالَ فَتاةٍ.. راعَني عَذْلُها..
الصّادِقُ. الصّادِقُ. يُخْزي الظّنينْ!
أَدْمى ضميري عاتِياً نُبْلُها..
وأَظْلَمَ اللَّيْلُ على المُسْتَهِينْ!
ما كنت أَدْرِي أَنَّني ظالِمٌ..
لها. وأنِّي كنت بِئْسَ الخدينْ!
***
وقال يا هِنْدُ. أيا صَبْوتي..
قد كنْتُ أَعْمى سادِراً في ضلالْ!
يا ليْتَني لم أَقْتَرِفْ شِقْوتي
ولم أعِشْ مُكْتَئِباً في خبال!
أَوَّاهِ كَفِّي نَسَجَتْ كُرْبتي
وصَيَّرتْني نادِماً في اعْتِلالْ!
يا ليَْتَها تُطْفِىء من وَقْدَتي
فأسْتَوِي بعد اللَّظى في ظِلالْ!
***
وأَطْرَقَتْ هِنْدٌ. وقد زَلْزَلَتْ
ذِلَّتُه من قلبها المُسْتَهامْ!
كانت له نَعْماءَ فاسْتَهْولَتْ
شِقْوَتَه. وهو الهوى والمرامْ!
فَسالَ منها دمْعُها واشْتَكَتْ
بآهةٍ حَرَّى.. دفينَ الغَرامْ!
قالت له. أَنْتَ الذي ما اشْتَهَتْ
نَفْسي سواه. فعليكَ السّلامْ!
***
وانْطَلَقَا بَعْد طويلِ النَّوى
طَيْرَيْنِ في جَوِّ الفضاء الرّحيبْ!
بعد اعتكار راقَ صَفْوُ الهوى
وراقتِ البَسْمَةُ بعد النَّحيبْ!
ما أَعْذَبَ الألْفَةَ بعد الجوى
والنَّسْمةَ الحُلْوةَ بعد اللَّهيبْ!
قد شّبْعَ السَّاغِبُ بعد الطوَّى
وسكَنَ الخافِقُ بعد الوجِيبْ!

ريحانة شمران
06-19-2024, 01:27 PM
» محمد حسن فقي » الضمير

سأدْخُلُ ذلك البَرْزَخ
ما أَدْرى الذي أَلْقى؟!
أَأَلْقى العُنْفَ يُدْميني؟!
أمْ ألْقى به الرِّفْقا؟!
وأّبْقى الجَنَّةَ الفَيْحاءَ
أَمْ أَلْقى به الحَرْقا؟!
عسى الرَّحْمنُ أنْ يُسْعِدَ
ضَرَّائي فما أَشْقى!
***
عَساهُ فإنَّني المَوْتُورُ
من شَيْطانِه الجاني!
أحاوِلُ تَوْبَةً عَصْماءَ
تنقذ رُوحِيَ العاني!
فَيُغْريني بما يَخْلبُ
ما يُثْمِلُ وُجْداني!
فلا أَمْلِكُ أَفْراحي
ولا أْمْلِكُ أَحْزاني!
متى أَسْلُكُ دَرْبَ الرَُشْدِ
ما أُصْغِي لِشَيْطاني؟!
***
لقد أَوْغَلْتُ في شَيْخُوخَةِ المُسْتَهتِرِ الظَّامي!
فما أَرْوى من الآثامِ
ما أسْلُو عن الجامِ!
لَبئْسَ الشَّيْبُ يُسْلِمُني
لما يُغْضِبُ إِسْلامي!
متى أَرْجِعُ عن غيِّي؟!
متى يا قَلْبيَ الدامي؟!
***
وقال القلْبُ وهو يَضِجُّ
لِلْعَقْلِ الذي سَكِرا؟
لماذا لم تُنِرْ دَرْبي؟!
ولم تَحْفَلْ بما انْكَسَرا؟!
فلو نبَّهْتَني ما كنْتُ أَرْكبُ مَرْكبي الخَطِرا؟!
ولاسْتَيْقَظْتُ.. واسْتَنْكَرْتُ كَيْما أَتَّقي الضَّررّا
فأنت اللَّعْنَةُ الكُبْرى
وأنْتَ بِشِقْوتي أَحْرى!
***
وكان العَقْلُ ذا زَهْو
وذا مَكْرِ.. فما احْتَفَلا!
ولا أَرْبكَهُ القَوْلُ
من القَلْبِ الذي اخْتبلا!
فقال له. لقد زَلْزَلْتَ قَصْراً.. فاغْتَدى طَلَلا!
وقد حاوَلْتُ.. لكِنْ كنْتَ تَهْوى الإِثْمَ والزَّلَلا!
***
وكنْتَ تَظُنُّني الحاسِدَ
لا يَرْضى لَك الأُنْسا!
فرحْتَ تَعُبُّ في اللَّذَّاتِ عَبَّا يُهْدِرُ البأْسا!
وما كانَتْ سوى الفْأْسِ
الذي يَخْتَرمُ الرَّأْسا!
لقد كانَ اليَقينُ التَّمُّ
في عين الهَوى حَدْسا!
***
فماذا يَصْنَعْ العَقْلُ
إذا الحِسُّ اجْتَوى العَقْلا؟!
إذا ناصَبَهُ العُدْوانَ
واسْتَكْبَرَ واسْتَعْلى؟!
وآثَرَ أن يكُونَ الفَضْلُ.. يَسْتَجْدي المُنى.. الجَهْلا؟!
أَلَمْ تَقْطَعْ.. وقد حاوَلْتُ أن أُنْقِذَكَ.. الحَبْلا؟!
***
كان هناك مَنْ يَسْمَعْ ما قالاهُ.. فانْتَفَضَا..!
لقد كان الضَّمِيرَ الحُرَّ
وهو النَّجْمُ إنْ وَمَضا!
وقال كِلاكُما في الغِشِّ والبهتانُ.. قد رَكَضا!
فلا الحُسْنُ الذي تابَ
ولا العَقْلُ الذي رَفَضا!
***
فأمَّا الحِسُّ. فالهائِمُ في أجْواءِ شَيْطانِ!
حَليفُ الدَّنَّ بيْن الغِيدِ
بِئْسَ الخانِعُ الجاني!
فما تَلْقاه إلاَّ الذّاهِلَ المَخْمورُ.. إلاَّ المُوجَعُ العاني!
فما هو غَيْر شِلْوِ الإِثْمِ
وَحْشاً غَيْرَ إنْسانِ!
***
وأمَّا العَقْلُ .. ما أَحْراهُ بالخِزْيِ لِما اقْتَرَفا!
لِما مَانَ.. وما خانَ.. وما غَشَّ. ولا اعْترفا!
هو الُّلؤلُؤُ.. قد كانَ.. فعاد بِزَيْفِه صَدَفا!
أَرى في اثْنَيْهِما جُرْحاً
سَيُشْقينا إذا نَزَفا!
***
فما أحْلا الضَّميرَ الحُرَّ
ما أغْلاهُ.. ما أَسْمى!
ألا لَيْتِي أعِيشُ به
فما أَسْغَبُ أَوْ أَظْما!
ألا لا يَسْتَوي المُبْصِرُ بين الناس. والأَعْمى!
هو النُّعْمى فَهَبْنيهِ.. إلهي.. وهو الرُّحْمى!

ريحانة شمران
06-19-2024, 01:27 PM
» محمد حسن فقي » كنت .. فصرت

سَرْمَدِيَّ الظلامِ قد شفَّني السُّهْدُ.. أما للظَّلامٍ هذا انْقِشاعُ؟!
أنا منه في غَمْرةٍ عزَّني الرُّشْدُ بِبأُسائِها .. وعزَّ الصِّراعُ!
وَيكأنِّي في مَرْكَبٍ تزْأَرُ الرِّيحُ بأَرْجائهِ.. ويَهْوى الشِّراعُ!
وكأَنِّي أَغوصُ في اليَمِّ.. لا البأْسُ وَلِيِّي.. ولا وَلِيِّ الخِداعُ!
***
سَرْمَدِيَّ الظَّلامِ هذي لياليكَ
تُدَجِّي عَقْلي. وتُظْلِمُ حسِّي!
صِرْتُ لا آلفُ الرِّفاقَ.. وقد كانُوا كِراماً.. ولَسْتُ آلفُ نَفْسي!
ما الذي فِيَّ غَيْرُ ما في الأناسِيِّ
فأغدو في مأْتَمٍ يَوْمَ عِرْسي؟!
هِمْتُ بالطِّرْسِ واليراعِ
فما عاد يراعي الهوى. ولا عادَ طِرْسي!
***
سَرْمَدِيَّ الظَّلامِ ما عادَ مائي
النَّميرُ.. النَّميرُ يَرْوِي أُوامي!
ليسَ يَرْوِي الأُوامَ هذا سوى الحُبِّ.. وقد عاد ثاوياً في الرِّغام!
كيف يَرْوِي الرُّفاتُ قَلْباً شّجِيَّا
كان ثم اجْتَوى شُجونَ الغَرامَ؟
واجْتَوى الحُسْنَ بعد ما كانَ صَبّاً
بِنَسيمِ الغرامِ أو بالضَّرام!
***
سَرْمَدِيَّ الظَّلامٍ.. إنِّي غَرِيبٌ
بين أُهْلي. ومَرْبَعي ورِفاقي!
قد شَرِبْتُ الكأَسَ الدِّهاقَ من المُرِّ.. فهل بعد شُرْبها من دِهاقِ؟!
ولقد كان لي عرائِسُ أمْشاجٌ.. حِسانٌ.. فَراعَهُنَّ طَلاقي..!
هل خَسِرْتُ السِّباق.. أم فُزْتُ بالسّبْقِ.. كِلا اثِنَيْهِما ابْتُلي بالمِحاقِ؟!
***
لم أَعُدْ أَشْتَهي. وهل يَشْتَهي الصَّخْرُ؟! وكلاَّ فَمْرْحَباً بالفَناءِ..!
فلعلي أَرى حياةً نقيضاً
لِحياتي هذي الَّتي كالهباءِ..!
فأرُودُ الفضاءَ أَرْنو إلى الشُّهْبِ
وأشدو بِنُورِها الوضَّاءِ..!
وهي تَرْنو إليَّ غَيْرَ مُسيئاتٍ. فأنْسى بِهِنَّ دُنْيا الشَّقاءِ!
***
سَرْمَدِيَّ الظَّلام لو كنْتَ تَدْري
بسُهادي لَكُنْتَ أَحْنى ضَمِيرا!
ولَنَوَّلْتَني القَليلَ من النَّوْمِ.. من الأُنْسِ.. كيْ أَعُودَ بصيرا!
كُنْتُ فيك الضرِيرَ يعْثُرُ في الحَظْو
ويَخْشى من المسير المَصيرا!
وارْتَضَيْتُ المسِيرَ رَغْمي. وهل يَمْلِكُ مِثْلي إلا جَناحاً كَسِيرا؟!
***
سَرْمَدِيَّ الظَّلام. مُنْذُ يفاعي
كنْتُ أَرْنُو إلى المَصَير هَلُوعا!
كانَ أَهْلي يَرَوْنَ حُزْني وما أَعْجَبَ حُزْناً يَقُدُّ مِنّي الضُّلوعا!
عَجِبوا منه واسْترابُوا وقالوا
لِم تُذْرِي يا طِفْلُ هذى الدُّموعا؟!
قُلْتُ مُسْتَضْحِكاً.. رأيْتُ مَناماً
مُفْزِعاً.. فاسْتَفَقْتُ منه جَزُوعا!
***
هكذا كنْت. واسْتَحَالَ يَفاعي
لِشبابِ تَحْلُو به النَّزَواتُ!
ورأَيْتُ الرِّفاقَ صَرْعى من النَّشْوةِ.. تَسْطُو عَلَيْهِمُ الشَّهواتُ!
لا يَفيقُونَ مَن غَرامٍ وسُكْرٍ في دِياجيرَ.. ما لَها مِشْكاةُ..!
ولقد كنْتُ مِثْلَهُمْ فَتَهاوَيْتُ إلى الدَّرْكِ مَهِيْضاً وغاضَ مِنِّي الفُراتُ!
***
سَرْمَدِيَّ الظَّلامِ هذي حياتي
صَفَحاتٌ مُسْوَدَّةٌ لا تَشُوقُ!
سادَ فيها الغُرُوبُ فاللَّيْلُ أَهْدى.. مِن نَهارٍ. وارْتَدَّ عَنْها الشُّروقُ!
فَهِيَ تَهْفُو إلى الضَّلالِ.. وما يَعْرِفُ مِنْها إلا التٍّرَدِّي.. السُّموقُ!
كيف عاف البُرْدَ السَّلِيمَ شَقِيٌ
فَتَعرَّى.. وتَيَّمَتْهُ الخروق؟!
***
يا إلهي. إنِّي أُحِسُّ دَبِيباً
بين جَنْبَيَّ.. هامِساً لضميري!
آنَ لِلنَّفْسِ أنْ تَفِيءَ إلى الرُّشْدِ. وأنْ تَتَّقِي عّذابَ السّعير!
فَتَباشَرْتُ بالهدايةِ والتَّوْبِ.. وما عُدْتُ بالغوِي الغرِيرِ!
أَنْتَ . أَنْتَ الذي يَمُنُّ فيَرْقى
لِلذُّرى الشُّمِّ من ثَوى بالحفير!

ريحانة شمران
06-19-2024, 01:27 PM
» محمد حسن فقي » ما كان أشقاه

يال قُيودي من قُيودٍ ثِقالْ
أَرْسُفُ منها في لُغُوبٍ شديدْ!
كأَنَّني أَحْمِلُ منها الجِبالْ
ولَيْسَ لي عن حَمْلِها مِن مَحِيدْ..!
***
كأَنَّني أَحْمِلُ منها الرِّثاءْ
لعالَمٍ يَشْقى بما يَصْنَعُ..!
ما كانَ أَحْرَاهُ بِصُنْعِ الهَناءْ
فالرَّوْضُ لا يَفْضُلُه البَلْقعُ..!
***
قُلتُ لِنَفْسي وهي تّذْرِي الدُّمُوعْ
وما تَرى في جَنبِها مِن رَفِيقْ..!
تَبَصَّري في كلِّ هذي الرُّبوعْ
أَثَمَّ فيها غَيْرُ هذا الطَّريقْ؟!
***
هذا الطَّريقُ الوعر ما يَسْتَوِي
عليه.. رَغْمَ الدّجْنِ يَلْوي المَسِيرْ!
إلاَّ الذي غامَرَ ما يَنْتَوِي
إلاَّ التَّسامي. وشُموخَ المَصِيرْ!
***
ما أَرْهَبَ الدَّرْبَ على أنَّه
دربوإنْ أَظْلَمَ– دَرْبٌ قَوِيمْ!
مَشى به قَوْمٌ فَأَلْفَيْنَهُ
يُفْضي –وإنْ أَضْنى– بهم للنَّعِيمْ!
***
سَلَكْتُهُ والنَّاسُ حَوْلي تَرى
أنِّي عَمِيٌّ.. وهُمُ المُبْصِرون!
يا لَيْتَني أَرْقى لِشُمِّ الذُّرى
به.. ولّوْ كانَ شَمُوساً حَرُون!
***
أُحِسُّ في غَوْرِ ضَمِيري هَوىً
إلى نَقاءٍ من ضروب السَّوادْ!
كانتْ رُكاماً من أَثامٍ ثَوى
به. فأشْقَتْني وخِفْتُ المَعادْ!
***
قامَ صِراعٌ بَيْنَنا عاصِفٌ
ما بَيْن نَصْرٍ وانْهِزام مُخِيفْ!
أَنا به مُنْطَلِقٌ.. راسِفٌ
وَطِربٌ حِيناً. وحِيناً أسيفْ!
***
وقُلْتُ. هل أَغْدو بهذا الصِّراعْ
شلْواً.. وإلاَ فأَنا الظَّافِرُ!
هذا مَصِيري.. وَيْلَ صَرْعى النَِزاعْ
من حُفْرَةٍ يَثْوِي بها الخاسِرُ!
***
وقُلْتُ.. يا رُبَّتَما خاسِرٍ..
.. أَحْظَى من الرَّابِحِ في بَعْضِ حينْ!
إنْ كان لا يَيْأَس من حاضِرٍ
يَنالُ منه الرِّبْحَ. رِبْحَ اليَقينْ!
***
فَرُبَّ رِبْحٍ كان فيه الطَّوى
لِلرُّوح. والتخمَةُ للهَيْكَلِ
ومَا أَرَى فِيه لِمثْلِي اعتلاءْ
.. بَلَ إنّه المُفْضِي إلى الأَسْفَلِ
فَلَيْس رِبْحُ الأرْضِ مِثْلَ السَّماءْ
وليْسَتِ البُومةُ كالأَجْدَلِ!
***
مَنْ أنا يا نَفْسي. لقد هالني
مما أُقاسِيهِ شُواظُ اللَّهيبُ!
لَشَدَّ ما يَقْسُو الذي نالَني
من حَيْرةٍ تَدْفَعُني لِلْقَلِيبْ!
***
فهل أَنا وَحْدِي الَّذي أَنْتَهي
دُونَ سِوائِي لِلْعماءِ الرَّهِيبْ؟!
أَعْرِفُ ما يَنْفَعُ.. ما أَشْنَهِي
وأَنْثَنِي عنه إلى ما يُرِيبْ!
***
يالَ قضاءِ القادِرِ العاجزِ
مِن يَوْمِهِ.. من غّدِهِ المُلْتَوى!
فَليْس بالرِّاضي ولا النَّاشِز
وليس إلا الواهِمَ المُكْتَوى!
***
هل ثمَّ في الدُّنيا كهذا الجوى
يُذِيبُ مَن لم يحْتَفِلْ بالهوى؟!
ما ذاقَه لُقْيا.. وذاقَ النَّوى
فما اهْتَدى يَوْماً.. ولكنْ غوى!
***
أَحْسَبُني لُغْزاً فما يَهْتَدي
لِحَلِّه بَرُّ ولا فاجِرُ.. ..!
أَوَّلُه يَسْدُرُ في غَيْهَبٍ
وما لَهُ في مَشْمِسٍ آخِرُ..!
***
فهل له في مُلْهِمٍ يَسْتَوِي
بِفِكْرِهِ فَوْقَ مَسارِ النُّجومْ؟!
يَشْفِي الفُؤادَ اللاغب المُنطوِي
على كُلُومٍ فَتَّحَتْها السُّمومْ!
***
لو أَنّني أَلْقاهُ أَعْطَيْتُهُ..
.. نَصْفَ حَياتي. وهو شِعْرٌ هَزِيلْ!
وإنْ أَبى الصَّفْقَة أَغْرَيْنُه
بها جميعاً. فهي حَمْلٌ ثَقِيلٌ!
***
رُبَّ حياةٍ أصْبَحَتْ نِقْمَةً
على الذي عانى بها شِقوَتَيْنْ!
عانى بها نَبْذَ الهوى مَرَّةً
والغَيِّ أُخْرى فَهوى مَرَّتَيْنْ!

ريحانة شمران
06-19-2024, 01:28 PM
» محمد حسن فقي » ارتفاع .. وانحدار

أمَّا أنا. فقد انْتَهَيْتُ
وما أُؤَمِّلُ في الرُّجوعْ!
فلقد سَئِمْتُ من النَّزُولِ
كما سَئِمْتُ من الطُّلوعْ!
ولقد سَئِمْتُ من الظَّلامِ
كما سَئِمْتُ من السُّطُوعْ!
حتى الحياة سَئِمْتُها
وسَئِمْتُ من حُلْوِ الرُّبُوعْ!
الخَوْفُ من هَوْلِ المصِيرِ
يَدِبُّ ما بَيْنَ الضُّلُوعْ!
لا لِلأُصُولِ أحِنُّ من سئمي
الكئيبِ. ولا الفُروعُ!
أطْفِىءْ شُموعَكَ إنَّني
أَطْفَأْت يا زَمَني الشُّمُوعْ!
جاءَ الحَبيبُ فَقُلْتُ يا جُنَّي
لقد ماتَ الوَلُوعْ!
فأنا العَيُوفُ من الهوى
ومن الفُتُونِ. أنا القَنُوعْ!
فإذا رأيْتُ الفاتِناتِ
فلا أَنِينَ. ولا دُمُوعْ!
وأَشْحْتُ عن دُنْيا الغَرامِ
فلَنْ تَرَى مِنَّي الخُضُوعْ!
فَقَدِ احْتَمَيْتُ من السِّهامِ
المرهفات بما اقْتَنيْتُ من الدُّروعْ!
***
لَمَّا رأَتِني قد أَشَحْتُ
توهَّمَتْ أَنِّي الكَذُوبُ!
هذا المُشِيحُ أّلأَمْ يكُنْ
بالأَمْسِ تُثْخِنُهُ النُّدوبْ؟!
أَوَ لمْ يكُنْ يجري وراء
الغانياتِ ولا يُنَهْنِهُهُ اللُّغوبُ؟!
ويَظَلُّ يَجْري. لا يكُفُّ عن
المخازي المُوبِقاتِ. ولا يَثُوبُ؟!
قد كنْتُ أصْفَعُهُ بإِعْراضي. فَيَرْ
ضى بالهوانِ. ولا يَطيبُ له الهُروبُ!
ماذا اعْتَراهُ؟! وكانَ شَيْطاناً
تروق له المباذِلُ والعُيُوبُ؟!
لا. لَيسَ يَخْدعُني تَبَتُّلُهُ
وهل تَلِدُ التَّبَتُّلَ والتَّرانِيمُ. الذُّنُوبُ؟!
ذِئْبٌ تَزَمَّلَ ثَوْبَ أَطْلَسَ
تَسْتَطِيلُ به المخالِبُ والنُّيوُبُ!
هَلْ تابَ عن ماضِيهِ؟! كلاَّ
فالمُتَيَّمُ بالخطايا لا يَتُوبْ؟!
قَهقَهْتَ حِينَ أرادَ وَثْباً لم
يُطِقْهُ وَنىً. وأعياه الوثوبُ؟!
أَيكُونُ من عَجْزٍ تنكَّرَ
واسْتَبانَ كزاهِدٍ. وهو اللَّعُوبَ!
ما عادَ تَفْتِنُه الرِّياضُ
وعادَ تَفْتِنُه المفاوِزُ والسُّهوبُ!
***
أَأَنا الكذُوبُ؟! أنا المرائي؟!
أمْ هي المِغْناجُ سكْرى؟!
سَكْرى من الحُسْنِ المُمَرَّغُ في
الرغام. وما ترى في ذاك خُسْرا!
وتَراهُ رِبْحاً تَسْتَقِيم به حياةً
لا ترى في الطُّهْرِ فَخْرا..!
أجَرِيحةَ الحُسْنِ المَضَرَّج
لسْتُ أَهْوى الحُسْنَ عُهْرا!
الحُسْنُ إنْ لم يَسْتَعِزَّ
فإِنَّه بالقَبْرِ أَحْرى!
وأنا الذي طَلَّقتُ أيام الصَّـ
بابةِ واقْتًنَيْتُ الحُبَّ سِفْرا!
صَدَّقْتِ. أَم كذَّبْتِ ما
أبْدَيْتُهُ.. سِرّاً وجَهْرا!
فَهُناكَ سِرْبٌ من لِداتِكِ
قد طَعِمْنَ به الأَمَرَّا!
ظَنُّوا كَمِثْلِكِ ويْلَهُنَّ
بأنَّني أَمْسَيْتُ صِفْرا!
أهْلاً بما قالوا. وقُلْتِ
وقد يكُونُ القَوْلُ هُجْرا!
ما قُلْتُهُ يَوْماً فقد أَرْخَيْـ
تُ دون الهَجْرِ سِتْرا!
فِكْري وقَلْبي هَنَّآني
أَنْ غَدَوْتُ اليَوْم حُرَّا!

ريحانة شمران
06-19-2024, 01:28 PM
» محمد حسن فقي » صبوة الشيخ

ما أراني من بعد ما شِخْتُ إلاَّ
طَلَلاً بالِياً جَفَتْهُ العُيُونُ!
كان رَوْضاً تَرْعى الحسانُ مَجالِيه
شّذِيّاً تَرِفُّ فيه الغُصُونُ!
صَوَّحَتْهُ الأَيَّامُ. واستشرت الرِّيحُ عليه. فَراحَ عنه الفُتُونُ!
وأراني أشِيحُ عن رُؤُيَةِ الغِيدِ
وقد كانَ لي بِهنَّ جُنُونُ!
يال حُزْني على الصِّبا ومغانيه
فقد أجْهَزَتْ عليه السِّنونُ!
ولقد قالتِ الصبايا. وقد كُنَّ بِمَنْاىً عنِّي.. عَدَتْه المَنُونُ!
كانَ فينا الوَرِيقَ.. هل صَوَّحَ
الرَّوضُ. وقد عَطْعَطَتْ عليه الحُزُونُ؟!
ولَئِنْ كانَ فهو ماضٍ وَضِيءٌ
فيه راياتُهُ. وفيه الحُصونُ!
لا نطيق العُزُوفَ عنه ولو شاخَ
فإن العِقْدَ الثَّمِينَ. ثَمِينُ!
لن يَهُونَ الكريم فينا.. ولن نَجْحَدَ
كَلاَّ. فهو السَّريُّ المَصُونُ!
وتَنادَيْنَ فانْتَهَيْنَ إلى النَّجْوى
وفيها مِنِّي الهوى والشُّجُونُ!
وإذا بي أرى ويا طيبَ مَرْآيَ
لِمَغْنىً تَرِفُّ فيه اللُّحونُ!
من نَشِيدٍ ومن غُناءِ شَجِيٍّ
فأنا مِنْهم الغَوِيُّ الرَّصِينُ!
***
أَيُهذا الفاني العَجوزُ تحامَقْتَ
فما أنْتَ بالغَرامِ قَمِينُ!
لم تَعُدْ بالهِزَبْرِ. فالغاب أَهْوى
بعد كان َ عامراً.. والعَرينُ!
هذه صَبْوةٌ تُرَدِّيكَ لِلْقاعِ
فأنت المُصَفَّدُ المسجونُ!
ماجِنٌ أًنْتَ إنْ صَبَوتَ. وقد
يَسْخَرُ منكَ الهوى. ويَلْهُو المُجونُ!
***
وَيْ كأَنِّي بين الأنامِ غَرِيبٌ
ليس لي بَيْنَهُمْ فْؤادٌ حَنونً!
قلتُ للدَّهْرِ وهو يُسْرعُ في الخطو
تمادّيْتَ أيّهذا الطَّحُون
راعَني ما لَقِيتُه من سِنيني
فكأَنَّ السِّنين! مِنْكَ قرونَ!
وكأَنِّي مَجَلَّلٌ بالسَّمادِيرِ
يَقيني أجَلُّ منه الظُّنُونُ!
قِيلَ عَنِّي أنٍّي بما كانَ
فَوَيْلي إذْنْ بما سَيَكُونُ!
أيكُونُ الجُنونُ؟! كلاَّ فإِنِّي
عَبْشَمِيٌّ يَرْتاعُ منه الجُنُونُ؟!
***
وبدا لي الصَّوابُ فانْصَعْتُ
إليه.. بعد الضَّلالِ المُبِينِ!
كنْتُ في غَفْلةٍ نسِيتُ بها
الشَّيْبَ فأفْلَتُّ مِن عذابٍ مَهِينِ!
كيف يَرْضَيْنَ بالثَّعالِبِ يَزْحَفْنَ
ويَنْأَيْنَ عن ليوثِ العَرِينٍ!
رُبَّما جِئْتُهُنَّ يَوْماً فَقَهْقَهْنَ
وأرجعنني بِقَلْبٍ حَزِينِ!
ولقد يَرْتَجي العجوز بمَجْدٍ
وحُطامٍ نَوال حُسْنٍ مَشِينِ!
لَسْتُ هذا أنا. فإِنَّ شبابي
فاز بالحُسْنِ خاضِعاً. والحَنِينِ!
لم أَكُنْ بالرهين يَوْماً فَعِنْدي
من سَراةِ الحِسان ألفُ رَهينِ!
حَسَدُوني الرِّفاقُ.. حتى لقد كِدْتُ
غرُوراً.. أَقُولُ. أَيْنَ قَرِيني؟!
آهِ من هذه الحياة فَكَمْ مَنَّتْ
وضّنَّتْ.. بِشَدْوِها والأَنِينِ!
كم سقَتَنْي الأُجاج صَبَاحاً
فَتَجرَّعْتُه مَشُوباً بطين!
ثُمَّ جاء المساءُ مِنها بما لم
أَتخَيَّلْهُ مِن زُلالٍ مَعِينِ!
لَسْتُ وَحْدِي. وما أَلُومُ
فقد عِشْتُ سعيداً بِشَكّها واليَقِينِ!

ريحانة شمران
06-19-2024, 01:28 PM
» محمد حسن فقي » المصباح المكسور

لا..
لستُ أَقْوى يا فتاتي أنْ تَحولي.. أو تَصُدِّي..
مِن بعد عُمْرٍ عِشْتُ فيه .. وعاش في الفِرْدَوْسِ وَجْدي..
قد كنْتِ فيه معي.. وما كنْتُ الأثيرَ به لِوَحْدي..
فَتَرفَّقي أو سوف تَغْترِبين في دُنْياكِ بعدي..
***
لا..
لسْتُ أَرْضى. لا بِدَمْعي المُسْتَفِيضِ ولا بِسُهْدي..
مِن بَعْد أنْ أَصْبَحْتِ مِنِّي.. كوكبا في الجَوّ يَهْدي..
وغَدَوْتِ بَيْن الغِيد سِحْراً في طَيالِسِهِ. وفتنةَ مُسْتَبِدِّ..
وغَدَوْنَ هن.. على طلاوتهن عيشاً غير رَغْدِ..
***
لا..
لسْتُ أَقْوى بعد تضحيتي وإيثاري وشَجْوي..
أَنْ تَحْتَفي بعدي بِنِسْناسٍ. وأَنْ تَرْضَيْ بِجرْوِ..
وأنا الذي أختْالُ ما بَيْنَ النُّجومِ بِمَحْتدِي وبِحُلْو شَدْوي..
هل صِرْتِ سِلْعةً مُشْتَرِينَ بِلُؤلُؤٍ رُطْبٍ وفَرْوِ؟..
***
لا..
لَسْتِ أَنْتِ من اشْتَهيْتُ وصالَها تلْكَ الطَّهُورْ..
أنا لَسْتُ أهْوى غَيْرَ مُحْصَنَةٍ. بِعفَّتِها فَخُورْ..
حَسْبي بِذلك مِن جَمالٍ تزدهي منه السُّتُورْ..
شَتَّانَ ما بَيْن النَّسِيمِ. وبَيْن عاصِفةٍ دَبُورْ..
***
لا..
إنَّني الشِّعْرُ المُرَفْرِفُ بَيْن هاماتِ الكواكبْ..
لن أَرْتَضِي الحُبَّ المُدنَّسَ. تَستَحي منه المناقِبْ..
لا تَرْتَجِي الرُّجْعى. فإنَّ شمائِلي تَأَبى المثالِبْ..
نَأْبى الغَوانِيَ راقصاتٍ فوق أَشْلاءِ المناكبْ..
***
لا..
فَتّذكَّري كم كُنْتِ تُغْريني بِعاريةِ المفاتنِ واللُّحون.
ولَكمْ عَفَفْتُ. وكم عَزَفْتُ بِرَغْمِ ملتهب الشُّجُونُ.
فَأَراكِ غاضِبَةً تدمدم. لا تكف عن الجُنُونُ..
كَلاَّ. أنا في هَوايَ أضِيقُ ضّرْعاً بالمُجونْ..
***
لا..
إنَّني أَجِدُ الهوى المَسْعُورَ هاوِيةً يخيف ضِرامُها..
فَتَرُوغُ عنه إلى الهوى الحاني على.. حَشاشَتي وأُوامُها..
ظَمْأى إلى الرِّيِّ الطَّهورِ. فما يجور ولا يحيف غَرامُها..
تَشْدو وتَشْغَفُ بالسَّلامِ. ولا تَطِيشُ سهامُها..
***
لا..
فاسْمَعِيني. واهْجُريني. إنَ هَجْرَكِ لا تَضِيقُ بهِ الضُّلوعْ..
أنا.. إنْ أَرَدْتِ الحَقَّ هاجِرُكِ العَزُوفُ عن الخُضُوعْ..
لا أَنْتِ.. كلاَّ فاذْكُري تلك الضَّراعةَ والدُّموعْ
لا. لسْتُ بالرَّجُلِ الجَزُوعِ من الذُّيوعِ. ولا الهَلُوعْ..
***
لا..
وإذا الوَداعُ أخاف مَشْغُوفاً. فإِنِّي لا أخافُ مِن الوَداعْ..
فلقد نَبَذْتُ هواكِ إذْ كَشَفَ الهوى عَنْكِ القِناعْ..
فإِذا بِكِ الولهى.. بِلا حَرَج.. بمَوْفُورِ المَتاعْ..
وإذا أنا السَّالي عن اللَّيْلِ البَهِيميِ بِلا شعاعْ
***
لا..
فاسْتَمْتِعي بِهواكِ ما بَيْنَ الزَّعانِفِ والنَّدامى..
مَرحىً لهم ولَكِ التَّبِذُّلُ. فارفعوا عنه اللِّثاما..
أنا مُنْتَشٍ في الرَّوْضٍ ما بين البَلابِلِ والجَداوِلِ والخُزامى..
ولقد عَلَوْتُ به فجاوزت السَّحائِبَ والغماما

ريحانة شمران
06-19-2024, 01:29 PM
» محمد حسن فقي » أيها الحفل الكريم

ما أراني على البيان بقادرْ
بين أهل النُّهى وأهل المشاعرْ!
أنا ما بيْنكم حمامة تغْشى
مَجْلساً يزدهي بِشُمِّ الغضافر!
كيف يَشْدو بَيْن الصقور حمامٌ؟!
أَو يُغَنِّي مع النُّسور عصافِرْ؟!
ولقد كنتُ من صبايَ شغوفاً
بالذّرى.. مِن مَواردٍ ومصادرْ!
أقرأ الشِّعْرَ للبهاليلِ مِن مِصْرَ
حفيلاً بما يَسُرُّ الخواطرْ!
ويُمِدُّ النُّهى بِنُورٍ فيطوي
بالذي ضَمَّهُ قتامَ الدَّياجرْ!
يال روحي مِمَّا انْتَشَتْ وتغذَّتْ
منه بالعذْبِ من سَخيِّ المواطرْ!
وسمعتُ الرٍّفاق حَوْلي يقولون
وقد فُوجِئوا بِغُرِّ الجواهرْ!
إنَّ هذي الأَسفارَ تَحْفَل بالعلْم
وبالفَنِّ. والمعاني السَّواحِرْ!
ما رأينا كَمِثْلِها.. فإِلى مِصْرَ
نَحُثُّ الخُطا.. ونَبْني المعابِرْ!
وأقامُوا بِمِصْرَ حيِناً من الدَّهر
وعادوا منها بِأَغْلا الذَّخائرْ!
فَنشُدُ الرِّحالَ.. لا يَخْذَلُ الأَيْنُ
خُطانا.. ولا تَروُعُ المخاطِرُ!
في الدِّيارِ المُقدَّساتِ حَنِينٌ
لِلحجى والرُّؤى وحُلوِ المخاضِرْ!
كلُّها فيه ماثلاتٌ. فما أكْرَمَ هذا الحِمى. وهذي العناصرْ!
مِن لَيوثٍ. وما تميلُ إلى البَطْشِ وإن كانتِ الضَّواري الكواسِرْ!
وظِباءٍ تَشًمُّ مِنْهنَّ نَفْحاً
مِن عَبير النُّهى. ومَجْدِ المآثِرْ!
جَلَّ ربِّي فههُنا غَيْرُ هذا
تَتَجلَّى مَجامِعٌ ومَنابِرْ..!
فالسِّياسيُّ واضِحٌ من مَجالِيه
فما دسَّ في الظّهورِ الخناجِرْ!
غَيْرَ نَزْرٍ من الرِّجالِ
وما ثَمَّتَ رَبْعٌ إلاَّ وفيه الغوادرْ!
وإذا كانت النوادِرَ في النَّاسِ قليلاً.. فَفيهِ كُثْرُ النَّوادرْ!
وحُمادى القَولِ الوجيز هُنا الدَّوْحُ تَراءتْ أغصانُه كالغدائِرْ!
فيه شَتَّى من الأزاهيرِ تَخْتالُ
فَتُشجي أبصارَنا والبصائِرْ!
وثِمارٍ يَحْلو جَناها. فما نَقْطُفُ
مِنْها إلاَّ الشَّهِيَّ المُخامِرْ!
يالَ هذا الحٍمى تَميَّز بالمجِدِ
بَنَتْه لُيوثُهُ والجآذِرْ!
رَبَطَتْ بَيْتَنا الأَواصِرُ حتى
صَيَّرتْنا الأخْوانَ هذى الأواصِرْ!
***
يا رِجالاً عَرَفْتُهمْ ونِساءً
تَيَّمَتْهُمْ مآثِرٌ ومَفاخِرْ!
فَتَخيَّلْتُ أَنَّني في الذُّرى الشُّمِّ
تَكَلَّلْنَ بالنُّجومِ الزَّواهِرْ!
فاعْذُروني إذا عَجَزْتُ عن القَوْلِ
فَأَنْتُم صروحه والمنائِرْ!
ولقد يَعْجَزُ البليغُ عن القَوْلِ
وتَثْنيهِ عن مُناهُ الهواصْرْ!
وإذا حَفَّتِ النَّسائِمُ بالرَّوْضِ
فهل يَرْتَضي بِحَرٌ الهواجِرْ؟!
لتَمنَّيتُه فقال وهَيْهاتَ
فحاذِرْ من الجُدٌودِ العَواثِرْ!
إنَّ بَعْضَ الأقْوالِ رِبْحٌ على النَّاسِ
وبَعْضٌ منها عليهم خَسائِرْ!
ولَشَتَّانَ ما الصغائِرُ في الوَزْنِ
وإن كابَرَتْ كَمِثْلِ الكبائِرْ!
***
فسلامٌ لكم كعَذْبِ سجاياكم
كحُلْوِ المُنى.. كطِيبِ السَّرائِرْ!
وسلامٌ على الأَوائِلِ منكم
وسلامٌ على كريم الأواخِرْ!

ريحانة شمران
06-19-2024, 01:29 PM
» محمد حسن فقي » الحسن .. والشاعر

رُبَّ حُسْنٍ راعَنا ثم اسْتَوى
غَدَقاً نَنْهَلُ منه ما نَشاءْ!
وإذا الحُسْنُ بدا مُقْتَرِساً
فَسَيحْني رَاْسَهُ للشُّرفاءْ!
ذلك الحُسْنُ الذي يَرْنوا إلى
نَجْدةِ الفَنِّ.. حُنُوَاً.. وعطاءْ..!
وهو يَحْبوه. وَيدْرِي أَنَّه
سوف يَجْزِيهِ خلوداً وإعلاء!
***
أيُّها الحُسْنُ لقد أَثْملَتْني
من يَفاعي. فأنا العاني الأَسيرْ!
وأنا الضَّارعُ. إن كرَّمْتَني
ما أُبالِي كيف ما كانَ المَصِيرْ!
فإذا ما رُمْتَني مُسْتَعْبَداً..
عُفْتُ مَغْناكَ. وآثَرْتُ المَسِيرْ!
فأنا المُعْطِيكَ حُسْناً وسَناً
وأنا الكاسيكَ تِبْراً وحَريرْ!
***
سوف يَبْكي الحُسْنُ. لو طال المَدَى
وسيَبْقى الفَنُّ يَلْهو بالسِّنينْ!
يَتَحدَّاها .. فما تَلْوي به
فهو في حُصْنٍ مِن الدَّهْرِ حَصِينْ!
وهو يَحْمي الحُسْنَ في ذُرْوَتِهِ
حينما يَهْوي إلى السَّفْح الحَزينْ!
كانَ يَحْبوهُ فما ضَيَّعَهُ..
بل حَباهُ الخُلْدَ في السِّفْرِ الأَمِينْ!
***
فإذا بالنَّاسِ لا يَنْسُونَه
حينما كان شِعاعاً ونَدى!
كيف يَنْسَوْنَ الذي كان شّذىً
والذي كانَ عفافاً وهًدى؟!
فهو كالبلسم يَشفِي مُهَجاً
شّفَّها البُؤْسُ. فكان الرَّغَدا!
واسْتَوى ما بَيْنَهم يُرْضى الهوى
راشداً عَذْباً فما أَحْلى الصَّدى!
***
ولقد جَرَّبْتُ من أَطْهارِهِ
ولقد جَرَّبْتُ من أَقْذارِهِ!
فّذا الحُسْنُ وَضِيءٌ في الذُّرى
تَسْتَشِفُّ الرُّوحُ من أَسْرارهِ!
ليس يَطْوِي قَلْبَه إلاَّ على
عِفَّةٍ تُقْصيهِ عن أّوْزارِهِ!
فهو لا يَخْشى الورى أَنْ يَهْتِكوا
بِشَتِيتِ القَوْلِ عن أَسْتارهِ!
***
ما الذي يَخْشاهُ مِمَا اخْتَلَقوا
وهو حُسْنٌ زانَه عَذْبُ الرُّواءْ؟!
يَزْدَهي بالطُّهْرِ لا يَخْدِشُهُ
بَصَرٌ عَفٌ. شَغُوفٌ بالنَّقاءْ!
شّدَّ ما أَلْهَمني حُلْوَ الرُّؤى
فَتَغَنَّيْتُ بما يَرْوي الظِّماءْ!
وتَطَلَّعْتُ فأَفْضَيْتُ إلى
كَنَفٍ عالٍ بأَجْوازِ الفَضاءْ!
***
حاورَتْني فيه أَمْلاكٌ سَمَتْ
وتَلاقَيْنَا.. فَنَحْنُ الخُلَصاءْ!
ههُنا الشِّعْرُ عَرِيقٌ سَيِّدٌ
وهنا الفِتْنَةُ جَنْبَ الشُّعراءْ!
فِتْنَةٌ تَهْدي. وشِعْرٌ رائِعٌ
بِمَعانيهِ. تَجِيٌّ للسَّماءْ!
يا لها من أُلْفَةٍ مَحْبُورَةٍ..
ليس فيها غَيْرُ مَنْحٍ وعَطاءْ!
***
عِشْتُ لا أَمْلِكُ إلاَّ قَلَماً
ذَا مِدادٍ من دمٍ مُحْتَدِمِ!
وسَطَوراً سُطِّرَتْ مِن أَلَمِ
يَدْفَعُ الرُّوحَ لأَعْلا القِمَم!
وشُوراً لم يَزلْ مَضْطَرِماً
مِن يَفاعي.. راضِياً بالضَّرَمِ!
ولقد أَزْهُوا بِفِكْرٍ شامِخٍ
مُسْتَنِيرٍ.. كاشِفٍ لِلظُّلَمِ!
***
حِينَما يَزْهُو الورى إلاَّ الأُلى
عَشِقوا المَجْد بِطرْسٍ ويَراعْ!
فَهمُوا الصَّفْوَةُ لا تَرضى سِوى
بِمَتاعٍ ليس يُشَرى ويُباعْ!
فهو مَجْدٌ وحُطامٌ خالِدٌ
ليس يُغْنِيهِ ولا يُبْلى الضَّياعْ!
وأرى الدُّنْيا بِعَيْنَيْ شاعِرٍ
من سباعٍ ضارِياتٍ.. وضِباعْ!
لَسْتُ من هذَيْنِ. لكِنْ طامِعٌ
أَنْ أَرى في الحَلَكِ الرَّاجي شُعاعْ!
فَيُريني الدَّرْبَ سَمْتاً لاحِباً
أَستَوى فيه مع الحقِّ. الشُّجاعْ!
أنا لا أَطْمَعُ إلاَّ في العُلاَ
لم يَشُبْها مِن هَوى النَّفْسِ اتِّضاع!
فأنا المُسْفِرُ لا يَحْجُبَني
كأُولي السُّوءِ. عن العَيْنِ قِناعْ!
***
إٍيهِ. يا تَوْأَمَ رُوحي إنَّني
في سِبيلِ الحَقِّ لا أَخْشى الصِّراعْ!
أَلهميني. إنّّ إلْهامَكِ لي
هو زّادِي. وهو لي نِعْمَ المتاعْ!
أَنْتِ رَوْضٌ وأنا الغَيْمَةُ في
ذُرْوَةِ الجَوِّ.. حُنُوّاً. والْتِياعْ!
نَوِّلِيني لأُجازِيكِ هَوىً..
لا يُدانيهِ هَوىً.. قبل الوداع!

ريحانة شمران
06-19-2024, 01:30 PM
» محمد حسن فقي » حواء.. وحواء

أَتَظُنِّين أنني سوف أَسْلو
بعد طُول النَّوى وطول التَّجنِّي؟!
كيف هذا الظَّنُّ المُريبُ ومالي
من حياةٍ إذا تَباعَدْتِ عنِّي؟!
أَفما تعرفين أنَّكِ يا أَنْتِ
هوايَ الذي يُؤَرِّقُ عَيْني؟!
وهوائي الذي أَشُمُّ فأحيا
إن تَنَشَّقْتُه. وِريِّي ودَنِّي؟!
فَدَعيني يا ربَّةَ الحُسْنِ والدَّلِّ
دَعيني من بعد حُزْني أُغَنِّي!
***
أنا في غَمْرةٍ من اليأْسِ تُذْوِي
من حَياتي جَوىٌ. وتَهْدِم رُكْني!
غير أنِّي جَلدٌ. ولا أقبل الذلَّ
ولو كانَ في مباهِجِ عَدْنِ!
أنا كالمُزنِ في الصَّفاءِ وفي
البذْلِ وفي الرَّوْعِ كالحُسامِ المُرنِ؟!
لا تَظُنِّي الهوى هَواكِ وإن
كانَ عَصُوفاً يَطْوي الكرامةَ مِنِّي!
لا. فإنِّي أطيق من صَبْوَتي
الدَّلَّ يُناغِي. ولا أطيقُ التَّجنِّي!
***
أنا لا أُنْكِرُ الصَّبابَةَ تَطْويني
وتُغْري بِيَ الجوى والسُّهادا!
فإذا بي الكئيبُ بين الأناسِيِّّ
نَشاوى.. الشَّجِيُّ يَشكو البِعادا!
وكانِّي مُزارعٌ بدَّدَ الدَّهْرُ أمانِيَّهُ فَأفْتى الحَصادا..!
هم يُناجُونَ زيْنَبا تَتَجلَّى
فِتْنَةً تَسْلِبُ العُقولَ الرَّشادا!
فَتُناجي.. ولا تَغُولُ الأحاسيسَ
وتُبْدي.. ولا تَمُنُّ.. الودادا!
ولقد تَعْجَبُ الرَّبابَ وهِنْداً
يَتَأَلَّقْنَ بالنَّدى.. وسُعادا!
إنَّهُنَّ الظِّباءُ لا ساخِراتٍ
بالهوى العَفِّ يَسْتَمِيلُ الفُؤادا!
ويُضِيءُ النُّهى فَتَشْدوا بما راعَ
وما يَسْتَرقُّ حتى الجَمادا!
باحْتِشامٍ يَطِيبُ للشَّاعِرِ
الشَّادي بهذا الهوى. فلا يَتمادى!
لَتمَنَّيْتُ أَنْ تسيري على النَّهْجِ
قَويماً.. فَتَمْلِكينَ القِيادا..!
***
لا تَظُنِّي الأنِينَ يَبْدو ولا الشَّكْوَى فإنِّي جَلْدٌ على البُرحَاءِ!
قادِرٌ أَنْ أُجَمِّدَ الدَّمْعَ في
العَيْن. وأّطْوِي عَنِ الأَنامِ بُكائي!
وإذا عَزَّني الوُصًولَ فإنِّي
أَكْتَفي بالعَزاءِ دَونَ الشِّفاء!
إنَّ في هذه الرُّبوعِ كثيراتٍ
يُرَجيِّن صَبْوتي وإبائي!
ولقد تّنْدَمِينَ أّنَّكِ بالَغْتِ
فأدْمَيْتِ بالنَّوى كِبْرِيائي!
فَتَنَاءَيْتُ باعْتِزازٍ عن الحُبِّ
وما أكْرَمَ الهوى بالتَّنائي!
هل تَطِيقينَهُ؟! وقد آثَرَ
النَّأيَ حَبيبُ السَّرَّاءِ والضَّراءِ؟!
واسْتَوى عِنْدَكِ المُراؤونَ في
الحُبِّ. وما أَتْعَسَ الهوى بالرِّياءِ!
بَعْد حِين سَيَصْدِفُونَ إلى
الحُبِّ الذي لا يَلِيقُ بالشُّرَفاء!
لِلْغواني الأُلى يتاجِرْنَ بالحُبِّ
وما يَبْتَغِينَ غَيْرَ الثَّراءِ!
ولقد تَعْصفُ النَّدامةُ بالحُسْنِ
ويَلهُو بلاؤُها بالرُّواءِ!
فاذْكُري الماضِيَ الوَضِيءَ تَوَلَّى
عن حَضيضٍ. وراكِضاً للسَّماءِ!
واذْكُري الحاضِرَ الدَّجِيِّ وما
فيه سوى كلِّ حِطَّةٍ واجْتِواءِ!
النَّسيمُ العليلُ راحَ وخلاَّكِ
لِقَفْرٍ تجِيشُ بالرَّمضاءِ..!
فأنا منه في انْتِشاءٍ وأَمَّا
أَنْتِ فلْتَنْعمي بِنُعْمى الجَفاءِ!
لَسْتُ بالشَّامِتِ الجَرِيحِ من
الدَّرْكِ. فإنِّي كالقِمَّةِ الشمَّاءِ!
قد تَركْتُ الهوى الظَّلومَ
وأَفْضَيْتُ بِقَلْبي إلى الهوى الوضَّاءِ!
تَتَسامى به النُّهى ويَسْتَشْرِفُ
الحِسُّ بأشواقِه إلى العَلْياءِ!
***
رُبَّ طُهْرٍ يَرْنُو لِحواءَ حُبّاً
ثم يَرْنُو سُخطاً إلى حوَّاءِ!

ريحانة شمران
06-19-2024, 01:30 PM
» محمد حسن فقي » مقطوعة شعرية لم تتم

أَسْمِعيني من أغاني الحُبِّ ما يُشْجي. وما يَرْوي ويَحْلو!
أَسْمعينيها. فإنِّي لستُ أَدرِي كيف أَسْلو!
كيف أَسلو. وأنا الهائمُ.. ظلمي مِنكِ عَدْلُ؟!
كيف أسلو. وأنا الشِّعْرُ الذي كُنْتِ به نَجْماً يُطلُّ؟!
كيف؟ يا مَن كنْتِ من حَرِّ الجَوى دَوْحاً يُظِلّ؟!
هل تَوَلَّتْكِ أباطيلٌ؟! وهل شامكِ مُلْتاثٌ ونَذْلُ؟!
إنْ يكُنْ ذلك. فالهَجْرُ من الغادِرِ للمغْدوِرِ وَصْلُ!
وأنا العازفُ. لا أَنْتِ.. فما يُرْضي فؤادَ الحُرِّ صِلٌّ!

ريحانة شمران
06-19-2024, 01:30 PM
» محمد حسن فقي » إلى البلبل الغريد


يا مُقْبِلَ الشِّعْرِ.. ما أحْلاكَ مِن وَتَرٍ
غَنَّى. فَلِلسَّمْع تطريب. ولِلْبَصَرِ!
كيف الهٌروبُ؟! وهذا الروض يَفْتِنُنا
نَضْراً بما فيهِ من زَهْرِ ومِن ثَمَرِ!
لأَنْتِ لِلشِّعْرِ رَمْزٌ طالَما طَمَحَتْ
إليه شَتَّى من الأَرْواحِ والفِكَرِ!
دَعِ الهُروبَ. وأسْعِدنا بِرائعةٍ
مِن بَعد أُخْرى بما تَحْوي من الدُّرَرِ!

ريحانة شمران
06-19-2024, 01:31 PM
» محمد حسن فقي » عمالقة .. وأقزام

أشْتَهي .. أشْتَهي ولستُ بِقادِرْ
ما الذي تَبْتَغِيه ِّمنِّي المقادرْ؟!
ما الذي تَبْتَغِيه مِن نازفِ الرّوحِ
طَريحٍ بين الظُّبا والكواسرْ؟!
ما أُبالي بما يكونُ وما كانَ
وأَسرِي ولا أُبالي المعابِرْ..!
والمُنى تَسْتَوي أَمامي فتغريني
فأنْأى عنها وأَجفوا الذَّخائرْ!
ليس في خاطِري يَدورُ سوى الرُّعْب
من الرَّاقِصين فوق المقابِرْ!
فإذا بي أَرى المنائِرَ تَنْهارُ
وتَهْوِي إلى سحيقِ الحفائِرْ!
وإذا بي أرى الحفائرَ تَعْلو
ساخراتٍ بِكلِّ آي المنابِرْ!
وإذا بي أرى المرابِحَ تَشْكو
بانْدِحارٍ من قَهْقهاتِ الخَسائِرْ!
يا لَها من نَقائض تَتَحدَّى
بمقاييسها النُّهى والمشاعِرْ!
وتُغُولُ الأًحْرارَ إن أَعْلَنوا الحرْب
عليها .. كما تَغُولُ الحرائِرْ!
***
مَسَّنِي الضُّرُ .. كيف أّقْوى على العَيْشِ وحولي تختال هذي الجرائر؟!
ولقد ساءَني حقيرٌ تعالى
مُسْتًهِيناً على الرِّجالِ الأكابِرْ!
كان يطوي أّيَّامه ولَيالِيهِ
بِكُوخ. كأنَّه عُشُّ طائِرْ!
جائِعاً ..ظامِئاً .. يُقيِضُ بِشَكْواهْ
فَيَحْنو عليه بَعْضُ الضمائرْ!!
ساخِياتٍ بمأكَلٍ وشاربٍ
ولباسٍ يُرْخِي عليه السَّتائِرْ!
وهو يَطْوي على الجُحُودِ.. على النَّقْمةِ
صَدْراً.. على السَّخاءِ المُبادِرْ!
أَمْهَلَتْهُ الأيَّام حِيناً من الدَّهْر
فما كانَ بالكريم المُؤازرُ!
فَجَنى جَهْلَه عليه فأَرْداهُ
بما سَرَّ رَبْعهُ والعَشائِرْ!
عادَ لِلْبُؤْرَةِ التي أَفْسَدتْه
والتي زَيَّنَتْ لهْ ركوبَ الكبائِرْ!
غدا اليوم والحناجِرُ تُدْميهِ
بِقَوْلٍ يَشُقُّ منه المَرائِرْ!
إنَّ في صَدْرِه الخناجِرُ تَقْريهِ
وينْوي غَدْراً بهذي الخَناجِرْ!
***
واسْتَوى عُودُهُ .. وأَخْصَبَتْ بالنَّعْمةِ .. وارْتاحَ من كَريهِ الخَواطِرْ!
فَتَجَلى لِلنَّاسِ استِتَارٍ
عاتِياً .. عابِثاً . بِكُلِّ المآثِرْ!
يَتَمنَّى.. وما أَعَقَّ أمانِيهِ
اللَّواتي يُدْمي قذاها المحاجِرْ!
كانَ يَنْوي شَرّاً جزاءً على
الخَيْر فَدارتْ عليه سُوءُ الدَّوائِرْ!
فَتَلَوَّى غَمّاً وقال ألا لَيْتَ
مَصيري ما كانَ أَشْقى المصائِرْ!
أنا سَطَّرْتُه فما يَنْفَعُ الدَّمْعُ
وسِفْرِي مُجَلَّلٌ بالدَّياجِرْ!
ولقد فَاخَرَ الكثيرون بالفَضْل
وفاخَرْتُ .. وَيَلَتا بالمَناكِرْ!
جاهَرَتْني بالبغْضِ مِن بَعدما
طِحْتُ جريحاً .. عَمائِمٌ وأَساورْ!
فَتَجلْبَبْتُ بالمآزِرِ تخفيني
فما أَخْفَيتِ العُيوبُ المآزِرْ!
***
رُبَّما تَصْرِفُ النُّفوسَ عن الرشُّدِ.. نَواهٍ مَشْؤُومةٌ وأوامرْ!
فَنَرى في أرانِبٍ وثَعالٍ
ما نَرى من ضَراوةٍ في غَضافِرْ!
فإذا بِهِمْ مِن بَعْدِ حِين
خَفافِيشُ دَياجٍ تَخافُ نُورَ البواكِرْ!
***
أُذْكُريني يا رَبّة الحُسْنِ قَلْباً
عَبْقَرِيّاً يَصُوغُ أَغلى الجواهِرْ!
واذْكُريني فكْراً وضيئاً أطا
عَته قَوافٍ مُسْتَعْصِياتٌ نوافِرْ!
فسأغْدو بِكِ السَّعيدَ .. بِذِكْراكِ
وأَعْلُو فَوْقَ النُّجوم الزَّواهِرْ!
وسَتَشْدو بالشِّعْرِ مِنِّي.. يُناغِينَ هَوانا.. فواتِنٌ وسَواحِرْ!
***
إنَّ مَجْدي هذا .. إذا اخْتَال
بالمَجْدِ كذُوباً.. شُوَيْعِرٌ مُتَشاعِرْ!\