مشاهدة النسخة كاملة : ديوان قصائد لشعراء المملكة العربية السعودية (متجدد)☘️☘️
ريحانة شمران
04-06-2024, 07:09 PM
الحب الجديد
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
أنتِ عِيدي ليس لي إلاَّكِ عيدُ
أنتِ لي يا مُنيَتي حُبٌّ جديدُ
طال مِنكِ البعدُ عني فارحميني
كم أنا ما كُنتِ في قُربي سعيد
بُعدُكِ الوقَّادُ في الأحشاءِ نارٌ
كم لها في القلبِ إحراقٌ شديد
أنتِ لو ما كُنتِ نبضاً في فؤادي
لم يكنْ لي مثلَ أقراني وجود
فانظُريني واسألي عينِي وحالي
كل ما يبدو على وجهي شهود
واسألي مَن شئتِ عنِّي إنني في
برِّ أشجاني وآلامي شريد
فوق ظهري حاملاً همِّي كأني
عن ديارِ الأهلِ منبوذٌ طريد
عَيِّدي مسرورةً ما شئتِ وَ الْهَي
و اذكريني إنني صَبٌّ وحيد
وافرحي واستأنِسي بالأهل إني
ليس لي مِن ألفةٍ إلا القصيد
ليس لي إلاَّكِ ذِكرٌ في قصيدي
كلَّما كرَّرتُهُ يحلو النشيد
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-07-2024, 04:44 AM
استبصار
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
حارت بأصلِ جذورِنا الألبابُ
حتى بدا يتعاظمُ الإعجابُ
فاسترسلتْ تصفُ الجذورَ وسوقَها
و المُورِقاتِ وحَملَها كُتَّاب
طِيبُ العقولِ تفتَّقتْ ببصيرةٍ
منها جرى الإسهاب والإطناب
خيرُ الفضائلِ والمناقبِ مَن لَها
غيرُ الذين تشيَّعوا أرباب
عُمْيُ البصائر ما اهتدوا لطريقةٍ
فيها لكلِّ هدايةٍ أبواب
حتى بأوساط التَّشيُّعِ أشعلوا
ناراً بِدَرْكِ لَهيبِها قد ذابوا
لَم تصْفُ يوماً للصديقِ نفوسُهم
كلا وما بقِيَتْ لَهم أحباب
لَم تبدُ منهم في الوجوهِ بشاشةٌ
ما في الوجوه بدت سوى الأنياب
ما خالفوا الأسلافَ فيما قد أتوا
حتى استغاثت منهمُ الأصلاب
مهما أرادوا سدَّ نبعِ فضائلٍ
نبعُ الفضائل في الورى ينساب
يا رافضاً شمسَ الحقيقةِ ما بدت
لا يأخذنَّ بعقلك الكذاب
لا يأخذنْ منك العقيدةَ ساخراً
حتى يُضلَّك عن هدًى مرتاب
يا جاهلين بأصلنا وجذورنا
نحن الرؤوس وأنتم الأذناب
فلتقرؤوا التاريخَ حتى تعلموا
لم يستوِ الأعداءُ والأصحاب
نصَّ الرسولُ على الوصيِّ مُبلغاً
فاستكثروا نصَّ الهدى وارتابوا
أخفَوا بيوم النصِّ إحنةَ حاسدٍ
حتى ولو منهم بدا الإيجاب
مهما تظاهرَ بالقَبولِ مُبَخبِخٌ
لم تُخفِهِ عمَّا نوى الأثواب
كم بَعدَ يومِ غديرِ خُمٍّ أشعلوا
ناراً يؤججُ وقدَها الإلهاب
حتى توارثت الرؤوسُ زِنادَها
ثم اقتفت آثارها الأعقاب
لكنها لم تستطع إحراقَنا
خابت بِسَيءِ فِعلِها الآراب
قد كوَّمُوا حطباً عليهم كلما
زادوه رُصَّت تلكم الأحطاب
ممَّا أتوه غداً سيدعوهم إلى
أضعافِ ما هم أجَّجُوا بوَّاب
لكننا بالمرتضى الفردوسُ تد
عُونا ويُفتحُ للنعيم الباب
أمَّا سِوانا لو أتوا صدَّتهُمُ
عن بابِ جنَّةِ ربِّنا الحُجَّاب
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-07-2024, 04:44 AM
الوداع المر
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
شهرَ الصيام وموردَ الحسناتِ
كم فيك نال العبد مِن درجاتِ
ضيفاً حلَلتَ وصرتَ أنت مُضيفَنا
فاستقبلتك الروح بالقبُلات
ألبستنا الإيمانَ كُسوةَ عابدٍ
حيكت مِن التسبيحِ والصلواتِ
طابت على العبد المُطيع لربه
في جَلسةِ الأذكارِ في الخلَوات
يدعو الإلهَ ويستغيث لفكِّ ما
دارت عليه الدهرَ مِن حلَقات
يرجو ولا يُرجَى سواه لمحنةٍ
حتى يُقيلَ لعبدهِ العثَرات
طابت بك الأيامُ يا وقتاً به
تزكو النفوسُ هدايةً وعظات
طوَّقتنا بالصالحات فلا ترى
إلا امرِءً يُصغِي لوعظ هداة
تلك القلوبُ تفرَّغت لعبادةٍ
ترجو رضا الرحمان بالدعَوات
تستأنس الذكرَ الحكيمَ تلاوةً
حتى لَيُسمَعَ مِن بعيد جهات
يا خيرَ مَن صحِبَ العبادَ رعايةً
قد كنتَ فينا مِن عظيمِ رعاة
ترعَى النفوسَ بدعوةٍ تُنجيهمُ
بُعداً عن اللذات والشهَوات
حتى سمَت تلك النفوس فلم تمِل
يوماً إلى الزلات والهفَوات
حصَّنتها بالصالحات وصُنتَها
عمَّا يُشين المَرءَ من نزَوات
حتى إذا تم المرادُ وأقبَلَت
تمشي الهوينى في سبيلِ نجاة
لَملَمْتَ أمتعةً بها قد جئتنا
فيها مِن الإحسانِ والبركات
تنوي الرحيلَ وما شبِعنا صُحبةً
يا خيرَ وقتٍ جاءَ في السنوات
أيتَمتَنا فارحم يتامَى أمَّةٍ
ترنو إلى التَّحنان والرحَمات
واكتب بقيدك في غدٍ أسمَاءنا
و اذكر به الإخوان والأخوات
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-07-2024, 04:45 AM
قوم لوط
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
قومُ لوطٍ مِن بلاد الروم جاءوا
ينشرون السوء فينا كيف شاءوا
تحت عنوان التلاقي في أمورٍ
تنفع الأقطارَ يوماً كم أساءوا
كم بما أخفت نواياهم تفشَّى
يفسد الأخلاقَ بين الناس داء
ظنَّ منهم مَن يُديف الغث سُماًّ
أنَّنا في كفِّ مُحتالٍ وعاء
خاب منه الظنُّ في أمرٍ أتاه
عقلُه عَن فهمِ مَعنانا خَواء
إننا للنفسِ أو للروح مِمَّا
يعتري الأرواحَ مِن داءٍ دواء
كم به مِمَّن تولى أمرَ نفسٍ
مِن ولاة الأمرِ قد حل الشفاء
أفرُعٌ طابتْ بما نالته علماً
مثلما بالأصلِ طاب الابتداء
دوحة الأخلاقِ والمجدِ استمرت
ما لها رغم الذي يجري انتهاء
كم بذلتم كم نشرتم دون جدوى
أيها الفساق ما جئتم هَباء
سعيكم قد ضلَّ عمَّا قد رجوتم
ما لكم للصدقِ والحقِّ انتماء
همُّكم أنْ تسرقوا الثرواتِ مِمَّن
تحتهم قد فاض بالليل الثراء
منكمُ في كلِّ أرض قد وطأتم
عربدَ العسرُ انتشاءً والشقاء
لكنِ الأيامُ دارت فاستعدوا
كلما أصررتمُ اشتدَّ المَضاء
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-07-2024, 04:46 AM
بهدلة
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
حبي إليك الدهرَ لا حدَّ له
و الحب مِن غيريَ لن يعدِلَهْ
فإن رغبتِ اليوم عنِّي إلى
غيريْ ففي ذلك لي مشكلة
ما خِلتُ بعد الحب هذا أرى
يا مَن بها قلبي انتشى بَهدَلة
ما مرَّ منكِ الطيفُ في ليلةٍ
إلاَّ استعدَّ القلبُ واستقبله
ما مرَّ ذكرُ اسمِكِ في خاطري
إلا ارتأت لي صورةٌ مذهلة
كالبدرِ وجهُ الليلِ منه اختفَى
حتى كأن الليلَ لا أصلَ له
بدركِ في ليلي له هالةٌ
ما أنورَ البدرَ وما أجمله
مَن لامني فيكِ بما أشتكي
مِن فَرطِ حبي لكِ لا أمَّ له
لا تهجريني إنني هائمٌ
قد كاد سيفُ الوجدِ أن يقتلَه
منتظراً ما زلتُ أن تُفصِحي
عمَّا عسى قلبكِ أن يحملَه
إني تعبتُ وانتظاري لِما
ما زال في الكتمان ما أطوله
لا تكتمي حبَّكِ لي واجعلي
للحبِّ مِن قلبِك لي بوصلة
أن تصمتي عِبءٌ على مَنكِبي
لا أستطيع الدهرَ أن أحمِله
لو أنَّ قلبي عنه يوماً بدا
تفصيلَ ما أشكوه ما فَصَّلَه
أرسلتُ شِعري بالهوى مُوصِلاً
ما يحملُ القلبُ فهل أوصله
إني لأخشى أن يكونَ الذي
يرمي افتراقي عنكِ قد ضلَّله
هذا هو الجُرمُ الذي لو جرى
لا يستطيع البحرُ أن يغسله
فلتقرئي شعريَ ولْتسألي
أبياتَه عن نفسيَ المُهمَلة
قد أهملَتها مَن ترى أنني
أحتاج في حبي إلى تكمِلة
لكنها ما أوضحتْ لي الذي
ألهَى فؤادي اليوم أو أشغله
عنها فؤادي الدهرَ لم ينشغل
كم فيه قد كان لها منزلة
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-07-2024, 04:46 AM
ارحميني
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
ارحميني إنَّ جسمي كاد يفنَى
لم يزل من شدة الأشواق يضنَى
في وجودي لا أرى، إن لم أكن في
قلبِك الخفَّاقِ لي بالود، مَعنَى
فاجعلي لي فيه يا مَن في فؤادي
تَسكُنين اليوم بالإخلاص سُكنَى
واسجُنيني واحكِمي إغلاقَ بابِ ال
قلبِ كم لي طاب فيه اليوم سجنا
حدثيني عن هوانا فيه إني
ليس لي عن حُلوِ قولٍ منكِ مَغنَى
واذكري لي في لقانا كيف كانت
نظرَتانا تستدر العطفَ مِنَّا
واذكري لي كيف مِلنَا نحو بعضٍ
تشهد الألحاظ مِنَّا كيف كنا
واثبِتي لي فيه بالإخلاص حباًّ
مثلَ حبي يبقَ قلبي مُطْمئنا
كم على إيقاعكِ المحبوبِ يوماً
قلبيَ المشتاقُ لِلُّقيا تَغَنَّى
كم بليلٍ ما استدار البدر نوراً
أنْ يرى منكِ الضيا ليلا تمنَّى
كم تمنَّى أن يرى ما مال غصنٌ
غصنَك الجذابَ يوماً قد تدنَّى
منه ما تهواه عيني قد تدلَّى
كلَّما مالت به ريحٌ تَثَنَّى
كلما في روضِك الأخاذِ ناحت
بالهوَى قُمرِيَّةٌ قلبي تعنَّى
فارفعي عنه العنا بالوصلِ إمَّا
ليلُ بعدٍ عنكِ بالإظلام جنَّا
قلبكِ الفياضُ عطفاً لا يُضاهَى
كم إلى قلبي إذا ما اشتاق حنَّا
قدُّكِ المَيَّاسُ أغراني فمالت
روحيَ الولْهَى وطيرُ الحبِّ غنَّى
سائلاً في غمرةِ الأفراحِ أنَّى
أبصِرُ الأمرَ الذي أهوى تسنَّى
فاظهِري لي مِن هواكِ اليومَ شيئاً
قد كفاني حسرةً ما قد أُكِنَّا
حبك الوقادُ لي كالنارِ أضحى
في فؤادي فارحمي القلب المُعَنَّى
إنني أخشى بأن نبقى كتاباً
مغلقاً لا تعرف الأجيالُ عنَّا
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-07-2024, 04:47 AM
زينة الكون
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
بدرٌ تُزينُ الكونَ طلعتُه
تُخفي ظلامَ الغمِّ بَهجتُهُ
درٌّ بوَسْط العِقدِ كان له
وهجٌ تَسُر العينَ نَضرته
قلبٌ حديث العهدِ قد برزت
مِمَّا وعاه القلب فِطنته
يأتي إلى أمِّ الهدى ولقد
بانتْ لنقلِ الحق رَغبته
حتى إذا ما كان يرقبُه
بابُ الهدى تحمَرُّ وَجنته
لا يستطيع البوح من خجلٍ
مِمَّن تحيط القلبَ هيبته
حتى ترعرع يافعاً ونما
كالوردِ تزكو منه روضته
منه استمدَّت طيبَ رائحةٍ
ما مرَّت الأيامُ خُلَّتُه
تسعَى وتنشر كلَّ معرفةٍ
جادت به للناس جُعبته
بحر المعارفِ أصبحتْ هدفاً
للطالبين الحقَّ لُجَّته
فيضُ العطاءِ الجودُ يخجل مِن
ما أعطتِ السؤَّالَ مِنحته
حلمٌ يروِّضُ جهلَ مَن جهِلوا
أغضت بعَفوٍ منه مُهجته
أغضت فلم تعتِب على أحدٍ
و الكل قد وسعته رأفته
لكنَّ مَن لم يرتفع شرفاً
ألقته تحت النعلِ خِسته
كم مدَّ كفَّ الجود نحوهُمُ
بذلاً وكم أثْرتْ عَطيته
كم قد تحمَّل في سلامتِهم
ظلماً تفوقُ الوصفَ قسوته
كانت بما أبداهُ عزتُهم
و الجَحدُ منهم فيه ذِلته
حتى أذيقَ القومُ ذلةَ مَن
مِنهُم بدت في الأمرِ خَشيته
أغرتهم الصفراء فاندفعوا
كلُّ امرءٍ ساقته رَغبته
حتى أتوا مَن خاض في دمِهم
كم أفرَتِ الأكبادَ مِديته
كم أرعبَت كم أزهقَت مُهجاً
كم بالغت في القتل سطوته
لو لم تُمَكِّنْه التي سلفت
لم تبقَ بين الناس إمرته
بانت لهم مِن بعد ما فطنوا
في السيف والدينار قدرته
فاستمرؤوا ما كان يطعِمُهم
ذلاًّ وما تحثوه قبضته
واستصغروا عزاًّ لقد وجبَت
منهم بما قد صار نُصرته
فالليل قد أعمَى بصائرَهم
و استحكمت في القلب دُجنته
والبدرُ أرسلَ نورَه ألَقاً
قد عمَّتِ الأرجاءَ رَوعته
تُنبِي عن الشمس التي وَهَجت
للحق تَهدي الناسَ هيئته
فاليومَ نحو الحق تُرشدُنا
طِبقاً لما تُمليه حكمته
حتى إذا جئناه يومَ غدٍ
سارت بنا للخلد رحمته
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-07-2024, 04:48 AM
صفقة خاسر
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
لا تلعبي مسرورةً بمشاعري
ولْتحذَري يا بنتُ سطوةَ شاعرِ
ولْتُظهِري مثلَ الذي أظهرتُه
مِمَّا بدا في مفردات خواطري
أو فاتركيني في طريقي إنني
ما زلتُ أمشي فيه دون مخاطر
إنَّ انفعالاتي تسيطر ما بدت
مني فأهجم مثلَ قط ثائر
لا تجعليني أخلع الصبر الذي
أضفَيتُ فوقي مثلَ ثوبٍ ساتر
إني تعبتُ ومقلتي لمَّا تزل
في كل وقتٍ مثلَ مقلةِ ساهر
يرعى النجوم فلا منام له استوى
و القلبُ رفرفَ بالجناح كطائر
لكنه ما كان بلبلَ دوحةٍ
في وكْرِه بل كان بين كواسر
ينقض مثلَ الصقر نحو فريسةٍ
مذعورةٍ من مخلبٍ متحادر
ما كان ذلك لو صفَتْ في حبها
أو أفسحتْ بالحب ضيقَ معابر
ما كان ذلك لو أباحتْ حبَّها
لي مثلما قد بُحتُه بتجاهر
لكنها اعتادت بما جاءت به
لهواً بمثلي فيه كسرُ خواطر
نظراتُها كانت تخبىء ما نوَتْ
مهما بدا منها الهوى بتظاهر
أقوالها عن حبها لم تبدُ لي
إلا كلام مُجامِلٍ مُتظاهر
لم تدرِ أنَّ مسامِعي علِمَت بما
قالتْ وبانَ صدودُها لنواظري
مرَّت عليَّ سريعةً فكأنها
لمَّا لمحتُ الوجهَ خطفةُ عابر
واستأنستْ لي برهةً لكنها
أخفتْ بما أنَسَتهُ فعلةَ ساخر
إنِّي سألتُ فما سمعتُ جوابَها
ماذا فعلتُ لها لتكسرَ خاطري
هلاَّ تذكرَتِ الوفاءَ وما بدا
مني وما جادت أكفُّ مآثري
ما كنتُ أعدِلُها بما في الكون مِن
دُر وتِبرٍ خالِصٍ وجواهر
لكنَّنِي أدركتُ بعد جفائِها
أنَّ التي أحببتُ صفقةُ خاسر
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-07-2024, 04:48 AM
غادة الحُسن
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
مهما وصفتكِ لن أكونَ مُبالِغاً
لا وصفَ يبلغ في الحدود مداكِ
أنتِ الثريا نورُها متألقٌ
مَن ذا يداني في السُّموِّ علاك
سبحان مَن بين الكواعبِ غادةً
تزهو بحسن قوامها سوَّاك
سبحان من دون الغواني نعمة ال
حُسنِ البهيِّ بفضله أولاك
قد أبدع الرحمانُ صورتَك التي
تبدو بعيني مثلَ وجه ملاك
هلاَّ علمتِ بأنَّ قلبيَ هائمٌ
قد كاد يغرق في بحور هواك
مهما تمايلتِ الحِسان أمامَهُ
لم تُغرِهِ بجمالها إلاكِ
كم حاولتْ رميَ الفؤادِ بِأسهُمٍ
لكنه قد صار في مرماك
يقضي الدجى في فكره متقلباً
مستوحشاً إلا بنورِ سناك
كم كنتِ أبهَى مَشهَدٍ في حُلمِه
هل كان أحلى ما حوته رُؤاك؟
ما زال يقرع بابَ حبِّك والهاً
يرجو الحصول على جميل رضاك
ما زلتِ أمنيةً له يهفو لها
هل كان يوماً من عظيم مُناك؟
ما زلتِ قبلتَهُ التي يرنو لها
مسترفداً مِمَّا يطيبُ نَداك
كم قد تبتَّل ضارعاً متوسلاً
يرجوك، كم في الداجيات دعاك
كم قد تمنَّى، فالمُنَى حاطت به،
يوماً بدار الحُب أن يلقاك
ما زال منفرداً يصارع داءَهُ
و البلسمُ المنشودُ في لقياك
فارعَيهِ تَرعَي عاشقاً مُتولِّهاً
ما زال رغمَ نُحولِهِ يرعاك
أحواله ساءت بغير عواطفٍ
تحنو على أشواقه لو لاك
مأسورَ حبٍّ قد بدا في حالةٍ
ما بين شاكيةٍ له أو شاكي
قوِّ الشعورَ لديهِ يقوَ بأسرِه
ولتَمسَحنَّ فؤادَهُ كفَّاك
ولتُفصِحِي عمَّا يجيش بقلبك ال
ولهانِ ولْتَتفَقَّدِي أسراك
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-07-2024, 04:49 AM
تقرير إلى صاحب العصر
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
في ليلة النصف وفي كل عام
في شهرِ شعبانَ يطيب المقامْ
كم طاب في الحفل مقام لنا
فيه بأشواقٍ ذكرنا الإمام
فيه بعثنا باشتياقٍ لهُ
حباًّ علينا قد بدا كالوسام
فيه بعثنا مِن تقاريرنا
عما جرى في الحرب أو في السلام
فيه ذكرنا الجورَ والظلمَ إذْ
حلَّ علينا كحلول الظلام
واليوم زدْنا في خطابٍ له
ما يُسهِدُ الجفنَ بوقتِ المنام
زدنا به أحداثَ قومٍ بها
لم يستقمْ للمرء فيها انتظام
لم تبقَ بين الناس مِن ألفةٍ
فالاختلاف اشتد والإختصام
لم تسلمِ الأوطانُ من فتنةٍ
قد أشعلتها كفُّ قومٍ لئام
قد حُيِّدَ العقلُ فلم يُستَشَر
فالأمر قد صار بحدِّ الحسام
في أمةٍ ناءت بأثقالِها
أيُّ بلوغٍ يرتجَى للمَرام
فيما مضى سادت ولكنَّها
أُفلِت مِن كلتا يديها الزِّمام
حادَت عن الحق ولمَّا تعُد
مِن بعد ما سارت بغير التزام
ما صِينَ حقٌّ ثابتٌ لامرىءٍ
كلا ولا صِينَت لنفسٍ ذِمام
فالشرعُ شرعُ النفس ما حلَّلت
حلَّ وما لم تَهوَ فهْو الحرام
كم مِن حلالٍ واضحٍ حَرَّمت
حتى تداعى ما له مِن قيام
أمَّا الذي حرَّم ربي غدا
خيلاً جَُموحاً ما لها مِن لجام
تجري ولا أهدافَ قد حُدِّدَت
غيرَ الذي قد بَعثرت مِن رَغَام
ويلٌ لِمَن مَرَّ ولم يكترث
و عن رَغامٍ لم يَشدِّ اللثام
كم جاهلٍ بالأمر لم يُغنهِ اس
تِهتارهُ بالفعل أو بالكلام
كم حاملٍ للَّهوِ مِن رايةٍ
حتى اختفت مِن شدةِ الازدحام
كلُّ يريدُ القربَ مِن ماجنٍ
لاهٍ يشدُّ الفكرَ والاهتمام
قربَ المحاريبِ التي قد سمَت
قد حلَّ بالتقدير والاحترام
فاستقبلتهُ الناسُ مِن جهلها
تلهو بما حرَّم ربُّ الأنام
تستأنسُ التطريبَ مِن عازفٍ
أو قَينةٍ داست على الاحتشام
لم تدرِ عمَّن حولَها كم له
قد صارَ يستنصِرُ تحت الركام
إنَّ الذي ماتَ ببعض الذي
يجري على مُستَضعَفٍ لا يلام
واستفحلَ الوضعُ بلا فُرجةٍ
تُرجَى فقد حاطَ به الاحتدام
فارتفعت لله دعواتُ مَن
أجفانُهُ مِن سُهدِهِ لا تنام
واستعبرتْ عينٌ لمثكولةٍ
قد نال منها الحزن والاغتمام
هل فوقَ هذا الجورِ جورٌ سيأ
تينا وأنَّى العدلُ والانتقام
يا أيها المذخورُ قُم شاهراً
في وجه أهلِ الجورِ حدَّ الحُسام
وانشر لواءَ العدلِ كي يستظِ
لَّ الكونُ عن حرِّ الوغَى بالسلام
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-07-2024, 04:49 AM
قصائد لم تسمعيها
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
إني كتبتُ إليكِ عشرَ قصائدِ
و الهَمُّ مني في طريق تصاعدِ
حتى متى سأظل أكتبُ قصتي
في الحب شعراً تحت ضغط تباعد
بلَّلتُ أوراقي بدمعٍ ساخنٍ
أجرتْه فوق الخدِّ مقلةُ واجد
فلْتكتبي لي إن أردتِ سماعَها
حتى ترَينَ مواجعي وشدائدي
ولْتسأليها إن سمعتِ بكاءَها
تبكي على ما راح ليس بعائد
لا يستطيع سواكِ لي إرجاعَهُ
فلتُرجِعيهِ فأنتِ خيرُ مُساعِد
ولتُسعِديني إنني بكِ واثقٌ
حتى يدومَ إذا رغبتِ تواجدي
إني لأخشى أن أموتَ بحسرتي
مِما اعتراني بِالجوَى المُتَزايد
كم ماتَ قبلي عاشِقٌ بمرارةٍ
فتَّاكةٍ من حزنه المتصاعد
قد كان في بحر الغرام ضحيةً
مفتونةً بلواحظٍ ونواهد
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-07-2024, 04:51 AM
لبستِ الأمن
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
لبستِ الأمنَ يا أرضَ القطيفِ
حماكِ الله مِن أمرٍ مُخيفِ
حمَى الله الديارَ وقاطنيها
و عمَّ البُرءُ مِن ربٍّ رؤوف
وسالتْ للشفا عينٌ بعذبٍ
يُروِّي أنفسَ العطشى خفيف
كفاك الله شراًّ مستطيراً
قضى في الناس فتكاً بالألوف
فمُدِّي بالدُّعا لله كفاًّ
فكم أحنى الإلهُ على ضعيف
وكوني قدوةً للناسِ فيما
يصونُ الناسَ في رصِّ الصفوف
وصوني باتباع الأمرِ مِمَّن
يدير الأمرَ في هذي الظروف
فكَفٌّ تلتقي حباًّ بأخرى
تشدُّ الأزرَ مِن تلك الكفوف
على جيشِ الوبا سيفاً ستبدو
بأرض الحرب مِن أمضَى السيوف
فلا فيروسُ في كرٍّ سيبقَى
إذا صُبَّ الحِمامُ من الزُّحوف
زُحوفُ الطبِّ في كل المشافي
كجيشٍ حول كورونا كثيف
يُعِدُّ الحملةَ الكبرى بعزم
على إرساله نحو الحتوف
أثاب الله مَن في كلِّ مَشفى
على مَرضاهمُ مثلَ العكوف
عليهم ظلَّلُوا عنْ حرِّ سُقمٍ
كأغصانٍ تدلَّت أو قطوف
أزاحوا الغيمةَ السودا كشمسٍ
توارتْ برهةً لا مِن كسوف
وكالبدر المنير أضاء ليلاً
عليهم بعد خوفٍ مِن خسوف
ذووا الإخلاص منا أسعدونا
بما قاموا به وقتَ الصروف
فكم مِن مُشفِقٍ منهم علينا
و أثناء البَلا كم مِن عطوف
تحياتُ القلوبِ لهم توالتْ
كتَعداد الرفيف أو الوجيف
بلادي ربنا احفظها خصوصاً
أهالينا على أرض القطيف
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-07-2024, 04:52 AM
وهْن الحب
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
أما آنَ الأوان لنا
لنبني بالهوى وطنا
فكم عشنا على أملٍ
يهدُّ الروحَ والبدنا
بنا طالت دقائقهُ
إلى أن أصبحتْ زمنا
وقلبي مثلَ قلبكِ مِن
مواعيدٍ له ركَنا
فأنتِ اليومَ مِن ولهٍ
على شاطي الهوى وأنا
وبحرُ الحب يرمقنا
و يدعو عاشقاً شَطَنا
إلى حِضنِ الغرام فكم
إلى ذاك الغرام رنا
وبحر الحب هيَّأ في
مرافىء عشقِنا سُفُنا
على الأمواج تحملنا
و لم نعلمْ لها ثمنا
قد اختالت بزينتها
فمن يرنو لها افتتنا
نسيمُ الحب مذ مخرَت
بها قد كان مقترِنا
بها قد طاب ما حملَتْ
فأغرى العينَ والأذنا
زهورٌ كلَّما عبِقَت
أتاها صادحٌ فدنا
بها شوقُ النفوس إلى ال
ذي تهواه قد سكنا
وهمُّ الشوق في قلبي
و قلبكِ صار مُحتقِنا
وعن مَن قد هوَتْ نفسي
فقلبي اليومَ قد سُجِنا
وقلبكِ مِن مرارته
يعيش الهمَّ والشجنا
إلامَ نهيمُ وَحدَينا
و نسمعُ كلَّ مَن أفِنا
إذا ما قال من خبرٍ
نراه لغيره رصنا
لعَمركِ إنني ولِهٌ
هنا ما زلتُ مُفتَتِنا
أناجي الليلَ مُنفرداً
و أدعو النومَ والوسنا
بلا جدوى وفائدةٍ
فسُهدِي لي قد احتضنا
فكيف أنامُ مغتبطاً
و جفني صار مرتَهَنا
فوهْن الحب سهَّرني
أعان الله مَن وَهَنا
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-07-2024, 04:53 AM
ميدان الهوى
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
لماذا الاحتجابُ وأنتِ بدرٌ
ينيرُ الليلَ ما حلَّ الظلامُ
إذا لم تبزغي سأتيهُ ليلاً
و ما لي مُرشدٌ إلا القَتام
لماذا الصمتُ عن عزفٍ جميلٍ
على إيقاعه يشدو الحمام
إذا لم تعزفي بالحبٍّ لحناً
على نفسي مِن الحبِّ السلام
لماذا الهجرُ إنَّ الهجرَ نارٌ
لها في القلب لَسعٌ واضطرام
إذا لم تُطفِئي بِالوصلِ ناراً
ففي قلبي يكونُ لها دوام
لماذا الصدُّ إنَّ الصدَّ طودٌ
على صدرِ المُحِب له مُقام
إذا لم تنسفي الطودَ استَعِدِّي
فلِلطودِ العظيمِ بنا ارتطام
وبعد الارتطامِ يكونُ أمرٌ
به يختلُّ للعيش انتظام
فلا أمْنٌ ولا اطمئنانُ نفسٍ
على إلفٍ يعُز ولا سلام
فقلبٌ مِن هوَى العشاقِ خِلوٌ
و قلبٌ قد أضرَّ به الهُيام
وعقلٌ سارحٌ في غيرِ وادٍ
و عقلٌ فيه يشتد الغرام
وعينٌ تكتسي في الليل نوماً
و أخرى لا تفيقُ ولا تنام
إذا لم تتَّفِق مِنَّا رؤانا
متى يبدو علينا الانسجام
إذا لم نرعَ في القلبَينِ حَقاًّ
فمَا حقٌّ يكونُ له احترام
إذا لم تُسعِديني في حديثٍ
فلا صمتٌ يفيد ولا كلام
فكم بثَّ الفؤادُ إليكِ شكوى
بها مِن شدة الوجدِ احتدام
وكم أخفَى اللواعجَ في دجاهُ
بها قد ناءَ في الليل المَنام
وبين البثِّ والإخفاءِ عقلي
و قلبي ثم فكري فيكِ هاموا
أُلامُ مِن العَذول على هُيامي
و مثلي في جَمالِك لا يلام
ينام العاذلون متى أرادوا
و مِن فَرطِ اشتياقي لا أنام
لغيري الحبُّ دربٌ مستقيم
و ما للحب في دربي قَوام
وما للناس جُرحٌ مثل جرحي
فما للجرحِ في قلبي التئام
إذا هاجت به الذكرى توالى
على وجهي مع البعد اغتِمام
أرى الغمَّ الذي أمسيتُ فيه
له في كلِّ ميدانٍ حسام
فشُدِّي عروةَ الأشواق كي لا
يصيبَ العورةَ الوثقَى انفصام
بميدان الهوى إنْ كلَّ عزم
فلا سرجٌ يفيد ولا لجام
فقودي ركْبَنا للحب نَظفرْ
ففي يُمناك للركب الزمام
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-07-2024, 04:54 AM
قسوة
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
بقيتُ هنا بأوجاعي
كَ إدريسِ بنِ جمَّاع
فَدَاءُ العشقِ أوهنني
و أوهَى كلَّ أضلاعي
إذا ليلٌ بظلمتهِ
أتى تشتد أوجاعي
فلا كفٌّ تُهدهِدُني
و لا إغفاءُ إضجاع
كطفلٍ أمُّهُ احتجَبتْ
يحِنُّ طَوًى لإرضاع
ويطلبُ حُسنَ تهيئةٍ
إلى نومٍ وإهجاع
فأبقَى رهنَ داجيتي
بلا نومٍ وإمتاع
وحيداً ليس يؤنسني
سوى كابوسُ إفزاع
يريني الليلَ نازلةً
تلَخبطُ كلَّ أوضاعي
فأسهر ليلتي فزِعاً
و أفعلُ فعلَ مُرتاع
ويبقى الصدر محتمِلاً
لآلامٍ وأوجاع
ويأتي الموت منتزعاً
إلى روحي بإخضاع
يشيرُ بكفَّه فرحاً
ألا اقْدِم أيها الناعي
فتضعُفُ قوَّتي جزعاً
بأبصاري وأسماعي
وأنتِ بعيدةٌ وأنا
أكابدُ شرَّ أوضاع
كأني بين مُنتَهِزٍ
خفيفِ الكفِّ طمَّاع
تهَيَّا مُقدِماً عَجِلاً
كمفترسٍ وفزَّاع
كذئبٍ خلفَ سائمةٍ
تجوب الحقل مِطواع
كأني كنتُ سائمةً
و أنتِ هناك كالراعي
سها عن مُلكِه فغدا
ضحيةَ ساغبٍ واعِ
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-09-2024, 05:41 AM
بحر بلا ساحل
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
إنِّي أفكر ما أنا
في بحر حبِّكِ فاعلُ
لم يبدُ لي مذ أبحرَتْ
فيه السفينةُ ساحل
هل أستمرُّ برحلةٍ
لم يبدُ منها طائل؟
لا يستوي ذو جِنَّةٍ
بين الأنام وعاقل
أمري وأمركِ في يدٍ
في شأننا تتداخل
والحب منكِ كما أرى
فيما أرى متماثل
والقلبُ مِني عامرٌ
بالأنسِ منكِ وحافل
لكنَّ قلبيَ بالذي
يؤوي فؤادُكِ جاهل
فلتعذريني إنْ أتى
مَن للحقيقة حامل
يُبدي إليكِ مشاهدَ ال
أمرِ الذي هو حاصل
بُعدٌ يقضُّ مضاجعي
في الليل لا يتنازل
فالبعد حقٌّ واللقا
يا من أحبكِ باطل
ما هكذا أمَّلتُ مِن
حظي فحظيَ مائل
والوَجدُ ينحَلُ أعظُمِي
و الهمُّ حوليَ ماثل
ما لي لنيلِ مطالبي
يا مَن هويتُكِ كافل
والحالُ هذا ما استمرْ
رَ على الوتيرةِ قاتل
حتى كأنَّ الموتَ مِن
ما قد جرى ليَ عاجل
والوصلُ مِمَّن قد هوى
قلبي المتيَّمُ آجل
أو ربما لا وصلَ فال
وَصلُ المُغيَّبُ آفل
سُحبُ الموانعِ حاجباً
مِن حولِه تتكامل
والسيلُ مِمَّا أنزلتْ
فوق الربى متواصل
لا سدَّ يوقفُهُ إلى
كلِّ العوائقِ ناقل
ما حالَ فيما بينه
و الوصلِ يوماً حائل
حتى كأنَّ نزولَهُ
فوقي بلاءٌ نازل
أرضُ الغرامِ تبدَّلتْ
فالحقلُ منها قاحل
لم يبدُ منها للفؤا
دِ ولا الحُشاشةِ نائل
فيها إذنْ هل نلتقي
للحبِّ أو نتقابل؟
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-09-2024, 05:42 AM
أنتِ
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
أنتِ لي في كلِّ وقتٍ
في رياضِ الحبِّ وردة
أنتِ لي حلمٌ جميلٌ
ساهرٌ فوق المِخدَّة
أنتِ عُسٌّ فيه شهدٌ
ليتني مَن ذقتُ شهدَه
أنتِ يسرٌ بعد عسرٍ
أو رخاءٌ بعد شِدَّة
أنتِ للعينين كحلٌ
أنتِ للإبصار حِدَّة
كحِّلِي عينَيَّ أُبصِرْ
عينَ محبوبي وخدَّه
وابعثي للقلبِ بعد ال
همِّ والتفكير سعدَه
حسبه تلك الليالي
باذلاً فيهنَّ جَهدَه
كادَ أنْ يبقَى كئيباً
فاقداً بالهَمِّ رشده
كاد أن يصلَى سعيراً
تسلخ النيرانُ جلده
فلتعيني ذا اشتياقٍ
مذ عرفتِ اليومَ قصده
تَعرِفي ما قد يقاسي
لو أتيتِ اليوم عنده
لو سألتيهِ أجابتْ
منه بالآلامِ رِعدة
حقِّقِي بالوصلِ حيناً
بعد حينٍ فات وعده
كاد أن يفنَى صريعَ ال
حبِّ والأشواق وحده
حسبه جسمٌ نحيلٌ
نال منه الهمُّ حَدَّه
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-09-2024, 05:44 AM
مطية الحب
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
هل في حياتِك لي نصيبٌ يُرتَجَى
أم ألبسُ اليأسَ الشديدَ ثيابا
هل استقلُّ بِبَحرِ حبِّك زورقاً
أم أركبُ البحرَ العميقَ عُبابا
هل لي إلى ما أبتغيهِ وسيلةٌ
حتى أكونَ إذا سألتُ مُجابا
كم قد بَعثتُ بما تُكِنُّ مشاعري
حبًّا ولكنْ ما استلمتُ جوابا
كم أوصلَتْ كتبِي إليكِ ولم تزل
كفُّ الغرامِ فهل قرأتِ كتابا
طالَ الطريقُ ولم أكنْ متباطئاً
كلاَّ ولا ساقُ المطيةِ عابا
ما زلتُ في دربي لِقلبِك تائهاً
فلتفتحي لي في المتاهةِ بابا
يا منبعَ الحُسنِ الذي هو قاتِلي
يا من سلَبتِ بحُسنكِ الألبابا
حسبي الذي لاقيتُ فيكِ ولم أزل
هل تعلمين بأنَّ رأسيَ شابا
فلتمسحي رأسي بكفِّكِ رحمةً
حتى يعودَ بما يُحِسُّ شبابا
حسبي الذي أضنَى فؤادي إنهُ
بالبعدِ عنكِ ونارهِ قد ذابا
فلتُرسِلي مِمَّا لديكِ سحائباً
حتى أراهُ بماء حبِّكِ طابا
حسبي الليالي تَدلَهِمُّ وتختفي
منها النجوم فأين بدرك غابا
فلترفعي ستراً يفرق بيننا
و لتُبعِدي عن ناظرَيَّ حجابا
كم كنتُ أرجو أن أراكِ ولم أزل
أرجو ولكنَّ الرجا قد خابا
في كل حينٍ أرتئيكِ يلوح لي
مِمَّا حملتِ مِن الجمالِ عُجابا
هل تعلمين بأنَّ سهمَكِ قاتلٌ
أدمَى فؤاديَ والحشا قد صابا
هل تعلمين بأنَّ فيكِ سعادتي
و القلبَ يشفَى ما رشَفتُ رُضابا
هل تعلمين بأنَّ لِاسمِكِ هالةً
أخفَى بها الأسماءَ والألقابا
هل تعلمين بأنَّ قلبَكِ عامرٌ
ما كان يوماً بالصدودِ خرابا
أسعدتِنِي ما إنْ سألتُكِ مرةً
إلا وجدتُكِ للسؤالِ جوابا
لكنَّها الأقدارُ تحمِلُ راحةً
طوراً وطوراً تحملُ الإتعابا
إنِّي وإنَّكِ كائنانِ توافقا
لم يحسبا للحادثاتِ حسابا
والدهرُ فرَّق بيننا بسواترٍ
فاشتدَّ أمرٌ بيننا قد نابا
إنِّي قطعتُ ولم أزل بمَطِيتي
أرضَ الصَّبابة سَبسَباً وهضابا
إني حملتُ إليكِ مِن قلبِي الذي
يهواكِ دون الأخرياتِ خطابا
فصَّلتُ فيه شدائدَ العشقِ التي
أضنتْ فؤادي لوعةً وصعابا
فلتقرئيني إنَّنِي أرجو بما
خَطَّتهُ كفِّي أن أكونَ مُجابا
حسبِي التي فيها حملتُ لواعجي
قد كنتُ فيها لابثاً أحقابا
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-09-2024, 05:46 AM
https://poetsgate.com/img/applogo.png (https://poetsgate.com/index.php)
الشعراء حسب الدول (https://poetsgate.com/CountryPage.php)
بحث متقدم (https://poetsgate.com/AdvancedSearch.php)
تواصل معنا (https://poetsgate.com/contact.php)
القصائد
الشعراء
اشتراك - دخول (https://poetsgate.com/LogIn.php)
https://poetsgate.com/img/up.png
https://poetsgate.com/img/icon/poem.png القصائد: 219467
https://poetsgate.com/img/icon/userf.png الشعراء: 4367
https://poetsgate.com/img/icon/user.png الأعضاء: 10965
https://poetsgate.com/img/icon/calendar_36dp.png زوار اليوم: 4667
https://poetsgate.com/img/icon/visitor.png الزوار: 1661161933
https://poetsgate.com/img/icon/eye.png عرض القصائد: 191317627
https://poetsgate.com/img/icon/sction.pngأقسام البوابة
مسيرة قلبين
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
قلبي وقلبُكِ في الهوى اشتركا
و العهدَ عند الله ما انتهكا
في الحبِّ كانا سائرين معاً
غيرَ الذي يرضيه ما سَلكا
لم يأتيا ما الله عنه نهَى
كلا ولا ما الطُّهرُ منه شكَى
لم يأتيا إلا الذي صلُحَت
كل النوايا فيه حيث زكا
مِن قلبكِ المُشتاقِ مِن ولهٍ
قلبي لعروة حبِّهِ مَسَكا
شعراً يُسطِّر كلَّ قافيةٍ
في الحبِّ مِمَّا كان مُنسَبِكا
حتى ارتقى طودَ الخيال بِهِ
فيكِ الحقيقةَ قال، ما أفكا
والقلبُ مني مثلَ قلبِكِ مِن
ذاك السرورِ ببعضنا ضحِكا
مستبشراً بين التي ملكتْ
مِن قلبه مثلَ الذي ملَكا
حتى أتى مَن لا أمان له
و الأمرُ فيما بيننا ضَنُكا
فاستاء قلبي مثلَ قلبِكِ واس
تَولتْ عليه همومُه وبكى
لا تسأليني واسألي جسدي ال
مُضنَى كأنَّ فراشَهُ الحسكا
يا ليتني عمَّا رأيتُ بنا
مِمَّا أغمَّ دخلتُ مُعتَرَكا
يا ليت دمِّي، قبلَ سفكِ هوًى
حلَّ الفؤادَ بما جرَى، سُفِكا
نَصْبِي انقشوا إنْ مِتُّ مِن ولهٍ
هذا الذي مِن وجْدِهِ هلَكا
عبدالله جعفر آل ابراهيم
https://poetsgate.com/img/icon/link.png روابط مفيدة
<li class="list-group-item " style="text-align:right; padding:2px; margin:1px; border-radius: 5px; margin-top:3px;">
https://poetsgate.com/img/icon/mail.png تواصل
للتواصل : info@poetsgate.com
https://poetsgate.com/img/icon/fac.png (https://www.facebook.com/poetsgate/)
https://poetsgate.com/img/icon/twit.png (https://twitter.com/poetsgate1)
https://poetsgate.com/img/icon/inst.png (https://www.instagram.com/poetsgate/)
https://poetsgate.com/img/icon/you.png (https://www.youtube.com/channel/UChUyt6oZ0QYpG9pTVIgseFg)
الشعراء الأعضاء .. فصيح (https://poetsgate.com/QSection_page.php?Section_ID=Ksgqh&SectionTitle=الشعراء الأعضاء .. فصيح&SectionType=) > السعودية (https://poetsgate.com/QSection_page.php?Section_ID=sa&SectionTitle=السعودية&SectionType=CountryID) > عبدالله جعفر آل ابراهيم > مسيرة قلبين
https://poetsgate.com/Images/Users/sh3ra/ImgSKqh1626988556.jpg (https://poetsgate.com/poet.php?pt=2639&name=عبدالله جعفر آل ابراهيم)
https://poetsgate.com/img/flag/sa.png
السعودية
https://poetsgate.com/img/icon/eye.png
مشاهدة
387
https://poetsgate.com/img/icon/like.png
إعجاب
0
https://poetsgate.com/img/icon/chat.png
تعليق
0
https://poetsgate.com/img/icon/fav.png
مفضل
0
https://poetsgate.com/img/icon/poem.png
الأبيات
15
مسيرة قلبين
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
قلبي وقلبُكِ في الهوى اشتركا
و العهدَ عند الله ما انتهكا
في الحبِّ كانا سائرين معاً
غيرَ الذي يرضيه ما سَلكا
لم يأتيا ما الله عنه نهَى
كلا ولا ما الطُّهرُ منه شكَى
لم يأتيا إلا الذي صلُحَت
كل النوايا فيه حيث زكا
مِن قلبكِ المُشتاقِ مِن ولهٍ
قلبي لعروة حبِّهِ مَسَكا
شعراً يُسطِّر كلَّ قافيةٍ
في الحبِّ مِمَّا كان مُنسَبِكا
حتى ارتقى طودَ الخيال بِهِ
فيكِ الحقيقةَ قال، ما أفكا
والقلبُ مني مثلَ قلبِكِ مِن
ذاك السرورِ ببعضنا ضحِكا
مستبشراً بين التي ملكتْ
مِن قلبه مثلَ الذي ملَكا
حتى أتى مَن لا أمان له
و الأمرُ فيما بيننا ضَنُكا
فاستاء قلبي مثلَ قلبِكِ واس
تَولتْ عليه همومُه وبكى
لا تسأليني واسألي جسدي ال
مُضنَى كأنَّ فراشَهُ الحسكا
يا ليتني عمَّا رأيتُ بنا
مِمَّا أغمَّ دخلتُ مُعتَرَكا
يا ليت دمِّي، قبلَ سفكِ هوًى
حلَّ الفؤادَ بما جرَى، سُفِكا
نَصْبِي انقشوا إنْ مِتُّ مِن ولهٍ
هذا الذي مِن وجْدِهِ هلَكا
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-09-2024, 05:46 AM
تباريح الفؤاد
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
خطفَتْ نفسي وقلبي
و تصدَّتْ لي بدَربي
وتراءت لي مَلاكاً
و أثارَتْ فيَّ حبِّي
أخذتني في هواها
سحرَتْ عقلي ولبِّي
هجرتْني دون عذرٍ
تركتني رهنَ نَهب
وأنا لم أهجُرَنها
إنْ بِبُعدٍ أو بقرب
تتراءى ليْ بشرقٍ
مِن جهاتٍ أو بغرب
وإذا ما رُمتُ وصلاً
سدَلتْ ستراً بِحُجْب
وتناءتْ دون أنْ تُرْ
سِلَ غيثاً مثلَ سُحب
تعبَتْ نفسي وضاعتْ
بهواها كلُّ كتْبِي
فلكَم أرسلتُ ممَّا
بفؤادي كلَّ عذْبِ
كلماتٍ مثلَ غصنٍ
مِن غصونِ الورد رطب
وعباراتِ اشتياقٍ
حلَّقتْ تَحليقَ سِرب
وتباريحَ فؤادٍ
مِن عذاب الوجدِ صَبِّ
فلقد هان عليها
حاليَ اليوم ودأبي
فشكوت الله حزناً
و لنفسي قلت حسبي
أنا لولا قدَرُ الل
هِ قضيتُ اليوم نحبي
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-09-2024, 05:47 AM
بحر المحبة
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
يا مَن تمُرُّ بدارها استعلم لنا
عنها الذي تسطيع من أخبارِ
مذ أوقفَتْ عنا الرسائلَ فجأةً
صارت لنا سراًّ من الأسرار
فاحتار قلبي كيف يقرأ صوتها
لله صبرُ متيمٍ محتار
لم أدر كيف سلا غراميَ قلبُها
حتى صُرِعتُ بقبضةِ الأقدار
إني أراني عالقاً في حبِّها
و العقلُ هامَ مُشتَّتَ الأفكار
كيف الخلاصُ وبي أحيط وسورها
أعلى من الجدران والأسوار
أم كيف عيني للجمال ترى وقد
أخفته عنها عتمةُ الأستار
كانت ببستان الغرام خميلةً
ترنو إليها أجملُ الأشجار
كانت، إذا قِيسَتْ ثمارُ حديقةٍ
غنَّاءَ، تعطي أفضلَ الأثمار
فاقت بحسن بهائها ما حولها
قد بان مِن وَردٍ ومِن أزهار
كانت صلاةَ العاشقين إذا دجا
ليلٌ وحانت ظلمةُ الأسحار
والذكرُ ما ذُكرتْ بهِ يسمو على
ما كان مِن وِردٍ ومِن أذكار
والسلسبيلُ العذبُ يجري سائغاً
مِن ثغرها أنقى مِن الأمطار
والعطرُ إن مرَّتْ يلوذُ ببعضهِ
خجلانَ يترك دَكَّةَ العطار
والنور يأفُلُ ما بدا مِن وجهها
نورٌ يُحيِّد حِدَّةَ الإبصار
يا مَن تمُر بدارها صِفها لنا
في حالةِ الإقبال والإدبار
إنَّ اشتياقي ساقني في بحرها
نحو السباحة فيه بالإصرار
حتى تعبتُ وخار زورقيَ الذي
في بحرها قد كَلَّ مِن إبحار
أما مجاديفي التي هيئتُها
أفْلَتُّها مِن شدةِ التيار
لكنني لم أفقدِ الأملَ الذي
قد كان رغم الموجِ والإعصار
بحر المحبة مثل سوق عائمٍ
للمشترين به وللتجار
إني ورغم كسادِ سوقِ محبةٍ
لم أخش من فقرٍ ومن إعسار
فيما كتبتُ مِن الروائعِ متعةُ ال
أسماعِ والإحساس بالإبهار
حتى التى صدَّت أراها في غدٍ
تأتي إليَّ بأوهن الأعذار
إني إذا جاءت تقدم عذرَها
ذكَّرتها بمحاسنِ الإيثار
آثرتها لم أخش مِن عنتٍ ولا
ضَيقٍ ولا خوفٍ مِن الإضرار
ما زلت أحفظ في فؤادي دارها
طابت لِمَن أحببتُها مِن دار
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-09-2024, 05:48 AM
اختطاف
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
خطفَتْ قلبيَ الرقيقَ وغابتْ
لا أراها بقلبيَ اليومَ آبت
ورمَتْ مِن رسائلي كلَّ حرفٍ
نابضٍ فيه لوعة الحب ذابت
ولقد كنتُ للهوَى مستجيباً
ليتها للهوَى بقلبي استجابت
ولكَم كنتُ آمِلَ الحبِّ منها
بعدما ألمَحت غرامي ونابَت
ونبَت فجأةً لأمرٍ أتاها
أمنياتي وبُغيتي منه خابت
علمَتْ بعدما بها انهدَّ ركني
أنها بالجوى فؤادي أصابت
وبدتْ باعتذارها ليت شعري
ليتها بعد كلِّ ما كان ثابَت
بلغَت بعضَ ما أرادتهُ مني
ثم زاغت بما لديها وحابتْ
أنا لا أعلمُ الذي كان مني
كي أراها بما أتته استرابت
سألتْنِي أجبتُها عن غرامي
ثم لمَّا سألتها ما أجابت
ولقد شِبْتُ والهاً من هواها
هل أراها بحُبيَ اليوم شابت؟
ستراني مِن الجوى طبتُ إمَّا
مِن شديد الجفاء والصد طابت
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-12-2024, 05:38 AM
شباك الحب
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
إنني في بحركِ اليوم أعاني
فانقذيني إنني بعدك أغرقْ
إن نارَ الود تشتد اضطراماً
فارحميني إنني بالوجد أُحرَق
خلصيني من شِباك الحب إنَّ ال
قلبَ مني في شباك الحب يَعلَق
حرريني من متاهاتي فإنَّ ال
قيدَ فيها حول أطرافيَ مُوثَق
لو رآني من له قلب رقيق
هكذا أشقى بحالي كان أشفق
كلما يبدو بصيصٌ مِن بعيدٍ
أحسَبُ الآمالَ منها البدرُ أشرق
كلما حاولتُ فتحَ البابِ يأتي
مَن به بابُ الهوَى المفتوحُ يُغلَق
كلُّ بابٍ جِئتُه ينسدُّ عني
إنَّ حظي بابه في الحب مُغلق
لم أزلْ للدار أصبو فاسأليها
إن طرفي نحو أرض العشق أطرق
إنَّ داراً أنتِ فيها جنة الخُل
دِ التي دمعي عليها يترقرق
فارحمِي دمعاتِ صبٍّ مُستهامٍ
روحه كادتْ بهَمِّ العشق تزهق
عوده قد جفَّ فَلتُسقيه حباً
ربما يوماً من الأيام أورق
وامنحيه الودَّ يَيْسرْ بعد فقرٍ
مِن حنانٍ حسبُه ما كان أملق
ما له إلاكِ بعد الله يرجو
فاعتقيه من هيام العشق يُعتَق
قلبُه مِن وَجدِهِ أمسى رقيقاً
كاد بالهجر الذي أوداه ينشق
ما له إلاكِ للشكوى طبيبٌ
ضمِّدي جرح الهوى في القلب يُرتَق
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-12-2024, 05:38 AM
خيبة أمل
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
ليس لي في التي هواها فؤادي
و ارتمَى بينها وَلُوعاً نصيبُ
كلما تأمر المشاعر أمراً
في خِضَمِّ الحياة قلبي يجيب
إنَّه للحبيبةِ الدهرَ قلبٌ
سامعٌ أمرَها مطيعٌ مجيب
منه يعلو إذا اسمُها شاعَ ذكراً
في جمال النساءِ يوماً وجيب
وهْيَ مهما علا ندائي إليها
لا أراها لِما أنادي تجيب
لو تراني أمُدُّ كفِّي إليها
مستعيناً بها أراها تغيب
إنها الداءُ والدوا حيث لاحتْ
مِنْ بعيدٍ إليَّ وهْي الطبيب
هل تراني كما أراها حبيباً
لو تراني بها أموري تطيب
كم تغنَّيتُ باسمها في نشيدي
مثلما للحبيب غنَّى الحبيب
في هواها العميقِ أبحرتُ حتى
كدتُ في بحرها غريقاً أغيب
لو يمر الخيال منها تراني
في جميع الجهات بحثاً أجوب
إنّني في متاهةِ الحب طيرٌ
عالقٌ في شباكِ صيدٍ غريب
صادحٌ نائحاً على سوء حالٍ
فيه قد صار تعتريه الخطوب
لا تلمني لأنني في هواها
رغمَ بردِ الشعورِ منها أذوب
لا تلمني فحرقة الشوق نالت
مِن شَغافي وزاد منها اللهيب
إنها لي شروقُ شمسٍ إذا ما
أقبلَتْ وهْي بعد هجرٍ مغيب
بعدهُ الليلُ يرتمي دون بدرٍ
ساطعٍ نورُه فكيف الهروب
كيف أنجو وأيُّ مسرًى أراهُ
كيف تبدو لمَن يتيه الدروب
أيُّ وصلٍ يراه قلبي وشيكاً
أيُّ وصلٍ وأمرُ حالي مُريب
كم لها قد أبنتُ حبي وشوقي
في كلامي لعلَّها تستجيب
قالتِ اليومَ عاد فاسمع مقالي
أمرُك اليومَ في منالي يخيب
فانثنَى قلبيَ المُعنَّى حزيناً
مِن مُصابِ الهوَى بها لا يطيب
والمُحيَّا الطليقُ مني عَبوساً
قد بدا بعدما علاه الشحوب
وابتساماتيَ اختفتْ خلف سِترٍ
حاجبٍ مدَّهُ عليها النحيب
فاخبروها بأنَّ جسمي صريعٌ
فالذي أطلقته سهمٌ مُصيب
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-12-2024, 05:39 AM
لو يراك الجمال
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
لو يراكِ الجمال يوماً توارى
واختفى مُغمِضاً عن الناسِ عينَهْ
بين ما تحملينَه من جمالٍ
ساحرٍ فارقٌ كبير وبينه
أنتِ أبديتِ كلَّ زينٍ تجلَّى
و هو أبدَى لنا من الزينِ شينَه
أنتِ نورٌ من الثريا عظيمٌ
أين ما ترسلُ الثريا وأينه؟
لو يكون الجمال روضاً نضيراً
أنتِ فوق الجمال للعين جنة
فهو مهما بدا لراءٍ عظيماً
كل مقداره يُساوَى بحفنة
إنما أنتِ والبها منكِ يربو
فوق ما كان جفنةٌ، أيُّ جفنة
أنتِ شمسُ البهاءِ والحسنِ تعلو
ما هوَى الليلُ من دميمٍ بِدُجنَة
أنتِ مِن أفضلِ العطايا وربي
طبتِ مِن ربنا عطاءً ومنَّة
أنتِ إن لم تصدقي القولَ مني
فاسألي إن أردتِ عني جهينة
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-12-2024, 05:39 AM
مسحة الحزن
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
نحِل الجسمُ وأعضائي خوَت
و من الحب عروقي ما ارتوتْ
وعلى أغصان عودي ذبُلَت
كلُّ أزهارِ غرامي وذوت
وكلابُ الهجر والصد بلا
سببٍ كان ولا ذنبٍ عوت
وبنار الوجد روحي بعدما
يئِسَت مِمَّن هوى قلبي هوت
هجرتني مَن لها دارٌ بقل
بيَ مِن بين حنايايَ استوت
كبدي الحرَّى بيومٍ صائفٍ
طلبتْ ماءً وبالغُلِّ اكتوت
فمياهُ الحب مِمَّن ملكتْ
نبعَه، عني بلا عذرٍ زوَت
فبكيتُ الحالَ والحالُ أسىً
و على أسياخهِ النفسُ انشوَت
فبدت كالغصن في القيظ إذا
عَظُمَ الحر تلوَّى، والتوَت
وعلَتْها مسحةُ الحزن وعنْ
كلِّ ما طاب مِن العيش انزوت
خلعتْ أثوابها واتَّشَحتْ
بالجوَى ثم إلى ركنٍ أوت
وتلَتْ أورادَها في عزلةٍ
و بدار الحزن ليلاً قد ثوت
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-12-2024, 05:40 AM
يا ليتني
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
يا ليتني في داركم قطةً
حتى أراكم وقتما أشتهيْ
لم أملأنْ عَينيَّ من وجهكم
و العمر يجري كاد أن ينتهي
لا أستطيع الدهرَ نسيانَكم
كلا ولا عنكم أنا ألتهي
فالشمس منكم تستمد الضيا
و الليل منكم دون بدرٍ بهي
والليل إمَّا اسوَدَّ من ظلمةٍ
يبقى طليقَ الوجه منكم زهي
والرزق مهما طاب من غيركم
لا شيءَ واللاشيءَ منكم شهي
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-12-2024, 05:40 AM
لا تسأليني
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
لا تسأليني أين كن
تُ لأنَّ قلبيَ مُكمَدُ
ولْتسألي البابَ الذي
عني بِكفِّكِ يُوصَد
كم مرةٍ فيها طرَقْ
تُ البابَ لا أتردد
كم قد كتبتُ مشاعري
حتى بدتْ لكِ تُنشد
توحي بما في القلبِ مِن
ذكرٍ فقلبيَ مَعبد
هلاَّ دخلتِ لكي ترَي
نَ الذكرَ فيه يُردَّد
يدعو إليكِ بكلِّ ما
يُسعَى إليه ويُحمَد
إني على جَمرِ الغضا
بالهجرِ منكِ أُوَسَّد
فلترفعي رأسي إلَي
كِ، تكاد روحيَ تصعد
مِن غير دفئِكِ قلبيَ ال
ولهانُ بعدَكِ يبرد
أفقدْتِني الأملَ الذي
قد كان نحوكِ يُعقد
والحُبُّ نارٌ في الحشا
كانتْ بهِ تَتوقَّد
إني أراها في غدٍ
من بعد هجرك تَخمَد
والكونُ إنْ أقبلتِ لي
نورٌ وإن لم، أسوَد
أشْقَى إذا عني ابتعدْ
تِ متى بقربِكِ أسعد
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-12-2024, 05:41 AM
خفقان قلب
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
قلبي بحبكِ ينبضُ
لو كانَ غيرُكِ يرفضُ
أنتِ التي داويتِه
إذ كان دونكِ يمرَض
ما لي سواكِ حبيبةٌ
ما دام حبُّكِ يَفرِض
لو تُقبلين ترَين قل
بي بالبشاشة ينهض
لو غيرُ وجهِكِ يرتئي
لي عنه وجهيَ يُعرِض
لو يسمع القلبُ المُعَنْ
نَى خَطوَ رجلِكِ يركض
دون الحضون لقلبيَ ال
ولهان حِضنُكِ مَربِض
هل لي إليكِ وسيلةٌ
تُجدِي لها أتعرَّض
حاولتُ لكنَّ الأمو
رَ لِما أحاولُ تُجهِض
حاولتُ فانتفضَتْ علَيْ
يَ وُشاةُ قومٍ تُغرض
لو يعلمون بأنَّ جفْ
نِيَ في الدجى لا يُغمِض
لاستنقذوني كلُّهُم
مِمَّن عليَّ يحرِّض
ما لي عليهم حيلةٌ
إلا سناءُك يُومِض
فلْتَرمُقيهِم، كلَّ ما
قالَ الوُشاةُ سيُدحَض
وسنلتقي يا مُنيَتي
عن بعضنا لا نعرض
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-12-2024, 05:41 AM
حتى متى
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
حتى متى سأظلُّ أك
تُبُ في هواكِ مشاعري
حتى متى ستظلُّ تص
دحُ بالغرام خواطري
حتامَ تَسكبُ أدمعي
وجداً عليك نواظري
إني جُرِحتُ ولم أزل
و الجرح ليس بظاهر
فالجرح في الأحشاء يس
طو مثل جرحٍ غائر
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-12-2024, 05:42 AM
خوف و أمل
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
لما بدا جفني عليكِ مؤرقا
و العودُ مني عارياً ما أورقا
واللفظ شهداً سال فيكِ ولم يزل
حتى بدا اللفظ الجميل مؤنقا
أبديتِ خوفكِ أن أكون بغصنكِ ال
ميادِ يا بنتَ الجمال معلقا
ما لي يدٌ فيما جرى لي إنَّ قل
بي سُلَّمَ الوصل الطويلِ تسلقا
حتى إذا لم تكتمل درجاتهُ
في وسطه أملَ الوصول تعلقا
كالحُلمِ صُرتُ وصُرتِ في جوف الدُّجَى
إني لأرجو أن أراه تحقَّقا
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-12-2024, 05:43 AM
أمل عاثر
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
كم من الآمال يا قلبُ بنيتْ
مثلما قد أنشأ البنَّاء بيتْ
صاحب البيت استوى في نعمةٍ
و أنا فوق مطاياي استويت
في دجى الآمال لما عثرَتْ
عثرَتْ بي فوق حظي فهويت
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-16-2024, 04:13 PM
القدح المكسور
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
سكبْتِ هواكِ في قدحي
فصرتُ أهيم من فرحي
وقلتُ لقلبيَ ابتسمَتْ
لك الأيام فانشرِحِ
فسِر في زينةٍ كمُلتْ
بثوب الفخر واتَّشحِ
وسِرْ ما شئتَ مبتهجاً
إلى بستانك المرِح
وسلهُ يجُدْ بما تهوى
من الخيرات والمِنَحِ
فعاد القلب منقبضاً
كئيباً غيرَ منصَلِح
فبستان الهوى أسفاً
بغير الرفض لم يبُحِ
يُبَررُ صدقَ موقفهِ
إلى أنْ ردَّ مُقترَحي
وما قد كنتُ آمُلُه
من البستان لم يُتَح
بدا لي مثل آنيةٍ
و مكسورٌ بها قدحي
عسى الأيام تبعث لي
برزقٍ منه منفتحِ
ببدرٍ لا مثيلَ له
بنورٍ منه مُتَّضِح
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-16-2024, 04:13 PM
العزيمة
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
الجرح باقٍ والدما تتوقدُ
و العزم فينا ثابتٌ متجددُ
فابن الرضا وابن الحسين تعهدا
ألاَّ يعيثَ بأمننا متمرد
حول الِحمَى نَسرَين حاما يدفعا
نِ الذئبَ أنَّى يستكِنُّ ويوجد
فالذئبُ ضارٍ فاتكٌ مهما بدا
في أُلفةٍ لجليسهِ يتودد
قد حضَّ في كل البلاد جِراءَهُ
كي يستبيحوا للبلاد ويفسدوا
كم هدَّموا كم أحرقوا كم قطَّعوا
كم أفجعوا مِن بعدِ ما قد هددوا
حتَّامَ نُخضِعُ للغزاةِ رقابَنا
أو عن مواطنِنا العزيزةِ نُبعَد
حتام نجرعُ بالتفرق غُصةً
نشقَى بها وبها الأباعد تسعد
لا تنثني هممُ الرجال ولو بدا
شر البريَّةِ في الورى يتوعد
في كل نائبةٍ تصيب لنا يداً
أيدٍ لنا مشهورةً تتوحد
كم من يدٍ صالت ودكت للعدا
بنيانَه المشؤومَ لا تتردَّد
والخانعون البائسون لهم بدَت
أمواجُ حقدٍ تستهين وتُزبِد
كالت وما زالت تكيل شتائماً
مِمَّن على أهل السفينة يحقد
تلك السفينةُ يهتدي من أمَّها
و المعرضون ببغضهم لم يهتدوا
ما ذا جنَوا من غيرها إذ أبحروا
و الشَّملُ منهم تائهٌ ومُبدد
لا حقَّ يجمعُهم على ذي رغبةٍ
أو طامعٍ فيهم يغار ويحسُد
لا رأيَ منهم في الأمور فقد بدت
آراءهم في همِّهم تتعدد
ثوب التوحُّد في النوائب ثوبنا
و الآخرُ المفتون منه مجرد
إنا سلكنا للإله طريقَنا
و الله للعبدِ المطيعِ يسدد
لم تُثنِنا عمَّا نريدُ مكائدٌ
في كل موقفِ عزةٍ تتجسد
إنا عقدنا العزمَ رايةَ فارسٍ
و العالَمون على العزيمة شُهَّد
أضحت عزيمتُنا بأفواه الدنَى
و النصر يمدح فعلَنا ويمجد
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-16-2024, 04:16 PM
شعلة الإيمان
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
ما بين مكة والمدينة جاءني
خبر الوفاة مزعزعاً أركاني
كم كنت أشعر قبل ذلك أنَّ في
قلبي تزحزح ثابتُ اطمئناني
حتى أتت بالواعيات رسالةٌ
تنعى الفقيدةَ شعلةَ الإيمان
قالت وبين سطورها دمعٌ جرَى
فوق الخدود بحرقة الأجفان
الموت سدَّد في القلوبِ سِهامَه
فاصطكتِ الأنباءُ في الآذان
والعيد فرحتُه خبَت في أوجهِ ال
آباء والفتيات والفتيان
واسوَدَّت الدنيا وساد ظلامُها
في أعين الأخوات والإخوان
والأمهات إذا سألتَ فحالُها
تنبيك عنه قوافلُ الجيران
من قد أتوا دارَ العزاء ودمعهم
يجري على الخدين كالغدران
لم يستطيعوا رفعَ دعوةِ والهٍ
و الحزن يعقدُ ناطقَ الولهان
كَلَّوا عن الإفصاح مِن فَرط الأسَى
و الشوقِ للمحبوب بالأحزان
والنَّوحُ يملأ مِنهمُ الدارَ التي
كانتْ تطير بِبَسمة النشوان
كانتْ بعابقِ وردِها ونسيمِها
تدعو لغفوةِ ناعسٍ وسنان
لكنَّها أمستْ تمُوج ببعضها
فاقت بذلك ضجة الصبيان
عمَّن أنارَ الدارَ تسأل كلَّ من
يأتي بخافق والهٍ هيمان
أين التي كانت تنير بذكرها ال
أطهارَ بعد تلاوة القرآن
أين التي سلكتْ سبيلَ محبةٍ
يدعو إلى الخيرات والإحسان
أين التي انتهجتْ طريقةَ حاملٍ
علماً بِنَشرِ هدَى بني عدنان
جاء الجواب لها بنَعيٍ فاجعٍ
راحت بذكرٍ طاب للرحمان
فادعِي لها يا دارُ بالعفو الذي
يُرجَى وبالتَّحنان والرضوان
بالخلدِ في دار النعيم ورِفدِها ال
موفورِ بين الحور والولدان
هذا جزاء ذوي التُّقَى مَن أخلصوا
لله فعلاً من بني الإنسان
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-16-2024, 04:18 PM
جمرة الآلام
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
تقاذفتك الهمومُ الدهرَ والعللُ
أخيَّ حتى أتى ما ليس يُحتملُ
خمسٌ وخمسون لم تشفقْ عليك ولم
يكن بها في طويل الدربِ معتدل
حُمِّلتَ فيها من الأسقام أثقلَها
لم يَطرحنْها دواءٌ عنك أو عمل
لم يُجدِ نفعاً ولم يرفعْ أذًى فلقد
خاب الرجا منهما والنفعُ والأمل
فاستسلمَتْ نفسُك الخضراءُ مُتعَبةً
لله بعد العنا صفراءَ ترتحل
يا من على جمرة الآلام دُستَ ولم
تصرُخْ وكانتْ مع الأيام تشتعل
أعجزتَ طودَ البَلا بالصبر تَنحَتُه
شيئاً فشيئاً فلا وهنٌ ولا كلل
كم كنتَ رغم الذي أبكاك مبتسماً
يوماً به جاء ذكرٌ لِلذي يسل
البعض ما زال يسعى نحو غايته
و البعض وافاهمُ من بعدك الأجل
هذا قطار الحياةِ الدهرَ أوَّلُه
بالآخِرِ القادمِ المحتومِ مُتصل
بعضٌ به أشرقوا صبحاً وقبلَهمُ
بعضٌ توارَوا بلَيلِ العمر مُذ أفلوا
لم تبقَ منهم سوى الذكرَى التي انطبعَتْ
فينا كجزءٍ ومنَّا ليس تنفصل
ذكراكمُ يا أخي في القلب قد طُبعَت
نقشاً وقلبي بها ما عشت منشغل
في البيتِ أو جانِبي نحو المَصحَّة في
سيَّارتي تارةً أو حين تنتعل
أو يومَ يبدو على التلفاز سيدنا
يدعو إلى الله وعظاً ثم يبتهل
أو حين ألقاك مطروحاً تكابد ما
قد هَدَّ منك القُوَى والأهلُ قد ذُهِلُوا
لم يعرفوا حيلةً إلا بها أخذوا
يحدوهمُ للذي يرجونه أمل
أو حين ينساب منك الصوت في أذُني
في الليل والنوم غشَّى حين تتصل
عن موعدٍ قادمٍ ما حان تسألني
أو عن دواءٍ جديد ليس يُحتمل
يكفيك ربي الذي قاسيت من ألمٍ
فاخلد بأخراك عن دنياك يا رجل
واهنأ بما عوَّض الرحمان مَن حُرِموا
في العمر إذ لم يطِب في العمر مُنتَهل
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-17-2024, 02:07 AM
سر الكون
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
ازدان شهرُ الله مُذْ أقبلَتْ
مَرضيَّةُ الرحمان بالمجتبى
فالشهر عِقدٌ وهو في وسْطهِ
درٌّ تلالا نورهُ ألهبا
يكشفُ سترَ الليلِ عَن نائمٍ
عن نورِ حقٍّ في الظلامِ اختبا
والشهر مرْجٌ وهو عينٌ به
ما أطيبَ الماءَ وما أعذبا
يروي حشا صادٍ فكم كان ما
يشربه من غيرها مُلهِبا
يدعو العُطاشَى يومَ حرٍّ وقد
عزَّ عليهم وِردُهُ مَطلبا
كم عنه قد أبعدَ مِن طالبٍ
بالصَّدِّ مَن للمصطفَى أغضبا
كم ألصق العيبَ به شانئاً
مَن كانت الشامُ له ملعبا
متخذاً مِمَّن روى كاذباً
للأجر مِمَّن غَشَّه مركَبا
حتى به جفَّت وِهادُ الورى
و انحسرت مما اعتراها الربى
فاستمطرتْ سُحْبَ الهدى بعدما
أضحَى الذي اخضرَّ بها مُجدِبا
فاسترسلتْ بالماءِ مِقطارةٌ
ترفض أنْ تُمنعَ أو تُحجَبا
واستبشرتْ صاديةٌ طالما
كانت ترى الموتَ لها أقربا
ثم اكتستْ خُضرَ ثيابٍ بها
ما اصفرَّ منها عاد معشوشبا
والدربُ قد صار بها سالكاً
مِن بعدِ ما قد كان محدودِبا
فاستسهلته النفسُ مِن بعد ما
كانت ترى ما فيه مستصعَبا
حتى عليه أقبلتْ لا ترى
غيرَ الذي يمشي به طيبا
بل كان مِن بين الذين امتطوا
صهْواتِ ذكرٍ في الورى الأطيبا
والأشرفَ الجَدِّ الذي ما لهُ
في الكونِ مَن يعدِلُه منصِبا
والأجودَ الكفِّ التي بحرها
قد كان للمُبحِر مُستعذَبا
فاستعظم الأمرَ على ما به
مُنشرحُ الصدرِ بدا مُغضَبا
مستكثراً ذاك المقامَ الذي
خَصَّ به الله الذين اجتبى
فاتخذَ الغيَّ على ما رأى
مِن ناصعِ الرشدِ له مذهبا
يبعث للترغيب مالاً ولل
ترهيب كم يشحذُ حدَّ الظبا
يرجو بما يفرض من سلطةٍ
تنآى عن الرحمةِ أن يَغلبا
يرجو بما ينشرُ مِن باطلٍ
أنْ يطمسَ الحقَّ وأن يَحجُبا
يدعو ضعيفَ النفسِ ذا مطمعٍ
ظهرَ المطايا العُجفِ أن يركبا
حتى إذا سارت به بان ما
قد كان مأنوساً به مرعبا
بانت له صفحاتُ أعمالِه
سوداءَ فيها كلُّ ما أذنبا
فاحتارَ بحثاً عن طريقٍ يرى
فيه نجاةَ المَرء كي يذهبا
والبحث في ليلٍ له دامسٍ
ما فيه بدرٌ قد بدا متعبا
لكنَّه سارَ على رِسلهِ
حتى رأى فيما رأى موكبا
كالأنجمِ الزُّهرِ بثوب السما
الحَسَنُ السبطُ بدا كوكبا
يدعون مَن شطَّ فمِنْ غيرهم
لن يحصلَ الفوز ولن يُكتَبا
قد خاب ساعٍ في الورى غافلٌ
لم يحفظِ النعمةَ بل أذهبا
نعمةُ أهلِ البيتِ أسمَى الذي
ربي حبانا بين ما قد حبا
فانظرْ إلى آثارهم مَشرقاً
يبدُ الذي يُبهِرُ أو مغربا
كم بهمُ استشفَى سقيمٌ لِما
يرجوه مِن برءٍ له استصعبا
عاد سليماً لا يرى علةً
لكنه للأمر ما استوعبا
هم سر هذا الكون والسرُّ لنْ
يعطَ لأيٍّ كان أو يوهَبا
أُعطِيتَهُ فاحفظهُ حتى تكنْ
مِمَّن لذاك الأجرِ مُستوجِبا
واشكرْهُ ما عشتَ على نعمةٍ
كي لا تزولَ عنك أو تُسلَبا
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-17-2024, 02:07 AM
السيرة العظيمة
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
كلَّ عنك البيانُ فابعث إليَّا
ما يقوي البيانَ في أصغريَّا
كي أصوغَ الكلامَ عقداً ثميناً
مُشرقاً حسنُهُ بدا في يدَيا
يجذب الناظرين شوقاً إليهِ
بعدما قد بدا جميلاً علَيا
يطربُ السامعين حتى يقولوا
لم يكنْ غيرُه بهذا حريا
لم يزل لحنُه بآذانِ قومٍ
يعرفون الجمال لحناً شجيا
هزَّ فينا عواطفَ القلب لمَّا
أنْ جرى في العروق نبضاً نديا
يبعث الروحَ مِن جديدٍ بجسمٍ
كاد يفنى فعاد بالروحِ حيا
يرسلُ النورَ ما دجا ليلُ عقلٍ
جاثمٍ لا يرى مِن الحق شيَّا
يكشف السترَ عن خفايا كنوزٍ
بعدما كان محتواها خفيا
فانجلى غامضٌ عن الذهن لمَّا
أنْ بدا الحق مستطيلاً جليا
مؤمناً كان لا سوى ذاك يوماً
كافلاً ناصراً معيناً وفيا
مؤمناً بالذي به جاء طه
رحمةً للورى اقتفاها رضيا
كافلاً كان للهدى خيرَ راعٍ
لم يكنْ لحظةً ضعيفاً ونِيا
صابراً كان يدفعُ الشرَّ عنه
ما أتى مشركٌ بِشَرِّ عَتيا
قد وفَى للرسولِ في كل أمرٍ
جاء من ربه فأرضَى النبيا
في رضى المصطفى رضى اللهِ مِمَّن
كان للمصطفى مُعيناً وليا
آثرَ الحقَّ فيه في كل شيءٍ
باذلاً مالَهُ كريماً سَخيا
هكذا عاش سيرةً لا تضاهى
ينصر الحق بُكرةً أو عشيا
نالَ بالسيرة العظيمة شأناً
مُستحِقاًّ بأن يكونَ وصيا
بابنهِ كان كافراً عند قومٍ
لم يروا فيه مؤمناً أو تقيا
مؤمنٌ بينهم لَوَنَّ ابنَهُ ما
كان بين الذين جاءوا علِيًّا
آمنَ ابنُ التي لها رايةٌ لل
عِهرِ كانت بها تُسمَّى بغيا
والعفيف الشريف في النار يَصلَى
حرَّ ضحضاحها سقيماً شقيا
لا يرى العقلُ قائلاً مثلَ هذا
صادقاً في الكلام إلا غبيا
يوم يأتي بما افترى مِن حديثٍ
يجتني منه فاسداً أو رديا
والذي قد روَى مِن القولِ صدقاً
سوف يلقى الجَنَى سليماً جَنِيا
فاحرثوا وازرعوا وروُّوا حقولاً
ليس ما تنتجون منها زكيا
أرضكم سبخةٌ ولا خيرَ فيها
لم يكنْ ماءُكم نظيفاً نقيا
والحقولُ التي لكم عاث فيها
كلُّ مَن كان فكرُه جاهليا
أفسدَ الحرثَ فالْتَوَت حولَ بعضٍ
كلُّ أغصانِه ضِئالاً جِثيا
سوف تلقون بالذي قد زرعتم
أيها المارقون بؤساً وغيا
إنما نحن في غدٍ سوف نلقى
من أبي طالبٍ نعيماً ورِئيا
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-17-2024, 02:08 AM
كوكب عمان
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
من أين أعبر والفدافد سبسبُ
و الحقل من هَجرِ الفِلاحة مُجدبُ
كيف السبيلُ إلى نداك وكلما
كدتُ الوصولَ إلى الندى يتهرب
إن التساؤلَ في فؤاديَ حائرٌ
أما جوابك يا ندى فمغيب
ما زلت أبحث عن جوابك سائلاً
و البحث في نفق عميق متعب
لكنني لم أفقد الأمل الذي
لو لاهُ لم يكنِ الورى يترقب
كم ضَيِّقٍ عصَرَ الفؤادَ فأُفرِجَت
من بعد ذاك فجاء ما هو أرحب
حتى وجدتُ بكف حاملةٍ لكم
حباً بصدرِ مُحبِّكم يتقلب
قد ترجَمَتْه سواعدٌ مِمَّن لهنْ
نَ السبقُ في تلك المحافل يُنسَب
قد شيدتْ دورَ المحبة والوفا
إن الوفاءَ لهنَّ صدقاً مذهب
أبوابها مفتوحةٌ تدعو الذي
قد جاء في تلك المحبة يرغب
يبني ويرفع للعلوم صروحَها
لا ينثني عزمٌ له أو يتعب
مِن خلفه أمٌّ به قد أودعت
تلك العزائمَ فانبرى يتصلب
حتى أزال من الطريق حواجزاً
كانت تصد العاملين وتحجب
حثته أختٌ للمُضِيِّ بنهضةٍ
تدعو إليها الزائرين وتُعجب
فامتدت الأيدي لتنثرَ جهدَها
ماءً يسيلُ على التراب يرطب
حتى تبلل ثغره وبدت به
تلك البقاع بِما أتاها تَخصُب
فالبيد كانت قاحلاتٍ فاستوت
جناتِ عدنٍ للمسافر تجذب
أما شريكتُه فكانت كلما
للبيت عاد بِما جناه ترحب
تُثني عليه فكم بِمَوطنه ارتقى
بالنهضة الكبرى وما هو مُعجِب
حتى بدا من زار أرضَ عمانَ مِن
ما قد رآهُ من البها يتعجب
طابتْ لِمَن سهرَ الليالي مقلةٌ
ترعى البلادَ لنوره تترقب
حتى إذا انتشر الضياء بِليله
للحسن يبدي غاب عنه الغيهب
قد أخجلتْ أنواره مَن في الدجى
يخفي النوايا السيئات ويسلب
أخفى بكفيه اللتين بِها الندى
كفاً تفتش في المتاع وتنهب
طابت لِمَن صان الحقوقَ يدٌ وطا
بتْ منه عينٌ قد جرت لا تنضب
كم قد تناقلت المحابرُ ذكرَه
تُصغي لِأقوال الحكيم وتكتب
إن الذي ملك القلوبَ وما ونى
يوماً إلى تلك النفوس مُحبَّب
ما إن دجا ليلٌ عليها مظلمٌ
حتى عليها منه دار الكوكب
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-17-2024, 02:08 AM
جرح عميق
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
الرِّجلُ والبابُ والعينانُ والألمُ
أمرٌ به الناس والتاريخ قد علموا
والصدرُ والضلعُ والمسمارُ كم تركوا
جرحاً عميقاً كنبعٍ سال منه دمُ
مرثيةٌ مثلُها في الكون ما حصلت
فالدمعُ منها على الخدين ينسجم
والدمعُ يجري هطولاً مِن منابعه
ينبيك عمَّن مِن الأجلاف ما سلِموا
ينبيك عمَّن لهم كفُّ الأذى وصلت
تهوي بحقدٍ وبغضٍ ليس ينكتم
لم يحفظوا مِن رسول الله بَضعتَه
يوماً عليها بدار المُرتضَى هجموا
رغم الوصايا التي وصَّى النبيُّ بها
لم يُحفظِ الدينُ والأرحامُ والذمم
لم يُسمَعِ الله في القربى الذين أتى
في الذكرِ ذكرٌ لهم بالفضل يتَّسِم
لم تَصْفُ منهم قلوبٌ ران ما اقترفوا
إثماً عليها وفيها الغيظ يحتدم
مهما أتوا عند خير الخلق مِن عملٍ
يبدو جميلاً فما في القوم ملتزم
أضفَى عليهم لباسَ العز فانسلخوا
عُرياً بدَوا بالذي أعمارَهم ختموا
ظهرَ الهدى بالذي جاءوه قد جلدوا
و استفردوا بعدهُ مَن ظهرَهُ قصموا
قد قالها المصطفى يوم الغدير لهم
هذا عليٌّ لكم في الدهر مُعتَصَم
فلتسمعوا قولَه ما كان آمرَكم
كي لا يُصيبنَّكم من غير ذا ندم
فاستبشَروا ظاهراً والباطنُ اشتعلتْ
ممَّا أكنُّوا به الويلاتُ والحمم
حتى إذا غاب مَن للبيتِ شيَّدهُ
جاءوا إلى البيت والأركانَ قد هدموا
فالبابُ قد صاح والمسمارُ شاطرَه
حزناً يقول العُرَى يا ويلَهم فَصَمُوا
والدارُ تبكي وكانتْ قبلما هجموا
بالأمنِ في حضرة الأطهارِ تبتسم
فليقرأوا سورةَ الأحزاب إنَّ بها
بيتاً به الأمرُ بين الناس ينحسم
بيتٌ به تنزل الآياتُ مُحكمةً
للناس فيها الهدَى والشرعُ والقيم
بيتٌ بمَن فيه ممَّن كان شأنُهمُ
شأناً به الأمر والأحوال تنتظم
بيتٌ كطودٍ علا في الكون منزلةً
ترنو إلى شأوه القامات والقمم
بيتٌ به أفلحت لله قاصدةً
تسترفد الفيضَ مما عنده قَدَم
للروحِ والنفسِ والأبدانِ كم همرت
خيراً به هلَّت الآلاء والنِّعَم
ويلٌ لِمَن بعد عينِ المصطفى انقلبوا
للبيتِ بالنار والإصرار قد قَدِموا
جاءوا وقد صمَّت الآذانَ واعيةٌ
تنعى الهدَى للورى المفجوع واقتحموا
فالأمر قد كان عند القوم مُغتنَماً
و الوقتُ قد حان للتوزيع فاقتسموا
قسمٌ لهذا وللباقين حِصتُهُم
مما تبقَّى وسيفُ الله مهتضم
ما أسرع النقضَ ممَّن كان ذا دجلٍ
يُخفِي احتقاراً إذا ما كان يحترم
فليعلمِ الآثمُ الدجالُ يومَ غدٍ
ممَّن طغى العادلُ الجبارُ منتقم
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-17-2024, 02:09 AM
الخطب الجلل
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
ربي لك الأمرُ بما قد نزل
يا من علينا قد كتبتَ الأجلْ
يا من له المَنُّ على ما همَى
من نعمةٍ مكتوبةٍ لم تزل
إنا دعوناك بمن دونهم
لا يرتقي منا إلهي عمل
فارفع ثيابَ الحزن عنا وأل
بِسنا من الصبر جميلَ الحلل
فالخطبُ يا مَن أمرُه في الورَى
جارٍ على الأحياءِ خطبٌ جلل
فَقْدُ الذي في كل قلبٍ له
دارٌ سمَتْ بالحب لا يُحتمَل
نُبِّئتُ فاسْوَدَّ صباحي ومِن
جمْراتِ حزنِ الفَقدِ قلبي اشتعل
والكلُّ مِن حولي عليهم بدتْ
تَهمِي على الخدَّين تلك المُقَل
واسترجَع القلبُ وبالصبر قد
صلَّى ونادَى بالدعا وابتهل
فارحم قلوبَ الفاقدين التي
جُرحُ الفراقِ وسطَها ما اندمل
واسمع دعانا في الذي قد مضَى
عنا سريعاً قبلنا وانتقل
لكنه جسماً مضَى تاركاً
روحاً بصرحٍ كلما الشهر هل
صرح الحسينِ السبطِ يبكي على
مَن قد سعَى في شأنه فاكتمل
لم يُثنِه عن غايةٍ عارضٌ
كلا ولم يوقِفْه يوماً كلل
لم يسترحْ حتى وإن حاولتْ
أن تُجهضَ المشروعَ تلك العلل
ما اعوجَّ من دربٍ له سالكٍ
إلا بعزم جاءهُ فاعتدل
كم مِن همومٍ قد أحاطت به
لكنَّه صبراً عليها حمَل
كراً بعزم ثابتٍ فانثَنت
مهزومةً من عزمهِ لم تنل
حتى إذا ما تمَّ مشروعُه
للسبط في هذا المكان ارتحل
يرجو به الفوزَ غداً عندهُ
يا رب فاقبل منه خيرَ العمل
واخلُف عليه بالجزاءِ الذي
قد ناله مَن للجِنان اشتغل
إنا وجدناه لها ساعياً
فارزُقه فيها مِن مُصفَّى العسل
ثم اسقهِ ما شئتَ من كوثرٍ
يُروَى الذي منه ارتوَى وانتهل
واخلف علينا بالثواب الذي
يُجزاهُ كلُّ مَن عليك اتكل
يُجزاه كلُّ فاقدٍ صابرٍ
عمَّا أمرتَ ربَّنا ما غفَل
يا مَن أمرتَ بالدعاءِ استجبْ
كما وعدتَ فالدعا قد حصل
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-17-2024, 02:09 AM
استنهاض القلم
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
ماذا جرى يا أيها القلمُ
قد كنتَ في الأفراح تبتسمُ
ما فرحةٌ عادتْ ببهجتها
إلا رأيتُ البِشرَ يرتسم
يبدو عليك وخلفَه انتَظمتْ
تُبدِي استجابةَ عارفٍ هِمم
تأتي إليك دفاتري فرحاً
حتى أرى الأشعارَ تنتظم
والقولُ باسم الله مبتدأٌ
و الذكر للأطهار مُختَتَم
تسترفدُ البابَ الذي انطلقتْ
للنحو منه إلى الورى قدم
قد هِمتَ في غيدا بلاغته
فالنهجُ منه إلى الورى علَم
حتى ترعرع يافعاً ونما
منك البيان الجزْل والكلِم
طيراً على الأغصان كنتَ حلا
منك النشيدُ الحرُّ والنغَم
ما استعبدَ الأبياتَ منك هوًى
مَن عَن طريق الطاهرين عَمُوا
ما لي أراك اليومَ منكفِئاً
عَن ذكرِ مَن لهِجتْ به أمم
لمْ تَصدحنْ منك البلابلُ، لم
ينطِقْ بشأنِ اليومِ منك فم
لمْ تبتهجْ حتى كأنَّك مِن
قومٍ إذا ذُكرَ الصفا وجَمُوا
عاشوا وفي الأكدارِ مَنبتُهم
و البغضُ في الأحشاء يضطرم
شَبُّوا على الحقد الذي ورثُوا
حتى عليه إلى البِلَى هَرِموا
فاستيقِظَنَّ مِن السباتِ ولا
تركنْ إلى الإغفاءِ يا قلم
قم واذكرِ المختارَ إنَّ على
بابِ الهدى الأقلامَ تزدحم
كلٌّ أتى في فيهِ قافيةٌ
ألفاظها تحلو وتنسجم
قم واطرقِ البابَ الذي طرقَتْ
حلْقاتِه الأجوادُ والكرم
بالقربِ تحظَ وبالنوالِ فما
نالَ الذي قد نِلتَه بَرِم
قم واتلُ من آياتِ صفحته
حقاً به قد فاز ملتزم
واذكر مدارسَه التي انتشرتْ
منها علومٌ رغم ما كتموا
قد قادها بالصدق فرعُ هدًى
عمَّا يَشينُ النفسَ مُعتصَم
قم وانشرِ الأفراحَ منك ولا
تنظرْ إلى ما ينشرُ الوجِم
يأبى انشراحَ الصدرِ حيث غَلَت
في قلبه الأحقادُ والحمم
يأبى انتشارَ الحقِّ في زمنٍ
ماتتْ به الأخلاق والقيم
لم يستطعْ والكف قاصرةٌ
نيلَ الذي كم تبعثُ القمم
فاعتاد في الوديان منزلَه
يُجبَى له ما تبعث الرمم
والقوم للغثِّ الذي انتشرت
منه الروائح في المَدَى اقتسموا
حتى تضاربت الأكف على
ما قد تبقى منه واختصموا
واستمرأوا أطباقَ خُلفِهِمُ
و الأمرَ حتى اليومِ ما حسَموا
ضَلُّوا فليلُ الانحرافِ علي
هِم طالَ والظلماتُ تحتدم
أذكَوا وما أدراك ما فعلوا
ناراً بدتْ لِلكلِّ تلتهم
ظنُّوا السلامةَ في الذي ارتكبوا
لكنَّهم والله ما سلِموا
إنَّ السلامةَ في الذي رفضوا
يوم الخميس فمنه قد حُرِموا
لو أنهم قبِلوا الكتابَ لما
ضاعتْ برفضِ هدًى لنا ذمم
لو أذعنوا صانوا النفوسَ فكم
قد سال ممَّا حرَّفوه دم
حسبي وحسبك ما ذكرتُ فقم
و انشِد لنا يا أيها القلم
وارسلْ لطيبةَ منك تهنئةً
فوقَ الوجوهِ البيضِ ترتسم
لم تخفِها سودُ الوجوهِ بما
أبدته شزراً وهي تتهم
فاصدح بفرحةِ مولدٍ قُطفتْ
ورداً لمَن قد جاء يستلم
واسمِع بإنشاد القريض وبال
أشعار حباًّ من به صمم
طابتْ بذكر نبينا ونمَتْ
ممَّا تَفضَّلَ ربنا نِعم
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-17-2024, 02:10 AM
عتاب الجوال
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
رفض التحدُّثَ هاتفي الجوَّال
و توقَّفَ الوتْسْأبُّ والإرسالُ
وسألته ما ذا جرى فأجابني
عصفَتْ ببعض جوارحي الأعطال
وإذا الهوائيُّ انثنَى مِن علةٍ
جثَمَتْ فلم يكُ بعدها استقبال
فتراكمتْ تلك الأمورُ وأوهنَتْ
جسدي فضاعتْ مِن يدِي الآمال
وطلبْتُ إصلاحَ الأمور فلم تُجب
و أجاب منك لمطلبي الإهمال
وبكُل يومٍ مرَّ تضعُف حالتي
فَتَسوءُ مِن ضعفٍ بها الأحوال
وتركتَنِي لم تبدُ منك لحالتي
و ضُمورِ جسمي هِمَّةٌ أو بال
أوَهكذا جازيتني مِن بعد ما
تعبتْ لأجلك مِنِّيَ الأوصال
وتضافَرتْ حتى يَتِمَّ لك الحدي
ثُ بلا انقطاعٍ ساء منه الحال
وتُتِمَّ إرسالَ الرسائل مُقبلاً
ولَكَم بدا مِن مُرسلٍ إقبال
أسفي صحِبتُكَ صحبةً ما مثلُها
حصلتْ وطالت بيننا الآجال
شَغلَتْك عني اليومَ ألفُ دعايةٍ
فمِن الهواتف كم أتت أجيال
ودَعتك تُفصِحُ عن جديدِ خصائصٍ
و زهتْ كأجملِ غادةٍ تختال
جذبَتْ فؤادَك فانجذبْتَ لزهوها
و عليَّ منك معايبٌ تنهال
أوَلم أكنْ لك مثلَها يوماً فكم
لك طاب بي التَّطواف والتَّجوال
أنا لا أراك لصحبةٍ مُستوجباً
فلقد فعلْتَ كما أتى الأنذال
فنسيتَ صحبةَ مُخلصٍ لك وانثَنَي
تَ ومِلتَ عنِّي مثلَما همْ مالوا
ونسيتَ كم بي طاب وقت محمدٍ
و لَكَم بألعابي لَهَا الأطفال
فعليك مني في أمورك بينهم
عظُمَتْ بما أعطيتهم أفضال
فكما تشا كُنْ لي ستذكر ما فعَلْ
تَ وكيف قمتَ بواجبي الأجيال
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-17-2024, 02:11 AM
الغيمة السوداء
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
الغيمة السوداء قد وصلت
و الشمس عنا اليوم قد أفلتْ
والطقس أوضح في رسائله
أنَّ الأمورَ بذلك اكتملت
فاستقبلوا الأمطارَ فائقةً
تلك التي بالأمس قد هطلت
ولْتحذروا الأمواج إنَّ لها
صولاتَ ما في جاركم حصلت
كم في الرياض وفي الكويت جرى
سيلٌ له الهيئات ما بَذلَت
ما استوعبت تلك الشوارع مو
جاتٌ تُتابعُ بعضَها فَعلَت
تستهدف المستضعفين فكم
أمنيٌّةٍ تنمو لهم قُتلَت
الدورُ كم أبدتْ لذي بصرٍ
أنَّ المياه بجوفها دخلت
والمركباتُ تمايلتْ وعلى
ظهر السيول بلا قُوَى انتقلت
والمترفون من الأذى سلِمُوا
دنياهمُ ما مثلُها اعتدلت
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-17-2024, 02:12 AM
سيول الأربعين
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
هدرت سيولُ الأربعي
نَ ولم تزل تتهيأُ
في كل عامٍ لِلدُّرو
بِ وللمساربِ تملأ
وإذا تشدَّد حاجزٌ
بِطريقها لا تعبأ
فلكم عوَتْ تلك الذئا
بُ ولم تزل تستهزأ
وتريد صدَّ مُلازمٍ
لذوِي النُّهى لا تفتأ
سفن الولايةِ أبحرتْ
و بكربلاءَ المرفأ
مخرتْ فمَالَ طريقُها
لكنها لا تخطىءُ
فلكم أتى القُرصانُ مَن
لذوي الضغائن يصبأ
ويريد حرفَ مسارها
لكنه لا يجرُؤ
فلقد تجاوزت الحوا
جزَ في الذي هو أسوأ
سلِمَت فمِن شِدَدِ الزما
نِ لها العنايةُ تكلأ
فعناية الربِّ الحفي
ظ لِمَن توكل ملجأ
وإذا سألتَ فكل مَن
ركبَ السفينة يلجأ
لأولي الأمور ولاءُه
سلِم الوَلا والمبدأ
وبربه وبهم إذا
طلَب الإجابة يبدأ
فإذا الجزاءُ غداً إذا
ورَدَ القيامة يربأ
ويردُّ سوءَ عواقبٍ
جَثَمَتْ عليه ويدرأ
فيظلُّ في كنفِ الحسي
نِ بما استحقَّ ويفثأ
فبِحصنِه يجدُ السلا
مةَ مِن أمورٍ تطرأ
ثبتَت عقيدتُنا فقُل
للمرجفين ألا اقرأوا
تجدوا الحقيقة ألزمتْ
من بالحقيقة يهزأ
سيظلُّ مَن رفض السنا
بِدُجَى العواقبِ يُرزأ
ومَن اقتفى أثر الضيا
وجدَ الذي هو مُهنىء
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-17-2024, 11:57 PM
اعتقادي
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
إن تسأليني، إنني بكِ مُعجبُ
هل تُدركين بأنني أتعذبُ
هل تعلمين بما يجيش بداخلي
أو ما عليه من العنا أتقلب
أقسمتُ بالبدر الذي أخفيتِهِ
تحت الدجى بنجوم ثغركِ أرغب
تبدو فتُسفِرُ لي الحياةُ وينجلي
مِن بعد ما أخفى الحياةَ الغيهب
والليل منكِ قد استمد ضياءه
و السامرون به إليكِ تقربوا
كم يلمحون ثمارَ غصنِك ما بدت
مثلَ الثريا بالسنا تتلهب
والغصن مادَ فهوَّمت أوراقه
كالجَفن يدنو للمنام ويقرُب
يلهو بحالةِ عاشقٍ مُتَولهٍ
فالقلب منه للَهو غصنِك ملعب
والسهم من عينيك بات مؤرقاً
جَفني وهل في غير جفني ينشب
يا من أسرتِ الروحَ في سجن الهوى
يا غاية الولهان عندي مطلب
هلا سلَلْتِ سهامَ عينك إنني
منها بما يأتي الغرام معذَّب
فلتنقذيني كِدتُ أغرق إنني
من عمق بحركِ في الهوى أتهيَّب
لا تعرضي عني بوجهك لحظةً
بيني وبينك كل واشٍ يكذب
فلتجعليني في حديثكِ فاعلاً
بالرفع لا بالنصب نحواً أُكتَب
ولتذكريني ما ذكرتِ مُعذَّباً
إني عن الذكر الجميل مُغيب
ردي التحيةَ ما ابتسمتُ إليكِ يا
مَن لم بغيركِ مِن هوايَ أرحب
ما هكذا يا منبعَ الحسن الذي
يروي فؤادي بالحبيب يُرَحَّب
لا تهجريني الهجر أرق مقلتي
حتى بدت من سُهدِها تتعذب
لي فيكِ دون الأخرياتِ على الذي
أبدَين من حسن الأناقة مأرب
لي أنتِ في دين الغرام وشرعِه
دون الذي اختار البقية مذهب
إني لديني لو أتاني لائم
أو عاذل يا سامعي أتعصب
مِن عينه دون الينابيع التي
تجري على وجه البسيطة أشرب
هذا اعتقادي في الذي لي طاب، إن
لم تعتقد، جئني بما هو أطيب
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-17-2024, 11:58 PM
ابتلاء
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
كم عاش من قد عاش بينك مُبتلَى
ما إنْ يصابُ بعلة يخشى البِلَى
إنْ يسألِ الإخوانُ عن أحواله
يُبدِ التَّشَكِّيَ باكياً مُتعللا
ما هشَّ للدنيا التي هشَّت له
يوماً وكان بهمِّه متسربلا
والوجه منه تداخلت قسَماتُه
حتى أباح بما يُكِنُّ مُفَصِّلا
ما كاد يُفرَج ضيِّقٌ من همِّه
إلا وضاق أشدُّ منه مُزلزِلا
حتى تداعت مِن ونًى أعضاءه
كالثوب أصبح بالياً ومُهلهَلا
فلينتفض مما به متوسلاً
ممَّن بهم دين الإله تكمَّلا
وليرفعِ الكفين عند صلاتهِ
يدعو الذي ما خيَّب المتوسلا
كم حوله عاش السقيم ولم يزل
يخفي الذي هدَّ القوى مُتجمِّلا
بين الذين صفا لهم وصَفَوا له
عاش الحياة بصبره مُتحمِّلا
فالضغط لم يثبتْ له في حالةٍ
يعلو ويهبط نازلاً متحوِّلا
والسكر المكَّارُ يُخفي حالَه
طوراً وطوراً بارزاً ومُبهدِلا
والقلبُ قد يبدو ضعيفاً مُوشِكاً
يوماً من الأيام أن يتعطلا
أما الأشدُّ مِن الأمور فَعِلَّةٌ
بالمخ تبطش قسوةً أو بِالكِلى
يا ربنا ارفع شدةً عن مؤمنٍ
ما زال يدعو صابراً متوكلا
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-17-2024, 11:58 PM
ك ر ب ل ا
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
الكافُ كربٌ على الأطهارِ قد نزلا
والراءُ رعبٌ عليهم صار متصلا
والباءُ بدرُ الدجَى في الليلِ قد أفلا
فاشتدَّ في الكون ليلُ الغَيِّ وانتشرا
واللامُ لاح الفنا للعين مذ وصلوا
والآ تلَتْ لامَها آهٌ بها نزلوا
في الطف لمَّا بدا يجتاحهم وجلُ
والقلبُ أمسَى على الأطفال مُنكسرا
والحاءُ حان اللقا حفظاً لدينِ هدى
والسينُ سلَّ العدوُّ السيفَ إذ وعدا
والياءُ يومٌ به سبط الهدى اجتهدا
والنون نورُ الهدى بالسبط قد نُشِرا
بالنفس ضَحَّى وبالأهلِينَ قاطبةً
لمَّا رأى عصبةَ الشيطان حاطبةً
عمَّا به جاء أهلُ الحقِّ راغبةً
تسعى بمَن كان بالإفساد مُشتهِرا
أفديه قد خاض بحرَ الحرب مشتبِكا
والصَّحبُ مِن حولهِ حاطوا به فَلَكا
قد زلزلوا تحت جيشِ العَهرِ مُعتَركا
حتى بدا مِن عظيمِ الفعلِ مُنبَهِرا
فاغتاظ مَن تملأ الإيوانَ سطوتُه
واحتدَّ تعلو بأمرٍ مِنهُ نبرتُه
بانتْ بما قالَهُ للقوم خِسَّتُه
في سبِّ مَن ساد بين الخلق واشتهرا
فاشتدَّ جيشُ ابنِ سعدِ الغِرِّ واتقدا
لم يُبقِ من جيشِ نجلِ المرتضَى أحدا
حتى غدا السبطُ في البيداءِ منفردا
ما بين تَسليمهِ والقتلِ قد حُصِرا
فاستلَّ سيفَ الوغى بالصبر مُدَّرِعا
عن بيعة الرجس بالإصرار مُمتَنِعا
فالحقُّ والباطلُ المزعومُ ما اجتمعا
لن يَبلغَ المُرتقَى من كان مُنحدِرا
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-17-2024, 11:59 PM
شباب الطف
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
على رمضائها نام الشبابُ
فأوهَى قلبَ مولاها الغيابُ
أسوداً في لقاءِ القوم كانوا
و قومُ السوء في الهيجا ذئاب
وقبل المُلتَقَى نادَوا فلمَّا
رأوا أنَّ النِّدا لا يستجاب
فعَن وعظٍ أتى يرجو صلاحاً
لنفسٍ عاندَتْ قد سُدَّ باب
ولم تسمع لها أذنٌ وعيداً
فعَن إيصاله حالَ الحجاب
ولمَّا لم يروا في القوم فِعلاً
به قد بان حقٌّ أو صواب
مِن المولى أرادوا الإذنَ حتى
دعاهم بعد إذنٍ فاستجابوا
إلى لقيا العِدَى طاروا استباقاً
و ما في القلبِ شكٌّ وارتياب
فقد بانتْ بكفِّ الغيبِ دورٌ
لهم في جنة المأوَى رِحاب
وحولَ الدور أنهارٌ تلاقتْ
بها ما لذ للعَطشَى شراب
فما اسطاعوا انتظارَ الموت حتى
بكأس الموت في الهيجاء ذابوا
نجومٌ غالها في الليلِ طَمسٌ
فأخفاها عن الرائي احتجاب
تهاوتْ فوق أرض الطفِّ حتى
بكتْ مأساتِها حتى الهضاب
لأنَّ الرزءَ لم يبلغْهُ رزءٌ
على حيٍّ سواها أو مُصاب
لها في الكون أصلٌ لا يُضاهَى
به للفرعِ جلَّ الانتساب
فنجمُ القاسمِ الأبهَى جمالاً
إذا ما قيسَ بدرٌ أو شهاب
ونجم الأكبر الأنقَى ثياباً
تلاشت دون مرآه الثياب
فطابتْ تربةٌ فيها أقاموا
كما في الخلد عند الله طابوا
فعند الله ضمَّتهُم قصورٌ
و فوق الأرض ضمَّتهُم قباب
فزُر وادعُ الإلهَ بهم لأمرٍ
فمن يدعو الإلهَ بهم مُجاب
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-17-2024, 11:59 PM
نافذة على كربلاء
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
هلَّ المحرم والبكا وجبا
والقلب مما قد جرى انتحبا
والجرح في أحشائنا التهبا
والدمع فوق الخد ينهمرُ
حزناً على مَن صُرِّعوا جثثا
يومَ الطفوف وما به حدثا
فالحقدُ من أعماقِهِ انْبَعثا
مِن خلفِه الإرهابُ والخطرُ
قد قاتلوا بالسيف نهجَ هدى
يدعو إلى الرحمن منفردا
لم يخشَ منهم في الوغى أحدا
مهما كجيشٍ جحفلٍ كَثُرُوا
لم يحفظوا للسبط ذمتَهُ
أو مِن رسولِ الله لُحمتَهُ
أو بين أهلِ الغدرِ غربتَهُ
بل كلُّهم بِالسبطِ قد غدرُوا
لهفي لزينبَ قبلَ مصرعِهِ
طارتْ بلا عقلٍ لمَوضعِهِ
حتى أتتْ للشمرِ مُوجِعِهِ
قد دافعتْ والسبط يَعتَفِرُ
لهفي على الثَّقلِ الذي انتُهِكا
فالكلُّ في ترويعِهِ اشتركا
والعابدُ السجادُ منه شكى
لله مِمَّا ليس يُغتَفرُ
لهفي على الأيتامِ قد وهَنُوا
من شدة الإعياء ما سكنوا
راح الذي قد كان يحتضن
لم يبقَ إلا مَن به وغَرُ
ماذا أفصل مِن مَصائبِهم
ممَّا يفورُ بصدرِ غائبِهم
أو ما يبِين بقول نادبِهم
منهم إذا قصرتُ أعتذرُ
إنِّي أراني ناجياً بهِمُ
فَلْتكتُبِ اسمي أيها القلم
بين الذين بحبهم قدموا
يوم الجزا والكسر منجبر
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-17-2024, 11:59 PM
دار الحجة
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
بابٌ على مجموعة الكتبِ
للعلم والأخلاق والأدبِ
للباقيات الصالحات ولل
محمود مما جاء في الكتب
بابٌ إذا ما جئتَ منتهلاً
من عذبه وافاك بالعذِب
فاطرقه أنَّى شئتَ تلقَ به
ما رمتَ من نفعٍ ومن أرب
بابٌ لدارٍ كم بها جمعَتْ
ممَّا يعود لسيد العرب
قد أوقفتها كف جامِعِها
للنفع إمَّا جاء ذو طلب
قد أوقفتها للذي شرُفَت
منه الأرومةُ جلَّ من نسب
للحجة المهديِّ فرعِ هدًى
يُنمَى لأصل السادة النجب
لابن المكارم أجر واقفها
ما هلت الأمطارُ من سحب
حتى إذا وافاه يومَ غدٍ
صار المقامُ بعاليِ الرتب
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-18-2024, 12:00 AM
رجب الأصب
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
استقبِلوا رجبَ الأصبَّ بغير ما
كنتم لسابقهِ من استقبالِ
ولْتطلبوا التوفيقَ من ربِّ الورى
للاشتغال بصالح الأعمال
فاسعوا له وتهيَّؤوا لقيامهِ
في أفضل الأوقات والأحوال
صلوا وصوموا وانفقوا وتصدقوا
كي تستحقوا المدَّ في الآجال
والأقربين صلوا وإن منهم بدا
شيء من التقصير والإهمال
لا تُشغِلنْكم في الحياة نفوسكم
باللهو تأمركم عن الإقبال
كم أَلبستْ نفسٌ مطيعاً أمرَها
فيما تريد ملابسَ الإذلال
فلتُقبِلوا في طاعةٍ وتزوَّدوا
لا تُدرَكُ الفردوسُ بالآمال
إنَّ الطريقَ إلى الجِنان طويلةٌ
فلتحملوا فيها عصا الترحال
ولْتركبُنَّ إلى النجاة سفينةً
تنجيكمُ في البحر من أهوال
فالعمرُ بحرٌ موجُه متلاطمٌ
فاحذر ببحرك موجةَ الإضلال
من كان في بحر الضلال مسيَّراً
بالنفس فهو غداً إلى اضمحلال
فاجعلْ لنفسك وازعاً تصعدْ بها
حين الغدوِّ إليه والآصال
حلِّق بأجنحة الدعاء دجًى له
و اخشع بصبِّ سحائبِ الإعوال
واغسل بها تلك الذنوبَ مُزحزحاً
عنك الذي أوثقتَ من أغلال
ينظر إليك بعين رحمته التي
ما أشغلتها كثرةُ السُّؤَّال
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-18-2024, 12:00 AM
خروج الحسين
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
إنَّ عيدَ الحج يسألْ
هل أقمتَ اليوم محفلْ؟
قلتُ: لا، لستُ سعيداً
فالحسين اليوم يرحل
قال: عيد الله، لِمْ لا
تحتفل، قلتُ: تمهَّل
إن تُرِدْ مني جواباً
دونك الكعبة فاسأل
حولها من جاء يرجو
رحمة الرحمن هلَّل
غير أنَّ الحال أمسى
مظلماً حين تحوَّل
والضيا والبشر فيه
دون إنذارٍ تبدَّل
عاصفٌ هبَّت بأمرِ ال
لهِ والأمر تنزَّل
من خروج السبط ليلاً
ثابت الكون تزلزل
كم لأهل الأرض لمَّا
زلزل الأحوال أذهل
قد بكت كعبة ربي
و الردا لم يتقبَّل
صاح عُد يا سبط إني
بالضيا منك أُجلَّل
لو تركتَ البيتَ ماذا
يا ابن خير الخلق أفعل
إن تغادرني بحزن ال
بُعدِ عنكم أتسربل
غادر السبط وقلبي
طار إذ لم أتحمل
حينها طِرت لِمن في
ركب أهل الحق عوَّل
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-18-2024, 12:01 AM
لملم جراحك
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
لَملِمْ جراحَك أيها الإسلامُ
حتَّامَ ينهبُ أمنَك الإجرامُ
حتَّامَ تُسجَنُ بالقيود حقائقٌ
عنَّا وتَنشرُ زيفَها الأوهام
حتَّامَ تُسكبُ للهداةِ محابرٌ
تجري وتُكسَر حولَها الأقلام
حتى بدا الغثُّ الهزيل مُحلِّقاً
قد طار يرفعُ ضعفَه الإعلام
ما حطَّ في بلدٍ يريد فسادَها
إلا بدا مِن ناره الإضرام
قد سعَّر الحقدُ الدفينُ لهيبَها
فاستقبلتْه بدَورِها أقوام
مِن سالفِيها تستحث دناءةً
حتى اقتفت آثارَها أقدام
تسعى لأمرٍ لا تليق لمِثلهِ
في كفِّها الإجبار والإرغام
تُدني وتبعدُ مَن تشاء كأنها
موجٌ تورط فوقه عُوَّام
كالذئب تعوي حولنا وكأننا
مِمَّا تُهدِّدُنا به أغنام
بالمال تبتاعُ الضمائرَ سلعةً
كم تمَّ في أسواقها الإبرام
أغرتْ بجنتها النفوسَ فحُجِّمَت
للناشئين بفعلها الأحلام
حتى تسابقَ للنعيم وحورِها ال
جذَّابةِ الأخوال والأعمام
كلٌّ له فيما أراد طريقةٌ
قد حثَّه الترغيب والإنعام
عافَ الديارَ إلى الجهاد مهاجراً
مستبسلاً فكأنه مقدام
يُنشِي المحاكمَ كيف شاء منفذاً
كم أُطلِقَتْ من ظُلمه الأحكام
إنَّ الحياة حبيسةٌ في سجنه
و الموتُ يُطلِقُ سهمَه الإعدام
والناسفاتُ حزامُه كم شدَّهُ
ما كان ينشرُ فِكرُه الهدَّام
فكرٌ تغلغلَ في العقولِ فلم يكنْ
فيها لسُنَّة أحمدٍ إلمام
كلاَّ ومِنْ نور الهدى لم تستنِر
فالجهل يرسمُ نهجَه الإظلام
نهج أعدَّته الخوارجُ سابقاً
و اليومَ تشهر سيفَه الأيام
تهوي به الفتوى التي يفتي بها
مِن فوق منبر وعظه شتَّام
كالرعد يهدر في الذين أمامَه
و المنصتون لهدره ألغام
والزارعون لها استباحوا أمنَنا
فاشتد مما أوقعوا الإيلام
والأرض ضجت مِن فظاعة ما به
قد سالت الوديان والآكام
حتى لقد ضاقت بِعدِّ فظائعِ ال
قتَّالةِ الكُتَّابُ والأرقام
طال البلاء والابتلاء بنا متى
يأتي لقتل القاتلين إمام
يا أيها البطل الذي فرَّت على
وقعِ الفَقَار عليهمُ الأقزام
يا أيها الجود الذي هشت له
ترنو لزادِ جِرابِه الأيتام
حتامَ بين المانعين وليُّكم
مِمَّن يوالي الشانئين يضام
قم وامحُ بالسيف الصقيل عصابةً
أنَّى تكون يعربد الإجرام
وانشر لواءَ العدلِ فوق ربوعنا
للعدلِ من؟ إلاَّك يا ضرغام
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-18-2024, 12:01 AM
مبدئي في الشعر
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
إليك الشوق يدفعني
و خير الذكر يرفعني
إذا ما كنتُ بينكمُ
فكل الناس تسمعني
إذا حانت زيارتكم
فمن عنكم سيمنعني
وإن حان الوصال فمن
عن الأحباب يقطعني
حديث الشعر مُتعتنا
فكم قد كان يمتعني
وكم للديرة الملأى
بذاك الحب يرجعني
فلم أعبأ بمن يأتي
بغير الحب يوجعني
وبالكف التي انحرفت
مع الأيام يصفعني
فمهما كان محتقناً
و مهما كان يقمعني
ومهما كان ذا سرفٍ
بسوط الجور يُشبِعني
فلن أرضى بمظلِمةٍ
يراها اليوم تُخضِعني
سأثبت حاملاً قلمي
فلا أحكام تردعني
فهذا مبدئي وغداً
بيوم الحشر ينفعني
فكم من قارىءٍ كلمي
أراه اليوم يتبعني
فما أحلى كلام الشع
ر يا هذا وأروعني
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-18-2024, 12:02 AM
الخطب العظيم
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
على نفس الرسول هَوَت سيوفُ
و صاحت بعد ضربتها الألوفُ
فبعضٌ صاح مبتهجاً سعيداً
و بعضٌ حول مسجده يطوف
ويسأل من به عن حال رأسٍ
و يدعو اللهَ لا يقعُ المخوف
فسيفُ الرجسِ مسمومٌ صقيلٌ
بِقتلِ الطَّاهرِ الأنقَى شغوف
ببيت الله ملتحفاً تَوارى
إلى أنْ واتَتِ الرجسَ الظروف
فكبَّر ساجداً يهوي بطودٍ
من الأحقادِ أوَّلُه شَقِيف
فنادى في السما جبريلُ حزناً
و عمَّ الكونَ في الليل الخسوف
لأن البدرَ غُرتَه اعتراها
ظلامٌ جاثمٌ غِرٌّ سخيف
أتى أمراً بشهر اللهِ هانتْ
به في الدهر ما جَلَّتْ صروف
فهامَ الناسُ من خَطْبٍ عظيمٍ
ببيتِ الله واختلَّتْ صفوف
وهبَّتْ تُغلقُ الأبوابَ رَفضاً
لِما يجري به ريحٌ عصيف
وتنعى العدلَ والإنصافَ: يا منْ
بهِ لُذتُم لقد مات العطوف
لقد مات الإمامُ الحقُّ غدراً
فكم بالمتقي جارَ العسوف
وكم جارَ العتاةُ على إمامٍ
فما في القوم يا هذا شريف
وما في القوم ذو عدلٍ إذا ما
تولى الحكمَ أمراً لا يحيف
لقد حافَوا ببغيٍ لا يُوارَى
بما خطَّته في الماضي كفوف
وجاءت بعدها الأقلام تترى
سقيمَ الفكرِ والفتوى تضيف
إلى أن مزَّقت جسماً ضعيفاً
فلم يسلمْ بحالته ضعيف
وسال الدمُّ أنهاراً تَوَالى
فمِن فكرِ الدعاةِ جرى النزيف
سيولاً دمَّرت داراً وسوقاً
فلا مأوًى يُكِن ولا رغيف
ولا أمنٌ يسودُ ولا أمانٌ
ففِعلُ المعتدين بنا مخيف
إذا حلَّ التطرفُ في عقولٍ
فحكم العاملين به عنيف
إلى المتبوع يُصغي شرُّ عقلٍ
فما منهم سوى ذنَبٌ رديف
بصيرٌ بالذي يرضيه عنهم
و عمَّا ربنا يرضى كفيف
ثقيلٌ ما مشى من كلِّ خير
و منا كل من يمشي خفيف
يئن من الطوى خاوٍ خميصٌ
و يرنو للسما صادٍ هيوف
لنا مما لنا في الأرض سهمٌ
و كالطير الجريح لنا رفيف
فمَن مثلُ الإمام لنا مغيثٌ
بما يبديه من عطفٍ رؤوف
فيا من كنتَ للمظلومِ عوناً
بعونٍ منك كم عزَّ اللهوف
بعين الرحمة انظرنا فإنَّا
على أبوابِ ساحتكم وقوف
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-18-2024, 12:03 AM
كف الجود
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
أراني لا أصول ولا أجول
إذا ما جاء يسألني جَهولُ
فقَولي فيه معنًى لا يُضاهَى
و لا معنى أبانَ لِما يقول
وقولي يملأ الآفاقَ علماً
و ما في قوله عرض وطول
وعِلمي قد أنرتُ به عقولاً
و جنَّتْ مِن جهالته عقول
أقَمتُ بما أقول له دليلي
فلم ينهض لِحجته دليل
على الأذهان ما أبدِي خفيفٌ
و ما يُبديه من جدل ثقيل
طريقي ما مشيتُ به قصيرٌ
و ما يمشي به نفقٌ طويل
وَصلتُ ولم يصلْ مهما تراءى
له للغاية الكبرى وصول
سليمٌ إذ نَهِلْتُ الصفوَ عذباً
و لم يَسلَم مِن الكدرِ العليل
كثيرٌ إنْ أُعَدُّ بغير جمعٍ
و مهما كان في جمعٍ قليل
فحسبي مَن لهم أبداً وَلائي
و ما لي دونَهم أبداً بديل
فمِنهم ما حيِيتُ الحقُّ زادي
و إن كالَ العتابَ لي العَذول
فما لي والعَذولِ وما رواه
فما يرويه من قولٍ هزيل
يقول الأمرُ ما أفتى فلانٌ
إذا ما قلتُ قد وصَّى الرسول
فذاك الأمرُ للكرار مهما
له دُقَّت من القوم الطبول
ومهما عن بلوغِ الحق منهم
عن الكرار قد سُدَّ السبيل
ومهما سطَّروا عمَّن تصدَّت
فإنَّ الفضلَ حازته البتول
لِسِبطَيْ أحمدٍ في الخلد شأنٌ
و ما في الخلد يا هذا كهول
شهيدُ الطف مصباحٌ تلالا
فلا ليلٌ دَجاه ولا أفول
وكفُّ الجودِ لم يبلُغ مداها
و لا معشارَ ما أعطت بخيل
وبابُ الله كم يأوي إليه
فيغدو مطمئناً مُستقيل
وعينُ الصبرِ كم أغضى على ما
أتى مِن ذِلَّةٍ فعلاً خذول
ونبعٌ للفضائلِ والسجايا
فما يأتيه من فعل جميل
سلكنا دربَهم شبراً فشبراً
إذا مال الطريق بنا نميل
ينابيعُ المودةِ قد دعتنا
و منها كم ينادي السلسبيل
فكُن مِمَّن أجابوا واستزادوا
فطعم الحقِّ منها لا يزول
ربَتْ منها الوِهادُ وكلُّ أرضٍ
إلى أن أثمرتْ تلك الحقول
فعُودي سامقٌ يخضرُّ لوناً
و عُودُ الناصبين لنا ضئيل
أصيلٌ عوديَ الريَّان شهداً
و أما العودُ مِن غيري دخيل
رفيعٌ ما لزمتُ لهم طريقاً
و مَن يلزَم سوى الأحرى ذليل
فيا مَن تنصِبُ المرفوعَ عمداً
سيُجزِي نصبَك الرب الجليل
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-18-2024, 12:03 AM
سيد الساجدين
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
ما لنا غيركم أئمةُ رشدٍ
ليس فينا لمن سواكم ولاءُ
قد حملنا لكم من الحب مهما
نالنا مِن عدونا الازدراء
أنت يابنَ الحسين مصباحُ علمٍ
منك في ليلنا يعُمُّ الضياء
سيدَ الساجدين قد طبتَ أصلاً
أنجبتك الهداةُ والأولياء
أنت للدين زينةٌ وابتهاجٌ
أنت في ظلمةِ الليالي سناء
أنت للعلم منبعٌ لا يضاهَى
أنت للكون حسنُه والبهاء
قصر المادحون فيكم بوصفٍ
و الذي قيل في سواكم هراء
أنت زينُ العباد حقاً وما الشي
طانُ إلا تطاولٌ واجتراء
رفعةٌ أنت في عروجٍ تسامَى
و هْو مهما أتى بمَكرٍ هباء
مُقبلاً في الصلاة لله لم تُش
غِلْكَ نارٌ عن الدعا أو نداء
سجدةٌ منك أطفأتْها بدمعٍ
ساقَه للإله منك الرجاء
قد ملكتَ الأمورَ مما حباك ال
لَّهُ واللهُ واهبٌ مَن يشاء
قد حللتَ القيودَ لابن شهابٍ
مُثبتاً قدرةً على ما تشاء
من كراماتك التي ليس للسُّ
يولِ منها توقُّفٌ وانتهاء
عن أبي حمزة الثماليْ حديثٌ
بل أحاديثُ ما لهنَّ انقضاء
في البحار اللآلىءُ البِيضُ بانت
يسحر الناظرين منها الصفاء
واليواقيتُ فوقَها لابنِ بلخٍ
صار منها له الغنَى والرخاء
والتي فارقته عادتْ إليه
و استجابتْ إلى الإمام السماء
زوجُهُ الله ردَّها بعدَ موتٍ
و استمرت حياتها والبقاء
ذاك مما أفاض ربي عليكم
إنه الملك والغنى والثراء
بين كسرى وهاشمٍ كنتَ عِقداً
لم ينل منه مِن لئيمٍ مِراء
لم ينل مِن معينِك العذبِ يوماً
مثل ما نال مِن سواكم غثاء
جودك البحرُ كم جرى في الليالي
لا يدانيه في البرايا سخاء
نبع كفيك منه كم لذَّ كأس
قد تمنَّاه منك حتى العطاء
إنَّ مَن حاولوا مواراةَ فضلٍ
منكمُ قد طواهمُ الاختفاء
خاب للآملين خيراً بسوقٍ
لم يرُجْ فيه بيعُهم والشراء
ذكرُهم لو جرى بما كان ذمٌّ
إنما المدحُ ذكركم والثناء
أنتم الصدقُ بان كالشمس نوراً
كاشفاً ما أتى به الافتراء
أودع الله فيكمُ العلمَ حتى
صار فرضاً على الورى الاقتداء
ظامئوا القلبِ مِن هدًى في حماكم
بعدما ينهلون عذباً رِواء
والذين ارتووا بما ليس يُروِي
من أجاجٍ وآسنٍ هم ظِماء
مات للأدعياء ذكرٌ وإنَّا
دام للأولياء منا احتفاء
منه يأتي غداً إلينا سرورٌ
و ابتهاجٌ يدوم فيه الهناء
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-18-2024, 12:04 AM
نشوة العلم
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
بوركتَ بالإنجاز يا ولدي
يا قطعةً ممَّا حوتْ كبدي
يا نشوةَ العلمِ التي وُلِدتْ
دومِي بلا حدٍّ ولا أمدِ
يكفيكَ ما حققتَ من أملٍ
كم صنتَهُ بالصبر والجلَد
حصَّنتَه عمَّا يَهُبُّ فقد
ثبَّتَّه بالحبل والوتد
مِن بحره نلتَ الحُلِيَّ ولم
تنظرْ إلى ما كان مِن زبد
مِن أجله روَّضتَ جامِحةً
كم سبَّبَتْ مِن قبلُ مِن شِدَد
فاسْتَسْلمتْ مِن بعدِ ما انطلَقتْ
مِن قبلُ لا تلوي على أحد
حتى أتتْك اليومَ خاضعةً
منهوكةَ الأطراف والجسد
فاشكرْ لذي الأفضالِ نعمتَه
فالشكرُ مَدعاةٌ لكلِّ يد
منه اقترِبْ واسألْ يجبْكَ فإنَّ
اللهَ ربَّك خيرُ مُعتمَد
واحرِصْ بأنْ تبقى على صلةٍ
تدنو بذكرك غيرَ مبتعِد
لم يُكتَبِ التوفيقُ ما اجتَمعتْ
أسبابُه إلا لِمُجتهد
فاحمِل بعزمِك ما استطعتَ ولا
تستكثرنَّ السعيَ واجتهد
واعمل ليومك ساعياً وغداً
لا تنسَهُ لله واقتصد
واسألْه يعطِك مُحسناً وله
اشكر، بشكرك منه تستزد
إنْ تشكروني قال زدتكمُ
و الله يوفِ الوعدَ إن يعد
يكفيك ربُّك شرَّ بارقةٍ
تصطاد مَن ترميه بالحسد
هذا الدعا لله أرفعه
و الاستجابة منه يا ولدي
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-18-2024, 12:05 AM
غدرٌ و خيانة
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
صُنتَ العهودَ وكلُّهم غدروا
ظلماً ولم يُبقُوا ولم يذروا
آمنتَ بالحقِّ العظيم ولم
تكفرْ به يوماً وقد كفروا
خانوا الأمانةَ مثلَ ما ذكَرتْ
للناس مِمَّا نُزِّلت سُوَر
لم ينصروا المظلومَ في بلدٍ
و الظلمَ في الأرجاء قد نشروا
كم مثلِهم تاريخُ أمتنا
بانتْ به الأحداثُ والصور
تُنبِي عن الجور الذي يدهُ امْ
تَدَّتْ وما أودَى بها القِصَر
حتى بأجساد الذين قضوا
ظلماً وجوراً ضاقتِ الحُفَر
فاسأل تُجبْك أميةٌ وبنو ال
عباسِ كم مِن مُؤمنٍ نحروا
كم مِن إمامٍ للهدَى قتلوا
تحدوهمُ البغضاءُ والوَغَر
سبطا رسولِ الله أوَّلُ مَنْ
أعلاجُ سفيانٍ بهِ غدروا
في أرض طه المجتبى خذلوا
و الكيدُ مِمَّن جارَ يستعر
حتى غدا بالسُّمِّ مُنطرحاً
من شدةِ الآلام يُحتضَر
ذابتْ له الأرواحُ مِن كمدٍ
و الدمعُ سيلٌ ظلَّ ينهمر
أمَّا الشهيدُ بما جرى فله
قلبُ الهدى ما زال ينعصر
إنَّ الذي نَسلُ الطغاة أتوا
ظلماً وجوراً ليس ينحصر
في كربلا أو بعدها وعلى
سمعِ المَلا بالكفر قد جهروا
والكونُ مِمَّا في الطفوف جرى
ما زال بالويلات ينفجر
أصحابُ خيرِ الخلق مبتدأٌ
و الله أعلم مَن هو الخبر
كم مِن صحابيٍّ عَلَتهُ يدٌ
مِمَّن بقتلِ الناسِ يشتهر
كم تابعيٍّ طاب مَسلَكُه
لم يعْدُهُ من ظالمٍ خطر
حِجْرٌ بأرضك لم يزل دمُهُ
يشكو إلى الرحمان من غدروا
يشكو الذين بسورِ دينِهِمُ
في ليلِ ما يأتونه استتروا
لم تُجْدِهِم مهما الدجى انسدلتْ
مِمَّا أحاكوا حولهم سُتُر
جيرون تشهدُ كَمْ بها عبثوا
حتى بكى البستان والشجر
كم أوقدوا نارَ الوغَى فبدتْ
منْ شعلةِ الأحقاد تستعر
كم أوصدوا بابَ السماءِ فلم
ينزلْ على صحرائِهمْ مَطر
كم أُنذِروا من كل حادثةٍ
تهوي فلم تنفَعْهمُ النذُر
حتى تمادى من له انبطحوا
ذلاًّ ولم يرمُشْ لهم بصر
مِن قبلِ أن ينوي الأمورَ يرا
هُمْ بالذي في نفسهِ ائْتَمَروا
قد هيأوا أبواقَهم فبدا
منها هراءُ القولِ ينتشر
أحثَوا له قوتَ الجياعِ وما
أبقوا سوى ما يأكلُ البقر
ظنُّوا بما يأتون أنْ سلِمُوا
مِنْ شر ما قد كان وانتصروا
هيهاتَ ما سلِموا وزورقُهم
مِن هادرِ الأمواجِ ينكسر
والأرضُ مادت تحتهم وبدا
يرمي بهم للقاع منحدر
فلْيعتبِرْ مَن كان مقتفياً
آثارَهم إنْ تنفعِ العبر
إنَّا نشك بأنَّ أصلَهُمُ
مِنْ هولِ ما يأتونه بشر
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-18-2024, 12:09 AM
بدور شعبان
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
وُلدَ الإبا والصبر والظفرُ
صلوا عليهم كلما ذكِروا
ولد الإبا والحُسنُ صافحه
قد جاء يسعى وهو يعتذر
أمَّا البها قد جاءهُ خجلاً
من بعد ما قد كان ينتشر
ولد الإبا في ثغره قَسَم
للدينِ يحميه وينتصر
يحميه مِمَّن بالعتاةِ أتوا
في الطف لم يبقوا ولم يذروا
حتى انتهوا والدهر يلعنُهم
و الله والأكوان والبشر
أما الإبا ينبيك مشهدُه
عن زائرٍ قد عاد يفتخر
مِن ربه قد نال مغفرةً
ما نالها الأفَّاك والأشِر
من زاره نال الثوابَ كما
قد ناله مَن كان يعتمر
بل نال أجرَ الحج زائرُه
فاسأل تجبك بذلك السير
من رام فوزاً بالجنان غداً
زار الإبا والقلبُ منكسر
للخلد تاقت نفسُ زائرِه
ترنو إليه وفيه تنصهر
حتى سعَت بالصبر حاذرةً
ألاَّ يكونَ بِسعيها خطر
والصبر مِن طودِ الإبا ظهرت
آياته تهمي وتنحدر
فالصبر مِن جَلَدٍ به ظهرت
للدهر رغم صُروفِه صُوَر
لم تثنِه عن نشر معرفةٍ
كالغيث فوق الأرض ينهمر
تحيا به جرداءُ مجدبةٌ
لم يكْسُها من قبله خَضِر
حتى غدتْ مما لها وهبَتْ
كف الندى تنمو وتزدهر
تعطي جنًى للناس مصدره
قد كاد بالإفساد يندثر
تعطي جنًى مِن آل بيتِ هدًى
لا في سواه الحق ينحصر
حتى استقامتْ كلُّ مائلةٍ
إذ زال عنها الطين والكدر
حتى زهتْ أغصانُها وبدا
يدعو إلى طاوٍ بها الثمر
طابتْ وطابَ معينُها فغدتْ
تعنو لِكُنهِ مَعينِها الفِكر
إنَّ الذين أتوهُ وانتهلوا
مِمَّا لديهِ بعذبهِ سَكِروا
فوق الحجارة لو جرى لنما
مخضوضراً في لونه الحجر
أنعِم به مِن مَنبعٍ ندُرتْ
في جوفه الأصداف والدرر
تزكو به الأرجاءُ ما انتشر ال
طِّيبُ الزكيُّ الفائحُ العطِر
لا غَروَ مِن فرعٍ سُلالتُه
مِن مَعشرٍ في أصلهم ندَروا
العلم مِنهم يُستقَى وبِهم
مَن جاهدَ الأعداءَ ينتصر
والدينُ لو لا عزمُ فارِسِهم
ما كان في سوح الوغى ظفر
ليثُ القناطرِ خاضها سبُعاً
فالنصر منه وفيه يُختصَر
كم جدَّل الأبطالَ صارمُه
يومَ النزال وكم به احتُضِروا
أكرم به من سيدٍ بطلٍ
يهفو لرؤية وجهه القمر
صلَّى الإله عليهمُ أبداً
ما دام يعبد ربه بشر
صلُّوا عليهمْ جلَّ شأنُهمُ
يا مَن لحفلِ بدورنا حضروا
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-18-2024, 12:10 AM
باب المُراد
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
جادت الدنيا علينا بالجوادِ
فاطرقنْ يا صاحِ باباً للمرادِ
واسألنْ ما شئتَ تلقَ الخير مِمَّن
جاء بين الناس من خير العباد
فهو ينبوعُ الهدَى يجري معيناً
و هو في الظلماءِ مصباحُ الرشاد
فانْهلَنْ من وِردِه في الدهر رياًّ
واستنِرْ تُرشَدْ بهِ في كلِّ واد
وادفَعنْ مِن عندِه بالعلمِ جهلاً
يتَّضحْ مِن علمِه دربُ السَّداد
واسألنْ يُكشفْ به في الدهر صَرفٌ
كم بهِ غُلَّتْ أكفٌّ للشِّداد
كم به رُدَّت مِن البلوَى أمورٌ
حاكها للناس أربابُ العناد
كم له من مُعجزاتٍ بيناتٍ
ذائعاتِ الصيتِ في كل البلاد
فاسألُ امَّ الفضلِ والمأمونَ بالغي
ظِ الذي قد كان ناراً في اشتداد
لم تكن إلا سلاماً والإمام ال
بَرُّ إبراهيمَ مسرورَ الفؤاد
سالماً قد قام يدعو ضارباً بال
حجةِ الكبرَى أقاويلَ الأعادي
صان للدين البِنا ممَّن أحاطوا
بالبِنا رمياً بآلات الفساد
حاصروا الإصلاحَ في كل النواحي
ينشرون السوءَ مِن نادٍ لنادِ
واستماتوا كي يروا في كل نفسٍ
باعثاً منها على سوء اعتقاد
فاستطاروا يخلعون الجهل ثوباً
وارتمَى منهم جدارُ الاحتشاد
فاسألِ التاريخ عمَّن ناظروه
كيف غابُوا تحت أنوار الجواد
شمسُه شعَّتْ وجهلُ القومِ نارٌ
قد خبت بعد اشتعالٍ واتقاد
عينُه تجري وتروي كلَّ صادٍ
و العدَى عينٌ أصيبت بانسداد
ما أتاها ذو حشاً قد جفَّ إلا
دونَ رِيٍّ ردَّ عنها وهو صادِ
علمُه بحرٌ به مِن كلِّ خيرٍ
للورى طراً عظيمُ الامتداد
كلُّ مَنْ رام إلى الشاطي وصولاً
زاد عن شاطئه في الابتعاد
ما لِمن يرجو وصولاً في أمانٍ
مِن ذوي التحريف غيرُ الانقياد
مَن تولَّى عن ذوي الإصلاح يوماً
زلَّ سعياً في طريق الارتداد
قد تولَّوا عنه إذ قالوا صغيراً
أيَّ علمٍ منه أو أيَّ اجتهاد؟
ليس للأعمار دخلٌ حين يقضي
أمرَه في عبدهِ ربُّ العباد
إنهُ في أمرِه مِثلٌ لعيسى
فافهموا معناه يا أهلَ العناد
واتقوا المعبودَ يوماً إن نشرتم
علمَكم للناس مِن غير اعتماد
واتركوا الإصرارَ فيما ليس يرقَى
و اخلعوا عنكم ثيابَ الاعتداد
وانهلوا للعلمِ من نبعٍ سليمٍ
و ارتقوا ما شئتمُ بين السواد
واطرقوا أبوابَ أهلِ البيتِ حتى
تدخلوا واستأنسوا بالارتياد
واتركوا الإفتاءَ عن جهلٍ ففيما
كان مدعاةٌ لظلمٍ واضطهاد
ليلُه قد طالَ والإصباحُ حلمٌ
و الرجا نهبُ الكوابيسِ الشداد
والتباريح التي حلَّت بِمَن عن
غيرِ أهلِ الحق يَفتي في ازدياد
فاسرِجوا المصباحَ في ليلٍ بهيمٍ
و استمدوا النورَ من شمس الجواد
ولتكونوا خيرَ مَن يأتي سليماً
يومَ حشر الخلق في يوم التنادي
إنَّ مَن يأتي مريضَ القلبِ يُنسَى
ما له مِن سامعٍ مهما ينادي
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-18-2024, 12:12 AM
ههنا كربلاء
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
خففِ الوطءَ ههنا كربلاء
ههنا تلتقي الدجى والضياءُ
ههنا أشرقتْ شموسٌ ومنها
فوق كل الدجى يمر السناء
ههنا تلتقي بطولات قومٍ
حثَّها النصر والفِدا والإباء
ههنا لم تزل تسامَى قبابٌ
لم ينل من شموخها الإعتداء
كم عليها تعاورتْ من شظايا
فوقها مِن دُعاةِ حربٍ غطاء
لكن الحقَّ أهلُه قد تعافوا
و استجابتْ لما دعوه السماء
فاستعاد الحياةَ كف سليبٌ
ينشر الأمنَ والشظايا خَواء
من أسودِ العرين دوَّى زئير
لم يكن يرعبُ الأسودَ العُواء
فالجحور التي بنَتها ذئابٌ
خيَّم الرعبُ فوقها والفَناء
فاستجارتْ بمَن عليها استدارتْ
حادثاتٌ يطل منها البلاء
خاب ما قد رجته مِن وعدِ مَن لم
يبدُ منهم كأهل وعدٍ وفاء
خاب مستنصرٌ ضعيفاً كما قد
خاب للسائلِ الفقيرَ الرجاء
فامتطَوا للهزيمةِ اليوم ظَهراً
مات للبغي خلفه الإدعاء
كلما كرَّ فرَّ مِن سيفِ حقٍّ
و اعتراه الذهول والانكفاء
واستوى النصر ثابتاً في قلوبٍ
حلَّها الدهرَ للحسين الوَلاء
باسمِه يلهجون في كل وقتٍ
يشهد الصبحُ ذكرَه والمساء
ليس يُمحى فما أبانته شمسٌ
ما له ما لِما سواه انتهاء
امَّحَى الرجسُ ليس للرجسِ ذكرٌ
فهو ما مرت العصور هُراء
واعتلَى الطهرُ شأوَه فهو باقٍ
يفعل اللهُ في الورى ما يشاء
طاب في الخافقين نسلاً كريماً
جلَّل الحسنُ وجهَه والبهاء
يعجز الوصف، كلما رام وصلاً
كَلَّ عن مرتقًى به الأولياء
مصدر النور والهدى، كل قلبٍ
لم ينل من هداه شيئاً هَواء
وهو طوق النجاة ما ثارَ بحرٌ
بين مَن فيه يَندُرُ الأسوياء
وهو بابٌ لرحمةِ الله يؤتَى
يرغب الناس فيه والأنبياء
وهو نبع الندى الذي كم إليه
جاء مسترفدٌ فسال العطاء
ما أتى ذكره على الناس إلا
جاءه الجود خاضعاً والسخاء
وهو رَوحٌ لكل داعٍ إذا ما
كان في شدةٍ أتاه الرخاء
وهو لله صوت حقٍّ يدوِّي
ما بدا من ذوي الضلال غثاء
ها هو السبط، هل لديكم نظير
ما دجا ليلكم به يستضاء؟
هل وجدتم بمثله ما وجدنا؟
قد وجدنا بحبه ما نشاء
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-18-2024, 12:12 AM
نبع الإيثار
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
تلوتك يا عباس مجداً مخلدا
و أبيضَ قلبٍ بالوفاء تفردا
إذا ذُكِر الإيثارُ في الدهر خَصلةً
وجدتك للإيثار نبعاً ومورِدا
وإن ذكَرَ الأبطالُ سيرةَ فارسٍ
ذُكِرتَ كجيشٍ للقتال تحشدا
فأنت لِسيفِ الله فرعُ بطولةٍ
يراك عدوُّ الله موتاً مؤكدا
كتبتَ بيوم الطف أروعَ سيرةٍ
أشاد لها الرحمن في الأرض مشهدا
يُزار على مر الزمان لأنه
يطيب إلى الزوار ملجاً ومقصدا
وباباً به الحاجات تُقضَى لسائلٍ
و لم يكُ عمَّن جاء يسأل مُوصَدا
فجاءته يوماً تطلب الماء فتية
فروَّى لها رغم الملاحم أكبدا
وروَّى تراب الطف من دمه الذي
أريق وكانت تربةُ الطف موعدا
فكان لزاماً أن يجودَ بنفسه
و يسجُرَ بحرَ الحرب ما برز العدى
ويشهرَ سيفَ الحق في وجه باطلٍ
و يقطعَ مِن جسم الضلال به يدا
فذكَّرَهم بالنهروان وجِسرها
و موجٍ كبحرٍ هاج في البر مزبدا
وقنطرةٍ قد كان في الحرب ليثَها
و عنها جيوش البغي أفنى وطرَّدا
تلوتك سِفراً للبطولة خالداً
لك الدهرَ ما زال الفوارس سُجَّدا
ذكرتك سيفاً للحسين على العدَى
بيوم الطفوفِ السبطُ لله جرَّدا
به بترَ الباغين كفاًّ وهامةً
و هدَّ لهم في الطف حصناً ومرصدا
فلم يُرَ سيفٌ في المعارك مثلُه
سوى مَن أحبَّ الله حقاًّ وأحمدا
وطار على الهامات قصفاً بعزمه
على كلِّ مَن يبغي على الناس مُفسِدا
ومَن أحُدٌ فيها وبدرٌ حسامُه
نفوسَ ذوي الإضلال في النار أوردا
أبو الفضلِ سهمٌ مِن كنانة حيدرٍ
و سبطُ رسول الله للسهم سَددا
فضيَّق للأعداء بالرعب أرضَها
و كلَّ يسيرٍ بالذي ضاق شدَّدا
وصاح بهم والسيف قد صاح قبلَه
لِهامَة مَن يأتيه في الأرض وسَّدا
ولو أمر الجبارُ بادت جموعهم
و لكنَّ ما أمضاه ربي تأكدا
فغابَ عن الشمسِ المضيئةِ بدرُها
و صار لها مِن بعده الكونُ أسودا
فقام بنفسي سبطُ طه مخاطباً
لِينذرَ بالويلات مَن جاء واعتدى
بقولِ رسول الله فيه مُذكراً
و ناصِحَ ذي وعي لقولٍ ومرشدا
وصاح على المهر الذي كان تحته
و ثارَ بقولٍ ثم فعلٍ وهدَّدا
ومالَ عليهم والزنادُ بكفه
يصولُ بنارٍ في حِمَى القوم أوقدا
ليُصلحَ ما الطاغوت كان بسعيه
يريد بدين المصطفى الشرَّ أفسدا
ونارُ سليلِ الحق في الكون لم تزل
تثور كبركانٍ بما فيه أرعدا
ويَومُ ظهورِ الأمرِ للناس قد دنا
علامتُه تبدو كما الله أوعدا
فخاب شقيٌّ سار خلف معاندٍ
و فاز تقيٌّ بالهداة قد اقتدى
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-19-2024, 03:36 AM
يوم العسكري
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
بدار الفتحِ يَحتفلُ الوجودُ
ببدرٍ ما لغايتهِ حدودُ
فأرِّخْ عامَ مولِدهِ كبيرٌ
و أهلُ الحق للذكرى شهودُ
لنا فيها لقد صدحَ احتفالٌ
به يحلو لمنشدهِ النشيد
يشاطرهُ السرورَ بِما توالى
من المعنى الجميل به القصيد
بيوم العسكريِّ لقد توالتْ
إلى الهادي مهنئةً وفود
تُبارك للوليد أباً وأماًّ
بدارٍ حلَّها قمَرٌ جديد
ليبعثَ في الورى أملاً كبيراً
به تحيا المفاوزُ والنجود
ومِن خلف السحاب يطل شمساً
بِما يبديه ينتفع الوجود
فطابت مَن به جاءت ومنها
بتلك الدارِ قد حلَّ السعود
سليلٌ سلَّها الرحمن مما
على الإنسان بالبلوى يعود
فطاب ابنُ الرضا منها بيومٍ
لنا ما مَرَّت الأعوامُ عيد
وطاب الوالهون إليه شوقاً
على الإيمان يَجمعُهم صعيد
لهم مما به ازدادوا يقيناً
غداً يومَ الجزا شرفٌ مجيد
بِميلاد الزكيِّ تطيب نفسٌ
و مِن عِقدِ الوَلا يزدان جيد
فللأطهار كم تَهفو قلوبٌ
فلم تغنِ الحواجز والسدود
فكم قد أوصدوا عنا طريقاً
و كم باتتْ تحاصرنا جنود
وتحجبُ علمَ أهل البيت عنا
كما شاءت فيزداد الصمود
فتنطلق العقول إلى معينٍ
و تسري نحوه تلك الحشود
إلى أن تبلغَ الهدفَ اجتيازاً
فتشربَ ما تشاء وما تريد
فلم توصِدْ حواجزُهم طريقاً
و لم تنجحْ نصارى أو يهود
فلو كان الذي قالوا اعترانا
بِما شادوه جهلٌ أو جمود
فبالطرفِ انتقلْ في الكونِ تعلمْ
لِمَن في الكون يا صاحِ الخلود
ومَن بعد الممات يعيش حياً
بألبابِ الرجال ومَن فقيد
فسل معتزَّهم أو مهتديهم
فما في القومِ يا هذا رشيد
ومهما سطَّر التاريخ عنهم
فكل القوم للدنيا عبيد
دعتهم فاستجابوا واستزادوا
إلى أن أتخموا حتى أبيدوا
فقل للمقتفين لهم أعيدوا
بِما تأتونه نظراً أعيدوا
كتابُ الله بينكمُ اقرؤوه
فكم للظالمين أتى الوعيد
وكم لابنِ الزكيِّ به تجلَّت
و للمستضعفين بكم وعود
فلا تستبعدوا أمراً سمعتم
فمنكم يا طغاةُ دنا البعيد
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-19-2024, 03:38 AM
دروس في التجويد - دلالات ما بعد الوقف التام
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
ستُّ دلالاتٍ إذا الوقفُ تمْ
مِن بعده تأتي إذا قيلَ كم
وهْيَ سؤالٌ، فعلُ أمرٍ، نِدا،
نهيٌ ونفيٌ ثم شرطٌ بدا
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-19-2024, 03:38 AM
دروس في التجويد - دلالات ما بعد الوقف الكافي
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
دلالةُ الوقفِ إذا الوقفُ كفَى
بيانُها بما سيأتي اتَّصفا
مستأنَفُ الفعلِ ومفعولٌ بهِ
أتى لفعلٍ كان بعد حذفهِ
ومبتدا وبَلْ والاستفهامُ
ألا وإنَّ بعدَه يُرامُ
وقد يكون الوقفُ بعد سينِ
و سوفَ جاء حيناً بعد حينِ
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-19-2024, 03:39 AM
دروس في التجويد - دلالات ما قبل الوقف التام
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
الوقف إن تمَّ، له أربعُ
مِن قبلهِ تأتي اخوتي فاسمعوا
من قصةٍ تُنهَى إلى قصةٍ
أخرى تكون بعدها فَلتَعُوا
أو بعد قولٍ انتهَى ما له
قولٌ بمعناه له يتبع
أو بعد ما استثنيَ من حكمِ ما
ربي على ما قبلَه يقطع
أو آيةٍ فيها عذابٌ أتتْ
مِن بعدها رحمتُه تَرفع
أو عكسِ هذا، ليس فيما أتى
مِن قبلِ وقفٍ تمَّ ما يمنع
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-19-2024, 03:40 AM
أمنية
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
جميلُ الشعرِ أحرفهُ ورودُ
على قرائه عطراً يجودُ
فكن إن قلتَ شعراً غصنَ وردٍ
إذا هبَّ النسيمُ به يميد
لينشرَ من شذاهُ زكيَّ ريحٍ
يطيبُ بما توزعه الوجود
فزِدْ يا قائلاً شعراً جميلاً
فمِمَّا قلتَ شعراً نستزيد
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-19-2024, 03:40 AM
هواجس
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
جريدةَ اليوم منكم ساءنا خبرُ
ألا اتقوا الله في القراء يا بشرُ
نشرتمُ الكُرْهَ بين الناس فانتظروا
تتابعَ الكُرْهِ في الآفاق ينتشر
طوائفُ الناس قد صارت لكم هدفاً
بِما اشتريتم من الأقلام تُحتَقر
إذا استمرت دعاة الحقد بينكمُ
فناره فيكمُ لا بد تستعر
فلا تطيروا بِما قد نلتمُ فرحاً
لأنَّ مِن بعدهِ حزناً سينفجر
فهل تطيقون أمراً ناره اشتعلتْ
و لا نراها بركن الدار تنحصر
ستأكل الدارَ حرقاً ما بِها نشبت
فلا يُرَى بعدها عين ولا أثر
ولن تكونوا كما أنتم ذوي سعةٍ
فكل من لم يصن قوتاً سيفتقر
ألم تروا تاجراً والناس سلعته
قضى على نفسه ما عاد يتَّجر
ألم تروا حولكم كم مات منتحراً
بفعله والذي ما مات يُحتَضر
ألم تعوا حادثاتِ الدهر حولكمُ
بِمن رأى نفسه في الناس فاعتبروا
فلن تكونوا بعيداً عن عواقبه
إنِ اتعظتم وإلا الأمرَ فانتظروا
بلادنا لَم تزل من حولها أممٌ
لساعة الصفر فيها اليوم تنتظر
فلا تعينوا الذي قد جاء منتهزاً
و في يديه الفنا والموت والخطر
فإنْ بدا معلناً بالبأس غارتَه
فليس فينا على الأعداء منتصر
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-19-2024, 03:41 AM
دوحة الآداب
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
إلى عفوِ الإلهِ أبا نزارِ
إلى رضوانه في خيرِ دارِ
إلى جناتِ عدنٍ فوق نهرٍ
جرَى للشاربين بلا انحسار
إلى رَوحٍ وريحانٍ وظلٍّ
ظليلٍ لا إلى حرٍّ ونار
كفاك المبدأ الحقُّ انتماءً
به مَنجاك في دار القرار
به كان الوَدادُ عليك ثوباً
تُوشِّيهِ الخيوطُ مِن الوقار
به كنتَ الوفاءَ لكل خِلٍّ
له أبديتَ مِن كلِّ اعتبار
به صنتَ المبادىءَ دون خوفٍ
مِنَ المجهولِ مِنْ خلف الستار
فأمضيتَ المقدَّرَ مِن حياةٍ
تجلَّتْ رغم عاصفةِ الغبار
إلى أن قدَّر المعبودُ أمراً
و قد أنهيتَهُ بالاصطبار
حملتَ خلالَهُ أملاً منيراً
أصاب المرجفين بالانبهار
وعبَّدتَ الطريقَ لكلِّ آتٍ
إليه أشرتَ ناحيةَ المسار
وأشعلتَ المشاعلَ في الليالي
فأصبح ليلُه مثلَ النهار
فلم تُثنِ المتاعبُ منك عزماً
قوياً ثابتاً مثلَ الجدار
ولم ترغمْك مهما كان يوماً
على قتلِ الطموحِ أو التواري
وجاهدتَ المتاعبَ مستميتاً
فأعلنتَ التفوقَ بانتصار
وصُنتَ يراعَك المملوءَ فكراً
إلى أن بان بعدَ الاستتار
وعلَّمتَ الغرابَ لكي يحاكي
لحسنِ الصوتِ تغريدَ الهزار
بشِعرٍ ضاحكٍ يُسلِي كئيباً
و يَدخلُ قلبَه دون انتظار
ويرسلُ من دُعابتكم حديثاً
لطيفاً مُسرعاً في الانتشار
ويكشفُ بالتهكم سوءَ فعلٍ
و إضراراً أتى مِن ذي قرار
فطابتْ دوحةُ الآدابِ دهراً
تجودُ بما يطيبُ مِن الثمار
وتنشرُ تحتها ظلاً ظليلاً
يخفف عندَه قيظَ النهار
إلى أن أكملَتْ أجلاً مُسمَّى
و آلتْ بعدَه للاحتضار
فهبَّ الشعرُ والآدابُ حزناً
و دمعُ العينِ يهمي بانهمار
ويرفعُ بالأكفِّ لها دعاءً
من القلبِ الكليمِ بالانفطار
إلهي فاستجب مِن كلِّ داعٍ
لها بالأمنِ في خيرِ الجِوار
وعوِّضها الخلودَ بخير دارٍ
لتستغني به بعدَ افتقار
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-19-2024, 03:41 AM
مهر القريض
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
هل جفَّ نبعُ الشعرِ أم ما ذا جرى
إنَّا نرى مُهرَ القريضِ تضوَّرا
فاعلِفْهُ يَنشطْ واسقِهِ مِن عَذبِكم
حتى يكونَ كما عهدتَ وأكثرا
واجهر بما يشفي الغليلَ سماعُهُ
ما شئتَ واصعد بالقصيدةِ منبرا
واعْلِن بأنَّ الحقَّ ليس سوى الذي
واسى الرسولَ بما أتاهُ وآثرا
واستَشهِدَنَّ بما الإله بذِكرهِ
للناس أكَّد في الكتابِ وسطَّرا
واذكر مواقفَ مَن بسيفِ ثباتهِ
لله في كلِّ الملاحمِ سيطرا
كم ألبسَ الكفارَ رعباً كلَّما
في القومِ صاح على القتيلِ وكبَّرا
كالليث يزأرُ مُغضَباً متوثباً
ما جاء ذئبٌ للبِرازِ مُزمجِرا
حتى تراجع مَن أتى بضلالةٍ
ينوِي مُحاربةَ الهدَى فتقهقرا
بدرٌ له شهدَتْ بنورٍ عمَّها
مِن بدرهِ فبدا الدجى مُتنوِّرا
أُحْدٌ عليها عزَّ أنْ لمْ يبقَ مِن
أَحَدٍ به الدينُ الحنيفُ استنصرا
لم يبقَ إلا مَن لآلامِ الهدَى
مِن بعد ما فرَّ الرماةُ استشعرا
حتى وقى بالنفسِ نفسَ محمدٍ
لا غَروَ قد فاق الخلائقَ عنصرا
واذكر بشعرك إنْ أردتَ مَصونةً
همَّ الجبانُ بقتلِها مُتنمِّرا
لو لا الوصيةُ أطلقَتْه وقيدتْ
ما صار همٌّ للجبان مُيسَّرا
لو لم تكفْ للصبرِ كفٌّ صار مَن
للدارِ جاء بما جناه مُوَذَّرا
كم مِن حُسامٍ هالَه فيما مضى
حتى عنِ الشرفِ العظيمِ تأخرا
سلْ خيبراً تنبيك عنه فقد غدا
في هولِ معترك القتالِ مُحيَّرا
حتى تراجع للرجالِ مُجَبِّناً
و العزمُ في قلبِ الرجال تكسرا
كادَ انهزامهمُ يكون مؤكداً
لولا الوصيُّ عنِ العزيمةِ شَمَّرا
واقرأ بصفحاتِ الزمانِ مُبيِّناً
ما كان مَخفياً بها فتصدَّرا
حتى تقبَّلتِ العقولُ هُراءَه
و الفكرُ في أهل الزمان تأثَّرا
والعقل مِمَّا صُبَّ فيه تعصُّباً
للقاسطين المارقين تحجرا
والعينُ غيرَ بريقِ دنيا زائلٍ
يُعطَى لِمَن يُخفِي الحقيقةَ لم ترَا
هذا هو الحال الذي نرجو له
بالكشفِ عمَّا فيه أنْ يتغيَّرا
فلنجعلِ الأبياتَ شعلةَ سائرٍ
في الليلِ يرجو فيه أنْ يَتنوَّرا
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-19-2024, 03:42 AM
أنس المحبين
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
مأساة فقدِك زادت في مآسينا
واحتلت اليوم جزءً من مراثينا
فالعين سالت وشعر الوجد هيَّجهُ
مذ غبتَ حزنٌ تَلاقَى في قوافينا
والحزن بحر طغت أمواج لوعته
تعلو فتهوي شجوناً مِن مآقينا
خلَّفتَ سيهاتَ آلاماً تلازمها
مهما توالى سرورٌ في نواحينا
خلَّفتَ فينا من الأشجانِ حارقَها
نيرانُها في مدى الأيام تكوينا
قد شيعتْ شخصَك المفقودَ في ولهٍ
أصواتُ ندبِ الحيارى والمعزينا
تبكيك حزناً وتنعى منك مكرمةً
يرقى بِها الذكرُ بين الناس تأبينا
تبكي الوفاءَ الذي كم كنتَ تحملُه
يا طيبَ النفسِ يا أنسَ المحبينا
يا أبيضَ القلبِ مثل البدر طلعته
يكسو بثوب الضيا نوراً ليالينا
يا مُحيِياً أمرَ أهلِ البيت إذ أمروا
في البشرِ والحزن يا رمزَ المُوالينا
كم كان صوتك بالتسبيحِ مرتفعاً
يرجو لمن مات عفواً في المُصلينا
كم عُدتَ بالعطفِ جاراً في مناسبةٍ
أو غيرِها مُبدياً فيها تآخينا
كم من يدٍ قد علت بيضاء كنت بِها
ترعى ذوي حاجة تعطي المساكينا
في طالبٍ كنتَ أجلى مظهرٍ برزتْ
فيه الحياةُ التي قد عشتَها دينا
لله تسعى بِما أعطاك من نعمٍ
أثقلتَ من صالحٍ منها الموازينا
حتى لقد أودعَ الرحمن حبَّك في
تلك القلوبِ التي جاءت تواسينا
واختارك الله من دنيا تحيط بنا
في كل حينٍ ببلواها توافينا
إن التي لم تصن للمصطفى ولداً
حثت على ظلمِنا ظلماً أعادينا
صبراً على ما قضى الرحمن إنَّ بِمن
قد شيعته الظبا قتلا تأسينا
صبراً وما الصبر إلا طاعةٌ وجبتْ
إنا بِما قد جرى حقاً لراضونا
إنا حَملنا الرضا صبراً بلا جزعٍ
نرجو بِهذا ثواباً أن تُجازينا
فارحَمهُ يا ربنا واغفر له ولنا
قولوا معي إخوةَ الإيْمان آمينا
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-19-2024, 03:42 AM
جرح في مسرح الفن
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
عبدُالحسين يدَ المنون تعجلا
و الفنُّ عن ظهر الجواد ترجَّلا
حزناً عليه يكاد يفقد عقلَه
يبكي عليه وبالهموم تسربلا
ربَّ العباد لقد دعا لشفائه
في كل فرضٍ واجبٍ وتوسلا
في كل وقتٍ كان يرفع بالرجا
كفَّ الدعاء بقلبه متنفلا
لكنَّ سهمَ الموت فينا صائبٌ
ما رُدَّ عن نفس دنَت ما أقبلا
والنفس تحزن ما المنايا غيَّبت
خلاَّ له وجه الحبيب تهللا
والقلبُ بعد فراقه استولتْ علي
ه العاصرات إلى القلوب فَوَلْوَلا
كم قد بدا للناس ينشر بهجةً
حتى ببهجة وجهه الهم انجلى
كم كان يرسم بالبشاشة بسمةً
حتى لِحالِ ذوي الكآبةِ بدلا
كم كان يحمل في الفؤاد مشاعراً
منها الأخوَّةَ بالمحبةِ أرسلا
حتى بدتْ جسراً يقربنا إلى
أدنى نقاط الالتقاء وأفضلا
حتى استحقَّ الحبَّ من أحبابه
مَن بينَهم عاش الحياةَ مبجلا
لكنَّ ذلك لم يرُق لعصابةٍ
مِن فِكرها عاش المُبجلُ مُبتَلى
قل للذي يأبى محبتَنا له
يَفتي بكفر المؤمنين مُضلِّلا
يُقصي ويُدني من يشاء كأنه
قد كان في أمر العباد مُوكلا
هل جئتَ من ربِّ العباد بدعوةٍ
أم جئتَ منه إلى الخليقة مرسلا؟
ما زلتَ رغمَ حقيقةٍ قد أشرقتْ
كالشمسِ في ليل الضلالة مُوغِلا
حرِّر بنورِ الحق عقلَك لا تكن
بالقيدِ في الفكر السقيمِ مكبلا
حراً خُلِقتَ فلا تكن عبداً لمَن
شابَ السليمَ بما سواه وضلَّلا
ما نالَ مَن منعَ الترحم والدعا
عمَّن سيرفعُ ذكرُهُ ما أمَّلا
في كل قلبٍ نابضٍ ذكرٌ له
قد شيدَ بالحب العميق مُكللا
فاخلُد أبا عدنان في جناته
بالعفو من رب العباد مجللا
وارحم إلهي عَبرةً مِن فاقدٍ
عُظمَ المصيبةِ في الفؤاد تحملا
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-19-2024, 03:42 AM
لا عودة
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
لا عودةَ تُرجَى فيروزٌ
فالخارج منها لن يرجع
والعودة ما قال نزارٌ
منا تحتاج إلى مدفع
والمِدفع ليس بأيدينا
لكنا كُلفتَه ندفع
والأرض بأفواه الجَوعَى
مِمَّن يحتل لها تُبلَع
والغرب لديه خوازيقٌ
ما زالت أسفلنا تُزرع
والحال كما قال تميم ال
برغوثي صار هو الأفظع
والمَوقف صار بأوغادٍ
باعت للقدس هو الأبشع
أجراس العودة قد سُرقَت
منا لن تُضرَب أو تُقرع
أمجاد الأمة قد هُدِمت
و الأمة ما زالت تخضع
والطامع من أقصى أرضٍ
فينا يزداد له المَطمع
والكف امتدت باطشةً
للوجه كما شاءت تصفع
بغدادُ كما القدسِ احتُلَّت
و العالَمُ صرختَها يسمع
لَم ينجُ شبابٌ أو شيخٌ
لم تنجُ نساءٌ أو رضَّع
فالجسمُ تهشم مجروحاً
لم يبقَ مكانٌ للمِبضَع
أيدي التفجير بأحزمةٍ
للقلب الوادع كم تَفجع
والأمة ثوبَ كرامتها
ما جاء الأمر لها تخلع
حتى قد بانت عورتها
للناظر منظرها أفزع
والشامُ الآمن في دعةٍ
من ست سنينٍ لم يهجع
غولُ الإرهاب يطارده
ليلا ونهاراً ما أقلع
ما زال الشام بما يُسقى
من كأس مرارته يجرع
يا قيس صدقتَ فنخوتنا
ماتتْ من زمنٍ في المنبع
والثورةُ صارت سلعةَ مَن
باعَ الأوطانَ بها استنفع
قد باعَ الأرضَ وساكنَها
و التاجر يوماً لم يُخدَع
في بيعِ الموتِ مُتاجرةً
في صفقةِ بيعٍ كم يبرع
زار الأعرابَ وفاوضَهم
و الثروةَ جاء لها يجمع
حتى قد جفَّف منبَعها
لم يبقِ به قرشاً ينفع
هدَّد بالخنق مناوئَه
و الكلَّ لسَطوتهِ أخضع
والحال يسوء بنا فاخبر
يا صاحِ امرأةً لم تقنع
ما زالت راكبةً أملاً
من ثقل الحِملِ به يضلع
في رأي سناءِ اليوم بدا
سقف الآمال لنا يُرفع
قد كان رفيعاً لكنَّ ال
دَّقُّ العربيُّ له أوقع
فانهار السقف على شعبٍ
يأبى للغاصب أن يركع
ما ينهض من أملٍ إلا
يأتي الغدَّار له يصرع
والغادِر منا مؤتمِرٌ
للمحتل الباغي يتبع
والشعبُ بلا زادٍ يطوي
و الخائن من دمه يشبع
لا كسرةَ تُشبعُ ذا سغبٍ
و الخائن في نِعمٍ يرتع
لا سيفَ على الأعدا يهوي
كيف الأعداء بنا تُردَع
لا كفَّ لنا تُمسِك حبلاً
كيف الأجراسُ إذاً تُقرع
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-21-2024, 04:37 AM
استهداف
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
بين السما والأرض كانت قصتي
بيني وبين مضيفة الركابِ
ما إن جلستُ إذا بها قد أقبلت
تلقي إليَّ تحية الأحباب
قد عرَّفَتني باسمها لكنني
قد هِمتُ في بستانها الخلاب
كم قد وددتُ دخولَه فوجدتُه
يا ويحَ قلبي موصدَ الأبواب
لكنني أبديتُ رغبةَ عاشقٍ
فاستهدفتني أعينُ الحُجَّاب
بالرفض ترمقني وتعلم حاجتي
من غير عذرٍ كان أو أسباب
لو عاشت الوجدَ الذي في مهجتي
لاستقبلتْ شكوايَ بالإيجاب
لكنها لم تعرف النارَ التي
تكوي فؤادي والحشا أو ما بي
لم تعرف الليلَ الطويلَ وثقلَه
أو شدةَ الآلام والأوصاب
لم تدر أن مضيفتي إن أقبلَتْ
هشَّ الفؤاد لرنة الأكواب
لم تدر كم سلبَت مضيفتنا بِما
أبدته من لطفٍ من الألباب
لو رام وصفَ جمالِها متكلم
لاحتار كيف يكف من إسهاب
لن يستطيع توقفاً عن وصفها
من شدة التفصيل والإطناب
مِن قدِّها المياسِ أو من وردها
أو زهرها أو شهدها المُنساب
أو لؤلؤٍ قد بان بين لمًى لها
كم للمُعَنَّى فيه من آراب
حكمُ افتتان المرءِ فيها واجبٌ
ليس افتتاني ذاك باستحباب
كم قد رمتْ ألحاظُها من ناسكٍ
صارت له الأذكارَ في المِحراب
فارحم أسيرَ العشق في محبوبة
أضنته منها شدة الإعجاب
يا لائمي بيني وبينك حسنها
كُف عن عتابك لي أو استجوابي
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-21-2024, 04:37 AM
بهجة النفس
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
هتف البشرُ ونادى
إن كفَّ الدهر جادا
فبحقل الحسن غصن
من هوى الأحباب مادا
وإلى الغصن سروراً
طائر الأفراح عادا
يتغنى في احتفال
مثلما ربي أرادا
فله الحمد ثناءً
و له الشكر ازديادا
نِعَمُ الله تجلت
فضله تم وزادا
فلقد حقق ربي
كل ما كان مرادا
حصد ابني خير زرع
كم له بالصبر شادا
وبنى للعلم قصرا
ناله اليوم اجتهادا
وأتى زائر قصرِ ابْ
ني وبالجهد أشادا
ورأى بهجة نفس
أحيت اليوم الفؤادا
دعت الأهلَ إليها
و الهنا عمَّ وسادا
ورياض الحب طابت
للذي جاء ارتيادا
وله قد طاب زرع
بعده طاب حصادا
فلقد أثمر سعي
بارك الله المِدادا
ولقد أشرق قلب
زاده الله اتقادا
ربنا احفظه من العي
ن التي تسعى فسادا
واجعل التوفيق يمتدْ
دُ له العمرَ امتدادا
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-21-2024, 04:37 AM
استعطاف
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
لا تتركيني في الفراغ ودردشي
خلِّي العتابَ وفي الدفاتر فتشي
تلقَي بها بَوحي الذي أسكنته
داراً لغير حبيبها لَم تُفرَشِ
قولي أحبكَ، أسمِعيني صوتَكِ ال
مُنسابَ شهداً لا هُراءَ مُوَشوشِ
بُلِّي فؤادي بالغرام وبَرِّدي
ما احترَّ منه بحبك المُتَرشرش
لا تتركيه كَفَته وَحدةُ عاشقٍ
و استقبليه وقلبَه لا تخدُشي
رفقاً بقلبِ ذابَ فيكِ محبةً
يا مَن بِغيرِ عذابها لَم يجهشِ
يا مَن على غيرِ اسمِها لو جاء في
ذكرِ الأحبةِ مثلها لَم ينتشِ
أنتِ المُدامُ من الشراب وأنتِ لي
مما يلذ إليَّ صحنُ المشمش
مِن وجنتيك أراه داعبَ مقلتي
حتى لغيرك مقلتي لم تَرمُشِ
في صحن غيرك لم أطل ولغير ما
هيَّأتِ في كأس الهوَى لم أعطش
فلتدركي صادٍ أذابَ فؤادَهُ
منك الصدودُ فحسبه لا تبطشي
جودي عليه بهمس ثغرك إنه
مهما تكلَّمَتِ الدنا كالأطرش
همس الأحبة عزف أوتار الهوى
فلتعزفي للمدنَفِ المتعطش
ولترقصي كالغصن داعبه الهوا
ءُ الطلقُ في رفقٍ به لم يخدشِ
ولْتُبرزي تلك المفاتنَ إنها
جذابةٌ مثل القوام المُدهش
صُبي بأقداحي هواك فإنه
أحلى إليَّ من الشراب المُنعش
لا تسمعي للائمين ومنهمُ
مهما تتابع لومُهم لا تختشي
لو يلمحونك لا ترينَ مؤدباً
منهم بما يأتيه لم يتحرش
لامَوا لبُعد منالِهم فتواطؤوا
ما بين ناشرِ سَوءة ومُفتِّش
فلترفُضِيهم كلَّهم ولْتقبَلِي
من في هواكِ كمُترَفٍ مُترَيش
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-21-2024, 04:38 AM
اختفاء المختار
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
إني سألت أبي عن المختارِ
لمَّا اختفى يوماً عن الأنظار
ما ذا دعاه إلى الرحيل وهل بدت
فوق الرصيفِ عليه من أخطار
حتى اختفى عمَّن يجالِسُهم وعن
كل الزبائن دونما إخطار
أو هل عليهم منه أخفى أمرَه
حتى غدا سراً من الأسرار
فليسألوه إذا أتى عن سرِّه
أو ما يحيط به من الأعذار
إن الرصيفَ يحن بعد فراقه
كم فوقه ثبتت من الآثار
كم فوقه ضحك الجميع لطرفةٍ
مَِّمن أتى لهمُ من الزوار
أو مِن جليسٍ منهمُ أبدى بها
ما كان للمختار من أطوار
كان الرصيف بهم كدارِ ضيافة
أو دوحةٍ مُلِئَت من الأطيار
كم غردوا وترنموا كبلابلٍ
تزهو بهم مجموعة الأوكار
حتى تشتت جمعُهم وتفرقوا
بحثاً عن الإيناس بالمختار
ما بين مَن يسعى ويسأل من يرى
أو من تردَّد فيه كالمحتار
حتى كأنَّ وجودَه ما بينهم
ماءُ الغديرِ ومنبتُ الأشجار
فاستعلَمُوا مِمَّن يحيط بأمره
حتى أتى خبرٌ من الأخبار
لِ الروضةِ المختارُ سار بِما لَهُ
مَِّما يبيع لهم من الأثمار
واستعطفوه لكي يعودَ فهالَهُم
منه الجوابُ بلهجة الإنكار
إنَّ المكانَ هناك أحسنُ من هنا
و الناس أفضل قال باستنكار
فاشتدَّ ما أبدى عليهم تاركاً
في كل نفسٍ سيءَ الآثار
يا مَن إلى المختار صُنتم عِشرةً
كم قد تناسى صحبةَ الأخيار
فانسَوهُ وامحوا ذكرَه من بينكم
و لْتُعلنوا النسيانَ بالإجهار
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-21-2024, 04:38 AM
نار الأسَى
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
قلَّبتَ صفحاتِ الأسى وأشرتَ في
ها للذين إليهمُ نشتاقُ
نارُ الأسى لفراقهم لمَّا تزلْ
يشتد منها في الحشا الإحراق
تزدادُ منا بعد كلِّ مصيبةٍ
تكوي القلوبَ إليهمُ الأشواق
لكنَّ شوقَك كان أكبرَ شوقِنا
حتى رحلتَ فصاحتِ الأبواق
تنعاك للأحبابِ فانهمرتْ بما
قد كان محبوساً بها الآماق
والعينُ سالتْ بالهموم دموعُها
و القلبُ نبعٌ للجوى دفَّاق
حتى دجا الصبحُ الجميلُ بُعيدَ ما
وشَّاه مِمَّا يرسلُ الإشراق
فاستعبَرتْ حزناً عليك ولمْ تزل
مِن حزنِها تستعبرُ الآفاق
في دفتر المَاضينَ لم تكُ صفحةً
و اليومَ لِاسمِك ضمَّت الأوراق
قد كنتَ طيرَ محبةٍ في روضنا
تغريدك التَّحنانُ والإشفاق
قد كنتَ دوحةَ مَن مضوا نستافها
طابتْ بِما حملَتْ بها الأعذاق
فيك الْتقَوا كلُّ الذين مضوا بِهم
بانت بروحك منهمُ الأخلاق
حتى فقدناهم بفقدِك ليلةً
بالنعي صاح بدارك النعَّاق
بابُ المنية مُشرَعٌ ما مُغلِقٌ
للبابِ يغلقه ولا مِغلاق
والموتُ حول جميعِ أعناقِ الورى
كالحبلِ حزَّ جلودَهم أطواق
ما للمنونِ إذا سطا في جسم مَن
حلَّ القضاءُ بقبضهِ ترياق
صبراً على صَرفِ الزمان بِمن مضى
إن المنونَ به لنا زهَّاق
لا تبكِ مَن لله راح مشَيعاً
قد شيَّعته بدمعها الأحداق
إن شئتَ تبكي فابكِ مَن دمُهم على
أرض الفداءِ أصابه الإهراق
لله أعطوا كلَّ ما ملكوا وفا
ءً بالذي قد ضمَّه المِيثاق
قد عاهدُوه وبالنفوس وفَوا له
يوماً عليها أجهزَ الإزهاق
يا ربِّ بِاسمِهِمُ استجبْ دعواتِنا
يا من لقدسك تخضعُ الأعناق
أجرِ الصلاةَ عليهمُ وارحم بِهم
من قد فقدنا إنك الرَّفَّاق
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-21-2024, 04:39 AM
المعيار
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
عن نورِ شمسِك زاغت الأبصار
حتى انتفَى الإحساس والإبصارُ
والداء بالعين المريضة قد سطا
فاشتدت الآلام والأضرار
لا شيء يوقفها عن الجسم الذي
في كل موقف محنةٍ ينهار
والقوم عما أقدموا لم ينتهوا
ما دام يدفعهم له الإصرار
حتى رموا بالكفر بعضاً ويلَهم
و استمرأوا ما ترفض الأخيار
أي النجوم وأي قدوة مقتدٍ
و القوم في معنى الكلالة حاروا
قالوا الكتاب ولم يعوه وحسبهم
رد الذي وصى به المختار
وحيٌ لقد قال الكتابُ ألم يروا
في النجم ما قد أكَّد الجبار
ما للهوى أمرٌ أمام شريعةٍ
مما إليهم أنزل الغفار
لا العبد بل رب العباد بما قضى
للناس منهم صالحاً يختار
ما كان همُّهم الصلاحَ بما أتوا
كم بالذي جاؤوا اختفت آثار
حب الرئاسة همُّهم لا غيره
بالقول هذا يشهد الإنكار
كم أنكروا، كم بدلوا، كم أحدثوا
و الدين يسأل أين الاستقرار
أين الذي ما إن بدا في ليلهم
شعَّت بظلمة ليلهم أنوار
أين الذي نشر الأمان عليهمُ
من بعد ما قد أحدقت أخطار
أين الذي لو لاه لانتصرت علي
هِم في المعارك كلها الكفار
أين الذي قتل اليهود بخيبر
ما نال منه بكفهم بتار
أين الغَضَنفر والهِزَبرُ بحومة ال
أحزاب أين الباسل المِغوار
أين الذي قد بات يحمي المصطفى
يفديه ما إن أقدم الغدار
أين الذي يقضي إذا كَلُّوا ولم
تسعفهمُ في مأزِقٍ أفكار
أين الذي أقصوه فانكسرت بهم
تلك السفينة واختفى البحار
أين الذي لو قدموه تقدموا
يسمو لهم بين الورى المقدار
لكنهم قد أخروه فأفسدوا ال
أمرَ الذي من أجله قد ثاروا
حتى تلاقفتِ الأمورَ أكفُّهم
و استُكمِلت من بعدهم أدوار
في ربع قرن سيطروا وتمكنوا
فاستُضعِف الأسياد والأحرار
والعدل غَمَّ الظلمُ ناصعَ وجهِه
مِن حولهم واستُبدل المعيار
لا العدلُ عدلٌ يُستظَل بظله
كلا ولا ظلمُ الأكابرِ عار
إن الأكابرَ قد صفَت أحوالهم
و المؤمنون حياتُهم أكدار
والوعد يوم غدٍ إذا جاء الورى
عند الإله فجنة أو نار
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-21-2024, 04:39 AM
المطر في موطني
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
يا إخوتي هطل المطر
فلتلبسوا حللَ الحذر
تلك الشوارع لم تزل
فيها الكمائن والحفر
أمطار موطننا خطر
*****************
كم شارعٍ قد أغلقوا
والسائقون تفرقوا
كي يأمنوا من حفرةٍ
منها المياه تَدَفَّق
لا تستهينوا بالمطر
*****************
يا سائقون تنبهوا
من قبل أن تتوجهوا
جُلُّ المسالك ماءها
للمركبات مُوَجَّهُ
يا إخوتي الحذر الحذر
*****************
تلك المدارس أغلقت
فيها الدراسة عُلِّقت
حتى تجفَّ شوارعٌ
بالماء كم هي أغرِقت
هذا قضاءك والقدر
*****************
إن الكوارثَ في الورى
صُنعُ القضاءِ كما ترى
إلا كوارثَ موطني
صنعٌ بِما قد أُهدِرا
ممَّن تمادى واستتر
*****************
كل المَواطنِ قد نمَت
بالمخلصين تقدمت
في كل عام كم بما
يبني حضارتها سمت
بين الأماكن والبشر
*****************
لا تسألوا عما جرى
إن الفساد تفجرا
في قلب كل إدارة
في موطني فتأخرا
حتى تراجع و افتقر
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-21-2024, 04:40 AM
دعوة صامتة
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
لوَّحَت لي فبان في راحتيها
أحمر كالذي على وجنتيها
قد دعتني بقاتل في المحيا
قد سطا في الفؤاد من مقلتيها
كم دعتني ولم يكن لي جناح
يوصل العاشق المعَنَّى إليها
فامتطى صهوة الدعا في دجاه
و استوى كالذي يصلي عليها
داعياً أن يرى مُنى القلب حتى
حل والقلب خافق في يديها
فاستوى واستوت تحييه حبا
بالذي أرسلته من ناظريها
قد أضاءت له الليالي بنورٍ
لامعٍ قد أتاه من نجمتيها
يكشف السترَ عن جمال وحسنٍ
قد بدا للعيون من جانبيها
طِيبةٌ وانشراحُ وجهٍ لضيف
زائرٍ كم رآه من حِليتيها
كم رأى الموجَ راقصاً في اختيالٍ
بين حُسنٍ بدا على ضفتيها
يمنح النيلَ كسوةً لا تضاهى
أفصحت بالقليل مما لديها
فلتَطُف حولها تر الخير فيها
و الذي أغدقته من راحتيها
إنها غادة على الأرض تزهو
بارك الله كل ما في يديها
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-21-2024, 04:40 AM
استئثار
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
كان الظلام على النفو
س الغافلات مُخيِّما
والجهل حول قلوبها
أقفالَه قد أحكما
فوق العقول حجابُه
عن كل نور غيَّما
فاستسلمت للنوم عي
نٌ رأسها قد هوَّما
حتى تغلغل حاجزاً
عنها الهدى داءُ العمى
ما استيقظت إلا لنه
ب المال أو سفك الدما
قرعُ الطبولِ نشيدها
حول المضارب والحِمَى
والرمح كان لها إذا
رامت بلوغاً سُلَّما
أعضائها لم تتحد
فالجسم كان محطما
ما انزاح عن عضو أذى
إلا سواه تألما
حتى غدتْ لمطامع ال
أعداء ليلاً مغنما
كادت تزول فلا بكت
أرض عليها أو سما
لو لا عناية ربنا
كان الزوال مُحتَّما
لكن ربي أرسل ال
هادي البشيرَ مُقوِّما
حتى أتى لِمُفرَّقٍ
فوق البِطاح ولملما
شد الذي منه ارتخى
أعضائَه والأعظما
والروحَ أجراها به
فاسطاع أن يتقدما
أسقاه بعض بيانه
من كأسه فتكلما
يتلو الكتابَ تدبراً
مما وعى وتعلما
شهْدُ الهداية منه قد
أنساه ذاك العلقما
حتى ارتوى من وِردهِ
بعد الجفاف من الظما
والعيش طاب موارداً
سيقت له فتنعما
حتى ارتقى مجداً به
دون الأنام تسنما
اليومُ يَبعث شمسَه
و الليل يُرسِل أنجما
والكل أذعن خاضعاً
للمسلمين وطالما
حتى إذا تم البِنا
و الأرضُ قاحلها نما
والله قد أوصى به
عما يراد وأقسما
ثار النفاق وبالعتا
ة المجرمين تحزما
وانقض يحمل مِعولاً
نحو البناء وهدما
فاختل مِن عبَثٍ به
ما كان منه منظما
حتى تألم ركنه ال
أقوى وصار مُحجَّما
والأمر في أيدي الذي
ن استأثروه تأزما
حتى تفرق جمعهم
بل جمعنا وتحطما
كم حولنا متربص
منا دنا وتهجما
حرا يسير بأرضنا
مستأثراً ومقسما
يا رحمة الله التي
منها التحنن قد همى
ضقنا بها ذرعاً لنا
فافتح مصاريع السما
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-21-2024, 04:41 AM
الشق الأوسخ
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
الشق الأوسخ أفرز ما
أزكم آناف الإعلامِ
من شدة غيظٍ يحرقه
وظَّف مأجورَ الأقلام
كي تكتب سوءً ينشره
زوراً عن أهل الاسلام
يتهم العفة والطهر ال
أنقى من أهل الإكرام
قد ألصق فيهم خصلته ال
أخبثَ من كل الآثام
كم ينشرُ عنهم بهتاناً
يبرَع في فن الإجرام
لا تخلو صفحته أبداً
من حبرِ بذيءٍ شتَّام
في كل مناسبة ذكرت
للشيعة أغلى الأيام
أيام السبط ونهضته
في وجه الظلم المتنامي
في وجه الجور وباطلِه
و اللهوِ بتلك الأنغام
في وجه الفسق ودولته
مَن عطل كل الأحكام
لو عد الدهر مساوئه
لارتبكت كل الأرقام
قد دام اللعن يلاحقه
بغضاً من خير الأقوام
لكنَّ حسيناً خلده
الموقف والذكر السامي
تحيي ذكراه بصائرَنا
معرفةً كلَّ الأعوام
بالعشق تُيمِّم مرقدَه
أفواجُ الكونِ المترامي
فاسأل يا شقُّ رواحلنا
و اسأل آلاف الأقدام
آلافٌ تتلو آلافاً
يدعوها رب الإنعام
واغتظ يا شق ولا تخمد
من صدرك نار الإضرام
واعتلْ ما شئت بلا بُرءٍ
و اغطس في بحر الأسقام
لن توقف حشداً تحفظه
بالعزة كف العلام
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-21-2024, 04:41 AM
معركة الحق
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
أقبلتَ بالحزن والآلام يا صفرُ
لما بدت فيك من أرض الفدا صورُ
أولاد طه بحزنٍ بعد معركةٍ
للحق في كربلا فوق الأسى عبروا
تسري بهم قاطعات البيد في كبدٍ
يشتد إمَّا إلى أحبابهم نظروا
فالعين ترمي بنظرات الوداع لهم
و القلب بالحزن والآهات ينفجر
والبيد تمتد ما امتد المسير بها
كالموج في البحر ما للموج مُنحَسَر
يحدو المطايا لئيم الأصل ليس له
ذِكرٌ إذا ما كرام الأصل قد ذُكِروا
والبُهم حول الليالي البيض تأسِرها
بالأمر ممن أبَى الأنوارَ تأتمر
تطوي الفيافي فلا الأنجاد تحبسها
كلا ولم يُغرِها في البيد مُنحَدَر
والظل لم يدعها كي تستريح به
و الدرب لم يبدُ فيه الماء والشجر
تستعجل الدرب أن يطوي مسافته
كي لا يلومنَّها علجٌ ويزدجر
فاشتد للأسر ليل فيه ما خفتت
في ذروة المجد تلك الأنجم الزُّهَر
طافت على الأينق الهزلى بما حملت
تهدي إلى النور من قد خانه البصر
لم تُثنها من أكف القوم تصدية
كلا ولم تثنها أعداد من حضروا
لم تثنها فرحة في الناس عارمة
لما أتى الرجسَ عن قتل الهدى خبر
تُلقي على الناقة العجفاء خطبتَها
عتباً ولوماً بصدعٍ ليس ينجبر
أبدت بما أفصحت ما كان يستره
من ظنَّ أن الذي قد صار يستتر
قد أشعلوها بقلب الطهر فاشتعلت
ناراً عليهم بعمر الكون تستعر
فليحذرنَّ الذي ظن السيوفَ على
ما سال من جرح أهل الحق تنتصر
أين الذين امتطوا للظلم صهوته
حتى بدا العدل فوق الأرض يعتفر
أين الذي كان من لؤم به اشتهرت
أسلافه للهدى والحق يحتقر
كِناسةُ الدهر فيها كان مدفنه
لم تبق عينٌ له تسعى ولا أثر
لم يبق إلا الذي أخفوه في جدث
جسماً ولكنه بالروح مقتدر
في كل قلب له نبضٌ يثور على
من عاث في الأرض ظلماً ليس يُغتفَر
في كل حين له في الناس نادبة
أو نادب بالهوى للسبط يتَّجِر
في كل أرض له جيش طلائعه
أمراً من القائد المغوار تنتظر
حتى إذا جاء أمر الله واجتمعت
بالقائد الفرد للمظلوم هم ثأروا
وعدٌ من الله في القرآن أنزله
فاقرأ تر الوعد قد جاءت به سُوَر
واقرأ إذا شئتَ قولاً صادقاً فبه
الحق إن رمتَ حقَّ القول ينحصر
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-21-2024, 04:41 AM
استجارة
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
اسكب الحقَّ واسقِهم يا يراعي
و اطعم الذكرَ صالحاً للجياعِ
قدم الفكرَ ناضجاً ليس نيئاً
و املأنْ باللذيذ تلك القصاع
وادعُهم دعوة الكريم التي يح
لو بها ملتقى كريمِ الطباع
وابذل النصح كم تلاقت بنصحٍ
نحو مطلوبها نوايا الرِّباع
كم بسهم السديد رأياً أصابت
كلما استهدفته تلك المساعي
ألَّفتْ بين من توالتْ عليهم
قبضة الهون من ذراع النزاع
أجلت الغدرَ من نفوسٍ عليها
خَلةُ الغدر من بني قينقاع
رحمة الله قد تجلت عليهم
فاسألن حادثاتِ ذات الرقاع
تنشر الحب في نفوس عليها
سيطر الظلم دون أي انقطاع
فاستجارت برحمة الله ممن
كان يسري لنهب خير المتاع
كاد يغفو بظلمة الليل عقل
قبل نشر الضياء من خير داع
كاد يهوي بنائهم دون وعي
لم يكن بينهم لبيب وواع
هل يعي الخير غارقٌ في شُرور
أوثقته القيود بالاتباع
والتقاليد حاجز عن مَساعٍ
كيف يرنو إلى الفضائل ساعِ
كيف يرقى عن الدنايا كسير
ما له قدرة على الارتفاع
كيف تُرعى الحقوق عن كل ظلم
بعدما ساد في جميع البقاع
كيف من بعضها تكون النوايا
قاب قوسين دون أي امتناع
ما سمعنا تضيق فجواتُ خُلفٍ
بينما الخُلف آخذٌ في اتساع
كلما اشتدت الخلافات زادت
رغبةُ القوم في اشتعال الصراع
ينعق الناعقون في الليل حتى
يأتي الرد من فحيح الأفاعي
ما خَبتْ شعلة الصراعات إلا
أوشكت بعدها على الاندلاع
تأكل الناس في وهاد أتتها
تحتمي أو على ظهور اليَفاع
والذي في يديه أمر ونهي
سالم في الحصون أو في القلاع
إن ذا العقل في الزوايا سجين
ليس ترضى به عقول الرَّعاع
إننا من حروبهم قد تعبنا
هل لذاك السلامِ أي اختراع
أسهُم القوم قد توالت علينا
هل لها من يقوم بالانتزاع
أفقنا لا يُرَى فكم من حجابٍ
حائلٍ بيننا فهل من شعاع
إننا قد تصدَّع الجسمُ منا
فابعثِ اللهُ راتقاً لانصداع
غيَّمت فوقنا صنوف الرزايا
ربِّ فَأْمر تزولُ بالانقشاع
من لنا منقذٌ رحيمٌ كطه
يبسط العدل فوق نجدٍ وقاع
يزرع الحب والبشاشة بذراً
في قلوبٍ على العبوس رِتاع
يمنح الأمةَ الْمُهانةَ عزاً
بعد ذل الهوان والانصياع
ما لقومٍ على الهزائم نصرٌ
دون سمعٍ إلى إمامٍ مُطاع
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-21-2024, 04:42 AM
معين الحب
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
إن تسل دارنا فماذا أقول
هل غياب الحبيب عنها يطولُ
أنت نبض الفؤاد فيها فعودي
إن قلباً بغير نبضٍ قتيل
أنت كل الذي أرى في حياتي
كل شيء سواك فيها قليل
أنت عيني التي بها كل شيء
في حياتي أراه شيء جميل
أنت كفي التي إلى كل خير
فيه مرضاة ربنا تستطيل
أينما كنتِ أو تكونين يوماً
نحو ذاك المكان قلبي يميل
كيف والبقعة التي أنتِ فيها
بقعةٌ بارك الإله الجليل
ما أتى مجدبٌ إلى الرفد إلا
عاد والوجه من نداها خضيل
فاذكريني هناك ما قمتِ تدعي
ن الذي ليس عنه شيء يحول
دعوة العبد عند خير البرايا
خير ما نال زائر أو نزيل
يا مَعيناً جرى على أرض قلبي
لم يزل سائغاً عليها يسيل
لو عن القلب سُدَّ مجراه يوماً
لاعترى القلبَ من ظماه الذبول
فلْيدُم لي معينك العذب ما لي
عنك يا من سكنت قلبي بديل
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-21-2024, 04:43 AM
قوافي الإخاء
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
سددتَ الطريقَ ولم تفتحِ
و ما زلتُ بالبابِ لم أبرحِ
فلم أنسَ ما كان من عِشرةٍ
و ثوبَ الأخوة لم أطرح
ولم أنس ماضٍ به شعرنا
بغير المحبة لم يصدح
تصلي القوافي بمحرابنا
و ترنو إلى الأفضل الأصلح
ركلتَ الأخوةَ في موقفٍ
به كنتَ يا صاحِ ذا مطمح
وجردتها ثم أوثقتها
تساق بسوطك للمذبح
لأجل الذين اعتلوا صهوةً
تدوس علينا ولم تُكبَح
وإني جُرحتُ ولكنني
كجرح صدودك لم أجرح
فلا توصد الباب عن طارقٍ
و ما في الفؤاد له فافصح
فما زال في قوله صادقاً
و غير الحقيقة لم يوضح
فإن لم تزل في الدجى نائماً
و عن ذلك النوم لم تصبح
ففكر ملياً بما قد مضى
و إن لم تفكر فلا تشطح
وعد للإخاء الذي بيننا
تعد للمكاسب والمربح
فكم هاجرٍ صد عن خِلِّه
و ناسٍ لما كان لم يفلحِ
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-21-2024, 04:43 AM
مأساة مضخة الماء
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
بمركبة أتى مثل الشهاب
و خاض بما جرى وسط العباب
وحوَّل ما لدينا من سليم
كأفضل ما يكون إلى خراب
مواسير المياه بلا حياة
بدت بعد الحياة على التراب
مكسَّرةً تنوء بسوء حالٍ
و للإنقاذ تطرق كل باب
لمصلحة المياه تمد كفًّا
فجاء الرد منها كالسراب
وبلَّغت المناوبَ ما جرى من
مياه في الطريق أو اضطراب
وبات في الانتظار أبو فؤادٍ
فمرت ساعة قبل الجواب
فيمَّم غاضباً نحو الطواري
و صب عليهمُ سوط العذاب
وأسقى العاملين بما أتاه
من التقريع أعساس العتاب
فلم ينهض لهم في الأمر عذر
و لم يسترهمُ ضافي الحجاب
وهدد بالشكاية فاستجابوا
و حاموا حول إصلاح الخراب
وبعد الاتصال أتى شريفٌ
و كان حديث عهد بالإياب
وقدَّرَ ما يريد وما علينا
يكون من الأجور أو الحساب
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-21-2024, 04:45 AM
تبت يداك
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
تبت يداك وما كتبْ
ت اليوم يابن أبي لهب
يا أيها البلوي الذي
قد جئت من أخزى نسب
أنت البلاء وأنت مَن
في القول قد ساء الأدب
أنتم لكل مصيبة
في المسلمين بدت سبب
أشعلتم البغضاء بي
ن الناس فاستعر اللهب
صدَّقتمُ التدليس مِن
داعٍ عليكم قد كذب
أين العقول ألم تعوا
أين الذي ربي وهب
فلتقرؤوا التاريخ كم
مما استبيح قد اختضب
مَن غيركم ركب المخا
زي عارياً ولقد وثب
ينجو بعورته وسي
ف الله منه قد اقترب
حتى لقد بقيت لكم
عاراً فسل من قد كتب
واقرأ لتعرف مَن لأر
باب الفساد قد انتسب
واقرأ لتعرف مَن لخي
ر الناس بالترهيب سب
إن الذين سببتهم
تاج على رأس العرب
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-21-2024, 04:46 AM
صلاة القوافي
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
في العلم والأخلاق والأدب
يا صاحبي ما رمتَ من أرب
فالزم ذوي علمٍ ومعرفةٍ
تسلم من الزلات والعطب
واصحب ذوي الأخلاق بينهمُ
ليس ابنُ آدم ذو الهوى بنبي
كم عالمٍ ما كان ذا خلق
لم يمش خلف السادة النجب
فانفضَّ عنه الناس منفرداً
بعد الذي قرؤوه في الكتب
لم يسمعوه وكان واعظهم
يوماً بنصح منه في الخطب
ما عالِمٌ إلا الذي اقترنت
أقواله بالحلم والأدب
صلت قوافي الذكر إذ خشعت
فاسأل عقيلاً عنه عن كثب
ينبيك عمن في الصلاة أتى
مَن نال بين الناس من رتب
ينبيك عن علم القطيف ومن
قد كان منها كاشف الحجب
يبدي الحقائق بعدما خفيت
عن باحثٍ عنها لِذي طلب
حتى بدت للنور كاشفةً
ستر الدجى في ومضة الشهب
القول صدق لا خفاء به
ما فيه من زيفٍ ولا كذب
والفعل ممن رام خير هدى
بين الذين أبَوه فعل أبِيّ
يأبى الخضوع لرافعٍ يدَه
أو شاهرٍ للبُتر والقُضب
نال الإبا من سيد خلُدَت
ذكراه ما مرت من الحِقَب
صلى عليه الله ما طرفت
عين بأرض الفرس والعرب
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-21-2024, 04:46 AM
انقلاب
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
تبدلتِ الأحوالُ بعد النواصبِ
فلم يبقَ ذكرٌ بينهم للأطايبِ
وعنه استعانوا بالسليطِ لسانُه
و بالناشرِ الإضلالَ في كل جانب
ويدفع بالأقلام كي تستر الهدى
و تنشر للداعين كل المتاعب
إلى أن تمادوا في الضلال بغيهم
بإشعال نار من رؤوس القواضب
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-21-2024, 04:47 AM
الشاعر الطباخ
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
قل ما تشاء فما تقول يسرني
يا مادحاً للشاعر الطباخ
إني رضيتُ بقسمتي في مطبخي
بين القديد ورزمة الأسياخ
أو بين أوعية الفواكه والحسا
أو بين قدر الرز والأفراخ
ما همَّني ثقل القدور إذا امتلت
أو ما يصيب الثوب من أوساخ
همَّي أمد لَها يدي متبسماً
ما كنت يوماً بالفتى الطخطاخ
ما زلت أذكر صبرها منذ ابتدت
أيامنا في عيشة الأكواخ
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-21-2024, 04:47 AM
تضحية
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
طابتْ بجودك يا كريمُ الدارُ
يا من به بلغ العلا عمَّارُ
باع الحياةَ على الإله بنفسهِ
فاستعبرتْ للمنقذِ الزوارُ
لو لَم يضَحِّ بنفسه لإمامِه
و الزائرين له جرت أنْهار
أمَّلتَ فيه وشاء ربك غيرَ ما
قد كنتَ تأملُ .. إنَّها الأقدارُ
قد شاء ربك أن يراه منعَّماً
ترنو لِطيبِ مقامه الأنظار
يكفيك فخراً أن تواسيَ حيدراً
حتى ولو لَمْ يستوِ المقدار
فافخر به فغداً تراه بِجنةٍ
يدعوه حباً باسْمك الكرار
فالمرتضى شمس الولاية حولها
دارتْ تحف بنورها الأقمار
والمرتضى بستانُ كل فضيلةٍ
و المقتفون له به الأزهار
خلَّدتَ ذكرَك يا أبا عمار يا
مَن قاده لأولي النهى الإصرار
في دربِهم قد سرتَ لَم تعبأ بِما
يأتيه مِن تَهديده الغدار
يا مَن تربَّى الِجدُّ في أحضانه
يا مَن تَعلَّم صبرَه الأحرار
يا شيخَ قومك فافتخر بشجاعةٍ
للمعتدين أبانَها عمار
أنتم لطه والوصي وبضعة ال
مُختار في سوح الوغى أنصار
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-21-2024, 04:48 AM
أبواب السرور
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
أنتم لكل مسرةٍ أبواب
ما السعد إن لم يأتِ لي الأحبابُ
إن لم يكن عندي الذين أحبهم
أو لم يلبِّ الدعوةَ الأصحاب
فالسعدُ والأفراح والبِشر الذي
كم كنتُ منتظراً له غُياب
إن السرورَ مُجردٌ إلا إذا
ألبستُموهُ فأنتمُ جلباب
فلتُلبِسوهُ سَلمتمُ لي أدهراً
يا من لَهم مني أتى التَّرحاب
فابني سَمِيُّ الْمجتبى فُتحتْ له
باليُمنِ في تزويْجهِ الأبواب
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-21-2024, 04:48 AM
تألق
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
يا شَمسَ جدك أشرقي وتألقي
في كل علم نافع وتفوقي
حتى تنالي ما أردت من الذي
نال اهتمامك يا فدا وتُحققي
فوزاً عظيماً مستمراً واصعدي
طودَ العلا بالارتقاء وحلقي
ولتستعيني بالذين بِحبلهم
فاز الذين تعلقوا فتعلقي
ربي حَماك من العيون وشرها
فادعيه أن يحمي الجميع وأن يقي
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-23-2024, 01:38 AM
حديث القلب
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
عاد بالشوق وبالحب رجبْ
هل ترى يا قلبُ أمراً قد وجبْ
قال لي مبتسماً: إني أرى
أن تلبي اليومَ لي خيرَ طلب
قلتُ: ما تطلبُ أمرٌ نافذٌ
فاطلُبَنْ ما شئتَ مني يُستجَب
قال لي: اليومُ الذي قد أشرقتْ
فيه شَمسُ العمرِ يا هذا اقترب
فاحتفل فيه بِمنْ أحببتَها
و اشكرِ الله على ما قد وهب
من له مَحبوبةٌ مثلي ففي
مثل هذا اليوم يُهدِي من أحب
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-23-2024, 01:42 AM
فرحة العام
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
رجبٌ عاد يا فدا فاستعيدي
مرحاً قد مضى به وأعيدي
فرحةَ العام واشكري واسأليه
بالدعا ربِّ بارك اليوم عيدي
واجعلِ اللهُ لي فؤادي سعيداً
كي أرى العيدَ كل يوم جديدِ
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-23-2024, 01:44 AM
نداء الجنة
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
لعن الله ظالِمي آل طه
و غداً كل واحد يصلاها
ولِمن يلبس الولاية ثوباً
حصلت نفسه على مبتغاها
فغداً جنة الإله تنادي
فاطم الطهر فاز من والاها
فتعالوا تقول هيا تعالوا
لقصوري اصعدوا إلى أعلاها
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-23-2024, 01:45 AM
مضى التاريخ
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
مضى التاريخ وانفتحتْ
له الصفحات بالذكرى
وقالت وهي تُخبرنا:
حملتُ إليكمُ فكرا
فهل شدتم لكم منه
إلى ما بعده جسرا
ليوصلَكم إذا سرتُم
لفكر الضفة الأخرى
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-23-2024, 01:45 AM
سلم الصعود
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
بالجد والإقدام والعملِ
سيهاتُ بالإنجاز فاحتفلي
نادي الخليجِ الفوزَ حققَهُ
لله دَر اللاعبِ البطل
فلترفعي سيهاتُ رايتَنا
يا منتهَى الأحلام والأمل
ولتلبسي الأفراحَ يا بلدي
مزدانةً في أحسن الحلل
ولترفعي الخفاق معلنةً
هذي نتيجةُ طيبِ العمل
لَم يعرفِ الإخفاقَ مجتهدٌ
كلا ولَم يركَنْ إلى الْمَلل
سيهات نالت ما يليق بِها
نصراً على الهامات كالكُلل
فاللاعبون اللَّهُ باركهم
في حومة الميدان كالجبل
لا ريحَ تَهزِمُهم إذا لعبوا
مجموعةً تَخلو من العللِ
سداً منيعاً ما أتت كرةٌ
كانوا ولا زالوا ولَم تزلِ
كالنحل حول الزهر مجتمع
و النصر في الميدان كالعسلِ
مثل الندى في الصبح سائله
قد رطَّبَ الأطراف بالبللِ
بِاسم الذي سوَّاك كوكبةً
سيري إلى الميدان واتكلي
سيري على اسم الله صاعدةً
في جحفلٍ للنصر معتدلِ
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-23-2024, 01:48 AM
ذهب الليل
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
ذهب الليل والصباح أتانا
و إلى السعي للحياة دعانا
قائلاً طاب نومكم فاستعدوا
و اذكروا الله والعنوا الشيطانا
ثم بعد الوضوء صلوا خشوعاً
و اطلبوا العفو منه والغفرانا
واعملوا الخير رغبةً في ثوابٍ
إن ذا الخير يكتسب رضوانا
واجعلوا القربَ من إلهٍ كريمٍ
للذي تعملونه عنوانا
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-23-2024, 01:49 AM
سهم الفراق
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
نشِبَ السهم في سُوَيدا الفؤاد
و أبت مقلتي لذيذَ الرقادِ
وعَلتْ صرخةُ الفراقِ تدوي
و تبث الحنين في كل واد
فلقد داهمت يد الموت ابني
و رمتني على شفيرِ الشداد
خطِفت مَن أراه يوماً إذا ما
وهن العظمُ ساعدي وسنادي
وإذا بالصباح يبدو كئيباً
و إذا بي لبستُ ثوب السواد
وتَجلبَبتُ لوعةَ الفقد مما
نسجتْ لي ضُحًى أكف الحداد
وبدت في الحشا من الحزن نارٌ
جعلت جمرةَ الأسى في اشتداد
فسألت الإله صبراً جميلا
و رضاً بالذي قضى في العباد
فله راجعون يوماً إذا ما
قصف العمرَ قاصفٌ من نفاد
وجرت دمعتي على ابني مداداً
كتب الحب من صميم الفؤاد
كتب الحب باشتياقٍ إلى من
جدَلوا في النفوس حبلَ الوداد
ومضوا تاركين ذكراً جميلاً
شهدت بالجميل بيض الأيادي
ولقد حنَّت الألائفُ شوقاً
علم الله أنه في ازدياد
فكأن الفقيدَ قد ضاق ذرعاً
فامتطى للرحيل ظهر الجواد
وعن العم صبره كفَّ لما
أصبح الصبر ساغباً دون زاد
ولقد غاب بدره ليلةً في
بيت طه أطل بدر الرشاد
فمزجنا السرور بالحزن لما
طرق السمعَ من نعاه ينادي
فإليه الأكف ترقى دعاءً
ربنا اخلُف عليه يوم المعاد
بجنانٍ نعيمها طاب زاداً
ما له مثل غيره من نفاد
وعلىينا إلهيَ اخلُف بخيرٍ
و جزاءٍ بحق خير العباد
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-23-2024, 01:50 AM
بهجة الميلاد
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
وُلدَ الهدى والحلم والكرم
فتهللت بقدومه الأممُ
وأتى له القرطاس مبتهجاً
و عليه تبراً قد جرى القلم
وتشكَّلت في حبه جُملٌ
قد طرزتْ ألفاظَها القيم
وتسابق الشعراء يدفعهم
حب عليهم كان يرتسم
يُبدي الولاءَ وِسامَ معرفة
بالطاهرين به قد اتسموا
ولد الندى فالجود يغمر ما
لم تروه ما هلت الديم
فتباشرت في الحال أفئدة
حنَّت لقَطرٍ منه ينسجم
وتشاطرته على سبيل هدى
راحت لخير منه تقتسم
فالباب من طلاب معرفة
تثري عقولَ الناس مزدحم
تسري الحياة بها فقد علمت
أن الحياة بغيره عدم
وصفته رحمة ربنا فغدا
يبدي المقامَ بوصفها الكلم
فمقامه يُنمى لذي خلق
مَن للهداية في الورى علم
ولقد نجا قوم به اتصلوا
و بحبله عن غيره اعتصموا
سلكوا الطريق كما أشار لهم
فطريقهم بالحق منتظم
فسَمَوا إلى العلياء ترفعهم
مثل الجناح لطائرٍ همم
وبدت لهم ما سيرة ذُكرت
في محفل من فعلهم قمم
وأتى لسان الصدق يخلفه
فاستمسكوا بالقول والتزموا
وتشاطروا الأحداث ما عصفت
لكنهم من بعدها انقسموا
تركت صميمَ الحق طائفة
أطرافها للباطل احتكموا
وسعوا إليه بلا هدى فلقد
لاحت لهم صفراؤه فعموا
وتكررت أيام غدرهمُ
من بعد ما للمجتبى وصموا
وصموه من نقص بهم فلكم
في محضر الأشراف قد لؤموا
ولكم لسد النقص بينهم
للأوليا باللعن قد شتموا
وعلى المنابر دون بينة
قد أُطلِقت من حقدهم تهم
فتناقلتها ألسن وعلى
أصدائها الصبيان قد هرموا
غسلوا العقول بباطل وجرت
منهم لكل منافق نعم
وتقاسموا الأدوار بينهم
من آمنوا من نعمة حرموا
لبسوا من الإسلام مظهره
و القلب بالأحقاد يضطرم
فتجاوزوا كل الحدود فلم
تسلم لرحمة ربنا رحم
فلكم على دار بها ارتفعت
للسبط صرخة نادب هجموا
ولكم من الأصوات ما ارتفعت
للحق تنشر فكره انتقموا
حسبوا بما أبدوا بتصدية
أن الحقيقةَ صوتَها كتموا
كذبوا فصوت الحق منتشر
شمساً وباطل صوتهم ظلم
فقل: اعملوا ما شئتمُ فغداً
تندك مما عندكم عصم
وقل: اعملوا، ربي سيحشركم
بين الذين بما أتوا ظلموا
فهو المجازي للتقي ومن
أعداء بيت الوحي منتقم
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-23-2024, 01:52 AM
مخابز
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
إن الحليبَ إذا ما قيل قد وصلا
ترى ابن عباس بالمطرود متصلا
يقول عجل ونزِّل ما أتيتَ به
فكم زبونٍ إلى دكاننا وصلا
ولَم يزل واقفاً بالباب منتظراً
وقت الصلاة الذي ما زال مذ دخلا
لعله يسبق الباقين إن فتحت
أبوابنا إنه من قبل قد فشلا
بالأمس قد جاء لكن بعدما نفدت
كل القوارير منا قبل أن يصلا
نخشى بأن يترك الدكان ملتزمٌ
فكم زبونٍ لنا بالأمس قد رحلا
إلى سوانا لعل الآخرين له
يقدمون الذي إياهمُ سألا
وكم زبونٍ رأينا في المنار وكم
في العيد كلٌّ على ما يبتغي حصلا
وكم ل أجيادِ والعصريِّ قد ذهبتْ
مَجموعةٌ بعد ما الاثنان قد بذلا
ولست أنسى ل رحالٍ فطائرَهُ
فكم عليها أضاف الجبن والعسلا
وكل صف من المخبوز طازجهُ
لِمن أتى يشتري قد تم واكتملا
والكعك أطباقه تدعو زبائنَه
يا حلوَ ما فوقها قد ساح معتدلا
ريان عجل إلينا بالحليب لكي
نبيع ما أنتج الخباز مذ عملا
تأخيرُ توصيلِ ما أنتجتموه لنا
بدا لدى الكل منا ليس محتملا
ريان فلتبحثوا الأسبابَ بينكمُ
رجاؤنا لا يكونُ الأمرُ مفتعلا
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-23-2024, 01:52 AM
سؤال
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
إن تسل عنه يُجيبوك رضا
ليس ندري دونه اسماً فُرِضا
منذ أن دب على الأرض إلى
أن رأيناه عليها ركضا
لم يكن يأكل شيئاً مثل من
عن طعام القوم يوماً جُهِضا
عودُه الْمَائلُ ما كان له
من يروِّيه إلى أن مرِضا
فاستغاث الأهلُ واللهَ دعَوا
فاستوى العود إلى أن نَهضا
واستوى تعجبهُ هيئتُه
فاستوى العود إلى أن نَهضا
فَهْو في القَدر بدا مرتفعاً
قد رأى مَن عنده منخفِضا
يَحسب الْمَحفِل أُذناً ولَه
كل ما يعلمُه قد عرَضا
يطلبُ الإصغاءَ منِّا وإذا
جيء بالرد عليه امتعضا
لا يرى الحجةَ إلا قولَه
غيرُ هذا كم له قد رفضا
بينَنا لم يُرَ إلا واجِماً
أو لِمَا نذكره معترضا
ليت ما قال سليماً سبْكُه
لم يقل إلا سقيماً خَضَضا
هل على من هذه أخلاقه
يا أصيحابي يليق اسم رضا
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-23-2024, 01:54 AM
مجموعة الحب
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
مجموعة الحب لا أبغي بِها بدلا
حتى وإن كان غير الحب معتدلا
مثل العصافير صبحاً غردت فرحاً
من بعد ما غادر الديجور وانتقلا
يا ربنا احفظ لَها الدوحات مثمرةً
و اجعل لَها منك ماء الود متصلا
حتى يدوم الهنا والعيش في رغدٍ
لكل طفل بِها حتى يُرَى رجلا
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-23-2024, 01:55 AM
الأخوة الضائعة
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
كفاك ما جرى علينا كفى
دعاءك استجيب في مصطفى
فقَرْ عيوناً إنَّ ما لاح في
سَمائنا بِما دعوتَ اختفى
فما استقام لابنِنا أمرُه
فأمره بِما جرى ما صفا
فقلبيَ اليوم ومن قبلِه
قلبُ أخي بِما دعوتَ اكتفى
أهكذا يكون بعد الذي
رأيتَ منا يا أخَيَّ الوفا
لنا ادعُ لا تدعُ علينا ولا
تكن بِحق مُخلصٍ مُجحفا
فبعضُ ما قلتَ لنا مزعجٌ
و غاية الإزعاج لن توصفا
على الأخوة التي لَم تُصَن
لِخيرِ من أخلص فيها العفا
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-23-2024, 01:56 AM
سهام العشق
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
أرى في كل زاوية سهاما
رمت بالعشق قلبي المستهاما
وما من منقذ أشكو إليه
فيعطيني الْمَحبة والغراما
لنار الحب في قلبي أوار
مع الأيام يشتد اضطراما
فدع يا صاحبي لَومي وكن لي
إلى ما تبتغي نفسي إماما
وهيىء لي من الأحباب قلباً
يريني العيش بالحب انسجاما
أرى بعد اختلال في حياتي
به في كل أيامي انتظاما
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-23-2024, 01:56 AM
مفاصلي
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
مشيتُ قليلاً ألَّمَتني مفاصلي
و لم أكُ يا هذا لثقلٍ بحاملِ
ولكنَّ أردافي وبطنيَ شحمَها
تراكم حتى أثقل الوزنُ كاهلي
فولَّد ضغطاً يصعب الدهرَ حمله
جرى في كلا الساقين حتى الكواحل
ولم أك عن مقدار أكلي ونوعه
و سوء اختيارٍ يا أخيَّ بجاهل
فكم فعلَ الإفراط يوماً بِمعدتي
و ما كنت عما قد جرى لي بغافلِ
ولكن بطني حين يدعو أجيبه
بِما يشتهيه من لذيذ المآكل
فيوم شِواء في رغيف بِجنبه
شراب لذيذ الطعم ليس بقاتلِ
ويوم كبابٌ طازج وبطاطس
و يتلوه شيء من خليط الفلافل
ويوم مع الأصحاب حيث وليمة
دعينا إليها في زواجٍ لفاضلِ
فهل يستقيم الجسم مني بِهيئة
و هل بعد هذا تستقيم مفاصلي
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-23-2024, 01:57 AM
قطة الجار
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
قد بدا صبحي بأمرٍ
لم تكن لي فيه غبطة
نائماً كنت وجفني
آخذ في النوم غطة
رن بوق الباب حتى
قمت من نومي بنطة
مسرعاً للباب ظناً
أن من بالباب شرطة
لاح خلف الباب يبدو
مثل معتوهٍ بورطة
مرة قد شد أذناً
ثم أخرى حك إبطه
قال لي: افتح إن لي في
بيتكم يا جار قطة
فوق سور البيت نطت
يا لَها من سوء سقطة
قلت: فادخل وليكن ما
جئتَه آخرَ غلطة
قال لي: اسْمح لي فإني
ليس لي في البيت سُلطة
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-23-2024, 01:58 AM
المجلس البلدي
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
في المجلس البلدي كان لنا أملْ
فالأمر قبل دخوله لا يحتملْ
حتى إذا فتحت لنا أبوابه
ألفيتَ ما نرجوه منه قد اضمحل
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-23-2024, 02:02 AM
السعادة و السرور
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
هذا كتاب سرورنا
يدعو الأحبة معلنا
في يوم فرحتنا التي
طرف الفؤاد لَها رنا
أن السرور ل مصطفى
قد جاء يرفل بالْهَنا
أما علي فاكتسى
ثوباً يطرزه السنا
والابتهاج ل قاسمٍ
بعد التمنع أذعنا
إن السعادة أنتمُ
إن جئتمُ تَمت لنا
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-23-2024, 02:02 AM
نور عيني
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
خيالك لاح لي يا نور عيني
و بين النور أميال وبيني
متى تُطوى لي الأميال حتى
أراني حاضراً في صورتين
ويغشاني السرور وكل فردٍ
يراني رافلاً في بَهجتين
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-23-2024, 02:03 AM
ذكرتك
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
ذكرتُكِ في الإماراتِ
بأشواقي وحسراتي
ولم أعبأ بفاتنةٍ
تحاول جذبَ نظراتي
ولم أُجرَح بأسهمها
و لم أَذعَنْ لرغباتي
لأن القلبَ مشدودٌ
لأقصى ما بغاياتي
لمن في طيبةِ الأنوا
ر تدعو بابتهالاتِ
وتوصلني وأوصلها
على بعد المسافاتِ
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-23-2024, 02:04 AM
بستان العلم
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
مديرتنا شمسٌ تضيء بنورها
و معلماتُ الطالباتِ نجومُ
ونحن فراشاتُ الحقولِ وزهرُها
و حول ضياكُنَّ المنيرِ نحومُ
أريج زهورِ الروضِ أنتُنَّ أصلُهُ
بِكُنَّ أريجٌ للزهورِ يدومُ
وينشرُ في الأرجاءِ عطراً له مَدًى
تضيق به في الخافقين تخومُ
وأنتُنَّ ماءٌ قد جرى ترتوي بهِ
على كلِّ جزءٍ في الحقولِ كُرومُ
فتنمُوَ بعد الارتواءِ وتزدهي
بَهاءً بِهِ للناظرين نعيمُ
وتجذِبَ منهم نظرةً بعد نظرةٍ
ففيها عيونُ الناظرين تَهيمُ
وتُثمِرَ أخلاقاً وعلماً ومنطقاً
بِها جَنْيُ كل الحاصدين سليمُ
فطاب لنا بستانُ علمٍ بِنَفعهِ
فنفْعُ بساتينِ العلوم عميمُ
مديرتنا كانت عليه حريصةً
فَلكَمْ تشيدُ وما تشيدُ عظيمُ
ومعلماتٌ قد أخذنَ برأيها
فإذا التفوق لازمٌ ومقيمُ
ولقد وقفنا اليومَ نُحْيِي حفلةً
للفائقاتِ بها جرَى تكريمُ
فاهتِفْنَ تكريماً لهن وعظموا
من لا يجوز لغيره التعظيم
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-23-2024, 02:05 AM
أيام التكريم
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
سلاماً يا هوى سيها
ت يا أحلى أناشيدي
ويا أرجوزةً في غَمْ
مرةِ الأفراحِ والعيدِ
ويا عقداً يلوح على
صدور الخُرَّدِ الغِيد
يُحَيِّيْ فيكِ كوكبةً
بترنيمٍ وتغريد
لأطيارٍ قد ابتهجتْ
سروراً بالعناقيدِ
فَحَيُّوا من أتوا معنا
و قد فازوا بتأييد
من الشمسِ التي فينا
أضاءت دون تحديد
عقولاً لم تزل تُبنَى
بتسديدٍ وتشييدِ
لأخلاقٍ ومعرفةٍ
و آدابٍ وتوحيد
نقول لها وأنجمِها
أيا نسلَ الأماجيد
لقد صُنتنَّ صرحَ هدًى
بإصرارٍ وتأكيد
لكُنَّ الشكرُ عرفاناً
بلا حصرٍ وتعديد
فيا شمسَ الهدى دومي
و من نفع الضيا زيدي
ويا أيام تكريمٍ
لمن فازت لنا عودي
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-23-2024, 02:05 AM
موسم الأمطار
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
ألا احذروا مناطق الأمطار
و ما بها من جملة الأخطار
شوارع البلاد قد تَهدمت
بما أتته آلة الحفار
وكل ركن فيه قد تجمعت
نفاية البيوت بالأقذار
فكومة تحوم حول كومة
لتحفظ الحقوق في الجوار
وكومة تعيق درب سائق
على الطريق دونما إنذار
وتجبر الذي يقود حاذرا
محاولاً تجنب الأضرار
على الوقوع غفلةً بحفرةٍ
بعيدة الغور بلا قرار
قد اختفت فالماء سد وجهها
فما تراها في مدى الأنظار
فقائد على الرصيف تارةً
و تارةً قد حك في الجدار
فلم يكن لديه من وسيلةٍ
و ليس عنده من اختيار
وحسبه مشقةً من كل ما
جرى له مصيبة انتظار
إذا توقف المحرك الذي
أتتْ عليه موجة التيار
وأعطبت موصلاتِ طاقةٍ
بها تدوم فترةُ استقرار
وليس هذا كل ما أتى به
على البلاد موسمُ الأمطار
فكم طريقٍ سُد بالماء الذي
جرى كماءِ مَنبعٍ فوَّار
ومنزلٍ بكى عليه سقفه
فدمعه يسيل بانهمار
وأنهرٍ من حولنا لقد جرتْ
مياهها أتتْ من المجاري
فلا تسلْ عن حالنا فحالنا
ينبيك عنه سيء الأخبار
فكم أردنا أن نعيش مثل من
يعيش في بقية الأمصار
وكم طلبنا من ذوي الشأن الذي
ن يعلمونَ شأن كل دار
فلم يجِبْنا منهمُ غيرُ الذي
أتتْ به قوافل الإصرار
من التجاهل الذي قد انتهتْ
حياتنا به إلى الإضرار
إلهنا أجبْ بكل حفرةٍ
تكونتْ بهاطل الأمطار
دعاءنا ليستقيمَ أمرنا
و حالنا بنظرة الأخيار
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-23-2024, 02:06 AM
لا فض فوك
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
لا فُض فوك ولا اختفى
منك الخيال ولا عفا
دم سالماً وانشد لنا
مدحَ الحبيب المصطفى
مدحَ النبي وآله
مَن ربنا لهمُ اصطفى
وادع الإله بحقهم
إن الإله لنا وفى
بالوعد في قرآنه
فاسأل إلهك مُلحِفا
من يسألُ المولى بهم
خيراً له فقد اكتفى
طاب الحديث بذكرهم
و القلب من كدر صفا
يا رب فارحمنا بهم
يا من عن العاصي عفا
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-23-2024, 02:08 AM
نبأ الفرحة
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
نبأ الفرحة في القلب وقع
و ضياء البدر في الليل سطعْ
وفؤادي شكر الله وقد
ذكرَ الخالق حمداً وخشع
فلَكَم كان لِذا منتظراً
ولَكَم كفَّ دعاءٍ قد رفع
بشهيد الطف يدعو وإذا
قام في الليل خشوعاً وركع
وبأهل البيت طراً فبِهم
ما دَعا الداعي دُعَا إلا ارتفع
فَهُم البابُ لخيرٍ وسِوَى
بابِهمْ للمرء يوماً ما نفع
فعليهم صلواتٌ قد نَمَت
و سلامُ الله ذكرٌ ما انقطع
فأجب دعوتنا ربِّ ومَن
رزقه الواسعُ للخلق اتسع
أرِنا مِنَّا إلهي خَلَفاً
سَلِمتْ هيئتُه يوم وُضِع
وكنجمٍ في سما العمر بدا
مزق الظلمة في الليل لمع
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-23-2024, 02:09 AM
مصعد الأحوال
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
إن كنتَ متجهاً لضبط الحال
لا تدخلنْ في مصعد الأحوال
فالمصعد المسكين يندب حظه
من كثرة الأعطال والإهمال
واصعد برجليك السلالم كلها
حتى تذوق مرارة الإذلال
دوراً إلى الأعلى ودوراً نازلاً
في كفك الأوراقُ كالْمِرسال
فاسأل فكم من حاملٍ أوراقَه
ما زال بالأوراق في تَجوال
يوماً لتوجيه المدير موظفاً
بالأمر للإنجاز والإكمال
أو آخراً حتى يوقع ما نسي
بالأمس سهواً في المكان الخالي
حتى لقد بلِيَت وثائق حالهِ
من كثرة التسليم والإرسال
إنْ في القطيف أو الرياض لضبطها
رفعاً لِما قد بان من إشكالِ
ثم اختفى ما قد بدا في وجهه
من قبلُ للإنْهاء من آمالِ
كلُّ الذي قد حدَّدُوه له انتهى
من مدة الإنجاز والآجال
حتى بدا لي في القطيف كأنه
يقضي عقوبته من الأشغالِ
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-23-2024, 02:11 AM
لواء العدل
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
من أين أبدأ والكلام يطول
و المنصتون لما نقول قليل
من أين تشفى أمة مما بها
و القلب مما يعتريه عليل
أم كيف يعتدل القوام وفوقه
حمل من الماضي السحيق ثقيل
فلتسألن تجبك إن بقيت لنا
مما مضى في الخافقين طلول
أبدت ملامح بيت أهل هداية
كل الذي ينمى إليه جليل
حربٌ أتته بقضها وقضيضها
حتى توارى مشرق وجميل
فيما تراه وما له تسمع وما
تقرأه مما يستباح دليل
فتوى تهيء للقباب معاولا
و الكف ممن يسمعون تزيل
تلك المساجد للذين تعلموا
سفك الدماء مدراس وفصول
والردع في أدنى الحدود لأنه
شجب على طرف اللسان خجول
ما للأمان إذا وهت أركانه
حتى يكون كما يراد سبيل
مهما تعاورت القواضب بينها
قتلا فلن يشفى بذاك غليل
سنت لها الأسلاف سنة رافض
للحق، للنبإ العظيم خذول
يسعى ويحمل قسوة في كفه
بالرافضين لما يراه صؤول
حتى توارثت العصورُ ضلالة
تاهت بها في العالمين عقول
لم تستنر يوماً بنور هداية
عنها لها للداجيات ميول
باتت على سرر الجهالة لم تحد
عما لها قد هيأته أصول
واستيقظت تلك الفروع فراعها
أن لم يكن فيما تريد حصول
فاستنفرت تحدو سواعدَها التي
تمتد بطشاً بالنفوس ذحول
ردت وعطلت الحدود ولم تقم
فرضاً عليها والكلام يطول
واستأثرت كالسابقين وما لها
مهما ترغب في النفوس قبول
حتى كأن الدينَ سيف قاطع
في كفها تجري به وتصول
ميدانها كل البلاد ومالُها
مما استباحت أحصن وخيول
فاسترحم العصر الكليم فقد طغت
مما أتاه المفسدون سيول
حتى استغاث ولم يكن من منقذ
إلا الذي للأولياء سليل
فالله قد وعد الذين استضعوا
في الأرض ليس عن الوعود حؤول
في سورة القصص الشريفة وعده
و الوعد صدق والآله كفيل
لو لم يكن في الكون إلا يومه
فاليوم للأمر الخطير يطول
حتى يعود النور من مشكاته
يبدي الضياء وللظلام يزيل
والعدل يرفع في الأنام لواءه
نصرا ورأس الظالمين ذليل
والخوف تصفد بالقيود أكفه
و الأمن في كل البلاد سديل
والطيبات على الموائد قد دعت
يقتات منها راحل ونزيل
والخير يبسط في البلاد رداءه
حتى تنادي المقبلين فضول
والأمة الولهى تعافى جسمها
من بعد ما دق العظام نحول
تلك الحياة مع الإمام إذا أتى
تخضر من بعد الجفاف حقول
تلك الحياة فكل شيء فاخر
ما مثلها في الكائنات مثيل
والأمر تم وللظهور أدلة
بانت كما أنبا العباد رسول
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-23-2024, 02:13 AM
سيف العدل
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
تهفو إليك سيدي الأفئدة
فالله في القلب اسمكم أوجده
لا عشتُ إن لم أر في خافقي
نبضاً لكم تحمله الأوردة
يقرع بابَ رفدكم للندى
حاشاك في وجهي أن توصده
قد فاز من يَمَّمه عارفاً
كم نال من يسألكم مقصده
كم للذي والاكمُ نفسهُ
طابت وكانت دونكم مُجهَدة
طوبى لعبد نال ما يبتغي
مما تفيضون فما أسعده
نال بكم كل الغنَى والذي
والى سواكم ما له أرصدة
فالأمر قد صار بكم صالحاً
لكنَّ من خالفكم أفسده
عطل لله حدوداً بما
إبليس من ضلاله زوَّده
حرم ما حلله ربنا
يخالف النص فما أبعده
لا حلل الله له طيباً
لا طيب الله له مورده
للباب كم جاء ولكنه
عن فتحه حاول أن يوصده
حتى تبنى نهجه تابع
يحمل فكراً ناره موقدة
يحمل حول خصره ناسفاً
و العزمَ للفتك بنا أوقده
يزعم أن ما به قد أتى
على خطى الخلافة المرشدة
يكذب واللهِ لقد جاء من
عصابةٍ مارقةٍ مفسدة
مذهبها القتل وأفكارها
من ناشرٍ للظلم مستوردة
أغرى بما يملك عقلا دنا
حتى إذا استماله جنده
الذيل بالمال لها داعم
و الرأس بالصمت وبالأعتدة
والكل في ساحة إرهابه
معيارَه المغلوط قد حدده
يكشف للعالم نهجا بما
أدخل من مَظلِمة جدده
والأمن مما قد لبسنا أتى
ينزعه عنا وقد بدده
كل الذي واراه من فعله
أظهره اليوم وقد أكده
ضاقت بنا الأرض وأبوابها
مهما وردنا سيدي موصدة
أغلق درب الخير بالشر من
درب الرخا في بيته عبده
ليس لبطنٍ ساغبٍ زرعه
فالظلم كم جاء لكي يحصده
والعدل أبلى الجورُ أثوابَه ال
بِيضَ وبالأصفاد قد قيده
حتام تبقى سيدي غائباً
و المعتدي سهم الردى سدده
لم يُبقِ فينا سالماً آمناً
إلا على آلامه وسده
لم يُبقِ عسراً كاد أن ينتهي
إلا علينا سيدي شدده
يهدم مأوى الناس في أرضهم
لكن ما في أرضه وطده
إعلانه حفظَ الحقوقِ التي
للناس في العالم كم ردده
يخفي به تلك النوايا التي
حيكت لشرٍّ كان قد مهده
فانهض بسيف العدل يا سيدي
و اقطع لسان الجور وابتر يده
وانشر لواء الحق حتى إذا
رفرف فوق الناس والأصعدة
ابتهج المؤمن مستبشراً
و الكافر استنكف أن يشهده
لكنه الحق الذي ربنا
بيَّن في الذكر لنا موعده
يسطع كالشمس إذا أشرقت
يبيض ما ثوب الدجى سوده
سبحان من للعدل في خلقه
من بعد ظلم قد طغى خلده
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-23-2024, 02:14 AM
شمس الإمامة
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
شمسُ الإمامة يا مخالف ساطعة
مهما تحوم لسَترها من شائعة
كم حاولت من قبلُ سَترَ ضيائها
أستارُ ليلٍ للضياء مقاطِعة
لكنها لَم تستقم إلا بها
كم مرةٍ كانت إليها فازعة
حتى ترى النور الذي لو لاه كا
نت في الظلام بما تحاول ضائعة
هلا اهتدت بإمامها من نوره
تُلقِي القيادَ له بنفسٍ طائعة
ربي اصطفاه لأنه أهل بما
قد كان يحمل من صفاتٍ رائعة
والمصطفى في الناس بلَّغ أمرَه
يومَ الغدير وكل أُذنٍ سامعة
حتى تناهت للورى أخبارُه
في كل دار في الديار الواسعة
طابت بحسن ولائها نفس له
كانت وما زالت تجاهد تابعة
أما التي رغم البيان تنكَّبتْ
عند السؤال غداً فما هي صانعة
فلنَحتَكِم يا من تُقدم غيرَه
في كتبكم تلك الفضائل شائعة
فافتح لها العقلَ السليمَ فربما
عما تقول تكون يوماً رادعة
حتى تسيرَ إلى الهداية مبصراً
ترنو إلى تلك الثمار اليانعة
في دوحة الخلد التي أغصانها
بالطيبات من السجايا فارعة
والعين تحت ظلالها تجري وما
زالت بأنواع المعارف نابعة
فاسأل عن الصدِّيق كنزَ المتقي
و الدرَّ تلق بها الثلاثة طالعة
حزقيل والنجار بعد إمامنا ال
كرار أفضلِهم بغير مُنازَعة
واسأل ينابيع المودة كيف سا
د الخلقَ من تلك الصفات اللامعة
في العلم أو في الحلم أو إسلامِه
قد كان أوَّلَهم فحاز جوامِعَه
يسعى وصياً للرسالة والهدى
للناس يكشف من هُداه منابعَه
ثم استزد إن شئتَ من مستدركٍ
ينبيك من للحوض حاز مَشارعَه
واسأل ينابيع المودة كي ترى
إن الولايةَ يا مخالف شافعة
من ذا سواه أخو الرسول وحسبه
كانت له خيرُ البرية رافعة
فُزنا وخاب مُجاهرٌ في بغضه
يوماً يعَض بما جناه أصابعه
فاعلم بأنك مثلُه إن لم تكن
قد صنتَ نفسَك قبل يوم الواقعة
فادرِك سويعاتِ الزمان لأنها
زادت إلى خط الفناء تسارُعَه
والحَقْ بركب المهتدين إلى الهدى
نهجاً تجد بالمهتدين منافعَه
واتْبع وصيَّ المصطفى من خلَّد ال
رحمان في آي الكتابِ مواقعَه
عد للينابيع التي تجري فقد
ضمَّت أحاديثَ النبيِّ القاطِعة
حيث استُجيبَ له الدعا مِن بعد ما
كفَّاه كانت بالتذلل ضارِعة
قد عيَّن الله الوصيَّ وزيرَه
إذ لا يليقُ به سوى مَن تابَعَه
هارونَه قد صار يعضِد أمرَه
في كل أمرٍ في الرسالة شايعَه
حتى لقد آخاه دون كبيرِهم
ما نال مثلَ إخائه من نازعَه
في قلبه جعل الشجاعةَ دونهم
تَفني العدوَّ إذا أتاه وصارعَه
أعطاه دون سواهُ ثوبَ مهابةٍ
ضافٍ يراه المعتدون كقارعة
بالمصطفى قد كان أولَ مؤمنٍ
دون الذي بالجهل ردَّ وشانَعه
قد كان أولَ مؤمنٍ ومُصدقٍ
حتى استطال إلى علاه مُتابَعة
قد كان أولَ من أتاه موَحداً
لله دون تباطؤٍ ومُمانعة
فاستوجب الشأنَ الرفيعَ من الهدى
حتى ترأس بَعثَه وطلائعَه
قد ساد كلَّ الأوصياء كرامةً
فاز الذي والى الوصيَّ وبايعه
إن اللحوقَ به لَدارُ سعادةٍ
للطيبات وللمكارم جامعة
والموتُ في حب الإمامِ شهادةٌ
تسمو بها تلك النفوس الرائعة
والله في التوراة قد قرنَ اسمه
باسم النبيِّ فما تقول الشانِعة
زوجُ البتولِ ابناه منها سيدا
أهلِ الِجنان ذوا الصِّفاتِ الناصعة
إن الأئمةَ منهما حُجَجٌ على
خلقِ الإله بأمرِ حقٍّ صادعة
أبوابُ علمٍ ما أتتها أنفسٌ
إلا أتت يوم القيامة وادِعة
تنجو من النيران من لاذت بها
حباً ومَن لَم..سوف تأتي هالعة
طوبى لمن كانت لحب إمامها
في المهد من ثدي الولاية راضعة
تأتي غداً يوم العُبوس ووجهها
شمسٌ على ليلِ الخلائق ساطعة
والله يُدخِلُها الجِنانَ لحبه
حتى ترى ألطافَه وبدائعَه
صلَّت ملائكةُ السماءِ على الرسو
لِ المصطفى وعليه سبعاً خاشعة
إذ لم يُصَلِّ سواه فيها غيرُه
لله يبدي ذلَّه وتواضُعَه
هذا حديثُ ابنِ الأثير بِ أسدِه
إن كنتَ قارىءَ ما به أو سامِعَه
قد كان أولَ مُؤمنٍ ومُصافحٍ
للمصطفى المختار يومَ الواقعة
إن تسألِ الصدَّيقُ والفاروقُ مَن
قلنا لك الكرارُ دون منازعة
فلتذهبنَّ إلى الينابيع التي
كم أظهرَت للناظرينَ مَطالعَه
أو فاسمعنْ ما قاله ابنُ عساكرٍ
في حقه أو فاسألنْ من تابعَه
تاريخه فيه الكلامُ لأحمد ال
مختار من للعلم صان منابعَه
للعلم كان مدينةً ما بابُها
إلا عليٌّ دون من قد نازعَه
فليأتِ طالبُ علمِها مِن بابِها
ما نالَ علماً نافعاً من خادَعَه
أو فاقرأنَّ شواهدَ التنزيل أو
فلْتسألنَّ إذا رغبتَ مَراجِعَه
فيه الإمامُ ومن أتى من بعدهِ
للذكرِ أهلٌ فاسلُكنَّ مهايِعَه
هم معدِن التأويل والتنزيل هم
للعلم أهلٌ فارفعنَّ مَوانعَه
كي تستنيرَ بعلمِهم مثلَ الذي
للعلمِ يفتح قلبَه ومسامِعَه
عينيك فافتح في ال مناقب قارئاً
إنَّ الصفاتِ لذي الولاية ناصعة
في قول أحمدَ يومَ كان مُحَدثاً
و الشمسُ كانت للخلائق طالعة
هذا الوصيَّ أميرُ أبرارِ الورى
سيفٌ على تلك النفوس الخالعة
عَهْدَ الإلهِ من النبيِّ أبتْ وقد
كانت له ما كان يأمر طائعة
والله ناصرُ ناصرٍ لِوليه
ما كان في سلمٍ له أو واقعة
والله خاذلُ خاذلٍ من بعد ما
بانت له تلك الحقائق صادعة
والحكمةُ الرحمن أنشأ دارَها
في المصطفى بالعلم كانت واسعة
ضمَّت علومَ الطاهرين وبابُها
فردٌ مناقبهُ الكثيرة ذائعة
فردٌ أشاد به الإله وبعدَه ال
مختار أظهرَ شأنَه ومَواقعَه
المرتضى بابُ الفضائلِ بابها
دون الذي بغضاً أثار زوابعَه
للترمذي القولُ في سننٍ له
فاقرأ حُبِيتَ من الكتابِ منافعَه
أو في المناقب إن أردتَ حديثَه
فاسأل ودع ممن يحول ذرائعه
واقرأ إلى ابن عساكرٍ تاريخَه
حتى ترى تلك المناقبَ لامعة
الحكمةُ الأجزاء فيها عشرةٌ
هذا الذي قال الرسول وتابعَه
للناس جزءٌ لا سواه وتسعةٌ
للمرتضى ما نالَ فردٌ ما معَه
واقرأ له في صفحةٍ أخرى تجد
عِلمَ الرسولِ إلى الإمام تتابُعَه
ألفٌ من الأبوابِ تفتح مثلُها
آثارها فوق المنابر شائعة
واقرأ ينابيعَ الكراماتِ التي
بالرائعاتِ من الفضائلِ نابعة
فالحوضُ صاحبُه عليٌّ واللِّوا
قد كان في كل المعارك رافعَه
للمصطفَى كان الوصيَّ ووارثاً
منه العلومَ وردَّ عنه ودائعَه
لله كان أمينَه في أرضه
يهدي وينشر في النفوس شرائعَه
محبوبُ قلبِ المصطفى قد كان لل
موروث مِن علمِ النبوةِ جامِعَه
مستودعٌ تلك المواريثِ التي
للأنبياءِ وكان منها ذا سعة
لله حجته على كل الورَى
منه استنار بعلمِه من مانَعه
ركنٌ إلى الإيمان مصباح الدجى
نور الهدى منه البصائر ساطعة
للناس رايتُهم وللإسلام قد
كان العمودَ به اهتدى من تابعَه
الخلدُ مأوى تابعٍ للمرتضى
و النار مثوى رافضٍ قد قاطعَه
ما ودَّهُ بالحب إلا طاهرٌ
و المبغض ابن خبيثةٍ أو جالعة
مولًى لمن والى الرسولَ وقائدٌ
للغر ما قامت لحقٍّ واقعة
مولىً ويعسوبٌ لمن قد آمنوا
للرشد قد كان الطريقَ الواسعة
بابٌ لعلمِ المصطفى ومبيِّنٌ
مِن بعده للعالمين شرائعَه
إيمان نفسٍ حبُّه ونفاقُها
بغض له مِن عينِ حقدٍ جارعة
فانظر إلى سفَطِ اللآلي كي ترى
ما قد رأى مِن لؤلؤٍ مَن طالَعه
وانظر لمسلمَ في الصحيحِ حديثَه
إن شئتَ وانظر أصلَه ومَراجِعه
وانظر ينابيع المودة كم بدت
فيها مناقبه العظيمة رائعة
في السلم أقدمُهم وأكثرُ منهمُ
علماً لما قد نالَ منه جوامعَه
ديناً أصحُّهُمُ وأفضلُهمْ يقي
ناً دون مرتابٍ أثارَ لواذعَه
في الحلمِ أكملُهم وأسمح منهمُ
كفاً وأشجعهمْ بغير منازعة
قد شاء ربي أن يكونَ إمامَهم
مهما بدتْ للطامعين مُدافعة
أقضاهمُ بالذكرِ من رب الورى
مَن غيره ترضى به المتنازعة؟
يا مَن تحب محمداً أحبِب علي
ياً فالمحبة دونه ما نافعة
ما نالَ عبدٌ للرسولِ ولايةً
إلا بحب أخيه لا مَن قاطعه
قد دوَّن ابن عساكرٍ تاريخَه
فاسأل تجب ما كنت عنه مُراجِعَه
واسأل ينابيعاً جرتْ حباً له
طابت يدٌ للحقِّ كانت زارعة
كانت بماء الودِّ تسقي أرضَها
حتى بدت منها المحبة طالعة
تبدِي الفضائلَ للوصي المرتضَى
كالشمس تشرق في المشارق ساطعة
جبريلُ يوماً جاء يحمل للهدى
بشرى أبانت للوصي مواقعه
يُنبيهِ أنَّ الله أكرمه بما
أبدى فقد أبدى إليه تواضعه
فالخدَّ عفَّر في الترابِ تضرعاً
يُجري على ذاك التراب مدامعَه
باهى الملائكةَ الإلهُ يقولُ في
أرضي انظروا نفساً لعبديَ خاشعة
فلتشهدوا هذا إمامُ خليقتي
مولى البريةِ دون أي منازعة
إن الينابيعَ التي منها جرت
تلك المودةُ لم تزل لك نابعة
قال الرسول: أنا أخوك وأنت لي
منهم أخٌ قد كنتَ أذناً سامعَة
حتى اجتباك إلى الإمامة ربنا
ما للإمامة غير نفسٍ طائعة
إني أبٌ وكذاك أنت لأمةٍ
ترجو شفاعتنا بيوم القارعة
أنت الوصي ووارثي وأبٌ لِوُل
دي أنتَ مَن فاز الذي قد تابَعه
والتابعون إليك أتباعي ومَن
والاك والاني بنفسٍ قانعة
والمعتدون عليك أعدائي غداً
كلٌّ سيأتينا بنفسٍ جازعة
ما صاحبي إلاك يومَ غدٍ على ال
حوضِ الذي يروي النفوسَ الناجعة
ما صاحبي إلاك عند مقاميَ ال
محمودِ في جنات ربي الواسعة
ما لِلِّواء سواك يحمله غداً
إذ كنتَ في الدنيا أمامِي رافعَه
إن الذي والاك يَسعَدُ والذي
عاداك يَشقَى في الجحيم النازعة
تأتي الملائكُ للإله تقَرباً
بالحب فيك إذِ المحبة نافعة
أهل المودة في السماء تفوَّقوا
فالأرض في أعدادها متواضعة
لله أنت على الخلائق حُجةٌ
نالتْ بك المقصودَ نفسٌ تابِعة
قَولي وقولُك واحدٌ لم يختلفْ
لله ينشر دينَه وشرائعَه
نهيِي ونهيك واحد عن كلِّ ما
تأتيه نفسُ في المآثم ضالعة
أمري وأمركَ حين تأمرُ واحدٌ
طوبى لمن كانتْ لأمرك طائعة
من قد أطاعك يا عليُّ أطاعني
منَّا يهيء في الجِنان مواقعَه
عاصٍ إليك إلىَّ عاصٍ لن يرى
يوم الحساب سوى الجحيم اللاسعة
حزبي وحزبُك حزبُ ربي واحدٌ
و الله ينصر حزبَه ومُتابِعَه
واقرأ لأحمدَ مسنداً يا صاحبي
فيه الفضائلُ قد أتت متتابعة
حتى متى تبقى بغير هدايةٍ
و العين منك عن الهداية هاجعة
عشرٌ بدتْ مثل المصابيح التي
بالنور كانت في الحوالك فاقعة
قال الرسولُ: لأبعثنَّ إليهمُ
بعد التي عادت تُجبِّن هالعة
من ليس يخزيه الإله بموقفٍ
بالنصر يختمُ كيف شاء وقائعه
فالمصطفَى أعطاهُ رايةَ نصرهِ
مِن بعدما الأنظار كانت طامعة
حتى تقدمَ لليهود مزمجراً
للباب كان بكل عزمٍ قالعَه
ب التوبة المختارُ أرجعَ غيرَه
حتى يبلغَها الإمام بما معَه
فرداً يحب الله والهادي الذي
أعطاه من علمٍ لديه جوامعَه
والَى الرسولَ ولم يجبه سواه مِن
أرحامِه مَن كان يشهَر قاطِعَه
والاهُ في الدنيا وفي الأخرى معاً
قد كان حاملَ ما أتاه وشارِعَه
قد كان أولَ مُسلمٍ بعد التي
قد أسلمتْ خلف الرسولِ مُتابِعة
في آية التطهير أدخلَه الهدى
كُن قارئاً تفسيرَها أو سامِعَه
واسمع مصادِر أهلِ بيتِ محمدٍ
لا قولَ من عادَى الوصيَّ وقاطَعَه
إنَّ الوصيَّ فدَى الرسولَ بنفسه
و الشركُ يحملُ للرسولِ قواطعَه
قد باتَ ينتظرُ الردَى بفراشهِ
كي لا تحِلَّ بمن فداه الفاجعة
إن الوصيَّ لأحمدٍ هارونُه
و هو الخليفةُ دون مَن قد نازعه
والترمذي أبانَ في سننٍ له
ما ردَّه المختار عنه ودافَعه
ماذا أردتم مِن عليٍّ إنه
مني ومنه أنا فقل للشانعة
وابن الأثير عن ابن حمزةَ قد روَى
إنَّ الحديثَ به لَشمسٌ ساطعة
بالناسِ أولاهُم عليٌّ بعد مَن
للدين كان بكل عزم رافعَه
والدر فيه الدرُّ يبزغ نيراً
كالبرقِ ومضته المضيئة لامعة
يوماً بخاتمه تصدق راكعاً
و الكف ممن جاء يسأل ضارعة
والله أنزل بعد ذلك إنما
كفاً لمن ردَّ الولايةَ صافعة
والمتقي يروي، عليك ب كنزه
إن اللآلي في الكنوز لناصعة
مولى الرسولِ يقول عنه محدثاً
تأتي غداً من بعدِهِ متدافعة
حتى تقاتلَ بالسيوفِ وليَّها
يعني عليَّا ذا الصفات الرائعة
حقٌّ على الله العزيزِ جهادُها
حتى يثبِّتَ في القلوب مواقعَه
أما ينابيع المودة لم تزل
بالعذبِ من شَهد الولاية نابعة
للمرتضى بعد الرسولِ على الورى
أن يسمعوهُ بطاعةٍ متتابعة
مِن غير معصيةٍ له يأتونها
إذ إنها مع طاعةٍ متقاطعة
في المرتضى خيرُ الخصالِ تجمَّعت
كم ذا تمنى بعضها من نازعَه
لو أنَّ منها خصلةً في غيره
كانت له بين الخلائق رافعة
مولًى لمن مولاه أحمدُ في الورى
هارونُ أحمدَ في الرسالة تابَعه
من أحمدِ المختارِ والمختارُ من
هُ انظرْ بأحداث الزمان وقائعه
إن التي تعصي الوصيَّ لأحمدٍ
تعصي ومن تسمع له هي طائعة
من سالمتْه لربها قد سالمتْ،
من حاربته فللإله مُنازعة
إن التي والتْه والتْ ربها
كم ذا تكون به لسوءٍ دافعة
واقرأ إلى ابن عساكر ما قد روى
إن كنتَ للتاريخ عنه مُطالِعَه
قال الرسول: تكون بعدي فتنةٌ
فيها الوصيْ يَهدي الذي قد تابعَه
فلْتلزَمُوه لأنه الفاروق بي
ن الحق والفكر الذي قد دافعَه
وهو الذي مع شيعةٍ من حوله
فازوا غداً طوبى لمن قد شايعَه
هم في غدٍ في جنة الخلدِ التي
شيدت بها تلك القصور الواسعة
خير الورى الكرارُ قال: محمدٌ
دون الذين ترى بغير منازَعَة
فاقرأ هُديتَ لكل علمٍ نافعٍ
من قبل أن تأتي عليك الواقعة
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-23-2024, 02:15 AM
في قرية الألعاب
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
تدور الطائرات ولا أراها
تحط بمن تطير على المطار
تدور وليس قبطان عليها
يوجهها إلى خط المسار
بلا عفش ترى الركاب فيها
لها يأتون من غير انتظار
تراهم في ارتفاع حين تعلو
و تهوي بعد حين في انحدار
إلى أن ينتهي التوقيت فصلا
لأسباب الحراك والاقتدار
ويسعى الراكبون إلى نزول
و كل الراكبين من الصغار
إلى أن ينزلوا منها جميعا
بنظرات تشير إلى القطار
فمنه الصافرات علت بصوت
دعت للعب من هم في الجوار
فبعض للقطار جرى وبعض
إلى أكل البطاطس والفشار
وبعض نحو أنواع الهدايا
و قد تاهوا بصحرا الاختيار
هنا نمر وفوق النمر ظبي
و أنواع الأفاعي في الجرار
وعصفور هناك على غصين
و أسراب البلابل والكناري
وطاووس يهز الريش زهوا
و طير فوق غصن كالهزار
وسيارات إطفاء ونقل
و أنواع المراكب في البحار
وهليوكبترات كالأباتشي
و إف سكستين صناع الدمار
ألا يا أيها الأطفال عيشوا
زمان الازدهار والانبهار
وعن أيامنا إن تسألونا
إليكم وصفها بالاختصار
صغار العمر كنا في زمان
حملنا فيه أعباء الكبار
درسنا العلم في شوق صباحا
و دار العلم كانت خير دار
ولم نعبأ إذا انهالت علينا
عصا الأستاذ ضربا باحتقار
ضحايا العنف كنا غير أنا
ركبنا موجها دون انكسار
تعلمنا الكثير بكل عزم
يشد العزم حبل الاصطبار
تشد العزم أحباب إلينا
بحلقات النقاش أو الحوار
وحلقات الدراسة قبل يوم
به كنا بفصل الاختبار
ويمضي الصبح بين الجد حينا
و بين اللعب في ضوء النهار
وبعد الظهر نحو الرزق نسعى
على الأقدام أو ظهر الحمار
ولم نلعب كما أنتم لعبتم
و لم نملك قطارا أو أتاري
ولكنا صنعنا ما لعبنا
به في شارع أو وسط دار
مضت تلك السنين بكل ذكرى
نقشناها على وجه الجدار
جدار العمر مما قد بنينا
فلم تُمحَ النقوش من الكبار
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-23-2024, 02:16 AM
على أبواب الكرام
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
قصتي هذه ستنبيك عمَّن
بالحسين الشهيد في الجسم عوفيْ
زاره لابساً من الشوق ثوباً
قاصداً نَحوه بدمعٍ ذروف
بالذي قد جرى على الآل ظلماً
أبْحراً لم تَجف بأرض الطفوف
مستغيثاً بشبل هارون طه
رافعاً عنده دعاء الكفوف
كي يزولَ البلاء والضر عنه
بعد أمرٍ جرى عليه مَخوف
حسبه شدةً من العيش ما قد
عاشه منه في أمَرِّ الظروف
لكن الضرَّ لم يدم عند قبرٍ
كم به مبتلَى من الضر شوفي
جاء بالماء يلمس القبر حتى
حل في الماء لطف ربي الرؤوف
فاستوت شربة دواءً لداءٍ
بالحسين العطوف وابن العطوف
فلتفز باليقين ما كان صلباً
دونه خاب ذو اليقين الضعيف
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-23-2024, 02:18 AM
زيارة النور
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
زارها النور في الكرَى
جاء من عاليِ الذُّرَى
لونُه عندما بدا
كم لها قد تغيرا
كان يصفَرُّ مرةً
ثم ينسابُ أحمرا
ثم يخضَرُّ تارةً
ثم يزْرَقُّ منظرا
وجهه كان مشرقاً
مثل بدرٍ تدوَّرا
عَرْفُه كان طيباً
ليس مسكاً وعنبرا
باسمِها عندما دعا
عقلُها قد تحيرا
لم تكن تعرف الذي
قد دعاها وأجهرا
واستجابتْ له وفي
شأنها الأمرَ أظهرا
جسمها طابَ واختفى
منه ما كان أشهُرا
فيه يسري وفعلُهُ
نغَّص العيش والكرى
بالرضا طاب حالُها
بعدما قد تكدرا
بارك الله مشهداً
صانه الله أدهرا
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-23-2024, 02:20 AM
إشراقة النور
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
رأتِ الإمام ولم تكن تدري
أن الشفاءَ لها أتى يجري
صُدِمتْ فَرِيعت يا لها فبدت
تشكو من الآلام في الظهر
وتئنُّ من رِجلٍ إصابتُها
قد حوَّلتْ يسراً إلى عسرِ
أُسِرتْ بحالتها التي وجدتْ
فيها العذابَ بقبضة الأسرِ
يئستْ وليس هناك من أملٍ
في أن ترى إطلالةَ الفجر
بضيائهِ ليزيلَ ظلمةَ ما
قد كان في ليل الأسى يسري
فتوجَّه الأبُ حاملاً أملاً
لله بالآياتِ والذكر
قصد الذي قد عاد زائرُهُ
من عندهِ بالخير والبِشْر
وسُميةٌ وجدتْ بساحته
ما قد رأته حقيقةَ الأمر
لجأتْ إلى الشباكِ في حَرمٍ
يكتظ بالآلاء والطهرِ
فرأتْ كتاباً مشرقاً ورأتْ
نوراً على صفحاتِه الخضرِ
يهبُ الشفاءَ بإذن خالقه
حتى أزالَ كوامنَ الضر
فَيَدُ الإمامِ اللهُ باركها
آياتُها تربو على الحصرِ
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-23-2024, 02:22 AM
جواز السفر
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
ضاع جواز السفر
ليس له من أثر
من أجله أفسدتْ
ترتيب ما في الحُجر
بَحثاً ولكنها
لم تلقَ إلا الضجر
تسعون يوماً مضت
لم يأتِها من خبر
قد علمَت بعدها
بِمن يريد السفر
من أهلها قاصداً
لسبط خير البشر
فأودعَت عنده
إلى الهداة الغرر
دعوتَها ترتَجي
منهم إليها نظر
في أمرها كي ترى
في لَمحةٍ بالبصر
جوازَها حاضراً
له القضا قد أمر
فلم يُردُّ الدعا
و ما اختفى قد ظهر
إن الحسين الذي
بِما تراه اشتهر
له استجاب القضا
كما يشا والقدر
فاسأل تُجَب عنده
كم سائلٍ قد ظفر
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-23-2024, 02:25 AM
أحلى خبر
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
راضيةٌ قد رضيت بالقدر
و ما إله الكون فيها أمرْ
في كليتيها قد أصيبتْ ولم
يبدُ زوالٌ منهما للخطر
فالتحفَتْ صبراً على حالها
و الله يَجزي كلَّ من قد صبر
واحتملتْ حالتَها أمُّها
تدعو الذي للكسر كم قد جبر
واتجهتْ حاملةً للرَّجا
في قلبها فوق مطايا السفر
قاصدةً حصنَ الذي كم له
في قلبِ من والاه خيرُ الأثر
فاستقبلتها كفُّ ربِّ الندى
تمتد بالبرء لذاك الضرر
جاءتْ إلى راضيةٍ في الكرَى
رشَّت عليها الماء مثلَ المطر
ردَّت عليها صحةً بعدما
شدَّت قواها بعد ذاك الخور
وانتبهتْ بالبِشر في حالةٍ
لأمها تزف أحلى خبر
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-23-2024, 02:26 AM
أهوى الرضا
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
عمَّت به وبأهله البلوى
قد أخرسته فلم يعد يقوى
لفظاً وعنهم بات منفرداً
حتى غدا بَحثاً عن المأوى
ثم انتهى في أسرة جَعلتْ
من دارها للمبتلَى مثوى
ربَّته والمولى الكريمَ دعَت
أن يرفع المكروه بالنجوى
بِاسمِ الرضا المعصوم دعوتُها
إن الرضا يُسْرٌ لذي بلوى
في النوم جاء وكفه مسحت
للسائلين مواضعَ الشكوى
إن الرضا ما رد سائلَه
إنْ جاء بالإخلاص والتقوى
أندريه صاح اسْمي رضا إني
أهوى الرضا يا سائلي أهوى
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-23-2024, 02:27 AM
أحلام عاشق
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
تغازلني ولم تعلم
بأن الوقت قد فاتا
وإحساسي بما تبدي
من الألحاظ قد ماتا
فقد عشنا بما أبدت
من الهجران أشتاتا
وكُنا من هوى العشا
ق والأحباب أمواتا
فلم نسمع من الحب ال
ذي يروون أصواتا
كأن الدهرَ ألجمنا
على الشفتين إسكاتا
فبِتنا الليلَ نملأهُ
هدوءً ثم إنصاتا
ولم ننبِس ببنتِ هوًى
فساءت حالُ من باتا
وأهل العشق طاب لهم
سواد الليل أوقاتا
وعشت بسجن أحلامي
و لم أر منه إفلاتا
فصغتُ الشوق والأحلا
مَ للمحبوب أبياتا
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-23-2024, 02:28 AM
ليلة السبت
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
يا ليلة السبت عادتْ فيك كوكبةٌ
رأيتُ فيها من الأحبابِ لي رهطا
قد قربتنا من الساعاتِ أجملُها
من بَعد ما ذكَّرَ السُّمَّار من شطَّا
تصرم الليل والأيام تتبعهُ
و كل من سارَ فيها رحلَه حطَّا
قد عاد والدارُ عما كان تسألهُ
لأنه منذ عنها غاب قد أبطا
لكنه لم يجبْ إلا بهَمْهَمَةٍ
بِها الذي قد أتى بالأمس قد غطَّى
وفوق أرضٍ له اشتاقتْ وما برحت
في النومِ بالنفسِ من بعد العنا غطَّا
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-23-2024, 02:29 AM
نعزيك
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
نعزيك يا شيخنا الفاضلا
بأستاذ علمٍ قضى راحلا
تعزيك منا عيون ترى
على ما بها حقلَها قاحلا
تعزيك منا قلوب بدا
لها كل ما ينتمي ثاكلا
نعزي الشريعة من صانها
عزاءً مدى عمرنا واصلا
نعزي نفوساً ترى أنها
أصيبت بسهم أتى قاتلا
يقطع جزءً تبقَّى وقد
تقطع ما قبله عاجلا
بسيفٍ على جسمها قد أتى
فلم يبقِ ساقاً ولا مفصلا
فهلا رحمتم عيوناً هَمى
بما قد جرى حزنُها وابلا
غزيراً كسيلٍ على أرضها
و ما زال مندفعاً سائلا
وهلا حفظتم لها نورها
لكي لا يُرَى بعدها زائلا
وهلا تركتم أموراً بها
سيبقى بها حالنا فاشلا
فإنا نرى دربنا شائكاً
و إنا نرى بعضَه باطلا
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-23-2024, 02:30 AM
ضعف النصف
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
كنتَ يا ابن الأخت نصفا
تشتكي الوحدة ضَعفا
واستويتَ اليوم فرداً
بالذي سواك لطفا
بعدما كنتَ وحيداً
قد حُبِيتَ اليوم إلفا
أنت نصفٌ وهي نصفٌ
صرتُما للنصف ضِعفا
فاشكرنَّ الله إمَّا
غرد الطير ورفَّا
أو دعا مولاه عبدٌ
خاضعاً لله طرفا
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-23-2024, 02:32 AM
رحلة الشام
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
لكم أرفقت أرقامي
تفصل رحلة الشامِ
حساباتٍ لمصروفٍ
على نقلٍ وإطعامِ
وأجرة غرفةٍ عبثتْ
بِها الحشراتُ من عامِ
وترفيهٍ وتسليةٍ
بلا ذنبٍ وآثامِ
ومالٍ قد دفعناهُ
بأمر الحاكم السامي
فإن أحببتَ فاحفظها
بلا جبرٍ وإرغامِ
وإلا فارمها بحراً
تغُصْ في موجه الطامي
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-23-2024, 02:33 AM
اليانصيب
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
رأيت اليانصيب على الرصيف
يقول تعال عندي ما تريد
تعال ابتع بطاقة خيرِ حظ
فحظ المشترين هنا سعيد
ولا تستكثرنَّ السعر منا
فسعر بطاقتي جداً زهيد
فرُحتُ يحثني طمع ومال
و كنزٌ لا نفاد له أكيد
وأفرغتُ الجيوب فما تبقَّتْ
بِها من بعد إفراغٍ نقود
وصُنتُ بطاقتي عن عينِ سوءٍ
فكم من مثلها نال الحسود
وقد أسكنتها في خير حصنٍ
و عنها كنتُ في حرصٍ أذود
إلى أن حان يوم فيه جاءت
ترى ما أنفقت تلك الوفود
على الصفحات إعلاناً مبيناً
به الأرقام من ضعفٍ تميد
فحظٌّ عاثر يأبى صعوداً
و حظ العاثرين هو الركود
وحظ طار يعلو بعد فوزٍ
و فوز الرابحين هو الصعود
ففتشت الصحيفة في ذهولٍ
و خوفي من خفاياها شديد
وقد كان الذي قد كنت أخشى
فرقمي بين أرقام فقيد
فمزقت البطاقة مثل غيري
و كل الحاضرين لنا شهود
فمنها لم نَنَل بالفوز مالاً
و لم تنفع كما ذكروا الوعودُ
فخاب المشتري من يانصيبٍ
كما خابت لنا فيه الجهود
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-23-2024, 02:34 AM
باب فاطمة
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
وباب كان يطرقه النبي
لأخذ الإذن إذ وصى العليُّ
فقال استأنسوا خيراً إليكم
و إلا فارجعوا – هذا زكي
فقد قال ارجعوا أزكى إليكم
و أمر الله في هذا جلي
ولكن ما جرى بالباب ظلم
و عدوان به أمر الشقي
فكن يا باب للأعداء خصماً
إذا جاؤوا وقد جاء الوصي
لهم خصماً بما اقترفوه ظلماً
على الزهراء إذ أمر العُدَيُّ
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-23-2024, 02:35 AM
الضياع
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
رفقاً بعبدٍ جريح القلبِ تحمله
إليكِ أشواقه في السر والعلنِ
فوَّقتِ في قلبه سهمَ الهوَى فهوَى
و لم يزل بعدها ملقى على الوهن
يصارع الليل بعداً عنكِ في وَلهٍ
و لم يذق فيه طعم النوم والوسن
قد شفَّه منك وصْلٌ عاجل فصِلِي
متيماً بات يشكو نُحلةَ البدن
ألحاظك المرهفات الحد ما وجدت
غيرَ الفؤاد العليل اليوم مِن سكن
مياسة القد جذلى قد مشيتِ على
قلبٍ رقيق من الأشواق ذي شجن
مُدَلهاً بات يقضي الليل يبحث عن
شريكة الفكرِ في الأقطار والمدن
فلم يجد غيرَ أمثالٍ له يئسوا
بغير مأوى لهم في الأرض أوْ وَطن
أسَرتِهِ فاعتقيهِ واطلبي ثمناً
و سوف يعطيك جوداً أعظم الثمن
أيامَ عُمرٍ ليالٍ كلها وبها
ما لذ عيشٌ له من غابر الزمن
وليس في عمره إن طال منفعةٌ
خُذيهِ يكفيهِ ما قد نال من حزن
فكم تمنى حياةً ملؤها رغد
لكنه بات في الأوحال والعفن
يسير شبرًا لروضٍ ورده عَبِقٌ
و يقطع الدرب أميالاً لذي نتن
ويطلب الشمس ليلاً وهو في ظلم
من الحياة التي أغرت لمُفتََتن
ويصرف العمر لهواً غير مكترثٍ
بما جرى حوله من كل ممتَحِنِ
ويحسب الفحم تمراً راق منظره
كأنه تحت ظل النخل لم يكنِ
ويمدح الفحم زوراً حين يذكرهُ
كأنه من سواد الفحم لم يُهَنِ
ويسمع اللحن والأنغام تطربه
و كم لها قد صغى بالقلب والأذن
ويطلب النور في الديجور يحسبه
و حوله شع نور المجتبَى الحسنِ
من كان نوراً من الأنوار تحفظه
عناية الله ذي الآلاء والمِنَن
حتى إذا شاء رب الكون أظهَره
ليحفظ الدين بالأحكام والسُّنَن
فكم بدِين الهدَى في الناسِ قد لعبَتْ
قرودُ هندٍ ذووا الأضغانِ والإحَنِ
والظلم قد صار منهم سُنَّةً وبها
دان الكثيرون بين الشام واليمنِ
كم اشتروا أنفساً باعت ضمائرَها
فقدَّمَت سُمَّها في الشهد واللبن
ثم استمالت إليها كلَّ ذي عوج
يُكِنُّ أحقادَه في قلبه الدَّرِنِ
ويطبع الخطوَ ليلاً في مسالكهِ
خلف الذي بين أهل الأرض لم يُعنِ
ولا يبالى إذا ما انهدَّ صرح هدًى
و حقُّ ذي الحق بين الناس لم يصَنِ
وشمس أهل التقَى خوفاً لقد أفَلَتْ
مما به جاء زوراً عابدُ الوثن
فقد تصدَّى إلى الإيمانِ يتبعه
ينوي بحقدٍ دفينٍ غيلةَ الحسن
يا حجة اللهِ يكفي الناسَ داهيةً
فمِدية الحقدِ في الأحشاء لم تَلِنِ
يا صاحبَ العصرِ هذا العصرُ في لُجَج
من المآسي وأهلُ الأرضِ في فِتن
مثيرها قد قضى أيامَه ثملاً
و العابدُ المتقِي في لَيلِه الدَّجِن
يودع الأهلَ والأحبابُ تنظره
و داعيَ الموتِ عند الباب بالكفن
عذراً إمامي فهذا الحالُ ترفعه
أكف شكوَى زمانٍ غيرِ مؤتَمَن
متى ستأتي لأرضٍ شابَ مِفرقُها
ممَّا عليها من الأرزاء والمِحَن
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-24-2024, 02:55 AM
مهوَى القلوب
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
رسولَ الله في قلبي سؤالُ
و منك المرءُ مطلبَهُ يَنالُ
فمنذ علمتُ ما قد كان مِمَّن
تولوا من بِهم قام الضلال
وأُخرِجت العزيزةُ رغم شأنٍ
و أخرى قومُها طَلبوا فنالوا
تشابكت الأمورُ عليَّ حتى
ألَمَّت بي الهمومُ فساء حال
أجبني كي تزيلَ الهم عني
فكم قد نال من جهدي السؤال
تركتَ عزيزةً تُنفَى بحزنٍ
و لم يهدأ لها في الدار بال
وبنتُ المجتبى حسنٍ أقامت
بعز حوله طاف الجلال
ففاطمة التي كم كنت توصي
بِها خيراً كما نطق المقال
وكم تُنمَى إليها مكرماتٌ
و عنها حدَّثتْ تلك الخصال
كفاها دون كل الناس شأناً
رضا الباري إذا رضيتْ يُنال
بقربك لا حِمى تأوي إليه
فقومُك بينها والقبرِ حالُوا
وظلاً تحته ندبتك حزناً
بفأس الحقد والبغضا أزالوا
وعن دار الأحبة أبعدوها
فلا قربٌ يكون ولا اتصال
وفي القلب الأسى اشتد اشتعالا
بِما لاقت بِما فعلوا وقالوا
ولكن ابنةَ الحسنِ بن زيدٍ
نفيسةُ منك ما زالت تنال
أمرتَ بأن تقيمَ بأرض مصر
فلم يحصل لَها منها انتقال
وفيها ووريت جسداً زكياً
فعزَّ على النفوس الارتحال
فأصبح بيتها مهوَى قلوبٍ
على بعد الزمان ولا يزال
تزاحمت النساء عليه حباً
و للبركات زارته الرجال
فكم للمؤمنين به حضورٌ
يقام به لمولدها احتفال
وزوار البتول بكل حين
لهم من سطوة القوم النكال
فكم حول الضريح لهم نباحٌ
و كم جالوا بسطوتِهم وصالوا
متى يا رب تأذن بانفراجٍ
فلا يبقى انتهاك واحتلال
عبدالله جعفر
ريحانة شمران
04-24-2024, 02:56 AM
نداء محرم
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
مُحرمٌ هلَّ ينادي الورَى
أتذكرون شرَّ ما قد جرَى
على الحسين مِن يزيدِ الذي
حسامُه على الهدَى كبرا
مُحرمٌ أقبل ينعى لنا ال
حسينَ سبطَ خيرِ كلِّ الورى
فكلما صاح له نادبٌ
تصوَّرَ الوقعةَ واستحضرا
مدينةُ الرسولِ مَن أسَّسَ ال
رسولُ مَجدَ عزِّها النيِّرا
بكتْهُ حزناً يومَ عنها مشى
و عن ديارِ جدهِ مُجبَرا
فقد أتاه مُرسَلٌ داعياً
عليك للبيعةِ أن تَحضُرا
فردَّهُ السبطُ له قائلاً
عليك بالدعوة أن تَجهرا
فلا أرى يليقُ إسرارُها
و ليس باللائق أنْ تُستَرا
وقولُكم نسمعهُ في غدٍ
و تسمعون قولَنا كي نرى
فلم يرُقْ لَهم مقالاً له
و حكمُهم عليهِ قد أُصدِرا
وكان عالِماً بِما أضمروا
مِن الأمور قبلَ أنْ تظهرا
وغادر البيتَ إلى جده
مُودِّعاً وحزنَه أظهرا
شكا إليه هجرَ أصحابهِ
و ما أتوهُ بَعدهُ منكَرا
وقال قد قام طليق لنا
مرغِّباً ومرهِباً سيطرا
وبالذي عنه نَهى ربنا
و حرَّم الذكرُ له أجهرا
فدتك روحي فأنا راحلٌ
و تاركٌ خلفيَ خيرَ القرى
وزاحفٌ لدين ربي لكي
أعيدَ ما عُطِّل أو أُنْحَرا
وهيأ الرحلَ لأصحابه
و أهلِه وصابراً قد سرى
طوى القفارَ داعياً كلَّ من
رآه للنصرِ وما أجبرا
فكلُّ من ردَّ له دعوةً
يسوءُ يومَ حشرهِ مَنظرا
وكلُّ من كان له ناصراً
ففي غدٍ يُحشر مستبشرا
بِهم لقد سارَ إلى حيثُ ما
أرادَهُ اللهُ وما قدَّرا
وبينما كان بأصحابهِ
إذَا بصاحبٍ له كبَّرا
فقال كبَّرتَ إذاً فلتكن
لنا بِما رأيتَه مُخبِرا
فقال للقومِ نَخيلٌ بدتْ
بعيدةً لكلِّ من أبصرا
فقيلَ لا نعلمُ نَخلاً هنا
و لَم يزلْ كما ترى مُقفِرا
فأبصرَ القومُ ولكنَّهم
رأوا سوى الذي رأى عسكرا
أتى إليهم جيشُ أعدائهم
على قَبولِ أمرِه مُجبِرا
فلم يكن مِن ابنِ بنتِ الهدى
من الْجوابِ غيرُ ما حذَّرا
فواصلَ السيرَ إلى وجهةٍ
أبوه عنها صحبَه أخبرا
تَحيَّر الْمُهرُ بِها لَم يسِرْ
كأنَّما ليثٌ له حيَّرا
فحطَّ والصحبُ رحالاً لَهم
و أهلَه وصحبَه صبَّرا
وقبلَهم رجسُ ابنِ مرجانةٍ
على الفراتِ جيشُه سيطرا
فعبَّأ الرجسُ شياطينَه
ليبدأ الحربَ وما أخَّرا
فأطلقَ الغيُّ سِهاماً له
بِها الرشادَ والنُّهَى أمطرا
فشدَّ جندُ الحقِّ أسدُ الوغى
و جيشُ أهلِ باطلٍ قهقرا
فدارت الحربُ رحًى بينهم
و ساعدُ الحقِّ لَها شَمَّرا
يَموتُ دون دينِه رافضاً
بعزمهِ الثاقبِ أن يُقهَرا
ويقصفُ البغيَ بلا رحْمةٍ
يفرقُ الجيشَ له أشطرا
فيقلبُ القلبَ على جانبٍ
و يُرجِعُ الْميمنةَ القهقرى
ويورِدُ الْميسرةَ النارَ في
لَهيبِ بَحرهِ الذي سجَّرا
ويَكسِرُ الجناحَ من عزمهِ
و كلَّ صفوٍ لَهمُ كدَّرا
كأنَّ في الحومةِ مِما رأوا
مِن الذي جرى لَهم حيدرا
ففجَّرتْ جنودُ سبطِ الْهدَى
دمَ العدا على الثرى أبحرا
وسالت الأبْحرُ من بعد ذا
تشقُّ في طريقِها أنْهُرا
يرى الطواغيتُ بِها صورةً
تُريهمُ الأفضلَ والأجدرا
تريهمُ الذكرَ لذي مبدأٍ
فغيرُ ذي المبدأ لن يُذكرا
ومَن يرُم حُكماً بلا حكمةٍ
بلادُهُ عليه لن تصبرا
فما لهُ بقلبِها مَسكنٌ
و إن رقى مادحُه مِنبرا
وإن سَعتْ لكاذبٍ كفُّه
و عنه كلَّ صالحٍ سطَّرا
وإن دعا بِمالِ مستضعفٍ
مِنَ الذي استحل مستأجَرا
ليقلبَ الحقَّ له باطلا
و كلَّ فعلٍ حسنٍ منكرا
ليسألوا الْماضيَ هل للذي
بدينه وشعبه استهترا
ذكرٌ على صفحةِ أيامنا
و هل رأوا بشأنهِ مُخبِرا
قلِ اذهبوا نَحو قبابٍ لِمن
بِحبِّ عارفٍ بهِ استأثرا
تروا هناك حاكماً عادلا
فمن له يلجأ لن يَخسرا
فكم قضى حاجةَ ذي حاجةٍ
و عُسرَ من شكا له يَّسرا
وفي غدٍ إذا حُشِرتم ترَو
نَ مِمَّا قد رأيتمُ أكثرا
فقل لِمن عابَ علينا الذي
يَجهلُ ما نعلمُ واستنكرا
ولَم ترَ الحزنَ على وجهه
و كلَّ ما نعملُه استكثرا
رسولنا بكى على سبطهِ
فكن إذا ما عِبتَ مُستغفرا
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-24-2024, 02:56 AM
تجارة خاسرة
انشر كما يَحلو لكا
و اسلك بِتَيهك مسلكا
واهبط بوديان الهوى
قطِّع بذلك نعلكا
واصعد كغيرك شاهقاً
و اشهر بحقدك نصلكا
واحشد حشودك وادعُهم
الأقربين وأهلكا
واصرخ بصوتك عالياً
في المسلمين لعلكا
ثم استلِم مِن آمرٍ
تلكَ الجماعةِ دَخلَكا
مهما ضربتَ بصارمٍ
تلك الرقاب فأهلكا
مهما تفجَّرَ ناسفٌ
حول الحشود ودكدكا
مهما تزحزحَ ثابتٌ
عن أصله وتحركا
لن تستطيعَ بلوغَ ما
نالَ الأوائلُ قبلكا
قِس ما تشاء بفِعلهم
يا ذا العداوةِ فعلَكا
تلقَ الذي انفصمَت به
تلك العُرَى لك أنْهكا
إن الذي استدعاك لِلْ
فعلِ الشنيعِ أضلكا
حتى لقد أسْمعته
مِما يردد قولَكا
ثم اشترى ما بِعتَه
أغلى النفائس عقلَكا
هلاَّ سألتَ ذوي النُّهى
عمَّن يُخالط أصلكا
عمن تَخلف عن هدًى
للعالَمين وأوشكا
قد ردَّ أمرَ المصطفى
للمسلمين فأربكا
حتى جحدتَ مقالةً
فعلاً يُبيِّن ميلَكا
قد ملتَ ترفضُ من بِها
في المسلمين تَمَسَّكا
عبتَ الذين لَها انتموا
تُبدِي بذلك جهلكا
فلتحصدنَّ بِه غداً
مِن بعدِ عِزكَ ذُلكا
تَحتَ الثريا كالثرى
ما في الحياةِ أقلَّكا
سقفُ الإمامِ أظلنا
أيُّ السقوفِ أظلكا
يومُ الظهورِ له بدَتْ
شَمسُ الشروق وأوشكا
لن تنجونَّ إذا رأي
تَ الأسدَ تزأر حولَكا
لن تؤجرنَّ وإن تكن
مِمن دعا وتنسكا
ما لَم تكن بِمحمدٍ
في آلهِ متمسكا
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-24-2024, 02:59 AM
تاج الشجاعة
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
في كل حين يُذكَرُ العباسُ
تأتي الدواة وينهض القرطاس
تنوي صياغةَ نشأةٍ علويةٍ
طابت بتربة حقلها الأغراس
تروي لعاشق سيرة البطل الذي
ما إن ذَكرتَ يُقلَّه استئناس
حتى يُحلقَ والسرورُ جناحه
لَم يستطع وصفاً له الإحساس
درٌّ تَحدَّر من سلالة حيدرٍ
ما التبر ما الياقوتُ ما الألْماس
لا الحبرُ لا القلمُ استطاعَ بِما جرى
لليومِ وصفَ سرورِنا لا الناس
من يومِ مولدِنا نُناغَى باسْمِه
حتى استحال دماً بنا الإيناس
ذكرُ اسْمِه في الْمَهد لذَّ فطاب لي
نومي ورقَّتْ بالْهوَى الأنفاس
والنفسُ بالذكرِ الْجميلِ غنيةٌ
لا يعتريها النقص والإفلاس
والقلبُ من ذِكرِ الأطايب طاهرٌ
مهما يُحاولُ وصمَهُ الأنْجاس
أبوابُهم مفتوحةٌ لَم تطرُدِ الز
وَّارَ عن أبوابِهم حُراس
إن تأتِها تلقَ المشاربَ عندهم
تصفو وتُترَعُ للهَيُوفِ الكاس
بابُ الحوائجِ فأتِهِ مستسقياً
و اسأل تُجِبكَ بِعذْبِها الأعساس
ساقي العطاشى ما ذكرتُ مسيرَهُ
إلا تَجلى لي الوفا والباس
كبشُ الكتائبِ في الوغى لَم تُثنِه
عمَّا أراد الُبتُر والأتراس
حامي الظعينة في المسيرةِ للفِدا
تَجثو أمامَ نَجيبه الأفراس
لو قيسَ بالشجعان يوماً لانثنى
رفضاً لأمرٍ جاءهُ الْمقياس
ما ذا يقيس الواهُمون وليس في
ليلِ الفوارِس غيرُه نبراس
سهمٌ إذا انطلقت شرارة بأسهِ
و القوم مهما أطلقوا أنكاس
صانته من أم البنينِ رعايةٌ
قد أنْجبتها في الورى الأحْماس
كم ألبسته من الصفاتِ روائعاً
لا يرتدي منها سوى الأكياسُ
حتى ترعرعَ واستطالَ يَحوطه
بالفضلِ مِن أربابهِ مِدراس
تاج الشجاعةِ لا يليقُ لغيرِه
لو لاهُ ضَمَّت تاجَها الأرماس
في الحربِ تدعوه البطولة كلما
رنَّت تأجج نارَها الأجراس
كراً يطاردُ في الوغى فرسانَها
فهي الطرائدُ خلفَها الدوَّاس
يا لائمينا فيهِ أو في أمهِ
أو في الذين بِهم يُردَّ الباس
كفُّوا ولوموا إن أردتُمْ من بِهم
فيكم تغلغلَ نافثاً وَسواس
إنا نكف ولا نعاتب لائماً
يا قومُ ليس لديكمُ عباس
فلتسألوا التاريخَ يُخبرْ أننا
نَحن الأسودُ وأنتم الأتياس
ولتخلعوا ما تلبسونَ فحسبكم
مِما لبستم تلكمُ الأدناس
ولتنظروا مَن خالطوا أحسابَكم
فالعرقُ يا من لُمتمُ دساس
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-24-2024, 03:00 AM
أسد الحق
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
شعبان بالمولد الميمون يفتخر
في ثالثٍ منه لَما أن سرى الخبرُ
في يثربٍ حيث مِمَّن كان مبتهجاً
امتدَّ للنور من بيت الهدى بصر
لَما انقضتْ من هدى الْمُختار ثالثةٌ
بانتْ علاماته والفضل والأثر
فاعتاد أهل الوِلا إحياءَ مولدهِ
في كل عامٍ له الأفراحُ تنتشر
واعتاد ذو النصبِ مِن بغضٍ يؤرقه
ناراً بأحشائه بالحقد تستعر
يا ربِّ فاحرق بِها مَن كان أوقدها
بغضاً ولَم تغنِه الآياتُ والنذُر
لا ضيرَ مهما تعامى القومُ عن حدثٍ
فيه الْملايين لابنِ المرتضى حضروا
في بقعةٍ كلما ازدادُوا بِها اتسعتْ
عشاقُها كم بِمن يأوي بِها أسِرُوا
ما فُضِّلتْ بقعةٌ، حتى ولو شرُفتْ
قدراً، عليها فعُوا يا أيها البشرُ
حتى ولو مكةٌ قيستْ بِها شرفاً
فلا نراها عليها الدهرَ تشتهرُ
فالله قد فضَّل الأرضَ التي حفظتْ
نورَ الهدى، هكذا الماضون قد ذكروا
لكنَّ قوماً تعامَوا عن سنا شرفٍ
لَم يهتدوا بالهدى مهما له نظروا
كم سجلَ الدهر برهاناً به اتضحتْ
تلك الكراماتُ بين الناس فاعتبروا
شأن لقد صانه في الذكر خالقُنا
تُبديهِ ما استوضحتْ قراؤها السورُ
شأن لقد صاغه المختار عِقدَ هدًى
من دونه التبر والياقوت والدرر
في سيرةٍ لَم تنل مقدارَ خردلةٍ
منها ولو بالغت في طمسِها السِّيَر
مدفوعةَ الأجر تنوي حجبَ نورِ هدى
كم من حجابٍ على الأنوارِ قد نشروا
كم حاولتْ رفعَ من يَمشي وينشرها
حتى لقد زحلقَ الرجلين مُنحدر
يهوي بِهِ واهنٌ من غير مقدرةٍ
قد نالَها غيره بالصدق مشتهرُ
ما نالَ مَن ينشرُ الأستارَ بُغيتَهُ
فالسترُ يبلَى ونورُ الحق منتشر
قد مزقَ الليلَ في ساحاتِ معركةٍ
أسيافُه الكرُّ والإقدامُ والظفر
فرعٌ من الأصل في بدرٍ وفي أحدٍ
هل بين أحفادِ ليلِ الشركِ مُدَّكرُ
هل بين أجدادِهم من يُستغاثُ به
أو مَن إذا شدَّ في الأحزاب ينتصرُ
تلك البطولاتُ في الأشرافِ من نفرٍ
ربي اصطفاهم على الأكوان تنحصرُ
أسدٌ إذا أُغضبوا في الحق كان لَهم
في غمرةِ الحربِ شأنٌ كلما زأروا
أسدٌ إذا شدَّ في الميدان ثائرهم
فرَّت فلول العدى واستنفرت حُمُر
غيثٌ إذا أجدبتْ أرضٌ تلوذ بِهم
حتى إذا أرفدوا ما استرفدتْ غمَروا
نبعٌ من الْماء فيَّاضٌ يسيلُ إلى
أحشاءِ جذرٍ فيكسو غصنَهُ الثمر
ثوبٌ من الْحلم ضافٍ كم به ستروا
مَن جاءَ بالسوءِ يستعفي ويعتذرُ
لا القولُ يرقى ولا الأوراق كافيةٌ
مَن قالَ ما قالَ فيهم فهو مُختصِر
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-24-2024, 03:01 AM
كعبة الوفاد
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
قلبي لآياتِ الْمحبةِ رتلا
فالعشق في قلب الْمُحب تغلغلا
للسبطِ مِن ميلاده في يثربٍ
حتى الشهادةِ في مصارع كربلا
نَهجاً أعدَّ رسولُ ربي مُجملاً
و المرتضى من بعد ذلك فصلا
نَهجاً به العدلُ استقامَ لأمةٍ
تاريْخُها صوتَ العدالةِ سجَّلا
في أربعٍ كانت نُجومَ سَمائه
الحق فيها بالضياء تَهللا
من قبلِها كان الظلام مسيطراً
حتى تكرَّشَ بطنه وترهلا
تسري العفونةُ في نواحي جسمِه
و الداءُ في الجسم السقيم تسللا
عشرٌ مضت بعد اثنتين مسارُها
عما أراد لَها الرسولُ تَحوَّلا
في مثلِها عَداًّ أتتْ مِن بعدها
ظَهرُ الشريعة بالْمفاسدِ أثقلا
تلك الْمفاسد قد أتت مِمن به
صارَ الذي لبس السلامةَ مُبتلَى
حتى تزاحَمت النفوس تدافعاً
لا تستطيع لِما تراه تَحملا
جاءت تُجرد رأسها من منصبٍ
بالدين سَتراً للفساد تسربلا
حتى توَلَّت قتلَه مِن بعد ما
ألغى الحدودَ كما أراد وعطلا
فاستيقظت تلك الجفون من الكرى
من بعد ما ضج السواد ووَلْوَلا
يدعو الجدير ولا سواه بِحملِها
للباب جاء مبايعاً متوسلا
فاستنفرت تلك السواعد هِمةً
تبني وتصلح ما تراكمَ مُهمَلا
فاستنفذت حتى قضت وأتَمَّها
من بعدها الحلم العظيمُ وأكملا
لكن تُجارَ الْمَذاهب قد أبوا
إلا الدَّعيَّ بِما رأى والأرذلا
فاستكمل الأيامَ حتى أشرفَتْ
و الْمَلبسُ الضافي عليه تَهلهلا
واستنطقَ الأبواقَ حتى أعلنتْ
أن الأمورَ لِمن رآه الأفضلا
لَم يستطيعوا غيرَ ذلك فالمُدَى
قد أشهِرَت والصوتُ لَما أن علا
والرعبُ يسترقُ القلوبَ وكلُّ مَن
رامَ الحياةَ بِذلِّها قد هرولا
إلا الإبا وابنُ الشجاعةِ مَن بِها
عن وجه رحْمةِ ربنا الكربُ انجلى
إن الإباءَ وإن أبتْهُ دناءةٌ
تسعى لإخفاء الضياءِ لَمُجتلَى
كم مِن لسانٍ أطلقته وكم لَها
مِن ناعقٍ بين النفوس تَجولا
من غير جدوى أو منالِ مقاصدٍ
مهما غرابٌ في الخرائب أعولا
يبكي على مَن غادرُوه فلم يروا
مِما أتاهُ وقالَهُ مُتقَبَّلا
قد غادروه لنور مصباح الهدى
من بعدما نعق الغرابُ وضلَّلا
قد غادروه إلى السفينةِ حسبُهم
تلك السفينةُ للهدايةِ منزلا
تَهفو لَها الأرواح من شوقٍ بِها
زحفاً إذا كان الجناحُ معطلا
حتى تَحملت العنا من جارها
مهما أتى بالناسفاتِ وأوغلا
مهما أقام لَها الحواجزَ مانعاً
مهما تشدَّد في القرارِ وطبلا
لن تقطعَ العشاقُ حبلَ مسيرها
ما دامَ ربي بالْمَزورِ تكفلا
تلك الْمحبةُ في القلوبِ أذابَها
أما الجزا فالسبط كان موكلا
يا كعبةَ الوُفَّاد إني وافدٌ
مسترفدٌ منك الندى والْمنهلا
إني قصدتك يا رجائيَ والرجا
ألاَّ أخيبَ بِما اقترفتُ وأخذلا
حتى أعودَ بِما رجوتك ظافراً
بالرفدِ والشرف العظيم مكللا
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-24-2024, 03:01 AM
ضمان الخلد
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
حَملت إلى الوصي قليلَ زادي
و فزت برغبتي بين العباد
ولَم أعبأ إذا ما جئت صفراً
من الأعمال في يوم المعاد
لأني قد ضمنت الخلد مِمن
على مثلي تَجود له الأيادي
كتابي أسود لكنَّ فيه
بياضاً ناصعاً وسط السواد
فحبي للوصي نجاة نفسي
و أمن بين أهوالٍ شداد
فهذا خير ما عندي فجئني
بِخير منه يا ذا الاعتداد
وإلا فالتزم مثلي بنهج
يريك الحق من أهل الرشاد
ويلبسك الفضيلة خير ثوب
به تَمتاز عن أهل الفساد
ويُركبُك الذلولَ من المطايا
على الحصباء سهلُ الانقياد
فلا تَخشى سقوطاً وانحرافاً
عن الدرب السويِّ لشر واد
تطوف عليه في أمنٍ سليماً
من العثرات في خير البلاد
فتدخلَ في حدائقها سعيداً
و تَجني ما تشاء من الحصاد
ففيها ما يسُر المرءَ نفساً
و ما يَحتاج من ماءٍ وزاد
وقد فاز الذي يسعى إليها
و خاب السعي من قالٍ مُعادِ
فكم عنها نأى في شر أرض
على الإنسان من طاوٍ وصاد
قريبٌ لا يُرَى إلا بعيداً
يرى النهجَ السليمَ بالابتعاد
بعيداً قد مضى عن بابِ علمٍ
لَهم بعد المدينة خيرُ هاد
فلم يسمع نداءَ الحق حتى
كأن الأذنَ شيبت بانسداد
ولَم يبصر لنور الله فيمن
له ألقى الدجى حبلَ القياد
فلم تفلح له أذن وعين
و لا قلبٌ تصلَّبَ كالجماد
ولا نفسٌ تَخبَّطُ في ضلالٍ
و تُخفي النصَّ تَحت الاجتهاد
وتقضي في الحدودِ بغير علمٍ
و تَجتاز الحدودَ إلى الجهاد
تُجاهدُ من تريَّثَ في أمورٍ
و ترمي رأسَه بالارتداد
وتغتالُ الرؤوس بُعيد عهدٍ
و تنقُضُ عهدَها وقت الرقاد
وتَجعلُها أثافيَ تَحت قدرٍ
فضج القدر من خبث الكِياد
وبعد القدر كم ضجت قدورٌ
على نارٍ تلظَّى بازدياد
إلى أن سيطرتْ بالرعبِ كفٌّ
بغير العدل تَقضي في السواد
وتعطي المالَ من يُثنِي عليها
يُجيد المدحَ في شر النوادي
فطارتْ ألسنٌ للمدحِ ترجو
عطاءً مثل أسرابِ الجراد
وتصعد للنجود إذا رأتْها
تسيل بِما جرى نَحو الوِهاد
وما نَجدٌ وما وهدٌ بباقٍ
فكلُّ في الطريق إلى النفاد
فلم يَخلُد عيِيٌّ من مديحٍ
و لا الإعراض أخفى ذا السَّدادِ
ولَم يَظهرْ ذوو الإحجام يوماً
على أكتافِ أسياف الْجِلاد
فأين الخافتون فلا ضياءٌ
و أين الواقفون على الْحِياد
ألا فانظر فما في الكون إلا
ضياءٌ من مصابيح الرشاد
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-24-2024, 03:02 AM
بحور القصيد
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
قلَّ ما قلتُ والقوافي كسالى
و اللسان الفصيح قد ساء حالا
وبيان البليغ أعياه حرف
لم يكن دونه يُجيد المقالا
وبُحور القصيد مهما تلاقت
في مصب المديح تنأى مَجالا
كلما أسفر الضيا في ظلام
جاثمٍ سالت البحور عجالى
تتوالى الأمواج تَحمل دراً
فاخراً كالنجوم نوراً تلالا
تكشف الليلَ منه أنوار قدسٍ
يا له من عظيم شأن تعالى
كلما حاول الظلام انتقاصاً
من سنا الشمس والنجوم استحالا
كلما ازدادت الليالي اعوجاجاً
حثها الفجر للمسير اعتدالا
فالتقى بعضُها مع الفجر نوراً
ساطعاً لا يريد عنه انفصالا
بعدما لَم يصب من النور شيئاً
حيث في الظلمة الكبيرة جالا
وانتهى بعضها على غير رشدٍ
عنه رغم البيان والنصح مالا
وارتقى المنبر الذي قد رقاه
من لظلم العباد حكماً أزالا
والعيون التي عن الناس سُدَّت
كيفما الظلمُ شاءه قد أسالا
فانطوى في النفوس كيدٌ عظيمٌ
مدَّه القوم رهبةً واحتيالا
واكتسى الأمرَ دون حق رجالٌ
أورثوا الناسَ ردةً واختلالا
لَم يطِقهُ الزمان والحق والشر
ع الذي أنزل الإله احتمالا
كم بِما أورثوا طغت من نفوسٍ
ما رأت للخلاف إلا القتالا
فاستبيحت بفاسد الحكم نفسٌ
هيئةُ العلمِ أصدرته افتِعالا
كلما أُصدِرتْ من القوم فتوى
زادت النار في البلاد اشتعالا
والأكف التي لَها الأمر فيما
يُخمدُ النارَ أبدتِ الانشغالا
والتي قد نَمت بستين عاماً
وسَّعتْ من بلادنا الاحتلالا
كلما سيطرت علينا بِجزء
من ترابٍ لنا تقيم احتفالا
والجروح التي نعاني أذاها
رغم كل الدواءِ تأبى اندمالا
مَن سوانا بِهذه الأرض يشكو
من عظيم الْهوان أسوأ حالا
مَن لنا مثلُ قالعٍ بابَ حصنٍ
بعدما العزمُ كسَّر الأقفالا
كم دعَوناهُ واتصلنا بذكرٍ
ثم بالفعلِ نقطع الاتصالا
إن وصلَ الحبيب من غير قلبٍ
خالصٍ للحبيب صعبٌ منالا
والذي يشتكي من الزحف ضعفاً
كيف يرقى لِمن يود الجبالا
كيف ينجو مِن الأذى مَن عليه
طيلةَ العمر أوثق الأغلالا
ما له للنجاة إلا عليٌّ
حين يدعوه يرفع الأهوالا
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-24-2024, 03:03 AM
مقام الزهراء
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
لَما بدت تتتابع الآلاء
حارت بِكُنه جلالِها الأعداء
الجاحدون لنعمة الله التي
لَم تَخلُ من آثارها الأشياء
قد أزهرت من نورها تلك السما
و الأرض مِما أنزلتْ خضراء
تكسو البطاح بِحلةٍ لَم تُكسَها
من قبلُ عاريةٌ ولا جرداء
في يومها انتشرت على كل الورى
كالعطر يَحمله الهوا الأنباء
فاستبشرت مسرورةً وسعيدةً
بالشمس بعد ظلامها الأرجاء
واستيقظت والنور ملءُ جفونِها
لو لا الضياءُ لسيطر الإغفاء
واستقبلته ينير دربَ حياتِها
كي تستقيمَ حياتُها الآباء
حتى إذا تَمَّت وطاب معينها
جاءت لتنهلَ عذبَه الأبناء
جيلاً فجيلاً تَحمل الحب الذي
ياسينُ قد ذكرته والإسراء
والنور والإنسان والأحزاب قد
نصَّتْ به فليقرؤوا ما شاءوا
وليسألوا تلك السماوات العلا
و الأرضَ مِمَّن تلكمُ الأضواء
وليسألوا التاريخ حتى يعرفوا
الشأن الذي لَم يُخفِه الإخفاء
قد واجهوا النورَ المبين بظلمةٍ
حتى يتمَّ لهُ بِها الإقصاء
لكنَّه ملأ القلوبَ فلم تَمِل
لِلَّيلِ إلا الْمُقلة العمياء
لَم ترضَ إلا بالظلامِ فأرسلت
للنور يطفئ وهجَه الإطفاء
فاشتد منها واهنٌ متربص
يغشى الضيا مذ قَيَّد الإيصاء
حتى استعانَ بِما انتهى في كفه
سلباً تُبرر نَهبه الأهواء
ثُم استمالَ ضعيفَ دينٍ طامحٍ
مِن دينه قد شدَّهُ الإغراء
حتى هوى مستلقياً ومقبِّلاً
ما استقبلته بوجهها الغبراء
فامتدت القبُلاتُ منه ولَم تزلْ
لليوم تتلو نَهجه الأتلاء
فالرأس ألَّفَ والأكف تنافست
و النشر قد قامت به الأعضاء
فاقرأ حَماك الله من شر أتى
ما ينشرُ التحريض والإفتاء
وانظر سلِمتَ لِحال أمة أحْمدٍ
عنها تفصل ما جرى الأشلاء
كانت على الأعداء ضربةَ فارسٍ
و اليوم تَقتُل بعضَها الأجزاء
لا رأيَ إلا رأيُ شاهرِ سيفِه
في وجه مَن سلِمَت له الآراء
واسْمَع مقالةَ واعظٍ مستأجَرٍ
في قوله التضليلُ والإغواء
في رفع مَن حط الإله مقامَه
أسلوبُه الإسهابُ والإطراء
فالمدح بالذكر الجميل استكملت
صفحاتِه الزرقاء والحمراء
فابحث فديتك ما تشاء لكي ترى
في كتبِهم لَم تُذكرِ الزهراء
وهي التي رامت بلوغَ مقامها
قدراً وشأناً في العلا الجوزاء
من بين أسْماء النسا جل اسْمها
حباً له فلتسجد الأسْماء
ولتخضعنَّ لِحسنها وجَمالِها
مهما استوتْ في الهيئة الحسناء
بين النسا هي خير من قد أنْجبت
مهما تعاظمت النسا حواء
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-24-2024, 03:04 AM
أنهار الفيض
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
بيومك لاح بدرُ هدًى
و نورك في الورى انبثقا
وطِيبُ سرورِ شيعتكم
بأنفسها قد التصقا
فما زالتْ روائحه
و كيف يزول ما عبقا
وطَيَّب جذعَ دوحتِهم
و أزكى الغصنَ والورقا
فطِرتُ لرفدِ راحتِكم
و ذاك الطيبِ مُنطلِقا
أتيتك مثقلاً قلقاً
و صوتي بالدعا انطلقا
إلى مثواك مقصده
و جفني لَم يزل أرِقا
فقلبي في شِراك هوا
يَ والآثامِ قد علقا
وفي بَحرٍ من الظلما
تِ والأهواء قد غرقا
ولَم يرَ للخلاص له
سواك اليوم منطلَقا
وجوفي من شديدِ صدًى
يُمزِّقه قد احترقا
فخذ بيدِي إلى أنْها
رِ فيضِك واسقني غدقا
يعدْ وجهي بنور سنا
ك يا بدرَ الدجى طلِقا
فأمشي في سبيل هدًى
مع الأحباب والرفقا
فحسبي ما مشَيتُ ولَم
أصِل لِمُنايَ منزلَقا
تعثر فيه سالكهُ
و عن أهلِ الهدى افترقا
ولازمَ غيرَ ذي خلُقٍ
و مَن مِن دينه فسقا
وفاسدَ فكرةٍ وصلتْ
و مُعتَقدٍ قد اعتنقا
أتيتك يا ابن مَن لَهمُ
إلهي الكونَ قد خلَقا
أتيتك يا ابن مَن بِهمُ
إلهي الخلقَ قد رزَقا
ومِن نار القيامة في
غدٍ أهلَ الوِلا عتقا
أتيت لتكشفَ البلوى
و تكسرَ عني الحلَقَا
فكم كان الأذى منها
على الأطرافِ منطبقا
فمثلك مَن بأمثالي
مِن الداعين قد رفَقا
ألا فارفِق ففضلكمُ
به القرآن قد نطقا
فكم قبل السؤالِ لكم
نوالٌ منكمُ سبقا
وكم جادتْ يدٌ لكمُ
بِها ذو حاجةٍ رُزقا
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-26-2024, 12:20 AM
باب الحوائج
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
بابُ الحوائج في الأبواء قد وُلدا
و الصادقُ القولَ بالمولود قد سَعِدا
والبدر لم تستقم بالنور قامته
لأنه من هوى المولود قد سجدا
شكراً على نعمة المولى التي نزلت
ويلٌ لِمن نعمةَ الرحْمن قد جحدا
والنجمُ لَم يبدُ بالأنوار من خجلٍ
من فرع بيت الهدى إذ بالسناء بدا
يهدي إلى الحق من ضلتْ به قدمٌ
إذْ لَم يكن غيرَ أهل الحق قد وجدا
كم مثلِ بِشرٍ سلِ التاريخَ تلقَ به
موسَى الإمامَ الذي للتائهين هدَى
كالبدرِ أنواره تَهدي القوافلَ في
جُنحِ الليالي إلى أن يبلغوا رَشَدا
في كل خيرٍ له في الناسِ سابقةٌ
تدعو إليها برفقٍ سائلاً وفدا
حتى إذا جاء والآمالُ تَحمله
استقبلتْ راحَهُ بالبذلِ كف ندَى
كم جاء مسترفداً ذو حاجةٍ فرأى
بالخير تَمتدُّ للسُّؤَالِ منه يدا
حتى غدتْ بين مَن أغنتهمُ مثلاً
تلك الصِّرارُ التي ما أرجعت أحدا
لو أنصف الدهر والتاريخ سيرتَه
ما سدَّ فيما أتى عن ذكرها السُّدَدا
قد كان يسراً لعسرٍ لا انفراجَ له
بين الورى غيرُه للعسرِ ما قُصِدا
سلِ ابنَ يقطينَ كم كانت له إحنٌ
في قصرِ هارونَ حتى عيَّنوا رصدا
لكنهم لَم يروا من فِريةٍ نُشِرتْ
فارتدَّ كيدٌ لهم والشرُّ قد حُصدا
إن ابنَ يقطين في منجًى بصاحبِه
لكنَّ من أبلغَ الجلادَ قد جُلِدا
واسأل إذا شئتَ من أتباعه رجلاً
يُدعَى الزباليُّ في التاريخ قد ورَدا
أو مؤمنَ الطاقِ أو إسحاقَ إنَّهمُ
قد أخبروا بالذي موسى به انفردا
أعني الإمامَ الذي لو لاهُ ما ثبتتْ
للدينِ أركانُه والدينُ ما صمَدا
إن الذين ارتدَوا بالدين أقبيةً
حتى يُوارُوا الذي من فِعلهم فسدا
كانوا يُحيكون ليلاً كلَّ غائلةٍ
حتى أحاطوا بدين المصطفى لِبدا
واستجمع القومُ حتى ما لَهم فُرَجٌ
فاقُوا بأعدادِهم جَمعَ الهدى عَددا
ظنوا السجون التي ضمَّت إمامَهمُ
دهراً ستفني لدين المصطفى الجسدا
واللهِ أفنَتهمُ تلك السجون فَلم
يذكرهمُ الدهرُ إلا عارَهم سردا
لكنها خلدتْ ذكراً يدوم على
ثغرِ الزمان الذي أفناهمُ أبدا
بغدادُ تخبركَ إن تسأل معالِمَها
كم زائرٍ روضةَ الأطهارِ قد شهِدا
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-30-2024, 12:57 AM
إباء الحياة
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
تأبَى الحياة بأن يَمرَّ على الفتى
يومٌ به سبط الهدى لا يُذكرُ
شَمساً لقد كان الحسين ونورهُ
رغم الدياجي في الورى لا يُنكر
لا تُنكِرُ الشمسَ المضيئةَ أعينٌ
إلا التي مِما بِها لا تُبصر
مثلُ التي تركتْ طريقَ فضيلةٍ
جهلاً وضلت في الرذيلة تعثر
حتى إذا رأتِ الضياءَ لِوهلةٍ
يَمتد في آفاقها تستنكر
تأبَى الحياة بأن يضمَّ كتابُها
ذِكراً لكل عصابةٍ تستهترُ
بالدين تلبسه عباءةَ عابدٍ
و هي التي لذوي النهى تستحقر
قد نصَّبتْ من لا يليق خليفةً
ينهى ويأمر كيف شاء ويزجر
يبني القصورَ على الجماجمِ لا يرى
من للجريْمة هذه يستنكر
كفَّاه من دمِ من يراه مُخالفاً
أمراً أتاه على الْمَحافل تقطر
تأبَى الحياة بأن ترى متغطرساً
يلوي العنانَ متى يشاء ويعْبُر
بين الذين يراهمُ مُلكاً له
في زينةٍ ما مثلُها يتبختر
والناس في الأسْمالِ تبعث نظرةً
تَخطو لتطلبَ ما تريد وتُقْصِر
قد أفسحوا كلَّ الطريقِ تدافعاً
للقادمين فويلُ من لا يَحذر
ويلٌ لِمن لا ينحني لِوليِّه
إمَّا رآه فذنبه لا يُغفر
تأبَى الحياة بأن تكون مطيةً
تَحت الذي من سُكرِه لا يشعر
قد جال في طول البلاد وعَرضِها
يُحصي ويَجمع ما يشاء ويُنذر
يعطي ويَمنع من يشاء كأن مِن
كفيه أرزاقَ الخلائق تُنشر
حتى السعادةُ والشقاءُ بأمره
للناس فهو لكل شيء مصدر
لَم يبقَ إلا أن يقولَ لَهم أنا
ربٌّ فَمن منكم عصى يستغفر
تأبى الحياة بأن تُخلد والياً
ساءت بِما اقترفت يداه الأعصرُ
قد كان يرقبُ ما استطال بكف مَن
كم كان يَحرث في الحقولِ ويبذر
حتى إذا اكتمل الحصاد وأينعت
تلك الثمار وكل غصنٍ مثمر
جاءت يد الوالي عليها كلِّها
تَجني وتجمع في الوعاء وتستر
لَم تبقِ شيئاً للرعية فوق ما
يُرمَى لسائمةٍ تَجول وتَبعَر
تأبى الحياة بأن يكون مُخلداً
في أشهَر الأسفار إلا الأجدر
من ينقذ الأجيالَ من طخيائها
يرمي الليالي بالضياء ويُزهِر
يُثرِي العقولَ بكل علمٍ نيِّرٍ
مِما لديه وكلَّ غَمضٍ يُظهِر
قد حرر الإنسانَ من أغلاله
من بعد ما حكم الطغاةُ وسيطروا
قد طهر الألبابَ من أنْجاسها
فهو الْمُطهَر دونَها والأطهر
تأبى الحياة بأن يكون حديثَها
إلا الحسينُ بكل وقتٍ يُذكرُ
نَهجاً تسير به الدعاةُ ومنبراً
للنور في ليل الضلالة يُسفِر
للباحثين عن الحقيقة كي يروا
أن الذين مع الحسين تَحرروا
من قيد نَهجٍ فاسدٍ لا يرتضي
آراءَه إلا المصابُ الأعور
نَهجٍ بدت عوراتُ من ساروا به
مكشوفةً عن ناظرٍ لا تُستر
تأبى الحياةُ خلودَ من ماتتْ به
ذبْحاً فسالتْ من دِماها الأبْحرُ
تبت يداه وتب قومٌ أطنبوا
في مدحه للعالمين وسطَّروا
ما خالدٌ إلا الحسينُ ومَن وفَوا
لله في أرض الجهاد وأظهروا
دينَ الإله كما أراد لِخلقِه
حريةً وإرادةً لا تُقهر
تأبى الخضوعَ لرجس طاغيةٍ بغَى
بالسيئات وبالكبائر يَجهَر
لو لا الحسين لَما انجلى طغيانه
إن الحسينَ ورهطَه قد طهَّروا
أرضَ العراق وكلَّ أرضٍ بعدها
إن البلادَ بغيرهم لا تطهُر
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-30-2024, 12:57 AM
سفينة النجاة
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
هلَّ المحرم والنداء تَجددا
إذ لم يزل صوتُ الحسين مُخلدا
أعلامه قد رفرفت فوق الدنا
إذ لم يزل نَهجُ الحسين مهددا
ما زال سيف أمية في كف من
يبري الرقاب مهددا متوعدا
يرمي جُموع المسلمين بحقده
في كل شبر في البلاد مرددا
ما مسلم إلا أنا فلتسمعوا
قولي فجيشي للسيوف تقلدا
إن لم تدينوا ما أدين فحسبكم
ما أبرق الحقد العظيم وأرعدا
بَحر الخلاف بِما يدور بعمقه
مِما يفرق بيننا قد أزبدا
حتى طغت أمواجه تُخفي الذي
أبديتمُ للمسلمين فما بدا
هاتوا لنا برهانكم إن كنتمُ
منا أحقَّ كما ترَون وأرشدا
هاتوا الدليل من الروايةِ ثابتاً
و الذكرِ إن الذكرَ كان مؤيِّدا
هاتوا وهاتوا ما استطعتم إننا
كم قد شللنا بالدعاة لكم يدا
مهلاً فما الشمس المضيئة تختفي
مِما تراكم حولَها وتَمددا
كلا ولا القمر المنير ضياؤه
يَخبو وإن ليلٌ دجَى وتشددا
والنجم لا يَخفى على عين رأتْ
ما لَم يكن من كان ينظر أرمدا
سل كربلا عن شأنِ قبلةِ عاشقٍ
تُخبرْك عمَّن زارها مترددا
في كل عامٍ نفسه تَهفو لَها
حتى وإن قالٍ لبابٍ أوصدا
كم أوصدوا باباً لعِترةِ أحْمدٍ
ظناً بأن البابَ يبقى مُوصَدا
قُم وارمق الحرم الشريف بنظرةٍ
يرتد طرفك خاسئاً مُتجمدا
واسأل به تلك الجموعَ فبينَهم
من ضلَّ عن نَهج الحقيقة واهتدى
قد راح يخلع معطف الغيِّ الذي
قد كان يلبس والرشادَ قد ارتدى
يَحمي به نفساً تكاد بِما اكتست
خنقاً تَموت بكف قارعة الردى
قد كان يسبح في الضلال وموجه
ما إن أراد الانفلات تَمردا
ما كان يلمح شاطئاً يأوي له
فالليل قد نشر الرداء الأسودا
لو لا السفينة ما نَجا بل ضل في
موج الضلالة عالقاً ومصفدا
طوبى لِمن لزم الحسين بسيرةٍ
يسمو بِها من بالحسين قد اقتدى
سبط الهدى للعقل حرر من هوَى
نفسٍ تتوق إلى الركون وأبعدا
وهو الذي فتح الطريق لطالبٍ
حقاً يراد له الضياعُ وعبَّدا
قد صان للدين الحنيف حدودَه
و الصرحَ بالنفس العزيزةِ شيدا
ما زالَ رغم معاولِ الهدم التي
أرسلتموها ثابتاً وموطدا
ما نال منه أزيزُ مِعولِ هدمكم
كلا ونضرةَ جِسمه ما أفسدا
هذا الحسين وذكره باقٍ وإن
أخفى الزمانُ لسانَه متعمدا
فأتوا بذكرٍ مثله باقٍ ولا
تأتوا بذكرٍ للأراذل أُورِدا
في صفحةٍ مِما نسجتم سالفاً
ما زال خيط نسيجها متعقدا
إن الأراذلَ إن سألتَ ببقعةٍ
ما زال باردُ أرضها متوقدا
أما الأفاضلُ ينعَمُون بربوةٍ
و الكل من رَوح الإله تبردا
فاسأل يجبكَ حديثُ أفضلِ مرسلٍ
عن قولنا فالذكر فيه تأكدا
كم للحسين عظيم شأنٍ قاله
خير العبادِ مكرِّراً ومشدِّدا
لو لا الحسين لَما التقيتَ بِمسلم
للهِ في دار العبادةِ وحَّدا
لو لا الحسين لَما سَمعتَ مؤذناً
كلا ولَم ترَ في المساجد سُجَّدا
إن الحسين إلى النجاة سفينةٌ
ترسو على بر الأمان بنا غدا
ولْتبقَ يا من لا سفينةَ عندهُ
في بَحرِ بغضك للحسين مشردا
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-30-2024, 12:59 AM
بدر عدنان
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
أتى بالخيرِ والبشرِ الوليدُ
فأرِّخ عامَ مولدِه مَجيدُ
أتى من سيِّدَي عدنانِ بدراً
فما للنورِ يا هذا حدودُ
فزين العابدين أبٌ عظيمٌ
له طابتْ من الأصل الجدود
وبنت الْمُجتبَى أمٌّ إليها
عظيم الفضلِ في الأخرى يعود
فطابتْ دوحةٌ من آل طه
و طاب الفرعُ والطَّلْع النضيد
فهل يبقى لغير الآلِ ذِكرٌ
و هل يسمو سواهم أو يسود
لَهم مِن كل منقبةٍ نصيبٌ
بدا رغم الذي أخفى الحسود
فكم أخفَى الحسود جَميلَ ذكرٍ
لَهم والله يفعلُ ما يريد
فبانَ النور من جوفِ الليالي
و لَم تُفلِحْ لِساهرةٍ جهود
ولَم يُشكرْ لسارٍ أيُّ سعيٍ
و لَم تَظفرْ بِمطلبِها جنود
ولَم يهدأ بِمَرتَعهِ حِمارٌ
إذا جالتْ بِجانبه الأسود
أسود العلمِ سادتْ مَن سواها
و باقي الناسِ كلِّهِمُ مَسود
فمِن بابِ المدينة مَن إليه
لِحل المشكلاتِ أتتْ وفود
ومَن للنصرِ لَم يُخلق سواه
فيومُ النصر للكرارِ عيد
إلى السبط الكريمِ وفيضِ علمٍ
به الأعدا بلا ريبٍ شهود
وذي حلمٍ وأخلاقٍ بِها قد
أتى مِن بعد إعراضٍ عنيد
إلى مَن صان للإسلامِ ديناً
تُحيِّيه الشجاعةُ والصمود
فلم يرعبْهُ سيفٌ أو قناةٌ
و لَم ترعبه مِن جيشٍ حشود
إلى السجادِ نبعِ العلمِ مَن لَم
تُجفِّفه السجون ولا القيود
ولَم تَمنعه مِن نشرٍ لعلمٍ
تضيق به الْمَكامِنُ والسدود
وليسَ يضيق عنه كبيرُ قلبٍ
تزول بِما يُبَيِّنُه الْهَدود
فقلبُ الباقرِ النحريرِ بَحرٌ
بِما في العمقِ من دُررٍ يَجود
ينال بِها القريبُ عظيمَ خيرٍ
كما لَم يُحرمِ الخيرَ البعيد
فلو لا ما أجاد به لدامتْ
قلوبُ الناسِ عن حقٍّ تَحيد
ولو لَم يَرشُدِ الإنسانَ عقلاً
لَباتَ العقل من جهلٍ يَميد
فلم يعجبْ بني الزرقاءِ نورٌ
به لله يستهدي العبيد
فكم قد حاولَتْ إطفاءَ نورٍ
و راحت في الضلالة تستزيد
وتُشعِل نارها شيئاً فشيئاً
و أرواح العباد لَها وقود
إلى أن أتْخِم التاريخُ غثاً
سقيماً ما به رأيٌ سديد
على وجهِ الزمان يسيلُ جُرحاً
كأنَّ مِدادَ صفحتهِ صديد
ولكنَّ الجراحَ بدت تَعافَى
و يُخفيها غداً أملٌ جديد
تضيء به الحقيقةُ مثلَ شَمسٍ
على إشراقها تصحو الرقود
فتُنشَرُ رايةُ الحق انتصاراً
و تُطوَى من أسى الماضي عقود
وتُبنَى دولة الإيْمان مِمَّن
لَهم أمر الإله غداً يعود
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-30-2024, 01:04 AM
سل الملايين
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
سل الملايين مَن في كربلا حضروا
و بِالعَزا للهدَى والمرتضى أُجروا
فقد رأوا أمةً جاءت مُفصِّلةً
ضريحَ قدسٍ له كم يرتقي النظرُ
هل فَصَّلتْ للشهيد السبط من كفنٍ
فما تبقَّت له بين العِدا سُتُرُ
فكم له ظُهْرَ يوم الطف قد سُلِبتْ
أيتامُه والنسا والبيتُ والأزرُ
فيا لَه من وحيدٍ قلَّ ناصره
و يا لَقومٍ به كالأمسِ قد غدروا
يا أمةً تلعن الأكوانُ قادتَها
بالقَسرِ لَمَّا أتوا بالدين واستَتَروا
يتلون ما أنزل الرحمن من سور
لكنهم بالذي تعنيهِ قد كفروا
كم آيةٍ أُنزِلتْ في الذكر تأمرهم
بالوُدِّ لكنهم بالبغض قد جهروا
يا أمةَ السوء كم للحق من أثرٍ
أخفَيتموهُ ولم تبقوا ولم تذروا
ما ذا تقولون للمختار يومَ غدٍ
عما ارتكبتم له ظلماً وما العذُرُ
فقد أتيتم من العدوان أفظعَه
فيا له من فظيعٍ ليس يُغتَفر
بِدايةُ الأمرِ في يوم الخميسِ فقد
رفضتم الأمرَ والأصحابُ تنتظر
رميتمُ المصطفى بالهجرِ فاضطربتْ
مِما أتيتم به البيداءُ والحجر
بغير إذنٍ دخلتم دارَ من أمرَتْ
بِحفظها تلكمُ الآياتُ والسور
خرجتمُ بالذي أوصى النبي له
عليكمُ طاعةً والضلعُ منكسر
نفيتمُ الإرثَ للزهراء في فدكٍ
و الناس من بينكم للحق ما انتصروا
فنالَهُم بعد صفو العيشِ قبلكمُ
بِما استخفوا به اللأواءُ والكدر
عشرون عاماً تلتها خمسةٌ عظُمَت
بِها التي في نفوس القوم والوغر
عليكمُ اشتد أن يبقى إمامُكمُ
كالفجر مِن بينكم بالنور ينفجر
فكدتمُ الكيدَ في أيدٍ لكم حَملتْ
في الليلِ سيفاً به البغضاء تستعر
فنالَ من رأس خير الناس قاطبةً
فشجَّه شجةً لَم يَمحها القدَر
والْمُجتبى بعدَه لَم ينجُ من فتنٍ
ألقحتموها فشبَّ الْهَول والخطر
فقد صببتم سُمومَ الحقد في لبنٍ
حتى غدت بعدها في الجسم تنتشر
حتى قضى عمرَه في سوء حالته
يُغشَى عليه مراراً وهو يُحتضر
وبعد عشرٍ أخوه السبط صب على
فؤاده الحزنَ مَن بالأهل قد فجروا
فسار عن موطنِ الآباء مبتعداً
و قلبه من شديد الأمرِ منكسر
وأوقف الركبَ في البيداء مُحتسباً
بكل غالٍ مع الرحمن يتَّجِر
فباع والأهلُ والأصحابُ أنفسَهم
و عن قتال العدا للحق ما اعتذروا
ولَم يبالوا إذا ما القومُ قد شهروا
سيوفَهم لابتداء الحرب وابتدروا
تسابقوا للفَنا في حفظ دينِهِمُ
و جُهدَهم في سبيل الله ما ادخروا
فنال سبطُ الهدَى والصحبُ مطلبَهم
و قومُكم بالذي يأتون قد خسروا
فخلَّد الله ذكراً طاب حاملُه
و لَم يزل كالشذا في الكون ينتشر
وأبعدَ الله قوماً ليس يذكرهم
لسانُ صدقٍ يقول الحقَّ فاعتبروا
فهل لِمن تدَّعون الأمرَ في يدهِ
كما لِمَن فيهِ أمر الله يا بشر
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-30-2024, 01:06 AM
المقام العالي
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
لا تلمني أيها العاذل مهلا
لستَ يا صاحِ كما تزعم أهلا
لستَ أهلاً لانتماءٍ لِمقامٍ
من ذُرَى الكون وما يبعد أعلى
لا تلمني واسْتمع مني حديثاً
و استزد إن شئتَ مِما طاب قولا
لابنة الأنوار نورٌ لو بدا من
كوة الصبح لرد الشمس خجلى
ذكرُها العالي سُمُواً وارتفاعاً
ليس يُخفيه الذي تقرع طبلا
ليس تُخفيه التي تعلو صياحاً
إنَّها مهما علتْ في الجو سفلى
تقرأ القرآن في الصبح ابتداءً
و المسا تَهجره قولا وفعلا
لابنة الأطهار علم ليس يَخفى
كم بذاك العلم عاش الناس عدلا
تَحت نور الشمس كانت فاستنارت
خاب من يجحد ذاك الفضل جهلا
فهي كالشمس ضياءً وانتشاراً
و هي بالنور الذي ترسل أجلى
فلتُيمِّم نَحوها في أرض قمٍّ
تعرف الأمر فشُدَّ اليوم رَحلا
واسأل الركبان عنها تلق منهم
رد من يعرفها شيخاً وطفلا
طاب من يعرفها دنياً وأخرى
مثل ما طاب بِما يحمل أصلا
كم قضى الله له أمراً عظيماً
كل صعبٍ باسْمِها يصبح سهلا
لم يَخب مسترفد للخير عيناً
جاء والآمال تَحدوه فأدلى
فهي نبع من ينابيع توالت
من مصفى الشهد أشهى ثم أحلى
وهي در لا تدانيه اللآلي
أصلها من كل ما في الكون أغلى
وهي جلباب التقى والطهرِ يبقى
فاخراً في كل عصر ليس يبلى
وهي سفرٌ فيه منهاج عظيم
لَم تزل آياته في الكون تتلى
سد عنها السمعَ سَمَّاعٌ لِغي
في ليالٍ بالهوى والجور حبلى
لَم تضع ما أولدَت إلا ضَروساً
تبعث البشرى لَها جرحى وقتلى
ثم تدعو لاحتفالٍ بانتصارٍ
بين أشلاء الضحايا وهي جذلى
تلبس الإسلام جلباباً وتُخفي
تَحته للظلم أظفاراً ونصلا
فاقتفتْ آثارَ أسلافٍ تفانوا
لَم يراعوا للهدَى علماً وفضلا
واستباحتْ أرضه نَهباً وراحتْ
ترعب الأحرار تعذيباً وقتلا
حسبكم يا عاذلي ما قد أتيتم
أوصِدوا الإجحاف إحكاماً وقَفلا
وافتحوا الإنصاف باباً قد دخلنا
قبلكم وارضوا فإن العدلَ أولى
واقبلوا ما قد قبلنا قبل يومٍ
فيه أسرار البرايا سوف تُبلى
فالليالي السود لا تجدي بيومٍ
فيه بالنور الذي يبدو ستُجلى
فاستنيروا مثلنا من نور قوم
ما رأينا مثلَهم في الفضل مِثلا
واقرؤوا القرآن حتى تستبينوا
فضلَهم بين الورى فصلاً ففصلا
إن في القرآن ذكراً لو أطعتم
أهله كنتم لأهل الحق أهلا
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-30-2024, 01:07 AM
عقد زينب
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
عجز اللسانُ وخانه الكلمُ
و لقد تَحير في يدي القلمُ
وتبعثرَتْ في خاطري جُمَلٌ
فمتى بها الأبيات تنتظم
وتُصيغُ عقداً من شَمائلها
بضياء خير الخلق تَتَّسِم
فيفيض نوراً كلما ذُكِرت
و تزولَ من أنوارِه الظُّلَم
ويسودَ ليلَ العاشقين لَها
لطفٌ له الأرواح تبتسم
فتطير جذلَى بالتي عشِقَت
تَجتاز ما لا تبلغُ القمم
فترى لذاك القدس هيبتَه
يدعو الذين بِحبله اعتصموا
وله أقاموا في مَحافلهم
حفلَ الوَلاء وخيرَهُ اقتسموا
فترَى المحافل طاب وافدها
و ترَعْرعَتْ في داره الهِمَم
فبنى بِها جيلاً له وطئتْ
في كل أرضٍ حلَّها قدم
فتحوَّلَت صرحاً يبث هدًى
و عليه رفرف عالياً علم
نسجَتْ عليه يدُ الهداية ما
بنظامه تتقدم الأمم
فرَنَت له الآماق حاملةً
أملاً تُصان بظله الذمم
وتطلَّعتْ للعدلِ ناظِرةً
أن يُخضِعَ الميزانُ من ظَلموا
فتطيرَ مِن لا شيءَ كفتُهم
حتى تُرَى بالأرض ترتطم
إن الذين على الهدَى زحفوا
بغضاً لأهل البيت وازدحَمُوا
لن يفلتوا مهما استطال بِهم
عزٌّ ولبَّى أمرَهم خدمُ
واستأثروا بالعيش في سَعةٍ
تُجبَى لَهم من فيضها نِعمُ
واستعبدوا الأحرارَ ما حكموا
دهراً وبالقرآنِ ما التزموا
واستصغروا قَدراً له رَفعتْ
من شأنه الآياتُ واتَّهَمُوا
أتباعَه بالشركِ إنَّهمُ
أدنَى لهُ إن أنصف الحكمُ
فالأمرُ للأجيالِ أوضَحه
من أمرِ بنتِ المرتضى الكلم
من خطبةٍ دوَّتْ بِمجلسهم
قد أسْمَعت من عنده صمم
قالت وقول الحق ديدَنُها:
كِد كيدَك الْمشؤومَ يا صنمُ
واسعَ المساعيَ ما أردتَ فلن
يُمحَى لنا ذكرٌ ولا قيمُ
أيامك السوداءُ عِدَّتُها
بالبؤس والضراءِ تُختَتم
والناسُ حولَك لا رجاءَ بِهم
ألبابُهم أرحامُها عُقُمُ
ما هم سوى قطعانُ ماشيةٍ
إن شدَّ فيها الذئب تنهزم
ما بينهم ذو موقفٍ سلِمَتْ
آراؤه للحق يُحتَرم
مدحوا الذي أخذ الحياةَ ومن
أعطَى الحياةَ إليهمُ شتموا
فليَعْلُوَنَّ وجوهَهم ندمٌ
يوماً به لا ينفعُ الندمُ
فغداً سيأتي للعقيلة مَنْ
مِن حاملي الأحقاد ينتقم
أمَّا الذين بزينبَ اعتقدوا
فطريقهم للخلد منتظِم
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-30-2024, 01:09 AM
دوحة الخلد
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
قصَّرتُ في حقكم واليومَ أعتذر
هل تقبلون اعتذاري أيها الغررُ
أزهار فكري نمَت في أرض غيرِكمُ
ما زال منها الشذا والعطر ينتشر
في كل نادٍ إذا ما كنتُ أعرضها
في شكلها الفاخر الجذاب أفتخر
في غيركم ليس لي حتى وإن برزتْ
أبيات شعري على الأشعار مُفتَخر
أقسمتُ أني بِها فيكم أنال رضىً
من عند ربي وأنجو يوم أحتضر
في حب خير الورى المختارِ من ذَكرتْ
أخلاقَه الغُرَّ في صفحاتها السور
من كان خيراً على الأكوان مولدهُ
كالخير يأتي به فوق الثرى المطر
مَن لم تنل في خلود الذكر مِن شرفٍ
ما لم يكن لاسمهِ ذكرٌ بها السير
من آمنَ الضبُّ تصديقاً لدعوته
رداً على شكِّ مَن بالمصطفى كفروا
من سبح الله تعظيماً ومعجزةً
في كفِّه للملا كي يؤمنوا الحجر
وانشق نصفين والأنوار ما خفتتْ
بعد اكتمالٍ له في شكله القمر
يا ذاكراً خيرَ خلقِ الله قاطبةً
بالمرتضى ثَنِّ إن المرتضى ظَفَرُ
من كان في الكعبةِ الغراءِ مولدُه
لم يَسمُ بالفضل هذا غيره بشرُ
فاذكُرهُ في هل أتى واسأل بِها لترى
هل غيرهم في نواحي هل أتى ذكروا
واسأل إذا شئت بدراً مَن هوى حمماً
تغلي بِمَن أشركوا مِن دونها سقر
أو مَن بأحْدٍ وقى الإسلام محتسباً
مِن بعد ما زاغ للفَرَّارةِ البصر
يكفيه في غزوة الأحزاب مفخرةً
قد كاد لو لاهُ سيفُ الكفرِ ينتصر
لو عدَّ كل الورى أوصافَه طمعاً
في حصر تلك الصفاتِ الغرِّ ما حصروا
ما كان لو لاه للزهراء من كفُؤٍ
لا يستوي ذو الغنى فضلاً ومُفتقِرُ
فالشمسُ طه وعين الشمسِ فاطمةٌ
و المرتضى البدرُ بالأنوارِ ينتشرُ
والأصل قد كان في الجنات مَغرِسُه
أشجاره طاب في أغصانِها الثمر
منه استَوتْ في رسولِ الله فاطمةٌ
كم كان حباً لها بالشوقِ ينتظرُ
حتى قضى الله أمراً فيه قد وُضعتْ
منها عمود الضيا بالُحسن ينفجرُ
بالعلم شعت تزيل الجهلَ حاملةً
من نوره الرشدَ تلك الأنجم الزُّهرُ
نجمان منها لأهلِ الخلد سادتُها
خيرُ الورى فيهما للكون ينحصرُ
نجم به ازدان شهر الصوم فابتهجتْ
فيه الليالي بنورٍ منه تزدهرُ
هذا الذي صان بالإرشاد نهجَ هدًى
قد أصلح الشأن مما كان ينكسرُ
والآخر احتل في شعبانَ منزلةً
في كل أفقٍ من الآفاق تشتهرُ
ذاك الذي اجتث للإلحاد شأفتَه
من بعد ما كاد صرحُ الدين يندثرُ
فاستل سيفَ الهدَى لله يشهرُه
في وجه من بالعَدا للمصطفى جَهروا
زين العباد الذي قد طلَّ بعدهما
قد كان غيثاً على الأرواح ينهمرُ
أحيا النفوسَ التي منها الحياة غدتْ
بالجهل والظلم والعدوان تُحتَكرُ
حتى أتى الباقر النِّحرير يحفظ ما
آباؤه في نفوس الناس قد بذروا
يرعى حقوقاً لهم بالعلم يرفعهم
كي لا يمِيلنْ بهم للجهل مُنحدَرُ
والصدقُ من بعده الآلاف تذكرهُ
بالسَّبقِ هل بين أهل العلم مُذَّكِر
أم هل على صفحة التاريخ مُنتصفٌ
للحق يبدي الذي الوُضَّاع قد ستروا
لم تسترِ السحبُ نورَ الشمس ما طلعتْ
كل الضيا تحتها في الأرضِ مُحتَقر
قد تُحجَبُ الشمس أما النور منتشرٌ
حسبُ الذي قد تعامى ذلك الأثرُ
فالصدق قد قامَ والإحسان يتبعه
مِن كاظم الغيظ كم من علمهم نشروا
لم يُثنِهم عن طريق الحق منحرفٌ
مهما تمادى لأهل الحق يحتقر
كم قبله حاول الماضون قتلَ هدىً
لكنه عاش بين الناس واندحروا
قم وارمُقَنْ للرضا في طوسَ مشهدَه
هل عاش أم مات يا من فيه تستعر
للحقد نارٌ وللبغضاءِ حاميةٌ
تُذكَى إذا زِيدَ فيها فكرُه القذر
شمس الشموسِ الرضا دامت أشعتها
يُنمَى لها العدل والإيمان يفتخر
والجود منها بدتْ بالبذل راحتُه
تسمو عطاءً فمِنها السيل ينحدر
دامتْ جواداً وَ جُوداً كله شرفٌ
نال الكمالَ الذي ما عابه الصِّغَر
منه اهتدَى الناس ب الهادي فسيرتُه
مثلُ الضيا من شعاع الشمس تنتشر
يسعى لإخفائها بالمالِ معتمدٌ
لكنَّها ليس بالأموال تَستَتِرُ
كلاَّ ولا بالذي قد حاكَه سُتُراً
قد هبَّت الريحُ فانزاحتْ بِها الستُرُ
حتى بدتْ في مُحيَّا الصبحِ باسمةً
بابن الرضا العسكري تسمو وتزدهرُ
من كان يطوي الدجى في ذكر خالقه
يدعو ويبكي ويرجو وهو يعتذرُ
من حقَّق العدلَ والإيمانَ حصَّنه
مِن جور مَن للهدى والعدلِ قد هجروا
قد عاش والبدرَ للإصلاحِ هيَّأه
فالبدرُ لِلَّيلَةِ الظلماء مدخر
للظلم والجور والعدوان ما اجتمعتْ
أحلافه تحت سقف الليل تأتمِر
قد داهمتنا الليالي يا سنا أملٍ
حتامَ نبقى لنورٍ منك ننتظر
أمواجها السود نالتْ من قواربِنا
ما إنْ جرتْ حولها إلا وتنكسر
من للأمان الذي نرجوه يوصلنا
و الفلكُ تجري قريباً وهي تَنتهرُ
إلاك يا منقذَ الإنسانِ من ظُلَمٍ
بالنور منكم دجاها سوف تنزجر
فاظهر فإن الدجى طالتْ بظلمتها
و القلب يدعو ومن والاك ينتظر
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-30-2024, 01:10 AM
مولد الهدى
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
وُلِد الهدى والصدق والرشدُ
و الطير فوق غصونه يشدو
فأتيتُ مثل سوايَ مبتهجاً
و لقد أتى مثلي هنا حشدُ
وقصدتُ حفلاً في جوانبه
للقادمين له سما القصدُ
صلوا على من ذكره شرفٌ
ما للصلاةِ ثوابِها حدُّ
يا ذاكراً خيرَ الورى شرفاً
ما قام يدعو ربَّه العبد
لا تنس أصحابَ الكساء ولا
من هم بساحات الوغى أُسدُ
من يقتفِ الآثارَ حيث سعوا
يصعدْ به نحو العلا مجدُ
فلْتحمِلنْك إلى الهدى قدمٌ
قد حثها في سيرها الجد
وليحملنْك إلى الذي حملتْ
منه البواسلَ في الوغى زندُ
شوق يفوح بصدر حامله
بالذكر للكرار يشتد
ولتأخذنْك إليه أجنحة
يُطوَى على آثارها البُعد
حتى تحطَّ غداً بساحته
فانهل سيحلو عندها الوِرد
وارفع له كف السؤال بما
ترجوه يأتي عندك الرِّفد
لا تخشَ رداً والفؤاد به
للمرتضى دون الورى الوُد
واقرأ له صفحاتِ سيرته
إن الوصيَّ كما ترى فرد
عِلم النبي مدينة ولها
بابٌ عليٌّ ما له ند
والمرتضى نفس الرسولِ فسلْ
قرآنَ ربك يأتِك الرد
ولد الهدى والأمن ساد ففي
ساحاتِ فارسَ أُخمدَ الوَقد
ولد الضياء فلا ظلام على
أرضٍ عليها النور يمتد
منه العقول تفتَّقتْ حِكماً
ما ِلامرءٍ من نيلها بُدُّ
أبوابها بالعلمِ قد فُتِحَت
رغم الجهالة ليس تنسد
ولد الهدى فاستبشرت فرحاً
وَهدُ الثرى والسهل والنجد
ثغر الزمان بذكره لهِجٌ
قد طاب ذِكراً دونه الشهد
ولد الهدى والصدق يتبعه
و العدل والإيمان والرشد
لم يَثنه عن نشرِ دعوته
مهما أتى عمرٌو ولا زيد
لم تنتصر للشانئين على
مَرِّ الزمان بما أتت جندُ
كم أنطقت سيفاً فأخرسه
عند اللقاء بما أتى غمد
كم صوَّبَت سهماً تريد به
قتلَ الرشاد فعاد يرتد
كم أشرفت في الداجيات على
ما كان ينوي نشرَه الحقد
حتى غدا ما كان ينشره
زوراً بآذان الدُّنَى وغد
مثلَ الهشيمِ الريحُ تنشره
لا يستقر له بها مهد
كم طاف والأقلام تحمله
حتى استقر فضَمَّه اللحد
لحدٌ من النسيان ليس له
ذكرٌ سوى الهجران والصد
أما الهدى والرشد ضمَّهما
في قلب من والاهما الخلد
ذكرى تَجَدَّد كلما بزغتْ
شمسٌ على الآفاق تمتد
نوراً يضيء بليلِ بارقةٍ
أودَى بها في ليلها السهدُ
فاستبصَرتْ من بعد غاشيةٍ
إذ جاء ينزع شوكَها الوردُ
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-30-2024, 01:10 AM
شمس الهدى
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
حمداً لربي الذي للكون قد وهبا
مَن نوره يُخجل الأقمارَ والشهبا
نورٌ به أشرقت أم القرى فغدت
تَهدي الذي يعبد الأوثانَ والنصُبا
نورٌ ظلام الدجى منه انجلى ولكَم
أعمى القلوب التي قد حلها حِقبا
نور تجلت به للناس وحدتهم
بعد الشتاتِ الذي عاشوا به إربا
من مكةِ الخيرِ قد سارت قوافله
كي تنشر العدلَ من ساداتها النجبا
كي تحفظ الحق للإنسان في زمن
بالبغي قد صار فيه الحق مغتصبا
كي تنشر الأمنَ والإيمان حاملةً
نهجَ الرسالاتِ في كل الورى كتبا
كي ترفع الظلم عمَّن عز ناصره
بين الذي ظلمَه بالزيفِ قد نصبا
كي تمنحَ الناس أمناً ليس تمنحه
من تعلن اليومَ من أبواقها كذبا
في مجلس الخوف كم حاكت مؤامرةً
خيوطَ سترٍ على أفعالها حجبا
خيوطَ قانونها الدولي فاعترفت
به التي حالُها مازال مضطربا
رغم الهوان الذي مازال يسحقها
من نصف قرن مضى والكل قد وثبا
ينوي بها الشرَّ ما دامت له هدفاً
مدت له الكفَّ سِلماً كلما اقتربا
من مجلس الظلم تستجدي الحقوق لها
هل يُرجِع الحقَّ طوعاً من له اغتصبا؟
يا مجلس الأمن أين الأمن عندكمُ
ما زال عن أهلنا في الشرق محتجبا
يا مجلس الأمن هل يرجى الأمان بكم
و الغرب ما زال بالأحقاد ملتهبا
نيرانه أُجِّجت في كل حالكةٍ
و الناس باتوا لها من ضعفهم حطبا
أنتم له كف باغٍ طالما شُهِرت
في وجه مستضعفٍ في أرضه القصبا
لا العدل يثنيكمُ عن حق طالبهِ
من غير عَودٍ إلى طلابه ذهبا
ما أيقظت صرخةُ الأطفال نائمَكم
حتى تعيدون ما قد صار مستلبا
كلا ولا أنة الثكلى التي فقدت
أولادها بالذي منكم أتى سببا
كلا ولا دمعة الأيتام حين جرت
على خدودٍ بدت مما بها لهبا
حاربتم الله كفراً إن يومَكمُ
و الله لا شك في هذا قد اقتربا
هذا الذي صرح المختار حيث بدا
ما كان من قبلِ هذا اليوم مرتقبا
فلتنظروا حولكم في كل ناحية
هل كان غيرَ الذي ربي له كَتَبا
هل كان غيرَ الذي قد ردَّ كيدَكمُ
فالكيدُ منكم على من كادَهُ انقلبا
كم قد وطأتم لنا أرضاً مقدسةً
كم فجَّر الحقدُ منكم للهدى قُبَبَا
كم قد لبستم لقتل الناس أحزمةً
مثل المُدَى قطَّعَت أجسادهم إربا
كم اقترفتم وكم تحصي لكم صحفٌ
ما تجعلُ القلبَ بالأحزان منتحبا
هل حقق الظلم ما جئتم لكم هدفاً
أم هل وجدتم لما ترجونه طلبا
كلا فلن تفلحوا مهما بدا علمٌ
في كل أرض لكم بالجهل منتصبا
كنتم كأسلافكم في الفعلِ لم تَحِدوا
شبراً ولم تبلغوا من غايةٍ أَربا
كم اجتهدتم لطمس الحقِّ غايتُكم
دفنَ الذي للهدى والعترةِ انتسبا
لكنَّ شمسَ الهدى للناس مشرقةٌ
أنوارُها مزقت من ليلِكم حجبا
من َطيبةِ النورِ مِن أم القرى انطلقت
بالحق والعدلِ تطوي النجدَ والكُثُبا
تطوي الفيافي بعلمٍ ليس يحمله
من ساءَ في قوله للمصطفى الأدبا
تبني به أنفساً تعلو بهِمَّتِها
طودَ المعالي إلى أن نالتِ الرتبا
سارتْ بما حُمِّلَت تدعو لخالقها
ما فَلَّ مِن عزمها من ضلَّ أو نكِبا
حتى إذا حانَ أمرُ الله واتضحتْ
كبرَى العلامات مما كان مرتقبا
أعطتْ له رايةَ التوحيدِ معلنةً
لله والمصطفى ما كان قد وجبا
وليصدعِ الحق أمراً كان منتظِراً
فاليوم قد ساء للطاغين مُنقلَبا
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-30-2024, 01:11 AM
شمس الرشاد
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
ببيت ابن الرضا نادى المنادي
عليكم أشرقت شمس الرشادِ
بصبحٍ جاء بالإشراق نوراً
به تزدان آفاق البلاد
وأرض المصطفى سُرَّت ومنها
بدتْ أفراحها في كل نادِ
فثوب الحق يكسوها جَمالاً
تُرى آثارُه في كل واد
بِها تَحيا قلوبٌ قد أُميتَت
من الإمعان في نشر الفساد
وتَحيَى سنةُ المختار حتى
يعودَ الناسُ من بعد ابتعادِ
إلى صَفوٍ به الأرواح تسمو
بعيداً عن طريق الارتدادِ
فقد كادتْ ولو لا شَمس طه
عليها أشرقت بابنِ الجواد
لتاهتْ في لياليها ضَياعاً
و بات الأمر منها في ازدياد
وكادت شعلة الإسلام تَخبو
ليبقى الأمرُ في أهل العِناد
فلا معتزَّ صان الدينَ حتى
يسودَ الحقُّ ما بين العباد
فلم تُحفَظ لذي شأنٍ حياةٌ
يقاسي همَّها طاوٍ وصاد
ولا من مهتدٍ مهما تسمَّى
أصابَ الحق من أهل السَّدادِ
فكم بالجهل في ناديهِ ماتتْ
عقول لم تنلْ من طيبِ زاد
وكم كان الطوَى يطوي نفوساً
على ما كان في أرض السواد
ألا يا حجة المعبودِ فاطوِ ال
ليالي السُّودَ من أحفادِ عاد
وطهِّر أرضَه من كل رجسٍ
خبيثٍ غاصَ في سوء اعتقادِ
ولم يخرج بغير الفتكِ حكماً
و بالتفجير في كل احتشاد
وبالتدمير ما قامت قبابٌ
علا مِن تحتها ذكرٌ لِهادِي
فقم وانشر لواء الحق حتى
يكونَ الكون في خير انقياد
وتأبى الأرض إلا حكمَ عدلٍ
بأمر الله لا بالاجتهاد
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-30-2024, 01:11 AM
راية الإيمان
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
لقد أفْتَتْ لنا قتلا
و عافت بعضَ ما يُتلَى
تخوض البحرَ مِن دمِنا
لِتَقصدَ قاعَه السُّفلَى
وتزرعَ في مَنابتهِ
بذورَ خلافِها جهلا
فَصَوت دُعاتِها يعلو
و قرعُ طبولِها أعلَى
لِتَحشدَ كلَّ يائسةٍ
فتبذلَ نفسَها بذلا
تُقَطع قلبَ أمتنا
بطعنةِ رمحِها النَّجْلاَ
تُفجِّر كلَّ جارحةٍ
فلا تُبقِي لها أهلا
ولا شيخاً ولا امرأةً
و لا بِكراً ولا حُبلَى
ولا ولداً ولا طفلاً
ترفرفُ روحُه الجذلَى
تزغرد كلما فَتَكتْ
و تقرعُ لِلفَنا طبلا
فهذا كلُّ ما اعتقدَتْ
خبيثاً لم يطِب أصلا
وهذا شرُّ ما وَلَدتْ
أسافلُ قومِها نسلا
تسمَّت باسمِ دينِ الل
هِ فيما تكتسي شكلا
فلم يرَ عصرُنا هذا
لها فيما رأى مِثلا
ولم ترَ عينُ هذا الكو
نِ فيما تدَّعِي فِعلا
ولم يحملْ لنا التاري
خُ من آثارها نقلا
سوى ما أفسدَت حكماً
و ما قد أرعبت قتلا
وما زالت على قَتَبٍ
و ما حطت لها رَحلا
وما زلنا على أملٍ
يَسُرُّ الفاقدَ الثكلى
يَسُرُّ قلوباً انفطرت
و مظلوماً لقد مَلاَّ
يَسُرُّ نفوساً انبعثت
لتنظرَ رحمةَ المولى
وتنظرَ جائراً ذلت
له الأعناق قد ذلاَّ
وتنظرَ عهدَ طاغيةٍ
برحمة ربنا ولَّى
فرحمة ربنا جاءت
لِتملأَ أرضَنا عدلا
وقسطاً ليس ينشره
على أرضٍ سوى الأَولى
وليس لها سوى من كا
نَ نوراً يكشفُ الليلاَ
سوى من كان للآسا
دِ مِمَّن قد مضى شبلا
سيرفعُ سيفَ حيدرةٍ
إذا ما في غدٍ حلا
على مَن خاض في دمنا
و حتى الآنَ ما كَلاَّ
على من يعبد الطاغو
تَ أو من يعبد العجلا
سيرفع راية الإيما
نِ تخفق أينما هلاَّ
فتُرشِدَ للهدى أعمًى
و ترفعَ شكَّ من ضلاَّ
وتزهو الأرض حينئذٍ
و يصبح شوكها فُلاَّ
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-30-2024, 01:22 AM
يا أمير المؤمنين
لك منا أيها المولى سلام
لك منا كل حب
لك منا كل ود
من قلوب و عيون لا تنام
قد أبت أن تترك الدرب الذي أنت رسمته
لم تزل تذكر قولا أنت قلته
رغم ما يجرى على أفواهها
لم تعد تقوى الكلام
لم تزل تذكر ما في خيبر أنت رفعته
وبه ذل اليهود
وبه زال الظلام
أين أنت اليوم عنهم
أين يا صهر الرسول . . يا أمير المؤمنين
أين يا زوج البتول
إن من قاتلتهم في خيبرٍ
قد رجعوا
ولهم صار حلالا كل شيء
من جبال و بيوت و شجر
وتراب و حجر
وهواء و مياه
سرقوا مال و أرض المسلمين
وعليهم كل شيء حرموه
لا معاش .. لا كتاب .. لا سفر
لا كلام .. لا خبر
لا هواء .. لا مياه
حرموا حتى الحياة
ليس هذا كل شيء
يا أمير المؤمنين
بعضه قد غاب عني
في قلوب الآخرين
أيها المولود في كعبة ربي
منذ أن أنزلت أصنام قريش
من على كعبة ربي
وعلا صوتك بالحق ينادي
وهو يهدى الناس في شرق و غرب
بدأ الحقد الدفين
حاملاً تلك المخاطر
وبدت تُنْقَلُ من جيل لآخر
كالمآثر
وبدا يكتبها كل منافق
وبدا ينشرها كل مكابر
وكأن الحق فيها
وسواها فيه ألوان المناكر
أيها ا لقائم بالحق إلى الدين مناصر
لم تجف تلك المحابر
لم تزل تكتب زورا
ولقد ضجت من المأساة
أعواد المنابر
لم نزل نحيا التناحر
كلما قلنا كفانا ما دهانا
عاد للشر و تقطيع الأواصر
من به يبدو التنافر
قد كفانا أيها الإخوان
ما نحن لقينا
فلنشد الأزر كي نحيا الحياة
مثل ما يرضى الإله
وبه نحفظ إيمانا و دينا
إن من عاش على أمر هواه
فلتكن أيامه سوءً مبينا
يا أمير المؤمنينا
كن لنا عوناً على أنفسنا
واسأل الله لنا عزاً ونصراً
ليقينا
من شرور المعتدينا
لم يزل في الناس من عاش ذليلا يبتلينا
يا أبا السبطين
يا خير البشر بعد الرسول
يا أمير المؤمنينا
يا إمام المتقينا
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-30-2024, 01:25 AM
أدمع المقل
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
يا سائلي عن إمام كان مولده
بأرض يثرب أرض المنقذ البطلِ
أرض الهدى من رسول الله باركها
بدعوةٍ قد أتت من أفضل الرسل
إمامنا المجتبى قد قلَّ ناصره
إذ غار للبغي أهل الزور والدجل
فقد تمادى من الأعداء من بهمُ
على إمامي توالت أَلأَمُ الملل
وقد أثاروا من الأحقاد سابقَهَا
بالمال أغروا من الأشرار ذا زلل
يا سائلي لا تسل فالناس قد شغفوا
تلك العطايا من الأموال والحلل
إلى سوى الحق ساروا يحملون على
أفواههم واهيَ الأعذار والعلل
ساروا لمن أبعدتهم عن عقائدهم
كم أبعدت قبلهم قوماً ولم تزلِ
عادوا لذل وكان العز يرفعهم
حتى لقد صار فيهم مضرب المثل
لكنَّ من أعشت الدنيا له بصراً
و انقاد للذل لا يحمر من خجل
لقد تناسوا بأن المال ليس له
خلد ولكن سيبقى صالح العمل
وفاعل السوء يلقى كلَّ مأربه
و كلَّ ما يبتغى من أيسر السبل
وفاعل الخير ذو الإيمان ليس له
إلا تمنِّيهِ بالأشواق والأمل
إن لم تُصدق فذا تاريخ أمتنا
تنبيك أحداثه عن فعل ذي خطل
تنبيك عما طغى من شر من وُجدَت
آثار أفعالِه في السهل والجبل
ذاك ابن هندٍ ومن أثنى له عنقاً
عاشوا على السحت والتدليس والهزل
وغيرهم من عباد الله تؤلمهم
معيشة الفقر والإنهاك والملل
وسبط طه حليم الآل ما سلمت
حياته من ذوي الإنكار والخلل
فجعدة الشر جاءت بعد ما استلمت
عطاءها كي تؤدي الأمر في عجل
فنفَّذت شرَّها والناس قد سمعوا
و قد بدا حزنهم من أدمع المقل
وقاتل النفس ظلماً جاءه خبر
و سُرَّ بالفعل من قد جاء بالجمل
ومن يوالي لسبط المصطفَى حسنٍ
يعيش أيامه في الذعر والوجل
يا سائلي القلبُ بالآهات معتصر
يا ليتك الآن لم تنطق ولم تسل
يا سائلي ساءت الأحداث في بلد
يسوسها ظالم سفاح ذو حيل
يسوسها كافر بالله قد شهدت
عليه أفعاله في السهل والجبل
يدعو لتحرير بيت الله وهْوَ لهُ
قالٍ وقد غُلِّفَت دعواه بالدجل
واليوم يعدو على الإسلام في غضب
يُروع الدينَ ذا الأخلاق والمُثل
ويسحق الحق بالأقدام في ملإ
أليس في الناس من شهمٍ ومن رجل
ويقصف المجد ناراً بعد أن قصدت
لذلك المجد شوقاً أشرف المِلل
ويقتل الناس صبراً في بيوتهمُ
يسعى لإخفاء ما قد حل من فشل
ويدَّعِي أنه في حَربه بطل
تباً لأفعاله الشنعاء من بطل!
حتَّامَ رباه يبقى في تسلطه
يا ليت أيامه لليوم لم تطل
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-30-2024, 01:26 AM
النهج الأصيل
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
إلى ساداتنا آل الرسول
تهانينا بميلاد البتول
بشمس قد حماها الله مما
يصيب الشمس في وقت الأفول
بروض غرد الأطيار فيه
على الأغصان في وقت الأصيل
بنبعٍ ماؤه يجري زلالاً
ليحيي غرسه بعد الذبول
بسيلٍ ماؤه يجري مزيلاً
ركام الشوك من فوق السهول
فذاك الشوك قد أذى كثيراً
من الأقدام أثناء الرحيل
أخي في الله لا تعبأ بدارٍ
بقاء المرء فيها كالنزيل
ودع ماليس فيه الخير واتبع
لنهج المصطفى الهادى السبيل
ويا أختاه لا يغررك قوم
أشاعوا السوء بالفعل الرذيل
فكم أغروا فتاةً حين ضلت
و قادوها إلى سوء السبيل
وكشف الوجه ظنوه ارتقاءً
و عدَّوه من الفعل النبيل
بكشف الوجه كم ضاعت فتاة
و كم عار أتاها من خليل
وكم راحت تعاني من شقاء
و قيدت مثل قودٍ للذلول
فيا أختاه صوني كل عز
لكي تحظي برضوان الجليل
ويا أختاه قومي واستمدي
سجاياك من النهج الأصيل
من الزهراء فالزهراء شمس
أزالت ظلمة الليل الطويل
وبالزهراء كم فازت نساء
و ربت للبرايا خير جيل
وكم فاقت فتاةٌ مَن سواها
بقلب قد حوى حب البتول
لبنت المصطفى شأن عظيم
رضاها من رضا ربي الجليل
لبنت المصطفى حبي عظيم
فمهلاً لا تلمني يا عذولي
لأني أرتجي بالحب هذا
نجاتي في غد يوم الذهول
كما أرجو به غفران ذنبي
و رفقَ الحال بالجسم النحيل
فكم أثقلت بالأوزار ظهري
و نعم الأجر لي صعب الحصول
ببنت المصطفى أدعو دعائي
لعل الله يشفى لي غليلي
فلو قطعت إربا في سواها
فلن يرضى فؤادي بالبديل
إذا تاهت بيوم الحشر نفس
فأهل البيت لي خير الدليل
سأنجو بل سينجو كل شخص
يوالي صادقاً آلَ الرسول
فطوبَى للمُوالي آلَ طه
بفضل الله والخير الجزيل
وبُعداً للمعادى يوم يأتي
بحمل من خطاياه ثقيل
كأن لم يسمع المختار فيما
به وصاهم قبل الرحيل
فقد وصاهمُ بالأهل خيراً
و خص القول في حق البتول
فويل للذي آذاه فيها
هجوماً دون إذن بالدخول
حياة الطهر بين القوم صارت
هموماً بعد إشفاق الرسول
فبعد المصطفى صبت عليها
رزايا القوم صباً كالسيول
فعصر ثم كسر واغتصاب
لحكم الله من فحل الفحول
أ قوم هكذا ينجون مما
سيقضي الله في يوم الذهول
وهل يلقون ما تلقاه عين
بكت خوفاً من الرب الجليل
فيا من تدعى فهماً وعلماً
أجب حالاً بلا قالٍ وقيلِ
أحقٌ واجبٌ منا الترضي
عليهم بعد إيذاء البتول
أنا ما قلت غير الحق فيما
ذكرت الآن عن بنت الرسول
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-30-2024, 01:26 AM
إلى المنسوب
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
إلى المنسوب للإسلام زورا
و مَن عَن عقلِه مد الستورا
فلم يفقَه من الإسلام شيئاً
و لم يبصر لشمس الحق نورا
ولم يلبس تُقًى يوماً ولكن
من التقوى الجميل بدا فقيرا
يسب الآخرين بغير ذنبٍ
و يقذع بالكلام لهم مشيرا
ولم يعرف سوى التكفير نهجاً
فكان شعاره ثوباً قصيرا
إلى المنسوب هذا جاء قولٌ
من الحق المبين له نذيرا
كتابُ الله تبيانٌ لنورٍ
إذا كان الذي يمشي بصيرا
وإن كان الذي قد سار أعمى
فساءت في الجحيم له مصيرا
فيا منسوب تُب فوراً وإن لم
تتب تلق الجزاء غداً سعيرا
فتب قبل الممات وصن لساناً
فكم شرٍّ بما قلتم أثيرا
وكم أزهقتم الأرواح ظلما
و للأجساد قطَّعتم نحورا
وما زالت دماء الناس تجري
بما أفتيتمُ قتلا بحورا
فمن ولاكمُ بالخلقِ حتى
من الأشرار نصبتم أميرا
بغير الحق يقضي دون علمٍ
و كنتم حول صهوته نفيرا
وآمنتم بدعوته وكنتم
كمن قد كان مرتزقاً أجيرا
ينفذ أمر سيده وإن لم
يكن يوماً بحجته خبيرا
إذا ما الأمر دار بكم سريعاً
فلن تلقَوا بسيدكم نصيرا
فمن جاؤوا وروداً حول بأسٍ
تراهم في غد يأساً صدورا
فلليأس الشديد ألا استعدوا
بدا في الأفق سالمكم كسيرا
نذيرا جاءكم خبر انكسار
به عيشوا هزيمتكم ذعورا
بشيرا جاءنا خبر انتصار
يعيش به الفؤاد غدا قريرا
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-30-2024, 01:27 AM
ساعة الصفر
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
عذراً إمامى فقد جئناك نحمل ما
قد أثقلتنا به الأسقام والعللُ
وقد حدانا لكي نأتيك مُعتقدٌ
بأنه لم يخب فيكم لنا أملُ
فكن شفيعاً لنا يوم الحساب إذا
أتت شهوداً على أقوامها الرسلُ
ولم يكن عندنا ما نستعين به
أو يُرتجَى نفعُه غيرُ الوِلا عملُ
يا نورَ من أبدعَ الأكوانَ قاطبةً
منه استنارت على رغم الدجَى مِلَل
أنرْ قلوباً عليها ران ما كسبت
فصُدَّتِ اليوم من أفعالِها السبلُ
وكن ضياءً لها في كل حالكةٍ
تر الطريق الذي ما شابَهُ خللُ
فقد كفاها ضياعاً ما به مُنِيَتْ
فكل دربٍ مشت يقتادها هُبَلُ
وسِر بها قائداً لله تحملها
بما تكرمْتَ من ألطافِك الذُّللُ
فكم بَكتْ بُعدَها بِالغي مُثقلَةٌ
بما أتتْ من عظيمٍ ليس يُحتملُ
فاستنقِذِ اليوم من قيدِ الهوَى مُهجاً
كادت على غير ما أمَّلْتَ تَقْتَتِلُ
أنت الرجا لاسوى ماجئتَ مُعتصَمٌ
و أنت نور السما في الأرض يشتعل
وأنت بحرٌ به الأفلاك جاريةٌ
بها لركابها من فيضكم حُلَلُ
وأنت حصنٌ لمن لا حصنَ يحفظه
ما زال يغشاه من كيد الورى وجلُ
وأنت سِرٌ من الأسرارِ لم يرَهُ
و لن يراه الذي يُصغي لمن جهِلوا
يسعون جهلاً بلا تقوًى ولا ورعٍ
فكم لما ليس يَرضى ربُّنا افتعلوا
وأنت نور لقلبٍ طاب حاملُه
مُسهَّدِ الليلِ للرحمان يبتهل
مدَّت أكفَّ الدعا من صبره مُقلٌ
تدعو الإلهَ الذي يحميك يا بطلُ
أن تظهرَ اليوم للإصلاح مُمتشقاً
سيفَ الردى ضد من بالله قد عدلوا
تحمي به أمةً قد مُزِّقت إرباً
من جسمِها يأكل الإنسان والنصلُ
ترجو انتشارَ الهدى والعدلِ في زمنٍ
قد ساد فيه الهوى والجورُ والدجلُ
للظلم قامت به في الكون دولته
إذ باركتها على رغم النوى دولُ
ولم تزل خلفها في الركب تابعةً
لكنها لم يكن في دربِها زُحَلُ
ما كان في الدربِ إلا ما به اُمِرَت
و كل أمرٍ من المتبوعِ مُمتَثلُ
ما كان في دربِها إلا الذي انتهجت
مما به سُهِّدَت بل قُرِّحت مُقلُ
نهجٌ تساوت به الأضداد من سقمٍ
حتى تساوى لديه الشهدُ والبصلُ
صارت به الأرض ناراً من مساوئه
لم ينتفع فوقها بالنعلِ منتعِلُ
نهج كسيلٍ هوى من قمةٍ فهوت
من بعد ما قد هوى من تحتها الجبلُ
والأرض عزَّت على من كان يعمرها
و لم يزل حائراً في الأرض ينتقلُ
حتى إذا عاد يوماً مُتعباً ولِهاً
رأى جيوشَ الردى في بيته دخلوا
وسار بالحزن بحثاً عن أعزتِه
فلم يجد غيرَ من بالأمس قد قُتِلوا
ولم يجد في الورى للحق منتصراً
لِما تبَقى من الأشلاء ينتشلُ
فدَربُنَا هكذا اعوجَّت مسالكه
و دربُ صهيون بالغارات معتدلُ
وسترنا لم نزل من خلفه شِيعاً
و لم يزل رغم كل الجهد ينسدلُ
فاصدع بأمرٍ له ما زلتَ مُدخراً
فساعة الصفر حانت وانقضى الأجلُ
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-30-2024, 01:28 AM
بلاغ
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
سل بيت ربي من له أقبلَتْ
تحمل مولى قد سما شأنهُ
طالبةً عوناً على وضعه
ممن هَمَى في الكون إحسانه
فهو الذي ما ردَّ عبداً أتى
يحمله لله إيمانه
فانشق في البيت لها جانب
فبوركت في الحال جدرانه
إذ شع نورٌ ساطع حولها
حتى استنارت منه أركانه
ودار كالبدر يشق الدجَى
نوراً لمن لم تصح أجفانه
كاليم ينساب بأمواجهِ
أعيت ذوي الأبصار شطآنه
كما لقد أعيت أناساً بما
تحويه في الأعماق قيعانه
كالروض لما أعبقت بالشذا
منه أقاحيه وريحانه
كالغيث قد سالت على بقعة
ماتت من الصحراء غدرانه
فابتل سهل ظامىءٌ وارتوى
و اعشوشبت بالماء كثبانه
واخضر عودٌ يابس واستوى
في السهل بالخضرة بستانه
وازدهرت وامتلأت بالذي
قد وهب الخالق أغصانه
والورد كالعقد بدا لامعاً
تسر من ينظر ألوانه
هذا علي ابن أبى طالب
من ساد في الأكوان برهانه
فدين ربي قد بدا شامخاً
رغم العدا تعلوه تيجانه
والدين لو لا هو بعد الهدى
لم يَعْلُ فوق الأرض بنيانه
والحكم في أيامه حكم من
على الهدى أنزل قرآنه
قد صان للناس حقوقاً لهم
ممن طغى في الكون عدوانه
حتى كأن الناس مُلكٌ له
يقسو على من شاء سلطانه
يستضعف الخلق بلا رحمة
و طالِبُو اللذات أعوانه
قد عبثت في الأرض مأمورةً
ترهب من آمن صبيانه
وكلما ازدادت له نعمة
يزداد للخالق عصيانه
فينفث السم بجسم هوى
من شدة الأسقام ثعبانه
ذاك ابن هندٍ من عصى ربه
تطربه في الليل ألحانه
ومن يخاف الله يقضي الدجى
من حوله تحوم أحزانه
لم ير في الأرض سوى محنة
تشتد إن ضوعف حرمانه
عاش هموم الدهر في وحشة
و اشتعلت كالنار أشجانه
ويحسب الهم له وحده
و الهم قد عاشته إخوانه
ولم يكن في دربه وحده
بل مثله قد سار جيرانه
درباً طويلا شائكاً لم يزل
يسلكه من تم إعلا نه
عن حبه لابن أبي طالب
من جُدِّلت في الحرب أقرانه
من كان للتقوى إماماً ولم
يزِدهُ في تقواه عرفانه
يا حاملَ الراية في خيبر
هذا البلاغ الحزن عنوانه
يشكو لك الحال بجسم على
جمر العذاب ظل جثمانه
وقومه في الغيب قد فصلت
بالهجر والتمزيق أكفانه
لا يعرف اليوم له غاية
و للهوى قد زاد إذعانه
كلٌّ له في أ مره غايةٌ
زاد بها للحق كتمانه
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-30-2024, 01:28 AM
خليفة المختار
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
لاهم بارك في علاك حضورنا
و وَلاءنا لخليفةِ المختار
ذاك الذي في البيت شُرف مولداً
قد أنجبته سلالة الأطهار
في ليلةٍ لو غاب بدر سمائها
لم تفتقر لإضاءةِ الأنوار
من خُصَّ دون الخاطبين بفاطمٍ
و لها تقدم كل ذي إيسار
من كان للأيتام خيرَ أبٍ ولم
يعرف سواه أباً ذووا الإعسار
وهْوَ الذى رباهُ أ فضلُ من مشى
منذ الطفولة في فناء الدار
وسقاه علماً نافعاً وشجاعةً
في الحرب تغنيه عن الأنصار
وأعدَّهُ للدين سيفاً قاطعاً
صانته دهراً رحمة الجبار
فوقى الرسول بنفسه وحماه من
شر العدا ومكيدة الكفار
من أشركوا بالله لم يتمكنوا
من قتله والمصطفى في الغار
عمرو بن ود رغم ألف مدجج
خسر القتال ومرحبُ الأشرار
ولئن بغى جمع الضلال قتالَه
رأوا المماتَ بسيفه البتار
كم قد دعاهم للهدى لكنهم
لم يعملوا بوصية المختار
وعدَوا عليه بعد ما أبدوا له
عند الرسول محبةَ الأخيار
وضعوا الحديث وأنفقوا مال العبا
د ولم يخافوا نقمة الجبار
كم حاولوا إخفاءَ فضل ظاهر
من مكرمات الواحد القهار
حتى لقد ملئوا رفوفَهمُ بما
تبكي له مجموعة الأسفار
لكن نور الشمس لا يخفيه عن
عينٍ ترى مُخلَولقُ الأستار
وإذا السليم رأى اللآلىء لا يقو
ل بأنها حجراً من الأحجار
يكفي التمزق منذ أحقاب مضت
فلَكَم أعَنَّا معشرَ الكفار
فالناس قد عرفوا الذي ينجيهمُ
من كل هولٍ في عذاب النار
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-30-2024, 01:29 AM
سوء العاقبة
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
إنها الذكرى التي تَحْيَى طويلاً وتُعَمر
ليس يطفي نورَها من قال سحراً وتذمر
جحدوها ثم خالوا علمَهم أغنى وأقدر
ثم كادوا كيدَ سوءٍ وبه الأرض تُدمر
ملأوا الدنيا صياحاً بهتافات تشلنجر*
أطلقوه لعلو شاهقٍ وهو مسير
ما دروا مذ أطلقوه أنه الأمر المقدر
فَعَلا في لحظاتٍ بعدها الكيد تفجر
رجع القوم وكلٌ في أساهُ يتحسر
وبدا في أسر ذلٍ من على الناس تكبر
لا ترى إلا شفاهاً وَ وُجوهاً تتضجر
وعيوناً باكياتٍ ودموعاً تتنثر
هذه سنة ربي في الورى والله أكبر
إن من يضمر سوءً لبنى آدم يخسر
فلكم أجرم بغياً وفساداً شرُّ معشر
ولهم أقبل دهر بصفاءٍ ثم أدبر
كيف من يتبعُ قوماً مثلَهُم لا يتدبر
أترى الظالمَ ينجو أو ترى المؤمنَ يخسر
ليس هذا وعد ربى..وعد ربى ليس ينكر
فبه الظالمُ يهوِي وبه المؤمن ينصر
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-30-2024, 01:29 AM
مطايا الذكريات
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
عُد بنا فوق مطايا الذكرياتِ
و انس آلامَ الليالي الحالكاتِ
واستحث الركبَ كي يمشي سريعاً
فوق أنقاض السنين الماضياتِ
واطوِ صفحاتٍ كتبناها سنيناً
بالدم القاني بأصناف اللغات
واقترفنا من صداها كلَّ ذنب
وِزْرُه قد فاق كل السيئات
وارمِ أقداحاً سكبناها لبعضٍ
و املأنْ منها سِلالَ المُهْمَلات
حسبنا ما قد أضعنا من جهودٍ
تملأ الدنيا كبطحاء الفلاة
ليتها كانت لرأب الصدع مِما
حل أو كانت لتوثيق الصلات
قد كفتنا ما اقتدحناها بحقدٍ
حولنا قد ثار من كل الجهات
ليت تلك النار كانت في بلادٍ
جاء منها مفسدٌ بالمغريات
فاصحُ واستيقظْ ودَعْ ما كنت فيه
من هدوء زائف أو من سبات
أمرنا يا صاحبي قد زاد سوءً
كم سنبقى في دهاليز الشتات
فادن مني واقترب شيئاً فشيئاً
و اسعَ للإصلاح في هذي الحياة
واصغ لي حيناً وخذ ما شئت مني
و اترُكنْ ما قد طغى من ترهات
وادرك الأيامَ فالأعمار غيبٌ
أمرها سِرٌّ كإبان الوفاة
أنت لا تدري متى يأتيك أمرٌ
لا ولا ما في غدٍ حتماً سياتي
عد قليلاً ثم سل من كان يمشي
حاملاً علمَ الهدى والمكرمات
واسأل التاريخ عن شخصٍ عظيمٍ
بات يحمي المصطفى خير الهداة
كم وقَى الإسلامَ من شر عظيمٍ
حيك سراً فوق أسياف الطغاة
واسأل الأحزاب أو أحداً وبدراً
عن حسامٍ غاب في قلب الكماة
دع كلامَ السوءِ من شخص وضيعٍ
خذ صحيحَ القول من خير الرواة
خذ حديث الصدق من شخص حكيم
من سليم القلب من كل الثقاة
عن إمام منذ أن كان صغيراً
سار خلف المصطفى خير الدعاة
ثم شاد الدين صرحاً في شموخ
لم يخف في ذاك من كيد البغاة
لم يفر يوماً إذا الهيجاء ثارت
قسطلاً عاثرة في الأضحيات
بل سقاها موته من مُرهَفَاتٍ
دونها سهم الردى في الكائنات
فارتوى الإسلام عذباً مستسيغاً
طعمه إذ فاق أمواه الفرات
واستوى في الأرض عود ثم بانت
خضرةٌ بعد الورود الذابلات
واطمأنت أنفسٌ في كل شبر
بعد ما كانت تعيش المشكلات
من ذليل سار فيهم دون علم
بالقضايا والأمور المحدثات
فاستغاث الدين مما ساد جهلاً
شاكياً تلك الأمور المنكرات
مستعيناً بالذي أعطاه ربي
علم طه إذ أتى بالمنجيات
هل أتانا غيره شخص عظيم
حاملاً تلك المزايا والصفات
هل أتى في البيت مولود سواه
فضل ربي ذي الندى والأعطيات
هل جرى فيهم على كفي سواه
من عظيم الآي أو من معجزات
هل أتى في هل أتى ذكرٌ لعبد
غيرِ آلِ المصطفى نعم الولاة
فانتبه واسلك طريقاً قبل يومٍ
فيه يأتي مسرعاً سهم الممات
واسلكنْ إن كنت ترجو ما رجونا
خير درب فيه أسباب النجاة
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-30-2024, 01:30 AM
قانون الأرض
قانون الأرض
تصفو السماءُ إذا بدا فيها القمرْ
وبها النجومُ بنورها
تبدو بعيداً كالدررْ
والأرض تعشب حيث يسقيها المطر
والورد يعبق بالشذا
والطير يسمو في زمر
يشدو بتسبيح الإلهِ على الشجر
صوتٌ رقيقٌ
مثلُ دعوةِ عابدٍ وقتَ السحر
والماءُ أمواجٌ تلاقت فى النهر
والنخل يحمل عالياً
ما لذَّ من نوع الثمر
كلُّ الحياةِ تزيَّنت .. ماذا الخبر؟
نجمُ الإمامةِ
عمَّتِ الأنوارُ منه على البشر
إن الحياةَ كدوحةٍ فيها شجر
من صانها منها جنَى
خيرَ الأزاهرِ والثمر
صبراً أُخَىَّ فقد غزاها كلُّ شر
راحت تدنس أرضكَ الخضراءَ
فُسَّاقُ البشر
فحلا لهم صوتُ الأغانى والسمر
واللهو يغمرُ ليلَهم
والفكر يقتله الوتر
ما عاد يبدو فى السماءِ لنا القمر
ونجومُها قد أعتمت
وسط الظلامِ إذ انتشر
والأرضُ راحت تستغيث لدى المطر
ترجوه أن يروي ظماها
فالفؤاد قد انفطر
والطير يشكو للسما
عيش الكدر
فعشُّه قد طيرته الريح
والغصن انكسر
والباز يطرده إلى حيث الضرر
وبنادق الصياد ترميه
فيهوي للحفر
والوردُ مثلَ الطير صار على الأثر
يشكو الذبولَ عليه قد
بانت علامات الضرر
حُبست سواقي الماءِ قسراً فاستقر
لا يرتوي منه الذي
صلى و صام و ما كفر
فمتى إلهي ينجلي عنا الخطر
ومتى يرفرف فوق كل ربوعنا
علمُ الهدى
علمُ الإمام المنتظر
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-30-2024, 01:32 AM
رجاء
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
من أ نا حتى جرى في
ذكره الخالد حبري
من أنا حتى أعدت
في الهدى أقداح فكري
فهوى يرشف منها
شهدَها الرائع ثغري
ثم سال الشهد حتى
صار عذباً منه شعري
لا تلمني في هوى مَن
حبه نورٌ بصدري
لك يا خير البرايا
قبل أن أبدأَ عذري
ما أنا إلا شقيٌّ
غارق في كل شر
قد رسا غيري بأمنٍ
و أنا في قعر بحري
قد رماني فيه حِملٌ
مِن خطاياي وَ وِزْرِي
فانحنت منها ضلوعي
و هوى للأرضِ ظهري
وعلى بابك جئت ال
آنَ كى تنقذ عمرى
فأنا أمشي لنارٍ
أم نعيمٍ لستُ أدري
كل ما أدريه أني
لستُ ذا حقدٍ وغدرِ
لستُ ممن قابلوكم
باعتدائات وهجر
واعتدوا بعدك ظلماً
و تناسوا كلَّ أ مر
دخلوا الدار على مَن
صُنتَها في خير خدر
لطموا عينك منها
و استباحوا كل ستر
لستُ أ نساها وما قد
حلَّ مِن ظلم وقهر
ولقد قادوا علياً
بعد إجبارٍ وقسر
أطفؤوا شعلة نورٍ
قد أنارت كلَّ شبر
أظهروا حقداً خفياً
في دماهم كان يَسْري
أسسوا ظلماً عظيماً
قد طغى في كل عصر
إننى أبرأ منهم
و أوالى كلَّ طهر
فليكن حبي إليكم
نافعاً لي يومَ حشري
ولتكونوا يوم يأتي
أمرُ ربي خير ذخر
كيف يبقى من رجاكم
بين إعسارٍ وفقر
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-30-2024, 01:32 AM
نور الكون
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
نفديكَ بالمالِ والأرواحِ يا قمرٌ
ظلامُ ليلِ الهوَى مِن نورِه ذَهبا
قد جئتَ للكونِ نوراً يُسْتضاءُ بهِ
قد أَخجلَ الشمسَ والأقمارَ والشُّهُبا
لو لاك لم يبقَ للدينِ الحنيفِ سِوَى
اسمٌ علَى هامشِ الأوراقِ قد كُتِبا
لو لاك يا بْنَ الذي صان الهُدَى زمناً
صَرْحُ الهُدَى في الورَى ما ظلَّ مُنتصبا
نفديك مِن ثائرٍ في وجهِ طاغيةٍ
لم يحفظِ الدينَ بل بالدينِ قد لعِبا
قد عاش مِن مالِ خلقِ اللهِ في سَعَةٍ
و حوله الناسُ مِن تَقتِيرهِ سُغَبا
كم مِن دمٍ دونَ ذنبٍ صار يسفِكُهُ
و يدَّعي قُربَهُ مِن جدِّكُم نَسَبا
فَمَرْجُ عذراءِ فيها لِلتُّقَاة دمٌ
لِسَفْكِهِ ما رأتْ ذنباً ولا سَبَبا
حِجْرٌ وأصحابُه أمسَوا بِها جُثَثاً
فما الذي قد أتى حِجْرٌ أوِ ارْتَكبا
يا كاتبَ الوحيِ هل في الوحيِ سفكُ دمٍ
بغيرِ ذنبٍ أَمَنَّ الوحيَ قد ذَهَبا
بَعثتَ بِسراً لأرضٍ لِلهُدَى احْتَضَنتْ
فجَدَّ في كُلَّ عبدٍ صالحٍ طَلبا
وصار يجْتثُّ منها كلَّ ذِي شرفٍ
وكلُّ طُهرٍ بها قد صار مُغْتَصَبا
يا كاتبَ الوحيِ أين الوحْيُ في رَجلٍ
عن الهدَى يومَ حَملِ السيفِ ما هَرَبَا
نازعْتَهُ أمرَهُ في كلِّ ناحيةٍ
و بِتَّ تَقْسُو عَلى الإسلامِ فاضطرَبا
زَرعْتَ للفِسقِ أعواداً وكُنتَ لها
ماءً سقاها إلى أن أثْمَرتْ كذِبا
يَخالُها المَرْءُ حقاً حين يُبْصِرُها
و تُفْصِحُ الأمرَ عنها كُلَّما اقْتَربا
تَمتدُّ أغصانُها لِلشَّوكِ حامِلةً
و تملأُ الكونَ من آثارِها لهَبا
أوراقُها السُّودُ مِن أغصانِها انْتَشرَتْ
لِتملأَ الكونَ مِن أحقادِها كُتُبَا
قد خَطَّها كلُّ مَنْ زلَّتْ له قَدَمٌ
و عن صراطِ الهُدَى والدينِ قد نَكِبا
لَبِئسَ ما دوَّنَتْ كَفَّاهُ مِن كُتُبٍ
و بئسَ ما نالَهُ مِنها أوِ اكْتَسَبا
فلَيس فيها سِوَى ظلمٌ لِذِي حَسَبٍ
مِن سادةِ الخلْقِ والأمجادِ والنُّجَبا
يا ابنَ الهدَى يا ابنَ خيرِ الناسِ كلِّهِمُ
سيفُ الهُدَى في أَكُفِّ الخانِعِين نَبَا
ورَكْبُ مَن في طريقِ الحق مَبدَئُهُم
تَعَثَّرَ اليومَ في أغلالِهِ وَكَبا
لأَن مَن يَجْهلِ الإيمانَ حاربَهُ
و في طريقِ الهُدَى أفْخاخَه نَصَبا
وإنْ خَبَتْ فِتنَةٌ في الكونِ أجَّجَها
يُضيفُ زيتاً لَها إنْ قَلَّ أوحَطَبا
لله صبرُكَ كم حُمِّلْتَ مِن ألَمٍ
ما زال في الصدرِ مثل السهمِ قد نَشِبَا
رماهُ مَن يدَّعِي حباً لِجدِّكُمُ
نحوَ الذي في سَفينِ الآلِ قد ركِبَا
يا سيِّدِي المؤمنون اليومَ في ضَنَكٍ
مِن عَيشِهِم فالمَعِينُ العَذبُ قد نَضَبا
تَغلْغَلَ الذلُّ فيهم باسِطاً يدَهُ
و جُلُّ ما يملكون اليومَ قد نُهِبا
وقدَّمُوا ما بَقِي مِن حقِّهم جزعاً
و كُلَّ مَن قد نَوَى سوءً بِهِم وثَبا
يَغِيرُ في أيِّ وقتٍ شاءَ مُنتَهِكاً
حُقوقَهم فالأمانُ اليومَ قد سُلِبَا
ويَدفعُ الناسَ عن وِرْدٍ على ظَمإٍ
و يمنعُ الناسَ ما الرحمانُ قد وَهَبا
لم يبقَ إلا الطَّوَى زاداً لِجائِعِهِم
و السوطَ إنْ أنَّ مظلومٌ أوِ انْتَحَبا
والدمعَ ماءً لِمَنْ أحشاؤُهُ استَعَرتْ
فالدمعُ أمسَى على الوجناتِ مُنْسَكِبا
يا سيِّدِي ضاعَ حقٌّ وانْطَوتْ قِيَمٌ
متى سيأتي الذي يسعَى لها طَلَبا
أليسَ يكفِي ظلامٌ جاثِمٌ عَبَثَتْ
مِنْ خَلفهِ عُصْبَةٌ قد ساءتِ الأدَبا
أليسَ تكفِي العلاماتُ التي حَدَثَتْ
إنَّا نرَى يومَهُ الموعودَ قد قَرُبَا
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-30-2024, 01:32 AM
مشهد
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
الخاءُ مضمومةٌ والراءُ والألفُ
و السِّين والآنُ بالخيرات تلتحفُ
ومشهدٌ زانها يعلو بقبتهِ
فما عساني أقول اليوم أو أصف
أكرم بأرضٍ بها الآيات شاهدةٌ
بفضلِ مَن علمَه الأفواجُ تغترف
بها الرضا نورُه قد عمَّ ساحتَها
كما أضيئت بنور المرتضى النجفُ
وكل مدحٍ طويلٍ ذكره عبقٌ
لغير من كان أهلاً ليس ينصرف
كم نال من قبلُ جمعٌ من نفائسهِ
لكنهم رغم ما نالوه لم يقفوا
له على غاية تسمو بما وهبتْ
حتى بدا من سناها يخجل الشرف
ما الزهرُ ما الوردُ ما الأطيار في ترفٍ
ما الماء من حولها يجرى وما الترفُ
ما الشمس ما البدر ما الأقمار إن طلعتْ
ما السحر لوكان للألباب يختطف
ما الذكر إن صانه مالٌ يبعثرهُ
بكل ثغرٍ يجيد الزيف منحرفُ
ليست له عند كل الناس منزلةٌ
و مِنه قد نالهم في عيشهم شظفُ
أيخلد المرء مؤموناً على أحدٍ
و الناس من حوله للأمن ما عرفوا
فأين من جَده أمنٌ ومعتصمٌ
نالته شأناً على جيرانها النجفُ
وأين من داره للوافدين هدًى
و للذين اهتدوا بالرشد مُختَلَفُ
وأين من زاره يحظى بمكرمةٍ
له مِن اللهِ في فردوسه غرف
ما زال تاريخنا يبكي بكل أسى
من فِعل من لم يزل للإثم يقترف
يضيف من شاء للتاريخ منتقصاً
حقوقَ من بالصلاح الدهرَ قد عُرفوا
وِشاحه الليل لا شمس ولا قمرٌ
ينيره والنديم المخلص الأسف
أليس في الكون من يسعى بِنَشْرِ هدىً
و من لأهل التقى والرشد ينتصفُ
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-30-2024, 01:33 AM
أرض الهدى
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
أرضُ الهدى تباركت
بنورها وبالندى
بدوحةٍ لذكرها
ربُّ العباد خلَّدا
بنبعِ ماءٍ فوقَه
طيرُ السرور غردا
بواحةٍ جمالها
بحسنه تفردا
بأيكةٍ قد اكتست
ثمارها زبرجدا
بشمعة مضيئة
قلوبنا لها الفدا
بنهج علم وتقًى
نجا الذي به اقتدى
فمثلها ما وُلِدَت
و مثلها لن تُولدا
لذكرها الزمان في
سروره لقد بدا
مرتدياً زينتَه
و لؤلؤاً منضدا
وتاجه الذي بدا
بشكله موردا
وطار في سمائه
و بدره توقدا
بروحه وقلبه
يمد للهدى يدا
مصافحاً مهنئاً
بيومه محمدا
وذاكراً لابنته
جهادها الممجدا
بما مضى مقلبا
زمانها الموقدا
أيامَ عِزٍّ قد مضت
و ظالماً قد اعتدى
وغاصبا لحقها
من ستره تجردا
فبان ما اختفى به
عن العيون وابتدا
ينفذ الأمر الذي
سعى له ومهدا
والمصطفى بداره
لضعفه توسدا
فعاش يومَه الورى
بحزنه منكدا
وسيل ذي الهوى على
ذوى الحجى تجمدا
وباب سيد الورى
أتى له فأوصدا
وصدَّ عنه جاهلاً
و مؤمنا وسيدا
وهدَّ صرحَه الذي
أقامه وشيدا
وقبةً عظيمة
و مسجدا ومعبدا
وأحرق البيت الذي
به الورى قد اهتدى
وأخرج الإمام في
نجاده مقيدا
فلم يهن على البتو
لِ أن ترى المعاندا
يجر ليث غابها
و يرفع المهندا
بوجهه لكنه
بصبره تجلدا
وبالوصية التي
أُوصِي بها تقيدا
فجاهدت بثورة
لها الزمان خلدا
وأرسلت بليلة
سراجها توقدا
وذكَّرت بقولها
بشأن من تعبدا
وكان قائداً لهم
و مرشدا ومقتدى
وعاش صائناً لهم
و للأذى مكابدا
وأمةً تمزقت
سعى لها فوحدا
حتى إذا تقومت
شريعة وسؤددا
أتى الذي بظُلمِهِ
و رعبه تجندا
فكم برىء قد قضى
ببطشه مشردا
وأمره من الهوا
ن والأذى تعقدا
وذلك الظلم الذي
بدا بهم تعددا
وصار سنةً بها
مشى الذي تمردا
وسار في طريقهم
خليفةٌ فأفسدا
وطارد الحسين في
سبيله وشددا
وعن ديار جده
أتى له فأبعدا
ومن مشى بنهجه
فحتفه تأكدا
والمسلمون جمعهم
بما جرى تبددا
ولا يزال بعضهم
بموته مهددا
وبعضهم مقطعاً
على الردى تمددا
فيا زمان لا تطل
بكل من تجردا
عن الهدى وبالهوى
و أهله تقلدا
وعاش في مجونه
و غيه فعربدا
وأغضب الإلهَ في
عباده وأحمدا
فلا تكن له سوى
طريقه إلى الردى
وكن عليه صارماً
و قسوراً تأبدا
فيستريح مؤمن
بذله تسهدا
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-30-2024, 01:35 AM
مولد الانتصار
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
أيها الحادي ترفق بالرواحل
و اسلكنَّ الدرب من خلف القوافل
واحملنَّ الشوق من بين الحنايا
و املأنْ ما شئت من تلك المحامل
واحملنْ للمصطفى من كل قلبٍ
شفَّهُ الوصلُ سلامٌ ورسائل
تحمل الشكوى له عن حال بيتٍ
هَدَّدت أركانَه سُودُ الهوائل
وانتبه واحذر ولا تمكث بأرضٍ
ليس فيها حب أرباب الفضائل
إن أرضاً ليس فيها حب طه
و الوصيِّ المرتضى شرُّ المنازل
إن أرضاً لم يقم فيها لبنت ال
مصطفى ذِكرٌ وأبناها الأفاضل
لهي أرض مات فيها الحق خنقاً
و اعتلى منبرَه ظلم وباطل
كم بها كُمِّمَ للعالِمِ ثغرٌ
و انبرت من بعده أبواق جاهل
كم تمنى الموت كأساً بعد يأسٍ
من حياةِ العِزِّ فيها اليومَ عائل
عزَّ لا مِن قلةٍ مِن كلِّ خيرٍ
بين أهل الأرض للمحتاج نائل
كم بها حِيكت على ذي الحق ظلماً
في سواد الليل آلافُ الغوائل
كم بها تَنسُج كف الظلم ليلاً
من خيوط البغي للعدل الحبائل
فِتنٌ تتلو سواها ليس تبدو
بين ما تأتي به اليوم فواصل
أيها الحادي تجنب حين تسري
تحت جنحِ الليل أبصارَ الأراذل
ربما تلقى كميناً قد توارى
خلفه يرصدُ مَن آمنَ غائل
ولْيكن حَدْوُك إن شئت ابتهالاً
إنَّ ذكرَ الله من خير الوسائل
وانزِلنْ عند الذي ما خاب يوماً
عنده من بين أهل الأرض نازل
واستلم أعتابَ قدسٍ حين تأتي
و ارتشف ما شئت من تلك المناهل
حيِّهِ ما شئت تقبيلاً ولثماً
و اصمتَن الدهرَ عن أقوال عاذل
راح يَثني غيرَهُ عن كلِّ خيرٍ
مُطلِقاً أحقادَه من غير طائل
ناشراً أعلامَهُ في كل مصرٍ
يقتفي آثارَ أفَّاكٍ وسافل
كاتماً آياتِ حقٍّ كم تجَلَّتْ
و اهتدى من نورها من كان غافل
قلِّبِ الطرف يميناً أو شمالاً
كي ترى في الجو أسراب البلابل
حلَّقت بالبشر في الذكرى احتفاءً
بالذي ازدانت بذكراه المحافل
فهو بحر ما له مهما استطالت
نظرة الرائي له بُعداً سواحل
وهو روض فيهِ أزهار غِضاضٌ
عوضت من جاءها عن كل قاحل
وهو نبع ماؤه يجري زلالاً
يرتوي منه الذي ما زال ناهل
وهو حصن مِن هَوى نفس تردَّت
قد نجا مِن نفسه مَن جاء داخل
وهو سهم صائب قد فوَّقَته
في سبيل الله أبطالٌ بواسل
عزمها كالطود لم تبلغه يوماً
فيه تشتد الوغى تلك الجحافل
نجمها الساطع نوراً وضياءً
رغم أستار الدجى ما كان آفل
لم يزل يشرق من قلبٍ لِكفٍ
مزقت من كان للأطفالِ قاتل
مَزَّقَتْ من لم يزل في كل وقتٍ
يمطر الأحرار ظلماً بالقنابل
مزقت أستارَ خوفٍ قد توارى
خلفها عشرون جيشاً لم يناضل
إنها كفٌّ لِنصر الله من قد
دك للأعداء بالعزم المعاقل
إنها كفُّ ابنِ طه من بها قد
بات قلب القدس بالآمال حافل
إنها كف غدت بالنصر حُبلَى
بعد ما أمست سواها الدهرَ حائل
فلنحييها بيوم قد أتانا
فيه لطف الله من خير القبائل
ولنبارك للهدى نصراً عزيزاً
قد أتى من ربنا فالبشر شامل
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-30-2024, 01:37 AM
النية الدفينة
بزغ النورُ على أرض المدينة
وبدت بين بقاعِ الأرضِ تزهو
أرضُ أصحابِ السكينة
وارتدت من كل أثواب الوجودْ
ثوبَ حقٍّ
وبه تنتشر الألفةُ و العدلُ يسودْ
ويدومُ العز للناس بهِ
وعليهم بالكرامات يعودْ
فيعيشَ المرء حراً وكريماً
وهو ذو نفس أمينةْ
وبها يحيا سعيداً
وبها يصلح دنياه ودينَه
وبدت أرض المدينةْ
كفتاةٍ جيدُها ازدان بعقدٍ
وبذاك العقدِ أحجارٌ ثمينةْ
تسلب الأنظار من بهجتها
بالذي تلبسه من كل زينة
ولها أسورة حول ذراعيها وساعةْ
زيَّنَت إحدى اليدين
ربنا سلم لها في من تسلم
كلها
سيما تلك اليدين
رب و احفظها من العين اللعينة
إن تلك العين مازالت تدورْ
وشرار الحقد منها يتطايرْ
وعلى الأرض يثورْ
ويريد الفتكِ بالبنتِ
وسلبَ الثوب منها
يتأسى بالذي قد كان
في ماضي العصورْ
ينزع الألفةَ من كل القلوبْ
وحياة المرء صارت بعد صفوٍ
بين قبضات الكروبْ
ويميت العدل خنقاً
ثم يلقيه على كل الدروب
ليدوسَ المرء بالأقدامِ
عزاً و كرامة
ويعيش العمرَ عبداً وذليلا
لا يرى فيه طريقا للسلامة
ذلك الحقد الذي
تقذفه العين اللعينة
لا يريد البنتَ أن تلبس عقداً من عفافْ
أو سواراً من صفاتٍ وسجايا
لتقيها من طريق الانحراف
بل يريد البنت أن تعبثَ
بالعقدِ و بالجوهرِ
حتى تنتج الجيلَ لنا أخبث طينة
لا يريد النورَ أن ينشرَ
في الكون ضياءه
وإذا الكون أضاءْ
ضاق بالحقد الفضاءْ
وتولى يملأ الكون ظلاماً
معلناً فيه استياءه
ثم أبدى نية السوء الدفينة
وإذا بالنور من أرض المدينة
ودَّع الأقمار ليلا والبدور
سائراً نحو خراسانَ
بأفكارٍ حزينة
وطوى الأرض بأيام عجافٍ وشهور
وبها عاش أسيراً و رهينة
وتولى صاحب العين التى كانت تدور
كلَّ أمرَهْ
حيث أخفى عن عيون الناس سره
وسعى يقدح بالبغضاء شره
فتوارى النور عن كل عيون
ثم سادت ظلمة حالكةٌ
أرضَ المدينة
أفلا يعلم ذو العين
إذا بعثر ما تحوى القبور
وبدا للعين ما كان توارى في الصدور
إن ربي بالذي كان خبير
وبما تكسبه النفس رهينة
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-30-2024, 01:38 AM
الذكر الخالد
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
يا مداد اكتُبَنَّ إن شئت عمَّن
ساد في الخافقين فضلاً عظيما
خُطَّ للعالمين بالنور سفراً
يخلد الذكر فيه حراً كريما
وانسُجَن الصحائف البِيض دراً
كي يرى الناسُ عقدَك المنظوما
وازرعن الفدافدَ الجُدبَ ورداً
و املأنَّ العيون منها نعيما
واسكبن الحياة في كل قلبٍ
كي يعودَ الفؤادُ منها سليما
حيث طالت عليه تلك الليالي
فوق آلامها تلوَّى سقيما
ولتكن بالذي أتى بعد هجرٍ
من صدود الشقاء براً رحيما
قد كفته النوائب السود إثماً
إذ أذاقته من صداها حميما
فلتذيقنه من الخلد شيئاً
تشفِيَنْ قلبَه الضعيف الكليما
واسقِهِ من رضاب أحلى نميرٍ
إذ بغير النمير لن يستقيما
فهْو لم يُسْقَ من سواها زلالاً
إنما قد سُقي سواها حميما
لم يعُدْ بعدَه طليقَ المُحيَّا
فالمحيا الطليق أبدى وجوما
فاعطهِ منك نفحةً من نَضارٍ
ولْيعُد بالذي ستعطي وسيما
جُدْ بما أعطتِ الحياةُ عليه
إن في قلبه لشوقاً قديما
للضياء الذي أبى الله لما
ناوئته الدجى سوى أن يدوما
للخطاب الذي يُدَوِّي صداه
إنه كان بالنوايا عليما
للثريا التي أبت في سماها
أن ينال الثرى مقاما كريما
للربيع الجميل إذ جاء حباً
يبعث العطر والشذا والنسيما
للسراج الذي سيبقى منيراً
رغم ليلٍ دجا وستر أقيما
رغم هُوج الرياح هبَّت لتطفي
كلَّ نورٍ بَدا فعادت عقيما
فارحمَنْ شوقَه لماضٍ عزيزٍ
يحمل الخير للبرايا عميما
ولْتحدثه عن سنا كل ذكرى
بات أمر الورى بها مستقيما
كي تزيلَ الذي على كل قلبٍ
ران هماً فقد شبعنا هموما
ولتُجَنِّب بذكرِها خيرَ قوم
يوم حشرِ الورى عذاباً أليما
قد كفاهم لِحبهم أنْ عليهِم
صَبَّ من لايُكِنُّ حباً سموما
مستعيناً بكل من كان عبداً
للهوى ساعياً بظلم أثيما
حاملاً من دفائن الحقد شراً
من بقايا الذي تعدى لئيما
تاركاً بابَ صفوةِ الله لما
غادر الدار مَن حماها هشيما
حيث لبى لأمر من كان يدعو
نفسَه بينهم غوياً رجيما
مستبيحاً لنفسهِ أمرَ من قد
خصَّه اللهُ دونهم أن يقوما
مستهيناً بمن إذا عُدَّ كانوا
خيرَ من طاب في البرايا أرُوما
فيهم العالِمون من قد تَجَلَّى
نورُهم عالياً يفوق النجوما
فيهم العاملون بالخيرِ حتى
عبَّدوا الدربَ للمعالي قويما
فيهم الساهرون لله ليلاً
و الدعا بالخشوع كان النديما
فاز بالخلد من سيأتي محباً
للهدى والسعير يشوي الخصوما
ربِّ يرضى عن الذي عنه ترضى
بنتُ طه فخُذ حديثاً عظيما
واجتهد أن تكون ممن سيُجزَى
من رضى الطهر أمِّ طه نعيما
ربنا ارحم بها على كل حالٍ
حالَ من لم يزلْ يقاسي هموما
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-30-2024, 01:44 AM
الرسالة
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
تاقت للذكرى أفئدةٌ
و الفكر له تاق القلم
لا يثني عزمك يا قلمي
كُتَّابُ الجهل وإن غنموا
لن يغني عنهم ما كسبوا
في يوم يسألنا الحكم
عما أيدينا قد كتبت
و البعض سيلحقه الندم
ذكرى المختار لها قلبي
قد طاب وطاب بها الكلم
ميلاد الحق به ابتهجت
عرب في الدنيا والعجم
منهاج الحق يثبتنا
إن زلت بالمرء القدم
فالكون تفجر بركاناً
و الصم أذابتها الحمم
والأرض تنوء بأحداث
ضاعت من قسوتها القيم
دين الاسلام إذا نادى
للبذل تقاذفنا البرم
لا كف تجود بما يجدي
و البخل يقيد من عزموا
دين المختار بدنيانا
قد طاف يصاحبه الكرم
في كل بلاد يدخلها
يعلو للحق بها علم
ويدوي صوت رسالته
في أذن حل بها صمم
ويسوي حكم عدالته
في الناس لتحياه الأمم
من يعمل خيراً سوف يرى
خيراً والويل لمن ظلموا
تلك الآثار لقد ذهبت
و الناس لأنفسهم ظلموا
هذا القرآن بأيديهم
لكن للنفس قد احتكموا
شادوا دنياهم فى عجلٍ
و الدين عليهم ينهدم
يجرون وراء مصالحهم
حتى قد جاءهم العدم
في السفح تراهم قد نزلوا
و العالم منزله القمم
لا تعجب إن حلَّت بهمُ
في السفح نوائب أو نقم
إن دام الأمر على هذا
فالحال بنا لا تنتظم
والنار إذا لم نخمدها
فستبقى فينا تضطرم
ما جاء الهادي كي نحيا
أيام الدنيا نَختصم
نلهو عن رشد يحفظنا
و الباطل فينا يلتهم
ونمزق بعضاً في غضب
و أمام الباغي ننهزم
حتى قد فُلَّتْ شوكتنا
و الهمة راحت والشيم
من يحمي صرح عقيدتنا
فالصرح العالي معتصم
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-30-2024, 01:45 AM
الضربة
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
وهوى على نفس الرسول من العدا
في أعظم الأوقات شأناً للورى
سيف بسم ناقع من حده
وقت الصلاة دم الإمام تفجرا
من رأسه إذ إن سيف شقيها
قد غاب في الرأس الشريف مكبرا
فغدا يعالج نفسه من ضربة
مسمومة منها الإمام تغيرا
دب النحول بجسمه من رأسه
و الوجه صار من التسمم أصفرا
حُمِلَ الإمام لبيته متألماً
و الدمع من وجه الزكي تحدرا
وبكى الشهيد على أبيه بلوعة
و القلب للخطب الجليل تفطرا
بين السما والأرض نادى ناعياً
في الفجر جبريل الأمين مكبرا
قد هُدِّمَت والله أركانُ الهدى
عَلمُ الإمامة بالضلال تكسرا
صوت العدالة أخمدت أنفاسه
و الشمل بين المسلمين تبعثرا
والغي أصبح ساخراً متبسماً
و الرشد من بعد الوصي تحيرا
والظلم شاد الظالمون بنائه
و الجور يحكم في البلاد تجبرا
والحق يبحث عن وصي محمد
و يرى المناكر في الورى متصبرا
والعدل قد شمتت به أعداؤه
و الكل منهم في هواه تكبرا
قل للصلاة وللصيام بقيتما
عند الطغاة الظالمين مآثرا
قل لليتامى إن سئلت عن الذي
واساهمُ دفن المُواسي في الثرى
وإذا الفقير أتاك يطلب حاجة
أخبره أن إمامه قد أقبرا
وإذا أتى المسكين يسأل قل له
عما جرى واسأله أن يتصبرا
أخبر جميع المسلمين بأنه
بعد الوصى تفصمت كل العرى
فالدين أصبح بعد نفس محمد
يشكو البلاء من العدا متحيرا
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-30-2024, 01:45 AM
المنزلة
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
من ذا يدانيك في علم وفي شرفٍ
يا بن البهاليل من أسياد عدنان
من ذا حُبِي مثل ما أعطيتَ مكرمةً
قد صانها الله في آيات قرآن
في سورة الدهر في الأحزاب ما نزلت
به الكرامات أو في آل عمران
فضائلٌ جمةٌ ما نالها أحدٌ
ما شك في أنها تعنيك اثنان
ما شك إلا الذي ساءت سريرته
و كان في قلبه وسواس شيطان
أيامك الغر جوداً كان أولها
و مصدر الجود هذا بيت رحمان
جودٌ بدا تسبق الآيات مَقدَمهُ
في حبه للهدى أو شق جدران
وبعده أكدت للناس مَنزِلَه
فهو الذي كان من بعد الهدى الثاني
وهو القضم الذي قد كان يتبعه
يحميه في سيره من شر صبيان
قد صدق المصطفى من بدء دعوته
ففاق بالسَّبْقِ هذا كلَّ إنسان
وصار يحمي حمى الإسلام منتصراً
يجود إما التقى في الحرب جيشان
جيش يريد الهدى والحق غايته
و آخر يبتغى عزاً لسلطان
مبيته في فراش الحق ملتحفاً
يقيه بالنفس هذا خير بُرهان
فهل لخِلٍّ سوى الكرارِ منزلةٌ
كما لهارون من موسى ابن عمران
وهل أتى النصُّ في مثل الغديرِ لهم
و هل لدعوى جهول أي رجحان
وهل يساوِى الهدَى والغيَّ مرتبةً
من لم يكُن عنده في الجوفِ قلبان
وهل يجازَى الذي يسعى بمظلمةٍ
كما يجازَى الذي يسعى بإحسان
كيف التقى عشرةٌ في الخلد يا بشر
و ما علمنا التَقَى في الفضل ضدان
ألبستمُ الأمرَ ثوباً غير صاحبِهِ
و ما تركتم لأهل الحق من شان
حتى كأن الذي وصاكمُ بهمُ
وصَّى بصدٍّ وإنكارٍ وهجران
صددتمُ الناسَ عن خير الأنام بما
ورثتموا من بقايا آل سفيان
ركبتمُ الغدرَ بحراً في مراكبهِ
و ما رسَيتُم على تربٍ وشطآن
فما بلغتم لما ترجونه طلباً
و لم تنالوا بهذا غير خسران
إذِ انسللتم ولم تبدوا سرائرَكم
كالسم كانت حواها رأس ثعبان
وقد تركتم لِمَا خلفتموا أثراً
لم تَمحُه الريح من صفحات كثبان
به دللتم عليكم شرَّ بارقةٍ
حتى غدوتم ضحايا كلِّ عدوان
قد مزقتكم من الأعدا مخالبُهم
و ما وجدتم عليهم أيَّ أعوان
حتى بذلتم لهم ترجون مقربةً
قربان زلفى ولكن أيَّ قربان
قد ضاع منكم بما قدمتمُ لهمُ
عز لقد صانه منكم دمٌ قانِ
وصانه منكمُ شوس غطارفةٌ
نورٌ على بعضهم نار على الجاني
لم تحفظوا عهدَ خيرِ الناسِ كلِّهمُ
إذ كنتمُ عنده من خير إخوان
قد جاءكم منقذاً من نار حارقةٍ
أطعمتموها بجهلٍ خير فتيان
فكنتمُ حولها والنار تحرقكم
كذائب الصخر في أعماق بركان
هلاَّ انصهرتم وكنتم خير ما منحت
من جوفها الأرض من تبر ومرجان
حتى تكونوا إذا ما الناسُ قد ذُكروا
قوماً بأمجادهم في خير ميزان
هلاَّ أعدتم إلى الأذهان مجدكمُ
في نشرِ عدلٍ وفي حملات شجعان
في حفظ حقٍّ وأرضٍ ليس يقربها
باغٍ وفيكم ذووا تقوى وإيمان
هلاَّ وردتم غديراً ساقه لكمُ
لطفاً بكم خالق الإنسان والجان
عطشى بقيتم وذاك الوِرد حولكمُ
منه ارتوى من نآ فضلاً عن الداني
حتى لقد كدتمُ تردَون فاستبقت
أفواهكم نحو أكدارٍ وأدران
ولم تزالوا تعبُّون المزيدَ وما
ظني ستروون من حقدٍ وأضغان
توبوا تنالوا من الرحمان مغفرةً
قد نالها تائب من كل عصيان
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-30-2024, 01:46 AM
حلل
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
لبستُ حبي حللا
و جئت أسعى خجِلا
لأنني لستُ كمن
أحسنَ فيها عملا
فقد سعيتُ غافلاً
و ما نجا من غفلا
وكنتَ لي بما مضى
و ما سيأتي أملا
فأنت كهفُ خائفٍ
و قد نجا من دخلا
فخذ إليك هارباً
من الليالي ثمِلا
إذا رأى بارقةً
جرى إليها عجِلا
وإن دنت منه بما
أتت به معتدلا
دنا لها مؤملاً
بقربها أن يصلا
وإن دعته دعوةً
لما يشين امتثلا
فلا يرى سوى ظَلاَ
مَها الذي ما احتُمِلا
فيقطع الدجى التي
بها السواد اتصلا
فما به مِن فُرَجٍ
تجعله منفصلا
فحَسَّ أن شرَّ ما
يخافُه قد نزلا
فعادَ بَعدَ غيبةٍ
عن الهدى معتزلا
ونورُ فَجرِه أتى
و ليله قد رحلا
وجفنُه الذي غفا
رأى الضيا فاكتحلا
وقلبه ارتوى هدًى
مِن الذي قد نهلا
فوِردُه له حلا
وةٌ تفوق العسلا
يطير من سرورهِ
إذا أتى مُحتفَلا
ومجلساً بذكرِ سي
يِدِ الشباب اشتملا
فلا تلمه إن أتى
حبيبَه مبتهلا
مُنوِّهاً بما رأى
بذكرهِ مشتغلا
قد ارتقى بحبه
و عِشقِه مَن كمُلا
ومَن لدين ربه
لكل غالٍ بذلا
فصانَه مجاهداً
عدوَّه مُحتمِلا
لليلةٍ حالكةٍ
بها أتى من سفِلا
وفي سوادها الشدي
دِ كلُّ بدرٍ أفلا
فدار كوكبٌ لها
بأنجمٍ قد وصلا
ومدَّ من ضيائهِ
على رباها حللا
وشق من هداه في
دروبِ قومٍ سبلا
وكلُّ من مشى بها
لِحقِّه ما خُذِلا
وما مشى بها سوى
مَنِ اقتفاها بطلا
ولم يُرِد عن الذي
رآه منها بدلا
فمن أراد غيرَها
لأمرِ سوءٍ فشِلا
لأنه بما أتى
مِن عملٍ وافتعلا
وظن أنه بهِ
يريد نصراً جَهِلا
فجيشه الذي أتى
لرد حق جفَلا
فدونك الذى على
ترابه قد حصلا
فكم له مِن أملٍ
بما رأى قد قُتِلا
فقلبُ كلِّ شاهدٍ
بما رآه اشتعلا
وثغرُ كلِّ عاشقٍ
لمن يحب ابتهلا
فما ترى لهم سوى
بكل ليلٍ مقلا
لها سحائبٌ علت
وحَملها قد ثقُلا
وفوق وَردِه الذي
بكل روضٍ ذَبلا
هوى بسيله الذي
بشدةٍ قد هطلا
فمن يعين مسلماً
بكل شىءٍ ثُكِلا
وهل سوى الحسينِ قا
ئدٌ يعيد الأملا
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-30-2024, 01:47 AM
خطاب الحجة
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
قد حملناك يراعاً وكتابا
و بعثنا منك للكون خطابا
واتخذناك سراجاً للدياجي
و لقد عشناك آمالاً عِذابا
واتخذنا منك للعلياء درباً
و لِدار الخلد من حبك بابا
وتحملنا له عسف الليالي
و دياجيرَ دجاها وعذابا
فرأينا الأرض جحراً وعريناً
و رأينا أكثر الناس كلابا
بعضهم ينهش بعضاً دون وعيٍ
بالذي عن فهمهم ضل وغابا
وألِفنا غابةً باتت تُربي
في سواد الليل للناس ذِئابا
مزَّقت أمتَنا في كل عضوٍ
و غدت تنهشه ظفراً ونابا
فجرى من دمها نهر فبحر
و ارتدت منه كساءً وثيابا
هكذا عاش بنو الإسلام ذلاً
و هواناً وانتهاكاً واضطرابا
أظلم الكون علينا إذ رأينا
من شرار الخلق في الأرض سحابا
هطلت منه سيولٌ أغرقتنا
فتدحرجنا شيوخاً وشبابا
ونساءً ذقنَ مِن كل بلاءٍ
من قساة القلب ظلماً واغتصابا
فارتدت منه فساتين هوان
و اكتست منه حلياً وخضابا
وسكنَّا حول بيتٍ يتهاوَى
و رأينا للردى فيه غرابا
وأكلنا وسوانا في نعيمٍ
من أديم الأرض طيناً وترابا
وتجرعنا من الذل كؤوساً
و شربنا بعدها الماء سرابا
وبقينا كبداً حرَّاءَ تهفو
و فؤاداً يتلظى ثم ذابا
فربيع العمر قد صار خريفاً
و جمال الأرض قد صار يبابا
وبيوت أهلها كم عمَّرتها
صيرتها أمم الكفر خرابا
تركتها أهلها من بعد عز
و قضت حزناً عليها وانتحابا
وسِوانا قد بنَى في كل أرض
جائها صرحاً جميلاً وقِبابا
أرسل الناس لها من كل عينٍ
نظراتٍ ولها مدَّت رقابا
وله الدنيا أتت تحمل خيراً
و طعاماً فاخراً ثم شرابا
ثم لايرضى سؤالاً مِن سواهُ
لا ولا لومَ فقيرٍ وعتابا
ويساوي نفسهُ بالمرءِ يدعو
ربَّهُ يرجوه فضلاً وثوابا
فمتى يا حجةَ اللهِ ستبدو
قد كفا منك انتظاراً وغيابا
وكفانا من لئيمٍ كلُّ شر
فلقد أتخمنا العمرَ سُبابا
فقضينا العمر في الغيبةِ ذلاً
و هواناً وحميماً واكتئابا
والسُّرَى طال بنا واليوم آتٍ
فمشينا الدرب شوكاً وصعابا
يوم تأتي سيرون اليوم ليلاً
و سيُجزون نكالاً وعقابا
فلتكن ناصرَنا في كل وقتٍ
فنوفيهم جزاءً وحسابا
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-30-2024, 01:49 AM
خير الناس
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
تَغَنَّى الماجِنونَ بِيومِ سُوءٍ
و ظنوا يومَهم يومَ السرورِ
ولو فَتَّشتَ في التاريخِ حيناً
وجدتَ السوءَ في عُمقِ الجذورِ
ولكِنَّا تَغَنَّينَا بَِمجْدٍ
جميلِ الذِّكرِ في كلِّ العُصورِ
فأرضُ الحقِّ والإيمانِ سُرَّت
و عاشَتْ من بَهاها في الحَبورِ
بيومٍ لاحَ نورُ الحقِّ فيهِ
مُزِيلاً بِالضِّيَا كلَّ الستُورِ
وأفلاكُ السَّما شعَّتْ ضِياءً
تقولُ اسْتقبِلوا بدرَ البدورِ
وحورُ العِينِ غَنَّتْ في عُلاها
تُهَنِّي المصطفَى بين القصورِ
ومِن أبياتِ أهلِ الخيرِ دَوَّتْ
تهاني حُبِّ رَبَّاتِ الخُدورِ
ولابْنِ المرتضى نادتْ وأعطَتْ
مِن الإنشادِ أصنافَ الزهورِ
وِلاها بَذْرةً قد أودَعَتْهُ
بِكُلِّ الحبِّ في خيرِ الصدورِ
لِتَنمو بعدها في كُلِّ بيتٍ
على رَغمِ النَّوَى كلُّ البذورِ
فيبقَى زَرعُنا زرعاً زكياً
لمن يأتي غداً مِن خيرِ دُورِ
ويَجْنِي حبَّ خيرِ الناسِ قَلبٌ
لِحُرٍّ أو أَبِيٍّ أو غَيورِ
ويُحْيِى ذِكْرَ مَن سادُوا بِعلْمٍ
جميعَ الناسِ في كلِّ العُصورِ
فلَنْ نَنْسَاهُمُ في أيِّ وقتٍ
إذا كان المَسَا أو في البُكُورِ
وأحْبَبناهُمُ حُباً شديداً
و عُوتِبْنا علَى تلك الأمورِ
بِذُلِّ جاء مِمَّنْ ليسَ يرجُو
عطاءَ اللهِ في يومِ النُّشورِ
بِكُتْبٍ سوف يَلقَى كاتِبُوها
غداً ما قدَّمُوا مِن قولِ زُورِ
سُيولاً جارِفاتٍ مِن كَلامٍ
كأحْجارٍ تَهاوَتْ أو صُخورِ
وأقلامٍ لقد كانَت حِراباً
بِحِقدٍ صُوِّبَتْ نحو النحورِ
تَعامَى قاذِفُوها عَن أُمُورٍ
أتَتْ بِالفَرضِ مِن ربٍّ غَفورِ
لِيَقْرأْ مَن أراد الحقَّ فِعلاً
كِتابَ الله ما بين السُّطورِ
فَفِيهِ الحقُّ مِثل الشمسِ لكنْ
تَعامَى قَومُنا عَن كلِّ نُورِ
وغاصُوا في بُحورِ الجهلِ ظناً
بِأن الدرَّ في كلِّ البُحورِ
وصِفْرَ الكَفِّ عادُوا لم ينالوا
سِوى ما نِيلَ مِن تحتِ القُدورِ
فَطارُوا بالذِي نالُوا دُخاناً
و طِرْنا عالياً مِثلَ الصقورِ
وحَلَّقْنا كما شِئْنا وعُدْنَا
لِنَبْنِي مِن هُدانا خَيرَ سُورِ
وسِرْنا في طريقٍ واخْتَلفْنا
على الأسلوبِ في مَدِّ الجُسُورِ
فَمِنَّا مَن يُريدُ القُربَ حقاً
و مِنَّا قاذِفٌ سهمَ النفورِ
لِكُلٍّ دَرْبُه والقَصْدُ فَرْدٌ
فَقَصدُ الكلِّ في يومِ الظُّهورِ
لإنْ دامَتْ سِهامُ القومِ تُرْمَى
نَدُمْ بين البلايا والثبورِ
إلى أنْ يَقْضيَ المعبودُ أمْراً
بِهِ نُدعَى إلى شَرِّ القُبورِ
ولَنْ تَبكي علينا العينُ حُزناً
و لن نَبقَى بِأفواهِ الدهورِ
لأَنَّا مَا اتَّخَذْنا الحقَّ زاداً
و كان الزادُ مِن سُقْطِ القشورِ
أما آنَ الأوانُ لِلَمِّ شَمْلٍ
و حِفْظِ الحقِّ مِن غِرٍّ كَفُورِ
أما تَكْفِي لَياِلي الأمسِ حَتى
رفَضْنَا النورَ مِن صُبحٍ سَفُورِ
وأَقْبَلنا علَى الدَّيْجُورِ فَوجاً
تَقُودُ الفَوْجَ أبطالُ الغُرورِ
ودَعْوانا لِكُلِّ الناسِ أَنَّا
أخَذْنا الوِرْدَ مِن نَبْعٍ طَهُورِ
فهل صُنَّا لِذاكَ النبعِ طُهْراً
و هل سِرنا بأَوساطِ الأمورِ
وهَل كُنَّا ِبمَا جِئْناهُ أهْلاً
لِنَيْلِ الفَضْلِ مِن ربٍّ شَكورِ
لِنَيلِ الخيرِ مِن جنَّاتِ عَدْنٍ
بِأكوابِ الَهنا مِن أيْدِ حُورِ
فَيَا ربَّاهُ قد جِئناك نَرجُو
بِسِبْطِ المصطفَى العبدِ الصبُورِ
حَليمِ الآلِ مَن ناوَاهُ ظُلْماً
بُعَيْدَ المرتضَى أهلُ الفُجورِ
صلاحَ الأنفسِ المرضَى لِتَشْفَى
كفاها مااعتراها مِن شُرُورِ
كفاها فِرْقَةٌ مِن كلِّ لَونٍ
فقد أدَّتْ إلَى سُوءِ المصيرِ
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-30-2024, 01:49 AM
سفن النجاة
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
ولد الهدى في وسط بيت إلههِ
و الطائفون لِسرِّه لم يدركوا
في البيت كانوا في طوافٍ عندما
بدت الأمور على الجدار فأمسكوا
وبدت عليهم دهشة مما رأوا
لكنهم بعد التريث أدركوا
أن الجدار انشق معجزةً لمن
في البيت أول من به يتنسك
تلك الكرامة قد حباها ربنا
و هو الذي آلاؤه لا تدرك
جحد الذي في قلبه مرض لما
أعطى الإله وصار فيه يشكك
فإذا ذكرت له فضائل حيدرٍ
ستراه يذكر غيره أو يضحك
لم يدر أن حياته في ظلمة
و جزاؤه يوم القيامة أحلك
ماجت بنا سفن الحياة وأنتمُ
سفن النجاة لمن بكم يتمسك
أنتم لنا سفن النجاة من الهوى
و بدونكم نعم الجزا لا ندرك
وبحارنا هاجت بها أمواجها
و لمن يخالف ليس فيها مسلك
والناس قد سلكوا الذي يرديهِمُ
و لغير ما عبَّدتُمُ لا نسلك
إن الذي يعصي الإلهَ ببُغضِكم
يوم القيامة لا محالة يهلك
بك ياعليَّ الشأنِ لم يجرؤ على
عَلمِ الرسالة والقداسة مشرك
في كفك اليمنى مهند أحمدٍ
يفنِي لأربابِ الضلال ويفتك
من عزمك الجبار في سوح الوغى
يرتاع رأس المشركين ويهلك
ورقاب أصحاب الضلالة أذعنت
و قد التجا في بعضهم من أشركوا
وبيومنا من لليهود إذا علَتْ
صرخات طفل يستغيث ويترك
السيل قد بلغ الزبى من فعلهم
و الثاكلات على الضحايا تهتك
وسيوف أعداء الإله تزاحمت
تهوى على تلك الرؤوس وتفتك
والمسلمون الآمنون بدارهم
لم يرفعوا سيفاً ولم يتحركوا
فسيوفهم عن غيرهم مغمودةٌ
لا ثأر يطلب بالسيوف ويُدرَك
وسيوفهم تهوي على إخوانهم
حقداً لأن أخوهمُ من يشرك
عاد الذين بخيبرٍ قاتلتهم
و المسلمون وشأنهم لم يتركوا
قم كي تحييك البلاد بأهلها
فلسوف تلقى من بكم يتبرَّك
كم تاه فى جنح الليالى مسلم
و له دليل غيركم لا يملك
كونوا له نوراً بدرب حياته
فلربما يجد الطريق ويسلك
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-30-2024, 01:50 AM
تاج الكمال
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
أعرني من بيانك أيَّ حرفٍ
لكي أرقى به قمم الخيالِ
وأسْمو كلما سمَتِ القوافي
سُموَّ البدرِ في غسقِ الليالي
وهَبْ لي من سناك ولو قليلاً
يُمزق ظلمتي فيطيب حالي
فما عودتني صداً ولكن
أعاقت شِقوتي دربَ الوصال
فعدتُ اليوم في ثوبٍ جديدٍ
بقلبٍ ذاب في السحر الحلال
بروحٍ شدَّها بالحب عشقٌ
إليك اليوم يا تاجَ الكمال
ويا وِتراً ببيت الله جاءت
به في البيت آيات الجلال
فأضحى الكون بالبشرى ربيعاً
كسا الدنيا بأثواب الجمال
ويا بدراً تجلى فاستضاءت
بنورٍ منه ألبابُ الرجال
وسارت تَهتدي بالنهج مهما
تمادى جاحداً من لا يوالي
ويا ذِكراً يضوع الدهرَ مسكاً
له نشتاق في كل احتفال
ويا من كان للداعي سبيلاً
إلى الرحمان وقت الابتهال
ويا من باعَ بالفردوس روحاً
فدت لله ينبوعَ النوال
ويا هارون طه حين أبقا
ك طه بعده بين العيال
لتحمي مِن أذًى يأتي حِماه
إذا ما جاء بالعدوان قالِ
فكنتَ الموتَ في قوم أرادوا
هلاكَ المصطفى في خير آلِ
وكنتَ الْمُصلَتَ البتار يهوي
على أعناق أرباب الضلال
فما كان الذي يسعى بِجورٍ
على دين الهدى صعبَ المنال
وفي يمناك مصقول إذا ما
هوى رد العدا في سوء حالِ
فكيف اسطاع قوم قد توارَوا
بأمرٍ فادحٍ نسفَ الجبال
فسالت يالَها بالدمع حزناً
على ما حلَّ آماقُ التلال
وصارت تشتكي ظلماً توالى
على الأجيال حبات الرمال
فيا حامي الحمى قد أفجعونا
على باب الحمى بعد الزوال
بفرعٍ كان للأصل امتداداً
وطوداً كان في درب النضال
حِماك اليوم يشكو من لئيم
أحاط الكون رعباً لايبالي
أحاط الكون بالإرهاب ناراً
أصابت وضعه بالإختلال
فمِن أرض لأخرى كان يسعى
و يرمي الناسَ بالداء العضال
فما أبقى سليماً عاش إلا
تناهى عيشه بالإعتلال
وما أبقى لِحي أيَّ زادٍ
وما أبقى له غيرَ البَلال
فهل يأتي الذي يُرجى سريعاً
لصادي القلب كالماء الزَّلالِ
فتحيا أمةٌ قلباً وروحاً
وينمو جسمها بعد الهزال
فلا ترضى بغير الثأر مِمَّن
أذيقت عسفَه بالإحتلال
ترد الكيد عنها ثم ترمي
عدواً قد رماها بالنبال
وتبقى بعد هذا في سلامٍ
يسود الكلَّ بعد الإقتِتال
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-30-2024, 01:50 AM
سيف الله
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
أستأذن يا سيف الله
فأْذَن لي يا حامي الدين
في رأس يراعي أفكار
جاءت من قلبٍ محزون
كم كان فؤادي يكتمها
كتمان السر المكنون
واليوم إذ انبعثت فينا
روح الإيمان الميمون
وبدت في الكون حقائقها
تتلو أصداء التبيين
ورنت في الأفق لها مقل
قد سهدها حمل الهون
وهفت للذكرى أفئدة
حيت لمشاهد صفين
أرض لله بها قوم
ألف منهم كالمليون
كالليث إذا شدوا صفاً
في قلب الشرك المفتون
من خالد من عمرو أو من
قد قاد الجيش بحطين
أي التاريخ لنا هذا
يا من قمتم بالتدوين
أين الأبطال ومن شادوا
بسواعدهم صرح الدين
ياعادل حكمِ رعيته
يا غوث المرء المسكين
ذكراك اليوم لنا حملت
سر التاريخ المدفون
منذ التبليغ بإتمام الن
نعماء وإكمال الدين
فلكم أخفي لك من فضل
من علم الله المخزون
يا رافع راية سؤددنا
في وجه الكفر الملعون
يا شاهر سيف عدالته
في وجه الظلم المجنون
قد حان الوقت لطلعتكم
لإغاثة أركان الدين
إذ أمست لعبة شانئكم
في ملك الله المسكون
فالأرض تضج بيوم الأر
ض من الأعدا من يحمينى
ربي ماطاب على ظهري
عيش الإنسان المسكين
والطفل يصيح بيوم الطف
ل عباد الله أغيثوني
أمي قد راحت قبل أبي
من بين ضحايا صهيون
وإذا عطشت كبدي يوماً
فدمي من جرحي يروني
أضلاعي كسرها الباغي
و العسكر ظلماً داسوني
لن تسمعَ لو جئت بلادي
إلا أصوات التأبين
أسفي الكفار لقد ملكوا
منا أسباب التمكين
يا حامى طه ليلة قد
أمسى فى الغار المأمون
المفزع أنت لمعضلة
في وقت الشدة والهون
هذي شكوانا نرفعها
للقاضي في يوم الدين
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-30-2024, 01:51 AM
الغدير
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
عطشاً قضينا والغدي
ر صفا لصادٍ ماؤه
حَراً هلكنا والْهَجي
ر توقدت رمضاؤه
والكون قد علم الذي
قد صودرت أنباؤه
يوم عديم الند قد
ثارت به هوجاؤه
يوم لبدر سمائه
قد حلقت شعراؤه
ومِن الإله أتى إلى
قلب الحبيب نداؤه
بلغ تتمةَ أ مرِ ما
لم تكتمل أجزاؤه
فتمامه وكما لها
في من سمَت علياؤه
في من فداك بنفسه
و الكون ضاق فضاؤه
بالشرك إذ لعبت به
ضد الهدى أهواؤه
زحفوا وولوا إذ بدا
فوق الوصى رداؤه
رفع الوصي حسا مه
فتقهقرت أعداؤه
بدرٌ بِها بدراً بدا
في الليل عمَّ سناؤه
والشرك في ظلماته
طالت به ليلاؤه
شهدت له أحدٌ بِما
لم تأته قرناؤه
والحصن لو لا عزمه ال
جبار دام بناؤه
فلقد تراجع مدبراً
من خاب فيه رجاؤه
لا السيف يشهد ضربه
لا الخيل بل أعداؤه
والدين شيدت بالذي
أعطى الوصي سَماؤه
واعشوشبت بعد الجفا
فِ بغيثه صحراؤه
وإذا الدياجي أقبلت
أجلى الظلامَ ضياؤُه
وإذا تعثر غيره
في الحكم سار قضاؤه
إن لم يكن فمن الذي
يشفي العليل دواؤه
أيكون من زلت به
قدمٌ وقل عطاؤه
أيكون من أدمت فؤا
دَ المصطفى شحناؤه
هوَ لا سواه أميرهم
طوق النجاة ولاؤه
بلِّغ لتعمر بالمكا
نِ بِعدله أرجاؤه
طوبى لمن يأتي غداً
يبدو عليه ولاؤه
لأبي الأ ئمة مَن به
للحق دام لواؤه
أما الذي يأتي غداً
في قلبه بغضاؤه
لا سعيَ ينفعه ولا
تشفع له شفعاؤه
فالنار والماء الذي
يشوي الوجوه جزاؤه
مثل الذين جرى بما
قد أحدثوا إقصاؤه
فالأمر بعد محمد
ثارت له غوغاؤه
وتمكنت واستحكمت
جوراً به جهلاؤه
والمرتضى تغلي على
فقد الهدى أحشاؤه
والدار فيها تشتكي
من ظلمهم زهراؤه
والظلم ذاك تناسلت
من بعده أرزاؤه
واستفحل الأمر الذي
بالقوم عمَّ بلاؤه
بعد الوصي ويومه
هضماً رأت أ بناؤه
والدين أصبح يشتكي
ما قد رأت علماؤه
والغي أمسى ساهراً
من حوله ندماؤه
والرشدُ صار نديمَه
في الداجيات بكاؤه
والعدل ديست يالها
من محنة أعضاؤه
والجسم منه على الثرى
قد وزعت أشلاؤه
روَّت بلاد المسلمي
ن البائسين دماؤه
فتفرقت تبكي على
أحوالها بؤساؤه
وعلى الدموع بل الدما
ءِ تفرجت أعداؤه
عذراً إمامي إننا
قوم يطول شقاؤه
يمسي ويصبح تائهاً
لا تلتقي آراؤه
انا كشيخ طاعنٍ
ثقلت به أعباؤه
وإذا استغاث أغيث من
قدح تسرب ماؤه
كي يرتوي منه الذي
لا ترتوي أحشاؤه
عذراً فنحن كماجنٍ
في الناس قلَّ حياؤه
بانت لهم عوراته
فاستاء منه رداؤه
وأتت تشاطره الهوى
أهلُ الهوى سفهاؤه
وبه تغلغل سقمه
حتى استحال شفاؤه
إلا بكم بعد الذي
قَدْ قُدِّسَت أسماؤه
أ أ با الزكي ومن لِدِي
نِ الله دام وفاؤه
هل يرجع العهد الذي
سرَّ الوجود رخاؤه؟
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-30-2024, 01:52 AM
تحية القلوب
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
بُورِكْتَ يا شَهرَ الصيامِ ِبمَا حَبا
كَ الخالِقُ الرَّزَّاقُ مِن كلِّ النِّعَمْ
فَاقَتْ لَيالِيكَ التي نَزلَتْ بِها
آياتُ ربي والذي كَتَبَ القلمْ
كلَّ الليالي في سِواك لأنَّها
لم تُعطِ ما أَعْطيتَ مِن خيرٍ أَعَمْ
أيامُكَ الغَرَّاءُ نُورٌ كلُّها
تَهْدِي الذي قد سارَ في دَربِ الظُلَمْ
تَشْفِي قُلوبَ التَّائِبِين لِربِّهِمْ
والسَّائِلين لِفَضلِهِ مِمَّا قَسَمْ
كم أذْهَبَتْ عَن قَلبِ شخصٍ تائبٍ
بِالقُربِ مِن ربٍّ رحيمٍ كلَّ غَمْ
جاءت وقد حَمَلَتْ لنا الذِّكرَى التي
رُكنُ الضلالِ بِها تَصدَّعَ وانْهدَمْ
لم يَبْقَ في يومِ الكريهةِ صارِمٌ
في كَفِّ صاحِبِهِ ولم يَخفِقْ عَلمْ
لِلمشركين فقد تَشَتَّتَ جَمعُهُمْ
و النَّصرُ لِلمُختارِ بِالآسادِ تَمْ
بدرٌ بِها تَرَكَ البَواسِلُ عُصبةً
بَعدَ الحياةِ وطِيبِها في بحرِ دَمْ
يومٌ لِربِّ العالمين بِهِ علَى
أهلِ الضلالةِ والهَوَى حَلَّتْ نِقَمْ
يومٌ بِهِ دينُ الإلَهِ بِأنْفُسٍ
حَفَّتْ بهِ أحْيَا لَنا خيرَ القِيَمْ
فَابْيَضَّتِ الأيامُ بعدَ سَوادِ هَا
والثَّغْرُ في وجهِ الزمانِ قدِ ابْتَسَمْ
والخيرُ جاءَ مِن الرسولِ سَحائِبا
أحْيَتْ بِما جاءتْ بهِ مَيْتَ الأمَمْ
والأرضُ سُرَّتْ وارْتَدَتْ أثوابَها
تحكي عَن الحدَثِ العظيمِ فَكَم وَكَمْ
نالَتْ بهِ الأخيارُ كلَّ فَضيلةٍ
ما زال يَذْكرُها شُمُوخاً خيرُ فمْ
في يثربٍ وُلِد الهدَى وابنُ الهدَى
سِبطُ الرسولِ محمدٍ نبعِ الكَرَمْ
بُورِكْتَ يا نُورَ الرسالةِ مَن بِهِ
عِقْدُ النُُّبوَّةِ لِلأنامِ بهِ انْتَظَمْ
خُذْ ما تشاءُ مِن القلوبِ تَحِيَّةً
يا مَن لَها أنتَ الهَدى والمُعْتَصَمْ
يا سَيفَ ربي في نُحُورِكَتائِبٍ
جَهِلَتْ حُسامَك في جِهادِك والِهمَمْ
بَسَط السُّرورُ علَى القُلوبِ وِشاحَهُ
والطيرُ يَصدَحُ بِالنشيدِ علَى القِمَمْ
وتَهَلَّلَتْ أرضُ المدينةِ فَرْحَةً
والبيتُ تَغمُرُهُ السعادةُ والحَرمْ
جِئنا نُبارِكُ ليلةً قُدْ سِيَّةً
ما بَين خالٍ وابنِ أُخْتٍ وابنِ عمْ
بِالمُجتَبَى عينِ البتولِ ونَفْسِها
بِالسبطِ مِن آلِ الرسولِ ذَوِي الشِّيَمْ
ولها تَحَمَّلَتِ القلوبُ أذِيَّةً
بِالسَّبِّ والقولِ البذِيء وَسُوءِ ذَمْ
فَلَكَم جَرَتْ بِالمالِ أقلامُ الهوَى
جَوراً تُردِّدُ كلَّ أنواعِ التُّهَمْ
ضِدَّ الذين سَعَتْ بِهِمْ أقدامُُهمْ
نَحْوَ العُلا رغمَ المشَقَّةِ والألمْ
لكِنَّهُمْ مَهما اسْتَرَابَ مُخالِفٌ
في قلبهِ الأحقادُ تَغْلِي كالِحمَمْ
يَسعَى ويَنشُرُ ما يُريدُ سَفاهَةً
ويُذِيعُ كِذْباً سافراً مِن شَرِّ فمْ
لا يَنْثَنُون عَنِ الكِتابِ وعَدْلهِ
طَوقِ النجاةِ مِن الضلالِ إذَا احْتَدمْ
فازَ الذي بِهِمُ اقْتَدَى وبِجَدِّهِمْ
يومَ المعادِ وبِالهُدَاةِ قدِ اعتَصَمْ
يا سيدِي جِئناك نَطلُبُ ما بِهِ
نَنْجو مِن الأهوالِ في يومِ الندمْ
فاشفَعْ لنا أنتَ المُشَفَّعُ والرَّجَا
يَا ابنَ الذي في الناسِ عَدلاً قَدْ حَكَمْ
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-30-2024, 01:52 AM
القدر
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
النور في الظلمات والمطر
و العصف والريحان والثمر
والزهر والأطيار في ترفٍ
و الحلة الخضراء والشجر
والماء يجرى دونما كدر
صفواً لمن في البر قد عبروا
والعطف والتحنان يحمله
قلب لمن يعدو به الكبر
والقوة العظمى التي كشفت
عمن بأهل الأرض قد غدروا
والراحة اليمنى التي وصلت
مَن بعدها في الناس قد بطروا
واستحكموا دهراً وما وصلوا
قربى ولم يبقوا ولم يذروا
حتى كأنهمُ بمن عرفوا
من خير خلق الله ما أمروا
والنعمةُ الكبرى التي نُشِرت
من بعد ضيق العيشِ قد نَكروا
آلاء ربى كم أ تت لهمُ
لكنهم واللهِ ما شكروا
لم يأخذوا حقاً لطالبه
من غاصب حتى ولَو كَثُروا
لو أنهم ساروا بما أُ مروا
سادوا على الأقوام واشتهروا
لكنهم ضلوا بما ارتكبوا
تخفيهمُ الآكامُ والحفر
فاسأل عن الحال الذي وصلوا
تنبيك عنه الناس والسِّير
جاءت بها الأجيال تحملها
فيها لكم عن ظلمهم صور
فيها مواعظُ للذين أ توا
من بعدهم فيها لكم عبر
تحكي عن الماضين قبلكمُ
فاستيقضوا يا أيها البشر
كم كاد في الماضين من رجلٍ
في قلبه الأحقاد والوغر
حيث امتطى ظهرَ الدجَى وسعى
لم يَعيِهِ ليلٌ ولا سهر
واختَطَّ أمراً حاكهُ سلفاً
حتى يكون حليفَه الظفر
ثم استمال إليه من خَبُثَت
أسلافُه إذ حلَّهم قذر
وتآزروا حتى استتَبَّ لهم
أمر له يا عُظمَ ما مكروا
وتجمعوا والناسُ يغمرهم
حزنٌ على من كان يُحتَضَر
وتسللوا بعد الذي فعلوا
يا ليتهم في الناس ما حضروا
فلقد أتوا والسوء يحملهم
و تفرقوا واستوطن الخطر
وتعاظم البغي الذي بدؤوا
و سيوله في ا لكون تنحدر
تجرى وتجرف ما تمر به
إذ لم تزل كالنار تنتشر
وهشيمها قد ذاب منصهراً
و لهيبها ما زال يستعر
والأرض قد ضجت وما برحت
للعدل بين الناس تفتقر
والكون للإصلاح منتظرٌ
ممن لنشر العدل مُدخَر
يا من به سادت على أمم
بالفضل من رب الورى مضر
يا من تشرفت البقاع به
و البدو في الآفاق والحضر
جازتك أمتك التي جعلت
من جسمها قوتاً لمن كفروا
واستسلمت للذل وافترشت
أرضاً بها الأحقاد تنتصر
والأمة المسكينة انتحبت
للدمع والآهات تعتصر
وقد اكتفت مما به مُنِيَت
فمتى سيصلح وضعها القدر
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-30-2024, 01:53 AM
فرحة الحور
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
عمَّ في الكونِ الضياءْ
و تعالَتْ في السماءْ
فرحةُ الحورِ تُحَيِّي
بنتَ خيرِ الأنبياء
وبدا مِن كلِّ دارْ
بعد شوقٍ وانتظارْ
كلُّ مسرورٍ يُهَني
ربَّ أصحابِ الكساءْ
وسوادُ الليلِ راحْ
و بياضُ الفجرِ لاحْ
معلناً يوماً جديداً
يملأ الكونَ ضياءْ
وغدا الوردُ يفيقْ
في رُبَى البيتِ العتيقْ
فكساها بِجَمَالٍ
باهرٍ أحلَى رِداءْ
زهرةُ الهادِي الأمينْ
قدَّمَتْ في كلِّ حينْ
في طريقِ الحقِّ جهداً
لا يُدانيهِ عطاءْ
وبها أوصَى الرسولْ
وَ هْوَ للقومِ يقولْ
بَضعتي بَعدي احفظوها
و لَكُم خيرُ الجزاء
وقَضَت أيامَها
تشتكي آلامَها
بعد قولِ الحقِّ فيها
خيرَ ذكرٍ وثناءْ
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-30-2024, 01:54 AM
فرحة المؤمنين
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
مولد عاد سرورا
فافرحوا يا مؤمنينا
ثم هنوا آل طه
بابن زين العابدينا
أقبل اليومُ علينا
يحمل البشرى إلينا
يملأ القلبَ صفاءً
و ثباتا ويقينا
وارتدت أرضُ ابن طه
ثوبَها الزاهى الجديدا
ورُبانا قد كساها
وردَها والياسمينا
غردت فيها طيور
و هي تشدو في سماها
تبعث الفرحة حبا
للهداة المصلحينا
وانجلت ظلمة ليلٍ
أحلكت فينا السنينا
وبدا البدر مضيئا
يرسل النور المبينا
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-30-2024, 01:54 AM
أبي
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
أأيها البدر أنرت ال
ليل فى صحراء عمري
فانجلت ظلمة ليلي
واستوى ليلى وفجري
فكأن الفجر ليلي
وكأن الليل فجري
فيهما وقت ارتياحي
وهما كأسي وخمري
أيها البدر سحاب ال
خير في جوك يجري
يحمل الخير لأرضي
فيذيب الماء صخري
ويحيل القفر غيطا
بعد إعسار وفقر
إن إحسانك هذا
لا أجازيه بشكر
روضتي أنت وفيها
بالهنا غرد طيري
وعلى الأغصان غنى
بين أوراق وزهر
عاش حرا وطليقا
لم يعش في ذل أسر
عاش في الخير سليما
قد نجا من كل شر
أنت لى يسر إذا ما
ضاق بالمكروه صدري
أنت لى عز إذا ما
خانني أهلي ودهري
أنت من يحملني إن
هاج بالأمواج بحري
وشفائى أنت مما
شأنه إشغال فكري
بك يا أصل حياتى
يا حبيبى كل فخري
بين قومي ليس يسمو
يا أبي لو لاك ذكري
أنت من كان بجنبي
واقفا في كل أمر
أنت شمس من ضياها
لاح للأبصار فجري
رب أدعوك بما إن
قلتُه يزداد أجري
فاستجب رب دعائي
لأبي في كل أمر
واعطه عمرا طويلا
و اعطه من كل بر
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-30-2024, 02:02 AM
شهداء العقيدة
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
سلامٌ أيها البطل الشهيدُ
إليك اليوم يحمله الوجود
وتحمله النفوس إليك شوقاً
و يرفعه إلى الدنيا النشيد
سلام دائم في كل حين
و وقتٍ ما أتى يوم جديد
لك الذكرى العظيمة سوف تبقى
مدى الأزمان تنقلها الحشود
ويذكرها الأبيُّ بكل عزمٍ
إذا ما ثار يخشاه الحقود
وتخشاه الكلاب إذا أتتها
تزمجر حولَها تلك الأسود
فقد علَّمتَها أن ليس فيما
تريد النفس من نبلٍ حدود
فلم تُثنِ الأوائلَ عن حياضٍ
لَها من شر أقوامٍ سدود
ولم تَمنعهمُ من رد كيدٍ
أتى من كف غدارٍ قيود
وقد علمتها الإقدامَ حتى
بدا من عشقِها الحقَّ الصمود
فلم تجزع على من مات منها
شهيدَ الحق ضمته اللحود
لأن الوعدَ من رب البرايا
لِمن قد مات في الحق الخلود
له كم قد بذلنا من نفوسٍ
و من أبنائنا يأتي المزيد
ففي أرض القديح سَمَت نفوسٌ
إلى الرحمن تتلوها العنود
شبابٌ مثل من في الطف كانوا
تسامَوا والعدى لهمُ شهود
فلم ترهبهم النار اشتعالاً
و لم يخضع إلى الأعداء جيد
ولم تثنِ العزائمَ ناسفاتٌ
من الإرهاب أو يثنِ الحديد
لكي تبقى العقائدُ راسخاتٍ
على أرض الصمود ولا تَميد
على أبوابِ مدخلِها تَهاووا
على أرض الشهادة قد أبيدوا
فروَّوا تربةَ الأحرار حتى
عليها للفدا نَمتِ الورود
فطابتْ بالشذا منها وِهادٌ
و زادت نضرةً منها النجود
لَها تدعو الأحبةَ حيث فيها
بِماء الود كم يَخضر عود
ولو عنها الْحَمام يغيب يوماً
لأمرٍ ما تراه لَها يعود
فكم آوت إليها مستجيراً
و كم يلقى الأمانَ بِها طريد
ولكن ليس فيها من أمانٍ
إذا جاءت ثعالبُ أو قرودُ
فقل للعابثين بِها كفاكم
إلى مَن خلفكم في الجحر عودوا
بنور العقل يوماً ما استنارت
قلوبٌ منكمُ بالجهل سود
إذا لَم توصدِ الأبوابُ عنكم
و يُضرَبُ حولكم سورٌ شديد
فلن يبقى سلامٌ في بلادٍ
و أمن الناس حتماً لا يسود
متى القانونُ يَحمي كلَّ نفسٍ
إليها لَم تزل تأتي الوعود
لإزهاق النفوس همُ قيامٌ
و عن حفظ النفوس فهم قعود
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-30-2024, 02:04 AM
أفظع الأنباء
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
يا ساكنين بواحة الأحساء
عنكم سَمعنا أفظعَ الأنباء
في ليلة الحزن الشديد على الحسي
نِ السبط ربِّ البذلِ والإعطاء
من كان يَحمل روحَه في كفه
لله أعطاها على الغبراء
كنتم وكنا في عزاء نبينا ال
مُختارِ والكرار والزهراء
فامتدت الكف الخبيثةُ نحوكم
قتلاً وأردَتْ صالِحَ الأبناء
شاركتمُ الزهراءَ في آلامها
و المرتضى في آلَم الأرزاء
شاطرتم الحوراء في مأساتِها
لله صبرُ عظيمةٍ حوراء
لله صبر الثاكلاتِ لكم ومَن
أُلبِسْنَ فيها ضافيَ اللأواء
قل للذين أتوا بليلٍ واعتدوا
أنتم ضللتم سكةَ الأعداءِ
لم تعرفوا ما في الكتابِ وكنتمُ
تتلونه بالمقلة العمياء
تاريخكم قد شِيبَ بالحقد الذي
قد سطَّرته لكم يد الآباء
إن تسألوه يُجبْ فكَم من صفحةٍ
سوداءَ ضمَّت أقذعَ الأسَماء
بالغدرِ أمرَ المسلمينَ تلاقفوا
واسترهبوا سيراً على الأشلاء
واليومَ موتى الصالحين لكم ضحا
يا ظُلمِكم فضلاً عن الأحياء
قل للذين تَهافتوا في كربلا
يورون حقداً خامدَ الهيجاء
كلُّ الذي فيها بذرتم قد نَما
و امتد يطوي معظمَ الأرجاء
أرضاً فأرضاً باحثاً حتى يرى
عوناً على التحريض بالإفتاء
حتى استقر بقرنِ شيطانٍ له
أبدى بواطنَ فاسدِ الآراء
يفتي وينشرُ ما يشاء عقيدةً
مستبدلاً للشِّرعة الغراء
مستقطباً أذهانَ جيلٍ ناشىءٍ
بالكذب والتدليس والإغواء
حتى تغلغل في العقول وشبَّ يس
ري فاتكاً في الليلة السوداء
قد خلَّفتْ في القلبِ أحزاناً ونا
راً من عظيم الجُرم في الأحشاء
من نارها لَم تنجُ نفسٌ طالما
لاذت عن الضراء بالسراء
لَم تنج كفٌّ في الصحائف سطرتْ
عنهم عظيم الشأن بالإطراء
أيُّ الْمذاهبِ قد نشرتم ساتراً
شمسَ الهدى عن صافي الأجواء
بالمال والدنيا اشتريتم أنفساً
باعتْ ضمائرها وبالإغراء
إبليسُ منكم يستعيذُ لأنكم
أصحابُ كلِّ عظيمةٍ نكراء
منكم تعلَّم فالذي تأتون عن
ما كان يأتي جل عن إحصاء
منكم دماء المسلمين بحارها
تمتد من سفكٍ ومن إجراء
في الرافدين وفي دمشقَ وغيرها
و اليوم بين الأهل في الأحساء
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-30-2024, 02:05 AM
فقيد الولاية
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
قبلي وقبل الفاقدين رَثاكا
عند النبي وآله مسعاكا
هذا الْمُحَرَّمُ مقبلٌ فمن الذي
منا يؤدي للحسين عزاكا
كم كنتَ ترفع كلَّ عام ذكرَهُ
و اليومَ نرفع بالأسى ذكراكا
يا صارخاً باسم الحسين ورهطه
تنعى الهدى إن الهدى ينعاكا
خلفتَ أهلك والأحبةَ في الأسى
أي الأسى يا صاحِ ما أدراكا
كم كنتَ تنشرُ بَهجةً في مولدٍ
يَحلو بِها الإنشادُ من إنشاكا
قد كنتَ في الأفراح نوراً ظاهراً
مَن ذا عن الأنظار قد واراكا
قد كنتَ بَحراً باللآلىءِ زاخراً
كيف استطاع الجزر مِن إخفاكا
غادرتَ دنياك التي لَم تستقم
فلتنعمنْ بالخير في أخراكا
ضيفاً حللتَ وما مُضيفك خافياً
كم أخجلَتْ أنوارُه الأفلاكا
كم أخجلَتْ كفاه راحةَ باذلٍ
لَم تعرفنْ من جودها الإمساكا
قل للذي نال الرضا من روضةٍ
حفَّت بِها الأملاك ما أغناكا
يا مَن على الله الكريم وفدتَ في
وفدِ الولاء يدُ الولا ترعاكا
لو ما أحبَّك ثامن الأقمار مِن
عشقٍ له في القلب ما ناداكا
فلتحملنَّ له تَحيةَ عاشقٍ
واخبره ذاق الويلَ من والاكا
مستهدَفٌ في كل أمرٍ لَم يَجد
ذا نصرةٍ في وجهِ من عاداكا
لَم يبق أُنسٌ يستريح بذكره
عن ذكر قالية الهدى إلاكا
يا غاية الأنس العظيم وضامناً
للزائرين الخلد ما أحلاكا
سبحان رب الكائناتِ وجلَّ مَن
شَمساً تضيء بنورها سواكا
إنا نودِّع صوتَ حق باسْمِكم
فلتُدخِلنْ مثواه في مثواكا
ولتَختمنَّ إلى الْجِنان جوازَه
حتى يجوزَ الصخرَ والأشواكا
إنا نراه على موائدك التي
ربُّ الورى من فيضه أعطاكا
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-30-2024, 02:06 AM
دوحة الحق
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
بيتُ ربي باسْمِك العالي تعالى
و اكتسى مِن غُرَّةَ الطهر جَمالا
قد دعانا منه إيْمانٌ تَجلى
فاستجبنا دعوةً منه امتثالا
كم له بالشوق والحب انتظرنا
فالليالي قبله كانت حَبالى
مرَّتِ الأيام تُطوَى تَحت جهدٍ
من نفوسٍ ما اشتكت منه احتمالا
كم سعت سعياً حثيثاً مستمراً
قد رأت فيما سعت عذباً زُلالا
تَحمل الأعباءَ ما استعصت أمورٌ
سدَّ عنها من له الأمرُ الْمَجالا
فاستعانتْ تطرُق الأبوابَ حتى
أرسلتْ كي يفرِجوا الأمر الرجالا
يَمتطون الدربَ خيلاً حين تُحمَى
كم عليها صالَ ذو الْحق وجالا
يشهر الراياتِ برهاناً مبيناً
قد بدا الصعبُ به سهلاً مَنالا
فاستوى الدربُ لساعٍ في طريقٍ
عنه ما يَمنع سعياً قد أزالا
واستطال الصرحُ للمعبود يدعو
فاستجاب العبد لله ابتهالا
وارتقى بالنفسِ للإصلاح يرجو
أن يرى في الدربِ عن نقصٍ كمالا
وارتأى مِن بعد سعيٍ واجتهادٍ
أن يقيمَ اليومَ للذكرى احتفالا
رافعاً ذكراً عظيماً ليس يَخبو
ذاكراً علماً إذا قيس استطالا
باقرَ العلمِ الذي قد طاب أصلاً
و الذي بالله يَمتازُ اتصالا
كانت الألبابُ تَجثو حين تأتي
عندهُ ترفع بالكف السؤالا
بعضها مستوضحاً قد جاء عِلماً
أنه البحرُ الذي بالحق سالا
ما أتى مستفسرٌ حيرانَ إلا
جاء من بَحر الهدى الردُّ ارتجالا
والتي لَم تصفُ بالإيْمانِ قلباً
كم أثارتْ دونَما علمٍ جدالا
قد أتتْ مُثقَلةً من كل غثٍّ
ثُم عادت بعدما دُقَّتْ هُزالا
قد تَعرَّتْ لا يغطيها اخضرارٌ
مثلَ أشجارٍ بدت يوماً ضِئالا
جفت الأغصانُ منها فاستدقَّت
كيفَ تعطي دون أوراقٍ ظلالا
ضلَّ من يرجو بِهذا الخيرَ منها
جافياً بالجهلِ مَن تعطي النوالا
دوحةُ الحق التي لَم تنمُ إلا
أورقتْ في قلبِ من يأتي كمالا
مستظلاً تَحتها من جاء يرجو
في سبيل الله سيراً واعتدالا
حسبه ما كان مِن قبلُ انْحرافٌ
كل من يَمشي بأمر منه مالا
ما رأى مِن جهلِه إلا حراماً
ما رأى فيما ارتأى شيئاً حلالا
كلُّ شيءٍ بدعةٌ لا بدَّ يوماً
تنتهي منعاً صريْحاً أو قتالا
لَم يكن في الكون ذو تقوًى سواه
يَمنع الإفسادَ شرعاً والضلالا
من يرُم تقوًى يقَصِّر طولَ ثوبٍ
و لْيدَعْ تلك اللحى تنمو طِوالا
وليعِظ من شاءَ مِن غير اتعاظٍ
ضارباً بالعرضِ ما للقوم قالا
أيُّ داءٍ قد تفشَّى في نفوسٍ
لَم تزلْ تستعذبُ الداءَ العضالا
من لَها كالباقرِ النحريرِ فكراً
حين يأتي يصلحُ الألبابَ حالا
هل ترى يا سامعي الإمكانَ فيما
قلتُه أم أنه يبدو مُحالا
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-30-2024, 02:07 AM
الجروح النازفة
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
يا أملٌ طوائفُ الناسِ به عارفة
ما اتصلتْ بحبله منهم سوى طائفة
يا أملٌ تعلقت لائذةً عندَه
مِنَ الذي جرى لَها مشفِقةٌ خائفة
كأنَّها إذا دعتْ ليلاً ترى كفَّه
تَمسحُ دمعَ عينِها حانيةً عاطفة
عزَّ عليه أن يرى عيناً لأحبابه
باكيةً مِن ظلمِ مَن يظلمها ذارفة
كأنَّها إذا بكت سحابةٌ أنذرتْ
مُرسلةً بقِطرِها دمعتُها واكفة
تُروي حشا صاديةٍ كأنَّها في الورى
مهما أتى القَرُّ لَها هاجرةٌ صائفة
باحثةٌ لعلها ترى مَقيلاً به
تُقيلُ عن لَهيبِ ما تثيره العاصفة
حتى رأتْ بالقربِ مِن مكانِها دوحةً
قد نشرتْ أغصانُها ظلالَها وارفة
فاتجهت لعلَّما ترجوهُ يصفو لَها
من غير أن يعترضَ الظلَّ هوا القاصفة
عاصفةٌ كم نسفتْ من الطريق الذي
مرت به ولَم تزل هائجةً زاحفة
حتى لقد تأثرت بِحَملها أنفسٌ
رؤوسها قد حَملت عمائماً زائفة
تحسب أنَّها سعت كمن سعى جاهداً
و إنَّها بِما أتت ثابتةٌ واقفة
وربَّما تأخرت عن ركبِها مدةً
و لَم تكن بِبُعدها عن الهدى عارفة
تصرفت كأنَّها أفضلُ مِن غيرها
و أُعجِبت وقد بدت لغيرها قاذفة
لائقةً بفهمِها وغيرُها لَم تلِق
عارضةً لعلمِها لغيرهِ صارفة
فلتُشفِها يا أملٌ أعد لَها رشدَها
من قبلِ أن تَهلكَها جراحُها النازفة
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-30-2024, 02:08 AM
حسن الخاتمة
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
اذكر بفقدك مؤمنة
أمَّ الأئمةِ فاطمة
عمرَاهُما عُمرُ الزهو
رِ على اختلاف الخاتِمة
بنتُ الهُدى ضُربت وبنِ
تُك يا صديقي سالِمة
لَم تقتحِم داراً لَها
أيدي الطغاةِ الظالِمة
لَم تشتكِ الكفَّ التي
كانت لفاطمَ لاطمة
بالبابِ لَم تُعصر وقد
كانت تدافعُ قائمة
لَم تدعُ مِن كسرِ الضلو
عِ وما تلاه الخادمة
لَم تطلبَنْ من زوجِها
ردَّ الْمهاجمِ لائمَة
ما ووريَتْ ليلاً وأع
يُنُ ظالِميها نائمة
بل ووريَتْ جهراً وأدْ
معُ فاقديها ساجِمة
تنعى الفقيدة بالأسى
منهم وجوهٌ واجِمة
تدعو الأحبة من أتوا
بين الحشود العائمة
في بَحر أحزانٍ به ال
أمواجُ كانت قاتِمة
صبراً وتسليماً ولو
أن الْمصيبةَ قاصمة
طوبى لِمؤمنةِ التي
كانت لفاطمَ لازمة
يا بنتَ أحْمدَ عندها
ذكراك كانت دائمة
فلتذكريها إنَّها
فيمن أتينكِ قادمة
كوني لَها يومَ القيا
مةِ بالشفاعة عاصمة
ولْتُسكِنيها الخلدَ يا
من فيه أنتِ القاسِمة
يا رحْمةً للمؤمني
ن المتقين وراحِمة
صلى الإله عليكمُ
منه الصلاة الدائمة
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-30-2024, 02:08 AM
لست أدري
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
لستُ أدري أ أعزي
أم أُهنيِّ ب تقَى
أمُّها قلبٌ بنارٍ
في العراق احترقا
نارُ أولادِ البغايا
و العلوجِ الطُّلَقا
أيَّ سَهمٍ غرزُوا في
قلبِها فاخترقا
أيَّ عدوانٍ عليها
في الطفوفِ انطلقا
أيَّ فكرٍ منه قتلُ ال
أبرياءِ انبثقا
كلُّ من يَحمل فكراً
مثلَه قد غرقا
في بُحور الغي حقداً
للضلالِ اعتنقا
وجهُهُ إبليسُ فيهِ
نافثاً قد بصقا
يحسبُ الإرهابَ نصراً
فوق أرضِ الْمُلتقى
لَم ينلْ ما كان يرجو
في فؤادٍ عشِقا
للحسين السبط عشقٌ
بالنفوسِ التصقا
كلَّمَا فيهِ أذيقتْ
زاد فيها عبقا
موتُنا فيه حياةٌ
فيه فلْتحيَ تقى
فهيَ روحٌ سلكتْ لل
أولياءِ الْمُرتقَى
نورُها يا أمَّها في
خلدِها قد أشرَقا
كم لَها من عند ربي
من نعيمٍ أُغدِقا
بيَّن القرآن هذا
كم به قد نطقا
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-30-2024, 02:09 AM
فتوى الإبادة
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
يا بنَ الوصيِّ وشبلَ حيدرةِ الذي
منه الجحافل في الوغى تتحيَّرُ
يا سيد الشهداء قد رجع الذي
حثَّ العدى من حولكم فتجمهروا
قد عاد بالدين الحنيف عباءةً
يُخفي بِها شرَّ الفعال ويستر
حتى أعاد من الطفوف مشاهداً
يأتي على تلك الرؤوس وينحر
فوق الأسنة عالياً مُتشفِّياً
يبدي رؤوس الأبرياء ويشهَر
يستخرج الأحشاءَ يَمضغ قطعةً
منها كفعل السابقين ويفخر
والناسُ عينٌ في الأماكن كلها
حزناً إلى تلك الْمجازر تنظر
في كل بيتٍ فجوةٌ منها ترى
عينٌ تشاهدُ ما يكون وتبصر
حتى رأت في الشامِ نسلَ أميةٍ
قد جاء يزهق للنفوس ويفجر
قد جاء بالفتوى التي قد أصدِرتْ
مِمن هواهُ على الشريعة يؤثِر
يفتي بِما رغبَ الولاةُ وإن جرتْ
مِما يفجر بالفتاوى أنْهر
تسقي أراضي المسلمينَ دماً وقد
كانت بِماء الودِّ يوماً تُزهِر
لَم يضطربْ منه الضمير لِما جرى
ما دامَ من فتوى الضلالة يُؤجَر
لَم ينكسر منه الفؤاد لِمنظرٍ
فيه الطفولةُ والبراءة تُنحَر
قد مزقتْ فتوى الإبادة جِسمَها
أشلاءَ ذُرَّتْ في الهواء تُبَعثر
فتوى تأسس نَهجُها يوماً على
عهدِ الإله ذووا السوابقِ سيطروا
بابُ المدينةِ بالمدينةِ مُثقَلٌ
حزناً عليها نفسه تتحسَّر
والمرجفون الْمُحدِثون تسارعوا
كي يلقِحوا الأمرَ الخطيرَ ويظفَروا
حتى إذا تم اللقاحُ وأحبِلتْ
تلك الليالي بالذي هو أخطر
قام الظلام إلى الضياء مسارعاً
يدعُوه قسراً كي يُجِيبَ ويزجرُ
قم لا أراك بِما ترى متخلفاً
فالمسلمون لِما دعوتك أجبِروا
فلتتبعنا أو فكن متهيئاً
إن البوارقَ لو رفضتَ ستشهر
نَهجٌ على الهاماتِ منه تعمَّمَتْ
تلك الرؤوس فلا تكاد تفكر
كانت وما زالت به لذوي النهى
و العقلِ والفكرِ السليمِ تكفر
والنور يرفع صامتاً سترَ الليا
لي السودِ في تلك البقاع ويُسفِر
حتى إذا انتشر الضياء وأسفرتْ
منه الدجى والتائهون استبصروا
طارت فتاوى القومِ نارَ قذائفٍ
في كل شبرٍ مُسفِرٍ تتفجر
فالغيظ يطلقها بِمِدفع حقده
نَحو البصير المستنير وينذر
حتى لقد هانت عليه بأن يرى
مستبصراً بعد الْهدَى يتَنصَّر
والوضع أصبح لعبةً في كف مَن
بالمسلمين ودينِهم يستهتر
ما للعقول الصمِّ يكشفُ غَيَّها
مِما تراكمَ أدهراً ويُحرر
إلا سليلُ الأولياءِ ومن به
حالُ العبادِ وشأنُهم يتقرر
يا ربُّ فأذَنْ بالظهور لغائبٍ
أنت العليمُ بِما يُكَنُّ ويُضمَر
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-30-2024, 02:09 AM
قد غادرتك
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
قد غادرتك عزيزةً لَم تُهضمِ
قد غادرتك سليمةً لَم تلطمِ
لَم ينكسر ضلع لَها من آثمٍ
من عصرةٍ بالباب لَم تتألم
كلا وما نادتك تَمنع معتدٍ
عنها ولَم تصرخ ولَم تسترحمِ
لَم تستغثْ مِما استغاثتْ منه مَن
وصى الإله بِها بذكر محكم
قد غادرتك إلى الجنان تقودها
شمس الولاية من فؤاد مفعم
بالحب والشوق الذي طارت به
مثل الجناح إلى الإله المنعم
في جنة الفردوس أكرم منزل
ربي أعد لكل عبد مسلم
في قلبه حب النبي وآله
منه استنار بقلب ليل مظلم
قد غادرتك إذ انقضت أيامها
فاستودعتك وديعة المستسلم
للأمر من حكم الإله فصُنْ لَها
ما أودعتك من العطاء الأعظم
واذكر لَها الإحسان مِما قد أتت
حبا لَها ولأهلها بترحم
إني أرى فيك الوفاء سجية
أخلاق من لذوي الكرامة ينتمي
ربي يثيبك أجر صبرك يا أخي
و لْيرحَمَنها رحْمة المترحم
هذا دعائي والصلاة على الذي
بين الخلائق مثله لَم يُكرَمِ
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-30-2024, 02:10 AM
المنتدى الأدبي
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
سيهات تَجمعنا
في المنتدى الأدبي
من لي بِهيئتهِ
من غاية الأرب
ما جاد ناظمُهُ
من شعرنا العربي
يلقي بريشتِه
في الفن والطرب
مستمتعاً جذِلاً
في حقله الخصِب
فاقصِد مرابعَنا
للأنسِ واقتربِ
وانظر زهور ندى
في غصنها الرطب
تدعو لنضرتِها
آماقَ مُنجذب
يسعى لَها خجِلا
في ثوبِ مُحتجب
واسعد برفقتها
في الجد واللعب
وانظر بلابلَها
ترنو إلى السحب
في الجو سابِحةً
لم تَخشَ من تعب
تشدو مغردةً
من غير ما صخب
تسمو بلهجتها
صدقاً بلا كذب
عمَّن يسيء لَها
باللوم والعتب
تدعوه صادقةً
في غاية الأدب
إن كنت مِن خُلُق
منها على عجب
فاسأل أخلتها
و ابحث عن السبب
تلق الجواب كما
قد جاء في الكتب
والآن دعوتنا
جاءتك فلتجبِ
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-30-2024, 02:11 AM
فعل الضباع
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
بانت حقيقة مُدَّعي الإسلامِ
بعد الذي ارتكبوه من إجرام
كم حاولت إخفائها فيما مضى
بالزيف شر وسائل الإعلام
تبتاع مَن للمال يلحس نعلها
بالذل يرضى من ذوي الأقلام
قد ألبستهم بالمديح عباءةً
تزدان للأردان بالإعظام
أخفت بداخلها بواطنَ أنفسٍ
باتت على فرش من الآثام
لكنَّ ما أخفَتهُ في ليلٍ مضى
تبديه شَمسُ وقائعِ الأيام
فابْحث ترَ التاريخَ يحفظ ما جرى
ظلماً بوجه صحائف الأعوام
مذ أسسوا يوم الخميس بنائه
ما زال يعلو في ذرَى الإيلام
فالأرض ثكلى أصبحت مِما أتوا
تبكي على الآباء والأيتام
تبكي وتندبُ من مضوا في حسرةٍ
منها على نفسِ الهدى المقدام
تبكي على من صان دينَ محمد
بالفكر والأخلاق والصَّمصام
تبكي على أتباعه في معشرٍ
راحوا بأمر اللاعنِ الشتَّام
راحوا على أيد السلاطين التي
عاشت على الترهيبِ والإعدام
أجسامهم تحت الثرى مَحفوظةٌ
ما مسَّها التبديدُ كالأجسام
عالي الجِنان استقبلتْ أرواحَهم
تُجزَى بفضل الله والإنعام
ما ضرها فعلُ الضِّباع بقبرها
مِمن أجادوا حرفةَ القمَّام
ما نال من تلك القبور مُرادَه
هرٌّ يقلد هجمةَ الْهوَّام
في قومه بالفتك يسعى والعِدى
منها يفرُّ بقفزة الْمِحجام
يا حِجر لا تحفل بِما جاؤوا فقد
جاؤوا على ظهرٍ من الأوهام
عما قريبٍ تنتهي أحلامهم
حرقاً بشدة حُمرة الإضرام
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-30-2024, 02:11 AM
سيف البعد
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
لكِ اشتاق الفؤاد فلا تُطيلي
كفتني منك أيام الرحيلِ
فقومي واطوِ أياماً تبقتْ
أحيلي البعد لي قرباً أحيلي
أعيدي لي الحياة أكاد أفنى
فما لي عنك من إلفٍ بديل
وسيف البعد كم قد نال مني
فما أمضاه من سيفٍ صقيل
فيا لَلبعد من موتٍ وشيك
إذا ما انقض في صدر القتيل
وأضناني الفراق فصار جسمي
به ثوباً على حبل الغسيل
يُجففه الهوا شيئاً فشيئاً
فقرص الشمس في حِجر الأصيل
يكاد يغيب عنا يومَ عنا
تركتِ الدارَ للقلبِ العليلِ
يسامره خيالُكِ كلَّ حينٍ
و هل يشفي خيالك لي غليلي
وما طابت لذي خِلٍّ حياة
بيومٍ لا يرى أنسَ الخليل
إذا ما ضاق دربٌ في حياتي
أراكِ العونَ يا خير الدليل
متى تأتين لي قد ضقتُ ذرعاً
من الإعياء من حِملي الثقيل
تعالي وارفعي عني هُموماً
و حِملَ البعدِ عني فلتزيلي
وحسبي وحدةٌ لا أنسَ فيها
و لا ما كان في عهدي الجميل
متى يا رب يأتيني صباح
يزيل الستر من ليلي الطويل
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-30-2024, 02:11 AM
لا تلمني
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
حسبك الدمع قد سقى وجنتيا
يرسل الوجدَ مِن سَما مقلتيا
إن تسلْني يُجِبك مني ذهولٌ
عنه قد أفصحَ انقباضُ الْمُحيا
هكذا الدهر قد قسا في عزيزٍ
طاهر القلبِ مُخلصٍ يا أخيا
قد أتى بالحوادثِ الجم ليلاً
ثم في لَحظةٍ رماها عَليَّا
لا تلمني فكل من كان مثلي
فاقداً مثلَه سيبقى وفِيا
صاحِ إني أراك في كل أمرٍ
حاضراً فلتكن بِهذا حريا
فَأتِنا شاركِ الأخلاءَ حفلاً
لابساً للعزاء ثوباً شجيا
بالأسى نادباً وفاءً لِخلِّ
قد بدا في اللقاء هذا جليا
واقرأنْ من كتاب ربي عليه
ما به يستنير في القبر شيَّا
وارفعنْ للسماء كفَّي دعاءٍ
كي يعود الفؤاد منها نديا
حسبه ما مضى صدًى من حياة
آن أن يرتوي من الحوض ريا
إن شهر الإله وقتٌ ثَمين
يا أخي للدعاء هيَّا تَهيَّا
واذكر اليوم مَن فقدنا وقدِّم
بعد خير الورى الرسولِ علِيا
ثم بنتَ الهدى التي في حِماها
فاز من كان بالْهداة رضيا
ثم قدِّم كريمَ آل الرسولِ ال
مُجتبَى السبطَ والحليمَ الزكيا
والحسينَ الشهيدَ من كان للضي
يمِ الذي عمَّ في البرايا أبِيا
ثم زينَ العبادِ من أظهر الح
قَّ الذي كان بالليالي خفيا
ثم مِن بعده ابنَه باقرَ العل
مِ الذي جاء بالعقول جِثيا
ثم ذا الصدق جعفراً من إليه
قد أتى للعلوم قومٌ رُقِيا
ثم موسى الذي قضى في سجونٍ
للذي في غدٍ سيأتي شقيا
والرضا من له تعنَّى مُوالٍ
لم يَحُل كونُه بعيداً قصيا
والجوادَ الذي له السَّبق عِلماً
و هو ما زال تَحت عشرٍ فَتِيا
ثم هادي الأنامِ مِن بعد هادٍ
ناصعَ الْمَحتِدِ الإمامَ النقيا
وابنَه العسكريَّ مَن صان شرعاً
فهو قد كان ناصراً ووليا
وابنَه القائمَ الذي سوف يأتي
فوق هام الطغاة سيفاً قويا
ربِّ إنا بِهم دعوناك فيمن
قد فقدناه بالتولي غنيا
رب فاحشره في نعيم وهيىء
من جزاءٍ له مكانا علِيا
والهِمِ الفاقدين صبراً وعنهم
فارفعِ الْهَمَّ والبلاءَ العصيا
واختم الله ما عمِلنا بِخيرٍ
كي نرى في غد جزانا زكيا
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-30-2024, 02:13 AM
ثقل العبء
ثَقُلَ العبء واستطالت دروبُ
فمتى يسعِفُ الضحايا هروبُ
وضياء الشروق قد عاد ليلاً
فعَلى وجهِهِ تناهى الغروب
وبعيدٌ أحاط بالدار حتى
ترك الدارَ للبعيدِ القريبُ
ومشى كالطريد يطلب مأوًى
فتلقَّاه في الطريق الغريبُ
وأراه القصورَ من عهد عادٍ
فبدا للعيون حسنٌ عجيب
جعل الناظرين سكرى حيارى
فجمال القصور أمر مهيب
كمُلتْ والكمال تاجٌ عليها
ليس فيها نقائص أو عيوب
تستطاب الحياة فيها ولكن
كُلَّ ما حولَها وفيها مُريب
قد أحاطت بِها مُدًى قاطعاتٌ
قبل أن تسمع الندا تستجيب
وبِها أكؤسُ المُدام استدارتْ
كل عقل أتى عليها يذوب
وسرى حولها وفيها أريج
لا يداني شذاه مسك وطيب
فبدت مثل فاتنات الليالي
هام في عشق وجنتيها الحبيب
هي داء لوالهٍ وهي إما
رام من علة شفاءً طبيب
غمزت فاستجاب قوم إليها
ثم صدت وبالهوى قد أصيبوا
وأشارت بِكفها أن تعالَوا
قصرنا بالغرام حقل خصيبُ
فأتوا يزحفون من فُرطِ حبٍّ
فتلقَّتهُمُ الخريدُ اللعوبُ
بسنا شَمسها التي ظنَّ مَن قد
هامَ في حسنِ وجهها لا تغيب
مثل مَن هامَ حيرةً دون مأوى
يرفض القصر والهوى أم يجيب
ما لِمن لا يرى الغريبَ أميراً
أو حليفاً له بقصرٍ نصيب
إن في القصر عيشةً لا تضاهَى
و غداً مشهدٌ ويوم عصيب
فسؤالٌ وجنةٌ أو سعيرٌ
بعدما يسأل العبادَ الحسيب
فعسى أن تسير بالرفق نفسٌ
و عسى أن تلين تلك القلوب
ولدت بيننا وشبت إلى أن
هرِمت في الديار تلك الخطوب
فأسًى جاثمٌ على صدر طاوٍ
و عظام بدت ووجه كئيب
ترك الهمُّ فوقه شبهَ أرضٍ
لم تزل فوقها تقام الحروب
فأخاديد حولَها قد ترامت
من شديد الأمور تلك الندوب
وجرت تَملأ الأخاديد عينٌ
و مياه العيون دمعٌ سكوب
فمتى يستقيم حالٌ وجسم ال
أمة الواهن النحيف سليب
ومتى تلتقي النوايا بعقلٍ
ناصعِ الفكر للهدى يستجيب
أمل الركب أن تقادَ المطايا
و على رأسها الكريمُ النجيب
لترى العدلَ قائماً في أناسٍ
قادهم للعلا هُمامٌ مَهيب
وترى الجورَ خاسئاً مستغيثاً
بِحليفٍ له بدا لا يجيب
أترى يستطيع للأمر دفعاً
و هو عن دفع ما سواه معيب
قُضي الأمرُ والليالي قصارٌ
و بدت أنفس الطغاة تذوب
أذِنَ الله للأمور انفراجاً
إن يوم الخلاص جدا قريب
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-30-2024, 02:15 AM
أنت الكريم
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
يا من له التعظيم والآلاء
جلَّت لك الأوصاف والأسماء
كم قد دعونا بعد كل فريضةٍ
حتى ارتقى منا إليك دعاء
فاستبشرت بِحُلول وعدك أنفسٌ
لَمَّا أتتها في الْمَسا الأنباء
أعلامها قد رفرفتْ في قولها
اليومَ قد جاءت لكم حوراء
فاستقبِلوها بالبشائر فرحةً
وادعوا الإله بأن يطولَ بقاء
ولْتشكروه ولا أظن سيرتقي
منا لِما يعطي الإلهُ ثناء
لكنَّ شكرَ الله أمرٌ واجبٌ
ما إن جرتْ لعباده النعماءُ
إن الزيادةَ في النعيم بِشكرهِ
أمرٌ تَلتْه بذكره القُرَّاء
ربي لك الحمد الذي لو عَدِّه الْ
إحصاء كَلَّ بِعدِّه الإحصاء
يا من أجبت دعاءنا فيمن أتتْ
فيها من اللطف الجميل بَهاء
إنا لنطمع في الْمَزيد من الذي
يبدو به مِما بنا الإحفاءُ
أنت الكريم على عبادك ما أتوا
من بعد ما ردتْهم البخلاء
أنت الذي ما في طريق إجابةٍ
للعبد منك تباطؤٌ وإباء
فارحم إلهي دعوةً منا أتتْ
يرمي بِها نحو السماء بكاء
تَخفَى على مَن حولَنا لكنها
ليست لها ربي عليك خفاء
باسم الذين أمرتنا أن نبتغي
ما في يديك بِهم فهم وُجَهاء
ندعوك فرِّج ما بنا من علةٍ
و أْمُر لينزِل بعد ذاك شفاء
نفِّس همومَ قلوبنا حتى نرى
يرمي الشدائدَ للوراء رخاء
أنت الكريم على اللئيم ونحن في
جنب الذي أعطيتنا لؤماء
لو لَم يكن مِن أمرِ جودك ما بدا
لَم يبدُ منا فيك رَبِّ رجاء
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-30-2024, 02:16 AM
طود الهدى
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
ألْهبتَ حرفيَ فانبرَى
بيتُ القصيدِ مُسطِّرا
يا ابن الذي ربي اصطفا
هُ على العبادِ وطَهَّرا
يا بن الذي حَمل الرسا
لةَ منذِراً ومُبشِّرا
كالبدر قد كشف الدجى
لَمَّا أضاء وأسفَرا
ألْهبتَ فيَّ قريْحةً
منها البيانُ تفجَّرا
بالحق ينطق صادقاً
مِمَّا يَرى مُتأثرا
قد راح يرفع رايةً
يرجو لَها أن تُنشَرا
كي يهتدي من ضَلَّ في
دربِ الهوَى مُتعثرا
تدعو الذي ركِبَ الدجى
مستخفياً مُتنكِّرا
كي يستنيرَ بنوركم
حتى يُرَى مُتبصِّرا
حَسبُ الذين تَحملوا
ثقلَ الضلالة أدهُرا
ما حُمِّلوهُ وحسبهم
ما كان مِن بَحر الكرى
أعيا جُموعَهمُ التي
خاضته أن تتفكرا
أمواجُه قَذفَتْ بِهم
مِن شاهقٍ وجهَ الثرى
حتى تفرَّق جَمعُهم
مِما جَرَى وتَبعثَرا
فانْهالَ ذو طمعٍ بِهم
مُستضعِفاً مُستصغِرا
حتى أسالَهمُ على
أرض المهانة أبْحرا
فاحْمرَّ منهم ناصعٌ
و اللونُ منه تغيرا
يكفي الذي يَجري على
دين الإله وما جرى
إن الذي زرعوهُ أمْ
سِ اليومَ فيهم أثْمرا
نقصاً لرَكبِهمُ الذي
يَمشي الهوينَى أخَّرا
هلا أتوا كي يسمعوا
إن ال كمالَ تيسرا
فاكشف لَهم يا سيدي
عمَّا أُكِنَّ وأُستِرا
يا حيدريُّ لَهم بيا
نُ الحق منك تَحدَّرا
يا طودَ علمِ هدًى به
يبدو البيانُ مُيسرا
كم مِن دليلٍ واضح
قد كاد أن يَتصوَّرا
شخصاً لَهم أبديتَه
بالبينات مُعبرا
كم مِن كتابٍ صادرٍ
منهم لَهم قد أظهرا
تلك البراهين التي
مهما سعوا لن تُستَرا
كالنور يفضح للدجى
كشفاً لِما قد اُستِرا
حتى اهتدى ساعٍ به
في ليلهِ وتَنوَّرا
واشتد أمرُ مُجادلٍ
مِن جهله فاستنكرا
لم يرضَ إلا بالذي
قد جاء من شر القرى
إن الثريا نورَها
ما قِيسَ يوماً بالثرى
فلتبقَ نوراً ساطعاً
للمهتدين ومنبرا
للرشد ينشر أمرَه
ما دامَ غيٌّ في الورى
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-30-2024, 02:17 AM
أملي
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
قد طاب زرعك بالذي بُذِلا
أحسِنْ بِما أتقنتَه عملا
أحسنتَ يا من لم تزل أملاً
نَحيا له في قلبه اكتملا
حب لنا كالنورِ يبعثه
بدر الليالي كلما انتقلا
أحسنت يا بعضي ويا أملي
يا من له قلبُ الدعا اشتغلا
في كل واجبةٍ ونافلةٍ
كي يفتحَ الرحمن مُدَّخلا
فيه الذي ترجوه من سعةٍ
دربُ الحياة بِها لك اعتدلا
قد بارك الوهَّاب موهبةً
فيها الجواب لسائلٍ سألا
حلق بِها ما شئتَ مفتخراً
لا تعرف الإخفاقَ والفشلا
واصبر على طول الطريق فكم
من صابرٍ نَحو العلا وصلا
واحْمل إذا ما شئتَ في ظُلمٍ
للطالبين من الضيا شُعَلا
ولْيتَّخِذها الْمُقتفون إلى
دربِ النجاح عن الدجى بدلا
هيئ لهم ما سار طالبهم
للعلم فليركبْ له ذُلَلا
وافتح لهم بالجد مجتهداً
ما يأملون ليسلكوا سبلا
فيها لهم من كل معرفةٍ
ما نالَها من يلبس الكسلا
ما نالَها إلا ذوو هِمَم
خاطوا بِها في ليلِهم حللا
منها البهاء يزين هيئتَهم
إما أتوا للعلم مُحتفَلا
من بينهم تبدو لَهم قمراً
قد شع بالأنوار مكتملا
أرجو له استمرار نضْرتِه
بالنور ما سترُ الدجى انسدلا
ولينتشر منك الضياء لكي
يبقى لقاصر نظرةٍ مثلا
فاشكره تزدَد منه موهبةً
يبقى بِها التوفيقُ متصلا
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-30-2024, 02:18 AM
صادق
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
إن تسلني اسْمع جوابي
إنني أحببت صادق
حبه في القلب مثل ال
برعم الوردي لاصق
فهو كالأزهار عطراً
و هو كالأغصان وارق
كل ما فيه عليه
من صفات الحسن لائق
يقطف الألفاظ قطفاً
لفظه كالورد فائق
شاقني منه حديثاً
و ابتساماً كل شائق
راقني منه انسياباً
مثل صافي الماء رائق
نبعه يجري زلالا
من صميم الفكر دافق
قد جرى نحو انحدار
ليس في مجراه عائق
يدخل الأذن كحب
قد سطا في قلب عاشق
ما له في الدهر مهما
يَجذب الأسْماعَ لاحق
كم توارى خلف عذرٍ
بعد ما بانت حقائق
عذره في كل أمر
للأب المسكين سابق
رأيه فيما ارتضاه
من سلوكٍ رأيُ واثق
كم له في كل أمرٍ
شائقٍ آراء حاذق
لا تداني كفَّه لو
رام شيئاً كفُّ سارق
فهي كالطير انطلاقاً
و هي مثل الضوء بارق
يكشف الأشياءَ حتى
ما اختفى في جوف غاسق
لا يبالي لو دنا من
سَمعه تَهديدُ زاعق
فهو كالغواص تحت ال
ماء مشغولٌ وغارق
هَمه صيدٌ ثَمِين
بين موج البحر عالق
فلتوسع يا فؤادي
كل مَحدود وضائق
لابنك الْمَحبوب من لل
عالم الجذاب تائق
يحفظ المعبود فيه
صادقاً من كل طارق
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
04-30-2024, 02:19 AM
أتاك الشكر
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
أتاك الشكر تَحمله القوافي
لِما قد قلتَ من شعر أجيدا
أتاك الشكر أقداحاً أديرت
بِحفل الحرف قد كانت شهودا
حروف الشعر ما زالت تغني
لكم من نبضها لَحناً جديدا
حروف الشعر تدعوكم لِحفلٍ
بكم يبقى على الأيام عيدا
بكم تَحيَى على الألحان روح
لكم تَهفو وتنتظر المزيدا
تناديكم وتدعوكم لقصر
من الحب الذي لكمُ أشيدا
على أبوابه اسْمُكمُ مضيء
سيبقى بيننا أبداً سعيدا
إليه تطير أجنحة القوافي
تزاحم بعضها بعضاً وفودا
وتَهتف بالجميل من المعاني
و تكتب بالهتاف لها نشيدا
إلى أم الحمام ومن عليها
تصيغ البسمة الجذلى قصيدا
وتذكر أهلها في كل وِردٍ
وقوفاً أو ركوعاً أو سجودا
وترفع بالدعاء لهم أكفاً
و تجتاز الحواجز والحدودا
إلى أن تبلغ المقصود حتى
تعانق فيهم الشرف الْمجيدا
فهم قد عانقوا جيد الثريا
بعزم لم يزل منهم وطيدا
فيا أم الحمام اليوم طيري
إلى العلياء كي تبقي خلودا
وفي بعد المسافات اذكرينا
إذا أبدى القريب لنا صدودا
عبدالله جعفر آل ابراهيم
أبو شريح الشمراني
04-30-2024, 03:40 PM
» عبدالرحمن العشماوي » يا مقدسيون
يا مقدسيّون، يا رمزَ البطولاتِ في مسجد القدسِ، في مهْد الرسالاتِ
أنتم رسمتم دروبَ المكرماتِ لنا لما اعتكفتم بإيمانٍ وإخباتِ
ونحن ما زالت الدنيا تحاصرُنا بلهْوِنا، وبأنواعِ الملذَّاتِ
أسعدتم المجدَ حتى صار يكتبكم في أول السطر في كل السجلاتِ
نعم، وقفتم وقوفَ الصامدين، بلا مالٍ، ولا فضلِ أعدادٍ وقواتِ
كان الوقوفُ وقوفَ المؤمنين بما في وعدِ خالقهم من نصره الآتي
هذا اعتكافٌ عظيمٌ يا أحبّتنا عبادةٌ شرُفتْ بين العباداتِ
أنتم قليلٌ، فعلتم ما يشرفنا نعم القليل كثيراً في العطاءاتِ
وقفتم اليوم أبطالاً، يواجهكم جيشٌ تمرس في نشرِ الضلالاتِ
جيشٌ رأى أمةَ الإسلام واجمةً أمام كيدِ الأعادي والخياناتِ
تقابل المعتدي في كل مؤتمرٍ بما نرى من خضوعٍ للإهاناتِ
فمدَ كفاً إلى الأقصى مخضّبةً بما تجمّع فيها من نجاساتِ
يا مقدسيّون، يا كُحلَ العيونِ، ويا تاجَ الرؤوس، ويا فجرَ الطموحاتِ
أخجلتمونا وربِّ العالمينَ، فوا حُزني علينا، غرقنا في المتاهات
يا مقدسيّون لا يأسٌ ولا جزعٌ برغم هذي المآسي والجراحاتِ
ريحانة شمران
04-30-2024, 04:13 PM
» عبدالرحمن العشماوي » مواكب خير ، موكب إثرموكب
مواكب خيرٍ، موكب إثرَموكب
ومَشْرِقُ حَق لم يدنسْ بمغربِ
ودوحةُ حب ظلتْ كلَّ راحلٍ
من الشمس في قيظ الأسى المتلهبِ
مواكبُ، سارتْ من حراءٍ، مجالها
مع البدءِ مكيٌّ، وفي الختم يثربي
تألقت البطحاءُ لما تنسمتْ
شذاها وألقتْ نظرةَ المتوثبِ
مواكبُ، آياتُ الكتابِ دليلها
ومؤنسها في دربها سنةُ النبي
سرتْ في عروق الكون منها بشائرٌ
وهزَّتْ لها الآفاقُ أشرفَ منكبِ
ترقى بها في المجد كلُّ مصدقٍ
وخابتْ مساعي كلُّ غاوٍ مكذِّبِ
مواكب لم تحملْ سوى كل عاقلٍ
رشيدٍ خبيرٍ بالأمور مجرِّبِ
تخلفَ عنها كل مستهزئٍ بها
وقصَّر عنها سعي كل مذبذب
لها في رحاب البيتِ دعوةُ ساجدٍ
ودمعةُ مشتاقٍ، وصوتُ مرحبِ
وفي طيبةِ الهادي البشير لها يدٌ
تمدُّ بريحانٍ إلى المتطيِّبِ
وتنبتُ في نجدٍ بواسقُ نخلها
ويخصبُ في صحرائها كلُّ مجدبِ
وتسري إلى الآفاقِ منها نسائمٌ
تقرب أربابَ الصلاحِ وتجتبي
على الأمر بالمعروفِ شادتْ حصونها
حصوناً على أسوارها الغيمُ يحتبي
وتلقى ذُراها الأنجم الزُّهرُ في الدُّجى
ويلقي إليها البدرُ نظرةَ معجبِ
وترسمُ عينُ الشمسِ منها شعاعها
فيهربُ من أضوائها كلُّ غيهبِ
كأني أرى الأمجادَ من شرفاتها
تطلُّ، تنادينا نداءَ تحببِ:
خذوا من لساني اليومَ حكمةَ ناصحٍ
بغير معاني الحقِّ لم يتشربِ
من الأمر بالمعروف والخير أشرقتْ
على الناس شمسٌ وجهها لم يغيَّبِ
نعم يا نداءَ المجد في أذنِ المدى
نفضتَ غبارَ الوهم عن ذهن متعبِ
هو الأمر بالمعروف يرشدُ لاهياً
وينقذه من طبعهِ المتقلَّبِ
هو الأمر بالمعروف يصرف منكراً
ويكشف دعوى كل ذئب وثعلبِ
رسالةُ كل الأنبياءِ، فما الذي
دها القومَ حتى أبرزوا وجهَ مغضبِ؟!
وما الأمر بالمعروف إلا شعيرةٌ
لها مطلبٌ يسمو على كلِّ مطلبِ
وقد سرَّنا في مهبط الوحي أنها
تميزنا في الواقع المتغربِ
لنا دولةُ التوحيد عزَّ مقامها
بمنهجها، لا بالهوى والتمذهبِ
حماها كتابُ الله من سوءِ منطقٍ
ومن فكرِ إلحادٍ وسوءِ تعصُّبِ
ريحانة شمران
05-02-2024, 12:13 AM
محمد سعيد
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
يا برعمَ وردةِ أحشائي
يا نور صباحي ومسائي
يا بلبلَ روضةِ أيامي
يا شعلة نورٍ وضياءِ
في حجري قصركَ مفروش
قد فاق جَميع الأشياء
والباب لأجلك مفتوحٌ
فادخل في عطف وهناء
شوقاً تدعوك أرائكه
فاقبِل مُتَّشحاً ببهاء
واجلس مبتهجاً وتَمتع
في أكمل يسرٍ وصفاء
والْحَظ ما شئت جوانبَه
يَجذبك جَميلُ الأزياء
من ثوبٍ راق للابسه
حسناً وجَمالٍ بِرداء
وكساءٍ يُخفي جارته
ستراً ويُجاور لكساء
ونُجومٍ ترسل بَهجتها
نوراً مُمتداً بسناء
ونسيمٍ داعبَ ساحتَه
فاستمتع من طيبِ هواء
واستبعد من صيفٍ حراً
يأتي وارفض بردَ شتاء
هذا وقتك فاسعد فيه
دعني في أغلال بلائي
دعني أملأ قلبي حباً
من قربك واسْمع لندائي
واسْمع روحي ترفع لل
ه الْمتعالي فيك دعائي
صفق لي بيديك وحرك
جسمك لي في حُسن أداء
واطلب من ماما بصراخٍ
دوَّى في أذنَيَّ لقائي
إني قد أنَّت أركاني
من سقم ولقاك شفائي
ربي يَحميك ويقضي ما
فيه لعمرك طولُ بقاء
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
05-02-2024, 12:15 AM
رقية
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
إليك يا رقية الدعا ارتقى
لكي يطولَ من حياتك البقا
وتسعدي بنعمة وترفلي
بثوب صحةٍ يزينه التُّقَى
سألتُ من يُجيب عبده إذا
دَعاه مُخلصاً له توفقا
بِمن إذا ظلام ليلنا أتى
رأيتُ نورَهم عليه أشرقا
ومن بِهم إذا طلبت حاجتي
قضى الإله حاجتي وحقَّقا
بأن أراكِ تصعدين للسعا
دة التي بِها حلمتُ مرتقى
وأن أراك في جَميل هيئة
بتاج عزك الذي تألقا
فقلب من حباك من حنانه
بقلبك الصغير قد تعلقا
وجفنُ زهرةٍ له لتهنئي
برقدة سعيدة تأرقا
فأشفقي حبيبتي بِمَن علي
كِ قلبه من الْهواء أشفقا
وصدقيه إن ما يقوله
حقيقةٌ فما ذكرتِ صدَّقا
ترفقي ولا تعاندي فدا
بكل ما يغيظها فتقلقا
وصادق فصدقيه تسلمي
تَجنَّبي كلامَك الْمُنمَّقا
حُبيتِ يا حبيبتي شَمائلاً
حَميدةً وطاعة ومنطقا
بِها نراك في جَميل حلةٍ
تسافرين مغرباً ومشرقا
وتركبين بَحرها سفينةً
إذا أردتِ أو أردتِ زورقا
وكلما نزلتِ منزلاً أتى
إليك قلب أهلهِ فصفَّقا
مُرحباً بِمن أتاه يَحتفي
به له مكرِّماً ومغدقا
فنجمك الذي أضاء في سَما
ئِه بدا بنوره مُحلِّقا
لو اختفى بليلةٍ رأيتِ من
بنوره استضاء قد تشوقا
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
05-02-2024, 12:15 AM
دعاء
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
الأبيات الأصلية قبل التشطير
طرقت باب الرجا والناس قد رقدوا
و قمت أشكو إلى مولاي ما أجد
وقلت يا أملي في كل نائبة
يا من عليه لكشف الضر أعتمد
أشكو إليك أموراً أنت تعلمها
ما لي على حملها صبر ولا جلد
وقد مددت يدي بالذل مبتهلا
إليك يا خير من مدت إليه يد
فلا ترد يدي يا رب خائبة
فبحر جودك يروي كل من يرد
الأبيات بعد التشطير
طرقت باب الرجا والناس قد رقدوا
و للفراش الذي يدعوهمُ خلدوا
ولم يقوموا لشيء في نفوسهمُ
و قمت أشكو إلى مولاي ما أجد
وقلت يا أملي في كل نائبة
إذا دنت فالذي أرجوه يبتعد
فليس إلاك لي فيما يحاصرني
يا من عليه لكشف الضر أعتمد
أشكو إليك أموراً أنت تعلمها
و أنت لي دون كل الناس معتمد
فكن معيني عليها أنت تعلمني
ما لي على حملها صبر ولا جلد
وقد مددت يدي بالذل مبتهلا
و بالدعا رافعاً كفيَّ أجتهد
وحاملاً حاجتي في الليل أرفعها
إليك يا خير من مدت إليه يد
فلا ترد يدي يا رب خائبة
أنا فقير وأنت الرازق الصمد
أنا إذا لم أكن أهلاً لتسمعني
فبحر جودك يروي كل من يرد
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
05-02-2024, 12:15 AM
صباح الفرَج
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
يد الصباح قد أتت للورى
على القلوب منهمُ تمسحُ
بلطف ذي اللطف بهم رحمةً
و للجميع خيرَه تمنح
وعنده تودِع آمالَهم
و في غد بأمره تُفسح
وتُفرج الشدة عن مؤمنٍ
يئن تحت رجلها يرزح
يفرج الله لكم شدةً
و بابَ يسرٍ لكمُ يفتح
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
05-02-2024, 12:16 AM
الأرض الطيبة
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
صف لي القطيفَ فقلت الوصفُ ينقطع
عن غايةٍ يا أخي فالأمر مُمتنع
لا الذكر يرقَى لها حتى وإن حَملتْ
ألفاظَه أجنحٌ فالرأس مرتفع
كلا ولا الوصفُ يوفي حقَّ نابضةٍ
بالطيب من أهلها إذ طاب مُجتَمَع
سقفي سماها بظل الحب ظلَّلَني
والأرض منها إذا ما شئت مُضطَجَع
قد طاب لي فوقها نومٌ يهدْهِدني
منها نسيمٌ إذا ما هبَّ ترتفع
نفسي إلى عالَمٍ فيه القطيف بدت
حلقاتِ ذكرٍ بِها الأحباب تجتمع
تتلو على الكون من آياتِها سُوَراً
ما مَرَّ قومٌ بِها إلا لَها استمعوا
لَم تُصغِ آذانُ من للذكر قد سَمِعوا
إلا لِما فيه من آياته خشعوا
لكنَّ قوماً أبوا إلا تَجاهُلَها
وقْراً بأسْماعِهم حقداً لقد وضعوا
قد أودعوا النورَ جهلاً خلف أظهرهم
لكنهم للدجى عُمياً لقد خضعوا
ماذا على النور من عينٍ يؤرقها
من شدة الضوء في أعماقها فزع
يا شَمسَ أفقِ القطيف اليوم فارتفعي
فوق الظلام الذي حتماً سينقشع
لا تعبئي إنْ سحابٌ أسودٌ – حجبتْ
أحْماله منك نوراً – مَرَّ يندفع
ولتنشري الدفء في الأرجاء حاملةً
للناس مِما به ساعٍ سينتفع
واستقبلي الطير من أوكارها خرجتْ
يَمتد منها نشيد ليس ينقطع
قد أطرب الوردَ والأزهارَ فاجتمعتْ
تسعى بِها طاب للزوارِ منتجع
قد فاح منها أريجٌ ليس يعدِلُه
من فاخر العطرِ ما العُطَّار قد صنعوا
فاستنشقت كل نفس منه رائحةً
من بعد ما ردت الآناف ما زرعوا
والشوك قد زال فالكف التي زرعتْ
للورد كانت لذاك الشوكِ تقتلع
والأرض طابت وطابت فوقها قدمٌ
بالخير تسعى وبالآمال تضطلع
تبني وتفنَى وتأتي بعدها قدمٌ
ترعَى البناء الذي ما زال يرتفع
يأوي نفوساً بِها الألبابُ مزهرةٌ
في الليل والقومُ في الظلماءِ قد هجعوا
يروي حياةً لأهل الْخَطِّ حافلةً
فالعلم قد زانَها والْحِلم والورع
والناس من حولِهم ما كان أبعدَهم
فالجهل يقتادهم والغيظ والبدع
قد دام ل الخطِّ مَجدٌ رغم نازلةٍ
تقسو عليهِ بِها الآلام والوجع
مهما يعاني فوعد الْمُنْزِلين غداً
إن الذي أنزلوا لا بد يُرتَجع
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
05-02-2024, 12:16 AM
اغضبي
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
اغضبي يا سارُ للحق اغضبي
و ارفعي كفَّ الدعا الْمُلتهبِ
واسألي الله انتقاماً عاجلاً
للدم الْمَسفوح والْمُنسكبِ
فوق أرضٍ ما رأت مقلتُها
من قصاصٍ واجبٍ أو سببِ
لانتزاعِ الروحِ من طفلٍ بدا
يزرع الآمالَ وقت اللعبِ
لم يكن يعلم أن الأمر قد
صار في كف القنا الْمُنتصب
يرسل الْمَوت إلى مَن شاء مِن
مَن لغير الحق لَم ينتسب
سارُ لا تبكي على مَن قصفوا
عُودَه الغضَّ ولا تنتحِبي
ولتزُفيه إلى الخلدِ كما
زُفَّ من قبلُ عزيزٌ وأبيّْ
إن في الخلد لَهم ما ذَكرتْ
من نعيم الله عالي الكتب
إن في الخلد لَهم راحةَ من
لا يرى من بعدها من تعب
فالبَسِي الصبر عزاءً وإذا
هاجت الذكرى به فاحتسبي
واظهَرِي حاملةً صورته
كي يراه الناسُ لا تَحتجبي
أخبري الكون بِما سبَّبه
حاملُ الحقد لكم من نَصَب
وارْوِ للدهر عداءً أخذتْ
نارُه الأنفسَ من مغتصب
وكَّلَ الأمرَ على مُنتفعٍ
غيرَ معروفٍ لئيم الحسب
راح يذكي شُعلاً حاميةً
توَّجت موتاً رؤوسَ القصب
حيث طارتْ للردى حاملةً
موتَها الأحمرَ مثل الشهب
تنشر الخوفَ على الأمن بِما
أُرضِعَتْ من شر ضرعِ الشغب
من دخيلٍ ليس يُنمَى نسباً
للذي يعلو بِهامِ العرب
يكذب التاريخ لو سجَّلَه
في سِجلٍّ قد سَما من نسب
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
05-02-2024, 12:17 AM
غارة الذئاب
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
ساق ابن آوى الدجاجا
و الذئب ساق النعاجا
حتى أغاروا بليلٍ
هز البلادَ ارتجاجا
قصفاً على خير فجر
كي لا يبينَ انبلاجا
بثت سماها رعوداً
و الأرض بثت عجاجا
ما سطَّر القومُ شجباً
من بعده واحتجاجا
لا يُرتجى عدلُ طاغٍ
عاش الأمور ازدواجا
ما استنكروا بحرَ غدرٍ
لما على الحقل ماجا
بل فيه خاضوا جميعاً
نحو الجنوبِ انعراجا
أغراهمُ الجبتُ حتى
دقوا الطبول ابتهاجا
للإعتدا ألبسوهُ
من خسة النفسِ تاجا
مبدينَ ممن سعوا في
ردَّ الحقوقِ انزعاجا
لبوا نداء ابنِ آوى
و الذئبِ والأمرُ راجا
عاثوا فساداً فما طا
بتْ مَن تردَّت نِتاجا
قطعانهم قد تلاقت
و الأرض سُدَّت فِجاجا
والليل وارتهُ ريحٌ
لم تبقِ فيهِ سراجا
فاشتد بالفجر أمرٌ
و العزم في النفس هاجا
حتى تدانت صفوفٌ
لا تعرف الاعوجاجا
تبني بكل اقتدارٍ
تحمي حِماها سياجا
لم ترتضِ الذلَّ إمَّا
أحمَى عدوٌّ هِياجا
لو رامَ في الوِردِ صفواً
يأتيه ملحاً أجاجا
تلك الصفوف استطاعت
أن تفرض الامتزاجا
قد كدَّرت صفوَ باغٍ
فانهار يهوي اختلاجا
لم يقوَ فيها ثباتاً
مما رأى واعتلاجا
ضاقت على الظلم أرضٌ
و العدلُ عاش انفراجا
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
05-02-2024, 12:18 AM
فداك الكون
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
فداك الكون يا أملُ
غيابك ليس يُحتمَلُ
إلامَ نعيش في كبَدٍ
و كيف بدونك العمل
تنوء بنا رواحلنا
و سوط البغي متصل
يقرح ظهر أمتنا
فكيف الجرح يندمل
وكيف يسير معتدلاً
سوياً من به خلل
إلامَ الظلم يتبعنا
و يأسر همَّنا الوجل
إلام بنار فِرقتِنا
مدى الأيام نشتعل
ونطلب حفظَ وِحدتنا
و بالآراء نقتتل
وننكر قولَ متَّهِم
بما قد كان ينهمل
ونتخم غيرنا تهماً
إذا ما كان يتصل
نُحذِّر من عواقبِها
و نفعلها ونفتعل
وننشر ما نرى خُطباً
فتؤسرنا ونُعتقلُ
ونسأل ربنا فرجاً
به الأحوال تعتدل
إلى أن جاء ذو طمع
بثوب الزهد يشتمل
ويرفع صوت داعيةٍ
إلى الرحمن يبتهل
وينصحنا فيقنعنا
و نسمعه فنمتثل
فبِتنا لا ملاذَ لنا
سواه عليه نتكل
وبات يحوك أقنعةً
و أنظمةً ويشتغل
فراحت بعضها سفهاً
لنيل رضاه تقتتل
وراح يديرُ معركةً
أعدَّ لها وينتقل
قريباً كان يشهدنا
بعيداً كان يحتفل
وكل عرًى لنا ثبتت
مع الأيام تنفصل
تَقطَّع حبلُها إرباً
فكيف إذاً ستتصل
فأدركنا الأمورَ وما
به الألباب تكتمل
وصغنا من حوادثنا
خطاباً كلُّه أمل
وقلنا فيه رؤيتنا
فبان الحق والْمُثُل
فهل مِن عاقلٍ حصِفٍ
فيسمع مثل مَن عقِلوا
ويرفضُ قولَ ذي إحنٍ
و ينكر جهلَ من جهِلوا
متى الأقوام تنصِفُنا
و يرفعُ صوتَنا رجُل
ويُسكِتُ صوتَ شانئنا
و يَشهرُ سيفَه البطل
فيُحيِيَ سنةً قُتلت
كما جاءت بها الرسل
ويرفعَ رأسَ أمَّتهِ
فتتبعَ نهجَها الدول
ويُلبِسها هدايتَه
توشي جيدها الحُلل
يسود الحق ساحتَها
فلا لغوٌ ولا خطل
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
05-02-2024, 12:19 AM
تحية إلى أعضاء واحة الشعر
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
أعزائي عزيزاتي
و يا نوراً بِمِرآتي
ويا زهراً يجاور ما
تدلى من وُرَيقاتي
ويا وِرداً أردِّدُه
بشوقٍ في مناجاتي
تطير ولا جناح لها
به أحلى عباراتي
بكم في المنتدى تسمو
على الأوقات أوقاتي
سواءً ما مضى أو ما
نعيش اليوم والآتي
أراني كلما اجتازتْ
بحورَ الشعر أبياتي
أجدِّف قاربي شوقاً
و ألقي منه مِرساتي
فيأمرَ ساحلَ الأحبا
بِ فلتُبلِغْ تحياتي
إلى مَن في الدجى لهمُ
أنير سراجَ مشكاتي
وأسأل بالدعا ربي
و أقرأ بعض صفحات
ليحفظَنا فلا نصبو
لإثمٍ أو لزلات
وأقرأ ما سَما ذكراً
له من بعض آيات
وأسأله ليرزقَكم
و يرزقَني بخيرات
فلا تنسوا أخاً لكمُ
بذكرٍ أو بدعواتِ
فلم يرجُ الجزا يوماً
بإتيان العباداتِ
ولكن دعوةَ الإخوا
ن سراً خيرُ غاياتِ
إذا ما أقبلتْ نفسُ
لعبدٍ بابتهالات
يراها العبد يوم غدٍ
أرائكَ وسطَ جناتِ
عليها الحور تدعوه
إلى أشهى ملذات
فأنْهارٌ وفاكهةٌ
و طيرٌ فوق مِشواةِ
وولدانٌ لتخدمَه
و خَمرٌ في زجاجاتِ
شرابٌ ليس ذا سُكرٍ
فلا يبدي لسوآتِ
فيا رباه وفقنا
إلى هذا بِمَرضاة
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
05-02-2024, 12:20 AM
مهوى القلوب
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
رسولَ الله في قلبي سؤالُ
و منك المرءُ مطلبَهُ يَنالُ
فمنذ علمتُ ما قد كان مِمَّن
تولوا من بهم قام الضلال
وأُخرِجت العزيزةُ رغم شأنٍ
و أخرى قومُها طَلبوا فنالوا
تشابكت الأمورُ عليَّ حتى
ألمَّت بي الهمومُ فساء حال
أجبني كي تزيلَ الهم عني
فكم قد نال من جهدي السؤال
تركتَ عزيزةً تُنفَى بحزنٍ
و لم يهدأ لها في الدار بال
وبنتُ المجتبى حسنٍ أقامت
بعز حوله طاف الجلال
ففاطمة التي كم كنت توصي
بها خيراً كما نطق المقال
وكم تُنمَى إليها مكرماتٌ
و عنها حدَّثتْ تلك الخصال
كفاها دون كل الناس شأناً
رضا الباري إذا رضيتْ يُنال
بقربك لا حمى تأوي إليه
فقومُك بينها والقبرِ حالُوا
وظلاً تحته ندبتك حزناً
بفأس الحقد والبغضا أزالوا
وعن دار الأحبة أبعدوها
فلا قربٌ يكون ولا اتصال
وفي القلب الأسى اشتد اشتعالاً
بما لاقت، بما فعلوا، وقالوا
ولكنَّ ابنةَ الحسنِ بن زيدٍ
نفيسةُ منك ما زالت تَنال
أمرتَ بأن تُقيمَ بأرضِ مصرٍ
فلم يحصل لها منها انتقال
وفيها ووريت جسداً زكياً
فعزَّ على النفوس الارتحال
وأصبح بيتها مهوى قلوبٍ
على بعد الزمان ولا يزال
تزاحمت النساء عليه حباً
و للبركات زارته الرجال
فكم للمؤمنين به حضورٌ
يقام به لمولدها احتفال
وزوارُ البتولِ بكل حينٍ
لهم مِن سطوة القوم النكال
فكم حول الضريح لهم نباحٌ
و كم جالوا بسطوتهم وصالوا
متى يا رب تأذن بانفراج
فلا يبقى انتهاك واحتلال
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
05-02-2024, 12:20 AM
صباح الحفظ
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
يا خالق كل الأشياء
يا حافظ نوح في الماء
يا حافظ إبراهيم وقد
نالته جحيم الأعداء
يا حافظ يونسَ في قبرٍ
في الحوت بخير الأسماء
يا حافظ يوسف في جب
قد كان بوسط البيداء
يا حافظ طه في غارٍ
عن كيدهمُ بالإخفاء
احفظ إخواني في خير
يا سامعَ صوتي ودعائي
واحملهم ربي في سفنٍ
تجري في بحر السراء
وابسط يا رازقُ بينهمُ
من فيضك بُسطَ الآلاء
واجعل في القسمة بينهمُ
جزءً لجميع الأبناءِ
هذا ما أدعو لي ولهم
لا غيرك يا رب رجائي
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
05-02-2024, 12:21 AM
رب الفضائل
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
أنت الجميل ولا سواك جميلُ
كل القلوب إلى هواك تميلُ
حُزتَ الفضائل لم تفُتك فضيلةٌ
مهما وصفتُك فالكلام يطول
تُنمَى إليك فخورةً مسرورةً
ما في الأنام لها سواك دليل
العز ثوبك مذ ولدتَ ببيتهِ
دون العباد أما رآك ذليل
بابُ المدينة من سواك يصونها
أو من لصاحبها سواك خليل
فالعلم أنت ورغم كونك بينهم
ما زال يعبث بالعقول جهول
ما زال يرفع مصحفاً فوق القنا
لكنْ بحكم هوى النفوس يقول
ما زال يمنع نشرَ كل فضيلةٍ
تاقتْ إليها أنفسٌ وعقول
والنصر أنت فلو نزلتَ بساحةٍ
راعَ المدجج بالسلاح ذهول
كم مفرداً قد خضتَ في أوساطهم
حتى استغاثت من لقاك فلول
خلَّفتَ أشجعَهم يجودُ بنفسه
و القوم فيهم صيحةٌ وعويل
بدرٌ وأحدٌ كم تراقص فيهما
حول النفوس بما حملتَ صقيل
والعادياتُ بمن عليها لم تكِل
نقعاً أثارتْ فالعجاج ثقيل
لو كان يملك أن يبوح بما رأى
وصفاً لبأسك في الحروبِ قتيل
لانهال يخبر عن عظيم شجاعةٍ
تفسيرها للسامعين طويل
قد صانها التاريخ سفراً خالداً
طالت به مما يضم فصول
والسِّلمُ أنت فلم تُثِرك مقالةٌ
إلا إذا دُقَّت لذاك طبول
تجري إليها مُسكتاً أصواتَها
إذ ليس عن صونِ الحقوق بديل
والحلمُ أنت على مُثيرِ إشاعةٍ
كم كان ينشر ما يرى ويجول
تعفو وتصفح قادراً في ساحةٍ
ما زال فيها يمتطي ويصول
أنت العطاء فما رددتَ يداً أتت
من بعد ما ردَّ السؤالَ بخيل
كالغيث أنت إذا استغاث به الثرى
تنمو على وجه الصعيد حقول
شحوا وجُدتَ وما استوى يوماً بما
قد كان يأتي سافل ونبيل
والعيشُ أنت لساغبٍ كم بينه
و الزادِ حالَ بما يراه أكول
والموت غيرك والفناء فلم يزلْ
للسيف منه مجازرٌ وصليل
فرعُ الهدايةِ أنتَ كم تهدي بها
أما سواك فللضلال سليلُ
إن الذي والَى سواك مكابراً
فيما أتاه من الأمورِ عليل
يأتي غداً والشمسُ تضربُ رأسَه
فيما مقامُ ذوي الوِلاء ظليل
هذا مديحي يا إماميَ هل له
في الخلد منك مسامعٌ وقبول
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
05-02-2024, 12:21 AM
جرح الحيدرية
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
ما ذا جرى في الحيدرية يا تُرى
قالوا: استبيحت بالدما سيهاتُ
من ذا استباح دماً تصون حقوقَه
في كل وقت تُقرأُ الآيات
قالوا: يدُ الإرهاب والفكرُ الذي
تعلو بنشر ضلاله الأصوات
فوق المنابر لم تزل تفتي بقت
ل المسلمين وما لها إسكات
تلك الدعاة على المنابر لم تزل
من لحم رافضِ فكرِها تقتات
حتامَ ننزف يا ولاة سؤالنا
قد أطلقته إليكمُ الآهات
آهات من فقدوا الأحبة منذ أن
عن قاتلٍ لم يوصد الإفلات
لو أنَّ كفَّ الغدر تُبتر مرةً
لم تُحصَ في إنقاذنا المرَّات
بالأمس في الأحساء سالت أنفسٌ
و القاتلون بحصنهم قد باتوا
حتى أتوا أرضَ القديح وفجَّروا
فاستعبرتْ للخالق الدعْوات
أما العنود شبابها قد أثبتوا
أن الخلودَ تُشيدُه الوقفات
أحياءَ عاشوا بعد ما هُم فُجِّروا
و الحافظون لأمنِنا أموات
واليوم سيهات الحبيبة ضُرِّجت
مِمن تسوء بقلبه النيات
فلتخبرونا بعد كل فجيعةٍ
تسطو على الأرواح ما الغايات
في كل عام للحسين لكم نرى
حقداً تسدد سهمَه المرقاة
فلتعلموا إن الحسين لكل من
رامَ الخروج من الدجى مشكاة
لن تُسكتوا للسبط ذكراً خالداً
مذ قالها في كربلا هيهات
يا لائمينا في ابن بنتِ نبينا
ذكراه فيها للفتى مَرضاةُ
ذكراه فيها للعدالة مَبعثٌ
يرجى به الإنصاف والثارات
لا بد من يومٍ به تهوي على
من قاتلوا سبطَ الهدى الويلات
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
05-02-2024, 12:22 AM
عقد الجمان
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
لك الحمد الكثير فقد أتانا
وليد لابننا في إنديانا
سميُّ المجتبى ولدي أتاه
وليد مثل بدر في سمانا
فلَيلُ الانتظار طواه نور
من المولود مثل الصبح بانا
فوقتُ الابتهاج برزق ربي
بفضل منه يا أحبابُ حانا
وقلب الشوقِ نادانا سعيداً
إلى أفراحه حباً دَعانا
يقول اليوم في مايو بعشرٍ
و خمسٍ بعد ألفينٍ أتانا
من الرزاق مولودٌ جميلٌ
به قد أزهرت نوراً دجانا
فشكراً دائماً لله يسمو
على كل الذي فضلاً حبانا
ويا أحباب مثلي فاشكروه
يحقق بالدعا ربي رجانا
فكم من نعمة أسدَى إلينا
و كم من فضله خيراً أرانا
نجومٌ مزهرات في ليالٍ
بدا من نورها صبحاً مَسانا
وأقمارٌ تدور بكل نورٍ
أرتنا كيف كنا في صِبانا
أعادتْ في بهاها كلَّ شيءٍ
جميلٍ ذكرُه بالأمس كانا
فكان البيتُ مضماراً لمهرٍ
يرى مِن خلفِه يجري حصانا
وإنْ ساءت أمور ليس يقوى
عليها جاء يسأله الأمانا
فيُكسَى بالأمان بكل عطفٍ
فقلب الوالدين عليه لانا
فقلب الأم للأولاد دارٌ
رعتهم مثلما ربي رعانا
وقلب الوالد الحنَّان حصنٌ
يقيهم مثلما ربي وقانا
إليك الله في الأولادِ يرقى
و في الأحفاد يا ربي دُعانا
فكم هشَّ الفؤاد إذا أتوني
بيوم السبت تقدُمُهم فِدانا
ويعقُب صادقٌ أختيه حتى
أراه إليَّ تسبقه رقانا
ويأتي بعدهم فرحاً حسينٌ
على صدري يميل إذا رآنا
يشير إلى رضا ويقول: هيا
ببيت الجد كم يحلو لِقانا
ويأتيهم محمد فوق مُهرٍ
و يطلق يا له منه العنانا
وحورٌ خلفه تمشي الهوينَى
و ترقب ربَّما تجد المكانا
لقد طابت بهم داري جميعاً
و طاب القلب حبا واحتضانا
متى ينضم عبدالله حتى
أراهُ على صدورهمُ جُمانا
يزيدُ الدارَ حسناً مِن بهاءٍ
به يرقى إذا ما شاء شانا
فألبِسْهُم إلهي ثوبَ عز
فلا يلقون في الدنيا هوانا
ومما عندك ارزقهم كثيرا
لهم قد طاب ما مَدُّوا الخِوانا
بحق المصطفى والمرتضى مَن
لهم يا رب أخلَصنا وِلانا
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
05-02-2024, 12:23 AM
صباح الشفاء
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
أقبل اليوم علينا مُشرقا
فيه قد طاب اللقا والملتقى
أسأل الله لمن أحببتُهم
كلَّ ما فيه صلاحٌ وتُقى
كلما غرد طيرٌ مُصبحاً
بين أغصانٍ تسامى وارتقى
كلما فاح أريجٌ طيبٌ
سادَ في الأنفس ثم التصقا
أسأل المولى لكم حفظاً به
لا ترون الدهرَ سوءً وشقا
أسأل الرازقَ خيراً لكمُ
نازلاً كالغيث ماءً غدقا
أسأل الشافيَ أن يرفعَ ما
في سقيمٍ عندكم قد علِقا
كم به مِن علةٍ قد رُفعتْ
عن عليلٍ من لظاها احترقا
كم به نام قريرَ العين مَن
قد قضى الليل بسقمٍ أرَقا
أسأل الراحمَ أن يرحمَ مَن
قد دُعِي قبلكمُ فانطلقا
سمع الله دعائي لكمُ
ما فؤادي قبل ثغري نطقا
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
05-02-2024, 12:26 AM
أصابع الخبث
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
ما صالحٌ يا أخي من يحكم اليمنا
بل فاسدٌ عابثٌ قد أحرق الوطنا
عشرون عاماً تلتها عشرةٌ قَصفتْ
بالذل من ناره الأحياء والمدنا
كم من وعودٍ مضتْ بالخير أوعدَها
لكنه لم يفِ الموعودَ فاحتقنا
أصابع الخبث في الظلماء منه غدتْ
في كل حين تحيك العسفَ والْمِحنا
يستنجد الجار إن قامت ضحيته
كي تدفعَ الظلم والإجحاف والإحنا
كي تطلبَ القوتَ للطاوين أزمنةً
و الماءَ للعاطش العريان والسكنا
والأمنَ والعدلَ والإنصافَ في زمنٍ
الغربُ في الشرق رغم الخوف قد أمِنا
والجارُ لبى إلى الأفاك نجدتَه
قد جاء من بيته بالمعتدين دنا
واستأسدوا لا على الأعداء وَثْبتُهم
واستيأسوا يزرعون الشر والفتنا
ما بين سِجنَين طاروا فوق أجربةٍ
غرثَى لها كل طرفٍ للسماء رنا
تستجلب الرزقَ تدعو فاستجاب لها
بالصد من كان للأرزاق مُحتَجِنا
بالحكم مستأثراً ينهى ويأمر مَنْ
لم يستطع ردَّ من بالخبث قد بَدُنا
يستعذب الماءَ مِن أصفَى منابعِه
و الماءُ للهالك الظمآن قد أجَنا
والضغط قد زاد بالتقتير فانفجرتْ
أكبادُ مَن في الرخا بالعُسر قد عُجنا
فاستصرختْ بعضَها الأكبادُ مُطْلِقةً
صرخاتِ غوثٍ بِها تستنهض البَدنا
حتى لقد قام والأعضاء تدفعه
كي يرفعَ الضيمَ عمَّن فيه قد سُجنا
صنعاء قامتْ وتعزٌ حثها أملٌ
تدعو المكلا وإباًّ إذ رأتْ عَدنا
راياتها حلَّقتْ تعلو لألويةٍ
تستهدفُ النَّيلَ مِمَّن في الدجى كَمَنا
لكنه لم يكن يَخفَى على أحدٍ
فالكل من حوله للأمر قد فَطَنا
قد كان يُصغي لأمرٍ جاءهُ عجِلاً
مِن قائلٍ ضدنا من لم يكن معنا
مِن شاهرٍ سوطَه في كفِّ خادمِه
كي يَجلِدَ الخادمُ الملعونُ أظهرَنا
صبراً فما دام سوطٌ للذين مَضوا
إنْ قلتَ دامتْ سياط الأمس فلتُرِنا
مهلاً فلن تَخضعَ الأبدان مسكنةً
كلا ولن تصمدَ الأغلالُ في يدِنا
قد أسدلَ الليل ستراً فوق يومِكمُ
و الفجر قد لاح نوراً من سنا غدِنا
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
05-02-2024, 12:27 AM
تحية القمر
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
أديري العينَ والنظرا
و حيِّي كل من حضرا
وصلِّ على الذي اكتحلتْ
به الآفاق وانتشرا
به الإيمان يُنقِذُ مَن
بِحبلِ الظلم قد عثرا
إلى أن قام معتدلاً
بوجه الظلم وانتصرا
ولم يركَن لظالمِه
يُجَنِّبُ نفسَه سقرا
وأدَّى الشكرَ معترفاً
و عن غاياته قَصُرا
فزِيدَ بفضل خالقه
فربي زاد من شكرا
أديري العين وابتهجي
و حيِّي مثلنا القمرا
ومَن أنوارُه سطعت
بها وجهُ الدجى استترا
وتلك الأنجم اجتمعت
تدير بحُسنِه النظرا
وتُعمِلُ فِكرَها معه
فطاب لقاؤها فِكَرا
وسارتْ نحو غايتها
تأسسُ للبِنا حَجرا
وتدفعُ نحو ذلك مِن
أطايبِ أهلها بشرا
وترسِمُ مِن تعاونها
تُحفِّزُ غيرَها صورا
تلاحق حسنَها مقلٌ
فقد تركتْ لهُ أثرا
ولم تمسحْه عاصفةٌ
ففي الأفكار قد حُفِرا
يطول بقاؤه زمناً
كنخلٍ يحملُ الثمرا
يقولُ لِمُجتَنيهِ غداً
لقد نال الذي صبرا
أديري العينَ واحترسي
لكي لا تتلفي البصرا
فإن النورَ شِدتَه
أحاطتْ مبتغًى وذُرَى
وهذا النورُ فيض هدًى
على أتباعه انحدرا
كسيلٍ سال منهمراً
على أرواحهم فجرى
فسيري خلفه وصِلِي
أواصرَ مؤمنٍ وعُرى
بحبل الله موصَلَةً
و كُوني مِمَّن اتجرا
مع الرحمان في عملٍ
تجاوزَ غيرَه قدَرا
كهذا البيتِ مَن وقفتْ
لتقضي بالدعا وطرا
به العُبَّادُ خاشعةً
فقلب العابد انكسرا
إلى الرحمان يسأله
من الفضلِ الذي زخرا
إلهي اقبل تَقَرُّبنا
و ما جئنا به زُمَرا
عبدالله جعفر آل ابراهيم
حسن بن عبدالله
05-02-2024, 08:38 AM
ريحانة شمران
كل الشكرآ لك على هذا الجهد والتفاني
والطرح المفيد والمتنوع ايها المميزه
دمتي في احسن حال والله يرعاك
ويبارك فيك
ريحانة شمران
05-03-2024, 09:52 PM
شكرا مديري الفاضل حسن بن عبد الله
جزاك الله خيرا
ولك جل التقدير
ريحانة شمران
05-03-2024, 09:54 PM
روائع الأيات
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
افتح عيونك قلِّبِ الصفحاتِ
كي تستبين روائعَ الآياتِ
مما مضى وتتابعت أيامه
تمتد في حلل الجديد الآتي
قد ألبسته من البهاء مفاخراً
طيبُ الفعالِ وصادقُ النيات
قد قطَّعت عُقدَ الدجى بسواعدٍ
من نورها كي تبلغَ الغايات
لله ترفعُ بيتَه حتى بدا
نجماً تألق في سما سيهات
يرقى إليه المؤمنون بدعوةٍ
لن تستكينَ لمنكَرِ الأصوات
لم تُثنِ عزمَهم الكبيرَ مقالةٌ
قد أطلقتها فوهةُ المِِصوات
يرجو بها إسكاتَ صوتِ فضيلةٍ
تنآى عن الخطراتِ والزلاتِ
ترجو الوصولَ بسعيها حتى ترى
يوم الورودِ منازلَ الجنات
تلك الفضيلة لم تزل ترقَى ولم
تنزِلْ بشانئِها عن المِرقاة
مهما يحاول شانىءٌ إنزالَها
يلقى الجزاءَ بأسفلِ المَهواة
قد كان يحسب أنه ينجو ولم
تنجُ الجُناةُ بشرفة الإفلات
يا أمةً تسعى بنور زعيمها
سِيري مع الأحياء لا الأموات
سِيري على اسم الله واثقةَ الخطى
لا تسمعي للطاعن البهَّات
ولتحملي سُرُجَ الهداية بالضيا
ما أجمل المصباحَ في المشكاة
ولترفعي ذكرَ الإله وأحمدٍ
خيرِ الورى في أقدس الأوقات
والمرتضى الكرارِ من نرجو به
فوزاً بشدةِ آخِرِ الساعات
والبضعةِ الزهراء روحِ محمدٍ
عينِ الإمامة منبعِ الخيرات
والمجتبى البرِّ الذي كُشِفتْ به
للناس سَوءةُ عابدِ اللذات
والسبطِ مصباحِ الهدى مَن حوله
للحق حفَّتْ أعظم الرايات
ولتذكري زينَ العباد مربياً
للمؤمنين وقاضيَ الحاجات
والباقرَ الطودَ الذي خضعت له
دنيا الهضابِ بِجِلسةِ الإسكات
والصادقَ المشهورَ مَن نال الورَى
مِن علمِه بالجهر والإخفات
والكاظمَ المحمودَ بابَ حوائجٍ
في اليسر أو في العسر من حالات
ولتذكري فضلَ الرضا وبهائَه
و الحُسنَ منه بأروعِ الروضات
والجودَ مِن كفِّ الجوادِ فسطِّرِي
للناس ذكراً أشرقَ الصفحات
وابنَ الرضا الهادي اذكريه فضائلاً
إن عزَّ ساعٍ فهو ذو مَسعاةِ
والعسكريَّ فقدميهِ مُقوِّماً
ما اعوجَّ في درب المضل العاتي
واستنهضي الموعودَ يصلحُ فاسداً
مما اعترى الإنسان من آفات
هذا سبيلكِ فاسلكي وادعي له
بالعقل والتبيين والإثبات
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
05-03-2024, 09:55 PM
مجنون العرب
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
ومجنونٌ تنوء به البلاد
وتشكو من حماقته العبادُ
له تجري قناة الخير بحراً
وعَمَّن حوله فيها انسداد
طوى بالحكم أعواماً عجافاً
على شعبٍ له في الفقر زادُ
وفي الشكوى له في كل يوم
حديث مؤلم فيه انتقاد
إلى المجنون مَنْ في كل أمرٍ
له رأيٌ وحكم واجتهاد
فكم رأيٍ سقيمٍ ضمه في
كتابٍ أخضرٍ فيه الفساد
وكم أفتى بفتوًى ليس فيها
لأهل الحق حق أو سداد
فلما كاد يهوي من أمورٍ
أتاها بان منه الارتداد
فلا رأي ولا فتوى ولاما
له قد كان منه الاعتداد
ب لوكربي له حكم قضاه
وبعد الحكم قد سال المداد
على الصفحاتِ والأبواقُ صاحتْ
وبالتحريضِ تم الاحتشاد
فلما ضاق بالصيحات ذرعاً
وفي أعضائه دبَّ ارتعاد
وقَى الألقابَ والكرسيَّ مِمَّن
به ذلاً وسوءً قد أرادوا
فلبَّى سطوةَ الترهيب خوفاً
وللتعويض قد تم اعتماد
فراحوا كلما استجدَى رضاهم
لإبداء الرضا عنه استزادوا
فأجرى النهر إرضاءً إليهم
وحول النهر قد مات السواد
فثارت للسواد اليومَ روحٌ
لها من ماضيِ العهد امتداد
تفوق الصخر إصراراً وعزماً
لها للعدل والحق انقياد
وإخلاصٌ لآباءٍ كرامٍ
صُروحَ الخير للأجيال شادوا
أماتوا الذلَّ والطغيان كي ما
يعيش العز فيهم والرشاد
وروحُ اليومِ بالإيمان ثارتْ
وعنها القلب والأعضاء ذادوا
ترى أبنائها في كل شبرٍ
إلى الأحرار والأبطال قادوا
عليهم هيبةُ المختار تبدو
وفي أيمانِهم لاحتْ زِناد
فوارَوا جثةَ الإذعان أرضاً
وإقدامَ المغاويرِ استعادوا
سيبدو صبحهم من بعد ليلٍ
فما ليلٌ به دام السواد
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
05-03-2024, 09:56 PM
جرح البحرين
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
أرى البحرين قد صارت بحارا
عليها الليل كم يطوي النهارا
نَهار الحق يمشي في سلامٍ
و ذاك الليل واراه انتشارا
ففجرٌ بالضيا ينوي بزوغاً
و لكن الظلام به استدارا
يلف الأنجم الزهر استباقاً
لمأساة تراودها انتظارا
رمتها ليلة الأحقاد رشقاً
سقتها كأسها المر احتضارا
فغطتها الجراح بكل جزءٍ
و سال الدم كالغيث انهمارا
وإشراق الوجوه بدا غروباً
كستها صبغة الأفقِ احمرارا
فحار المسعفون بكلُّ دربٍ
ففي كل الدروب رأوا جدارا
أقامته الكتائب حيث مدت
عن الأيدي التي جاءتْ حصارا
فضاق الوُسعُ عن إدارك أمرٍ
به الآمال قد كانت قِصارا
وزاد الأمرَ سوءً أن عليها
دعا الليل الطويل إليه جارا
فلبى الجار للداعي سريعاً
على الآمال بالأحقاد جارا
وأذكى في قلوبٍ فوق نارٍ
أصابتها من الأرحام نارا
له قلبٌ به البغضاء تغلي
كمن قد جاء كي يقتصَّ ثارا
وظن الخسفَ بالأقمارِ فوزاً
و إطفاءَ الضيا منها انتصارا
فلا يعجلْ فإن النورَ آتٍ
إذا ما البدرُ في الأكوان دارا
وأجلى من ظلام الليلِ جزءً
فجزءً يكشف الليلَ انحسارا
فما أخفت ليالي الدهرِ نوراً
كسا البيداء ثوباً والبحارا
وصوتُ الحق لم يُسكِتْه بوقٌ
أجيرٌ في نداء الحق حارا
فمهما غاب عن أرضٍ تراه
على أخرى يشع لها منارا
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
05-03-2024, 09:56 PM
تقريع
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
تباً لكم يا أيها الأدعياء
يا قبضة العنف ويا أشقياء
فلتخلعوا الإسلام لا تلبسوا
حلة أهل الحق والأتقياء
كم حولكم كانت ولكنكم
لم تستروا العورة يا أغبياء
عورتكم للناس مكشوفة
مهما وضعتم فوقها من رداء
النتن منها شائع ذائع
و الصبح سد أنفه والمساء
كم يستغيث الدهر منكم فقد
أوثق كفيه بحبل الرجاء
يتخذ الليل خليلاً له
يسعفه في الذكر أو في الدعاء
كيما يرى للأمر من فرجة
يفرجها المعبود رب السماء
لو تستطيعون حبستم عن ال
ناس بهذا الكون حتى الهواء
لم يبق ذو روح على الأرض لم
يرفع بشكواه عظيم النداء
مما سلبتم من حقوق له
بالغش والكذب وبالإدعاء
قد حلل الظلم لكم كاذبٌ
يفتي بغير العلم والإهتداء
يقتات ممن لا يرى رأيه
بالجهل والزيف وبالإفتراء
فالحبر من كتب له خطها
قد سال بالبغي بحاراً دماء
والنبرة النجلاء في خطبة
أججها ناراً على من يشاء
يستهدف الفجر بليل بدا
في ظلمة ينفر منها البهاء
في ظلمة تشتد لكنها
لن يكتب الله لها من بقاء
حبل الدجى اخلولق فيها فقد
عم الضيا من خيط شمس الإباء
في كل أفق نوره ساطع
يمتد ما شاء برحب الفضاء
قد قال في امتداده معلناً
قد حان يا ليل لك الإنقضاء
من كل أفق حيث راياته
قد رفرفت تصدر أمر القضاء
قد حان من كل يد أسرفت
في كل أمر لذويه الأداء
قد جاء يوم فيه لا بد أن
يُلقَى الجناة في جحيم الجزاء
يوم به تظهر أسرارهم
من بعد أن يُكشف عنها الغطاء
لا يُستر المخفي عن طالبٍ
مهما تطول فترة الإختفاء
طالت فطال السقم في أمة
لم تعرف الدهر له من شفاء
لكنها اليوم اهتدت فاقتفت
تستلهم البرء من الأولياء
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
05-03-2024, 09:58 PM
علم الضاد
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
إني عرفتك والكرم
يا شيخنا يا مُحترم *
يا من رفعتَ لشعرنا
بالضاد للعَليَا علم
حتى تَجاوز بالأصي
ل بيانُه أعلى القمم
من بعدِ ما عبدت خفا
فيش الظلام لها صنم
مالت إليه بُعيدَ ما
قد هيأتْهُ لها أمم
فاستاء منه الحرف من
نا والكتابة والقلم
واسْطَعْتَ كشفَ طلاسمٍ
بالشعر طوراً والحِكم
طوراً وطوراً بالبيا
ن الجزلِ والعقدُ انتظم
حتى إذا وشَّيتَه
وشياً يزيِّنه وتَم
قلدتَهُ من أشرقتْ
كالبدر في قلب الظُّلَم
يَجري ويبسط نورَه
فالبدر بالنور اتَّسَم
فازداد حسن بَهائها
مِن رأسها حتى القدم
نادت فلبَّاها الذي
قد كان يشكو من صَمَم
لاحت لحاملِ هَمِّه
حتى تَهلَّلَ وابتسم
واستنهضتْ تُحْيِي حرو
فَ الضاد عاليةَ الهمم
من كل دارٍ زانَها
ثوبُ الكرامة والقِيم
حتى أتت وفداً فوف
داً بينها لغةٌ ودم
يجري ونبضُ قلوبِها
نارٌ تَطايرُ من حمم
إذ كل قلب نابَه
غم يقَطِّعهُ وهم
حتى تشاطرت المآ
سي والمقابرَ والرمم
واستنفرت تبني لَها
في كل دارٍ معتصم
في كل بيتِ قصيدةٍ
رأي سديد محترم
في كل قافيةٍ سمَتْ
طودٌ بِهيبته أشم
يبقى على مر الزما
ن لضادنا الغرَّا علم
صانتْه كفُّك عالياً
كالبدرِ تشهده الأمم
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
05-03-2024, 09:59 PM
على ضفة الكوثر
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
وقفتُ على ضفة الكوثرِ
لأعبرَ للجانبِ الآخَرِ
وأكشفَ منه الذي قد بدا
لعينِ بصيرٍ به عابر
فكم جادَ معنًى لما قد جرى
على نبعهِ الفاخرِ الطاهر
وكم قد أبان الذين انبروا
لإطفاءِ نورِ الهدى الظاهر
حشوداً بأسيافِهم قد أتوا
على الثائر المفرد الحائر
فقد قام يدعو لإصلاح ما
تناهى إلى العاهر الفاجر
وبالأهلِ قد سار مستبسلاً
بصبرٍ على قلة الناصر
فلم يرضَ بالذل من عُصبةٍ
تطأطىء للحاكم الجائر
ولم يرضَ بالأمر من حاكمٍ
على نهج أسلافه سائر
فلا يستوي الفحم شأناً ولا
يقابَل بالجوهر النادرِ
فهذا الذي بان من كوثرٍ
لقد فاض من سيله الهادر
بيانٌ عظيمٌ لأهل النهى
أتاهم من الْمِنهل الوافر
فقل لابن ناجي عقيلٍ لقد
أجدتَ بمنظومك الباهر
حسينٌ سيلقاكمُ شافعاً
لدى الحاكم المطلق الغافر
فلا تنسنا يوم نأتي غداً
بسعي المقصر والخاسر
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
05-03-2024, 10:00 PM
ثورة الضمير
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
ثلاثون عقداً بأثقالِها
سُحبتم جميعاً بأغلالِها
وكنتم بما عشتمُ أمةً
تقاسي الحياة بأهوالِها
وحُمِّلتمُ الهون من قائدٍ
يرى الحكمَ شرعاً بإذلالِها
وتحلم بالعيش في راحةٍ
و ينعم فرداً بأموالِها
ويلبس ما شاء من فاخرٍ
و تبرز عُرياً بأسمالِها
ويأكل ما لذ مما اشتهى
و تسغب من سوء أحوالِها
يرى الناس والأرض مُلكاً له
يسوق المطايا بأحمالِها
إلى حيث يرغب من غير ما
تُرَد المطايا لأذيالِها
فلم تستطع ردَّها عنوةً
فقد جُرِّدتْ كفُّ أجيالِها
فثار الضمير بلا رجعةٍ
إلى حين تحقيق آمالِها
فعدتم به أمةً قد رأتْ
صلاحَ الأمور بأبطالِها
فثارتْ بميدان تحريرها
بمن شب منها وأطفالِها
تَفجَّرُ كالسيل من شاهقٍ
يُجرد ساكنَ أدغالِها
فيبدو مَروعاً على صهوةٍ
تنوء الأمور بأمثالِها
فتخبطَ عدواً فإدبارها
عن السيلِ خوفاً كإقبالِها
وترجو النجاة هروباً بِما
تبَقَّى سليماً بأوصالِها
وتأوي إلى ملجإٍ كله
أسود تثور بأشبالِها
فحيِّي الأسود التي قد أتتْ
تترجم قولاً بأفعالِها
تسوق الذئابَ إلى حفرةٍ
تلوذ هناك بآجالِها
وتصنع منها لمن قد يرى
و يبصر ردعاً لأشكالِها
فليس بأيامنا موقع
كريم يليق بأرذالِها
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
05-03-2024, 10:00 PM
قمم
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
يا من تزايد إننا
في الكون أرباب القمم
لاآتنا لمن اعتدى
رغم الهوان نعم نعم
كم قمةٍ رُفِعتْ ولم
تَرفعْ كما كنا الأمم
لكنها قد سبَّبتْ
فيما احتوته لنا الألم
فالارتفاع لِقِمةٍ
يعني هبوطاً للعدم
كنا نُعوِّل أن نرى
مما بِها تفريج هم
حتى أتى اليأس الذي
منه استحقت كل ذم
دامتْ ودام بِها الذي
أدى لهتكٍ للذمم
طالتْ فطال سجودنا
حتى إلى أدنى صنم
فاستولت الأيدي التي
ذم الإله على النعم
واستحوذت حتى إذا
لم يبق منها ملء فم
راحت تبيع بما استبا
حتْ كل أنواع الحمم
واستكملتْ توزيع ما
قد قررته من القسم
والكل جاء لقسمه
منا سريعاً واستلم
للشرق جزء تابع
والغرب قسمته أعم
قد نال منها ما ابتغى
لما أتانا والتهم
جزءً كبيراً كيفما
قد شاء والأمر انحسم
أعلامه انتشرتْ ففي
كل البقاع له علم
قد قال في خفقانه
لا تعترض أو تُتَّهَم
قد جاء في أثوابنا
والأمر كيف أراد تم
والجرح من ميلاده
حتى الكهولة ما التأم
ما زال يجري سائلا
في دفقه شلالَ دم
يجري ويسقي تربة ال
أحرار كي تروى الهمم
كي تستثارَ به من ال
ماضي العزيز لنا رمم
هبوا تقول إلى متى
فالشر بالخير اصطدم
سترَ الخلاف ألا ارفعوا
إن الخلاف قد احتدم
إن الخلافَ قطيعةٌ
ما بين عم وابن عم
إن نِمتمُ في ليله
فالليل عين لم تنم
إن الغوائلَ فوق سا
قِ الليلِ تسري والقدم
فلتحذروا منها فكم
صرحٌ بِمعولها انهدم
كم شاهرٍ سيفاً على
أرض المنازلة انهزم
كم شاهقٍ تَهوي به
للقاعِ أرشية الندم
حسبُ اللبيبِ إشارةٌ
تكفيه عن كل الحِكم
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
05-03-2024, 10:01 PM
دعوة صادقة
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
دعتني بنظرتها البارقة
و حيَّتْ بلهجتها الناطقة
بضاد الأوائل من أمةٍ
فأحيت بها الحقبة السابقة
وراحت تفجر في خاطري
معانيَ دعوتِها الصادقة
فسالت على إثرها أنْهراً
بِها ترتوي نفسي العاشقة
فطار الفؤاد إلى جنة ال
قريض بنبضته الخافقة
يلبي بِها دعوةً قد أتت
من الأكرمين .. من الشارقة
على أجنح الحب يطوي مسا
فة الدرب في سرعة فائقة
فلو سابقتها طيور الدنا
بسرعتها لم تكن لاحقة
فلما دنا حط فوق الربا
ربا الشعر في سوحه الرائقة
وطافتْ له بين أنحائها
بِما قد أتاه خطًى واثقة
فنادته عين البديع التي
تسيل بألفاظها دافقة
ومالتْ تُحيِّيهِ في زينةٍ
تَلألأُ أدواحُها الباسقة
وتُومِي بفخرٍ إلى حلةٍ
على غيرها لم تكن لائقة
تشير فتهوِي نفوس لها
بشوقٍ فحُلتها شائقة
ورغم الجفاف الذي لم يزل
فأشجارها لم تزل وارقة
تمُد الظلال التي تحتها
ستبقى بسحر الهوى غارقة
نفوسٌ تتوق إلى شأوه
فأرواحها بالهوى لاصقة
فكم حلَّقت حيثما حلَّقتْ
رؤاه فصارت بِها سامقة
وعن كل دانٍ نأت وارتقت
رُقِياً إلى أن بدت شاهقة
تَميل مع الريح أغصانُها
فغصن لآخرَ قد عانقه
وغصن تدلى لزواره
و أَوْما بأزهاره العابقة
فطوبى لأرض عليها سرتْ
تُردد نشوانةً غابقة
نفوس وطابتْ لِواحاتِها
و ما قام فيها يدٌ عاذقة
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
05-03-2024, 10:02 PM
فرزنو
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
سألتني عن فرزنو
و قلتَ: إني ليَ ابنُ
سيطلب العلم فيها
فلي بها اليوم شأن
وأنت قد كنتَ فيها
بها لكم طاب رجنُ
فخذ جوابي ففيه
لسائلي اليوم عون
على أمور إذا ما
حفظتها فهي هون
لقد خبرنا فرزنو
شتائها الدهر مزن
وشمس أيام صيف
بها على الأرض فرن
ولم تكن دار أمنٍ
لمن من الشين يدنو
فكل يوم عليها
من الجرائم لون
يسوق من فاعليها
فيفتح الباب سجن
فكل نفس بما قد
أتت من الفعل رهن
وللذي عاش فيها
بوازع فهي أمن
يصونه ثوبُ عز
من التزامٍ وحصنُ
كفاه من كل هم
فليس يأتيه حزن
ففي فرزنو له من
أطايب العيش حسن
فحسبه منه وطر
ففيه يسر ويمن
وصادحات دعاها
من الخمائل غصن
تشاطر الزهر لحناً
له ستشتاق أذن
وحاملات ثماراً
لها سيمتد جفن
روائع الكون فيها
سما عن الفن فن
ألا بها اظفر ففيها
تقر للمرء عينُ
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
05-03-2024, 10:02 PM
شهر شعبان
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
في ليلة النصف من شعبان أعمالُ
إن تأتِها قربة يحسن بك الحال
صلِّ الصلاةَ التي في الكتب قد ذُكرَت
و ادعُ الإله الذي ما شاء فعَّال
واستغفر الله عن ذنبٍ وعن عملٍ
ساءت به في غد للمرء أحوال
وانفق من المال ما ترجو به صلةً
تزدد غداً عند ذي الإنعام أموال
وجدد العهد للمهدي وادعُ له
و اترك من الناس من عن نهجه مالوا
وافرح بذكراه تؤجر يوم لا فرحٌ
للناصبين العدا من بالهوى قالوا
والبس ثياب السرور اليوم مبتهجاً
قد طاب منا على المحبوب إقبال
واتلُ الأحاديث من مدحٍ لمن لهمُ
دون الورى عند رب الناس إجلال
اسأل متى شئت حلَّ المشكلاتِ بهم
هم واحد كلهم للأمر حلاَّلُ
كم نفسوا كربةً حلَّت بصاحبها
حين استجار وكم قوم بهم نالوا
يسراً أتى بعد عسرٍ حلَّ شدتُه
كادت بها تنتهي للقوم آجال
كم فرجوا همَّ من سقف الهموم على
رأس الذي جاءهم قد كاد ينهال
فلنسأل الله بالمحجوب عن نظرٍ
أن يرفع الهم إن الهم قتَّال
ولندْعُه يرفع المحذور من أممٍ
أجلُّ وصفٍ لهم في الناس أنذال
كم ذا يحيكون تحت الليل أشرعةً
في بحر ظلم بها كم طاف جوَّال
كم فرقوا بين أهل الدين شملَهمُ
في كل مصر لهم ربع وتَجوال
في كل أرض أقاموا صرح مظلمةٍ
فيه استجابت لهم بالأمر عمال
خطَّت لهم كتبَ زيف لا صلاح بها
بل كان فيها لأهل الأرض إضلال
قد كذَّب الكذبُ ما قالوه فافتُضحوا
و استسلمت منهمُ للعقل أقوال
يا صاحب الأمر هل للأمر من فرجٍ
قريب يومٍ به تسمو بنا الحال
قم وابسط العدل حكماً كي تعيشَ به
من بعد ظلم طغى للناس آمال
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
05-03-2024, 10:03 PM
وزير الفكر
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
وزير الفكر قد فكر
و بالأفكار قد كبر
وصلى نحو قبلته
و بالأذكار قد ثرثر
وفي أوراق جعبته
بما قد شاء كم سطر
فلا دار ولا بيت
إذا الإنسان ما فكر
سلمتَ وزيرَ أفكارٍ
لحال الناس قد قدَّر
فليس سواك مسؤول
بما نحتاجه أبصر
فمنذ أتيتَ مسؤولاً
بدت آمالنا أكبر
ترعرعُ في رعايتكم
و فجر سباتها أسفر
رجونا أن تمد لنا
بساطاً فاخراً أخضر
ليدعوَ كل شاردةٍ
إليه ذلك المنظر
فتبنيَ فوقه عشاً
جميل الشكل والمظهر
فخاب رجاءنا فيكم
فلون بساطكم أصفر
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
05-03-2024, 10:03 PM
عطر الحياة
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
أنارَ الله قلبك يا منيرُ
بِمَن كف الهدى لهمُ تشيرُ
وتُرفع بالدعاء بكل حينٍ
لمن في درب حُبِّهِمُ يسير
ويحمل في الفؤاد لهم ولاءً
بكل الكون ليس له نظير
فيبقى يومَ حزنِهِمُ حزيناً
و يومَ سرورهمْ فرحاً يطير
بأهل البيتِ أدعو الله حتى
أرى منك البصائرَ تستنير
فتلبسَ من صلاح الأمر ثوباً
إذا ما مال ينتشر العبير
يعطر من حياتك كل جزءٍ
فتبقى من روائحها تثير
يرويك المعينُ وكيف يصدَى
فؤاد فيه ينساب الغدير
ويروي أرضك الجرداء حتى
يواري وجهها الروض النضير
فيدعو روضُك الجذاب عيناً
أكف الناظرين لها تشير
حياتك يا حبيبي من حياتي
و حبي في الفؤاد لها كبير
فصنها واسلُكَنْ لله درباً
طريق السالكين به منير
إلى الجنات يأخذهم سريعاً
و عنهم فيه يبتعد السعير
لهم عند الإله غداً مقامٌ
وخيرٌ بالذي جاؤوا كثير
فقد طابت عواقبُ من أطاعوا
و للعاصين قد ساء المصير
فكن من خير خلق الله تسعدْ
و يأتِك بالذي تَهوى البشير
ولا تنسَ الحياةَ فخذ نصيباً
فأنت بأخذ طيِّبِها جدير
تزوَّد من علومٍ نافعاتٍ
و أنتَ بما قصدتُ هنا بصير
وشيِّدْ هذه الدنيا بناءً
فإن الوقتَ في الدنيا قصير
أراك الله فيها كلَّ يسرٍ
فلا يأتيك في يومٍ عسير
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
05-03-2024, 10:04 PM
اضطراب
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
أمواج الأبحر تضطرب
والفلك الجاري ينقلب
والباطل يضحك منتصراً
والحق بِذل ينتحب
أنصار الغي له اجتمعوا
والرشد لنصرٍ يرتقب
والعدل يحاول مجتهداً
والظلم لنارٍ يحتطب
والأرض تنوء بحالتها
ما يبرد منها ملتهب
قد مُلئتْ جوراً وفساداً
فالأمن عليها مُستلَب
قد ذاقت نفسٌ موتتَها
مراتٍ مِما يُرتكب
قد كلَّتْ كفٌّ باحثةٌ
عن حق منها يُغتصب
لم تُروَ لطاغٍ من كبدٍ
إلا من أحمرَ يُحتلب
لم تبنَ قصور شاهقةٌ
إلا من مالٍ يُنتهب
لم يُرمَ ضلالاً مُؤمِنُنا
إلا مِن كذب يُكتتب
ما كان لرامٍ جرأته
لولم تدفعه لَها الخُطَبُ
من حاملِ جهلٍ راح بِما
قدَّم للظالم يَكتسب
قد كرَّم يوماً ذا إحَنٍ
تغلي في الصدر وتضطرب
يرجو من ذلك منزلةً
من قلب الحاقد تقترب
يسعى في ذلك مجتهداً
والطرَف الآخَر يحتجب
حسبُ الأيامِ شواهدها
كم ضرَّ بشاهدها التعب
كم رُدَّت كف خاسرةً
مِمَّن للحق كم اغتصبوا
كم أُلجِم ثغر كذَّبَه
فيما قد سطَّرهُ الكذب
كم أُلبس ذلاَّ في ملأٍ
قومٌ للعز قد انتسبوا
ما كان بهذا منتظِراً
مَن فَرجَ الخالقِ يرتقب
يدعو ما أصبح أو أمسى
أن تُكشفَ للشمس الحجب
يدعو أن يظهرَ مصلحُها
كي تُخمدَ نارٌ تلتهب
كي تَطْهُرَ أرضٌ نجَّسَها
رجسٌ كالسائلِ ينسكب
كي تسقطَ أصنامٌ عُبدتْ
ظلت في الأنفس تَنتصب
يا فرجَ الله وآيتهِ
يا بدرٌ عنا محتجب
يا شمسٌ نورُ أشعتها
لم تَستُرْ مقلتَه السحب
حانتْ لظهورك ساعته
واشتاق ليومك مرتقب
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
05-03-2024, 10:05 PM
قل للرجال
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
قل للرجال ألا اتركوا
ذكرَ النساء وشأنَهنَّه
تَمَّت حقوقُكمُ ألا اع
طُوا للنساء حقوقَهُنه
أتمَمْنَ ما هو واجبٌ
من غير تكلفةٍ ومِنَّه
حَملوا المتاعبَ والأذى
والصبرَ في حَملِ الأجنه
وتحملوا سهر الليا
لي عِفنَ فيها نومَهُنه
أ أمرنَكم أن تأخذوا
عنهنَّ يوماً دورَهُنه؟
حَملٌ وإرضاعٌ وما
قاستْ به أجسادُهنه
نِمتُم وحنت للكرى
وسط الدجى أجفانُهنَّه
أنتجنَ للأجيال طا
قاتِ الحياة بِما عمِلنَه
أرسلنَ في كل اتجا
هٍ نافعٍ أولادهنه
حتى لقد صاروا بِما
نالوه من خير مَظِنة
فلتقرؤوا التاريخ حت
ى تعرفوا أيامهنه
كم خُضنَ معترك الحيا
ةِ بغير سيفٍ أو أسنة
كم للنساء مواقفٌ
لا تستقيم بغيرهنه
من قال أمر سياسة ال
إنسان لا يسمو بِهِنَّه
كم من رجالٍ ساسةٍ
قد ألقحوا في الناس فتنة
واستأنسوا يتفرجو
ن عليهمُ في أسرِ محنة
هل للرجال على النسا
فضلٌ إذا ضربوا الأكنَّة
حول الحقوق وما به
كمْ يصلح الإنسان شأنَه
كلا فَساسةُ يومنا
في صفحة التاريخ لعنة
إن الرجال متى هُمُ
صانوا النساء وأمرَهنه
قُمنَ النساءُ بخير ما
يأتين في أدوارِهِنه
عبدالله جعفر آل ابراهيم
ريحانة شمران
05-03-2024, 10:06 PM
وردتي
https://poetsgate.com/img/divider_1.png
أنت لي وردةٌ وكل الورود
لا تدانيك روعةً في الوجود
عطرك الفائح الزكي انتشاراً
لا يوازيه عطر مسكٍ وعود
كم نشرتِ العبير في كل جزءٍ
من حياتي فما له من حدود
أربعٌ بعدها ثلاثون مرَّت
والسنا منك لم يزل في صعود
كلما حاول الدجى سترَ نورٍ
يختفي الليل من سناك الشديد
أنت لو لاكِ ما انتهى ليلُ عمري
أنت لو لاك لم أزل في القيود
أنت أطلقتني ولما تزالي
تَمنحيني بكل حب جديد
أنت أبياتيَ التي قلت شعراً
أنت مِما أقول أحلى نشيد
أنت ديوانيَ الذي فيه ِصيغَت
من معاني الحياةِ روحُ القصيد
قد نظمتُ القصيد بيتاً فبيتاً
فاستوى عقده كطلعٍ نضيد
ثم ألبسته احتفاءً وحباً
مَن له تستحق أكرمَ جيد
لا تليق القلائد الزهرُ إلا
حول جيدٍ لذات قلبٍ ودود
عبدالله جعفر آل ابراهيم
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025, vBulletin Solutions, Inc Trans by mbcbaba
diamond