المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ديوان قصائد لشعراء المملكة العربية السعودية (متجدد)☘️☘️


الصفحات : 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 [14] 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70

ريحانة شمران
06-19-2024, 01:31 PM
» محمد حسن فقي » إلى الحاضرة .. الغائبة

يا هذه أَوَّاهِ لو تَعْلمينْ..
ما كُنْتِ روَّعْتِ الحبيبَ الحَميمْ..
بطَعْنةٍ أَدْمَتْ حَشاهُ الكليمْ..
فعادَ ما بَيْن الورى كالرَّميمْ..
عاد كَشِلْوٍ تَتَّقٍيهِ العُيونْ؟!
كان هواهُ صادقاً يَكْتَوى..
بنارِهِ ظمآنَ ما يَرْتَوى..
لكَّنَّهُ ما يَلْتَوى..
عَنْكِ . ولو أَسْلَمْتِهِ لِلْمَنُونْ؟!
***
يا هذه أَوَّاه لو تَذْكُرِين..
تذكَّري الحُبَّ الذي وَثقَّا..
ما بَيْن قَلْبَيْنا.. وما أَطْلقا..
كان كروْضٍ أَوْرَقا
كُنْتِ فيه . وأَنا أَحْلى الغُصُونْ؟!
***
الرَّوضُ هذا قد غدا بَلْقَعا..
لاقى به بُلْبُلُه المَصْرَعا..
وآنَ لِلبُومَةِ أَنْ تَنْعَقا..
به. فقد صَوَّحَ فيه الفُتُونْ؟!
***
يا هذه أَوّاهِ لو تَسْمَعِينْ..
منِّي. فإني كنْتُ جَمَّ الهوى..
لا أَشْتكي مِنك لهيبَ الجوى..
ولم يَرُعْني مِنْكِ مُرُّ النَّوى
وكنْتُ أَلقى مِنْكِ قَلْباً حَنُونْ؟!
***
وكنْتِ تُدْنِيني . وتُقْصي العُجُولْ..
كنْتُ أَنا الصَّرْحُ. وكانوا الطُّلُولْ..
كأَنَّكِ السَّكْرى . وانِّي الشَّمُولْ..
فأّيْنَ راحت كُلُّ هذي الشُّجُونْ؟!
***
يا هذه أَوّاهِ لو تَشْعُرينْ..
بذلك الدَّرْكِ الدُّجيِّ السَّحِيقْ..
ما فيه إلاَّ مُدْمِنٌ ما يَفَيقْ..
أَغْرَقَهُ اليَمَّ. وعاف الغَرِيقْ..
ورُبَّما اغْتالَ الشًّعورَ الجُنُونْ.؟!
***
لم تَشْعُري . فالزَّهْوُ يَطوِي النَّهى..
حتى تَرى الدَّرْكَ يَفُوقُ السُّهى..
فَتَتَردَّي. ساءَ مِنْ مُنْتَهى..
هذا الذي خَيَّبَ مِنْكِ الظُّنُونْ؟!
***
يا هذه .أَوَّاهِ لو تَدْرُسينْ..
لَكُنْتُ أَوْعى أن يَسُوءَ المصِيرْ..
وكنتِ أَخْرى بالنَّدى والعَبِيرْ..
من الضَّنى الرَّامِي بهذا الحَفيرْ..
ومن صَدىً عالٍ. بغيث هَتُونْ؟!
***
ما أنا بالشَّامِتِ أو بالحَقُودْ..
كَلاَّ فإِنِّي مُشْفِقٌ. فاللُّحودْ..
تُحْزِنُني . تَسْلِبُ مِنَّي الرُّقُودْ..
على التي شَاهَتْ بِهذي الغُضُونُ؟!

ريحانة شمران
06-19-2024, 01:31 PM
» محمد حسن فقي » مشاوير

عدد الابيات : 40 طباعة
أَجَلْ. أنا لَيْلايَ من عاشَرَ البَلوى
سِنيناً. ولم يُبْدِ الدُّموعَ ولا الشَّكْوى!
أَجَلْ أنا هذا المُسْتَوي بِضَمِيِرِهِ...
بِذَرْوةِ صَبْرٍ لا يَضِيقُ بها المَثْوى!
أَجَلْ أنا هذا فاذْكري ذلكَ الذي
رآك فلم يَمِلِكْ هُداهُ ولا التَّقْوى!
وكْنْتِ له نَبْضَ الحياة ورَاحَها
ورَيْحانِها . والمَجْدُ والشِّعْرُ والنَّجْوى!
وكانت زِياراتُ. وكانتْ مَواثِقٌ
تَعَهَّدْتِ فيها أَنَّكِ السَّعْدُ والرَّضوى!
وضَحَّيْتِ من أَجْلى بِشَتَّى أًَواصرٍ
وآثَرْتِ عَنْها كلَّها ذلكَ المأْوى!
نعِمْنا به حِيناً من الدَّهْر حالياً
نَعِيشُ به كالطَّيْرِ يَسْتَعْذِبُ الجَوَّا!
يداعِبُنا شَجْوٌ فَيَطوٍي جَوانِحاً
عليه. ونَأْبى أَنْ تُخامِرَه السَّلوى!
وما كانَ أَحْلاهُ هَوًى وطَراوَةً
فَكُنَّا به النَّشْوانَ يَثْمَلُ والنَّشوى!
تقَمَّصَ رُوحَيْنا فكُنَّا كَتوْأَمٍ
يَراه الورى فَرْداً .. فما أكْرَمَ الشّجوا!
فكيف هَوى النَّجْمُ الوَضيءُ إلى الثَّرى؟!
وكيف غَدا العِملاقُ يا حُلْوتي شِلْوا؟!
قدِرْتِ على هذا المُحال فَرُعْتِني
بِهَوْلِ فِراقٍ كان أَنْكى من البّلْوى!
فجِعْتُ به كالرُّزْءِ يَحْطِمُ.. كالرَّدى
يُمِيتُ. فلم أَمْلِكْ سُلُوّاً. ولم أَقْوى!
فللَّه أَمْسٌ كانَ حُبّاً مُدَلَّلاً
يُناغِي . فَيُغْرِيني بأنْ آكُلَ الحَلْوى!
ولله يَوْمٌ دامسٌ مُفْزعٌ الحَشا
رُؤاهُ .. غدا اللَّيْثٌ الهَصُورُ به نِضْوا!
وكانَ له الصِّنْوَ الحَبِيبَ فخانَهُ
وعَذَّبَهُ.. ما كانَ أَشْأَمَهُ صِنْوا!
وأوْرَدَهُ المِلْحً الأُجاج تَجَنِّياً
وقد كانَ يَسْقِيه النَّمِيرَ الذي أَرْوى!
تمَنَّيْتُ أَنَّ الحُبَّ لم يَكُ جَذْوةً
بِصَدْري. فقد أَوْدى بِصَبْري . وقد أَلْوى !
وأنِّي رأّيتُ النَّخْلَ تُغْرِي ثِمارُهُ
بِقَطْفٍ . فَلَمْ أَقْطِفْ به أبَداً قِنوا!
لقد كادَني حتى كَرِهتُ رِحابَهُ
ولُمْتُ بِما قد ذُقْتُهُ كُلَّ مَن يَهْوى !
فَمَن كان مَزْهُوّاً بِحُبِّ فَقُلْ له
تَمَهَّلْ. فما أحْراكَ أَنْ تَتَركَ الزَّهْوا!
فقد سَوْفَ تَلْقى في غِدٍ منه شِقْوَةً
فَتَعْرِفَهُ جِدّاً . وتَعْرِفَهُ لَغْوا!
لقد كنت أمشي في مغانيه ناعماً
إلى أن غَدا مَشْيي البَطِيءُ بع عَدْوا!
نَجَوْتُ بِجِلْدي مِن مآسِيهِ زاهداً
بِنُعْمى غَدورٍ لا أرى بَعْدها الصَّفْوا!
ولم أَجِدِ الحُسْنى به غَيْرَ فَتْرةٍ
تَولَّتْ. فما أوْهى جَداهُ. وما أغْوى!
فلا تَلْتَمِسْ جَدْواهُ إنَّي اخْتَبَرتُهُ
طَويلاً. فلم أَلْقَ السَّلامَ ولا الجَدوى!
ففي القَلَمِ الشَّادي . وفي الكُتْبِ مُتْعَةٌ
تمُنَّ ولا تُشْقِي لمن يَطْلُبُ اللَّذْوى!
رَضِيتُ بها عن عالَمِ الحُسْنِ والهوى
فألْهَمْنَني فَوْزي . واكْسَبْنَنِي الدَّعْوى!
وأغْنَيْنَني عن حُبِّ هِنْدٍ وزَيْنَبٍ
وعن حُبِّ لَيْلى المُسْتَطيلَةِ أوْ فَدْوى!
فما عُدْوتُ أَحْبُو كَي أَفُوزَ بِصَبْوَتي
لدى الغِيدِ. إنَّ الحُرَّ يَسْتَنْكِفُ الحَبْوا!
أسالِكَةً قَصْدَ السَّبِيل بِناشِدٍ
هُداهُ.. لقد عَلَّمْتِني اللَّحْنَ والشَّدْوا!
وعَلَّمْتني أَنْ أَتْرُكَ الهَجْرَ كُلَّما..
دُعِيتُ إلى قَوْلٍ. وأَنْ أتْركَ اللَّغوا!
فَلِلْمَجْدِ دُنْياه وقُصْواهُ. والمُنَى
أَقَلَّ بِدُنْياهُ.. وأَكْثَرُ بالقُصْوى!
وما أَجْدَبَ الفَتْوى على كُلِّ قاِعِدٍ
وأمَّا على السَّارِي. فما أَخْصَبَ الفَتْوى!
تبارَكَ من سَوَّى. تَبارَكَ من رَعى
فَأَغْنى الذي ما كانَ يَمْتِلِكُ الشَّرْوى!
لقد كانَ بَحْري هائِجاً فَركِبْتُهُ
بِعَزْمٍ. فأمْسى البَحرُ مِن بَعْدِهِ رَهْوا!
فما عُدْتُ أَطغى إنْ قَدِرْتُ وسَّولتْ
لِيَ النَّفْسُ طُغْياناً. فما أشَأَمَ الطَّغْوى!
فقد يُوُبِقُ السَّطْوُ الظَّلومُ على امْرِىء
ضَعِيفٍ فَيُرْدِيهِ إن اسْتَمْرأَ السَّطْوا!
بَرِئْتُ فما أُعْدِي امْرَءاً مُتَخوَّفاً
ولا أنا ذو قَلْبٍ خَؤُوفٍ من العَدْوى!
فَما كانَ من فَضْلٍ فَلِلَّه وحْدَه
تَمَجَّدَ واسْتَعْلى .. والتمس العفوا!

ريحانة شمران
06-19-2024, 01:32 PM
» محمد حسن فقي » اصطبار .. وانتحار !!


ماذا حلا لكِ بَعدي
بعد القِلا والتَّصدِّي؟!
أمَّا أنا فِحَلاِ لي
أَنِّي حَظِيتُ بِجُنْدِ!
من المِلاحِ شَذِيٌّ
أَعِيشُ منه بِرَغْدِ!
وحيدةٌ أنْتِ.. شِلْوٌ
من بعد عِزَّ ومَجْدِ!
لا يَشْتَهِيها فَيَصْبو
إلى القَذى غَيْرُ وَغْدِ
قد كنْتِ نَجْماً وَضِيئاً
لِكُلِّ غَوْرٍ ونَجْدِ!
حَسَدْنَكِ الغِيدُ وَجْداً
كَمِثْلِ حَدَِّ الفِرِنْدِ!
وقُلْنَ لْيسَتْ بِنِدَّ
فأنْت أعْظَمُ ندِّ!
ونحن نَجْزِيكَ وُدّاً
إذا أَرَدْت بِوُِدِّ !
بل سوف نَجْزِيكَ وَصْلاً
وقد جُزِيتَ بِصَدِّ!
نَحْن الحِسانُ اللَّواتي
في الرَّوْضِ أَنْضَرُ وَرْدِ!
وقد شُغِفْنا بِشِعْرٍ
يشفي الصُّدورَ ويُسدي!
كأَنَّه شَدْوُ طَيْرٍ
كأنَّه طَعْم شَهْدِ!
وقد يكونُ نَذِيراً
كَمِثْلِ بَرْقٍ ورَعْدِ!
خُذْ قِمَّةَ الحُسْنِ واتْرُكِ
ما كانَ منه كلَحْدِ!
المُلْهِماتُ كَسَوْنَ
القَريضَ أَجْمَل بُرْدِ!
وقد كَساهُنَّ بُرْداً
فَرُحْنَ منه بِخُلْدِ!
فاصْدَحْ بِشِعْرِكَ فينا
يا شاعراً مِن مَعَدِّ..!
فإنه لِسُمُوَّ
يَقُودُ .. لا لِتَردِّي!
والشاعِرُ الحُرُّ يأْبَى
إلاَّ قَبُولَ التَّحَدِّي!
وقد تَحَدَّتْكَ يوماً
فَجاوزَتْ كُلِّ قَصْدِ!
فأَلْقِها في حفير
فإِنَّه خَيْرُ حَدِّ...!
ما مَنْ يَتِيهُ بِمَجْدٍ
كمن يَتِيه بِنَهْدِ!
وقد سَمِعْنا حَدِيثاً
يُشْقي النُّفُوسَ ويُرْدى!
يَقُولُ كانت غزالاً
فأَصْبَحَتْ مِثْلَ قِرْدِ!
فلا اسْتَقامَتْ بِهَزْلٍ
ولا استقامَتْ بِجِدِّ!
فَصَدَّ عنها هُواةً..
من كُلِّ حُرِّ وَعَبْدِ!
قالت لهم ما اعْتَراكُمْ
مِن بَعْد حُبِّ وَوَجْدِ!
كُنْتُمْ لدَيَّ جُنوداً
يَخْشَوْنَ صَدِّى وبُعْدي!
صَرْعى هَوايَ جُثِيّاً
ما تَسْتَطيلون عِنْدي!
تَرَكْتُموني ورُحْتُمْ
عَنِّي. فأصْبَحْتُ وَحْدي!
كُنْتُمْ خِرافاَ ضِعافاً
فكيف عُدْتُمْ كأُسْدِ؟!
قالوا لها. قد وُقِينا
من شَرِّ ذاك التَّعَدِّي!
من شَرِّ حُسْنِ هَصُورٍ
ما إنْ له مِن مَرَدِّ!
عِشْنا نُفَدِّيه دَهْراً
وما نَراهُ يُفَدَِّي!
وقد بُلِنا بِنَحْسِ
وما بُلِينا بِسَعْدِ..!
قالت خَسِئْتُمْ فأنْتُمْ
بُغاةُ مَكْرٍ وكَيْدِ!
وسال دَمْعٌ غَزيرٌ
منها على كُلِّ خَدِّ!
قالَتْ تَمَنَّيْتُ أنِّي
قد لُذْتُ يَوْماً برُشْدي!
فلم أَرُعْهُ بِصَدٍّ
ولم أرُعْه بِحَصْدِ!
قد كان سَدّاً مَنِيعاً
وقد عَبَثْتُ بِسَدِّي!
وكان وعْداً جَميلاً
فما وَفَيْتُ لِوَعْدي!
هذي حكايةُ سَيْفِ
لم يَسْتَقِرَّ بِغِمْدِ!
فَغِمْدُه كان هَشّماً
ولم يكُنْ بالأَشَدِّ!
والسَّيْفُ كانَ رَهِيفاً
يَسْطُو بكفِّ وزِنْدِ!
وما يَقُومُ وِفاقٌ
ما بَيْن ضَعْفٍ وأَيْدِ!
ولم أكُنْ بِغَوَيِّ
أوْ كُنْتُ أَزْهو بِجدِّي!
بل كنْتُ أزْهو بِرُشْدي
وشيمتي. وبرفْدي!
ولم أُضِلِّ فأُشْقِي
لكِن أُعِينُ وأَهدي!
يا غادتي. لن تُراعِي
مِنِّي بِكَيْدٍ وحِقْدِ!
لن تَسْمَعي غَيْرَ شُكْرٍ
على الصُّدودِ وحَمْدِ!
فَلِي لِسانٌ عَفِيفٌ
فيما يُعِيدُ ويُبْدي!
ولي يَراعٌ طَهْورٌ..
سَما بِجَزْرٍ ومَدِّ!
لم يَسْط يَوماً بِسَهْوٍ
أَوْ يَسْطُ يَوْماً بِعَمْدِ!
فَعُنْصُري مِن عَبِيرٍ
زاكٍ بِعُودٍ ونَدِّ..!
قد كانَ وِرْدي فُراتاً
عَذْباً.فَطِبْتُ بِوِرْدي!

ريحانة شمران
06-19-2024, 01:32 PM
» محمد حسن فقي » هذا أنا .. وهذه أنت !

كم تعذَّبْتُ في الحياةِ .. وكم
صِرْتُ رسيفاً ما بين شتَّى القُيودِ
وتعَذَّبْتُ بالرَّفاء. وبالشَّدَةِ
فالوصْلُ كان مِثْلَ الصُّدودِ!
يالَ هذي النَّفْسِ العجيبةِ
مما كانتْ سوى شَوْكةٍ بِدُنيا الوُرُودِ!
يَجْتَوِيها المُرفَّهون بلا ذَنْبٍ
كَخَصْمٍ من الأُباة لدُودِ
الورى كلُّهمْ سوى النَّزْرِ لاقوا
مثلها في قيودهم والسُّدودِ
رَبَطَتْنيِ بهم أواصِرُ شَتَّى
من شقاء مُسَلَّطِ.. وكُنُودِ
عَرَفوا أنَّهم. وإنْ بَذلوا الجُهْدَ
وما بعد جُهْدِهم من جُهودِ!
فَسَيَلْقَوْنَ من نَكيرٍ . ومن
سُخْطٍ عليهم مُدَلَّلٍ الجُحودِ!
فاستكانوا كما اسْتكنْتُ إلى
العُزْلةِ . خوفاً من اعْتِسافِ الحَقُودِ!
***
وتطلَّعتُ للسَّماء. وقد ضاقت
بيَ الأرض مثل ضيق اللَّحودِ!
واسْتضاقَ المدىَ الرَّحِيبُ
فأَحْسَسْتُ كأّني مُسَمَّرٌ الحُدُودِ!
في الدُّجى الحالِكِ الرَّهيبِ
تَنَوَّرْتُ شُعاعاً لِطَرْفِيَ المكْدُودِ!
فرأَيْتُ الُّعُودَ بعد نُحوسٍ
عايَشَتْني دَهراَ وأَصْلَتْ جُلُودي!
صِحْتُ في نشوة تباركت ربي
حين أكرمتني بهذا الصُّعودِ!
حين أكْرَمَتْني وقد عِشْتُ أَهْوِي
لِحضيضٍ داج بهذا السُّعودِ!
وتَبَدَّي رهْط قَليلٌ من الخَلْقِ
وما كان بَيْنَهم من حَسُودِ!
فَكأَنَّي بهم شُهُودٌ.. وما
أَسْعَدَ نَفْسي بهؤُلاءِ الشُهود!
شِمْتُ منهم نَدى الوِدادِ فأشجاني
فما شِمْتُ قَبْلَهم من وَدُودٍ!
ما أحَيْلى الوُجُودَ في هذه الدُّنْيا
إذا كان مِثْلَ هذا الوُجودِ!
وَيْكَأَنَّ الفِرْدَوْسَ عاد لعَيْنَيَّ وروحي فَلُذْتُ بالمَفْقُودِ!
وكأَنَّي وُلِدتُ أُخرى بُدُنْيا
غَيْر تشلكَ الدنيا. وذاكَ الكُنُودِ!
صِرْتُ في الذُّرْوَةِ العَليَّةِ
من بَعْد مُقامي بِظُلْمَةِ الأُخدُودِ!
***
يا رِفاقي . ما أَكْرَمَ العَيْشَ
إنْ كان طَمُوحاً يَرْنُو لِمَجْدِ الخُلُودِ!
والكِفاحُ المَرِيرُ أَجْدَرُ بالمَرءِ
وأَولى من الوَنى والرُّقُودِ!
واللُّغوبُ المُضني أجَلُّ من الراحةِ
عُقْبى تَحُطُّ فوق النُّجودِ
ردَّني الغابرُ السَّحيقُ إلى الرُّشْدِ
فَلَم أَخْشىَ من دَوَّي الرُّعُودِ!
واسْتَبانَتْ لِيَ الدروب. فَهذي.. بوَعيدِ. ولهذهِ بِوُعُودِ!
فَسَلَكْتُ المُخِيفِ منها. وما خَفْتُ
فَلَيْس المَسِيرُ مَثلَ القُعُودِ!
ولقد تُثْقِلُ الحُظُوظُ الموازينَ
فَيَغْدُو المُحِسُّ كالجُلْمودِ!
كم قرودٍ ساءَتْ أُسُوداَ فعَزَّتْ
وغَدَتْ سادَةً لِشُمَّ الأُسودِ!
***
إيهِ يا فِتْنَتي . ويا رَبَّةَ الطُّهرِ
أَطِلَّي بكل مَعْنًى شَرُودِ!
أَلْهِميني بما يَرُوعُ من الشَّعْرِ
لأِشْدُو بِفاتِناتِ القُدُودِ!
بِعُيُونٍ تذيبنا .. وثُغُورٍ
وخُصُورٍ ضَوامِرِ ونُهُودِ..!
أنا أَهْوى الأُمْلُودَ منها. فمَرْحى
بِعُيونٍ تهِيمُ بالأُمْلُودِ!
ولأَنْتِ السَّنامُ منها.. وما
تَمَّ سنامٌ سِواكِ بالمَشْهُودِ!
إِكْتَسي بالُبرُودِ. أو فاخْلَعيها
باحْتِشامٍ. فَأنْتِ مَجْدُ البُرُودِ!
***
أًَنْتِ . يا أًَنْتِ من أَجِلُّ وأَهْوى
وسواءٌ أَنْ تَبْخَلي أَو تَجُودي!

ريحانة شمران
06-19-2024, 01:33 PM
» محمد حسن فقي » أطوار .. وأطوار

وأَصْغَيْتُ لِلَّريح المَدَ مْدِم في الدُّجى
وقد نامَت الدَّنيا سوى مَعْشَرٍ مِثْلي
فأسْمَعَني هَمْساً يكادُ رَسِيسُهُ
يَكُونُ سكُوناً لا يُبِينُ ولا يُمْلى!
ولكنَّه يَخْتارُ من صَفْوَةِ الوَرى
قليلاً .. قليلاً من أُولي الحَمْدِ والفَضْلِ!
ويُفْضي بِسرِّ من أُلُوفٍ تَحَجَّبَتْ
عن الخَلْق ما بَيْن الغياهِبِ تَسْتَعْلي!
وقد رِاعَني السَّرُّ الذي خِلْتُ أَنَّني
تكشَّفْتهُ بالرَّغْم من شِدَّةِ الجَهْلِ!
وأَنْذَرني أَنْ لا أَبُوحَ بِبَعْضِهِ
وإلاَّ دَهاني بالعمى . ودَها أَهْلي!
فما يَصْطَفي الغَيْبُ المُنِيفُ لِسرِّه
سوى كلَّ ذي قَلْبٍ سليم. وذي عَقْلِ!
وهل أنا هذا؟! إنَّني كنْتُ حائِراً
أَأَنَّي على طَوْدٍ.. أَو أنِّي على سهلِ؟!
أَأَنَّي طَوْدٌ شامِخٌ في فَدافِدٍ
وإلاَّ حَضِيضُ يَسْتَقرُّ به رَحْلي؟!
فأيْقَنْتُ أنَّ سادِرٌ في عمايَةٍ..
وأنِّي من الأّهْواءِ أَرْسُفُ في غُلَّ؟!
وأَّنيَ لو طَهَّرْتُ رُوحي مِن القذى
لأخْرَجْتُها للْجِدَّ من جَنَفِ الهزْلِ!
فحاوَلْتُ ما أَدْري أَأَسْتَنْفِرُ الهُدى
فأَفْلِحُ؟! أم أهْوِي إلى دَرَكِ الوَحْلِ!؟
وأصْغَيْتُ لِلصَّوْتِ المُدَمْدِم ثانِياً
لَعَلَّي أرى المُشْتارَ من عَسَلِ النَّحْلِ!
فأَلْفَيْتُ أَّني تارةً فَوقَ قِمَّةٍ
وأخْرى بوادٍ مُجْدِبٍ. مُخْصِبِ الرَّمْلَ!
وأَوْمضَ نُورٌ من دُجُنَّةِ مُقْلَي
إلى الطُّهِرِ يَدْعُو هامِساً . وإلى الغُسْلْ!
فما يرْتَضي للنَّجْم قَلْبٌ مُدَنَّسٌ
وفِكْرٌ قَميءٌ يَخْلِطُ العِلْمَ بالجَهْلِ!
وخِفْتُ فقد أَهْوِي إلى الأَرضِ من عَلٍ وقد أسْتوي فَوْق السَّحابِ وأسْتَجْلي!
تَراوحَ قَلْبي بَيْن خَوْفٍ وغِبْطَةٍ
وفاءَ إلى النُّورِ المُرَفْرِفِ من حَوْلي!
عسانِي أرى فِكْري وحِسَّي كِلْيهما
قَريَبيْنِ من فَرْضٍ وضِيءٍ ومن نَفْلِ!
فقد عِشْتُ في الحَضِيضِ مُضَلَّلاً
فَخِفْتُ العَمى يُشْقِي وَيُنْقِضُ من غَزْلي!
وقد كنْتُ أعدو راكضاً ثم راعني
من الشيب ضَعْفٌ سِرتُ فيه على مَهْلِ!
ونادَيْتُ رَبَّي في الدُّجى يُوسِعُ الخُطا
إلَيَّ. فمالي من أَبي العُذْرَ أَوْ نَجْلي!
كَلا اثْنَيْهِما يُؤْذِيه دَركي فَيَنْثَنِي
عَليَّ بِحُبٍّ ضارعٍ شِيبَ بالعَذْلِ!
يقولان لي أخطأت. ياليت أنَّني
سَمٍعْتُ لما قالاهُ فانعَطَفَتْ رِجْلي!
***
تمَنَّيْتُ أَنَّي ما خُلِقْتُ فَرَدَّني
إلى أَمَلي في الله .. ما رَدَّ مَن قَبْلي..!
نَدائي له سُبْحانَه رَغْم شِقْوتي
حَماني من السَّجن الرَّهِيبِ. ومِن غُلَّي!
وها أنا لا أَرْجُو بدُنْيايَ غَيْرَ ما
يُكَرِّمني من قَوْلِ خَيْرٍ. ومن فِعْلِ!
إذا سِرْتُ في أَرْضِ القداساتِ طَهَّرَتْ
يدِي جَسَدي حتى تُطَهَّرَ من نَعْلي!
زَهِدْتُ فما أَبْغِي الحُطامَ ولا العُلا
ولا المَنْصِبَ السامي يقود إلى العَزلِ!
وسِرْتُ بِدَرْبٍ لا حِب ما يُخِيفُني
به أَسَدٌ ضارٍ يَتُوقُ إلى القَتْلِ!
ولا الدَّجْنُ أخْشى أَنْ أَضِلَّ بِليْلِهِ
سبيلي . وأخشى أن يجِفَّ به نَخْلي!
***
تَمَجَّدْتَ رَبَّي كم أَنَلْتَ من النَّدى
بسُؤْلٍ مُلِحَّ ضارع . أَوْ بِلا سُؤْلِ!
فأنْتِ هو السٍّرَّاءُ والجُودُ والغِنى
لمنا . رَغْم أنَّا دارِجون على البُخْلِ!
فما البَذْلُ إلاّ مِنْكَ يَشْفي جِراحَنا
وإلاَّ فما يَشْفي سِواهُ من البَذلِ!
أنِلْني الرِّضا. إنَّي إليه لَتائِقُ
وقد عشت أَشقى بالفِعالِ وبالقَوْلِ!
سألْقاكِ في الأُخْرى فَأَسْجُدُ ضارعاً
إلَيْكَ . فَهِبْنِيهِ لأَنْجُو مِن العَدْلِ!

ريحانة شمران
06-19-2024, 01:33 PM
» محمد حسن فقي » الوحي .. والجمال الطهور

لا تَلومي على هوايَ. فقد كنتُ
طَهُوراً. وأنْتِ مِثْلي طَهورُ
ولقد لُمْتُهُ فَعاصى ولم يُضْعِ
إلى اللَّوم .وازْدهاهُ الغُرورُ!
فَدعِيه يَحُمْ حَواليْكِ يا بَدْرُ
وهيهَاتَ أَن تنُيلَ البُدورُ!
قُلتُ يا قَلْب ما أراكَ بصاحٍ
فاسْتَفِقْ فاللَّسانُ عنها حَصُورٌ!
فهي حُورِيةٌ إذا ملا تَبَدَّتْ
بانَ منها نُورٌ وفاحتَ عُطورٌ!
أَتُرَاها من عالَمِ الخُلْدِ جاءَتْنا
فَتَشْفِي قُلوَبنا .. وتَحُورُ؟!
كلُّ ما نَجْتِلَيهِ منها من الحُسْنِ
أساطِيرُ تَسْتَبى وتُثِيرُ!
فتْنَةٌ صاغها الله لِلْعَيْنِ.
ولِلْقَلْبِ. أَيْنَ مِنها النَّظِيرُ!
ظَلَّ منها فِكْري الشَّغوفُ
يُناجِيها بإلهامِها. وظَلَّ الشُّعُورُ!
يالَ هذا الإِلْهام ظَلَّ فُتُوحاَ
لِلْقوافي كأنَّهُنَّ طُيورُ!
سابِحاتٍ في الجَوَّ تَشْدو بألْحانٍ
عذاب تَذُوبُ منها الصُّدورُ!
فهي حِيناً بَلابِلٌ شَجْوٍ
عَبْقَرِيَّ الصَّدى . وحِيناً صُقُورُ!
هذِهِ. هذِهِ التي تَصْقُلُ الرُّوحَ
فَيَعْلو مُحَلّقاً لا يَغُورُ!
نَفَثَتْ فِيَّ ما أَصُوغُ من الشَّعرِ
لُباباً.. تَنُوحُ منه القُشُورُ!
فَسُطورٌ منه تُعادِلُ أسفاراً
ثِقالاً.. وتَقْتفَيها سُطُورُ!
وإذا الحُسْنِ كانَ فِينا كهذا
كان شِمْساً تُنِيلُنا وتُنِيرُ!
راعَني ما أَراه منها وأَعلانِي
مَقاماً. فكِدت منه أَطِيرُ!
***
يا جَمالاً لدى الغَواني رَخيصاً
غاصَ في الدَّرْكِ فهو عانٍ حَسِيرُ!
فالغَواني يَنْفُرْنَ حِيناً. وإنْ
كانَ كِذاباً صُدودُهُن الغَرُورُ!
إنَّما يَصْدُقُ النُّفُورُ مِن الحُسْنِ
أَبِيّا .. يَزْدانُ مِنه النُّفُورُ!
والعَفَافُ، العَفافُ يُغْلِيكَ لو
كنْتَ حَصِيفاَ لا يَزْدهِيكَ السُّفُوْرُ!
والفَتُنُ المُثِير لَيْس ثُغُوراً
حالياتِ تَهوِىْ عليها الثُّغورُ!
أوْ قُدُوداً كُلَّ هذا. فما أَجْدَرَ
هذا أَنْ تَحْتَويِه الخدُورُ!
ما عدا أنْ يَكُن بَرْزاً إذا كانَ
طَهُوراً يزْدانُ منه الحُضُورُ!
مِثْلَ ما كُنَّ سيَّداتٌ جَليلاتٌ
بِماضِ تَعْتَزُّ منه الذُّكورُ!
كُنَّ نوراً يهدي. وعلماً يجلي
في ذُرَىً لم يَصِلْ مَداها النُّسورُ!
لم يَزَلْ ذِكْرُهُّنَّ فَخراً.. وما
أَخْلَدَ ذِكْراً يطيب منه الفَخُورُ!
***
يا فَتاتي .. يا رَبَّةَ الحُسْنِ والطُّهْرِ
عَداكِ الجَوى. عَداكٍ الثَّبُورُ!
أنْتِ كرَّمْتِني فأوْرَثْتِني المَجْد خَصِيباً تَمِيسُ فيه الزُّهُورُ!
أنا في الرَّوضِ . والغَيارى من
الرَّوضِ كِثارٌ .. جَنادِلٌ وصُخُورُ!
وبِعالي الصُّروح تَشْمَخُ بالعِزَّ
وتؤْوى المُشَعْوذينَ الجُحُورُ!
ما اعْتراني الفُتُورُ يَوماً عن
الشَّعرِ بِوَحْى ما يَعْتَرِيهِ الفُتُورُ!
كيف أَجزِيك؟! كيف أَطرِيِكِ يا
هذي.. عَساهُ يُطيعُني المَقدُورُ!
ما أَراني بالخُلْدِ هذا جَدِيراً
إنْ عَصاني فَنال مِنَّي القُصُورُ!
لَسْتُ يا فِتْنَتِي جَحُوداَ ولكِنَّي مُقِرُّ بما أَنَلْتِ قَريرُ!
ليس إلاَّ الكَفُورُ من يَجْحَدُ
الفَضْلَ لِراعِيهِ. لَيْسَ إلاَّ الكَفُورُ!
إنَّني الضَّارعُ الحَفِيُّ. ومَغْناكِ
وما فيه .. نِعْمَتي والحُبُورُ!
طابَ يَوْمي وطاب أَمْسي بما نِلْتُ
وطابَتْ مَعابِري والجُسُورُ!
فاذْكُريني فإنَّ ذِكْراكِ قُوتٌ
يَتَغَذَّى مِنْه الحِجا والضَّميرُ!

ريحانة شمران
06-20-2024, 02:06 AM
» محمد حسن فقي » القمة والحضيض

ذكْرياتُ أكادُ منها أّذوبُ
وهي في القَلبِ غِبْطةُ ونُدوبُ!
كيف لي بانتزاعها من حَنايايَ
وفيها حَدائقٌ وسُهوبُ؟!
وسلامٌ يُضْفي على الحِسَّ والفِكْر هناءٍ مُناغِياً.. وحُروبُ!
منذ أَنْ كنْتُ يافِعاً .. وأنا
الصَّبُّ.. شُروقٌ في المُشْتهى. وغُروبُ!
ما أرى في الحياةِ طَعْماً إذا لم
يَكُ فيها مَفاتِنٌ وطُيوبُ!
كلُّ حَسْنَاءَ تَسْتَثيرُ وتُشْجي.ز
فَتْرَةً .. ثم أَجْتَوِي وأتُوبُ!
ثم أَصْبُو إلى سواها. فَما انفْكَّ
فؤادي تَجْني عَلَيْه الثُّقوب!
ورأني الحِسانُ أَصْبُو وأَسلُو
فَتَاَلَّبْنَ. وابتلتْني الخُطوبُ!
فَنَزَتْ مِنَّيَ الجِراحُ فَزَغْ
رَدْنَ فهذا المُتَيَّمُ المنْخوب!
وتَجَلَّدْتُ فارْعَوَيْنَ .. فقد كانت
لُحوني تَهْتَزُّ مِنْها القُلوبُ!
وتُذِيعُ الجمالَ حِيناً.. وتَطْوِيِهِ
فَتُشْقِيه صُفَرَةٌ وشٌحوبُ!
ولقد تُصْبِحُ العُيوبُ خِلالاً
من قَوافِيه.. والخِلالُ عُيُوبُ!
رُبَّما راقني وراع الذي كانَ
فإِنَّي أنا الجَرِيحُ الطَّروبُ!
ولقد أَسْتَوي بِلَيْلٍ بَهيمٍ..
فيه لي راحةٌ .. وفيه لُغُوبُ!
بَيْنَ وَصْلٍ يَسْخُو به عَلَيَّ غَزالٌ
وصُدُودٍ يَقْسو به يَعْسُوبُ!
***
وتحَولَّتْ من شَبابي إلى الشَّيْبِ
وفي القَلْبِ جَنَّةٌ وسَعِيرُ!
قُلْتُ عَلَّ المشِيبَ يُطفِىءُ مِنَّي
لَهَباً .. فهو راشِدٌ وقَرِيرُ!
فلقد كنْتُ في الشَّبابِ. وحَوْلي
كُلُّها طَلِيقٌ.. أَسِيرُ!
راكِضٌ للْهوى .. سَريعٌ إلى اللَّهْوِ
خَبِيرٌ به .. عَلَيه قَديرُ!
ومَضى الدَّهْرُ راكِضاً .. فإذا
الشَّيْبُ عَلَيهم بما أساؤوا.. نَذيرُ
ولقد يُصْبحُ النَّذِيرُ بَشِيراً إنْ
أفاؤوا .. واهْتَزَّ منهم ضَمِيرُ!
أَو هُو الَخَسْفُ والعذابُ..
فلن يَحْنُو عليهم . ولن يَجُودَ مَصِيرُ!
***
وتَلَفَّتُّ لِلرِّفاقِ.. فما بانَ
صغيرٌ بِجانِبي .. أَوْ كَبيرُ..!
أَيْنَهُم .. أَيْنَهًم.. ؟!فلم يَبقَ في
الدَّرْبِ سوائِي. والطَّرْفُ مِني حَسِيرُ!
فَارَقُوني . والدَّرْبِ مِنَّي ظلامٌ
وجَفَوْنِي. والدَّرْبُ منهم مُنِيرُ
صاحَ فِيهِم من الرَّشادِ نَفيرٌ
فاستجابُوا له . فَنِعْمَ النَّفِيرُ
يا رفاقي .. ألَيْسَ فيكم حَفيٌّ.ز
بالمُعَنَّى ..أَلَيْس مِنكم مُجِيرُ؟
إنَّ طَوْق النَّجاةِ فيكم فَهاتُوهُ
فإني هنا القَعِيدُ.. الضَّرِيرُ
***
واذْكروا الأَمسَ حينَ كُنَّا سَويّاً
في غُرُور. وفي ضَلالٍ مُبينِ!
فَسَعِدْتُم.. وما أَزالُ شَقِيّاً
أشْتهِي مِثْلكُمْ وُرُودَ المَعِينِ!
إنَّنا إخْوَةٌ.. فإنْ أَظْلَمَ الأَمْسُ
وأَضْنى بِمثَلِ قطْع الوَتِينِ!
فإذا كنْتُ بَيْنكم ثُبْتُ لِلرُّشْدِ.. وأفضيت لِلْهُدى بحَنِيني!
فَتَحَرَّرْتُ من قُيُودي .. ومن سِجْني
وما عُدْتُ بالرَّسيفِ السَّجِينِ!
وكأَنَّي خَرَجْتُ من رحِمِ الغيْبِ
إلى النَّاسِ طاهِرا كالجَنِينِ!
***
وتَخَيَّلْتُ أَنَّني في عَماءٍ..
حالِكٍ .. حالِكٍ بِغَيَّ سِنيني!
فَذَرَفتُ الدَّمع السَّجِينَ
فناجاني هَتُوفٌ أَصْغى لِطُولِ أنِيني!
قال . لا تَبْتِئِسْ .فقد يَرْحَمُ
الله غَريقاَ فَيَهْتَدي للِسَّفِيِنِ!
كم تبعت الشَّيطانَ حتى تَمَزَّقْتَ
وما كان لِلورى من خَدِين!
ولقد كِدْتَ أَنْ تكونَ جُذَاذاً
من شَباهُ. فيا له مِن لَعِين!
فَحماك الرَّبُّ الكريمُ فحاذِرْ
بَعْدَها أنْ تكُونَ بالمُسْتَهِينِ!
سرْ مَعَ الرَّكبِ.. إنَّهم في اشْتِياقٍ
لك . ما أَنْتَ بَعْدها بالغَبِينِ!
فَقَد أعييْتُ .. ثم أَهَوَيْتُ لِلأرْضِ
سُجُوداً يَشْدو بِرَبّي المُعِين..!
حَوَّلَ الغَيَّ لِلرَّشادِ. فما أّكْرَمَ هذا من القوِيَّ المتِينِ
***
رُبَّما كانَت الضَّلاَلَةُ لِلمَرْءِ
صِراطاً إلى الهُدى مُسْتقِيما!
والشَّقاءُ المَرِيرُ يَغَدو على الـ
مَرْءِ اغْتِباطاً. وجَنَّةً ونَعيما

ريحانة شمران
06-20-2024, 02:06 AM
» محمد حسن فقي » حكاية هند .. وليلى

كَرَّمِني يا حُلوتي _ كرَّم الله
نَداكِ_ بالصَّدَّ لا بالوصالِ!
إنَّ في الصدَّ حِكْمتي وانْبِعاثي
لِقَوافٍ تُعيي كبارَ الرِّجالِ!
وأرى فيه نَشْوتي وانْصِهاري
بِعذابٍ يُفْضي لشُمَّ العواليِ!
لّذَّتي في العذاب هذا .. فَكُوني
لي عَذاباَ يَقُودُني لِلمعالي!
***
يَا فَتاتي .. ما أَعْذَبَ الأَلَمَ الصاهِرَ
أَطوى به كريمَ اللَّيالي!
إنَّ حُسْنٌ مُجَلَّلٌ بالأساطيرِ
اللَّواتي يُلْهِبْنَ مِني خَيالي!
أَتَمَلَّى به الزَّمان الذي وَلَّى
وأَعطى به كريمَ النَّوالِ!
كُنْتِ لي بَلْسماً إذا انْتَفَضَ الجُرْح
حَباني الشَّفاءَ قَبْلَ السُّؤالِ!
وأنا اليَوْمَ ذو جراحٍ شَتيتاتٍ
وفِيهنَّ قُوَّتي وصيالي!
لم أعُدْ بالوصال أَحْفَلُ إلاَّ
حينما أجْتلَي به القوافِي الغَوالي!
قَلَّما أَجْتَلي .. ولكِن صَدَّي
يَتَجلى يَومَ الخُطوبَ الثَّقالِ!
***
ما أُحَيْلى كرامتي فهي بالوَصْلِ
تُعاني من اتَّقاءِ النَّضالِ!
وهي بالصَّدَّ لا تُعاني .. وتَجْني
من بَساتِينِهِ شَهِيَّ السَّلالِ!
***
فاذْكُريني يا هِنْدُ إنْ ضَمَّكِ
الحُبُّ بِمَجْلىً مُزَيَّنٍ بالجَمالِ!
ما أَراني أَظُنَّه مِثْلَ مَجْلايَ
فَهَيْهاتَ مِثْله من مَجالي!
***
وإذا رَتَّلَ النَّدامى العَواني
آيَ أَشْواقِهم لِحُلوِ الدَّلالِ!
فاذْكُريني . فَلَن يكُون كَتَرْتِيلي
فَلَيْس الضَّرغامُ مِثْلَ السَّخالِ!
كُنْتِ مِثْلَ الفِعالِ غُرّاً تُوالِينَ
ثَناءً على كريم المقالِ!
وتَقُولِينَ.. أَنتَ يا نَجِييَّ فَريدٌ
من مزاياكَ رِفْعَةً. والخِلالِ!
لم أَكُنْ يَوْمها أرى الغيدَ إلاَّ
عِفَّةً تَزْدهي بِخَيْرِ عقالِ!
فهو من الأَوْجِ إنْ يَكُنْ طاهِرَ الذَّيل فَطُوبى لطاهري الأَذْيالِ
وهو في الدَّرْكِ إنْ يَكُنْ قَذِرَ
الذَّيْلِ لَعُوباً يَخُوضُ في الأَوْحالِ!
***
شَدَّني في الشَّبابِ لِلْحُسنِ طَبْعٌ
ما يرى في هَواهُ غَيْرَ الضَّلالِ!
يَتَصَدَّى له حَراماَ .. حَلالاَ..
والهوى خَيْرُ زادِهِ في الحَلالِ!
كنْتُ فيه رِئْبالَهُ ما أُبالي
بنصال منه .. ولا بِنِبالِ!
وجِراحي به تَنِير فما أَشكو
كيف تَشْكو ضَراوةُ الرِّئْبالِ؟!
والغَواني حَوْلي يُؤَجَّجْنَ لَهْوِي
ويُبارِكْنَ_ وَيْلَهُنَّ_ خبالي!
وَتَمَرَّسْتُ بالخلاعَة حتَّى
ضِقْتُ ذَرعاً بِصَبْوتي وانْتِهالي!
فَهُما السَّجْنُ في الهوى ودَواعِيه
وأَنْكى مَن أَْوثَقِ الأَغْلالِ!
وتَبَدَّى الهُيامُ لي كالحَ الوَجهِ
كشَيْطانِهِ شَدِيدَ المِحالِ!
وَتبَدَّتْ لَيْلى كَبدْرٍ وَضِيءٍ
دعِياً لِلسَّلامِ. لا لِلْوبالِ!
داعِياً لِلْوصالِ أَحْلى من الشَّهْدِ
بَرِيئاً من الخَنَى والسَّفالِ!
كالزّلالِ العَذْب اسْتوى بَيْن رَوض
عَبْقَريَّ. وبَيْن بَرْدِ ظِلالِ!
فيه شَتَّى من الأزاهيرِ تَسْخُو
بِعَبير يَشْفي من الاعْتِلالِ!
وثمار يَحْلو جَناها ولكِنْ
هي أغْلا من نادِرات الَّلألي!
***
قُلْتُ.. يا قَلْبُ ههُنا الحُبُّ والحُسْ
نُ تسامَتْ عن جَفْوةٍ ومَلالِ!
وتسامَتْ عن اللُّغُوبِ.. فلن تَلْقى
وَنىً من رِحابِهِ.. أَو كَلالِ!
جَلَّ رََّبي.. ففي البُكور أُلاقي
وَحْيَ رُشْدي منه. وفي الآصالِ!
أنا مِنْه في جَنَّةٍ وَشْيٍ
وظِلالٍ تُحِي بِسِحْرٍ حلالِ!
إنَّ لي في الأواخِرِ اليَومَ ما لَم
أَلْقَهْ قَبْلُ في السنين الأَوالي!
فالعَصِيُ .. العَصِيُّ أَمْسى مُطِيعاً
من قوافٍ رَطيبَةٍ كالدَّوالي!
وحَياتي شِعْرٌ وحُبٌ. فإنْ زالا
فإِنَّي أَعُودُ كالتَّمثالِ!
لا تَزُولا عَنَّي. فقد تُؤْثِرُ الرُّوحُ
إذا زُلْتما بِوَشْكِ الزَّوالِ!
وأراني في نَجْوةٍ منه فالنُّورُ
يُغشَّي فدافِدي وجِبالي!
***
هو فَضْلٌ من صاحِبِ الحَولْ والطَّوْلِ
وعَوْنٌ من رَّبنا ذِي الجَلالِ!

ريحانة شمران
06-20-2024, 02:07 AM
» محمد حسن فقي » الملهمة

لمَّا رأّيْتُك في المَنام
رأَيْتُ أحْلامي الغَوالي!
تلك التي كانتْ تُريني
جَنَّتي بَيْن الرِّمالِ!
كانتْ حياتي كالرّمالِ
جَديبةً جَدْبَ الخَيالِ!
فلقد حُرِمتُ من الخيالِ
كما حُرِمْتُ من الوِصالِ!
كالجَلْمَدِ المُتَحَجَّرِ المَنْحُوتِ مِن صُمَّ الجِبالِ!
يَطْوِي اللَّياليَ في عَمَاوَتِهِ وتَطْويهِ اللَّيالي!
أَدْمَتْه أَشتاتُ المقادِرِ بالسَّهام وبالنَّصالِ!
ورأى الرِّجال تُغادِرُ
الدُّنْيا لأَشْباهِ الرِّجال!
بَقِيَ الزَّعانِفُ يَمْرَحُونَ
وراحَ أَصْحابُ الخِلالِ!
ورأى الرَّشادَ يَغُولُه
ويَصُدَّ عنه أُولوا الضَّلالِ!
هذا . وقد كانتْ طُفُولَتُه
تَئِنُّ من التَّيَتَّم والكَلالِ!
فَحَبا إلى عَهْد الشَّبابِ
حُطامَ أحمالٍ ثقالِ!
أَبواهُ قد رَحَلا ولم يأْنَسْ بعَمَّ أو بِخالِ!
فَمضَى يَشُقُّ طريقه
شَقَّ المُؤَمَّلِ في المُحالِ!
يَطْوِي الفيافيَ في الهَجِيرِ
بلا غديرٍ أَو ظِلالِ!
ويرى الرِّفاق.. عَنِ اليَمينِ
طَرِيقُهُمْ .. وعن الشَّمالِ!
فَرَشَتْهُ أَنْواعُ الأزاهِرِ
والجداول والغِلالِ!
يَتَرنَّمُونَ .. ويهزجون
بلا لُغُوبٍ واعْتِلالِ!
ما ساءَهُمْ حالٌ أراح
ولن يُساؤوا بالمآلِ!
وأَنا اللَّغُوبُ .. كأنَّما
عَلِقتْ بأقدامي حِبالي!
ما أَشَتْكِي.. ولَئِنْ شَكَوْتُ.. أماتَني شَرفُ النَّضَالِ!
ولِمَنْ؟! وحَوْلي كالذَّبابِ
الطُّلسِ مُطْلَقَةِ العِقال!
يَطْوُونَ أَحقاداَ عَلَيَّ
تَضِيقُ بالسَّحْر الحَلال!
هذا هو السَّحرُ الذي
سَحَرَ الأَواخِرَ والأَوالي!
ويُنيلُه الغِيدُ الحِسانُ
بِكُلَّ أَشْتاتِ النَّوالِ!
يَهْوى الجَمالَ فَتَسْتَجِيبُ
له أفانِين الجمَالِ!
فالحُسْنُ يَسْعَدُ مِن قَصائِدِه القِصارِ أو الطَّوالِ!
خَلَدَتْ به هِنْدٌ
ولام تلْقَ الرَّبابُ سِوى المِطالِ!
كم سُرَّ بالحُسْنِ الظَّهورِ
وسِيءَ بالحُسْنِ المُذالِ!
***
يا أَنْتِ .. يا لَيْلايَ
يا أَلَقاً يُضِيءُ كما الهِلال!
يا أَنْتِ.. يا حُلُمي السَّعيدُ
وفَخْرُ رَبَّاتِ الحِجالِ!
أَكْرِمْ بِلَيْلَتِة الهنيئةِ
مَن غَدَتْ خَيْرَ اللَّيالي!
أَسْعَدْتِ من بُؤْسي الطُّفُولَةِ والشَّبابِ. فما أُبالي!
وغَدَوْتِ في شَيْبي السَّلاحَ
المُنْتَضى يَوْمَ النَّزالِ!
وحَلَلْتِ مَوْهِبَتي
فَرُحْتُ أَجُودُ بالدُّررِ الغَوالي!
مِن بَعْدِ دامِيةِ القيود
وبَعْدِ ضائِقةِ الخَبَالِ!
أَنتِ الجمالْ لنا وإلاَّ
لَيْسَ نَحْفَلُ بالجَمالِ!
فهو الجلاَلُ على ذُراهُ
الشُّمُّ يَرْفُلُ.. في دَلالِ!
لَغَدَوْتِ فِكْري والشُّعُورَ
بخير ما تَحْوِي سِلالي!
ثَمَرٌ وأزهارٌ وغدران
يُفِضْنَ من الزُّلال
أًَعْجَزْتِني . فأنا العَيِيُّ
فَلَيْسَ يَجْزِيكِ مَقَالي!
ماذا أَقُولُ؟! فلا جَوابَ
لَدَيَّ عن هذا السُّؤال؟!

ريحانة شمران
06-20-2024, 02:07 AM
» محمد حسن فقي » تنفيس .. وتقديس

جراحٌ تَسِيلُ . وما مٍن طيبٍ
ولا مِن دواءٍ يداوِي الجراحْ!
وأُلْقى السَّلاحَ فَتَأْبى الخصومُ
وقد دُجَّجوا بحديدِ السلاحْ!
وقد هَتفوا بمريرِ العداءِ
بِحُكْمِ السُّيوفِ. بِحُكْمِ الرِّماحْ!
وظَنُّوا بأنِّي كرِيشِ الطُّيورِ
يُقابِلُ في الجوَّ هُوجَ الرِّياحْ!
بقد وَهَمُوا يا له من خسارٍ
يُطاوِلُ بالجهلِ رَبَّ الرًِّياحْ!
ساُّلْقِي بهمِ في مَهاوِي الرَّدى
وليس على سطْوتي من جُناحْ!
وسوف يَرَوْن المساءَ المُخيفَ
ولا يُبْصرون وَضِىءَ الصًّباحْ!
وسوف أُجَلَّلهُمْ بالشَّكيم
فَيكَبَحُ منهم غَوِيّ الجِماحْ!
إذا ما اسْتَبَدَّتْ بِعَقلِ الخصِيمِ
حماقَتُهُ. غاب عنه الفلاحْ!
وسار إلى حَتْفِهِ ما يَرِيمُ
ولاحَ الفَسادُ له كالصَّلاحْ!
لقد كنتُ أرجو السَّلامَ الكريمَ
وما كنتُ أَرجو الخِصامَ الوَقاحْ!
فما كانتِ الحرْبُ إلا الدَّمارَ
ضروساً. وإلاَّ الدَّمَ المُسْتَباحْ!
يُجانِبُها الفارِسُ المُسْتَعِزُّ
فما جِدُّ وَقْدَتِها كالمِزاحْ
ألا رُبَّ فاتِنةٍ كالشَّعاع
إذا ما رأَتْني رمَتْ بالوِشاحْ!
وما أنا بالعاشقِ المستهامِ
لَهيفاً بدُنْيا الهوى والمِلاحْ!
ولا بِرحيقِ الدَّنانِ الشَّذِيَّ
ففقد طابَ بعد الغُدُوَّ الرَّواحْ..!
ولكنَّني هامٌ باليراعِ
يُدَبِّجُ شِعْراً يناجِي الطَّماحْ..!
له عَبَقٌ كَعَبيرِ الرِّياض وأشْذى
فما وَرْدُها والأَقاحْ؟!
فكَم ظَبْيَةٍ ضاء منها الفُؤادُ
وضاء الكِناسُ بِسِحْرِ الصُّداحْ!
بِشِعْرٍ له شامِخاتُ الذُرى
تَدِينُ. وتَهْفو له كالبِطاحْ!
صَدُوقٍ يُقَدسُ مَجْدَ الحياةِ
كما قَدَّسَ النَّاسُ مَجْدَ الصَّحاحْ!
فما أَطْلَقَ الحُسْنُ مِنِّي السَّراحَ
بَلى .. أنا أَطْلَقْتُ منه السَّراحْ!
إذا فَشِلْتُ بِدُنْيا الحُطامِ
فَكَم فَشلٍ غارَ منه النَّجاحْ!

ريحانة شمران
06-20-2024, 02:08 AM
» محمد حسن فقي » جنت على نفسها براقش!

أسْعِديني..
بسلامٍ مِنْكِ من بعدِ الخِصامْ!
بِوِئامٍ مِنْكِ مِن بعد الفِصامْ!
بِهَوًى لاحَ. وأخفاهُ الغمامْ!
أسْعِديني..
وامْنَحِني..
مِنكِ ما كان حناناً ووَفاءْ
مِنْكِ ما كان شُمولاً واحْتِواءُ!
وأمانِيَّ مِلاءً .. واحْتِفاءْ!
إِمْنَحِني..
واجْذِبيني ..
إنَّني أخْشى على الحُبَّ الذُّبُولْ!
فالْهوى إن سامَهُ الصَّدُّ يَحولْ
وأَنا حَولْي من الحُسْنِ فُلُولْ!
فاجْذِبيني ...
واحْتَوِيني..
قَبْلَ أن يَيْأَس قَلْبي مِن هَواكِ!
قَبْلَ أن يَأْفَلَ نَجْمِي من سَماكِ!
قبل أَنْ أَنأى. وَأَنْأى عن حِماكِ!
إحْتَويني..
واصْطَفيني..
قَبْلَ أَنْ يَصْطَفيَ الغِيدُ فؤادي!
هُنَّ حَوْلي واعداتٌ بالغَوادِي!
غاضِباتٌ مِنْكِ أنْ خُنْتِ وِدادي!
فاصْطَفيني..
واعْذُريني..
إنْ أنا اخْتَرْتُ على الغَيَّ الهُدى!
فَلَدْ جاوَزْتِ في الصَّدَّ المَدى!
واصْطَنَعْتِ البُخْلَ مِنْ بَعد النَّدى!
واعْذُريني..
فاعْذُريني..
واسْمَعِيني..
إنَّ حَوْلي باقَةً تُخْصِبُ جَدْبي!
وتُرِيني أنَّها دُونكِ سرْبي!
رَضِيَتْ لِلشِّعْرِ .. لِلأَّلْحانِ حُبَّي!
إِسْمَعِيني..
واسْتَبِيني..
هُنَّ في الذُّرْوَةِ حُسْناً وائْتِلاقا!
قُلْنَ لي .. لا تَخْشَ بُعْداً وفِراقا!
فَسَنَغْدو لكَ ما عِشْنا نِطاقا!
فاسْتَبِيني..
***
آه يا لَيْلى .. ولَنْ تَسْمَعَ أذْناكِ سِواها..
فلقد ضِقْتُ بما أَلقاهُ مِن حُبَّكِ .. كِبْراً وسِفاها..
ولقد لاقيْتُ جَنَّاتٍ .. وما أَحْلى نداها وشَذاها!.
إنَّ فيها ما تَشاءُ النَّفْسُ.. ما يُرْضِي هَواها!
ثَمَرُ حالٍ .. وما أَشْهاهُ طَعْماَ واكْتِناها!
وزُهورٌ عاطِراتٌ.. تَيَّمَتْ مِنَّا عُيوناً وشِفاها!
هي أصْواتٌ شَجِيَّاتٌ. وما أَنْتِ لها إلاّ صَداها!
وأنا الشَّاعِرُ يا ليلى. وما أُنْكِرُ إلْهامَ رُؤاها!
إنَّها الْتَفَّتْ حَواَليَّ. وقالتْ لن تَراها!
نحن نَهْواكَ . ولا تَهْوى هي الشَّمْسُ . ولا تهْوى ضُحاها!
فاسْلَها . فَهي التي من جَهْلِها. اخْتارتْ عَماها!
وسَتَبْكي نَدَماً .. أَنْ ضَيَّعَتْ مَجْداً وجاها!
وسَنَرْعاكَ. وتَرْعانا. وتُغْنِيكَ لُهاناً عن لُهاها!
وتَراءَت لي عُيون دامعاتٌ . ساهماتٌ مِن أَساها!
***
أَيُّها الحُبُ.. لقد داوَيْتَ نَفْسي مِن جَواها!

ريحانة شمران
06-20-2024, 02:08 AM
» محمد حسن فقي » غواية .. ورشد


تردَّيْتُ في دَرْكٍ رهيبٍ مُعَسْعِسٍ
فلم يَلقَني فيه سوى الشَّنآنِ!
سوى زُمُرَةٍ تَطْوي على الشَّرِّ أضْلُعاً
بكلَّ مكانِ في الدُّنَّى.. وزمانِ!
ويبدو بها الشيطان جذلان راضياً
فقد كَسِبَ الشَّيطانُ كل رَهَانِ!
فقُلْتُ لِنَفْسي بعد أن ساءَ مَنْزِلي
لِيَ الوَيْلُ مِمَّا يكَتُبُ المَلَكانِ!
لي الوَيْلُ بالرَّهطِ الذين تَسَرْبَلوا
بآثامِهمْ من شَهْوَةٍ ودِنانِ!
أأَمْكُثُ في الدَّرْكِ المَهيَنِ مُجَلَّلاً
بعاري . وفِكْري مُوثَقٌ وجِناني؟!
وناَديتُ باسْم الله أُرْسلُ مَدمَعي..
شفيعاً إليه من قَذًى وهَوانِ!
فأبْصرْتُ نُوراً أشَعَّ بَيْن دُجُنَّةٍ
ومن خَلْفِهِ أَبْصَرْتُ طَيْفَ حَنانِ!
يقول : ألا أصْعَدْ مِن هنا غَيْرَ خائِفٍ
فأنْتَ بِمَنْأىّ عن أَذًى ولعانِ!
نجَوْتَ بأيمانٍ رَكينٍ.. فلا تَعُدْ
بِقَلْبٍ غَوِيٍّ للِهوى. ولِسانِ!
وإلاَّ فما للرُّوحِ سوى اللَّظى
سوى كلًّ سْيفٍ صارمٍ. وسِنانِ!
فقُلْتُ معاذَ الله أَنْ أَدعَ الهوى
يَقُودُ رِكابي في السُّرى . وعِناني!
فَحَسْبي مِن البأْساءِ ما قد لَقِيتُهُ..
وحَسْبي الذي أَشْقى مِن النَّزَوانِ
لقِيتُ من الشَّيطانِ كُلَّ غِواَيةٍ
ولاقَيْتُ رُشْدي الصَّفْو من بارئي الحاني!
فهذا ضَميري لاهِجٌ بِهِباتِهِ
كَشَدْوِ يَراعي مُخْيِتاً.. وبَناني!
دِنانٌ وما أَهفو لِشُرْبِ رَحِيقِها
وقد شِبْتُ . أو أهفو لِحُسْن غَواني!
عقَقْتُ الغَواني والحِسانَ. ورَدَّني
عن الَّلهْوِ أنَّ الجِدَّ منه ثناني!
شَجاني ضَلالي في الشَّبابِ فَساءَني
وسَرَّ مَشِيبي الرُّشْدُ حِين شَجاني!

ريحانة شمران
06-20-2024, 02:08 AM
» محمد حسن فقي » فتاتان

عداكِ الأسى . إنَّي لَمْحْتَرِقِ الحشا
ومازِلْتُ أَشْدو في هواكِ وأَطرَبُ!
وما زِلتِ عندي فِتْنَةً عَبْقَرِيَّةً
لها كلَّ حينِ في حَنايايَ مَأُرَبُ!
وما زِلْتُ أَصْبُو للْهيام مضى بِنا
نَشاوى. فما نَشْكو ولا نَتَعذَّبُ!
حياة تناءَتْ واسْتَقَرَّتِ بِحُفْرَةٍ
مُفَزَّعةٍ.. نِيرانُها تَتَلهَّبُ..
فأَمَّا أنا .. فالصَّرْمُ كانَ فَجِيعةً
مُزَلْزِلَةٍ يَطْوِي بِها اللَّيْثَ أَرْنَبُ!
وأمَّا التي أَشْقَتْ فَظَلَّتْ سعيدةً
بِشِقْوةِ قَلْبِ .. وهي تَلْهو وتَلْعَبُ..!
عَجِبْتُ لها كانَتْ تَذُوبُ صبابَةً
وتَشْدو بَحُبُّ مُشْرِقٍ غَيْرِ مُغُرِبِ!
أكانَ لديها الحُبُّ زَيْفاً وخُدْعَةً؟!
وكانتْ لَعُوباً تَسْتَهِيمُ فَتكْذِبُ؟!
لها الوَيْلُ أدْمَتْ. واسْتَحَلَّتْ. وغادَرتْ
وفي القَلْبِ منها جَذْوةُ تَتَلهَّبُ
ولو كنتْ ذا ذَنْبٍ لَهَانتْ . بَلِيَّتي
عليَّ . ولكن أكُنْ قَطُّ أُذْنِبُ!
أيا حُبُّ مالي عَنْكَ في الأّمْسِ مَهْرَبُ
ويا حُبُّ مالي عَنْكَ في اليَوْم مَهْرَبُ!
كِلا اثْنَيَهْما كانا شجُوناَ عَصُوفةً
عَلَيَّ. وما أجْدى عَلَيَّ الَتَّنكبُ!
تَجَلَّدْتُ أَطْوي الحُبَّ عن كل شامِتٍ
فَهَلْ سوف يُجْدِ يني ويُخْفي التّنَقُّبُ؟!
وقالت فتاةٌ ذاتُ حُسْنٍ وعِفَّةٍ
وزانَهُما مِن بعيد ذاكِ التَّحجُّبُ!
عَرَفْتُ التي تهْوى . وكَانَتْ تَبَطُّراً
وكِبْراً ومَكْراً .. فهي ذِئْبٌ وثَعْلَبُ!
أَضَلّتْ كثِيراً. فاسْتَبَدَّتْ ودَمَّرَتْ
وما كان يَثْنيها عن الغَيَّ مَعْطَبُ!
فَقُلْتُ لها يا هذِهِ رُبُّ كَوْكَبٍ
وَضِيءٍ طَواهُ بَعْد ذِلِك غَيْهَبُ!
فَلَمْ يَلق قَلْباً مُشْفِقاَ . فَهْوَ قَسْوَةٌ
ولم يَلْق قَلْباً ثابتاً .. فَهْوَ قُلَّبُ!
ويا رُبُّ حُسْنٍ مُخْصِبٍ. وثِمارُهُ
وأَزْهارُهُ سُمٌّ سَقَتْناهُ عَقْرَبُ!
إذا كُنْتِ تُغْوينَ الُّسراةَ إذا رَنَوْا
إِلَيْكِ لِيَسْتَهْدوا. فما أَنْتِ كَوْكبُ!
فقالتْ دَعي عَنكِ الهُراءَ فإِنَّني
بِمَمْلَكتِي هذى أَتِيهُ وأَعْجَبُ..!
وقد يَسْتَوي عِنْدي المُدِلُّ بِنَفْسِه
بِراعٍ حَقيِرٍ. كلُّ دُنْياهُ سَبْسَبُ!
أُذِيقُهُما سوءَ العَذابِ فَناشِجٌ
ومُبْتَسِمٌ مما يُلاِقِي .. ومُغْضَبُ!
يقودُ لَدَيَّ المِخْلَبُ الصَّانِعُ الرَّدى
فما هو فَتَاكٌ. ولا هو مِخْلَبُ!
ولكِنَّه العُصْفُورُ يُدْمِيهِ صَقْرُهُ
فَمأْكَلُهُ مِنْه الهَنِىءُ .. ومَشْرَبُ!
وما الحُسْن إلاَّ سَطْوَةٌ وتَنَمُّرٌ
وما هُو إلاَّ مَغْنَمٌ وَتَكَسُّبُ.!
فللعاشِقِ المُرْتاعِ يَوْمٌ مُرَفَّهٌ
ولِلْوَاغِلِ المَفْتُونِ يَوْمٌ عَصَبْصَبُ!
رَبِيعي رَبيعٌ لا خَرِيفَ وراءَهُ
فما أنا أخْشاهُ. ولا أَتَهَيَّبُ!
ومَرَّتْ بنا الأيامُ فانْهارَ رُكْنُها
وما عادَ يَلْقاها الهوى والتَّشَبُّبُ!
وما عادَ يُجْديها الشموخُ مُنَدَّداً
عَصُوفاً.. وبَزَّتْها الرَّبابُ وزَينَبُ!
بَكَتْ وانْحَنَتْ تَبْكي .. ويا رُبَّ مَدْمَع
يَسيلُ فَيَشْفي رَبَّهُ حِين يُسْكَبُ!
ومَجَّدْتُ رَبَّي يَوْمها مُتَزَلَّفاً
إليه فإنَّي ضاحِكٌ. وهي تنْدُبُ!
أأُسطورَةٌ هذى.. وإلاَّ حَقِيقَةٌ؟!
وهَلْ أَنا لاهٍ في الهوى .. أَمْ مُجَرَّبُ؟!

ريحانة شمران
06-20-2024, 02:09 AM
» محمد حسن فقي » هي .. وهو

أَرْخَصَتْ من نَفْسِها يا وَيْحَها
ذاتُ عِرْفانٍ وذَوْقٍ عَجَبِ!
ذاتُ صَوْتٍ طَرِبٍ من نَشْوَةٍ
في حَناياها. وشَوقٍ لَجِبِ!
أنا من أَسْوائِها في رَهَبِ
وهي من أَسْوائِها في رَغبِ!
كلما أبْصَرْتُها رَوَّعَني
حُسْنُها في صُورةٍ من لَهَبِ!
مَسَّني من أَجلِها الضُّرُّ. وما
مسَّها. فهي به في طَرَبِ!
***
كيف يَثْوِي من كِيانٍ واحِدٍ
شَهْوَةٌ تُشْقِي.. وعِلْمٌ يُسْعِدُ؟!
ولقد فكَّرْتُ في هُجْرانِهَا..
وثَناني غَيُّها والرَّشدُ!
فَلَها في القَلْبِ مِنَّي جَنَّةٌ
ولها في القَلْبِ مِنَّي مَوْقِدُ!
حاوراني مَرَّةً واصْطَرَعا
فاسْتَوى أَرْنَبُهم والأَسَدُ!
فاَنا في صَبْوَة مُنْكَرَةٍ
فَرْحَةٌ فيها .. وفيها نَكَدُ!
كيف أَسْلو وأنا مُرْتَهَنٌ
في هَوًى ضَلَّ. ومالي سَنَدُ؟!
***
كيف أَسْلُوا عن لَعُوبٍ سَخرَتْ
بالتُّقى والأَدَب المُستَشْرفِ؟!
يا لها من صَبَّةٍ غانِيةٍ
ذاتِ طَبْع عابِثٍ مُقْتَرِفِ؟!
بُلْبُلٌ يَشْدو بِلَغْوٍ مُتْرَفٍ
لَيْتَهُ يَشْدو بَفَنَّ مُتْرَفِ؟!
آهِ لو تَعْرِفُ ما قَدْرُ النُّهى
عِفَّةً .. لكنَّها لم تَعْرِفِ!
كم تَطَلَّعْتُ إليها هائِماً
ثم أَغْضَيْتُ عن الدَّاءِ الخفي!
***
لَيْس لي عَنْه مَحِيدٌ إنَّهُ
قَدَرٌ يسْلِبُني عِزَّةَ نَفْسي..!
ولقد حاولتُ أَنْ أعْصِيَهُ
أَنْ يَقُودَ الطُّهْرُ وُجْداني وحِسِّي!
فَتَراءى الصُّبْحُ في عَيْنَيَّ لَيْلاً
وتراءَتْ سعَةُ الدُّنيا كحبْسِ!
وتَحَسَّسْتُ طَرِيقي في الدُّجى
فَتَعَّثًّرْتُ. وأَدمى الصَّخْرُ دَعْسي!
كان أمْسِي قَبْلَهَا أَمْساً وَضِيئاً
لَيْتَ يَوْمي.. وهو يُشْقيني .. كأَمْسي!
***
أيُّها القَيْدُ الذي كبَّلَني
أيُّها الجَرْحُ الذي أثْخَنني!
ما أرى في صَفْحتي إلاَّ القَذى
ذلك الشَّيءُ الذي يُثْمِلُني!
وهو أَوّاهِ الَّذي أُسْلِمُهُ
عُنُقي. وهو الذي يُسْلِمُني!
كيف أَشكو من هَوًى طاوَعْتُهُ
وتَهاوَيْتُ . وقد طَوَّعَني؟!
أنا مَن هام فما أَظْلِمُهُ
كذبا .. ثم غَدا يَظْلِمُني!
***
حينما أحْبَبَتُهُ كنْتُ عَمِيّاً
لم أكُن قَطُّ بَصيراً وسَوِيَّا!
والهوى يَجْنِي على أقْدارِنا
فَيُعيدُ الشَّامِخَ السَّامي زَريَّا!
ويُعِيدُ الفَحْلَ يَنْزو ضارياً
ليس يَكْبو في عَوادِيهِ .. خَصِيٍّا!
ولقد أَوْهَنَنَي مُسْتَشْرِياً
فتدلَّيْتِ إلى القاع .. هُويَّا!
ورأيْتُ العِهْر طُهْراً مُحْصَناً
ورأْيْتُ الطُّهْرَ في القاعِ.فَرِيَّا!
***
أَفأَلقى بعد غَيَّي رَشَداَ؟!
أم سأَقْضِي عُمُري في دَرَكِ؟!
قُلْتُ للحْسَناءِ ما أَتْعَسني
بِكِ.. قد ألْقَيتَني في شَرَك!
فأنَا الشَيطانُ من هذا الهوى
بَعد أَنْ كنْتُ كَمِثْلِ المَلِكِ!
فاتْرُكي العِهْرَ إلى الطَّهْر فقد
نَسْتوي من شَجْوِنا في فَلَكِ!
وعسانا نَسْتَوِي في مَنْهَجٍ
لاحِبٍ يُفْضِي بنا لِلنُّسُكِ!

ريحانة شمران
06-20-2024, 02:09 AM
» محمد حسن فقي » قالت وقلت

عِشِيَّة لاقَيْتُ المليحةَ في الدُّجى
فقالتْ أما يَخْفى عليك مَكاني؟!
فقلتُ بلى لكنَّ لي بين أضلُعي
عُيوناً تُرِيني جَدْولي وجِناني!
وأَنْتِ هُما.. أنتِ التي لا تُرٍيحني
بِوَصْلٍ . ولا تُشقْى بِقطْع عِناني!
تَدَفَّق إِلهامي من شَكاةَ فحاوِلي
تَدَفُّقَه بالحَمْدِ بِضْعَ ثَواني!
فَقالتْ سَتلْقاني الحَفِيَّةَ بالهوى
هَواكَ. ولا أصْبو إلى عاشِقٍ ثاني!
أَلسْتَ الذي يُزْجِي القوافِي شُرَّعاً
فَتَفْعَلُ ما لا يَفْعَلُ اللَّهْذَمُ القاني؟!
أَلسْتَ الذي يُمْسي ويُصْبحُ شادِياً
بِحُبَّي. ولو ألْقَيْتُه بَيْن نِيرانِ؟!
أَلسْتَ الذي عافَ الحِسانَ وبرَّني
بِحُبَّ شجاني .. واصْطَفاني بألْحانِ؟!
فقلتُ رعاكِ الله . يا ذاتَ بَهْجَتي
ويا سِرَّ إْلهامي. وصَبْوَةَ أشْجاني!
فما أَنْتِ لي إلاَّ الحياةُ فإنْ نَأَتْ
تَلاشَيْتُ واسْتَخْذى يَراعي وتَبْياني!
وعادتْ بلا شَدْو طَرُوب بَلابلى
بِقَفْرٍ مُخِيف ما بهِ غَيْرَ غِرْبانِ!
فأنْتِ عُيوني أَسْتَشِفُّ بها الرُّؤى
وأَنْتِ .. وقد أَسْمَعْتِني الحُلوَ .. آذاني!
فقالت لقد مَجَّدْتَني وَرَفَعْتَني
إلى قِمَّةٍ .. يا صِنْوَ مُسَّ وسَحْبان!
فَتُهْت على كلَّ الحِسان . فَقُلْنَ لي
لقد صِرْتِ عند الشَّعْرِ أَنْضَرَ بُسْتانِ!
ولَمَّا نَعُدْ في فَكْرِه وشُعوِرِهِ
سوى شَجَر ذاوِ يَلُوذُ بِقِيعانِ!
نَراهُ كمجْنُونٍ بَلَيْلاهُ.. سادِرٍ
بغَيَّ.. وما يُشْقِي الهوى غَيْرُ غَيَّانِ
فقُلْتُ لها تيهي على الغيدِ وافْخَري
عَلَيْهِنَّ.. حتى يَنْقِلَبْنَ بِخُسْرانِ!
فإِنَّكِ بَدْرٌ يَسْتِثيرُ كواكِباً
غَيارى حَوالَيْهِ. هَذَيْنَ ببَهتْانِ!
هَذَيْنَ بهِ حِقْدا عليكِ ونِقْمَةً
عَلَيَّ. وما أَشْقى . فَلَسْتُ بِشَيْطانِ!
قد اخْتَرتُ ما أرْضى الضَّمِيَر وصانَهُ
من العَبَثِ المُزرِي بِشِعْري وعِرْفاني!
فقالت ولن أَشقى بِحُبَّكَ عاصِماً
فما ضَلَّ أَنْ أَثَرْتَ حُبًّكَ وُجْداني!
وما ضَلَّ إيماني بِهِ مُتَبَتَّلاً
ولا ضّلَّ يا مَن يُسْعِدُ الحُبَّ حُسباني!
وجَدْتُ به بعد الضَّلالِ هِدايتي
إلى كلَّ ما يَطْوي الظُّنُونَ.. بإِيقان!
وما خِفْتُ مِن حِقْدٍ عَلَيَّ فَرُبَّما..
تَنَوَّرْتُ مِنه في الدَّياجيرِ شُطْآني!
فقُات لها هذا الحُبُّ فاسْعَدي
وكََلاَ. فقد لاقَتْ بِه السَّعْدُ نًفْسانِ!
أراه جَدِيراً بالرِّضا وهِباتِهِ
وسوف أُوافِيِهِ بأَكْرَمِ قُرْبانِ!
جَزاني بشِعْرٍ ثم ثَنَّى بِعِفَّةٍ
وثَلَّثَ ما أَشْجاهُ بالشَّغَفِ الحاني!
فإِن شاءَ قُرْباً لم أكُنْ عنه نائِياً
وإنْ شاءَ بُعْداً كنْتُ منه أَنا الدَّاني!
فقالت . وقد سَمت الدُّموعَ بعَيْنِها
تُضِيءُ كنجم شَعَّ في عَيْنِ رُبّانِ!
فَدَيْتُكَ. ما أَنقى هواكَ يَرُدُّني
إلى الرُّشْدِ يَشْفينيِ من الشَّنآنِ!
ولَسْتُ أبالي بالحِسانِ يَنُشْنَني
فما هُنَّ في عَيْنَيَّ غَيْرُ قيانِ!
وما أنا إلاَّ حُرَّةٌ طَهّرَ الهوَى
حَشاها. فما عَاشَتْ كَعَيْشِ غَواني!
فَقُلْتُ لها هذا هو العَيْشُ يزدري
بكل مَتاعيْ عَبْقِ وجُمانِ..!
ويَزْهُو بَلأْلاءِ الجَمالِ مُزَمَّلاً..
بِطُهْرٍ.. فما يَخْزى من النَّزَوانِ!
أَبانَتْ لِيَ المِرْآةُ منكِ كريمةً
حَصاناً تَجَلَّتْ في هُدى وحَنانِ!
سأَشْدو. وتَشْدُو بالهوى وشُجُونِهِ
وجَلَّ الهوى يَشْدُو به قَلَمانِ!
أشادَتْ بِشَدْوِي واسْتجابَتْ لِجَرْسِهِ
وقالتْ. لقد حَلَّقْتَ يا كَرَواني!

ريحانة شمران
06-20-2024, 02:10 AM
» محمد حسن فقي » أيام خلت

أين أَنْتِ .. أين أيَّامٌ تولت.. يا حياتي؟!
كنْتُ في الفِرْدَوسِ أَشْدو ناعِماً .. بِصَلاتي!
عانِياً لِلْحُسْنِ حوْلي طاهِراً.. كالفرات!
والهوى يُسْعِدَني رَغْم الأَسى.. بالهِباتِ!
***
قد نأى ذلك عَنَّي معرضاً.. وتَوَلَّى..!
لِمَ يا نَبْضَ عُروقِي عَن شَجٍ.. يَتَخَلَّى؟!
وهو يَطْوِي بَيْن جَنْبَيْهِ هَوًى.. يَتَجلَّى ؟!
خاضعاً رَغْمَ إِباءٍ عارِمٍ ..يَتَدَلَّى؟!
***
تَتَمنَّاهُ عُيُونٌ فاتِناتْ.. وثغُورْ!
وَوجُوهٌ حالِياتٌ خالباتْ.. ونُحُورْ!
وشُعُورٌ مُسدَلاتٌ غاسِقَاتْ.. وخُصُورْ!
وَرُؤُوسٌ في ذُراها شامِخاتْ .. كالبُدُورْ!
***
وهو لا يَصْبوا إلْيها راغبا..ً في التّوافي!
غَيْرَ أَنَّي لم أَجِدْ إلاَّ النَّوى.. والتَّجافي!
وأنا العافي .. وما أَلقى الرِّضى .. والتَّصافي!
فَأَرى الدُّنْيا ظَلاماً في ظَلامْ.. في شِغافي
***
فلماذا كُلُّ هذا الإِعْتِسافْ .. بِفُؤادي؟!
وهو لا يَخْفِق إلاَّ بالهوى .. لِلْجَمادِ؟!
للَّتي تصرعه في نَشْوَةٍ.. بالتَّمادي!
للَّتي تَرمى به من مَعْطَشٍ.. وهو صادِي!
***
يالَ هذا القَلْبِ في شِقْوَتِهِ.. بِهَواهْ!
مِن هَوًى يظْلِمهُ من قَسْوَةٍ.. مِن عَماهْ!
وهو لو أَبْصَرَ ما عَذَّبَهُ.. بِلَظاهْ!
فهو ما أَنْقاهُ ما أكْرَمَهْ.. بِرُؤَاهْ!
***
لو دَرَتْ تِلك التي تَهْوى بِهِ.. لِلدَّرَكِ!
أَنَّه من أجْلِها باعَ السَّنا ..بالحَلَكِ!
باعَ أَشْتاتَ حِسانٍ ناعِماتْ.. بالحَسَكِ !
يا لَها مِن صَفْقَةِ كانَتْ له .. كالشَّرَكِ!
***
ولقد قَطَّعْتُه .. أَلْقَيْتهُ مُنْطَلِقاَ.. من أَساري!
ورأَيْتُ الغِيدَ من أَوْجِ السَّنا.. كالدَّراري!
مُلْهِماتٍ. شافِياتِ مِن ضَنًى.. من أُوارِ!
دُون أنْ يَهْبِطْنَ للدَّرْكِ امْتَلا.. بالضَّواري!
***
فأَنا اليَوْم بلَحْني وشِعارِي .. أَتَهادى!
تارِكاً تِلكَ انْصِرافاً رابِحا.. وبِعادا!
ندمت.. بُؤساً لها أَنْ ندِمَتْ.. وسُهاد!
إنَّني في فَلكٍ مُسْتَشْرِفٍ .. وأنا فيه المُنادى!

ريحانة شمران
06-20-2024, 02:10 AM
» محمد حسن فقي » أطوار

تخَيَّلْتُ أَنَّي عِشْتُ مِن قَبلُ حِقْبَةً
وأَنَّ حَياتي واقِعٌ يَتَكَرَّرُ!
فقد كُنْتُ طَيْراً في الفضاءِ مُحَلَّقاً
يَفِىءُ إلى إِلْفٍ به العُشُّ أَخْضَرُ!
حَنُون. فما تَلْقاه إلاَّ مُغَرِّداً
ومِن حَوْلِهِ الأَّشجارُ تُشْذِي وتُثْمرُ!
ولكنَّه يَخْشى الجوارحَ تَرتَمي..
عليه . وتَنْقَضُّ انْقِضاضاً يُدَمِّرُ!
ومَرَّتْ سنُونٌ أو قُرونٌ تَصَرَّمَتْ
عَلَيَّ. وما أّدرِي. فَإِنِّي مُسَيَّرُ!
فإِذْ أنا صَقْرٌ في الفضاءِ مُحَوِّمٌ
له صَوْلَةٌ مُخْتالَهٌ تَتَبَخْتَرُ!
يُفَتَّشُ في أَجْوائِهِ عن فَرِيسَةٍ
بلاَ رَحْمَةٍ يَنْقَضُّ ثم يُسَيْطِرُ!
يُصيدُ.. ويَطْوى جُوعَهُ غَيْرَ آبِةٍ
بِشيءٍ. فإَنَّ الصَّيْدَ رِزْقٌ مُقَدَّرُ!
ويأْوي إلى عُشَّ مُرِيحٍ مُنَعَّم
بأفراخِهِ . وهو الحَصِينُ المُسَوَّرُ!
وضِقْتُ بهذا العَيْشِ ذَرْعاَ فَرَدَّني
قَضائِي إلى ما كنْتُ أَخشى وأَحذَرُ!
غَدَوْتُ هِزَبْراً يسْتبِيحُ بِحَوْلهِ
وقُوَّته ما شاءَ .. يَنْهى وَيأْمُرُ!
كما المَلِك الجَبَّار تَعْنو لِحُكْمِهِ
رَعِيَّتُهُ. لو غاصَ في الصَّدْرِ خَنْجَرُ!
له مَأْكَلٌ منهم. لهُ خَيْرُ مَشْرَبٍ
وهم طَوْعُ ما يُملي وما يَتَخَيَّرُ!
وقد يَسْتوي ما بَيْنَهُم فَتَرُوهُمْ
بَراثِنُ حُمْرٌ تَسْتذِلُّ وتُنْذَرُ!
شَقِتُ فَناداني غَدٌ مُتَذَمِّرٌ
خَسئْتَ فَبِئْسَ الظَّالِمُ المُتَجَبِّرُ!
فقُلْتُ له مَهْلاَ فإِنِّي لَكارِهٌ
حَياتي فإِني الخاسِرُ المُتَبَطَّرُ..!
وأَسْدُرُ في غَيِّ الحياة وأَرْعَوي
فَاَبْكِي.. وتَطْوِيني رُؤاها وتَنْشُرُ!
وإنِّي على ما كانَ مِنِّي لَنادِمٌ
فهل ندمِي يُجْدي.ويُجْدي التَّدَبُّرُ؟!
فقال .. بَلى . إنَّ التَّدَبُّرَ نِعْمَةٌ
عَلَيْكَ. وقد يَتْلُو.. فَيَهْدِي التَبصُّرُ!
وأَغْضَيْتُ لا أّدْرِي أَقَرْناً صَرَمْتُهُ
وإلاَّ قُروناً .. ثم كانَ التَّغَيُّرُ..!
فَألْفَيْتُنِيِ ظَبْياً غريراً .. وظَئْرُهُ
بِجانِبي . فارتْاحَ مِنَّي التَّصَوُّرُ!
ولكِنَّني أَحْسَسْتُ خَوْفاً مُمَزَّقاً
حَشاي . ولَوْلا الله ما كنْتُ أَصْبِرُ!
فَلِلًّهِ ذِئْبٌ مُشْرَئِبٌ لِصَيْدِهِ
ولّلِه ما يَلقى من الذَّئْبِ جُؤْذَرُ!
ولكِنَّني رَغْمَ الرَّدى كنْتُ راضِياَ
بضَعْفي. فَكَمْ أَشقى ودَمَّرَ عَنْتَرُ!
وشاءَتْ مقاديري نَجاتي. ورُبَّما
نجا الضَّعْفُ مِن كِسْرى. وحاباهُ قَيْصرُ!
قُرُونٌ مَضَتْ ثم انْتَهَتْ بي لِصَحْوَةٍ
مُغاضِبَةٍ.. تُبْدِي الأُمورَ وتَسْتُرُ!
تراءى بها رُوحي العَجيبُ وهَيْكَلي
كما كانَ إنساناً بَراهُ التَّطَوُّرُ!
فَأَطْرَقْتُ ما أَدرِي. أَأَرْبِحُ بالَّذِي
رَجَعْتُ إليه اليَوْمَ؟أَو سوْف أَخْسَرُ!
أَرى في حَناياي الضَّلالةَ والهُدى
خَصِيمَيْنِ من سَيْفَيْهما أَتَقَطَّرُ..!
تَحَيَّرتُ ..أَطْواري العَدِيدَةْ كُلُّها
سلامٌ وحَرْبٌ. نَعَجَةٌ وغَضَنْفَرُ!
وأَنْكِرُ مِنْها حَالَتَيْها.. وأَنْثْني
وقد مَسَّ أَعْصابِي الوَنى والتَّوَتُّرُ!
فأَيُّ سَبِيلَهْا أَنُوءُ بِكَلْكَلٍ
إذا سرْتُ فِيه . شَدَّ ما أَتَحَسَّرُ..!
لقد كانَ يَلْوي من خُطاي تَرَدّدِي
وعادَ فألوى من خُطايَ التَّهَوُّرُ!
وأَتْخَمنَي مِن بَعْد مَخْمَصتي الغِنى
ومِن بَعْد فَقْرِي نالَ مِنِّي التَّضَوُّرُ!
كفَانيِ من العَيْش الرَّضِيَّ. وَضِدَّهِ
كَفاني وإنْ لم يَسْتَذِلَّ التَّعَثُّرُ!
متى أَهْتَدِي لِلرُّشْدِ دُونَ غِوايَةٍ
وأَحْظى بِوِرْدٍ حِينَما شِئْتُ أَصْدُرُ؟!
متى قَلِقِي هذا يَعودُ سِكِينَةً
فَأَرْتَدُّ مِنْها بالحقيقةِ أَجْهَرُ؟!
لقد كنْتُ قَبْلَ اليَوْم أَهْدى تَفَكَّرا
فما لي بهذا اليَوْمِ لا أتفكَّرُ؟!

ريحانة شمران
06-20-2024, 02:10 AM
» محمد حسن فقي » ابتهال

ماذا يُجْديني البكاءُ على المرابِعِ والطُّلولْ؟!
ماذا يُجْديني البكاءُ على السَّقامِ .. على الأُفولْ؟!
ماذا يُجْديني البكاءُ على التَّفَاهَةِ والحُفولْ؟!
إنَّ انتهَيْتُ . فَلَيْسَ عنْدي يا رِفاقي ماَ أقولْ!
***
ماذا أُريدُ من الحياةِ
وقد سَئِمْتُ من الحياةْ؟!
فلقد لَقِيتُ بها المظالمَ
من جَهابِذَةِ الجُناةْ!
هم يَظْلِمونَ.. ويَحْسَبونَ
بأنَّهم ضَرَبَوا العِظاتْ!
ويطُالِبُونَكَ بالولاءِ
وبالثَّناء على الحُماةْ!
***
وأَرَى الكثيرَ من الأَنامِ
يُمَجَّدونَ ويَخْضَعونْ!
ويقول قائِلُهم صَحِيحٌ ما أتاه السَّيَّدون!
فأقولُ وَيْلي .. وَيْلَهُمْ.. إنَّا لَنَحْن الضَّائعونْ!
كيف الخُنُوع لمن يُضامُ
فَيَصْبِرونَ ويَضْحكُونْ؟!
***
ولقد أَخاف من الرِّعاعِ
فَاُوثِرُ السَّلْمَ المهِيْن!
فإذا ضَمِيري يَشْرَعُ
السَّوطَ المُخِيفَ. فاسْتِلَينْ!
وأَعُودُ.. لكِن بِهَمْس
خَوْفَ بَطْشِ الباطِشينْ!
فَلعَل مِنْهم واحِداً
يَهْفو إلى الحَقِّ المُبِينْ!
***
هذه الحياةُ قَسَتْ عَلَيَّ
على الضَّمِيرِ الرَّاشِدِ!
فأنا وإيَّاهُ على حَرْبٍ تُقِضُّ مَراقِدي!
إنَّي أّخافُ . ولا يخافُ
من القوِيِّ الرَّاصِدِ!
فأَنُوءُ بالكْيدِ المُنِيخِ
ولا يَنْوءَ بكائِدِ!
***
ويَدُورُ فيما بَيْنَنا
جَدَلٌ فَيَنْتَصِرُ الضَّمِيرْ
وأَعودُ مُنْدحراً أُسِيلُ الدَّمعَ من طَرْفي الحَسِيرْ!
فقد اسْتَبان مَصِيرَهُ
وأنا عَمِيتُ عن المَصِيرْ!
شَتَّانَ ما بَيْن الجَليلِ سما . وما بَيْن الحَقيرْ..!
***
ولقد خَضَعْتُ له بقَوْلي . لا بِفِعليِ الشَّائِنِ
فإذا أنا المَشْنُوءُ .ذُو الوَجْهَيْن.. أَحْقَرُ مائِنِ!
تَجْري سفائِنُهُ بِرَهُوٍ
ضِدَّ جَرْي سفائني!
أَخشى بها غَرقي . وما يَخْشى .. فَلَيْسَ بِواهِنِ!
***
هذي حَياتي .. كيْفَ لا أشقى بِها.. وأكُونُ ناعِمْ؟!
عَيْشِي بها عَيْشَ الأَرانِبِ بَيْن أَشْتاتِ الضَّيَاغِمْ!
أَصْبُوا إلى أَمْني .. وكَيْف
الأَمْنُ في دُنْيا الأّراقمْ؟!
وَيلي فقد أحْنَيْتُ ظَهْري
واسْتَكَنْتُ إلى المغَارِمْ!
***
أَفَبعْد هذا أسْتِنَيمُ
إلى الحياة وأَسْتَرِيحْ؟!
وأنا بها وَحدي الجَرِيحُ
المُسْتَكِينُ.. المُسْتبِيِحْ!
أشْكوى بها البَلْوى
ولكِنَّي أُصِرُّ على القَبِيحْ!
كيف الحياةُ بها؟! وكيف
الرَّكضُ للِعاني الكَسِيحْ؟!
***
إنِّي لأَخْجَلُ من شكاتي
للذي بَرَأَ الحياةْ!
وأنا الأثيمُ. وقد حباني
الله ما يؤتى النَّجاةْ
فَشَربْتُ مِن مُرِّ الأُجاجِ
وقد حبا الله الفُراتْ!
وأَشَحْتُ عن دَرْبي القَوِيمِ
وكَرَّمَ الدَّرْبَ السَّراةْ
***
يا رَحْمَةَ الله اسْتَبِيني
لِلْغَوِيَّ. وقد تَهاوى!
للدَّرْكِ.. والشَّيطانُ يُلهِمُه أباطِيلَ الفتاوى!
لا تَتْرُكيه لَقاً .. فقد
حَرَقَتْهُ نِيرانُ الدَّعاوى!
أنْتِ الطَّبِيبُ.. فهل أكون
إذا رَحِمْتِ أنا المداوي؟!
***
إنَّ النَّشاوى يَنْقمُونَ
فهل أكُونُ من النَّشاوى؟!

ريحانة شمران
06-20-2024, 02:11 AM
» محمد حسن فقي » تهاويم

إحْذَريني. فما أبالي وقد طالَ دلالُ الهوى .. انْصرافَكِ عنَّي!
إحْذَريني. فقد سَئِمْتُ من الدَّلِّ
وأَمْسَيْتُ لا أّطِيقُ التَجَّنِّي!
إحذريني. فقد غَدَوُتُ عَيُوفاً
يَضَعُ الزُّهْدَ في مكانِ التَّمَنِّي!
إحْذَريني.فقد أعُودُ عَصَوفاَ
بعد فَرْطِ الحَنانِ. ممن سُوءِ ظَنِّي!
يا لَها مِن مَعاركٍ أَذَنَتْني
بانْدِحارٍ في الحَرْبِ. مِنْكِ. ومِنِّي!
كيف يَهْوي الحُبُّ المكينُ بِقبلبٍِ
ضالِع في الهوى . إلى دَرْكِ ضَغْنِ؟!
ضاعَ لَحْني الذي تَغَنىَّ زَماناً
بهوانا.. فما أَطِيقُ التَّغَنِّي!
وغدا حائِرا.. وكانَ قَويّاً
ولأَنتِ التي ابْتَلَتِ بِوَهْنِ!
***
إحْذَريني.غَداً فقد يُنْبِتُ الشَّوكَ تُرابي حِيناً. ويُنْبتُ زَهرا!
واذكري أنَّكِ ارتَوَيْتِ.. وما زِلْتُ ظَمِئاَ. فَرُحْتِ بالنَّصْرِ سَكْرى!
لا تَظُنِّي الرَّوْضَ النَّضِيرَ سَيَبْقى
مُخْصِباَ. والسَّحابُ يَشفِيِهِ غَمْرا!
لا تظني هذا . فقد يُصْبِحُ الرَّوضُ جَدِيباً.. ويُصْبِحُ الحُلْوُ مُرَّا!
إنَّ حُبِّي الظَّمِىءَ بعد تَجَنِّيك
سَيَبْني إلى الملاحِمِ جِسْرا!
وسيَتْلُو من الملاحِم ما يُشْجِيِ
نَثِيراً من الكلامِ وشِعْرا!
وسيَغْدو فَوْقَ الذُّرِى وحوالَيْهِ أُلُوفٌ من المفاتِنِ تَتْرى!
كُلُّها تَجْتَبِيهِ.. فالعَلَمُ الفَرْدُ
جديرٌ بالحُبَّ صَفْواَ.. وَطُهْرا!
***
وسَتَبْقِينَ بَيْنَ أَقْزامِكِ الغُلْفِ
وقد أَصْبَحَ الخُلودُ بَعيدا!
ولقد كانَ في يَدَيكِ فأمْسى
نائِياَ.. نائِياً.. يَصُونُ القَصيِدا!
واحْتَوَتْهُ الحِسانُ يُمْلِي عَلَيْهنَّ
من الغَالِياتِ دُرّاً نَضِيدا!
في ظِلالٍ من الخمائِلِ يَعْبقُن
بعِطْرٍ.. ويَسْتَطِبْنَ النَّشيدا!
رَدَّدَتْ زَيْنَبٌ وهِندٌ أغانِيَّ
وقد نَهْنَهَ الهوى التَّغْرِيدا!
قاَلتا في انْتِشائَةٍ أَطْرَبَتْني
ليْتَ هذي الحياةَ تُعْطِي المَزِيدا!
أَوْرَقَتْ في صُدورِنا ونَمَا الزَّهْرُ
بها واسُتُحالَ عَيْشاً رَغيدا!
ليْتَ هذا الفِرْدَوْسَ يبْقى مدى
العُمْرِ. فما أَرْوَعَ الجَنى والحَصِيدا!
***
وتَتَاَلتْ عليّ في الرَّوْضِ أسْرابٌ
من الغِيدِ.. كلُّهُنَّ فُتُونُ!
يَتَحَلَّيْنَ بالعَفَافِ وبالكِبْرِ اعْتِزازاً.. فالحُسنُ غالٍ مَصُونُ!
رُعْنَني فانْبَرَيتُ أَطرِي فَصَفَّقنَ
وأّذْكَتْ قُلوبُهُنَّ الشَّجونُ!
قُلْنَ لي أيُّها الهزارُ تَرَنَّمْ
بشَوادِيِكَ. لا طَوَتْكَ المَنُونُ!
فارْتَوَيْنا مِن بَعْد طُولِ جَفافٍ
واسْتَقامَتْ بعد الْتِواءٍ غُصُونُ!
وسَمِعنا الشِّعْرَ الطَّرِيفَ ومِن
قَبْلُ تَعاوتْ على السَّماع المُجُونُ!
أفَسِحْرٌ هذا. وإلاَّ بَيانٌ
رائعٌ؟أوْ شوامِخٌ وحُصُونُ؟
شَهِد الله أنَّ هذا يَقيِنٌ
تتهاوى به. وتَشْقى الظُّنُونُ!
***
قُلْتُ سُقْياً لَكُنَّ أّيَتُها الحُورُ
ورَعْياً..فإنَّني لَسِعيدُ
شاقَني تَالِدي فلمَّا بَدَوْتُنَّ
توارى عن الطَّرِيفِ التَّلِيدُ
ومن القُرْبِ من حِماكُنَّ أّحْسَسْ
تُ بدِفْءٍ يَذّوبُ منه الجَلِيدُ
ما أُحَيْلى هذه الحياةَ إذا طابَتْ
فأقْصى الغَوِيَّ منها الرَّشِيدُ
***
كم جَدِيدٍ من الحياةِ .. قَديمٌ
وقَديمٍ مِن الحياةِ .. جَدِيدُ
هو سِرُّ الغَيْبِ المُسَرْبَلِ بالحُجْبِ
وسِرٌّ على العُقُولِ عَنِيدُ..
شَفَّني أَنْ عَجِزْتُ مِنه عَن الفَهـ
مِ وما شَقَّهُ بَلائِي الشَّديدُ
أيُّها الغَيْبُ . أَنَتْ نُعْمَى . وما نَدُرِي
وأَوْلى أنْ يِسْتَعِزَّ الوَصيدُ!

ريحانة شمران
06-20-2024, 02:12 AM
» محمد حسن فقي » صراع


تنْهَشُني الأَثامُ نَهْشَ الذَّئابْ
وتَنْثَني عنَّي جياعاَ غِضابْ!
يا نفس قد أَوْرَدْتني مَوْرِداً
ذَهابُه يُصِدُ دُوني الإِيابْ!
حاوَلتُ أَنْ أَرْجِعَ لكنَّني
وَجَدْتُني أَشْتاقُ عَذْبَ الشَّرابْ!
فكيف لي يا نفسُ أَنْ أَرعَوِي؟!
كيف.. وأَنتِ الغَيُّ. أَنْتِ العَابْ؟!
ظَمِئْتُ للماء فأَدْنَيْتِني
لا لِلفُرات العَذْبِ. بل للسَّرابْ
يا لَيْتَني عاصَيْتُ داعي الهوى
حتى ولو أَدْمتْ جُنُوبي الحِرابْ!
مضى شبابي واغِلاً في الخَنى
وخَيْرُ ما نَمْلِكُ.. نحن .. الشَّبابْ!
وها أنا اليَوْمُ بِشَيْخوُخةٍ
وانِيةٍ تَسْلُكُ تِلْكَ الشَّعابْ!
متى أَراني عائداً لِلْهُدى
ما أَشْتَهي الكَأْسَ. وحُلْوَ الكِعابْ؟!
أرى رِفاقي بعد ما أَمْعَنُوا
في اللَّهْو عادُوا خُشَّعاً للصَّوابْ!
فهل أنا وَحْدي الذي يَجْتَوي
رَشادَهُ.. مُسْتَهْدِفاً لِلْعِقابْ؟!
وهل أنا الغاوِي الذي يَسْتوي
بِدَرْكِهِ المُظْلِم.. دُونَ الصِحاب؟!
أمامَه الأخْرى .. ويا وَيْلَتا
من سوء ما سَطَّرهُ في الكِتابْ!
يا وَيْلهُ وهو الذَّكِيُّ الذي
يَعرفُ ما يَلْقاهُ يَوْمَ الحِسابْ!
كيف تَوارى عَقْلُهُ في القَذى؟!
كيف تَوارى حِسُّهُ في التُرابْ!
فَكّرَ في الرُّشْدِ.. ولكنَّهُ
عاصاهُ.. ما أَوْحَشَ سُودَ الرِّحابْ!
آثَرَ مِن ضَغْطِ الهوى قِشْرَهُ
واختارَهُ دُون كريم اللُّبابْ!
فَيا لهُ مِن بُلْبُلٍ عاثِرٍ
بَدَّلَ بالشَّدْوِ نعِيقَ الغُرابْ!
كانَ بِرَوْضِ مُونِقٍ حافِل
بالثَّمَر الحالي .. بما يُسْتطابْ!
من زَهْرٍ يَنْفَحُ عِطْراً.. ومِن
جَداوِل تَحْلو كماءِ السَّحابْ!
كانِ له شِعْرُ بَديعُ الرُّؤى
مُحَلِّقِ ..مُسْتَشْرِفٍ كالشَّهابْ!
يُضيءُ بالشِّعْر جميعَ الصُّوى
فَيُرْشدُ السَّاري. ويَشْفي المصابْ!
يُجلُّهُ الرَّبْعُ.. ويَعْلو بِهِ..
لأّنهُ يَرْفَع عَنْه الحَجابْ!
لأَِنَّه يُسْدِي إليه المُنَى
تَخْطُرُ بالحِلْيِ وغالي الثَّيابْ!
مُهَنْدسِاً كانتْ له حِكْمةُ
تُعِيدُ للْعُمْرانِ .. بعد الخَرابْ!
كأَنَّما يَغْرفُ مِن عَلْيًم..
دُرَّا يُحَلِّي زَيْنَباً والرَّباتْ!
وتَقْتَنِيهِ النَّاسُ ذُخْراً لهم
لأَنَّه يَحْمِلُ فَصْلَ الخِطابْ!
فَما لَهُ يَهوي إلى حفرة
لَيْس بِها إلاَّ طَنِينُ الذُبابْ!
مُظْلِمَة.. مُفْضِيَةٌ للِردَّى
كالقَبْرِ ..يالَ الخِزْي . يالَ التَّبابْ!
ماضِيةِ يَسْتَصْرِخُ مِن حاضِرِ
هُداهُ.. والحاضِرُ يُخْفي الجَواب!
لأَِنه اسْتَلًم في شِقْوَةٍ
بِسَطْوَةِ أَلْوَتْ به فاسْتَجابْ!
يَرْحَمْهُ الله.. وكم أَنْقَدَتْ
رَحْمَتُه. كم أَخْصَبَتْ من يَبابْ!
كم أَكْرمَتْ مِن خاسِرِ آبِقٍ
فطابت العُقْبى. وطابَ المتابْ!
لقد رَأىِ بَعْد العَمى نَيْزكاً
يُضيءُ. فاسْتَأَنس بَعد اغْتِرابْ!
قال.. لَعَلَّ النَّجمَ مِنَ بَعْدِهِ
يَأْتي. ويَأتي البَدْرُ بَعْد الغِيابْ!
فَيَرْجعُ الطَّيْرُ إلى رَوْضِهِ
مُغَرِّداَ بعد طَويل النُّعابْ!

ريحانة شمران
06-20-2024, 02:12 AM
» محمد حسن فقي » مغاني الشاعر

ظلَّليني..
فأنا من وَقْدَةِ الشَّمْس صَرِيعْ!
وأنا من ثَدْي آلامي رَضيعْ!
راحَ عن حِسَّي وعن فِكْري الرَّبيعْ!
فتهاويْت إلى القاعِ وغَشاني من القاعِ الظَّلامْ!
***
واجْذُبيني..
نحو هاتِيكَ المغاني الشَّيقَّاتْ!
نحو رَوْض حافِلٍ بالمونِقاتْ!
وغَديرٍ سال بالعذبِ الفُراتْ!
وحياةِ طابَ من أًفْيائِها حتى الخِصامْ!
***
وذَرِيني..
أجدُ اللَّذةَّ في حُلوِ الكرى!
أَجدُ الرَّاحةَ مِن طُولِ السَّرى!
أجِدُ الفَرْحَةَ ما بَيْنَ الوَرى!
فلقد عُدْتُ من العُزْلًةِ. من فَرْطِ الجوى الضَّاري حُطامْ!
***
واعْذُريني..
إن تَلَمَّسْتُ هَوَى مُسْتَعْذَباً يَطْوى شُجُوني!
فلقد كِدتُ.. وقد رَوَّعْتِني.. أَلْقى مَنُوني!
ولقد تُورثُنِي البَلوى . وما أَهْوَلَ طَغْواها جُنُوني!
فأراني ويَراني النَّاسُ شِلْواً ورُفاتاً مُسْتضامْ!
***
قد تَبَدىَّ لي من الغيدِ فُتُونٌ مِن سِواكي!
لم أكُنْ أَحْسَبُ أنِّي سوفَ أَنْجُو مِن هَواكي!
فلقد كنْتُ على الجَفْوةِ والصَّدَّ فتاكي!
ما أبالي بالذي أَلقاهُ يا لَيْلايَ من عَسْفِ الغَرامْ!
***
ورأَيْتُ الغيد يَشْجون جَمالاً وحَنانْ!
عَرَفوا الشَّاعِرَ يَسْتَلْهمُ.. يَشْدو بالحِسانْ!
فهو كالطَّيرِ.. بِحُورٍ .. يتغنى .. وجِنانْ!
فاحْتَوَيْنَ الطَّيْرَ فاسْتحَلى وأَغراه المُقام!
***
إنَّه الفِرْدّوْسُ يا لَيْلايَ. ما أَحلاهُ مِن بعد جَحِيمي!
لم يكُنْ عِنْدَكَ ما يَفْضُل هذا مِن نَعِيم!
لم يكُنْ عِنْدَكِ ما يعَصفُ باللَّيْل البَهيم!
وَلَدَيْهُنَّ هُنا الفَجْرُ. لَدَيْهُنَّ الذي يُذْكى الغَرامْ!
***
ولقد أَلْقَيْتُ رًحْلي ههُنا .. مُنْعَتِقا!
مِن شجونٍ. من قُيُودٍ .. لم تُتِحْ مُنطَلَقا
لم أَجِدْ في الرِّقِّ . يا ليْلاي . إلاَّ الحُرَقا!
وهُنا حُرِّيتي .. حُبِّي اسْتطابا الرَّوضَ يَشقيِه الغَمام!
***
ما أراني في مَجالي الحُسْن إلاَّ بُلْبُلا!
شادِياً بالشَّعْرِ. باللَّحْنِ. وأَطوِي السُّبُلا!
أَبْتَغِي لي .. لِلْورى .. أنْ يَنْهلا
من رَحيقِ الحُبِّ ما يَطْوِي ضَبَاباً وقََتامْ!
***
يا يَراعي .. كُنْ لآلام الأَناسِي بَلْسَما!
كُنْ وَضيئاً .كُنْ قَوِيماً . كُنْ لِرُوحي مَغْنَما!
لا تكُنْ لي يا صَديقي.. في حَياتي مغْرَما!
بَل كُنِ السَّيفَ على الغَيَّ. ولا تَخْشَ الصِّدامْ!

ريحانة شمران
06-20-2024, 02:12 AM
» محمد حسن فقي » الذكريات ..

ذكرياتي تُمزَّق من قلْبي
وتُشْجي حِسِّي الرَّهيفَ ولُبَّي!
أَيَّها اسْتعْرَض الضَّمِيرَ تَبَدَّى.. شَرِساً .. حانياً .. مُشيحاً .. مُلَبَّي
يا لها من دَياجرٍ يَسْطعُ النُّورُ
بأطْرفِها.. فأَبْصُر دَرْبي!
ولقد تَطْمِسَ الدَّياجى سنا النُّورِ
فأَسْري على ضَلالٍ ورعبِ!
رُبَّما كنتُ مِن رُؤاها كَطْيرٍ
وادِع. أو مُواثِبٍ مِثْلَ ذِئْبَ!
قد يكون الحبيب منها كروض
ويكون الرحيب منها كجُبَّ!
أيُّها الفِكْرُ.. أيُّها الحِسُّ ماذا
تَرَياني .. كُونا الخَدينَيْنِ جَنْبي!
***
وارْعياني.فَرُبَّما دّغْدَغَتْني
بخَيالٍ مَضى .. وخلَّف جَمْرا!
قَرَّبَتْ لي به المَعاد إلى الحُسْنِ
وَضِيئاً أَشْقى وأَسعَدَ دَهْرا!
قابَ قَوْسَيْن عادَ مِنَّي فَصدَّقْتُ
فَأَرْخى عليه دُونيَ سِتْرا!
لمَ هذا العَذابُ يَفْتَحُ جُرْحاً
ينزف الروح بادياً .مُسْتَسِرَّا؟!
لا.. فما أعْذَبَ العذَابَ إذا ما
بِلظاهُ سَمَوتُ حِساً وفكْرا؟!
هو أّجْدى مِن المَسَرَّة إلْهاماً
وأَعْلى منْها مَكاناً وقَدْرا!
كان دَرْبي إلى النُّجوم . فما
عاقت صِعابٌ عنها. وكان الأبَرَّا!
رُبَّ وَصْلٍ يَثْني عِنانكَ إنْ
سرْتَ. وهَجْرٍ يُجَرُّ للمجْدِ جَرّا!
فَاكْوِني أيُّها العذابُ. فما كنْتُ لأَِشْكو وأَنْتَ تَمْنَح دُرَّا!
***
مَيَّزَتْنِي هذي الملاحِمُ في الشعر
كأَني بها المُمَلَّكُ كِسرى!
وكأَنَّي إذا تَرنَّمْت بالشَّعْرِ
أُجَلَّي رُؤى وأَنْفُثُ سِحْرا!
***
يا نَجِيَّي.. أُرِيدُ جَزْراً من الحُبَّ
سَخِيَّ اللُّهى لطَيفَ المَعاني!
ولقد أَشْتَهِيه مَدّاً. ولكِنُ
غَيْرَ مُثْنٍ عن السُّمُوِّ عناني!
فإِذا شاء حُسْنُه العَسْفَ
أنكرت عليْه ومنْه تلْو الأَمانِي!
وتَنَكَّبْتُ دَرْبَهُ. فأنا الشَّادِي
بِه الحُرُّ .. لا صَريعَ الغَواني!
***
ولَئِنْ كُنْتُ يافِعاً أَتردَّى
في مهاويهِ .. مُثْخَناً بِجِراحي!
فأَنا اليَوْمَ بعد أَنْ شِخْتُ
لا أَخْضَعُ إلاَّ لعِزَّتي وطِماحي!
وجَناحي المَهِيضُ بالأمْسِ أَضْحى
كجَناحِ الصُقُورِ أَقوى جَناح!
فإذا ما اسْتَفَزَّ حُسْنٌ تَنادَيْتُ
لِرَوْضٍ مُكَلَّلٍ بالمِلاحِ!
***
خَلَّدَ الشَّعْرُ مُنْذُ أَنْ ضَوَّءَ الحُسْنُ وأَشْجى.. سناءَهُ وعَبِيرهُ!
وَتَبَتَّلتُ أكْتَفى منه بالنَّظْرَة
إنْ حاوَلَ الغُواةُ سَريرَهْ!
فهو عِنْدي نَجْوى اليَراع. ما أَجْمَل
عِنْدي فَوْق الطُّروسِ صَرِيرَهْ!
وهو أَحْلى صَوْتٍ لَدَيَّ وأَنْداهُ
ندى السُّحُبِ نَسْتطيبُ مَطِيرَهْ
***
كانَ هذا الفُتُونُ مُذْ غَرَّذَ
الشَّعْرُ وغَنَّى. فِرْدَوْسَه وسَعِيرَهْ
كانَ يُشْجِيه ثم يُصْليْهِ
ما أَرْأَفَ هذا . وما أَشَدَّ نَكِيرَهْ!
ما الذي فِيَّ دُونَ غَيْرِي من الخَلْق؟! أَبِدْعٌ أنا يُحِبُّ نَذِيرَهْ؟!
فيراه البَشِيرَ.. ما أَعْجَبَ القَلْبَ
يَرى في النَّذِيرِ يُشْقي.. بَشِيرَهْ!

ريحانة شمران
06-20-2024, 02:13 AM
» محمد حسن فقي » أنا .. والناس ، حوار مع النفس!

ليس لي أنْ أقولَ شعراً وهذي
نَفَثاتٌ تَفُوقُ.. شعراً ونثرا!
ومن العَدْلِ أَنْ أُمَتَّعَ سمعْي
بالذي شاقَني فَجَلىَّ وأَغْرى!
فأَمامَ المُبرِّزينَ أراني
عاجزاَ أَنْ أقولَ شَهراَ أَغَرَّا!
ولقد حاول اليراعُ فأَعْياه
البليغُ الذي إذا قالَ سَرّاً..!
ولقد حاول البيانُ فلاقى
بَعْد يُسْرٍ من المَلاحِمِ عُسْرا!
***
يا حُماةَ البَيان.. ما أَكرَم المرْءَ
إذا ما أقامَ لِلْحقَّ جِسْرا!
ولأَنْتُمْ بُناته فَذَروهُ
يَرْفَعُ الرَّأْسَ بالمآثِرِ تَتْرى!
إنَّ مِنَّا الكثيرَ صَرْعى الأباطِيل
ومِنَّا الكثيرَ في القَيْدِ أَسْرى!
فَعسانا بِما نَطِيِقُ من القَوْل
رشيداً نَشُدُّ للحَقَّ أَزرا!
إنَّه الرِّبْحُ للحياة وإلاَّ
كان حَظُّ الحياةِ ذُلاً وخُسْرا!
***
ما أراني بَيْن العَماليقِ إلاَّ..
قَزَماً .. ما يَطِيقُ نَفْعاً وضَرّاً!
ولَوْ أنِّي اسْتطَعْتُ كنْتُ المُجَلي
في سباقي . والفارِسَ المُسْبَطرَّا!
غَيْرَ أَّني كنْت المُصَليَ في السبق
وكان الرِّفاقُ بالسَّبْقِ أَحْرى!
وحياةُ الورى حُظُوظٌ.. وحَسْبي
مِن حَياتي .. ما حَوَّلَ الشَّرَ خَيْرا!
***
ما حياةُ الأَنام إلاَّ هباءٌ
إنْ تَكُنْ لا تُتِيحُ مَجْداً وفَخْرا!
إنْ تَكُنْ بالقُشُورِ تَحْفَلُ..لا اللُّبَّ .وما بالقشورِ تَشْرُفُ ذِكْرا!
إنَّما تَشْرُفُ الشُّعُوبُ بما بانَ
مِن الذَّكْرِ حالِياً واسْتَسَرَّا!
حدَّثَنْني نَفْسي بأنِّي غَرِيبٌ
ما ترى لي بَيْن الوَرى مُسْتَقَرَّا!
قُلْتُ يا نفس. أَنْتِ تَدْرينَ
بالسَّرِّ.. وإنْ كنتِ لا تُقِيمين عُذْرا !
أَنْت من قَادني إلى العُزْلَة
المُرَّة.. حتى سَلكْتُ دَرْباً أَمَرَّا!
لمْ تَقُودي سُراتي في لاحِبِ
الدَّرْب.. وما كُنْتِ في الدُّجُنَّةِ بَدْرا!
لا تَلُومي مُرَزَّاً أَنتِ أَولى
مِنْه باللَّوْمِ. أَنتِ أَعظَمُ وِزْرا!
ضِقْتُ ذَرْعاً بِما أُلاقِى. فَكُوني
من فَتاكِ الحَسِيرِ أَوْسَعَ صَدْرا!
وذَرَفْنا دَمْعاَ سَخِيّاً.. فقد
كُنَّا سواءً بما اقْتَرَفْناهُ نُكْرا..!
هل يَرُدُّ الدُّمْع الغَوِيَّ إلى الرُّشُدِ؟ويَحْبُو على الرَّزِيَّةِ صَبْرا؟!
أَمْ تُرانا مَعاً نَعيشُ مع الغُرْبةِ
نَطْوِي الفَلا . ونَسْكُنُ قَفْرا؟!
أَيُهذِي الأَقدارُ قد يُصبِحُ الشَّوْكُ على مُرْتَضِيه.. وَرْداً وزَهْرا؟
ارْتَضَيْنا به .. ويا رُبَّ راضٍ
عادَ بعد الرِّقَّ المُسَخَّر حُرَّا..!
كم رُفاتٍ يَغْدو بهِ القَبْرُ صَرْحاً
وحياةٍ يَغْدو بها الصَّرحُ قَبْرا!
***
فاعْذُرُوني إذا اقْتَضَبْتُ. فما
أَقْوى على أَن أكُون في الجَوَّ صَقْرا!
كم تَمَنَّيْتُ أّنْ أكُونَ فَأَعْيَتْ
أُمْنياتِي . وكنْتُ في السَّفْرِ سَطْرا!
ورأيْتُ اليَومَ السَّجِلَّ فأغْضَيْتُ فهذا سفْرٌ يُواكِبُ سِفْرا!
قُلْتُ حَسْبِي أنِّي غَدَوْتُ من الطيْرِ
وأَنَّي وَجَدْتُ في الرَّوْض وَكْرا!
فَجَناحي المَهِيضُ أضْعَفُ من أَنْ
.. يَسْتَوِي مِثْلَهُنَّ في الجَوَّ نَسْرا!
***
يا نُحاسي الرَّخِيصُ .. لن تَخْدَعَ النَّاسَ . ولن يُبْصروك ماساً وتِبْرا!
عَرَفَتْ قيمتي حَناياي سِرّاً
ثُمَّ قالَتْ .. قُلها لِرَبْعِكَ جَهْرا!

ريحانة شمران
06-20-2024, 02:13 AM
» محمد حسن فقي » أينا الخاسر ؟

عدْني بِوصْلٍ منكَ يا فاتِني
فأنْتَ لي مَصْدَرُ إلْهامي!
وأنت لي دُونَ الورى مُتْعَةٌ
تُشُعِلُ أَطْراسي وأَقْلامي!
جاشَتْ بصَدْري ذِكْرياتٌ لها
عِطْرٌ بأيَّامي وأَحلامي!
أيَّامَ كنْتَ الفاتِنَ المُسْتوِي
بِمُهْجتي. والمُغدِقَ إلهامِي!
***
إنَّي أُكَنَّي عَنكَ مِن بَعْدِما
لاقَيْتُ مِن هَجْرِكَ مَا أَسْقَما!
شَقِيتُ منه. يا لَهذا الهوى
شّرِبْتُ منه سَلْسَلاً .. عَلْقما!
كانَ اللَّظى يَسْلِبُ ِّمنِّي الكرى
حِيناً.. وحِيناً كانَ لي بَلْسَما!
وكانَ لي في شَفَتَيْهِ اللَّمى
يُسكَرني .. يَجْعَلُني المُلْهَما!
***
وكنتُ لا أُبْصِرُ إلاَّ المُنَى
مُشْرقةً.. تُورِدُني جَنَّتي!
إلاَّ الطُّيورَ الشَّادِياتِ التي
تُطْرِبُني.. تُشْعِلُ لي صَبْوَتي!
لا فِكرتي تِشْغَلُني بالذي
يُكْرِبُ كالأَمْسِ. ولا مُهْجَتي!
أَوّاهِ كانَت سوى فَترةٍ
حالِمةٍ .. ثم انْتَهَتْ فَتَرَتي!
***
ودَهَمَتْني يَقْظَةٌ كالرَّدى
قاسيةٌ.. جَفَّ بها جَدْوَلي!
أَذهَلني منها عُزُوفُ الهوى
عنِّي. كَسَهْمٍ حَطَّ في مَقْتَلي!
ما كانَ أَقساهُ. فكيف ارْتَضى
سفكَ دَمي؟! كيف لَوى مِفْصَلي؟!
ما كنْتُ هائِماَ يَكْتويِ
فَيَرْتَضِي باللَّهب المُشْعَلِ!
***
وكانَ لِي النَّجْمَ الذي أَهتدي
بِنُورِه في الحالِكِ المُظْلِمِ..!
يَسْخو بْه من غَير ما مِنَّةٍ
سخاءَ مَنْ يَحْنُو على المُلْهَمِ..!
كانَ هو المُلْهْمُ هذي الرُّؤى
كأَنَّما يَغْرِفُ مِن مِنْجمِ..!
يَحُوطُني بالحُبَّ يَروِي به
صَدايَ رِيَّ المانِحِ المُنْعِمِ..!
***
وقال لي يَوْماً .. أَلا تَشْتَهي
جَنايَ؟! إنَّي لا أُبِيحُ الجَنى!
إلاَّ لمن كانَ شَدِيدَ الجوَى
مُسْتَعْذِباً فيه الضَّنى والوَنى!
فإِنَّه يَحْظى به ناعِماَ
من شِقْوَةٍ يَشْتارُ مِنْها المُنى
وأَنْتَ حتى الفَقْر تَرْضى به
منه.. فَبَعْضُ الفَقْرِ بَعْضُ الغِنى!
***
قد كُنْتَ هذا.. واصِلاً.. حانِياً
فكيف ضَرَّجْت الهوى بالصُّدُودْ؟!
كيف تَحَوَّلْتَ إلى عاصِفٍ
أَهْوِي به للسَّفْح بعد النَّجُودْ؟!
ما كُنْتُ أسَتَأْهِلُ هذا الأسى
ما كُنْتُ أسْتَأهِلُ هذا الجُحُود!
خَسِرْتَني .. قد كنْتَ تَعْلو الذُّرى
مِنَّي. وقد كنْتَ تُلاقي الخُلُودْ!
***
راوَدَني الغِيدُ .. فلم أَنْجَذِبْ
لَهُنَّ.. لم أَحفَلْ بحور الجنانْ!
كُنَّ على ما يَشْتِهيه الهوى
حُسْناً ودَلاَّ من حَصانٍ رَزَانْ!
يَشْغَفْنَ بالشَّعْرِ. وبالمُعْتَلي
به إلى النَّجْمِ.. وَضِيءِ البَيانْ!
وقُلْنَ لي .. دَعْ عَنْكَ تِلكَ الَّتي
تُشْقِي .. وأَنْتَ الحُرّ تأْبى الهَوانْ!
***
لسَوْف تَطْوِينَ الحَشا دامياً
منِ بَعْد أَنْ بارَحْتُ ذاك الحِمى!
فإِنَّني اليَومَ على صَبْوةٍ
تَحْمي. ولا تَسْفِكُ ِّمنِّي الدَّما..!
حَوْلي من الخُرَّدِ ما أَزْدَهي..
به. وما يَرْوِي شدِيد الظَّما..!
وهُنَّ يَطْوِين نَقِيَّ الهوى
فلا فؤاداً جائراً .. أَو فَما!
***
الحُسْنُ لَوْلا الشَّهْرُ ما يَسْتَوي
إلاَّ قَليلاً من حَنايا الوَرى!
الطُّهْرُ يُعْلِيهِ .. ويَهْوي الخَنى
به إلى الدَّرْكِ.. ويُغْوِي السُّرى!
والخُلْدُ لِلشّعْر إذا ما سَما
وعافَ بالعِزَّ خَسِيسَ القِرى!
عَلَيْهِ. أَنْ لا يَنْحَني صاغِرا
فالشاَّعِرُ. الشَّاعِرُ لن يَصْغَرا!

ريحانة شمران
06-20-2024, 02:13 AM
» محمد حسن فقي » مواجد .. وأشجان

سرَّبِتْ قُوَّتي السَّنونُ فَلَم تُبْقِ سوى عاجِزٍ أَسيفِ الحنايا!
جَرَّحَتْه السَّهامُ مِن كل صَوْب
وأطَلَّتْ عليِه سُودُ المنايا!
يَوْمُه مِثْلُ أّمْسهِ فهو غَرْثانُ
ولم تَرْوِهِ فَتَشْفي الرَّكايا..!
مِن ضَحايا الحياةِ لا الأَمْسُ يُرْضِيه. ولا يَوْمُه. فَوَيلُ الضَّحايا!
أَنكرتْني الرُّبُوعُ والأَهلُ والصَّحْبُ. فما لي منْهُنَّ غَيْرُ البَقايا!
وهي نَزْرٌ على الذي يُنْفِقُ العُمْرَ
على أّنْ يَنالَ بَعْضَ العَطايا!
من مكانٍ يُقِلُّهُ.. وسماءٍ..
ظَلَّلَتْهُ .. فَكرَّمَتْها الحَنايا!
ورَعيلٍ من أَهِلهِ.. ورِفاقٍ
شَغَفُوه حُبّاً يِحُلْوِ السَّجايا!
ظَلَّ حِيناً مُنَعَّماً يِغَوادِيهمْ
سواءٌ بِجَهْرِها والخفايا!
***
ثُمَّ أَمْسَيْتُ لا أَطيقُ سوى الوحْدةِ.. أَطْوِي بها الدُّجى وضَحايا!
فأَشاحُوا عَنَّي بِحَقٍّ. فما أَشْقى
وَحيداً مُطَوَّقاً بالرَّزايا!
أَتُراني اشْتكَيْتُ ضَعْفاً مِن الوِحْدةِ؟! أنَّني اشْتَكَيْتُ الدَّنايا؟!
رُبَّما كان في اعْتِزالي عن النَّاسِ
رُضُوخٌ لِسطْوَةٍ مِن هَوايا!
أَوْ عُزُوفٌ عن اللقاء؟! فكم
أَخشى لِقاءً من حاقِدٍ مَوْتُورِ؟!
نالَني مِنْهُمُ العَذابُ وما يَعْبأُ
لُبَّي بِشائِهاتِ القُشُورِ!
ولقد عَطْعَطُوا عَلَيَّ فقالوا
كيف يَمْشي في المَنْهَجِ المَهْجُورِ؟!
كيف نَمشي في النُّورِ يَهْدِي ويَمْشي عاثِراً في حَواِلكِ الدَّيْجورِ؟!
أَفَمَسٌّ يِعَقْلِه .. أم ضَلالٌ؟!
أم غُرُورٌ يَرْميِ بِه للثُّبُورِ؟!
وَيْلًهُ يَتْرُكُ الصَّبا يُنْعِشُ
الرُّوح ويهفو بِطَيْشِهِ لِلدَّبورِ!
ضاقَ منه الهُدى . وسرَّ به
الغَيُّ وضاقَتْ بما جَناهُ الصُّدورُ!
يعْلَمُ الله أَنَّني أَسْلُكُ الدَّرْبَ سَوِيّاً .. وأَعْتَلي كالطَّيورِ!
في فَضاءِ رَحْبٍ . وما مَسَّني
الأَيْنُ ولا مَسَّني بِهِ مِن فُتُورِ!
في العَشِيَّ المُضَمَّخاتِ بِأَنْسامٍ يُدَغْدِغُن مُهْجَتي. والبُكُورِ!
فلَئِنْ ساءَهُم عُزوفى عن اللَّغْوِ
وأشقاهُمُ الرَّشِيدُ.. عُبُوري!
فَلَقَدْ سَرَّني . وهل يَشْتَكي
المَرْءُ سَبيلاً يُفضي به للسُّرُورِ
فدَعِ الهَجْرَ يا فُؤادِي مِن
القَوْلِ. وسَجَّلْ منه كريمَ السُّطُورِ!
***
إنَّ هذي السُّطُورَ كالثَّمر اليانِع كالزَّهرِ عابقاً بالطُّيوبِ!
أسْعَدتْني بأُلْفَةٍ لَيْسَ فيها
كَالأَناسِيِّ حفنة من عُيُوبِ!
تتَبَدىَّ عَرائِسُ الشَّعْر فيها
بجَمالٍ حالى السَّماتِ. طَرُوبِ!
ومَهِيبٍ من غَيْر عَسْفٍ وطُغْيان . وما فيه وَصْمةٌ من دُنُوبِ!
فالحِجا فيه مُطْمَئِنٌ إلى الوَصْل
طَهُوراً بلا وَنىَ أَوْ لُغُوب!
والقُلوبُ المُتَيَّماتُ قرِيراتٌ
بما تَشْتَهِيهِ كُلُّ القُلوبِ!
عدْتُ منه بَعْد التَّدَلُّل مَحْبوراً
بِعِزَّ مِن الورى مَسلُوبِ!
ليْتَهُمْ يَعْرِفُونَ ما أَرْتَعُ اليَوْم
به بَيْنَ ماتعٍ وخَلُوبِ!
يالَ هذا الشُّروقِ يُدْفِءُ أحْشَائي. ويَطْوي الظًّلامَ بعد الغُرُوبِ!
لو رَأَوني.. رَأَوْا وُثُوبي إلى
القِمَّةِ في حِينِ أنَّهُمْ في السُّهُوبِ!
ورَأَوْني . وقد أَخَذْتُ من النُّجْح نصِيباً وأَمْعَنُوا في الرُسُوبِ!
لَتَوارَوْا خَلْفَ الحِجابِ وعاَدُوا
كَنِعاجٍ. ما إنْ لها مَن نُيُوبِ!
يا ذُبابًا يطِنُّ يؤذي ويُقْذي
أَيْنَكُم مِن فَواضِلِ اليَعْسُوبِ؟!
امْعِنوا في الرُّسُوبِ.. يا أَيُها
الرَّهْطُ.. ومُوتُوا غَيْظاً من الموهوب!
***
رُبَّ نارٍ غَدَتْ رَماداً .. ونار
تَتَلَظىَّ بجَمْرها المَشُبوب!
يُخْطِىِءُ الحاسب الغَرِيرُ.. وما تُخْطِىءُ يَوْماً براعة الحَيْسُوبِ!
لَيْتنَا نَسْتَفِيقُ.. فالخُلْدْ رَمْزٌ
يتهاوى بلَطْمَةٍ من شَعُوبِ!

ريحانة شمران
06-20-2024, 02:14 AM
» محمد حسن فقي » حورية .. وغانية

يا هِنْدُ عِشْتُ مُضَرَّجاً
بِدَمٍ يكادُ يَصِيح ظُلْما!
يا هِنْدُ عِشْتُ مُتَيَّماً
ومُهَذَّباً رُوحاً وجِسْما!
قد كنتُ أَحْسَبُكِ الوفيَّةَ
في الهوى. وَصْلاٌ وغُنْما!
عادَ اليَقينُ لَدَيَّ فيكِ
وقد غَدْرْتِ اليَوْمَ وَهْما!
ما كنْتُ أَحْسَبُ أنَّني
سأعُودُ بعد التٍّبْرِ فَحْما!
نأنا لَسْتُ صِفْراً إنْ أَرَدْتِ
وإنْ أَرَدْتِ أكُونُ رَقْما!
كلاَّ فإنِّي بعد غَدْرِكِ
قد غَدَوْتُ أَشَدَّ عَزْما!
***
يا هِنْدُ هل راجَعْتِ قَلْبَكِ
قَبْل أَنْ تَعِمي السَّجايا؟!
فارْتَحْتِ لِلْظُّلْمِ الرَّهِيبِ
ولم تُرَوِّعْكِ الضَّحايا!
ورأَيتِ أشْلاءً تَنِزُّ
ولم تُخَوِّفْكِ المنايا؟
ولَهَوْتِ ما بَيْنَ النَّدامى العاطِلينَ مِن المزايا!
وهُموا على جَذلٍ من الجّسَدِ المُلطَّخِ بالخَطايا!
كنْتِ السَّبِيَّةَ بَيْنَهمُ
وهُمُ العِطاشُ إلى السَّبايا!
يا لَلْهَوانِ.. لقد تَرَكْتُ
لكِ المباذِلَ والدَّنايا!
***
يا هِنْدُ. والأَمسُ الوَفِيُّ
يُطلُّ لِلأمْسِ الغَدُورْ!
فَيَرى به القَسَماتِ شاهَتْ
وَيْلُ يَوْمِكِ بالبُثُورْ!
شَتَّانَ ما بَيْنَ الأَثِيْمِ
هَوى وما بَيْنَ الطَّهُورْ!
ويَرى ندَاماكِ الهياكِل
كالأرانِبِ في الجُحُورْ!
ويَراكِ في الأَمْسِ الوَضِيء
وأّْنتِ لِلظُّلُماتِ نُورْ!
زِنْتِ الِحجابَ مِن العَفافِ
وفُقْتِ رَبَّاتِ السُّفورْ!
أَفلا تَرَيْنَ الفَرْقَ بَيْن
الأَمسِ واليَوْمِ الكَفُورْ؟!
***
أَفَلا نَدِمْتِ على الكريم
يرُوحُ عَنْكِ بلا ارْتِدادْ؟!
قد كانَ في يَدِهِ القِياد
وقَد عَدَوْتِ على القيادْ!
وأَرَدتِ أَنْ يَبْقى الرَّهِينَ
لَدَيْكِ مَسْلوُبَ الرَّشَادْ
يَشْقى به العَقْلُ الرَّجِيحُ
ويَسْتَطَيِرُ به الفؤادْ!
كلاَّ. فَقَدْ عافَ اقْتِرابَكِ
واسْتَراحَ إلى البِعادْ!
بَعْضُ السُّهادِ يكُونُ أَحلى لِكريمٍ مِن الرُّقادْ!
وَلَّى هَناؤُكِ فالْبَسي
يا هِنْدُ أثْوابَ الحِدادْ..!
***
إنَّي لأَشْتَفُّ النَّدامةَ
في مَلاِمِحِكِ الجَمِيلةْ!
وأرى بها الأَلمَ المُبَرحَّ
يَسْتَبِدُّ على الكَلِيلَهْ!
تَرْجو الرُّجُوعَ إلى المُهاجِرِ
دُونَ أن تَجِدَ الوَسِيلَهْ!
هَيْهاتَ أَنْ تَجِدي السَّبِيلَ
وقد قَطَعْتِ له سبِيلَه!
خَلَّي الظُّنُونَ الآمِلاتِ
وَوَدَّعي نَفْحَ الخَمِيِلهْ!
بَعْد الجَهامِ سقى رِياضي
وَابِلُ السُّحُبِ الثَّقِيلَهْ!
ما كانَ أنداها عَلَيَّ
فلم تكن أَبَداً بَخِيلَهْ!
***
إنَّي أقُولُ.. ولسْتُ
أَشْمَتُ.. يا فَتاتي المُسْتَطِيلَهْ!
لم يَبْقَ لِلْحُسْنِ المُدَلَّلِ
غَيْرُ أيَّامٍ قَلِيلهْ!
هلاَّ ارْتَقَبْتِ من الفُتُونِ
وقد قَسَوْتِ به. رَحيلَهْ؟!
هلاَّ رَعَيْتِ الطَّيْرَ .. ما
أَحْلاهُ.. ما أَحْلى هَدِيلَهْ!
والرَّوْضَ ما أَحْلى الزُّهُورَ
به. وما أّحْلى نَخِيلَهْ!
لو قد رَعَيْت لكُنْتِ خالِدةً
بما يشْفِي غَلِيلَهْ!
لكِنْ قَسَوْتِ فَطارَ. والعُشُّ الحَبِيبُ بِكى نَزِيلَهْ!
أنا شاعرُ الخُلْدِ الطَّمُوحُ
ولن ترَيْ أَبَداً مَثِيلهْ!

ريحانة شمران
06-20-2024, 02:14 AM
» محمد حسن فقي » إدكار واجتواء

اُذْكريني..
إنَّ في الوِحْدة ما يكْوي ضُلُوعي!
وهي نارٌ لَيس تُطْفيها دُمُوعي!
ولقد تَجْمُدُ عَيْنايَ. ويَجْفوني هُجُوعي!
وأرى الوِحْدةَ في صَحْبي. وأهْلي. ورُبُوعي!
فاذْكُريني
***
رُبّ ذِكْرى مِنْكِ كانت بَلْسَماً!
لِجراحٍ نازِفاتٍ من حشايايَ دَماً!
وغَدتْ شَهْداً لمن يَجْرَعُ فُوهُ عَلْقَماً!
فارْتَوى الظَّمآنُ قَلْباً.. وضميراً. وفَماً!
فَذْكريني
***
واذْكُري ما كُنتِ من قَبْلِ سِنينٍ وسنِينْ!
حينما كُنْتِ شجوناً وهَياماً وحَنِينْ!
حينما كنْتِ فُؤاداً من بُكاءٍ وأَنينْ!
وأنا كنْتُ صَرِيعَ الحُبِّ. مَقْطُوعُ الوَتينْ!
فاذْكُريني!
***
قُلْتِ لي يَوْماً. وقَلْبانا يَفيضانِ جَوى!
ودُموعٌ في مآقينا تَلَظَّتْ بالهَوى!
جارياتٍ بِدَمٍ خَوْفَ النَّوى!
أَنْتَ رِبِّي. وأنا الظَّمْآنُ.. وقَلْبي ما ارْتَوى!
فاذْكريني!
***
إبْقَ جَنْبي. لا تُسافِرْ. فَتَخَيَّرتُ البَقاءْ!
وبَقِينا حِقبَةً نَرْتَعُ في الجَنَّةِ.. رِيّاً وغِذاءْ!
يا لها مِن حِقْبَةٍ باعَدني عَنْها الجَفاءْ!
كيف جافَيْتِ. لقد أذهلتني أّوْجَعْتِني بالبُرحَاءْ؟!
فاذْكُريني!
***
ولقد غادَرْتُ رَبْعاً أَسْعَد القَلْبَ وأَشْقى!
عادَ لي غُولاً مُخِيفاً. بَعْد أَنْ أَوْسَعَ رِفْقا!
آهِ ما أَنْكَدَ عَيْشاً.. يُوسِعُ الأَحرارَ رِقا!
عادَ ما أَمْطَرَ رَوْضي النَّضْرُ.. إعصاراً وحَرْقا..!
فاذكريني!
***
لا. فما أَنْكَد ذِكْراكِ. وما أَنْكَدَ أَمْسي!
فَهُما ما مَزَّق القَلْبَ. وما أَرْهَقَ حِسِّي!
وهُما كالرَّمْس إظلاماً ورُعْباً. وَيْلَ رَمْسي!
ولقد عُدْتُ. وقد شُوفِيتُ تَوَّاقاً لأقْلامي وطِرْسي!
أَلَمِي أَوْمى. فأهْداني لإِلْهامي وجِرْسي!
فأنا اليَوْمَ بَليغاً مِثْلَ سَحْبانَ وقُسِّ!
إنَّ يَوْمَ المأْتِمِ القاسي انْطَوى في يَوْمِ عُرْسي!
يال هذا الدَّرْسِ بُورِكْتَ. فنِعْم الدَّرْسُ دَرْسي!
وَرْدُكِ القاني تَراهُ اليوْمَ عَيْنايَ كَورْس!
اِجْتَوى الهائِمُ ما كانَ. فَقُولي يا لَتَعْسي!
واذْرُفي الدَّمْعَ وقُولي. لَيْتَ يَوْمي مِثْل أَمسي!

ريحانة شمران
06-20-2024, 02:15 AM
» محمد حسن فقي » الذكريات
طباعة
ذكرياتي تُمزِّقُ مِن قَلْبي
وتُشْجي حِسيِّ الرَّهيفَ ولُبِّي!
أيَّها اسْتَعْرضَ الضَّمِيرُ تبدىَّ
شَرِساً.. حانِياً.. مُشِيحاً.. مُلبِّي!
يا لَها مِن دياجِرٍ يَبْزَغُ النُورُ بأطْرافِها.. فأُبْصِرُ دَرْبي!
ولقد تَطْمِسُ الدَّياجي سنا النُّورِ فأسْرِي على ضَلالٍ ورُعب!
ربما صِرْتُ من رُؤاها كطَيْرِ
وادِع.. أو مواثِبا مِثْلَ ذِئْبِ!
قد يكونُ الحبيبُ منها كَرَوْضٍ
ويكونُ الرَّهِيبُ منها كجُبِّ!
أسلمتْني حِيناً إلى الفَرَحِ الحاني
وحينا إلى اكْتِئابٍ وكرْبِ!
يالَ حِسِّي الذي يُؤَجِّجُ ناراً
في حَناياي.. من بِعادٍ وقُرْبِ!
لتَمنَّيْتُ أن أكونَ كصَخْرٍ
ما تَلَظَّى ولا أنْتَشى بالتَّصبِّي!
أَوْ كبَعْضِ مِمَّنْ أرى.. وهُمْ الكَثْرَةُ يَشْدُونَ من أُهَيْلي وصَحْبي!
لَيْتَني مِثْلَهم. فما كنْتُ أَشْقى
كَشَقائِي هذا يَشُقُّ كَعَضْبِ!
إنَّ بعض الغَباءِ بَعْضٌ من
النِّعْمةِ يا لَيْتَني أعِيشُ كَسِرْبي!
فأنامُ اللَّيلَ الطَّويلَ ولا أَشْقى بِسُهدٍ. وإنْ أَكُنْ غيْرَ صَبِّ!
كم تَخَيَّلْتُ والِدَيَّ.. يُحيلان خَسارِي إلى رَباحٍ وكَسْب!
فَهُما يَسْبِقان طَرْفي إلى الخَيْرِ
بإيثار عاطِفَيْن.. وحُبِّ!
فإذا ما اشْتَكَيْتُ مَسّاً من الضُّرِّ
شَكَوْا مِثْلَهُ.. وضاقُو بِرَحْبِ!
وهَمَتْ مِنْهُما الدُّموعُ فَوَيْلي
بالذي يّذْرِفان منه.. وحسبي!
وتّذّكَّرْتُ إخْوَتي.. وكُنَّ . وكانُوا
كنَميرٍ بَرْوِي الظَّمأ ويُسْبي!
ما أُحَيْلى أَصْواتَهُمُ. وهي تَشْدُو
بافْتِخارٍ إذا نَعِمْتُ. وعُجْبِ!
فَكأَنِّي نعماؤهم.. رَحِمَ الله رَعيلاً مِنْهم. ولم أَفْضِ نَحْبي!
***
وتَذكَّرْتُ ثُلَّةً مِن رِفاقٍ
كلُّهمْ نِعْمَةٌ من الله رَبِّي!
كالرِّياضِ التي تَضُوعُ بِنَفْحٍ
مِن زُهُورٍ تَظَلُّ تَخْتالُ جَنْبي!
وثِمارٍ تُغْنِيكَ عن كُلِّ رَطْبٍ مِن
شَهِيِّ الطَّعام. أَوْ عَذْبِ شُرْبِ!
عِشْتُ ما بَيْنَهُم سعِيداً.. وعاشُوا
سُعداءً بِصَفْوِ وُدِّ وعَتْبِ!
خَلَّفوني من بَعْدِهمْ في اشْتِياقٍ
فَفُؤادي بِهِ حَزِينٌ. وهُدْبي!
***
ذِكْرَياتي أَنْتُنَّ فِرْدَوْس نَفْسي
حِين أَلْقى بِكُنَّ حُبِّي المُوّلِّي!
وجَحِيمي إذا بِكُنَّ تَذكَّرْتُ
بَلاءً أَزْرى بِحِسِّي وعَقْلي!
غير أنّي أهْفو إلَيْكُنَّ باللَّيْلِ
ففيه الشُّجونُ بالصَّدْر تَغْلي!
إنَّ عِلْمي بالناس أصبح يغتال
ضَميِري. فأشْتَهي اليوْمَ جَهْلي!
رُبَّ ماضٍ ذَكرْتُهُ فتذكَّرْ
تُ رِجالَ العُلا. ووَقْتَ التَّجلِّي!
شَدَّ ما أَشْتَهي الرَّحيل فَبَعْدي
لم يَعُدُ يَرْفَعُ اللِّواءَ كقَبْلي!
ليس كُلُّ النَعْماءِ تُرْضي حًَنايايَ
فَبَعْضُ النَّعماءِ حَظُّ العُتُلّ!
وأَنا لَسْتُ بالعُتُلِّ وما أَرْضى
بِعَيْشٍ يَطْوي المُضيءَ سِجِلِّي!
إنَّني أَبْتَغِيهِ عَيْشاً كريماً
ولَئِنْ كانَ في افْتِقارٍ ومَحْلِ!
ربَّ عَيْشٍ على الرَّغادةِ والنُّعْمى كَرِيهٍ بِخِزْيِهِ والتَّدَلِّي!
***
يا فتاتي التي تُضيءُ طَرِيِقي
أَرْقِبيني فقد توسَّدتُ رَحْلي!
مَجِّدِ اللهَ يا ضَميري. فقد
عِشْتُ بِقَوْلي مُحَرَّراً. وبِفِعْلي!

ريحانة شمران
06-20-2024, 02:15 AM
» محمد حسن فقي » ويختلف الحبان

أشعريني بأنَّ يوْمَكِ كالأمْسِ
حناناً ورِقَّةً وفُتونا!
إنَّني لا أطيقُ مِنْكِ ازْوِراراً
إنَّه يُورِثُ الضَّنى والجُنونا!
ما أُحَيْلى الأيَّامَ تلك وأَشْجاها
فقد شَيَّدَتْ لحُبِّي حُصُونا!
كُنْتُ فيها أَنْسى اللَّذاذَاتِ سِواها.. ولا أَخافُ المَنُونا!
ما أُبالي لا بالحُطامِ ولا المَجْدِ
وأَرْضى قَيدي وأَرْضى الشُّجُونا!
إن حُرِّيتي لَتَشْرُفُ بالرِّقِّ
يَراعاً ومَمْطَراً مَكْنُونا..!
***
هو يُفْضي إليَّ جَهْراً وهَمْساً
بالذي يُذْهِلُ العُقُولَ ويَشْفِي!
بالَّذي يَرْفَعُ الضَّميرَ إلى الأَوْج
ويبدي لها الذي كان يخفي..!
ما يَرى منه كُلُّ قَلْبٍ حَفِيٍّ
أَوْ مِن جَلالِه كُلُّ طَرْفِ!
ما تَخيّرْتُ دُونَ القِمَمَ الشُّمَّ
وأَخْتارُهُ بِدَيْجور كَهْفِ!
إنَّ بَعْضَ الدَّيْجُورِ نُورٌ يُغَشِّيكَ
بِمَرْأىّ يَجِلُّ عن كَلِّ وَصْفِ!
ولقد بانَ ساطِعاً فَتَخَشَّعتْ
فَسَفْحي غَدا رفيِعاً كسقفِ!
***
يا سمائي التي أَنَرْتِ سِبيلي
إجْعَلي النور صاحبي ودليلي!
واجْعَليه إذا سَرَيْتَ نَجِيِّيَ
واجْعَليه إذا لَغِبْتُ خليلي!
هو نُورٌ كأنَّه المُزْنُ يَرْوي
ظَمَأِي في السُّرى ويَشْفي غَليلي!
وهو الرَّوْض بالثِّمارِ وبالزَّهْرِ
غِذاءٌ ونَشْوَةٌ لِلْعَليلِ..!
وهو سِفْرٌ مُجَلَّلٌ بالتَّرانِيمِ
أَراهُ في بُكْرَتي وأَصِيلي!
بَعْدَه. بَعْد أَنْ شغُفْتُ بما ضّمَّ تحاشَيْتَ كل سِفْرٍ هَزيلِ!
يا فَتاتي لقد جَنَحْتُ إلى الحُسْـ
نِ وَضيئاً يَنْأى عن الأَوْهاقِ!
كنْتُ فيه أَسْعى إلى الجَسَدِ
البالي. وأَصْبُو لِضَمَّةٍ وعناقِ!
كان فيه الفِراقُ يَدْعو إلى الذُّلِّ
مَهِيضاً.. مُتَيَّماً بالتَّلاقي!
كم تَدلَّيْتَ كم تَهاوَيْتُ لِلْدَّرْكِ وَضِيعاً كَمَعْشَرِ العُشَّاقِ!
ويْد الحُسْنٍ فَوْقَ رأْسي كإزْميلِ ظَمىءٍ إلى الدَّمِ المُهْراقِ!
لَيْس إلاَّ العُتُوٌّ فيه ذلك الحُسْنِ
فَمرْحىً لِعِزَّتي وانْعِتاقي!
***
ولَشَتَّانَ بَيْن حُسْنٍ يُواليكَ
طَهُوراً. وبَيْن حُسنٍ عَصُوفِ!
ذاك يَحْنو عليك غَيْرَ مُدِلٍّ
و يُفَدِّيكَ بالرَّؤى والطُّيُوفِ!
مُلْهِمٌ. فاليراعُ منه نَدِيٌّ..
بِمعانٍ تَزَيَّنَتْ بالحُروفِ!
وعذارى من الطَّرائِفِ تَشْفِي
عاشِقَ الفَنِّ مِن بلاءِ الصُّرٌوفِ!
هي مَجْدٌ مَؤَثَلٌ لِمُعَنَّى..
بِهَواها – مُغامِرٍ مَشْغُوفِ!
ما يُبالي إذا احْتَوتْهُ وناجَتْهُ
بآياتِها بِوَشْكِ الحُتُوفِ!
***
والمُدِلُّ القصُوفُ تَسْطَعُ حيناً
ثم يَخْفو ويَنْتَهي بالمِحاقِ!
كم تَعالى به الفُتُونُ فأشْجى
ثم أَهْوى به إلى الأَنْفاقِ!
فإذا بالنَّميرِ منْه سَرابٌ
عادَ لغَيِّ لعْنَةَ الأَحداقِ!
ظَنَّ أَنْ يَخْلُدَ الفُتُون. فأَشقاهُ
غُروبٌ أَطاحَ بالإِشْراقِ!
يال هذا العرس الشهي ازدهته
فرحة. ثم أفزعت بالطلاقِ!
يا حَياةً يُغْرِي اللِّقاءَ بها النَّاسَ
وتَطْوِي إغْراءهَا بالفِراقِ!

ريحانة شمران
06-20-2024, 02:15 AM
» محمد حسن فقي » حب وعرفان

رأيْتُ لعبد الله مَجْداً مُؤَثَّلاً
تحدَّر من آبائِهِ الصِّيدِ واسْتَعْلى!
فمن جَدّه عبد العزيز.. وفَيْصلٍ
أبيه تَبَدَّى المجد مُمْتَنِعاً فَخَلا!
ولله في عبد العزيز مآثِرٌ
رأَيْنا بها الوَبْلَ المُبَشِّرَ والطَّلاّ!
وكانتْ بِلادُ العُرْبِ شَمْلاً مُمَزَّقاً
وخَوْفاً.. فلا وَعْراً أَميناً. ولا سَهْلا!
فلا الحجُّ مأمُونٌ ولا المسجد الذي
تَمَيَّز بالمُخُتارِ.. وانْتَزَعَ الجهلا!
فكم مِن حَجِيجٍ راح يَقُصُدُ طَيْبَةٌ
تَفَزَّعَ نَهْباً. أو تَرَدَّى بِها قَتْلا!
طرائِقُ شَتَّى أفْزَعَتْ كُلَّ طارِقٍ
وإنْ بَذَلوا من الله ما جَلَّ واسْتَحْلى!
تَصَدَّى لها عبد العزيز فَصانَها
من العَبَثِ المُزْري. وكانَ له أَهْلا!
فما هي إِلاَّ جولة بعَدَ جوْلَةٍ
فَراحَ بها الباغُونَ صَرْعى بِما أَصْلى!
فمنهم أَطاعَ السَّيْفَ يَشْدخُ هامَهُ
ومنهم رأى أَنَّ الرُّضوخ به أوْلى!
فَلِله ما أَجْدى علينا جِهادُهُ
فقد صَحَّ منه ما تَهافَتَ واعْتَلاَّ!
يُشِيدُ به الشَّادُونَ في كُلِّ بُقْعَةٍ
فكم مِنَّةٍ تُرْوى. وكم آيةٍ تُتْلى!
وهذا هو الخُلْدُ الذي ظَلَّ شامِخاً
مُشِعّاً على الدُّنْيا بآلائِهِ المُثْلى!
ومِن بَعْدِه جاءَ الغَطارِيفُ.. كُلُّهُمْ
شَغُوفٌ بِمَجْدٍ لا يَخيسُ ولا يَبْلى!
بدا فَيْصَلٌ لِلنَّاسِ مَجْداً مُلألِئاً
يُضِيءُ.. فلا حِسّاً يَضِلُّ. ولا عَقْلا!
تأَلَّقَ في عَيْنَيْ أَبيهِ فَسَرَّهُ..
وكيف؟! وقد كانَ السَّبوق الذي جَلىَّ؟!
فقال له كُنْ نائبِي.. وأَحَلَّهُ
مَحلاًّ رَفِيعاً.. ما أَعَزَّ وما أَغْلى!
فقد كانَ فيه المُصْطَفى سَيِّدُ الورى
فكانَ به طِفْلاً.. وشَبَّ به كَهْلا!
فَراسةُ مَوْهُوبٍ عَظِيمٍ مُسَوَّدٍ
وفِطْنَةُ مَوْهُوبٍ. وكان له نَجْلا!
ولَسْتُ بِمُسْطِيعٍ. ولا الشّعْرُ قادِرٌ
على صَوْغِ ما كانا بِه. وله أَهْلا!
فَفي البَحْرِ أَسْرارٌ. وفي الطَّوْدِ رِفْعةٌ
تُحَيِّرُ قَوْلا.. أَنْ يُحاوِلَ.. أْو فِعْلا!
وشاءَ يَراعي مَرَّةً فأَرابَني
فَقُلْتُ له – لما رَثَيْتُ له – مَثلا!
وقُلْتُ له أَبْصِرْ.. فَحَوْلَكَ ثُلَّةٌ
كَوَاكِبُ.. كانُوا لِلَّذي سادَنا نَسْلا!
أَشاوِسُ. لَو فَوْق النُّجُومَ مَنَابعٌ
لَتاقُوا إليْها. واسْتَطابُوا بها النَّهْلا!
ولم يَثْنِهمْ عَن قَصْدِهم غَيْرُ نيْلِهِ
وكيْفَ.. وقد أَدُّوا له الفَرْصَ والنَّفْلا!
وقد ناضَلُوا حتى اسْتَوَوْا فَوقَ هامِهِ
فساروا وقد مَدّ الطُّمُوحُ لهم حَبْلا!
تَذكَّرْ سعوداً وهو أوَّلُ عاهلٍ
تَسَنَّم عَرْشاً يَنْشُدُ الحقَّ والعدْلا!
تَسَنَّمه والنَّاسُ تحمد ما بَنى
أبُوهُ.. ويَلْقى حَوْلَه الحَوْلَ والطَّوْلا!
وحَسْبُكَ مِن هذه السُّلالِة خالِدٌ
وفَهْدٌ. وقد كانَ السُّمُوُّ لهم شُغْلا!
فَأَوْرَثَهم مَجْداً طَريفاً وتالِداً
وأَوْرَثَنا نَحْن الكرمةَ والفَضْلا!
لَك الله يا فَهْدُ الحَبِيبُ وخالدٌ
فإنَّكُما الجُودُ الذي اسْتَأْصَلَ البخلا!
وإنَّكُما الفَخْرُ الذي يَستَفِزُّنا
إلى المَدْحِ.. لولا أنَّه لم يكُنْ جَزْلا!
ويا شِعْرُ هل لي أَنْ أَبُوحَ بِمُضْمَرٍ
من الحُبِّ أَصْلاني الذي لم أَكُنْ أصْلى!
لَئن عَزَّني فيه الثّناءُ فَإِنَّني
أراني بِحُبِّي أعْشّق الصَّدَّ والوَصْلا!
وأعْذُرُ شِعْري إنْ تَقَاصَر واسْتَوى
على العَجْزِ واسْتَخْذى بِقافيةٍ عَجْلى!
فما هو إلاَّ الشِّعْرُ يَسْتَقْطِبَ النُّهى
فَيَشْدو كما تَشْدُو مَشاعِرُهُ الجَذْلى!
وما هو إلاَّ المَجْدُ.. إلاَّ رُسُوخُهُ
وما هو إلاَّ أَنْ غَدَوْتَ له ظِلاَّ!
عَشِقْتُ العُلا مَنْذُ الصِّبا فَوَجَدْتُها
لَدَيْهِ. فَنَادَتْني أَلا كُنْ له خِلاَّ!

ريحانة شمران
06-20-2024, 02:16 AM
» محمد حسن فقي » راعية الإلهام

يالَ بلائي مِن عَذابي الطَّويلْ!
يالَ بُكائي في الدُّجى. والعَويلْ!
يال حيائي مِن ضَميري العليلْ!
أَوَّاهِ. ما أَظْلَمَ هذا البلاءْ!
* * *
كان سَمُوِّي مَطْلَبي في الحياةْ!
مَطْلَبَ طَيْرٍ عاشَ بَيْن البُزاةْ!
يَخْشى مِن المِخْلَبِ يَخْشى الحصاةْ!
في الجَوِّ. في العُشِّ. يُريدُ البقاءْ!
* * *
مُنْذُ يَفاعي. وأنَا في شُجُونْ!
تَكادُ أَنْ تُسْلِمَني لِلْجُنُون!
لكِنَّني كنْتُ الأبِيَّ الحَرُونْ!
أَكْسِرُ قَيْدي. لَوْ لَقِيتُ الفَناءْ!
* * *
وكنْتُ بَيْن النَّاسِ نِضْوَ الجَوى!
يَرَوْنَ أنِّي قد أَطَعْتُ الهوى!
وأنَّني الأَحْمَقُ.. ضَلَّ الصُّوى!
فَعاشَ لا يَمْلِكُ إلاَّ الخَواءْ!
* * *
هل أَسْتَوِي يَوْماً قَرِيرَ الفُؤادْ؟!
يَحْلو له العَيْشُ. ويَحْلُو الرُّقادْ؟!
وأَجْتَوي –بَعْد القُنُوطِ الجِهادْ؟!
جِهادَ أَهْلِ المَيْنِ. أَهْلِ الرِّياءْ؟!
* * *
هُمْ كالثَّعالي. بالخداعِ المُهِينْ!
وبالخُنُوعِ الطَّامِعِ المُسْتَهِينْ!
وهم ذُبابٌ يرتوي بالطَّنِينْ!
مِن أَجْلِ مَجْدٍ كاذِبٍ. أَوْ رَفَاءْ!
* * *
وكالذِّئابِ الطُّلْسِ. خَلْفَ السِّتارْ!
أَقْصى مُناهُمْ.. أن يَجُوسُوا الدِّيارْ!
لِيُلْبِسوا العار ثِيابَ الفَخارْ!
لِيأْكُلوا بين دياجي الخفاء!
* * *
عانَيْتُ مِنْهُم ما يَرُوعُ الضَّمِيرْ!
لكِنَّني كُنْتُ السِّراجَ المُنِيرْ!
يَفْضحُهُمْ.. يُلْقِي بِهمْ لِلْحَفِيرْ!
فَهُمْ هُمُ العُوجُ. وإِنِّي السَّواء!
* * *
ما خِفْتُهمْ. ما خِفْتُ حَرْباً عَوانْ!
مِنْهُمْ.. فما أَكْسَب هذا الرِّهانْ!
لن يَغْلِبَ القسْوَةَ إلاَّ الحَنانْ!
ودامِسُ الدَّيجُورِ يَخْشى الضِّياءْ!
* * *
ما أَكْرَمَ العَيْشَ إذا ما اسْتَقامْ!
ولم يُخِفْهُ بالوَعِيدِ الطَّغامْ!
وعاش في النُّورِ. وجافى الظَّلامْ!
وهُوَ هُوَ السَّوْطُ على مَن أساءْ!
* * *
يا رَبَّةَ الإِلْهامِ. ذَاتَ النَّقاءْ!
يا ذاتَ حُبِّي.. ذاتَ عالي اللِّواءْ!
عِنْدَكِ –بعد الله كُلُّ الشّفاءْ!
مِنْكِ حلا الصُّبْحُ. وطابَ المَساءْ!
* * *
إنِّي لأَسْتَشْرِفُ مِنْكِ العُلا!
شَرُفْتُ بالإِلْهامِ بَيْن الملا!
فَعَفْتُ كُلَّ الحُسْنِ.. كُلَّ الطِّلا..!
مِن بَعْد أَن كرَّمْتِني بالعَطاءْ!

ريحانة شمران
06-20-2024, 02:16 AM
» محمد حسن فقي » أنا .. والشاعر العرفج


طرِبْتُ من العَرْفَجِ المُسْتَنيرِ
بِشِعْرٍ بدا كشُعاعِ القَمَرْ!
كَصَفْوِ الغَدِيرِ.. كشَدْوِ الكَنارِ
.. كحُلْوِ الثِّمارِ.. كنَفْحِ الزَّهَرْ!
فقُلْتُ له.. ما أَجَلَّ القريضَ
إذا ما سَبانا بهذي الغُرَرْ!
بدا لي كَمِثْلِ السَّحابِ النَّدِيِّ
يَجُودُ علينا بِحُلْوِ المَطَرْ..!
وما الشِّعْرُ إلاَّ انْسكابِ الشُّعورِ..
تُؤازِرُهُ شامِخاتُ الفِكَرْ!
لقد أَدَني حَمْلُهُ في الحياةِ
ولكِنَّه كانَ حُلْوَ الثَّمَرْ..!
فَرُحْتُ أَجُوبُ الذُّرى الشَّامخاتِ.
وأَحْمَدُ وِرْدي به والصُّدَرْ!
وأَسْتَنْبىءُ النَّجْمَ عَمْا اسْتَبانَ
وكانَ الخَفِيَّ وعما اسْتَسَرْ!
فُيُنْبِئُني يالَ هذا الحَصادُ
ويالَ بَدِيعُ الرُّؤى والسُّوَرْ!
تَبارَك مانِحُ هذا الشُّعورِ
يَصُوغُ لنا غَالياتِ الدُّرَرْ!
ويسقي النمير.. ويروي الظماء
فَنِعْمَ النَّمِيرُ.. ونِعْمَ النَّهَرْ!
وما نالَه غَيْرُ بَعْضِ الأَنامِ
وكانوا العَمالِيق بَيْن البَشَرْ!
وكانُوا السَّراةَ. وكانُوا الهُداةَ
وكانُوا الشُّداةَ به في السَّحَرْ!
أَراني الحَفِيَّ به المُسْتَعِزَّ
بِحالَةِ صَحْوِي به والحَذَرْ!
فيا ربَّةَ الشعر إنِّي الشغوف
وإنِّي الكَنارِيَّ ما بَيْن الشَّجَرْ
أَهِيمُ بجناتك الحاليات
هُيامي بِحَرِّ اللَّظى مِن سَقَرْ!

ريحانة شمران
06-20-2024, 02:16 AM
» محمد حسن فقي » كانت فبانت

ليلايَ كيف أَطَعْتِ ثُعبانَ السُّلُوِّ
فَسَمَّم القَلْبَ الشَّغوفْ؟!
أقْسَمْتِ أنَّكِ لَسْتِ ساليةً
ولو لاقَيْتِ في الحُبِّ الحُتوفْ!
وأنا الغَبِيُّ المُسْتهامُ..
أُصَدِّقُ الكذبَ العَصوف!
ما كانَ أَجْدَرَني بِهَجْرِكِ
حين كنْتُ أنا العَطُوفْ!
لا تَحْسَبي أنِّي الخَروفْ
فإِنَّني الأَسَدُ العَيُوفْ!
لن تَقْطُفي منِّي..وقد
أَعْرَضْتُ.. دانية القُطوفْ!
ولسوف يُدْمِيكِ الأَسى
ولَسَوْفَ تَحْصُدُكِ الصُّروفْ!
إنِّي أراكِ قَصِيدَةً
خَرْقَاءَ شَائِهَةَ الحُروفْ!
فَتَوقَّعي إلاَّ الرُّجُوعَ
إليكِ ما أحْلى العُزُوفْ!
بالأَمْسِ كنْتِ البَدْرَ
يُشْرِقُ ثُمَّ أَدْرَكَكِ الكُسوفْ!
ما عُدْتُ أَحْلَمُ بالّلآلِىءِ
أَوْ أَتُوقُ إلى الشُّغُوفْ!
بل عُدْتُ أَحْلَمُ بالبَتُولِ
يَزينُها القَلْبُ الرَّؤوفْ!
فَلْتُعرِضي عنِّي. كما أعرضت
ولْتَضَعِي الهوى فوق الرفوفْ!

ريحانة شمران
06-20-2024, 02:17 AM
» محمد حسن فقي » ماض وحاضر


نظَرْتُ إليها وهي تَرْنُو بِطَرْفِها
إليَّ كَلَيْثٍ في عَرِينٍ مُمَنَّعِ!
فَأطْرَقْتُ إجْلالا لها ومَهابةً
وخِفْتُ فقد تَلْهو وأَشْقى بِمَصْرَعي!
وقلت لها رِفْقاً فإنِّي مُفَزَّعٌ
من الحُسْنِ هذا وهو غَيْرُ مُفَزَّعِ!
ألا رُبَّ قَلْبٍ من جَمالٍ مُبَرْقَعٍ
يُطِيحُ بِقَلْبٍ من كَمِيًّ مُدَرَّعِ!
تَبارَكْتَ رَبِّي كيف يُشْقي قُلوبَنا
ويُسعِدُها حُسْنٌ شدِيدُ التَّرَفُّعِ؟!
ولو أَنَّني خُيِّرْتُ ما اخْتَرْتُ مَوْقِفاً
لَدى بابِهِ أُبْدِي إليه تَضَرُّعي!
فَلِلْحُرِّ نَفْسٌ لا تَطيقُ تَضَرُّعاً..
ولا تنثني عن مَجْدِها المَتَضَوِّعِ!
ولكِنَّها تهفو إلى الحُبِّ مُلْهِماً..
بِكُلِّ نَضِيرٍ في الحياةِ ومُمْرِعِ!
بِيَنْبُوعها الحالي.. بِشَدْوِ طُيُورِها
بِآلائِها من كُلِّ غالٍ ومُمْتِعِ!
فكيف أَطِيقُ الصَّبْرَ عنه وصَبْوَتي
إليه كجَمْرٍ حارِقٍ بَيْن أَضْلُعي؟!
فيا لَيْتَه لم يَطْغَ.. يا لَيْتَ قَلْبَهُ
شَجِيٌّ فما يَطْغى كَقَلْبي المُوَلَّع!
ولكِنَّ بَعْضَ الحُسْنِ يَدْفَعُ ربَّه
إلى جَنَفٍ يَقْسو على المُتَوَجِّعِ!
فَيَضْطَرُّه إِمَّا إلى النَّأْي كارِهاً
وإمَّا إلى جَدْي يَسيرُ بأَرْبَعِ!
ولَيْسَ كَمِثْلِ الهَجْرِ لِلْحُرِّ قاتِلٌ
ولَيْس كمِثْلِ النَّأْي لِلْمُتَفَجِّع..!
ولو كان رَبُّ الحُسْنِ يُدْرِكُ أَنَّه
غَداً سَوْفَ يَمْضي الحُسْنُ غَيْرَ مُوَدِّعِ!
لَمَا كانَ مَفْتُوناً.. وما كانَ قاسِياً
على عاشِقٍ ذِي خافِقٍ مُتَقَطِّعِ!
فيا رُبَّما يَغْدو العَتِيُّ وحُسْنُهُ
تَوَلَّى فَيُشْقِيه ازْدِراء التَّقطُّعِ!
وقال أُصَيْحابي. وقد شابَ مَفْرِقي
وبانتْ غُضُونٌ في المُحَيَّا المُضَلَّعِ!
متى أَنْتَ يا هذا المُدَلَّهُ تَرْعَوِي
وتُقْصِرُ عن هذا الهوى المُتَطَلِّعِ؟!
لقد عُدْتَ شَيْخاً راعِشاً مُتَخلِّعاً
وما زِلْتَ عن بَلْواكَ لَسْتَ بِمُقْلِعَ؟!
يُشِيحُ الهوى والحُسْنُ عنكَ. أَما تَرى
وتسمع ما قالاه فيك؟! ألا تَعِي؟!
وقُلْتُ لأَصْحابي. لقد كُنُتُ طامِعاً
وقد كانَ ما حاوَلْتُهُ شَرَّ مَطْمَعِ!
وقد كنْتُ ضِلِّيلاً حَسَبْتُ كهُولَتِي
كمِثْلِ شبابٍ ساءَ فيه تَمَتُّعي!
مِن الرُّشْدِ لِلْفانِي الذي عاشَ ماجناً
وصَدَّعَهُ الشَّيْطانُ أُنَكى تَصَدُّعِ!
تَراجُعُهُ عن غَيّهِ واجْتِنابُهُ
مآثِمَهُ قَبْلَ الرَّدى المُتَوَقِّعِ!
ولم أَتَراجَعْ بَعْدُ يا لَيْتَ أَنَّني
سَلَكْتُ سَبِيلي حِكْمةٍ وتَهَجُّعَ!
فَشَتَّانَ ما بَينيْ تَفَجّعِ يافعٍ
وشَيْخٍ على العِلاَّتِ لم يَتَوَجَّعِ!
تَبارَكْتَ رَبِّي هل سَتَسْخو لآِبِقٍ
بِتَوْبَتِه حتى يَرى خَيْرَ مَهْجَعِ!
فَيَمْشي به مِن بَعْدِ طُولِ غِوايةٍ..
ويَسْرِي على نورٍ هناك مُشَعْشَعِ!
بَلى إِنَّني أَرْجو فما لي وسِيلَةٌ
سوى عَفْوِهِ المأْمُولِ يَوْمَ التَّجَمُّعِ!
تَجَرَّعْتُ حُلْوَ الإِثْمِ يَوْمَ شَبِيبَتي
وها أنا أَشْكو من قرِيرِ التَّجَرُّعِ!
لقد جَعَلَتْ مِنِّي الغِوايَةُ طِفْلَها
وأدْنَتْ فَمي الظَّمآن مِن ثَدْي مُرْضِعِ!
وأهْفُو بِيَوْمي لِلتُّقى وجَلالِهِ
ونِيَّةِ قِدِّيسٍ. وعَزْم سَمَيْدَعِ!
كأَنِّي بِنَفْسي. وهي في حَمْأَةِ القَذى
تَنِقُّ. فما كانت سوى نَفْسِ ضُفْدُعِ!
أَهِيْمُ بِمَجْدِ الخالِدين وأَجْتَلي
محاسِنَهُم.. أَهْلي وصَحْبي ومَرْبَعي..!

ريحانة شمران
06-20-2024, 02:17 AM
» محمد حسن فقي » اِسأليني..

اسْأَلِيني ما الذي يَجْعَلُني
شَبَحاً حتى أرى الخَلْقَ هَباءَ؟!
واسْأَلِيني عن دَواعِي عُزْلَتي
أَفكانَتْ جَفْوَةً أم خُيَلاءَ؟!
وإذا أثَرْتِ أنْ لا تَسْأَلي
فَدَعيني أُوثِرُ الدَّاءَ العَياءَ!
أنا وَحْدي في اعْتِزالي ذائِقٌ
لَذَّةَ الروح ابْتِعاداً واجْتِواءَ!
* * *
واسأليني ما الذي يُسْعِدُني
وأنا أُبْصِرُ حَوْلي السُّعداءَ؟!
إنَّني أُبْصِرُهم في نَشْوَةٍ
فَأَرى فيهم أمانِيَّ الوِضاءَ!
تلك كانتْ في شَبابي وانْمَحَتْ
وتَبَدَّلْتُ الأسى والبُرَحاءَ!
ثم عادتْ وَمْضَةً باسِمَةً
في مُحَيَّاهُم.. فَكانَتْ لي عَزاءَ!
* * *
تُسْعِدُ القَلْبَ الشَّجِيَّ المُسْتَوى
في دَياجِيهِ. نُجُومٌ مُشْرِقاتْ!
رُبَّما لا يُبْصِرُ الدَّرْبَ بها
فهو أَدْجى. أَوْ هو الحَظُّ المَواتْ؟!
هو في دُنْياهُ ما يَرْجُو سِوى
أَنْ يَرى العالَمَ مَوْفُورَ الهِباتْ!
ولقد يَرْضى لهم مائِدَةً..
مُشْتَهاةً. وهو يَرْضى بالفُتاتْ!
* * *
هكذا عِشْتُ غَنِيّاً بالرُّؤى
بالشَّذا تَشْفِي. وتروي بالفُراتْ!
وفَقيراً ما يُبالي باللُّهى
فهي قد تَسْلِبُهُ حُلْوَ السُّباتْ!
ولقد أَشْعُرُ أنِّي طَرِبٌ
في دُرُوبٍ مُدْلَهِمَّاتِ السِّماتْ!
ولقد أشْدو بِصَمْتٍ مُطْبِقٍ
تَتَمنَّاهُ.. فما تَحْظى –اللُّغاتْ!
* * *
واسْأَلِيني ما الذي يُكْرِبُني؟!
ما الذي يَدْفَعُني لِلإِنْزِواءْ؟!
رَغْمَ أَنِّي بانزوائي قِلِقٌ
دَنِفٌ يهفو لإِخْوانِ الصَّفاءْ!
أَيْنَهُم؟! إنِّي إِلَيْهِمْ تائِقٌ
أَيْنَهم؟! هل هُمْ كَمِثْلي غُرَباءْ؟!
لا تَلاقي بَيْنَنا إنَّ الوَرى
فَرَّقُوا ما بَيْنَنا خَوْفَ اللِّقاءْ!
والورى فيه صَباً.. فيه دَبُورْ
فيه عَقْلٌ مُبْصِرٌ. فيه عَماءْ!
فيه رَوْضٌ يانِعٌ. فيه يَبِيسْ
بَلْقَعٌ لَيْسَ به نَبْتٌ وماءْ!
طالَما أظْمَأَني.. لكِنَّنِي..
سِرْتُ فيه بين أشْتاتِ الظِّماءْ!
لم أَجِدْ فيه سِوى ما راعَني
مِثْلَ ما راع رَعيلَ الحُكماءْ!
* * *
واسأَلِيني ما الذي يَبْهَرُني؟!
ما الذي يَمْنَحُني حُلْوَ المتَاعْ؟!
ما الذي يُؤنِسُني في وَحْشةٍ
لَم تَجِدْ في لَيْلِها الدَّاجي شُعاعْ؟!
وأعْجَبي مِنِّي.. فما يؤنِسُني
غَيْرُ أَنْ تَحْلُوَ في الخَلْقِ الطِّباعْ؟!
فلقد أَلْقى رِعاعاً في سَراةٍ
ولقد أَلْقى سَراةً في رِعاعْ!
* * *
واسْأَليني. ما الذي يُرْهِقُني
فإِذا مُثْخَناً دُونَ صِراعْ؟!
وإذا بي الشِّلْوَ يَدْمي حَمَلاً
خائفا ما بَيْنَ أنْيابِ السِّباعْ!
وأنا الأَعْزَلُ لا سَيْفَ له
يَدْفَعُ الظُّلْمَ.. ولا رأْي مطاع!
لَتَمَنَّيْتُ. وما تُجْدِي المُنى
أَنَّني كُنْتُ طَعاماً لِلْجِياعْ!
* * *
واسألِيني. ما الذي يُلْهِمُني
ما الذي يُلْهِبُ فِكْري وشُعوري؟!
ما الذي يَمْلَؤُنِي مِن غِبْطَةٍ
وأنا المَحْزونُ يَطْويني ثُبُوري؟!
وأنا الآمِلُ في اللُّبِّ وقد
تَغْلِبُ اللُّبَّ وتَطْوِيهِ قُشُوري!
وأنا المُلْتاعُ في أَمْسائِهِ
حالكاتٍ تَشْتَهي نُورَ البُدورِ!
ما الذي يُلْهِمُني يا ماضِياً
حافِلاً بالحُسْنِ يُشْقي.. والغُرورِ؟!
ما الذي يُلْهِمُني يا حاضِراً
لم يَعُدْ عِنْدي سوى ذِكْرى حَرُورِ!
إنَّه ذِكْراكِ.. ذِكْرى أَلَمٍ
حارِقٍ كالجَمْر ما بَيْنَ الصُّدُورِ!
إنَّه أَنْتِ. وقد عادَ غَدي
مُلْهَماً يَبْكي على أَمْسي الحَصُورِ!
فاسْأَلِيني.. لا فما أُصْغِي إلى
فِتْنَةٍ عادت رفاتا في القُبُورِ!

ريحانة شمران
06-20-2024, 02:18 AM
محمد حسن فقي » أيها الإنسان

أجْهَدَتْني الحياةُ يا رَبِّ حتى
لَتَمَنَّيْتُ أَنْ تَغُولَ المنُونُ!
غير أَنِّي أخافُ من سَطْوَةِ الإِثْمِ
فتشقى اليقين مِنِّي الظُّنُونُ!
كيف ألْقاكَ والغواية ألْهَتْني
عن الرُّشْدِ..واسْتَبَدَّ الجُنُونُ!
أَفَأَلْقى مِنْكَ الحَنَانَ وما كنتُ حَنوناً.. وأنتَ أنتَ الحَنُونُ!
* * *
أَمْ سأَلْقى عدالةً تَجْلِد الرُّوحَ بِسَوْطٍ من الجَحيِم رَهيبِ؟!
أَنْذَرَتْهُ فما ارعوى. وتَصَدَّى
غَيْرَ مُسْتَبْصِرٍ ولا مُسْتَجِيبِ!
وتَرَدَّى إلى الحَضِيضِ فلاقى
كُلَّ مُسْتَنْكِرٍ وكُلَّ حَرِيبِ!
أَلَّفُوا عُصْبَةً وما بالُوا
بيَوْمٍ على الغُواةِ عَصِيبِ!
* * *
كنْتُ مِنْهُمْ.. لكِنَّني كنْتُ
أنقاهم ضميرا.. وخَيْرَهمُ تَفْكيرا!
كنْتُ أسْتَنْكِرُ الخَطايا وآتِيها
وأَسْتَعْذِبُ الشَّرابَ المَرِيرا!
وبِقَلْبي الأَلِيمِ لَمْحَةُ نُورٍ
لو تَجَلَّتْ لما غَدَوْتُ ضَرِيرا!
ولما رُحْتُ ساَدِراً في ضلالٍ
يَجْعَلُ النَّابِهَ الحصيف غَرِيرا!
* * *
ما الذي في غَدِي بَعْد أَمسي
جانَبَ الدَّرْكَ مُسْتَنيراً سَوِيّاً؟!
فَرأَى فيه فِتْنَةَ اللُّبِّ إذا
كان سامِريّاً غَوِيّاَ..؟!
فَمَشى عابِثاً بِدَرْبٍ مَقِيتٍ
قامَ إِبْليسُهُ عليه وصِيَّا!
فيه ما يشتهي العصى فيطويه
فَيَغْدو الجَلِيُّ فيه شَجِيَّا!
إنَّه كان أَمْسِي فأشْقاني
وما زِلْتُ فيه نِضْواً شَقِيَّا!
* * *
إنَّما الخَلْقُ في الحياة شُكُولٌ
مُنْذُ أَنْ صِيغَ من تُقًى وفُجورِ!
بَعْضُهُم يَرْتَوِي ارْتِشَافاً من العَذْبِ طَهُوراً.. ويَكتفي بالطَّهُورِ!
راضياً بالزَّكِيِّ من طَيِّبِ العَيْشِ قلِيلاً كَمَطْعَم العُصْفُورِ!
والصَّبُورُ الصَّبُورُ في هذه الدنيا
كرِيمُ العُقْبى كَمِثْلِ الشَّكُورِ!
* * *
وأنا لم أكُنْ صَبُوراً ولا كنْتُ
شَكُوراً.. فَفِيمَ هذا الدَّلالُ؟!
أفَبالخُسْرِ والخَطِيئاتِ أَزْهو
خابَ مِنْها قَبْلي وَذَلَّ الرِّجالُ!
إنَّما الزَّهْوُ والدَّلالُ بِما كانَ
جَلِيلاً.. يَعَزُّ مِنهُ الجَلالُ!
* * *
صارِحيني يا أُخْتَ رُوحي. وصُدِّي
عن ضَلُولٍ جافى السُّمُوَّ فَأَهْوى!
قد تَحَوَّلْتُ عن سبيلي الذي كان
سَوِيّاً. فَلَسْتُ أَهْلاً لِنَجْوى!
ما أراني من الغِوايَةِ إلاَّ
تابِعاً شَهْوتي ومَنْ كانَ أَغْوى!
فاذْكُرِيني إذا خَلَوْتِ بِمِحْرابِكِ
ذِكْرى تُزِيحُ كَرْباً وبَلْوى!
* * *
إنَّني صائِرٌ قَرِيباً إِلى الله
بِقَلْبٍ ذي لَوْعَةٍ وانْكِسارِ!
خائِفاً.. آمِلاً.. فما أَعْظَمَ العَفْوَ
لَدَيْهِ.. عن الخطايا الكِبارِ!
ولَعَلِّي بِما أُجِنُّ.. بإِيماني
نَقِيّاً مِنْ لَوْثَةٍ وضِرارِ..!
أَجِدُ العَفْوَ.. والجَحِيمُ يُنادِيني
إِلَيْهِ.. وجَنَّتي في انْتِظاري!
* * *
نَحْنُ نَلْهُو وفي الشَّبابِ اقْتِحامٌ
ثُمَّ نَكْبُوا. وفي الشَّبابِ انْهِزامُ!
لِمَ لا نُبْصِرُ العظاتِ فَنَسْتَهْدي
ولا يَجْرَحُ الرَّشادَ الحُسامُ؟!
الأَشِدَّاءُ قبْلَ أن يَعُودوا ضِعافاً
لَيْتَهُم غالَبُوا الهَوى فاسْتَقاموا!
كانَ حَقّاً عَلَيْهِمُو أَنْ يضيئوا
قَبْلَ أَنْ يَدْهَمَ الحياةَ الحِمامُ!

ريحانة شمران
06-20-2024, 02:18 AM
» محمد حسن فقي » الغاوي الذي استرشد

السَّماواتُ والأراضي تُطِلاَّنِ
على الآبِقِ الذي يُرِيدُ الصَّلاةَ!
شَهِدا دَمْعَهُ وهَوْلَ لَيالِيهِ
وأنَّاتِهِ بِها والشَّكاةَ!
فاسْتراحا إليه قلباً جَرِيحاً
قارَفَ الأثْمَ صَحْوَةٌ وسُباتا!
واسْتفاقَ الأثِيمُ فاجْتاحَهُ الخَوْفُ فقالا له.. سَتَلْقى النَّجاةَ!
* * *
يا سمائي لقد كَرُمْتِ. ويا أَرْضي
لقد كُنْتُما الرُّعاةَ الأُساةَ!
أنا أَشْقى بما لَقِيتُ.. فهل أَسْعَدُ يَوْماً إذا غَدوْتُ رُفاتا؟!
أَفَيَغْدُو الأُجاجُ في عالَمِ الغَيْبِ إذا مَسَّهُ الكريمُ فُراتا؟!
لَسْتُ باليائِسِ القَنُوطِ من
الرَّحْمَةِ حتىَّ ولو بَزَزْتُ الجُناةَ!
كانَ مِنِّي الإِثْمُ الرَّهيبُ وأَرْجُو
أَنْ يَكُونَ الصَّفْحُ الجَمِيلُ الرَّجاةَ!
إن في التَّوْبِ ما يَرُدُّ الخطايا
خاسِئاتٍ. وإنْ يَكُنَّ عُتاةَ!
أنا هذا الأَثِيمُ يا رَبِّ.. تَشَتَّتْتُ مَليّاً.. فَلُمَّ هذا الشَّتاتا!
وارْعَهُ بَعْد أَنْ تَقَدَّمَ في السِّنِّ. وأَمْسى مِن السِّنِينِ فُتاتا!
* * *
وَيْحَ نَفْسي فقد شَعُرْتُ بِأْنِّي
بعد أَنْ تُبْتُ. قد بُعِثْتُ جَدِيدا!
فَرَأَيْتُ النُّورَ الوَضِيءَ يُغَشِّيني
وقد عِشْتُ في الظَّلامِ مَدِيدا!
ورَأَيْتُ الأَخْيارَ حَوْلي يقولون
تَقَدَّمْ ولا تَكُنْ رِعْدِيدا..!
أَنْتَ مِنَّا أَصْبَحْتَ. فاسْعَدْ بِلُقْيانا!!
فقد كُنْتَ عن المَكْرُماتِ هذى بعيدا!
وَدِّعِ الأَمْسَ يا شَقِيُّ فقد كانَ على قَلْبِكَ الضَّلُولِ مَرِيدا!
ولقد كنْتَ رَغْمَ هَوْلِ خَطاياكَ
ذَكِيّاً.. لكِنْ عَتِيّاً عَنِيدا..!
فَتَوَغَّلْتَ في الأَثَامِ وأَسْرَفْتَ
ولم تُبْقِ للرُّجُوعِ رَصِيدا!
وحَسِبْناكَ لن تَعُودَ إلى الرُّشْدِ
فإِنَّ الغيان يَجْفو الرَّشِيدا!
ثم شاءَ الرَّحْمانُ.. جَلَّتْ أَيادِيهِ عَلَيْنا.. عَيْشاً عَلَيْكَ رغِيدا!
سَبِّح الله ما اسْتَطَعْتَ. فقد
كانَ رَؤُوفاً حَباكَ صَفْحاً مَجِيدا!
وتَطَلَّعْتُ لِلسَّماءِ وأجْهَشْتُ
فقد كنْتُ للرَّجِيمِ وَدِيدا!
لم يَدَعْني أَفِيقُ من سكْرَةِ الغَيِّ
وأَمْسَيْتُ في يَدَيْهِ حَصِيدا!
* * *
ثُمَّ أَغْضَيْتُ مِن حياءٍ مِن خَوْفٍ. فقد كنْتُ سادِراً في حَياتي!
كنْتُ فيها الظَّلُومَ لِلْفِكْرِ
والحِسِّ. وكانا في النَّائِباتِ شَباتي!
يا لَوَيْلي مِن الغَباءِ فقد كنْتُ
بليدا في صَحْوتِي وسُباتِي!
كيف هذا؟! وكانَ أَهْلي يَظُنُّونَ بِأنِّي الهُدى. وكانَ لِداتي!؟
* * *
ظاهري كانَ يَبْدو قَوِيماً رشيداً
حِينما كانَ باطِني الصَّدِي يَتَرَدَّى!
لَيْتَهُمْ أَبْصَرُوا العَمِيَّ الذي
ظَلَّ خِداعاً بِقاعِهِ يَتَدَهْدى!
آهِ لو بِنْتُ لِلْعُيُونِ فلاقَيْتُ ازْدِراءً من العُيُونِ. وصَدَّا!
إنَّ هذا الرِّياءَ.. كُبْرى الخَطِيئاتِ أَحالَ الذَّمَّ المُدَمِّرَ حَمْدا!
يا إِلهي. لقد شَقِيتُ وأَشْقَيْتُ. فأَبْدَلْتَ شقوتي مِنْكَ سَعْدا!
فَتَمَجَّدْتَ.. ما أَجَلَّكَ رَبّاً
حين تًحْبو الغواةَ جَاؤُوكَ رِفْدا!
أنا فَرْدٌ مِن الغُواةِ.. وما عُدْتُ
بِغُفْرانِكَ المُعَزِّزِ.. فَرْدا!
أنا عَبْدٌ مِنْهُمْ أَنابَ فَأَمْسى
يَتَباهى بِكَوْنِهِ بكَ عَبْدا!
* * *
بَيْنَ عَهْدٍ مَضى.. وعَهْدٍ جَدِيدٍ
بَيْنَ عَهْدِ الدُّجى وعَهْدِ الضِّياءِ!
عُدْتُ ما أَشْتَهي سِوى المَجْدِ
ما يَهْدِفُ إلاَّ لِنُصْرَةِ الضُّعَفاءِ!
عُدْتُ ما أَشْتَهي سِوى المالِ
ما يَهْدِفُ إلاَّ لِخِدْمَةِ الفُقَراءِ!
عُدْتُ ما أَشْتَهي سوى الصَّفْح
مَهْما نالَني من ضراوة الخُصَماءِ!
فَلَعَلِّي يوم الحِسابِ أَرى
العَفْوَ فَأَغْدو بِه مِن السُّعداءِ!

ريحانة شمران
06-20-2024, 02:19 AM
» محمد حسن فقي » بطرت .. فزلت

ساءلَتْني عن تَباريحِ الهوى
في مَجاليهِ.. صُدوداً ووِصالْ!
وهي تَرْنو لي بِطَرْفٍ ساحِرٍ
يَصْطَفي. أو يجتوي شُمَّ الرِّجالْ!
ساءَلَتْني فَتلعْثَمْتُ ولم...
أَجِدِ الرَّدَّ على هذا السُّؤالْ!
هي تَدْري بالذي تَسْألُني
عنه.. تدريه عُيُوباً وخلالْ!
وهي من طُغْيانِها في طَنَفٍ
تَشْتَهي سُفْلاهُ رَبَّاتُ الحِجالْ!
مُشْرِفٍ يَجْعلُها في نَجْوَةٍ
عن يَمِينٍ تَحْتَويها أَوْ شِمالْ!
تَتَجلىَّ من دَلالٍ قاهرٍ..
يَدعُ الفِكْرَ مَهيضاً والخَيالْ!
وبَدا في وَجهِها ما شَفَّني..
فَتَهاوَيْتُ وأَوْجَزْتُ المقالْ!
قُلْتُ يا فاتِنَتي إنِّي هَوَى..
ضَلَّ في الدَّرْبِ وأعْياهُ الكلال!
سار في رَكْبِكِ حِيناً واسْتَوى
فَتْرَةً ثُمَّ هَوى بَيْنَ النِّصالْ!
ضَرَّجَتْهُ دُونَ أَنْ تُدْرِكَهُ
رأْفَةٌ مِنْكِ.. وما أَشْقى الضَّلالْ!
ولقد شاهَدْتِهِ جُرْحاً نَأى
عنه مَن يَضْمدُه قَبْلَ الوبالْ!
فَتَبَسَّمْتِ وأعْرَضْتِ رِضىً
مِنْكِ بالوَيْل اعْتَراني والخبالْ!
فَتَمالكْتُ ولم أَشُكُ الضَّنى
والهَجِيرَ الحارِقِي بَعْد الظِّلالْ!
جَبَرُوتٌ يَشْتَفي مِن هالِكٍ
كانَ يُولِيهِ اعْتِلاءً ونَوالْ!
ما الذي تَبْغِينَهُ يا فِتْنَتي
بعد أن ساء بِمُضْناكِ المآلْ؟!
أَنْتِ من جَرَّعَه الكَأْسَ الَّتي
صَرَعَتْهُ.. فهو سُقْمٌ واعْتِلالْ!
كانَ مَرْمُوقاً فَحاوَلْتِ الذي
سَوْف يُبْدِيه لَقىً بيْن الرِّمالْ!
لا. فما أَخْسَرَها مِن رغبة
لم تَنَلْ مِنِّي.. والحَرْبُ سِجالْ!
أنا يا فاتِنَتي رَغْمَ الأَسى
جَبَلٌ ما خَرَّ يَوْماً في النِّزالْ!
ولقد عُدْتُ لرشدي فاجْتَوَتْ
مُهْجَتي الحَرَّى ترانيم الجمال!
لم أَنَلْ منه سوى أَرْزائِهِ
وهي أرْزاءٌ على الحُرِّ ثِقالْ!
صِرْتَ في عَيْنَيَّ. صِرْتي شَبحاً
مَلَّهُ القَلْبُ. وما أَحْلى المَلالْ!
وَتَنوَّرْتُ سَبيلي في الدُّجى
بعدما كان الدجى يخفي النِّمالْ!
أَنْتِ. ما أَنْتِ سوى أحبولة
وأنا الكارِهُ أَوْهاقَ الحِبالْ!
وأنا الشَّامِتُ في الحُسْنِ الذي
شاخَ في قَلْبي صِباهُ واسْتَحالْ..!
وأنا السَّالي فما يُرْجِعُني..
لِلْهوى الماجِنِ شَوْقٌ وابْتِهالْ!
فَهُما منها.. وما أكْذَبَها
حِينما تُقْسِمُ.. مكْرٌ واحْتِيالْ!
* * *
إنَّما أقْدارُنا يا فِتْنَتي
عادِلاتٌ. وهي أَغْلالٌ ثِقالْ!
حرَّرتْني مِنْكِ ثم اسْتَحْكَمَتْ
فيكِ لَمَّا أَنَسَتْ مِنْكِ السَّفالْ!
فاصْبِري وامْتَثِلي يا طالَما
كنْتِ لِلأَحْرارِ سِجْناً واعْتِقالْ!
ولقد كنْتِ سُهاداً قاتِلاً..
لِعُيُونٍ كابَدتْ هَوْلَ اللَّيالْ!
فاذْكُرِيها.. فهي لم تَنْسَ الذي
كانَ مِن عَسْفِكِ كالداء العُضالْ!
فَسَيلْقاكِ سهادٌ مِثْلَها..
وعُضالٌ لا يُعافِيكِ بِحالْ!
فَتَسامِي رُبَّما تَلْقاكِ في
غَدِكِ الحالِكِ أنْوارُ الهِلالْ!
رُبَّما كانَ التَّسامي عِصْمةً
بِدُمُوعِ غالِياتٍ كالَّلالْ!
فاذْرِفيها.. إنَّها قَنْطَرَةٌ
لحياةٍ طَهُرَتْ بعد انحِلالْ!
إنّها البَلْسَمُ للجرح الذي
قِيلَ أَنْ لا بُرْءَ منه وانْدِمالْ!
يالَ مَجْدِ الله في عَلْيائِهِ
إنه فَكَّ عن العَقْلِ العِقالْ!
فَتَعَزِّي.. أنْتِ أَوْلى
من فُؤادي بالعزاءْ!
إنَّ لي من كِبْريائي
ما يُذِلُّ الكِبْرياءْ!

ريحانة شمران
06-20-2024, 02:19 AM
» محمد حسن فقي » الثمانون؟


بعْد الثَّمانِينَ خَبَتْ جَذْوتي
وآدَني السُّقْمُ. وطاب الرَّحيلْ!
بعد الثمانين أَبَتْ صَبْوَتي
إلاَّ انْحساراً عن جبيني الأَثِيلْ!
إلاَّ ابْتِعاداً عن هوًى قاتِلٍ
يَرْمِي به ثَغْرٌ وطَرْفٌ كحِيلْ!
عِشْتُ حَياتي مُصْغياً لِلْهوى
فَكانَ لي –أُوّاهِ بِئْسَ الدَّليلْ!
كنْتُ حُساماً مُنْتَضًى فاخْتَفى
بِغِمْدِه ما إنْ له من صَلِيلْ!
عَهْدُ الصَّبا وَلَّى. ومِن بَعْدِه
وَلىَّ شبابي راكِضاً من السَّبيلْ!
يا لَيْتَني كنْتُ تَوَقَّيْتُهُ
هذا الهوى. هذا الضَّلالُ الوبيلْ!
ما كنْتُ أَدْرِي أْنَّني سابِحٌ
في حَمْأَةٍ أَحْسَبُها السَّلْسَبيلْ!
لكنَّها كانَتْ فَفرَّتْ وما
أضَلَّنِي بالخادِعِ المُسْتَطِيلْ!
كانتْ حُساماً فَوْقَ رأْسي إذا
عَصَيْتُه كنْتُ الصَّرِيعَ القَتِيلْ!
وَيْلي من الرَّمْضاءِ هَلاَّ اسْتَوَتْ
رِجْلايَ منها بالخَمِيلِ الظَّلِيلْ؟!
لكِنَّني كنْتُ الفَتى سادِراً
في الغَيِّ يروى من قَذاةِ الغَلِيلْ!
يَلُومُني الصَّحْبُ فما أَرْعَوِي..
بل أَسْتَوِي مُنْتَشِياً بالصَّهِيلْ!
أَشْعُرُ مِن بعد المَشِيبِ الذي
أنَهكَني.. أَشْعُرُ أَنِّي العلِيلْ!
عَلِيلُ جِسْمٍ راعِشٍ يَنْحَنِي
على عَصاهُ. في الضُّحى والأَصِيلْ!
يَنْشِجُ في صَمْتٍ لِئَلاَّ يرَى
منه الوَرى الدَّمْعَ. ويُخْفي العَوِيلْ!
وَيْلي من النَّارِ الَّتي اكْتَوَى
بها. ومن شجوى وسُهدي الطَّويلْ!
ومِن ضَمِيرٍ لم أُطِعْ نُصْحَهُ
كأَنَّما يَطْلُبني المُسْتَحِيلْ!
يَخِزُني وخْزاً تسيل الحشا
به دَماً يجري. وما من مُقِيلْ!
فيا لَعِصْيانٍ مَضى يَبْتَلي..
حاضِرَهُ منه بِهَمٍّ ثَقِيلْ!
أَيا ضَمِيري.. إنَّني نادِمٌ
فيا لِعِزٍّ يَشْتَهِيهِ الذَّلِيلْ!
قد كنْتُ بُوماً ناعِباً من الدُّجى
فكيف أَشْدُو في الضُّحَى بالهَدِيلْ؟!
والشِّعْرُ كم أَرْسَلْتُهُ شادِياً
فَصاغَ دُرّاً في الأَثيث الأَسِيلْ!
من الحَوَرِ السَّاجي يُذِيبُ الحَشا
والقَدِّ يختال طَرِيداً.. نَحِيلْ!
وكادني الحبُّ كما كِدْتُهُ
ورُبَّما بَزَّ النَّشِيطَ الكَليلْ
بالشِّعْرِ كنْتُ الشَّامِخَ المُعْتَلِي
الكاسِب الحَرْبَ بِسَيْفٍ صَقِيلْ!
كم دانَ لي الحُسْنُ فأكْرَمْتُهُ
من بَعْد أَنْ دانْ. وكان البَخِيلْ!
ذلك عَهْدٌ كنْتُ ذا مِرَّةٍ
به. ولم يَبْق لها من قَلِيلْ!
كم أتَمنىَّ أنَّها لم تَكُنْ
وأنَّني كنْتُ الضَّعيفَ الهَزِيلْ!
فقد يكونُ الضَّعْفُ لي عِصْمَةً
من جَنَفٍ كنْتُ به أَسْتَطِيلْ!
واليَوْمَ إنَّي هَيْكَلٌ راعِشٌ
يَبِسُهُ راحَ. وراحَ البَلِيلَ!
يَدِبُّ.. يَسْتَنْشِقُ بَعْضَ الشَّذا
من رَوْضِهِ الذاوِي ورَطْب النَّجيلْ!
مِنْ بَعْدِ أَنْ كانَ كثيرَ النَّدى
بالثَّمَرِ الحالِي.. زاهي النَّخِيلْ!
أسْتَغْفِرُ الله. وأرجو الهُدى
منه يُوافِيني بِصَفْحٍ جَمِيلْ!
هُناكَ ما أَجْمَلَ تِلْكَ الصُّوى
تَهْدِي. وما أَسْعَدَ فيها النَّزِيلْ!
ويا أُهَيْلي ورِفاقي الأُلى
كانوا هَوايَ المُسْتطابَ الحَفِيلْ!
من كانَ مِنهُمُ لم يَزَلْ بالحِمى
يَزِينُه.. يَشْرُفُ منه القَبِيلْ!
ومَن تَناءى. فهو في دارِهِ
تِلْكَ التي تُكْرِمُهُ بالجَزِيلْ!
كم طَوَّقُوني بالمُنى حُلْوَةٌ
وبالرُّؤى رفَّافَةً تَسْتَمِيلْ!
وكنْتُ لا أَشْكو الوَنى مَرَّةً
إلاَّ وجاءوا بالمُثِيبِ. المُنيلْ!
أَسْتَنْزِلُ الرَّحْمَةَ لِلْمُنتَأي
وأَنْشُدُ النُّعْمى لباقي الرَّعِيلْ!
وارْتَجي الغُفْران مِنْهُم على..
ما كانَ مِنِّي قَبْلَ يَوْمِ الرّحَيلْ!

ريحانة شمران
06-20-2024, 02:19 AM
» محمد حسن فقي » أيها الإسلام .. أواه


تفكَّرْتُ في الإسلامِ وهو مُحَلِّقٌ
وفكَّرْتُ في الإسلامِ وهو كسيرُ!
صُقُورٌ يَجُبْنَ الجوَّ غَيْرُ جَوارحٍ
ويَبْدو بِهِنَّ الجوُّ وهو قَرِيرُ!
تَناءيْنَ عن ظُلْمٍ وخِيمٍ. وعن خَنًى
وأَلْهَمَهُنَّ الصّالِحاتِ ضَمِيرُ!
وجاءتْ على أَعْقابِهِنَّ حمائِمٌ
كَثُرْنَ ولكنْ ما لَهُنَّ هَدِيرُ!
كَثُرْنَ ولكنْ ما لهنَّ تَوَثُّبٌ
ولا هِمَمٌ كالغابِرينَ تُثِيرُ!
فأَغْرَى بِهمْ هذا الخُمولُ طوائِفاً
مَطامِعُهُمْ لِلْخامِلينَ سعيرُ!
ولو أَنَّهم كانوا كَمِثْلِ جُدودِهِمْ
لما كانَ منهم خانِعٌ وحَسِيرُ!
رَضُوا بِسَرابٍ خادِعٍ فَتَساقَطوا
إلى حُفْرَةٍ فيها الهوانُ خفيرُ!
حُطامٌ ومَجْدٌ كاذبٌ وتَفَرُّقٌ
مُشِتٌ.. له الحُرُّ الأَبِيُّ أسيرُ!
وَنًى وانْحِدارٌ واخْتِلافٌ مُمَزِّقٌ
حِراءٌ بكى من وَيْلِهِ وثَبِيرُ!
تَذكَّرْتُ أَمْساً كانَ فيه رِجالُهُ
لُيُوثاً لهم في القارِعات زَئِيرُا!
ولَيْسوا طغاةً بل حُماةً لِرَبْعِهِمْ
ولِلنَّاسِ إنْ خطْبٌ أَلَمَّ عسيرُ!
أَرُوا العالَمَ المَسْحُوقَ بعد
ابْتِزازِهِ وذِلَّتِه عَدْلاً يراه ضَرِيرُ!
فَمالَ إلى الحُسْنى. وألقى قِيادَهُ
إلَيْهِمْ فلا قَيْدٌ يَشُدُّ.. ونيرُ!
تذكَّرْتُ عَهْداً للنَّبِيِّ محمَّدٍ..
وأَصْحابِهِ يَهْدِي النُّهى ويُنِيرُ!
كبَدْرٍ أضاءَ الأَرْضَ بعد ظَلامِها
فما ثَمَّ إلاَّ راشِدٌ وبَصِيرُ!
وما ثَمَّ إلاَّ قانِعٌ بحياتِهِ
وراضٍ بها.. بالمُوبِقاتِ خبيرُ..!
لقد ذاقَ مِن ماضِيه خُسْراً وذِلَّةً
وحاضِرُهُ رِبْحٌ عليه وَفِيرُ..!
وكانَ له مِن حُكْمِهِ ما يَسُومُهُ
من الخَسْفِ ما يطوى المنى ويُبِيرُ..!
وما عاق عن حُرِّيَةٍ وكرامَةٍ
ففي كلِّ يَوْمٍ مِحْنَةٌ ونَذِيرُ..!
وها هو مّنْذُ اليَوْمِ بعد انْدِحارِهِ
بدا في مَغانِيهِ الطُّلُولِ. بَشِيرُ!
فعادَ قَرِيراً بالغُزاةِ تَوافَدُوا
إليه. وقد يَرْضَى الغُزاةَ.. قَرِيرُ!
وكيف. وقد جاءُوا إليه بِعِزَّةٍ
ومَيْسَرَةٍ يَهْفو لَهُنَّ فَقِيرُ؟!
فَصارَ نَصِيراً لِلَّذينَ تَكَفَّلوا
بِعَيشٍ كريمٍ لَيْس فيه نكيرُ!
ولا فيه غَبْنٌ من ضَراوةِ ظالِمٍ
وما فيه إلاَّ زاهِدٌ ونَصِيرُ!
فيا سلَفاً أَفْضى إلى خَيْرِ غايةٍ
بِأيمانِهِ.. فارْتاحَ منه ضَمِيرُ!
يَسِيرُ إليها راضياً بِمَصيرِهِ..
فَيَلْقاهُ بالأَجْرِ الجَزِيلِ مَصِيرُ!
خَمائِلُ خُضْرٌ حالِياتٌ بِنَضْرَةٍ
غَدَتْ فَدْفَداً لم يَبْكِ فيه مَطِيرُ!
وآياتُ عِمْران شَوامِخُ شُرَّعٌ
خَوَرْنَقُها عالي الذُّرى. وسَدِيرُ!
وفي هذه الدُّنْيا نُهىً وشاعِرٌ
ومنها جَليلٌ شامِخٌ. وصَغيرُ!
ومنها هَزيلٌ ضامِرٌ مُتنفِّجٌ
ومِنْها –وإن أخْنَى الزَّمانُ طَريرُ!
أيا ابْنَ الأُباةِ الصَّيدِ هُبَّ من الكرى
فَأَنْتَ بِهذا الصَّحْوِ.. أنْتَ جَدِيرُ!
شَبِعْنا سُباتاً كانَ خُلْفاً وفُرْقَةً
ومِن حَوْلِنا للطَّامِياتِ هَدِيرُ!
وقد يَجْمَعُ الله الشّتاتَ فَإنَّه
على جمعه –رَغْمَ الصِّعابِ قَدِيرُ!
ولكِنْ عَلَيْنا السَّعْيُ فهو ضَرِيبَةٌ
عَلَيْنا كَبِيرٌ دَفْعُها.. وصَغِيرُ!
سنَدْفَعُها حتى نَفُوزَ وَنَنْتَهِي
إلى غايَةٍ نَعْلو بها ونَطِيرُ!
إلى غايةٍ شَمَّاءَ كان جُدُودُنا
حَبِيبٌ إليهم نَيْلُها.. ويَسِيرُ!
حَدِيثٌ بِه أَمْلى الفَرَزْدَقُ شِعْرَهُ
وشايَعَهُ فيه النَّطُوقُ جَرِيرُ!
وما هو إلاَّ نَفْثَةٌ عَبْقَرِيَّةٌ
لها مِن يَراعِ العَبْقَرِيِّ صَرِيرُ!

ريحانة شمران
06-20-2024, 02:20 AM
» محمد حسن فقي » الراعية

أراعِيتَي لقد أَخْطَأْتُ دَرْبي
فَرُدِّي الدَّرْبَ. واسْتَدْني المزارا!
شقيتُ وكنتُ أرْتَعُ من رِياضٍ
فعادت بعد نَضْرتِها قِفارا..!
فما أنا واجِدٌ فيها زُهوراً
ولا أنا واجِدٌ فيها ثِمارا..1
وما أَدْرِي لعلَّ غَدي يُوافِي
بما أَلْقى به المِنَنَ الكِبارا..!
* * *
أراعِيَتي لقد أَمْسَيْتُ عَبْداً
لأَهْوائي.. وقد أَلْقى التَّبارا!
إذا ما شِئْتُ إذْعاناً لِرُشْدي
تَباعَدَ وانْثنى عنِّي فِرارا!
وكيف وقد رأى حُوباً مُخِيفاً..
يُعَرِّيني ويَسْلِبُني الإِزرا؟!
فما أَقْوى على صَدِّ نَفُورٍ
له بَلى وأُطِيعُه فأَزِيدُ عارا!
* * *
أَراعِيَتي. وإنَّ المالَ يَطْوي
كَمِثْلِ المجْدِ لِلْخُسْرِ الضَّميرا..!
أُطِيعُ جَداهُما رَغَباً فأَهْوِي
إلى دَرَكٍ. وما أَخْزَى الحَفِيرا!
ولكنِّي أعِيشُ به قَرِيراً
فَلَيْتَني كنْتُ في الدَّرَكِ الحَسِيرا!
ولوْ كنْتُ البَصِيرَ لما احْتَوانِي
ولكنِّي اسْتَوَيْتُ. ضَرِيرا..1
* * *
أراعِيَتي. وصارَ هَوايَ مَوْلًى
يُسَيِّرُني فما أَشْكو المَسيرا!
فيَسْلِبُني الحِسانُ نُهًى وحِسّاً
وأَرْضاهُنَّ لي سِجْناً ونِيرا!
وأُبْدِلُهُنَّ بِالبأْساءِ نُعْمى
فَيَلْقَيْنَ العَسيرَ بها يَسيرا!
وأُهْدِرُ بَيْن أَيْدِيهِنَّ رُشْدي
بلا وَعْيٍ. فقد كنْتُ الغَرِيرا!
* * *
أراعِيتي. وكانَ الحِقْدُ يُغْرِي
حَشايَ على الذين فَرَوْا أَدِيمي!
وما كنْتُ الحَقُودَ فَأَرْغَمَتْني
مثالِبُهُم على الطَّبْعِ الذَّمِيم!
وما يَرْتَدُّ ذو حِقْدٍ بِعَفْوٍ
فما كان الحَقُودُ سوى اللَّئِيمِ!
فَأَبْرَأَني بِصَفْعِ قَفاهُ حتى
رأيْتُ مَدامِعَ العَبْدِ الزَّنِيمِ!
* * *
أَراعيتي. ولولا الغَيُّ يُفْضي
بِصاحِبِه لِمَرْتَعِهِ الوَخِيمِ..!
لَكُنْتُ عَفَوْتُ عن شَرٍّ حَقُودٍ
وأَصْدُرُ فيه عن طَبْعي القدِيمِ!
ولكنِّي انْقَلَبْتُ إلى عَتِيٍّ
يَرى نُعْماهُ في قَهْرِ الغَرِيمِ!
لقد كنْتُ المَلاكَ فكيف أغدو
وقد دَهَمَ المشِيبُ إلى رَجِيمِ؟!
* * *
أراعِيَتي. وقد عادَتْ خِلالي
مَباذِلَ حَيَّرَتْ أَهْلي وصَحْبي!
فما عادَتْ أَشِعَّتُها بِعَقْلي
تُضَوِّئُهُ. ولا عادَتْ بِقَلْبي!
لماذا يَسْتَحِيلُ التِّبْرُ يَغْلُو..
إلى صَخْرٍ يُجَرِّحُني.. وتُرْبِ؟!
لماذا لا يَحُولُ الضِّيقُ يُدْمي
ويُرْمِضُ مُهْجَتي الحَرَّى لِرَحْبِ؟!
* * *
أراعِيَتي. وقد أَحْنُو وأَقْسُو
وأَسْلُكُ مَنْهَجيْ سَهْلٍ وصَعْبِ!
وأَفْتَرِعُ الذُّرى صَعَداً. وأَهْوِى
بِدُونِ تَحَرُّجٍ بقَرارِ جُبِّ!
وقد أَدْنو لِسِربي ثم أُنْأى
خَؤُوفاً منه. وهو يرِيدُ قُرْبي!
وما أَدْرِي أكنْتُ على ضَلالٍ
وإلاَّ كنْتُ ذا صَفْوٍ وحُبِّ؟!
* * *
أراعِيَتي. وأَنْتِ ملاذُ رُوحي
وأَنْتِ المَجْدُ لي بِذُرًى عَوالى!
فَكُوني لي كما كنْتِ قَبْلاً..
أَعُدْ لِحياةِ طُهْرٍ وامْتِثالِ!
فإِنِّي نُؤْتُ من ثِقَلِ الخطايا
وحَسْبُكِ بالخطايا من ثِقالِ!
وقد عَوَّدْتِني أَنْ تَنْشُلِيني
مِن الأَدْراكِ. مِن جَنَفِ الضِّلالِ!
عَمِيتُ فَلسْتُ أُبْصِرُ ما أَمامي
ولا خَلْفِي. وأَعْياني كَلالي!
فَرُدِّيني لأَمْسِيَ. إنَّ يَوْمي
يُجَرِّحُني بِأَشْتاتِ النّصالِ!
* * *
تبارَكَ ذو الجلال. فقد بدا لي
نَهارِي بَيْن أَسْدافِ اللَّيالي!

ريحانة شمران
06-20-2024, 02:20 AM
» محمد حسن فقي » واقع .. لا خيال

هذه القصة ترويها هذه القصيدة ذات القوافي المتعددة..
دَنا وتَدَلىَّ.. ثم أَمْسَى بِقُرْبِهِا
كأَنْ وَرَدَ الفِرْدَوْسَ فاستعذب الوِرْدا!
وقالت له. ما أعذب الوصل بَيْنَنا
فقال لها أَوّاهِ. ما أَعْذَبَ الرِّفْدا!
* * *
تَمنَّيْتُ أَنْ لو عِشْتُ في الرَّوْضِ
راقصاً فأَطْعَمَ منه المَطْعَمَ اللَّذَّ والشَّهْدا!
وأشْتَمُّ منه الوَرْدَ أَعْطَرَ يانِعاً
وأَلْثُمُ منه الثَّغْر –والنَّحْرَ وَالنَّهْدا!
* * *
هنا كل أَلْوانِ الهناءِ. فَلَنْ يرى
غدى مِثْلَ يَوْمي المُسْتَفِيضِ من الرَّغْدِ!
هنا الحُبُّ يَشْدُو بالجَمالِ ويَزْدَهي
بآلائِهِ ما يَشْتَكي لَوْعَةَ الوَجْدِ!
تَذَوَّقْتُ منه ما اشْتَهيْتُ من النَّدى
وعانَقْتُ فيه ما اشْتَهَيْتُ من الوَعْدِ!
وقُلْتُ لها يا نَفْسُ. هذا هو الهَوى
يَلَذُّكِ من قُرْبٍ. ويَشْفِيكِ من بُعْدِ!
تَركْتُ الذي يَهْوي إلى الدَّرْكِ بالمُنى
فأَسْرَيْتُ من سَفْحٍ وَطيءٍ إلى نَجْدِ!
فما إنْ يَرى فيه ضَمِيري سِوى الرُّؤي
تُطِلُّ عليه بالسَّراوَةِ والمَجْدِ!
وما فيه مِن صَدٍّ. ولا فيه من قِلًى
ولا مِن سهامٍ قاتِلاتٍ. ولا جُرْدِ!
ولكِنْ غُناءٌ.. بَلْ أَغارِيدُ بُلْبُلٍ
ونَشْوَتُه من إِلْفِهِ. وشذَى الوَرْدِ!
* * *
كلانا يَعِشُ العُمْرَ في صَبَواتِهِ
وفي أُنْسِهِ بالصَّفْوِ.. والمَنْزِلِ الرَّحْب!
قد اتَّفَقا حِسَاً.. كما اتَّفَقَا حِجًى
فَطابا بِعَيْش ما يَمَلُّ من القُرْبِ!
وكيف يَمُلُّ القُرْبَ مَن عاشَ لاهِفاً
عليه. فَلاقى مُتْعَةَ العَقْل والقلب؟!
تمرُّ بِهِ السَّاعاتُ عَجْلى كأنَّها
ثَوانٍ كَحِلْمٍ مُسْعِدٍ بِالجنَى العَذْبِ!
* * *
أَجَلْ. هو حِلْمٌ مُسْعِدٌ ثم يَقْظَةٌ
تَرَنَّحَ منها الحالمانِ.. وزُلْزِلا!
فَتِلْكَ التي أَغْرَتْهُ بالدَّلِّ واللُّهى
نَأَتْ عنهُ غَدْراً. فاسْتَرابَ وأَجْفَلا!
وقالتْ له ما كنْتُ إلا فَرِيسَةً
لِذِئْبٍ رأى فيها شَراباً ومَأْكَلا!
فَدَعْني فقد أَثْقَلْتَ. وانْشُدْ ضَحِيَّةً
سِوايَ. فقد لاقَيْتُ غَيْرَكَ أَفْضَلا!
فقال لها أَحْسَنْتِ بِالهَجْرِ إنَّني
أَراني بما قد كنْتُ فيه مُغَفَّلا!
وقَلْبي الذي قد كانَ فِيكِ مُتَيَّماً
صحا ورأى الإِبْرِيزَ قد عادَ جَنْدَلا!
تَحَوَّلَ عن حُبِّ اللَّعُوبِ تَرَفُّعاً
وأَنْتِ التي أَيْقَظْتِهِ.. فَتَحَوَّلا!
أَلَسْتُ بهذا كنْتُ أَرْبَحَ رَابِح؟!
وأَنْتِ به كُنْتِ السَّرابَ المُضَلِّلا؟!
* * *
سأَشْدو فَيَرْوِي الغيدُ شِعْرِيِ مُحَلِّقاً
ويَنْظُمْنَ فيه العِقْدَ زَهْراً مُؤَرِّجا!
يُحَلُّونَ أعناقاً به وتواصِياً
ويُلْقِينَ إبريزاً وماساً تَوَهَّجا!
ويُنْشِدْنَ عنْه الشِّعْرَ يُشْجي بِلَفْظِهِ
ومَعْناهُ حرا لا يَذِلُّ.. وأَبْلَجا!
أنا الرُّوْضُ أَثماراً وزَهْراً وجَدْوَلاً
وإنْ كُنْتُ شَوْكاً لِلضَّلالِ وعَوْسَجا!
* * *
لعلَّكِ بَعْدَ البَيْنِ والنَّأْيِ قد بدا
لِعَيْنَيْكِ ما أَشْجى وما أَوْرَدَ الخُسْرا!
سَمِعْتِ من الأَتْرابِ ما أَرْمَضَ الحشا
حشاكِ. وقد عادَ النَّسيمُ به جَمْرا!
فهل ذرفت عيناك أَدْمع نادمٍ
على الحُبِّ كانَ الطُّهْرَ فاخْتَرْتِهِ عِهْرا؟!
لقد كُنْتُ في مَغْناكِ بَدْراً مُضَوِّئاً
دُجاكِ. ومُنْذُ اليوم لن تُبْصِري البَدْرا!
* * *
ولن تُبْصِري إلاَّ النَّشاوى بِشَهْوَةٍ
إذا اقْتَرفُوها أَعْرضُوا وتَهَرَّبوا!
وأَبْقُوا الأقاويلَ المَشِينَة وَصْمَةً
كأَنْ لم يكُونوا بالأقاوِيل أَذْنَبُوا!
بِلا حَرَجٍ قالوا. وقد يَنْشُرونَها
لِيُعْجِمَ فيها الشَّانِئوكِ.. ويُعْرِبُوا!
وما زَعَموا بل كانَ حَقّاً لهُم
فما يَسْتَطِيعُ الَّوْدَ عَنْكِ.. مُكَذِّبُ!
* * *
هذه القِصَّةُ ما كانت خَيالاً
بَلْ هي الواقِعُ في أَخْزى المَجالي!
هي للسَّارِينَ أَجْلى عِبْرَةٍ
من دُرُوبٍ سَيْطَرَتْ فيها السَّعالي!
ولئِنْ كانوا ذِئاباً تَرْتَوِي
مِن دِماءِ الغِيدِ.. أم كانوا ثعالى!
فلقد يَنْفَعُها أَنْ تَهْتَدِي
بعد طُولِ الغَيِّ بالسِّحْرِ الحَلالِ!

ريحانة شمران
06-20-2024, 02:20 AM
» محمد حسن فقي » الأمس واليوم


يا حُلْوتي لو كُنْتِ غازَلْتِني
قَبْلَ مَشِيبي لَرَأَيْتِ العُجابْ!
لكُنتِ أَفْضَيْتِ إلى نَشْوَةٍ
تُنْسِكِ بالبَهْجَةِ نَهْجَ الصوابْ!
فإِنَّني كُنْتُ الفتى عارِماً
يَفْتَرِعُ الذُّرْوَةَ رَغْمَ الصِّعابْ!
عُروقُهُ تَحْوى دَماً لاهِباً
يَجْري بِها مُكْتَسِحاً كلَّ بابْ!
يالَ شَبابي مِن لَظًى مُحْرِقٍ
أَذْهَلَني.. أَذْهَلَ كُلَّ الكِعابْ!
قُلْنَ وقد شاهَدْنَهُ عَاصِفاً
ماذا بِهِ؟! يا سِحْرَ هذا الشَّبابْ!
ورُحْنَ يَحْلَمْنَ بِحُلْوِ الرُّؤى
بِه.. ويُكْثِرْنَ عليه الطِّلابْ!
وهو قَرِيرٌ بالهَوى جارِحاً
أَفْئِدَةَ الغِيدِ.. كماضِي الحِرابْ!
تَعِيْثُ في أَحْشائِهنُ المُنى
وهُنَّ يَسْعَدْنَ بِهذا العذابْ!
أَحْلى المُنى كانَ مِنْها النَّوى
بُشْرى بِوَصْلِ حافِلٍ بالثَّوابْ!
قالتْ وقد رَاوَدَني طَيْفُها
من صَحْوَتي بَيْنَ عَدِيدِ الصِّحابْ!
وهي التي تَسْحَرُ أَعْيُنَ النُّهى
وهي التي تَخْطُرُ فَوْقَ السَّحابْ!
ماذا؟! ألا تَعْرِفُ أنِّي التي
مِن دُونِ كُلِّ الفاتِناتِ اللُّبابْ؟!
ما لَكَ عَنِّي هكذا مُعْرِضٌ؟!
والنَّاسُ. كلُّ النَّاسِ مِنِّي غِضابْ؟!
كأَنَّني الشَّهْدُ حَلا صَافِياً
فاجْتَمعُوا مِن حَوْلِهِ كالذُّبابْ!
يَشْكُونَ مِنِّي الصَّدَّ لكِنَّني
أَرْخَيْتُ –فانْجابُوا صَفيقَ الحِجابْ!
لم أَحْتَفِلْ إلا بِمُرِّ الهَوى
هَواكَ هذا.. بَعْدَ عَذْبِ الشَّرابْ!
فاصْدَعْ بِحُبِّي إنَّني جَدْوَلٌ
صافٍ. وأَخْدانكَ مِثْلُ السَّرابْ!
قُلْتُ لها يا حُلْوَتي. يا جَنى
رَوْضٍ نَضِيرٍ.. أَنْتِ مِثْلُ الشِّهابْ!
مُسْتَعْلِياً من أُفُقٍ شاهقٍ
مُنْتَشِياً بالحُسْنِ غَضِّ الإِهابْ!
من خُيَلاءٍ يَسْتَوِي لاهِياً..
بالشَّجْوِ.. ما لِلشَّجْوِ إلاَّ التَّبابْ!
وما لَهُ غَيْرُ النَّوى والقِلا..
وما لَهُ غَيْرُ ضَنًى واكْتِئابْ!
ولَسْتُ مِن هذا الذُّبابِ الذي
أَشْقَيْتِهِ.. عَرَّضْتِهِ لِلْخَرابْ!
أَمْسى عَمِيّاً ما يَرى دَرْبَهُ..
كيف؟! وقد خَيَّمَ فيه الضَّبابْ؟!
فلا ذَهاباً يَرْتَجي سالِماً
وما لَهُ عِنْدَكِ حُسْنُ المآبْ!
دَعِي فُؤادِي. إنَّهُ قانِعٌ
بِحَظِّهِ مِن زَيْنَبٍ والرَّبابْ!
هُما. وسِرْبٌ ناعِمٌ يَشْتَهي
هَوايَ.. قد يُخْطِىءُ فيه الحِسابُ!
وأَنْتِ.. قد يَغْدو الذُّبابُ الذي
صَدَدْتِهِ.. يُقْذِيهِ مِنْكِ الرُّضابُ!
فَلْتَحْذَرِيهِ.. رُبَّ مُسْتَوْحِشٍ
يَنْهشُ في جِسْمِكِ نَهْشَ الذِّئابْ!
أَخْشى احْتِراقي من شِهابٍ
يرى ما تَحْتَهُ إلا الهَشيمَ المُذابْ
بَكَتْ.. ولكِنِّي ارْتَضَيْتُ الطَّوى
عن شِبَعٍ يُلصِقُني بالتُّرابْ
أوَّاهِ مِن شَيْخُوخَةٍ لاتَني
تَجْعَلُ مِنِّي الشَّدْوَ مِثْلَ النُّعابْ!
كُنْتُ هِزاراً شادِياً.. مُطْرِبا
وعُدْتُ مِنْها ناعِقاً كالغُرابْ!
لو كُنْتُ مِثْلَ الأَمْسِ ما شَفَّنِي
حُسْنٌ. ولا أَثْخَنَ رُوحي الضِّرابْ!
ولم أَكُنْ أُغْضِي إذا مَسَّني
مِن العوادي جَنَفٌ أَوْ سِبابْ!
لكِنَّهُ الدَّهْرُ.. ويا وَيْلَتا..
مِنْه فقد أَوْجَعَني بالمُصابْ!
ولَيْسَ لي إلا اصْطِبارِي على
سِرْدابِهِ المُظْلِمِ بَعْد القِيابْ!
تَبارَكَ اللهُ.. فَكَم ضَيِّقٍ
نَأْلَفُهُ بَعْد وَسِيع الرِّحابْ!
لَيْسَ عُجاباً أُلْفَتِي لِلأَسى
وهو ضجيعي.. فالنُّفُور العُجابْ!
هذا أَنا. إِنِّي أَلِفْتُ الضَّنى
بعد الغِلابِ التَّمِّ. بعد الوِثابْ!

ريحانة شمران
06-20-2024, 02:21 AM
» محمد حسن فقي » الحفيدة .. الشاعرة

أَحَفِيدتي. ولأَنْتِ رَوْضٌ
ناضِجٌ.. ثمراً وزَهْرا!
تُهْدِي به الطَّعْمَ اللَّذيذَ
لنا وتُهْدي النَّفْحَ عِطْرا!
فَيَزِيدُنا بِكِ فَرحَةً
ويَزِيدُنا عِزّاً وفَخْرا..!
إنِّي لآمَلُ أَنْ تَكوني كالخُناسِ هُدًى وشِعْرا!
وتَكُونَ ذِكْراكِ الحبيبةُ
بين رَبْعِكِ. خَيْرَ ذِكْرى!
في رَيِّق العُمْرِ المُبَكِّر
أنْتِ والأيَّامُ تَتْرى!
سترين منها ما يَزِيدُك
حِكْمةً حِسّاً وفِكْرا!
وتَرَيْنَ مُخْتِلفِ الطَّبائِعِ
مِنْهُمُوا.. خَيْراً وشَرَّا!
المُرُّ حُلْوٌ يَسْتَحِيلُ بِهِمْ ويَغْدو الحُلْوُ مُرَّا!
والضُّرُّ نَفْعاً يَستَحِيلُ
ويَسْتَحِيلُ النَّفْعُ ضُرَّا!
فاسْتَبْصِري كَيْلا يَغُولُكِ غائِلٌ بِأَذاهُ غَدْرا!
واسْتَنْطِقي عَبَرَ الحياة
فإِنها تُعْطِيكِ خُبْرا!
وتَرُدَّ عَنْكِ الدّاجِيَاتِ
المُنْكِراتِ عَلَيْكِ فَجْرا!
لم يَسْتَطِعْنَ به اهْتِداءً
أَوْ يَطِقْنَ عليه صَبْرا!
فَتَمَيَّزوا حَسَداً وغَيْظاً
ثم قالوا عَنْكِ هُجْرا!
لا تَسْخَطي مِمَّا تَرَيْنَ
فَلَنْ يَحُطُّوا مِنْكِ قَدْرا!
ضاقُوا بِما لاقُوْهُ صَدْراً
وانْشَرَحْتِ وطِبْتِ صَدْرا!
هذى هي الدُّنْيا تَمُوجُ
بِأَهْلِها.. طُهْراً وعِهْرا!
* * *
أَحَفِيدتي.. إِنِّي كَبَرْتُ
وعادَ مَدِّي اليَوْمَ جَزْرا!
أَحْنى الزَّمانُ.. وما اسْتَطَعْتُ
غلابَهُ.. رأْساً وظَهْرا!
وغَدَتْ عَصايَ تَشُدُّ مِن
أَزْرِي. وكنْتُ أَشُدُّ أَزْرا!
كنْتُ المَشِيقَ.. كما الرِّماح
.. المُسْتَعِزَّ.. المُسْبَطِرَّا!
ومَضى الزَّمانُ يَحُثُّ خَطْواً
لا يَكِلُّ.. ونحن أَسْرى!
وهو الطَّلِيقُ.. وما يَجُوزُ..
المُسْتَطِيلُ.. وما أَضَرَّا..!
يَبْلى الشَّبابُ به.. وَيَبلى ما أساءَ وما أَسَرَّا!
أَوْلى بنا أَنْ لا نَضِيق
بِحُكْمِهِ.. ونَقُولَ شُكْرا!
* * *
أَحَفِيدتي وعَسايَ أَحْيا كي
أَراكِ بِجانِبِ الجَوْزاءِ بَدْرا!
وأُصِيخُ سَمْعي لِلرَّوائِعِ
مِنْكِ شِعْراً.. ثم نَثْرا!
كيْما أَقُولَ تَبارَكَ الرَّحْمنَ
إِنَّكِ تَنْثُرِينَ عَلَيَّ دُرَّا!
كَمْ كنْتُ أَرْجو اليَوْمَ هذا
فاسْتَبانَ وما اسْتَسَرَّا!
هذا الصِّبا.. هذا الجمَالُ
.. يَرُوعُنا سِرّاً وجَهْرا!
ويَخُطُّ في سِفْرِ الخُلُو?ِ
مُسَجِّلاً سَطْراً فَسَطْرا!
كانَ المُنى غُرّاً.. وما أَحْلا المُنى يَأْتِينَ غُرَّا!
فأنا القَرِيرُ به.. أنا الهانِي به.. نُعْمى وأَجْرا!
* * *
يا نَهْلَةً أَرْوَتْ بِكَوْثَرِها الظَّمِىء المُسْتَحِرَّا!
كانَتْ له بُشْراً أَزالَ
بِما حَباهُ اليَوْمَ عُسْرا!
أَحَمَامتي الوَرُقاءَ.. تَفْتَرِعُ
الذُّرى شُمّاً. لقد أَسْعَدَتِ صَقْرا!

ريحانة شمران
06-20-2024, 02:21 AM
» محمد حسن فقي » وهوى نجم


أسيلوا عليه الدمعَ.. فهوَ بهِ أجْدَى
ولا تَذْخرُوا شكراً.. ولا تذْخروا حَمْدا
فقدْ كان ذا فضْلٍ.. وقد كان ذا هُدىً
يُفيضان للعافين من رَبْعِه رفْدا
ولا قوْلَ إلاّ هدْيُه مترسِّلاً
ولا فعْل إلا رُشْدُهُ الجَمُّ.. مُمْتدّاً
وقدْ كان لا يَسْتشعرُ الفخْرَ بيننا
ولكنّه يستشعرُ الحبَّ والزُّهْدا
ويُغْضِي عن الذمِّ اللئيمِ. ولا يَرى
لصاحبه الجاني عليه به حقْدا!
أأَحمدُ.. كنتَ الرّوضَ فينا.. ثمارُه
وأزهارُه كانت لنا النّفْحَ والرّغْدا
فَصوَّحَ هذا الرّوْضُ.. جَفَّ نَميرُه
فلمْ نَلْقَ طعْماً لذّ فِيهِ ولا وِرْدا
لقد كنتَ فيه بُلبلاً مُتَفَرِّداً..
بأَنْغامِه يُشْجِي بها المجْدَ والوَجْدا
فأجْدبَ هذا الرّوْضُ بَعْدكَ باكياً
على طيرهِ الشادِي الذي سكَنَ اللّحْدا
ونحْنُ كمِثْلِ الطّيْرِ نشكُو فِراقَهُ
حنيناً إليهِ.. في المَراحِ وفي المَغْدَى
ونَذْكُرُه فينا شَذىً متضوِّعاً
يفوحُ.. فيَسْتَهْدِي به السائرُ القَصْدا
وما كان إلاُ الرُّمْدُ مَنْ لا يَرَوْنَهُ
ضياءً.. فما أشقى بإنْكارِه الرُّمْدا
ترفَّعَ عن نَهْجِ الغُواةِ تزهُّداً
ولم يَتَنفَّجْ كبرياءً ولا كَيْدا
فإنْ قلْتُ فِكْراً. فهو فيهِ محلّقٌ
وإن قلْت حِسّاً. فارْقُبِ الجَزْرَ والمَدَّا
هُما كِفَّتا فِكْرٍ وحِسٍّ تهَاطَلا
بغَيْثٍ.. حَمِدْنا قَبْلَه البَرْقَ والرّعْدا
وهل تُنْبِتُ الآلاءَ إلاّ هَوَاطِلٌ
عَمَتْ نَحْسَنا عنَّا وأبْدتْ لنا السَّعْدا!
أَأَحْمَدُ.. يا رُبَّ امْرِىءٍ مُتميِّزٍ
يُنَوِّرُ لحْداً مِثْلَما يُطْرِبُ المَهْدا
وقَدْ كُنْتَهُ شيخاً.. وقَدْ كُنْتَهُ فَتًى
فَمَا أَكْرَمَ المَثْوى. وما أكْرَمَ الخُلْدا
عسَاني إذا ما شاءَ رّي تباركَتْ
آيادِيه.. كم أَجْدَى علينا. وكم أسْدَى
رَحِيليَ.. أنْ أَلْقى لديه فواضلاً
وإن كنتُ لم أرْعَ الذّمامَ ولا العَهْدا
وأَنْ أَتَلاقَى والكرامَ من الأُلَى
تسارَعْنَ قبلي للرّحيلِ الذي أَرْدى
فكم أَشْتَهِي. والدمعُ يذرفُ والمُنَى
تُجاذِبُني شوقاً.. وتُخْلِفُنِي الوَعْدا
لِقائِي بهِمْ في مَوْطِن الخُلْدِ.. لا أَسىً
بهِ أو وَنىً يُضْنِي المساعيَ والجهْدا
ترقَّبْتُهُ يوماً فيَوْماً.. فَلَمْ يَفىءْ
إِليَّ.. ولكنْ سامَني النَأي والصَدَّا
ووَلَّى وأَبقى الهَشَّ.. ما يَسْتويَ بِهِ
وقَدْ لانَ –عُودِي لَيْتَه تركَ الصَّلْدا
فَعُدْتُ وما أقْوى على السّيرِ قابعاً
بِدارِي. فلا جَذْباً أطيقُ ولا شَدَّا
وعُدْتُ وفي حَلْقي من الصّابِ غصّةٌ
وفي مُهْجَتي من بَعْدِ ما طَعِما.. شُهْدا
مَتَى يَجْتَوِ المَرْءُ الحياةَ يَجِدْ بها
مَرَازِىءَ تُنْسِيه المباسِمَ والنَّهْدا
وكيْفَ.. وقد أَصْلَى الفِراقُ بِنَارِه
حناياهُ.. حتَّى ما يطيقُ لهُ وَقْدا
وقد خانَهُ حِسٌّ.. وقد خانَهُ حِجًى
فلمْ يُبْقِيا حَيْلاً ولمْ يٌبْقِيا رُشْدا
وكان له رَهْطٌ نِدادٌ.. فلم يَعُدْ
له مثلهمْ. فهوَ الذي افْتقَدَ النِّدا
كمَا افْتقَدَ اللَّذْوَى. كما افْتقَدَ الكَرَى
بشَيْخُوخَةٍ تَطْوِي المواجعَ والسُّهْدا!
سَلامٌ على الدّنيا.. سَلامُ مُودِّعٍ
تطلَّعَ للأُخْرَى. لمَوْلاهُ واسْتَجْدَى
على أنَّهُ ما كان في مَيْعَةِ الصِّبا
صبُوراً على رَيْب الزمان ولا جَلْدا
عساهُ بعَفْوٍ منه يَنْجُو من اللَّظَى
فما أكْرم المَوْلى وما أَفْقَرَ العَبْدَا!!

ريحانة شمران
06-20-2024, 02:22 AM
» محمد حسن فقي » حلق .. ثم هوى

أَذْكَرْتِنيهِ ماضِياً مُشْرِقاً
يُضِيءُ بالحُسْنِ ودَلَّ الحِسانْ!
كنْتُ به الغِرْنيقَ أَمْشِي على
زَهْوٍ.. وأَشْتَمُّ شذى الأُقْحُوانْ!
يدِينُ لي الحُسْنُ. وما يَنْثَني
عنِّي. ولا يَمْلِكُ منِّي العِنانْ!
أنا الذي أَمْلِكُهُ لاهِياً..
به. وما تَنْدى له المُقْلَتانْ!
* * *
تَقولُ هِنْدٌ وهي أَحْلا المُنَى
بَيْنَ الغَوانِي.. وهي أَغْلا الجُمانْ!
تَقولُ لي وهي على سَطْوَةٍ
مِن حُسْنِها العاتِي.. إِلامَ الحِران؟!
أما تَرى العُشَّاق حَولي وما
أَطْوَعَ منهم يَفُتُّ مِنِّي العِنان؟!
أَلَسْتَ ذا قَلْبٍ يُحِبُّ اللُّهى
من الشَّوادِي. ويُحِبُّ الدِّنانْ؟!
* * *
قُلْتُ لها يا هِنْدُ إنِّي الفَتى
أَصْبُو إلى العِزِّ. وأُغْلي الرِّهانْ!
أعْنُو إلى الحُسْنِ. وأَهْفُو لَهُ
وأَشْتَهِي منه الجَنى والحنانْ!
ما لم يَشَأْ مِنِّي إذا ما اسْتَوى
بَيْنَ الحنايا الخافِقاتِ.. الهوانْ!
فإِنَّني حِنَئِذٍ أجتوي..
ولا أُبالي منه بالصَّوْلَجانْ!
* * *
كم غادَةٍ يا هِنْدُ لم أَسْتَجِبْ
لِسِحْرِها. فاسْتَنْجَدَتْ بالدُّموعْ!
ثم اسْتَجابَتْ هي لِلْمُجْتَوَي
لتَسْتَوِي بَيْن الحَشا والضُّلوعْ!
كُنْتُ أنا يَوْمَئِذٍ باذِخٌ
أَشْدو بِشِعْري فَتَمُوجُ الرُّبوعْ!
أَجْمَعُ ما بَيْنَ السَّنا والصِّبا
وأَرْتَوِي رِيَّ الطَّموح الوَلُوعْ!
مِن كُلِّ يَنْبُوعٍ. فما أَنْثَني
عنه.. وأَسْلُوهُ وأَطْوِي القُلُوعْ..!
لكِنَّه يَنْظُرُ لي في أَسًى
لأَنَّني آثَرْتُ عنه النُّزُوعُ!
هذا أنا يا هِنْدُ قَبْلَ الونى
والحُزْنِ يَكْوِى. وانْطِفاءِ الشُّمُوعْ!
الواغِلُ المِقْدامُ أَمْسى لَقاً
والوامِقُ الجَبَّارُ أَمْسى الهَلُوعْ!
فيا لَهُ مِن زَمَنٍ خادِعٍ
وما لَنا يا هِنْدُ إلاَّ الخُضُوعْ!
ما يَنْفَعُ السُّخْطُ ولكِنَّني
سَخِطْتُ وَيْلي من ألِيمِ الوُقُوعْ!
فأَمْعَنَ الدَّهْرُ. وزادَ الكَرى
عَنِّي فلم أهْنَأْ بطيب الهُجُوعْ!
أَوَّاهِ مِن هَوْلِ نُزُولي إلى..
قاعِي. وأَوَّاهِ لِحُلْوِ الطُّلُوعْ
* * *
مَكَثْتُ في القاعِ وقد صَدَّني
عن الهوى شَيْخُوخَتي الضَّاوِيَهْ!
واسْتَنْكَرَ الغِيدُ رُؤى شائِبٍ
تَدِبُّ رِجْلاهُ إلى الهاوِيَهْ!
يَهْرِفُ بالحُسْنِ. وقَدْ هَالَهُ
منه عُزُوفٌ يُؤْثِرُ العافِيهْ!
يَحْلَمُ بالأَمْس.. أَلَمْ يَنْتَهِكْ
في أَمْسِهِ الأفْئِدَة الباكِيَهْ؟!
أطاعَهُ الحُسْنُ فَلَمْ يَحْتَفِلْ بالحُسْنِ في أَرْدَانِهِ الزّاكِيَهْ!
فكيف يَرْجُو اليَوْمَ مِنْه النَّدى؟!
وكيف يَرْجُو الدَّمْعَةَ الآسِيَهْ؟!
كَلاَّ. فما أَجْدَرَهُ بالْقِلى..
والصَّدِّ.. بل بالضَّرْبَةِ القاضِيَهْ!
* * *
وأَذْعَنَ الشَّيْخُ لأَقْدارِهِ
مُسْتَسْلِماً لِلْحِكْمَةِ الهادِيهْ!
رَدَّتْهُ لِلرُّشْدِ الذي خانَهُ
بالأَمْسِ. في أَيَّامِهِ الخالِيَهْ!
الشَّاعِرُ الموهوب أَصْفى فَما
يَشْدو رِضاً.. واسْتَقْصَتِ العَافِيَهْ!
وانْفَضَّ عنه الحُسْنُ لا مُلْهِماً
قصائِداً.. حانِيَةً.. ضارِيَهْ!
رَأَيْتُهُ مُسْتَعْبِراً نادِماً
في قاعِهِ.. من الظُّلْمَةِ الداجيهْ!
فَقُلْتُ يالَ النَّاسِ من غايَةٍ
كهذِهِ.. ناضِرةٍ.. ذاوِيَهْ!
* * *
يَسْتَعْصِمُ الغَيْبُ بِأَسْتارِهِ
فما نَرى أَسْرارَهُ الخافِيهْ!

ريحانة شمران
06-20-2024, 02:22 AM
» محمد حسن فقي » الراحل المقيم


رحلْتَ وخلَّفْتَ الرّفاقَ بواكياً
عليك وكانوا بالقوافي شوادِيا!
وكانوا وما زالوا إليك صوادِياً
فَمَنْ ذا الذي يَسْقي ويَرْوِي الصَّواديا؟!
ومَن ذا الذي يُرْضِي الحواضِرَ كلَّهم
ومَن ذا الذي من بَعْدُ يُرْضي البواديا؟!
لقد كنتَ في دُنْيا المَشاعِر صاحياً
وما كنْتَ في دُنْيا المشاعِر غافيا!
وكنتَ المُجَلِّي في السِّباقِ وإنَنِّي
سأَغْدو والمُصَلِّي أَيْنَما كنْتُ ثاوِيا!
كفَرْعَيْنِ كنَّا دوْحُنا مُتَطاوِلٌ
بِرَوْضٍ نضيرٍ لم يَكُنْ قَطُّ ذاوِيا!
إلى أن دعا داعي المنية مُرْجِفاً
فَلبَّيْتَ ما أقْسى وأَحْنى المُنادِيا!
وسوف ألَبِّيه قريباً وانْثَنى
إليك كنَجْمَيْنِ الغداةَ تَواريَا!
أَرَبَّ القَوافي العُصْمِ. أَصْبَحْتَ خالِداً
فما كنْتَ مِهذاراً ولا كنتَ لاهِياَ
ولكنَّه الجِدُّ الذي شَرُفَتْ به
معانِيكَ حتى نَوَّلتْكَ المعاليا!
فَجُبْتَ الذُّرَى حتى افْتَرَعْتَ سنامَها
وجابُوا سُفوحاً أَمْحَلَتْ وفيافيا!
إذا العبقريُّ الحقُّ غاب تطاولتْ
مآثِرُهُ بين الأنام حوالِيا!
وغاب أُناسٌ قبله ثم يعده
فكانوا فَقاقيعَ الشَّرابِ الطَّوافِيا!
وكنْتَ كَمِثْلِ النَّجْم يَسْطَعُ سَرْمَداً
فَيًسْعِدُ أيَّاماً لنا وليالِيا!
وقد كنتَ فَذّاً في الرجال مُسَوّداً
بِفِكْرٍ إذا جَلَّى أضاء الدواجيا!
وكان عَصِيُّ الشِّعرِ يُلْقي قِيادَه
إليك ويَدْنو منه ما كان نائيا!
ونَعْجَزُ عن بعض القريض ويَسْتَوِي
لديك مُطِيعاً أحْرُفاً ومعانِيا!
فَتَخْتارُ منه ما تشاء قصائداً
تَسُرُّ حنايانا وتُذْرِي المآقِيا!
وها كنتَ مِجداباً وما كنت مُصْفياً
كما زعموا بل كنتَ كالنَّهر جاريا!
ولكنَّكَ اخْتَرْتَ السَّكوتَ تَرَفُّعاً
عن الهَزْل يُزْجِيه الشَّعارِيرُ هاذِيا!
ولَيْتَكَ لم تَسْكُتْ فأنَّى
لِبُلْبُلٍ سكوتٌ فقد يُدْمي السكوتُ الحوانيا!
لقد كان بالشَّدْوِ الرَّخيم مُداوِياً
وكان به نَجْماً إلى الدَّرْبِ هادِيا!
رعاكَ الذي أَسْدَى إليك ولم تكُنْ
جَحُوداً فأسْدَيْتَ الأماني الغواليا!
لَشَتَّانَ ما بَيْنَ الثَّرى مُتَطامِناً
وبَيْنَ الثُّرَيَّا.. حِطَّةً وتعالِيا!
تَذَكَّرْتُ ما كُنَّا بِه من تآلُفٍ
حَبِيبٍ ولم أَذْكُرْ قِلًى وتَجافِيا!
وكيف وما كنْتَ العَزوفَ عن الهُدى
ولا المَجْد يوماً فَاسْتَبَنْتَ الخوافِيا!
وما كُنْتُهُ يوماً فَعِشْنا. تآخِياً
كريماً يُمَنِّينا وعِشْنا تَصافيا!
وما كنْتُ أَرجو أَنْ تَرُوحَ وأَسْتَوِي
بِرَبْعي حزيناً دامِعَ العيْنِ راثِيا!
ولكنَّه حُكْمُ القضاءِ.. وما لنا
سوى الصَّبْرِ مِعْواناً. سوى الصَّبْرِ آسِيا!
يُخَبِّرُني أَنَّني. سأَلْقاك في غَدٍ
فيَلْقى كِلانا مِنَّةً وأَياديا!
ونَلْقى مِن الله الكريمِ تَجاوُزاً
ونَلْقاهُ رحْماناً.. ونلْقاه راضيا!
تباركْتَ رَبِّي.. ما أَجَلَّكَ حانِياً
علينا.. وإنْ كُنَّا غُواةً ضوارِيا!

ريحانة شمران
06-20-2024, 02:23 AM
محمد حسن فقي » الحسن الطهور

تخَيَّلتُها حُسْناً وطُهْراً تَمازَجا
فَعادا إلى لَوْنٍ من الحُسْنِ مٌفْرَدِ!
وأبْصَرْتُها فارْتاعَ قَلْبي بِمَشْهَدِ
يَرُوعُ ويَطْوى دُونَه كلَّ مَشْهَدِ!
سلامٌ عليها وهي تِشْدو كبُلْبُلٍ
سلام عليها. وهي تبْدو كَفَرْقَدِ!
تَمثَّلْتُها توحي وتلهم شاعراً
فَيَسْمُوا إلى أَوْج القَصيدِ المُردَّدِ!
ويَحْسِدُها أَتْرابُها فهي غادَةٌ
تَتِيهُ بِحُسْنِ اليَوْمِ والأَمْسِ والغَدِ!
فما تُنْقِصُ الأَيَّامُ مِنْها غَضارةً
إذا لم تَزِدْها مِن سَناً مُتَجدِّدِ!
لعلَّ لها من شَجْوِها وشُمُوخِها
أَماناً.. فَتَبْقى فِتْنَةَ المُتَوَجِّدِ!
* * *
وقُلْتُ لها. وقد جارَ حُسْنُها
عَليَّ فلم أَعْقَلْ ولم أَتَرَشَّدِ!
متى سَتَفُكِّينَ الإِسارَ فإِنَّني
أُرِيدُ انْطِلاقي في طريقٍ مُعَبَّد؟!
إلى الحُسْنِ لا يَطْوِي المشاعرَ والنُّهى
ولا يَتَخَلىَّ عن أَسيرٍ مُصَفَّدِ..!
فقالَتْ وفي أَعْطافِها الغَيُّ والهُدى
يَجِيشانِ في قَلْبٍ عَصيٍّ مُهَدِّدِ!
أتَقْوى على هَجْري. وأَنْتَ مُتَيَّمٌ؟!
وتَهْفوا إلى حُسْنٍ رَخيصٍ مُعَرْبِدِ؟!
أَتَرْضى بِأَنْ تَهْوى النُّحاسَ وقد صبا
فُؤادُكَ للحسن الوضي كَعَسْجَدِ؟!
إذا كان هذا كنْتَ أَفْدَحَ خاسِرٍ
بِرَغْمِ الهَوى الجاني عليْكَ. المُنَدِّدِ!
لَشَتَّانَ ما بَيْنَ الهوى يَنْشُدُ اللُّهى
وبَيْنَ الهوى يَرْمي إلى خَيْرِ مَقْصِدِ!
فأطْرَقْتُ مِن صِدْقِ المَقالِ مُجَمْجِماً... بما كان يُرْضِيها.. ولم أَتَرَدَّدِ!
غُلِبْتُ على أَمْري. وما كنْتُ عاجِزاً
عن الرَّدِّ لكِنَّ الهوى كانَ سَيِّدي!
وكنْتُ له عَبْداً مُطِيعاً ولو قَسا
ظَلوماً. فما يُجْدِي على تَمَرُّدي!
وما كان يُجْدِيني اعْتِزامي وسَطْوتي
ولا كان يُجْدِيني حطامي وسُؤْدَدِي!
وما حَفَلْت يَوْماً بِشَجْوي وصَبْوَتي بَلى
أَفكانَتْ ذاتَ قَلْبٍ كَجَلْمَدِ؟!
قضاءٌ يَرُدُّ الحُسْنَ في النَّاسِ سَيِّداً
وعاشِقَهُ المُضْنى به غَيْرَ سَيِّدِ!
ولو كانَ فيهم عَبْقَرِياً مُسَوَّداً
وإلاَّ كَمِيّاً ضارِباً بِمُهَنِّدِ..!
* * *
دَعَتْني إلى الرَّوْضِ النَّضِيرِ ثِمارُهُ
وأَزْهارُهُ.. كَيْ يَسْتَقِرَّ تَشَرُّدي!
وثَنَّتْ يَنابِيعٌ تَجِيشُ بِسَلْسَلٍ زُلالٍ
وقالَتْ مَرْحَباً أيُّها الصَّدي!
هُنا العُشُّ والإِلْفُ الطَّرُوبُ مُغَرِّداً
يَحِنُّ إلى إِلْفٍ طَرُوبٍ مُغَرِّدِ!
هَلُّمَّ إلَيْنا عاجِلاً غَيْرَ آجِلٍ
وطَرِّبْ وأَسْعِدْنا بِشَدْوِكَ نَسْعَدِ!
* * *
وفَكَّرْتُ هل أُصْغِي إلى الصَّوْتِ حافِلاً بِنَجْوى. وآتِيهمْ على غَيْرِ مَوْعِدِ؟!
إلى العَيْشِ يَصْفُو لا يُكَدِّرُه الورى
فأغدو به نَشْوانَ غَيْرَ مُحَسَّدِ؟!
أُناغي به رَوْضاً وطَيْراً وجَدْوَلاً
وإلفاً وَفِيّاً ما يُسَهِّدُ مَرْقَدي!
فَلَيْسَ بِخَوَّانٍ. ولَيْسَ بناكِثٍ
ولَيْس بِصَخَّابٍ. وليْس بِمُعْتَدي!
نَعيشُ. وما نَشْقى بِرَبْعٍ مُشَيَّدٍ
على الحُبِّ.. من أَمْنٍ نَرُوحُ ونَغْتَدي!
* * *
لقد كانَ حُلْماً يُسْتطابُ به الكرَى
ويسْعَدُ منه ناعِسٌ غَيْرُ مُسْعَدِ!
ونَنْعَمُ بالآلاءِ فيه سَخِيَّةً
ونَحْظى بِشَمْلٍ فيه غَيْر مُبَدَّدِ..!
صَحَوْتُ فأشْجَتْني الحياةُ كئِيبَةً
بِصَحْوٍ.. فما أَشْقاكَ يا يَوْمَ مَوْلِدي!
وقُلْتُ عَسى أَنْ تَذْكُرَ الغادَةُ.. الشَّذى قَصِيداً بها يَشْدو كَدُرِّ مُنَضَّدِ..!
فَحَسْبي بِذِكْراها جَزاءً.. وحَسْبُها
بِشِعْري خُلوداً عَبْرَ شِعْرٍ مُخَلَّدِ!

ريحانة شمران
06-21-2024, 10:20 PM
» محمد حسن فقي » والشيخوخة


أَيُّهذا الإِيمانُ أَسْعَدني اليَوْمَ
ونَجَّى مِن الخُطُوبِ الثِّقالِ..
أنْتَ فَضْلٌ مِن الإلهِ ورِضْوانٌ
فَحَمْداً لِرَبِّنا ذي الجَلالِ

ريحانة شمران
06-21-2024, 10:20 PM
» محمد حسن فقي » تهاويم

لسْتُ أدْرِي أنا المُغَرِّدُ في الرَّوْضِ
حَزيناً على الأَليفِ المُغادِرْ؟!
مَن أَنا؟! قَبْلَ أَنْ أَكونَ مِن النَّاسِ
شَجِيّاً بما يُثِيرُ الخواطِرْ؟!
مُنْذُ أن كنْتُ في القِماطِ.. دِمائي
قائِلات تَوَقَّ عَصْفَ المخاطِرْ!
وبدا لي صِدْقُ المقالِ.. صَبِيّاً
وَفتِيّاً يَطْوِي السِّنينَ الهواصِرْ!
ثُمَّ شيخاً بَلا الزَّمانَ فأَبْلاهُ
وأَبْلا يراعَهُ والقماطِرْ..!
لم يَعُدْ باقِياً له سوى الحَشَفِ
البالي ومِن حَوْلِه الحَوالي النَّوامِرْ!
* * *
لَتَخيَّلْتُ أنِّي كنْتُ من قَبْلُ
عَظِيماً مُسَوَّداً في العشائِرْ..!
وله صَوْلَةٌ.. وفيه مَضاءٌ
يَتَحدَّى بها اللَّيُوثَ الكواسِرْ!
هكذا ظَلَّ فَتْرَةً.. ثم أَمْسى
بَعْدَها مضغة الجُدُود العَواثِرُ!
يَتَدَهْدى بَيْن الأَنامِ.. فهذا
يَتَّقِيهِ. وذاك يَرْثي المصائرْ!
ومَضَتْ فَتْرةٌ عليه فَأَلْفى
نَفْسَه ثاوِياً بإِحْدى الحظائِرْ!
فَرَساً غالِياً على الصَّاحِبِ الفارِسِ يَزْهو بِسَبْقِهِ ويُفاخِرْ!
مَرّ حِينٌ عليه كالْماسِ.. كالتِّبْرِ.. فما يَقْتَنِيه غَيْرُ الأكابِرْ!
وكبا مَرَّةً.. فَعادَ حُطاماً تَتَّقِيهِ مِن الهوانِ النَّواظِرْ!
* * *
وتمادى الزَّمانُ في سَيْرهِ الرَّاكِضِ
قَرْناً مِن بَعْدِ قَرْنٍ طَوِيلِ!
فإِذا بي أَغْدو هِزَبْراً بِرَغْمي
ذا نيُوبٍ.. ومخلب قتال!
كانَ قَلْبي رِخْواً فَعادَ صَلِيباً
لا يُبالي بِرُشْدِهِ والضَّلالِ!
يَنْهَشُ الوَحْشَ والأُناسَ
ولا يَحْفَلُ إلا بالزَّوْجِ والأَشْبَالِ!
كم تَلَذَّذْتُ بالفَرِيسَةِ تَغْدُو
في فَمِي مَطْعَماً بِهَوْلِ اغْتِيالي..!
* * *
وتَحَوَّلْتُ بعد ذلكَ صَقْراً
جارِحاً يَذْرَعُ السَّماءَ اقْتِحاما!
فإذا ما رآهُ طَيْرٌ تَوَلَّى
خِيفَةً مِنْه أَنْ يكونَ طَعاما!
وهو يَنْقَضُّ كالمنَايا على الطَّيْرِ
وقد يُورِدُ الظِّباءَ الحِماما!
أَتُراهُ يَرى الرزايا فَمَا يَرْحَمُ
رُزْءاً؟ أَمْ أَنّه يَتَعامى؟!
* * *
ثم شاءَ الزَّمانُ ضَعْفي فَأَصْبَحْتُ به بُلْبُلاً شَجِيَّ الغناءِ!
لي أَلِيفٌ من العُشّ يَشْدُو كما أَشْدو. ونَحْيا في رَوضة غَنَّاءِ!
تَحْتَنا النَّخْلُ والأَزاهِيرُ والماءُ
ومِن فَوْقِنا صَفاءُ السَّماءِ!
غَيْرَ أَنَّا نَخافُ من جارحِ الطَّيْرِ
ونَخْشى التَّحْلِيقَ عَبْرَ الفضاءِ!
* * *
لَم أكُنْ أَشْتَهي سوى العَيشِ في الرَّوْضِ. طَليقاً مع الأليف الحبيب!
آهِ. لَوْلا الصّقُورُ تَنْقَضُّ بالموْتِ
على البُلْبُلِ الشَّجِيِّ الكئِيبِ!
لَتَمَنَّيْتُ أَنْ أَعِيشَ مَدى العُمْرِ طَرُوباً بالشَّدْوِ والتَّشْبِيبِ!
بُلْبُلاً ناعِماً.. وما يَعْرِفُ الخَوْفَ
ولكِنْ ما كانَ هذا نصيبي..!
* * *
قَدَري شاء أَنْ لأَعُودَ إلى العَيْش
كما كنْتُ آدِميّاً.. لَهِيفا!
لأَرى حَوْليَ المآثِرَ تُقْصِيني
وتُدْني لها اللَّبِيبَ الحصيفا..!
وأنا أَشْتَهِي المآثِرَ لَوْلا
أَنَّني لم أَكُنْ أَمِيناً عفيفا..!
يا حَياتي لو أَنَّني أَمْلِكُ الحوْلَ
لما كُنْتُ مُسْتَكِيناً ضَعِيفا!
إنّني أَنْشُدُ الرَّبِيعَ. فما تُبْصِرُ عَيْني الحَوْلاءُ إلاَّ الخَريفا!
فَلَعَلِّي أَنالُ يَوْماً من القُوَّةِ
ما يَجْعَلُ الصَّفِيقَ شفيفا!

ريحانة شمران
06-21-2024, 10:21 PM
» محمد حسن فقي » وهم الخلود


تذكَّرتُ أيَّاماً مضَتْ ولَيالِيا؟!
قَضَيْتُ بها كِفْلاً من العُمْرِ حالِيا!
تَملَّكْنَ منِّي نُهْيَتي وحَشاشَتِي
وأَنْسَيْنَني ما كان عَذْباً وغالِيا!
وأَنْسَيْنَني حتى أُهَيْلي ومَعْشري
فما عُدْتُ إلاَّ عاشِقا مُتَصابِيا!
وما عُدْتُ إلاَّ مُسْتَهِيماً بِخُرَّدٍ..
من الغِيدِ أَصْبَحْنَ الهوى المُتَفانِيا!
زَمانٌ تَوَّلىَّ ليتَهُ كانَ باقِياً..
ويا لَيْتَهُ كانَ الزَّمانَ المُوالِيا!
كَأَنِّي به كنْتُ المَلاكَ الذي ثَوى
بِفِرْدَوْسِهِ يَرْجو الخُلودَ المُصافِيا!
فَلَمْ أَبْقَ مَخْلُوقاً مِن الأُنْسِ راجِياً
حُطاماً ومَجْداً.. بل غَدَوتُ المُجافِيا!
كِلا اثْنَيْهِما كانا لَديَّ تَفاهَةً
أَمامَ الهوى يُزْجِي إليَّ الأمانيا!
وكُنَّ حِساناً شامِخاتٍ بعزَّةٍ
مِن الحُسْنِ ما يَخْتارُ إلاَّ العَواليا!
إذا اخْتَرْنَ لم يَخْتَرْنَ إلاَّ مُجَلِّياً
وإلاَّ كَرِيمَا يَسْتَطِيبُ المجانيا!
له وَحْدَهُ أَلاؤُهُنَّ سَخِيَّةً
تُضِيءُ حَوانِيهِ فَيُشْجِرَ المغانِيا!
بِشِعْرٍ إذا ما صاغَهُ جَوْهَراً
فَآياتُهُ تروي القلوب الصواديا!
له القَوْلُ مِطْواعٌ كبِئْرٍ مُنَضَّر
فَيُطرِبُ ألفاظاً. ويَسْمو مَعانيا!
وما ابْتَذَلَتْ مِنْهُنَّ قَطُّ خَرِيدةٌ
ولا واصَلَتْ إلا الكَمِيَّ المباهيا!
وقُلْتُ لإحداهُنَ يَوْماً وقد رَنَتْ
إليَّ بِشَوْقٍ يَسْتَرِقُّ الحَوانِيا!
أَلَيْسَ لِما تَطْوِينَه مِن نِهايةٍ
تُخِيفُ. وتَطْوِي لِلْقُلوبِ العَوادِيا؟!
فقالتْ. وقد أَذْرَتْ دُمُوعاً سَخِينَةً
تشِفُّ عن الحُبِّ الذي كانَ ضاريا!!
لقد كِدْتُ أَنْسى في هَواكَ كَرامَتِي
وإنْ كانَ عَقْلي في الهوى كان هادِيا!
وإنْ كُنْتُ لم تَنْسَ العَفافَ فَصُنْتَني
وآثَرْتَ مِنِّي عِفَّةً وتَدانِيا!
أراكَ كَروُحي بَلْ وأَغْلا مَكانَةً
فكيف لِصادٍ أَنْ يَعافَ السَّواقِيا؟!
وَمَرَّتْ بِنا الأَيَّامُ ثم تَنكَّرَتْ
فيا لحياةٍ تَسْتَطِيبُ المآسِيا!
تَرُدُّ بِها العاني إلى اللَّهْوِ عابِثاً
وتَمْسَخُ مِن أَحرارِهِنَّ غَوانِيا!
…………… بعْدَ تَرَهُّبي
وبَعْدَ اعْتِيادِي أَنْ أرى الرَّوْضَ ذاويا!
وقد عَرَفَتْ مِنِّي الذي كانَ حاضِراً
كما عَرَفَتْ مِنِّي الذي كانَ ماضَيا!
تَأَنَّ.. فَما كُلُّ الحِسانِ كَمِثْلِها
ودَعْ عَنْكَ أَيَّاماً مَضَيْنَ خَوالِيا!
فَإنَّ لك الحُسْنى لدَيَّ فَصافِني
تُصافِ فُؤاداً مِنكِ يَرجو التَّلاقيا!
يَعيشُ زَماناً بالمُنى تَسْتَفِزُّهُ
إِليكَ وتَرْضى في هَواكَ الدَّواهِيا!
عَرَفْتُ بِما لاقَيْتُ منها فَسَاءَنِي
وما هي قد لاقَتْهُ. فارْتاحَ بالِيَا!
لقدْ رَثَّ مِنْها ما ازْدَهَتْ بِجَدِيدِهِ
وقد نَدِمَتْ مِمَّا أَشابَ النَّواصِيا!
وقد بَلَغَتْ بالحُزْنِ أَقْصى مَجالِهِ
وعادَتْ كَمِثْلِ الضَّلِّ يُدْمي المآقيا!
فَلا تَبْتَئِسْ. إِنِّي الوَفِيَّةُ في الهوى
وإنِّي به أَدْرى. أَجْلى مَرائِيا..!
أُحِبُّكَ حتى ما أَراكَ سِوى الرُّؤى
تَطِيبُ وتَحْلو أَيْنَما كُنْتَ ثاوِيا!
فقُلْتُ لها.. كُفِّي فَإِنِّي مُرَزَّأٌ
فلَنْ أَسْتَوِي في مَرْبَع الحُبِّ ثانيا!
لَسَوْفَ سَتَسْلِين الهوى وسِفاهَهُ
وسَوْفَ سَتَلْقِينَ الهوى عَنْكِ ساليا!
تَظُنِّينَ مِثْلي أَنَّ حُبَّكِ خالِدٌ
وكلاَّ. فَمُذْ كانَ الهوى. كان فانِيا!
أدُنْيايَ ما أَحْلا الحَقِيقةَ في النُّهى
وفي الحِسِّ. ما أَنْكى الخَيالَ المُداجِيا!
وقد كنْتُ –وَيْحي شاعراً مُتنَكِّباً
هُدايَ. فإِنْ عُوتبْتُ كنْتُ المُلاحيا!
أَرى واقِعي رَوْضاً فَأصْدِفُ سالِكاً
قِفار خَيالٍ مُسْرِفٍ.. وفيافيا!

ريحانة شمران
06-21-2024, 10:21 PM
» محمد حسن فقي » الملاك

بشْرى وأنتِ أَحَبُّ بُشْرى
إنِّي لأَنْشُقُ منكِ عِطْرا!
كالوَرْدَةِ الفَيْحاءِ من الرَّوْضِ
النَّضير كنَجْمَةٍ تَخْتال كِبْرا..!
سَمْراءُ تَحْسَبُها العُيونُ
إذا رأَتْها التَّمَّ بَدْرا..!
يُرْضِيكَ منها ما اسْتَبانَ
كما يَشُوقُكَ ما اسْتَسَرَّا!
يا مِصْرُ كم أَوْلَيْتِنا
مِنَنا فَنَحْن نُحِبُّ مِصْرا!
* * *
يالَ الجمالِ المُسْتَطِيلِ بِسِحْـ
رِهِ طَوْعاً وقَهْرا…!
القلْبُ يَشْكو مِن هواهُ
يُذِيبُهُ والعَيْنُ سكْرى!
لا تَرْشُقيني بالسِّهامِ
فإنَّ لي في الحُبِّ عُذرا!
أَوْ تُسْدِلي دُوني السِّتارَ
فما أَطِيقُ اليَوْمَ سِتْرا!
فَسَتَكْسَبِينَ إذا اصْطَفَيْتِ الشَّاعِرَ المَفْتُونَ أَجْرا!
* * *
قدَري فقد ودَّعْتُ دُنْيا
الحُسْنِ.. وُجْداناً وفِكْرا!
ومَضى اليَراعُ يُشِيحُ
عنها واجتوى وَرَقاً وحِبْرا!
ولَبِثْتُ في دُنْيا التَّنَسُّكِ مِن سنيني البِيْضِ عَشْرا!
لا هَمَ لي في الغِيدِ بَلْ
أَمْسَيْنَ لي أَطْيافَ ذِكْرى!
ورأَيْتُها يَوْماً.. رَأَيْتُ
وَسامَةٌ. ورأَيْتُ طُهْرا!
لَيْسَتْ كباقي الغِيدِ حُسْناً
باهِراً.. يَفْتَنُّ سِحْرا!
يُخْفي القُيُودَ وراءَ رِقَّتِهِ
ويُبْدي اللُّطْفَ مَكْرا!
يَهْوى التَّحكُمَّ في القُلوبِ. وَيَشْتَهِي رِقّاً وأَسْرا!
* * *
لكِنَّها كانتْ مَلاكاً
يَمْلِكُ الحُسْنَ الأَغَرّا!
ويَضُمُّ في بُرْدَيْهِ عِلْماً
يَزْدَهي.. ويَضُمُّ فَخْرا..!
لَذَهِلْتُ منها وازْدَهَيْتُ
بِكُنْهِها سِرّاً وجَهْرا..!
فَكَّرْتُ في الرُّجْعى إلى الحُبِّ
الطَّهُورِ.. وكان أَحْرى!
لاقَيْتُ رِبْحاً بَعْدما
جَرَّبْتُ ما قد كانَ خُسْرا!
* * *
يا مُنْيَةَ الفِكْرِ الشَّغُوفِ
لقد أَحَلْتِ العُسْرَ يُسْرا!
نُذُري اللَّواتي قد عَبَثْنَ
بِمُهْجَتي.. أَمْسَيْن بُشْرى!
يا جَنَّتي العَذْراءُ بُلْبُلُكِ
المُغَرِّد شادَ وَكْرا!
مِن حَوْلِه الأَزْهارُ تَعْبِقُ
والغَدِيرُ يَسِيلُ. والأَنْغامُ تَتْرَى!
أَفَلا أَكُونُ به السَّعيد
وقد أطِبْت له المَقرَّا؟!
أنا سوف أَبْقى المُسْتهَامُ المُرْتَضِي وَصْلاً وهَجْرا!
إن كانَ حُلواً في المَذاقِ
يَلَذُّني.. أَوْ كانَ مُرَّا..!
* * *
يا قَلْبُ كم لاقَيْتَ في الصَّبَواتِ مِن كَسْرٍ. وكم لاقَيْتَ جَبْرا!
ولقِيتُ مِنه نُحاسَهُ
صَدِئاً. ومنه لَقِيتَ تِبْرا..!
فاهْنَأْ بِحُبِّكَ تَصْطَفِيه
ويَصْطَفِيكَ اليوم ذخرا..!
وقُلِ السَّلامَ على الرُّفاتِ يَضُمُّ في الظُّلُماتِ قَبْرا!
فلقد أَشَدْتَ بِما شَدَوْتَ
لِمن رَضِيتَ هَواهُ قَصْرا!
هذا القَرِيضُ المُسْتَفِيضُ
تروضه مَدّاً وجَزْرا!
أَغْلا وأَنْفَسُ من كُنُوزِ
الماسِ والإِبْرِيزِ.. قَدْرا!
المَجْدُ لِلشِّعْرِ الرَّفيعِ
وقد مَهَرْتَ الحُبَّ شِعْرا!
* * *
أحَبِيبَةَ الغِرِّيدِ في العَلْياءِ
هَلاَّ قُلْتِ لِلْغِرِّيدِ شُكْرا؟!

ريحانة شمران
06-21-2024, 10:22 PM
» محمد حسن فقي » استرشدوا .. وسدرت

ساعِديني على الصَّفاءِ.. على الفَهْم على أَنْ أكونَ عَقْلاً رشيدا!
إنَّني ضائِعٌ أَخافُ من العُقْبى
وأَخْشى أنْ لا أكونَ سيدا!
منذ أَنْ كنتُ يافِعاً وأنا الضَّالِعُ في الإِثْم. وما أَرْعَوِي. وكنْتُ طريدا!
أشْتَهِي أن أكون حَبْراً. وما أقْوى
فما كنْتُ باشْتِهائي عنيدا..!
* * *
قالتِ النَّفْسُ كنْتَ صَنْديدَ أَمْسٍ
قُلْتُ بل كنُتُ يَوْمَه الرِّعديدا!
إنَّني خائفٌ أرى في خَطايايَ
ثعابينَ مَزَّقَتْ لي الوَرِيدا!
ما أراني إلاَّ الشَّقِيَّ الذي يَلْقى
هُنا أَوْ هُناك بأْساً شديدا!
لسْتُ أَشْكو فإنَّني رغْمَ بَلْوايَ
أنا الصَّانِعُ الضَّلالَ البَعيدا!
وأرى حَوْلي الرِّفاقَ وقد كانوا
أسارى لِلْموبِقاتِ عَبيدا!
أَصْبَحوا الرَّاشِدينَ قد سلكوا
الدَّرْبَ وَضِيئا. وغادَرُوني وَحيدا!
ما الذي أَبْتَغِيه مِن مُتَعِ العَيْشِ
إذا كُنَّ عَلْقَماً وصَدِيدا؟!
وأنا الشَّيخُ قد نَهَلْتُ من الوِرْدِ
وما زِلْتُ ظامِئاً مُسْتَزِيدا!
فإلاَمَ السُّدُورُ في الإِثْمِ
ما أَغْنَى فُؤادي عَن أَنْ يَكون عَمِيدا؟!
والنُّهى أَيْنَهَا؟! أكانَتْ لأَصْحابي
ضياءً يَهْدي السَّبِيلَ الحميدا!
ثُمَّ كانتْ لِيَ الظَّلامَ كَثِيفاً
وعذاباً مِن الضَّلالِ مٌبِيدا؟!
يا رِفاقي الذين تابُوا إلى الرُّشْدِ
وعاد القديمُ منهم جَديدا!
عاد طُهْراً ما كانَ عِهْراً. فَلَيْتني
مِثْلَهُمُ بالهُدى اتَّقَيْتُ الوَعيدا!
غَيْرَ أَنِّي سَدَرْتُ حين تَمنَّيْتُ نَجاتي مِمَّا يَحُزُّ الوَرِيدا..!
آهِ مِمَّا يَصُدُّ نَفْسي عن الرُّشْدِ
ويَهْوِي بها وَئِيداً وَئيداً..!
هي مَنْهومَةٌ إلى العَيْشِ صَفْواً
وهي مَنْهُومُةٌ إليه رَغيدا!
والرَّغيدُ.. الرَّغيدُ أَنْ تَبْذُرَ
الخَيْرَ وتَرْجو النَّجاةَ منه حَصِيدا!
قُلْتُ لِلنَّفْس أَنْظِريني. فقد
لاحَ بَصِيصٌ أَراهُ يَبْدو وَديدا..!
عَلَّه يَقْشَعُ الظَّلامَ ويَطْوي
مِن دَياجِيه ما يَسُرَّ الحَرِيدا!
أَغْلَقَ الإِثْمُ من وَصِيدي. فَما
أَمْلِكُ أَمْرِي. وما أَذَلَّ الوَصِيدا!
كنْتُ فيه وما أرى غَيْرَ عَيْنَيْنِ تُذيبانِ بالفُتُورِ الحديدا!
وأَرى قامةً تَمِيسُ فَتُشْقِيني
وثَغْراً يَسيلُ شَهْداً. وجِيدا!
ما الذي أَسْتَطِيعُه وأنا
المُثْخَنُ.. إلاَّ الخُضُوعَ البليدا..!
لو أَسالَتْ دَمِي الحُروبُ المَجيداتُ ويا لَيْتَها لَكُنْتَ الشهيدا!
غَيْرَ أَنِّي عَبْدُ الخَطايا أضَلَّتْ
مِن حَياتي طَرِيفها والتَّليدا!
وبدا ذلِكَ البَصِيصُ فأجْهَشْتُ لَعلَّ البَصِيصَ يُدْنِي البَعيدا!
* * *
أنا يا ذاتَ جَوْهَرِي وكياني
شاعِرٌ عَقَّ بالجُنوح القَصيدا!
كان حُلْوُ النَّشِيدِ طَوْعَ يَراعي
وحَناياي. فاجْتَوَيْتُ النَّشيدا!
لِمَ.. كانَ النَّشِيدُ يَشْدو بِآمالِ
عِذابٍ. وكان دُرّاً نَضِيدا!
ثم أصْغَيْتُ لِلْهوى ودَواعِيهِ
فما عُدْتُ شاعِراً غِرِّيدا..!
فأَعِيدي إِلَيَّ ما كان بالأَمْسِ
بآلائِكِ العِظام.. فَريدا!
واجْعَلي ذلكَ البَصِيصَ يُدانِيني
يُعِيدُ الشّيْخَ القَوِيَّ وَلِيدا!
زَلَقاً عادَ لي الصَّعِيدُ وقد
أَغْرَقُ فيه.. فَجَفِّفي لي الصَّعِيدا!
لأِْلِئِي بالشُّموسِ في غَيْهَبِ
الرُّوحِ وإلاَّ كنْتُ الضَّلولَ العَتِيدا!
إنَّني أسْتَمِدُّ مِنْكِ عَطايايَ
وأرْجو أنا المُنِيبُ.. المَزِيدا!

ريحانة شمران
06-21-2024, 10:22 PM
[/URL] » [URL="https://www.aldiwan.net/cat-poet-mohamed-hassan-faqi"]محمد حسن فقي (https://www.aldiwan.net/cat-poets-saudi-arabia) » كنا .. فمتى نعود؟!





عجَبي لِهاتيكَ المواقِفْ
بين النَّسائِمِ والعواصف!
عَجَبي لها. كيف اسْتراحَ رِجالُها الشُّمُّ العطارِفْ؟!
أَلَهُمْ قُلُوبٌ في الصَّدورِ تَضُمُّ أشْتاتَ العواطِفْ؟!
أَلَهُمْ عُقُولٌ لِلْعظائِمِ في الرُّؤوسِ يَشيحُ عن دَرَكِ السَّفاسِفْ؟!
أَمْ أَنَّنا أَهْلُ السُّفُوحِ –هَوَتْ وهم أهْلُ المشارِفْ؟!
كَلاَّ.. فإنَّ الجَهْلَ سَوَّدَهُم علينا.. والمتارِفْ..!
كلاَّ.. فإنَّ الضَّعْفَ سوَّدَهُم عَليْنا.. والمعازِفْ!
وسُقُوطُنا في اللَّهْوِ.. ما بَيْنَ المآزِرِ والمعاطِفْ!
والرَّكْض في نَهَمٍ إلى مُتَعِ المتاجِرِ والمصارِفْ!
والخَوْفُ مِن لَهَبِ الحُرُوْفِ. ومِن مُجابَهَةِ القَذائِفْ!
لَهَفي عَلَيْنا حينَ نَجْنَحُ لِلْمناعِمِ والمباذِلِ والمقاصِفْ!
والنَّاسُ.. كلَّ الناس إِلاَّنا تَحلَّوْا بالمعارِفْ!
فَسَمَوْا بِها لِذُرى الحياةِ
إلى التَّلائِدِ والطَّرائِفْ!
* * *
وتسَيْطَرُوا.. بالْعِلمِ.. بالعَقْلِ المُفَكِّرِ.. بالتَّلاحُمْ!
وتَحَكَّموا فإذا الشُّعوبُ.. اثْنانِ مُخْتَلِفانِ.. مَحْكُومٌ. وحاكِمْ!
والحاكِمُ اسْتَشْرى.. فَعَادَ
النَّاسُ. مَظْلوماً وظالِمْ!
رَضَخَ الضَّعِيفُ المُسْتَذَلُّ
أَمامَ عاتِيَةِ الصَّوارِمْ!
ثُمَّ اسْتَراحَ إِلى المَذلَّةِ
واطْمَأَنَّ إلى القَواصِمْ!
يالَ الضِّعافِ المُدْمِنينَ
على الهَوانِ بِلا سَخائِمْ!
الحِقْدُ أَوْلى بالضَّعِيفِ المُسْتَضامِ على الجُناةِ على المحارِمْ!
إنَّ الحياةَ بِلا كرامَةٍ
كَالجِراحِ بِلا مَرَاهِمْ!
أَيْنَ العَزائِمُ؟! إنَّها
رَحَلَتْ مَع الشُّوسِ الضَّياغِمْ!
ماضٍ أَغَرُّ.. وحاضِرٌ
راضٍ بأَشْتاتِ الهزائِمْ!
قامَتْ به الأَعْراسُ شامِخَةً بأَلْوانِ العظائِمْ!
وغَدَتْ بِنا –نَحْن الأَرانِبَ حافِلاتٍ بالمآتِمْ!
لن يَعْرِفَ العَيْشَ الهَنِىءَ
المُسْتَعِزَّ. سوى الأَكارِمْ!
* * *
يا مَعْشَرَ العَرَبِ النِّيامِ
اسْتَيْقِظُوا وتوحَّدوا!
وتَآلفُوا فالخُلْفُ مَزَّقَكُمْ.. وضَجَّ المَرْقَدُ..!
هذي العوالِمُ حَوْلكُمْ
يَبْغُونَ أَنْ يَتَصَيَّدوا!
والصَّيْدُ أَنْتُمْ.. لا سِواكُمْ.. والحَقائِقُ تَشْهَدُ!
إنَّ الرَّفاتَ المُسْتَعِزَّ قُبوُرُهُ تَتنَهَّدُ!
أَسلافُكُمْ كانُوا الفِراقِدِ في الذُّرى تَتَوَقَّدُ..!
هلْ فيكموا مِثْلَ الجُدودِ؟! وليس فيكم –فَرْقَدُ؟!
أَفَتَرْتَضُونَ بِما يُحِيطُ بِكُمْ.. وما يَتَهَدَّدُوا؟!
فهُبُّوا. فقد يُجْدِي الهَبُوبُ. وحاذِرُوا أَن تُلْحدُوا!
أَوَّاه.. ما يُجْدِي التَّأوُّهُ
من يُضامُ فَيُخْلِدُ!
إنَّا لنَهْبِطُ سادِرِينَ.. وغَيْرُنا يتَصَعَّدُ!
فمتى نَفُوقُ مِن الكرَى؟!
ويَقُومُ فِينا السَّيِّدُ؟!
لِيَقودَنا.. فالنَّاسُ
تَشْقى بِالزَّعِيم. وتَسْعَدُ!
أمْجادُنا رَثَّتْ. وسوْفَ بِعزْمِهِ تَتَجَدَّدُ!

ريحانة شمران
06-21-2024, 10:23 PM
» محمد حسن فقي » المساتير

بعد ذاكَ الحُبِّ العظيم تَنَكَّرْتِ. وقد كنْتِ تُقْسِمينَ بِحُبِّي!
وبِرَغْمِ السُّقوطِ لِلدَّرَكِ الأسْفَلِ ما زِلْتِ تَعْصِفينَ بِلُبِّي!
إنَّ رُوحي تَرِفُّ بالحُبِّ ما عِشْتُ
ويَصْبُو إليْهِ فِكْرِي وقَلْبي!
فَلَوِ اسْتَلَّ عَضْبَه ما تَشَكَّيْتُ. فَحَسْبِي منه الكرامةُ. حَسْبي!
قد يَشُوقُ النَّفْسَ التَّأَبِّي على
الحُسْنِ فَتَهْفو. وقد يَسُوءُ التَّأَبِّي!
ولقد شاقَني التَّأَبِّي على الحُسْنِ ومِنِّي عَليْهِ حتى يُلَبِّي!
إنّني العاشِقُ الأَنُوفُ فَجَدْبي
إن طَغَى الحُسْنُ واجْتَوى. مِثْلُ خَصبي!
فَكِلا حالَتَيَّ أَدْعى إلى الرُّشْدِ
وأَحْرى بِأنْ أُمَجِّدَ دَرْبي!
رُبَّ خُسْرٍ يَطِيبُ لِلْحُرِّ حتى
لَيراهُ أجَلَّ مِن كل كَسْبِ!
* * *
أَتَرَيْني يا رَبَّةَ الدَّلِّ أَسْتَخْذِي
وأَخْتارُ راغِماً خِزْيَ ذَنْبي؟!
فَجَحِيمُ الهوَى يخيف فَيطْوِى
مِن إِبائي.. فأسْتَحِيلُ لِذئْبِ!
والِغاً في الدَّمِ الحَرامِ. ولو ذاقَ جِراحاً تَسِيلُ مِن حَدِّ عَضْبِ!
ما يُبالي بِطَرْدِهِ عن ضَحَاياهُ ولا بالحياةِ من قَعْرِ جُبِّ!
لسْتُ ذاكَ الذِّئْبَ النَّهِيمَ. فما
أَذْبَحُ طُهْراً. ولا أَدِلُّ بِغَصْبِ!
أنا مَن تَعْرِفين يا رَبَّةَ الدَّلِّ
أَرى في المَضِيق سرَّاء رَحْبي..!
ناعِماً بالصُّدودِ.. أَرْتَشِفُ العَذْبَ
وأَطْوِي على بَلائي وكَرْبي..!
وحَوالَيَّ مِن ملائِكَةِ الطُّهْرِ نُجُومٌ يَسْبِينَ مِن كُلِّ صَوْبِ!
يَتَسامَيْنَ عن شُذوذٍ.. فما اللَّوْمُ لَدَيْهِنَّ غَيْرَ لُطْفٍ وعَتْبِ!
يَتَحَشَّمْنَ والعَفافُ مُطِلٌّ
من طُيُوفٍ يُجِلُّها كلُّ صَبِّ!
إنَّ هذي الطُّيُوفَ كانَتْ عزاءً
وشِفاءً مِما يُضِلُّ ويُصْبي!
ما دَهَتْني –كَمَنْ أَضَلَّتْ بِخَطْبٍ
يَلْتَوِي فيه كُلُّ شَرْقٍ وغَرْبِ!
فأَنَا اليَوْمَ من سلامٍ مع الرُّوحِ
حَنُونٍ مِن بَعْدِ وَيْلاتِ حَرْبِ!
ليس يُشْجِي الفُؤادَ غَيْرُ يَراعٍ
مُسْتَعِزٍّ. وغَيْرُ أَشْتاتِ كُتْبِ!
* * *
أَتُرى تِلْكَ مَن زَهَتْ بالمنَاكِيدِ
وباهَتْ بِكُلِّ غَثٍّ وخَبِّ؟!
واستَفَزَّتْ هوى الأَشاوِسِ
مِن كُلِّ كَرِيمِ النِّجارِ. مِن كلِّ نَدْبِ؟!
فَأَدَارُوا لها الظُّهُورَ.. وغابوا
عن حِماها. ولَيْس سِرْبٌ كَسِرْبِ!
أَفعادَ الحِمى المُنيرُ ظلاماً
بعد أَنْ غادَرَتْهُ شُهُبٌ وشُهْبُ؟!
أَم تُراها. تَضِجُّ بالشَّكْوِ مِمَّا
بدَّدَتْ مِن سحائِبٍ ذات سكْبِ؟!
كيف تَشْكو الصَّدى وقد نَضُبَ النَّبْعُ.. وعادَ البَعيدُ مِن بعدِ قُرْبِ؟!
وهي مَن أَنْضَبَتْهُ.. مَن آثرَ الدُّونَ فكانُوا لِحُسْنها شَرَّ صَحْبِ!
* * *
يا فتاتي بِعْتِ الغَضَنْفَرَ بالبَخْسِ ومِن بَعْدِهِ زَهَوْتِ بِكَلْبِ!
* * *
إنَّ هذى الحياةَ تُذْهِلُ أحْياناً
بِسَهْلٍ مُمَنَّعِ.. وبِصَعْبِ!
قَزَماً تائِهاً.. قَمِيئاً مُدِلاًّ
يَزْدَهِي اثْناهُماَ بِكِبْرٍ وعُجْبِ!
وعماليقَ سائِرينَ الهُوَيْنى
من اجْتِبابٍ عن الأَنامِ.. كجُرْبِ!
حِكْمةٌ مِنْكَ لهذه ما يَرى الخَلْقُ هُداها الذي تَوارى بِحُجْبِ!
ولَنَحْنُ العُمْيُ الحَيارى وما نُدْرِك
إلاَّ القَلِيلَ.. يَهْدِي ويُنْبي..!
إن عدلاً خلف المساتير يرضى
بوجوب لو استبان. وسلب!
لو رَأَى الخَلْقُ ما وَراءَ الأَعاجِيبِ
لَقالُوا.. تَباركَ الله رَبِّي..!

ريحانة شمران
06-21-2024, 10:24 PM
» محمد حسن فقي » ثنائيات
اطْلِقْ عَلَيَّ اسمْ العَصِيِّ
المُسْتَريبِ.. ولا تُبالي!
قد عِشْتُ ما بَيْنَ النِّصالِ
وعِشْتُ ما بَيْن النِّبالِ!
* * *
النَّارُ مِن حَوْلي تَئِجُّ
ولَيْس مِن حَوْلي مَطافِىءْ!
ماذا تَقُولُ سَفِينةٌ.. ضَلَّتْ.. وما رَأَتِ المَرافِىءْ؟!
* * *
ماذا يُرِيدُ مُرَزَّأٌ أَدْمَتْهُ أَشْتاتُ الخَلائِقْ؟!
نَشَدَ الرَّحائِبَ فانْزَتْ عنه وحَيَّتْه المضائِقْ!
* * *
ماذا يُقولُ مُهَدَّمٌ مِن
دائِهِ. ومِن الدَّواءْ؟!
غَلِطَ الطَّبِيبُ فأُغْلِقَتْ
مِن دُونِه سُبُلُ الشِّفاءْ!
* * *
ماذا سَيَفْعَلُ مَن يَضِلُّ
إذا اسْتَبانَ له المُضِلُّ؟!
أَيَغُولُهُ؟! كلاَّ فَأكْرَمُ أن يُرَشَّدَهُ فَيَعْلو!
* * *
ماذا يَقُولُ الشِّعْرُ ما بَيْنَ الشَّعارِيرِ الأَشاوِسْ؟
هو بُلبُلٌ يَشْدو فكيف يَطيقُه رَهْطُ الخَنافِسْ؟!
* * *
قُلْ لِلدَّوارِسِ.. لِلطُّلُولِ
عَدَتْكُمُ السُّحُبُ السَّواكِبْ!
سَتَظَلُّ دُورُكُموا الخَرائِبَ ما بِها إلاَّ العناكِبْ..!
* * *
ايْنَ الرِّياضُ اليانِعاتُ من المَفاوِزِ والسَّباسِبْ؟
لن تُوهِنوا لُغَةَ العُرُوبَةِ
بالمهازِلِ والمعاطِبْ!
* * *
ماذا تَقُولُ لِمَنْ يُعانِقُ
وهو يَلْتَمِسُ المَخانِقْ؟!
ويَرُومُ مِنْكَ يَداً تكُونُ له عَلَيْكَ مِن البَوائِق..!
* * *
لَمَّا تَقَزَّزَ واشْمأَزَّ
رأى بأنَّ الفَضْلَ أَجْدى!
فَحَبا بِنائِلِهِ.. فنالَ
بِصُنْعِهِ مَجْداً وحَمْداً!
* * *
ماذا تَقُولُ لِمُغْتَرٍ.. غاوٍ
يَرى في الرِّبْحِ خُسْرا؟!
يَجْنِي على الحَقِّ الصُّراحِ
ولا يَرى في ذاكَ نُكْرا..!
* * *
ماذا تَقُولُ لِظامِىءٍ والماءُ بَيْنَ يَدَيْهِ يَجْرِي؟!
يَشْكو الصَّدى أَهو العَمِيَّ
أَمِ البَصيرُ بِغَيْرِ فِكْرِ!
* * *
ماذا تَقُولُ لِجاهِلِ
ويَضُمُّ لِلْجَهْلِ الحماقَهْ!
فإذا نَصَحْتَ له تَنَفَّجَ
واسْتَحال إلى صَفاقَهْ!
* * *
ماذا تقول لِمَنْ يُرَى
أنَّ الحياةَ هي المَتاعُ؟!
ويَقُولُ.. إنَّ العِلْمَ والفِكْرَ المُنِيرَ هُما الصُّداعُ؟!
* * *
ماذا تَقُولُ لِمن يَزُجُّ بِنَفْسِهِ في الصَّفِّ زَجَّا..؟!
وهو القَمِيءُ.. أَلا يَرى
أَنَّ التَّاخُّرَ كانَ أَحْجى؟!
* * *
إن الكرامة أن ترى
أن الحياة منازل!
وهي الحَقيقةُ ما تَخَطَّى الحَدَّ إلاَّ جاهِلُ!
* * *
يا رُبَّما كانَ الحَقِيرُ هو
المُقَدَّمُ. والعظيم هو المُؤَخَّرْ!
هذا هو العَجْزُ المَشِينُ
يُقالُ عنه هو المُقَدَّرْ!
* * *
كَلاَّ –فَلَنْ تَبْقى الحَياةُ
وتَسْتَمِرَّ على اعْوِجاجْ!
فالحَقُّ أَجْدَرُ أَنْ يَعَزَّ
وأَنْ يَسُودَ بلا مَجاج..!
* * *
ما نحن من يُطري السرابَ
ومن يشيح عن السحابْ!
أو إننا نَعَمٌ. يرى الخطأ المميتَ هو الصوابْ!

ريحانة شمران
06-21-2024, 10:24 PM
» محمد حسن فقي » أشجان

لسْتُ أَدْري هَل سوف أَرْجِعُ لِلرَّبْعِ وإلاَّ سَيَرْجِعُ الجُثْمانُ؟!
ضاقَ صَدْري بما أُعاني من السُّقْمِ
وضَجَّ التَّفكِيرُ والوُجْدانُ!
ولقد يَشْمَتُ الكثيرون بالرَّاحِلِ عَنْهم وما لَه عُنْفُوانُ!
انَّ بَعْضَ الشَّماتِ مَجْدٌ لِمَنْ راحَ ورِبْحٌ يَجُرُّهُ الخُسْرانُ!!
هدَفاً كنْتُ للحُقُودِ ولِلنِّقْمةِ جَهْراً واسْتذْأَبَ الشَّنآنُ!
ما أُبالي بما يكون إذا ما
نالَني مِن مُحاسِبي الغُفْرانُ!
فلقد كَنْتُ في الحياةِ تَقِيّاً
وغَوِيّاً يَقُودُني الشَّيْطانُ!
كنْتُ حِلْفَ الأَوْزارِ تأْخُذُ مِنِّي
ما أرادَتْ. وفي يَدَيْها العِنانُ!
يا لَها مِن حياةِ غِرٍّ مُطَيعٍ
حاوَلَ العِزَّ فاحْتَواهُ الهَوانُ!
يتَمنى الجِنانَ.. وهو الجَحِيميُّ
فَتَنْأى عن المَخازِي الجِنانُ!
ويْكَأَنِّي أنا الأَغَيْلِفُ في الأَرْضِ. ولكنْ عَصى عَلَيَّ الختانُ!
اوْ أنا الآبِقُ العَتِيُّ. وما يُثِقُ مِنِّي. ولا يُحيفُ الجرانُ!
حلَفاءَ الدِّنانِ ما كنْتُ مِنْكُمْ
فَلِماذا تجْني عَلَيَّ الدِّنانُ؟!
ولقد يَصْرَعُ الطِّعانُ مَلاَكاً
ثم يُغْضِي عن الرَّجيمِ الطِّعانُ!
* * *
وَيْلُ نَفْسي مِمَّا تُجِنُّ وما تُظْهِرُ مِمَّا يَحارُ فيه العَيانُ!
إنَّ أَمْرِي بِها عَجِيبٌ وكَلاَّ
فَكِلانا هو الشُّجاعُ.. الجَبانُ!
لَمْ أُناصِحْ. ولم تُناصِحْ فَصِرْنا
صَفْقَةً رِبْحُها جَفاهُ الرِّهانُ!
أَفَترْوِي الدُّموعُ فَقْراً جَدِيباً
ما رَوَتْهُ زَهادَةٌ وحَنانُ؟!
كيف يَرْوِي الأُجاجُ قَفْراً.. إلى
العَذْبِ. إلى الغيث هامياً.. ظَمْآنُ؟!
وأنا اليَوْمَ في الصِّراطِ فما
أعرف سراً يُخْفِيهِ عَنِّي الزَّمانُ؟!
أألحَيُّ سوف أَرْجِعُ لِلرَّبْعِ
وإلاَّ تَلُفُّني الأكْفانُ؟!
* * *
رُبَّ حَيٍّ يرجو المَمات.. ومَيْتٍ
ما ارْتَجاهُ.. يَضِجُّ منْه المَكانُ!
فَهْو كَلٌّ على الحياة.. بَغيضٌ
تَزْدَهِيه بَغْضاؤُهُ واللِّعانُ!
غَيْرُ مُسْتَشْعرٍ ولو أَثْخَنَ السيف حَناياهُ غاضِباً. والسِّنانُ..!
إنَّني خائِفٌ مَصيراً شَقِيّاً
فيه يَجْفو غُرابَهُ الكَرَوانُ..!
بَعْد أنْ كانَ شادِياً يَطْرِبُ السمع ويشفي يَراعُهُ والبَيانُ؟!
* * *
أَفَيَغْدو الماسُ الثَّمينُ رخيصاً
حين يَغْلُو بَيْنَ الورَى الصَّوَّانُ؟!
بَعْضُ هذا يُدْمي المُحِسنَّ ويُخْزِيهِ. فما ثَمَّ عِزَّةٌ أو أَمانُ..؟!
مَسَّني الضُّرُّ من حياة الزّرازيرِ
وساء الإِسرارُ والإِعْلانُ!
كيف للحر أن يطيب له العيش ومِنْ حَوْلِهِ جَوىً وامْتِهانُ؟!
فيه بَرَّزتْ حرائِرَ الحَيِّ واسْتَعْلَت عَلَيْهِنَّ في حمانا القِيانُ؟!
قَدَرٌ ما نَروُغُ ولو جارَ
وبَعْضُ الجَوْرِ الخَفِيِّ امْتحانُ!
رُبَّ ضِيقٍ نَرْتاعُ مِنْهُ
وما كان ظَلُوماً جانِيهِ بَلْ مَنَّانُ!
أَشْتَهِي.. أَشْتَهِي المَنُونَ إذا عَزَّ ذَهابي بِه.. وفِيمَ الحِرانُ؟!
والذَّليلُ. الذَّليلُ مَن رَضِيَ العَيْش فُضُولاً.. وسَرَّهُ الشَّنآنُ!
* * *
يا إِلهي. متى أَعُودُ إلى الرَّبْع
فقد هَزَّتِ الحَشا الأَشْجانُ؟!
شفَّني السُّقْمُ. واسْتَبدَّ الشَّوْقُ. لمن كُنْتُ أصْطَفِيهِمْ.. وكانُوا!
والكيانُ الذي أُحِبُّ. وأَهْلُوهُ
فَنِعْمَ الهوَى. ونِعْمَ الكِيانُ!
هي رَوحِي تَهْفُو إِلَيْهِمْ ويَهْفُونَ وعَزَّ السُّلُوُّ النِّسْيانُ!
* * *
أيُها الرُّوحُ.. أَيُّها الجَسَدُ الفاني سَيَطْوي بَلاءَنا الرَّحْمنُ!
أَنْتُما في يَديْهِ.. ما يُقْنَطُ رُوحٌ مِنْه.. ولا جُثمانُ!

ريحانة شمران
06-21-2024, 10:29 PM
» محمد حسن فقي » أيتها اللعوب

اسْمَعِيني
يا جَمالاً كانَ في بُرْدَةِ طُهْرِ..
يا جَمالاً كانَ في نَضْرَةِ زَهْرِ..
يا جمالاً كانَ في طَلْعَةِ بَدْرِ..
يا جمالاً كان في نَفْحَةِ عِطْرِ..
يا جمالاً كانَ في ريَّةِ نَهْرِ..
يا جمالاً كان في نَشْوَةِ خَمْرِ..
يا جمالاً كان في وَقْدَةِ جَمْرِ..
يا جمالاً كانَ في سَطْوَةِ نِمْرِ..
كيف أهويت إلى الدرك السحيق؟!
كيف أَهْوَيْت. وقد عاهَدْتِني..
أَنَّ هذا الحُبَّ.. حُبٌّ أَبَدِي..
ولقد أشعر أَنِّي في الذرى..
منه.. من عَهْدٍ بعيدٍ سرمدي..
ولقد صَدَّقْتُ ما قُلْتِ فقد
كنْتُ روحاً هائِماً في جَسَدِ..
عَبْقَرِيٌّ في الهوى لكنَّني..
ذو عُيُونٍ شَقِيَتْ بالرَّمَدِ..
قد تَرى في حَجَرٍ مُسْتَرْخَصٍ..
لُؤْلُؤاً مُؤْتَلِقاً من عَسْجَدِ..
ولقد يَسْتَعْذِبُ البَحْرَ الغَريقُ..
* * *
فاسْمَعيني..
لم يَكُن حُبُّكِ إلاَّ صَبْوَةً..
صَهَرتْني. فَنُحاسي عادَ تِبْرا..
عُدْتُ حِسّاً واعِياً مُسْتَشْرِفاً..
عالَماً أَكْشِفُ منه ما اسْتَسَرَّا..
عالَماً ما يَعْرِفُ الغَدْرَ ولا..
تَرْقُبُ النَّفْعَ فَتَلْقى منه ضَرّاً..
ولقد أَصْلَيْتَني حينا لظى
صَهَرَتْني. فَأَرَتْني السِّر َّجَهْرا..
كنتُ طِفْلاً أَتَشَهَّى لُعْبَةً..
فإِذا اللُعْبَةُ تُضْنِي منه دَهْرا..
وإذا باليأْسِ منها.. والضَّنى..
أَنْبَتا في قَفْرِهِ الموُحِشِ زَهْرا..
فاسْكُبِي الدَّمْعَ فإِنِّي صِرْتُ حُرّاً..
صِرْتُ حِسّاً عَبْقَرِيّاً.. صِرْتُ فِكْرا..
فلقد أَسدى. وما أَشْقى الحَرِيقْ..

ريحانة شمران
06-21-2024, 10:29 PM
» محمد حسن فقي » أيها الحسن

لا تَقولي يا فَتاتي أنَّني..
عَقَّني الوَحْيُ. وجافاني الخيالُ..
فأنا الحُبُّ صُدوداً.. وأنا الحُبُّ وِصًالْ..
وأنا الشِّعْرُ سلاماً.. وأنا الشِّعْر نِضَالْ
* * *
وأنا مَن كانَ يَهْواكِ ويَرْعاكِ صَبِيَّهْ..
وَرْدَةً تَنْفَحُ بالعِطْرِ. وتَذْرُوه شَذَيَّهْ..
كنْتِ بالطُّهْرِ وبالفِتْنَةِ عَذْراءَ كما المُزْنِ نَقِيَّهْ..
يا لَرُوحي. فلقد كانَتْ وما زالتْ بِمَرْآكِ شَجِيَّهْ..
* * *
ثم أَصْبَحْتِ فَتاةً حُلْوَةً.. تَطْوي عُقولاً وقُلوبا..
تَشْتَهيها.. وهي لا تَمْنَحُها إلاَّ الجَوى.. إلاَّ النُدوبا..
وتُناجِيها فَتَسْتَهْوي وتَسْتَصْفي.. رَزاناً ولَعُوبا..
يُسْعِدُ الحُسْنَ ويُشْقِينا ويَسْبِينا عَبوساً وطَرُوبا..
* * *
فَتَشامَخْتِ على الشَّاعر. والشاعرُ يا حُلْوةُ أكْرَمْ..
كان يَسْخُو.. كانَ بالآمالِ.. مِن أَجْلِكِ يَحْلَمْ..
كانَ ما بَيْنَ تعاليكِ العواني.. كانَ ضَيْغَمْ..
كانِ بالشِّعْرِ.. ذُرَى الشِّعْرِ العَوالي يَتَرَنَّمْ..
* * *
لو تَأَنَّيْتِ لأَغْلاكِ.. وأعطاكِ.. كما شِئْتِ.. الخُلودْ..
ولَكُنْتِ اليَوْمَ بَيْنَ الغيد روضاً ذا ثمارٍ وَوُرودْ..
والقَوارِيرُ حوالَيْكِ على الحُسْنِ الذي جَلىَّ شُهُودْ..
كُنَّ يَحْسِدْنَكِ.. والحُسْنُ له أَلْفُ غَيورٍ وحَسُودْ..
* * *
ورأى مِنْكِ تَعالِيكِ غباءً وغُرُورا..
ورأى منكِ تَجافِيكِ.. جُحُوداً ونُفُورا..
فَتَخَلَّى عَنْكِ.. عن حُسْنِكِ.. مُخْتالاً فَخوراً..
إنَّه الحُرُّ الذي يَمْقُتُ مَن كانَ كَفُورا..
* * *
فاهْنَأِي.. اليَوْمَ بِما اخْتَرْتِ.. وما اخْتَرْتِ السُّمُوَّا..
لن تَعُودي مِثْلَ ما كنْتِ.. ارتفاعاً وعُلُوَّا..
فلقد أَقْصَيْتُ رُوحي عَنْكِ.. مَقْتاً وسُلُوَّا..
إنَّني أكْثَرُ من حُسْنِكِ.. كِبْراً وعُتُوَّا..
* * *
قُلْتُ والرُّوحُ يُناغِيني مُناغَاةَ حبيبٍ لِحَبِيْبِ..
أيُّها الرُّوحُ تَمَجَّدتَ. فَدَعْ عَنْكَ دَياجيرَ القلِيبْ..
وافتَرِعْ مِنَ السَّحابِ الشُّمِّ. مِقْداماً مَهِيبْ..
وانْبذِ الحُسْنَ إذا اسْتَشْرى. وأَشْقى باللَّهِيبْ..
* * *
واسْتَراحَ الرُّوحُ للنجوى.. وأصْغى لِلْمقالْ..
وتعاهَدْنا على أَن نُكْرِمَ الحسن طَهُوراً وَوَفِيَّا..
فإِذا ما رامَ طُغْياناً على الحُبِّ.. وجَافاهُ عَتِيَّا...
وَجَدَ الحبَّ مُشيحاً عنه.. مُعْتَزّاً أَبِيَّا....
فلقد يأْسى. وقد يَنْدَمُ. أَنْ صَدَّ غُروراً.. عَبْقَرِيَّا..
* * *
إنَّ مَجْدَ الحُسْنِ أَنْ يَرْفَعَ لِلطُّهْرِ ولِلشِّعْرِ لوِاءَ!
فهو رَوْضٌ يَمْلأُ الدُّنْيا على النَّاسِ عَبيراً ورُواءَ!
شامِخٌ كالطَّوْدِ.. وضَّاءٌ.. كما النَّجمُ شعاعاً واعْتِلاءَ!
يَعْرِفُ النَّاسُ سَجاياهُ.. عَفافاً.. واعْتَزازاً.. ونَقَاءَ!
فيَخْفِضُونَ الطَّرْفَ إن لاح.. احْتِشاماً وحَياءَ..!
ذاك مَجْدُ الحُسْنِ.. مَجْداً لحُبِّ.. صنْوَيْنِ. دَلالاً وانْتِشاءَ!
يا لِواءَ الحُسْنِ قُدْنا لِلهَوى.. يُلْهِمُ الشِّعْرَ.. ويَسْتَجْلي الخَفاءَ!

ريحانة شمران
06-21-2024, 10:30 PM
» محمد حسن فقي » اِسأليني

إسأليني..
فلقد تَسْمَعُ أذناكِ طنيناً مِنْ جَوابِي..
ولقد تُبْصِرُ عَيْناكِ خَلاصي مِن عَذابي..
ولقد يُدْمِي حَناياكِ طِعانٌ من حِسابي..
ولقد يُشْجِيكِ عِرْفانُ سُلُوِّي في مَآبي..
* * *
واسأليني..
فلقد أَصْبَحْتُ مِن بُعْدِك مُخْضَرَّ الرِّحابِ..
وَتَسَنَّمْتُ –وقد كنْتُ على الأَرْضِ سَحابي..
عُدْتُ للرَّبْعِ أَرى فيه أُهَيْلي وصِحابي..
بَعْدما كنْتُ –وما أَوْحشَ أَمْسي في اغْتِرابِ..
* * *
واسأليني..
كنتُ رَغْم الذُّلِّ والفِتْنَةِ.. أَهْواكِ طَهْورا..
وإلى جَنْبِكِ رَهُطٌ يَبْتَغِي مِنْكِ الفُجورا!.
وتقُولينَ.. أَلا تُبْصِرُ مِن حَوْلي الصُّقُورا؟!
سوف لا يَلْقَوْنَ إلاَّكَ فِطِبْ.. إلاَّ نُفُورا..
* * *
واسأليني..
فلقد غَرَّرْتِ بي حِيناً من الدَّهْرِ فَلاقَيْتُ ثُبُورا..
حِينَ لاقَوْا هُمْ من الوَصْلِ نَعِيماً وحُبُورا..
وسَمِعْتُ الهَمْسَ من حَوْلي. ما أقساهُ بَغْياً وكُفورا..
تخِذوا سُخْرِيةً مني. وما كنت لدى الجُلّس حَصُورا
واسأليني
إنَّ ذاكَ الهَمْسَ قد كانَ سِهاماً وحِرابا..
فتحامَلْتُ وغادَرْتُ.. فقد كانَ ضَلالاً وكِذابا..
كُنْتِ لي هذا.. وأمَّا الرَّهْطُ فاسْتَوفى الثَّوابا..
نَهَلَوا ثم انْثَنَوْا عَنكِ.. ولاقَيْتُ السَّرابا..
واسأليني
فأنا اليَومُ تَعرَّفْتُ مِن الغَيِّ. من الغَدْرِ الصَّوابا..
وتَعرَّفْتُ إلى الحُسْنِ أفانِينَ.. هَدِيلاً ونُعابا..
عدت أجني منه. مِن أَسْوائِهِ الكُثْرِ نِعماً وثَوابا..
كَدِراً مِثْلَكِ لاقَيْتُ. ولاقَيْتُ نقيا مُسْتَطابا..
* * *
واسْأليني..
وسَتُصْغينَ فَتَلْقَيْنَ من الإِصْغاءِ هَمّاً مُسْتَطِيرا..
مِثْلَما لاقَيْتُ بَلْ أَنْكى.. وأَقسى مِنْه نِيرا..
نَدَماً يُشْقِيكِ. بل يُصْلِيكِ يا ليْلى سَعيرا..
فَتَنامِينَ على الشَّوْكِ. وبِئْسَ الشَّوْكُ لِلْحُسْنِ سَرِيرا..
* * *
واسأليني..
أنا يا لَيْلى هُنا أَرْفُلُ في النُّعْمى وأَشْدو..
بَيْنَ حُورٍ يَجْتَذِبْنَ الرُّوحَ ما يُشْقِي بِهِنَّ الرُّوحَ صَدُّ..
بالَّذي يَرْفَعُ للنَّجمِ.. وما أَحْلا.. فما طَرْفٌ ونَهْدُ؟!
هُنَّ كالمُزْنِ طَهُوراتٌ.. وهُنَّ العَيْشُ رَغْدُ..
ولقد أَلْهَمْنَني شِعْراً.. حُمَيَّاهُ تَرانِيمٌ وَوَقْدُ..
ولقد أَرْوَيْنَني.. فالرَّوْضُ مِعْطارٌ بِه فُلٌّ ووَرْدُ..
وفُؤادِي جائِشٌ بالوَجْدِ فالدُّنْيا به حُبٌّ وَوَجْدُ..
يا فَتاة الأَمْسِ. إنَّ اليَوْمَ نَشْوانُ. وما لِلأَمْس عَوْدُ

ريحانة شمران
06-21-2024, 10:30 PM
» محمد حسن فقي » أيها الشعر

وما الشِّعْرُ حُبٌ شاغِفٌ وصَبابةٌ
فَحَسْبُ. ولكنْ حكمةٌ وتأمُّلُ!
جذبْتُ به نَحْوي الفَواتِنَ فَتْرَةً
من العُمْرِ. ثم انْجابَ عَنِّي التَّدَلُّلُ!
فقد أَطْفَأَت دُنْيايَ مِن وقْدَةِ الصِّبا
وَوَلَّى شَبابٌ كان يَسْطو ويَجْهَلُ!
وأَصْبَحَ شِعْري يَنْشُدُ الحَقَّ جاهراً
وما عادَ يُشْجِيهِ الهوى والتَّغَزُّلُ!
أراني. وما أَرْضى لِشِعْري تَدَلُّهاً
ولا ظَمَأً لِلْكأْس. فالْكأْسُ يَسْطِلُ!
وحُسْنُ الغَواني يَسْتَطِيلُ على الوَنى
ويُعْرِضُ عنه.. وهو شِلْوٌ مُجَدَّلُ!
وقد صِرْتُهُ فالشِّعْرُ عِنْدي مُقَدَّسٌ
فما أَرْتَضِيهِ. وهو يَهْوِي فَيَسْفُلُ!
ولا أَرْتَضِيهِ عانِياً مُتَزَلِّفاً..
ولا حاقِداً يَفْرِي حَناياهُ مِنْجَلُ!
سَمَوْتُ به للنَّجْمْ أَغْشى مشارِفاً
تُطِلُّ على كَوْنٍ به الحَقُّ فَيْصَلُ!
تُطِلُّ به غُرُّ المَشاعِرِ والنُّهى
عليك بِسَلْسالٍ زُلالٍ فَتَنْهَلُ!
وتَرْوِي غَليلاً كَانَ لِلْمَجْدِ ظامِئاً..
فَلاقاهُ لا يُكْدِي. ولا يَتَبَذَّلُ!
فَقُلْتُ هُنا طابَ المُقامُ لِوامِقٍ
إلى كلِّ ما يُسْدي. ولا يَتَعَلَّلُ!
ولاقَيْتُ فيه مَعْشَراً مُتَرَفِّعاً
فما فِيهِ أَوْحالٌ. ولا فيه جَنْدَلُ
بَلى فيه إِبْرِيزٌ نَقِيٌّ.. ولُؤْلُؤٌ
سنِيٌّ. ورَوْضٌ عَبْقَرِيٌّ.. وجَدْوَلُ!
وحَفُّوا بِرُوحِي فاسْتَجابَتْ فإِنَّهُمْ
كِبارٌ بِما يَبْدو وما يَتَغَلْغَلُ..!
بَهالِيلُ. هذا حاتِمٌ في سَخائِهِ
وعَنْتَرَةٌ هذا. وهذا السَّمَوْأَلُ!
وقالوا. لقد آنَسْتَ رَبْعاً مُرَحِّباً
بمن جاءه واسْتَكْرَمُونِي.. وأَجْزَلوا!
فطِبْتُ بِهم نَفْساً.. وطِبْتُ بِهِمْ نَدىً
فقد ضَمَّني صَحْبٌ كِرامٌ.. ومَنْزِلُ!
وأَلْفَيْتُ إِلهامِي بِهِمْ مُتَأَلِّقاً..
تَعَزُّ بِهِ مِنْهُمْ جَنُوبٌ وشَمْأَلُ!
فَلَوْ أَنَّني أَطْرَيْتُ لم أَكُ كاذِباً
ولا مادِحاً مَنْ غابَ عنه التَّفَضُّلُ!
ولم أَتَمَرَّغْ في الرِّياءِ وأَغْتَدِي
بما قُلْتُ.. بِئْسَ المادِحُ المُتَوسِّلُ!
ألا ساءَ مَنْ يُزْجِي القَوافِيَ حُلْوَةً
إلى قَزَمٍ جَدْواهُ شَوْك وحَنْظَلُ!
هنا الشِّعْرُ مَجْدٌ.. لا رِياءَ ولا هَوىً
مَقِيتٌ. فما يَخْزى. ولا يَتَسَوَّلُ!
سما مِنْهُ رَهْطٌ لِلنُّجومِ فَهلَّلُوا
وأَهْوى بِه للدَّرْكِ رهْطٌ فَأَعْوَلُوا!
تَبارَكْتَ لاقي مِنْكَ مَجْداً وعِزَّةً
مُحِقٌ. ولاقى الخِزْيَ والهُونَ مُبْطِلُ!
سَجَدْتُ امْتِناناً لِلنَّدى مِنْكَ والعُلا
فما كُنْتُ مِمَّنْ خالَفُوكَ فَزُلْزِلُوا!
وما كُنْتُ مِمَّنْ جَدَّفُوا.. فَتَعَثَّروا
وما مِنْهموا إلاَّ العَمِيُّ المُضَلَّلُ!
وأَغْراهُموا الزَّيْفُ الرَّخِيصُ فَأَوْغَلوا
بِهِ من قِفارٍ لَيْس فيهِنَّ مَوْئِلُ!
فما الوَفْرُ إلاَّ الآلُ ما فِيهِ مَشْرَبٌ
ولا المَجْدُ إلاَّ الجَدْبُ ما فِيهِ مأْكَلُ!
كلا اثْنَيْهما يُرْدِي إذا كانَ سَيِّداً
على رَبِّهِ.. والسَّالِمُ المُتَبَتِّلُ!
ولكنَّ مَجْداً أَبْتَغِيهِ.. وثَرْوَةً..
لَدَيْكَ هُما مَجْدِي وَوَفْرِي المُجَلِّلُ!
ستَعْتَزَّ نَفْسي بالمُعَجَّلِ مِنْهُما..
ويُرْضي رُفاتي من المَعادِ.. المُؤَجَّلُ!
تَمَجَّدتَ رَبَّي.. إنَّي مُتَطَلِّعٌ..
إلى اثْنَيْهما.. أَنْتَ الكَرِيمُ المُؤَمَّلُ!

ريحانة شمران
06-21-2024, 10:30 PM
» محمد حسن فقي » الطالب والمطلوب

أراشدي الرَّاجِحُ. إنِّي امُرؤٌ
غاض مَعيني.. وخَبَتْ جَذْوتي!
كيف تُرَجِّي الماءَ من ناضبٍ؟!
وكيف تبغي الجمر من رَغْوَةِ؟!
قد أرْمَدَتْ جَمْري الخُطوبُ التي
عَدَتْ. فلم تُبْقِ على وَقْدي!
وجَفَّفَتْ نَبْعي فَلَمْ تُبْقِ لي
ما يَنْفَعُ الغُلَّةَ مِن مُهْجتي!
فليس لي بعد شبابي الذي
وَلَّى سوى رَاعِشِ شَيْخُوخَتي!
* * *
كانَ الهوى يُشْجِي بآلائِهِ
ويَسْتَفِزُّ الحُسْنُ مِن صَبْوَتي!
واليَوْمَ لا حُسْنَ.. ولا صَبْوَةٌ
بعد أُفُولِ البَدْرِ من لَيْلَتِي!
البَدْرُ كانَ العَزْمَ يا صاحِبي
وقد تَوَلَّى. فَطَغَتْ ظُلْمَتي!
وأَنْتَ تَدْعوني لأُمِّ القُرى
للِشَّدْوِ.. للتَّرْنِيمِ في مَكَّتي..!
مكَّةَ ما أَكْرَمَها مَوْطِناً
فإِنَّها –رَغْمَ الجَوَى جنَّتي!
وُلِدْتُ في بَيْتٍ بِها مُشْرِقْ
بالحُبِّ تَخْتالُ بِها حَبْوَتي..!
كُنْتُ صَبِياً يَكْتَوِي بالنَّوى
بِاليُتْمِ.. بالشَّوْقِ إلى صُحْبَةِ!
يَشْتاقُ صَدْراً حانِياً.. حابِياً
مِن التي وَلَّتْ بلا رَجْعَةِ!
ويَكْتُمُ الشَّوْق لِكَيْلا يَرى
إشْفاق من شَبَّ بلا لَوْعَةِ!
كنْتُ سَرِيعَ الدَّمْعِ لكنَّني
ما تُبْصِرُ الدَّمْعَ سوى خَلْوتي!
* * *
ومن حِمى مكَّةَ كنْتُ الفَتى
والرَّجُلَ الطّامِحَ لِلرِّفْعَةِ!
دَرَسْتُ في صَرْحٍ بِها شامِخٍ
بالعِلْمِ.. بالأَفْذاذِ.. بالصَّفْوَةِ!
كانُوا رجالاً.. أنْجُماً في الدُّجى
تَكْشِفُ للسَّارِي صُوى الرِّحْلَةِ!
يا رَحْمَةَ الله تَجَلِّي لَهُمْ..
فإنَّهُمْ أَجْدَرُ بالرَّحْمَة.!
ولِلرِّفاقِ الشُّمِّ.. من رَاحِلٍ
وعائِشٍ في السَّفْحِ والذُّرْوَةِ!
كُنَّا أشِقَّاءَ.. فما نَسْتَوي..
إلاَّ على الوُدِّ بلا جَفْوَةِ..!
أَوَّاهِ ما أَحْلا الزَّمانَ الذي..
كُنَّا به نَرْفُلُ في نِعْمَةِ..!
فَقَفْرَتِي كانَتْ بِه رَوْضَةً
فكيف لا أَصْبُو إلى رَوْضَتي؟!
وشِقْوَتي كانَتْ به رِقَّةً
تَحْنُو.. فما أَحْلا بِهِ شِقْوَتي!
كم أَلْهَمتْني الشِّعْرَ أَشْدو بِهِ
كالطَّيْرِ في العُشِّ.. وفي الدَّوْحَةِ!
ثم اسْتَرَدَّتْ ما أفاءَتْ بِهِ
فَعُدْتُ بَعْد اللِّينِ كالصَّخْرةِ
* * *
يا راشِدي الرَّاجِحُ.. لَيْتَ المُنى
تَسْخُو على المُبْيَضِّ من لِمَّتي..!
فانْظُمُ الشِّعْرَ بلا عائِقٍ..
يَعُوقُ من هذا الخَوى المُسْكِتِ!
أَصْغَيْتُ.. أَصْغَيْتُ. وصَدَّ الهوى
عنِّي. وغابَ الحُسْنُ عن مُقْلَتي!
فهل أَنالُ الصَّفْحَ من سَيِّدٍ
يَطْلُبُ مِنِّي الشَّدْوَ في عِزْوتي؟!
يا ليْتَني أَقْوى فَأَطْوِي المدَى
إليه كَيْ أَسْعَدَ من رِحْلَتي!
وأَلْتَقِي بالصَّحْبِ من مكَّةٍ..
طابَتْ وطابُوا.. فهو أُمْنِيَتي..!
* * *
يا راشِدي الرَّاجِحُ.. كُنْ عاذِري
فَهذِهِ يا سَيِّدي قِصَّتي!

ريحانة شمران
06-21-2024, 10:31 PM
» محمد حسن فقي » الحسن في مباذله

جاذَبْتني ثَوْبي. وكانت عَصِيّاً
ثُمَ راضَ الهوى جِماحَ العَصِيِّ!
يا فتاتي أنا الذي يَعْرِضُ اليَوْمَ
فما عُدْتُ بالفُؤادِ الشَّجِيِّ!
أُذُكُري الأَمْسَ حِينَ كنْتِ تَصُو
لِينَ على كُلِّ أَعْزَلٍ وكَمِيِّ!
وتَكونِينَ كالنَّسيمِ.. وكالرَّوْضِ
بِصَفْوٍ عَذْبٍ.. ونَفْحٍ شَذِيِّ!
وتَكُونِينَ كالصَّواعِقِ أَحْياناً
وكالرِّيح عاصِفاً.. والأتِيِّ..!
* * *
يا لَها مِن طَبِيعةٍ يَتَلَظىَّ عاشِقٌ مِن بُكُورِها والعَشِيِّ..!
ولقد كنْتُ عاشِقاً فَتَلَظَّيْتُ
بطَبْعِ يُشْقي القلوبَ.. عَتِيِّ!
غَيْرَ أَنِّي كنْتُ الأَبِيَّ فأعْرَضْتُ. ومَا اسْطَعْتِ ذِلَّةً لِلأَبِيِّ!
كنتُ ظمآنَ للنَّمِيرِ فما جُدْتِ على مُهْجَةِ الظَّمِىءِ بِرِيِّ!
فَتَخَاذَلْتِ من سُلُوِّي وإعْراضي
وَيْلي إلى الطريقِ السَّوِيِّ!
وتَرَفَّعْتُ عن نداكِ بِفِكْرٍ..
عَبْقَريِّ الرُّؤى.. وأَنْفٍ حَمِيِّ!
يَشْتَهي ثم يَنْثَني حينما يَشْعُرُ من زادِهِ بِداءٍ رَوِيِّ!
كم طعامٍ يعَافُهُ الجائِع الحُرُّ
ولو كانَ مِن طَعامٍ شَهِيِّ!
يا فَتاتي إنَّ افْتِراعَكِ للذُّرْوَةِ
بِدُنْياكِ بَعْدها لِلْهَوِيِّ!
الرَّبيعُ النَّضِرُ سوْف يُوَلِّي
فَتَوَقِّي الخَريفَ قَبْل المُضِيِّ!
واحْذَري نِقْمَةَ الشَّماتِ. فيا رُبَّ شَماتِ يُدْميكِ كالسَّمْهَرِيِّ!
وَيْ كأنِّي أَراكِ يا رَبَّةَ الحُسْنِ عَجُوزاً تُقْذِي عُيُونَ النَّدِيِّ!
تَتَمنَّى لو أَنَّها زَكَّتِ الحُسْنَ بِطُهْرٍ ولم تَكُنْ كالبَغِيِّ..!
فلقد كنتِ نِعْمَةً لِغَوِيِّ
ولقد كنْتِ نِقْمَةً لِتَقِيِّ..!
وأَنا ذلكَ التَّقِيُّ الذي كانَ فَخُوراً بِحُبّهِ العَبْقَرِيِّ!
لم أَكُنْ بالصَّدِيِّ إلاَّ إِلى الحُبِّ
عَفِيفاً.. ومُلْهِماً بالرَّوِيِّ!
شاعِرٌ هائمٌ بِمَجْدِ قَوافِيهِ
وشِعْرٍ بالخالِباتِ سَرِيِّ!
وبَروْضٍ تُشْجِي بَلابِلُهُ الفِكْرَ فَيَشْدو بِشِعْرِهِ العُلْوِيِّ!
حَجَبَتْهُ عَنْكِ المُجونُ. فما بانَ لِعَيْنَيْكِ غَيْرَ عُودٍ طَرِيِّ!
وانْثَنى عَنْكِ ساخِطاً يَنْشُدُ الحُسْنَ يَراهُ كالكَوْكَبِ الدُّرِّيِّ!
مَظْهَراً يَمْلأ العُيُونَ جَلالاً
يَلْفِتُ الرُّوحَ لِلْجلالِ الخَفِيِّ!
آهِ لو كُنْتِ تَعْرِفينَ لما كنتِ شَغُوفاً بِتافِهٍ وغَوِيِّ!
ولشَتَّانَ بَيْنَ حُبٍّ ضَعِيفٍ
يَتَهاوى. وبَيْن حُبٍّ قَوِيِّ!
بَيْنَ حُبٍّ يَزُولُ وَهْناً.. وحُبٍّ
طَرِبٍ مِن شُجُونِهِ. سَرْمَدِيِّ!
* * *
مَجِّدي اللهَ يا لَعُوبُ فقد يَغْفِرُ ما كانَ من أَثامٍ فَرِيِّ!
واذْكُرِيهِ لَعلَّ حاضَرَكِ الدَّامِسَ يَحْظى منه بِنُورٍ سَنِيِّ!
فلقد يَفْضُلُ الرّبيعَ خَرِيفٌ
يَرْتَوِي بالرَّشادِ مِن بَعْدِ غَيِّ!
سأَرى فِيكِ.. في خَرِيفكِ حُسْناً
غَيْرَ حُسْن ضارٍ لِهِنْدٍ ومَيِّ!

ريحانة شمران
06-21-2024, 10:31 PM
» محمد حسن فقي » اذكريني

اذْكُريني..
واذْكري تلك اللَّيالي الخالياتْ..
واذْكري تلك الأماني الغاليات..
والهِباتِ الغُرِّ.. ما أَحْلى الهِباتْ..
والهوى يُنْبِتُ زَهْراً وثِمارْ!
* * *
واذْكُريني
أنتِ يا ذات السَّنا والشَّجَنِ..
أنتِ يا ذاتَ الجَنى والمِنَنِ.. ..
أنتِ يا مَن كنْتِ فَوْق القِنَنِ..
تَتَجلِّينَ فَيَعْروني الدُّوارْ!
* * *
واذْكريني
واذْكُري المسْجِدَ الوَضَيءَ الحُسَيْني..
كانَ ما بَيْنَكِ الصَّفِيَّ.. وبَيْني..
فَتَخيَّرتني هَوىً.. وأَقْرَرْتِ عَيْني..
ورَمَيْتِ الصَّفيَّ بالأكْدارِ..
* * *
واذْكُريني
فلقد أمْسَيْتُ شَجْواً مُسْتَبِدّاً في دَمي..
ضارِياً يَنْهَلُ كالذِّئْبِ الظَّمِي..
لا يُبالي بِصِلاتِ الرَّحِمِ..
وهو لا يَرْوى بِلَيْلٍ أو نَهارْ!.
* * *
واذْكُريني..
فَأَنا ما عُدْتُ إلاَّ شَبَحا..
ألِفَ الحُزْنَ.. وعافَ المَرَحا..
ورأى التَّرْحَةَ تَطْوِي الفَرَحا..
ورأى النَّجْمَةَ في قاعِ البِحارْ!
* * *
واذْكُريني..
فأنا الصَّبْوَةُ في بُرْكانِها.
يَتَلَظىَّ القَلْبُ من نِيرانِها..
وهو لا يَشْكو. فمن إدمْانِها..
صارَ كالصَّخْرَةِ في عَرْضِ القِفارْ!
* * *
واذْكريني..
واذْكُري الماضيَ ذَيّاكَ المُوَلِّي..
بعد أن عاشَ بِحُبِّي وبِعَقْلي..
آهِ مِن حُرْقَةِ شَمْسيِ بعد ظِلِّي..
ومِن الكَبْوَةِ من طُولِ الِعِثارْ!
* * *
واذْكُريني..
فلقد أََْطَلقْتُ نفسي من إساري.
ولقد أَبْرَأُتُها مِن خِزْي عارِي.
فَغَدَوْتُ الحُرَّ أَشْدو بانْتِصاري
لن تَرَيْ مِنِّي سوى طُهْرِ إزاري!.
* * *
أَفَتَذْكُرينَ؟!
وأنْتِ شامِخَةٌ الجَبين؟!
تَتَكَبَّرينَ على غَضافِرَةِ العرين..
وبَقِيتِ بَيْن الخامِلين..
فَلبِئْسَ أَنْتِ بما صَنَعْتِ وتَصْنَعيْن..
عِيشي به. فَلَسَوْفَ بَعْدُ سَتَنْدَمينْ
ولَسَوْف تُشْقيكِ الدُّمُوعُ فَتَذْرِفينْ.
أَوَّاهِ من عَصْفِ الزَّمانِ. وآهِ من كَرِّ السِّنينْ
تَذْوِينَ مِن بَعْد الفُتُونِ. ومِن غُواتِكِ تَنْزَوِينْ
وتَغيبُ عنْكِ صُوى الجمال. ويَسْتَبِدُّ بك الحَنينْ..
يَمْضي الرَّبيعُ.. فَتَسْقَمِين من الخَريفِ. وتكْتَوِينْ..
وإذا الرَّبيعُ مَضى.. فَمَنْ ذا في خَريفِكِ تَجْتَبِينْ؟!
وَيْلُ الجمال من الخريف.. فإنَّه الباكي الحَزِينْ!
* * *
كنْتِ الضَّنِينَةَ يا لَعُوبُ.. وإنَّني اليَوْمَ الضَّنِينْ!

ريحانة شمران
06-21-2024, 10:31 PM
» محمد حسن فقي » أنا .. والضمير

لِمَ هذا الضَّمِيرُ يَجْلِدُ في الرُّوح
لِماضٍ من الأثامِ كَثيبِ؟!
لِمَ.. وهو الشَّريكُ للجسد الفاني
لِما كانَ من هَوًى مُسْتَجيبِ؟!
لِمَ لَمْ يَثْنِهِ بِقَوْلٍ رشيدٍ
لِمَ لَمْ يَثْنِهِ بِفِعْلٍ مُنيبِ؟!
والشَّبابُ. الشَّبابُ يَنْفُثُ عَزْماً
في الشَّرايين جارِياً كاللَّهِيبِ!
يَزْدَرِي الرُّشْدَ.. يَشْتَهي الغَيَّ. يَطَّوِي لَيْلَهُ بَيْن لَهْوِهِ والحَبِيب!
والهوى لا يَرِيمُ عنه.. وتغريه
فَرادِيسُهُ بِأحْلى نصيب..!
فَيَظَلُّ المَفْتُونُ بالجَدْولِ العذب
وبالرَّوْضِ والمُقامِ الرَّحِيبِ!
ناعِماً.. شادِياً بِحُلْوِ التَّغاريدِ ونُعْمى الشُّجُونِ.. كالعَنْدَلِيبِ!
لَيْس يُصْغِي إلى الملامِ.. فيا رُبَّ حُداءٍ في سَمْعِهِ كالنعيب!
كيف يُصْغِي له.. وصوت نَداماهُ النَّشاوى.. يَضِجُّ بالتَّرْحِيبِ؟!
أَيْنَ كانَ الضَّمِيرُ عنه.. وقد كانَ مَريضاً بحاجةٍ لِلطَّبيبِ؟!
لِمَ لَمْ َيرْعَهُ ويَزْجُرْهُ حتى
يتَفادى اللَّظى بِيَومْ عَصِيبِ؟!
أَفَبَعْدَ المَشِيبِ والضَّعْفِ والحَسْرَةِ من شِقْوَةٍ بماضٍ حَريبِ؟!
يَسْتَفِيقُ الضَّمِيرُ؟! ما كانَ أَحْراهُ
بِلَوْمِي مِن قَبْلُ.. والتَّثْرِيبِ!
أفَما كانَ لي شَرِيكٌ فَأغْضى
في شَبابي عن السُّلُوكِ المَعِيبِ؟!
كيف يَرْضَى ولو تأبّى
ولو أَنْذَرَ لانصاعَ مُخطِىءٌ لَمُصِيب!
وتَفكَّرْتُ بُرْهَةً فَلَعَلِّي
أَنا مَنْ كانَ هائِماً بالقليب!
رَغْمَ ظَلْمائِهِ.. ورغْمَ مَخازِيهِ
وما كنْتُ بالمُصِيخ المُجِيبِ!
والضَّمِيرُ الأُسِيْفُ يهتف بالسَّادِرِ
قَبْلَ الهَوِيِّ.. قَبْلَ المغيب..!
وأَصْمَّتْ دَوَّامَى السَّمْعَ.. أَوْ كنْتُ غَوِيّاً.. ولم أَكُنْ باللَّبِيبِ!
فَنَادَيْتُ.. ثم أَنْكَرْتُ ما قالَ ضَمِيري.. وكانَ خَيْرَ حَسِيبِ!
وتخَيَّرْتُ عن خَصيبي بِعُقْبايَ
جَدِيباً.. وما أضَلَّ جديبي!
عُدْتُ منه الرَّسيفَ في القيد أَدْماني
وأَبْكى عَيْني بِدَمْعٍ صَبِيبِ!
أَفَيُجْدِي البُكاءُ حتى ولو كان نَحيباً
كَلاَّ.. فَوَيْلُ نحِيبي..!
* * *
هذه قِصَّةُ الضَّمِير.. وقد كنْتُ سليباً.. ولَمْ أكُنْ بالسَّليبِ!
لم يَكُنْ بالكَذُوبِ يَوْماً فقد كانَ صَدُوقاً في اللَّوْمِ والتَّأْنيب!
وأنا وَحدِي المَلُومُ. فقد كنْتُ عَتِيّاً.. مُتَيَّماً بعُيُوبي!
قد أَرَبْتُ الماضي.. وكُنْتُ غَرِيراً
أَفأَحْظى بِغَيْرِ يَوْمٍ قرِيبِ؟!
فَعَسى رَحْمَةٌ من الله تُفضي
لاغْتِفارٍ يَجُبُّ كُلَّ الذُّنُوبِ!

ريحانة شمران
06-21-2024, 10:32 PM
» محمد حسن فقي » آبق .. يتضرع

وحياتي شَجَنٌ في شَجَنٍ
ما لها في بُرْئِها من أَمَلِ!
فَكَأَنّي مدرج في كَفَنٍ
وكأَنِّي غائِصٌ في وَحَلِ!
* * *
وَيْحَ نَفْسٍٍ لا تُحِسُّ الأَلَما
يَنْخَرُ العَظْمَ. ولا تَخْشَى الرَّدِّي!
فَلَوْ أنَّ الدَّهْرَ شَبَّ الضَّرَما
في حَناياها.. لأَعْياها التَّصَدِّي!
* * *
كم تَمَنَّيْتُ لِطَبْعي أن يَشِفَّا
لِيرَى الحَقَّ.. ويَسْتَوْحي رُؤاهُ!
لم يُصِخْ له. وانْتأى عَدْلاً وصَرْفا
وشَجاهُ الغَيُّ فاسْتَحْلى لُهاهُ!
* * *
ومضى يَرْكُضُ في اللَّيْلِ البَهيمْ
في الدُّرُوبِ الغُلْفِ. لا تُفْضِي لِرُشْدِ!
يَصْطَفي من صَحْبِهِ العِلْجَ الزَّنِيمْ
فهو في سِجْنٍ من اللَّهْوِ.. وقَيْدِ!
* * *
وأنا مِنْه بِهَمِّ مُوجِع
حِيَنما يُكْشَفُ عن عَيْني الغِطاءْ!
وإذ أُسْدِلَ عادَتْ أَضْلُعي
جَلْمَداً.. لا نَبْض فيه.. لا دِماءْ!
* * *
فَأَنا ما بَيْن نُورٍ وظَلامْ
أَسْتَوي بَيْنَ حياةٍ ومَواتْ!
بَيْنَ بُغُضٍ يَتَلظىَّ.. وهُيامْ
وأُجاجٍ لَيْسَ يَرْوِي.. وفُراتْ!
* * *
يا لنَفْسٍ ما لَها مِن مَطْمَحٍ
غَيْرَ أن كانَتْ –فَلَمْ تَحْيَ هَباءً!
رُبَّ خُسْرِ يَشْتَفي من مَرْبح
حين يَسْتَشْرِي بِنا الدَّاءُ العُياءْ!
* * *
حِينَما نُؤثِرُ عن هذا الوُجُودْ
عَدَماً يَفْرِضُهُ.. العانِي الضَّمِيرْ!
حِينما نَرْسُفُ في شَتَّى القُيُودْ
ونُحِسُّ الرُّعْبَ من هَوْلِ المَصِيرْ!
* * *
لِمَ هذا؟! إنَّه صَوْتُ النَّذِيرْ
من ضَمِيرٍ أَثْقَلَتْهُ المِحَنُ..!
شاهَدَ العُمْرَ تَرَدىَّ في الحَفِيرْ
بَعْدما غالَتْ هُداهُ المِنَنُ!
* * *
مِنَنٌ جاءَتْه مِن عِهْرٍ وَوِزْرِ
وطَوَتْهُ فاسْتَوى في الدَّرَكِ..!
فَجَنى أَرْباحَهُ من دَرْبٍ خُسْرِ
وَرأَى لَذَّتَهُ في الحَسَكِ..!
* * *
وانْطَوى العُمْرُ سِنيناً فَسِنينْ
فإذا الضَّعْفُ يُوافي والمشِيبْ!
وإذا القُوَّة تَمْضي.. والحَنِينْ
وإذا بالحُبِّ يَجْفُو.. والحبِيبْ!
* * *
وإذا الهَمْسُ. دَوِيٌّ صاخِبٌ
ورَعُودٌ قاصفاتٌ.. وُبرُوقْ!
زَلْزَلَتْ مِنه.. وبُومٌ ناعِبٌ
بِهَوانٍ لِتَماثِيلِ العُقُوق!
* * *
كانَ لم يَسْمَعْهُ. لم يَشْعُرْ بِهِ
فلقد حالَتْ سُدُودٌ عن سماعِهْ!
وشبابٌ عارِمٌ مِن صَحْبِهِ
وغُرُورٌ كانَ يَلْهو بِضَياعِهْ!
* * *
وصَحا مُرْتَجِفاً يَشْكو الوَنى
يذْرِفُ الدَّمْعَ. وما يُجْدِيه دَمْعُ!
يَتَمنىَّ.. لو أفادَتْهُ المُنَى..
بَعْد أَن جَفَّ مِن الشَّقْوَةِ – نَبْعُ!
* * *
تَوْبَةٌ – لكنَّه ليْسَ بِقادِرْ
كيف.. والشِّقْوَةُ أَمْسَتْ رَبَّهُ؟!
أَوْرَدَتْهُ فاسْتَوى لَيْس بِصادِرْ
فَهُنا الحُسْنُ الذي يَمْلِكُ صَبَّهْ!
* * *
فهو البائِسُ يَدْرِي أَنَّهُ
ضَلَّ والعُقْبى عَذابٌ هاصِرُ!
ويَرى فِرْدَوْسَه لكِنَّهُ
عنه ناءٍ. فهو غِرٌّ سادِرُ!
* * *
يا رَسِيفاً في قُيُودٍ صَرَفَتْ
نَفْسَهُ – رَغْمَ أذاها من جَناهْ!
وسَجِيناً.. خُطاهُ انْحرَفَتْ
عن طَرِيقٍ.. وهو لا َيثْني خُطاهْ!
* * *
إِضْرَعِ اليَوْمَ لِمَنْ يَهْدِي الخُطا
فَعَسى أَن يَسْبِقَ الصَّفْحُ الحُتُوفْ!
وعَساهُ أَنْ يَرُدَّ الشَّطَطا
رَشَداً.. كالنُّورِ مِن بَعْدِ الكُسُوفْ!

ريحانة شمران
06-21-2024, 10:33 PM
» محمد حسن فقي » حيرة .. وصيرورة

اتَيْتُ إلى الدُّنيا وما كنْتُ مُختْارا
ولو أَنَّني خُيَّرتُ ما اخْتَرْتُها دارا!
فلو كنْتُ لم أُخْلَقُ لما كنْتُ آثِماً..
ولا كنْتُ مَغروراً.. ولا كنْتُ مِهْذارا!
ولا ابْتَهَجَتْ نَفْسي بما كان مُخْزِياً
ولا انْفَجَعتْ نَفْسي بما كانَ قَهَّارا!
فقد عِشْتُ فيها ماجِناً مُتهافِتاً
على مُتَع عادتْ هُموماً وأَوْزارا..!
شقاءٌ طُفُولِيٌّ.. شقاءٌ مُراهِقٌ
شقاءُ شبابٍ كانَ قَصْفاً وإعْصارا!
وشَيْخُوخةٌ ناءتْ بأفْدَحِ شِقْوَةٍ
فلم تَلْق إلاَّ ما يُلَطِّخُها قارا!
ولو أَنَّني لم آتِ.. كنْتُ هَباءةً
فلا تَبْتَغي أَهْلاً. ولا تَبْتَغي دارا!
ولا تَبْتَغي المَجْدَ المُؤَثَّل رافِعاً
مكانَتَها.. يَشْدُو به النَّاسُ أَشْعارا!
ولا تَبْتَغي المالَ الذي يُسْكِرُ النُّهى
فما تَجْتَوِي خزياً.. ولا تَجْتَوي عارا!
مُبَرَّأَةً مِن كلِّ عَيْبٍ لأَنَّها
سَدِيمٌ. فما لاقى هَواناً.. ولا جارا!
ولو كُنْتُهُ.. ما كانَ لي من ظُلامَةٍ
عَلَيَّ. ولا مِنِّي. ولا كنْتُ غَدَّارا!
وها أنا في هذي الحياةِ مُرَزَّأٌ
أُغادِرُ أَنجاداً.. وأَسْكُنُ أَغْوارا!
ويَصْحَبُني الأَخْيارُ حِيناً فأَسْتَوِي
على مَلَلٍ مِنْهم. وأَصْحَبُ أشْرارا!
أَبِيتُ على هَمٍّ بِهِ. يَلْتَوي الحَشا
وهُم جُثَّمٌ صَرْعى. عَشِيّاً وإِبِكارا!
يَعيشُونَ صُبْحاً كالبَهائِمِ رُتَّعاً
بلا زَاجِرٍ يَلْوِي. ويُمْسُونَ فُجَّارا!
* * *
على أنَّ حَوْلي مَعْشَراً مُتَرَفِّعاً
عن اللَّهْوِ أطْهاراً كَرُمْنَ. وأَبْرارا!
تمنيت أَنِّي مِثْلَهم فَتَعَثَّرَتْ
خُطايَ. فأجْريْتُ المَدامِعَ مِدْرارا!
ألا لَيْتَ أَقْدارِي سَخَوْنَ كما سَخَتْ
عليهم.. وأعْطَتْني فكنْتُ لهم جارا!
وعُدْتُ فآثَرْتُ اصْطِباري فَرُبَّما
وَجَدْتُ بإيمانِي.. على الوِزْرِ أَعْذارا!
فقد كان يُشْقِيني. وإنْ كنْتُ أَشْتَهي
به ثَمَراً يَحْلو مَذاقاً.. وأزْهارا!
وقد كنت لا أرضى به ثم انثنى
إليه عَمِيّاً.. يَحْسَبُ الآلَ أَنْهارا!
ولَمَّا يَجِدْ ماءً يَبُلُّ به الصَّدى
ولا وَشْلاً. ما أَرْخَصَ الخُسْرَ مِقْدارا!
أرى عَدَمي خَيْراً مِن العَيشِ خِاضِعاً
لأَهْوائِهِ. جَهْراً صَفِيقاً وإشرارا!
تَمَنَّيْتهُ.. لكنَّني جِئْتُ لِلدُّنى
فَحُمِّلْتُ أَوْزاراً. وحُمِّلْتُ أوْضارا!
وحاوَلْتُ أَنْ أَحْيا بَرِيئاً من الخَنى
فما اسْطَعْتُ عنه. وهو يُهْلِكُ إدْبارا!
بَلى.. رُحْتُ أَدْعُوه فَيُقْبِلُ تارَةً
ويُعْرِضُ أُخْرى.. شادِياً ثم زَآرا..!
ونَفْسِيَ مِعْوانٌ له.. وهو عارِفٌ
بِهذا. وما يُرْضِ على اللَّهْو أَسْتارا!
أَلَسْتُ إذا ما لَم أَكُنْ.. كنْتُ ناجِياً
وكَيْنُونَتي هذى سَتُورِدُني النَّارا؟!
فكيْفَ نَجَاتِي مِنْهُ وهو مسيطرٌ
عليَّ وإنْ كانَ المُسَيْطِرُ جزَّارا؟!
* * *
ويا مَنْ هَداني بَعْدَ غَيِّي تبارَكَتْ
أيادِيكَ واسْتَعْلَتْ.. فقد كُنْتَ غَفَّارا!
فما أتمنّى اليوم أنْ لو تَحوَّلَتْ
حياتي هباءً.. بَعْدَ أنْ صِرْتُ مِغْوارا!
بلى.. أتمنَّاها حياةً قَرِيْرَةً
تجوب الذُّرى حتى تُكَلِّلُها الغارا!
سأُعْرِضُ عمَّا لا أَوَدُّ وقد بدَا
لِيَ النُّورُ غَيْثاً بالهدايَةَ دَرَّارا!
وكلاَّ. فإنِّي أتَّقيها بِصَحْوَةٍ..
تَبَيَّنْتْ منها أَنَّني كنْتُ كفَّارا..!
وكانَ أَمامي الرُّشُدُ والْغَيُّ فانْبَرى
إلى الغَيِّ رُوحِي يَنْشُدُ اللَّهْوَ والبارا!
فَناءَ بِما يُدْمِي الحشَا مُتَرَنحِّاً..
بِسُكْرَيْهِما حتى هَوى الرَّوحُ مُنْهارا!
* * *
فيا صَحْوَةً قد أَسْعَدتْني بِرَجْعَةٍ
إلى الرُّشْدِ.. وِرْداً كَوْثرِياً وإِصدارا!
تباركتِ. إنَّ الرُّشْدَ كانَ بِشارَةً
لِنَفْسي. وإِنَّ الغَيَّ قد كان إنْذارا!
وها أنا في يَوْمي أُهَلِّلُ بالمُنى
تَحَقَّقْنَ بعد اليَأْسِ تَبْزُغُ أَقْمارا!

ريحانة شمران
06-21-2024, 10:33 PM
» محمد حسن فقي » أين؟! بل لا أين!

أيْنَ تِلكَ الأَماسي كانتْ شُعاعاً
في شُعُوري. وشُعْلَةً في ضميري؟!
لم يَعُدْ لي مِن بَعْدِها غَيْرُ نَظُمٍ
يَتَهاوى على ضِعافِ حَفِيرِ!
لم يَعُدْ لي شِعْري الذي كانَ كالنَّسْـ
مَةِ كالشَّدْو. كالنَّدى. كالعَبيرِ!
لم يَعُد لي غَيْرُ الأَسى. فأنا الظَّامِىء ما عُدْتُ أَرْتَوِي من غَدِيري!
* * *
أين ذاك الزَّمانُ.. كان جِناناً
وفِراشاً مُرَفَّهاً مِن حَريرِ!
ورحيقاً مِن الحَنانِ مُصَفّىً..
ومِن الحُبِّ.. والدَّلالِ المُثير!
ومِن الصَّفْوِ لم يُعَكِّرهُ رَنْقٌ
ومِن الرَّكْضِ خَلْفَ ظَبْي غَرِيرِ!
مُسْتَجِيبٌ كأَنَّه النَّسْمةُ تَشْفي القُلُوبَ.. كالإِكْسِير!
قد تَوَلىَّ.. فَلَيْسَ لي غَيْرُ رِيحِ
عاصِفٍ بالحياةِ.. غَيْرُ هَجِيرِ!
فأَعِيدي إليَّ يا رَبَّةَ الحُسْنِ ما كانَ
أَعِيدي خَوَرْنَقي وسديري!
أو فَإِنِّي السَّجِينُ يَرْسُفُ في القَيْدِ
ويَطْوِي على الشَّجا والزَّفِيرِ!
أَوْ فَكُونِي الإِلْهامَ لي من التَّبارِيح
تَكُنْ جَنَّتي بِحَرِّ سعيري!
* * *
قد يكون الوِصالُ بَؤْسي على الفِكْرِ
ونعماء في القِلا والشُّجوُنِ!
فلقد كُنْتُ في النَّعِيمِ أَرى البُؤْسَ وَمِيضاً يَصُدُّنِي عَنْ فَتُوني!
وأَراني في غَمْرَةِ الشَّكِّ والحَيْرَةِ
أَهْذِي كأَنَّنِي في جُنُونِ!
كيف يَغْدُو الصُّدُودُ نُعْمى؟! وفَكَّرْتُ
وكَفْكَفْتُ دَمْعَةً من عُيُوني!
وبدا لي العَذابُ كِفْلاً مِن الرَّحْمَةِ
يَشْفي مِن الهوى والمجُوُنِ!
كم تَضَلَّعْتُ باللَّذاذَةِ حتى
كِدْتُ أَنْسى بِها نَذيرَ مَنُوني!
وجَزاني العذابُ عن مُتْعَةِ اللَّهْوِ
بِما شَدَّ بالسُّمُوِّ حُصُوني!
رُبَّما كنْتُ واهِماً حِينَما كُنْتُ أَظُنُّ اللُّهى تُضِيءُ دُجُوني!
فإذا باللُّهى تَرُدُّ الفرَاديِسَ
إذا هَيْمَنَتْ.. لِجَدْبِ الحُزُونِ!
وتَرُدُّ انْطِلاقَنَا لِقُيُودٍ
عائِقاتٍ مَسِيرَنا.. وسُجُونِ!
فلقد كنْتَ بالنَّعِيم حَرُوناً
فإذا بالبُؤْسِ غَيْرَ حَرُونِ!
رُبَّ بُرْءٍ يَكُونُ غَيْرَ حَنُونٍ
وسِقامٍ يَكونُ جِدَّ حَنُونِ!
* * *
جرَّبْتُ وَصْلِي. كما جَرَّبْتُ هُجْراني
فما عَرَفْتَ مَنِ القاسِي.. مَنِ الحاني؟!
كِلاهُما كانَ يُفْضِي بِي إلى ظُلَلٍ
مِن الغَمام.. وما أَدْرِي مَن الجاني!
هذا يَقُولُ بِأَنِّي غَيْرُ مُقْتَرِفٍ
وذاكَ يُقْسِمُ أنَّ المُذْنبَ.. الثاني!
فَمَنْ مَلاكي الذي يَهْدي إلى سَنَني
مِنْ النَّقِيضَيْنِ.. مَنْ غَيِّ وشَيْطاني؟!
لقد عَجزْتُ وأَعْيَتْني طَلاسِمُها
هذى الحياةُ.. بِصِدقٍ.. أو بِبُهْتانِ؟!
واسْتَبْهَمَ الدَّرْبُ.. هل أَرْسي بأَوْدِيَةٍ
تُرِيحُني.. أمْ بأمْواهٍ وشُطْآنِ؟!
وما اسْتقَرَّ قَرارِي.. فهو مُضْطَرِبٌ
ما بَيْنَ مَتْرَبَةٍ تُشجي.. وغُنْيانِ!
كأَنَّني لَسْتُ إنْساناً له مِقَةٌ
يَظُنُّها ذاتَ آلاءٍ وسُلْطانِ!
وهل تَحَيَّر في الدُّنْيا وتاهَ بِها
عن الطَّريقِ السَّواءِ.. غَيْرُ إنْسانِ؟!
* * *
إنَّ الغَرِيزَةَ تَسْتَهْدِي بها أُمَمٌ
غَيْرَ الفَرِيقَيْن.. مِن إنْسٍ ومِن جَانِ!
يا ليْتني كنْتُ ضَيْفَهُما. أَوْ كُنْتُ أَرْنَبهَا كي لا يُضَلِّلَني شَكِّي وإيقاني!

ريحانة شمران
06-21-2024, 10:33 PM
» محمد حسن فقي » أتمنى .. ولكن

ليس تَدْرُونَ ما أُلاقي مِن الضَّعْفِ والسَّقَمْ!
أنا بالعَيْشِ مِنْهُما
في جَحيمٍ مِن الأَلَمْ!
مَزَّقَ الرُّوحَ فانْحَدَرْتُ إلى بُؤْرَةِ القَدَمْ!
وَيْ كأنِّي بِغابَةٍ
تَحْتَويني مِن السَّلَمْ!
* * *
لَيْتَني كنْتُ نَجْمَةً
في سَحِيقٍ من الرِّحابْ!
ما تُعانِي مِن البِلى
أَوْ تُعاني مِن العَذابْ!
فَهْي لا تَرْتَجِي الثَّوابَ
ولا تَرْهَبُ العِقابْ!
لِمَ.. والحِسُّ ما يَجِيشُ
ولا الفِكْرُ.. في الأَهابْ؟!
* * *
لَيْتَني كنْتُ صَخْرَةً
ساخَ في الأَرْضِ جِذْرُها!
أعجز الشَّمْسَ.. والرِّياحَ الأعاصِيرَ ظَهْرُها!
كيْفَ لا! وهيَ ما تُحِسُّ
ولا ضَاقَ صَدْرُها؟!
لَيْلُها ما أَخافَ مِنْها
ولا سَرَّ فَجْرُها!
* * *
لَيْتَني كنْتُ باذراً
يَبْذُرُ الحُبَّ والأَمَلْ!
وإذا مَسَّهُ اللُّغُوبُ
وحَفَّتْ به العِلَلْ!
لم يَعُوقاهُ لَحْظَةً
أو يَرُدَّاهُ لِلْكَسَلْ!
بَلْ يَزِيداهُ قُوَّةً
ونَشاطاً على العَمَلْ!
* * *
لَيْتَني كنْتُ مِبضْعاً
يَبْتُرُ الحِقْدَ والحَسَدْ!
ساءَ مَرْعاهُما الخَبِيثُ
وأَفْضى إلى النّكَدْ!
بَعْضُ ما في الحياةِ هذى
جَديرٌ بأَنْ يُحَدْ!
والحدُودُ الَّتي تُقامُ
هِي العَدْلُ والرَّشَدْ!
* * *
لَيْتَني كنْتُ صارِماً
في يَديْ فارِسٍ شُجاعْ!
يَنْصُرُ الحَقَّ ما أَطاقَ
ولا يَرْهَبُ الصِّراعْ!
يَكْشِفُ الزَّيْفَ نازِعاً
عن شياطِينِه القِناعْ!
فَهْوَ رُعْبٌ لِذي الضَّلالِ!
ورُعبٌ لَذي الخِداعْ
* * *
لَيْتَني كنْتُ بَلْسَماً
فيه لِلْمُوجَعِ الشِّفاءْ!
ولِذي العَجْزِ قوَّةً
ولذي الضَّعْفِ كِبْرِياءْ!
ولِذي الشَّجْوِ راحَةً
مِن هَوانٍ. ومِن بَلاءْ..!
وهو لا يَرْغَبُ الثَّناءَ
على البَذْلِ والعَطاءْ!
* * *
ويَراعاً يَشُدُّهُ..
لِلْعُلا الصِّدْقُ.. لا الرِّياءْ!
ما يُبالي إذا اسْتَقامَ على الدَّرْبِ بالبَلاءْ!
لم يَخَفْ قَطُّ.. بَلْ أَخافَ وأَجْدى مِن المَضاءْ!
وهو كالنُّورِ.. إن تَجَلَّى
تَبَدَّى به الخَفاءْ..!
* * *
لَيْتَني كنْتُ شادِياً
بَيْنَ رَوْضٍ ومَنْهَلِ!
عُشُّهُ في حَدِيقَةٍ
ذاتِ وَزدٍ وصَنْدَلِ!
يَتَغَنَّى بِجَوِّهِ
وبإِلْفٍ ومَنْزِلِ!
فَهْوَ حُرٌّ.. ولَيْتَنا
مِثْلَهُ لم نُكَبَّلِ!

ريحانة شمران
06-21-2024, 10:33 PM
» محمد حسن فقي » الأغوار .. والقمم

العوالي تَحِنُّ للأَغْوارِ
والدَّياجى تُطيحُ بالأَنْوارِ!
فَصَباحي يَطوِي الخُطى لرَباحٍ
ومَسائي يَطْوِي الخطى لِخَسَارِ!
حيَّرَتْني نَفْسي فما أعْرِفُ ما تَحْتَوِيهِ مِن أَسْرارِ!
أَلِرُشْدٍ تَميِلُ. أَمْ لِضَلالٍ
ولِنَفْعٍ تَمِيلُ أَمْ لِضِرارِ؟!
مِن صِبايَ الغَرِيرِ كنْتُ أُعانِي
قَلَقاً مِن شُذُوذِها وعِثاري!
* * *
يا لَ نَفْسي من الضلالة والرشدِ
ومن صولتي بها وانْدِحاري!
إنَّ حَوْلي مِن الأَنام كَثيرينَ
أَراهُمْ في نَشْوَةٍ وافْتِرارِ!
ما يُبالُونَ ما أَصابُوا مِن الرُّشْدِ أو الغَيِّ.. في دُجًى أَوْ نَهارِ!
ليْتَ لي مِن خَلائِقِ القَوْمِ ما
يَدْفَعُ عَنِّي غَوائِلَ الأَفْكارِ!
أَقْلَقَتْ مَضْجَعي.. فحالفني
السُّهْدُ. ومالي عن هَوْلِها مِن فِرارِ!
كِشفارٍ تُدْمي وتُمْعِنُ في السَّطْوِ
وهل نَامَ مُثْخَنٌ بالشِّفارِ؟!
يا ضَمِيري وأّنْتَ تُمْعِنُ في اللَّوْمِ
وتُشْقي الجَريحَ بالأَفْكارِ!
أَتُراني أَطَقْتُ أَنْ أَسْلُكَ الدَّرْبَ قَوِيماً.. كَمَعْشَرِ الأَبْرارِ؟!
ثُمَّ كابَرْتُ واجْتَوَيْتُ وأَثَرْتَ اعْوِجاجي.. كَمَعْشرِ الفُجَّارِ؟!
لا. فَما اسْطَعْتُ عن عَمايَ انْحِرافاً
أَوْ أَطَقْتُ النَّجاةَ مِن إعْصارِي!
لَمَ لَمْ تَأْسَ يا خَدِيني على
الآبِقِ لَمْ تَحْمِهِ مِن الأَوْزارِ؟!
بِالَّذي فيكَ من شَعاعٍ. ومن رُشْدٍ
يُضيئانِ دَرْبَهُ كالمَنارِ؟!
أَنْتَ مِثْلي الخَلِيقُ بالشَّجْوِ واللَّوْمِ. فَما ذُرْتَني عن الأَخْطارِ!
* * *
يا شَقائي الذي يُمَزِّقُ رُوحي
لَسْتُ أَشْكُو مِن خَيْبَتي واعتِساري!
فلقد كُنْتُ أَسْتَبِيحُ حِمى الطُّهْرِ
كَأَنِّي كَلْبٌ ثَوى في وجارِ!
وكَأَنِّي أَسِيرُ لِلْعالَمِ الأّحْمَرِ رَكْضاً كأَنَّني في قِطارِ..!
ثم أَقْعَيْتُ مِن وِنى.. وتأمَّلْتُ حياتي.. فقلت وَاهاً لعاري!
وحَوَالِيَّ ثُلَّةٌ عَرَفوا الدَّرْبَ سَويّاً.. فَلَيْلُهُمُ كالنَّهارِ!!
لَفَّهُمْ قَبْلُ ظُلُمَةٌ واعْتِكارٌ
فَتَناءَوْا عن ظُلْمَةٍ واعْتِكارِ!
وأَنا ما أَزالُ في عُتْمَةِ اللَّيْلِ
فَمَن لي مِنْها بِقُرْبِ انْحِسارِ!
رُدَّني مِثْلَهُمْ عن الغي.. يا رب
فإِنِّي أَوَدُّ رَدَّ اعْتِباري!
فلقد ضِقْتُ بالمجُونِ وبَلْواها
وأَدْمى رِجْلَيَّ طُولُ عِثارِي!
وانْكِساري أَخْنى عَلَيَّ وأَشْقى
فَأَذِقْني لَذَاذَةَ الانْتِصارِ!
يا سَنى الرُّوح.. ما أَراكَ سِوى الحاني فَأَطْلِقْ مِن الأَثامِ إساري!
كنْتَ لِي الذُّخْرَ في الشَّدائِدِ والعَوْنَ.. فَيا طَالَما فَكَكْتِ حِصارِي!
ما تَخَلَّيْتَ.. والنَّوائِبُ تَتْرى والأَفَاعِي تُنُوشُني.. والضَّوارِي!
وأنا اليَوْمَ بَيْنَها قد تَعَرَّيْتُ
وقد لَوَّثَتْ دِمائي إزَارِي!
لا تَذَرْني فَرْداً. ولَسْتُ بِفَرْدٍ.. وأنا مِنْكَ بَيْنَ أَهْلي ودَاري!
* * *
أَيُّهَذا النُّورُ الذي يَتَغَشَّانِي
تَبارَكْتَ مِن ولِيٍّ وجَارِ!
كُنْتُ قَفْراً فَعُدْتُ رَوْضاً نَضِيراً
بِزُهُورٍ شَذِيَّة.. وثِمارِ!
راحَ عَنْه اصْفِرارُهُ فَزَها الرَّوْضُ
بِخُلْوٍ مِن سَلْسَلٍ واخْضِرارِ!

ريحانة شمران
06-21-2024, 10:34 PM
» محمد حسن فقي » جدة

يا مَغانِي الجَمالِ والسِّحرِ والفِتْنَةِ يا حُلْوَةَ الرُّؤى والمَخائِلْ!
حَضَنَ البَحْرُ دُرَّةً. وحَنا البَرُّ عليها.. بِرَوْضِهِ والخمائِلْ!
فَهْيَ فَيْحاءُ بَيْنَ بَرٍّ وبَحْرٍ..
تَتَهادى .. وتزْدَهي بالجَلائِلْ!
بالقُلُوبِ التي يُتَيِّمُها الحُبُّ
فَتَشْدو طرُوبَةً كالعنادِلْ!
والعُقُولِ التي تُهَلِّلُ لِلفَنّ تَجَلَّتْ غاياتُهُ والوسائِلْ!
فَبَدَتْ لِلْعُيُونِ حُسْناً وفَنّاً
جاوَزَتْ فيهما الثُّغُورَ الحَوافِلْ!
ما أَرى في مَدائِنِ العالَمِ الرَّحْبِ
كمِثْلَيْهِما . سوى في القلائِلْ!
ما أُحَيْلى بواكِرُ الفَجْرِ يا جِدَّةُ فِيكِ.. وما أُحَيْلي الأَصائِلْ!
***
قال لي مَن يَلُومُني في هَواها
فَتَنْتكَ العَرُوسُ ذاتُ الجَدائِلْ؟!
قَلْتُ بَلْ كُنْتُ في هَواها أنا
الظَّامِىءُ. لاقي مِنْها كَرِيمَ المَناهِلْ!
وأنا الكاسِبُ القَوافِيَ تَطْوِي
سَيْرَها لِلنُّجُومِ شُم المنازِلْ!!
ولقد يُدْرِكُ الأَواخِرُ بالشِّعْر وبِالفَنِّ ما يَرُوعُ الأوائِلْ!
***
أنا يا جِدَّةُ الحَبِيبُ المُعَنَّى
بِحَبِيبٍ ما إنْ له مِن مُطاوِلْ
فاذْكُريني كَمِثْل ذِكْرايَ يا جِدَّةُ
يا مَوْطِنَ النَّدى والشَّمائِلْ!
رُبَّ ذِكْرى تُؤَجِّجُ الفِكْرَ والحِسَّ
وترضي المنى وترضي الدَّخائِلْ!
أَفَأَشْكو الهوى شِفاهاً وإلاَّ
أكْتَفي منه قانِعاً بالرَّسائِلْ؟!
أَيُّ ما فِيكِ أَزْدَهى وأُغَنِّي
وهو شَيءٌ مِن العُلا والفَضائِلْ؟!
مِن عُلُومٍ. ومِن فُنُونٍ تَأَلقْنَ
وأَشْعَلْنَ في حِماكِ المشاعِلْ!
وازْدِهارٍ فاقَ التَّصَوُّرَ فاخْضَرَّتْ
قِفارٌ بِهِ وماسَتْ جَنادِلْ!
حَقَّقَتْهُ الجُهودُ جَلَّلَتِ الثَّغْرَ
بِأَبْهى الحُلى. وأَبْهى الغَلائِلْ!
قال عَنْها الرَّاؤونَ كانَتْ
فَعادَتْ. رَوْضَةً ذاتَ خُضْرَةٍ وجَداوِلُ!
ولقد يُذْهِلُ التَّطَوُّرَ أَحْياناً
ويَحلُو بِهِ سَرِيرُ الحَناظِلْ!
***
إيهِ يا جِدَّةُ اطْمَأَنَّ بِنا العَيْشُ
وَقرَّتْ بِنا لَدَيْكِ البَلابِلْ!
فانْعَمي بالحيَاةِ.. لا مَسَّكِ الضُّرُّ
ولا غَالَتِ الهناءَ الغوائِلْ!
وسَقاكِ الحَيا بِوابِلِهِ العَذْبِ
وندَّاكِ بالسَّحابِ الهواطِلْ!
***
بَيْنَ أُمِّ القُرى وطَيْبَةَ مَثْواكِ
وعَزَّا فَرائِضاً ونَوافِلْ!
فهي مجدنا الأثيل.. هما النجدة أن أعيت الخطوب الكواهِلْ!
لم أُجَغْرِفُ هُنا.. ولكنَّكِ الثَّغرُ لأقْداسِنا . ومَرْسى الأماثِلْ!
وسواءٌ كُنْتِ الجَنُوبَ أَمِ الشَّمألَ.. فالفضل للجدا والنَّوائِلْ!
***
جَلَّ هذا التُّراثُ مَنَّ به الله عَلَيْنا. يَرُدُّ عَنَّا النَّوازِلْ!
ويَقِينا مِن الخُطُوبِ إذا نَحُنُ حَرِضْنا عليه حِرْصَ البواسِلْ!
فهو الجِدُّ حينَ يَخطُو إلى الرُّشْدِ
وتَخْطُو إلى الضَّلالِ المهازِلْ!
***
رُبَّ ماضٍ يَرْنو إلى الحاضِرِ الماثِلِ
يَرْجو مِنهُ اتِّقاءَ المباذِلْ!
فهي تُفْضِي به إلى الدَّرْكِ تَعْوِي
في دَياجِيه عاتِياتُ الزَّلازِلْ!
فاتَّقُوهُ.. فهل نَقُولُ اتَّقَيْناهُ؟! ونَسْعى إلى الذُّرى.. ونُناضِلْ؟!
النِّضالَ الذي يَعِيشُ به النَّاسُ كِراماً.. ويَحْصِدُونَ السَّنابِلْ؟!
أَيُّهذا الغَدُ الذي يَتَراءى شامِخاً. نحن في ارْتِقابِ الفَواضِلْ!
حاضِرٌ آمِلُ . ومُسْتَقْبَلٌ رَحْبٌ وماضٍ نَزْهو به. ونُطاوِلُ!

ريحانة شمران
06-21-2024, 10:34 PM
» محمد حسن فقي » الجسد .. والروح

كيف أَلْقاكِ غداً يا حُلْوتي
وأنا مُعْتَكِفٌ خَلْفَ الوَصيدْ؟
كيف .. والدَّمْعَةُ تَتْلو آهَتي
والمنى تَنْثالُ في خَصْرٍ وجِيدْ؟!
***
أَفَتَغْدوا واقِعاً تلك المُنى؟!
فأَراني راكِضاً فوق السَّحابْ؟!
وأَرى الطَّلْعَةَ مِن ذاتِ السَّنا
فَأَرى الوابل مِن بَعْدِ السَّرابْ؟!
***
يا لَ قَلْبي من جَرِيحٍ نابِضٍ
بِهَوىً يَقْسُو عليه.. ويَلِينْ!
يتراءى كسحابٍ عارضٍ
ثم يَنْأى .. وهو بالَغوْثِ ضَنِينْ!
***
غائِباً بِضْعَ سِنِينٍ يا لَهُ
من هَوىً يَشْغَفُني ثم يَشيحْ!
غالَ.. والقَلْبُ يَرى مَن غالَهُ
بَلْسَماً يُشْفِي. وحُباً يَستَبِيحْ!
***
قلْتُ يا قَلْبُ .. أما يَثْنِيكَ ما
راعَ ما أَسْقاكَ مِن مِلْحٍ أُجاجْ؟!
هو نَصْلٌ ما اشْتَهى إلاَّ الدَّما
مِنْكَ . وانْسَلَّ وما ترْجو العِلاجْ؟!
***
قال ما أَرْجُوهُ.. إنَّ الأَلَما
هو نَجْوايَ . وإِلْهامي .. وَوَحْيي!
شَحَذَ الفِكْرَ.. وأَذْكى القَلَما..
فهو بَعْد الظَّمَأ الحارِقِ رِبِّي..!
***
كنْتُ أَهْذي حِينَما أَمَّلْتُ وَصْلي
مِنْه. كُنْتُ الطِّفْلَ يَهْفُو للرَّضاعْ!
هو قد يحلو. وقد يُثْمِلُ عَقْلي..
ثُمَّ يَتْلُو ثَملي منه الصُّداعْ!
***
تشْتَهي نَفْسي القِلا راضِيةً
وهو يُصْلِيها بِسُهْدٍ وعذَابْ!
وتُجافي وَصْلَها مُغْضِيَةً
عن لُهىً آلاؤُها تُخْفي التَّبَابْ!
***
هي نَفْسٌ أَلِفَتْ أن تَمْتَطي
صَهْوَةَ المَجْدِ. وإن كانَ حَرُونا..!
قالَتِ الشُّهْبُ لها لا تَقْنَطِي
وارْكَبي الصَّعْبَ. ولا تَخْشِي المَنوُنا!
***
فاسْتَجابَتْ . وارْتَأَتْ أَنَّ الهَوى
أَلَمٌ يُشْجِي. وفَنٌّ يَسْتَجِيبْ!
وهي في الأَوْجِ اشْتَطَّ النوَّى
تَتَملىَّ جَوْهَرَ الكَوْنِ العَجِيبْ!
***
وهي في الدَّرْكِ إذا الحُبُّ ارْتَوى
مِن رُضابِ الحُسْنِ ما يَنْدَثِرُ..!
يا لَهُ مِنْ َمْنهَلٍ يَشْفي الجَوى
ثم يُغْثِي .. ويَسُوءُ الصَّدَرُ!
***
قال لي .. إنَّ حَبِيبي قَمَرٌ
قُلْتُ قد يَسْخَرُ مِنْكِ البَصَرُ!
فَتَراهُ بعد حين تائِهاً
حينما يَخْسِفُ هذا القَمَرُ..!
***
عَرَكَ الدَّهْرُ شُعوري والحِجا
فَرَأَيْتُ الجَسَدَ الحالي.. رُفاتا!
حُسْنُهُ ضَوْءٌ يُغَشِّيهِ الدُّجى
وهو صَحْوٌ نَرْتَجَي منه السُّباتا!
* * *
ولقد يَحْلُو لنا سُلْوانُهُ
حينَ ما نَبْلُغُ مِنْه الوَطَرا!
ولقد تبدو لنا أفْنانُهُ
عَوْسَجاً نَأْخُذُ مِنْه الحَذَرا!
* * *
ورأَيْتُ الرُّوحَ رَوْضاً عابِقاً
بِزُهُورٍ .. وثِمارِ.. ومَناهِلْ!
كُلَّما جِئْتُ إليه طارقاً
قُلْتُ ما أَحْلاكِ يا هذي الشَّمائِلْ!
***
فيه نَهْرٌ أَرْتَوِي مِنْه.. ونَخْلٌ
أَجْتَنِيهِ.. ونَسِيمٌ وبَلابلْ!
ههُنا الحُسْنُ الذي يخبو ويَحْلُو
وهُنا العِزِّةُ تَغْلُو.. والجَلائِلْ!
***
بَعْد هذا الحُسْنِ يُشْجي بالرُّؤى
والأمانِيِّ .. أَراني ثَمِلا!
ما أُبالي مَن دَنا.. أَوْ مَن نأى
فلقد عُفْتُ الهوَى والغَزَلا!

ريحانة شمران
06-21-2024, 10:35 PM
» محمد حسن فقي » صراع .. وإذعان

انتهتْ لُعْبَةُ الحياةِ التي ظلت طويلاً.. إلى خُواءٍ رهيبِ!
كنْتُ فيها الجَنِينَ في المَهْبلِ المُظُلِمِ
يَحُنو فيها عَلَيَّ حَبِيِبْي!
هي أُمِّي التي تَجَشَّمَتِ الهَوْلِ
وعانَتْ مِن وعْكَةٍ وطبيبِ!
وأنا نُطْفَةٌ بِصُلْبٍ عَطُوفٍ
يَتَمَنَّى قُدُومَ طِفْلٍ نَجيبِ!
***
وتَحدَّرت مِن مَعينين صُلْبٍ
عَلَويِّ.. ومَهْبَلٍ عَرَبِيِّ!
وتّلَفَّفْتُ بالقِماطِ .. فما يُدْفيءُ
مَهْدي غَيْرُ الحنَانِ الشَّجِيِّ!
لّسْتُ أَدْرِي أأسْتَوي في حياتي
كَرَشيدٍ. أَمْ أَسْتَوي كَغَوِيِّ؟!
كيف يَدْرِي الطِّفْلُ العمِيُّ بِما يُفْضي إلَيْه.. مِن عاطِلٍ وسوِيِّ؟!
***
وتَدَرَّجْتُ في الحياةِ صَبِيّاً وفّتىً
ساهِماً .. وكَهْلاً حرِبيا!
كان صَدْرِي كالأرض تَرْتَقِبُ القَطْرَ
ليَغْدو الجدِيبُ مِنْها خصِيبا!
ويَشِحُّ القَطْرُ السَّخِيُّ ولو جادَ
لأمْسىَ اليَبِيسُ منها رطيبا!
وتراهُ يَهْمي على غَيْرِها .. الرّوض
وما احْتَاجُهُ .. فَتَشْكو النَّصيبا!
***
وأَراني غَدَوْتَ مِن شَجَنِ الدُنْيا حَكِيماً.. يَرى من البُؤْسِ ُنعْمي!
بَعْد أَنْ كنْتُ شاكِياً .. أَنْدُبُ الحَظَّ.. وأَطْوي غَمّاً. وأُنْكِرُ ظُلْما!
عادَ غُرْمي الذي تخيَّلْتُ بالأَمْسِ
بِرُوحي الذي تَرَفَّعَ.. غُنْما!
وبَدَتْ لي الخُطُوبُ . وهي تُناغِيني وتَكْسو العِظامَ لَحْماً وشَحْما!
***
كانَ وَهْماً ما خِلْتُه قَبْلُ مَجْداً
وحُطاماً .. والماءُ كانَ سرابا!
فَهُما يُشْقِيانِ إنْ لم يكونا
عَمَلاً مُسْعِداً.. ورأْياً صَوابا!
والكَثيرُ.. الكثيرُ مِنَّا شَحِيحٌ
وعَنِيفٌ.. إذا اسْتَقَلَّ السَّحابا!
في يَدَيْهِ الحُطامُ والمَجْدُ ما عاش
على النَّاسِ.. أَسْهُماً وحِرابا!
***
وتَفَكَّرْتُ فاسْتَبانَ لِيَ الَأمْرُ
وقد كان خَلْفَ شتَّى السَّتائِرْ!
رُبَّ تِبْرٍ هو التُّرابُ.. وما يُغْني فَتَيلاً .. ولا يَصُدُّ الفَواقِرْ!
إنَّه كالهباءِ يُرخِصُهُ الشُحُّ
ويُشْقي بحجزه في الغَرائِرْ!
رَبُّهُ لا يَحُوزُ منه سوى الفقْرِ
سوى المَقْتِ. واحْتِواءِ المآثِرْ!
***
أيُّ فَقْرٍ أَنْكى من الجَشَع المُزرِي وَجَمْع الحُطامِ .. لا إنْفاقِهْ!
بِئْسَما المَرْءُ وهو يَلْهَثُ في السَّقي لئيماً .. يَخافُ مِن إمْلاقِهْ؟!
وهو في ذُرْوَةِ الثَّراءِ. فَلَوْ أغْدَقَ
لاقى المزيد من إغْداقِهْ!
رُبَّ جَدْبٍ يَعودُ خَصْباً
بَعْدَ تَشْذِيبِهِ. وبعد احْتراقِهْ!
***
يا عَبِيدَ المَجْدِ الحَقِيرِ تَرَخَّصْتُمْ
فلم تَسْلكُوا السَّبِيلَ القَوِيما!
لم تَنالُوا المَجْدَ اللُّبابَ وهَيْهاتَ فإنَّ القُشُورَ تُرْضي اللَّئيما!
ورَضِيتُمْ بِها. وخُضْتُم إِليْها
لُجَجاً واصْطَفى الرَّميمُ الرَّمِيما!
رُبَّ مَجْدٍ يَقُول سُحْقاً لِراعِيهِ
فَإنِّي وأَنْتَ نَصْلى الجحيما!
***
إنَّ في اثنَيْكُما .. حُطاماً ومَجْداً
ما يُزَكِّي الضَّمِيرَ.. أَوْ ما يَغُولُ!
ما يَرى النَّاسُ فيه خَيْراً وشَرّاً
من نُفُوسٍ تَطْغَى عَمًى وتَصُولُ!
ونُفُوسٍ أَوَّابةٍ تَشْتَهي العَوْنَ
فَتَروِي به الصَّدى .. وَتَعُولُ!
كم تُضِيءُ الحُلُولُ سَودَ الدّياجِير
وكم تَنْشُرُ الظَّلامَ الحُلُولُ!
إنَّ نَفْسي ما بَيْنَ تلْكَ وهذي
فهي نَفْسٌ غَوِيَّةٌ. وبَتُولُ!
فَصُعُوداً حِيناً إلى النَّجْم بالخَيْرِ
وحيناً يحْلُو لَديْها النّزُولُ!
آهِ مِمَّا عانَيْتُ مِنْها فأجْهشتُ
ولكنَّها العليمُ.. الجَهُولُ!
طال ما بَيْنَنا الصِّراعُ ولَمَّا
تؤْثِر السَّلْمِ فَهي حَرْبٌ تَطُولَ!
***
يا إلهي لو أَنَّني كنْتُ مُخْتاراً.. لما اخْتَرْتُ غَيْرَ نَهْجِ الرَّشادِ!
غَيْرَ أنِّي مِن بَعْدِ عَجْزي تَنَوَّرتُ سَبِيلَيَّ في الذُّرى والِوِهادِ!
فَتَطَلَّعْتً لِلسَّماءِ.. وأَلْقَيْتُ إلى رَبِّها العلِيِِّ قِيادي!
فإذا بي قَلْبٌ شَجِيٌّ.. وفِكْرٌ
عَبْقَرِيٌّ طابا بِطِيبِ المعَادِ!

ريحانة شمران
06-21-2024, 10:35 PM
» محمد حسن فقي » اعترافات؟!

يهدِّدني الماضي بِأَشْباحِ أغوالِ
فأشْقى بِسيَّاف . وأشْقى بِنَبَّالِ!
وأَنْظُر للماضِيَ فأطْوِي على القَذى
ضُلوعي وأَخْزى من غُدُوِّي وآصالي!
مَضَتْ كلُّها بالمُخْزياتِ . وخَلَّفَتْ
على غَيْرِ ما أَهْوى.. غَرِيقاً بأَوْحالِ!
لقد كنْتُ أَيَّامَ الشَّبابِ مُغامِراً
أَتِيهُ بأقْوالٍ سُكارى. وأَفْعالِ!
وما زِلْتُ حتَّى اليَوْم أُصْغي لِصَبْوَتي
وإِن كنْتُ لا أَلْقى لَدَيْها سوى الآلِ!
ولو جَرَفَتْني لِلْحَضيض لما ارْعَوَتْ
ولو كبَّلَتْني مِن قَذاها بِأَغلالِ!
فحّتَّى متى أنْساقُ للإثْمِ خَلْفها
ولِلْعارِ يُشْفيني لَدى الصَّحْبِ والألِ؟!
أَبِيتُ بِهَمٍّ في لَيالِيَّ مُعْضِلٍ
وأَصْحُو على خِزْيٍ يُجَلِّلُ سِربالي!
ويَحْسَبُني صَحْبي النَّقِيَّ من الخنى
فَأَبْكي بِسِرِّي مِن حَقارَة أَعمالي!
أَأَبْدُو أنا المِفْضال في أَعْيُنِ الورى
وما كنْتُ يَوْماً في الخَفاءِ بِمِفْضالِ؟!
يعَفُّ السَّراةُ النَّابِهُونَ وَأنْطَوِي
على نَفسِ مَوْتُورٍ مِن الطُّهْرِ مُغْتالٍ؟!
ويُسْدُونَ آياتٍ من الخَيْرِ والنَّدى
إلى النَّاسِ تَطْوِي كُلَّ ضِيقٍ وإقْلالِ!
وأُسْدِي . وما أُغْضِي إِليْهِمْ جَوارِحاً
تُخَدِّشُ مِن شَوْكٍ عَتِيٍّ ومن ضالِ!
تباركْتَ رَبِّي إنَّني مَتَطَلِّعٌ
إلى مَجْدِكَ، السَّامي.. إلى عَطْفِكَ الغالي!
لعلِّي أنالُ الصَّفْحَ منك واسْتوِي
على الدرب لا المُسْتَرِيبِ. ولا القالي!
أسِيرُ به مُسْتَيْقِناً غَيْرَ صادِفٍ
عن الرُّشْدِ في حِلِّي الأمين.. وتَرْحالي!
وقال أُصَيْحابي وقد شَفَّني السُّرى
إِلى غايةٍ شمَّاءَ في الأُفُقِ العالي!
إلى غايةٍ لم تَحْلُ يوماُ لخاطري
ولم يَسْتَطِبْها لا ضَميري ولا بالي!
ولم يَسْتَطِيبُوها – كَمِثْلي – فَعَطْعَطُوا
عَلَيَّ. وقالوا هل تَهيمُ بأَطْلالِ؟!
وكُنْتَ وكُنَّا من الفَرادِيسِ نَجْتَني
بها الزَّهَرَ المِعْطارَ.. والثَّمَرَ الحالي!
لقد كُنْتَ في الدِّيباج تَخْطُرُ في الحِمى
فكيف تَبَدَّلْتَ الحَرِيرَ بأَسمال ؟!
فقلت لهم كُفُّوا الملام فإنَّني..
تَباعَدْتُ عن نارِي فَلَسْتُ بها الصَّالي!
تَحَوَّلْتُ عن تلكَ الحفائِر للذُّرى
فطابت بكوري بالمُقامِ وآصالي..!
وما عُدْتُ بالدَّنِّ المُعتَق لاهِجاً
ولا بفتاةٍ بَضَّةٍ ذاتِ خِلْخالِ!
فَما مِنْهما جَدْوى ولا بِهِما غِنًى
وما اخْتَلَبا إلاَّ مَعاشِرَ جُهَّالِ!
ولكنَّني أصبو لِمَجْدٍ مُؤَثَّلٍ
على قِمَمٍ لا تَصْطَفي غَيْرَ رِئْبالِ!
وغَادَرْتُهُمْ مُسْتَوْحِياً من زَهادَتي
بِما كانَ وحْياً فيه طبِّي وإبْلالي!
وكم من ضَلالٍ في الحياةِ يُذيِقُنا
أُجاجاً.. فَيخْلُو في اللَّهاةِ كسَلْسالِ!
ولكنَّه يُذْوِي النُّهى ويُذيبُها
فيا رُبَّ مَعْسولٍ مِن العَيْشِ. قَتَّالِ!
وقد ينتهي بالنَّهْرِ جاش نَمِيرُهُ
وأَرْوى. فما يُبْقِي به غَيْرَ أَوْشالِ!
***
أَرى من حَياتي عِبْرَةً أَسْتَعِيدُها
فأُجْفِلُ من سَوْءاتِها شَرَّ إِجْفالِ!
وأَطْوِي على جَمْرٍ ضُلُوعاً مَهِيضةً
تَئِنُّ بآلامٍ . وتَشْقى بآمالِ!
وأَعْقُدُ عَزْمي أَنَّني لن أُثيرَها
فَحَسْبي رَزايايَ الجِسام وبَلْبالي!
ولكنَّها السَّوْطُ الذي يُلْهبُ الحَشا
ويَجْلِدُني جَلْداً يُمَزِّقُ أَوْصالي!
ويُلْهِمُني رُشْدي وقد عِشْتُ طائِشاً
ويصرفني عن حَمأَةِ الزَّمَنِ الخالي!
لقد عاد إِيلامي عَلَيَّ بِلَذَّةٍ
وأَخْصَبَني – يا للغرابةِ – إِمْحالي!
تَمَجَّدْتَ كم مِن نِعْمَةٍ بَعْد نِقْمَةٍ
أَطَلَّتْ. وكم من عِزةٍ بَعْدَ إِذْلالِ!

ريحانة شمران
06-21-2024, 10:35 PM
» محمد حسن فقي » أطوار

أحِسُّ بأنّي كنْتُ في غابِرِ الدَّهْرِ
هِزازاً يُغَنِّي للثِّمارِ وللزَّهْرِ!
وللنَّاسِ كانوا الطِّيِّبِينَ بِلا هَوىً
يُضِلُّ وكانُوا الأوْفِياءَ بلا غَدْرِ!
وللنَّهْرِ يجْرِي بالعُذُوبَةِ صافِياً
نَميراً ولِلَّيْلِ البَهيمِ.. ولِلْبَدْرِ!
ولِلْبَحْرِ والشَّمْسِ المُنِيرَةِ في الضُّحى
وحِينَ الأَصيلِ الحُلْوِ. والأَنْجُمِ الزُّهْرِ!
* * *
وعِشْتُ كذا حِيناً من الدَّهْرِ شادِياً
ولكنَّني طُورِدْتُ من جَارحِ الطَّيْرِ!
فخفت من الصقر المحلق ضاريا..
فَقُلْتُ أَلا يا لَيْتَني كنْتُ كالصَّقْرِ!
فأمْسَيْتُ صقرا يَسْتَبِيحُ فرائِساً
ويَفْتِكُ بالمِنْقار منه وبالظُّفْرِ!
ولا يَنْثَنِي حتى عن الأُمِّ طُورِدَتْ
فلاذَتْ بأَفْراخ وزُغْبٍ إلى الوَكْرِ!
وأَزْعَجَني صَوْتُ الضَّمِير فَشَدَّني
إلى الحِسَّ يَهْفو للْحنَانِ ولِلْفِكْرِ!
فَحَوَّلَني دَهْري. وبُورِكَ صنْعُهُ من
الطَّيْرِ للوَحْشِِ البَرِيءِ من الوِزْرِ!
إلى الظَّبْي ذي الحُسْنِ المُضوِّىء والرِّضى
وذِي الرَّكْضِ يُنْجبه من الخَتْل والغَدْرِ!
فَطارَدني لَيْثٌ وذِئْبٌ فَأَخْفَقا
ولم يُخْفِقِ السَّهُمُ المُسَدَّدُ لِلصَّدْرِ!
فأَخْطَأني.. لكنَّني صِرْتُ راجِفاً
ويا رُبَّ فَتْكٍ كانَ خَيْراً من الذُّعْرِ!
أَخافُ على نَفْسي وظِئْرِي فَأَنْزَوِي
عن النَّاسِ حتَّى لو تَرَدَّيْتُ في بِئْرِ!
أَهِيمُ على وَجْهي فما أَنا مُنْتَم
إلى الرَّوضينِ مِثْلَ الآمِنَينَ ولا الَقفْرِ!
ويُسْلِمني خَوْفي إلى السُّهْدِ تارَةً..
وأُخْرى إلى النَّوْمِ المُفزَّعِ بالشَّرِّ!
وقُلْتُ لِنَفْسي ما الذي تَرْتَجِينَهُ
من البَرِّ يُخْفي القاتِليك أَوِ البَحْرِ؟!
من الوَحْشِ.. والطَّيْر الجَوارح.. والورَى
فما شِمْتِ مِمَّا عِشْتِ فيه سِوى الخُسْرِا
فقلتْ لقد أَسْلمْتُ أَمْرِيَ لِلَّذي
يقَيني من اليُسْرِ المُبرِّحِ. والعُسْرِا
كِلانا ضَنِينٌ بالحَياةِ. ولو سَطَتْ
عَلَيْنا.. فما لِلْمَرْءِ فيها سِوى الصَّبْرِ!

ريحانة شمران
06-21-2024, 10:35 PM
» محمد حسن فقي » الشقي السعيد

ماذا وراءَ الأُفُقِ هذا؟!
إنَّه شَيْءٌ مُخِيفْ!
إِلاَّ لمن كانَ العَفِيفَ
وقِلَّةٌ مِنَّا العَفِيفُ!
الشَّهْوةُ العَمْياءُ تُغْرِينا وتَعْمينا فَأَكْثَرُنا كفيف!
فإذا تَضَرَّجَ بالسِّهامِ
وصَوَّحَ الرَّوْض .. الخَرِيفْ!
ورأى النَّزِيفَ يكادُ يُسْقِطُهُ فّروَّعَهُ النَّزِيفْ!
أَنَّتْ جَوارِحُهُ .. وضَجَّ
بِقَلْبِهِ الدَّامي.. الوَجِيفْ!
فَبَكى وقال لِنَفْسِهِ
يا ليْتَني كنْتُ الشَّرِيفْ!
***
لن يَشْفَعَ الدَّمْعُ الغَزِيرُ له
ولا النَّدَمُ الكَبِيرْ!
فلقد دَجا اللَّيْلُ البَهِيمُ
وأَدْبَرَ القَمَرُ المُنِيرْ!
وسَرَتْ سُمُومٌ في العُروقِ
.. فما لَهُ مِنْها مُجيرْ!
ما يَنْفَعُ المَرْءَ الحُطامُ
وقد يكُونُ به الفقِيرْ!
والمَجْدُ ما أَخْزاهُ
حِين يُلَوِّثُ المجْدُ الضَّمِيرْ!
إِنِّي لأَبْرَأُ مِنْهما
بُرْءَ الجَليلِ من الحقيرْ!
أَنْ كُنْتُ مِنْ قَبْلُ البَصيرَ
فَصِرْتُ مِن بَعْدُ الضريرْ!
***
ماذا سَيَصْنَعُ ضائِعٌ
يَطْوِي اللَّيالي في سُهادْ؟!
أَخْفَتْ عَلَيْهِ صُرُوفُهُ
ورَمَتْهُ في قاعِ الوِهادْ؟!
يَنْوِي المَتَابَ .. وفي الطَّرِيقِ إليه أَهْوَالٌ شِدادْ!
لم يَشْفِهِ خَطَأُ المَسِيرِ
ولم يُطَمْئِنْهُ السَّدادْ!
جَنَفُ الصِّراعِ أَقامَهُ
بَيْنَ الضَّلالَةِ والرَّشادْ!
لا يَسْتَرِيحُ .. وكيْفَ وهْوَ على فِراشٍ مِن قَتادْ؟!
بَذَرَ الغِواية واسْتَهانَ
وخافَ مِن مُرِّ الحَصادْ!
***
رِيعَتْ دَخائِلُهُ .. ورَغْمَ
سُرُورِهِ خَافَ المصائِرْ!
فَتَخبَّطَتْ قَدَمَاهُ.. فَهْوَ بِخَطْوِهِ دَام وعاثِرْ!
وَيْلاهُ قَالَ وخَلْفُهُ
وأَمامُهُ النُّوَبُ والهَواصِرْ!
ماذا سأَلْقَى؟! والمآثِمُ أوْقَعَتْني في المخاطِرْ؟!
فإِذا بصَوْتٍ هامسٍ
عَذْبٍ تَطِيبُ به الخَواطِرْ!
أَشْجاهُ وهو يَقُولُ
إنَّ اللهَ يَغْتَفِرُ الكبائِرْ!
ويُفَرِّجُ الكُرُباتِ فَضْلاً لِلْعُقولِ ولِلْمَشاعِرْ!
إنَّ السَّماءَ يُضِيئُها
بَدْرٌ فَتَنْقَشِعُ الدَّياجِرْ!
***
لا تَأْسَ فَهْوَ يَرى ضَمِيرَكَ إنْ صَدَقْتَ .. يَرى الطَّوايا!
فَلَرُبَّما شَقِيَتْ بَواكِرُ
ثم قد سَعِدَتْ عَشَايا!
سِرْ في طَرِيقِكَ واسْتَمِرَّ بها
فقد تَلْقى السَّجايا!
ولَسَوْف َإنْ صَمَّمْتَ تُسْعِدْكَ
الظَّواهِرُ والخَفايا!
جَلَّ الذي بَرأَ النُّفُوسَ
وجَلَّ مَن شَرَعَ الوَصايا!
يَهْدي بها المَفْتُونَ حتى لا يَزِلَّ مِن الخَزايا..!
وَلأَنتَ مِنْ بَعْدِ المَتابِ غَدَوْتَ مِن خَيْرِ البَرايا!
***
إنِّي لأَرْنُو لِلسَّماءِ
إذا دَجا اللَّيْلُ البَهِيمْ!
فأَرى النُّجُومَ الوامِضاتِ كأنَّهُنَّ عُيُونُ رِيمْ!
تَطْوِي الظَّلامَ ولا تَمُنُّ
فما أَضِلُّ ولا أَهِيمْ!
والبَدْرُ يَسْطَعُ فالسَّماءُ
تَظَلُّ صافِيةَ الأَدِيمْ!
فأرى بِها وبِما يُحَيِّرُنا بِه الكَوْنُ العَظِيمْ!
يَدَ خالِقٍ .. يَحْبُو التَّقِيَّ
ولا يَضِنُّ على الأَثَيمْ!
آياتُهُ تُعْيِي البَيانَ
فَما النَّثِيرُ وما النَّظِيمْ؟!
***
فَأَخِرُّ أَسْجُدُ ضارِعاً
وأَظَلُّ أَنْشُجُ بالبُكاءْ!
وأقول.. يا ربي استطلت
وما أنا إلا هَبَاءْ!
وأقولُ.. يا رَبِّي أَثِمْتُ
وضَلَّ صُبْحِيَ والمَساءْ!
وأَقُولُ رَبِّي أَبِقْتُ
وما اهْتَدَيْتُ إلى النَّجاءْ!
وأَقُولُ يا رَبِّي مَرِضْتُ
وما أُرِيدُ سِوى الشِّفاءْ!
واليَوْمَ أصْحُو من سُباتِيَ
أَسْتَفيقُ مِن البَلاءْ!
واليْوْمَ أَهْتِفُ بالدُّعاءِ
فهل سَيُسْعِدُني الدُّعاءْ؟!
أَنِّي لأَشْعُرُ بَعْدما.. بَيَّنْتَ لي الدَّرْبَ السَّواءْ!
وسَكَبْتَ في قَلْبي السَّكِينَةَ
والتَّطَلُّعَ.. والرَّجاء!
أَنِّي نَجَوْتُ فَلاَ نُكُوصَ
ولا رُجُوعَ إلى الوَراءْ!
جَلَّتْ أَيادِيكَ السَّخِيَّةُ
واسْتَفاضَتْ بالعَطاءْ!
فَأَنا السَّرِيُّ بما حَبَوْتَ
وكنْتُ أَجْدَرُ بِالرِّثاءْ!
قد كُنْتُ في الدَّرْكِ السَّحِيقِ فَصِرْتُ في القِمم الوِضاءْ!
أَشْدو بِحَمْدِكَ ما حَييتُ
فقد غَدَوْتُ كما تَشَاءْ!
يا للْجُدوبَة تَستَحِيلُ
بِفَضْلِ غَوْثِكَ لِلرُّواءْ..!

ريحانة شمران
06-21-2024, 10:36 PM
» محمد حسن فقي » قلت لروحي

قلْتُ لِرُوحي .. أيُّهذا الشَّرِيدْ
ماذا تُلاقي بعد هذى الحياةْ؟!
عِشْتَ – وما تَهْدَأُ – عَيْشَ الحَرِيدْ
لم تَرْضَ بالرَّوْضِ . ولا بالفُلاةْ!
حارَبَكَ النَّاسُ فكُنْتَ العَنِيدْ
ولم تَلُذْ مِن حَرْبِهمْ بالنَّجاةْ!
أَنِفْتَ أَنْ تَحْيا حَياةَ العَبيدْ
ولو تَحَدَّتْك الخُطُوبُ العُتاةْ!
لم تَجْنِ مِمَّا قد بَذّرْتَ الحَصِيدْ
كأنَّما أَرْضُكَ كانت رُفاتْ!
***
وكم شَرَعْتَ القَلَمَ الصَّارِما
وما تَخاذَلْتَ فَعَزَّ المِدادْ!
فَعُدْتَ تَرْثِي رَبْعَكَ النَّائِما
لا باليراعِ الفَذِّ بل بالفؤادْ
هذا الفؤادُ المنزوي راغماً
يَنْشُدُ في العُزْلَةِ بَعْضَ الضِّمادْ!
يَنْشُدُ لكنْ يَسْتَوي قائِماً.. رَغْمَ
الشجا.. رَغْمَ النَّوى والبعادْ!
لأَنَّه يَأْبَى لَذيذَ الكرى..
وَيرْتَضِي مُنْتَشِياً بالسُّهادْ!
***
العالَمُ اسْتَشْرَى سوى بَعْضهِ
واسْتَسْلَم الأَرْنَبُ للضَّيْغَم..!
واسْتَيْقَظَ النائمُ من غمْضِهِ
على زئِيرٍ ظامِىءٍ للدَّمِ..!
يَخْشاهُ لا يقُوى على رَفْضِهِ
فهو وسيفٌ غَيْرُ مُسْتَعصِمَ!
يُمْعِنُ منْ بلْواهُ في رَكْضِهِ
من جَنَفَ يَرْميهِ في مأتَمِ
رَنا بِتَهْيامٍ إلى أَرْضِهِ
ثم جلا من خَشْيَةِ الأَرْقَمِ
***
فهل سأَجْلو أَنا. أم أنْبَري
بِكُلِّ ظَلاَّم شَدِيد المِراسْ؟!
بالقَلَمَ الجبَّارِ.. بالمِنبرِ
حتى أرى الأَجمةَ مِثْلَ الكِناسْ؟!
لا أَرْهَبُ البَغْيَ. ولا أَمْتَرِي
فيه ولو لاقَيْتُ كُلَّ ابْتِئاسْ؟!
يا لَيْتَني هذا.. فما اشتري
مَجْدِي بِذُلٍّ مُتْرَفٍ. وانْتِكاسْ؟!
بل أُنْقِذُ المِنْقارَ مِن مِنْسَرٍ
فلا يَخافُ الضَّعْفُ أيَّ افْتِراس؟!
***
إنَّ جِراحي نازِفاتٌ على
عَجْزي أَنا الطَّامِحُ لِلمكْرماتْ!
أَرْجو فلا أَقْوى.. فأَصْبُو إلى
أَنْ أُصْبحَ الأَقْوى على النَّائِباتْ!
أَنْ أُصَبِّحَ الرَّوْضَ. فإنَّ الفلا
تَبْخَلُ.. أمَّا الرَّوْضُ فهو الهِباتُ!
يُعْطي. ولا يَبْخَلُ.. مِمَّا حَلا
من ثَمَرٍ يُرْضِي الطَّوى. أو فُراتْ!
ومِن زَهُورٍ نَفْحُها كالطِّلى
لِكن بلا غَوْلٍ بِها .. أُوْشَكاة!
***
يا آهَتي .. لو كنْتِ .. دُوَن اليدِ
دُوَن الفَمِ المِنْطيق . دُوَن القَلَمْ!
بَلْسَم يَوْمٍ نازِفٍ .. أَوْغَدِ
يشفيه مما مَسَّهُ مِن أَلَمْ!
نُصْرَةَ مَظْلومٍ .. على المُعْتَدَى
صَفْعَةَ مَوْثُورٍ على ما اجْتَرمْ!
يَبُوءُ بالخِزْيِ بها.. يفتدي
هَوانَهُ منها.. يُطِيلُ النَّدَمْ
لَكُنْتُ ذا فَضْلٍ وذا سُؤددِ
وكنْتُ أَجْنِي الوَرْدَ بَعد السَّلَمْ!
***
وكانتِ الدُّنْيا.. وكانَ الورى
أَدْنَى إلى السَّعْدَ بما يَفْعَلُون!
لا يَسْتَوِي الطُّغْيانُ فوق الثَّرى
إِلاَّ قَليلاً.. ثم يَلْقَى المَنُون!
ما نحن إلاَّ عالَمٌ مُفْتَرى
عليهِ من رَهْطٍ شَدِيدِ الجُنُونْ!
لكنْ سَيَطْوِيهِ رَهِيبُ السُّرى
طيّاً.. ويَبْقى عِبْرةً لِلْقُرون!

ريحانة شمران
06-21-2024, 10:36 PM
» محمد حسن فقي » يا ابنتي .. يا ابنتي

يا ابْنَتي. يا ابْنَتي أبوكِ سَقِيمٌ
نالَ مِن رُوحِه عذابٌ أليمُ!
كانَ يَمْضي إلى العظائِمِ ما يَلْقى
لُغُوباً.. وخَطُّه مُسْتَقيمُ!
فَتَهاوى الصُّلْبُ الحديدُ من الدَّهْرِ
وأَمْسى في القاعِ وهو هَشِيمُ!
فَذَريهِ يَنامُ في قاعِهِ الرَّطْبِ
فما يَنْفَعُ الحَبِيبَ الرَّميمُ!
***
يا ابْنَتي .. يا ابْنَتي أَبُوكِ غَرِيبٌ
وهو في دَارهِ وبَينَ لِداتِهْ!
جامِدُ الحِسِّ. والهُمومُ تُناغِيه
وتُقْصِيهِ عن لَذِيذِ سُباتِهُ!
ساهمُ الفِكْرِ تَسْتَبِدُّ به الخِيـ
فةُ من دّرْبِهِ. ومن ظُلُماتِهُ!
فهو يَمْشي به كئيباً فَيُعييهِ
ويُدْمي الكَسُولَ من خَطَواتِهْ!
***
يا ابْنَتي يا ابْنَتي. أبُوك جَدِيبٌ
بَعْد أنْ كان مُخْصِباً فَيْنانا..!
جفَّ يَنُبوعُهُ. وقد كَان يَرْوي
وارِديه . فما جفا ظَمآنا!
لِلطَّوى . والصَّدى مِنْهُ ما شاءَا
لمن كانَ صادياً .. جَوْعانا!
فاسْتحلَى الرَّوْضُ الأَغَنُّ إلى قَفْرٍ
فَخَلِّيهِ عانِياً غَصَّانا!
***
يا ابْنَتي .. يا ابْنَتي. أَبُوكِ غَرِيمٌ
لِعَديدٍ من الورى دُونَ ذَنْبِ!
يَنْقُمون الأَفْكارَ مِنِّي على الظُّلْمِ
وما أَسْتَطيعُ غَيْرَ التَّأَبِّي!
وعلى المَيْنِ والخِداعِ وما أَنْكى لِعَقْلي السُّكُوتَ عَنْها .. وقَلْبي!
فأَنا مِنْهموا الغَرِيمُ ومالي
عِنْدهمُ – يا لَشَقْوتي – غَيْرُ حَرْبِ!
***
يا ابْنَتي . يا ابْنَتي. أبُوكِ لَهِيبٌ
جَمَراتٌ قد اسْتَحَلْنَ رمَادا!
ولقد كُنْتُ عَبْقرِيَّ شَبابٍ
وشَدِيدَ القُوى أَرُدُّ الكِيادا!
يَتفَادى الأَنامُ طَوْلي فَيَنأَوْنَ هُرُوباً مِنِّي.. ولا أَتَفادى !
ومَضى الدَّهْر راكِضاً فَتَحوَّلْتُ
أَسيراً يُجَرِّرُ الأَصْفاد!
***
يا ابْنَتي.. يا ابْنَتي . أَبُوكِ حَرِيبٌ
شَفَّهُ الحُبُّ مِن سُعادٍ وهِنْد!
كانَ يَغْزُو قُلُوبَهُنَّ . فَيُقْبِلنَ عليه مِن دُون دَلِّ وصَدِّ!
ولقد يَمْلأُ الغُرورُ حَناياهُ
فَيُشْقي قُلُوبَهُنَّ بِبُعْدِ!
ثم أَمْسى الصَّيَّادُ صَيْداً. وقد عادَ ضَعِيفاً.. فما يُعِيدُ ويُبْدِي!
***
يا ابْنَتي.. يا ابْنَتي . أَبُوكِ حَسِيبٌ
يَنْتَمي عِرْقُهُ لأَكْرَم عِرْقِ!
مازَها. غَيْرَ أَنّه لَقِي الزَّهْوَ
من المُنْتَمِي لأَوْضَعِ رِقِّ!
وعَجِيبُ أَمْرُ الصَّفاقةِ هذي
غَيْرَ أَنِّي أَشَحْتُ عن كُلِّ مَذْقِ!
حَسَبُ المَرْءِ في تقاه وإِنْ
كنْتُ فَخُوراً أَشْدو بِآباءِ صِدْقِ!
***
يا ابْنَتي.. يا ابْنَتي . أَبُوكِ نَجِيبٌ
لم يُلاقِ الحَظَّ الذي يَسْتَحِقُّ !
وشَأهُ مَنْ دَونَهُ فَتَغاضى
وتَسامى فَلِلضَّفادِعِ نَقُّ!
إنَّهم كالجهامِ ما فيه دَفْقُ وفيه
كالسَحاب الجون ارْتِفاعُ ودَفْقُ!
أَيُّها الغَرْبُ ما أَضَأْتَ الدَّياجِيرَ
فإِنَّ الضِّياء للنَّاسِ. شَرْقُ!
* * *
يا ابْنَتي.. يا ابْنَتي . أَبُوكِ ضَرِيبٌ
لِذَكاءِ الوَضِيئَةِ. النَّفَّاعَهْ!
فإذا ما أدلَهَمَّ لَيْلٌ رأى النَّاسُ لَدَيْهِ انْهِزامَهُ وانْقِشاعَهْ!
غَيْرَ أَنَّ الأَحْقادَ تَفْعَلُ في الأَنْفُسِ ما لا يَطِيقُ حُرٌّ سَماعَهْ!
وأَنا قد أَطَلقْتُهُ وتَغَافَلْتُ
وقد يُؤْثِرُ الحُسامُ الْتِماعَهْ!
***
يا ابْنَتي.. يا ابْنَتي . أَبُوكِ عَجُوزٌ
شاخَ فاسْتَلْهِمي الهُدى من مَقالِهْ!
وتَعالَيْ إليه قَبْلَ تَوَلِّيهِ
وطُلِّي إلى كرِيمِ فِعالهْ!
أَنْتِ بِضْعٌ منه فَكُوني له الوَارِثَ لا مِنْ حُطامِهِ ونَوالِهْ!
بَلْ مِن الطَّبْعِ. بَلْ من الخُلُقِ السَّا مِي كُونِي وَرِيثَةً لِخِلالِهْ!

ريحانة شمران
06-21-2024, 10:37 PM
» محمد حسن فقي » صدام

اضرِبُوهُ بِخْنجَرِ بَيْن عَيْنَيْه
وقُولوا له.. تَبارَكْتَ رُكْنا!
قد رفَعْتَ العِراق مَيْناً إلى النَّجْم فأَمْسى لِجارحِ الطَّيْرِ وَكْنا!
وتَدَجَّجْتَ بالسِّلاح فأَرْداكَ وبالْ
جيْشِ فَأَخْزى.. ولَم يكُنْ لكَ حِصْنا!
وادَّخَرْتَ السُّمومَ تُخْفِي مناياها
لِمن كانَ في خُطُوبِكَ.. عَوْنا!
قدَّموا ما الْتَهَمْتَه مِن سلاح
وحُطام جَزْلٍ.. أَعَزَّ وأغْنى!
دُونَ مَنٍّ عَلَيْكَ.. يا أيُّها الباغي فإِنَّ الكِرامَ يَأْبَوْنَ مَنَّا!
أَفَكُنْتَ المُمْتّنَّ مِنْهم؟! وحاشاك
فقد كنْتَ تَمْلأُ الصَّدْرَ ضَغْنا!
ولقد كنْتُ تُضْمِرُ الغَدْرَ لِلْمُحْسِنِ منهم وكنْتَ تُضْمِر طَعْنا ..!
وترى فَضْلَهُمُ عليْكَ أَذاةً وتَرى مِنْهُمُ السَّواطِعَ دَجْنا!
إنَّ مَغْناكَ لا العراق فما كان لَيَكْفِي .. بَلْ كلهم لَكَ مَغْنى!
فَلَدَيْهِمْ خَيْرٌ وَفِيرٌ وأَوْلى
أَنْتَ مِنْهم بِهِ ولَنْ تَتَجنَّى!
كيف تَرْضى يا سَيِّدَ القَدْرِ والخِسَّةِ هذا وكان ظُلْماً وغَبْنا؟!
فَتَوثَّبْتَ بالجِحافِلِ تُزْجِيها
إِليْنا تُمَزِّقُ الشَّمْلَ مِنَّا..!
تَسْتَبِيحُ العِرْضَ الطَّهُورَ
وما يُخْزِيك هذا.. ولا تَرى فيه لَعْنا!
ثم تَزْهو بالسَّطْوِ والنَّهْبِ
مُخْتالاً عَلَيْنا. وما تَرَى فيه جُبْنا!
الضَّحايا .. يا أَيُّها الفاتِكُ الوَغْدُ
سَتُرْدِيكَ دِماها فَتَسْتَذِلَّ وتَفْنى!
ما الَّذي نِلْتَهُ من الغَزْو تَيَّاهاً
ظلوماً إلاَّ انْخِذالاً وَوَهْنا!
والعِراقُ المَوْتُورُ ما كانَ
يُرْضِيه اعْتِسافٌ.. صَيَّرتَهُ أَنْتَ دَيْنا!
ناءَ منه لكنَّه كان مَغْلوباً
هَلُوعاً يَخافُ قَيْداً وسِجْنا!
أنْتَ صَيَّرْتَهُ تِباباً .. وقد
كانَ جِناناً تَرِفُّ طِيباً وحُسْنا!
دَجْلَةُ والفُراتُ.. والنَّخْلُ والغَرْسُ اسْتَحالَتْ بِأعْيُن النَّاسِ حَزْنا!
فإذا مَا تَرَكْتَها عادَتِ البَهْجَةُ واليُسْرُ إِليها لَفْظاً شَجِيّاً ومَعْنى!
وشَدا الطَّيْرُ في المناهِلِ مِن بَعْدِ حُرُوبٍ أَدمَتْ وأَشْجَتْ.. وغَنَّى!
عَجِبَ النَّاسُ مِن تَمَسُّكَ الأحْمَقِ بالحُكْمِ.. أكانَ العراقُ عِنْدَكَ رَهْنا؟!
دَعْ لأهْلِ العراق أرْضاً وأَمْناً..
بَعْدَ إِرْهابِهِمُ .. ولِلطَّيْرِ وَكْنا!
كلُّهُم ناقِمٌ وحُرٌّ كَرِيمُ
فَأَحَلْتَ الجَميعَ عَبْداً وقِنَّا!
لَعَنَتْكَ البِحارُ والجَوُّ والطَّيْرُ
وصاغَتْ مِن لَعْنِها لكَ لَحْنا!
شادِياً بالنُّضُورِ منْك.. وبالخَيْبَةِ
حتَّى تَغِيبَ عَنْها وعَنَّا!
وتمنَّتْ لكَ الحرائِقُ أَنْ تَدْخُلَ في نارِها.. وأَنْ تَطْمَئِنَّا..!
فاقْرَعِ السِّنَّ نادِماً.. واتْرُكِ الرَّبْعَ إلى غَيْرِ رَجْعَةٍ. فهو مُضْنى!
مَسَّهُ الضُّرُّ.. فاسْتَعِنْ بالشَّياطين
ودَعْهُ يَفيضُ سلْوى ومَنَّا!
سَتُلاقي بَيْنَ الشَّياطِين إخوانِكَ دَرْكاً يُرْضِي الضَّلالَ.. وخِدْنا!
سَتُلاقي هُناكَ يَوْماً عَصِيباً
مُسْتَطِيلاً كأَنَّهُ عادَ قَرْنا..!
ونُلاقي نحن السَّلامَةَ والأَمْنَ
ونَجْني غُصْناً رَطِيباً.. وغُصْنا!
***
إِنَّ في هذه الحياةِ دُرُوساً
كُنْتَ مِنْها دَرْساً إلى الكُفْرِ أَدْنى

ريحانة شمران
06-21-2024, 10:37 PM
» محمد حسن فقي » نحن نتغير؟!

كلَُ شيءٍ في حَياتي يا رفاقي.. يَتَغَيَّرْ!
وحياةُ النَّاسِ مِثْلي كلُّ حِينٍ تَتَكرَّرْ!
إنَّ قلْبي مِن شُجوني وسُرورِي يَتَحرَّرْ!
فَغَدِي يضْحَكُ من أمْسِ كَئيبٍ يَتَعَثَّرُ!
* * *
ولقد أُصْبِحُ مسْكِناً وأَمْسي مِثلِ قَيْصَرْ!
ولقد يَحْدُثُ عَكْسُ الأَمْر. إنْ كانَ مُقَدَّرْ!
ولقد يَنْتَصرُ الجُبْنَ على الشَّامِخ عَنْتَرْ!
شَبِعَ الطَّاوِي الذي عاش طويلاً يَتَضَّوَّرُ!
وغدا الأَرْنَبُ كالضَّيْغَمِ يَسْتَشِْري ويَزْأَرْ!
وغدا العُصْفُورُ صَقْراً جارحاً بالطير يَسْخَرْ!
أَنْذَرَ اليَوْمُ فأَبْكى وأَتى اليَوْمُ فَبشَّرْ!
فإن قلبي مُطْمئِنٌ لِلذَي قد كنْتُ أحْذَرْ!
* * *
إزْدَهى اليَوْمُ بِوادي السِّحْرِ والإلْهامِ. عَبْقَرْ!
فلقدَ جادَ على الفِكْرِ بما شادَ وضَفَّرْ!
ولقد أَجْزَلَ لِلْحسّ فزكَّاهُ وعَطَّرْ!
فإذا باليابسِ المُضْفَرِّ منه عادَ أَخْضَرْ!
* * *
وإذا بي أنا والشِّعْرُ حَلِيفانِ وأَكْثَرْ!
كلَّما نادَيْتُه لّبَّى وأرْغى كَغَضَنْفَرْ!
ولقد كان إذا ناديْتُهُ أَكْدى وأَدْبَرْ!
ولقد أَوْرَدَ ما أَرْجُوهُ مِن لَحْنٍ.. وأًصْدَرْ!
* * *
سوف لا أَطْمَعُ مِن بَعْدِ لُهاهُ في حُطامْ!
لا ولا في المَجْدٍ.. لو أَرْكَبَني مَتْنَ الغَمامْ!
هو أَغْلا ما أُرَجِّيهِ هو الخُلْدُ التَّمامْ!
وهو حُلْمِي مُنْذُ أن كنْتُ صَبِياً وغَلامْ!
* * *
إنَّني أَشْدو بِهِ في الصَّحْوِ أَشْدُو في المَنامْ!
وهو أَحْلا مِن رُؤى الحُورِ ومن نَشْوى المُدامْ!
وهو أَزْكى من أَرِيجِ الزَّهْرِ في نَضْرِ الكِمامْ!
وهو نَسْغُ الحُبِّ يَجْرِي في تَجاويفِ العِظامْ!
* * *
ما أُعاني بَعْدَهُ مِن مَسِّ فَقرٍ وسِقامْ!
فهو النَّشْوةُ والمُتْعَةُ في أَعْذَبِ آلاءِ الغَرامْ!
أَوْ أُبالي أجَلِيدٌ حَفَّ رُوحي. أوْ ضِرامْ
فهو العاصِمُ والحائِلُ ما بَيْني وما بَيْنَ السَّوامْ!
* * *
يا هَوى النَّفْسِ.. لقد وَدَّعْتُ في يَوْمِي هَواكي!
لم أَعُدْ أخْشى من الحُبِّ ولا مَكْرَ الشِّباكِ!
فَخَميلي من الفَرادِيسِ وفي عالي السِّماكِ!
فاذْكُرِيني مِثْلَ ذِكْراكِ لِقُرْبي.. في نَواكي!

ريحانة شمران
06-21-2024, 10:37 PM
» محمد حسن فقي » مكة؟!

شَجانا مِنْكِ يا مَكَّةُ ما يُشْجى المُحِبِّينا!
فقد كُنْتِ لنا الدُّنيا
كما كنْتِ لنا الدِّينا!
وكنْتِ المَرْبَعَ الشَّامخَ
يُرْشِدُنَا ويَهْدِينا!
وكنْتِ الدَّارةَ الشَّمَّاءَ
تُكْرِمُنا وتُؤْوِينا!
وكنْتِ الرَّوضَةَ الغَنَّاء
تُلْهِمُنا وتُعْلِينَا!
فما أَغْلاكِ يا مكَّةُ أَنْجَبْتِ المَيامِينا!
وما أَحْلاكِ يا مكَّةُ
ما أحلا القرابينا!
نُقَدِّمُها لِمجْدِ الله
يُسْعِدُنا ويُدْنينا!
* * *
أيا مَوْطِنَ مِيلادي
لقد شَرَّفْتِ مِيلادي!
كأَنِّي وأنا النُّطْفَةُ
كُوشِفْتُ بِأعْيادي!
وكانَ صِبايَ تغريداً
كأَنِّي البُلبُلُ الشَّادي!
يَرى في الرَّوْضِ والغُدْرانِ
ما يَنْشُدُه الصَّادي!
وما كانت سوى الأَّقْداسِ
أَوْدَعَها بِها الهادي!
فَسُبْحانَ الذي كَرَّمَ منها الطَّوْدَ والوادِي!
فكانا سادةَ الأَرْضِ
بأغوارٍ وأَنْجادِ!
فَهَلِّلْ يا صِبايَ الغَضَّ
أَنْتَ سَلِيلَ أَمْجادِ!
* * *
وكانَ شَبابيَ المَجْدُودُ
بين ظِلالِها يًنْمُو!
ويَمْرَحُ بَيْنَ أَتْرابٍ
شمائِلُهم هي الغُنمُ!
فَكلُّ سِماتِها شَمَمٌ
وكُلُّ لِداتِها شُمُّ!
هي الأُمُّ التي احْتَضَنَتْ
فبُورِكتِ النَّدى. الأُمُ!
فَلَيْس لَنا بِها هَمٌّ
سِواها فهي الهَمُّ!
يُزيدُ لها حياةَ المَجْد
وهي المَجْدُ والكَرَمُ!
سَقَتْها السُّحْبُ
ما يَخْضَرُّ منه القاعُ والأكَمُ!
فما أَكْرَمَ ما أَشدَتْهُ
ما يَسْمو به القلم!
* * *
أَلا يا مَكَّةُ العَصْماءُ
يا حب الملايين!
وذات المَجْدِ في الدُّنيا
وذات المجْدِ في الدِّينِ
لقد أَنْجَبتِ من أَنْجَبْتِ
من غُرِّ المَيامِين
فَكانُوا النُّورَ لِلْعالَمِ
في كُلِّ الميَادينِ!
وكانوا الخُلُق السَّاِميَ
يَعْلُوا بالمَساكينِ!
فَيَرْفَعُهم إلى الذُّرْوَةِ
تَصْبو لِلْمضَامِين..!
فما يَعْنُونَ بالأَشْكالِ
تَسْخَرُ بالمجانِين!
كُفينا بِكِ يا مَكَّةُ
مِن شَرِّ الشَّياطِينِ!
* * *
يا حَنِيني لِمًكَّتي رَغْمَ بُعْدي
عن ثراها الزَّكِيِّ.. عن أَبنائِهْ!
أنا مِن ذلك الثَّرى قد تكَوَّنْتُ
وفي ظِلّهِ وظِلِّ سَمائِهْ!
كيف لا أَسْتَعِرُّ مِن حُبِّه الهادِي
ولا أَسْتَطيلُ مِن إطْرائِهْ؟!
هُولِي خَيْرُ ما أَسْتَحِلُّ من الحُبِّ
وما أَسْتَطيبُ من آلائِهْ!
ذِكْرياتي مُنْذْ الصِّبا عَنْه حَتَّى
شِبْتُ. كانَتُ لِلقلبِ خيْرَ غّذائِهْ!
لًيْتَني ما ارْتَحَلْتُ.. ولا غَابَ عَنِ العَيْنِ سَرْمَدِيُّ سَنائِهْ!
تِلْكَ كانَتْ مَرَابعُ العِزِّ والصَّبْوةِ
في ناسه. وفي أندائِهْ!
أَتمَنَّى البَطْحاءَ تِلْكَ لِمَثْوَايَ ندِيّاً في صُبْحِه ومَسائِهْ!
بّيْن أَهْلي وَبَيْن صَحْبي فما أَطْيَبَ هذا الرُّقادَ في بَطْحائِهْ!
رَبِّ إنَّ اللِّقاءَ أَمْسى قَريباً
فأَرِحْنِي بِمَنِّه وعطائِهْ!
إنَّ رُوحي مِن الآثامِ تَلَظىَّ
فهو يَخْشى مِن جُرْمِهِ واجْتِرائِهْ!
فَعَساهُ يَلقى بِعَفوِكَ عَنْه
ما يُرِيحُ الأَثيمَ مِن بُرَحائِهْ!
كانَ إيمانُهُ قَوِيّاً نَقِيّاً..
لم يُعَكِّرْ جُنُوحُهُ مِن صَفائِهْ!
أّنْتَ تَدْرِي به.. وتَعْرَفُ نَجْواهُ
فَخَفِّفْ عنه شَدِيدَ بَلائِهْ!
* * *
أَيُهذا الإيمانُ.. يا بَلْسَمِي الشَّافي شَفَيْتَ السَّقيمَ مِن أَدْوائِة!

ريحانة شمران
06-21-2024, 10:38 PM
» محمد حسن فقي » آلام وآمال


"مَنازِِلُ أَياتٍ خَلَتْ من تِلاوَةٍ
ومَنْزِلُ أُنْسٍ مُقْفِرُ العرصَاتِ!"
وَقَفْتُ بِها أسْتَنْشِدُ الرَّبْعَ ماضِياً
كئيباً.. فلم أَسْمَعْ سوى الزَّفَراتِ!
فقلتُ له.. يا رَبْعَ مالَكَ مُوحِشاً..
شَجِيّاً .. فلم أُبْصِر سوى العَبَراتِ!
فقال.. وكَلاَّ لم يَقُلْ.. إنَّهُ احَتَمى
بِصَمتِ بَلِيغ غامِضِ النَّبرَاتِ!
ويا رُبَّ صَمْتِ كانَ أَسمَعَ للورى
من الصَّوْتِ يَعْلُو.. أو من الهَمَسَاتِ!
لقد كانَ لي أَهْلَونَ شَوسٌ تَرحَّلوا
وأَبْقَوْا صَدّى يَهْوِي إلى الدَّرَكاتِ!
فما تَمَّ لي مِن مُتْعَةٍ أَسْتطيبُها..
ولا ثَمَّ لي حُلْوٌ مِن الضَّحِكاتِ!
شَجاني الأَسى مِن بَعْدِهم. وتَأَلَّبَتْ
عَلََيَّ الرَّزايا.. من نَوًى وشَتاتِ!
وكيف.. وقد كانوا البُطُولَةَ والنَّدى
وكنْتُ بهم في أّرْفَعِ الدَّرَجاتِ..!
يَخافُ الخُصومُ اللٌّدُ مِن سَطَواتهم
فَيَنأَوْنَ عنِ حَيْفٍ بهم.. وأذاةٍ!
ويَهْفو إلى ساحاتِِهم كُلُّ بائِسٍ
ضَعِيفٍ. فَيْلقى يانِعَ الشَّجَراتِ!
يلُوذُ بها طَعْماً وظلاًّ.. ويَرتوي
من العَذْبِ يُطفىء لاعِجَ الجَمَراتِ!
وقد رَحَلوا عَنِّي.. إلى غَيْرِ رَجْعَةٍ..
ولم يبق مِمَّا كان عَيْرُ فُتاتِ!
أتَعْجَبُ منِّي.. مِن دُمُوعي ولَهْفَتي..
على ذلك الماضِي.. ومِن حَسَراتي؟!
فَقُلْتُ له.. يا رَبْعُ ما أنا لائِمٌ
ولكنَّني راثٍ لِكَسْر قَناةِ!
فما أنا إلاَّ مِنْكِ بضعٌ يرُوعُني
ويُفْزِعُني رَوْضٌ غدا كَفَلاةِ!
به العذبُ مِلْحٌ بَعْدما كانَ جارياً
زُلالاً كَنِيل سائِغٍ.. وفُراتِ!
يُدِلُّ ويَزْهو بالكُماةِ وَ.. وأَيْنَهُمْ؟!
فما عَزَّتِ الدُّنيا بِغَيْرِ كُماةِ!
وما طابَ عَيْشٌ يَحْتمي بِظَلامِهِ
ولا ضاءَ إلاّ مِن شُمُوسِ حُماةِ!
وها هو يُقَِْصيهِ السُّباتُ عن العُلا
فهل سوف يَصْحُو بَعْد طُولِ سُباتِ؟!
لٍيفَتَرعَ الأَوْجَ الرَّفيعَ. ويَسْتَوِي
عليه كريماً دُونَ خَوْفِ جُناةِ!
لقد كانت الأَسْلافُ مِنَّا أماجِداً..
ولكنَّهم بِالْمْجدِ غَيْرُ عُتَاةِ!
جَنى غَيْرُهم. واسْتَأسَدوا بِسُيُوفِهمْ
بما حَصَدَتْ من سُوقَةٍ وسَراةِ!
وما وَجَدَ النَّاسُ الأمانَ بِقُرْبِهِمْ
ولا أَخْصَبت المَرْعى بِشرِّ رُعاةِ!
وهم أَخْصَبوا الإجْدابَ دُونَ تَطاولٍ
ولا طمع في طَيِّبِ الثَّمراتِ!
فَطَابَ الجَنَى.. واسْتَمْتَعَ النَّاس بالْغِنَى
وعادَتْ سُفُوحُ الأرْضِ كالسَّروَاتِ!
لَشَتَّانَ ما بَيْن الفَرِيقيْن.. راشدٌ
وآخَرُ غادٍ عاثِرُ الخَطَواتِ!
وحَدَّجَني الرَبْعُ الحَزينُ بِنظْرَةٍ
تفيض أسىً أَعْيا بَليغَ لُغاتِ!
وقال. لقد واسَيْتَني وَتَرَكْتَني..
على غِبطَةٍ مِن مُقْبِلِ السَّنَواتِ!
كِلانا يُريدُ الخَيْرَ.. لا أنا يائِسٌ
ولا أَنْتَ مِن بُشْرى بِما هو آتى!
شَكاتُكَ ما تُجْدِي عَلَيْكَ بِلا صَدًى
مُجِيبٍ ولا تجدي عَلَيَّ شَكاتي!
سأَصْبِر حتَّى أطمَئنَّ بصَحْوةٍ
تُبَلِّلُ بالعَذْبِ الفُراتِ لَهاتي!
فقد أَيبَسَتْها الحادثات فَأَصْبَحَتْ
كَشَنِّ.. وما يَلْقى حَنانَ أُساةِ!
عَسانا نَرى مِن مُقْبِلِ الدَّهْر آتياً
كماضٍ مُخصِبِ الجَنَباتِ!
أيا صَبْوَةً أَدْمَتْ حَشاي.َ وأَرَّقَتْ
عُيُوني.. وكانَتْ أَكْرَمَ الصَّبواتِ!
لقد أَجَّجَتْ مِنِّي الشُّعُورَ فَألْهَمَتْ
وقد أَيقَظَتْني مِن عَميقِ سُباتي

ريحانة شمران
06-21-2024, 10:38 PM
» محمد حسن فقي » أنا والشعر


أعاني وما يَدْرِي الورى عن مُعاناتي
ولم يَسْمَعِ النَّشْجَ الأليمَ وآهاتي!
وكيف وبَوْحُ الحُرِّ يَجْرَحُ رُوحَهُ
فيَطوِي على الدَّامي المُؤَرِّقِ.. والعاتي!
ويُسْعِدَه الكِتْمانُ حتى كأّنَّهُ
ضَرِيحٌ يُوارِي بُؤْسَه في الغَياباتِ!
ويَبْتسِمُ والأَضْلاعُ مِن وَقْدة الحَشا
تُحِسُّ بِإزميلٍ يَقُدُّ لِنَحَّاتِ!
ويَحْسَبُني الرَّاؤون شَخْصاً مُرَفَّها
سعيداً بِماضِيَّ الحفيلِ.. وبالآتي!
يَظُنُّونَ أن المالَ والمجْدَ جَنَّةٌ
وأَنَّهما مِرْقاتُنا للسَّماواتِ!
وأنَّهما لُبُّ السَّعادِةِ.. والمُنى
لِطُلاَّبها تَأْتِي على غَيْرِ مِيقاتِ!
شَجاني الأَسى مِمَّا يَظُنُّونَ جَهْرَةً
وقد هَتَفوا من جَهْلِهِمْ بِالعَداوات!
ولو عَلِموا أَنِّي الشَّقِيُّ بِكُلِّ ما
يَظُنُّونَهُ سعْداً يُضِيءُ بِمِشْكاةِ!
لَكَفُّوا عن اللَّغْوِ المَقِيتِ. وأَقْلَعوا
عن الظَّنِّ يُلْقي رَهْطَهُ في المَتَاهاتِ!
فما السَّعْدَ إلاَّ في الرّضا فهو نِعْمَةٌ
مُبَرَّأَةٌ تٌفْضِي بِنا لِلْمسَرَّاتِ!
فما مالُ قارُونِ.. ولا مَجْدُ قَيْصّرٍ
بِمُغْنٍ عن الباغي – إذا طاش – والعاتي!
ولن يَضَعا في البالِ ذَرّةَ راحةٍ
سوى راحةِ الذِّئْبِ المُتَيَّم بالشاةِ!
ولو أَنَّني خُيِّرتُ لاخْتَرت فاقتيْ
إذا منَحَتْني بالرِّضا.. رِفْعَةَ الذَّاتِ!
فما المالُ والمجْدُ لِلْورى
إذا اسْتَأْذَبَا واسْتَشْريا غَيْرُ آفاتِ!
ألا لَيْتَ أَهْلي الأقْرَبِينَ ورُفْقَتي
بَصائِرُ تسْتهْدي بِرُشْدٍ وإخْباتِ!
فلا تَنْحَني إلاَّ إلى الله وَحْدَهُ
ولِلْمَجْدِ مَجْلُوّاً بأَصْدَقِ آياتِ!
فقد تٌهْلِكُ الأطماعُ مَن شُغِفوا بها
وتَهوِي لٍلْقاع مِن دون أَقْوَاتِ!
أّنِلْني الرِّضا – يا رَبِّ – غَيْرَ مُبارحٍ
حَنايايَ إنّي بالرَِضا خَيْرُ مُقْتاتِ!
وبارِكُه بالإِلهامِ يَهْدى قَريحتي
إلى قممٍ شُمٍّ تَضُوعُ بأَبْياتي!
قَصائِدُ غُرُّ ليس فيها تَمَلُّقٌ
ولا جَشَعٌ يُفْضِي بِها لِلْغوايات!
فما الشِّعْرُ إلاَّ حِكْمةٌ وتَرَفُّعٌ
وإلاَّ سُمُوٌّ ما يَجِشُ بِسَوْءاتِ!
ولكنَّه يَهْدي ويُعْلي ويَرْتَقي
إلى ذُرْوَةٍ تَشْفي الورى بالمُناجاةِ!
إلى ذُرْوَةِ تَشْدو بِشِعْري وتَنْتَشِي
وتَهْتِفُ بالمُصْغِينَ والصَّخَراتِ!

ريحانة شمران
06-21-2024, 10:38 PM
» محمد حسن فقي » الملهى والمحراب

اسْمِعيني لا أَسْمَعَ الله أُذْنَيْكِ
حديثَ الصِّبا. ونَجْوى الشَّباب!
يَوْمَ كُنَّا طيرين نمرح في
العُشِّ.. ثمالى من خَمْرةٍ ورُضابِ!
يَوْمَ كنَّا عَفَّيْنِ ما نَعْرفُ العِهْرَ
ونُفْضي عَمَّا وراءَ الثِّيابِ!
لا نُبالي بالقَوْلِ يَجْرَحُ..
والنَّظْرَةِ تُدْمِي. ولا بِسُوءِ الحِساب!
فَلَنا مِن رَفارِفِ الطُّهْرِ مأوى
ليس يَخْشى نَقاؤُه من عِقابِ!
وتعالى العُواءُ حَوْلي فما ارْتَعْتُ
ولا أَنْتِ مِن عُواءِ الذّئابِ!
كيف يَرْتاعُ عاشِقانِ
طَهُورانِ بَرِيئانِ مِن خَنًى ومَعابِ؟!
هكذا هكذا دَرَجْنا على
الحُبِّ خَلِيّاً من شِقْوةٍ وعَذابِ!
وتَخيَّلْتُ أَنَّني العاشقُ الفَرْدُ
وأَنّي أختْالُ فَوْق السّحابِ!
وتَبَدَّيْتِ لي حصاناً رَزَاناً
فهي ماءٌ.. وغَيْرُها من سرابِ!
كَمَلاكٍ مِن الفرادِيسِ لا
عَيْبَ به غَيْرُ فِتْنَةِ الألْبابِ!
والورى حَوْلَه نِشاوى
فمن حُسْنٍ وَضِيءٍ: ومن عَبِيرِ مَلابِ!
* * *
وتَخَيَّرتِني فلاقيتِ مِنِّي
غيْرَ ذي مَخْلَبٍ.. وذي أَنْيابِ..
غَيْرَ ذي شَهْوةٍ يَطِيحُ بها
الجِسْمُ عَشِيقاً مُزَعْزِعاً.. للتُّرابِ!
هو قَلْبٌ من الحنانِ رقيقٌ
وهو عَقْلٌ مُلاَلِىءً كالشِّهابِ!
واسْتَويْنا نِدَّيْنِ يَحْسِدُنا الخَلْقُ
فمن واثِقٍ.. ومن مُرْتابِ!
فَحَسِبْنا. والأَمْرُ غَيْرُ الذي نَحْسبُ
والعيشُ كلُّه ذُو اضْطِرابِ!
أنَّ هذا الهوى سيمْتَدُّ مُخْضَراً
مدى عُمْرِنا.. مدى الأحقابِ!
يا لها من سذاجةٍ وغباءٍ
هَوَّنا بالكِذابِ كلَّ الصِّعابَ!
وأنا دُونَكِ الأحْمقُ الغِرُّ
فقد كنْتِ نِقْمةً في إِهاب!
نِقْمةً تَخْتَفي وَراءَ حِجابٍ
هو أَعْتى من الصُّخُورِ الصِّلابِ!
يا لَرُوحي مِمَّا اعْتَرَاها من الغَفْلةِ
دَهْراً.. ويا له من عُجابِ!
إنَّ هذا هو العُجابَ وما أكْثَر مَا في حياتِنا من عُجابِ
أُيُّهذا المَلاكُ يَرْتَدُّ شّيطاناً مَرِيداً ويَزْدَهِي بالمآبِ!
بِئْسَ هذا الجزاءُ مِنْكِ فأغْصانُكِ عادتْ عَلَيَّ مِثْلَ الحِرابِ!
ضَرَّجَتْني لكنَّها أَنقْذتني
من خِداعٍ مَضَلِّلٍ.. وكِذابِ!
عَلَّمَتْني.. وما أُحَيْلى هدى العلمِ عَليْنا يَرُدُّنا للصَّوابِ!
ربَّما كان خَيْرُنا في عَذابٍ
مُنْضج. صارِفٍ عن الأَوْشابِ!
وأراني أَراهُ يعد تماديَّ سِفاهاً
وبعد فَصْلِ الخِطابِ!
واضِحاً.. واضِحاً.. جَلِيّاً .. جَلِيّاً
في كِليْنا من رِفْعَةٍ وتَبابِ!
* * *
لم تَعُودِي يا بُلْبُلي الصَّادِحَ
بالمَطْرِباتِ.. غَيْرَ غُرابِ!
فارْقُبي يَوْمَكِ وقُولي
يا لَنَفْسي من وَحْشَةٍ وخَرابِ!
واسْكُبي دّمْعَكِ الغَزِيرَ على الماضي لَئِيماً يَضجُّ بالأوْصابِ!
وارْجعي للرَّشادِ.. حتَّى وإِن كان فَقِيراً ولَيْس بالوهَّابِ!
كيف يَحْبو وما لَهُ من سناءٍ
يَتَصَبَّى.. وما لَهُ مِن رِحابِ؟!
فَلَعلَّ المتابَ كفَّارَةُ العُمْرِ
ورَضْوى تِلكَ القُلوبِ الغِضابِ!
هل تُطيِقينه؟ عَسى أن تُطِيقيهِ
وأَن تَدْخُلي إلى المِحْرابِ!

ريحانة شمران
06-21-2024, 10:39 PM
» محمد حسن فقي » الطائر الحزين

عُدْتُ بلا حِسَّ ولا خاطِرِ..
كأنًّني عُشٌ بلا طائِرِ!
عُشٌّ كَثيبٌ نالَ منه الِبلَى
يَفِيضُ بالبؤسِ على الناظِر!
واهٍ على ماضٍ قطفتُ المُنَى
ريَّانَةً مِن رَوْضِهِ النَّاضِرِ!
وَلَّى فلم يَبْقَ سوى مُهْجَةٍ
.. غابِرُها يَبْكِي على الحاضِرِ.. !
يَبْكي عليه.. ثم يَرْضى البِلى
كلاهما.. من أَلَمٍ صاهِرِ!
ولا يَضيقانِ بَلاُوائِهِ
ولا يًثُورانِ على الواتِِرِ!
فرُبَّما كانتْ بِطَيَّاتهِ
نُعْمى تُعيدُ الرِّبْحَ للخاسِرِ!
مُضاعَفاً يَنْسى بآلائِهِ
ما كانَ من ناهٍ.. ومن آمِر!
ورُبَّ حَظِّ عاثِرٍ يَنْتَهي
بِرَبِّهِ لِلأَمَلِ الزَّاهِرِ!
خواطِرٌ هذي جَلاها الأَسى
بعد الدُّجى الحالِكِ للشّاَعِرِ!
لكنَّهُ صابَرَ حتى اسْتَوَتْ
وضَّاءَةَ الباطِنِ والظَّاهِرِ!
حقائِقاً عادَ بِها ناعِماً
باللاَّبِنِ المُغْدِقِ والتَّامِرِ!
يا ذاتَ أَمْسى.. يا جَلاَل الهوى
يا ذاتَ حُبِّي الوامقِ الطاَّهِرِ!
يا رّبَّةَ السِّحْر الذي قادني
إلى الذُّرى ذاتِ السَّنا الباهِرِ!
ثُمَّ إلى الدّرْكِ.. إلى شِقْوَةٍ
أوَّلُها يَعْثُرُ بِالآخِر!
كيف طَوى ذاك الجمالَ الرَّدى
وانْقَلَبَ السِّحْرُ عَلى السَّاحِرِ؟!
عاد به المَهْجُورُ في جَنّةٍ
ولَيْسَ بالباكي ولا السَّاخِرِ
وليس بالتَّاعِسِ من جَوْرِهِ
وليس بالآسِي على الجائِرِ!
وأَنْتِ ما عُدْتِ سوى لِلأسَى
بعد الخَنى. بعد الضُّحى العابِرِ!
ما أَرْوَعَ القِصَّة هذي الَّتي
تَرْوِي عن المَهْجُورِ والهَاجِرِ!
* * *
وسأَلْتُ نَفْسي. ما الذي يُجْدي الهوى
في حالّتيْه.. بِوَصْلِهِ وبِصَدِّهِ؟!
هل لو سَعِدْتُ بِقُرْبِهِ ونَوالِهِ
أغدْو الرَّفِيعَ بِمَجْدِهِ. وبِرَغْدِهِ؟!
أغْدو أَسيرُ وما أخافُ من الرَّدى
ولو استطال بِبَرقِهِ. وبِرَعْدِهِ؟!
أم أَنَّني أغْدُو الهَلُوعَ لأنَّني
بِعْتُ الحياةَ على الحَبِيبِ ورِفِدِهِ؟!
فَغَدَوْتُ مَمْلوكاً يُفَزّعُهُ النَّوى
فيَوَدُّ أن يَبْقى الحُسامُ بِغِمْدِه؟!
لَنَجَوْتُ مِن طَيْشِ الغَرامِ وهَزْلهِِ
وخَرَجْتُ منه بِصَدِّه.. وبِجِدِّه!
لو أَنَّني اسْترسَلْتُ فيه لَرَدَّني
بِحُسامِهِ عن مَطْمَحي.. وبِجُنْدِهِ!
وّلكُنْتُ في يَوْمي الأَسيرَ.. وبِئْسَما
يَلْقى الأسِيرُ من الهوانِ بِوَجْدِهِ!
وأنا الطَّلِيقُ بما اسْتَخْرَتُ. أنا الذي
ناوَأْتُهُ.. فَنَجا الكريمُ بجِلدِه!
ولقد يُحَلِّقُ عاشِقٌ بِتَرَفُّع
عن دَعْدِهِ.. وتَمَنُّع عن هِنْدِه!
ولقد يَظَلُّ بسَفْحِهِ. ولو أنَّهُ
شَحَذَ العَزِيمةَ لاسْتَوى في نَجْدِهِ!
الحُرَّ لا يَرْضَى بِرَغْمِ شُجُونِهِ
حتى ولو نَخَرَتْ حَشاهُ بِقيْدِهِ!
شَتَّانَ بَيْنَ مُنافِحٍ عن حُبِّهِ
يهْوِي بهِ.. ومُنافِحٍ عن مَجْدِهِ!
* * *
مُدِّي يَدَيْكِ.. فَإنَّني من عَنْصُرٍ
زاكٍ. وشافٍ صَدْرَهُ مِنْ حُقْدِهِ!
ما إنْ شَمِتُّ بٍفاخرٍ مُتَنفِّجٍ
بالحُسْنِ.. بعد سُقُوطِهِ في لَحْدِهِ!
فلقد بَرِئْتُ من الشَّماتِ وعَسْفِهِ
ولقد بَرِئْتُ من الغَرُورِ وكَيْدِهِ!
ليْتَ الجمالَ إذا اسْتوى في عَرْشِهِ
لم يَسْتَبِدَّ على ضراغِمَ أُسْدِهِ!
أَوْ يَطْغَ.. فالعُشَّاقُ في حُسْبانِهِ
كحِجارةٍ يَلهوَ بهمْ في نَرْدِهِ!
فلقد يَوَدَّ إذا هَوى عن عَرْشِهِ
أنْ لو أَنالَ بِجَزْرِهِ وبِمَدِّهِ!
لو أنَّه جَذَبَ المشَاعِرَ والنُّهيَ
المُسْتَهامَةَ. لاسْتَعَزَّ بِخَلْدِهِ!
دُنْيا.. فهذا رابِحُ من غَيِّهِ
فاعْجَبْ. وهذا خاسِرٌ مِن رُشْدِهِ!

ريحانة شمران
06-21-2024, 10:40 PM
» محمد حسن فقي » الشاعر .. وليلاه

ليْلايَ. إنَّ الدَّهْرَ بالأحياءِ يَحْصِدُهُم ويَمْضي!
وأنا أعِيشُ مُسَهَّداً.. مِن دُونِ إغفاءٍ وغَمْضِ!
أمْسَيْتُ أزْحَفُ بَعْد إسراعي العَنِيفِ. وبَعْدَ رَكْضي!
وغَدَوْتُ لَيْلاً مُدَلَهِمّاً. بَعْدَ إشْعاعِي وَوَمْضي!
والنَّاسِ تَسْأَلُني فَأُعْرِضُ عن تَساؤُلِهِم وأُغْضي!
* * *
ماذا أقُولُ لهم. وهُمْ عن صَبْوَتي يَتَساءَلُون؟!
أَفَيَعْرِفُونَ حِكايتي لَيْلايَ.. أَمْ هم يَجْهَلُون؟!
أَفَيُشْفِقُونَ على المُضَرَّجِ.. أَم تُراهُم يَشْمَتُونْ؟!
لا. لن أَقُولَ ولَنْ أُحَدِّثَهُم بأَسْرارِ السُّجُون!
فهي الحَبِيسَةُ من القُيُودِ الدَّامياتِ وفي السُّجون!
* * *
أَتَذَكَّرُ الأَيَّامَ تِلْكَ. وما أُحَيْلاها فأَشدو!
بالشِّعْرِ مُخْتَنِقاً يَنُوحُ.. يَرُوعُه وَجْدٌ وصَدُّ!
قد كانَ يَرْفِدُهُ الوِصالُ. فَعَيْشُهُ زَهرٌ وَوَرْدُ!
واليَوْمَ صَوَّحَ رَوْضُهُ. والنَّبْعُ جَفَّ. فكيف أَحْدُو؟!
كلاَّ سأَحْدو. فالْهوى غَيٌّ ضَلُولٌ ثم رُشْدُ!
* * *
سَتَرَيْنَ يا لَيْلايَ أَنِّي لا أَذِلُّ ولا أَخُورْ!
سَتَرَيْنَ أنِّي أتْرُكُ الفِرْدَوْسَ إِنْ كانَ يَجُورُ!
فَأَنا المُعْرِضُ عنه. وأنا القالي. ومَرْحًى لِلْحَروْرْ!
فهو أَنْدى الشُموخِ الحُرِّ مِنْ حُسْن هَصُورْ!
رُبَّما عُفْتُ نَسِيمي العَذْبَ. واخْتَرْتُ الدَّبورْ!
* * *
وسَتَبْكينَ على الحُبِّ تَوارى عَنْكِ واسْتَخْفى نَداهْ!
كانَ مَجْداً لكِ يُعْليكِ.. وتُؤْويكِ رُؤاهْ!
ونَوالاً كُلَّ ما جِئْتِ. له.. امْتَدَّتْ يَداهُ!
فَتَزَوَّدْتِ مِن الرَّوْضِ جَناهْ.. وَتَذَوَّقْتِ من الزَّهْرِ شَذاهْ!
ثم فَدَّاكِ. ولكِنَّكِ ما كُنْتِ فِداهُ!
* * *
قال أَتْرابُكِ. ما أغْبى التي عَقَّتْ فتاها!
لَيْتَهُ اخْتارَ هَوانا.. قَبْلَ ما اخْتارَ هواها!
لِيَرَى الفِتْنَةَ تَعْتَزُّ.. وتُولِيهِ جَداها!
بل جَداهُ.. إنَّ مَنْ يَمْلِكُهُ اعْتَزَّ وتَاها!
خَسِرَتْ تِلكَ التي صَدَّتْهُ طَيْشاً وسِفاها!
* * *
وتَقَاطَرْنَ إليه.. بَعْدما أَقْفَلَ بابَهْ!
وتَوارى خَلْفَهُ.. ضاعَفَ مِنْهُنَّ حِجابَهْ!
طارِداً أشْجانَهُ تِلْكَ التي كُنَّ عَذابَهْ!
واسْتخارَ المُزْنَ يَرْوِينَ. فما أَصْدى سرابَهْ!
واسْتَوى مُنْتَصِباً يَتْلو على المَجْدِ كِتابَهْ!
فَتَراجَعْنَ وما ضِقْنَ.. بَلى قُلْنَ سلاما!
إنَّها النَّفْرَةُ من قَلْبٍ عن الذُّلِّ تُسامى!
عَشِقَ الحُسْنُ فأشْقاهُ.. فَوَلىَّ وتَحَامَى!
فإذا الحُسْنُ. وقد وَلىَّ.. عليه يَتَرامى!
فانْزَوى. وانْقَلَبَ الحُسْن مُهِيضا وحُطاما!
* * *
أيُّها الشَّاعِرُ في مِحْرابِهِ الوَادِعَ.. إحْساساً وفِكرا!
رَتِّلِ الشِّعْرَ على أحْلامِنا.. أَكْرِمْ به حُلْواً ومُرَّا!
إنَّه المِهْمازُ يَقْسو لَيِّناً.. كَسْراً وجَبْرا!
الرُّؤى تَمْلأُ جَنْبَيْكَ حَناناً مُسْتَسِرَّا!
أَنِرْ الدَّرْبَ وحَوِّلْ قَفْرَهُ المُجْدِبَ نَضْرا!

ريحانة شمران
06-21-2024, 10:46 PM
عبد العزيز بن صالح العلجي

الشيخ عبد العزيز بن صالح بن عبد العزيز العلجي، فقيه وشاعر وصاحب تجارة سعودي، ولد بالهفوف في منطقة الأحساء سنة (1289هـ/1827م) ينتمي إلى قبيلة من قريش يقال لهم العلجان. حفظ القرآن الكريم، وتعلم الكتابة والقراءة ومبادئ العربية والفقه، واشتغل في التجارة بين الكويت والأحساء، ولكنه تركها واتجه إلى طلب العلم فأخذ عن عدد كبير من علماء الأحساء. مدح الملك عبد العزيز آل سعود، والأمير عبد الله بن جلوي، والشيخ عيسى بن علي آل خليفة. له: نظم كبير في الفقه ( فقه الإمام مالك)، (مباسم الغواني في تقريب عزية الزنجاني). (منظومة كاملة في الأخلاق الإسلامية تبلغ 200 بيتًا)،(منظومة قصيرة في ختم القرآن)، (منظومة في فن الصرف تبلغ 450 بيتًا، وهي نظم لعزية الزنجاني التي شرحتها) توفي في ضحوة يوم (1362هـ/ 1943م) في الهفوف وقد بلغ من العمر 72 سنة.



» عبد العزيز بن صالح العلجي » كذا الرزء إذ أودى فتى العلم والذكرى

كذا الرُزءُ إِذ أَودَى فَتَى العِلمِ والذِّكرَى
فَهَل حِينَ عَزَّ الصَّبرُ مِن بائِعٍ صَبرا
عَهِدتُ اصطِباري في الحُروبِ أَخاوفاً
فإِذ خانَنِي ذا اليَومَ أَوسَعتُهُ عُذرا
وَما لِيَ لم أُوسِعهُ عُذراً وَقَد مَضَى
أَبُو الفَضلِ في الدُنيا إِلى مَنزِلِ الأُخرى
هُوَ الشَّيخُ إبراهِيمُ شَمسُ بِلادِنا
ضُحَى المُهتَدي فيها وَبَدرٌ لِمَن أَسرى
تَنَكَّرَتِ الأَحساءُ يَومَ وفاتِهِ
فسُكّانُها حَيرَى وَأَرجاؤُها غَبرا
إِمامٌ إذا فَخَّمتُهُ شَهِدَت لَهُ
أَياديهِ فِينا وَالمَعالي التي تُدرى
وَأَهلُ العُقولِ الراجِحاتِ مِنَ الوَرى
وَكلُّ حَليمٍ يَشتَري المَجدَ إِذ يُشرى
فَلِلَّه حَبرٌ حِينَ تُجلَى صِفاتُهُ
تأَرَّجَتِ الآفاقُ مِن نَشرِها عِطرا
مَواعِظُهُ فَوقَ القُلُوبِ زَواهِرٌ
تَراءى عَلى أَرجائِها أَنجُماً زُهرا
مَوَاعِظُ حَبرٍ عَن كِتاب إِلهِهِ
وَعَن سُنَّةِ المُختارِ يَنشُرُها نَشرا
فآراؤُهُ حَزمٌ وَسِيرَتُهُ هُدىً
وَأَلفاظُهُ نُور وَرُؤيَتُهُ ذِكرَى
حَلِيمٌ وَلَكِن حِينَ لَم يلقَ مُنكَراً
فإِن يَلقَهُ أَلفَيتَهُ ضَيغماً بَحرا
مَواقِفُهُ في نُصرَةِ الدِّينِ جَمَّةٌ
فِخامٌ فَسَل مَن قَد أَحاطَ بِهِ خُبرا
عَلى أَنَّهُ مِن آلِ بَيتٍ تَعَوَّدُوا
إِذا أُمَّةٌ مِنهُم خَلَت سارَتِ الأُخرى
فَسَل سالِفَ الأَيامِ عَن سالِفِيهِمُ
تَرَى منهُمُ الساداتِ مِن نَسلِهِم تَترَى
وفِينا بِحَمدِ اللَّهِ منهُم جَهابِذٌ
حُماةٌ هُداةٌ لا تَمَلُّ وَلا تَكرَى
مَعاليهِمُ في سَابِقِ الدَّهرِ غُرَّةٌ
تُجَمِّلُ مِنهُم كلَّ آوِنَةٍ عَصرا
جَمالُ وجُوهٍ مَع فَصاحَةِ أَلسُنٍ
وكِبرُ نُفُوسٍ عَن مُلابَسَةِ الصُّغرى
مَخائِلُهُم تُنبيكَ قَبلَ اختِبارِهم
عَلى أَنَّهُم أَهلُ العُقُولِ ولا فَخرا
هُمُ جَمَعُوا عِلماً وحِلماً وعِفَّةً
سِماحُ أَكُفٍّ لا تُلِمُّ بِهم عَورَا
فَقُل لِلكِرامِ الغُرِّ آلِ مُبارَكٍ
لَقَد كنتُمُ في كلِّ نادٍ عَلا صَدرا
بِخِدمَتِكُم شَرعَ الإِلهِ وَمَن يَقُم
بِخِدمَةِ شَرعِ اللَّه سادَ الوَرى طُرّا
فأَبدُوا مَزِيداً من تَنافُسِكُم بِهِ
وَجِدُّوا لهُ حِفظاً وَجِدُّوا لهُ إِقرا
أَلا واجعَلُوا التَقوى السَّبيلَ إِلى المُنى
فلَيسَ إِليهِ غيرُ تَقوى الفَتى مَجرى
هِيَ العَيشُ في الدُّنيا هِيَ النُورُ وَالهُدى
هي الأمنُ يَومَ النَّشرِ والفَوزُ والسَّرا
وَراعُوا خِلالاً كُنَّ في مَكرُماتِكُم
لكُم سَلِمَت فيها السَعادَةُ والبُشرى
حَقارَةُ دُنياكُمُ وَحِفظُ اجتِماعِكُم
وَرَعيكُمُ الشُورى مَتى تُبرِمُوا أَمرا
وَإِعطاءُ أهلِ السِّنِّ مِنكُم حُقُوقَهُم
بِطاعَتِهِم أَمراً وَتَعظِيمِهِم قَدرا
فَهَذِي وَصايا العاقِلينَ وهذِهِ
تِجارَةُ أَهلِ الفَضلِ أَنتُم بِها أَحرى

ريحانة شمران
06-21-2024, 10:46 PM
» عبد العزيز بن صالح العلجي » أفتيان قومي وجهوا الهم كله


أَفِتيانَ قَومِي وَجِّهُوا الهَمَّ كُلَّهُ
إِلى العِلمِ مَعمُولاً بِهِ وَذَرُوا الكَسَل
فَمَا العِزُّ في الدَارَينِ إِلا مَدِينَةٌ
مُشَيَّدَةُ الأَركانِ بالعِلمِ وَالعَمَل

ريحانة شمران
06-21-2024, 10:47 PM
» عبد العزيز بن صالح العلجي » ثم تقرب لمولاك العلي


ثم تَقرَّب لِمَولاكَ العَلِي
بِالمُنجِيَاتِ مِن صِفاتِ الكُمَّلِ
مِن تَركِ ضِحكٍ مُفسِدٍ لِلعَقلِ
وَمُذهِبِ الهَيبَةِ مِن ذِي فَضلِ
كَذاكَ إِكثارُ الكَلامِ الساقِطِ
فهوَ قَبيحٌ جالبُ المَساخِطِ
وَلازمِ الفِقهَ مِنَ العُلُومِ
يُقِمكَ في مَنهَجِهِ القَويمِ
مُلتَزِماً أَربَعةً قَد عُرِفُوا
بالعِلمِ والإِيمانِ مِمَّن سَلَفُوا
أَحمَدُ وَالنُّعمانُ ثُمَّ الشافِعي
وَمالِكٌ شَيخُ الجَميعِ الأَلمَعِي
أُولَئِكَ الهُداةُ وَالنُّجُومُ
نَهجُهُمُ عَلى الهُدى قَويمُ
أَعلامُ حَقٍّ لِلمُرِيدِ السَّارِي
داعِيَةٌ لِسُنَّةِ المُختارِ
وَاتلُ كِتابَ اللَّهِ في أَوقات
مُلاحِظاً تَدَبُّرَ الآياتِ
تَهدِيكَ لِلبَاري فَتَرجُو رَحمَتَه
حيناً وَحِيناً مُذ تَخافُ سَطوَتَه
فَهوَ العُلُومُ وَالكَمَالُ وَالشَّرَف
لا يَعتَرِيهِ باطِلٌ وَلا جَنَف
وَالحَظ إِلَى الجَنَّةِ في القُرآنِ
تَزِدكَ في عِبادَةِ الرَّحمنِ
وَالحَظ إِلى النار تَجِدها ناهِيَه
عَن طُرُقٍ إِلى الفَسادِ غاوِيَه
وَانظُر إِلى نَفسِكَ في دُنياكَا
تَجِدكَ منقُولاً بِها لِذاكا
فابذُل مِنَ الأَسبابِ ما يُنجِيكا
فَتُدرِكَ الرَّحمَةَ مِن بارِيكا
وَاعلَم بِأنَّ الرِّزقَ رَبِّي قدَّرَه
فالسَعيُ فِيهِ سَبَبٌ ما كَثَّرَه
فَكَم ضَعيفٍ سَوَّدَتهُ الدُّنيا
وَكَم قَوِيٍّ سَعيُهُ مَا أَغنَى
لَكِنَّما الأَسبابُ كَالحِجابِ
لِيَحصُلَ الإِيمانُ بِالغِيابِ
وَلا تَكُن أَيضاً مُضيعاً للسَّبَب
فَبَذلُهُ بِالشَّرعِ رُبَّما وَجَب
وَلازِمِ التَّقوى تَكُن أَنتَ الأَجَلّ
فَهيَ الَّتي تُنجِيكَ مِن بَينِ العَمَل
وَهيَ امتِثالُ ما إِلهُنا أَمَر
وَالكَفُّ عَن كُلِّ الَّذي عَنهُ زَجَر
وَباشِرِ المُسلِمَ بِالتَّحِيَّه
أَو كَلِماتٍ عِندَهُ مَرضِيّه
وَانصَح لهُ نُصحَ الصَديقِ الصادِقِ
ولاقِهِ في الأَمرِ كالمُوافِقِ
إِلا إِذا أَتَى الرَدى أَو قالَ بِه
فَرُدَّهُ بِاللطفِ حتّى يَنتَبِه
ولا تَرُدَّ مِن جَلِيسِكَ الخَبَر
وَلا تُضَعِّفهُ فَذا لَهُ ضَرَر
وَإِن أَتى بِهَفوةٍ في المَجلِسِ
فَاستُر عَلَيهِ سَترَ خِلٍّ مُؤنِسِ
وَلا تُعَقِّبهُ بِذِكرَاها أَبَد
فالحُرُّ لَم يَشمَت وَلَم يَفضَح أَحَد
وَجاهِدِ النَّفسَ عَلَى حَملِ الأَذى
مِن مُسلِمٍ تَكُن إِماماً يُحتَذى
وَاجهَر إِذا لَقِيتَ بالسَلامِ
بِذاكَ وَصَّى سَيِّدُ الأَنامِ
لا تَجعَلَن إِشارَةً تَحِيَّه
تكُن عَدُوَّ السُنَّةِ السَنِيَّه
إنَّ السلامَ هَيئَةُ الأَبرارِ
وَمَن يُشِيرُ تابِعُ الكُفّارِ
وَاحذَر مِنَ التَصفِيقِ بَعدَ الخُطَبِ
كَهَيئَةِ الإِماءِ عِندَ اللعِبِ
فَقَد نَهَى الرجالَ سَيِّدُ البَشَر
عَن فِعلِهِ فَذاكَ شَيءٌ مُحتَقَر
وَاعرف كَراماتِ الرِّجالِ باللحى
سودا وَبيضا كالصَباحِ اتَّضَحا
فَهيَ لَهُم فَضلٌ عَلَى النِّساءِ
ميزاً وَحُسناً عِندَ كُلِّ رائِي
وأَمرَ الرَسُولُ أَن تُوَفَّرا
فَحَلقُها يُعَدُّ قُبحاً مُنكَرا
وَالحَلقُ لِلِّحيَةِ مَع ضِيقِ السَلَب
يَعتَادُهُ أهلُ الضَلالِ وَالرِيَب
وَمِثلُهُ اللهوُ بأنواعِ اللعِب
حاشَا لِعاقِلٍ إِلَيهِ يَنتَسِب
لأنَّهُ مُضَيِّعُ الأَوقاتِ
وَمُذهِبٌ لأَشرَفِ الصِّفاتِ
وَهادِمٌ لِلدِّينِ وَالمَرُوءةِ
وَيَسِمُ الإِنسانَ بالسَّفاهَةِ
وَاحذَر مِنَ القُبعَةِ لُبسُ المَرَدَه
فَدِينُ مَن يَلبَسُها قَد أَفسَدَه
فقَد أَتانا في الحَدِيثِ المُسنَدِ
عَن سَيِّدِ الرُّسلِ الكَريمِ الأَمجَدِ
فَمَن بِقَومٍ فاعلَمَن تَشَبّها
فَذاكَ مِنهُم فاعلَمن وانتَبِها
فَتابِعِ الكِرامَ في الأَفعالِ
ذَوِي النُّهى وَالمَجدِ وَالكَمالِ
وَلا تَكُن مُشابِهَ الطَّغامِ
مَن قالَ فيهِ اللَّهُ كالأنعامِ
وَشُربُكَ التُنباكَ شَينٌ وَقَذر
وَاللَّه بالتَطهيرِ في الشَرعِ أمَر
وَقَد أَتى السّواكُ عَن نَبِيِّنا
وَقالَ إِنَّ اللَّه يَرضاهُ لَنا
وَفضلُهُ التَنظِيفُ وَالطُّهرُ الحَسَن
فَكَيفَ تُفسِدُهُ بِذَلِكَ النَّتَن
وَاحذَر حُضُوراً في مَجالِسِ البِدَع
فَهوَ مُضاهاةٌ لِما اللَّهُ شَرَع
وَقَد نَهاكَ عَنهُ رَبُّكَ العَلِي
فَلا تُخالِف أَمرَهُ فَتَبتَلِي
وَاصحَب إِذا صَحِبتَ كُلَّ فاضِلِ
مُستَكمِلاً للدِّينِ وَالفَضائِلِ
إِنَّ الجَلِيسَ يَغرِسُ الأَخلاقا
وَإِن يُنافِق أَورَثَ النِفاقا
إِنَّ الجَلِيسَ عِندَ كُلِّ الحُكَما
يَغرِسُ في جَلِيسِهِ ما أَحكَما

ريحانة شمران
06-21-2024, 11:10 PM
» عبد العزيز بن صالح العلجي » حمدا لرب قاهر منان

حَمداً لِرَبٍّ قاهِرٍ مَنّانِ
يُعطِي وَيَمنَع ما لَهُ مِن ثانِ
وَهَبَ الحَياةَ لِقَلبِ عَبدٍ مُؤمنٍ
وَأَماتَ قلبَ مُنافِقٍ بِالرّانِ
وَلَقَد بُلِينا وَهوَ وَعدٌ ثابِتٌ
بِأَراهِطٍ في سائِرِ البُلدانِ
حَلُّوا البِلادَ وَأَفسَدوا في حَيِّها
لِمَجالِهِم في ساحَةِ الأَديانِ
إِمّا مَسِيحِيٌّ عَرَفنا حالَهُ
أَو جاهِلٌ جاراهُ فِي الإِفتانِ
وَإِذا الفَسَادُ أَلَمَّ فِي أَجنادِهِ
وَجَبَ الدِّفاعُ عَلى ذَوي العِرفانِ
وَلَقَد أَبانَ كِتابُ رَبِّي أَنَّهُ
أَخَذَ العُهودَ عَلَيهِمُ لِبَيانِ
فَلِذا أَقُولُ مُحَذِّراً لأخِي نُهىً
قَبِلَ النَّصيحَة غايَةَ الإِمكانِ
عُذ بِالمُهَيمِن مِن هَوىً فَتّانِ
ما تِلكَ إِلا فِتنَةٌ الشَّيطانِ
مِن كُلِّ عَصرِيٍّ هَواهُ مُرسَلٌ
ما قَيَّدتهُ رِبقَةُ الإِيمانِ
نَعَقَت شَياطينٌ فَلَبَّت صَوتَها
بِسَخافَةِ الأَحلامِ وَالأذهانِ
نَبَذُوا كِتابَ اللَّهِ خَلفَ ظُهُورِهِم
وَلِسُنَّةِ المُختارِ مِن عَدنانِ
وَلِسائِرِ النُّجَبَاء مِن أَصحابِهِ
البالِغِينَ مَراتِبَ الإِحسانِ
وَالذَّاكِرِ الرَّبُّ العَظيمُ صِفاتِهِم
في سابِقِ الإِنجيلِ والفُرقانِ
وَالتَّابِعِينَ نَبِيَّهُم فِي هَديِهِ
مُتَبَتِّلِينَ بِطَاعَةِ الرَّحمنِ
المُكثِرينَ صِيامَهُم وَصَلاتَهُم
لَمّا دَعاهُم واعِظُ القُرآنِ
لَمّا رَأَوا أَنَّ النَّبِيَّ المُصطَفَى
مُتَوَرِّمُ الأَقدامِ في ذا الشَّانِ
النَّاصِرينَ الشَّرعَ فيمَا بَينَهُم
إِذ نَصرُهُم في نُصرَةِ الدَّيانِ
لَكِنَّما هَذِي المَراتِبُ صَعبَةٌ
تَبغِي كِراماً مِن بَنِي الإِنسانِ
لَمَّا رَأَى حَمقَى الوَرَى في عَصِرِنا
فِي طَبعِهِم عَنها نُفُورَ تَوَانِ
صَدُّوا صُدُودَ المُعجَبِينَ بِرَأيِهِم
وَتَكَبَّرُوا كَتَكَبُّرِ السَّكرانِ
هُم شابَهُوا فِي حالِهِم جُعلاً إِذا
أَردَاهُ طِيبٌ عاشَ بِالإِنتانِ
وَحَكَوا خَفافِيشاً تَطِيرُ بِظُلمَةٍ
إِذ كَانَ يُعشيها سَنا النِّيرانِ
فَاستَبدَلُوا عَنها لِسُوءِ حُظُوظِهِم
بِمُؤَلَّفاتٍ مِن ذَوي الطُّغيانِ
قَومٌ هُمُ عجمُ القُلُوبِ وَإِن دَعَوا
أَتباعَهُم بِفَصاحَةٍ وَبَيانِ
مُتَجَبِّرِينَ عَلَى الكِرامِ بِأَلسُنٍ
أَبذَى وَأَخبَثَ مِن أَذَى الثُّعبانِ
مُتَلَبِّسِينَ بِدَعوَةٍ مَرضِيَّةٍ
لَكِنَّها مَرضِيَّة الشَّيطانِ
هُم يَحمِلُونَ عَلَى الجَميلِ بِزَعمِهِم
لَكِنَّما حَمَلُوا عَلَى الحِرمَانِ
يا فِرقَةً لَعِبَت بِغَيرِ عقُولِهِم
أَعداءُ دِينِ اللَّهِ بِالعُدوانِ
هُم حَسَّنُوا لَكُم الفَسادَ فَقُلتُم
هَذَا الصَّلاحُ المُستَجِدُّ الدَّانِي
وَاللَّه يَدعُوكُم إِلى جَنَّاتِهِ
وَبِما أَتَى فِي مُحكَمِ التِّبيانِ
وَهُمُ دَعوكُم لِلهَوَى فَأَجَبتُمُ
أَينَ الهُدى يا مُدَّعِي الإِيمانِ
هُم أَورَثُوا تُبّاعَهُم في دِينِهِم
كَسَلاً يُؤَدِّيهِم إِلى خُسرانِ
هُم زَندَقُوهُم شكَّكوهُم في الهُدى
هُم أُولِعُوا بِالزُّورِ وَالبُهتانِ
هُم سَدَّدُوا طُرُقَ الصَّلاحِ عَلَيهِمُ
هُم رَغَّبُوهُم فِي الحَقِيرِ الفانِي
وَاللَّهُ لَم يَمنَع تَطَلُّبَ عِيشَةٍ
لَكِن مَعَ الإِجمال وَالتُّكلانِ
مَلأُوا المَسامِعَ وَالدَّفاتِرَ دَعوَةً
لِصَنائِعِ الدُّنيا وَلِلعُمرانِ
أَوَ ما دَعَونا مَرَّةً لِرِعايَةٍ
لِحُدُودِ دِينِ اللَّهِ وَالإِيمانِ
أَحكامُ رَبِّي قَد أُضِيعَت بَينَهُم
وَهُمُ عَلَيها جامِدُوا الأَذهانِ
لَكِنَّما يَدعُونَنا لِهَواهُم
حُبٌّ لِدُنياهُم بِلا بُرهانِ
وَهُمُ عَلَى ذَا زاعِمُونَ بِأنَّهُم
رامُوا نُهُوضَ الدِّينِ في البُلدانِ
فَهُمُ كَذِي ستٍّ سَمَت في زَبلِها
وَدَعَت لِمَسٍّ أَيُّها القَمَرانِ
وَفَخامَةُ الآلاتِ لَيسَت وَحدَها
تُغنِي مَعَ التَفرِيطِ وَالخِذلانِ
بَل كُلُّ قُوَّةِ دافِعٍ مِن غَيرِ ما
حِفظَ الشَّريعَةِ في الحَضيضِ الدَّانِي
اللَّهُ أَخبَرَ إِن نَصَرَنا دِينَهُ
يَنصُر لَنا بِالنَّصِّ في القُرآنِ
أَنتُم تَنَوَّرتُم بِقَولٍ باطِل
لا بَل تَدَمَّرتُم عَلَى خُسرانِ
صِرتُم إِذاً أُضحُوكَةً بَينَ الوَرى
تَتَقَلَّدُونَ الفَخرَ بِالهَذَيانِ
أَتُرَى أُرُبّا عَلَّمَت أَمثالَكُم
آلاتِ حَرب أَم عُلُوم هَوانِ
إِنِّي أَخافُكَ إِن بُلِيت بِعِلمِهِم
أَن تَخدِمَ الدَّهرِيَّ وَالنَّصرانِي
وَتُمَدِّحَ الكُفّارَ تَفخِيماً لَهُم
لَمّا بُلِيتَ مِنَ الضَلالِ بِرانِ
فَتَبينُ عَن حِزبِ الفَلاحِ وَأَهلِهِ
وَتَكُونُ من حِزبِ الفَريقِ الثانِي
ما بالُكُم لا تَعقِلُون رَشَادَكُم
تُلقُونَ لِلأَعداءِ كُلَّ عِنانِ
هَل مِثلُ أَصحابِ النَّبِيِّ مُقَلَّدٌ
صِدِّيقٍ أو فارُوقٍ أو عُثمانِ
وأَبي الحُسَينِ وَتابِعِيهم فِي الهُدى
وَالتابِعِي الأتباعِ بِالإِحسانِ
هَل مِثلُ أحمَدَ والمُقَدَّمِ مالِكٍ
وَالشافِعِيِّ الشَّهمِ وَالنُّعمانِ
هَل فيكُمُ مِمَّن تَبِعتُم عَن هُدىً
مِن جهبذٍ جالٍ عَنِ الأَذهانِ
كالعَسقَلانِي أَو فَتى تَيمِيَّةٍ
أَعنِي أَبا العَبّاسِ عالِي الشانِ
أَو كَعياضِ الحَبرِ في تَحقيقِهِ
وَالناقِدِ العَينِي لَدى الإِتقانِ
هَذا وكَم أمثالُهُم مِن جهبذٍ
مَلأ البَسيطَةَ بِالهُدى رَبّاني
مَن يَبغِ مِنكُم غَيرَ أربابِ الهُدى
يَردِ الضَّلالَةَ في عَمَى الحَيرانِ
هَديُ المُشَفَّعِ هَديُنا وَشِعارُنا
حَمدُ الإِله وَعلمُنا رَحمانِي
...............................
إِن حَصَّلُوا سرجَ السِّياسَةِ قبلَنا
وَاللَّهِ لَو قُمنا بِها كَكِرامِنا
خَضَعَت لِهَيبَةِ عِزِّنا الثَّقلانِ
لَكِنَّنا جُرنا اتِّباعاً لِلهَوَى
وَلِمُتبِعِ الأَهواءِ كُلّ هَوانِ
يا حامِلِينَ عَلَى الشَّريعَةِ فَاحمِلُوا
مِن قَبل أَن تَدعُوا لِعِلمٍ ثانِ
فَهُناكَ نَعلَمُ صِدقَكُم وَنَراكُم
أَهلاً بِأَن تَدعُوا إِلَى الإِحسانِ
أَولا فكُفُّوا أَلسُناً ما عُلِّمَت
إِلا خُرافاتٍ عَنِ العُميانِ
وَدَعُوا السَّفاهَةَ وَاترُكُوا أَربابَها
وَجدِي فَرِيداً ناعِقَ الشَّيطانِ
مَع كُلِّ عَصرِيٍّ يُضاهِي عِلمُهُ
مَدَنِيّةَ الإِفرِنجِ عَن عُدوانِ
يا أَيُّها المِسكِينُ نَفسَكَ فارعَها
لا تُلقِها في هُوَّةِ الخُسرانِ
فالعِلمُ يُؤخَذُ عَن تَقِيٍّ تابِعٍ
لِلشَّرعِ لا عَن ذِي هَوىً بَطرانِ
قَد قالَ رَبُّ العالَمينَ وَسارِعُوا
فأَجِب وَجَنِّب حالَةَ الكَسلانِ
وَاسمَع مَواعِظَ عَن إِلهِكَ جَمَّةً
تُتلَى عَلَيكَ بِمُحكَم التِّبيانِ
وَخُذِ الصِّفاتِ المُنجِياتِ جَميعَها
عِندَ التَهَجُّدِ عَن سَنا القُرآنِ
وَاترُك سَفاهاتِ الأَسافِلِ إِنَّها
تَرميكَ يَومَ البَعثِ بِالحرمانِ
وَاعمَل لِدارٍ لا يَزُولُ نَعِيمُها
قَد خابَ مَن باعَ المُقِيمَ بِفانِي
أَتُحِبُّ أَن تُعطى الفَخامَةَ هَهُنا
وَتُصِيبَ يَومَ الحَشرِ حالَ هَوانِ
وَاحرِص عَلَى عِلمِ الشَّريعَةِ إِنَّها
حِفظُ البَرِيَّةِ عَن هَوى الشَّيطانِ
أَصحابُها هُم وارِثُونَ نَبِيَّهم
أَنعِم بِذاكَ الإِرثِ لِلإِنسانِ
هَذا وَخُذ نُوراً أَتَى عَن حِكمَةٍ
يَمحُو ظَلامَ الجَهلِ وَالطُّغيانِ

ريحانة شمران
06-21-2024, 11:17 PM
» عبد العزيز بن صالح العلجي » ولقد عجبنا والعجائب جمة

وَلَقَد عَجِبنا وَالعَجائِبُ جَمَّةٌ
مِن فِريَةٍ جاءَت عَنِ الرَّيحانِي
زَعَمَ الجَهُوُلُ بأَنَّ إِخفاءَ النِّسا
مِن مُوجِباتِ الذَّمِّ وَالنُّقصانِ
فَإِذاً أَقُولُ مُخاطِباً هَذا الَّذي
يَروِي خُرافاتٍ عَنِ الشَّيطانِ
وَأصُونُ آياتِ الكِتابِ وَقَدرَها
مِن أَن أُجِيبَ بِها ذَوِي الطُّغيانِ
لَكِن بِمَعقُول أَتَى عَن فِطرَةٍ
قَد نُوِّرَت بِالشَّرعِ وَالبُرهانِ
إِنَّ النِّساءَ مَواضِعٌ لِوَدائِعٍ
نُطَفٍ تَكُونُ لأَشرَفِ الأَكوانِ
فَإِذا بَرَزنَ وَخالَطَت مَن تَشتَهِي
ضَاعَت لَدَيها نِسبَةُ الإِنسانِ
فَافهَم لِحِكمَةِ مُحسِنٍ صُنعَ الوَرَى
لا ما تَقُولُ بِجَهلِكَ الفَتّانِ
وَاسمَع مِثالاً واعتَبِر فَلَرُبَّما
أَبدَى المِثالُ غَرائِبَ الإِحسانِ
نُلفيكَ إِن أَودَعتَ حَصبا لُؤلؤاً
تَختِم عَلَيها خِيفَةً مِن جانِ
أَتُضاعُ كُلُّ كَريمَةٍ في قَومِها
وَيُصانُ ذَيَّاكَ الحَقِيرُ الداني
ما كانَ أَشبَهَ جَهلَكُم بِطِباعِكُم
وَطِباعُكُم وَعُلُومُكُم سِيّانِ
أَنتُم خَفافِيشٌ وَجُعلانٌ عَلَى
طِيبِ الرَّوائحِ أَو سَنا النِّيرانِ
فَعَلى الظَّلامِ مَسِيرُكُم وَحَياتُكُم
تَنمُو عَلَى الأَقذارِ والأَنتانِ

ريحانة شمران
06-21-2024, 11:20 PM
» عبد العزيز بن صالح العلجي » كذبت أربا حين أنكرت السما

كَذَبَت أُرُبّا حِينَ أَنكَرَتِ السَّما
كشَّافُها لِقُلُوبِها ذاتِ العَمى
إِنَّ السَّماءَ لِلُطفِها كَزُجاجَةٍ
تَخفَى لَدَى الجارِي فَجرِّب تَعلَما
واقرَأ لِتُهدى آيَةَ الصَّرحِ الَّذي
سَوَّى سُلَيمانٌ عَلى حُوتٍ وَما
وَانظُر إِلى الصَّرحِ اختَفَى مَعَ قُربِهِ
فكَيفَ لا تَخفَى عَلى بُعدٍ سَما
لَكِن غُبارُ الجَوِّ يُخفِي لُطفَها
فَلِذا أُرِيناها إِراءً مُحكَما
وَاعلَم إِذا قَد سُلِّمَت هَذِي لَهُم
فالدِّينُ قَد جَثُّوهُ جَثّاً مُعظَما
وَانظُر وَراجِع بَعدَما قَد حَرَّفُوا
آيَ الكِتابِ تَعَنُّتاً وَتَعَظُّما
بَل كَذَّبُوا الرُّسلَ الكِرامَ وَجَهَّلُوا
خَيرَ الأَنامِ مُحَمَّداً ما أَعظَما
هَل كانَ يُدعى واحِدٌ مِنهُم عَلَى
هَذِي الجَرائِمِ في الشَّريعَةِ مُسلِما
سُحقاً لَها مِن فِرقَة خَدَّاعَةٍ
سَحَرُوا غَبِيّاً مُؤمِناً مُستَسلِما
مَه لا تُعَظِّم زُخرُفاً خَدَعُوا بِهِ
قَد كانَ نَقضُهُمُ الشَّريعَةَ أَعظَما
باعُوا الشَّريعَةَ لِلأَعادِي بِالدُّنا
وَاستَبدَلُوا عاراً بِها والمَأثَمَا
جاهِدهُمُ إِن كُنتَ عَبداً مُؤمِناً
إِنَّ الدِّفاعَ عَنِ الشَّريعَةِ حُتِّما

ريحانة شمران
06-21-2024, 11:20 PM
» عبد العزيز بن صالح العلجي » أيا نجل الأماثل آل بكر

أَيا نَجلَ الأَماثِلِ آلِ بَكرٍ
وَمَن نالَ الفَخارَ بِغَيرِ نُكرِ
تَفَنَّنَ في العُلُومِ فكلُّ فَضلٍ
حَواهُ العلمُ في بَرٍّ وَبحرِ
ولا تَسأم وَلا تطلُب سِواهُ
وقابِلهُ بِتَقريرٍ وفِكرِ
وجانِب جاهِلاً عنهُ تَلاهى
بِأَنواعِ المَكاسِبِ خَوفَ فَقرِ
فَإِنَّ الرِّزقَ قَدَّرَهُ إِلَهي
فَللأسبابُ تَغطِيةٌ لِسِرِّ
فإِن نَنظُر لأسبابِ البَرايا
لِجَلبِ مَعيشَةٍ أَو دَفعِ ضُرِّ
وَجَدنا العلمَ أَقواها لِدَفع
وَأَحظاها بِمَكرُمَةٍ وَيُسرِ
فَقَد سَجَدَ المَلائِكُ حينَ أَربَى
عَليهِم آدمٌ بالعِلمِ فادرِ
وَكَم بالعلمِ نالَ العِزَّ قَومٌ
وَكَم بِالعِلمِ أَثرَى بَعدَ عُسرِ
وَأَعنِي عِلمَ شَرعِ اللَّهِ فينا
وَلا أَعنِي بهِ عِلماً لِعَصرِ
فإِنَّ تَعَلُّمَ العَصرِيِّ جَهلٌ
يُوافِقُ كُلَّ مَفتُونٍ وَدَهرِي
فَلا تَطلُب بِعِلمِ اللَّهِ دُنيا
فَفِي هَذا الهَوانُ وكلُّ خُسرِ
وَدُنياكَ الَّتِي لا بُدَّ نُطها
بِأمثَل مَن تَرى يَسعَى بأَجرِ
ولا تَحزَن عَلى ما فاتَ مِنها
وَقَد عُوِّضتَ عَنها بِالأَبَرِّ
وَما قَد فاتَ لَم يَذهَب وَلَكن
تَراهُ في الصَّحيفَةِ يَومَ نَشرِ
وَإِن تَعفُ فَإِنَّ العَفوَ خَيرٌ
وَخَيرُ الناسِ ذُو عَفوٍ وَصَبرِ
وَإِن تُضطَرَّ في حالٍ لِشَيء
فَسَل أَقوَى وَأَرحَمَ كُلِّ بَرِّ
قَريبٌ مِنكَ إِن تَدعُوهُ يَسرِي
لَهُ التَّصريفُ في خَلقٍ وَأَمرِ
وَحَسِّن بِالإِلَهِ البَرِّ ظَنّاً
تَجِدهُ عِندَ ذاكَ لِكُلِّ برِّ
وَعظِّم أَمرَهُ في كُلِّ حالٍ
تُعَظَّم في الأَنامِ بِكلِّ قَدرِ
وَقَرِّب نَفسَكَ الدُّنيا إِلَيهِ
بأَخلاقٍ يَراها كُلُّ حَبرِ
تَراها في الكِتابِ عَلَيكَ تُتلَى
فَحَقِّقهَا وَراقِبها بِحَصرِ
وجاهِد نَفسَكَ الدُّنيا عَلَيها
لِتَحظَى بِالكَمالِ وَطِيبِ ذِكرِ
وَجانِب لِلفُضُولِ وَكُلِّ لَغوٍ
فَفِي هَذا إِضاعَةُ كُلِّ حُرِّ
وَأَعطِ الجارَ وَالقُربَى حُقوقاً
قَضاها اللَّه في آياتِ ذِكرِ
وَصَفِّ النَّفسَ مِن حَسَدٍ وَبَغيٍ
ولاقِ الناسَ في لُطف وَبِشرِ
وبِالمَعرُوفِ فأمُر لا تُبالِ
وَقُم بِالنَّهيِ عَن فُحشٍ وَنُكرِ
وَتِلكَ نَصِيحَةٌ جاءَت إِلَيكُم
دَعاها حُبُّكُم يا آلَ بَكرِ
فأنتُم قُرَّةٌ لِلعَينِ دُمتُم
عَلى نَهجِ الرَّشادِ بِكُلِّ عَصرِ

ريحانة شمران
06-21-2024, 11:21 PM
» عبد العزيز بن صالح العلجي » أيا نجل إبراهيم تطلب واعظا

أَيا نَجلَ إِبراهيمَ تَطلُبُ وَاعِظاً
ولا وَعظَ كالقُرآنِ وَالسُنَّةِ الغَرّا
تَدَبَّر كِتابَ اللَّهِ عِندَ تَهَجُّدٍ
وَلا سيَّما وَالناسُ في نَومِهِم سَكرَى
يُلاقِكَ مِن مَولاكَ أَكبَرُ وَاعِظٍ
عَلى قَلبِكَ المُشتَاقِ أَنوارُهُ تَترَى
وَأَقبِل عَلى الفِقهِ المُعَظَّمِ قَدرُهُ
هُوَ المَنهَجُ المأمُونُ وَالحُجَّةُ الكُبرَى
تَكُن نافِعاً لِلمُسلِمينَ وَحَيثُما
تَحِلُّ عَلى قَومٍ تَكُن فيهِمُ صَدرا
وَلا تُضِعِ الأَوقاتَ في غَيرِ صالحٍ
فَمن ضَيَّعَ الأوقاتَ نالَ بِها خُسرا
فَعُمرُ الفَتَى ما عاشَ مَزرَعُ سَعيِهِ
فَمَن لَم يُراعِ الوقتَ لا يَعمُرُ الأُخرى
وَلا تَصحَبَنَّ الناسَ إِلا بِحالَةٍ
تُصِيبُ حَلالَ الرِّزقِ أَو تَكسِبُ الأَجرا
وَفي كُلِّ عَقدٍ أَنتَ مُجريهِ فابنِهِ
عَلَى الشَّرعِ حَتَّى لا تُصِيبَ بِهِ وِزرا
وَلا تَتَخِذ مِن دُونِ رَبِّكَ مَقصِداً
فَإِنَّ إِليهِ العِزَّ وَالفَتحَ وَالنَّصرا

ريحانة شمران
06-21-2024, 11:21 PM
» عبد العزيز بن صالح العلجي » دع الناس إن الناس توسي وتؤلم

دَعِ الناسَ إِنَّ الناسَ تُوسِي وَتُؤلِمُ
وَرَبُّكَ يَقضِي ما يَشاءُ وَيَحكُمُ
يَرى عَبدُهُ إِحسانَهُ مُتَنَوِّعاً
شَهِيّاً ولا يَشهَى وَرَبُّكَ أَعلَمُ
فكَم حالَةٍ بالعَبدِ ظُنَّت خَسارَةً
فلَمَّا تَعَدَّتهُ إِذا هِيَ مَغنَمُ
وَلاحِظ كِراماً سالِفِينَ هُمُ هُمُ
عَلى فَضلِهِم في الناسِ رِيعُوا وَأُولِمُوا
عَلى أَنَّ بعضَ الصالِحِينَ مُفَضِّلٌ
خِلافَ هَواهُ حُكمُهُ وَمُقَدِّمُ
ولِلَّهِ أَلطافٌ بِطَيِّ قَضائِهِ
أَخو الفَهمِ في أَسرارِها يَتَفَهَّمُ
فمُوسى بِقَذفِ اليَمِّ تَمَّ عُلُوُّهُ
تَرَقَّى إِلى أَعلَى الذُّرا وَهوَ مُكرَمُ
وَيُوسُفُ بعدَ الجُبِّ وَالسِجنِ حِقبَةً
حَوَى المُلكَ وَهوَ المُستَفادُ المُعَظَّمُ
وبِالصَّبرِ وَالتَّقوى تَنالُ هِباتِهِ
وَأَتقَى الوَرى عِندَ المُهَيمِنِ أَكرَمُ
فعبد العَزيزِ بنَ الفَتَى عُمَرَ الذي
إِلى آلِ عَكّاسٍ نَماهُ المُتَرجِمُ
عَهِدناكَ ذا فَهمٍ ذَكِيٍّ وَذا حِجاً
وَأَنتَ بِحَمدِ اللَّهِ حَبرٌ مُقَدَّمُ
فَلا تَكتَرِث مِمّا قَضى اللَّهُ إِنَّهُ
هُوَ الذُّخرُ وَالباغِي سِوى اللَّه يُعدِمُ

ريحانة شمران
06-21-2024, 11:22 PM
» عبد العزيز بن صالح العلجي » أيا فاضلا فضله بين الأنام جلي

أَيَا فاضِلاً فَضلُهُ بينَ الأَنامِ جَلِي
كَنارِ لَيلٍ عَلى عالٍ مِنَ الجَبَلِ
أَهدَيتَ نَظماً مَليحاً في تَناسُقِهِ
أَغنَت نَضارَتُهُ عن أَمثَلِ الحُلَلِ
ما كانَ أَشهَى عِتاباً فيهِ دَلَّ عَلى
إِخلاصِ وُدٍّ عظيمٍ غيرِ مُنتَحَلِ
فاعلَم هُدِيتَ بأَنِّي ما قَصَدتُ جَفاً
فإِنَّكُم قُرَّةُ الأَلبابِ والمُقَلِ
لكِنَّما قَدَرٌ مَع حاجَةٍ عَرَضَت
وَعَزمِ عَودٍ لَكُم يا غايَةَ الأَمَلِ
وَالقَلبُ عِندَكَ مَأنُوسٌ وَمُغتَبِطٌ
بكلِّ وَصفٍ لكُم بين الأَنامِ جَلِي
لا زِلتَ يا صاحِبي مُستَرشَداً لِهُدى
وَمُستَعاناً عَلى ما حادِثٍ جَلَلِ

ريحانة شمران
06-21-2024, 11:23 PM
» عبد العزيز بن صالح العلجي » أيا سيدا مازال يولي جميله

أَيا سَيِّداً مازالَ يُولِي جَمِيلَهُ
وَمِن فَضلِهِ أَن خَصَّنِي مِنهُ بِالتُحَف
سَلَكتَ مِنَ الإِحسانِ بِي كلَّ وجهَةٍ
سِوى خَصلَةٍ كَمَّلتَها الآنَ بالظَرَف
تَنازَلتَ إِحساناً بِها وَتَفَضُّلا
كَما هِي عاداتُ الكِرامِ ذَوِي الشَرَف
فَزِن بِقَبُولٍ ما بِها من طَرافَةٍ
فَلا زالَ لِي مِن بَحرِ عَلياكَ مُغتَرَف

ريحانة شمران
06-21-2024, 11:23 PM
» عبد العزيز بن صالح العلجي » ديار اللوا عادت


دِيارُ اللِوا عادَت
بِمَقدَم هذا الليثِ والقَمَرِ الساري
سَحابٌ أَتى بالرِيِّ يَروِي جديدَها
وبالبَأسِ يُفنِي كلَّ أَظلَمَ جَبّارِ
وَإِنَّا حَمِدنا اللَّه ثُمَّ إِمامنا
مَنارَ الهُدى عبدَ الحَميدِ يَدَ الباري
خَليفَةَ دينِ اللَّه حامِي شِعارِهِ
مُؤَيَّدَةٌ منهُ بجُندٍ وَأَنصارِ
فقَد خَصَّنا بابنِ الأكارِمِ طالِبٍ
لِيَرفَعَ ظُلماً مِن طُغاةٍ وَفُجّارِ
أَيا هاشِميّاً من قديمٍ جُدُودُهُ
غِياثُ الوَرى في حِينِ ضِيقٍ وإِعسارِ
لقَد عَفَتِ الأحساءُ حتَّى أَعَدتَها
بِرَأيٍ وَعَزمٍ مِنكَ لَيسَ بِخَوّارِ
وَشَرَّفتَها مِن بَعدِ طُولِ خُمُولِها
وَخلَّصتَها من وَصمَةِ الذُلِّ وَالعارِ
ومِمّا عَلاها مِن وَقارٍ وهَيبَةٍ
أُعِيدَت عَواديها نَواكِسَ أَبصارِ
ولا عَجَبٌ إِذ أَنتَ مِن أَشرَفِ الوَرى
ولا شَرَفٌ إِلا ومِن عِندِكُم طارِي
وكلٌّ سَعى لِلمَجدِ مِن نَهجِ سَعيكُم
وكلٌّ بِنَهجِ الفَضلِ مِن فَضلِكُم سارِي
لنا مِنكَ أهنا مَنزِلٍ حِينَ نَلتَجي
وأَكرَمُ أَخلاقٍ وأَطيَبُ أَخبارِ
وَأَحسَنُ وَجهٍ بالسِيادَةِ مُشرِقٍ
وَأَبسَطُ كَفٍّ بالفَواضِلِ مِدرارِ
فلا زِلتَ في كلِّ المَساعِي مُظَفَّراً
مُعاناً مِنَ المَولى بِجَبرٍ وَإِبصارِ

ريحانة شمران
06-21-2024, 11:24 PM
» عبد العزيز بن صالح العلجي » فخرت بباهر مجدك الأقطار

فَخرَت بِباهِر مَجدِكَ الأَقطارُ
وَتَزَّيَنَت بِوُجُودِكَ الأَمصارُ
ظَهَرَت بِسَعدِكَ أُمَّةُ الإِقبالِ وَانـ
ـتَعَشَ الوُجُودُ وَزالَتِ الأَكدارُ
ما سَيفُكَ المَسلُولُ إِلا المَوتُ قَد
أَردَى الكُماةَ وَإِنَّهُ البَتّارُ
صَقَعَ البُغاةَ فَأَصبَحَت فُرسانُهُم
صَرعَى كَزَرعٍ صابَهُ إِعصارُ
وَأَطاعَكَ الجَمُّ الغَفِيرُ مَخافَةً
وَتَباعَدَت عَن خَطِّنا الأَشرارُ
وَبَلَغتَ غايَةَ كلِّ مَجدٍ إِنَّما الـ
ـإِقبالُ خَيلُكَ وَالعُلا مِضمارُ
ماذا تَقُولُ الشاعِرونَ وَأَنتَ لِلـ
ـعَلياءِ وَالمَجدِ الأَثِيلِ شِعارُ
كَفٌّ وَوَجهٌ لا يَزالا مِنهُما
تَتَهَلَّلُ الأَنواءُ وَالأَنوارُ
فلتسعَدِ الفُقَراءُ مِنكَ لَها يَدٌ
تُجلَى بِغُرَّةِ سَعدِها الأَكدارُ
فاحكُم عَلى رَغمِ الحَسودِ فإِنَّما
صَفوٌ لَكَ الإِيرادُ والإِصدارُ
وَالعيشُ رَغدٌ وَالعَدُوُّ لَعاثِرٌ
وَالنَجمُ سَعدٌ وَالسُرُورُ جِوارُ
بُشرى لكُم أهلَ الحِساءِ أَتاكُمُ
لَيثُ الوَغى وَلِكَسرِكُم جَبّارُ
شَهمٌ لهُ في آلِ هاشِم نِسبَةٌ
وَأَبُوهُ ذاكَ الضَيغمُ الكَرّارُ
يا سَيِّداً قد حازَ مِن بَينِ المَلا
شَرَفاً بِهِ غَنّى الحُداةُ وَسارُوا
فانعَم وَجُد فيما تُحِبُّ فَإِنَّما
إِقلالُ نَيلِكَ لِلوَرى إِكثارُ
لا زِلتَ في هَذا الزَّمانِ مُنعَّماً
تَفدِيكَ مِن جَمعِ العِدا أَعمارُ

ريحانة شمران
06-21-2024, 11:24 PM
» عبد العزيز بن صالح العلجي » ديار لوا نجد أتاها سعودها

دِيارُ لِوا نَجدٍ أَتاها سُعُودُها
وعادَ لَها بالأَروَعِ الشَّهمِ عِيدُها
هُمامٌ أَتى الأحساءَ وهيَ مَريضَةٌ
يُظَنُّ بِها أَنَّ الشِّفا لا يَعُودُها
فَعادَ شِفاها مُذ أَتاها وَأصبحَت
مُنعَّمَةً يَربَدُّ غَيظاً حَسُودُها
وَصارَت شَياطِينُ اللوَى مِن مَخافَةٍ
أَجَلُّ مُناها أَن تُزادُ قُيُودُها
فَنَشكُرُ بعدَ اللَّهِ قَرماً مُتَوَّجاً
أَيادِيه بادٍ كلَّ يَومٍ جَديدُها
إِمام الهُدى عبدَ الحَميدِ الَّذي بِهِ
وَصَولَتِهِ الكُفَّارُ بادَت جُنُودُها
خَليفَةَ دِينِ اللَّهِ أَيَّانَ يَمَّمَت
عَساكِرُهُ باللَّهِ تَعلُو حُدُودُها
إماماً يُوالِي أُمَّةً أَحمَدِيَّةً
ظِلالاً تَقِيها أَو غِياثاً يَجُودُها
وقَد خَصَّنا بابنِ الأكارِمِ طالِبٍ
يَذُبُّ العِدا عن أَرضِنا وَيَذُودُها
أَيا هاشِمِيَّ الأَصلِ من خيرِ عِترَةٍ
هُمُ الصِّيدُ ساداتُ الوَرى وَأُسُودُها
رَمَى بِكَ سُلطانُ البَرايا مُهِمَّةً
عَلَى غيرِكَ اشتَدَّت فَهَانَ شَدِيدُها
وَما الأَكرَمُونَ استَكثَرُوهُ مِنَ العُلا
قلِيلٌ إِذا يُنمى إليكُم وجُودُها
ومَن ذا يُضاهِي عِترَةً هاشِمِيَّةً
عَلِيٌّ وَسِبطاهُ الكِرامُ جُدُودُها
ويا طالِبَ العَليا وَقد ظَفِرَت بِها
يَدٌ مِنكَ صِدقاً وَعدُها وَوَعِيدُها
رَجَوناكَ تَكسُو المُلكَ عِزّاً وَبَهجَةً
ومِثلُكَ مَن يُرجى لِجُلّى يُفِيدُها
فإِنَّ ضِعافَ الحلمِ حَطُّوا سَماءهُ
عَلَى الأَرضِ حَتى نالَ مِنهُ قُرُودُها
وَلَيسَ يَحُوطُ المُلكَ إِلأ مُسَوَّدٌ
أَخُو عَزَماتٍ لَيسَ تَنبُو حُدودُها
أَبِيٌّ فلم تَظفَر عِداهُ بِرِقَّةٍ
ولا أَلزَمَتهُ خُطَّةً لا يُرِيدُها
وهذِي بُيوتُ المَجدِ سَهلٌ بِناؤُها
عَليكَ وَشُمُّ العِزِّ سَهل صُعُودُها
وَإِن كانَ أَهلُ البيتِ ما شَيَّدُوا العُلا
فَأَيُّ رِجالِ العالَمِينَ يَشِيدُها
فَجَرِّد سُيوفَ البَأسِ واجعَل غِمادَها
لِئاماً طَغَى مِن طُولِ أَمنٍ عَنِيدُها
قَبائِلُ سُوءٍ بالإِهانَةِ عُوِّدُوا
وَقَد طالَ عَن لُقيا الهَوانِ عُهُودُها
وَغَرَّهُمُ الإِكرامُ مِنكَ وهكَذا
يَجورُ بإِكرامِ الكِرامِ عَبيدُها
وَظَنُّوا بأَنَّ المُلكَ لَيسَ لِرَعيِهِ
أُسُودٌ ولا يَحوِي رِجالاً تَسُودُها
فَهانَ مُوَلَّى الحُكمِ فيهِم وَقَدرُهُ
وَلَم يَحتَرِمهُ وَغدُها وَرَشِيدُها
وقادُوا إِليهِ كلَّ يَومٍ بَلِيَّةً
قَوافِلَ تَسبيها وَقَتلَى تَقُودُها
وَمِن عَسكَرِ السُلطانِ خَمسِينَ غادَروا
عَلى وَهَدَاتِ الرَّملِ يَجرِي صَدِيدُها
وما رَدَّهُم عَهدٌ وَثِيقٌ ولا يَدٌ
عَلَيهِم مِنَ الإِنعامِ يُرجَى مَزِيدُها
وقَد خَتمَ الإِحسانُ فيهِم لَوَ اَنَّهُ
يَهُونُ بِهِ طُغيانُهُم وَجُحُودُها
فَلا بُدَّ فيهِم مِن عَظِيمِ نِكايَةٍ
تَذُوبُ احتِراقاً مِن لَظاها كُبُودُها
سَحابَةِ جُندٍ صَبَّحَتهُم بِصيحَةٍ
وَهُم وَبَنوها عادُها وَثَمُودُها
ولا تَرضَ مِنهُم باليَسِير تَعَطُّفاً
وَعَفواً فَإِنَّ العَفوَ مِمّا يَزيدُها
وَأَجِّج بِهَذِي الدارِ ناراً عَظيمَةً
مِن الحَربِ أَشلاءُ الأَعادِي وَقُودُها
وَأَخِّر جَبَانَ القلبِ إِنَّ لِرَأيهِ
مَناهِجَ سُوداً تُفسِدُ المُلكَ سُودُها
وَجازِ جَميعَ الناسِ إِلا مُجَرِّباً
لهُ هِمَّةٌ ما لانَ في الحَربِ عُودُها
وَذا نَجدَةٍ آراؤُهُ وَحُسامُهُ
سَواءٌ عَلى حَوضِ المَنايا وُرُودُها
وَأَشرَفُ إرسالِ المُلوكِ إِلى العِدا
خَمِيسٌ تَكَدَّى مِن مَجارِيهِ بِيدُها
فإِن كُنتَ حَقّاً مُرسِلاً فكتائِباً
يَرُوعُ الأَعادي بأسُها وحَديدُها
وَخُذ ما بأَيديهِم وَأَجرِ دِماءَهُم
فيا طالَما أَجرَى الدِّماءَ شَديدُها
وَأَبقِ لَهم مِنهُم مَواعِظَ يَنتَهي
بِها عَن فَسادٍ كَهلُها وَوَليدُها
وَأَنتَ لكَ الرَّأيُ السَّديدُ وهِمَّةٌ
مَوارِدُها تَأبَى عَلى مَن يُرِيدُها
وَأَنتَ سَحابٌ مُمطِرٌ غيرَ أَنَّهُ
غِياثٌ عَلى قَومٍ وَقَومٍ تُبيدُها
لَنا مِنكَ كَفٌّ أَهلَكَت كُلَّ ظالِمٍ
وَكَفٌّ يُداوِي مُشتَكِي الضُّرِّ جُودُها
وَبِالحالِ هَذي الدارُ تَشكُوكَ ضَعفَها
لَعلَّكَ بالرِّفقِ العَمِيمِ تَقُودُها
فَعَطفاً عَلَيها يا ابنَ هاشِمٍ إنَّها
لَها قَدَمٌ بالحقِّ قامَت شُهُودُها
فَهُم لِرسُولِ اللَّهِ سارُوا مَحَبَّةً
وَذَلِكَ قَبلَ العُربِ تَأتِي وُفُودُها
فأكرَمَ مَثوَاهُم لَدَيهِ وَوافَقُوا
بِطَيبَةَ أُولى جُمعَةٍ حانَ عِيدُها
وَأَوَّلُ دارٍ بَعدَ طَيبَةَ شُيِّدَت
مَنابِرُها فيها وَشاعَت حُدُودُها
وَفيها هُداةٌ كلَّما حانَ لَيلُهُم
تَقاسَمَهُ تَسبيحُها وَسُجُودُها
وَمن عُلَماءِ الشَّرعِ فيها جَهابِذٌ
تَصَدَّت لِطُلابِ العُلُومِ تُفِيدُها
وَمُنذُ شُهُورٍ لازَمَتها حَوادِثٌ
أَقَلُّ نَصِيبٍ من أَذاها يُبيدُها
وَقَبلَ وُقُوعِ الحادِثاتِ فلَم تزَل
قلِيلَةُ يُسرٍ وَالقَليلُ يُؤُودُها
وَثَمَّ لَها شَكوى سِوى الضَّعفِ وَالعدا
وَجَدوَاكَ بحرٌ لَم يَخِب مُستَزِيدُها
وَإِنَّا لَنَرجُو أَن تكونَ لها أَباً
وَيَعلُو بِمَسعاكَ الحَمِيدِ سُعُودُها
وَذِي بِنتُ فِكرٍ أَورَدَتها مَحَبَّةٌ
وَعَزَّ عَلى غَيرِ الكَريمِ وُرُودُها
وَلَستُ كَمَن قالَ القَريضَ تَعَرُّضاً
لدُنيا سَيَبلى جَدُّها وَجَدِيدُها
وَلَكِنَّني أَهوى فَتىً دَأبُهُ العُلا
وَأَنتَ الذي تَسعى لَها وَتَرُودُها

ريحانة شمران
06-21-2024, 11:25 PM
» عبد العزيز بن صالح العلجي » ديار لوا نجد أتاها سعودها

دِيارُ لِوا نَجدٍ أَتاها سُعُودُها
وعادَ لَها بالأَروَعِ الشَّهمِ عِيدُها
هُمامٌ أَتى الأحساءَ وهيَ مَريضَةٌ
يُظَنُّ بِها أَنَّ الشِّفا لا يَعُودُها
فَعادَ شِفاها مُذ أَتاها وَأصبحَت
مُنعَّمَةً يَربَدُّ غَيظاً حَسُودُها
وَصارَت شَياطِينُ اللوَى مِن مَخافَةٍ
أَجَلُّ مُناها أَن تُزادُ قُيُودُها
فَنَشكُرُ بعدَ اللَّهِ قَرماً مُتَوَّجاً
أَيادِيه بادٍ كلَّ يَومٍ جَديدُها
إِمام الهُدى عبدَ الحَميدِ الَّذي بِهِ
وَصَولَتِهِ الكُفَّارُ بادَت جُنُودُها
خَليفَةَ دِينِ اللَّهِ أَيَّانَ يَمَّمَت
عَساكِرُهُ باللَّهِ تَعلُو حُدُودُها
إماماً يُوالِي أُمَّةً أَحمَدِيَّةً
ظِلالاً تَقِيها أَو غِياثاً يَجُودُها
وقَد خَصَّنا بابنِ الأكارِمِ طالِبٍ
يَذُبُّ العِدا عن أَرضِنا وَيَذُودُها
أَيا هاشِمِيَّ الأَصلِ من خيرِ عِترَةٍ
هُمُ الصِّيدُ ساداتُ الوَرى وَأُسُودُها
رَمَى بِكَ سُلطانُ البَرايا مُهِمَّةً
عَلَى غيرِكَ اشتَدَّت فَهَانَ شَدِيدُها
وَما الأَكرَمُونَ استَكثَرُوهُ مِنَ العُلا
قلِيلٌ إِذا يُنمى إليكُم وجُودُها
ومَن ذا يُضاهِي عِترَةً هاشِمِيَّةً
عَلِيٌّ وَسِبطاهُ الكِرامُ جُدُودُها
ويا طالِبَ العَليا وَقد ظَفِرَت بِها
يَدٌ مِنكَ صِدقاً وَعدُها وَوَعِيدُها
رَجَوناكَ تَكسُو المُلكَ عِزّاً وَبَهجَةً
ومِثلُكَ مَن يُرجى لِجُلّى يُفِيدُها
فإِنَّ ضِعافَ الحلمِ حَطُّوا سَماءهُ
عَلَى الأَرضِ حَتى نالَ مِنهُ قُرُودُها
وَلَيسَ يَحُوطُ المُلكَ إِلأ مُسَوَّدٌ
أَخُو عَزَماتٍ لَيسَ تَنبُو حُدودُها
أَبِيٌّ فلم تَظفَر عِداهُ بِرِقَّةٍ
ولا أَلزَمَتهُ خُطَّةً لا يُرِيدُها
وهذِي بُيوتُ المَجدِ سَهلٌ بِناؤُها
عَليكَ وَشُمُّ العِزِّ سَهل صُعُودُها
وَإِن كانَ أَهلُ البيتِ ما شَيَّدُوا العُلا
فَأَيُّ رِجالِ العالَمِينَ يَشِيدُها
فَجَرِّد سُيوفَ البَأسِ واجعَل غِمادَها
لِئاماً طَغَى مِن طُولِ أَمنٍ عَنِيدُها
قَبائِلُ سُوءٍ بالإِهانَةِ عُوِّدُوا
وَقَد طالَ عَن لُقيا الهَوانِ عُهُودُها
وَغَرَّهُمُ الإِكرامُ مِنكَ وهكَذا
يَجورُ بإِكرامِ الكِرامِ عَبيدُها
وَظَنُّوا بأَنَّ المُلكَ لَيسَ لِرَعيِهِ
أُسُودٌ ولا يَحوِي رِجالاً تَسُودُها
فَهانَ مُوَلَّى الحُكمِ فيهِم وَقَدرُهُ
وَلَم يَحتَرِمهُ وَغدُها وَرَشِيدُها
وقادُوا إِليهِ كلَّ يَومٍ بَلِيَّةً
قَوافِلَ تَسبيها وَقَتلَى تَقُودُها
وَمِن عَسكَرِ السُلطانِ خَمسِينَ غادَروا
عَلى وَهَدَاتِ الرَّملِ يَجرِي صَدِيدُها
وما رَدَّهُم عَهدٌ وَثِيقٌ ولا يَدٌ
عَلَيهِم مِنَ الإِنعامِ يُرجَى مَزِيدُها
وقَد خَتمَ الإِحسانُ فيهِم لَوَ اَنَّهُ
يَهُونُ بِهِ طُغيانُهُم وَجُحُودُها
فَلا بُدَّ فيهِم مِن عَظِيمِ نِكايَةٍ
تَذُوبُ احتِراقاً مِن لَظاها كُبُودُها
سَحابَةِ جُندٍ صَبَّحَتهُم بِصيحَةٍ
وَهُم وَبَنوها عادُها وَثَمُودُها
ولا تَرضَ مِنهُم باليَسِير تَعَطُّفاً
وَعَفواً فَإِنَّ العَفوَ مِمّا يَزيدُها
وَأَجِّج بِهَذِي الدارِ ناراً عَظيمَةً
مِن الحَربِ أَشلاءُ الأَعادِي وَقُودُها
وَأَخِّر جَبَانَ القلبِ إِنَّ لِرَأيهِ
مَناهِجَ سُوداً تُفسِدُ المُلكَ سُودُها
وَجازِ جَميعَ الناسِ إِلا مُجَرِّباً
لهُ هِمَّةٌ ما لانَ في الحَربِ عُودُها
وَذا نَجدَةٍ آراؤُهُ وَحُسامُهُ
سَواءٌ عَلى حَوضِ المَنايا وُرُودُها
وَأَشرَفُ إرسالِ المُلوكِ إِلى العِدا
خَمِيسٌ تَكَدَّى مِن مَجارِيهِ بِيدُها
فإِن كُنتَ حَقّاً مُرسِلاً فكتائِباً
يَرُوعُ الأَعادي بأسُها وحَديدُها
وَخُذ ما بأَيديهِم وَأَجرِ دِماءَهُم
فيا طالَما أَجرَى الدِّماءَ شَديدُها
وَأَبقِ لَهم مِنهُم مَواعِظَ يَنتَهي
بِها عَن فَسادٍ كَهلُها وَوَليدُها
وَأَنتَ لكَ الرَّأيُ السَّديدُ وهِمَّةٌ
مَوارِدُها تَأبَى عَلى مَن يُرِيدُها
وَأَنتَ سَحابٌ مُمطِرٌ غيرَ أَنَّهُ
غِياثٌ عَلى قَومٍ وَقَومٍ تُبيدُها
لَنا مِنكَ كَفٌّ أَهلَكَت كُلَّ ظالِمٍ
وَكَفٌّ يُداوِي مُشتَكِي الضُّرِّ جُودُها
وَبِالحالِ هَذي الدارُ تَشكُوكَ ضَعفَها
لَعلَّكَ بالرِّفقِ العَمِيمِ تَقُودُها
فَعَطفاً عَلَيها يا ابنَ هاشِمٍ إنَّها
لَها قَدَمٌ بالحقِّ قامَت شُهُودُها
فَهُم لِرسُولِ اللَّهِ سارُوا مَحَبَّةً
وَذَلِكَ قَبلَ العُربِ تَأتِي وُفُودُها
فأكرَمَ مَثوَاهُم لَدَيهِ وَوافَقُوا
بِطَيبَةَ أُولى جُمعَةٍ حانَ عِيدُها
وَأَوَّلُ دارٍ بَعدَ طَيبَةَ شُيِّدَت
مَنابِرُها فيها وَشاعَت حُدُودُها
وَفيها هُداةٌ كلَّما حانَ لَيلُهُم
تَقاسَمَهُ تَسبيحُها وَسُجُودُها
وَمن عُلَماءِ الشَّرعِ فيها جَهابِذٌ
تَصَدَّت لِطُلابِ العُلُومِ تُفِيدُها
وَمُنذُ شُهُورٍ لازَمَتها حَوادِثٌ
أَقَلُّ نَصِيبٍ من أَذاها يُبيدُها
وَقَبلَ وُقُوعِ الحادِثاتِ فلَم تزَل
قلِيلَةُ يُسرٍ وَالقَليلُ يُؤُودُها
وَثَمَّ لَها شَكوى سِوى الضَّعفِ وَالعدا
وَجَدوَاكَ بحرٌ لَم يَخِب مُستَزِيدُها
وَإِنَّا لَنَرجُو أَن تكونَ لها أَباً
وَيَعلُو بِمَسعاكَ الحَمِيدِ سُعُودُها
وَذِي بِنتُ فِكرٍ أَورَدَتها مَحَبَّةٌ
وَعَزَّ عَلى غَيرِ الكَريمِ وُرُودُها
وَلَستُ كَمَن قالَ القَريضَ تَعَرُّضاً
لدُنيا سَيَبلى جَدُّها وَجَدِيدُها
وَلَكِنَّني أَهوى فَتىً دَأبُهُ العُلا
وَأَنتَ الذي تَسعى لَها وَتَرُودُها

ريحانة شمران
06-21-2024, 11:26 PM
» عبد العزيز بن صالح العلجي » لقد طال لبثي بالحمى لم أكلم

لَقد طالَ لُبثِي بالحِمى لم أُكَلّمِ
وَعِيلَ اصطِبارِي في الهَوى وَتَكَتُّمِي
وفي ذلكَ المَغنى فتاةٌ كريمَةٌ
إِلى خَيرِ أَصلٍ في العَشِيرَةِ تَنتَمي
هِيَ الشَّمسُ في نُورٍ وَرِفعَةِ مَنصبٍ
وَتَفقِدُ مِنها الشَّمسُ حُسنَ التَبَسُّمِ
وَتَسقِي بِعَينَيها وَرِقَّةِ لَفظِها
عَتيقَةَ خَمرٍ لا تُدارُ عَلى فَمِ
وَتِلكَ الَّتي لا تُمسِكُ العَينُ دَمعَها
عَلى فائِتٍ مِن عَهدِها المُتَقَدِّمِ
وَقد طالَما أَرجُو الليالي تَرُدُّ لِي
مَعاهِدَ أُنسٍ طالَ مِنها تَنَعُّمِي
أَأَشكُو الليالي أَم نِكايَةَ قَومِنا
فَليسَ أذاها مِن أَذاهُم بأعظَمِ
ولمّا رَأَينا قومَنا وَسُراتنا
سِراعاً إِلى غِرّاتِنا بالتَهَجُّمِ
وَأَيقَنَ أَصحابِي بِأَنَّ مُقامَنا
عَلى مِثلِ هَذا مَحضُ عَجزٍ مُوَهَّمِ
وَبالبَصرَةِ الفَيحاءِ قَومٌ نَعُدُّهُم
لَنا مَعقِلاً نأوِي إِلَيهِ وَنَحتَمِي
رَحَلنا عَلى مُستَحسَنَاتٍ سَوابِقٍ
مَطايا وَأَلواحِ السّفينِ المُنَظَّمِ
فَجِئنا إِلى أَكنافِ قَومٍ أَعِزَّةٍ
مَتى جاءَ نادِيهِم أَخُو البُؤسِ يَنعَمِ
فَرُوعُ الهُداةِ الغُرِّ مِن آل هاشمٍ
فهل مِثلُ هذا الأَصلِ أَصلٌ لِمنتَمي
بِهِم يَستَقِرُّ المُلكُ إن خَفَّ عَرشُهُ
فأَعظِم بِهِم لِلمُلكِ طَوداً وَأَكرِمِ
وَهُم لِفُرُوعِ المجدِ أَصلٌ مُؤَثَّلٌ
وَإِنعامُهُم جَارٍ عَلى كُلِّ مُنعِمِ
أَتيناهُمُ كَي نَستَجِيرَ وَنَحتَمِي
لِوَقعٍ عَظيمٍ هائِلِ الخَطبِ مُؤلِمِ
فقابَلَنا مِنهُم بَشيرٌ وَنَجدَةٌ
هُمامٌ أَبى في المَجدِ غيرَ التَقَدُّمِ
تَصاغَرَ ما جِئنا لَهُ وهوَ لَم يَكُن
صَغِيراً لدى غيرِ الهُمامِ المُفَخَّمِ
وَلِم لا يُهِينَنَّ العَظائِمَ سَيِّدٌ
كرِيمٌ نماهُ أَكرَمٌ بَعدَ أَكرَمِ
أَخُو هِمَّةٍ تَأبى الفَواضِلَ مَغنَماً
وَلكن تَرى العَلياءَ أَكبَرَ مَغنَمِ
يكادُ يَذُوبُ الخَصمُ مِن هَيبَةٍ لَهُ
إِذا ما جَلا مِن غَيرَةٍ عَينَ أَرقَمِ
وَيَذهَبُ هَمُّ الوَفدِ مِن نُورِ وَجهِهِ
لِما راقَ فيهِ مِن حَياً وَتَكَرُّمِ
أَقَرَّ الأَعادِي بَعدَ جَهدٍ بِأَنَّهُ
فَريدٌ فَعَضُّوا أصبعَ المُتَنَدِّمِ
بآرائِهِ تَلقى الأُمُورُ نَجاحَها
ويَبشِرُ وَجهُ المُلكِ بَعدَ التَجَهُّمِ
وَمُذ شَكَتِ الأَحساءُ عِندَ إِمامها
وكانَ لَهُ عَطفٌ عَلى كُلِّ مُسلِمِ
خليفَةُ دِينِ اللَّهِ فِينا وَظِلُّهُ
عَلَى مُنجِدٍ في أَيِّ أَرضٍ وَمُتهِمِ
تَدارَكَها مِنهُ بِأَشهَمَ باسِلٍ
هُمامٍ لأَخطارِ العُلا ذِي تَجَشُّمِ
فأَصبَحَ وادِيها خَصِيباً وَوَجهُها
صَبيحاً وَمَن فيها بِبالٍ مُنَعَّمِ
أَيا طالِبَ الفَضلِ الَّذي كُنتَ نِلتَهُ
بِسَعي أَغَرٍّ لَم يَكُن بِمُذَمَّمِ
هَنيئاً لَكَ القَدرُ الجَليلُ لأَنَّهُ
أَتى عَن أَميرِ المُؤمِنينَ بأنعُمِ
رضاهُ وَأَعطاهُ السِيادَةَ أَهلها
وَإِن لم يُقَدِّم غيرَ قَرمٍ مُقَدَّمِ
فَإِن يُعطِكِ السُلطانُ رُتبَةَ سَيِّدٍ
تَدُوسُ عَلى هامِ الثُّرَيّا بِمَنسِمِ
فلم يُعطِها إِلا حقيقاً مُسَوَّداً
بفِعلٍ كريمٍ أَو بِجَدٍّ مُكَرَّمِ
فكم لَكَ مِن جَدٍّ كَريمٍ وَمِن أَبٍ
تَمَنَّى البرايا مَسَّ نَعلَيهِ بِالفَمِ
أَقَرَّ البَرايا أَنَّ إِدراكَ فَضلِكُم
مُحَالٌ فلم يَخطُر وَلَو بِالتَوَهُّمِ
وَمَن ذا يُساوي أَهلَ بَيتِ نُبُوَّةٍ
شَهِدنا ثَناهُم بِالكِتابِ المُعَظَّمِ
وَلِي فِيكَ حُبٌّ صادِقٌ لَستُ أَبتَغِي
عليهِ جَزاءً غيرَ قُربِكَ فاعلَمِ
وَفِيمَن سِواكُم لا أُحَبِّرُ مِدحَةً
أَبَت ذاكَ آبائِي وَيَأبَى تَكَرُّمِي
وَفِيكُم إِذا أَنشَدتُ شَرَّفتُ مَنطِقي
وَشَرَّفتُ أَقلامِي وَكَفِّي وَمِعصَمِي

ريحانة شمران
06-21-2024, 11:26 PM
» عبد العزيز بن صالح العلجي » ما للمحب على الصدود قرار


ما لِلمُحِبِّ عَلى الصُّدُودِ قَرَارُ
فهَلِ الأَحِبَّةُ آذَنُوا فَيُزَارُوا
ما بالهُم جَهِلُوا عُهُوداً بالحِمى
شَهِدَت بِها مِن بَعدِنا الآثارُ
رَعياً لِناسٍ بعدَ عِلمٍ أَنكَرُوا
عَهدِي وَلمّا يَحسُنِ الإِنكارُ
هُم وَجَّهُوا قَلبِي إِلى سُبُلِ الهَوى
حتَّى استَقامَ عَلى الطَّريقِ وَجارُوا
آهاً لأَيّامٍ مَضَت لي عِندَهُم
في القَلبِ مِن وَجدٍ بِها إِعصَارُ
أَيّامَ يَظهَرُ لي مَلِيحٌ أَحوَر
الصُّبحُ مِن طَلَعاتِهِ إِسفارُ
مُستَطرِقٌ ما عِيبَ إِلا أَنَّهُ
بِطِباعِهِ عَن عاشِقيهِ نِفَارُ
غَنِجُ الدَّلالِ كأنَّ في أَجفانِهِ
خَمراً عَلى شَبحِ القُلُوبِ تُدارُ
يا لَيتَ شِعرِي هَل لِعَودِ وِصالِهِ
سبَبٌ وَتَجمَعُ بَينَنا الأَقدارُ
أَتُراهُ ما نَسِيَ العُهودَ وَإِنَّما
أَلهَاهُ عَن آرابِهِ الأَغيارُ
وَالدَّهرُ قد يُثنِي الفَتَى عَن عَزمِهِ
وَتَجيشُ في كَرّاتِهِ الأَكدارُ
أَشكُو مُصارَمَة الزَّمانِ وَما رَمى
بِيَدِ الحَوادِثِ جَيشُهُ الجَرّارُ
كَشِكايَةِ الأحساءِ عِندَ مُسَوَّدٍ
جَمعُ العَظائِم في يَدَيهِ صِغارُ
قَرمٌ إِذا ما حَلَّ داراً حَلَّها ال
إِقبالُ وَالإِعظامُ وَالإيسارُ
جَمَعَ السَّعادَةَ وَالمَهابَةَ وَالبَها
جُنداً فهُنَّ لِجُندِهِ أَنصارُ
مِن آلِ هاشِمٍ الذينَ تَمَوَّلُوا ال
كَرَمَ الأَصِيلَ وَلِلكِرامِ أَعارُوا
البَأسُ فيهم وَالنَّدَى فَعِقابُهُم
تَلَفٌ وَنائِلُ جُودِهِم مِدرَارُ
يَتَجَمَّلُ الملكُ الخِضَمُّ بفضلِهِم
وَبِذكرِهِم تَتَجَمَّلُ الأَخبارُ
وَإِذا عَرَى عَرشُ المَمالِكِ خِفةً
فَلَهُ ثَباتٌ مِنهُمُ وَقَرارُ
أَمِنَت بِهِ نَجدٌ وكانَت قَبلَهُ
رَوعَاءَ مِلءُ أَدِيمِها أَخطارُ
نَجمٌ تَجَلّى في مَطالِعِ سَعدِهِ
مِن خَلفِهِ وَأَمامِهِ الأَنوَارُ
رَجَمَ الإِمامُ بِهِ شَياطِينَ الوَرى
فَالكلُّ مِنهُ لِوَجهِهِ خُرّارُ
يا ابنَ النَّجابَةِ وَالنَّقابَةِ إِنَّما
أَنتُم نُجُومُ الأَرضِ وَالأَقمارُ
فإِذا العُصَاةُ تَعَصَّبَت وَتَمَرَّدَت
فَلَها نَكالٌ مِنكُمُ وَدَمارُ
يا ابنَ الأَكارِمِ قَد مَلَكتَ رِقابَنا
وَبِمِثلِ سَعيكَ تُملَكُ الأَحرارُ
فَعَلامَ تَترُكُها وَأَنتَ أَمِيرُها
مَن لا يُبالِي إِن عَرَاهُ العارُ
قَد عادَ لِلأَحساءِ داءٌ مُعضِلٌ
حارَت بِهِ الآراءُ والأَنظارُ
وَبَغَى عَلَيها مِن وُلاةِ أُمُورِها
مَن لا يُبالِي إِن عَرَاهُ العارُ
كُنَّا نَخافُ مِنَ البُغاةِ خَرابَها
وَالآنَ قادَ خَرابَها العُمّارُ
في كلِّ يَومٍ لِلنِّكايَةِ وَالأَذَى
يَبدُو بِها مِن حالِهِم أَطوَارُ
حُكَّامُها رَجُلانِ إِمَّا مُسلِمٌ
وَاهٍ وَإِمَّا مُسرِفٌ جَبّارُ
إِن دامَ هَذا فَالحِساءُ مَصِيرُها
خَبَرٌ تَقُومُ بِنَقلِهِ السُّمارُ
يا سَيِّداً تَشقَى العِداةُ بِخَوفِها
مِنهُ وَيَسعَدُ في حِماهُ الجارُ
يا نِعمَةَ السُّلطانِ أَنتَ عَلى الوَرى
تَحيَى بِسَعيِكَ أَنفُسٌ وَدِيارُ
حاشاكَ أَن تَرضَى عَلَى بَلَدٍ لَها
نَظَرٌ عَلى حُسناكَ وَاستِبشارُ
وَإِذا دَهَتها الحادِثاتُ فَما لَها
إِلا إِلَيكَ تَلَفُّتٌ وَقَرارُ
وَالحُبُّ أَكسَبَها لِفَضلِكَ نِسبَةً
فَلَها بِذاكَ تَشَرُّفٌ وَفَخارُ
أَوَ ما علِمتَ بأنَّ مُعظَمَ أَهلِها
لمّا أَذاعَت سيرَكَ الأخبارُ
ما بينَ كاظِمِ غيظِهِ مُتَقَطِّعٍ
أَسَفاً وَحُرٍّ دَمعُهُ مِدرارُ
فاغضَب لَهَا يا ابنَ الأَكارِمِ غَضبَةً
تَنأى بِها عن سُوحِها الأَكدارُ
إِن لَم تَكُن لِمقامِها ذا غَيرَةٍ
تَحمي حِماها مِن أَذى وَتَغارُ
فَمنِ الَّذي يُرجَى لِدَفعِ كُرُوبِها
عَنها وَأَنتَ السَّيِّدُ الأَمّارُ
هُم أَرسَلُوني شافِعاً وَمُقدِّماً
جاهِي وَأَنتَ المَقصِدُ المُختارُ
إِذ كُنتَ أَنتَ أَخا النَّجابَةِ وَالعُلا
وَسِواكَ فيهِ عَنِ العُلا إِقصَارُ
وَلَقَد أَتيتُكَ وافِداً بِنَجِيبَةٍ
شُهَداؤُها بِوِدَادِكُم أَبرَارُ
حَسناءُ لا تَبغِي سِواكَ مِنَ الوَرى
وَلَها النَزاهَةُ وَالعَفافُ شِعارُ
وَمُرادُها الأَسنَى قَبُولُكَ وَالرِّضا
فَإِذا رَضِيتَ انقادَتِ الأَوطارُ

ريحانة شمران
06-21-2024, 11:27 PM
» عبد العزيز بن صالح العلجي » أبى الهم إلا أن يكون معي معي


أَبى الهَمُّ إِلا أَن يَكُونَ مَعِي مَعِي
وَيَبقَى سَميري فِي مَسِيري وَمَضجَعِي
وَإِنِّي لأَرضى الهَمَّ إِذ كانَ داعِياً
إِلَى سَعيِ مَرضِيِّ الفِعالِ سَمَيدَعِي
وكم هِمَّةٍ لَو تَحمِلُ الشُّمُّ بَعضَها
لَعادَت بِحالِ الخاشِعِ المُتَصَدِّعِ
أَو البَحرُ تَيّاراً لعَادَت سَفِينُهُ
رَواكِدَ فِي وَجهٍ مِنَ الأَرضِ بَلقَعِ
تَحَمَّلتُها حَتّى لَوِ اسطَعتُ كَتمَها
عَنِ القَلبِ لَم يَشعُر بِها بَينَ أَضلُعِي
نَزاهَةُ أَخلاقٍ وَغَيرَةُ ماجِدٍ
عَلى السِّرِّ أَن يُبدى إِلَى غَيرِ أَلمَعِي
يَقُولُونَ أَوحَشتَ البلادَ وَأَهلَها
وَرَوَّعتَها بالبَينِ كُلَّ مُرَوَّعِ
وَلَو عَلِمُوا مَن ذا تُشَدُّ لِقَصدِهِ
مَطايايَ قالُوا قَد أَصَبتَ فأَسرعِ
أَلَيسَ إِلَى خَيرِ المُلوكِ وَفَخرِهِم
وَمُحِيي لنا شخص النَدى بَعدَ ما نُعِي
إِلى مَلِكٍ يُنمَى لآلِ خَلِيفَةٍ
سُراةٌ لَهُم فِي المَجدِ أَشرَفُ مَوضِعِ
تُراثُهُمُ الفِعلُ الجَميلُ وَهِمَّةٌ
يَذِلُّ وَيَخزَى عِندَها كُلُّ مُدَّعِ
أُسُودٌ إِذا خاضُوا الغِمَارَ وَإِنَّهُم
بدُورٌ إِذا حَلُّوا الصُّدُورَ بِمَجمَعِ
إِذا الناسُ باعُوا واشتَروا في حُطامِهِم
عَلوا فاشتَروا حمداً عَلى كُلِّ مَسمَعِ
وَإِن غَيرُهُمُ باهَى بِكُلِّ سَفاهةٍ
وَسابَقَ في مَيدانِها غَيرُ مُقلِعِ
تَباهَوا بِأَحلامٍ ثِقَالٍ وسابَقُوا
إِلَى أَدَبٍ كالعَنبَرِ المُتَضَوِّعِ
بِآدابِهِم يَرتَاضُ كُلُّ مُهَذَّبٍ
وَعِندَ نَداهُم يَنتَهِي كُلُّ مَطمَعِ
وَلا سِيَّما عِيسَى الهُمامُ الَّذي بِهِ
أَوَالٌ تَناهَت فِي العُلا وَالتَّرَفُّعِ
تَطاوَلَتِ الشِّعرَى عُلُوّاً وَرِفعَةً
وَباهَت بِهِ فَخراً عَلَى كُلِّ مَوضِعِ
هُوَ الجَبَلُ الرَّاسِي وَقاراً وَهَيبَةً
وَحَزماً وَعَزماً مَع سِياسَةِ أَلمَعِي
تُذَكِّرُنا أَوصافُهُ حِلمَ أَحنَفٍ
وَبأسَ كُلَيبٍ فِي جَلالَةِ تُبَّعِ
بَنُوهُ لَدَيهِ كَالبُدُورِ كَوامِلاً
مَتى تَرَهُم عَينٌ تَذِلّ وَتَخشَعِ
أَقُولُ وَقَد مَتَّعتُ قَلبِي بِذِكرِهِم
يُنازِعُ هَمِّي هِمَّتِي وَتَمَنُّعِي
متَى لثَمَت أَقدامُنا تُربَ دارِهِم
أَيا هِمَّتي زِيدِي وَيا هَمُّ أَقلعِ
أَبَا حَمَدٍ أَلقَى بِنَا الشَّوقُ إِنَّنا
رَأَينَاكَ فَرداً فِي الفَضائِلِ أَجمَعِ
أَبا حَمَدٍ لَولاكَ لَم يَبقَ مُرشِدٌ
إِلَى شِيَمِ السَّادَاتِ مِن كُلِّ أَروَعِ
رَأَيناكَ حُرّاً هامِعَ الجُودِ كلِّهِ
وَحُبُّ الجَوادِ الشَّهمِ شِيمَةُ مَن يَعِي

ريحانة شمران
06-21-2024, 11:28 PM
» عبد العزيز بن صالح العلجي » ثناء عظيم في علاك قليل


ثَناءٌ عَظيمٌ في عُلاكَ قلِيلُ
لأَنَّكَ فَردٌ ما لَدَيكَ مَثيلُ
أَيا مَلِكاً أَحيَت مَعالِيهِ سالِفاً
مِن المَجدِ حَتّى عادَ وَهوَ يَقُولُ
رجعتُ بِعبدِ اللَّه فيكُم لأنَّهُ
قَؤولٌ لِما قالَ الكِرامُ فَعولُ
فَتى جَلَوِيٍّ عابد اللَّهِ ذا العُلا
لِذكراكَ شأنٌ في الأَنامِ جَليلُ
مَعالِيكَ أَمثالُ النُّجومِ سَوابقٌ
لَها غُرَرٌ مهما بدَت وَحُجُولُ
أَجَلُّ رِجالِ الصِيدِ مَجداً وَعِفَّةً
وَأَصدَقُهُم لِلقَولِ حينَ يَقُولُ
وَأَقواهُمُ صَبراً عَلَى كلِّ حادِثٍ
ولِلشَرِّ عِندَ النائِباتِ حَمُولُ
فعدلُكَ عدلٌ قامَ في أَوجُهِ الوَرى
يَخِرُّ لهُ الجَبّارُ وهوَ ضَئيلُ
لكَ المجلِسُ العالِي وَقاراً وَهيبَةً
تباعَدَ عَنهُ هُجنَةٌ وفضُولُ
رَعَى اللَّه لِلأَوصافِ مِنكَ فَإِنَّها
تَرُدُّ حَسُودَ الطَّرفِ وَهوَ كَليلُ
شَكَرناكَ إِذ طَهَّرتَ بلدَتَكَ الَّتي
لَهَا مِنكَ ظِلٌّ بِالأَمانِ ظَليلُ
نَفَيتَ ذَوِي الإِلحادِ مِنها فأَفصَحَت
بِشُكرك مَنزُولٌ بِها وَنَزيلُ
فَلا زِلتَ لِلدِّينِ الحنيفِيِّ ناصِراً
تَقُومُ عَلَى أَعدائِهِ وَتَصُولُ
لَنا كُلَّ يَومٍ مِن مَعاليكَ مَطلَعٌ
يَسِيرُ كَسَيرِ الشَّمسِ وَهوَ جَليلُ
شَكرنا إِمامَ المُسلِمينَ فإِنَّهُ
بَصِيرٌ إِذا اختَارَ الرِّجالَ دَليلُ
أَقامَكَ حِفظاً لِلبِلادِ وَأَهلِها
فآمَنَ مِنها خائِفٌ وَسَبيلُ

ريحانة شمران
06-21-2024, 11:28 PM
» عبد العزيز بن صالح العلجي » دعوا سالفا من ذكر ليلى ومن هند


دَعُوا سالِفاً من ذِكرِ لَيلَى وَمِن هِندِ
وَذِكرى أَحاديثِ الرُّصافَةِ والرَّندِ
وَلَكن تَعالَوا عَطِّرُوا مَجلِسَ الهَنا
بِعَودِ أَبِ الأَحساءِ أَعنِي أَبا الحَمدِ
فَتىً جَلَويٍّ مَن نُقَرِّعُ باسمِهِ
قلُوبَ الأَعادِي مِثلَ قارِعَةِ السَّدِّ
فَهَيبَتُهُ العُظمَى هَدَت كلَّ ظَالِمٍ
فَداعِي أَذاهُ لا يُعيدُ وَلا يُبدِي
وَأَظهَرَ عَدلاً في الأَنامِ كأنَّهُ
جِبالٌ أَحاطَت كلَّ مُستَضعَفِ الجُهدِ
فَتىً هَمُّهُ نَصرُ الشَّريعَةِ وَالهُدى
وَحِفظُ حُدودِ اللَّهِ في القُربِ وَالبُعدِ
وَكانَت حُدودُ اللَّهِ قَبلُ مُضاعَةً
كَأن لَم يَكُن لِلَّه في الشَّرعِ مِن حَدِّ
كأنَّ كِتابَ اللَّهِ لا يَدرُسُونَهُ
وما كانَ فيهِ مِن وَعيدٍ وَمِن وَعدِ
فمُذ قامَ عَبدُ اللَّهِ لِلَّهِ ناهِضاً
بِنَهضَةِ ضِرغامٍ عَظيمٍ مِنَ الأُسدِ
أَعادَ حُدودَ اللَّهِ في أُفُقِ العُلا
تُضِيءُ نُجُومُ الأُفقِ عَنها وَتَستَهدِي
وَمَدَّت هناكَ الصَّالِحُونَ أَكُفَّهُم
دعاءً لِهَذا السَّيِّدِ المَاجِدِ الفَردِ
وَوَلَّت جنُودُ الفِسقِ عَنّا ضَئِيلةً
أَذَلَّ وَأَخزَى في الأَنامِ مِنَ القِردِ
إِذا فَاسِقٌ أَغوَاهُ مِن نَفسِهِ الهَوى
تَغَشَّاهُ خَوفٌ مِنهُ يُثنِيهِ لِلرُّشدِ
فيا ماجِداً مُذ غابَ عَنَّا لَطِيفُهُ
فَهَامَت بِهِ الأَحساءُ وَجداً عَلَى وَجدِ
طَلَعتَ عَلَيها طلعَةَ الشَّمسِ لِلوَرى
فظَلَّت تُغَنِّي فيكَ بِالشُّكرِ وَالحَمدِ
عَلَى أَنَّ فَرعاً مِنكَ فينا أَقَمتَهُ
فأَعظِم بهِ من ماجِدٍ مُشرِقِ السَّعدِ
شَأى شأوَكَ العالِي بحُسنِ سِياسَةٍ
وَعَزمٍ مُلُوكِيٍّ وَهَيبَةِ ذِي مَجدِ
سُعُودٌ أَدامَ اللَّه طالِعَ سَعدِهِ
وَصَيَّرَهُ ما عاشَ يَجرِي عَلى رُشدِ
وَلا عَجَبٌ إِذ نالَ ما نالَ مِن عُلاً
فَقَد كانَ يَسعَى في مَساعِيكَ لِلمَجدِ
فَيا ضَيغَماً بَل يا شِهاباً إِذا اِنجَلَى
تَنَحَّت شَياطِينُ الضَّلالِ عَلَى كَدِّ
أَلا إِنَّ لِلشَيطانِ جُنداً مِنَ الوَرى
فحافِظ عَلى التَمزيقِ في ذَلِكَ الجُندِ
وَناصِرُ دِينِ اللَّهِ يُولِيهِ رَبُّهُ
فُتُوحاً وَنَصراً جاءَ عَن أَصدَقِ الوَعدِ
وَناصِرُ دينِ اللَّهِ يَحيى مُبَشَّراً
لَهُ العِزُّ في الدُّنيا وفِي جَنَّةِ الخُلدِ
وَنَحنُ بِحَمدِ اللَّهِ عِندَكَ لم نَزَل
نُسَرُّ بِعَزمٍ مِنكَ ماضٍ وَلا يُكدِي
وَنَشكُرُ إِحسانَ الإِمامِ بِفَضلِهِ
فَوَلَّى عَلَينا سَيِّداً عالِيَ الجَدِّ
وَقُورٌ عَلَى الشِّدّاتِ أَمضَى عَزائِماً
إِلَى حَلَبات المَجدِ مِن مُرهَفِ الحَدِّ
وَكَم للإِمامِ مِن أَيادٍ عَظيمَةٍ
إِذا قُوبِلَت بالعَدِّ جَلَّت عَن العَدِّ
وَأَنتُم بحَمدِ اللَّهِ بَيتٌ مَعَظَّمٌ
فَضائِلُكُم فِي المَجدِ سابِقَةُ العَهدِ
وَأَقوى مُلُوكِ الأَرضِ في نُصرَةِ الهُدى
وَفِي الأَمرِ بِالمَعرُوفِ وَالحِفظِ لِلحَدِّ
وَأَعظَمُهُم حِلماً وَعَفواً وَهِمَّةً
وَأَخلاقُ أَملاكٍ أَلَذُّ مِنَ الشّهدِ

ريحانة شمران
06-21-2024, 11:29 PM
» عبد العزيز بن صالح العلجي » زيادة مجد كل يوم لكم تجري


زِيادَةُ مَجدٍ كُلَّ يَومٍ لَكُم تَجرِي
وَنَحنُ لَكُم نَزدادُ شُكراً عَلَى شُكرِ
أَخا المَجدِ عبدَ اللَّه لا زالَ حافِظاً
شَرِيعَةَ رَبِّ الناسِ بِالنَّهيِ والأَمرِ
تَذُبُّ بِبَأسٍ مِنكَ عَنها مُسَوِّراً
حِماها بنَفي الخاطِئِينَ وبِالأطرِ
فَتَى جَلَوىٍّ حُبُّنا فيكَ صادِقٌ
لأنَّكَ فِي أُفقِ المَمالِكِ كالبَدرِ
فَنَسأَلُ رَبَّ الناسِ طُولَ حَياتِكُم
وَتأييدَكُم بالعِزِّ وَالحِفظِ والنَّصرِ
سَبَقتَ مُلُوكَ الأَرضِ حِفظاً لِبَلدَةٍ
لَها بِكَ فَخرٌ باهِرٌ أَيَّما فَخرِ
شَكَرنا إِمامَ المُسلِمينَ لأنَّهُ
أَقامَكَ فيها وَهوَ عن فضلِهِم يَدرِي
دَرَى أنَّكَ الفَردُ الَّذي لَيسَ مِثلَهُ
مُهابٌ جَليلاً في المَهابَةِ وَالقَدرِ
قَوِيماً عَلَى حِفظِ المَمالِكِ قائِماً
مَقامَ زِيادٍ في السِّياسَةِ أَو عَمرِو

ريحانة شمران
06-21-2024, 11:30 PM
» عبد العزيز بن صالح العلجي » ليهن بني الإسلام فجر من الهدى


لِيَهن بَنِي الإِسلامِ فَجرٌ مِنَ الهُدى
مَحا نُورُهُ لَيلَ المَكارِهِ مُذ بَدا
وَيَهنِيهُمُ حِفظُ الثُغورِ وَطيبَةٍ
وَأُمِّ القُرى لا عانَقَتها يَدُ الرَّدى
بعَزمِ إِمامٍ ثَبَّتَ اللَّه أمرَهُ
وَأَورَثَهُ حِلماً وَرَأياً مُسَدَّدا
وَقَلَّدَهُ المَولى رِعايَةَ خَلقِهِ
فَأَعطاهُ عِلماً كافِياً ما تَقَلَّدا
فَكانَت مُلُوكُ الأَرضِ شاهِدَةً لهُ
بأَن كانَ في فَنِّ السِّياسَةِ أَوحَدا
إِذا رَاعَتِ الأَعداءَ هَيبَةُ جُندِهِ
عَلاهُم بِرَأيٍ كانَ أَمضَى وَأَجوَدا
يكادُ لِحُسنِ الرَّأيِ يُدرِكُ يَومَهُ
بِظَنٍّ صدُوقٍ مُنتَهى أَمرِهِ غَدا
حكيمٌ بِأطرافِ الأمورِ إِذا التَوَت
يَفُكُّ بِحلمٍ ما التَوَى وَتَعَقَّدا
فأَعداهُمُ طاشَت وَحارَت عُقُولُهُم
فكُلُّ جِهاتٍ مِنهُ تُهدِي لَها الرَّدى
عَلَى أَنَّهُ أَحلَى المُلُوكِ لَطافَةً
وَأَحسَنُهُم بِشراً وَأَجزَلُهُم نَدى
وَأَوصَلُهُم رَحماً وَأَشرَفُهُم سَناً
وَأَوسَعُهُم عَفواً وَأَقدَرُهُم يَدا
وَأَعظَمُهُم عِندَ الحِفاظِ حَفِيظَةً
وَأَكثَرُهُم عِندَ الإِلهِ تَعَبُّدا
وَأَنصَرُهُم لِلشَّرعِ مِن غَيرِ مِريَةٍ
وَأَقوَمُهُم سَيراً عَلَى سُنَنِ الهُدى
وَأَعلاهُمُ هَمّاً وَقَدراً وَهَيبةً
وَأَقوَاهُمُ دَفعاً لِقارِعَةِ العِدا
مآثِرُ عن آبائِهِ الصيِّدِ نالَها
وقَد زادَهُ الرَّحمنُ فَضلاً وَسُؤدَدا
بهِ حَرَسَ اللَّه الجَزِيرَةَ فاغتَدَت
أَعَزَّ عَلَى الأَعداءِ نَيلاً وَأَبعدا
وَكانَت يَدُ الإِفرنجِ مَدَّت لأَهلِها
مِنَ البَغيِ كَيداً يُشبِهُ اللَّيلَ أَسوَدا
فأَشرَقَ كالبَدرِ المُنيرِ بأُفقِهِ
فأَصبَحَ ليلُ البَغيِ عنها مُشَرَّدا
فقُل لبَنِي الإِسلامِ يَهنِيكُمُ بِهِ
مَساعِي إِمامٍ أَثبَتَت فوقكُم يَدا
فأَدُّوا لَهُ شُكراً وَقُومُوا بِنَصرِهِ
بكُلِّ سَبيلٍ وَارتَضُوه المُقَلَّدا
وَقُولُوا لَهُ أَنتَ المُسَوَّدُ وَالَّذي
يكُونُ لَهُ التَّقديمُ وَصفاً مُخَلَّدا
وَقولُوا لِعُبّادِ الصَّليبِ تَقَهقَرُوا
وَكُفُّوا عَنِ الإِسلامِ كَفّاً مُؤَبَّدا
فَذِي أُمَّةٌ رَبُّ البَرِيَّةِ لَم يَزَل
يُقيمُ لها مِنها إِماماً مُجَدِّدا
وَلَيسَت خُرافاتُ التَّمَدُّنِ بينَكُم
خَدَعتُم بِهَا الحَمقى غَبِيّاً وَأَنكَدا
وَلَكِنَّها آياتُ حَقٍّ بِأَمرِها
نُعِيدُ عَلَيكُم بأسَ قَتلٍ مُجَدَّدا
بأَيدي كِرامٍ مُخلِصينَ لِرَبِّهم
يَبيعُونَ دُنياهُم بأَعلَى وَأَبعَدا
وَأَنتُم عَلِمتُم ما لكُم في مِثالِنا
مُصابَرَةٌ إِذ يُجعَلُ الشَّرعُ مَقصِدا
وَأُنهِي سَلاماً للأمامِ مُبَتَّلا
أَلَذَّ مِنَ الشّهدِ الصَّريحِ وَأَجوَدا
نُهَنِّيكَ شُكراً بَل نُهَنِّي نُفُوسَنا
بِحِفظِ بِلادِ اللَّهِ مُستَنزِلِ الهُدى
وَعَالَجتَها عَن حِكمَةٍ وَسِياسَةٍ
فَنَحَّيتَ عَنَها داءَها المُتَجَسِّدا
فلا زِلتَ تُهدِي كُلَّ يَومٍ مُؤَثِّراً
وَدَولَتُكَ العُظمى تَزِيدُ عَلَى المَدى
فيَا أَيُّها الشَّهمُ الكَريمُ تَعَطُّفاً
عَلَى أَهلِ بَيتِ اللَّهِ شُكراً لِمَن هَدى
كَذَلِكَ سُكَّانُ المَدِينَةِ إِنَّهُم
لَهُم حَرَمٌ يَرعَاهُ كلُّ مَن اهتَدى
تَعَهَّد بإِحسانٍ فَقِيراً وَعالِماً
فأَكرَمُ جَذبِ الناسِ ما كانَ عَن نَدى
وَإِنَّا لَكُم دَاعُونَ بالغَيبِ خِفيَةً
مَحَبَّةَ دِينٍ لا لِنَحظَى وَنُحسَدا
وَنَهوى بأَنَّ الأَرضَ تُعطِيكَ حُكمَها
وَيُجمَعُ شَملُ المُسلِمين كَما بَدا
وَإِنَّكَ ذُو عَطفٍ عَلَيهِم وَرَأفَةٍ
تُرَبِّيهِمُ بالبَأسِ وَالعَطفِ والنَّدى
وَتَهجُرُ غَمضَ النَّومِ والناسُ نُوَّمٌ
لِتَدفَعَ عَنهُم وارِدَ الخَوفِ وَالرَّدى
وَتَأبى لَذيذاً مِن طَعامٍ وَمَشرَبٍ
لِتَضرِبَ بالغاراتِ في أَوجُهِ العِدا
حَبيبيَ هَل أَبقَيتَ لِلنَّاسِ مَشغَلاً
سِوى دَعَواتٍ قائِمينَ وَسُجَّدا
وَإِنَّكَ قَد وُلِّيتَ فِينا مُوَفَّقاً
مُهاباً جَليلاً ذا وَقارٍ مُسَدَّدا
فتىً عَمَّ كلَّ النَّاسِ إِنصافُهُ بِهِم
فَما أَحَدٌ إِلا عَنِ البَغيِ أَخلَدا
فَأَدناهُمُ أَعلاهُمُ عِندَ حَقِّهِ
وَأَعلاهُمُ أَدناهُمُ إِن تَمَرَّدَا
جَرى جَريُكَ العَالِي بوافِي سِياسَةٍ
وَحِكمَةِ ذِي عِلمٍ وَهَيبَةِ أَمجَدا
وَلَم نَكُ نَدرِي قبلَهُ أَنَّ وَقتَنا
حَوَى مِثلَ هَذا السَّيدِ الشَّهمِ سَيِّدا
وَثَمَّ لَنا شَكوى مِنَ الوَقتِ فارعَهَا
تكُن بِدُعاءِ المُسلمينَ مُؤَيَّدا
خَدائِعُ أَعداءٍ تُسَمّى تَمَدُّنا
تَبُثُّ عَلَى الإِسلامِ شَرّاً مُفَنَّدا
مَدارِسُ قامَت فِتنَةً وَخَديعَةً
فَتَعلِيمُها زُورٌ وَتَهذيبُها رَدى
فَغَرُّوا بها الحَمقَى إِلى أَن تَجاذَبَت
وَعَمَّت عُمُوماً لا يُقاسُ لَهُ مَدى
فَنأملُ بَسطَ السَّيفِ حَتّى تُزِيلَها
وَتَقطَعَ مِنها أَصلَها المُتمَدِّدا
وَتَحرقَ تَأليفاتها فَهيَ قَد سَرَت
وَتَزجُرَ عَن تَقويمِها وَتُهَدِّدا
أَنالَكُمُ النَّصرَ المُبينَ إِلهُكُم
وَأَلزَمَكُم ما دُمتُمُ سُبُلَ الهُدى

ريحانة شمران
06-21-2024, 11:31 PM
» عبد العزيز بن صالح العلجي » الحمد لله الحكيم المانح

الحَمدُ لِلَّهِ الحَكيمِ المانِح
مُصَرِّف السّحابِ وَاللَّواقِح
صَرفها بِأَحسَن المَقاصِد
مِن أَجلِ أَن يمن بِالفَوائِد
وَالناسُ بَينَ شاكِر وَجاحِد
وَكُلّهم مُفتَقِر للواحِد
ثم الصَّلاة مَع سَلام دائِم
لسَيد تَمَّت بِهِ المَكارِم
أبدِي مَعان بِجَوامِع الكَلِم
مُختَلِفات وَحلاها مُنتَظِم
رَسوله إِلى جَميعِ الناسِ
وآله أَهل النَّدي وَالباس
وَصَحبُه ساداتنا الأَبرار
هُم المُهاجِرونَ وَالأنصار
وَبعد لَما كانَت العزيه
مفردَة في فَنِّها سنيَّه
فَهيَ إِلى التَّصريفِ نعم الموصلَه
مَدنية لِبُعدِه مسهلَه
وكانَت الإخوان بِالأحساءِ
بِشَأنِ حِفظِها ذوي اعتِناء
نَظَمتها لأن حِفظَ الشِّعر
يَفوقُ في الغالِب حِفظ النَّثر
وافعَلَّ كاحمرَّ احمراراً خدها
من خجل حتى تبدي عقدها
هَذي الذي وعدت أني أنظمه
في فَن صَرف واللَّبيب يغنمه
تَم بِعَونِ رَبِّنا اللَّطيف
عَلَى لِسان عَبده الضَّعيف
مَن مِن ذُنوبه إلَيه يلتَجي
عَبد العَزيزِ القرشِي العلجِي
سَمَيته مباسِم الغَواني
مقرباً عزية الزّنجاني
عَن أَربع مِن المِئاتِ يَنجَلي
وعشرة وأَربَعينَ كمل
ثُم صَلاة اللَّهِ مَع سَلامه
ما لاحَ ضَوءُ البَرقِ في غَمامِه
عَلَى نَبِي لِلنَّبِيينَ ختم
مُحَمَّد سَيِّد عرب وعَجَم
منور الكَونِ بِأَنوارِ الهُدى
وَصاحِب المقام في يَوم الندا
وَآله الكِرام مَع أصحابِه
من مَدحِهم نَتلوه في كِتابِه
وَجاءَ في التَّوراةِ والإِنجيل
تَبجيلهم عَن رَبِّنا الجَليل

ريحانة شمران
06-21-2024, 11:31 PM
» عبد العزيز بن صالح العلجي » هنيئا لأرض الصالحية كلما

هَنيئاً لأَرضِ الصَّالِحية كُلَّما
سَمَت مَنزِلاً بِالفَضلِ فازَت بِأَرفَعا
فَبَينا نُجومِ التّمِ مِنها طَوالِع
تَبَوَّأها بَدر المَكارِمِ مطلَعا
فَلا فضل إِلا حلّها حينَ حلّها
فقُل لمعاديها عثرت فلا لَعا
فَيا سَيدي إِن فاتَ حَظي موضع
بِقُربِك فاجعَل لي بِقَلبِكَ مَوضِعا
فَإنِّي أَنا الرق الذي إن بلوته
تجد شاهِداً منه عَلَى صِدقِ ما ادَّعَى

ريحانة شمران
06-22-2024, 01:04 PM
سليمان بن سحمان فقيه وعالم دين سعودي , هو سليمان بن سحمان بن مصلح بن حمدان بن مصلح بن حمدان بن مسفر بن محمد بن مالك بن عامر الخثعمي , ولد في قرية السقا من أبها في منطقة عسير عام 1267 هـ الموافق 1852 , انتقل مع أبيه إلى الرياض في عهد الامام فيصل بن تركي ، فتلقى عن علمائها التوحيد والفقه واللغة , وتولى بعدها ابن سمحان الكتابة للإمام عبد الله بن فيصل فترة وجيزة من الزمن ثم تفرغ بعدها للتدريس والتأليف , كف بصر ابن سمحان في آخر حياته ، توفي في الرياض سنة 1349 هـ الموافق 1930

مؤلفات ابن سمحان
نظم ما انفرد به ابن تيمية .
نظم اختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية .
تميز الصدق من المين في محاورة الرجلين .
كشف الأوهام والالتباس عن تشبيه بعض الأغبياء من الناس .
فتييان تتعلقان بتكفير الجهمية .
إقامة الحجة والدليل وإيضاح المحجة والسبيل .
البيان المبدي لشناعة القول المجدي .
الصواعق المرسلة الشهابية على الشبه الداحضة الشامية .
الضياء الشارق في رد شبهات الماذق المارق .
تنبيه ذوي الألباب السليمة عن والوقوع في الألفاظ المبتدعة الوخيمة .
كشف الشبهتين .
كشف غياهب الظلام عن أوهام جلاء الأوهام .
منهاج أهل الحق والاتباع في مخالفة أهل الجهل والابتداع .


سليمان بن سحمان


هجاء غبي جاهل ذي حماقة

https://poetsgate.com/img/divider_1.png
هجاء غبي جاهل ذي حماقة


توهم أن الحق ما هو قائله
وما ذاك بالدعوى ينال وبالمنى


ولكنه بالعلم تسمو فضائله
فأبدى قريضاً من سفاهة رأيه


بهدم علامات أشادت أوائله
وهمط وخرط بالسباب وبالهجا


على أنه الأحرى به وهو حاصله
وقال بلا علم وسلطان حجة


تلوح جهراً باليقين دلائله
وقد كنت فيما قد مضى عنه معرضاً


ولم أكترث يوماً بما هو قائله
ولم أتعرض للغي بسبة


وإن كان قد شاعت جهاراً فلاقله
بنصرته من ليس للدين ناصراً


وهل هو إلا مارج العقل ذاهله
فعاب علينا نصرنا لذوي الهدى


وزيحته نحو المعضلات بلابله
وما ذاك إلا أننا بتفضل


علينا من المولى العميم فواضله
نحوط سياج الدين عن متمرد


يروم له خرقاً فتوتي معاقله
وتشييدنا أعلام سنة أحمد


بقمع ذوي الكفران ممن تناضله
وتحمي حمى قوم كرام أعزة


ونهجو الذي يهجوهمو وننازله
أولئك هم أنصار دين محمد


بنو الشيخ من شاعت بنجد فضائله
وأنصارهم من كل أروع باسل


يحامي عن التوحيد من قد يخاتله
بنجدٍ أقام الدين بعد انطماسه


ومن قبلهم والشر قد عم باطله
فسرنا على منهاجهم وطريقهم


لننجوا في يوم عظيم مهاوله
بتفكير عباد القبور جمعيهم


وتكفيرنا الجهمي أو من يشاكله
كذلك عباد القبور الذين هم


أباضة هذا الوقت ممن نناضله
وقد بلغتهم قبل ذلك حجة


وقامت عليهم بالبلاغ دلائله
ومن قد يواليهم ويركن نحوهم


فلسنا له إلاَّ بهجر نعمله
ونبغضه في الله من أجل أنه


يناضل عنهم بالهوى فنناضله
وليكن عند المشركين ولم يكن


ليظهر دين الله فيمن يخالله
فهاظ الغبي الفدم هذا وغاظه


ليحظى لدى من ليس ترضى شمائله
وحرر هذا الهجو من أجل أنه


تدوم له لذاته ومآكله
ولم أر إلاَّ سبعة من نظامه


محققة ق حررتها أنامله
وإنشاده بيتاً قديماً بقوله


زهير لدى جهل بما هو قائله
ثكلتك لو وفقت للرشد لم تفه


بظلمٍ وعدوان دهتك عواضله
فما خطل في القول أحسب أنه


صواباً ولم تظهر على دلائله
لدى كل ذي علمٍ وفقهٍ وفطنةٍ


يحوط حمى التوحيد عمن يماحله
ولكني والحمد لله وحده


أقول بما قد حررته أواله
أولو العلم والتقوى وكل محقق


من العلماء من قد تسامت فضائله
وما قاله أشياخنا من بينهم


فسلهم إذ لم تدر ما أنت فاعله
ومن قوله في نظمه وافترائه


وكان هو الأحرى بما قائله
ترشحت للعلم الشريف مفاخراً


ولست بذي علمٍ عليك دلائله
وإذا فرية قد يعلم الله أنه


علي من البهتان والإفك حاصله
فما كنت بالعلم الشريف مفاخراً


وإن كنت قد أردى به من أناضله
وما قلت يوماً أنني أنات عالم


ولم أترشح للذي أنا جاهله
وإن كنت العلم الشريف مناضلاً


فمن من من فاضت على فواضله
فلا ذهبا أو مذهباً كنت طالباً


ولا منصباً بالعلم ترجى وسائله
أفاخر بالعلم الشريف لنيله


وما أنا إلا غامض الذكر خامله
فلا رتبة أرجو ولست مزاحماً


لأربابها يوماً كما أنت فاعله
سوى أنني والحمد لله وحده


أرد على من قد دهتنا عواضله
وأحمى حمى التوحيد عن متمرد


يحاول أن يسمو على الحق باطله
وذاك يقال الله قال رسوله


وأقوال أهل العلم حقاً نقابله
فويحك هل هذا مفاخرة به


ثكلتك دع عنك الذي أنت جاهله
ومن قوله في نظمه متمنياً


وذو العرش عما قد لابد سائله
دهتك الدواهي يا بن سحمان كلها


جزاء المقال السوء إذ أنت قاتله
تسيء ظنونا بالشبيبي وصهره


وكل إمام بان فينا فضائله
وليس بما قد قلت يا شر واهم


ولكن سوء الفهم تبدو عواضله
أقول لعمري ما أصبت وإنَّما


دهتك ظنون الجهل فيما تحاوله
فأي المقال السوء ويحك قلته


ابنه لنا فالحق تسمو دلائله
ففي كشفنا للشبهتين دلائل


تبين أن الحق ما أنا قائله
على منهج الأشياخ من آل شيخنا


تسير ونرمي من بغى وننازله
لأنهمو كانوا على منهج الهدى


ومورد صدق صافيات مناهله
وأما الشبيبي فالذي قال واضح


صريح ينادي بالتهافت باطله
فراجعه بالإنصاف إن كنت عالماً


وإن كان قد تخفى عليك غوائله
فسل عنه من يدري به وغوامضا


تضمنها إذ أنت ويحك جاهله
وراجع كلامي ممعناً ومفكراً


فسوف ترى من كان تبدو عواضله
إذا كنت من ثوب التعصب عارياً


ومن ثوب جهل أزعجتك غلائله
لتعرف يا مغرور من شر واهم


بقول بسوء الظن الجهل حاصله
ومن كان سوء الفهم غاية علمه


ومحصوله فيما يرى ويحاوله
فقد ضل مسعاه وخاب رجاؤه


وقد باء بالسوء الذي هو قائله
فبين لنا من قولنا سوء فهمنا


لنرجع أو تتلى عليكم دلائله
فهذا طريق العلم لا القول بالهوى


وبالجهل والدعوى كما أنت فاعله
ومن قوله في نظمه متهكماً


وذلك عن جهل نمته أباطله
وما أنت للا أدري لا تكرهنها


ولا تتبع ظناً تصبك غوائله
وهذا قليل في الجواب عجالة


وسوف ترى ما لا تطيق تحاوله
أقول نعم إني لبالشعر عارف


إذا شئت أن أهجو به من أناضله
وأبذلك من ذات الإله قصائدي


وأردي بها من شاع في الدين باطله
وما كنت مداحاً به متآكلاً


ولا كنت ذماماً لمن قال نائله
خلا إنني أهجو به كل ملحد


يجادلنا في ديننا ونجادله
وقد أعجب الفدم الغبي بنفسه


فظن سفاهاً أننا لا ننازله
وأن امرءاً يهدى القصائد نحونا


لفي سكرة فيما يرى ويحاوله
كمستبضع تمراً لخيبر ضلة


وجهلاً بمن يهجوه ممن يقابله
وكيف يعيب الفدم بالشعر قائلاً


محقاً مصيباً في الذي هو قائله
ويأتي به بغياً وظلماً وفرية


تؤيد أحزاب الضلالة جحافله
فهل قال هذا الوغد إلاَّ قصائداً


تخالف ما قد حررته أوائله
ولم نر شيئاً غير تلك وضمنها


مخالفة ما قد حررته أوائله
ولم تر شيئاً غير تلك وضمها


مخالفة الحق الصراع دلائله
فإن كان ذا علمٍ وليس بشاعر


فهلا بغير الشعر جاءت رسائله
بعلم وتحقق وقول أئمة


بهم عز ركن الدين عمن يخاتله
وأعجب من هذا التهور قوله


فدع عنك في الأحكام ما أنت جاهله
فما هذه الأحكام إن كان عالماً


بتفصيل ما قد حررته أنامله
فإني بكشف الشبهتين ذكرتها


ووضحتها والحق تسمو دلائله
وفي كشف أوهام له قد أبنتها


وأبحثه عن كنهها وأسائله
فإن كان تكفيري لكل معطل


كفور برب ليس شيء يماثله
وكل أباضي إلى الجهم ينتمي


ببعض الذي قد قاله ويشاكله
وينسك للأوثان والجن نسكه


ويدعو سوى الرحمن والكفر حاصله
هو الجهل بالأحكام فاشهد بأننا


على ذلك الجهل أنت جاهله
ويعلمه من كان بالله عالماً


يغار لدين الله ممن يخاتله
ولفظة لا أدري فإني ملازم


ومن لم يلازمها أصيبت مقاتله
وحسيب الذي أدري وما كنت جاهلاً


أدعه لذي علمٍ به ونسائله
ودونك بعضاً من جواب عجالة


تعجلها في زعمه فتعاجله
وأمسكت عن بسط الجواب لقوله


وسوف ترى ما لا تطيق تحاوله
لننظر فيما يأتنا بعد أن يكنى


بحق فإننا لا نطيق نقابله
وإن كان تشبيهاً وجهلاً فإنه


يعود سراباً كالذي هو قائله
ولا شك عندي أن ذلك كله


من الفشر والأعياء بل هو حاصله
وما هو إلا الهمط والخرط بالمنى


ولو كان صدقاً ما تخلف باطله
وجاء بما يشفي ويردع خصمه


ولكنه آل تلوح عاقله
يغر لظمآن فقد جاء نحوه


تخلف ما يرجو وناحت ثواكله
وما كان هذا الهمط في هذيانه


يضعضع منا جانباً ويزاياله
ويوجب أنا نستخف لخرطه


وهيهات أن يجديه ما هو قائله
فمن كان في حزب الضلال ونصره


ستنجاب بالتحقيق عنا قساطله
ومن نصر الإسلام كان مؤيداً


ومن خذل الإسلام فالله خاذله
فويحك خبرني أهل كان من يكن


بجانب أهل الشر تزفوا جحافله
يذب عن الجهيمة المغل الأولى


ومن ينح هذا النحو ممن يشاكله
وعن فرقةٍ بالاعتزال تمذهبوا


أباضية هذا الوقت ممن تناضله
وقد سلكوا في الاعتقاد لمورد


كمنهل عباد القبور مناهله
أهل كان هذا ويل أمك كالذي


بجانب أهل الحق تزقوا محافله
ومن كان أضحى جاهداً ومجاهداً


تزلزل أصحاب الضلال زلازله
يناضل عن دين الهدى كل مبطل


وتحطم أرباب الضلال جحافله
ففي أي ذا الحزبين كنت فإنما


قرين الفتى من دهره من يشاكله
تأملت ما قال الغبي عجالةً


إذا هو آل لامعاتٌ عاقله
إذا ما أوام أمه من جوى الصدى


تخلف ما يرجو وناحت ثواكله
ولم أر فيما قد مضى غير سعةٍ


أجبتُ عليها باختصار نعاجله
وقد جاء في منظومه بتمامه


فأهون به نظماً لقد خاب قائله
وصاحبه قد جار في القول واعتدى


علينا ببهتان لأمرٍ يحاوله
ولا ذنب لي عند الغبي يرومه


سوى البغي أو إرضاء فدم يخالله
فحررت أبياتاً على بعض نظمه


جزاءً وفاقاً للذي هو فاعله
فذاك على ما قد كتبناه أولاً


وهذا على هذا الأخير نقابله
ولما أتاني نظمه بكماله


وقلبت أفكاري لماذا يحاوله
فلم أر إلاَّ أحنة ومضاضة


أمضته حتى أزعجته بلابله
فحرر نظماً خاله من غبائه


رصيناً وما يدري بما هو حاصله
معاني مبانيه أضاليل جاهل


وأوهام أو غازٍ نمتها غلائله
فمن قيله فيها وخبت مرامه


على أنها أخلاقه وشماله
وتكتب عمداً أما بهم أنت كاتبٌ


إلى آخر البيت الذي هو قائله
ومعناه أنى للوعيد نسيته


وأنى أوان الكتب إذ ذاك ذاهله
فأي وعيدٍ في الذي قد كتبته


ثكلتك لو تدري بما أنت فاعله
أذاك على نصري لدين محمد


وتكفيرنا الجهمي أو من يماثله
وتبييننا أقوال كل محقق


يتزييف ما قالوه مما تحاوله
وتسفيه آراء المحامي لفرقةٍ


يجادلنا في كفرهم ونجادله
وحضى على بغض الموالي وراكن


إليهم لكي تبقى لديهم مآكله
فإن كان ما قال الأئمة قبلنا


وقلنا فيمن قد دهى الدين باطله
ضلالاً وفي هذا وعيد محقق


أكون له عند الكتابة ذاهله
فقد خاب مسعى كل حبر وجهبذ


ومن باء ولاء القوم تزهو محالفه
فإن لم يكونوا المهتدى بهدامهو


فمن ذا الذي ترجى وترضى شمائله
وإن لم يكن ما وضحوه وقرروا


من الدين ما تسمو جهاراً دلائله
هو الحق فأتوا بالبيان لترعوى


ونرجع كيلا نزدري من يعامله
ومن قوله في نظمه حين ما هذى


وقال من البهتان ما هو قائله
وتحسين ظناً بالهويلى محمد


ومن كان في البهتان ظلماً يماثله
أيجوز ظن السوء بالمسلم الذي


يقول مقالاً تستبين محامله
أقول به كسرٌ يبين لذي النهى


وبيت مضى قد قال فيه وذاهله
وما الطعن في الأنساب من أمر ديننا


فسل عنه أهل العلم إذ أنت جاهله
بل إنه للجاهلية مذهب


فسرت على منهاج من ذاك باطله
وليس على عبدٍ تقى نقيصة


إذا حقق التقوى وبانت فضائله
وليس الهوبلي يا جويهل لفظة


يعاب بها دينه من تناضله
فليس بجهمي فترميه بالردى


ولا بأباضي ولا من يشاكله
وليس يواليهم ويركن نحوهم


كمن كان بالعدوان بغياً ينازله
ولكنه بحمى حمى الدين جهده


ولم يأل في إيذاء من لا يعامله
وهل قال إلا ما هو الحق والهدى


صريحاً لدينا تستبين دلائله
ووافق أهل الحق في جل ما به


يقولون لا تأويل خب يماحله
يؤول ما قالوا بغير الذي له


أرادوا وتخفى في الدليل محامله
ولكنه أبدى كمائن عصبة


غشتهم دياجير الهوى وقساطله
فعاد الذي عادى لدين محمد


وكفر من قد شاع بالكفر باطله
وقد بلغتهم قبل ذلك حجة


وقامت عليه بالبلاغ دلائله
ووالى ذوي التقوى لحسن بلائهم


وإغنائهم في الدين عمن يخاتله
لذلك أحسنا به الظن والذي


يساعده في شأنه أو يماثله
ومهما استمروا مستقيمين في الهدى


فما لامرئ فيهم مقال يحاوله
سوى البغي بالعدوان والجهل والهوى


ومن رام ذا فيهم صيبت مقاتله
وأما الشيبي فالذي قال واضح


وليس على حق فتبدو محامله
فقد قال ما قد قاله كل مبطل


كداود إذ أبدى مقالاً يماثله
كذاك بن منصور وقد زد شيخنا


ضلالات ما قالا كما أنت قائله
وقال به هذا الكربتي جهرة


فسحقاً لمن تلك المخازي مناهله
فقد قال داود بن جرجيس ناقلاً


عن الشيخ ما قال الكويتي ناقله
وقاس على ما قاله الشيخ في امرئ


جهول بأمر لا تبين دلائله
وتخفى على من قد أتى بمكفر


تأول فيما قال أو هو جاهله
به من أتى كفراً بواحاً محققاً


كنا في علو الله ممن نناضله
وينكر أوصاف الإله جميعها


ويعيد غير الله والكفر حاصله
وهذا لعمري بالضرورة لم يكن


خفياً ولا تخفى علينا مسائله
وقد كان معلوماً من الدين واضحاً


كما هو في القرآن تبدو دلائله
وحققت ما قد قاله من ضلاله


بما قلته نظماً ونثراً يشاكله
فقد كنتما في الجهل والغي والهوى


رضيعاً لبانه بئس ما أنت فاعله
ولسنا نسيء الظن بالمسلم الذي


يقول مقالاً تستبين محامله
ولكن نسيء الظن بالمسلم الذي


يجاهر بالسوء الذي شاع باطله
وننهاه عن طغيانه وضلاله


فلا ينتهي عما يرى ويحاوله
ونقبل أخبار الرشيد محمد


إذا قال في الأشرار ما هو قائله
وندفع أخبار السفيه يويسف


وأشباه من كل فدم يماثله
وقولك أدهى بل أشد ضلالة


وأشنع مما قاله من تخالله
فلو قال قولاً تستبين لذي النهى


محامله أو كان تخفى دلائله
لكنا قبلنا ما يقول ولم يكن


لنا أرب في نشر ما هو فاعله
ولكنه عادى وكابر واعتدى


وصنف واستعدى جهولاً يشاكله
وكان الذي قد قاله من ضلاله


من الزور لا تخفى وتبدو محامله
فهلا أتى الحق الصريح الذي له


منار وتبدو ساطعاتٍ مسائله
وسار على نهج قوم من الهدى


وأم إلى عذب تطامى مناهله
وخلى بنيات الطريق التي متى


بها أم لمتا لامعات عاقله
ثوى في مواميها وزيزي حدابها


ووافى بها ريب المنون يغاوله
وقولك في هذي القصيدة ناصراً


ومنتقماً للفدم فيما يحاوله
ومستشفياً مني لنصر محمد


على الحق إذ عادى لمن هو جاهله
وتفعل جهلاً منك بل وسفاهةً


ونقصان عقلٍ فعله وتماثله
أقول نعم قد كنت أفعل فعله


بتفكير جهمي ومن قد يشاكله
وتكفير عباد القبور جميعهم


كما قد أقمنا في الجواب دلائله
أليس على هذا الإمام بن حنبل


وكل إمام قد تسامت فضائله
أولئك هم أنصار دين محمد


ومن زاغ عن مناهجهم لا نجامله
ومن ضل عن منهاجهم فهو غالطٌ


ومبتدع لا يدفع الحق باطله
أهل كان من أبهمت أسماء من ترى


له الفضل بالدعوى وتخفى شمائله
كمنهم رواة العلم والحلم والتقى


وهم للهدى والعلم حقاً زوامله
فهل كان جهلاً إذ فعلنا كفعلهم


ونقصان عقل بي لما أنا فاعله
وهل كان هذا القول منا سفاهةً


ثكلتك دع عنك الذي أنت جاهله
وقولك إني قد رجمت ذوي النهى


بغير ثبات بئس ما أنت قائله
فمنهم ذوو الفضل الذي رجمتهم


لنعرف من تلك المخازي أقاوله
فسم الذين أبهمت أسماء فضلهم


فذو الفضل لا تخفى عليه فضائله
وإنشاده للبيت من قول من مضى


عليه بحمد الله تبدو دلاله
وفي قوله في آخر البيت وهلة


وتلك أولى أن تذم مقاوله
فهل لي ملوك أقدمون تذمهم


بقيلك أو تدري الذي أنت واهله
فتلك ملوك الناس أقيال حمير


وليس أقاويل الرجال تماثله
فواحدهم قيل كذلك مقول


وجمعهمو نحو الذي أنت قائله
مقاول أقيال كذلك مثله


مقاولة فاعلم بما أنت جاهله
وما خطل في القول ويحك قلته


ولكن بأقوال الهداة تقابله
كما هو معلوم لدى كل فاضل


وهاهو مذكور فهل أنت قائله
ستعمله إن كان قلبك واعياً


وفيه حياة لم تغنه غلائله
ومن قوله في نظمه وافترائه


على من البهت الذي هو ناقله
نسيت الذي قالوا إليك إرادة


لدح الورى هذا وما أنت قائله
ونزلت ما قالوا بكل مخالف


على فاضل شاعت وذاعت فضائله
فهذا الذي يقتضيه عقلك مسلكا


وتختاره رأياً وديناً تخايله
أقول نعم يايها الفدم إنني


عمدت إلى قول الأئمة ناقله
وما قلت من عندي مقالاً مخالفاً


لأقوالهم عمداً كما أنت فاعله
ولم أتكلف غير ما طوى قولهم


وأخذ مفهماً بوهم أخايله
وقولهموا يدري به كل مسلم


وليس به ليس فتخفى دلائله
وما اللبس إلاَّ في اختراعك عامداً


لمفهوم ما قالوه إذ أنت جاهله
تأولت ما قالوا بمفهومات الذي


فهمت فما نطق كفهم يقابله
وليس بمفهوم صحيح فيرتضي


ولكنه فهم سقيم يزايله
ونسبةُ ما قالوا إلى تحكم


وقولٌ بلا علم وتلك شمائله
فما قلت فيما قد نقلت بأنه


مقالي ولم تنسب إلى مائله
خلا أنني أحكيه من غير نسبة


لقائله يوماً كما أنت فاعله
ينقلك عن فتح المجيد لشيخنا


فإن كان عيباً كان هذا يقابله
وإن لم يكن عيباً فأية منقم


على وفد شابهت من أنت عاذله
أساغ لك النقل الذي قد نقلته


ولم تحكم باسم الذي هو قائله
ولا جاز لي هذا وليس بسائغ


لديك وذا شر دعتك بلابله
وقد كان أهل العلم ينقل بعضهم


كلاماً لبعض كالذي أنت ناقله
ولي سبه بأس لديهم ولم يغب


بذلك إلا عادم العلم جاهله
وزعمك أني للذي قد نسبته


أريد به مدحاً وما أنا نائله
فذا فرية والزعم ليس بصادق


على أنك الأولى به وتحاوله
وذا علم غيب والغيوب فعلمها


إلى الله موكول وليست دلائله
تلوح على مثلي ثكلتك فاتشد


وما أنا إلا غامض الذكر خامله
وكيف يريد المدح من كان حاله


كمثلي ولا شيء هناك أحاوله
فلا منصباً أرجو ولست بعالمٍ


يؤمل مدحاً أو لتبقى مآكله
وزعمك أني قد أنزل قولهم


بكل امرئ قد خالف الحق باطله
على فاضل تعنى بذلك يوسفاً


وذاك الذي شاعت وذاعت فضائله
او الفاضل المجهول في الناس فضله


أردت بهذا الفضل من ذا نسائله
وهذا لعمري فرية وتحكم


من القول لم أنطق بما هو قائله
فكل الذي قالوا بكل مخالف


هو القول بالتكفير ممن يعامله
وتبديعهم بعضاً وتفيق بعضهم


وتحميل من قد قال ما هو جاهله
ويوسف لم يكن لديَّ بقوله


وإن كان قد أخطأ وجاءت قلاقله
وما كان ذا علم ولا كان فاضلاً


لدى بما أبدي وليست شمائله
بمحمودة في الدين عند ذوي النهى


ولكن مع الجهال تزقو جحافله
فهذا الذي يقضي به العتل مسلكاً


وهذا الذي نختار فيمن نناضله
وما كنت أهوى أن أرى متصدراً


لأمدح أو للقيل ما أنا فاعله
ولكنني أرجو به الفوز والرضى


وأرجو به الزلفى لدى من أسائله
وأطلبه غفران ذنبي وستره


لعيبي وإعطاء ما أنا آمله
لنصرة أهل الحق من كل قائم


بذلك لا آلو وإني لباذله
فهذا الذي أختاره متمسكاً


ويقضيه عقلي مسلكاً وأحاوله
ومن كان لا يهوى انتصار ذوي الهدى


وخذلان أهل الشر فالله خاذله
وقولك يا أعمى البصيرة بالهوى


وبالبغي والعدوان ما أنت قائله
ومن كان سوء الظن يوماً قرينه


وحققه فالله لاشك خاذله
أقول نعم لو كنت تعلم ما له


تقول وتدي خزى ما أنت فاعله
لما كنت في حزب الضلال وجنده


ولم تدر عما قاله من تخالله
وفي غمرة ساهٍ ولاهٍ غفلة


وتحسب أن الحق ما أنت واهله
فسل عن مقالات الشبيبي يوسف


وعن قولك المدري الذي أنت قائله
أباك ومن يهوى هداك ومنهمو


بنو عمك الأشياخ عما تحاوله
وتحسبه حقاً وتنصر أهله


وترمي بسوء الظن من أنت فاعله
فإنهموا قد أنكروا كل مابه


تقول ولم تشكل عليهم مسائله
وكل أساء الظن فيمن نصرته


وقد أحسنوا ظناً بمن أنت عاذله
وصل على المعصوم رب وآله


وأصحابه ما انهل بالودق وابله
وتابعهم والتابعين ومن على


طريقتهم يسمو وتبدو فضائله

سليمان بن سحمان

ريحانة شمران
06-22-2024, 01:05 PM
أكتب ككتبي كما قد كنت أكتبه
أكتب ككتبي كما قد كنت أكتبه


كتباً ككتبي لهذا الكتب في الكتب
كذاك كنا فكن في الكتب كيف نكن


إلا تكن كيف كنا كنت ذا كئب
سطراً بسطر كهذا السطر أسطره


سطراً سليماً سوياً تسم في الرتب
حرفاً بحرف على حرف كأحرفه


واحذر من الحيف في حرف بلا سبب
هذا كهذا وهذا هكذا بدا


وذا لهذا كهذا غير منقلب
والشكل كالشكل في شكل يشاكله


كما يشاكل هذا الشكل بالشنب
ويشهد الشهدان الشكل يشبهه


في كل شيء بلا شك ولا ريب
يا صاح إن كنت صاح قد تحصحص ما


حصحصته من صحيح غير مضطرب
فاعلم كعلمي بتعليمي لتعلمه


وتعلم العلم عن علم بلا تعب
وانظر بعين كعين العين عن لها


عين العدا والمعنى جد في الطلب
في الرق بالرفق عن حذق بلا قلق


ولا شقاق ولا ضيق ولا نصب
واستكف عن كيف بالتعريف متكاً


واكفف ككفي عن التطفيف والكذب
واستغن غنية مستغن بغنيته


إن الغناء غناء النفس غير عب
واغضض كغضبي عن العضلا إذا عرضت


واكظم من الغيظ عند الغيظ والغضب
وجد واجهل وجاهد واجتهد أبداً


واترك لجاجة ذي التجيج والشجب
وخل عنك خليل كل خاملة


وخالل الخلق عن خلق بلا صخب
وانطق بنطق طليق غير ذي شطط


واخطط بخط كهذا الخلط للخطب
وابحث وباحث وحشحت في مباحثة


وحيث حدثت عن بحث فعن سبب
ونهته النفس عن ما تهتوي وهوى


تهواه تهوى به في هوة العطب
لعل هلا وإلاَّ لا تخلله


بلا ملال ولا لهو ولا لعب
وإن هممت بأمر أو غممت به


مما يرومك من هم ومن كرب
فافرز فرار فقير رامه ضرر


إلى رؤوف رحيم صادق الهرب
وامنح ودادك أهل الرد إن وددوا


منك الوداد على التأييد والدائب
وزحزح النفس عن زور وعن زلل


ولازم الحزم مع عزم لى الطلب
وزل بزي زهى كي تزين به


لدى الزلازل في زهو وفي طرب
ثم الصلاة على المعصوم سيدنا


أزكى البرية من عجم ومن عرب
والآل والصحف ثم التابعين لهم


ما أومض البرق في الظلماء من سحب
سليمان بن سحمان

ريحانة شمران
06-22-2024, 01:05 PM
تبصر نور الحق من كان يبصر
تبصر نور الحق من كان يبصر


فسار على نهجٍ يضيء ويبصر
وشام طريق الغى دحضاً مزلة


فجانبها والحق كالشمس يزهر
فأعشى خفافيش البصائر ضوءه


فما أبصروا لما هدوا وتبصروا
ومن كان أعمى القلب ليس بمبصرٍ


طريق الهدى فيمن يراه ويبصر
كحال الذي أنشأ القريض مهاجياً


لأهل الهدى بؤساً لمن هو أخسرا
لقد كان في الإعراض ستر لجهله


ولا الصمت أولى بالغي وأستر
فمن عمه أن قال جاءتك تسفر


عروس لها وجهٌ قبيح وأغبر
فناقض مدحاً بالقبيح غباوةً


وجهلاً بما يبديه لو كان يشعر
فجمع النقيضين الذي هو ذاكرٌ


كسلبهما والحق يبدو ويظهر
ولكنه أبدى معرةً جهله


ينادي بها في كل نادٍ ويذكر
فقل للغوى المرتمي طرف العلى


تأخر عن الإنشاء إنك أحقر
ودع عنك أمراً لم تكن أنت أهله


وهل أنت إلاَّ من هجائك أقذر
فللمدح أقوام وللذم عصبة


وأنت فكالشاة المضاعة تيعر
وإن مد باعاً للصناعة أهلها


فباعك عنها لا محالة يقصر
وإن سلكوا للعلم نهجاً وللحجى


فمثلك عن منهاجهم يتأخر
لأنك زنديق عن الحق ناكب


ومن كل ما يدني من الرشد أبتر
فذمك الشيخ التقى فضيلة


ورفعٌ له في قدره حين يذكر
ولست له كفء فترميه بالهجا


وهل يستوي في الحكم أعمى وأبصرا
ولن يستوي الشخصان هذا موحد


وهذا جهول قلبه متغير
وأقبح نظمٍ في الوجود سمعته


وأواه عقداً في النظام وأقذر
قريضك هذا لو شعرت بزيفه


ولكن أعمى القلب للحق ينكسر
فتهذو ولا تدري وتحسب أنه


صواب ولو أشعرت ما كنت تهذر
بما قلت بالدعوى وبالشطح والمنى


وفهت به فيما تقول وتسطر
نقيم على التوحيد لله ربنا


وندعوه بالإخلاص سراً ونجهر
ونشهد أن الله أرسل أحمدا


أجل الورى قدراً إذا هو يذكر
ولا نعبد الأوثان بل نعيد الذي


له الطول والإحسان والرجز نهجر
نعم لو صدقت الله فيما زعمته


لعاديت من بالله ويحك يكفر
وواليت أهل الحق سراً وجهرة


ولما تهاجيهم وللغير تنصر
ولكنها دعوى إذا ما سبرتها


كآل لصاد في المهامه يظهر
فما كل من قد قال ما قلت مسلم


ولكن بأشراطٍ هنالك تذكر
مبانيه للكفار في كل موطن


بذا جاءنا النص الصحيح المقرر
وتكفيرهم جهراً وتسقيه رأيهم


وتضليلهم فيما أتوه وأظهر
وتصدع بالتوحيد بين ظهورهم


تدعوهمو سراً لذاك وتجهر
فهذا هو الدين الحنيفي والهدى


وملة إبراهيم لو كنت تشعر
نفقد جاء في الآيات في شأن قومه


وفي شأنه ما ليس في النظم يحصر
وفي سورة الكهف البيان وإنه


لأوضح تبيان هنالك يسطر
وقولك في الأولى بأي شريعة


تكفرنا والدين فينا مقرر
أليس لديكم كل أقلف مشرك


يجاهر فيكم بالفوق ويظهر
ويحكم بالقانون بين ظهوركم


وحكم النبي المصطفى ليس يذكر
وكل جميع المنكرات فسايغ


لديهم وما منكم لذلك منكسر
فإن كان محض الحق والفسق والخنا


لديكم هو الدين القويم المقرر
فقد صح ما قد قيل فيكم وإنكم


لأحرى بما قد قيل فيكم وأخطر
فمن لم يكفرهم به فهو كافر


ومن شك في تكفيرهم فهو أكفر
بنص رسول الله أفضل مرسل


وذلك بالنقل الصحيح محرر
ولسنا بحمد الله يا فدم بالذي


تكفر أهل الدين أو كنت تعشر
ولكن أعداء الشريعة والذي


يناضل عنهم بالقريض وينص
وقولك يا بن اللوم ليس يضره


فأنت به منه أحق وأجدر
وقذفك بالبهتان للشيخ فرية


بلا مرية بل أنت بالزور تبدر
وقولك يا أشقى الورى متعمق


وذاك من البهتان والزور أكبر
إذ كان ليس الدين إلاَّ لديكمو


فلا دين عند الناس يبد ويظهر
فقد صح عند الفطر يعتق ربنا


من الناس خلقاً ليس ذلك ينكر
فما أحد منا يقول يزوركم


وبهتانكم هذا الذي أنت تذكر
فلن تخل أرض الله من عابد له


ومن قايم الله بالحق يجهر
ولكنه محض العداوة للذي


أعاد طريق الحق كالشمس يسفر
فمت أيها الغاوي بغيظك حسرة


فذو العرش أدرى بالذي أنت تضور
من البعض للإسلام والدين والهدى


فها كل ما تهوى من الكفر يظهر
فجل أيهل الخفاش في ظلم الردى


فلست لدى الأنوار ويحك تبصر
وهاج فقد جن الظلام وقد خلا


لك الجو واسخر إننا منك نسخر
سينجاب هذا الليل بعد انسداله


ويبدو لك الأمر الذي كنت تحذر
وأما حديث العتق لله ربنا


فنص صحيح ثابت متقرر
ولكنكم عن فهمه في أكنة


بصائركم محجوبة عنه حسر
فقد يعتق الرحمن جل جلاله


من النار أقواماً عصوه ويغفر
ويستجوبون النار بالذنب ثانياً


فيعتقهم أخرى وربك يقدر
وتخصيص فضل الله بالعتق لم يقل


به أحد بل أنت بالزور تفجر
وذلك فضل الله يؤته من يشا


وما للورى في ذاك ورد ومصدر
وليس ينال العتق من هو مشرك


ولكنه للمذنبين يقدر
سليمان بن سحمان

ريحانة شمران
06-22-2024, 01:08 PM
الحمد لله حمداً دائماً وكفى
الحمد لله حمداً دائماً وكفى


حسداً كثيراً فكم أعطى وكم لطفا
ثم الصلاة على المعصوم سيدنا


أوفى البرية بل أزكاهم شرفا
والآل والصحب ثم التابعين لهم


والتابعين على منهاج من سلفا
وبعد فاعلم بأن القول أحسنه


ما وافق الحق حتماً واقتضى النصفا
وقد أتانا من البحرين معضلةً


مقالة قالها من جانب الشرفا
يدعونه شرفاً جهلاً بحالته


ولو در والدعوة بينهم سرفا
والله ما كان ذا علمٍ وذا شرف


كلا ولا كان فيما قاله الظرفا
مهذباً فطناً أو بلعتاً لسنا


بل كان فدما أفيناً جانفاً جنفا
أغواه قوم طغاةً لا خلاق لهم


فوازروه فأبدى جهله السرفا
لو كان يدري به عيسى ويعرفه


حق الدراية أبدى اللهف والأسفا
او كان يعلم أن الوغد داعيةٌ


إلى الضلال لأضحى واجلاً وجفا
فإنه كان جهيماً أخا بدعٍ


يدعو إلى الكفر والإشراك دون خفا
والله لو كان يدري عن جهالته


لم يرض أن يرتقي فوق الذرى شرفا
وأن يصلي إماماً بالورى سفهاً


يا ويحه من إمام قد أتى جنفا
فالفدم ليس له علم ومعرفة


بل قال بالجهل لما أن طغى فهفا
بل كان بالجهل معروفاً ومتصفا


بالمنكرات التي تهفو ممن شرفا
يحكيه أهل التقى والصدق حيث غدا


للزور مقترفاً بالإفك متصفا
لو لم يكن جاعلاً ما قال من عمه


مقالة قالها لما علا الشرفا
في يوم عيد وقبل العيد في جمع


ما قال ذلك فيما ينقلون خفا
يحذر الناس كي لا يسمعوا كتبا


تدعو إلى الله من قد ند وانصرفا
تدعو إلى الحق والتوحيد ليس إلى


أوضاع جهم وتأويلات من صدفا
ولا إلى الكفر والإشراك حيث غلا


في الصالحين أناس فيهم شغفا
فيهن نور الهدى كالشمس شارقة


ما شابها الزور يوماً أو أتت جنفا
تحمي حمى معشر بالحق قد صدعوا


عن إفك قوم طغاة قد أتوا سرفا
كما تعيب أناساً قد بغوا وطغوا


لم يعرف الحق لما أن بدا وصفا
والله ما كان فيها من سفاسفهم


ومن ضلالاتهم ما يوجب التلفا
والله ما كان فيها من شقاشقهم


ومن جهالاتهم ما يوجب الأنفا
بل كان فيهن إثبات العلو له


سبحانه وتعالى مثل ما وصفا
بالقدر والقهر والذات التي ارتفعت


عن كفر من رام تعطيلاً لها فنفى
على السموات فوق العرش مرتفعاً


مبايناً لجميع الخلق متصفا
بكل أوصافه العليا التي كملت


وليس هذا بحمد الله فيه خفا
فلم نؤول كما قد قاله عمها


ونتبع الجهم فيما قال وانصرفا
ولم نجسم كما قالوا بزعمهم


بل نثبت الفوق والأوصاف والشرف
إن المجسمة الضلال ليس لهم


في غيهم من دليل يوجب النصفا
بل يزعمون بأن الله خالقنا


جسم تعالى إلهي ما بذا اتصافا
والمصطفى لم يقل هذا وصحبته


والآل يوماً ومن بالعلم قد عرفا
والله ما قال منا واحداً أبداً


بأنه كان جسماً إن ذا لجفا
كما يقول هشام إذ يقول له


سبحانه وفرةً تباً لمن جنفا
فلا نقول بهذا القول نثبته


أو نبتغي النفي فالقولان قد نسفا
بل نثبت الذات والأوصاف كاملة


كما به الله والمعصوم قد وصفا
ولم نشبه كأهل الزيغ حين بغوا


واستبدلوا بضياء الحق ما انعسفا
إن المشبهة الضلال حيث غلوا


قد شبهوا ربهم لما أتوا سرفا
ولم العطل كجهم والذين على


منواله نسجوا ممن طغى فهفا
فأنهم زعموا أن لا إله لهم


على السموات فوق العرش قد عرفا
فليس داخل ذي الأكوان خالقهم


أيضاً ولا خاجاً منها فوا لهفا
كلا والله ولا هو أيضاً تحتها أبدا


ولا مباينها من فوقها فنفى
ولا محايد بل لا يمنةٌ أبدا


ولا شمالاً لقد جاءوا بذا جنفا
ولا أماماً ولا خلفاً فقد كفروا


بالله خالقهم جحدا له سرفا
هذا هو العدم المحض الذي عرفت


كل الخلائق إلا من هفا وجفا
ونحن لم نعد آيات مبينة


ونص ما قاله المعصوم حيث شفا
إن الإله له الأوصاف كاملة


حقيقة بمعانيها كما وصفا
فإن لم يكن وصفنا لله خالقنا


بكل أوصافه لم نبتدع جنفا
كفراً وجهلاً وتجسيماً ومنقصةً


فليشهدوا أننا قلناه غير حقا
وإن ذلك دين الله قال به


من كان بالعلم والإنصاف متصفا
كمالك ثم إدريس وثالثهم


أعني ابن حنبل والنعمان من شرفا
وكالبخاري ويحيى والذي مضوا


كابن المبارك وابن الماجثون قفا
ومسلم والعقيلي في عقائدهم


والتابعين لهم ممن سما وصفا
وكل أهل الحديث العاملين به


العاملين بما قد قاله الحنفا
وكل حبرٍ فقيه عالمٍ ثقة


يدري الحقائق لا يبغي لها خلقا
على الصراط السوي المستقيم مضوا


ما خالفوا من لهم في الدين قد سلفا
إلا أناساً إلى جهمٍ قد انتسبوا


ما منهم بالهدى من كان متصفا
كانوا لبشر وجهمٍ في عقائدهم


من أعظم الناس فيما أحدثا كلفا
وآخرين أولى علم ومعرفة


لكن هاهم من التأويل ما صرفا
وأحسنوا الظن فيمن قلدوه عمى


عن رؤية الحق لما أن بدا وصفا
ظنوه لله تنزيهاً وما صدقوا


لما اجتروا ونفوا أوصافه السرفا
والله ما لأبي بكر ولا عمر


ولا لعثمان من قد أكملوا الشرفا
ولا لعلي ولا للتابعين لهم


كانوا لهم تبعاً في الدين حيث صفا
والاستواء فمعقول حقيقته


لا يمتري فيه إلاَّ بعض من خلقا
من الأشاعرة الغالين أو فرق


من شيعة الجهم ممن ضل وانحرفا
والكيف من ذاك مجهول وممتنع


فاربأ بنفسك عن تكييف ما سجفا
لكنما السلف الأبرار قد ذكروا


تفسير معنى استوى قولاً شقا وكفى
ففسروا ذاك باستقراره وكذا


بالارتفاع وباستعلائه شرفا
وبالصعود على العرش العظيم فخذ


تفسير أعلم خلق الله من سلفا
حكاه عنهم وفي التفسير قرره


حقاً أبو جعفر ما قال ذاك خفا
أعني إمام الورى ديناً ومعرفةً


محمد بن جرير من كفى وشفا
وبعده الحبر والبحر الخضم حكى


في كتبه ذاك واستقصى لها طرفا
من كان بالعلم والإنصاف متصفاً


وللهدى من أعادي الدين منتصفا
أعني به الحجة ابن القسيم الثقة


الحبر الإمام ومن بالعلم قد عرفا
وليس تفسيرهم معنى استوى بعلا


أو استقر على تفسير من سلفا
معناه تكييف ما لا تستطيع له


إدراك كنهٍ وذا تأويل من جنفقا
لكنما ذاك معقول حقيقته


والكيف قد كان مجهولاً كما وصفا
وليس يلزم من لفظ استقر بأن


يكون جسماً كما قد قال من صدفا
فاترك أقاويل جهمٍ والذين غووا


واستحدثوا بدعاً صاروا بها هدفا
يرميهم بالهدى والعلم من حسنت


في الدين منهم مساعٍ عند من عرفا
وأنت سوف ترى من شؤم بدعتكم


ما قد يسيء وما تلقى به الدنفا
فقل لطاغية البحرين أبد لنا


علماً مبيناً عن الأمجاد كان شفا
إن الذي أثبت الأوصاف كاملة


حقايقاً ومعانٍ قد أتى سرفا
مجسم خارجي قد أتى بدعا


إن كنت ويحك ذا علم بمن سلفا
وما يقولونه في الله خالقهم


والله ما منهم من يبتغي الجنفا
وقل لطاغية البحرين هات لنا


على ابتداعك نصاً وافق النصفا
عن الأئمة أو عن عالمٍ ثقةٍ


من صحبهم حيث كانوا كلههم حنقا
دع من نحا نحو جهمٍ في ضلالته


لكن عن السادة الأمجاد من خلفا
ومن على نهجهم قد كان متبعاً


ممن نحا نحوهم في دينهم وقفا
والله ما كنت فيما قلت مقتدياً


أو المقلد فيما وافقوا السلفا
لكن بجهمٍ وبشرٍ كنت مقتدياً


مقلداً لهما فيما بدا وخفا
ومن نحا نحو جهمٍ من أشاعرة


والماتريدية الضلال من عرفا
بالابتداع وبالأهواء حيث غلوا


في الدين واتبعوا الجهمي حيث هفا
فانظر بعلم أتان الفرقتان على


نهج الرسول النبي المجتبي شرفا
أو صحبه بعده والتابعين لهم


أو الأئمة من كانوا لنا سلفا
أم أنت في غمرةٍ عن نهج سنتهم


للماتريدية الغالبين منصرفا
والأشعرية أعني من بغوا وغلوا


في الدين منهم بما قد خالفوا الحنفا
تحض أتباعك الغوغا وتندبهم


إلى أتباع غواةٍ قد أتوا جنفا
تباً وسحقاً لمن يدعو إلى بدع


تدعو إلى النار من يهفو ومن زهفا
لو كان يعلم هذا الوغد حيث غوى


ما قد جناه لأبدى اللهف والأسفا
وسوف يلقى غداً إن لم يتب ندما


وغب ما قد جنى من شؤم ما اقترفا
بذم أهل التقى والدين من سفه


ومن شقاوته لما ارتضى السرفا
يذم من أظهر التوحيد وانتشرت


أنواره وعلت من بعدما انخسفا
والناس في ظلمةٍ من قبل دعوته


لا يعرفون من الإسلام ما انكشفا
وبان بل ظهرت أعلامه وعلت


لله در إمام أظهر الشرفا
والناس في غمرةٍ في الجهل قد غرقوا


وفي الضلالة قد هاموا فوا لهفا
على أناسٍ وأقوام قد انهمكوا


لم يعرف الحق لما أن بدا وصفا
والله لو كان يدري عن جهالته


ما فاه بالزور يوماً أو به هتفا
والله لو كان يدري عن غباوته


ما اعتاض عن ساطع التوحيد ما غسفا
والله لو كان يدري عن حماقته


لم ينتصب جهرةً بين الورى هدفا
بل سولت نفسه أمراً ففاه به


وقام منتصراً للكفر منتصفا
كقول هذا الغوي المفتري كذبا


إنا خوارج هل يدري وهل عرفا
ما قالت الفيئة البعدي التي مرقت


لما غلت وتعدت طورها سرفا
أم كان فدماً جهولاً كاذباً أشرا


ما نال علماً ولا حلماً ولا شرفا
إن الجوارح قومٌ كفروا سفها


من قد أتى بذنوب هفوة وجفا
فكفرت أمة التوحيد من عمة


عن رؤية الحق إذ لم تعرف النصفا
وخلدت في لظى بل أنكرت سفها


شفاعة المصطفى ويل لمن صدفا
والحق كالشمس لا تخفى دلائله


إلاَّ على جاهل بالعلم ما اتصفا
لكننا نحن كفرنا الذين غلوا


في الدين وانتحلوا الإشراك والشرفا
وأشركوا الأنبيا والصالحين ومن


يدعونه غير ربي جهرةً وخفا
فيما به الله مختص وليس له


في ذاك شرك فهل كنا وهم ألفا
إن كان تكفير من يدعو وليجته


مع المهيمن من يدعونه الحنفا
رأى الخوارج كالقوم الذين غلوا


في الدين وانتحلوا الإشراك والجنفا
فقد كفانا العنا من رد شبهته


إذ كان ليس بذي علم ولا عرفا
ولا اعتنى بعلوم الناس حيث غدوا


في دينهم شيعاً قد خالفوا السلفا
وإن أمتنا حقاً قد افترقت


سبعين زادت ثلاثاً ليس فيه خفا
وإنها كلها في النار داخلةً


إلا من استن بالمعصوم والخلقا
والآل والصحب حقاً وهي واحدةٌ


قد صح هذا عن معصوم من شرفا
وقول هذا الغوي المتبغي جنفا


من قول أهل الردى ممن بغا وهفا
والله خالٍ عن الست الجهات فذا


قول يقول به من للإله نفى
أما الجهات التي ستالها ذكروا


فالله بالفوق منها كان متصفاً
وسائر الخمس لم يوصف بها فإذا


عنها ننزه إذ نتبع الصحفا
لكنما علمه سبحانه أبدا


لم يخل منه مكان عند من عرفا
وهذه لفظة بدعية خرجت


من ضئضئي الجهم من قد ضل وانحرفا
ما قال ذاك أبو بكر ولا عمر


ولا الصحابة من كانوا لنا سلفا
ولا الأئمة يوماً في عقائدهم


لكنهم قلدوا الجمي حيث هفا
لا يعبدون إلهاً واحداً صمداً


فوق السموات بالفوقية اتصفا
ففخرنا بعروج المصطفى عنت


إن لم يكن ربنا بالفوق متصفا
فمن بنى هذه السبع الطباق ومن


علا على العرش واستعلا كما وصفا
فرفعنا لأكف نحوه سفهٌ


إن لم يكن فوقنا يا من بغوا جنفا
وبالضرورة والمعقول في فطرٍ


حتى البهائم ترنو نحوه الطرفا
يا أمة لعبت بالدين وانحرفت


عن منهج السنة الغراء والخلفا
والآل والصحب ثم التابعين لهم


وعن أئمتنا الأمجاد والحفنا
لقد ضللتم وأضللتم بزخرفكم


قوماً طغاماً بما لفقتم خرفا
سفاسطاً وأكاذيباً مزخرفةً


يدري بها كل من يدري ومن عرفا
وقول هذا الغوي المفتري كذبا


المرتدي برداء الزور غير خفا
وإنه منكر فيها زيارته


يعني بذاك رسول الله من شرفا
فهذه فريةٌ منهم ومعضلةٌ


لسنا نقول بقولٍ قد حوى الجنفا
بل إنها من خصال الخير فاضلةً


نرجو بها عند معبود الورى زلفا
وتلك من فاضل الأعمال إن صدرت


ولم يشبها غلو منهم وجفا
لكننا نمنع الشد الذي وردت


فيه الأحاديث بالمنع الذي وصفا
فلا نشد رحالاً في زيارته


بل نقصد المسجد المخصوص من عرفا
وخص بالفضل من أجل الصلاة به


ومن هناك نزور المصفى زلفا
نزوره لو على الأجفان من وله


ونسكب الدمع من أجفاننا شغفا
منكسين رؤوساً عند موقفنا


مستحضرين هناك القدر والشرفا
كأنما المصطفى حي نشاهده


نغض صوتاً وطرفاً أن نجيء جفا
مستقبلين له عند السلام له


ولا تمس له قبراً ولا شرفا
ولا نطوف به سبعاً نشبهه


بالبيت أو نمسح الأركان والزلفا
وننثني بعد هذا نحو قبلتنا


ندعو الإله ما يدعونه الحنفا
وندع المصطفى المعصوم سيدنا


لا ندعه كالذي يدعونه زهقا
ومرةً بالتياع واحتراق جوى


في كل ذلك قد يدعونه لهفا
ويطلبون من المعصوم ينقذهم


من العذاب وأن يرخى لهم كنفا
وأن يجيرهم من كل معضلة


ويكشف السوء واللأواؤ والقشفا
وكل ذلك شركٌ لا خفاء به


يدري ويعرفه أهل التقى الحنفا
وقد رووا ثم أخباراً ملفقةً


موضوعةً من رواها كلهم ضعفا
فلا تكن رافعاً رأساً بهم أبدا


فإنها لا تفيد المبتغي النصفا
كقولهم في حديثٍ لا ثبات له


ولا غناء به في قول من عرفا
معناه من حج ثم انصاع منصرفا


ولم يزرني فهذا قد عصى وجفا
وقولهم ي حديث لا ثبات له


معناه إذ لم يكن في النظم مؤتلفا
من زارن بعد موتي وافداً وجبت


له الشفاعة مني من عرى وجفا
وحر نارٍ تلظى والحساب ومن


هول هناك يقول المرء والهفا
ذكرت ذلك بالمعنى الذي قصدوا


من لفظه ذلك الموضوع حيث هفا
فإن يكن عندكم علم ومعرفةٌ


يخالف الحق مما خط أو وصفا
وحر نارٍ تلظى والحساب ومن


هول هناك يقول المرء والهفا
ذكرت ذلك بالمعنى الذي قصدوا


من لفظه ذلك الموضوع حيث هفا
فإن يكن عندكم علم ومعرفة


يخالف الحق مما خط أو وصفا
فابرز ورد ترى والله أجوبة


مثل الصواعق تردي من غلا وجفا
وتنصر الحق والتوحيد حيث علت


منه المعالم في الآفاق وانسدفا
وتقمع الأحمق الزنديق عن زهف


يعلو بذلك أو يبدي به زخفا
فمن أراد نزالاً منكم فغداً


نلقي على قلبه من ردنا رضفا
ومن يكن مبغضاً أو كارهاً فإذا


تعلى على قلبه الأوصاب والطخفا
والحمد لله دائماً أبداً


مباركاً فيه كم أعطا وكم لطفا
ثم الصلاة على المعصوم سيدنا


والآل والصحب من قد أكملوا الشرفا
ما انهل ودق وماض البرق في صحب


أو ناح طير على الأغصان أو هتفا
سليمان بن سحمان

ريحانة شمران
06-22-2024, 01:08 PM
جواب خرافات نماها وظنها
جواب خرافات نماها وظنها


صواباً وقد تدعو إلى الجهل والعمى
وكان الذي أولى به وبشيخه


وأصحابه النامين إفكاً ومأثما
سلوك طريق المصطفى وأتباعه


وعوداً إلى ما كان أهدى وأقوما
وترك التمادي في الضلال وفي الهوى


وقد كان منهاج الهداية أسلما
وأن يسكتوا إذا كان في الصمت راحة


ولو كان يدري ما هذي وتكلما
وقولا له ما شيخك الفدم عالماً


ولا بالهدى يرمي ولا نال مغنما
لأجل معاداة الهداة وبغيه


عليهم بما أبدى من الغي والعمى
وما كان مسعاه النفيس لربه


وليس على منهاج من كان أعلما
وذو العلم يخشى الله وهو مجانب


لخشيته سبحانه حين أقدما
وسار على منهاج قوم وقد بغوا


وجاءا من البهتان أمراً محرما
لتضليله أهل الهدى وسكوته


عن المبتغى نهجاً من الكفرمظلما
فلم يسع نصر الله مسعاه بل سعى


له بخلاف النصر أيان يمما
ولا كان هذا دافعاً عن أئمة


هداة أقاموا للشريعة سلما
ولكنه يسعى لتهجر سنة


ويؤخذ بالآراء أخذا محتما
ويسعى لي يحظى برتبة منصب


يكون بها عند الطغام معظما
لإظهاره في الناس أن مرامه


ليدفع عن من قلدوا من تهضما
وحط لهم قدراً وذلك فرية


بلا مرية فانبذه خلفاً لتسلما
وما قلت في شأن الأئمة من تقى


وعلم وفضل شامخ باذخ سما
بهم حرس الإسلام عن رأي جاهل


يصد سبيلا بالرشاد مقوما
فحق صواب عندنا ليس منكرا


ففضلهمو قد كان أعلى وأعظما
وما كان هذا الفضل يوجب أننا


نقلدهم حتماً ونترك محكما
وهم قد نهونا أن نقلد قولهم


إذا خالف المنصوص أو أن نقدما
وأجمع أهل العلم أن مقلدا


كأعمى فهي هاد بصير كذي العمى
وهذا هو الإجماع عن كل عالم


حكاه بن عبد البر من كان أعلما
وقولك من فضل الأئمة جازما


بنص أتى في فضلهم أن يكتما
وما منهمو إلاَّ عني بفضيلة


أتت على رسول الله فيه فقدما
فعمن روى الحديث بفضلهم


فأهلاً به أهلاً إذا كان محكما
فإن كان في فضل الأئمة قد أتى


عن السيد المعصوم نص ليعلما
وكان صحيحاً أن ذلك موجباً


لفضلهم لا غير يا من توهما
وإن كان خط حررته عصابة


أشادوا به إنما من الدين معلما
بناء لديكم الفساد وإنكم


أتيتم به إنما من الدين معلما
بناء لديكم للفساد وإنكم


أتيتم إلى هذا البناء فهدما
فما كان معلوماً ولا كان واضحاً


فلم تهدموا ركناً مشاداً مقوما؟
أبا الفشر والتشنيع من غير حجة


ظننتم بأن الركن منا تهدما
فإن البنا منا على ساس أحمد


نبي الهدى من كان أهدى وأحكما
فلما علا بنياننا كان شامخاً


مشيداً منيعاً عن مساميه قد سما
محوطاً بقال الله قال رسوله


وليس لنا إلاَّ هما حين نرتما
وإن نحن شئنا أن نحوط ذماره


بأصحابه كنا أحق وأقدما
وبالتابعين المقتفين لإثرهم


على نهج ما قد سنه من تقدما
وبالعلما من كل صاحب سنة


يقدمها حقاً على الرأي والعما
فما كان ما نبني فساداً وإنه


لمحض الهدى يدريه من كان مسلما
عليما بأخبار النبي محمد


ذكيا وبالعلم الشريف ترسما
ولكن فشئنا على قدر طغى بكم


وأمراً أتى منكم فأضحى مهدما
بمحكم آيات ونص مقدم


وأقوال من قد كان أهدى وأعلما
وحظم للأعمى على ترك ما نما


وحرر أهل العلم قد كان مأثما
أتدعو إلى ترك الهدى وطريقه


وهل كانإلا ما أشادوه أقوما؟!!
أشادوا أتباع المصطفى واقتفائه


وتسعى إلى ما قد أشادو ليهدما
بتقديم آراء الرجال وخرصها


وتقليدهم يا ويح من كان أظلما
وقولك يا أعمى البصيرة إنما


قصدنا هوى فينا طغى وتحكما
وما كان ديناً قصدنا أو لسنة


نصرنا لقد أبديت ظلما محرما
وبهتاً وعدواناً فما كان عن هوى


وما قصدنا إلا الهدى أين يمما
ومانصرنا إلا لسنة أحمد


وما قصدنا إلا لما كان أقوما
ونحمي حماها عن تخرص جاهل


وعن مارق يبغي سواها المقدما
بهذا ندين الله جل جلاله


ونرجو به فواً وأجراً ومغنما
ونرغم بالحق المنير أنوفكم


ونقذى عيوناً طال ما ضرها العما
تكمد أكباداً لكم قد تلوثت


ببغض ذوي الإسلام بعضاً مكتما
وتبغضككم لله لا لمقالة


أذعتم بها بغضاً وظلماً تحكما
كقولك في منظوم غيك فرية


وزوراً وبهتاً وإفكاً محرما
وهل غضبوا إلا لتشنيع مرجف


أغار على ثلب الكرام وأقدما
أقول لعمرو الله ما ذاك بالذي


غضبنا له يا من بغى وتهكما
ولكن على تقديم سنة أحمد


أقاويل قوم ما أرادوا التقدما
فما غضب منا لتشنيع مرجف


بزعمك يا من مان لما تكلما
ولو ثلب الأعلام لم نحترم له


مقاماً ولول كان الحبيب المقدما
ولكنه حبر إمام مهذب


يغار لدين الله عن أن يهدما
وما كان ثلباً للأئمة قوله


ولكنه والله أضحى معظما
وهبنا غضبنا أن نقدم قولهم


على قول من قد كان بالله أعلما
أهل كان هذا الأمر منا مسبة


وثلباً لمن كانوا هداها وأنجما
وهل كان تشنيعاً وإرجاف مرجف


خئتم وخبتم عصبة أورثوا لعما
وقولك فيما قد تقولت فرية


وزوراً وبهتاناً مقالاً مذمما
ولما أرادوا نشره وظهوره


أبى الله إلا يكف ويكتما
أقول سل السفار من كل وجهة


وفي كل قطر من أبان وأعلما
وأظهر منشوراً من الحق ناصعاً


ينادي به نثراً ودراً منظما
وأخفى مراماً رمتموه ببغيكم


أبى الله إلا أنه لن يتمما
وذلك من فضل الإله وعدله


ورحمته في من أراد التهكما
وقولك فيما قد نظمت تهورا


وفهت به جهلاً فما نلت مغنما
أأنصار صديق هبلتم وخبتمو


بأي علا أوليتموه التقدما؟
بأن حرم التقليد في هذيانه


لأهل التقى صار الجليل المفخما
أقول نعم نال التقدم والعلى


بتقديمه النص الشريف المعظما
ومن قدم النص الشريف تألفت


مناقبه في الخافقين فقدما
وما نحن أوليناه ذاك وإنما


حباه إله العرش ذلك فاستما
وتقديمنا إياه ليس لأنه


يحرم تقليداً لمن كان أعلما
ولكن لتجريد أتباع محمد


وتجريد توحيد العبادة قدما
فإن حرم التقليد فهو موفق


وقال المقال الصدق لما تكلما
وقد قال هذا قبله كل عالم


تفي نقي بالهدى قد ترسما
ومنهم ومن أعلاهم وكلامه


به قال صديق وصال وأقدما
وأعنى به ذاك الإمام ابن قيم


وقرر في الأعلام ذاك فأحكما
فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة


وإن كنت تدري كان ذلك أعظما
وصديق أبداها وقال ولم يحد


عن المنهج الأسنى ولا قال مأثما
سوى كلمات قالها باجتهاده


وأخطأ فيها حيث أبدى وهجعما
وسار على منهاج قوم تقدموا


ونرجو لهم عفواً وأجراً ومغنما
لأجل اجتهاد قادهم فتورطوا


ومن ذا الذي ينجو سليماً مسلماً
وقولك فيما قد حيكت فلم تصب


طريق الهدى بل حدث قصداً تحكما
تلا سوراً في عابد الجبت والحصى


وأولها فيمن أناب وأسلما
أقول نعم قد قال ما قال جهرةً


ولم يتعرض من أناب وأسلما
تلا سوراً في عابدي الجبت والحصى


لعابد أحجار أساء وأجرما
إذا قدموا آراءهم ومقالهم


على سنة المعصوم من كان أعلما
ولم يرفعوا بالنص رأساً وحسبهم


مقالته فيما أحل وحرما
وقد قال هذا باجتهاد وخاله


صواباً ولو يدري لما كان أقدما
وكم قال ذو فضل وعلم مقالةً


وأصبح عنها راجعاص متندما
فيأخذها الأصحاب عنه ولم يكن


ليرضى بها لما ارعوى وتندما
فتقليدكم إياه صار عبادة


لترككمو النص الشريف المقدما
إذا كان في تحريم ما قد أحله


وتحليله ما كان حتماً محرما
فمن كابر النص الصريح معانداً


وحلل تقليداً لما لله حرما
وقلد متبوعاً له ومقلدا


أهل كان ذا ممن أناب وأسلما
وقال إمامي كان أدرى ومذهبي


يخالف هذا ما إلى ذاك مرتما
فصديقي فيما قاله معلناً به


وما كان يعني من أناب وأسلما
وما قال هذا القول من عند نفسه


ولكن عل آثار من قد تقدما
فقد قال هذا قبله لابن حاتم


عدى رسول الله لما توهما
وقولك فيما بعد هذا بأسطر


أصبت طريقاً للهدى كان أقوما
أحين اتبعنا المهتدين تورعا


لدرء الخطأ منا فعلنا محرما
وهبنا بلغنا الاجتهاد وشرطه


نرى قولهم في الأصل أو في وأقدما
وكان أتباع المهتدين هدايةً


وطاعتهم في الناس فرضاً محتما
وكم سورٍ تتلونها في أتباعهم


ونص تقليدهم لن يكتما
يقول تعالى فاسئلوا ولم تكن


قضت بأتباع الناس من كان أعلما
ومن قال واجعلنا إماماً ولم يرد


من الله أن يقفي سبيلاً ويلزما
أقول نعم هذا هو الحق والهدى


يهذا فدين الله حقاً ليعلما
سوى أحرف أخطأت فيها بأننا


ترى فعلكم حرماً تحكما
ونسبتك التقليد بالنص قد أتى


به سور تتلى وذا لن يكتما
وجعلك أمر الاجتهاد سفاهة


هو الاتباع المترضى عند من سما
فهذا الذي فيه الخصومة قد جرت


وهذا الذي منكم أساء وأسقما
فما نحن أنكرنا أتباع أئمة


جهابذة كانوا أحق وأعلما
فطاعتهم في طاعة الله طاعة


بهم نقتدي في الحق أين تيمما
بل نحن أنكرنا عليكم مقالكم


بفرضية التقليد فرضاً محتما
وهم قدنهوا عني الأئمة أننا


نقلدهم في الدين يا من توهما
فنحن على منهاجهم وطريقهم


بهم نقدتي إذ كان ذلك مغنما
وفرق بعيد بين هذا وكوننا


نقلدهم فافهمه إذ كان أسلما
وسل أيها الغاوي عن الفرق بين من


بهم يقتدي أو من يقلد هل هما
سواء وما الحق الصواب فإنما


طريق الصواب الحق قد كان قيما
فمقتدياً في الدين كمن لا مقلداً


طريق الصواب الحق قد كان قيما
أليس أخو التقليد من غير حجة


وغير دليل قلد المر من سما
ومن يقتدي فهو الذي لمقالهم


إذا وقفوا نصاً قفاهم وسلما
أهل كان من يأتي الأمور بحجة


ويتلو دليلاً مستبيناً مسلما
وقال يقول الله جل ثناؤه


وقال رسول الله نصاص محتما
كمن قال لا أدري ولكن إمامنا


يقول ومنى كان أدرى وأفهما
فأيهما أولى لأن يقتدي به


وأيهما قد كان أهدى وأسلما
وليس إتباع النص والاقتدا به


يسمى اجتهاداً يا ذوي الجهل والعما
وليس الكلام الآن فيه فإنه


لمن بلغ الشرط الذي كان أقوما
وذلك فيما كان يخفي دليله


ولم يرد النصان فيه فأيهما
ولكنا في الإتباع كلامنا


وأخذ به من غير أن تتلعثما
ونعلم هل بالنص فالأخذ واجب


وإلا فحكم باجتهاد فمن سما
به العلم فلينظر وإلاَّ فسائغٌ


إذا لم يكن ممن سما فتقدما
يقلد أهل العلم فيما تعسرت


عليه معاني ما يراد فأيهما
وقولك يا هذا مقالة جاهل


بنص رسول الله من كان أعلما
وفي السنة الغراء ما جاء مفصحاً


وصرح بالتقليد لفظاً وأفهما
حديث صحابي كالنجوم بأيهم


أحال على التقليد فانر لتعلما
أقول لقد أخطأت رشدك فاتشد


فلست بأهل يا ثعالة للكما
فما أنت والأخبار عن سيد الورى


وأنت ترى التقليد فرضاً محتما
فدعها لأصحاب الحديث ومن على


مناهجهم قد سار أيان يمما
فهم عرفوا ما لم يكن بمصحح


لديهم وما منها صحيحاً مسلما
فهذا حديث لا يصح ورفعه


إلى المصطفى ما صح من توهما
رواه عن البزار أثبات عصره


جهابذة كانوا هداة وأنجما
ولو صح هذا كان فرض مقاله


لمن يقتدي لا في المقلد حسبما
وأيضاً فتقليد الأئمة عندكم


أحق من الأصحاب بل كان أسلما
فكيف استجتزتم ترك تقليد أنجم


بهم يهتدي من يقتدي حين قدماه
وقلدتمو من كان في الفضل دونهم


فسحقاً لهذا الرأي ما كان أسقما
فمن قد عنى بالنص غودر قوله


ومن لم ين يعني يكون المقدما
وأيضا فتقليد الصحابة واجب


جميعاً فقد كانوا هداةً وأنجما
بموجب هذا لنص عند فريقكم


ويلزمكم هذا لزوماً محتما
فقد جاء عنهم في مسائل عدة


خف وقد كانوا أبر وأعلما
فقولوا بما قالوا جميعاً فبعضهم


أباح لأشياء وآخر حرما
كتوريثهم جداً وإسقاط إخوة


وتشريكهم قول لآخر قدما
وواحدة جمع الثلاث بلفظه


إذا طلق الإنسان قد كان أقدما
ومن قال هذا لا يجوز وإنها


ثلاث حرام كان أمراً محتما
ومن قد أجاز الدرهمين بدرهم


ومن قال هذا كان أمراً محرما
وإرث ذوي الأرحام لبعضهم


وبعضهمو عن ذلك القول أحجما
ومن جمع الأختين ملك يمينه


أباح له وطئاً وآخر حرما
ومن كان بالأنسال يوجب غسله


وآخر لم يوجبه حتماً وصمما
ومن قال إرضاع الكبير لحاجة


مباح وقوم حرموه تأثما
إلى غير ذا مما يطول فقلدوا


لهذا وهذا لا تعدوه مأثما
إذا كان هذا النص يوجب أننا


نقلدهم يام من هذي وتكلما
وقولك خافوا ادعاءً لجاهل


فيسلك في الأصلين نهجاً موهما
أحبوا وقوف الشرع عند أولي التقى


ليخلص من أهل الفساد ويسلما
أقول نعم هذا جواب مقلد


يرى أن أهل الرأي قد كان أسلما
فما قال هذا مالك وابن حنبل


ولا قاله نعمان يا من توهما
ولا قال هذا الشافعي محمد


بلى قد نهوا عن ذاك نهياً محتما
فإن كان تقليد الأئمة واجبا


فكيف نهوا عن واجب كان أقوما
وكيف لهم أن يوجبوه ولم يكن


به الله والمعصوم أوصى وأعلما
فإن كان ذا الإيجاب نصاً محققاً


كما قد زعمتم يا ذوي الجهل والعما
فكيف نهوا عن موجب النص جهرة


وعن سور تتلى بتقليد من سما
فما كان ذا إلا سبيل ضلالة


وكانوا لعمرو الله أبرى وأسلما
فدعنا من القول الذي لم يرد به


عن الله والمعصوم نص ليعلما
فما كان هذا القول يوجب أننا


نقلدهم في ترك ما كان أقوما
إذا كان بالإسناد صح ثبوته


فنص رسول الله كان أقدما
وأيضاً فهم لم يوجبوه وإنما


أحبوا وما قالوا مقالا ًمحتما
وأنتم فقد أوجبتموه تعنتاً


فهل كان هذا الأمر إلا تحكما
وجمعهمو القرآن خوف دروسه


وكان على عهد الرسول مقسما
فذلك بالإجماع صح وخرقه


حرام وهم كانوا أبر وأعلما
وما كان تقليداً سلوك طريقهم


ولكن بنص المصطفى حين قدما
وقال عليكم باتباعٍ لسنتي


وما الخلفا سنوه بعدي ليعلما
فما عابد صديق بذاك أئمة


ولا رد قولاً بالأدلة سلما
وما رجل منا بجهل مولعاً


ولا صير المعوج منه مقوما
ولكنه قد عاب تقديم قولهم


على قول من قد كان بالله أعلما
فإن كان تقديم النصوص ضلالة


وجهلاً ومعوجاً ولا كان قيما
فأهلاً به جهلاً وإني لمولع


بتقديم نص المصطفى يا ذوي العمى
وإني على هذا الطريق لسائر


وإن كان معوجاً لديكم ومنقسما
ولما رأينا القول منه موافقا


لنص رسول الله كان معظما
ويسعي بتشييد لسنة أحمد


وينهي عن التقليد نهياً محتما
وحين رأينا الاعتراض بجهلكم


غضبنا وأنكرنا المقال المذمما
ولما رأى شيخ الضلالة أنه


يرد على صديق ما كان أقوما
أبينا وقلنا في الجواب قصيدة


كفت وشفت واستخرجت ما تكتما
وأبدت أعاجيباً من الجهل عندكم


وأبقتك يا هذا من العلم معدما
وهيهات هل يجديك ما قد نظمته


فقد جاءكم ما كان أدهى وأعظما
أتيتم إلينا رائمين بزعمكم


تكفون منا من بغى أو تهضما
فإن كان من عقل ومعرفة بكم


وعن جهلكم يا من هذى وتكلما
فقد جاءكم ما لم يكن في حسابكم


وإن كان عن جهل فقولوا لنعلما
وما جاءكم منا خرافات جاهل


أردنا بها فتحاً فأدت إلى العمى
ولكن أينا الحق أبلج واضحا


لمهيع صدق كان والله لهجما
فأبصره من كان للحق طالباً


وأنكره من كان أعمى وأبكما
ونسبتنا إياكمو لعبادة


يجيء بها من للمقابر عظما
فما ذاك إلاَّ أن صديق عابهم


وأنكر ما كانوا عليه وأعظما
وصنف في رد عليهم كتابه


فلله ما أبدى وأجلى وأفهما
فأنكرتمو هذا الكتاب وقلتمو


وحبرتمو إفكاً وما كان أوخما
وحررتمو في الانتصار قصائداً


وهجواً لصديق من الجهل والعمى
وما كان هذا فيكمو بخصوصكم


ولكن حدبتم دون من كان أظلما
ورد المعادي كالمباشر حكمه


سواء فما فرق هناك ليعلما
فلو أنكم أثنيتمو في جوابكم


على نره ما كان أهدى وأقوما
من الرد للإشراك والكفر والردى


وتقريره التوحيد لما تكلما
وتوضيحه إياه عند بيانه


دلائله اللائي بها الحق قد سما
لكان لكم وجه من العذر عند من


مقاصدكم تخفى عليه فربما
يصدقكم لكن أبيتم وقلتمو


من الزور والبهتان أمراً محرما
وتصييرنا للفدم شيخ ضلالكم


بأن كان زنديقاً طغى وتجهما
فما ذاك إلا أنه كان مظهراً


لأهل الهدى ما كان أهدى وأقوما
فخالف هذا باعتراض وسبة


وتضليل من كانوا على الحق أنجما
وأظهر فينا الفحش والثلب واعتدى


وظاهر أهل الغي ظلماً ومأتما
وتجمينا إياه فهو لقولكم


بهجو أتانا منكمو كان مظلما
متى كان كفواً للكرام وثلبهم


لذا صار زنديقاً غوياً مجسما
وما كان منا من يقول بأنه


تعالى إلهي كان جسماً كمثلما
يقول هشام حيث قال ببغيه


وعدوانه قولاً وخيماً مذمما
ومذهبنا في الاستواء بأنه


على عرشه عن خلقه بأين سما
وإن صفات الله جل ثناؤه


كما قال المعصوم حقاً وأفهما
فما وصف الرحمن جل جلاله


به نفسه قد كان حقاً مقدما
وما قاله المعصوم في وصف ربه


ندين به الرحمن حقاً ليعلما
وإن معانيها لحق حقيقة


وليست مجازاً قول من كان أظلما
ومن قال هذا عندكم فمجسم


وهذا لعمري قول من قد تجهما
فإن كنتمو من عصبة سلفية


ولم تعد دينا للنبيين قيما
فلازم إثبات الصفات وكونه


على العرش من فوق السموات قد سما
لدى الأشعريين الغواة بأنه


يكون إذن جسماً من الجهل والعمى
فما بال هذا الطعن في الدين جهرة


وتضليل أهل الحق إن كنت مثلما
تقول وتنميه وتحكيه جهرة


أساغ لديكم تضليلنا يا ذوي العمى
وقولك في هذا الجواب مخبرا


بما كان حقاً بعضه ومسلما
نرى النفع عند الله والضر عنده


ولا يمن إلا ما أفاض وأنعما
ونمنع شد الرحل إلا لقبره


إليه إله العرش صلى وسلما
وكنا نعد الذبح والنذر والدعا


إذا لم يرد لله شيئاً محرما
أقول نعم هذا هو الحق والهدى


بهذا يدين الله من كان مسلما
سوى الشد نحو القبر إذ كان بدعة


وليس على منهاج من قد تقدما
وإطلاقه التحريم من فعل ذابح


وداع وذي نذر فأبداه مبهما
فأفعاله سبحانه وبحمده


تعز عن ندبها وتعظما
فنؤمن أن الله لا رب غيره


هو الخالق الرزاق بل كان منعما
مليكاً عظيماً قادراً متفرداً


بنفع وضر جل ربا معظما
وحيا وقيوماً يدبر خلقه


معاذاً ملاذاً للعباد ومعصما
أقر بهذا الكافرون بربهم


وما جحدوا أفعاله حين أنعما
وما دخلوا في الدين حقاً بهذه


ولا كل من يأتي بها كان مسلما
ولكن بتوحيد العباد حيث ما


أقر به من قد أناب وأسلما
فمن ذاك لا يدعي ويلجأ ويرتجي


لكشف ملم أو مهم تفخما
سواه فأنواع العباد كلها


بأفعالنا الله قصداً تحتما
فندعوه في كشف الملمات إن عرت


لتفريج كرب قد أضر وألما
ونرجوه في جلب المنافع جملة


ونقصده فيما أهم وأسأما
ونطلب منه الغوث بل نستعينه


إذا فادح الخطب أدلهم وأجمها
فلا يستغيث المسلمون بغيره


لعز وإسعاف على كل من رما
ونخشاه بل ننقاد بالذل رهبة


ونرغب في المأمول ما منه يرتما
وفي كل ما قد ناب من كل حادث


إذا ما دها خطب أساء وأسقما
إلى غير ذا من كل أنواعها التي


بها الله مختص وكان معظما
فليس له شريك ولا له


نديد فيدعى أو مثيل ليعلما
وقولك إن الذبح والنذر والدعا


إذا لم يرد لله كان محرما
كلام امرئ جاف جهول فإنه


لكفر صريح يا ذوي الجهل والعمى
وليس بكاف أن يقال محرما


فذاك قصور في العبارة أو هما
فإن لم يكن كفراً لديكم صدوره


فتباً وسحقاً ما أضر وأوخما
فمن لم يكفر كافراً فهو كافر


ومن شك في تكفيره كان أظلما
فذي لفظة يعني بها الكفر تارة


ويعني بها ما دون ذاك من العمى
فلو لم يكن هذا بمحتمل لما


نقول لكان الأمر أدهى وأعظما
فإن كنت تبغي في السلامة مركبا


فلا تأت ألفاظاً تجيز التوهما
كذلك شد الرحل كان لمسجد


هو الحق بل للبيت إذ كان أفخما
وللمسجد الأقصى كما صح نقله


عن السيد المعصوم من كان أعلما
فمن شد رحلاً قاصداً بمسيره


إلى غيرها قد جاء أمراًَ محرما
وإتياننا القبر الشريف فإنه


لمن أفضل الأعمال حقاً ليعلما
ولكنه بعد الصلاة يؤمه


ويأتي إلى القبر الشريف مسلما
وقولك نرضى مالكاً وابن حنبل


ونعماننا والشافعي المكرما!
نعم نحن نرضى مالكاً وابن حنبل


ونعمان ثم الشافعي المقدما
وكل إمام من ذوي العلم والهدى


أولئك قد كانوا هداةً وأنجما
أولئك أعلام الهدى وذوو التقى


بهم يقتدى من رام علما ومغنما
فهم أنجم للمهتدين وقادة


بحور وحاشاهم من الجزر إنما
لهم مدد من ذي الجلال يمدهم


فسبحان من أعطى الجزيل وأفهما
ولكنما نص النبي محمد


وتقديمه قد كان أهدى وأقوما
فتقديمه فرض على كل مسلم


وتبجيله قد كان أمراً محتما
وقولك ياهذا الغبي مقالة


وأطلقت لفظاً من غبائك أو هما
ولم نتبعهم عابدين لذاتهم


ولكن لما كانوا على الحق أنجما
فظاهر ذا في الأتباع وحبذا


ويا ليت هذا كان منكم مقدما
فهلا اتبعتم قولهم في نصوصهم


ومنعهمو تقليدهم يا ذوي العمى
وذلك فيما حرروه مذاهباً


صحابتهم صار الصحيح المقدما
وهلا اتبعتم نهجهم في اعتقادهم


فمنهاجهم والله قد كان أسلمى
وقد منعوا شد الرحال لقبر من


عليه إله العرش صلى وسلما
وأغلظهم في ذلك القول مالك


وكان إماماً في الحديث معظما
ولكنما التقليد قد كان واجباً


لديكم لما كانوا جل وأعلما
فأوهمت أن الأتباع مرامكم


وجئت بلفظ ما عن الحق أفهما
فلا فرق بين الأتباع لديكمو


ولا بين ما أوجبتموه تحكما
وبين أتباع المهتدين على الهدى


وتقليدهم فرق يبين لمن سما
وقولك يا هذا الغبي ضلالة


من الغي يرويها الذي قد تجمها
وكل اعتقاد في صفات إلهنا


نراه على العبد اجتهاد تحتما
كذاك الذي جبريل عن أمر ربه


أتى سائلاً عنه النبي ليعلما
أقول لقد أبديت ويحك منكرا


وقلت مقالاً في الصفات محرما
فكل اعتقاد في صفات إلهنا


فبالنص لا بالاجتهاد وإنما
تمر كما جاءت على وفق ما له


أراد به المولى من كان أعلما
ونقطع مع هذا بان حقائق المع


اني لها وصف الكمال لمن سما
فما وصف الرحمن جل جلاله


به نفسه كان الصواب المقدما
وما لم يصف من نفسه جل ذكره


وما لم يصفه المصطفى كان مأثما
فما لاجتهاد الرأي في ذاك مدخل


ومن قال هذا قد أساء وأجرما
ومن يتأولها على غير ما له


أريدت فقد أخطأ وجاء المحرما
ومن قال هذا باجتهاد فإنه


مضل وبدعي طغى وتجهما
كذلك أصل الدين مما أتى به


إلى المصطفى جبريل قد كان محكما
ونصاً جلياً ليس يخفى دليله


فليس اجتهاد فيه إلاَّ تحكما
ففرض علينا أن ندين بكلما


أتانا به المعصوم لن نتلعثما
فأي اجتهاد فيه للعبد حاصل


وهل كان إلا أي من كان أظلما
فإن كان معنى الاجتهاد لديكمو


هو الأخذ بالنصين أيان يمما
فهذا على كل الأنام اعتقاده


وأخذ به إذ كان حقاً وأقوما
لمن بلغ الشرط الرفيع مناره


ومن لم يكن يبلغه إذ كان أحكما
وإن كان فيما كان يخفى دليله


من الحكم المستنبطات لمن سما
فإن وافقا النص الشريف فواجب


وإن خالف المنصوص كان محرما
فإن كنت لا تدري وأعضل أمره


عليك فقلده الذي كان أعلمات
فذا سائغ في قول كل محقق


وما كان حكماً لازماً متحتما
وقد قلت يا هذا الغبي مقالة


تصدق ما قد قيل فيكم من العمى
ومذهبنا تفويض أي صفاته


وتحريمنا ما تم أن نتكلما
أقول لقد ابديت رأياً مفنداً


وقولاً لعمري ما عن الحق أفهما
فمذهبنا إثبات آي صفاته


وتحريمنا في الكيف أن نتكلما
وتفويض آيات الصفات ضلالة


ومهج قوم حرروه تحكما
فهم أثبتا ألفاظ آي صفاته


وقالوا عن المعنى مقالاً محرما
نفوض معناها إلى الله وحده


ولا نثبت المعنى ولن نتكلما
وذلك لما كان نفى صفاته


بأصل اعتقاد القوم كان محتما
وقد وردت آياته بصفاته


ولابد مخن معنى لها كان أقوما
فلما رأوا هذا وخاله مذهبا


لمن سلفوا ممن مضى وتقدما
بقوا بين تفويض المعاني بحيرة


وإيمانهم باللفظ إذ كان أسلما
فقالوا جهاراً في العقائد إننا


نفوض آيات الصفات ولن وما
فهل قال هذا مالك في اعتقاده


وهل قال نعمان لذاك وأفهما
وهل قال هذا الشافعي وأحمد


فعمن أخذتم يا ذوي الجهل والعمى
أجاء به نص صحيح مصرح


بذلك عمن كان بالله أعلماد
وهل قاله من صحب أحمد قائل


وتابعهم أو تابعي نهج من سما
فما هو إلا بدعةٌ وضلالة


قفيتم بها آثار من قد تجهما
أهل كان ما قال الأئمة واجبا


إذا كان في فرع وكان محتما
وما كان في الأصل الشريف فإنما


ترون اجتهاداً ليس فرضاً مقدما
ولا كان ما كانوا عليه بواجب


فهم عندكم لم يحكموا الأصل مثلما
همو أحكموا الأحكام تالله إن ذا


لقول سخيف ما أضر وأوخما
وما قرر الأسلاف إن كان إنما


أردت به من قد مضى وتقدما
من العلماء الراسخين ذوي التقى


أولى الفضل من كانوا أبر وأحكما
كأحمد والنعمان والحبر مالك


وكا الشافعي وابن المبارك من سما
وإسحاق والثوري وكابن عيينة


ويحيى وكابن الماجشون الذي حما
وسفيان والزهري وحماد الذي


يسمى النبيل المرتضى حيث قدما
وعثمان والعيسى وحماد الذي


يسمى ابن زيد من سما وتقدما
وكابن المديني والبخاري ومسلم


وكالطبري واللكائي من سما
وكالترمذي ثم النسائي وعاصم


وكل إمام كان بالعلم قدما
وكابن جيج والطحاوي ومن على


مناهجهم من كل من كان ضيغما
ومن لست أحصيهم ويعسر نظمهم


أولئك هم كانوا على الحق أنجما
فمذهبهم في كل آي صفاته


خلاف الذي تحكيه يا من توهما
وإن كنت بالأسلاف تعني مشايخاً


قفوا أثر الغاوين ممن تجهما
رأوا أن تأويل الصفات وصرفها


عن الراجح المعلوم قد كان أحكما
إلى القول المرجوح فيما يرونه


بآرائهم قد كان أهدى وأسلما
وظنوه تنزيهاً وقال خلوفهم


طريقتهم كانت أبر وأقوما
ومنهم أناس في الصفات تحيروا


فكانوا ببيداء الضلالة هوما
رأوا أن تفويض الصفات هو الذي


على المنهج الأسنى وقد كان أسلما
فإن كانت تعنيهم وتذكر أنهم


لكطم سلف في الاعتقاد فربما
فبعداً لكم بعداً وسحقاً لمذهب


أبى اله أن تبغى سوى ذاك مرتما
ومن أجل هذا الاعتقاد رماكمو


بأبذى لسان من رماكم فأبكما
وما رده حق كما قد زعمته


ولا كان عن جهل وما من تكلما
ولكن بعلم لا هوى وضلالة


ولا قول بدعيٍ طغى وتهكما
وما كان عن فسق أخذنا ولم يكن


بإفك أتينا يا ذوي الجهل والعمى
ولكنه صدق وحق محقق


أكان كلا الأمرين ذنباً ومأتما
فجرتم وجرتم وافتريتم وجئتمو


لعمري من البهتان إفكاً محرما
ومن هم كرام الناس إن كنت قاصداً


ذويك فقد كانوا أخس وألأما
وإن كنت تعني غيرهم من ذوي التقى


وأهل الحجى والعلم ممن تقدما
فلم تجعل الأعلام من كل عالم


غواتاً وما منا به من تكلما
ولكنه من بهتكم واعتدائكم


لا غرو من هذا فقد قلت أوخما
وما قلت من فضل بهم واقتدائهم


فحق فقد أولوا بذاك التقدما
وقد مر ما يكفي جواباً لقولكم


بإيجاب تقليد تردده عمى
وتزعم أنا قد أردنا برأينا


فساداً فما رأياً أتينا ليعلما
وكنا على منهاجهم وطريقهم


درجنا ولا قلنا مقالاً مذمما
ولم تغل فيهم والغلو محرم


وكم جر أقواماً فأصلوا جهنما
أما صرحوا أنا نرد كلامهم


إذا خالف المنصوص رداً محتما
وكنا نرى فرضاً علينا محتما


نقدم قول المصطفى أين يمما
فأية سلطان وبرهان حجة


أتيتم به حتىأبى أن يتمما
ويمنع ما قلنا بأوضح حجة


وأقوم برهان رماكم فأبكما
ولم نر إنساناً بأحرص منكمو


على هذه الدنيا فما نال مغنما
سكنتم مع الدنيا وساكنتم الألى


ببغيهمو كانوا غواناً وهوما
ومن جعلوا في نحر سنة أحمد


قوانين أفرنج فكانوا هم العمى
وكنتم لهم فيما لديهم أئمة


تهاجون من يبدي هاجهم ومن رمى
وما ذاك إلاَّ لا كتاب مأكل


وتحصيل أوقاف هناك ترنما
ومن ذا الذي منكم بعلم وحجة


نراه إلى نحو السموات قد سما
نطاوله حتى يكون مقالكم


صواباً وحقاً ما إلى ذلك مرتما
وكيف يكون الجاهلون أئمة


بهم يقتدى من رام نوراً عن العمى
وإن كنت تعنى بالثناء ذوي التقى


من العلما من قد مضى وتقدما
فقدرهمو أعلى وأعظم رتبة


فهم أنجم در مقاعدها السما
بهم نقتدي بل نهتدي بعلومهم


وعنهم بكل الطرف مرءاً ومسما
ولسنا بحمد الله يا وغد سعينا


تطلبنا أمرين جاها ودرهما
ولكنا والحمد لله وحده


تطلبنا قد كان فوزاً ومغنما
وما قلت في شأن الأئمة لم تكن


بلغت الذي فيهم من الفضل يرتما
فلسنا وإن ماتوا نعيب لسيرة


يسيرون فيها بالهدى أين يمما
فكل مقال فيهمو فمضلل


فسيرتهم تكفي وتشفي من الظما
وقل للذي يقفوهمو بحقارة


وعيب وتشريب ألا أخاً لكالعمى
وقولك من جهل دهاك وقةل


من العلم تنبي إنما كنت معدما
ورب أناس أعرضوا عن سبيلهم


على حسد حتى تولوا مع العمى
كما شسيعة للآل سموا روافضاً


وخلوا على قفر الضلالات هوما
بأن رفضوا نهج الأئمة وارتضوا


هاهم وخالوا الاجتهاد محتما
فأدتهمو آراؤهم واجتهادهم


غل أن أعادوا الدين نهباً مقسما
فما كان هذا القول منك بصائب


على نهج ما قد قاله من تقدما
ولكنهم سموا غواتا روافضا


لرفضهمو الإسلام إذ كان أقدما
ورفضهموا زيداً لأجل امتناعه


وعصيانهم في لعن من أن أقدما
أبا بكر الصديق أفضل أمة


لأحمد والفاروق من كان ضيغما
فهذا الذي سموا به لا لكونهم


يرون مقام الاجتهاد محتما!
فقد أمروا زيداً من البغي والهوى


بان يستبرا منها فترحماد
فما لعنهم صديق أمة أحمد


وفاروقها إلا من الجهل والعمى
وهم قبل تقليد الأئمة إنما


يسمون هذا الاسم حقاً ويرتما
فما كل من سأم اجتهاداً ورامه


يسمى بهذا الاسم حقاً ويرتما
فكم من إمام عالم ومحقق


على ذلك المنهاج كان مقدما
فإن كان أخذا بالكتاب وسنة


لخير الورى يا من نحوا منهج العمى
يسمى اجتهاداً وهو نهج مضلل


ومذهب أرفاض ومن قد تأمما
وليس اتباعاً للكتاب وسنة


وليس اقتداء ذاك بل كان مأتما
فجملة أصحاب الحديث روافض


لأنهمو ما قلدوا من تقدما
ولم يرتضوا إلاَّ الكتاب وسنة


لهم منهجاً إذ كان أهدى وأسلما
فإن كان هذا للروافض مذهبا


فتباً لهذا الرأي ماكان أسقما
ومن ترك التقليد لكنه اقتدى


بأهل الهدى ممن مضى وتقدما
فقد خرق الإجماع فيما لديكمو


وصار كمن كانوا غواتاً وهواما
ونم رفضوا نهج الأئمة وارتضوا


بآرائهم ما كان أوهى وأوخما
فإنهموا لم يسلكوا في اجتهادهم


طريقاً على نهج السداد مسلما
طريق كتاب الله أو سنة الذي


أتى بكتاب الله من كان أعلما
فإن كان معنى الاجتهاد لديكمو


هو الأخذ بالنصين أخذاً محتما
وفاز به الأرفاض واعتصموا به


فقد خاب مسعى من سواهم وأجهما
وله فوق هذا من ثناء ومدحة


ثكلتمو من عصبة أورثوا العمى
فإن كنتمو من عصبة سلفية


فكيف استجزتم مدح من كان أظلما
فأنتنم لدينا عصبة سلفية


بهذا وما قد كان أدهى وأعظما
وجيرانكم أعني الروافض عندكم


بمنزلة ما منكمو من لهم رما
وعاداهمو جهراً وأظهر بعضهم


وتكير من منهم غلا وتأمما
وإخوانهم في الغي من كل مارق


أولئك هم كانوا أشر وأعظما
ولكن إذا لاقيتموهم وجئتمو


إليهم فبالإكرام تلقونهم عمى
وقولك من تيهٍ دهاك وغرة


دعتك إلى أن قلت قولاً مرجما
دعوا جهلكم في غير أحسائنا ذه


فقد كانت الأحسا تحمى وتحما
أقول لعمري ماذه الدار بالتي


عهدنا بها جيشاً لهاماً عرمرما
ولا كان فيها من ذوي العلم جهبذا


هزبراإذا لاقى المعادين ضيغما
لتحمى به الأحسا ولا كان من بها


من الغاغة النوكي الحمقا حماتاً ولا كمي
ولو كان فيها عالم أو موفق


لأبصر نهج الحق كالمشس قيما
كمثل ابن غنام وكابن مشرف


ومن قد نحا منحاهما وتقدما
فدع عنك هذا الهمط والخرط واتئد


فسوف ترى ما كان أهدى وأقوما
وما كان جهلاً ما وضعنا وجاءكم


بإحساءكم يا من هذى وتلما
ولكن بعلم ما وضعنا وحجة


أذاق سما ما من أصاب علقما
ولم نحترم أحسائكم لمقامكم


ولكن رمينا ركنها فتهدما
وقمنا فأنكرنا ضلالات غيكم


فما كانت الأحساء تحمى وتحما
ومن ذا الذي منكم حماها بحجة


ومن ذا الذي منا رماها فأحجما
أما أخذت بالسيف قهراً وعنوة


أما ضربت أعناق من كان مجرما
دهاكم بها منا أبي مجاهد


فكان إذا لاقى العداة عثمثا
وذاك سعود من سعى في وبالكم


وجاء إلى الأحسا فهد وهدما
وأجلى أناساً واستجاب قبائل


نيام فناولوا بالإجابات مغنما
فوطد للتوحيد ركناً مشيدا


وهد من الإشراك ما كان قد سما
وعبد اللطيف الحبر لما أتاكمو


وكان إماماً مصفعاً ومفهما
تقياً نقياً أحوذياً مهذبا


إذا ضطرمت نار الهزا هز أقدما
فأحضر منكم للسؤال عصابة


لديكم ذوو علم فكانوا ذوي عمى
فبادا وما فادوا وصاروا ثغالباً


وكل امئ منهم لدى الحق أحجما
وقد رام فدم أن يجيب سفاهة


إماماً لعمري كان بالعلم مفعما
فقال بقول الجهم جهلاً ضلالة


قد هكم فيها بالهوى فتهدما
تأول جهلاً في يد الله إنها


بقدرته تأويل من كان أظلما
وكان دليل الفدم بيتأً لشاعر


ولم يدر ما معناه لما تكلما
فكر على ذا الفدم كرة ضيغم


وقد كان قمقاماً أبياً وضيغما
وقال له قولاً عنيفاً ومنكراً


مقالته الشنعاء لما تهكما
أقول بقول الله جل ثناؤه


وقال رسول الله من كان أعلما
وتعرض عن هذا عناداً وضلة


وتأتي بشعر ما عن الحق أفهما
أبلس عن ردة الجواب بحيرة


وأعيا فما أجدى ولا نال مغنما
وها أنتمو قد تزعمون بأنكم


أولو العلم والأحساء تحمى وتتما
فإن كان حقاً فأبرزوا وتقدموا


وجيئوا بما شئتم وقولوا النعلما
وما نبأ أنبأ بفضل أوليكم


يكون لأخراكم وإن كان حاسما
إلى حلبات البر يسموما وإنما


ينال بتقوى الله حقاً ويرننما
فما الفضل بالآباء ينال فجهلكم


عريض ودعواكم لذاك تحكما
ونم وفدوا نحو النبي محمد


فبلهم لما أتوه وكرما
فإنهمو أهل لذاك ومن أتى


إلى الله يبغى الحق كان مفخما
فنعم الجدود السالفون على الهدى


وبس الخوف الناكبون ذوو العمى
وقولك فيما بعد هذا وأنهم


رأوا منهج التقليد كان أسلما
وذلك بالإجماع منهم فإن ذا


لدعوى وما الإجماع إلا تحكما
ومن كان لا يدري وليس بعالم


فلا غرو أن يأتي بما كان أعظما
وما كل قول بالقبول مقابل


ولا كان نصاً محكماً متحتما
وما كان صديق بأول قائل


لذاك ولكن قد قفى من تقدما
فإن شئت أن تدي بهم وبقولهم


عياناً ففي الأعلام ذاك معلما
لتعلم يا أعمى البصيرة أنهم


فثانم وقد كانوا أحق وأفهما
وصديق إن أخطأ وجاء بزلة


وأغلظ في بعض الأمور وأوهما
وخال صواباً ما أتى باجتهاده


فلسنا وإن أخطأ نجيز التوهما
فليس بمعهصوم ولسنا عن الخطا


نناضل أو نرمي من الجهل من رما
ولكنكم من بغيكم وعنادكم


وجهل بكم أزرى وخبث تجهما
فجرتم وجرتم وافتريتم وجئتمو


لعري من البهتان إفكاً محرما
وقولك يا هذا الغبي مقالة


اردت بها أن تستبيح المحرما
وحسبي كرام ليس يخفى صلاحهم


إذا لم يعدوا الصالحين فمن وما
فإن تستقيموا ما استقاموا فحبذا


وإن تعرضوا لم تنقصوا الدين معلما
ونحن كفانا نهجهم واتباعهم


نجاحاً ويكفيكم خلافهمو عمى
أقول نعم كانوا لعمري أئمة


كراماً وقد كانوا هداة عن العمى
وقد كان لا يخفى علينا صلاحهم


ومن يقتدي بالصالحين فقد سما
فهم حسبكم في الأخذ بالرأي عنهم


وهم حسبنا في الإتباع بكل ما
نموه عن المعصوم إذ كان حسبنا


هو الأخذ بالنصين أيان يمما
بها نكتفي بل نشتفي وعليهما


نعول والملجأ هما حين نرتما
ونقبل أقوال الأئمة كلهم


على الرأس والعينين فالكل قد سما
إلى ذروات المجد والعلم والتقى


ولاشك قد كانوا أبر وأعلما
فهم استقاموا في الطريقة واستووا


على المنهج الأسنى الذي كان أقوما
فنحن على آثارهم وطريقهم


إلى الله إذ كانوا على الحق أنجما
وإن خالفوا المنصوص كان اتباعنا


لنص رسول الله إذ كان أسلما
فليسوا بمعصومين في كل حالة


يقولون والمعصوم من كان أعلما
فقل لمهاجيهم وهاضم قدرهم


تأخر فما قرد يساوي ضيغما
وقولك إعجاباً بما قد جلوته


كأنك ممن قال حقاً وأحكما
جلوت عهلى الأذهان بكراً مليحة


تبث إذ قالت جماناً منظما
أقول عليها مسحة من ملاحة


وتحت الثياب الخزي أضحى مكتما
ألم تر أن الماء في العين رائق


وإن كان طعم الماء في الريق علقما
ويلتذ بالشهد المصفى طعومة


وإن كان مسموماً به الداء قد كما
أتتنا تجر الذيل تيها ً وغرة


ليغتر ذو جهل ومن كان معدما
فلما رآهات الناقدون وأبصروا


مطاوي معانيها وما كان أوخما
وإن مبانيها وإن كان شامخاً


على جرف هار من الغي والعمى
نفوها وما اغتروا بتزييف زخرف


كسا وجهها ثوباً من الحسن أوهما
كساها مديحاً للأئمة رائقاً


وكانوا به أولى وأعلى وأعظما
ومن تحته عز النصوص وحسبهم


مقالة من قد قلده تحكما
ودعواه أن الناس من ألف حجة


رأوا منهج التقليد قد كان أسلما
وإن اجتهاد السابقين ذوي التقى


ذوي العلم من كانوا على الحق أنجما
ومن كان بالنصين يأخذ أنهم


على مذهب الأرفاض أو ممن تأمما
لأنهمو ما قد قلدا لأئمة


جهابذة كانوا أبر وأحكما
فدعواه دعوى لا تقوم بحجة


مجردة يدرى بها من ترسما
وكان له حظ من العلم وافر


وبالعدل والإنصاف أضحى معلما
فمن كان في عينيه ظلمة غشوة


من الريب لم يبصر من الغي مكتما
فظن غباوتهم إنما مشوا


على المنهج الأسمى الذي كان أقوما
وقد غره ما قد جلوا من ملاحة


بتنميق ألفاظ بمدحة من سما
فخذها نبالاً من حنيف موحد


نمزق جهلاً من ضلالك مظلما
وقد جاءكم أمثالها وتقدمت


إليكم فلم تبدوا جواباً لنعلما
ولو جاءنا منكم جواب وجدتنا


على ثغرة المرمى قعوداً وجثما
ودونك من أبكار فكري قلائداً


تريك من التحقيق دراً منظما
دراري مبانيها نجوم لمهتد


وشهب معانيها رجوم لمن رما
وفيح مطاويها موامي مفاوز


يحار بها الخريت أيان يمما
تحوط سياج الدين عمن متمرد


نرد منهلا بالحق قد كان مفعما
وصل على المعصوم رب وآله


وأصحابه ما ماض برق وما هما
من المزن سحا وابل متحلب


وما اغسوسق الليل البهيم وأظلما
وما طلعت شمس وما حن راعد


وما أم بيت الله حل وأحرما
سليمان بن سحمان

ريحانة شمران
06-22-2024, 01:09 PM
بحمد الله نبدأ في المقال
بحمد الله نبدأ في المقال


ونثني بالمديح لذي الجلال
إله العالمين وكل حي


تفرد بالعبودية والكمال
وموصوف بأوصاف تعالت


عن التشبيه أو ضرب المثال
ومن بعد الصلاة على نبي


هو المعصوم أحمد ذو الجمال
زكى النفس منبع كل خير


كريم المحتدى سامي المعال
فإني قد رأيت نظام شخص


تهور في المقالة لا يبالي
نظاماً في العقيدة لا سديداً


ولا منظومه مثل اللئالي
كما قد قاله فيما نماه


وخال نظامه عالٍ وحالي
وقد أخطأ بما أبداه مما


له قد قال في بعض الأمالي
فبعض قد أصاب القول فيه


وبعض جاء بالزور المال
فهذا بعض ما قد قال فيها


من الزور الملفق والضلال
صفات الذات والأفعال طرا


قديمات مصونات الزوال
فهذا بعضه حق وبعض


فمن قول المعطلة الخوالي
صفات الذات لازمة وحق


قديمات عديمات المثال
فخذ منهن أمثلة وقل لي


جزيته الخير من كل الخصال
عليم قادر حي مريد


بصير سامع لذي السؤال
وأفعال الإله فإن فيها


لأهل الحق من أهل الكمال
كلاماً فاصلاً لا ريب فيه


وحقاً عن أماثل ذي معال
قديم نوعها إن رمت حقاً


وآحاد الحوادث بالفعال
فيضحك برنا من غير كيف


ويفرح ذو الجلال وذو الجمال
بتوبة عبده مما جناه


وبسخط إن جنى سوء الفعال
ومنتقم بما قد شاء ممن


تعدى واعتدى من كل غال
ويرحم من يشاء بغير كيف


يحب المحسنين ذوي النوال
ويغضب ربنا وكذاك يرضى


وأفعال الإله من الكمال
ويخلق ربنا ويجي ويأتي


بلا كيف ويرزق ذو العالي
وينزل ربنا من غير كيف


ويهبط ذو المعارج والجلال
ويقهر ربنا ويرى تعالى


وذي الأوصاف أمثلة الفعال
ولسنا كالذين تأولوها


بأنواع من القول المحال
ولكنا سنجريها كما قد


أتى في النص والسور العوالي
وأهل البغي من بطر وعي


يسمون الصفات لذي الكمال
وحلول حوادث بغيا وقصدا


لتنفير الورى عن ذي الفعال
ومما قال فيما كان أملي


وذاتا عن جهات الست خالي
تعالى الله عما قال هذا


فذا قول لأرباب الضلال
فإن الله من غير امتراء


على السبع العلي والعرش عال
على العرش استوى من غير كيف


فإن الله جل عن المثال
وعنها باينٌ وله تعالى


علو الذات من فوق العوالي
وقهر للخلائق والبرايا


وقدر والكمال لذي الجمال
فأين الله خالقنا إذا لم


يكن فوق السما والعرش عال
أتزعم أنه عين البرايا


فهذا الاتحاد لكل غال
وإن قلتم بلى قد حل فيها


فهذا القول من سقط المقال
وكفر واضح لاشك فيه


وغى مستبين في الضلال
وما السلام التي قد زدتموها


بلفظ الأستوى إلاَّ كآل
كما زاد اليهود النون بغيا


فأنتم واليهود ذوو محال
فأما إن عنى بالست ما قد


عناه الناس من أهل الكمال
فللحيوان هذي الست فاعلم


جوانب من يمين مع شمال
وخلف والإمام وتحت رجل


وفوق الرأس بينة المثال
وما الست الجهات لهن وصف


يكون ملازماً في كل حال
ولكن حسب نسبتها إليها


كذلك والإضافة في المثال
فكان يكون أيسر ذا لهذا


يمينا والأسافل للأعالي
فإن كان المراد بذاك هذا


فحق جاء من أهل الكمال
فأما ما عاد ذا فوق سبع


من الأفلاك سامية عوال
فإن الله جل على عليها


وفوق العرش رب العرش عال
ومما قال من همط وخرط


على الإثبات أرباب المعالي
وليس الاسم غيراً للمسمى


لدى أهل البصيرة خير آل
فهذا اللفظ مبتدع ولسنا


لهذا الابتداع ذوي انتحال
ولفظ الغير محتمل لمعنى


صحيح واضح لذوي الكمال
ومعنىً باطل لاشك فيه


ومنه اغتر أرباب الضلال
ولابن القيم الثقة المزكي


بإتقان وحفظ واحتفال
كلام في البدايع مستبين


بتفصيل لليل الشك جال
ويعسر نظام ما قد قال فيها


من التفصيل في هذا المجال
فقوى قول أهل الحق فيه


وأوهى قول أهل الاعتزال
فراجعه تجد قولاً سديداً


مفيداً شافياً سهل المنال
أن الله جل له صفات


وأسماء تعالت عن مثال
لست نفس ذات الله حقاً


وليست غيره فافهم مقالي
لست تلك خالقة لشيء


ولا مخلوقة أبداً بحال
ومما قال مما ليس يغني


ولا يغنيه من قيلٍ وقال
وما إن جوهرٌ ربى وجسم


ولا كل وبعض ذو اشتمال
وفي الأذهان حق كون جزء


ولا كل وبعض ذو اشتمال
فهذا كله كذب وزور


لدى أهل الدراية بالمقال
كذا لفظ التحيز أو مكان


وأعراض وأغراض كآل
لدى التحقيق عنهم في اعتقاد


فلم تؤثر ولم تذكر بحال
فلا بالنفي والإثبات قالوا


ولم تعرف لأصحاب وآل
لذا كنا نرى الإعراض عنها


وعن كل ابتداع ذي احتمال
وتكفي سورة الإخلاص وصفا


لربي ذي المعارج والجلال
وما قد جاء في الآيات يوماً


عن المعصوم صح بلا اختلال
أفي القرآن هذا أم أتانا


عن المعصوم أم ذا ذو محال
أمثل الخرط هذا في اعتقاد


يسطر أو يقال بكل حال
فهذا كله لا ترتضيه


إذا لم يأت عن صحب وآل
وفيما قاله الرحمن ربي


وما أبدى الرسول من المقال
شفاء للسقام وفيه بره


ومقنع كل أرباب الكمال
ولا والله عن صحب وآل


يجيء المجرمون ذوو الضلال
بحرف واحد من كل هذا


فسبحان المهيمن ذي الجلال
وما القرآن مخلوق ولكن


كلام الله فاحفظ لي مقالي
وذر ما قاله جهم ودعه


وقال الأشعري من المحال
وما قال ابن كلاب ولكن


كما قال الأئمة ذو الكمال
فأثبت كل ما قد أثبتوه


من الأوصاف ثمت لا تبالي
كأحمد وابن إدريس وهذا


كما قد قال مالك ذو المعالي
ونعمان الإمام به وخلق


همو كالراسيات من الجبال
معالم للورى كانوا هداة


وغيرهمو كمن يهدي لآل
كجهم ذي الضلال وكالمريسي


وكالعلاف أرباب الضلال
وكالنظام وابن أبي داود


دعاة للجحيم ذوو محال
ورؤيا المؤمنين له تعالى


أتت بالنص من صحب وآل
عن المعصوم عشرينا وبضعا


أحاديثا صحاحا كاللئالي
وفي القرآن ذلك مستبين


فيا بعداً لأهل الاعتزال
لقد جاءوا من الكفران أمراً


يهد الراسيات من الجبال
وإن المؤمنين لفي نعيم


نعمٍ لا يصير إلى زوال
وإن ألذ منا يلقون فيها


من الذات رؤية ذي الجمال
ونؤمن بالإله الحق ربا


عظيماً قد تفرد بالكمال
إلهاً واحداً صمداً سميعاً


بصيراً ذي المعارج والجلال
قديراً ماجداً فرداً كريماً


عليماً واسعاً حكم الفعال
له الأسماء والأوصاف جلت


عن التشبيه أو ضرب المثال
ونؤمن أنما قد شاء ربي


فحق كائن في كل حال
وإنما شاءه أحد وما لم


يشأه الله كان من المحال
وأقسام الإرادة إن تردها


فأربعة موضحة لتال
فما قد شاءه شرعا ًوديناً


من العبد الموفق للكمال
بما وقع المقد رمن فضاء


بذلك في الوجود بلا اختلال
من الطاعات فهو لها محب


إلهي راضياً بالامتثال
فهذا قد أراد الله ديناً


وشرعاً كونه في كل حال
ورب العرش كونها فكانت


ولولا ذاك ما كانت بحال
وثانيها الذي قد شاء ديناً


من الكفار أصحاب الوبال
من الطاعات لو وقعت وصارت


على وفق المحبة بالفعال
ولكن لم تقع منهم فباءوا


لعمري بالخسار والنكال
وثالثها الذي قد شاء كوناً


بتقدير الحوادث للوبال
كفعل للمعاصي أو مباح


فلم يأمر بها رب العوالي
ولم يرض بها منهم وكانت


على غير المحبة للفعال
فإن الله لا يرضى بكفر


ولا يرضى الفواحش ذو الجلال
فلولا أنه قد شاء هذا


وقدر خلقه في كل حال
لما كانت ولم توجد عياناً


فما قد شاء كان بلا اختلال
ورابعها الذي ما شاء ربي


له كوناً ولا ديناً بحال
فذا ما لم يكن من نوع هذا


ولا هذا وهذا في المثال
كأنواع المعاصي أو مباح


فهذا الحق من أهل الكمال
فخذ بالحق واسم إلى المعالي


ودع قول المخبط ذا الخيال
وللعبد المشيئة وهي حق


أتت بالنص في أي لتال
وبعد مشيئة الرحمن فاعلم


هديت الرشد في كل الخلال
وأعمال العباد لهم عليها


لعمري قدرة بالافتعال
وما الأفعال إلاَّ باختيار


وربى ذو المعارج والجلال
لذلك خالق ولهم كما قد


أتى في النص فاسمع للمقال
ونؤمن بالكتاب كما أتانا


وبالرسل الكرام ذوي الكمال
ونؤمن بالقضا خيراً وشراً


وبالقدر المقدر لا نبالي
وأملاك الإله وإن منهم


لعمري مصطفين لذي الجلال
وإن الجنة العليا مئآب


لأهل الخير من غير انتقال
وإن النار حق قد أعدت


لأهل الكفر أصحاب الوبال
وإن شفاعة المعصوم حق


لأًحاب الكبائر عن نكال
ونؤمن بالحساب وذاك حق


وكل سوف يجزي بانتحال
وكل سوف يؤتى يوم حشر


كتاباً باليمين أو الشمال
ونؤمن أن أعمال البرايا


ستوزن غير أصحاب الضلال
فليست توزن الأعمال منهم


كأهل الخير من أهل الكمال
ولكن كي لتحصى ثم يلقى


إلى قعر النهى بذوي النكال
ونؤمن أننا لا شك نجري


على متن الصراط بكل حال
فناج سالم من كل شر


وهاو هالك للنار صال
وأن البعث بعد الموت حق


ليوم الحشر موعد ذي الجلال
ومعراج الرسول إليه حق


بذات المصطفى نحو العوال
وفي المعراج رد مستبين


على الجهمية المغل الغواي
ومن ينحو طريقهم ببغي


وعدوان وقول ذي وبال
بتأويل وتحريف وهذا


هو التعطيل عند ذوي الكمال
وأن الحوض للمعصوم حق


لأهل الخير لا أهل الضلال
ونؤمن أنه من غير شك


سيأتي الفاتنات بكل حال
إلى المقبور ثمة يسألانه


فناج بالثبات بلا اختلال
سوى من كان يوماً ذا معاص


سيبقى غبها بعد السؤال
إذا ما لم تكفر تلك عنه


بأشياء ممحصة بحال
وآخر بالشقاوة سوف يلقى


عذاب القبر من سوء الفعال
ونؤمن بالذي كانوا عليه


خيار الناس من صحب وآل
كذلك التابعون وتابعوهم


على دين الهدى والانتحال
وإن الفضل للخلفاء حق


وتقديم الخلافة بالتوالي
ابو بكر ففاروق البرايا


فذو النورين ثم على عال
على من بعده وهمو فهم لهم


نجوم الأرض كالدرر الغوالي
وكالأعلام للجيران بل هم


هداة كالرعان من الجبال
وكل كرامة تثبت بحق


فحق للولي بلا اختلال
نوال من كريم حيث كانوا


بطاعة ربهم أهل انفعال
وليس لهم نوال أو حياء


لمن يدعوهمو من كل عال
وإن الخرق للعادات فاعلم


على نوعين واضحة المثال
فنوع من شياطين غواة


لمن والاهمو من ذي الخيال
ونوع وهو ما قد كان يجري


لأهل الخير من أهل الكمال
من الرحمن تكرمةً وفضلاً


لشخص ذي تقى سامي المعالي
ولكن ليس يوجب أن سيدعى


ويرجى أو يخاف بكل حال
فما في العقل ما يفضي بهذا


ولا في الشرع يا أهل الوبال
وفارق ذلك النوعين أمر


هو الفصل المحكم في المقال
سلوك طريقة المعصوم حقاً


وتوحيد بإخلاص الفعال
فمن يسلك طريقته بصدق


فمن أهل الولا لا ذي الضلال
ومن يسلك سواها كان حتماًَ


بلا شك يخالج ذا انسلال
ونؤمن أن عيسى سوف يأتي


لقتل الأعور الباغي المحال
ويقتل لليهود وكل باغ


ويحكم بالشريعة لا يبالي
وربي خالق محي مميت


هو الحق المقدر ذو التعالي
وبالأسباب يخلق لا بقولٍ


لقومٍ عندها قول الضلال
وفي القرآن ذلك مستبين


فأنبتنا به والحق جال
لريب الشك عن كل اعتقاد


صحيح عن أماثل ذي مقال
على هذا ابن حنبل وهو قول


لأهل الحق من أهل الكمال
ومن ينسب إليهم غير هذا


فقد أخطأ أخطاء ذا وبال
ومما قال فيما زاغ فيه


وأعنى في القصيدة ذا الآمال
وما أفعال خير في حساب


من الإيمان مفروض الوصال
بل الأعمال والأفعال حق


من الإيمان فاحفظ لي مقالي
يزيد بطاعة الإنسان يوماً


وينقص بالمعاصي ذي الوبال
وهذا قول الحق ممن


هم الأعلام من أهل الكمال
ودعني من خرافات وهمط


لأرباب الجهالة والضلال
وإن السحت رزق لا حلال


حرام كله لا كالحلال
وتكفير بذنب لا نراه


لأهل القبلة المثلى بحال
ولكن من أتى كفراً بواحاً


وأشرك في العبادة لا نبالي
وإن الهجرة المثلى لفرض


على ذي قدرة بالانتقال
ولم ننسخ بحكم الفتح بل ذا


بذاك الوقت والإسلام عال
فإن عادت وصارت دار كفر


فهاجر لا تطفف باعتزال
لأن المصطفى قد قال ما قد


روى الإثبات من أهل الكمال
بذكر بالبراءة من مقيم


بدار الكفر بين ذوي الضلال
وذا من مسلم إذا جاء ذنب


كبير بالإقامة لا يبالي
روى ذا الترمذي كذاك جاءت


به الآيات واضحة لتال
وجملة كل معتقد صحيح


رواه الناس عن صحب وآل
وعن سلف روى خلف ثقات


لنا بالنقل عنهم باحتفال
فإنا باعتقاد واحتفال


له بالأخذ في كل الجلال
فإن رمت النجاة غداً وترجو


نعيماً لا يصير إلى زوال
نعيماً لا يبيد وليس بغنى


بدار الخلد في غرف غوال
وحوراً في الجنان منعمات


مليحات التبعل والدلال
فلا تشرك بربك قط شيئاً


وأخلص في العبادة والفعال
ولا تذهب إلى الأموات جهلاً


لنفع أو لضر أو نوال
ولا تجعل وسائط ترتجيهم


فإن الله ربك ذو الكمال
عليمٌ قادر بر كريم


بصير سامع لذوي النوال
وليس بعاجز فيعان حاشا


وليس بغائب أو ذي اشتغال
فلا يدري بأحوال البرايا


فتدعوا من يخبر بالسؤال
فتجعله الوساطة إن هذا


لعمري من مزلات الضلال
وهذا يفتضي أن ليس ربي


مريد النفع أو بذل النوال
ولا الإحسان غ من شفيع


يحركه فيعطف ذو الجلال
لحاجته ورغبته إليه


وهذا لا يكون لذي المال
أليس الله خالق كل شيء


ومالكه وربك ذو التعاي
ومن ذا شأنه وله البرايا


بأجمعها الأسافل والأعالي
أكان يكون عوناً أو شفيعاً


يخبر بالغوامض والفعال
ويكرهه على ما ليس يرضى


تعالى ذو المعارج والمعالي
أكان يكون من يخشاه ربي


ويرجوه لتبليغ المقال
ويشفع عنده كرهاً عليه


كما عند الملوك نما لموايل
لحاجتهم ورغبتهم إليهم


لخوفٍ أو رجاء أو نوال
تعلى الله خالقنا تعالى


تقدس بل تعاظم ذو الجلال
أليس الله يسمع من يناجي


كمن يدعو بصوت بالسؤال
وأصوات الجميع كصوت فرد


لدى الرحمن وهو على العوالي
فلا شغله سمعاً عن سماع


لمن يدعو ويهتف بابتهال
ولا يتبرم الرحمن ربي


بإلحاح الملحين الموالي
ولا يغلطه كثرة سائليه


جميعاً بالتضرع والسؤال
بكل تفنن الحاجات منهم


وأصناف اللغات بلا اختلال
فيعطى من يشاء ما قد يشاء


ويمنع ما يشاء من النوال
أليس الله يبصر كل شيء


بلا شك ويبصر ذو الجلال
دبيب النملة السودا اتعالى


وأعطى تلك في ظلم الليالي
على صخر أصم ذوي سواد


شديد حالك مثل الكحال
ومجرى القوت في الأعضاء منها


وأعضاء البعوض بكل حال
ومد جناحه في جنح ليل


وأعراق النياط بلا اختلال
ويعلم ما أسر العبد حقاً


وأخفى منه فاسمع للمقال
فمن ذا شأنه أيصح شرعاً


وعقلاً أن يشاركه الموالي
معاذ الله ما هذا بحق


ولا في العقل عند ذوي الكمال
أفي عقول ذي حر عدول


إلى ميت رميم ذي اعتقال
عديم السمع ليس يراه يوماً


عديم العلم ليس ذي نوال
ويترك عالماً حياً قديراً


بصيراً سامعاً في كل حال
كريماً محسناً براً جواداً


رحيماً ذو الفواضل والنوال
لعمري إن من يأتي بهذا


لذو خبل من الإسلام خال
وعقل يرتضي هذا الدين


لعمري جاهل وذوو وبال
وأهلوه أضل الناس طراً


وأسفههم وأولى بالنكال
فلا يغررك إقرار بما قد


أقر المشركون ذوو الضلال
بأن الله خالق كل شيء


ومالكه وذا بالاقتلال
ورزاق مدبر كل أمر


وحي قادر رب العوالي
فهذا قد أقر به قريش


فلم ينفعهمو فاسمع مقالي
وهم يدعون غير الله جهراً


وجهلاً بالمهيمن ذي الجلال
وللأشجار والأحجار كانت


عبادتهم بذبح مع سؤال
وللأموات هذا منهم


بخوف مع رجاء واندلال
ونذر واستغاثة مستضام


فباءوا بالوبال وبالنكال
وإن الحق إن تسلكه تنجو


من الإشراك ذي الداء العضال
طريق المصطفى المصوم حقاً


بتوحيد المهيمن ذي الكمال
بأفعال له وحده فيها


وبالأفعال منك بلا اختلال
بأنواع العبادة من رجاء


وخوف والتوكل والسؤال
وذبح واستغاثة مستغيث


ونذر واستعانة ذي الجلال
ولا تخضع لغير الله طراً


ولا تخشاه في كل الفعال
وبالرغباء والرهباء منه


بتعظيم وحب وانذلال
لربك لا لمخلوق وميت


ضعيف عاجز على كل حال
فوحده وأفرده بهذا


ودعنا من مزلات الضلال
وأوضاع لأفاك جهول


حكايات ملفقة لغال
ولا تشرك علياً أو حسينا


ولا الجيلي في هذي الفعال
ولا البدوي أحمد والدسوقي


تناديهم وتدعوهم بابتهال
ولا الحبر ابن إدريس وليثا


ولا من كان معروفاً بحال
ولا تهتف بزينب والرفاعي


ولا الست النفسية ذي الجمال
ولا الأخرى التي تدعي وترجى


لبذل أو لذاء ذي عضال
أترجو منهمو نفعاً وضراً


بهذا الإلتجا والابتهال
وتنسى الله خالق كل شيء


ومالكه فربك ذو النوال
فهذا الجور والعدوان حقاً


ومذهب كل أفاك وعال
ويأتي مولداً وضعوه جهراً


وجهلاً وابتداعاً للضلال
وتبذل فيه أموالاً لتحظى


بأجر ويح أمك في المآل
أصحب المصطفى وضعوه قل لي


أم النوكاء أهل الاحتيال
وهل كان الذي وضعوه أهدى


من الصحب الكرام ذوي الكمال
أم القوم الذي وضعوه كانوا


غواةً جاهلين ذوي خبال
أحازوا للفضال وانتضوها


ولم تعرف لأصحاب وآل
غلى أن أبرزا منها كنوزاً


وفازوا بالفضائل والمعال
وأصحاب النبي وتابعوهم بهذا


الفضل كانوا في انعزال
معاذ الله إذ لو كان أهدى


لكان الصحب أولى بالفعال
وكل طريقة خرجت وزاغت


عن المشروع بالقول المحال
فإنا من طرائقهم براء


إلى الله المهيمن ذي الجلال
فنبرأ من ذوي الإشراك طراً


ومن جهيمة مغل غوال
ومن كل الروافض حيث زاغوا


فهم أهل المناكر والضلال
ومن قول النواصب حيث ضلت


حلومهمو بقول ذي وبال
ومن قول الخوارج قد برئنا


ويا بعداً لأهل الاعتزال
بما قالوه وانتحلوه مما


يخالف دين أرباب الكمال
فقد جاءوا من الكفران أمراً


عظيماً واجتراء بالمحال
ونبرأ من أشاعرة غواة


قفوا جهماً برأي وانتحال
ومن جبرية كفرت وضلت


ونبرأ جهرة من كل غال
كنا في قدرة الرحمن ربي


وتقدير المهيمن ذي الجلال
ومن قول بن كلاب برئنا


فلسنا منهمو أبداً بحال
ومن قول ابن كرام وممن


نمى بالاقتران ذوي الضلال
وأهل الوحدة الكفار إذ هم


أضل الناس في كل الخلال
ومن أهل الحلول ذوي المخازي


فقد جاءوا بقول ذي وبال
وممن قال بالإرجاء يوماً


ومن كل ابتداعٍ وانتحال
يخالف شرع أحمد ذي المعالي


وأصحاب كرام ثم آل
ونبرأ من طرائق محدثات


ملاهٍ من ملاعب ذي الضلال
بألحان وتصدية ورقص


ومزمار ودف ذي اغتيال
وأذكار ملفقة وشعر


بأصوات توق لذي الخيال
فحينا كالكلاب لذي انتحال


وحيناً كالحمير أو البغال
وتلقى الشيخ فيهم مثل قرد


يلاعبهم ويرقص في المجال
بأي شريعة جاءت بهذا


فلم نسمعه في العصر الخوالي
فلا والله في دين النصارى


ولا دين اليهود أتى بحال
ولا في شرعة المعصوم هذا


فعمن جاء بأهل الضلال
أصحب المصطفى فعلوه إذ هم


بفضل السبق حازوا الكمال
وعمن جاء ذلك ليت شعري


يمن أبداه منهم في انتحال
أفي دين الإله الرقص يا من


تهور في المقالة بالمحال
فما في الدين من لعب ولهو


ورقص والتحلين فيالمقال
بأشعار مشببة بسعدي


وهند أو بربات الجمال
أهل صحت بذلك مسندات


أحاديث روين بلا اختلال
عن المعصوم بالشرع المزكي


عن الأدناس من قيلٍ وقال
وعن لهوٍ وعن لعبٍ ورقصٍ


أتت عن ماجن أو ذي خيال
وعن أحداث وضاعٍ جهول


بدين المصطفى السامي المعالي
وزنديق يشين الدين كيلا


يسوغ لداخل فيه بحال
فذو العقل السليم إذا رأى ذا


أبى ألا يدين بذا المحال
فما فعل الريال يكون ديناً


فيا بعداً لأصحاب الريال
وهل صحت بذلك مسندات


بهذا الرقص عن صحب وآل
كذبتم وافتريتم واجتريتم


فلا والله يعرف ذا بحال
وقلتم إن هذا الرقص دين


طريق السالكين لذي الجلال
وعن أهل الصفا قد جاء هذا


نعم عن كل مبتدع وغال
وآت بالمناكر والمخازي


ورقص كالحمير وكالروال
فأما عن ذوي التقوى فحاشا


فهم أهل التقى والابتهال
وأهل الإتباع وليس منهم


لعمري ذو ابتداع في انتحال
وكان سلوكهم حقاً على ما


عليه الشرع دل من الكمال
بأذكار وأوراد رووها


عن الإثبات عن صحب وآل
وحال يشهد الشرع المزكي


له بالاقتضا في كل حال
ومع هذا إذا ما جاء حال


بأمر وارد لذوي الكمال
من النكتب التي للقوم تروى


وتعرض في الفنا ذا المجال
أبوا أن يقبلوها ذاك إلاَّ


بحكم الشاهدين بلا اختلال
كتاب الله أو نص صحيح


صريح واضح لذوي المعالي
وقد قالوا ولا يغرر شخص


إلى الآفاق طار ولا يبالي
ويمشي فوق ظهر الماء رهواً


ويأتي بالخوارق بالفعال
ولم يك سالكاً في نهج من قد


أتى بالشرع في كل الخصال
فذلك من شياطين غواة


لمن والاهمو من كل غال
فدع عنك ابتداعاً واختراعاً


وسر في إثر أصحاب الكمال
فهذا كل ما ترضى وندعوه


عليه الناس من حسن الخلال
ولم نستوعب المفروض لكن


ذكرنا جملة في ذا المجال
فأحبب في الإله وعاد فيه


وأبغض جاهداً فيه ووال
وأهل العلم جالسهم وسال


ولا تركن إلى أهل الضلال
ولا يذهب زمانك في اغتفال


بلا بحث وفي قيل وقال
ومر بالعرف وإنه عن المناهي


فذا من شأن أرباب الكماهل
دعاني واقتضى نظمي لهذا


قريض قد رأيت لذي الأمالي
وحق إجابة لسؤال خل


وقد أسعفته بالامتثال
فعارضت الذي لا نرتضيه


وأبقيت الذي للشك جال
وزدنا فيه أبحاثاً حساناً


عليه الناس في العصر الخوالي
فيا ذا العرش ثبتني وكن لي


نصيراً حافظاً ولمن دعاني
وحقق فيك آمالي وجد لي


بعلم نافع يا ذا الجلال
وصل حبلي بحبلك واعف عني


جميع السوء من كل الفعال
وصل الله ما قد صاب ودق


ولاح البرق في ظلم الليالي
على المعصوم أحمد ذي المعالي


وأتباع وأصحاب وآل
سليمان بن سحمان

ريحانة شمران
06-22-2024, 01:09 PM
لك الحمد وإن الحمد أول ما نبدي
لك الحمد وإن الحمد أول ما نبدي


وللحمد أولى ما به العبد يستبدي
وأشكره سبحانه جل ذكره


ولا الله أولى بالثناء والحمد
على ما هدانا لأتباع نبينا


وأصحابه الأنجاب من كل مستهدِ
وجنبنا منا وفضلاً ورحمةً


طرائق أهل الشرك وبالله والجحد
فكم من أسدى وكم نقمٍ كفى


وكم نعمٍ أسدى علينا بلا عدِّ
وأشهد أن الله لا ب غيره


تعالى عن الأمثال والجعل للندِّ
وأشهد أن الله أرسل عبده


محمداً الهادي إلى منهج الرشد
عليه صلاة الله ما آض بارقٌ


وما انهل من صوبٍ وقهقهه من رعد
وبعد فإني قد رأيت رسالةً


لدحلان لا تدعو لخيرٍ ولا تهدي
تجاوز فيها الحد وانحط في الردى


وسطر همطاً لا يفيد ولا يجدي
وأودعها من كل زورٍ ومنكسر


وفحشٍ وبهتانٍ واقذع في الرد
وجاوز في إطرا من الد ماله


تداعى الجبال الراسيات إلى الهد
بتعظيمه المعصوم خيرة خلقه


محمدٍ الهادي إلى أكمل الرشد
فبالغ في التعظيم بغيا بصرف ما


به الله مختص إليه على عمد
بخالص أنواعه العبادات كلها


كلمحٍ ونذرٍ والدعاء وبالقصد
إذا لم يعظم بالربوبية التي


بها الله موصوفٌ فجلَّ عن الندِّ
وأورد بيتاً قاله بعض من غلا


فتباً له من ماذقٍ مارقٍ وغد
فدع ما ادعى بعض النصارى بزعمهم


لعيسى وقل ما شئته بعد واستجد
فتباً لها من ترهاتٍ تهافتت


ومن حجٍ باهت فتاهت عن القصد
وها بعض ما قال الغبي وما ادعى


من المين والتلبيس للأعين الرمد
فقد قال في شأن الزيارة أنها


لبالنص والإجماع جهلا بما يبد
إلى قبر خير العالمين محمدٍ


وأصحابه والصالحين ذوي المجد
لمشروعة مطلوبةً بل وقربةً


يشد إليه الرحل من كان ذا بعد
وإن قبور الأنبياء جميعهم


تزار بأعمال النجائب بالوخد
ولا فرق في كون الزيارة أنشئت


من القرب أو كانت من البعد بالشد
ولا فرق في كون الزيارة أنشئت


من القرب أو كانت من البعد بالشد
ومن جاء نحو المصطفى بعد موته


كمن جاءه قبل الممات بلا جحد
وذاك لقول الله جاءوك إنها


تدل على هذا المحبي من العبد
وهذا يفيد الانتقال من الذي


يجبي إلى قبر المزور من البعد
ومهما تكن هذي الزيارة قربة


كذا السفر المنشئ إليها فعن رشد
وقاس قياساً فاسداً لا يقيسه


من الناس إلاَّ فاسدُ الرأي والقصد
وأورد آياتٍ وخال بأنها


تدل على ما قد توهم ذو اللد
وجاء بأخبار أكاذيب كلها


على السيد المعصوم أكمل من يهد
ولم يكترث يوماً بما قال وادعى


فتباً لهذا الزائغ المفتي الوغد
لقد خاض في علم الشريعة واعتدى


بلا صدٍ في العلم منه ولا ورد
وعاب على سلاك سنة أحمدٍ


وأتباعهم من كل هادٍ مستهدِ
فلا عجب مما تهور وافترى


فذي سنة الأعداء من كل ذي صد
يصدون أرباب الضلالة والهوى


وأهل الردى والزيغ والأعين الرمد
عن الحق والتوحيد لله ربنا


بتنفيرهم بالترهات التي تردى
وبالشبهات الزائغات عن الهدى


ليصرف عن نهج الرسول ذوي الجحد
ويعدل عن نهج الهدى وسلوكه


إلى مهمه قفرٍ من الحق والرشد
لتعظيمه في زعمه لنبينا


بخالص حق الله والسيد الفرد
وقد أخبر الله العليم بأنهم


قد اتبعوا ما قد تشابه عن عمد
وذاك لزيغٍ ابتغاءٍ لفتنةٍ


وتأويله بالصرف عن مقتضى القصد
فلم يعملوا بالمحكمات ونصها


ولا آمنوا كالراسخين ذو الرشد
وقد جئت من رد عليه بحسب ما


أطلقت ولم أستقص في البحث والرد
لتغيير وزن النظم فيما أرومه


وأورد من نص الأحاديث بالسرد
وأقول أهل العلم من كل مذهبٍ


وكل إمامٍ من ذوي العلم والزهد
فأذكر مالا بد منه وانثني


لأرجو به الزلفى لدى الواحدِ الفرد
ففرضٌ على لك امرئِ نصرة الهدى


وقمع ذوي الإلحاد من كل ذي صد
فقلت مجيباً بالقريض لأنه


أشد على الأعداء من الصارم الهند
ومهما يفل هذا الغي فإنه


بغي دليلٍ بل ولا حجةٍ نجد
يؤول آيات الكتاب على الذي


توهمه من رأيه الفاسد المردي
فقل للغوى المرتمي طرف العلى


تأخر فإن المرتمي عنك في بعد
فذي لحج ما أنت ممن يخوضها


وذي طقٌ ما أنت فيها بمستشهد
يا أنت يا دحلان ويحك بالذي


سموت على هام المجرة والسعد
فتحكي لنا الإجماع هلا غزوة ما


نقلت إلى أهل الدراية والنقد
ولكن إلى السبكي من ليس حجةً


أو الهشمي من حاد عن منهج الرشد
فدعواك للإجماع همط وباطل


وضرب من الزور الملفق واللكد
فما أنت والإجماع يا فدم فاتئد


وهل أنت إلاَّ والغباوة في وعد
تقول ولا تدري بأنك جاهلٌ


وأنك عن شيم الحقائق كالخلد
فأحمد والنعمان قالا ومالك


يقول وقال الشافعي بلا جحد
وكل إمامٍ كالبخاري ومسلمٍ


وإسحق والثوري ذوي الزهد والمجد
وكالجوزاني وابن بطة ذي النهى


وكابن عقيلٍ ذي الدراية والنقد
ومن لست أحصيهم ويعمر نظمهم


فأقوالهم تربو على الحد والعد
يقولون إن الشد للرحل بدعة


إلى مسجدٍ غير الثلاثة بالقصد
فلو نذر الإنسان في قول من ترى


زيارة قبرٍ أي قبرٍ مع الشد
فليس الوفا حقاً عليه وواجبا


ولا مستحياً فقد تجاوز للحد
ولو كان هذا النذر قصداً لمسجد


يصلى به فالمنع من ذاك مستبد
لنص رسول الله أفضل مرسلٍ


وإجماع أهل العلم من كل مستهد
فأين لك الإجماع والقوم كلهم


على غير ما قد قلت يا فاقد الرشد
أمنطمس نور البصيرة من أولى


وأنت بنور الله تهدي وتستهد
كذبت لعمرو الله فيما زعمته


وفهت به جهلاً وجهراً على عمد
فلست بنو الحق للحق مبصراً


وأهل التقى والعلم بالله بالضد
لأنك كالخفاش ما استطاع أن يرى


سنى الشمس فاستعشى الظلام ليستبد
فجل أنت في ليل الضلالة والهوى


كما هو إذ جن الظلام بمسود
ويحك خبرني بنقلٍ مويد


صحيح عن الأعلام من كل ذي نقد
فهل كان من هذي الصحابة أنهم


يؤمون قسراً للزيارة من بعد
وهل كان منهم من يوم لبقعةٍ


يصلى بها حاشا ذوي المجد والزهد
ولا مشهد أو مسجدٍ غير ما أني


به النص من ذكر الثلاثة للوقد
فو الله لا تأتي بنص مؤيد


ولا قول ذي علمٍ عليم بما يبد
ولو كان حقاً جائزاً في زمانهم


لكانوا له والله كالإبل الورد
ولكنهم بالله أعلم منكمو


وأتبع للمعصوم ذي الحمد والمجد
فلا يجعلون القبر عيداً وقد أتى


به النهى عن خير البرية ذي الحمد
وقد صرح المختار عند مماته


بلعن النصارى واليهود أولي الجحد
يجعل قبور الأنبياء مساجداً


وذاك المستفد بهم باذل الجهد
وحذرنا أن لا نكون كمثلهم


فنشقى بما نلقى من البعد والطرد
وقال لنا صلوا على فإنما


تبلغني عنكم ملائكة تدري
ومن جاء بالإحسان نحوي مسلماً


يرد على الله روحي للرد
وقال علي بن الحسين لمن أتى


إلى فرحةٍ يدعو مقالة ذي رشد
نهاه عن الإتيان للقبر للدعا


فإن صلاة المرء تأتيه من بعد
كذا حسن قد قال يوماً لمن رأى


بحضرة قبر المصطفى الكامل المجد
فما التمو منه ومن كان نائياً


بأندلسٍ إلا سواء على حد
وأما الأحاديث التي جاء ذكرها


برخصته للزائرين لذي اللحد
فحق فقد زار النبي محمد


لأهل القبيع الصالحين ذوي الرشد
كذا الشهداء الباذلون نفوسهم


لربهمو يوم الوغا بحذا أحد
ولكنما تلك الزيارة قد أتت


بغير شديد للرواحل من بعد
وحكمة مشروع الزيارة أنها


تذكرنا الأخرى فتبذل الجهد
وننفع من زرنا ببذل دعائنا


ولا ندعه حاشا فذا الجعل للند
ومن يدع غير الله جل جلاله


سيصلى غداً والله حامية الوفد
وأما نبي الله فهو لفضله


حياه بأفضالٍ كثيرٍ بلا عدٍ
وخصه من بين سائر خلقه


بما ليس محصوراً بعد ولا حد
كما خص من بين الأنام بدفنه


بحجرته شرعاً وحساً وعن قصد
لئلا يصير القبر للناس مبرزاً


فيجعل عيداً للمقيمين والوفد
فخيط بحيطان فليس لقاصد


إليه وصول للعبادة بالصمد
من كان عند القبر فهو كمن نأى


سواء بتبليغ التحية والرد
فيدعو لهم بالوارد الثابت الذي


أتانا عن المعصوم ذي الفضل والمجد
فإن رسول الله أعظم حرمة


وحقاً وتوقيراً لذي الواحد الفرد
فيدعي له في كل آنٍ وساعةٍ


ووقت صلاةٍ والأذان ومن بعدٍ
وكل زمانٍ بل وفي كل موضعٍ


كما ليس مخصوصاً لذي القبر بالصمد
وإن دعانا للرسول صلاتنا


عليه مع التسليم في كل من يهد
فمن جعل المعصوم كالناس إنما


يزار لكي يدعى له ثم بالقصد
فقد هضم المعصوم من حقه الذي


به خصه المولى على كل ما عبد
وقد زعموا أن الزيارة قصدها


لتعظيمه بل للتبرك واللمد
وما قال هذا من ذوي العلم قائلٌ


بصار إلى ما قاله من ذوي النقد
وأيضاً فذا يفضي إلى ترك حقه


وتعظيمه إلا لمن زار من بعد
فم خص تعظيم الرسول بموضعٍ


فذاك هو المنقوصُ والناقصُ الجد
ومن عظم المعصوم يوماً بما به


يعظم ذو العرش المقدس ذو المجد
بذبح ونذر والدعاء ورغبة


وحب وتعظيم وخوف من العبد
ورهبته منه كذاك خضوعه


لعزته والاستغاثة عن جهد
وذل وإذعان وتوبة مذيبٍ


وإلحاح ذي فقرٍ إلى واسع المد
فما عرف الله العظيم ولم يسير


على المنهج ولا أن ذا رشد
كدحلان ذي الإشراك والكفر والذي


على مذهب الأشقى ذوي الجحد والطرد
فتعظيمه بالإتباع لهديه


وسنته والامتثال لما يبدى
وطاعته في أمره واجتناب ما


نهى عنه مما لا يسوغ ولا يجدي
ومن نهبه أن لا نشد رحالنا


إلى أي قبرٍ والماجد في القصد
سوى مسجد البيت الحرام وإيليا


ومسجده والنص في ذاك مسند
ومن قال باستحباب ذا النهى إنه


لقولٌ عن التحقيق في غاية البعد
بل النهى للتحريم والحق واضحٌ


بمنصوص من حررته من ذوي النقد
ونحن فلم ننكر زيارة قاصد


لمسجده حاشا فذ القصد عن رشد
بل نحن أنكرنا كإنكار مالكٍ


لقائل زرنا القبر لا مسجد المهد
فمن شد رجلاً قاصداً لمسيرة


لمسجده المخصوص قصداً لذا القصد
فصلى به ثم انثنى متوجهاً


إلى القبر للتسليم منبعث الود
فسلم تسليم امرئ متأدب


بلا رفع صوتٍ بل بآداب مشهد
بهيبة ذي علمٍ ووقفة خاضعٍ


ينكس منه الرأس ملتزم اللمدا
كأن رسول الله حي مشاهد


وأدمعه تجري هناك على الخد
ويستدبر القبر الشريف موجهاً


إلى البيت يدعو بالتضرع والجهد
ولا يجعلن القبر كالبيت إنما


يطوف به سبعاً كأفعال ذي الطرد
ويستلم الأركان منه تبركاً


كأفعال عباد القبور ذوي الجحد
فهذا هو المأثور لاما ادعيته


ويا حبذا هذي زيارة ذي الرشد
وأهل الهدى والعلم بالله والتقى


وبالسيد المعصوم ذي الفضل والمجد
وأما القبوريون من كل ملحدً


وكل كفورٍ جاحدٍ جاعل الند
فلم تك هاتيك الزيارة قصدهم


ولكنها للقبر كائنةَ القصد
ليدعو رسول الله والأمر كله


فلله ذي الإفضال والمنعم المسد
ويرجون من ذي القبر غوثاً ورحمةً


ورزقاً وإيصالاً إلى جنة الخلد
ودفعاً لما قد حل من فادح دها


وكشف الضر وانتصاراً على ض
إلى غير ذا من كل ما ليس يرتجى


ونطليه إلا من الواحد الفرد
وأما أحاديث الزيارة كالتي


شنعت بها في الرق واهية العقد
فمحض أكاذيبٍ وأوضاع آفكٍ


ملفقةٍ أضحت عن الصدق في بعد
فلم ترو في شيء من الكتب التي


عليها اعتماد الناس في الحل والعقد
فأما حديث الدار قطني فإنه


لأمثل ما فيها وإن كان لا يجد
ولم يروه إلا لتبيين ضعفه


هناك الإمام الدار قطني على عمد
وقد طعن الحفاظ فيه فمنهمو


أبو حاتم والبيهقي ذوي النقد
كمثل البخاري والنواوي ومسلم


وكابن معينٍ والنسائي ذي الجد
وكالجوزجاني والعقيلي وغيرهم


من النبلا الإثبات من كل مستهد
فلولا اقتصاري والنظام يردني


لسقت إذا كلا وما قال بالسرد
فإن رمت للتحقيق شيما فإنه


لفي الصارم المنكي لدى العالم المهد
ورد أبي العباس أحمد ذي النهى


به اعتز أهل الدين وانحط ذو اللد
تلوح به الأنوار والحق والهدى


ويأرج منه عابق المسك والند
وحرر أقوال الأئمة كلهم


وأوضح تحقيقاً يبين لذي الرشد
وأوهى أحاديثاً رووها وشبهوا


بإيرادها عمداً على الأعين الرمد
وأوضح ما منها صحيحاً محرفاً


وما كان موضوعاً نفاه على عمد
فجوزي من ذو همة مشمعلةً


بأفضل ما يجزى به كل من يهد
وقام بنصر الدين حتى أسما به


وشيد من أركانه كل منهد
وضعضع من ركن العدا كل شامخٍ


وطيدٍ أورداهم إلى كل ما يردى
وسل على أعداء سنة أحمد


صوارم أهل الحق مرهقة الحد
وما قال من كون الزيارة قربة


كذا السفر المنشي إليها من البعد
ومن جاء نحو المصطفى بعد موته


كمن جاءه قبل الممات على حد
فإن اختصار القول في ذاك أننا


نقول كما قال الأئمة ذو الرشد
إذا كان قصد الزائرين صلاتهم


بمسجده الأسنى المخصص بالقصد
أو البيت ذي الأركان أو كان قصدهم


إلى المسجد الأقصى فحقٌ بلا جحد
إذا لم يكن عن عادةٍ بل عبادةٍ


ولم تشتمل هذي الزيارة بالمردي
من المحيطات الموبقات التي بها


من البدع الشنعاء ما ليس عن رشد
ولم يغل في أقواله وفعاله


بإطرائه مما تجاوز للحد
فذا سنةٌ مشروعةٌ بل وقريةٌ


كذا السفر المثني إليها من البعد
وإن لم يكن إلا إلى القبر قصدهم


فليس لعمري قريةً وهو بالضد
كما يفعل الجهال من كل ملحدٍ


لدى القبر من صرف العبادة للعبد
فيأتي بأنواع العبادة كلها


ويطلب ما لا يستطاع ويستجد
ويسأل كشف الضر والهم والأسى


ويرجو من المعصوم تفريج مشتد
ويدعوه في جلب المنافع جملةً


وإلحاح ملهوفٍ وإطلاق ذي جهد
وذلك شرك بالإله أتى به


ذوو الكفر والإشراك والطرد والجحد
فمن جاء نحو المصطفى زائراً له


وكان يرى هذا فليس على رشد
ومن قال هذا قربةً وفضيلةً


فقد قال زوراً وارتضى كل ما يردى
فقد قال أهل العلم في كل بدعةٍ


وسائلها حتماً محرمةَ القصد
وليس لعمري كلما كان موصلاً


إلى قريةٍ تدني من الواحدِ الفردِ
تكونُ إذاً تلك الوسيلةُ قربةً


كما قلته من جهلك المظلم المردي
وأمثال هذا في الشريعة قد أتى


إذا كنت عن فهم الحقائق في بعدِ
فلو سافر العبد المؤكد رقه


إلى حج بيت الله والبعد لم يبدِ
لسيده بالإذن أو كان غازياً


لأجل جهاد المارقين أولى الجحد
لكان بإجماع الأئمة عاصياً


حرامٌ عليه القصد للحج عن عمد
أو امرأةٌ من غير زوجٍ ومحرمٍ


تحج لبيت الله نقلا لتستهد
وقد كان حج البيت والغزو قربةً


ورحلةُ من يأتي بذلك بالصد
إذا هو لم يأذن له وهي لم يكن


لها مرحم والحق كالشمس مستبد
ولو أعمل العيس الهجان مسافرٌ


إلى مسجدٍ عبر الثلاثة بالشد
لأجل صلاةٍ واعتكاف وطاعةٍ


هنالك كالتسبيح والذكر والحمد
لكان يشد الرحل يا وغد عاصياً


بنص رسول الله لو كنت ذا رشد
فكيف بمن شد الرحال لمشهدٍ


وقبرٍ لتأميل الإغاثة والرفد
وما قلت في جاءوك من آية النسا


فقولٌ بعيد الرشد مستوجب المرد
فلا غرو مما قد تعاطيت جهرةً


وحدت به عن منهج الحق والرشد
فلست ببدعٍ من غواةٍ تعمقوا


فقالوا ولكن كالعوار الذي تبد
فما كان في عصر الصحابة من أتى


إلى القبر يتلوها وحاشا ذوي المجد
ولا التابعين المقتدين لإثرهم


وكل إمامٍ في العبادة والزهد
ولا كان منهم من أتى متوسلاً


لدى القبر بالمعصوم قصد الذي القصد
ليستغفر الله العظيم لما جنى


وقارف ذنباً من خطأٍ ومن عمد
ولا كان منهم من أتى القبر داعياً


ومستغفراً أو مستغيثاً ومستجد
ولا قال هذ من ذوي العلم قائلٌ


فأيد جواباً غير ذا عن ذوي النقد
وما قال ذا إلا امرؤ لم يكن له


من العقل أدنى مسكةٍ أو من الرشد
وإن ترد التحقيق والحق والهدى


ففي الصارم المكني على كل ذي جحدٍ
تجد منهلاً عذباً خلياً من القذى


فرده تجد طعماً ألذ من الشهد
ودع عنك تلبيسات كل مموهٍ


فمرتع هاتيك الخرافات لا تجدي
فما العلم إلاَّ من كتابٍ وسنةٍ


وإجماع أهل العلم من كل مستهدِ
ودع عنك ما قد أحدث الناس بعدها


من المهلكات الموبقات التي تردي
وقد قال في شأن التوسل قالة


تداعى الجبال الراسيات إلى الهد
ويستك سم السمع من كل عاقل


فبعداً لقول الآفك المبطل الوغد
وذلك من أن التوسل صادر


من السيد الهادي ومن كل ذي مجد
كأصحاب خير العالمين محمدٍ


وأتباعهم والصالحين ذوي الرشد
وأورد أخباراً كثيراً فبعضها


صحيحٌ ولكن قد تجاوز للحد
بتحريفها عن وضعهات وبصروفها


بتأويلها عن مقتضى اللفظ بالضد
وأكثرها موضوعةٌ كالذي مضى


من النمط المزبور للأعين الرمد
فتباً له من مفترٍ ما أضله


وسحقاً له سحقاً وبعداً على بعدٍ
فليس ببدعٍ ما تقول وافترى


على الله والهادي وصحبٍ ذوي رشد
فما قال في نص الحديث الذي روى


هناك عن الخدري فالحق مستبد
فقول بلا علمٍ وتمويهٍ زائغ


جهولٍ بما قد قاله السيد المهدي
وبالسلف الماضين من كل صاحب


وتابعهم من كل هادٍ ومستهد
ولكن أرباب الضلالة والهوى


بصائرهم عمى عن الحق في بعد
فقل للجهول المدعي للعلم بالمنا


وما ليس محصوراً من الهذر بالعد
كذبت لعمرو الله فيما ادعيته


وجئت به من مفرط الجهل عن عمدِ
فإن رسول الله اتقى لربه


وأكمل تعظيماً من الجاعل الند
وأخشى له من أن أكن متوسلاً


إليه بمخلوقٍ من الناس لا يجدي
وأيضاً ففي إسناده فاعلمنه


عيةً العوفي ضعيفٌ لذي النقد
ومعناه إن صح الحديث فإنه


على غير ما قد لاح في وهمٍ ذي اللد
فحق العباد السائلين إذا دعوا


بغير اعتداء باذلي الجد والجهد
إجابتهم منا وفضلاً ورحمةً


وجوداً وإحساناً من المنعم المسدي
وحق المشاة الطائعين لربهم


إثابتهم والله ذو الفضل والمد
إذا صح هذا فالتوسل لم يكن


بغير صفات الله يا فاقد الرشد
هما صفتا قولٍ وفعلٍ تعلقا


بما شاءه عن قدرة الواحد الفرد
وقد قامتا بالذات وصفاً لربنا


فدع عنك قولاً لابن كلابَ لا يجدي
فما شاءه سبحانه فهو قادر


عليه ودع قول المريسي ذي الجحد
وليس له سبحانه منه مانع


فيمنعه عما يشاء من القصد
ولم يك من باب التوسل بالورى


كما قلته يا فاسد الرأي والقصد
فطاعته سبحانه وسؤاله


هما سببا تحصيل هاتين للعبد
إجابته للسائلين وكونه


يشيب المشاة الطائعين ذوي الرشد
فلم يبق في نص الحديث دلالةٌ


تدل على ما قاله من رأيه المردي
وما قاله فيما ادعى من توسلٍ


بحق نبي الله أفضل من يهدي
إلى المنهج الأسنى يحمي حمى الهدى


وحق النبيين الكرام ذوي المجد
فإن صح هذا كان معناه ما مضى


بنحو الذي قلنا سواءً على حد
وذلك إن صح الحديث فإنما


يراد به منهم دعاءُ لمستجد
ولكنه من غير شك ومريةٍ


من النمط الموضوع جهراً على عمد
فهاك صريح النقل عن سيد الورى


ودعنا من الموضوع إن كنت تستهد
فإن الصحيح المرتضى الذي أتى


وصح عن المعصوم لا كالذي تبد
هو العمل المرضي من كل عاملٍ


وبالدعوات الصالحات التي تجدي
وذا في صحيح البخاري ومسلم


أولئك هم أهل الدراية والنقد
كنحو الذي آووا لغارٍ فأطبقت


هناك عليهم صخرة منه للسد
فأفرج عنهم إذا دعوا وتوسلوا


بصالح أعمال لهم باذلي الجهد
كذا الرجل الأعمى فنصُّ حديثه


رواه الإمام الترمذي بلا جحد
فأبصر به يا أعمه القلبِ واعتبر


تجده عن المعني الذي رمت في بعدِ
فقد جاء نحو المصطفى منه طالباً


ليدعو له والله ذو الفضل والمد
فعلمه كيفية الأمر والدعا


يصلي فيدعو الله بالجد والجهد
وأرشده أن يسأل الله وحده


ويفرده سبحان ذي العرش والمجد
ليقبل منه أن يشفع عبده


محمداً الهادي إلى منهج الرشد
فشفعه فيه الكريم بفضله


فأقبل نحو المصطفى نائل القصد
وأبصر من بعد العمى بدعائه


عليه صلاةُ الله ما حن من رعدِ
وليس بإقسامٍ على الله ربنا


من السيد المعصوم أفضل من يهد
ولكنما هذ التوسل بالدعا


وبالعمل المرضي للواحد الفرد
كما هو معنى ما تقدم ذكره


من الدعوات الصالحات التي تجد
وقد كان هذا في زمان حياته


ولم يكن من بعد الممات لدى اللحد
وكيف وقد سد الذريعة لاعناً


لأهل الكتاب المارقين أولي الجحدِ
بجعل قبورِ الأنبياء مساجداً


فكيف بداع عابدٍ باذلٍ الجد
يؤمل من ذي القبر غوثاً ورحمةً


ويندب من لا يملك النفع للعبد
ليكشف عنه الهم والغم والأسى


ويقضي له الحاجات كالمنعم المسدي
وما قال في الصحب الكرام بأنهم


قد استعملوا هذا الدعاء على عمدِ
وذلك من أصحابه بعد موته


لذي حاجةٍ يرجو قضاها ومستجد
فذا فريةً لا يمتري فيه عاقلٌ


ومحضُ أكاذيبٍ عن الصدق في بعدٍ
ولكن روى هذا الحديث معللاً


عن ابن حميد باضطرابٍ فلا يجد
ولو صح عنه كان قولاً مخالفاًَ


لما قاله صحب النبي ذوي المجد
وقد برا الله الصحابة أن يرى


لدى القبر منهم داعياً لذوي اللحد
فحاشا ذوي المجد الموثل والتقى


وأنصار دين الله فاسد القصد
عن الجعل للرحمن نداً مكافياً


وقائل هذا ليس يدري مما يبد
وأما الحكايات التي قد أتى بها


فليس لها أصل وتلك فلا تجد
كإيراده جهلاً حكاية مالكٍ


هناك مع المنصور للأعين الرمد
فإن رمت للتحقيق نهجاً ومهيعاً


إلى الحق في هذي الحكايات مستبد
فرد عن ذوي التحقيق أعذب منهلٍ


وذقه تجد طعماً ألذ من الشهد
برد الحكايات المضلة للورى


وتلك فلا تغني من الحق بل تردي
ومردوةٌ في قول كل مسددٍ


مظلمةَ الإسناد واهية العقد
وقد كان راويها الكذوب محمد


هو ابن حميدٍ من رماة ذوي النقد
فقد قال إسحاق بن منصور إنني


لأشهد عند الله بالكذب المردي
علي بن حميدٍ بل وقد قال غيره


من العلماء الراسخين ذوي المجد
كمثل البخاري والنسائي وغيرهم


من النبلاء الأعلام من كل مستهد
بتضعيفه إذ كان ليس بثابتٍ


ولا ثقةٍ في نقلةٍ عن ذوي النقد
فقد ردها الحفاظ عمداً وقابلوا


روايته بالطعن فيها وبالرد
كذاك عن العتبى في شان من أتى


هناك من الأعراب منبعث الود
إلى القبر يتلو جاهداً آية النسا


وإنشاده البيتين من فرط الوجد
فليست بها الأحكام تثبت إن ترد


طريق الهدى أو منهج الحق والرشد
ومختلفٌ إسنادها بل ومظلمٌ


كما قاله الأعلام واسطةُ العقد
وما قال في استسقائه عام أجدبوا


بعم نبي الله ذي الفضل والمجد
فليس به والحمد لله حجة


لباطله كلا ولا غيه المردي
فمعناه في هذا التوسل بالدعا


كما قاله الفاروق من غير ما جحد
فقد قال قم فادع الإله وهذه


فلم يبدها هذا الغبي على عمد
ولا بأس في كون التوسل بالدعا


كما قد روى حقاً عن السيد المهد
من الدعوات الصالحات وقد أتى


بذلك نص في الصحيحين مستبد
وليس لتبيين الجواز كزعمه


فمن قال هذا من ذوي العلم والزهد
وقد سئمت نفسي تتبع ما أتى


من الهمط والتمويه للأعين الرمد
ولم أر إنساناً تجارى به الهوى


ولفق مزبوراً من المين لا يجدي
كهذا الغوى المدعي العلم بالمنى


ولو كان يدري قبح ما قال لم يبد
فتباً له من جاهلٍ متمعلمٍ


تنكب عن نهج الهداية والرشد
فأضرب صفحاً عن تعسف همطه


ورد خرافات تجل عن العد
وحاصلها أن التوسل جائزٌ


بكل دفينٍ في المقابر واللحدِ
إذا كان ذا علمٍ وزهد ورتبةٍ


وجاهٍ وتكيمٍ لدي المعنعم المسد
وأن دعاء الغائبين وسؤلهم


حوائجهم منهم على القرب والبعد
إذا اعتقد التأثير لله وحده


فلا بأس أن يدعو ويهتف بالعبد
ويطلب منه الغوث والنصر راجياً


لديه الذي يرجى من الله بالقصد
لأن العطا والغوث منهم تسبب


لجاهمو الأسنى وللشرف المجد
وكان مجازاً ذاك في حق خلقه


فيا لسبب العادي وبالكسب قد يجدي
فنجعل من ندعوه واسطةً لنا


ليشفع عن الله في كل ما نبدي
وبالله إيجاداً وخلقاً حقيقةً


فسبحان ربي عن شفيعٍ وعن ند
لقد أشركوا بالله جل جلاله


وجاءوا بأنواعٍ من الغي والجحد
فهاك جواباً من إمامٍ محقق


سلالة أعلام الهداية من نجد
من انتصروا لله والكفر قد طما


على الأرض من غرب البلاد إلى الهند
فاعلموا ذرى السمحا وأسموا منارها


وهدوا بناء الناكبين عن الورد
لمن قال من أشياعكم وقد ادعى


كدعواك في أهل المقابر عن عند
وقولك في شرك المشاهد آيةً


على الجهل ذي التركيب بالحق والرشد
وهاهو ما قد قال فيكم مشاهدٌ


وقيدك بالأرباب في الشرك لا يجدي
ففي لفظة الرب اشتراك مقررٌ


فسل عنه أهلا للإصابة من نجد
فمنه مليك خالقٌ ومدبر


كذا السيد المعبود والمنعم المسدي
فأي المعاني قد أردت فإنني


مشوقٌ بتوضيحِ الأدلة من مهد
فإن كنت تنفي نوع ذلك كله


لغير الإله الحق في سائر البلد
ولكنكم عند القبور دعاكمو


تحري بقاع الصالحين ذوي المجد
فذا ظاهر البطلان يعلم رده


على أنه زورٌ من الفعل في النقد
فما شرع الله العبادة عندها


ولكن بيوت الله من كل مستجد
أما صرح المختار عند مماته


بلعن البغاة الساجدين لذي الحد
وإن كان معنى القيد أن دعاءها


لمعتقد التأثير للواحد الفرد
وذبحا ونذرا عندها واستغاثة


يسوغ لمطلوبٍ من الميت للوفد
وهذا الذي تعنى وخدنك قاله


كأشياعه حرب الرسول ذوي الجحد
تبصر تجد قبل الحواميم رده


وبعد الطوال السبع والحق مستبد
وأين أبو جهلٍ وأجلاف قومه


من القول بالتأثير يا شيخ للند
ولكنهم ضلوا بوهم شفاعةٍ


دهاك بها أشقى البرية ذو الطرد
وما قيل في المختار من بعد موته


وفعلٍ مع العباس وابن الأسود
فذاك دليلٌ صادم لمقالكم


ولكنكم عن فهمة الحق في بعد
فأين سؤال العبد ما لا يطيقه


من السؤال في الميسور من طاقة العبد
ولو كان ما قد قيل حقاً وجائزاً


لما عدل الفاروق للعم في الجهد
ولكن ذا ينفي الذي قد زعمتمو


وبالعلم حزناً رتبة الفضل والمجد
ومن عمه أن ليس يقضي بهدمها


لديك غلو الزائغين عن الرش
وهذا انتهاء القول من نظم شيخنا


وحسبك من نظمٍ بليغٍ ومن رد
فيال عباد الله من كل مؤمنٍ


وكل محقٍّ بالهداية مستهد
فهل كان في الدين الحنيفي جائٌز


عبادة غير الله جهراً على عمد
بذبحٍ ونذرٍ والتوكل والسرجا


وحب وتعظيمٍ وخوفٍ من العبد
ودعوة مضطر وإلحاح مقترٍ


إذا اعتقد التأثير للواحد الفرد
نعوذ بك اللهم مما يقوله


وهل ذاك إلا الكفر والجعل للند
ودين أبي جهلٍ وأجلاف قومه


أولئك هم أهل الضلالة والجحد
وقد أقذع المكي في ذم شخينا


ولم يتحاش الوغد مما له يبد
وما ذاك إلاَّ ما أجن فؤاده


وداخله من مفرط الغل والحقد
على غير شيء غير توحيد ربنا


بإخلاصٍ أنواع العبادة للفرد
وقد قام يدعو الناس في جاهلةً


إلى السيد المعبود بالجد والجهد
وقد كان أهل الأرض إلاَّ أقلهم


على الكفر بالمعبود والجعل للند
ينادون أرباب القبور سفاهةً


ويدعون من لا يملك النفع للعبد
فجاهد في ذات الإله ولم يخف


عداوةً من قد خالفوه على عمد
ولم يثنه عن نصرة الحق والهدى


جناية ذي بغيٍ ولا زيغ ذي صد
وتأليب أعداء الشريعة جندهم


عليه لكي يطفو من النور ما يبدي
وأعلن بالتوحيد لله فاعتلت


به الملة السمحا على كل ذي جحد
فأضحى بنجدٍ مهيع الحق ناصعاً


وقد ضاء نور الحق من طالع السعد
وأقلع ديجور الضلالة والهوى


وقد طبق الآفاق من سائر البلد
وجادله الأحبار فيما أتى به


فألزم كلا عجزه من ذوي الطرد
فآبوا وقد خابوا وما ادركوا المنا


وقد جهدوا إلى كيده غاية الجهد
فأظهره المولى على كل من بغى


عليه وأولاده من العز والحمد
بما كلت الأقلام عن حصر بعضه


وأكمد كباداً بها الحسد المرد
فلله من حبرٍ تسامى إلى العلى


فحل على هام المجرة والسعد
فكم سننٍ أحيا وكم بدعٍ نفى


وكم مشهد قد شيد أوهاه بالهد
وكم شبهةٍ جلت فأجلا ظلامها


بنور الهدى حتى استبانت لذي الرشد
وحسبك ما قال الأمير محمد


من العلماء المنصفين ذوي النقد
فقد قال في الشيخ الإمام محمد


وأرسل نظماً نائباً عنه في الوفد
فمن قوله في معرض الشكر والثنا


عليه بما أبدى من الحق في نجد
وقد جاءت الأخبار عنه بأنه


يعيد لنا الشرع الشريف بما يبد
وينشر جهراً ما طوى كل جاهلٍ


ومبتدعٍ منه فوافق ما عند
ويعمر أركان الشريعة هادماً


مشاهد ضلَّ الناس فيها عن الرشد
أعادوا بها مغنى سواعٍ ومثله


يغوث وود بئس ذلك من ودِّ
وقد هتفوا عند الشدائد باسمها


كما يهتف المضطر بالصمد الفرد
وكم عقروا في سوحها من عقيرة


أهلت لغير الله جهراً على عمد
وكم طائفٍ حول القبور مقبل


ومستلم الأركان منهن باليد
فدوتك ما قد قاله في نظامه


وما لم يقل في فضله فبلا حد
وكم من أخي علمٍ أقر بفضله


كهذا التقى الفاضل العلم الفرد
فليس بمحصٍ فضله كل ناظمٍ


ولا كل منثورٍ بحمدٍ لذي عد
لقد أوضح الإسلام بعد اندراسه


وضعضع من ركن العدا كل مستد
فغاب عليه الناكبون عن الهدى


سلوك طريق المصطفى الكامل المجد
فقالوا كما قال الملاحدة الأولى


لمن قام يدعوهم إلى جنة الخلد
مقال قريش قبلهم لنبينا


هو الساحر الكذاب في قول ذي الجحد
وقال أولى للشيخ لما دعاهمو


إلى الحق والتوحيد للواحد الفرد
هو الخارجي المعتد الكافر الذي


يكفرنا لما دعونا ذوي اللحد
لجاهمو عند الإله ليشفعوا


لديه فندعوهم لذلك عن عمد
فيال عباد الله أي مخاصمٍ


إلى الحق أهدى؟ شيخنا أم ذوي الطرد
فلم يستو الخصمان هذا موحدٌ


وهذا كفورٌ جاحداٌ جاعل الند
وما قال فيما يدعيه ويفتري


عليه من البهتان للأعين الرمد
كدعواه إن الشيخ يزعم أنه


نبي ولكن كان يخشى فلم يبد
وإن امرأً أعمى يديم صلاته


على المصطفى بعد الأذان على عمد
فينهاه عن تلك الصلاة فما ارعوى


فأسقاه من كأس المنية بالجلد
إلى غير ذا من ترهات كلامه


وأوضاعه اللاتي تجل عن العد
وقد رام هذاالوغد فيما سعى به


تنقصه عند التهامى والنجد
فويحك كم هذا التجاوز والهذا


وكم ذا التجري والتجاوز للحد
فجوزيت من مولاك شر جزائه


وحل عليك الخزي في القرب والبعد
أتقفو بلا علم أكاذيب مفتر


وأوضاع أفاك حسود وذي حقد
كأن لم يكن حشر ونشر وموقف


مهول به ينجو ذوو الحق والرشد
ونار تلظى سوف تصلى سعيرها


شقيا كفوراً كاذباً غير ذي جد
فيأيها الغاوي المجهول الذي انتحى


طرائق من قد خالفوا الحق عن عمد
أمالك عن نهج الغواية زاجر


أما تخش في يوم القيامة والوعد
عواقب ما نجني من الإفك والردى


وثمت لا ينجيك عذرٌ ولا يجد
اما تستحي مما تقول وترعوى


عن الزور والبهتان يا فاسد القصد
أما آن أن تأوي إلى الحق والهدى


فتنجو إذا كان النجاء لذي الرشد
ولكن أهل الزيغ في غمراتهم


وفي غيهم لا يرعوون لمن يهدي
وغير عجيب ما تهورت جهرة


وجئت به من مفرط الحقد والبعد
لأنك محجوب الفؤاد فلن ترى


طريق الهدى أنى وقلبك في كمد؟
وغيض على من أوضح الحق للورى


فأصبح مسروراً به كل مستهد
وأصبح مغموراً به كل كافر


كأشياعكم حرب الرسول ذوي الجحد
أيحسن في عقل امرئ منصف يرى


بنور الهدى ما قلت في العلم الفرد
وقد شام ما يدعو إليه وماله


هناك من التصنيف في العلم والرد
على من دعا غير الإله ومن نحا


طرائق أهل الكفر من كل ذي صد
تخيل ما تنمو إليه وتقتفي


عليه من البهتان في كل ما تبدي
بأن يدعى في باطن الأمر أنه


نبي ولكن ليس بيديه للجند
ودعواك في مزمور مينك أمره


بقتل امرئ صلى على خير من يهدي
عليه صلاة الله ما هبت الصبا


وما انبعثت ورق الحمائم بالغرد
فذا ظاهر البطلان يعلم رده


على أنه زور من القول في النقد
فهملاً عداء الدين ليس يشينه


ملفق مزبورٍ من المين لا يجدي
فلن يضع الأعداء ما لله رافع


ولن يرفع الأعداء من كان بالضد
فقد شاع في غرب البلاد وشامها


وفي اليمن الميمون والسند والهند
تصانيفه اللاتي شهرن ومن دعا


إليه من التوحيد للواحد الفرد
وما ضره أن قد تجارى بسبه


حواسد ممن أنكروا الحق في البلد
فليس يضر السحب كلبٌ بنبحه


كذا لا يضر الشيخ سب ذوي الجحد
وكم من مكفورٍ مفترٍ ذي ضلالةٍ


كمثلك قد أقذى وأقذع في السرد
فلو كل من يعوي يلقم صخرةً


لأصبح صخر الأرض أغلى من النقد
وما قلت في تكفيره الناس والدعا


إلى غير دين المرسلين ذوي المجد
فضرب من الزور الملفق والهذا


ومحض أكاذيب عن الصدق في بعد
فليس بحمد الله يا فدم بالذي


يكفر أهل الدين فاسمع لما أبدي
ولكنما تكفيره لمن اعتدى


وجانب دين المرسلين على عمد
ومن يدع غير الله جل جلاله


ويندب أرباب القبول لدي اللحد
وقد بلغتهم قبل ذلك حجةٌ


بتبيين أحكام الشريعة عن جهد
ولكن دين المرسلين لديكمو


هو الشرك بالمعبود والجعل للند
بصرف العبادات التي هي حقه


على خلقه للميتين ذوي اللحد
وهذا الذي كنا نكفر أهله


فهاتوا دليلاً صارماً للذي تبدي
فلن تجدوا نصاً بذلك وارداً


ولكن بأقوالٍ ملفقةٍ تردي
كذلك كفرنا نفات علوه


على عرشه ممن طغى من ذوي الجحد
ونافى صفات الله جل جلاله


كأصحاب جهنم والمريسي والجعد
ومن قال دين الكفر أهدى طريقةًَ


ومذهبهم خيرٌ وأبداه عن عمد
ومن لم يكفر كافراً فهو كافرٌ


ومن شك في تكفيره من ذوي الطرد
ومن كان دين الكفر أحسن عنده


وأكمل هدياً من هدى كامل الرشد
ومن كان ذا بغضٍ لدين محمد


ويكره شيئاً قد أتى منه عن قصد
ومستهزئ بالدين أو بالذي به


يدين ومن للسحر يفعل عن عمد
ومن ظاهر الكفار من كل مارقٍ


على المسلمين المهتدين ذوي المجد
ومن لا يرى حقاً وحتماً وواجباً


عليه اتباع المصطفى من ذوي الجحد
كمن قال إن الدين دين محمدٍ


بواسطةٍ من جبرئيل بما يبدي
ونحن أخذناه عن الله لم يكن


بواسطةٍ هذا مقالٌ لذي الطرد
كنحو ابن سينا وابن سبعين والذي


يرى رأيهم من كل غاو عن الرشد
كذلك كفرنا غلاةً روافض


وأهل اعتزال مارقين ذوي جحد
وجبريةٍ جارت ومرجئةٍ غلت


ومن كان غالٍ في ابتداعٍ على عمد
ومن كان ذا جهلٍ عن الدين معرضا


ومن كان لا يدري وليس بمستهد
ولا عاملاً يوماً به متديناً


ومن يتولى هؤلاء أولي الجحد
وتقسيمه التوحيد نوعين بل إلى


ثلاثة أنواع فحقٌ بلا جحد
فأولها التوحيد لله ربنا


بأفعاله سبحانه جل من فرد
هو المالك المحيي المميت مدبر


هو الخالق الرزاق والمنعم المسدي
إلى غير ذا من كل أفعال ربنا


تعالى عن الأمثال والجعل للند
ولم يجر في هذا خصومة من خلا


من الأمم الماضين والرسل ذي الرشد
فإن أبا جهلٍ وأجلاف قومه


اقروا بذا التوحيد من غير ما جحد
وما اعتقدوا التأثير من كل من دعوا


كما قلته من جهلك المظلم والمردي
ولكنهم ضلوا بوهم شفاعةٍ


فسرت على الآثار بالوهم والقصد
وقد كان إشراك الأوائل في الرخا


فزدتم على شرك الأوائل في الحد
فأشركتموا في حالة الشدة التي


بها أخلصوا لله بالحد والجهد
وثانيهما توحيد أسماء ربنا


وأوصافه سبحانه كامل المجد
وأفعاله سبحانه وبحمده


لقد جل عن شبه وكفوٍ وعن يد
فليس كمثل الله لا في صفاته


ولا ذاته شيء تعالى عن الضد
وثالثهما توحيده بفعالنا


كمثل دعاء الواحد الصمد الفرد
وحب وخوف والتوكل والرجا


وذبح ونذر واستغاثة ذي جهد
وخشية مع رهبةٍ وكرغبةٍ


إليه تعالى والإنابة والقصد
إلى غير ذا من كل أنواعه التي


بها الله مختص تعالى عن الند
فهذا الذي فيه الخصومة قد جرت


إذا كنت عن شيم الحقائق في بعد
مع الأنبياء المرسلين وقومهم


ونحن وإياكم به يا ذوي الطرد
وذلك توحيد الألوهية الذي


جحدتم له جهلاً وجهراً على عمد
كما جحدت هذا قريش وأنكرت


على المصطفى الهادي إلى الحق والرشيد
فأنتم وإياهم لدى كل منصفٍ


رضيعاً لبان في الغواية والجحد
فمن يدع غير الله جل جلاله


ويرجوه أو يخشاه كالمنعم المسدي
فذلك إشراكٌ به لاتخاذه


مع الله مألوهاً شريكاً بما يبد
من الحب والتعظيم والخوف والرجا


ومن ك مطلوبٍ من الله بالقصد
فلله حق لا يكون لعبده


بإخلاصِ أنواع العبادة باللمد
والمصطفى تعظيمه باتباعه


كذل والتعزيز بالجد والجهد
وتوقيره والانتهاء لنهيه


وتصديقه في كل أمرٍ له يبد
فلا تجعلوا حق الإله لعبده


فذاك هو الكفران والجعل للند
وإن رمت توحيد العبادة فاقرأن


لهودٍ وللأعراف فالحق مستبد
ففي دعوة الرسل الكرام لقومهم


بيانٌ وهل يخفي النهار لمستهد
فهاذ اختصار القول في رد زيفه


وكم من خرافاتٍ تركت على عمد
وهمط حجوجات أكاذيب لم تكن


وتسويغ زيغٍ لا يسوغُ ولا يجدي
كموضوعه المروي في ذم شيخنا


وفي ذمه عن مفترين ذوي حسد
وهاهو قد أوهاه إذ قال لم يقل


به أحدٌ بل لم يخرجه ذوو نقد
فباء بإثم الظلم والإفك إذ غدا


يقول بلا علمٍ ويظلم ذا مجد
فتباً له من زائغٍ ما أضله


وأبعده عن منهج الحق والرشد
لقد قال مزبوراً من الزور منكراً


تداعى له الشم الشوامخ بالهد
فيا رب تبنا بفضل ورحمة


على الملة السمحاء طيبة لاورد
ويا سامع النجوى ومن هو قد على


على العرش يدري ما تسر وما تبد
أعذنا من الأهواء والبدع التي


أكب عليها الناكبون عن القصد
ولله رب الحمد والشكر والثنا


على قمع ذي الإلحاد من كل ذي ضد
وأسئله عفواً وغفراً لما جنى


على لساني من خطاء ومن عمد
وصل إلهي كلما هبت الصبا


وما سجعت جون الحمائم بالفرد
على المصطفى الهادي الأمين محمدٍ


وأصحابه والتابعين ذوي المجد
سليمان بن سحمان

ريحانة شمران
06-22-2024, 01:11 PM
أقلوا عليهم لا أبا لأبيكمو
أقلوا عليهم لا أبا لأبيكمو


من اللوم أوسدوا المكان الذي سدوا
أولئك هم خير وأهدى لأنهم


عن الحق ما ضلوا وعن ضده صدوا
وعادوا عداة الدين من كل ملحدٍ


وقد حذروا منهم وفي بغضهم جدوا
فعاديتموهم من سفاهة رائكم


وشيدتمو ركناً من الغي قد هدوا
بتكفيرهم جهمية وأباضة


وعباد أجداث لنا ولكم ضد
وقد كفر الجهمية السلف الأولى


وما شك في تكفيرهم من له نقد
ولا من له علم ولكن لبعضهم


كلامٌ على جهالهم ولهم قصد
وقد كان هذا في خصوص مسائل


عليهم بها يخفى الدليل ولا يبدو
وأنتم لهم واليتمو من غبائكم


على أنهم سلمٌ وأنتم لهم جند
وما كان هذا الأمر إلاَّ تعنتاً


وإلاَّ فما التشنيع يا قوم والردُّ
إذا لم يكن هذا الذي قد صنعتموا


لمرضاة من شادوا الردى بل لشدوا
ألا أفيقوا لا أبا لأبيكمو


من اللوم يا قومي فقد وضح الرشد
سليمان بن سحمان

ريحانة شمران
06-22-2024, 01:11 PM
وقفت على نظم حوى الكفر والشرا
وقفت على نظم حوى الكفر والشرا


وصاحبه خب لئيم وقد أجرى
ينابيع كفر في تقاسيم غيه


فحرر في تقسيمه الإفك والشعرا
ولم يأتنا منها سوى الخامس الذي


تهور فيه الفدم بالكفر واستبحرا
يذم به أهل التقى وذوي النهى


فسحقاً له سحقاً فقد أظهرا الكفرا
فكان علينا واجباً متعيناً


إجابته لما هدى وأتى هجراً
ولم أك في ردي عليه تعمقاً


بتعقيد ألفاظٍ كمنظوم ذي الأطرا
ولكن بلفظ مستقيم نظمته


ليفهمه القارئ ومن كان لا يقرأ
فطوراً أرد الهمط من زور غيه


وأبدي له خزيا وأنشره نشرا
وأعكسه طوراً عليه لأنه


بأرجاسه أولى وأركاسه أحرى
فهأناذا أنبيك بعض نظامه


لتعلم أن القدم ما أحكم الأمرا
ويحبس جهلاً أنه بمقاله


أتى بصوابٍ في مقالاته النكرا
فقال الغبي الأحمق الفدم منشدا


لينشر من أقواله الكفر والشرا
وأعجب شيء مسلم في حسابه


غدا قلبه من حب خير الورى صفرا
أولئك وهابية ضل سعيهم


فظنوا الردى خيراً وظنوا الهدى شرا
فهذا مقال القدم لا در دره


ولا نال إلاَّ الخزي والعار والوزرا
وأعجب من ذا لو يرى الرشد إنه


بذلك أبدى من مخازيه ما أزرى
فمن لم يكن في قلبه حب أحمد


أعز الورى فخراً وأعظمهم قدرا
فليس لعمري مؤمناً بمحمد


وما نال إلاَّ الخزي من ذاك والخسرا
ومن أشرك المعصوم في حق ربه


وأسهب في منظومه المدح بالأطرا
فذا كافر بالله جل جلاله


كهذا الذي أبدى بمنظومه الكفرا
نعم نحن وهابية حنفية


حنيفية نسقي لمن غاظنا المرا
ومن هاضنا وغاضنا بمغيضه


سنصعقه صعقاً ونكسره كسرا
وكم من أخي جهل رمانا بجهله


فعاد حسيراً خاسئاً نائلا ً شرا
بمحكم آيات وسنة أحمد


نصول على الأعداء فنأترهم أطرا
وما ضل منا السعي بل كان سعينا


على ملة المعصوم والسنة الغرا
فلا ندع إلاَّ الله جل جلاله


ونرجوه في السرا وفي العسر والضرا
ولا يستغيث المسلمون بغيره


تعالى عن الأنداد من ملك الأمرا
نوحده سبحانه بفعاله


وأفعالنا لله خالصة طرا
وأهل النهى سكان نجد جدودهم


هم العرب العربا بهم لم تحط خبرا
قد استعربت منهم قبائل جمة


سموا بالعلى قدراً وبالمصطفى فخراً
أتم عقول الناس طرا عقولهم


وأحسنهم خلقاً وخلقاً فهم أحسرى
وقد ورثوا مجداً أصيلاً موئلاً


لأهل الهدى منهم فنالهم به الفخرا
مسليمة الكذاب ليس بجدهم


وليس له نسل يقرر أو يدرا
ولا لسجاح ويل أمك فاتئد


فما الفشر إلاَّ ما هذوت به فشرا
وقد أسلمت والشام كان مقرها


فلو كان من لؤم لكنت به أحرى
وإذ كنت من أنباط أجذم لم تكن


من العرب العربا ولا من سموا فخرا
ولم تدر من دين الهدى غير مذهب


يضلك في الدنيا ويخزيك في الأخرى
فما لك والأنساب دعها لمن له


بها خبرة إذ كان منكم بها أدرا
فعلمك بالأنساب أعظم آيةٍ


على جهلك المردي كما قلته جهرا
أتحسب أنا ويل أمك غفلا


كأنباط من الشام ما حققوا الأمر
وقولك فيما قد تهورت ضلةٌ


وحررته رقماً وأودعته الشعرا
إلى الله بالمعصوم لم يتوسلوا


نعم هذه حق يعدونها كفرا
على عرف عباد القبور لأنه


بمعنى الدعا والاستغاثة قد يجرا
فيدعونه جهراً لدى كل كربةٍ


ومعضلةٍ دهياء تعروا لهم جهرا
وهذا هو الإشراك بالله جهرة


فتباً لمن يدعو الذي سكن القبرا
وما كان مسنوناً فنحن نقره


على عرف من منكم بسنته أدرا
أولئك أصحاب النبي محمد


وأتباعهم ممن على نهجه بترا
توسلهم بالمصطفى في حياته


إذا ما دهاهم فادح أوجب الضرا
فيأتونه مشفعين لما دها


من الكرب أو مستعتب طالب غفرا
فيدعو لهم أن يكشف الله ما بهم


من الضر واللؤى ويستنزل النصر
ومن بعد أن مات النبي محمد


فليس سوى الرحمن يدعونه طرا
بل الله مولاهم ولا شيء غيره


وبالعمل المرضي يدعونه جهرا
وبالدعوات الصالحات توسلوا


وإيمانهم بالمصطفى من سمى فخرا
وما كان مكروهاً وكان محرما


ومخترعاً في الدين مبتدعاً نكرا
فذاك الذي بالجاه أو بذواتهم


توسل أو يدعو بهم طالباً أجرا
فما بذوات الأنبياء وجاههم


أتى النص أن ندعو بهم واضحاً يقرا
نعم قدرهم أعلى لدى كل مسلمٍ


على كل مخلوق وكل بني الغبرا
وتعزيرهم أعلى لدى كل مسلمٍ


وتوقيرهم إذ كلهم قد علا قدرا
فما ورثوا للكذاب من كان يدعي


بأن له شطراً وللمصطفى شطرا
لأنهموا قد أخلصوا الأمر كله


ولم يجعلوا للمصطفى ذلك القدرا
ومن شرك المخلوق في حق ربه


فقد جاء بالكفران والقالة النكرا
وأنتم ورثتم جهرة كل كافرٍ


وحققتم الإرث الذي أوجب الكفرا
بصرفكموا ما للآله لغيره


فلم تجعلوا لله شيئاً ولا شطرا
ومن قول هذاالمفتري في نظامه


وقرر هذا في قصيدته جهرا
أشار رسول الله للشرق ذمه


وهم أهله لا غرو عن طلع الشرا
أقول لعمري ما أصبت وإنما


دهاك اسم نجد حيث لم تعرف الأمرا
فما شرق دار المصطفى قط نجدنا


ولكنه نجد العراق فهم أحرى
ومنه بدت تلك الزلازل كلها


وقد قررت أخبارها للورى سبرا
ففي الفتح ما يشفي ويطلع عالماً


بتلك المعاني قد أحاط بها خبرا
وما طعنوا في الأشعري أمامكم


ولكن بأتباعٍ له كسروا كسرى
وللماتريدي حيث جاء ببدعةٍ


وللأشعري أشياء منكرة أخرى
ووافق أهل الحق في جل ما به


يقولونه حقاً ومن غيرهم يبرا
فبين حقاً في الإبانة قوله


وفي غيرها من كتبه أوضح الأمرا
فلستم على منهاجه وطريقه


ولكنكم من أمةٍ آثروا الكفرا
وتزعم جهلاً ويل أمك أننا


نقول وما حققت أحوالنا سبرا
بتحقير أحباب الرسول تقربوا


إليه فنالوا لبعد إذ ربحوا الخسرا
وما هذه إلا مقالة آفك


أراد بها التنفيبر إذ عظم الأمرا
وما رجل منا بتحقير شأنهم


تقرب يا من قال بالزور واستجرا
سوى أن حق الله لله وحده


جعلنا ولم نجعل لأحبابه شطرا
وتعظيمهم بالأتباع على الهدى


عل المنهج الأسنى تقرره جهرا
وأن لهم فضلا على الناس كلهم


بما عملوا من صالح هم به أحرى
وأما حقوق الله جل جلاله


فليس لهم منها ولا ذرة تجرى
وما ذاك تحقيراً لهم وتنقصاً


ولكنه تعظيمهم إذ هموا أدرى
وأعلم بالله العظيم ودينه


فنالوا به فخراً وأعلو به قدرا
ويلنا بهذا الاعتقاد سلامة


ونلتم بذاك الاعتقاد بهم خسرا
ويعتقدون الأنبياء كغيرهم


سواء عقيب الموت لا خير لا شرا
فليس لهم بعد الممات تصرفا


ولا لسواهم من بني ساكني الغبرا
فمن يدع غير الله أو يستغيث به


وقد فارق الدنيا وصار إلى الأخرى
فذلك بالرحمن قد كان مشركا


وهذا هو الأمر الذي أوجب الكفرا
وقد أجمع الأعلام من كل مذهب


على أن ذا كفر وقد حققوا الأمرا
وما شذ منهم غير من كان رأيه


على رأي قوم أحدثوا للورى شرا
وساروا على منهاج من ضل سعيه


ولم يعرفوا الإسلام حقاً ولا الكفرا
ولكنهم ضلوا بوهم شفاعة


دهاهم بها الشيطان واحتال من غرا
فأي دليل من كتاب وسنةٍ


عن السيد المعصوم معلومة تقرا
وتتلى بإسنادٍ صححي محقق


تقرره أعلام سنتنا الغرا
وقولك فيما قد نظمت تهورا


وأبديته فيما تحرره جهرا
وقد عذروا من يستغيث بكافر


كذبت وقد أبديت في نظمك الهجرا
فما وجدوا عذراً لمن كان كافراً


ولا وجدوا للمستغيث بهم عذرا
ولا رحلوا للشرك في دار رجسه


وجابوا إلى أوطانه البر والبحرا
ولا جوزوا للمسلمين رحيلهم


لزورة خير الخلق في طيبة الغرا
ولكنهم قد جوزوه لمسجد


يصلى به من رام من ربه الأجرا
ومن يعد أن صلى يزور محمداً


ويدعو له لا يدع من سكن القبرا
وفيه حديث في صحيح لمسلم


يقرره من كان يعرفه جهرا
وقول عدو الله من كان كافراً


بمعبونا الأعلى وقد أظهر الكفرا
وهم باعتقاد الشرك أولى لقصرهم


على جهة للعلو خالقنا قصرا
هو الله رب الكل جل جلاله


فما جهة بالله من جهة أخرى
تأمل تجد هدى العوالم كلها


بنسبة وسع الله كالذرة الصغرا
فحينئذ أين الجهات التي بها


على الله من حمق بهم حكموا الفكرا
وإن اختلافاً للجهات محقق


فكم ذا من الأقطار قطر على قطرا
وكل علو فهو سفل وعكه


وقل نحو هذا في اليمين وفي السيرا
فمن قال علو فهو صادق


وذلك قد يقضي بآلهةٍ أخرى
ونم قال سفلاً كلها فهو صادقٌ


فليس لهم رب على هذه يدرا
فمن يا ترى بالشرك أولى اعتقادهم


أولئك أم أصحاب سنتنا الغرا
اقول لعمري إنها لكبيرة


ومعضلة شنعاً وداهية كبرى
بدت من غوى جعفري هبينعٍ


برئ من الإسلام قد أظهر الكفرا
تكاد لهذا القول ممن أتى به


تخر الرواسي الشامخات له خرا
وتنفطر السبع الطباق لهوله


وتنشق منه الأرض أعظم به نكرا
وهذا لعمري قول كل معطلٍ


كفورٍ برب العرش قد حكم الفكرا
وخلف آيات الكتاب وراءه


وسنة خير الخلق منبوذة ظهرا
وأقوال أصحاب النبي محمد


وأتباعهم منهم أعز الورى قدرا
وكل إمام بعدهم ومحقق


على الملة البيضاء والسنة الغرا
وسار على منهاج من كان كافراً


ومن كان زنديقاً تهور واستجرا
رأى رأي جهم ذي الضلال ومن على


طريقة النكرى توغل واستقرا
فقل للذي أضحى ضلالات جهله


وأبرزها يلهو بها كل من يقرا
طريقة أهل الحق أسنى طريقة


وأهدى وأولى بالصواب وهم أحرى
وأنت على نهجٍ من الغي سائرٌ


وأصحاب الغاوون من أعلنوا الكفرا
فمن قصر الرحمن في جهة العلى


على عرشه من فوقه بائن قصرا
فليس لعمري مشركاً بإلهه


ولا عطل الرحمن من صفة تجرى
ولا يقتضي ما قد زعمت بأنه


لدى الفكر قد يقضي بآلهةٍ أخرى
هو الله رب الكل جل جلاله


ومعبودنا الأعلى على خلقه طرا
على فوق عرش سبع طرائقٍ


علو ارتفاع أعجز الوهم والفكرا
فمن قال إن الله في جهة العلى


على العرش لم يشرك ولا قوله هجرا
فما جهة موجودة فوق عرشه


وما ثم إلاَّ الله من ملك الأمرا
يدل على هذا الكتاب وسنة


لخير الورى حقاً وأعظمهم قدرا
ومن قال قول الجهم من كان كافراً


فما جهة بالله من جهة أخرى
فذلك جهمي كفور مكذب


بما في كتاب الله والسنة الغرا
قفا إثر جهم في ضلالات كفرهم


فما فرقة إلاَّ بكفرانه تغرى
فعمن روى هذي العقيدة غير من


حكى أنه منهم وهم بالهدى أحرى
أشاعرةٌ حادت عن الحق واعتدت


وقد عطلوا الرحمن عن عرشه جهرا
ومن همط نما قد قاله في نظامه


وحكم في معبودنا الوهم والفكرا
تأمل تجد هذي العوالم كلها


بنسبة وسع الله كالذرة الصغرا
أقول نعم لكن تأمل أهذه


وجودية تحويه أو حل أو قرا
فإن قلت هذا كنت بالله كافرا


من الفئة البعدى الحلولية النكرا
وإن قلت لا بل عينها وهي عينه


فما جهة بالله من جهةٍ أخرى
فأتت بهذا أكذب الناس كلهم


وأكبرهم جرماً وأعظمهم كفرا
وأنت اتحادي بهذا وإن تقل


كما قاله الجهم الذي أظهر الكفرا
فلا خارجٌ عنها ولا هو داخلٌ


ولا هو عنها عن يمينٍ ولا يسرا
ولا هو بالمخلوق متصل به


ولا هو عنها ذو انفصال ولا يدرا
فلا ربد موجود لديهم ولا له


صفات تعالى الله عن كفرهم طرا
وإن قلت لا بل هذه عدمية


فما جهةً فوق العلى للورى تدرا
وذا عدم والعدم لا شيء فانتبه


ودعنا من الكفر الذي قلته جهرا
وهذا هو الحق الصواب وغيره


زبالة أكفار به أحدثوا الكفرا
وإذا كان هذا قول كل معطلٍ


كفورٍ برب العرش من ملك الأمرا
ولم يبق إلا قول من كان مؤمناً


بما جاء في القرآن والسنة الغرا
وما قاله صحب النبي محمد


وأتباعه ممن على نهجهم يترا
وكل إمامٍ بعدهم ومحقق


فهم بالهدى أولى لعمري وهم أحرى
وذلك معلوم لدى كل مسلم


يقرره القاري ومن كان لا يقرأ
فما فوق عرش الرب من جهة العلى


سوى الله مولانا الذي ملك الأمرا
وحينئذ فالله من فوق عرشه


على كل مخلوقاته قد علا قهرا
وقدرا وبالذات ارتفاعاً محققاً


على كل مخلوقاته البر والبحرا
وعلو وسفلاً كلها تحت قهره


وفي قبضةِ الرحمن أجمعها طرا
وإن اختلافاً للجهات محقق


نعم حقق الأحبار أخبارها سبرا
فللحيوان الست ما أنت ذاكرٌ


وما حكموا في غيرها ويحك الفكرا
وكل مقال غير هذا فباطل


يقرره أفكار من ضل واغترا
أولئك أتباعٌ لكل معطلٍ


يقرره أكفار من ضل واغترا
سوى الجحد للمعبود جل جلاله


فسرت على منهاجهم تبتغي الشرا
فخدعن ذوي التحقيق في شأن أمرها


مقالاً ودعنا من مقالاتك النكرا
فما فوق رأس المرء قد كان فوقه


وما تحت رجل منه أسفله يدرا
يؤم إلى شيء فذاك أمامه


وما كان من خلف يخلفه ظهرا
فليس لها في نفسها صفة لها


ملازمة بل بالإضافات تستقرا
ولكل على قدر الإضافات نسبة


تغير بالأحوال حالاً إلى الأخرى
وما كان خلفاً قد يكون أمامه


وبالعكس واليمنى كذلك واليسرى
سوى الفلك الأعلى وما كان أسفلا


فحكمها غير الذي كان قد مرا
فإنهما لم ينعتا بتغير


كما قرر الأعلام أخبارها جهرا
فمن رام تحقيقاً لذاك فإنه


كما ذكر الأعلام في كتبهم نشرا
ويعسر في المنظوم من أجل وزنه


حكاية ما قالوا وما حققوا سبرا
وقولك تخليطاً وخرطاً ملفقاً


بما ليس معلوماً تؤسسه هجرات
وكل علو فهو سفل وعكسه


إلى آخر الهذر الذي قلته جهرا
فهذي مقالاتٌ لكل معطل


يقدر تقديراً بأفكاره الخسرا
وما هذه أقوال من كان سالكاً


على منهج المعصوم والسنة الغرا
فمن قال علو كلها فهو كاذب


فما ذاك معقول ولا حكمه مجرا
وإذ كان هذا باطلاً متحققاً


فذلك لا يقضي بآلهةٍ أخرى
ومن قال سفل كلها فهو صادق


لأن إله العرش من فوقها يدرا
وعن كل مخلوقاته جل باين


وهم تحت قهر الله أجمعهم طرا
فأنت الذي بالله ويح مشرك


وصحبك إذ أنتم بذا كله أحرى
حنابلة كنا على نهج أحمد


إمام الهدى من كان من كفركم يبرا
فما هذه أقواله وطريقه


ليبرأ منا أو يكون لكم فخرا
ولا مالك والشافعي ولم يكن


على ذلك النعمان والعلما طرا
ونحن على آثار أحمد نفتقي


ونسلك منهاجاً له قد سما قدرا
على السنة الغراء قد كان قدوةً


لنا في الهدى لم تعد ما قاله شبرا
وما عم في هذا الزمان فسادنا


بحمد ولي الحمد شاما ولا مصرا
ولكننا والحمد لله وحده


على العلة البيضاء والسنة الغرا
ننافح عن دين النبي محمد


غواة طغاةً أحدثوا في الهدى شرا
هذا الذي أبد ظلالات غيه


وحرر في كفرانه النثر والشعرا
ويزعم أنى بالتحكم لم أزل


أجادل أهل الحق أجمعهم طرا
وأشتم أهل العلم بالجهل معلنا


وهذا لعمري إفكه عندما أجرى
ينابيع غي من ضلالات جهله


وكان بما ابداه من غيه أحرى
فما هو إلا جاهلٌ متمعلم


وخب لئيم خانع مفعم شرا
وخنزير طبع في شمائل ناطق


يهر على أهل الهدى بالعوى هرا
سنسقيه كأساً مفعماً في حسائه


سماماً وشرباً في تجرعه المرا
جزيناه دنيا ذا ومع كل مفترٍ


على الله في الأخرى سيجزي لظى الكبرى
على كفره بالله جل جلاله


ونأطره أطراً على ذلك الأطرا
ووالله ما أمليت فيما كتبته


من الرد من فكري ضلالاً ولا هجرا
ولكن بآياتٍ وسنة أحمد


بما صح إسناداً من السنة الغرا
وأقوال أهل العلم من كل جهبذٍ


كما هو معلوم لدى كل من يقرا
وأمليت فيها من كلام إمامه


كلاماً سما فخراً واعتلا قدرا
يرد على أتباعه في انتسابهم


إليه الذي قد أحدثوا بعده كفرا
وهذا نظامي والذي قال منشداً


فزن ماله قلنا وما قاله جهرا
فأيهما قد كان أصبح ممليا


على فكره إبليسه كلما أجرى
نعم نحن أثبتنا العلو لربنا


على كل مخلوقاته لم نقل هجرا
وهم عطلوا الرحمن من فوق عرشه


وقد جحدوا أوصافه جل أن تجرى
وراموا لها التأويل من هذيانهم


فتباً لهم تباً لقد أحدثوا شرا
وألفت كتباً نشرها ونظامها


يؤيد أهل الحق أرجو بها الأجرا
وماذا علينا من مقالات أحمقٍ


ونبح كلابٍ دائماً بالعوي تغرا
ولو أن من يعوي يلقم صخرة


لأصبح صخر الأرض أجمعه درا
وما قلت عن رأي بفهمي سفاهةً


بأمر صحيحٍ من شريعتنا الغرا
أضل به بل كان ما قلت كله


بحمد ولي الحمد أجمعه طرا
يصدقه أهل التقى وذو النهي


وينكره من كان مذهبه الكفرا
وفي قطرٍ بالحق أضحى محمدٌ


يناضل عن دين الهدى كل من هرا
وأعلن بالكفر البواح لمن غدا


يحرره في منظومه الكفر والشرا
وقد غاض هذا القدم ما قال جهراً


فلله ما أبدى وما قاله جهرا
وقد أسهب المأفون بالدم معلنا


لأهل الهدى والفدم ما حقق الأمرا
وأحسن شيء قاله في نظامه


وكان به أولى وأجدر بل أحرى
ومن قلد الشيطان من أمر دينه


ينال به في دينه الخزي والخسرا
فتباً له من ماذق مارق غدا


بمنظومه كلباً يهر به هرا
ويزعم أن الزيغ فيما يقوله


ذوو الحق والمأفون خاض له بحرا
لينفيه في زعمه وضلاله


لئلا يعاب الفدم في ذمهم جهرا
وقد عام في تياره بضلاله


إلى لجة من زيفه وارتضى الكفرا
وقول الغبي الفدم من ضل سعيه


ونال بهذا الخزي والعار والخسرا
ولم ينفرد شذاذ مذهب أحمد


فقد ضل قومٌ من مذاهبنا الأخرى
كمن رد قولي تابعاً إثر جده


وأعمامه لكنهم آثروا الثرا
إلى آخر الهذر الأخس الذي به


غدا الأحمق الأشقى يعط به فشرا
وما ذاك إلاَّ أنه ذو وقاحة


ومنطوقه ركس وقد ألف الشرا
قضى وطراً من شتم أصحاب أحمد


وعاد إلى قوم بهم أوقع الهجرا
لقد ضل فيهما مطاوح غيه


فعاث فساداً خايضاً نحوه بحرا
فعاش ذميماً بين أمة أحمدٍ


بأوضاعه النكرا التي أوجبت خسرا
فما رد محمودٌ سوى ما أتى به


من الكفر والزيع الذي قاله جهرا
فنال به محمود عزاً ورفعةً


ونال به من كل من شامة شكرا
وأعمامه نالوا بذلك رفعة


فطوبى لهم وبى فقد أحرزوا الأجرا
وقد نصروا دين النبي محمد


وردوا على من هد أعلامه الكبرى
فمن رام نقيصاً لهم أو تهضماً


لقدارهم فالله يقره قسرا
ويحفظه من حيث يطلب رفعةً


ويحصره عن نيل مطلوبه حصرا
ويقصره عن تطاول يبتغي


بذلك تعزيزاً على ضده قصرا
ولاسيما محمود حيث سمت به


مناقبه نحو العلى فاعتلى فخرا
ورد على من ند من كل ملحد


فنال المنى والحمد واستوجب الشكرا
فما أحدٌ إلاَّ ويرفع ضارعاً


إلى ربه كفيه أن ينسئ العمرا
ويبقيه كهفاً للأنام ومعقلا


لأهل الهدى عمن يروم هم وترا
فما قال أرجاساً وما تلك وصفه


ولكنما الأرجاس من ضده أحرى
وأولى بها إذ هم بكل رذيلة


أحق وبالفحش الذي قاله جهرا
وهم أهلها لا أهل سنة أحمدٍ


ذوو العلم والتقوى ومنهم بها أدرى
وألف محمود كتاباً برده


ضلالات أفاك وأبزره سفرا
فلله ما أبدى فأجلى غياهبا


من الزيغ غطى غيها من لها يقرا
فأصبح ممقوتاً بها حيث أنها


حوت بدعا من غيه بل حوت كفرا
ولام على تضليلها كل مسلم


وحرر غيظاً فاض من جهله شعرا
وماذا يضر السحب في الجو نابح


يهر بأرجاس له نحوها هرا
وذاك حبيب المصطفى لاعتنائه


بسنته والذب عنها وقد أجرى
جداول أنهار بأقلام رده


على من رمت أرجاسه السنة الغرا
بأزبال أفكاره الغواة ذوي الردى


وقد ألفوا في محو أعلامها كفرا
ففاز عليها من غواةٍ توغلوا


من الغي ما نالوا به الخزي والخسرا
وأكمد أكباداً لهم وأمضها


ففاهوا بما منهم بها أوغر الصدرا
ومن رشده ما قال فيما كتبته


وألفته في مدح سيدنا شعرا
وأعطيته ما للإله بأنه


إلهك حقاً حيث لم تعرف الشرا
ولم تعرف الإسلام حيث جعلت ما


لمعبودنا للمصطفى فاقتضى الكفرا
فلم يجد عنك المدح شيئاً وإنما


غدوت به لما تجازفت في الأطرا
كأمة عباد المسيح وقد غلو


فنالا بما قالوا الخسارة والوزرا
ولو حل منك المدح في سفر ذي التقى


للوثه إذ كان قد جمع الشرا
فما المدح بالإشراك إلا نجاسة


تلوث ما قد حله بعد من يطرا
أليس نهى أن يقربوا أنجس الورى


لمسجده لما عسى عدموا الطهرا
وذلك أن الشرك رجس وأهله


كذلك أرجاس وقد ألفوا الشرا
فلو حل في سفر الهزبر مديحكم


للوثة إذ كان بالشرك مزورا
فما هو إلاَّ القدح لو كنت عارفاً


وقد عظيم في شريعتنا الغرا
ومع شحنه من قول كل محقق


بشعر إذا حققته تلقه درا
بمدحة أعلام النهى وذوي التقى


حموا حوزة الإسلام أعظم به سفرا
وأعظم به شعراً حوى كل نصرةٍ


لأنصار دين الله أعظم به نصرا
ومن مدح خير الخلق تصنيف سفره


وأحكم في ترصين ترصيعه النثرا
فزيف ما أبديته من ضلالةٍ


وذاك هو المدح الذي يوجب الشكرا
ففي كل سطر من تقارير رده


مديح محا غياً حوى الكفر والإطرا
فماذا عسى إن كان ما راح منشيا


ولا منشداً بيتاً ولا منشداً شطرا
بمدحٍ حوى الإطرا وكل ضلالة


فتباً لمدح قد حوى الكفرا والشرا
وماذا عسى إن صنعت فيه مدائحاً


ونوعت في أمداحه النظم والنثرا
وعطلت رب العرش جل جلاله


عن الإستوا من فوقه فاقتضى الكفرا
فما ذاك يجديك المديح لعبده


وأخبرنا رب العلى أنه أسرى
وقد جاوز السبع الطباق بذاته


إلى الله حتى نال من ذلك الفخرا
وتجحد أن الرب من فوق عرشه


فما فوقه رب لديك ولا يردى
لقولك في مزبور مينك ضلة


فما جهة بالله من جهة أحرا
فهلا به أسرى إلى تحت أرضه


وعن يمنة أسرى به أو إلى اليسرا
وألفتُ في فضل استغاثتكم به


كتاباً حوى كفراً بصاحبه أزرى
وليس جليلاً عند كل موحدٍ


وكيف وقد أظهرت في قولك الشرا
وذلك في أن استغاثتكم به


بها من صريح الشرك أوجب الكفرا
وتلك لعمري من خصائص ربنا


وجاء بها القرآن والسنة الغرا
خلا أنه إذ كان حياً وقادراً


يغيث أخا كرب ويمنحه اليسرا
وينصر مظلوماً ويدفع ظالماً


ويبذل أسباباً بها تدفع الضرا
ومن يستغث بالله جل جلاله


وبالمصطفى قد كان أشرك واستجرا
على الشرك بالمعبود وهو ضلالةٌ


يقررها من كان منكم بها أدرى
واعلم بالله العظيم ودينه


وبالمصطفى منكم وقد أوضحوا الأمرا
وقد بينوا والحمد لله وحده


وما وجدوا للمستغيث بهم عذرا
وكان كتاباً بالضلالة مفعما


حوى بدعا شنعاء فأهون به سفرا
شواهد كفر أطلعت في سطورها


شرور علومٍ كل شطر حوى شرا
وما كل قول بالقبول مقابلٌ


فكيف وقد أبدى ضلالاته جهرا
فكانت على أحبابه من ذوي الردى


جحيماً بيوم الحشر تسعرهم سعرا
ونال بها أهل التقى من عداته


هدى في غد حازوا به الفوز والأجراط
لأنهم لم يترضوا بضلاله


ولا بالذي أبدى نظاماً ولا نثرا
ولامت لمنع الاستغاثة جده


فتباً لمبديها الملوم الذي هرا
وقد لامت النعمان من أجل أنه


رأى أنها كفر فلم يرتض الكفرا
ومن قوله فيما به كان قد هدى


وحرره هجواً وأبدى به شعرا
فلو خصني بالشتم مع عظم جرمه


لما لمته لكنه عمم الشرا
فذم هداة الدين من كل مذهب


وأعطى لكل من شناعته قدرا
أقول لعمري ما أتى بجهالةٍ


بشتمك إذ أبديت من زيفك الهجرا
ألست أبحث الشرك بالله معلنا


كما قلته فيما تحرره نثرا
فلا غرو أن صنفت فيه مصنفا


وأفصحت عن منشوره الهجر والنكرا
وموجب هذا لشتم ما أنت مظهر


تؤلفه نثراً وتنظمه شعرا
واما هداة الدين من كل مذهب


فزور وبهتان هذوت به فشرا
فما ذمهم محمود شكري وإنما


غواة طغاة أحدثوا لبدع والنكرا
وأثنى على قوم هداة أئمة


وكان بهم أولى ومنكم به أحرى
فقد كنتمو أنتم زنادقة الورى


سواسية حمقاً ملاحدة بترا
ومحمود محمود على كل حالة


لنصرته حبرا هزميرا سما فخرا
غدا لفتى تيمية أي ناصرٍ


نعم حيث لم يشرك ولم يقترف خسرا
وكان من الأعلام بل كان قدره


أجل من المثنى به عندنا قدرا
وما بلغ المثنى عليه نهاية


ولا غاية من قدره توجب الشكرا
لذلك أثنى حسب ما يستطيعه


لنصرته للمصطفى استوجب النصرا
وما كان هذا النصر إلاَّ لأنه


لنصر النبي المصطفى أنفذ العمرا
وما كان نصر المصطفى باتخاذه


إلهاً مع الرحمن تشركه جهرا
ونصر النبي المصطفى بأتباته


وتكفير أقوام رأوا أنه الأحرى
بما يستحق الرب جل جلاله


فتباً لهم تباً فقد آثروا الشرا
فمن كان هذا دينه وانتحاله


فلن يستحق العفو والصفح والعذرا
وماذا عسى لو أنفذ العمر كله


بخدمته المعصوم بالكفر والإطرا
فذاك الذي يرديه لو خال أنه


بهذا استحق النصر والفوز الأجرا
وما يستحق العفو من كان دأبه


يهر بني الزهر أو يبغي لهم شرا
وما ذاك إلاَّ أنه كان طالباً


لديهم بما خصوا به حدا ثئرا
فلو كان من نسل المجوس لديكمو


سما عندكم من أجل كفرانه قدراً
فإذا كان من نسل النبي محمد


أعز الورى قدراً وأعلاهمو فخرا
ورد على من ند عن دين جده


وصد عن التوحيد يبغي له النصرا
وتنبئ بالتعريض قد حاز فرية


فمت كمداً واخسأ فلن تبلغ الثئرا
فلو كنت من أنصار دين محمدٍ


لدى السادة الأمجاد حقاً ببني الزهرا
لأصبحت محموداً مراعاً مكرماً


ولم تستحق الذم والشتم والكسرا
فلما عكست الأمر بؤت بما به


تناط من الفحشاء والقالة النكرا
فعوديت لا من أجل أنك لم تزل


بذكر معالي جده تتفق العمرا
وماذا عسى إن كنت للعمر منفقاً


بذكر معالي المصطفى من سما فخرا
وأنت عود مبغض متنقص


لأحبابه النافين عن دينه الكفرا
وتجحد أوصاف الإله وكونه


على العرش حقاً قد علا واعتلى قدرا
ومرتفعاً بالذات من فوق عرشه


تعالى عن الأمثال من ملك الأمرا
فإن كنت في شك من النسب الذي


نقول وفيه الشك تحصره حصرا
فما أنت إلاَّ ضفدع وابن ضفدع


فلا حق تدريه ولا منكر تدرا
وشك لا يجدي لدى كل مسلم


فدع هذوك الأخرى وفحشائك النكرى
فإنك كالحرباء ترنو بطرفها


إلى الشمس من حمق وقد أوغر الصدرا
وهل أنت إلاَّ من قربة أجذم


قربة حيفا من فلسطين لا يدرى
بمن أنت منسوب إليه حقيقة


فنحن على شك ودعواك لا تجرا
وقد صح عندي من أحاديث من له


بحالك تحقيق يقررها جهرا
بأنك من غوغاء أنباط أجذم


أصابك منها الفال والحالة العسرا
ودعوى بني نبهان يحتاج أن يرى


بذلك ثبتاً ثابتاً عن بني الزهرا
يقرره محمود شكري لأنه


هو العلم الفرد الذي استوجب الشكرا
صح لدينا في اعتقادك أنه


كمذهب أهل الاتحاد وبالأحرى
وينبئنا عن ذاك نظمك جهرة


فتباً له تباً لقد أوجب الكفرا
وقد قال هذا الفدم في هذيانه


وأبرز جهلاً في غباوته جهرا
وبعد فذياك الكتاب يدلنا


على جهله طورا على غيه طورا
أقول لعمري إن ذا لتهور


من الفدم إذ أضحى بمنظومه يقرا
وما الغي إلاَّ ما نحاه وما محا


به الملة السمحا من الكفر والإطرا
وما الجهل جهراً غير ما الفرد خطه


ويحسب جهلاً أنه الأوحد الأدرى
وفأبدى كتاباً من سفاهة رأيه


وحرر فيه الجهل والشرك والكفرا
حوى كل شر مستطير شراره


يغر به الغوغاء من جهله غرا
فحل عليه اللعن إذ كان أهله


فما سامع إلاَّ ويلعنه جهرا
وأما كتاب الألمعي فإنه


كتاب حوى علماً أشاد به الغرا
وأعلى به أعلام سنة أحمدٍ


وأعلامه أعلى لهم جهده فخرا
وأكثر فيه النقل عن كل جهبذٍ


ليغمر غمراً أحدث الشرا
ولاشك قد أسهبت فيما كتبته


فكثر ما ينفي بتكبيره الكبرا
وكل جواب فيه معنى مطابق


لمعنى حرامٍ رام الأحمق المغرى
نعم كل من يهوى هواه وغيه


يرى أنه أخطأ ولم يفهم الأمرا
لأنهموا في غمرةٍ من ضلالهم


فظنوا الردى خيراً وظنوا الهدى شرا
وغاض عدو الله تكبير حجمه


ففاه بما أبدى لكي يدرك الثأرا
وما ذاك إلاَّ أنه قد أمضه


وأورى به في المط جلجائه جهرا
فمت كمداً لا عشت ما عشت آمناً


ولا ناجياً مما أمضك أو أورى
وما كان ما قد قال من رد غيكم


بتخبيط عشوى كالذي قتله فشرا
ولكن على النهج القويم كلامه


بآي من القرآن والسنة الغرا
وأقوال أعلام الهدى وذوي التقى


ومنهم مصابيح الدجى للورى طرا
وسيرك في بهما مفاوز من مشى


ثوى من مواميها وأودى به المسرا
بديجور ليل الشرك والقدم لم يكن


على منهج أسنى وقد فقد البدرا
فيحسب جهلا أنه في مسيره


وقد ضل في بهما إلهامه واغترا
وقال كتابي وهو لا شك قد حوى


من الشرك بالمعبود خالقنا شرا
كتابي لخير الناس قد كان نصره


وهيهات لو يدري لأبصره كفرا
أينصره من كان بالله مشرا


ومن كان زنديقاً تجاهل واستجرا
وقد جعل المعصوم نداً لربه


وبحسبه نصرا ومن حمقه فخرا
ومحمود شكري لم يكن متجانفاً


لإثم ولا أبدى بما قاله وزرا
وقال غباءًَ من سفاهة رأيه


وجاء بهذا لابن تيمية نصرا
نعم نصر المعصوم غاية جهده


وأنصاره ممن على نهجه يترا
كشمس الهدى البحر الخضم الذي به


سمت شرعة المعصوم واستعلنت جهرا
وذاك أبو العباس أحمد ذو التنهى


ومن كسرت أعداؤنا كتبه كسرا
وأعجب شيء أنه من ضلاله


ومن غيه في غمرةٍ إذ هذى جهرا
وخال سفاهاً أنه بمحلةٍ


من العلم والتقوى فقال وقد أزرى
وذلك من أغلى وأعلى مناقبي


وهذا هو النثر الذي أوجب الأزرا
ويبرزه للراشقين دربة


وكان به على منهج الصدق مزورا
وأعلى مقاماتٍ لمحمود قد سمت


وكانت لعمري من مناقبه الكبرا
وشاد لمن عادى مناقب ظنها


مثالب قد كانت بمن خالها أجرا
وتلك لهذا في الحياة وبعدها


ومحمود لا يخزي بذلك في الأخرى
وما يتر الرمن من أجر محسن


ولكنه يلقى به الفوز والأجرا
وأسلاف محمود على الدين قد مضوا


وماذا عسى أو أبرزوا تقية تدرا
فإن كان قد أبدى وأظهر دينه


وخالف من أخفى وللصد قد ورى
ففاق بما أبدى وأظهر وارتقى


به شرفاً يبقى ومنقبةً كبرا
وما كان ما يخفيه من خوف جدوده


وأظهره محمود رجسا ولا كفرا
ولكنما إبليس في فيك نافشا


بأرجاسه الكبرى وأركاسه الصغرا
فأصبحت لا تدري سواها وإنما


لك القحة الشنعا شعاراً بها تخزى
بفيك على من كان للدين مظهرا


وللسنة الغراء أظهرها جهرا
فأصبحت لا تدري سواها وإنما


لك القحة الشنعا شعارً بها تخزى
بفيك على من كان للدين مظهراً


وللسنة الغراء أظهرها جهرا
فأصبحت ملعوناً بكل محلة


وأصبح محمود بها نائلاً فخرا
وقرظ قولاً منك في مصر عصية


هم الفاغة النوكاء إذ قرضوا الكفرا
ولو أنهم من أهل شرعة أحمد


لما قرضا كفرا وأعلوا له قدراً
ولكنهم صم وبكم من الهدى


وأعينهم عمى فلم تبصر الثرا
نفوس كلاب في جسوم أو آدمٍ


تهر على أهل الهدى دائماً هرا
وقرظ سفراً للألوسي عصبةٌ


عن الحق ما ازورا ولا حرروا هجرا
وكل غدا يلقى الذي هو أهله


إذا ما أتى عرض لمولاه أو نكرا
نعم كلنا يلقى غدا بفعاله


وأقواله الزلفى أو الخزي والوزرا
وما أحدٌ منا يذم ذوي الهدى


ولكننا نثني ونمنحه شكرا
ونعلي مقامات لهم بمدايح


وننشرها نظماً ويندى بها نشرا
وقد كان معلوماً بأن من


زعمت هداةً من ذويك وفي مصرا
غواةً طغاةً لا ثقاةً أئمة


فلم يستحق المدح منا ولا النصرا
هم الكل أعداء النبي فبعضهم


عداوته كبرا وبعضهمو صغرا
ولا كان أهل الزيغ والكفر عندنا


أئمة إسلامٍ لسنتنا الغرا
لذلك أعطينات ولم نحترم لهم


مقاماً لكل من عداوتنا قدرا
وللأحمق الأشقى أمض عداوةً


تخصصه من تلك بالحصة الكبرى
سنسقيه كأساً مفعماً ونذيقه


بذاك دفاعاً عن مقالاته النكرا
وإشراكه بالله جل جلاله


وجحد علو لله من فوقنا جهرا
فقد جاء هذا الفدم أمراً مؤيداً


وأظهر في منظومه ذلك الأمرا
فيا من هو العالي على كل خلقه


على عرشه من فوقه بائن طرا
أبد فئة أضحت ليوسف ذي الردى


حماة ورداً حيث قد أطدوا الكفرا
وراموا لأنصار الرسول ودينه


بآرائهم كسراً وأضداده نصرا
فتباً لهاتيك العقول وما رأت


من الرأي في طمسٍ لأعلامه جهرا
وصل على خير الأنام محمدٍ


أعز الورى قدراً وأعلاهمو فخرا
وأصحابه والآل مع كل تابعٍ


وتابعهم ممن على نهجهم يترا
سليمان بن سحمان

ريحانة شمران
06-22-2024, 01:12 PM
على الدين فليبكي ذوو العلم والهدى
على الدين فليبكي ذوو العلم والهدى


فقد طمست أعلامه في العوالم
وقد صار إقبال الورى واحتيالهم


على هذه الدنيا وجمع الدراهم
وإصلاح دنياهم بإفساد دينهم


وتحصيل ملذوذاتها والمطاعم
يعادون فيها بل يوالون أهلها


سواءً لديهم ذو التقى والجرائم
إذ انتقص الإنسان منها بما عسى


يكون له ذخراً أتى بالعظايم
وأبدى أعاجيباً من الحزن والأسى


على قلة الأنصار من كل حازم
وناح عليها آسفاً متظلماً


وباح بما في صدره غير كاتم
فأما على الدين الحنيفي والهدى


وملة إبراهيم ذات الدعائم
فليس عليها والذي فلق النوى


من الناس من باكٍ وآس ونادم
وقد درست منها المعالم بل عفت


ولم يبق إلا الاسم بين العوالم
فلا آمر بالعرف يعرف بيننا


ولا زاجر عن معضلات الجرائم
وملة إبراهيم غودر نهجها


عفاءً فأضحت طامسات العالم
وقد عدمت فينا وكيف وقد سفت


عليها السوافي في جميع الأقالم
وما الدين إلاَّ الحب والبغض والولا


كذاك البر ء من كل غاوٍ آثم
وليس لها من سالك متمسك


بدين النبي الأبطحي ابن هاشم
فلسنا نرى ما حل بالدين وانمحت


به الملة السمحاء إحدى القواصم
فنأسى على التقصير منا ونلتجي


إلى الله في محو الذنوب العظائم
فنشكو إلى الله القلوب التي قست


وران عليها كسب تلك المآثم
ألسنا إذا ما جاءنا متضمخ


بأوضار أهل الشرك من كل ظالم
نهش إليهم بالتحية والثنا


ونهرع في إكرامهم بالولائم
وقد برء المعصوم من كل مسلم


يقيم بدار الكفر غير مصارم
ولكنما العقل المعيشي عندنا


مسالمة العاصين من كل آثم
فيا محنة الإسلام من كل جاهل


ويا قلة الأنصار من كل عالم
وهذا أوان الصبر إن كنت حازماً


على الدين فاصبر صبر أهل العزائم
فمن يتمسك بالحنيفية التي


أتتنا عن المعصوم صفوة آدم
له أجر خمسين امرئ من ذوي الهدى


من الصحب أصحاب النبي الأكارم
فنح وابك واستنصر بربك راغباً


إليه فإن الله أرحم راحم
لينصر هذا الدين من بعد ما عفت


معالمه في الأرض بين العوالم
وصل على المعصوم والآل كلهم


وأصحابه أهل التقى والمكارم
بعد وميض البرق والرمل والحصى


ما انهل ودق من خلال الغمائم
سليمان بن سحمان

ريحانة شمران
06-22-2024, 01:12 PM
ألا بلغا المأفون من كان ألأما
ألا بلغا المأفون من كان ألأما


جواباً له لما هدى وتكلما
وخال صواباً ما أتى من ضلاله


فجال بديجور الضلال مصمما
ولم ينتبه من غيه لغبائه


فعاث فساداً وارتضى ما توهما
وأوهم أن قد جاء بالحق والهدى


فسحقاً لأرباب الضلالة والعمى
ومن كان في بيد الضلالة هائماً


تنكب عن نهج الهدى أين يمما
كهذا الذي أبدى القريض سفاهةً


وأسهب في الأمر المحال تحكما
يناضل عن شيخ له ذي غباوة


من العلم والتحقيق كان معدما
وأعشته لما كان ليس بعالم


آيات ضياء الحق لما تبسما
كجائلة الخفاش أظلم ليلها


فجالت وصالت في الدجاجين أظلما
ولو طلعت شمس من الحق لم يكن


ليضحى لها من حيرة الجهل والعمى
فعبر عنه جاهل متمعلم


بجهل وبهتان فما نال مغنما
وأفصح عن جهل عميق مركب


وأبرز مكنوناً من الغي مظلما
فقال وأبدى ترهات وزخرفاً


من القول تمويهاً وإفكاً ومأثما
وليس بأهل أن يجيب لجهله


ولا أن يجاب الفدم إذا كان معدما
وماذا عسى أن قد تهور واعتدى


بسب وثلب إذ هدى وتهكما
فليس يضر السحب في الجو نابح


وهل كان إلاَّ بالإغاثة قد همى
وذاك شأن الكلب لا ميز عنده


ولا فرق فاعرف جهله إذ تكلما
وما كان كفء للجواب لأنه


غبي وممن قال إفكاً مرجما
ولكنه قد جاء قتل فواسق


وهذا الذي أبدى القريض المذمما
فويسقة قد حل في الحل قتلها


وفي حرم الله كان محرما
لطعن الجهول الوغد في الدين جهرة


وتضليل أهل الحق عدواً ومأثما
ونصرته فدما جهولاً هيبنغا


وتكفيره حبراً إماماً مفهما
لعمري لقد أخطأ وجاوز حده


ورام صعوداً بالدعاوى وأوهما
ليصرف بالقول المزخرف نحوه


وجوه طغام حائين ذوي عمى
فموه فيما قاله من قريضه


بأن قال في إنشائه حين أقدما
فمن قلد الأهوى أزمة عقله


فلا عجب يأتي بما كان أعظما
ومن يبغ غير الحق عجباً برأيه


فذاك من التوفيق قد كان معدما
أقول نعم أو كان عنها بمعزل


لشام طريق الحق كالشمس قيما
وأيقن أن قد جاء إفكاً ولهجما


لعمري لذي الأبصار قد كان مظلما
ولو كان ذا علم لأبصر جهله


عياناً عناء لا يفيد ومأثما
ولو كان ذا عقل لأداه عقله


لنهج طريق المصطفى أين يمما
ولو كان هذا لفدم يعمل بالذي


يقول لأمسى راجعاً متندما
ولكنه في غمرة الجهل والهوى


فلم يدر ماذا قال لما تكلما
فظن الغبي الوغد أن طريقه


طريقة رشد نهجها كان أقوما
لذا قلد الأعمى هواه فقاده


إلى هوة الأهوى فأغوى ذوي العمى
رقى مترقى صعباً وقد كان مرتقاً


عليه فرام الوغد فتقاً ومستما
إلى ذرة المجد والمجد إنما


ينال بتقوى الله حقاً ويرتمى
فظن الحيارى الناكبون عن الهدى


به الخير لما أن غدا متعمما
ودرس واستفتاه من كان جاهلاً


فظنوه حبراً عالماً مترسما
فلم يعترف بالذنب منه وبالخطا


كإبليس لما أصر وأجرما
فهل بعد تقليد الهوى وأتباعه


وتقديمه نهجاً سوى ذاك مرتمى
وهل بعد هذا العجب بالرأي ضلة


ولوكان يدري ما تمنى وأقدما
بتضليل أهل الحق والحق واضح


ولكن نور الحق أعشاه فأكتما
وأحجر كالخفاش حتى إذا بدا


من الغي ليبل جال فيه وغمغما
بجهل وبهتان وسبة مفتر


وفشر وهذا شأن من كان معدما
إذا فاته التحقيق ليس بالهوى


وأوهم أن قد قال حقاً وأحكما
فيا راكباً إما عرضت فقل له


وإياك أن تخفى الجواب فتأثما
فقولك يا ابن اللوم ليس بضائر


إذا لم أكن عند الإله مؤثما
على أنني والحمد لله وحده


أناضل لا جاها أريد ومطعما
على حسب ما أستطيع لا آل جاهداً


وجهداً مجداً ما حييت مصمما
وأحمي حمى الإسلام أن يطأ العدى


بساحاته أو يستهان فيهدما
وذلك في ذات الإله ونصرةٍ


لأهل الهدى إذ كان ذلك مغنما
وأرجو من الله الكريم بلطفه


ورحمته فضلاً وجوداً تكرما
ولا غرو من هذا الصنيع ومرتمى


لهذا الوضيع المرتجى أن يعظما
فقد شتمت أعني قريشاً محمداً


فقالوا بصرف الله عنه مذمما
وفيه لنا من بعده أسوة به


وأنتم بمن أبدى القبيح وأجرما
بل اللوم وابن اللومن من لام عصبة


على الحق يدري ذاك من كان مسلما
ويطعن في الدين الحنيفي جاهداً


فذاك الذي مازال أشقى وألأما
اما كنت يا هذا وآباؤك الأولى


تقرون أن الذائدين عن الحمى
وأنا ذوو الإسلام والدين والهدى


على سنة المعصوم من كان أكرما
وظاهرتمونا برهة من زمانكم


على ذاك لم تبدوا مقالاً مذمما
فما بال هذا الطعن في الدين جهرة


وتضليل من أمسى عليه مصمما
وقد كنت فيما قبل تشهد أنه


هو الحق بالإذعان لا متلعثما
أنافقت أم أمر بذا لك رشده


فأبديته جهراً وكان مكتما
فتباً لمن أضحى الهوى مالكاً له


وسحقاً لمن في الغي كان مقدما
ومن تيهك المردي وعجبك بالهوى


وبالجهل والدعوى بأن قلت معلما
فيا من أتانا عارضاً رمحه نعم


عرضت لكم رمحي وقد كان لهذما
فغادر صنفاً من ذويكم مكلما


وأخر منكوباً شجياً ملكما
وكم من أخى جهل أتى من شقائه


ليبني من الإشراك ركنا مهدما
وعات سفاهاً في ذوي الدين والهادى


وكان بما أبدى حيا غشمشما
فغودر مجدولاً على أم رأسه


وأنصاره نال الشقاء المحتما
سنسقيه بالبرهان كأساً روية


إذا ما تحساها سماها وعلقما
وسوف ترى مني طعاناً وأسهما


وكأساً ستسقاها من الصاب مفعما
فقد جئت يا هذ الهبينغ موئلا


عظيماً وخيماً نهجه مكان مظلما
كقولك يما قد نظمت تهورا


متى قيل إن الأرض طاولت السما
متى خط قرد أو ترنم ضفدغ


متى طار عير أو رقا الثور سلما
أقول نعم هذا مقول لقائل


وعند التقا الخصمين يعرف من سما
ومن هو في التحقيق شبه نعامة


تحاذر من بعد إصابة من رمى
فيا أيها الغاوي طريقة رشده


سبكناك لكن ما وجدناك مثلما
تقول ولكن أخرج الكير منكمو


لنا خبثاً قد كان قدماً مكتما
أتفخر بالدعوى وبالفشر ذلة


فوالله ما كنا عهدناك ضيغما
بل كنت هيفاً في المهامه هائماً


تحاذر أن تلقى الرماة فتكلما
وما كنت إلا ضفدعاً وابن ضفدع


تنقنهق بل كانت أعز وأكرما
وثور مدار وابن عاوى وثعلباً


وقرداً وضباً ما عهدناك في الكما
وخنزير طبع في شمائل ناطق


نعم هكذا كنتم لدى من توسما
أتعرف من أنتم ولو كنت عارفاً


لقنعت رأساً بالصغار معمعما
فأنتم بون العنقاء في العلم والحجى


وهل أنتمو إلاَّ لمن شام وارتمى
نفوس كلاب في جسوم أو آم


تهرون جهلاً بالوقاحة ضيغما
سعاود في التحقيق لستم أساواداً


وما منكمو والله من كان أرقما
شجاعاً إذا ما نابه بسمامه


أصاب امرؤ أدماه حتما وأورغما
أما وزغ أنتم وغاية أمركم


معاداة من للحق أضحى معظما
بنفخ على من قال حقاً كنفخها


على نار إبراهيم بغياً ومأثما
ورفع شكايات إلى من يغيثكم


وينصركم إذ لا هدى منكمو سما
ولا فهم بل لا نور يهدي إلى الهدى


ولا علم ينجيكم من الغي والعمى
فتشكون كالنسوان عجزاً وهذه


نهاية من أبدى المقال المذمما
فهلا بعلم كان ذاك وحجة


تزيل صدى من كان بالحق مغرما
أخلت طريقاً بالدعاوى قويمة


فليس طريق الجهل ويحك لهجما
أبينوا لنا بالحق أي عصابة


دفعتم ومن قوم رفعتم تكرما
متى كنتمو أهل لكل فضيلة


وهل لكمو ومن قوم رفعتم تكرما
متى كنتمو أهلا لكل فضيلة


وهل لكمو في العلم أيد لتعلما
بلى بل لكم في الشر أيد طويلة


وبالجهل والدعوى تسام وسلما
متى شاع عنكم يا بني اللوم أنكم


نصرتم محقاً أو قليتم محرما
متى شاع عنكم أنكم قد نكأتم


عدواً رماكم بالصواب فأيكما
متى شاع عنكم هتك ستر كل مشبه


متى شاع عنكم دحض من قد تجهما
متى شاع رفض الروافض عنكمو


وهل نصركم إلاَّ لمن كان مجرما
متى كنتمو نصار دين محمد


متى كنتمو الأعلام للناس والكما
نعم شاع عنكم واستفاض بأنكم


توالون جهراً من بغى وتجهما
محبون للأرفاض من كل مارق


معادون عدواناً وبغياً ومأتما
من استمسكوا بالدين واعتصموا به


وشادوا من الإسلام ركناً مهدما
وهدوا من الإشراك والبدع التي


تخالف وحي الله ماكان قد سما
ألا فأفيقوا لا أبا لأبيكمو


ألا فارعووا عن غيكم يا ذوي العمى
ألا هل لكم في الحق أوبة مخبت


ألا فأنيبوا قبل أن يهتك الحمى
فإن لم تنيبوا طائعين لربكم


فإن فتى هماماً مقدما
أخا ثقة حامي الحقيقة باسلاً


جرياً إذا لاقى الكماة عثمثما
له فتكات بالكماة شهيرة


لها في نواح الأرض صيتاً معظما
سينظم منكم إن عتوتم بمقلد


أناساً ويسقيكم سماماً وعلقما
وذاك هو الليث المقدم قاسم


وكان لعمي ضيغماً ومقدما
ومن عجب الأيام تسمية امرئ


رماكم فأصماكم جباناً تحكما
وتهويل خداع وحيلة عاجز


فقد لقحت حرب عوان لمن رمى
وهل كان قبل اليوم شيء فخفتكم


وحاذرت منكم يا ذوي اللؤم والعمى
فإن كان حقاً ما تقولون فابرزوا


سيلقى الردى من كان فدماً مذمما
جباناً إذا لا في الكماة وأعزلاً


وكان لعمري عند ذلك معدما
من الأخذ بالآيات والسنن التي


أتت عن رسول الله من كان أعلما
فحينئذ يبدو ويظهر جهرة


علانية للناس من كان ألأما
ومن هو في التقيق يوماً كحافحرٍ


بأظلافه عن حتفه فتندما
فمهلاً بغيض الحق كيف تقاذفت


بك اليوم أيدي الزيغ عنه توهما
فمهلاً بغيض الحق كيف تقاذفت


بك اليوم أيدي الزيغ عنه توهما
تقول ولا تخشى الإله وتتقي


مقالة بدعي طغى وتهكما
ففي كتب الحناف ما ليس يرتضي


فكم خالفوا نصاً حنانيك محكما
وكم قدموا رأياً عليه وكم لهم


من المنكرات المعضلات كمثل ما
لأتباع أصحاب الأئمة كلهم


ومامنهمو إلاَّ وأخطأ وأوهما
نعم كل هذا قلته وأنا به


أقول فسل من كان بالله أعلما
وقلت ولم أستخف والحق واضح


ولكنكم عن رؤية الحق في عمى
ولم تظهروها في الجواب لبغيكم


وعدوانكم إذ كان حقاً ليعلما
فإن كان قد أخطأ زول بزلة


وخال صواباً قيله حين أقدما
وأدى إلى ذاك المرام اجتهاده


فقد كان أخطأ قبله من تقدما
من العلماء الراسخين أئمة


جهابذة كانوا أجل وأعلما
فليس بمعصوم ولا هو كامل


ولابد من سهو وذنب وربما
لئن كان قد أخطأ بذلك مرة


لقد شاد للإسلام ركناً مهدما
وهد من الكفران ركناً مشيدا


فنرجو له عفواً وأجراً ومغنما
ومن ذا الذي لم يحظ يوماً ولم يكن


له زلل ممن مضى وتقدما
وما كان هذا موجبا لسبابهم


ولا كان هذا للوقيعة سلما
ولا الطعن فيهم بالوقاحة مثلما


طعنتم به عدواً وبغياً ومأثما
ولا هجر الأعلام من كل عالم


تصانيفهم يامن بغا فتكلما
بلى بل لهم أجران عند صوابهم


وأجر إذا ما يخطئون تكرما
فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة


وإن كنت تدري كان ذلك أعظما
فطالع تصانيف الأئمة تلقني


محقاً مصيباً لم أقل ويك مأثما
ولو كنت ذا علم بأقوال من خلا


من العلماء ممن مضى وتقدما
ومن بعدهم من كل حبر وجهبذ


إمام همام بالهدى قد ترسما
لما قلت جانبت الهدى واستفزك


الغرور إلى أن قلت قولا محرما
ولكن من يهذو بغير دراية


وعلم يقول الزور أيان يمما
ومن كان في بحر الضلالة عائما


فلا عجباً إن قال زوراً ومأثما
لعمري لقد أعطيت عقلاً وفطنة


فكنت خطيباً في ذويك مقدما
رأوك قثولا عالماً متبصرا


خطيباً فأبديت الخفي المكتما
فهيمنت بل أعلنت بالهجر صارخاً


كأحمر عاد حيث قام فهيمنا
وفدما جرياً بالبسالة ضيغما


كأشقى ثمود حين قام وأقدما
فمن شؤمه أصلوا جحيماً موبدا


وفي هذه الدنيا أهان ودمدما
فأف لهذا العقل والعلم بعد ذا


وقول جنى ناراً وعاراً ومأثما
فبؤساً وبعداً وبعدا لفطنة


تؤدي إلى هذا وما كان أعظما
وتباً وسحقاً يا لها من خزاية


ولله حمد يملأ الأرض والسما
على نشر هذا الجهل بعد خفائه


وتعيره نظماً يشام لمن رمى
أبان لنا من عندكم وذويكمو


من العلم صدقاً لا حديثاً مرجما
فكابرتمو المعقول بالغشي والهوى


وما كان معلوماً لدى من تعلما
وكابرتمو المنقول عن كل عالم


ألا فاسأل الأطفال عن ذا لتعلما
كفى كل ذي علمٍ وعقل وفطنة


حماقة من أبدى المقال المذما
ومن هو أولى بالحماقة والخطا


ومن كان مغروراً وبالزور متهما
ومن هو أولى بالجلافة سالكاً


مناهج قبح غيها قد تجهما
ومن كان لا يدير ويهذو ولا يرى


لأهل الهدى نهجاً من الحق قيما
فإن طريق الحق كالشمس تسير


وإن طريق الغي قد كان مظلما
فما قلت في الأحناف يا ذا وغيرهم


فذاك شهير واضح لمن ارتمى
فقد أوضح الحبر الإمام مقالهم


وما خالفا فيها النصوص من سما
به العلم والتحقيق أبصر كلما


أقول ففي الأعلام ذاك معلما
لحبر هو ابن القيم الثبت ذو النهى


وكان لعمري عالماً ومقدما
جليلاً نبيلاً فاضلاً ذا دراية


تقياً ألمعياً مفهما
فراجعه واستصبح بمصباح علمه


فقد قال ما يشفي الأورام من الظما
وقولك عدواناً وزوراً وفريةً


فمهلاً بغيض الحق قولا ًمحرما
فلست بحمد الله يا وغد سالكاً


طريقة أهل الزيع ممن تجهما
ولا أشعرياً تابعاً لمن اقتفى


طريقة جهم ذي الضلال وذي العمى
ولست بغيظ الحق أو كنت تابعاً


مقالة بدعي طغى وتهكما
ولكنني والحمد لله وحده


محب لدين الله إذ كان أقوما
أناضل عن دين النبي محمد


وملة إبراهيم من كان مجرما
سيبدو لأهل الدين من كان مبغضاً


معاد لأهل الحق أيان يمما
أنحن أم الفدم الغبي الذي على


طريقة أهل الزيغ قد كان صمما
ومن ليس يخشى الله جل جلاله


ولا يتقي رباً مليكاً معظما
وما تلك بالدعوى وبالشطح والمنى


ولكن بفضل الله من كان منعما
ومن جهلك المردي وبهتانك الذي


تقولته زوراً وإفكاً ومأثما
مقالك في الهمط الذي قد نظمته


تصير بدعياً إماماً مفخما
وتجعله من فرط جهلك ناصراً


لسنة خير العالمين معظما
وتجري يراع الجهل في ذم سادة


بدور إذا ليل المهمات أظلما
إلى آخر الهمط الذي قد ذكرته


كأنك ممن قال حقاً وأحكما
فما كنت للبدعي يوماً مصيرا


إماماً ولكن كان خيراً مفهما
نعم أيها الغاوي لقد كان سيداً


إماماً هماماً ألمعياً مقدما
تجرد في تجريد سنة أحمد


وشاد لعمري ركنها أن يهدما
فسل كتباً في نصر سنة أحمد


ستنبيك يا من كان أعمى وأبكما
ولكن نور الحق يعشيك عندما


تراها وقد تشفى من الجهل والعمى
فأدحض فيها قول كل معطل


كما رفعت أقلامه الحق فاستما
لذاك شرفتم من حميا كؤسها


بأعذب سلسال يزيل صدى الظمأ
ثكلتك هل تدري بسنة أحمد


وهل تدر منهاجاً لها كان لهجما
لعمر إلهي لست ممن أشادها


وممن رواها أو دارها وعظما
فأهل الحديث العارفون بربهم


وبالسنة الغرا هداة من العمى
بهم يهتدي بل يقتدي كل عالم


ويبغضهم من قد أساء وأجرما
فصديق من أهل الحديث وناصر


لهم ومحب لا بغيض وإنما
يكون الفتى مع من أحب بنص من


هو الصادق الصدوق أيان يمما
وصديق أولى بالصواب وبالهدى


وهل اكن إلا جهبذاً ومفهما
أليس الذي ينهى عن الشرك جهرة


ويأمر بالتوحيد أمراً محتما
ويتلو من الآيات والسنن التي


أتت عن رسول الله من كان أعلما
دلائل تجلو زيغ كل مشبه


فلله ما أبدى وأجل وعلما
ألا فدع العلم الشريف لأهله


فلست بكفء المضياغمة الكما
وخض في بحار الجهل والبس من الهوى


قميصاً وثوباً بالدعاوى معلما
وخذ في طريق البهت يا وغد ضلة


كقيلك بالبهت الصريح تحكما
وتجري يراع الجهل في ذم سادة


فبعداً لمن ينمي حديثاً مرجما
فلا رحم الرحمن من كان شانئاً


ومن كان سباباً لهم متهضما
ولا نعمت نفس ولا قر ناظر


ولا فاز بالجنات من ذم أو رمى
إماماً ببهتان به منتقصاً


لمقداره أنى يكون ولن وما
أنحن نذم الشافعي ومالكاً


وأحمد والنعمان من كان أقدما
وكل إمام من ذوي العلم والهدى


أولئك قد كانوا هداة وأنجما
أولئك أعلام الهدى وذوو التقى


بهم يقتدي من رام علما ومغنما
فما أنجم للمهتدين وقادة


بحور وحاشاهم من الجزر إنما
لهم مدد من ذي الجلال يمدهم


فسبحان من أعطى الجزيل وألهما
أللسادة الامجاد من كل فاضل


نذم ونستوشي المقال المذمما
فجرتم وجرتم وافتريتم فلم يكن


بأول بهتان أتيتم تحكما
فجرتم وجرتم وافتريتم فلم يكن


بأونل بهتان أتيتم تحكما
بل نحن قلنا واستفاض بأننا


نقول ولا نخشى عداء ولوما
بتقديم قول الهاشمي محمد


على كل قول فاشهدوا يا ذوي العمى
فإن كان من يدعو إلى نهج أحمد


وتقديم ما قد قاله قد تهضما
وحط من القدر الرفيع لسادة


بدور إذا ليل المهمات أظلما
جهولاً لديكم مستحقاً مذلة


تخبطه الشيطان ما تحكما
ويستوجب الضرب الوجيع ولم يقل


صواباً وما يرضاه من كان مسلما
فيا حبذا الجهل الذي هو قائد


لتقديم قول المصطفى أين يمما
فتقديمه فرض على كل مسلم


وتبجيله قد كان أمراً محتما
ألا حبذا تقديم سنة أحمد


على كل قول حيث قد كان أقدما
وأحكم بل أعلى وأجلى لمبصر


طريق الهدى إذ كان أهدى وأسلما
دعوا كل قول عند قول محمد


فما مبصر في الدين يوماً كذي العمى
فنم جعل الأعلام من كل عالم


بمنزل المعصوم أو كان قدما
على قوله أقوالهم فقد اجترى


وجاء عظيماص بل أباح المحرما
وهم قد نهوا عني الأئمة كلهم


عن الأخذ بالتقليد نهياً محتما
وأجمع أهل العلم أن مقلداً


كأعمى فهذا قول من كان أعلما
حكاه ابن عبد البر من كان عالماً


إماماً هماماً حافظاً ومعظماً
ولكن تبعتم للخلوف وقلتمو


بأقوالهم من غير علم تحكما
فتلقيدهم فيما تعسر سائغ


وليس بفرض يا ذوي الجهل والعمى
فماذا على صديق إن كان تابعاً


لأقوال من كانوا أعز وأكرما
لعمري لقد قال الصواب ولم يجد


عن المهيع الأسنى الذي كان أسلما
وجاهد في ذات الإله ولم يكن


من الغاغة النوكا ولا من تجهما
وقد بث من جند الحديث ومن على


طريقتهم جيشاً لهاماً عرمرما
فذادا عن الإشراك والبدع التي


تخالف وحي الله من كان مجرما
غلى مورد عذب زلال من الهدى


مناهله والله تروي من الظما
فإن كان تقديم الكتاب وسنة


لأفضل خلق الله من كان أعلما
ضلالاً وزيغاً ليس حقاً ولا هدى


وارده يزداد من شربه ظما
فبعداً لمن هذا الضلال اعتقاده


لقد نال خسراناً مبيناً ومأثما
سيلقى من المولى العظيم خزاية


ويصليه في يوم اللقاء جهنما
وما قلت من همط وخرط ملفق


فليس ببدع من كان أظلما
من الفجر والهجر الوخيم وما عسى


يكون به قد قال يوماً فأقدما
فأخطأ فيما وجاء بزلة


فما كاتن معصوماً وقد نال مغنما
وأجراً إذا أخطأ لأجل اجتهاده


فدع ذا لأهل العلم إذ كنت معدما
فقد كان أخطأ قبله من ذوي الهدى


أناس فلم تبدو مقالاً مذمما
ولكن لتجريد أتباع محمد


أذعتم وأبديتم مقالاً محرما
وإفكاً وبهتاناً لأجل انتقاصه


وذلك لا يجيد فقد عز واستما
وقد رفع المولى له الذكر واعتلت


به السنة الغر فأقصر فليس ما
تقول بمجد عند كل موحد


فسبحان من أغنى وأقنى وعلما
وما قلت في شأن الأئمة من نهى


وفضل وعلم واحترام فإنما
ذكرت قليلاً من كثير ففضلهم


وعلمهمو قد كان أعلى وأعظما
ولم يتوقف فضلهم وتقاهمو


على ذكر أوباش طغام ذوي عمى
فقد ذكر الأعلام من كل جهبذ


مناقبهم واستوعبوها لتعلما
فما ذكروا أنا نقدم قولهم


على قول من قد كان بالله أعلما
ولا ذكروا حاشاهمو أن قولهم


دليل ولا كالنص قد كان محكما
بلى صرحوا أن نرد مقالهم


إذا خالف المنصوص رداً محتما
فنحن على منهاجهم وطريقهم


بهم نقتدي في الحق أين تيمما
وفرق بعيد بين هذا وكوننا


نقلدهم فافهمه يا من توهما
فسل أيها الغاوي عن الفرق بين من


بهم يقتدي أو من يقلد هل هما
سواء وما الحق الصواب فإنما


طريق الصواب الحق قد كان قيما
ويا عصبة الإسلام أي عصابة


على الحق والتقوى ومن كان أظلما
أبينوا لأهل الغي قبح مرامهم


فقد أقذعوا حتى أشاعوا المحرما
وقد بهتوا واستنجدوا كل مارق


تدرع أثواب الردى وتعمما
لكي يطفئوا نوراً من الحق ساطعاً


ويأتي الإله الحق أن يوطأ الحمى
وأن يخرق الأعدا سياجاً من الهدى


وأن يهدم الأوباش ما كان قيما
وليس لأرباب الضلالة مفزع


سوى البهت بالتكفير منا لمن رمى
كما قاله أعني بن عمور وحزبه


وأصحابه النامين إفكاً ومأثما
وحاشا وكلا لا نكفر مسلما


بذنب معاذ الله من ذا وغهما
نكفر من قد كان بالله مشركا


ومن قد غلاَّ في الرفض أو من تجهما
ومن جاء يوماً ناقضاً ثم لم يكن


له فيه تأويل به قد توهما
وبعد بلوغ المعتدي الحجة التي


إذا بلغته بعد ذاك أقدما
فخذ أيها الغاوي جواباً نظمته


على عجل قد كان أهدى وأقوما
جواب حنيفي على دين أحمد


تجرع كؤوساً منه سما وعلقما
وها نحن قد عدنا فعدتم لا تكن


جباناً إذا ما قامت الحرب أحجما
فقد لقحت حرب عوان وتأمت


وقد أرهفت منا المحددة الظما
نجاهد في ذات الإله ونبتدي


ملاحاة من ناوى وقال المحرما
ونرجو على هذا من الله رفعة


ومرحمة مما لديه تكرما
فدونك ما نهدي وأبلغه صالحا


فقد كان فدماً جاهلاً متمعلما
تنكب عن نهج الهدى ورأى الهوى


له مركاً يا ويله كيف أقدما
ومناه من أغواعه إذ كان دأبه


غواية من والاه إذ كان أظلما
وظن غباء أنه ذو دراية


وأن الذي قد كان حقاً وقيما
فأبدى جواباً سامجاً متكسراً


بصاحبه أزرى فما نال مغنما
فليس بكفء للجواب لأنني


وإن كان سباباً مهيناً مذمما
أصون مقامي عن ملاحات مثله


لهجنة ماأبداه لما تكلما
فعن مثله أثنى العنان تنزهاً


وأضرب صفحاً عن خرافات ما نمى
من البهت والإفك المبين ومدعى


عريض عظيم ما إلى ذاك منتمى
لا فضل منه من ذويه فكيف بالمه


ين الوضيع القدر من كان معدما
وأحمد إذ أبدى فضايح جهله


وأبرز مكنوناً من الغي عندما
تكلم بل أبدى مجوناً وخالها


صواباً وقد كانت سراباً لذي الظما
عيوباً كساها زخرفاً وذميمة


مكسرة ليست بشيء فترتمي
فأهون بها إذ كان ناظمها امرءً


من الغاغة النوكا ذوي الجهل والعمى
وأعكسه الحبر المهذب فانثنى


بخفي حنين خائباً متندما
وذلك عيسى من عسى إن تبعتمو


لأقواله مما أفاد وعلما
سلمتم من الأنواع والبدع التي


دهاكم بها من كان أعمى وأبكما
وبصركم بالعلم ما قد جهلتمو


من الحق ما قد أهدى وأقوما
وطوقه أعني ابن طوق مقلدا


من الخزي بين العالمين وأرغما
ولا كالذي يسعى لكم بمغيطة


هو ابن غنيم من بكم قد تهكما
وأبرزكم للراشقين فكنتمو


لهم عرضاً بؤساً لمن كان مجرما
فما نلتمو من حربه وهجائه


وأحزابه ما عشتمو قط مغنما
وأبلغه من قد كان يظنم عنكمو


ويلبسكم أثواب خزي لتعلما
وتنشر عنكم في البلاد ويتقى


شواظ لظى ترمي إليكم وأسهما
ألا فاثبتوا لا تسأموا وتقربوا


صواعق أهل الحق تترى لمن رمى
فدونكمو هذا وإن وراءنا


مهامة لو سارت بها الضمر الدما
لكلت وأعيت في موامي مفاوز


يحار بها جون القطا يا ذوي العمى
ألا فأفيقوا لا أبا لأبيكمو


وفيئوا إلى ما كان أهدى وأقوما
فيا رب منان يا من له الثنا


ويا من علا فوق الخلائق واستما
ويا من علا فوق السموات عرشه


عيه استوى سبحانه وتعظما
بأسمائك الحسنى وأصوافك العلى


فأنت الذي تنرجى لما كان يرتمي
أعذنا من الأهواء والبدع التي


نحاها ممن أساء وأجرما
وكن ناصراً من كان للحق ناصراً


بجودك إحساناً وفضلاً تكرما
وأختم نظمي بالصلاة مسلما


على المصطفى المعصوم من كان أعلما
وآل وأصحاب ومن كان تابعاً


وتابعهم ما دامت الأرض والسما
سليمان بن سحمان

ريحانة شمران
06-22-2024, 01:13 PM
ألا بلغا عني حنانيكما أمرأ
ألا بلغا عني حنانيكما أمرأ


جهولاً تمادى في الضلالة والجدل
ويلبس ما قد كان حقاً بباطل


ويكتم ما قد كان من ذاك قد عقل
جواب خرافات توهم حسنها


فأبرزها تيهاً وعجباً بما فعل
ويفصح بالمكروه لا متورعاً


ولا مقشعراً من خرافاته العضل
وعهدي به من أحسن الناس سيرة


ومعتقداً بنحو إلى خير منتحل
أليس قديماً كان ينتحل التقى


ويهجر من قد قارف الذنب والزلل
ويظهر تكفيراً لمن كان كافراً


ومن يتول الكافرين ذوي الدغل
ومن قد يواليهم ويركن نحوهم


ينادي عليه بالفسوق بلا مهل
فما بال هذي الحال حالت وغيرت


عن المهيع الأسنى إلى مهيع السفل
أرشد بدا للفدم بعدا ضلالة


أقام عليها برهة وهو ينتحل
فإن كان عن رشد تبين نوره


له من كتاب الله ليس بمفتعل
ومن سنة المعصوم نصاً محققاً


رواه ذوو التحقيق عن سيد الرسل
وليس بموضوع ولا فيه علة


وكان عليه الآل والصحب في العمل
فلا لوم في هذا عليه وبعد ذا


عيه لنا إيضاح ذاك بلا خجل
لنعلم هل حقاً أصاب بعلمه


وكنا جهلنا ذلك النص عن زلل
فنرجع عن هذي الجهالات كلها


إلى الحق والبرهان من واضح السبل
ام الأمرين وهم ورأى بدا له


فموه بالقول المزخرف والخطل
ولكنه غي وزور بدا له


ليكتسب الدنيا بنوع من الحيل
لأن كتاب الله جل ثناؤه


وسنة خير الناس أفضل منتحل
يصدق بعضها بعضاً وليس


يناقض بعضاً مثل أقوال من جهل
وتلبسيه للحق فيها بباطل


ليخدع مأفوناً على ذلك العمل
وان لا يصير الناس في أمر دينهم


فريقين أهل الحق والصدق في النحل
على سنة المعصوم قد كان نهجهم


وأخرى على جهل وفي الجهل لم تزل
وهذا مرام الفدم إذ كان جاهلاً


ولو كان ذا علمٍ لما فاه بالخلل
فمن قيله فيما به كان قد هذى


يرد مقالات الملاحي ذوي الخطل
وقد ذكر الأتراك قال وحزبهم


ويعني ملوك الدار من ذاك المحل
ليجعلهم كالترك في كل حالهم


بغير دليل يستدل به الأقل
فشتان ما بين الفريقين إنه


بعيد وما يدري الغبي عن العلل
فليسوا سواء في جميع أمورهم


كذبت يقيناً بالذي أنت تنتحل
فقد بعدوا عنا لبعد ديارهم


فذو نهمو عد الحصاء من الملل
فهذا مقال الغمر في هذيانه


سفاسط أملاها جهاراً بلا خجل
فقل للغبي الفدم أقصر عن الخطا


فباعك عن تفصيل ذا قاصر الطول
فهلا ببرهان أجبت وحجة


أقمت على دعواك يا واهي الجدل
تذم للملاحي ثم تفعل فعله


وما منكما من كان حقاً ولا استدل
فذاك بإفراط وجور وفرية


وأنت بتفريط وجهل به دغل
وفي بعض ما قد قلتماه تجازف


وفيه صواب أو تخلى عن الزلل
فإن كنت تدري بالصواب من الخطأ


وبالعدل والإنصاف لا القول بالخطل
فبين لنا الفرقان بالنص لا تحد


كما حاد من قال لا حقاً ولا استدل
فنحن بحمد الله والشكر والثنا


نميل إلى الإنصاف والعدل لا لميل
فلا ترتضي قول الملاحي معمعاً


وتطلق إطلاقاً بلا موجب حصل
وفي الأمر تفصيل يكون به الفتى


على ثقةٍ فيما يقول وينتحل
فقد جاء في التنزيل حكم مقرر


يبين لذي علم وللحق قد عقل
وذلك فيما قاله جل ذكره


وأوضحه حكماً جلياً لمن سأل
ومن يتول الكافرين فمثلهم


ومنهم بلا شك وذي أكبر العلل
فدونك بعض المعضلات التي بها


أتى قومك العادون من أعضل العضل
أليس أتوا بالترك واستنجدوا بهم


لهدم دعامات الدين ينتحل
أما أجلبوا واستجلبوا كل فاجر


على ملة الإسلام من ضل واختبل
ويحمي لعباد القبور وشرعه


يخالف شرع المصطفى سيد الرسل
قد استبدلوا الدستور عن دين ربهم


ولم يرتضوا إلاَّ سياسات من أضل
فصارت سياسات النصارى لديهم


كدين النبي المصطفى أفضل املل
وراموا جميع الناس في هذيانهم


ودستورهم صلحاً على سيء العمل
فهم والنصارى واليهود ومن سوى


أولئك من عرب أخلوا بلا ملل
وتهجر آيات الكتاب وسنة


ويحكم بالدستور من غير ما مهل
ومن رافضي فاجر ذي دغائل


وجهال أعراب عتاة ذوي دغل
وأجناس أوباش طغاة ذوي خنا


كثيرين لا يحصون من أمة المقل
أليس التولي نصرة وصداقة


وود ذوي الإشراك من ذلك العمل
أما قد أعانوهم على هدم ديننا


مظاهرة للمشركين ذوي الدغل
أليس إذا جاسوا خلال ديارنا


وكان لهم فيها الحكومة تستقل
تهدم من أعلامنا كل عامر


تشيد من أركانهم شامخ القلل
أليس قتال المسلمين بجندهم


موافقة لمشركين ذوي الغيل
على محو آثار الهدى وانطماسه


فيصبح ممحواً وقد زال بالدول
فإن لم يكن هذا موافقة لهم


على طمس أعلام الهدى كي تضمحل
فبين لنا كنه التولي وحكمه


لنرجع أو تدري بجهلك يا رجل
فإن لم يكونوا في جميع أمورهم


سواء فهم قد ظاهروهم على العمل
فما حكم من قد جاء يوماً بناقص


لديك فأوضح يا جهول أنا العلل
إذا كنت تدريها وغيرك لم يكن


خبيراً بها فهو الغبي وذو الجهل
فما بعدهم عنكم لبعد ديارهم


إذا تحد المقصود والفعل قد حصل
ليبعدهم لو كنت تعرف ما به


تقول من القول المخالف والخطل
وكيف وقد جاءوا بهم من ديارهم


ولكنهم قد قربوهم إلى المحل
فما بعدوا عنهم لبعد ديارهم


ولكنهم قد قربوهم من المحل
وراموا أموراً لا تطاق عظيمة


أتى الله إمضاها وإن تعلو الدول
فلم ير هذا الفدم هذي عظائماً


ولا عللاً توهى وتوبق للعمل
ولم ير فضلاً مستبيناً لمن غدا


يقاتلهم حتى نحاهم بلا مهل
ومزقهم أيدي سبا فتمزقوا


فلم ير هذا هذه في ذرى القلل
فقابل إذا بين المقامين واعتبر


بذلك ما بين الفريقين في العلل
فعلتهم إعدام أعلام ديننا


وعلتنا إعلاء أعلامه الأول
وتشييد ما هدموا وودوا زواله


وإعلاؤه جهراً على الغاغة السفل
وأعجب من ذا في الجهالة قوله


ومن دونهم عد الحصاء من الملل
فكم ملل الكفران إن كنت عالماً


فما هي إلا خمسة نص ما نزل
وسادسها الإيمان بالله وحده


وذلك ضد الكفر من هذه النحل
وقد قال بعض الناس بل هي ملة


وأنت ترى عد الحصى تلك الأقل
فإن صح ما قال الملاحي عن الملا


بأن سلموا للترك ما دق أو جلل
فقد جمعتهم نسبة بمقاله


وليس لهم عن ذا مجد ومرتحل
فلسنا نبريهم ولسنا نحوطهم


ولا لذمار القوم نسعى ونحتقل
دع القول بالتعميم فهو ضلالة


ومن أجل ذا لم نستجز قول ذي الخطل
فلم نستجز إدخال من كان كارهاً


ولم يرض هذا الفعل من فعل من جهل
ودعواك فيما قد تظن سياسة


فلسي على الإطلاق في القول والعمل
فإنهمو لا يحسنون تخلصاً


لدفع الأذى عنهم بقول بقي الزلل
وفيما أجاب الشيخ عن ذاك غنية


فقد قال ما فيه السداد لمن عقل
وقد زعم المأفون فيما يظنه


صواباً ولم يدر الذي قال من خلل
فقال وأبدى ما لديه من الشيء


فتباً له من جاهل جار واختبل
وأكبر شيء قد تفاقم عندنا


به هلك الأموال والحال والحيل
وشر ذوي الإسلام ما زال موقداً


فنيران تصلى القريب وتشتعل
وقد أوقدوا للحرب أعظم فتنة


فقامت على ساق بها يضرب المثل
إلى آخر الأبيات من إفك زوره


ولمة علم القدم إذ كان قد جهل
فأضرب عن حكم العساكر جهرة


وإحكام ما فيه التشاجر والجدل
إلى مجريات عظام وقد جرت


بأسبابها حتى على السادة الأول
فتسعون ألفاً من بصفين قتلوا


وعشرون ألفاً قيل في وقعة الجمل
وهم خير خلق الله والقتل بعدهم


جرى وسرى في الخلق بل ثار واشتعل
وأبصر في الدنيا مظالم جورهم


بقتل وأخذ المال والكل قد حصل
فأبصر هذا وهو لاشك فادح


وفي الدين لم يبصر مظالم منفعل
وهذا هو الأمر العظيم وفدحه


ففي الدين والدنيا وهذا هو الأجل
وأعرض عن جر العساكر نحونا


مظاهرة للمشركين ذوي الختل
فتعساً له من جاهل ما أضله


وأبعده من مهيع الحق أو عقل
فما قاله فيهم من الفضل والتقى


إذا حقق التحقيق في القول والعمل
فزور وبهتان وتمويه مبطل


وقلة إنصاف وميل إلى الزلل
وكل يرى هذا لمن كان عنده


لينزجر الباغي ويعتدل الميل
ولكن قصود الفرقتين تفاوتت


كما هو معلوم لدى كل من سأل
فآل سعد بالصعود إلى العلى


مآثرهم معلومة الحال والمحل
فهم بالهدى أحرى وبالخير والتقى


وليسوا بمعصومين من سائر الخلل
ففيهم أمور منكرات وفعلها


حرام عليهم لا تسوغ ولا تحل
ولكنهم أولي بكل فضيلة


وأحسن حالاً من ذويك ذوي الخطل
فمن أظهر الإسلام والكفر قد طما


على كل نجدٍ والحجازين والجبل
وصار جميع الناس إلاَّ أقلهم


لهم تبعاً في الدين تقفوا وتنتحل
وكل على منهاج أسلافه اقتفى


وسار ولم يأل اجتهاداً ولا غفل
نعم قومك العمادون أذكوا ضرامها


فنيرانها تصلى القريب وتشتعل
لكي تملكونا لا بحق يقيمه


لدينا الولاة الجائرون ذوو الزلل
وهم بذلوا للحرب فيها نفوسهم


وأموالهم فيها مع الغاغة الدول
ونحن دفعناهم ومن قد أتوا به


من الغاغة النوكا لينزجر السفل
ويعلو ذوو الإسلام بعد انخفاضهم


على كل من ناواتهمو من ذوي الدغل
فلسنا سواء في القتال وحكمه


لدى كل ذي دين وعقل ومنتحل
ويدري قصود الفرقتين وما جرى


وما كان فيما قد مضى من ذوي الدغل
وأعجب من هذا مقالته التي


يفوه بها من غير عقل ولا خجل
يقول جهاراً من سفاهة رأيه


وجهل به لما تهور في الجدل
يدينون بالإسلام لا دين غيره


بتجريد توحيد الإله عن الخلل
أما علم المأفون أن مقاله


تناقضه أفعالهم حين تنتقل
فمن خلل كانوا عليه مناقضاً


لتجريد توحيد العبادة لو عقل
حماية أعداء الشريعة والهدى


ونقلهمو للبيت من غير ما فشل
وأعظم من هذا حمايتهم لهم


إلى المشهد المعروف للكفر يفتعل
وقد ذكر الأعلام والحق قولهم


جواب سؤال حرروه لمن سأل
عن النقل للأرفاض للحج إنه


حرام وإثم لا يجوز لمن فعل
وفاعل هذا الفعل قد كان فاسقاً


مصراً على ذنب كبير من الزلل
ونقلهمو من بيته نحو مشهد


لكيما يقيموا الرفض فيه وينتحل
فذلك كفر مستبين وردة


لحفظهمو عن معتدٍ جاء بالوجل
لكيما يقيموا الكفر فيه فنقلهم


إليه بتحقيق الإعانة قد حصل
ومن قد أعان المشركين فحمه


لدى العلما كفر المعين الذي نقل
فهل كان هذا ويل أمك لم يكن


من الخلل المخزي لمن قال أو فعل
وقد جاء في القرآن تبيان حكمه


ولاشك في هذا لدى كل من عقل
وهم من ذوي الحلام فيما لديكمو


عن السيئ المكروه وفي القول والعمل
وهم نعمة فيما لديكم ونقمة


على من بغى شراً لينزجر السفل
وهم عظموا سكان أجبال طيء


بهم زافت الأجيال والدار والمحل
ثكلتك ما هذي الخرافات إنها


لأضغاث أحلام لدى كل من عقل
نعم كل هذا القول عندك لم يكن


به خلل فيما لديك ولا زلل
فهل لا ذكرت البعض بالخير والثنا


كصفوة أهل الخير لا كل من نزل
فمن جملة السكان فيها روافض


وتحمونهم هذا من القدح والخلل
فمن شان عند الله زان لديكمو


لسكناهمو في الدار زانوا بنم كفل
ومن خلل كانوا عليه سوالفاً


بها حكموا بين البوادي فمن سأل
رأى ذاك مشهوراً وليس بمنكر


لديكم وتدري ذلك القيل والعمل
فقد خلطوا التوحيد مما يشوبه


من المنكرات المعضلات من الزلل
ودعواك أن القوم في عقر دورهم


أقاموا جميع الواجبات بلا خلل
تهور أفاك جهول وماذق


وما ذاك قول بالتهور يحتمل
فنم ذا يقيم الواجبات جميعها


ومن ذا يحطها عن ملاهٍ عن عضل
وذا فرية لا يمتري فيه عاقل


على أنه زور من القول مفتعل
فلو قلت قولا ًغير هذا مملحاً


بنوع من التمويه ساغ لمن جهل
وقولك لم نسمع جهاراً بدارهم


لدف ومزمار ومن قائل الغزل
مقالة مسلوب الفؤاد وماجن


يفوه بما يهوى على غير ما عمل
وذا فرية بل قد سمعناه جهرة


ما نزهوها عن ملاعب السفل
فسل من رآهم في اللقيطة من أخ


وفي البلدة الأخرى وقد شاهد العضل
فشاهد مالا نستجير حكاية


لم ثم من لهو ولعب ومن هزل
ينافي المروءات التي هي جنة


لأربابها عن ما يشين من الخلل
ونحن فشاهدنا الروافض عندما


يجيئون حجاماً يقيمون في الجبل
فحصل منهم في سماح مآتما


يقيمونها في ذلك الوقت والمحل
فما أحد ينهاهمو عن ضلالهم


ولا منكر يوماً لما كان يفتعل
وهم عندكم في عزة وحماية


فهل كان هذا ويل أمك يحتمل
وهل ذاك يخفى من أتى نحو دارهم


ثكلتك دعنا من خرافاتك العضل
ودعنا من التمويه فالأمر واضح


وقد شاع بل قد ذاع ذاك وقد حصل
دع الفحش في الأقوال والزور والخنا


فقد كان معلوماً لدى كل من سأل
فإن كان هذا كله ليس عندكم


يخل بتوحيد الإله وبالعمل
فقد هزلت واخلولق الدين وانمحت


معالمه واستامها كل من جهل
فدعنا من التمويه لسنا أجانباً


ولسنا بما قد قلته الآن نحتفل
ففيها وفيها كل مالا يعده


لسان ولا يحصى من النكر والزلل
كما قد دأبنا في القصيدة أولاً


وصدقنا أهل الدراية بالمحل
وعاكستنا في هذه متلاعباً


تباهت في هذا مباهتة السفل
وتجحد للأمر الضروري جهرة


مكابرة للحس بالوهم والجدل
ولم نحك إلاَّ ما علمناه جهرة


وما لم نقل مما تركناه من خلل
وأكثر بل أدهى ومن كان عالماً


بذلك لا يخفى لديه الذي حصل
ولم نتجازف كالذين تجازفوا


وجاءوا بمكروه من القول مفتعل
وآخر ممن ناقضوهم وخالفوهم


أنى بمحالات وإفك بلا خجل
وصدح بلا صدق يشام حقيقة


ولكنه قدح وقد قيل في المثل
ومن لم يكن يستحي يصنع لما يشا


فقل ما تشا لسنا نجاريك في الزلل
وهم قد ولونا برهة من زمانهم


فما أصلحوا شيئاً من الدين ينتحل
ولا أصلحوا الدنيا وكان مرامهم


جباية أموال العباد بلا مهل
فإن كنت لا تدري فل كل من درى


وإن كنت تدري ذلك القيل والعمل
فلم تسلك الإنصاف فيما تقوله


وقد قلت هجراً فاحشاً قول من جهل
وسل من طغى من قادة القوم إذ بغى


وظلماً وعدواناً بلا موجب حصل
أ أصلح دنيانا وأصلح ديننا


وأبدل بعد الخوف أمنا بما فعل
أفلا فأفيفوا لا أبا لأبيكمو


من الظلم والعدوان والبهت والعدل
وقولك بهتاناً وزوراً وفرية


وفهماً ردياً ليس يفهمه الأقل
بلى من له حظ من اللبس والهوى


ينوء إلى هذا المرام وينتحل
تجاهلت في هذا ولست بجاهل


ولبست تلبيس المخادع ذي الحيل
وفي نجدنا الأقصى كما هو عندنا


شبيهاً بما فينا من الغل والدغل
وتحكي الذي قلناه فيمن لديكمو


ومنكم بدا بل جاءنا وبنا اتصل
وتجعله منا بدا وهو عندنا


شبيهاً بما فيكم من الغل والدغل
وقررت هذا في قصيدك معلنا


ومستشهداً بالقول مني على العمل
فيس ما قد قلت بالوهم والهوى


فما عندنا من عارضي به دغل
وأعنى به من كان يغلو بدينه


دع القول بالمكروه والفحش والزلل
ولكنهم من غيرنا وأجانباً


وجهال أعرابٍ قليل ذوي جهل
دهاهم أناس منهمو حين أفرطوا


وليس لهم في العلم باع ولا دخل
نعم فيه أقوام وفيهم جفاوة


كمثلك في قول وزعم منتحل
وفيه امرؤ يدعى ابن ريس قد غلا


وجاوزهم حتى على شعف القلل
وآخر فيه المعنيان كلاهما


فيغلو ويجفوا تارة ثم يعتدل
فصار الملاحي والدين ذكرتهم


لدينا وهم أتباعه من ذوي الزلل
على القول بالإفراط فيما يرونه


وقد أفرطوا في القول منهم وفي الخطل
وأنت مع الحجى من كان جاهلاً


على القول بالتفريط في القول والعمل
وصالح والأخوان حيث توسطوا


على السنن المحمود من غير ما خلل
وشاهد هذا أغم في جوابهم


على العدل والإنصاف يدريه من عقل
فنحن وإياهم ومن كان رأيه


على رأينا في الدين يسعى وينتحل
بريئون من غال تجازف واعتدى


ومن جاهل جاف ترأس للسفل
وقد قلت أبياتاً ثناء ومدحة


أردت بها كفى عن القول والعدل
وتزعم فيها أنني كنت منصفاً


وذلك في قول تقول وفي عمل
فلا قادني حبل الهوى بتعسف


لأتبعه كل مال واعتدل
فهذا مقال فيه لو كنت عارفاً


مقال وقدح في مديحك مبتذل
فليس الهوى بالعدل يوصف تارة


كما كان موصوف عن الحق بالميل
فلو قلت واستدركت للعدل قائلاً


ليتبعه إن مال لكن إذا اعتدل
وإني على التقصير في طلب العلى


وجهلي أرى العفو من ربنا الأجل
فما كنت وإني لأرجو أن أكون كمثلما


يقولون أو خير وإني لذو أمل
وإن يستر الذنب الذي يجهلونه


ويعلمه مني وقد كان في الأزل
فلو كان صدقاًما تقول أطعتني


وصدقتني فيما يراد وينتحل
ولو كان مرضياً لديك وكافياً


وحقاً ومقبولاً ويشفى من العلل
لأحكمت إحكام التولي ولم تحد


إلى شتم أقوام هم السادة الأول
وأبصرت ما فيهم م العيب والردى


وأغضيت عن فضلٍ بهم كان قد حصل
فقد جاهدوا الأتراك عن دين ربنا


وقد دهمونا واستجاشهم السفل
يريدون أن لا يعبد الله وحده


وتطمس أعلام الحنيفية الدول
وأن لا يسري من أهلها من يحوطها


بتشريدهم في كل قطر عن المحل
ويحكم بالدستور فينا وترتخي


ذيول حناديس الشرور وتنسدل
وأطنبت بل أسرفت في فضل غيرهم


وما قلت حقاً صائباً وبك يحتمل
أعد نظراً فيما توهمت حسنه


فإنك لم تسلك طريقة من عدل
وإياك والتمويه فيما تقوله


فلا خير في قول يخالفه العمل
فمدحك لي والقول منك مخالف


لما قلت في دين وعقل ومنتحل
تملق مزاح وتمويه حاذق


وما هو إلا أن قال لقد وهل
فلو كان حقاً والممدح صائب


لديك لما جازفت في القول بالخطل
وراعيت ألفاظاً له ومعانياً


وصوبته فيما حكاه عن الدول
ومن قد تولاهم ويركن نحوهم


وأبديته جهراً لدى قاطن الجبل
وأوضحت دعوى من تجازف واعتدى


وعمم بالتكفير من كان في المحل
ووافقت أهل الحق والصدق والوفا


وجانبت أهل الارتياب ذوي الزلل
ولكن كفانا في الحقيقة قولكم


وكنا لهم سلماً ولم يحدثوا علل
وأعفيت هذا في مديحك قائلاً


أردت به مدحاً فأوغلت في الدغل
وليس يبالي غير ما قد يقوله


سواء يقوله الحق أو عنه قد عدل
فو الله ما أدري قصداً حكيت ذا


أم الجهل قد ألقاك في ردعة الوحل
فإن كنت فيما تدعيه بأنني


إذا قلت قولا لا أبالي بالخطل
أقول أم الحق الصواب لديكمو


فلست أبالي إن صواباً وإن زلل
فيا ضيعة الأعمار تمضي سهللاً


إذا كان هذا مدحكم كيف بالعدل
فظاهره مدح لدى كل جاهل


وباطنه قدح لذي كل من عقل
فهذا جوابي عن شئون أتى بها


ويسر وتمويه وشيء من الخلل
وقد كان فيما قاله الشيخ غنيمة


ولكنني لم أحتمل جور من جهل
ولله ما أبداه في الرد بعده


حمود فقد أبدى الأعاجيب والعلل
وأظهر مكنوناً وأبداه ضاحياً


عن الفدم لما أن تورط بالخطل
فقل للذي أضحى ضلالات جهله


تأخر وأقصر عن تماديك في الجدل
فإن كنت ممن أيقظته عناية


وأبصر في عقبى جنايات ما فعل
فراجع لما قد تعرف أولاً


وقرب ولا تأمن وثوباً من الأجل
وأنت على حال تسوء ذوي التقى


ويرضى بها من قد تمادى به الأمل
فعاث فساداً في ذوي الدين والهدى


ومال إلى الذات واستصحب السفل
وقد قال هذا الوغد في ترهاته


مقالاً تجارى فيه بالقول واختبل
فأوغل فيما لا يسوغ لماذق


ولا ذي مجون قوله عندما ذهل
وخال طري الغي رشداً ولم يكن


له نظر فيما يراد وينتحل
ويزعم من جهل به وغباة


بأن الذي بين الفريقين قد حصل
دخول وأشياء جرت يعرفنها


وليس له فيها مجال ولا دخل
فخال طريق الرشد غيا لجهله


وغيا طريق الرشد إذا كان قد وهل
ويزعم جهلاًَ إن تساووا ببعض ما


به عاملوا من ينتحل أفضل الملل
وذاك كسله زور وإفك وفرية


فليس كما قد قاله الماذق الأذل
فقابله الحجي وصاحبه الذي


تصدى لرد فاعتدى فيه واختبل
وقابل إفراطاً بتفريط جاهل


ويحسب جهلاً انه الفاضل الأجل
وقال صواباً يرتضيه ذوو النهى


وهيهات العقيق ومن نزل
ومن كان لا يدري وعام بلجة


من الجهل أضحى في خداري ما جهل
يجول ويعشو تائهاً في ضلاله


حسيراً كسيراً قاصر الباع والطول
إذا ظهرت شمس الحقائق وانجلت


غياهب ديجور الضلالة والجدل
ومن ضل في بيد الضلالة هائماً


ولم يرعوِ إذ قال بألغى واختبل
وآمل أن الناس في أمر دينهم


سواء وما فيهم ضلال ولا خلل
فهم عند هذا الوغد أمة أحمد


ومات فيهم ضلال ولا خلل
فقد ضل مسعاه وخاب رجاؤه


وأصبح في جهل وفي الجهل لم يزل
وأمة خير العالمين محمد


قد افترقت والنص في ذاك قد نقل
ثلاثاً تلى سبعين في النار كلها


سوى فرقة كانت على خير منتحل
على مثل ما كان الرسول وصحبه


عليه فقد كانوا هم السادة الأول
ومن كان بعد التابعين على الهدى


وتباعهم ممن على الحق لميزل
قد اختلفوا في دينهم وتفرقوا


به شيعاً والكل راضٍ بما فعل
فمنهم غلاة خارجون عن الهدى


وأهل ابتداع في انتحال ذوو زلل
فما بين جهمي وآخر مرجئ


ومعتزلي في الضلالة قد وغل
ومن قدري مجبر ذي ضلالة


وآخر ناف للمقادير في اتلزل
ومن رافضي هائم في ضلاله


وهم فرق شتى تنوف على العلل
وهم من أشر الناس في هذيانهم


وأول من شاد القباب ومنفعل
ومنهم غلاة كالسبائية الأولى


ومنهم أناس دون ذلك في العمل
ومن خارجي والخوارج كلهم


على القول بالإفراط في الدين تنتحل
وهم فرق عشرون لا در درهم


وهم من شرار الخلق بالنص إتن نسل
وكم من أناس من ذوي الغي والهوى


إلى أمة المعصوم تنمي ذوي خلل
فلم أحك أرباب المقالات كلهم


ولكن ذكرنا بعض من زل واستزل
وما أحد من هذه الفرق التي


حكاها أولو التصنيف من فرق النحل
على نهج ما قد سنه سيد الورى


ولكن أتوا بالمعضلات من العضل
فمنهم غلاة كفرهم متوضح


وأهل ابتداع دون ذلك في الزلل
وليس الذي منهم تأخر وقته


كمن هو في ماض الزمان من الأول
وأكثرهم في دينهم وثنية


قبورية كانوا أشر فهم أضل
وجهمية قد فارقوا دين أحمد


فليسوا له من أمة قول من عدل
كقول الإمام ابن المبارك والذي


يسمى ابن أسباط إمام هو الأجل
لأنهمو قد ناقضوا الدين والهدى


وقد ناقضوا نص الكتاب الذي نزل
حكاه تقي الدين أحمد ذو النهى


وقرر هذا عن ذوي العلم بالنحل
فما أمة المعصوم يا فدم كلها


خليون من قدح وقدح بهم نزل
نعم عنه أهل الغي والجهل والهوى


همو أمة المعصوم من غير ما خلل
إذا خمسة الأركان قاموا بفعلها


ولو قد أتوا بالمعضلات من العضل
ولو حصلت منهم نواقص جمة


فتلك لهم مغفورة وهي تحتمل
فأنكر هذا القول حبر محقق


أنى وفي عالم فاضل أجل
ولولا أمور تتقي من ذوي الشقي


لأهل التقي تذكي فتضرى وتشتعل
لصيرت أصوات الصدى في مدى المدى


صداء إذا يجلي ببيد ويضمحل
ومدحاً لهم قدحاً لأجل اعتدائهم


يمض لألباب لهم ليس يندمل
فيا أيها الغادي على ظهر ضامر


تجوب يافي البيد وخداً بلا ملل
تحمل هداك الله مني رسالة


نصيحة ذي ود إلى كل من عقل
ورام نجاة النفس من هفواتها


ومن كل مكروه يسيء ومن زلل
فمن كان ذا قلب سليم موفق


خلى من الأهوا ومن معضل الخطل
توخ الذي ينجيه يوم معاده


وفي هذه الدنيا يكون على وجل
فإن إرادة النفوس كثيرة


فنم رام نهجا للنجاة عن الخلل
فإن طريق الرشد للحق نير


يبين لذي قلبٍ سليمٍ من الدغل
ففي سنة المعصوم خيرة خلقه


وأصحابه والتابعين من الأول
نجاة عن الإفراط في الدين عندما


يقول الفتى في الدين قولاً وينتحل
وفيها عن التفريط ما يزع الفتى


ويزجره من جهله وعن الجدل
فهذا كلم الله جل جلاله


وذي سنة المعصوم تتلى لمن سأل
مدونة معلومة يقتدي بها


أولو العلم والتقوى إلى خير منتحل
وقد أوضح الإعلام من كل عالم


معالمها للسالكين بلا خلل
وقد بينوا أحكام من كان كافراً


وحكم التولي والموالاة والعلل
فمن رام تكفيراً بغير مكفر


فعلته الإفراط في القول والعمل
وقد سلكت أعني الخوارج في الورى


طريقاً إلى ذي المسالك الوعر والوحل
به مرقوا من دينهم ولأجله


غدو من شرار الناس ي شر منتحل
ومن لم يكفر من أتى بمكفر


فعلته التفريط إذ كان قد جهل
فإن كان فيما يعلم الناس أنه


من الدين بالعلم الضروري قد حصل
كمثل الدعا والحب والخوف والرجا


وساير ما يأتي به العبد من عمل
وذلك مختص بحق إلهنا


فصرف الفتى الغير هذا من العصل
وفاعل هذا كافر لاعتدائه


وتكفيه لاشك فيه ولا جدل
وإن كان هذا في خصوص مسائل


يجيء بها من زل في الدين واستنزل
كما هو في الأهواء والبدع التي


مسائلها تخفى على بعض من نقل
فيخفى عليه الحق عند اجتهاده


وليس جلياً حكمها لمن استدل
وليس ضرورياً من الدين فالذي


عليه تقى الدين إن كان قد جهل
وعن خطأ ما كان ذا بتأول


فذا لقول كفر والعين لم يقل
بتكفيره حتى يقام بحجة


عليه فيأبى أو يثوب فيعتدل
وغير تقي الدين قال بكفره


ونحن إلى ما قاله الشيخ منتحل
وأصل بلاء القوم حيث تورطوا


هو الجهل في حكم المولاة عن زلل
فما فرقوا بين التولي وحكمه


وبين المولاة التي هي في العمل
أخف ومنها ما يكفر فعله


ومنها يكون دون ذلك في الخلل
وفي الهجر إذ لا يحسنون لفعله


ولا مع من هذا يعامل من فعل
فللهجر وقت فيه يهجر من أتى


بما يوجب الهجران من غير ما مهل
ووقت يراعي فيه ما هو راجح


وأصلح للدنيا والدين والمحل
وشخص بهذا لا يعامل جهرة


لدرء الفساد المستفاد من الزلل
ويهجر شخص حيث يرتدع الورى


وينزجر الغوغاء من أمة السفل
وينجع في المهجور من غير علة


يجيء بها المهجور من سائر العضل
إلى غير هذا من مفاسده التي


يئول بها الآتي إلى معضل جلل
وقد قال أهل العلم من كل عالم


وقرره حبر إمام هو الأجل
إمام الهدى أعني ابن تيمية الرضى


بمسئلة الهجران من فاعل الزلل
بأن الورى عند الخوراج حكمهم


مثابون إن جاءوا بما يصلح العمل
وأهل عقاب إن أساءوا وأذنبوا


ولا حق في الإسلام عند ذوي الخطل
وأهل الهدى والعلم والدين والتقى


يقولون بالتحقيق في كل منتحل
يعامل في الهجران في قدر ذنبه


ويعطي الحقوق اللازمات بلا خلل
وتجتمع الأضداد في العبد كلها


فمن حسن فيها ومن سئ الزل
كخير وشر والنفاق وضده


وكفر وإسلام وجد مع الهزل
وبر وفجر والفسوق مع التقى


ومعصية مع طاعة حين تفتعل
كذا سنة مع بدعة واجتماعها


كما هو معلوم إلى غير ذي العلل
فيحمد من وجه على حسناته


ويثني عليه بل يحب إذا فعل
كما أنه بالفعل للخير والتقى


يثاب بلا شك على ذلك العمل
فحق لذي فل مراعاة فضله


بقدر الذي قد يستحق به الأجل
يواني على هذا وترعى حقوقه


وكل على مقدار فضل به حصل
ويبغض من وجه على هفواته


وزلاته والسيئات من العضل
كما أنه بالسيئات وفعلها


يعاقب تنكيلاً وزجراً عن الخطل
يراعي الذي قد كان أصلح للفتى


وأنفع للدنيا والدين والعلل
يعادي على هذا بمقدار ذنبه


ويرحمه بالزجر عنها لينفتل
فهذي حقوق المسلمين لبعضهم


على بعضهم والق بالعدل ينتحل
فمن ظن أن الهجر ليس بسنة


وليس بمشروع فقد زل واختبل
ومن ظن أن الهجر هجر وباطل


فذلك ظن السوء من كل من جهل
ومن ظن ظن السوء لم ير منكراً


ولا الأمر بالمعروف أفضل منتحل
ويلزم من هجر المحق لمبطل


لدى الفدم تكفير وهذا هو الخطل
ويلزم من هجر المحق لمبطل


لدى الفدم تكفير وهذا هو الخطل
كما ظنه من قل في العلم حظه


وليس له فيه مجال ولا دخل
وما الناس إلاَّ مفرط أو مفرط


وذو وسط بين الفريقين معتدل
وما القصد بالهجران للعبد بعضه


ولكن مراعاة لقصد هو الأجل
وذلاك هو المقصود بالهجر والذي


يرى غير هذا فهو لا شك قد وهل
يكون جميع الدين لله وحده


فيرحم هذا لخلق للحق عن زلل
فليس يواليهم لأجل حظوظهم


ولكن لأجل الله قصداً إذا فعل
فمن لم يراع الوقت والشخص سابراً


ولا الألحان والأحوال والراجح الأجل
فقد عكس المقصود بالهجر وانثنى


عليه الشيء من كل وجه بلا مهل
فمن لم يتب عن ذنبه متجانفاً


أيهجر من كل الوجوه ويرتذل
خصوصاً إذا أدى إلى فعل منكر


وأفضى بهذا إلى القول بالخطل
وأبدى اختلافاً بينهم وتدابراً


وبغضاً طويلاً مستمراً بلا ملل
وصاروا بهذا بينهم في تقاطعه


وكان على ذنب دع الكفر إن حصل
فلا شك أن الهجر ليس بسنة


وليس بمشروع على هذه العضل
وأعظم من هذا معادات بعضهم


لبعض على جهل بما كان ينتحل
ولكنبتقليد لمن كان هاجراً


وإن كان ذا جهل بما كان يتحل
فيهجر إنساناً محقاً لظنه


صواب الذي قد ظنه الفاضل الأجل
وما هو إلا جاهل ذو غباوة


ترأس لا بالعلم لكن بما جهل
فينحو لما يهوى ويعمل للهوى


ويحسب أن الحق ما كان قد فعل
فلا بد من علم عليه دلائل


من السنة المثلى ومن نص ما نزل
وكان عل هذا ذوو الدين والتقى


بعلم وحلم لا بطيش ولا عجل
وما ذاك بالدعوى ينال وبالمنى


ولكنه بالعلم يدرك بل ينل
على نهج ما قد سنه سيد الورى


وكان عليه الآل والصحب في العمل
وليس مرادي بالكلام معيناً


ومن ظن أن القصد هذا فقد وهل
ولكن مرادي أن في الناس من له


هواء فينحو نحو هذا وينتحل
فمن رام للتحقيق نهجاً موضحاً


عليه منار الحق بالنور يشتعل
فهذا كلام الشيخ في الهجر واضح


بمسألة معروفة القدر والمحل
وتفصيله فيمن أتى بمكفر


وقد كان معلوماً لدى كل من عقل
ذكرناه بالمعنى لعسر نظامه


وإن كان لا يخفى الصواب من الزلل
ومسألة أخرى وذلك أنهم


إذا سمعوا شيئاً من الدين ينتحل
فإن كان نهياً أطلقوه وعمموا


بغير دليل يقتضي ذلك العمل
وفي ذاك تفصيل يراد إذا أتى


وليس على إطلاقه عند من عقل
كمثل نصوص في الوعيد إذا أنت


وأطبق لفظ المثل في حكم ما نزل
وذلك تفصيل قد كان حكمه


كأحكامهم في القتل والمال والمحل
إذا كان هذا ظاهر الحال قد بدا


وإن كان لا فالحكم بالعكس ينتحل
ومثل نصوص في التحاكم عند


بغير الهدى في الناس يحكم لم يزل
وفي ذاك تفصيل وحكم مقرر


لدى كل ذي علم عليم بما نزل
وما جاء عن خير الأنام محمد


وأصحابه والآل والسادة الأول
فمن ظن أن الحق فيما يقوله


طواغيتهم لا في الذي جاءت الرسل
فذلك كفر مستبين وردة


ولاشك في تكفير من قال أو فعل
ومن كان يدري أن ذلك باطل


وليس يحق بحكمهم وهو في وجل
ولكن أرادوا قتله فأطاعهم


ليخلص منهم بالذي كان قد حصل
إلى غير هذا من تفاصيل ما أتى


به العلماء في كل ذلك من علل
فذا عملي الكفر ليس بمخرج


من الدين بل فيه الوعيد الذي نزل
وإن كان أمراً مطلقاً أو مقيداً


وقصر بعض الناس في ذلك العمل
فلم يأت بالمأمور إما لعجزه


وإما لتقصير ونوع من الكسل
إما مراعاةٍ لما هو راجح


ودرء فساد يتقيه من السفل
وإما لأمرٍ غير ذلك موجب


لترك الذي أولى فأهمل أو غفل
جفوه ولم يستفصلوه ويألوا


فإن كان لم يعمل بذاك ولا حصل
رموه بما لا يستحق وأنكروا


عليه وإلاَّ فسقوه بمافعل
وهجرانه لاشك فيه لديهمو


على ذلك الأمر الذي ليس يحتمل
إذا سلم الإنسان من قول بعضهم


كفرت بترك الحق والفعل للزلل
فإن كان هذا الأمر ليس مكفراً


لتاركه بل طاعةً حين تفتعل
ومن واجبات الدين أو مستحبه


ومندوبه أو سنة القول والعمل
فمن لم يقم بالواجبات تكاسلاً


وجهلاً وتقصيراً فقد جاء بالخطل
فيهجر هجراناً على قدر ذنبه


وليس كذي الكفر المضلل والختل
كما قد أبنا حكم ذلك أولاً


بتفصيله حقاً من السادة الأول
وأزكى صلاة يبهر المسك عرفها


على السيد المعصوم تترى مدى الأمل
وأصحابه والآل والتابعينهم


ومن كان يقفوهم على صالح العمل
بعد ومضي البرق والرمل والحصى


وما ناء في الآفاق نجم وما أفل
وما طلعت شمس وما هب ناسم


وما انهل ودق المدجنات وما انهمل
سليمان بن سحمان

ريحانة شمران
06-22-2024, 01:14 PM
شكت فجشت مذ أعلنت بجشاها
شكت فجشت مذ أعلنت بجشاها


ونادت ولكن من يجيب نداها
لطول جفاها من مهين يهينها


ويمنعها عن أهلها وحماها
مضيعة يلهو بها كل فاجر


على أنه كره بغير رضاها
وكم قد تمنى وصلها كل آهلٍ


وأن جديراً أن يقبل فاها
يبيت يراعي النجم وجداً ولوعة


ويمنع عينيه لذيذ كراها
فيا كاعياً قد سامها الخسف من بغى


فطال عليها كربها وعثاها
سينقذها كفؤٌ كريم مهذبٌ


ويلبسها من بعد ذاك جلاها
فتىً في فنون العلم قد كان بلتعاً


وحاز من العليا رفيع ذراها
يوالي ويدني أهل سنة أحمد


بعيدٌ لمن يهدي بغير هداها
تراه إلى دار الإقامة ظاعناً


يرى زهرة الدنيا يطير هباها
يقود أسوداً في الحروب ضياغماً


تعد المنايا في الحروب مناها
إذ الأرض من نقع السنابك أظلمت


تراهم وقد أضحوا نجوم دحاها
ويعرهمو عند الملاقاة هزةً


ويسكرهم دمع العدا ودماها
ولا همهم جمع الحطام فزخرفوا


قصوراً ولا تاهوا برفع بناها
ولا قصدهم ممن أبادوه بالقنا


وتطويقهم بالسيف بيض طلاها
سوى دفع أعلام الشريعة في الورى


وينفون عنها داءها بدواها
سينجاب عنها بالصوارم ما دجا


فيشرق في الآفاق نور سناها
وتنفذ أحكم الشريعة فيهمو


وويل لمن يهدي بغير هداها
فيا للعقول الساميات إلى العلا


ويا من منحتم أنفساً وهداها
ألسنا نرى في كل يوم مناكراً


فتعرض لا ننهى ولا نتناها
وما كان منا صادم لمشاغبٍ


أدار من الحرب الضروس رحاها
فحي هلا نحيي من الوحي سنة


وقد سنحنت عين تطيل كراها
وهبوا فقد كال المنام وشمروا


لتسبيح في غمراتها وحلاها
فقد وعد الرحمن نصرة دينه


ولكن قضى أن للأمور مداها
وأنزل في التنزيل أخبار من طغى


وكم ضمنت طس منه وطاها
فيال عباد الله هل من محققٍ


على شرعة المختار رد رواها
خليلي هلا قد وجدتم مهذبا


إذا بثت الشكوى إليه وعاها
فإن تجداه فالمرام وجدتما


وإلا فصونا وجهها وقفاها
فوا حزناً من هجرٍ سنة أحمدٍ


بغير تحاشٍ وانتهاكِ حماها
إذا قيل ما هدى المقاييس والهوى


يقولون عاداتٌ ونحن نراها
وملكٌ وأراضٍ جينا خراجها


كما ساسها من قبلنا وجباها
وإن قيل ما شأن المظالم جهرةً


يقولون إرهابٌ فقلت بلاها
قلوبٌ لهم لا تعقل الحق بل ولا


تلين لذكر الله عند قساها
وآذانهم صمٌّ عن الحقِّ والهدى


وأبصارهم قد طال عنه عماها
فصدوا وما ردوا شريداً وهدموا


قواعد خير المرسلين بناها
فتباً لها تباً وسحقاً لفرقةٍ


جميع الضلالات اشترت بهداها
وبعداً لها بعداً وتباً لها ومنن


يحاول منها في الجهالة جاها
فغوثاه وا غوثاه هل من مثابرٍ


يزيل قذاها سيفه وشجاها
إذا سل من نور الشريعة صارماً


على ظلمةٍ للظالمين جلاها
فها سنة المعصوم خيرةِ خلقه


شكت بلسان الحال طول جفاها
مشردةً يلعهو بها غير كفوها


ويسلبها أثوابها وحلاها
وينكحها لا عن وليٍّ وشاهد


وذاك سفاحٌ فارعووا وسفاها
وكم من خطيرٍ كان أهلاً لوصلها


ولكن عدته عن مناه عداها
يعد لها مذ شبَّ خير صداقها


ويبذل جهداً في حصول رضاها
فيا غادة حسنا دني ما يسوءها


لقد ساءني ما ساءها ودهاها
إذا انفلتت من بعدٍ ذلك ماجد


إلى مطمحِ العليا يروم ذراها
همامٌ سيجلو عارها بحسامه


وينشر جهراً ما طواه عداها
فتىً قد حبى من كل فنٍّ ثماره


وأم إلى هامِ العلى فعلاها
قريبٌ من أهل الشريعة والتقى


ويبعد عمن يرتضي بسواها
عفيفٌ عن الأموالِ إلاَّ بحقها


وعن زهرة الدنيا يطيل حفاها
يحف به قومٌ على كل سابحٍ


مناهم مناواةَ العدى ولقاها
إذ الأرض من تقع المعارك أظلمت


أسنتهم مثل النجوم سناها
ويطربهم هز القنا بأكفهم


ووقع العوالي في صدور عداها
ولا جمعوا مالاً ولا كسبوا لهم


مساكن لا يرضى الإله بناها
وما قصدوا من سفكهم لدم العدى


وضرب طلاها بالطلا لرداها
سوى أنهم يحبون شرعة أحمد


ويعلون منها ما وهى لعلاها
سيغسل عنها السيف أوساخ بدعةٍ


فتسمق أنوار الهدى فتراها
وتنفذ في الطاغي سهام قسيهم


فتظهر أحكام الهدى بهداها
فيا من لهم في الدين أقصر همة


إلى كم تمنون النفوس مناها
نرى كل يومٍ منكراتٍ فظيعةً


ولا تتحامى عارها وعراها
وما حصل الإنصاف من كل ظالمٍ


فحي هلا يا من يريد حماها
تعالوا بنا نحيي رياضاً من العلى


ونرفع أعلام الهدى وذراها
وفكوا عن الأفكار أفياد شعلها


لتنظر في عقبى مآلٍ علاها
فما الله عما تفعلون بغافلٍ


سيجزي العدى يوم الجزا بجزاها
ففي الذكر أخبار بسوء مآلهم


إذا رامها من شاءها سيراها
بربكما رد سلامي على امرئ


عهن السنة الغر أماطَ قذاها
خليلي هل من سامعٍ لشكيتي


إذا بحت بالشكوى يبل صداها
فإن تجداه فاكشفا عن نقابها


وإلاَّ فيا لكفؤ الكريم عداها
ألم تسمعوا تحريف سنة أحمد


وسوم الأعادي في مروج حماها
إذا قيل قال الله قال رسوله


يقولون قال الأكثرون سواها
بلادٌ جبيناها وسمنا أمورها


فنحن كمن سامها وجباها
وإن قيل ما شأن المزامير والغنا


بل الظلم قالوا كيف نخيف عداها
قلوبٌ لهم لا يعقلون بها ولا


تلين إذا داعي الهداة دعاها
وآذانهم لا يسمعون بها الهدى


وأبصارهم عميٌ فزاد عماها
أضلوا وضلوا واستزلوا وزلزلوا


من السنة الغر الطيد بناها
فسحقاً لها من فرقةٍ ما أضلها


لقد خاب مسعاها وطال عناها
وبعداً لمن يأوي إلى ظلها ومن


يؤمل عزاً بالسفاه وجاها
ألا هل مغيثاً للشريعة ناصراً


يشيد علاها أو يحوط حماها
وهل قائماً بالحق إن سل صارماً


أراق فرند الهند وإن دماها
وأزكى صلاةِ الله ما ذرَّ شارق


وما حنَّ رعدٌ في هتون طهاها
على المصطفى والآل والصحب كلهم


وتابعهم والتابعين هداها
سليمان بن سحمان

ريحانة شمران
06-22-2024, 01:14 PM
ما بال عينيك مثل الهاطل الساري
ما بال عينيك مثل الهاطل الساري


أقذا بها الشوق من حوراء معطار
أحوى أغن غضيض الطرف مع هيف


في سلوة بين جنات وأنهار
يبدو لعينيك منها منظر أنق


في دعص رمل من الكثبان منهار
والمسك ينضج من فيها إذا نطقت


أو عنبر فائح من بيت عطار
والشعر يفتر عن در منضدة


كأنهن أقاح غب أمطار
وعن رحيق عتيق في ترشفه


برء السقام وأطفا لاهب النار
والجيد جيد خذول مغزل تعركت


وغادرته لدى يهمأ مقفار
والليل يبدو إذا ما جن معتكر


من فاحم حالك في اللون كالقار
لا بل دهاني وأشجاني وأرقني


دهياء عمت وطمت منذ أعصار
فأصبح الناس في هرج وفي مرج


واستحكم الشر من بدو وحضار
سار بالقيل أوباش وما علموا


أن قد يحوروا بكل الخزي والعار
فانساح دمع المآقي من محاجرها


وأرق الجفن ذكرى ذلك الجار
وقلت لما استوى ذو نية قذف


في كورة مائرة الأعضاء مفوار
يا أيها الراكب المزجى مطيته


ماض يجوب الفيافي غير محيار
مهذب لوذعي سلفع حذر


هاد بهوجل لا يجري بها السار
ينضي الهموم إذا ما حم حاينها


بعيسجور أمون ذات خطار
عرندس عندل وجناعيهلة


سلمة عيطموس عبر أسفار
أبلغ تحيتنا إسحاق محتفياً


ما لاح من كوكب في الجو سيار
أو حن رعد وما ماضت بوارقه


وأنهل صوب الغمام الغيهم السار
وما سرى نأسم النكبا وما انبعثت


تبكي هديلاً حمامات بأسدار
تسليم من بالنوى عيناه قد أرقت


وتستهل بدمع هامع جار
نبئت انك عن ما قلت تيرة


مستفحصاً وحريصاً غير عذار
فاعلم بان علياً قد راى سفهاً


مقالة البهت قد تقضي بأوطار
فقد رمانا بأمر ما نظن به


كيما يسر العدو الشامت الزار
والناس قد جد في البهتان جدهمو


واستمرأوا ظلمنا من غير إمرار
حتى كأن له يوماً بألسنهم


حلاوة ومذاقاً شهد مشتار
يرمون بالبهت لا يخشون حوبته


كأنما أمنوا من سطوة البار
هيهات هيهاك كم كاد العدات لنا


كيداً أرادوا به التشنيع كالجار
فالحمد لله حمداً لا انحصار له


فكم كفانا أماني كل فجار
ما ضرنا بهت وشاء بمختلق


إلا كما ضر هذا الهيدب الضار
وخير ما يختم المرء النظام به


ويرتجيه له ذخراً عن النار
ذكر الصلاة وتسليم الإله على


محمد خير خلق الخالق البار
والصحب والآل ثم التابعين لهم


ما ماض من بارق في هيدب سار
فتوح التهاني والبشائر بالنصر


تلألأ منها ساطع العز والبشر
وأقبل إقبال السعادة والهنا


على العارض النجدي مبتسم الثغر
وأشرق في الآفاق طالع سعدها


بآل سعود حين صاروا أولى الأمر
فضاء ضياء السعد شرقاً ومغرباً


وشاماً إلى صنعا إلى جانب البحر
تأرج من أرض الرياض أريجه


فضاع بها من طيبه عابق النشر
بتمهيد أمجاد سلالة فيصل


غطارفة غر هداة ذوي فخر
ميامين بسامين في السلم والوغا


ليوث على الأعداء وأشجع من نمر
فمن مبلغ عبد الحميد رسالة


بتحقيق أخبار الفتوحات والنصر
فدونك نظماً كالجمان نظمته


بذكر فتوحات على الأوجه الزهر
أهني به شمس البلاد وبدرها


مذيق العدا كأس الردى سامي الذكر
فقلت ولم أستوعب المجد والثنا


عليهم ولكني سأذكر ما يجري
تهلل وجه النصر مبتسم الثغر


وأقبل إقبال السعادة والنصر
وأصبح صبح الحق في أفق النهى


فأشرق في نجد وأعلن بالبشر
وناء ضياء العز والفوز والهنا


فحق علينا واجب الحمد والشكر
بطلعة ميمون النقيبة ذي النهى


وذي المجد نمت يسمو إلى منتهى الفخر
هو الملك الشهم الهمام أخوى الندى


حليف العلى عبد العزيز ذي القدر
همام تسامى للمعالي فنالها


بجد وإقدام وكف له يفرى
فتى أريحي عبقري مهذب


عليه سمات الملك كالأنجم الزهر
فتى دمث الأخلاق سهل جنابه


إذا جئته يوماً تلقاك بالبشر
وإن سيم خسفاً كان صعباً مرامه


فلا يشفى بالمكر منه أخو المكر
فتى ألمعي كالشهاب فضوءه


يسير به الساري كمنبلج الفجر
إلى ذروات المجد والعز والهنا


لتحصيل مأمول من المال ذي الوفر
وجمر لظى ذاك الشهاب فللعدا


فيوبقهم ما بين قسر إلى كسر
كليث أبي شلبين في حومة الوغى


هزبر إذا لاقى العداة ذوي الغدر
إذا ما تراه الرجال تحفظوا


فلم ينطقوا من هيبة منه بالهجر
له فتكات في الأعادي شهيرة


يطير لها قلب المعادي من الذعر
رفيع منار القدر والجود والندى


بعيد مجال الصوت والصيت والذكر
وطائر يمن أينما أم وانتوى


أتته التهاني بالسعود وبالبشر
يجر إلى الأعداء جيشاً عرمرماً


لهاماً فيرميهم بقاصمة الظهر
وقد جاءنا منه البشير بأنه


أغار على قوم طغاة ذوي ختر
قبائل من قحطان شر عشائر


وأخبث من رام الغوائل بالغدر
وفيهم أناس معتدون خلائق


كثيرون منهم معتدون ذوو مكر
يعادون أهل الدين من حنق بهم


لأنهمو كانوا طغاة ذوي شر
وحجاج بيت الله قدماً تجاسروا


على أخذهم بغياً وظلماً بلا عذر
وسلب نساء المسلمين وصدهم


لهن عن البيت الحرام ومن الفجر
فسلطه ربي عليهم عقوبة


وفاجئهم قسراً بقاصمة الظهر
وبدد شملا منهمو فتبددوا


وغادرهم بعد الغنا ذوي فقر
ومزقهم أيدي سبأ فتفرقوا


وحاز من الأموال ما جل عن حصر
وفي القوم عتبان وفيهم دواسر


داهاهم وأرداهم بديمومة قفر
بجيش لهام لا يرام وفيلق


وجرد سلاهيب مطهمة شقر
وفتيان صدق في الحروب أعزة


غطارفة شوس أساورة غر
مداعيس في الهيجا مساعير في الوغى


ضياغمة عند اللقاء وفي الذعر
حنيفية في دينها حنفية


وكانوا أولى بأس كما خط في الذكر
يقودهمو نحو المعالي سميدع


وللمجد والعز المؤثل والفخر
ليهنك يا شمس البلاد وبدرها


بلوغ المنى والفوز بالعز والنصر
فهذا هو الفتح الذي قد تصاءلت


لوقعته شموس الرجال ذوي القدر
وهذا هو الفتح الذي جل قدره


به ذلت الأعداء من كل ذي وحر
وقد طأطأت صيد الملوك جباهها


لهيبه بل سامها الخسف بالقسر
فمن أهل نجد من تطاول رفعة


وفاز به واعتز وارتاح بالبشر
ومن أهل نجد من تزلزل خيفة


وخالطه رعب وفر من الذعر
فلله رب الحمد والشكر دائماً


يجل عن الإحصاء والعد والحصر
ولله رب الحمد ولاشكر والثنا


على قمع أعداء طغاة ذوي غدر
فيا ملكاً فات الملوك وفاقها


بنيل وإقدام وكف له يفري
عليك بتقوى الله لا تتركنها


فإن بها تقوى على كل ذي مكر
وعامله بالإخلاص والصدق والوفا


فما خاب عبد عامل الله بالبر
وأعدد لمن عاداك أعظم جنة


من الحزم كي تأتي الأمور على خير
وأعمل هديت اليعملات إلى العدا


لينزجروا عن مهيع الفحش والنكير
وجر عليهم جحفلاً بعد جحفل


يروح بأسباب المنايا وبالقسر
وجرد بجد سيف عزمك قاصداً


إلى المرقب الأعلى من المجد والفخر
واعدد لأعداء الشريعة فيلقا


وجاهدهمو في الله في العسر واليسر
فما العز إلاَّ في مجاهدة العدا


ذوي الفحش والإشراك بالله والكفر
فما فئة في الأرض أخبث مذهبا


من الدولة الكفار من كل ذي نكر
ومن كان معتزاً ومستنصراً بهم


فجاهدهمو تحظى حنانيك بالبشر
وأنقذ ذوي الإسلام منهم فإنما


ولايتهم شر تجر إلى شر
وشاور إذا ما حل أو جل حادث


ولا تعجلن في الأمر من غير ما فكر
ولا تستشر إلا صديقاً مجرباً


صدوقاً وفي كل الحوادث ذا خبر
وكن حذراً في كل أمر وحادث


فما نيل بالمكروه من كان ذا حذر
وكن سلسا سهلاً رفيقاً ومكرماً


لأهل التقى والخير في سائر الدهر
وكن شرساً صعباً وشرياً على العدا


وأهل الردى والفحش والغدر والخنز
ففي اللين ضعف والشراسة هيبة


ومن لم يهب يحمل على مركب وعر
وكن جاعلاً للأمر والنهى عصبة


يقيمون أمر الله في العسر واليسر
لكي يغسلوا آثار قوم تشعبت


مذاهبهم في الفحش والشر والهجر
فلا زلت منصوراً على كل معتد


يلاحظك الإقبال في السر والجهر
ولازلت وطاء على هامة العدا


وضدك في خسف دوام وفي قسر
وزلت يا شمس البلاد وبدرها


يساعدك في الإسعاف في النهي والأمر
لك النقض والإبرام والعز والهنا


وأعداك في حفض وشر وفي ذعر
ودم سالماً ما عشت بالسعد لابساً


من المجد ثوباً فاخراً رافل الستر
ودونك من أبكار فكري قلائداً


نظمت بها عقداً نفيساً من الدر
أجل وأبهى من جمان وجوهر


ودر وياقوت يناط على نحر
على كاعب حسناء بدرية السنا


مهفهفة الأحشاء طيبة النشر
وفي وقعة الخرج التي شاع ذكرها


من العز والمجد الأثيل من الفخر
أمور جرت لا أستطيع لعدها


وهيهات لا يحصى لها العد ذو حصر
قد انثل منها عرش من كان باغياً


وجاء بما لا يستطاع من الأمر
أتى بجنود كالجهام يقودهم


من البغي والطغيان والمكر والكبر
سفاهة رأى من غشوم مخادع


يريد هلاك الأطيبين ذوي الفخر
وإهلاك حرث المسلمين ونسلهم


وتشريدهم في كل قطر بلا عذر
وإن لا يكن للأمر والنهى قائم


يزيل بساداً من ذوي الفحش والنكر
فولى على الأعقاب من بعد وقعة


تشيب النواصي بالبواتر والسمر
وسار وخلى الفرقد بن أمامة


وقد باء بالخسران والذل والكسر
ولما غزا عبد العزيز بجنده


وسار بهم نحو الكويت لما يجر
توهم أن الدار ليس بربعها


من الجند من يحمي حماها وما يدري
فجاء إلينا قاصداً بجيوشه


وأجناده يفري الهجير وقد يسر
ولكن مولانا الكريم بفضله


وإحسانه قد من باللطف والنصر
بسابق علم الله جل ثناؤه


فسبحان من يجري المقادير عن خبر
لقد جاءنا الأعدا على حين غفلة


وفي هجعة من آخر الليل بالسبر
على عدة منهم وشدة أهبة


وغيض وإبعاد عنيف على وحر
وما كان منا عالم بمجيئهم


إلينا ولا كنا علمنا بمن يرسي
فجاء الطغاة المعتدون بجمعهم


وأجنادهم يمشون بالضمر الشقر
إلى أن غشوا كل البلاد وأحدقوا


بأركانها واستنجدوا كل ذي ختر
يريدون أن يسطون في البلد الذي


أبى الله أن يعلوا بها كل ذي مكر
فنبهنا الله الطيف بفضله


ورحمته حتى كأنا ذوي خبر
فثرنا كآساد الشرى نبتغي الوغى


إلى السور والأبواب نعدو بلا صبر
فلله من جند أسود ضراغم


معودة في الروع بالكر والفر
فلما استحصر المعتدون بأننا


شعرنا بهم هابوا القدوم على الجدر
ولو أقدموا ألفوا رجالاً أعزة


قد اعتقلوا بالسمهري وبالبتر
وبالصمع حول السور دون نفوسهم


وأموالهم والمحصنات بما يفر
فولوا على الأعقاب ولم يدركوا المنى


وخابوا وقد آبوا بشر على شر
وهمتهم نهب الحمير وما عسى


يكون لهم فيها من العز والفخر
وساورهم منا رجال أماجد


قليلون كالآساد لكن بلا أمر
ومن غير أمر بالخروج إليهمو


على أهبة تنكى المعادي ذوي الغدر
فسددهم ربي وأظفرهم بهم


وأجلوهمو منها على القهر والقسر
وكان مجيء المعتدين بقوة


وعن خبرة منهم بنا حيث لا ندري
على قلة منا وفي حين غرة


وعن كثرة منهم تنوف عن الحصر
فكر على الأعقاب نحو بنوده


وثقلته قد آب بالخزي والخسر
وقد قتلت أجناده وأصابه


من الخيل في العقر المطهمة الضمر
بما فل منه الحد وانثل عرشه


وصار إلى إفساد زرع من الوحر
ولما أراد الله إظهار عجزه


وخذلانه سار العدو على جهر
لشحم وتخريب وإهلاك حرثنا


وقطع معاش المسلمين ذوي الشكر
ولكنهم والحمد لله وحده


أصابهمو رعب شديد من الذعر
فلم يتمكن جنده من مرامهم


وكف أكف الظالمين ذوي المكر
عن الجد للأثمار ربى تفضلا


فكشراً لمولانا على قمع ذي الختر
وقد أيقنوا أنا سنخرج نحوههم


وقد حذروا إذ لا تحين من الحذر
وهل حذر يغني عن القدر الذي


يسابق علم الله لابد أن يجري
فأخرج نحو المفسدين إمامنا


أناساً تليلاً فاتكين ذوي صبر
فوافوهمو قبل الغروب فأمطروا


بصوب لهم يهمي بقاصمة الظهر
فولوا على الأعقاب نحو خيامهم


وما أحد يلوي على أحد يفري
وقد قتلوا منهم أناساً وأثروا


جراحاً كثيراً فات عن عد ذي حصر
فأصبح مرعوب الفؤاد مرزءاً


وخالجه رعب فآب على وحر
وفر هزيماً آخر الليل خائفاً


ذليلاً كئيباً بالمذلة والكسر
وسار إلى الوشم الذي لم يكن له


به طائل فيما يروم من الأمر
فحاصر شقراً أربعين صبيحة


ولم يأل جهداً في الخداع وفي المكر
ولكنه قد رام أمراً وخاله


صواباً من الرأي السديد وما يدري
فشيد ثغراً في مدينة ثرمداً


يكون له ثغراً هناك وفي القصر
رجلا وأزواد كثير وقوة


مهيئة للقوم في ذلك الثغر
فما راعه إلا البريد مخبراً


بجند ذوي الإسلام يمشون في الأثر
يقودهمو الليث الهزبر أخو الندى


إمام الهدى الساتمي إلى منتهى الفخر
حميد المساعي والمآثر والنهى


حليف العلى عبد العزيز ابن ذي القدر
فسار إليه بالجنود ولم يكن


له همة من دون ذي الغدر والختر
ففر هزيماً هارباً عن لقائه


وقد صابه أمر عظيم من الذعر
وصار إلى أرض القصيم وحلها


وقد ضاق ذرعاً من مقاسات ما يجري
من العز والتأييد والنصر ربنا


لعبد العزيز المجتبي من ذوي الفخر
ولما أتى عبد العزيز بجنده


إلى أهل شقر أقام بالحمد والشكر
وأمر في جيش لهام محمداً


أخاه إلى بدو وعتاة ذوي غدر
فغار عليهم في البطاح وقد أتى


إليهم نذير قبله من ذوي المكر
ففر جميع البدو بعد اجتماعهم


على ابن رشيد واستقلوا من الذعر
وكانوا له رداء هناك ومعقلاً


يبوء إليهم في النوازل والضر
وأرسل للقصر المعد سرية


وفي ثرمدا قوم عتاة ذوو غدر
فصاروا وهم حرباً لنا وتحصنوا


جميعاً فآبوا بالدمار وبالخسر
فحاصرهم فيها الهداة ليالياً


وقد أعذروا في صلحهم غاية العذر
فلم يرعووا عن غيهم وضلالهم


ولجو سفاهاً في العناد لدى الحصر
فلما رأوا أن لا هوادة عندهم


أحاطوا بهم يا صاح من كل ما قطر
فساروا إلى سور البلاد فلم يكن


سوى ساعة حتى علوه على قسر
وفروا جميعاً أهلها وتفرقوا


وعن عنوة أخذ البلاد وعن قهر
وحوصر أهل القصر بعد ليالياً


وقد ذعروا مما دهاهم من الحفر
فلما رأوا أن لا محيص وأنهم


أحيط بهم قاموا إلى جانب القصر
فشقوا لهم حفراً لينجو من الردى


ومن صاده المقدور ليس بذي حذر
ففروا من القصر الحصين بظلمة


من الليل لم يشعر بهم قائف الأثر
وسار على آثارهم طالب لهم


فأدرك منهم عصبة من ذوي الغدر
فذاقوا حمام الموت بالسيف غير من


نجا واستنجوا في البلاد وفي البر
فهذي فتوحات توالت وأمرها


لمن لم يشاهدها يسير وما يدري
ولو كان غير الله ناصر جنده


لأعضل أمر القصر والبلد الوعر
ولكن مولانا أفاض بفضله


علينا فتوحات تجل عن الحصر
فلله ربي الحمد والشكر والثنا


على نعم لا يحص ضبطاً لها شعري
فيا أيها الغادي على ظهر جلعدٍ


عرندسة وجناء من الضمر الحمر
تجوب الفيافي والقفار كأنها


سفنجة أو كالمهاة لدى الذعر
إذا أنت أزمعت المسير ميمماً


إلى الطور من أرض السراة من الوعر
وخلقت آماد البلاد وجزتها


بلاداً بلاداً أو قفاراً إلى قفر
وجاوزت شهرانا وناهس بعد ما


قطعت طريباً من ديار بني صقر
فأشرف على أبها حنانيك قائلاً


ودمعك سفاح على الخد والنحر
سلام على من حلها من ذوي الهدى


بقية أهل الدين في غابر الدهر
وعرض على أهل القرى حيث أنها


محله أخوالي وإن كنت لا تدري
فسلم على من كان بالله مؤمناً


ودع كل من يأوي إلى أمة الكفر
وأرض بها نيطت على تمائمي


تسمى السقا دار الهداة أولي الأمر
بلاد بني تمام حيث توطنوا


وآل يزيد من صميم ذوي الفخر
فمن كان منهم مستقيماً موحداً


فابلغه تسلمياً يفوت عن الحصر
فعهدي بهم أنصار دين محمد


على الملة السمحا وليسوا ذوي غدر
ولكن جرت منهم أموراً فعوقبوا


على ما جرى منهم بلا واسع العذر
ومن بعد إبلاغ السلام مؤديا


أنخها لدى عبد الحميد أخي العشر
وأبلغه تسليماً وأوفى تحية


وأزكى ثناء أرجه فاح كالنشر
وأبلغه أنا قد سلمنا وأننا


برحمة مولانا نجونا من القهر
وعن أرضنا ولت شرور عظيمة


وبدل مولانا لنا العسر باليسر
ومحذورنا قد زال عنا وقد بدا


لنا طالع بالسعد والفوز والنصر
وأبلغ بني الشيخ الأمير محمد


علياً وعبد الله عنا بلا حصر
سلاماً وأبلغ عائضاً وذوي الهدى


ومن هو منهم لم يزل سائر الدهر
وإخوتنا عبد الكري وفائعاً


وأبنائهم تسليم مكتئب الصدر
مضى عمره والقلب في عرصاتكم


وأشواقنا تزداد في السر والجهر
ولم أسل عن تذكاركم وإدكاركم


على البعد واللؤى وفي العسر واليسر
ومازلت في أرض نشأت بربعها


أحن إليها وامقاً دايم الذكر
فيا ليت شعري هل ثدى بمشيه


كعهدي به حال الطفولة من عمري
وهل حصن زهوان الحصين وجيرة


حواليه في عز أطيد وفي فخر
وصدى وحصن لابن لاحق حولها


ويا ليتني أدري أكانوا كما أدري
أم الحال قد حالت بهم وتغيرت


وبدل خير فيهمو كان بالشر
حنانيك خبرني ولا تأل جاهداً


فإني لدى الأخبار منشرح الصدر
ودونك من أخبارنا بعض ما جرى


من الفتح والعز المؤثل والفخر
ذكرنا قليلاً من كثير وإنما


ذكرت على التحقيق أنباء ما يجري
إليك من الضيرين زفت ركابها


فكم جاوزت موماتت قفر إلى قفر
وأختم نظمي بالصلاة مسلماً


على السيد المعصود ذي المجد والفخر
وأصحابه والآل مع كل تابع


وتابعهم حقاً إلى منتهى الدهر
سليمان بن سحمان

ريحانة شمران
06-22-2024, 01:15 PM
فليس بنظم مستقم ولم يكن
فليس بنظم مستقم ولم يكن


على أبحر الشعر الطويل ولا الرمل
ولا وزنه بالمستقيم ولفظه


ركيك ولا معناه حقاً فيحتمل
وقد كان في إنشاده الشعر بالمنى


وبالقول في الإحكام إذ كان قد جهل
كمثل غراب رام مشي حمامة


وقد كان قدماً قد مشى مشية الحجل
فهرول فيما بين ذلك وانبرى


فلا ذا ولا هذا تأتى ولا حصل
وخاض بأحكام الشريعة قائلاً


بمفهومه فيما يراد وينتحل
ولو كان ما قد قال صح ثبوته


لكان هو الكفر البواح بلا زلل
ولكنه إفك وزور مقول


على كل من قد حل في عرصة الجبل
فلو أنه استثنى وخصص بعضهم


لكان له هذا مقال ومحتمل
وفعل أولى لا يشمل الناس كلهم


فهل من دليل قاطع يقطع العلل
ويوجب تكفير الجميع لأنه


إذا صح عن كل فلا عذر يحتمل
وصارت بلاد القوم تابعة لهم


ولكن ذا زور من القول مفتعل
ليلزم بالتكفير من كان ساكناً


وإن كان لا يرضى بذاك ولا فعل
أو الفسق والعصيان بالمكث عندهم


فهلا نأى عنهم وهاجر وارتحل
ولكن هذا بالتحكم والهوى


وجهل بحكم الساكنين وبالمحل
ففيهم أناس مظهرون لدينهم


كما هو معلوم شهير لمن سأل
فما وجه إطلاق الكلام معمماً


لكل بتسليم لما دق أو جلل
وذا مذهب مستهجن ومضلل


فكم قد ثوى بالقول هذا من اختبل
وبالجهل قد أودى أناس لأمة


كثيرين صاروا في غثا أمة السفل
فإن رمت أن تنجو وتسلك منهجاً


سليماً قويماً من عواضل من جهل
ففصل تفز واستفت إن كنت جاهلاً


ودع عنك إطلاقاً بلا موجب حصل
وحقق ولا تحكم بظنك واتئد


وباحث وسل عما جهلت من الخلل
فمن مبلغ عني الملاحي رسالة


حنانيك أقصر عن تماديك في الخطل
فذي لجج ما أنت ممن يخوضها


وذي رتب ما أنت ممن بها اشمعل
وذي طرف ما أنت فيها بمهتد


وذي خلع ما أنت ممن لها اتصل
فكن طالباً للعلم إن كان عاقلاً


ففي العلم منجاة عن القول بالخجل
وحكم بلاد الكفر حكم مقرر


وليس خفياً حكمه عند من عقل
كما هو في الآداب عند بن مفلح


وقرره الأشياخ حقاً بلا زلل
كذا هو في المصباح من رد شيخنا


على من طغى لما تورط في الخطل
إذا ما تولى كافر متغلب


على دار إسلام وحل بها الوجل
وأجرى بها أحكام فر علانياً


وأظهرها فيها جهاراً بلا مهل
وأوى بها أحكما شرع محمد


ولم يظهر الإسلام فيها وينتحل
فذي دار كفر عند كل محقق


كما قال أهل الدراية بالنحل
وما ل من فيها يقال بكفره


فرب امرئ فيهم على صالح العمل
ضعيف ومستخف ومن كان عاجزاً


عن الهجرة المثلى وليس بذي حيل
وما ظهر الإسلام فيها وحكمه


بها ظاهراً يعلو على كل من نزل
ولم تجر للكفار أحكام دينهم


على أهلها لكن بها الكفر قد حصل
ولو كان فيها كافر متغلب


وأحكامه بالكفر واهية العمل
فذي دار إسلام لعزة أهلها


وذلة من قد قال بالكفر وانتحل
خلافاً لما قد قاله بعض من خلا


من العلما والحق في ذاك المحل
يعامل فيها المسلمون بحقهم


وذا الكفر ما قد يستحق من العمل
فلا تعط حكم الكفر من كل جانب


ولا الحكم بالإسلام في قول من عدك
وما قال في الأتراك من وصف كفرهم


فحق فهم من أكفر الناس في النحل
وأعداهمو المسلمين وشرهم


ينوف ويربو في الضلال على الملل
ومن يتول الكافرين فمثلهم


ولاشك في تكفيره عند من عقل
ومن قد يواليهم ويركن نحوهم


فلا شك في تفسيقه وهو في وجل
كما قاله أعنى حموداً بنظمه


ومنثوره إذ قال بالحق لا الزلل
كذلك ما قالاه في الرد بعده


صحابته لما أجاباه إذ سأل
وما قد نفوا عنهم بتسليم أهلها


بأجمعهم للترك ما دق أو جلل
فذا ظاهر لا يمتري فيه عاقل


ولو كان ذا قد صار من ساكن الجبل
لكانوا بهذا أهل كفر وردة


ودارهمو بالكفر ترى بلا مهل
وكل محب أو معين وناصر


ويظهر جهراً للوفاق على العمل
فهم مثلهم في الكفر من غير ريبة


وذا قول من يدري الصواب من الزلل
فإن كان هذا ثابتاً عن جميعهم


فلا شك في تكفير من دان أو فعل
ولكنه عندي لعمري تعنت


على أنه زور من القول مفتعل
وليس جميع الساكنين بدارهم


ولا جلهم ممن تسربل بالحلل
من العمل المرضي أو كان جلهم


محبين بل مستكثرين من الخلل
وفيهم وفيهم كل ما لا يعده


لسان من المكروه أو سيئ العمل
وفيهم أناس مهتدون أجلة


وفيهم أناس معتدون ذوو دغل
وتعريضه بالذم للشيخ صالح


فذاك من العدوان والظلم والخطل
فقد كان معلوماً لدينا بأنه


يرى من القول الذي قاله الأقل
وقد شاع بل قد ذاع في كل بلدة


محاسن ما يدعو إليه وما فعل
يقرر توحيد العبادة جهرة


وينشره جهراً لدى ساكن الجبل
ويظهر تكفير المخالف للهدى


وينشره حتى لقد صار ما حصل
وأوذي في الرحمن جل جلاله


وعودي بل أجلاه قوم ذوو دغل
وقد جمع الأخوان بعد شتاتهم


وأنقذهم بالعلم من غمرة السفل
وبصرهم بالعلم من بعد جهلهم


وعرفهم كيفية السمت في العمل
وملة إبراهيم أوضح نهجها


لهم بعد أن كادت تبيد وتضمحل
فوالي الذي والي لدين محمد


وعادي الذي عاداه من كل من جهل
وأبغضهم في الله جل جلاله


كما قد أحب المهتدين وما غفل
فقد كان معلوماً لدينا بأنه


على هذه الأحوال ما حال وانتقل
فلسنا بأقوال الوشاة وحدسهم


نصدقهم في قيلهم وهو لم يحل
عن الحالة المثلى بقول محقق


وأوثق برهان إلى مهيع الزلل
فهذا الذي كنا علمنا ولم نكن


لينقلنا عن ذاك بهتان من نقل
وليس بمعصوم من الذنب والخطا


ولسنا نبريه من السهر والخلل
وماذا عسى أن قد تولى لبعضهم


قضاء قد جاءوا على وفق ما سأل
وما منهمو من صده عن سبيله


وعارضه فيما يقول وما فعل
وجاء أناس بعدهم وتغلبوا


ولم ينكروا ما منه قد صار أو حصل
على أنه قد كان يظهر دينه


وينشره جهراً لدى قاطن الجبل
وليس له فيما أتوا من ضلالهم


سبيلٌ ولا رأى يرام ولا دخل
وخاف على إخوانه ومحله


إذا ما أبى أن يجيئوا بذي دغل
فيمنعهم أن يظهروا الدين جهرة


موافقة للمعتدين ذوي الخلل
فراعى الذي قد كان أصلح للورى


وأنفع للدنيا والدين والمحل
فيا راكباً إما عرضت فبلغن


تحيات مشتاق على البعد ما غفل
بعد وميض البرق والرمل والحصا


وأنبئهمو أنا على العهد لم نزل
وأن لدينا كالذين لديهموا


أناساً على الإفراط في القول والزلل
ويرموننا شزر العيون لأننا


علمنا وهم لا يسألون كمن سأل
لكي يعلموا من كان بالحق قائلاً


ومن كان ذا جهل وفي الجهل لم يزل
يرومون أمراً بالهوى ليس بالهدى


لظنهمو أنا نسهل في العمل
لهم رؤوساً لا يبوحون بالذي


لديهم من القول المخالف والخطل
وليسوا ذوي علم ومعرفة بما


يقولونه من مطلق القول والجمل
وأمرهمو منهم إليهم فبعضهم


إلى بعض يبدي بما هو ينتحل
ويخفونه عنا ولا يظهرونه


ونحن لديهم كالبهائم أو أضل
فلا يقبلون الحق منا وبعضهم


يخالفه من سوء ظن بنا حصل
وإن بان أمر واستفاض وطولبوا


بإيضاحه قالوا بذلك لم نقل
ولجوا على ما هم عليه وصمموا


بل رائهم في ذلك القيل والعمل
وإن سئلوا عما نفوه وأنكروا


أبوا أن يجيبوا إن صواباً وإن خطل
وذا مذهب ما إن سمعنا بمثله


قديماً ولا فيما هو الآن ينتحل
وقد كان فيما قد مضى أن من رأى


له بالهوى رأياً يناضل أو يسل
فيرجع أو يمضي عناداً وضلة


ويرجع أحياناً ويهدي ويستدل
وإني لأخشى أن تجيء عواضل


وليس لها من منكر حين تفتعل
لقلة أهل الحكم بالحكم عندما


تجيء الخطوب المعضلات من الزلل
أو الصمت عن إنكارها بعد علمها


لتحقيرها أو للتغافل والكسل
فيتسع البثق الممض وترتخي


ذيول حناديس الشرور وتنسدل
فتظلم أرجاء البلاد من الشيء


وهذا الفساد المستفاد من الخطل
وتنتشر الخفاش جائلة بها


وقد عدمت ضوءاً من الحق قد أفل
فجالت وصالت واستطالت وأجلبت


وعاثت بأهل الحق من غير ما مهل
وإني أرى الفتق استطال ولم يكن


لذلك من راف لينزجر السفل
فحي هلا نرمي ونحمي ونحتمي


ليلتئم الجرح المض ويندمل
فقد عاب أقوام علينا وألبوا


لتكفيرنا الجهمية الأول المغل
وأتباعهم من كل من كان جاهلاً


يقلدهم فيما يدق وما يجل
وتكفير عباد القبور الذين هم


إباضة هذا الوقت من ليس كالأول
وإني بحمد الله والشكر والثنا


رددت عليهم ما أذاعوه من زلل
وما شبهوا يوماً به وتأولوا


من الخطأ المردي ومن جهل من جهل
فما كل جهل أو خطأ بمسوغ


يكون لهم عذراً فيعفي لمن فعل
وقد تبعوا داود في شبهاته


كذاك بن منصور وقد كان قد أخل
ولكن هذا في خصوص مسائل


وقد أشكلت يوماً على بعض من نقل
وذلك فيما كان يخفى دليله


وليس ضرورياً من الدين في العمل
كما هو في الأرجاء والقدر الذي


حكاه ذوو الأهواء من كل ذي خطل
وأما لذي قد أوضح الله ربنا


بتنزيله مما به جاءت الرسل
وصحت به الأخبار عن سيد الورى


فلا عذر مع هذا بشيء من العلل
وقامت عليهم حجة الله جهرة


فهل بعد هذا بيان لمن عقل
وأحسن ما يحلو الختام بذكره


صلاة وتسليم مدى منتهى الأمل
على المصطفى المعصوم والآل كلهم


وأصحابه ما ناء نجم وما أفل
وما طلعت شمس وما هب ناسم


وما انهل ودق المدجنات وما انهمل
سليمان بن سحمان

ريحانة شمران
06-22-2024, 01:15 PM
قلب المحب من الهجران مكلوم
قلب المحب من الهجران مكلوم


ودمعه من فراق الصحب مسجوم
وصبره عيل فاعتلت جوارحه


كأنه من جواء البين محموم
يشكو البعاد ولن يشفيه من أحد


إلا أمون تسلى الهم غلكوم
تغري الهجير إذا ما احتثها فرقاً


كأنها كوكب بالجو مرجوم
او كالمهات أحست ركض مقتنص


يسعى بغضف لهن الصيد معسوم
أقول للراكب المزجى لمائرة


كأنها أطم بالآل مزموم
يا أيها الراكب المزجى مطيته


يطوي المطاوح بالأخطار مهموم
بالله عرج على الأحباب إن عرضت


بك المقادير واستحانك الكوم
وبلغن على شط النوى قلقاً


من شائق وامق البين مغموم
قد باح بالهجر مكنوناً يكاثمه


فصبره بعد هذا البين معدوم
والله ما مر يوم بعد فرقتكم


إلا وفي القلب من ذكراه يحموم
يبيت يرعى نجوم الليل من وله


وذاك عند جميع الناس معلوم
يا ليت شعري على الهجر أوجب لي


وفيم حبل التصال الود مصروم
هلا سمعتم بأن الهجر مشربه


يا أهل ودي وخيم فهو مذموم
تا الله لا أستفيق الدهر أندبكم


ما صاحب الحب في المحبوب مليوم
او يجمع الله شملاً بالنوى انصدعت


منه العصا ففؤاد الصب مكلوم
أولو وفاء بعهد الحب حيث مضت


فيه العقود وحبل الود مبروم
وإن تفحصتم الأخبار مجملة


فإن منصور بالخسران موسوم
قد شب بالغدر طغياناً وشاب به


حتى انبرى وهو بالخذلان مخطوم
يسعى بشق العصا والنور يطفئه


والله يأبى وأمر الله محتوم
يغالب الله والإسلام من عمه


وود لو أن حصن الدين مهدوم
يسوقه الكبر والإعجاب من بطر


فليهنه البطر المذموم والشوم
لما رأى عصب التوحيد قد ظهرت


يود لو أن جند الله مهزوم
والله قد وعد الإسلام نصرته


لكن ذا البغي من ذا الوعد محروم
ثم الصلاة على المعصوم سيدنا


من للنبيين بالإرسال مختوم
والآ والصحب ثم التابعين لهم


ما انهل ودق وما بالرق مرقوم
سليمان بن سحمان

ريحانة شمران
06-22-2024, 01:16 PM
يا طالب العلم الشريف الأقوم
يا طالب العلم الشريف الأقوم


من محكم التنزيل والقول السم
قول الأمين المصطفى من هاشم


الماجد الزاكي النبي الأكرم
اسمع مقالاً قد بدا من ناظم


ثم اسلكن من بعد ذا للأقوم
فدم جهول عارضي أصله


لكنه لم يتبع من ينستم
فدم جهول قد رأى من رأيه


أن قال في العلم الأخس الأوخم
قولاً وخيماً جاز حد المنتهى


يا ويحه ماذا جنى من مأثم
يا طالب العلم الأجل الأعظم


اسمع مقالي في المقال الأقوم
إن أنت رمت دخول عرس فاعلمن


فانظر حلول البدر بين الأنجم
فإذا رأيت البدر حل بمنزل


فاثبت دخول العرس عندك وافهم
إن حل الشرطين ماتت عامها


وكذا البطين يموت أبعل فاحكم
فانظر إلى ما قاله هذا الذي


أبدى القريض وما ارعوى للمحكم
خمس مفاتيح لهذا الغيب لا


يدري بها غير المليك الأعظم
منها ممات المرء لا يدرى متى


يأتي القضاء لأخذ نفس المسلم
والكافر العاصي له سبحانه


هذا كهذا في انتزاع الأنسم
فانظر ترى هل تدر ما لم يدره


إلا إله الخلق إذ لم تعلم
أفٍ له من قول فدم جاهل


أفٍ له من ناظم مستخدم
يستك سم السمع مما قاله


هذا الغبي الزائغ الوغد العم
عن منهج التحقيق حتى إنه


لا يهتدي نحو الطريق اللهجم
إن حل ي الشرطين ماتت عامها


عمن أتاك في الكتاب المحكم
أم عن نبي الله هذا العلم أم


عن صحبه أو تابعي مفهم
حاشا وكلا ليس ذا من دينهم


بل دين عباد النجوم اللؤم
من أين للشرطين والبدر الذي


إن حل فيها علم موت المسلم
تا الله هذا إفك أفاك وما


ذا لحكم إلا حكم من لم يسلم
ما قال هذا القول إلا كافرٌ


بالله حقاً مؤمن بالأنجم
وهاك خذ من نظمه في شأنها


وانظر إلى توقيعه واستفهم
أما الثريا للريا تلذذ


والعقد في الدبران عنه فاهزم
وبهقعة تأتي عبوساً ما طلا


وبهنعة تلقى الأذى بالأسقم
أما الذراع تلد غلاماً عاقلاً


وينثره ستلد إناثاً فاعلم
هذا الذي قاله في نظمه


وزناً ولفظاً للمقال الأوخم
نظم ركيك فاسد في نفسه


بل لم يسر على الطريق الأقوم
بل سار في ديمومة مستوعراً


يخطو ويعشو في طريق مظلم
بل لم يزل في نظمه حتى احتوى


منظومه تدبير هذي الأنجم
نحو الذي قد مر من تدبيرها


والرب معزول لدى ذا القيعم
فانظر إلى ما قاله سبحانه


في محكم التنزيل إن لم تعلم
إن النجو لزينة بل يهتدي


بها الورى نحو الطريق الأسلم
وكذا رجوماً للشياطين التي


تسمو لسرق السمع فافهم تسلم
من قال قولاً غير هذا ماله


يوم القيامة من خلاقٍ فاعلم
يا ذا الغوى الجاهل الوغد الذي


يهذي ولا يدري ولما يفهم
ماذا دهاك اليوم حتى قلت ما


أرداك إن لم ترعوى أو تندم
إن قلت هذا قاله من قبلنا


قلنا فهذا القول قول الأشأم
فاعمد إلى قول النصارى قائلاً


أقوارهم في الله عمداً وانظم
وكذا اليهود فإنما أقوالهم


معلومةً مسطورةً للمرتم
ما كل ما قد قيل حقاً صائباً


فارفق رويداً عن مقال المأثم
لا تنظرن اليوم فيما قاله


جهراً وجهلاً عابد للأنجم
يرى التصانيف التي قد دبرت


في الكون للرب الجليل الأعظم
تدبيرها لا أنها تدبيره


يا ويحه إذ قد أتى بالمعظم
هل عندها نحس وسعد أو لها


شؤم فتردى من تشأ بالأقسم
او بالزنا تبقى عروساً هكذا


فالفقر تأتي أو بعيش منعم
او بالمنى أو بالنهى أو أنها


بالعقم تأتي أو بنحس مشئم
فإن تمادى مسمراً زائغاً


لا يرعوى عما أتى من مأثم
فإن للإسلام أنصاراً له


كل امرءٍ مثل الهزبر الضيغم
وقاد ذهن حازم يسقي العدا


كأساً ويطعمهم زعاف العلقم
مفوقاً نحو الأعادي أسهما


يرمي ويرمى تارة بالأسهم
لا يثنه صولات باغ إن بغى


كلا ولا جور العداة اللثم
إن سيم خسفاً لم يرى مخضوضعاً


بل يسق من ناواه سم الأزقم
فاحذرهموا إن لم تتب عما به


تهذي ولو تدري به لم تنظم
ثم الصلاة مع سلام عرفه


أذكى من المسك الأريج الأفخم
ما هبت النكبا وما أم الورى


طوعاً إلى البيت الشريف الأعظم
على النبي الهاشمي المصطفى


خبر الورى الهادي الأمين الأكرم
والآل والصحب الكرام الغرّ من


كانوا على النهج الأجل الأقوم
سليمان بن سحمان

ريحانة شمران
06-22-2024, 01:16 PM
ألا قل لذي جهل تهور في الردى
ألا قل لذي جهل تهور في الردى


وأظهر مكنوناً من الغي لا يجدي
وفاه بتزوير وإفك ومنكر


وظلم وعدوان على العالم المهدي
وزور نظماً للأمير محمد


وحاشاه من إفك المزور ذي الجحد
لعمري لقد أخطأت رشدك فاتئد


فلست على نهجٍ من الحق مستبد
وقد صح أن النظم هذا مقول


تقوله هذا الغبي على عمد
وما كان هذا النظم منظوم عالم


نقى تقى الهدى للورى يهدي
ولكنه جهل صريح مركبٌ


ومنشئه على منهج الرشد في بعد
وهأنذا أبدي مخازيه جهرةً


وأنقض ما يبديه بالحق والرشد
لتعلم أن القدم هذا مزور


وأن الذي أبداه من جهله المردي
يخالف ما قال الأمير محمدٌ


وقرر في التطهير تقرير ذي نقد
فأزرى به من حيث يحسب أنه


أشاد له بيتاً رفيعاً من المجد
فجاء على تزويره بدلائل


تعود على ما قال بالرد والهد
إذا صح ما قلنا لديك فقوله


رجعت عن النظم الذي قلت في النجدي
رجوعٌ عن الحق الذي هو ذاكر


عن السلف الماضيين من كل ذي رشد
إلى الغي من كفرٍ وشرك وبدعة


إلى غير ذا من كل أفعال ذي الطرد
فلو صح هذا وهو لاشك باطلٌ


وزوٌ وبهتان من الناظم المبدي
لكان لعمري ضحكة ومناقضاً


لماقال في منظومه عن ذوي الجحد
فدونك ما أبدى من المدح والثنا


وما قال في ذم المخالف والضد
قفي واسئلي عن عالمٍ حل ساحها


به يهتدي من ضل عن منهج الرشد
محمدٍ الهادي لسنة أحمدٍ


فيا حبذا الهادي ويا حبذا المهدي
لقد أنكرت كل الطوائف قوله


بلا صدرٍ في العلم منهم ولا ورد
وما كل قولٍ بالقبول مقابلٌ


ولا كل قولٍ واجبُ الطرد والرد
سوى ما أتى عن ربنا ورسوله


فذلك قولٌ جل يا ذا عن الند
وأما أقاويل الرجال فإنها


تدور على قدر الأدلة في النقد
لقد سرني ما جاءني من طريقه


وكنت أرى هذي الطريقة لي وحدي
وقد جاءت الأخيار منه بأنه


يعيد لنا الشرع الشريف بما يبدي
وينشر جهراً ما طوى كل جاهلٍ


ومبتدعٍ منه فوافق ما عندي
ويعمر أركان الشريعة هادماً


مشاهد ضل الناس فيها عن الرشد
أعادوا بها معنى سواع ومثله


يغوث وود بئس ذلك من ود
وقد هتفوا عند الشدائد باسمها


كما يهتف المضطر بالصمد الفرد
وكم عقروا في ساحها من عقيرة


أهلت لغير الله جهراً على عمد
وكم طائفٍ حول القبور مقبلٍ


ومستلم الأركان منهن باليد
فهذا هو المعروفُ من حال شيخنا


ودعوته للحق بالحق والرشد
فسار مسير الشمس في كبد السماء


وطبق من غرب البلاد إلى الهند
ولم تبق أرض ليس فيها مجدد


على إثره يقفو ويهدي ويستهدي
فقل للذي أبدى خزاية جهله


وأبرز منظوماً خلياً من الرشد
أعد نظراً فيما توهمت حسنه


فإنك لم تنطق بحق ولا رشد
ودعنا من القول المزور والهدا


ومن إفكك الواهي ومن جهلك المردي
فقد وافق الشيخ الإمام محمداً


وصح له عنه خلاف الذي تبدي
فظن به خيراً وقد كان أهله


وأن على حق وبالحق يستهدي
وقد جاءهم من أرضه متهوك


جهول يسمى مربداً وهو ذو جحد
فقاه ببهتان وإفك مزور


وكان عن التحقيق والحق في بعد
وقد كان ذا جهل وليس بعالم


وقد أنكر التوحيد للواحد الفرد
وظن طريق الرشد غياً بزعمه


وقد ألف المأفون كفرانه المردي
فأشرقه نور الهدى حين ما بدا


وفر إلى صنعا وفاه بما يبدي
فما غرهم من جهله وافترائه


زخارف ما أبداه ذو الزور والحقد
إلى أن تولى ذلك العصر وانقضى


وجاء أناس بعدهم من ذوي الطرد
فساغ لديهم زخرف القبول وارتضوا


من الظلم والعدوان أقوال ذي الجحد
وقد زعم المأفون أن رسائلاً


أتاهم بها فيها التجاوز للحد
يكفر فيها الشيخ من كان مسلماً


وفي زعمه كلَّ الأنام على عمد
ولفق في تكفيرهم كل حجة


تراها كبيت العنكبوت لدى النقد
وذا فرية لا يمتري فيه عاقل


على أنه زور من القول مستبد
وقد كان في الإعراض ستر لجهله


ولكنه أبدى مخازيه عن قصد
ليخدع مأفوناً ومن كان جاهلاً


وليس على نهج من الحق والرشد
فما كفر الشيخ الإمام محمداً


جميع الورى حاشاه من قول ذي الطرد
ولا قال في تلك الرسائل كلها


بتكفير أهل الأرض من كل مستهد
ولكنما تكفيره لمن اعتدى


وحاد عن التوحيد بالجعل للند
فيدعو سوى المعبود جل جلاله


ويرجوه ل يخشاه كالمنعم المدي
وبنيك للأموات بل يستغيثهم


ويندب من لا يملك النفع للعبد
وذلك إشراكٌ به لاتخاذه


مع الله مألوهاً شريكاً بما يبدي
من الحب والتعظيم والخوف والرجا


ومن كل مطلوب من الله بالقصد
فإن كان عباد القبور لديكمو


هم المسلمين المؤمنين ذوي الرشد
وهم كل أهل الأرض والكل مسلم


وما من همو من كافرٍ جاعل الند
وما قد تلى من آية في ضلالهم


ومن سنة للمصطفى خير من يهدي
ملفقة ليست لديكم بحجة


وتلك كبيت العنكبوت لدى النقد
فما فوق هذا من ضلال وفرية


يجيء بها أهل العناد ذوو الطرد
وقد أنكرت كل الطوائف قوله


بلا صدرٍ في الحق منهم ولا ورد
كما قاله أعني الأمير محمداً


وقد كان ذا علم عليماً بما يبدي
وقالوا كما قد قلتموه تحكما


وهمطاً وخرطاً لا يفيد ولا يجدي
تجرا على تكفير كل موحدٍ


مصلٍ مزك لا يحول عن العهد
ثكلتك هل هذا كلام محقق


كعالم صنعا ذي الدراية والنقد
فجرتم وجرتم بالأكاذيب والهذا


ووضع محالات على العالم المهدي
كقولك في منظوم مينك فريةً


عليه بما تبديه من جهلك المردي
وقد جاءنا عن ربنا في براءةٍ


براءتهم من كل كفرٍ ومن جحد
فإخواننا سماهم الله فاستمع


لقول الإله الواحد الصمد الفرد
أقول تأمل لا أبا لك نصها


تجد منهلاً عذباً ألذ من الشهد
ففيها البيان المستنير ضياؤه


لمن كان ذا قلبٍ شهيد وذا رشضد
ولكن أهل الزيغ في غمراتهم


وفي غيهم لا يرعوون لمن يهدي
وآذانهم صمٌ عن الحق والهدى


وأبصارهم عن رؤية الحق كالرمد
أليست لمن تابوا من الكفر والردى


ولم يشركوا شيئاً بمعبودنا الفرد
وصلوا وزكوا واستقاموا على الهدى


فهم أخوة في الدين من غير مارد
فأين الدليل المستفاد بأنهم


إذا لم يتوبوا لم يكونوا ذوي جحد
فما كفر الشيخ الإمام محمد


سوى من دعا الأموات من ساكن اللحد
ومن لم يتب من كفره وضلاله


وإشراكه بالسيد الصمد الفرد
وأجرى دماهم طاعةً وتقربا


إلى الله في قتل الملاحدة اللد
فما كل من صلى وزكى موحداًَ


فأبد دليلاً غير ذا فهو لا يجدي
ودعنا من التمويه فالحق واضح


وليس به لبس لدى كل مستهدي
ألا فأرونا يا ذوي الغي والهوى


كلاماً سوى هذي الأكاذيب مستبدي
وجيئوا بتطيهر اعتقاد لسيد


إمام محق ذي الدراية والنقد
فقابل ما قلتم بما في كتابه


وما قاله في الاحتجاج على الضد
لكي تعلموا أن الأمير محمدا


برئ من المنظوم والشرح والرد
وتستيقنوا أن الأكاذيب هذه


ملفقة لفقتموها على عمد
ويعلم أهل العلم بالله أنكم


بذلتم على تلفقيقها غاية الجهد
لكي تطمسوا أعلام سنة أحمد


بتزوير أفاك جهول وذي حقد
وقولك في منظوم مينك ضلة


ولبس وتمويه على الأعين الرمد
وقد قال خير المرسلين نهيت عن


فما باله لم ينته الرجل النجدي
أقول نعم هذي الأحاديث كلها


مدونة مرويةً عن ذوي النقد
وليس بها والحمد لله حجة


على ترك مرتد عن الدين ذي جحد
فمنصوصها في ترك من أظهر الهدى


وباطنه في الاعتقاد على الضد
فدلت على تركٍ لمن كان مظهراً


من الدين أركاناً فتدرأ عن حد
فيجري له حكم الظواهر جهرةً


وباطن ما يخفى إلى الواحد الفرد
فإن أظهر الكفر الذي هو مبطنٌ


فليس له من عاصم موجب يجدي
وليس على الإطلاق ما أنت مطلق


ففي ذاك تفصيل يبين لذي الرشد
فقد هم خير المرسلين محمد


بإحراق من صلى عينا على كل مستهدي
ولولا الذراري والنساء معللا


لأحرقهم فيها فباءوا بما يردي
وما كان هم المصطفى بضلالةٍ


ولا باطل لكن بحق وعن رشد
وقد قتل الفاروق من ليس راضياً


بحكم النبي المصطفى كامل المجد
ولم ينهه المعصوم عن قتل مثله


ولا عابه في قتله ثم عن عمد
كما برئ المعصوم من قتل خالدٍ


جذيمة لما أخطؤوا باذلي الجهد
وقالوا أتينا قاصدين حقيقة


بذلك أسلمنا ولم يدرِ بالقصد
فأنكر هذا المصطفى ووداهمو


جميعاً فخذ بالعلم عن كل مستهدي
ولم ينته عن قتل من كان خارجا


عليه على بل أباد ذوي اللد
وهم إنما فروا من الكفر فاعتدوا


وكانت صلاة القوم في غاية الجد
ويحقر أصحاب النبي صلاتهم


مع القوم من حسن الأداء مع الجهد
خلا أنه لم يأخذ المال منهمو


ولم يجرمنا في خطاء ولا عمد
فما قتل الشيخ الإمام محمد


لملتزم الإسلام ممن على العهد
ولكنما تكفيره وقتاله


لعباد أوثانٍ طغاة ذوي جحد
فقاتل من قد دان بالكفر واعتدى


وكف أكف المسلمين ذوي الرشد
عن المسلمين الطائعين لربهم


ولم يشركوا بالواحد الصمد الفرد
وهب أن هذا قولُ كل منافق


يصد عن التوحيد بالجد والجهد
فما كل قولٍ بالقبول مقابل


فحقق إذا رمت النجاة لما تبدى
فلا تلق للفساق سمعك وانشد


ففيه وعيد ليس يخفى لذي النقد
وما مربد في قوله بمصدق


وقد كان زنديقاً لدى كل مستهدي
فهذي تصانيف الإمام شهيرة


مدونة معلومة لذوي الرشد
وقولك أيضاً في الأئمة إنهم


أناس أتوا كل القبائح عن عمد
فقال له بعض الصحابة سائلاً


وقاتلهم حتى يفيئوا إلى القصد
فقال لهم لا ما أقاموا صلاتهم


نهى عن قتال القوم فاسمع لما أبدى
أولئك قوم مسلمون أئمة


أتوا بمعاص منكرات ولا تجدي
ولم يشركوا الله جل جلاله


ولم يتركوها قاصدين على عمد
ولكنهم قد أخروها لفسقهم


وعدوانهم أو للتكاسل في الجد
ومسألة الإنكار بالسيف جهرةً


تجر أموراً معضلات وقد تردى
وفيها فساد بالخروج عليهمو


بأنكر مما أنكروه من الجند
فماذا على الشيخ الإمام محمد


إذا لم يقاتل من ذكرت بما تبدي
ولكن على الكفر البواح الذي به


أباح دماء القوم من كل ذي جحد
فإيراد ذا في ضمن هذا تعنت


ولبس وإبهام على الأعين الرمد
وقولك في مزبور ما أنت ناظم


كأنك قد أفصحت بالحق والرشد
أين لي أين لي لم سفكت دماءهم


ولم ذا نهبت المال قصدا على عمد
وقد عصموا هذا وهذا يقول لا


إله سوى الله المهيمن ذي المجد
أقول نعم خذ في البيان أدلة


تدل على غير المراد الذي تبدي
فمن أن قد صلى وزكى ولم يجئ


بما ينقض الإسلام من كل ما يردي
فدعواك في قتلٍ ونهبٍ تحكم


وزور وبهتان ذلك لا يجدي
ومن يدل الإسلام يوماً بناقض


لذلك بالكفران والجعل للند
وكا المنع عن بذل الزكاة فحكمه


كأحكام مرتد عن الدين ذي جحد
إذا قاتلوا بغياً إماماً أردها


وذا قول أصحاب النبي ذوي الزهد
ولو شهدوا أن لا إله سوى الذي


على العرش فوق السموات ذي مجد
فما عصمتهم من صحابة أحمد


ولكنهم قد قاتلوهم على عمد
وسموهمو أهل ارتدادٍ جميعهم


وإجماعهم حتم لدى كل مستهد
وما فرقوا بين المقر وجاحد


كما هو معلوم لدى كل ذي نقد
وليس علينا من خلاف مخالف


لمن هم حماة الدين بالجد والجهد
أولئك أصحاب النبي محمد


فهم قدوة للسالكين عن القصد
ومن بعدهم ممن يخالف لم يكن


يقاربهم هيهات ما الشوك كالورد
وهم في جميع الدين أهدى طريقة


وأقرب للتقوى وأقوم في الرشد
وأيضاً بنو القداح قد كان أمرهم


شهيراً ومعروفاً لدى كل ذي نقد
وأجمع أهل العلم من كل جهبذ


على كفرهم والحق في ذاك مستبد
وقد أظهروا لفظ الشهادة جهرة


وأن رسول الله أفضل من يهدي
وقد أبطنوا للكفر لكن تظاهروا


بما أظهروا للناس ما ليس بالمجدي
فلما أبانوا بعض أشياء خالفوا


بها الشرع باءوا بالخسارة والطرد
فمن كان هذا حاله فهو كافر


حلال دمٍ والمال ينهب عن قصد
فذاك بإجماع الصحابة كلهم


وهذا بإجماع الهداة ذوي الرشد
وأما البغاة الخارجون فحكمهم


إذا خرجوا أو قاتلونا على عمد
وقاتلهم حتى يفيئوا إلى الهدى


ولا نأخذ الأموال نهباً كما تبد
ومهما يقل فينا العدو فإنهم


يقولون معروفاً وآخر لا يجد
فما كان معروفاً من الدين واضحاً


كإجماع أصحاب النبي ذوي الرشد
على قتل مرتد وأخذ لماله


ومانع حق المال من غير ما جحد
فما فرقوا بين المقر وجاحد


ولا بين مرتد إلى الجعل للند
وإجماع أهل العلم من بعد عصرهم


على قتل جهمٍ والمريسي والجعد
وغيلان بل كفر العبيدين والذي


على رأي جهم في التجهم والجحد
وكل كفور من ذوي الشرك والردى


فتكفيرهم عنا صحيح بلا رد
وما لفقوا لأعداء من قتل مسلم


ونهبة أموال تجل عن العد
فمحص أكاذيب وتزوير آفك


وظلم وعدوان وذلك لا يجد
وقولك تمويهاً وإلزام مفتر


بما لم يكن منا بفعل ولا عقد
وقال ثلاث لا يحل بغيرها


دم المسلم المعصوم في الحل والعقد
وقالعلي في الخوارج إنهم


من الكفر فروا بعد فعلهم المردي
ولم يحفر الأخدود في باب كندة


ليحرقهم فافهم إذا كنت تستهد
أقول نعم هذا هو الحق والهدى


ونحن على ذا الأمر تهدي وتستهد
ولم نتجاوز في الأمور جميعها


بحمد ولي الحمد منصوص ما تبدي
ولكن اطعت الكاشحين بمينهم


بتوزير بهتان على العالم المهدي
بأنا قتلنا واستبحنا دماءهم


وأموالهم هذي مقالة ذي الحقد
وحاشا وكلا ما لهذا حقيقة


وليس له أصل يقرر في نجد
وأعجب من هذا التهور كله


مقالك في همط وخرط على عمد
وأبديت جهلاً في نظامك والذي


شرحت به المنظوم من جهلك المردي
كقولك عن بحر العلوم محمد


إمام الهدى المعروف بالعلم والنقد
وقد قلت في المختار أجمع كل من


حوى عصه من تابعي ذوي رشد
على كفره هذا يقيناً لأنه


تسمى نبياً لا كما قلت في الجعد
فذلك لم يجمع على قتله ولا


سوى خالد ضحى به وهو عن قصد
أقول لعمري قد تجارى بك الهوى


إلى جحد معلوم من الدين مستبد
ويعلم هذا بالضرورة إنه


بإجماع أهل اعلم من كل مستهد
وأوردت همطاً لا يسوغ لعالم


حكايته في شرح منظومك المردي
وتنقض ما أبرمته بتهور


يعود على ما قلت بالرد والهد
وحققت في المختار ما قال شيخنا


بإجماع أهل العلم من كل ذي نقد
على كفره لما تنبأ وبعده


تناقض ما حققت بالهد والرد
على أن ذا الإجماع عن مثل مصعب


وكابن الزبير الفاضل العلم الفرد
وكا الفاجر الحجاج من كان ظالماً


وعبد المليك الشهم ذي العلم الفرد
وإن أولاء القوم ليسوا بحجة


وليسوا ذوي علم وليسوا ذوي رشد
وطلاب ملك لا لدين ولا هدى


وأرباب دولات ودنيا ذوو حق
فمن مثلهم لا يستجيز محقق


حكاية إجماع يقرر عن عمد
فناقض ما قد قال في النظم أولاً


بما قاله في الشرح بالهمط ذو اللد
وما هكذا يحكي ذوو العلم والهدى


ولا من له عقل وعلم بما يبدي
وأغفل ذكر التابعين ذوي التقى


خلاصة أهل العلم في الحل والعقد
ليوهم ذا جهل غبيا بأنما


حكاية إجماع الأئمة لا يجدي
فقل للغبي القدم لو كنت منفصاً


خلياً من الأغراض والغل والحقد
لما حدث عن نهج الأئمة كلهم


وجئت بهذر لا يفيد لدى النقد
ووالله ما أدرى علام نسيت ما


تلفقه من جهلك الفاضح المردي
إلى الشيخ والشيخ المحقق لم يقل


بإجماع أعيان الملوك ولا الجند
ولكن حكى إجماع كل محقق


من السلف الماضين من كل ذي مجد
كما هو معلوم لدى كل عالم


ولو كنت ذا علم لأنصفت في الرد
وقولك في الجعد ابن درهم إنه


على قتله لم يجمع الناس عن قصد
فذا فريى لا يمترى فيه عارف


وفيه من الإغضاء ما ليس بالمجد
على خالد القسري إذ كان عاملاً


لمروان هذا قول من ليس ذا نقد
فإجماع أهل العلم من بعد قتله


على أنه مستوجب ذاك بالحد
وقد شكروا هذا الصنيع لخالد


كما هو معلوم لدى كل مستهدي
وما أحد في عصر خالد لم يكن


يرى قتله بل قرروا ذاك عن قصد
وأحسن قصد رامه خالد الرضى


بذلك وجه الله ذي العرش والمجد
وقد ذكر ابن القيم الثقة الرضى


على ذاك إجماع الهداة ذوي الرشد
وذلك لا يخفى على كل عالم


فقد قال بالكفر الصريح على عمد
وأظهر هذا لقول بل كان داعياً


ولا شك في تكفيره عند ذي النقد
فدعنا من التمويه فالحق واضح


وإجماع أهل العلم كالشمس مستبد
وما كان قصداً سيئاً قتل خالد


لجعد عدو الله ذي الكفر والجحد
كما قلته ظناً وإفكا وفرية


على أنه قد غار الله من جعد
فنال به شكراً وفوزاً ورفعة


فترجو له الزلفى إلى جنة الخلد
ودعواك في الإجماع إنكار أحمد


فذاك لأمر قد عناه من الضد
يرون أموراً محدثات ويذكروا


على ذلك الإجماع من غير ما نقد
فأنكره لا مطلقاً فهو قد حكى


على بعض ما يرويه إجماع من يهدي
كما ذكر ابن القيم الأوحد الذي


أتى بنفيس العلم في كل ما يبد
على قتل جعد في قصيدته التي


أبان بها شمس الهداية والرشد
وفيها حكى الإجماع في غير موضعٍ


وفي غيرها من كتبه عن ذوي النقد
وقد كان من سادات أصحاب أحمد


ويحكى من الإجماع أقوال ذي المجد
وقد ذكر الإجماع بعض ذوي النهى


فسل عنه أهل للإصابة من نجد
وذلك لا يخفى لدى كل عالم


ففي كتب الإجماع ذلك بلا عد
فما وجه هذا الاعتراض بنفسه


وقد كان معلوماً لدى كل مستهد
كدعواه في أن الصحابة أجمعوا


على قتلهم والسبي والنهب والطرد
لمن لزكاة المال قد كان مانعاً


وذلك من جهل بصاحبه يردي
وقولك فيما قاله الشيخ حاكياً


على ذلك الإجماع من غير ما جحد
وذلك في أن الصحابة أجمعوا


على قتلهم والسبي والنهب والطرد
لمن لزكاة المال قد كان مانعاً


نعم قد ذكرنا في الجواب وفي الرد
جوابك عما قد ذكرت مفصل


فرده تجد طعماً ألذ من الشهد
حكى ذاك عن شيخ الوجود أخي التقى


إمام الهدى السامي إلى ذروة المجد
وذاك أبو العباس أحمد ذو النهى


وفي ذاك ما يكفي لمن كان ذا رشد
وقولك إيهاماً كأنك عارف


وأنك ذو حق وفي الحق مستهد
فقد كان أصناف العصاة ثلاثة


كما قد رواه المسندون ذوو النقد
وقد جاهد الصديق أنصافهم ولم


يكفر منهم غير من ضل عن رشد
أقول لعمري ما أصبت ولم تسر


على منهج الصديق ذي الرشد والمجد
فسيرته مع صحب أحمد كلهم


مقررة معلومة عند ذي النقد
فكفر من قد آمنوا بطليحة


وبالأسود العتبي ذي الكفر والجحد
مسليمة الكذاب والكل كافر


سوى الأسدي لما أناب إلى الرشد
وطائفة قد أسلموا لكن اعتدوا


بمنع زكاة المال قصداً على عمد
فراجعة الفاروق فيهم معلا


فناظره الصديق ذي الجد والجهد
فآب إلى ما قد رآه وأجمعوا


جميعاً على قتل الغوات ذوي الطرد
وسموهمو أهل ارتداد جميعهم


وما فرقوا بين القر وذي الجحد
ولا بين من يدعو مع الله غيره


كما هو معلوم لدى كل مستهد
فإن كنت ذا علمٍ فعن صحب أحمد


أين ذلك التفريق بالسند المجد
وإلا فدعنا من خلاف مخالف


لإجماع أصحاب النبي ذوي الرشد
فما غيرهم أهدى طريقاً ولم يكن


يقاربهم تا الله ما الشوك كالورد
ومن رد إجماع الصحابة بالذي


يراه الخلوف القاصرون على عمد
فما ذاك إلاَّ من سفاهة رائه


ونقصانه في الدين والعقل والعقد
فما صح بعد الاجتماع اختلافهم


وكيف وقد كانوا جميعاً ذوي رشد
ودعنا من التأويل فهو ضلالةً


وليس له فينا مساغ ولا يجدي
كقولك إذا سموا هموا أهل ردة


فذلك تغليب وذا ليس بالمجدي
وقد كنت قبل الآن أحسب أنه


توهم صدق المفتري من ذوي الحقد
فلما تأملت النظام وجدته


مع الشرح في غي وبغي علا عمد
فما عرف الكفر المبيح لقتلهم


وسبى ونهب المال من غير مارد
ولا عرف الإسلام حقاً وكونه


لهم عاصماً من كل ما كان قد يردي
فيأيها الغاوي طريقة رشده


ثكلتك من غاو قفا إثر ذي حقد
وصدق ما يعتاده من توهم


بتلفيق تمويه وهمط بلا رشد
أفق عن ملام لا أبا لك لم يكن


بحق ولا صدق ولا قول ذي نقد
وقولك يا أعمى البصيرة بعد ذا


من الهمط في مزبور منك عن عمد
وهذا لعمري غير ما أنت فيه من


تجاربك من قتل لمن كان في نجد
فإنهموا قد بايعوك على الهدى


ولم يجعلوا لله في الدين من ند
وقد هجروا ما كان من بدعٍ ومن


عبادةٍ من حل المقابر في اللحد
فما لك في سفك الدما قط حجة


خف الله واحذر ما تسر وما تبد
وعامل عباد الله باللطف وادعهم


إلى فعل ما يهدي إلى جنة الخلد
ورد عليهم ما سلبت فإنه


حرام ولا تغتر بالعز والجد
ولا بأناس حسنوا لما ترى


فما همهم إلا الأثاث مع النقد
يريدون نهب المسلمين وأخذ


ما بأيديهموا من غير خوفٍ ولا حد
فراقب إله العرش من قبل أن ترى


صريعاً فلا شيء يفيد ولا يجدي
نعم واعلموا أني أرى كل بدعة


ضلالاً على ما قلت في ذلك العقد
ولا تحسبوا أني رجعت عن الذي


تضمنه نظمي القديم إلى نجد
بلى كل ما فيه هو الحق إنما


تجاريك من سفك الدما ليس من قصد
وتكفير أهل الأرض لست أقوله


كما قتله لا عن دليل به تهدي
وهأنا أبرا من فعالك في الورى


فما أنت في هذا مصيب ولا مهدي
ودونكما مني نصيحة مشفقٍ


عليك عسى تهدي لهذا وتستهدي
وتغلق أبواب الغلو جميعها


وتأتي الأمور الصالحات على قصد
وهذا نظامي جاءوا لله حجة


عليك فقابل بالقبول الذي أبدي
أقول لعمري ما أصبت ولم تكن


على منهج ينجيك عن زورك المردي
فقد كان شيخ المسلمين محمداً


على المنهج الأسنى وكان على الرشد
فسار على منهاج أحمد


ومنهج أصحاب النبي ذوي المجد
وما قاتل الشيخ الإمام محمد


سوى أمة حادوا عن الحق والقصد
ينادون زيداً والحسين وخالداً


ومن كان في الأجداث من ساكن اللحد
وقد جعلوا لله جل جلاله


نديداً تعالى الله عن ذلك الند
وقاتلهم لما أبوا وتمردوا


وقد شردوا عن دعوة الحق للضد
فعن أخذت الزور مما نظمته


وسطرته في الرق جهراً على عمد
أعن مربد من فر عن دين أحمد


وقد أشرقت أنواره في ربى نجد
وقد هاضه بل غاضه وأمضه


تلألؤ نور الحق من كوكب الرشد
وقد ألف المأفون ما كان قومه


عليه من الإشراك والجعل للند
ولما استجابوا واستقاموا على الهدى


تضايق لما لم يجد من له يجدي
ففروا بذي ترهات وضلة


يصد بها أهل الغواية واللد
عن الدين والتقوى ذوي الإفك والردى


وهيهات قد بان الرشاد لذي نقد
فقولك عمن صد عن دين أحمد


بتزويره إفكاً وبهتاً على عمد
فإنهموا قد بايعوك على الهدى


ولم يجعلوا لله في الدين من ند
تهور أفاك وتزوير مبطل


تجاري به الأغواء والحسد المردي
فما بايعوا بعد الضلال على الهدى


وقاتلهم حاشا وكلا فما تبدي
من الزور والبهتان ليس بثابت


وليس له أصل فدع عنك ما يردي
ولا هجروا ما كان من بدع ومن


عبادة من حل المقابر في اللحد
فلو آمنوا بالله من بعد غيهم


وتابوا عن الإشراك بالصمد الفرد
لما سفكت تلك الدماء وقتلوا


بلا حجة هذا من الكذب المردي
ولكنهم في غيهم وضلالهم


وطغيانهم لا يهتدون لمن يهدي
نعم كان منهم من أجاب تزندقاً


وحاد أخيراً عن موافقة الرشد
إلى الكفر والإشراك بالله جهرة


فقاتلهم عمداً وقصداً لذي القصد
فخاف من المولى عقوبة تركهم


على كفرهم حتى يفيئوا لما يبدي
وعامل أهل الحق باللطف والذي


يحيد عن الإسلام بالصارم الهند
وقد قام يدعوهم إلى الله برهةً


من الدهر لم يال اجتهاداً بما يبدي
وعاملهم باللطف والرفق داعياً


إلى فعل ما يهدي إلى جنة الخلد
فلما أبوا واستكبروا وتمردوا


عن الدين واستعدوا غواة ذوي جحد
احل بهم ما قد أحل نبيهم


بمن كفروا بالله من كل ذي طرد
إلى أن أنابوا واستجابوا وأذعنوا


لمن قام يدعوهم إلى منهج الرشد
فنالوا به عزاً وحمداً ورفعةً


ودان لهم بالدين من ضد عن جهد
وقولك فاردد ما نهبت تحكم


ثكلتك هل تدري غوائل ما تبدي
أيرجع أموالاً أبيحت بكفرهم


إليهم وهل هى مقالة ذي نقد
أهذا حرام ويل أمك أو أتى


بذلك وحي مسبتين لذي رشد
فلو أن ما تحكي من الزور كائن


لكان حراماً لا يباح ولا يجدي
وما عز شمس الدين في نصرة الهدى


تعه بالجاه والعز والجد
ولا بأناس حسنوا البغي بالهوى


ولا همهم إلا الأثاث مع النقد
كما قلته فيما تهورت قائلاً


بما لم يقل أهل الدراية في نجد
وما قلتموا بالمين من هذيانكم


كقولك تمويهاً على الأعين الرمد
يريدون نهب المسلمين أخذ ما


بأيديهموا من غير خوف ولا حد
ثكلتك هل هذي مقالة عالمٍ


تقيٌّ نقيٌّ عارف أو أخي رشد
أيرجع أموالاً إلى كل من دعا


سوى الله معبوداً من الخلق لا يجدي
ينادون زيداً طالبين برغبةٍ


ومن كان في الأجداث من ساكن اللحد
وتاجاً وشمساناً ومن كان يدعي


ولايته الجهال من غير ما عد
ويدعون أشجاراً كثيراً عديدةً


لعمري وأحجاراً تراد لذي القصد
وغاراً وقد آوت إليه بزعمهم


هنالك بنت للأمير على جهد
وقد رام منها فاسق أن يريدها


بسوء فعاد الغار منغلق السد
وكان لها المولى مجيراً وعاصماً


فيدعونه من أجل ذاك ذوو اللد
وفحال نخل يختلفن نساؤهم


إليه بإهداء القرابين عن عمد
إذا لم تلد أو لم تزوج ليعطها


بنين وزوجاً عاجلاً غير ذي صد
وكل قرى نجد بهن معابد


كثير بلا حد يحد ولا عد
فإن كان هذا ليس عندك مخرجاً


من الدين من يأتي به من ذوي الجحد
لأنهموا قد آمنوا بمحمد


عليه صلاة الله ما حن من رعد
ولا اعتقدوا فيمن دعوه بأنه


إله مع الرحمن ذي العرش والمجد
ولكنهم قوم أتوا بجهالة


وغرهم الشيطان ذو الغدر والطرد
فزين للجهال أن ذوي التقى


من الصلحا والأولياء ذوي الرشد
لهم شفعاء ينفعون وأنهم


يضرون هذا قوله عن ذوي اللد
فمن أجل هذا كان هذا اعتقادهم


كم اعتقد الكفار من قبل في الند
ولكن أولاء القوم ليسوا كمن مضى


فقد أثبتا التوحيد للواحد الفرد
فما الأوليا والصالحون لديهمو


بآلهةٍ حاشا فليسوا ذوي مجد
فهذا مقال القدم لا در دره


كما هو معلوم بين الشرح مستبد
فإن كان هذا ليس بالكفر جهرة


لذي الفدم أو كفر اعتقاد كما يبدي
فليس على نهج من الدين واضحا


وليس بذي علم وليس بذي رشد
وإن كان هذا غاية الكفر والردى


وأديان عباد القبور ذوي الجحد
فما بال هذا الطعن ويحك جهرا


على من محا تلك المعابد من نجد
وترميه بالبهتان والزور زاعماً


بأنك ذو نصح وتهدي وتستهدي
فهلا نصحت اليوم نفسك مزريا


عليها ومستعد عليها بما تبدي
لتنجو في يوم عظيم عصبصب


من الإفك والبهتان للعالم المهدي
فإنك قد أوغلت في الشر قائلاً


بما ليس معلوما لدى كل ذي نقد
وكل الذي قد قلت في الشيخ فرية


بلا مرية والحق كالشمس مستبدي
وأعجب شيء قوله بعد هذره


وتلفيقه زوراً من القول لا يجدي
ولا تحسبوا أني رجعت عن الذي


تضمنه نظمي القديم إلى نجد
بل كل ما به فيه هو الحق إنما


تجاريك من سفك الدماه ليس من قصد
أقول نعم كل الذي قال أولاً


هو الحق والتحقيق من غير مارد
وكل الذي قد قال في النظم أولاً


يعود على القول المزور بالهد
لمن كان ذا قلب خلي من الهوى


فقد عاش عصراً بعد ما قال في العقد
ولم يبد رداً أو رجوعاً عن الذي


تقدم أو طعناً بأوضاع ذي الحقد
إلى أن تقضى ذلك العصر كله


ولم يشتهر ما قيل من كل ما يبدي
وتصديق ذا أن الذي قال لم يكن


ولا صار هذا القتل والنهب في نجد
لمن بايعوا طوعاً على الدين والهدى


ولم يجعلوا لله في الدين من ند
وقد هاجروا ما كان من بدع ومن


عبادة من حل المقابر في اللحد
فصح يقيناً أن هذا مقول


على الحبر بحر العلم ذي الفضل والنقد
إذا تم هذا واستبان لمنصف


خلي من الأغراض ليس بذي حقد
ولا حسد قد غامر الغي قلبه


وصار به غل على كل ذي رشد
وأبصر في منظومته متأملاً


مقاصد ما قد رامه بالذي يبدي
وما قاله في الشرح من هذيانه


وتلفيقه مالا يفيد ولا يجدي
تيقن أن الشيخ كان على الهدى


وكان على نهج قويم من الرشد
فما جاء هذا الوغد فيما هدى به


بحق وتحقيق لدى كل ذي نقد
ولكن بتزوير وتأليف جاهل


ولو كان ذا علمٍ لأنصف في الرد
وجاء ببرهان وأقوم حجةٍ


تدل على ما قاله في الذي يبدي
وإن كان هذا النظم والشرح ثابتاً


عن السيد المشهور بالعلم والرشد
وأعني به البدر المنير محمد


ووافق أهل الزيغ والطرد والجحد
وصدق أهل الغي في هذيانهم


بما قاله نظماً ونثراً من الرد
وكان له في ذا ونوع من الهوى


وداخله شيء من الحسد المردي
فليس بمعصوم ولا شك أنه


بذلك قد أخطأ وجاء بما يردي
وعوقب بالهدر الذي قال حيث لم


يكن بصواب مستقيم ولا يجدي
وناقض ما قد قاله في اعتقاده


وما قاله فيما تقدم في العقد
وقد شاع هذا النظم عنه وشرحه


وساغ لدى قوم كثير ذوي حقد
فلا غرو من هذا ولا بدع بل له


بذلك أمثال كثير بلا عد
وماذا عسى لو قال ما قال جهرة


فقد كان قد أخطأ وحاد عن الرشد
وأنكر أهل العلم من كان جهبذ


عليه أموراً ظنها غاية الرشد
فقد رد صديق عليه وقد رأى


مقالته الشنعا فأحسن في الرد
وأنصف لما قال بالحق والهدى


وجاء بتبيان يلوح لذي النقد
ورد الأباطيل التي قد أتى بها


وألقها في شرح منظومه المردي
وخالف ما قد قاله كل عالم


محق ويدري الحق ليس بذي لد
وقد قال قوم من ذوي الغي والردى


كما قاله هذا المبهرج عن قصد
وقد زعموا أن الإمام محمداً


يكفر أهل الأرض طراً على عمد
ويقتلهم من غير جرمٍ تجبراً


ويأخذ أموال العباد بلا حد
ومن لم يطعه كان بالله كافراً


إلى غير هذا من خرافات ذي اللد
وقد أجلبوا من كل أرب ووجهة


وصالوا بأهل الشرك من كل ذي حقد
فبادوا وما فادا وما أدركوا المنى


وآبوا وقد خابوا وحادوا عن الرشد
وأظهره المولى على كل من بغى


عليه وعاداه بلا موجب يحدي
وأظهر دين الله بعد انطماسه


وأعلى له الأعلام عالية المجد
وساعده في نصرة الدين والهدى


أئمة عدلٍ مهتدون ذوو رشد
وقد نال مجداً أهل نجد ورفعة


بآل سعود واستطالوا على الضد
بإظهار دين الله قسراً ودعوةً


إلى الله بالتقوى وبالصارم الهند
وقام بهذا الأمر من بعد من مضى


بتوهم وقد ساروا على منهج الرشد
وقد جاهدوا أعداء دين محمد


وقد جرهم قوم طغاة إلى نجد
لكي يطمسوا أعلام سنة أحمد


ويعلو بها أهل الردى من ذوي الجحد
وقد جهدوا في محو أعلامه العلى


وإطفاء أنوار له غاية الجهد
فما نال من عاداهموا من ذوي الردى


مناهم فباءوا بالخسارة والطرد
ونال ذوو الإسلام عزاً ورفعة


ومجداً بنصر الدين والكسر للضد
فلا زال تأييد الإله يمدهم


بنصرٍ وإسعافٍ على كل ذي حقد
وإزكا صلاةٍ يبهر المسك عرفها


على السيد المعصوم أفضل من يهدي
وأصحابه والآل مع كل تابعٍ


وتابعهم والتابعين على الرشد
سليمان بن سحمان

ريحانة شمران
06-22-2024, 01:17 PM
لك الحمد اللهم يا واسع المجد
لك الحمد اللهم يا واسع المجد


ولا الله أولى بالجميل وبالحمد
لك الحمد يا منان يا واسع العطا


لك الحمد حمداً ليس يحصى بلا حد
لقد من مولانا علينا بلطفه


وإحسانه والله ذو المد والمجد
لقد جاءنا لأعداء على حين غفلة


وفي هجعة من آخر الليل بالجرد
على عدة منهم وشدة أهبة


وغيظ وإبعاد عنيف بما يرد
وما كان منا عالم بمجئيهم


إلينا ولا كنا على أهبة تجدي
فجاء الطغاة المعتدون بخيلهم


وجندهم المخذول يمشي على وخد
إلى أن غشوا كل البلاد وأحدقوا


بإرجائها واستنجدوا كل ذي كمد
يريدون أن يسطو على البلد التي


أبى الله أن تسطو به غارة الضد
فنبها الله اللطيف بفضله


ورحمته حتى كأنا على وعد
فثرنا كآساد الشرى نبتغي الوغا


إلى السور والأبواب نعدو بلا وعد
فلله من جند أسود ضراغم


يسومون في الهيجا نفوساً بلا نقد
مساعير في الهيجا مداعيس في الوغا


ليوث شرا من طبعها الفتك بالضد
فلما استحسر المعتدون بأننا


شعرنا بهم هابوا القدوم على الجند
ولو قدموا لألقوا رجالاً أعزة


قد اعتقلوا بالسمهري وبالهند
وبالصمع حول السور دون نفوسهم


وأموالهم والمحصنات بما يردي
فولوا على الأعقاب لم يدركوا المنى


وصار لهم شأن سوى مرتما القصد
وهمتهم أخذ الحمير وما عسى


يكون لهم فيها من العز والحمد
وساورهم منا أناس أماجد


قليلون كالآساد لكن بلا وعد
ومن غي أمر بالخروج إليهمو


على أهبة تنكى العدو بما يردي
فسددهم ربي وأظفرهم به


وأجلوهمو منها على كثرة الجند
وفي قل منا وفي حين غفلة


وعن كثرة منهم على أهبة تجدي
فكر على الأعقاب نحو بنوده


وثقلته قد آب بالخزي والكمد
وقد قتلت أجناده وأصابه


من العقر الخيل المطهمة الجرد
بما فل منه الحد فانثل عرشه


وصار إلى إفساد زرع وفي وقد
ولما أراد الله إظهار عجزه


وخذلانه سار العدو على عمد
لشحم وتخريب وإفساد حرثنا


وقطع معاش المسلمين ذوي الحمد
ولكنهم والحمد لله وحده


أصابهمو رعب شديد من الجند
فلم يتمكن جنده من مرامهم


وكف اكف الظالمين ذوي الكمد
عن الجد غير ثمار فضل ونعمة


من الله مولانا فشكراً لذي الحمد
وقد أيقنوا أنا سنغدو عليهم


وقد حذروا منا وإن كان لا يجدي
وهل حذر يجدي عن القدر الذي


يسابق علم الله قد كان مستبدي
فأخرج نحو المفسدين إمامنا


أناساً قليلاً يعتدون على الضد
فوافوهمو قبل الغروب فأمطروا


عليهم بصوب المارتين التي ترد
فولوا على الأعقاب نحو خيامهم


وما أحد يلوي على حد يجدي
وقد قتلوا منهم أناساً وأثروا


جراحاً كثيراً فات عن حصر ذي حد
وقد صح أن القتل من غير مرية


ثلاثون نفساً بل يزيدون في العد
فأصبح مرعوب الفؤاد مرزءاً


وخالجه رعب فآب على كمد
وفر هزيماً آخر الليل مجنباً


كسراً ذليلاً خائب الظن والقصد
فلله رب الحمد والشكر والثنا


على لطفه فيما نسر وما نبدي
فيا نجل سادات الملوك ذوي التقى


ومن فاق في جود أطيد وفي مجد
عليك بشكر الله والحمد والثنا


وإظهار دين الله جهراً على عمد
وإعزاز أهل الدين واللطف بالورى


وعفو من الجاني المسيء بلا قصد
وبالحزم في كل الأمور فإنما


تنال المنى بالحزم والعزم والمجد
ومن جرب الأشياء يكفيه ما جرى


ومن لم يجربها يعض على اليد
ومن لم تنبهه الحوادث بالذي


يحاذره يوماً يكون على كمد
وشاور إذا ما رمت أمراً تريده


فبالحزم والشورى تنل غاية القصد
ولا تتكل يوماً على رأي عاجز


يميل إلى الإخلاد ليس بذي رشد
ويا ملكاً فاق الملوك بحسن ما


يروم من الإعزاز للدين عن جهد
ليهنك يا شمس البلاد وبدرها


بنيل المنى والفوز بالعز والمجد
ويا عابد الرحمن يا من سمت به


مآثر أبا كرام ذوي سعد
ملكت فاسجح وابذل العفو والندى


فبالعدل تنجو في غد نائل القصد
حنانيك راع الله فيمن رعيته


وكن حازماً فيما تسر وما تبد
لقد كنت يا شمس البلاد مسدداً


ورائك محمود وعقباك للحمد
فلازلت وطأ على هامة العدا


لك النقض والإبرام في الحل والعقد
ولازلت مسرور الفؤاد مؤيداً


وضدك في كبت وكمت وفي ضهد
فمن مبلغ عبد العزيز وجنده


ومن معه أنا علونا على الضد
وما نال إلا الخزي والعار والردى


وولى على الأعقاب منكسر الحد
ليهنيك يا عبد العزيز به الذي


قد اعتز أهل الدين من كل ذي رشد
وأكمد أكباداً وأوهى ذوي الردى


ومن به المولى علينا من المجد
ونصر على الأعداء وهزم جنودهم


فما شم إلاَّ عن الرشد في بعد
وما شم إلا عداة ذوي الهدى


وأنصار أعداء الهدى وذوي الجحد
فسر نحو أعداء الشريعة قاصداً


بهمتك العليا ولا تأل في الجهد
إلى شم أعداء دين محمد


ذوي الغدر والمكر المجرد عن رشد
وجر عليهم جحفلاً بعد جحفل


وراهبمو بالصافنات وبالجرد
فإنك منصور عليهم مؤيد


وعندهمو من بأسك الخبر المردي
من الذعر والإرعاب ما قد أخافهم


وصيرهم كيما يفرون من بعد
وأحسن ما يحلو به الختم أننا


نصلي على المعصوم أزكى ذوي المجد
وأصحابه والآل ما هبت الصبا


وتابعهم والتابعين على الرشد
سليمان بن سحمان

ريحانة شمران
06-22-2024, 01:17 PM
تعلم ففي العلم الشريف فوائد
تعلم ففي العلم الشريف فوائد


يحن لها القلب السليم الموفق
فمنهن رضوان الإله وجنة


وفوز وعز دائم متحقق
وعن زمرة الجهال إن كنت صادقاً


بعلمك تنجو يا أخي وتسمق
فكن طالباً للعلم إن كنت حازماً


وإياك إن رمت الهدى تتفوق
ففي العلم ما تهواه من كل مطلب


وطالبه بالنور والحق يشرق
فإن رمت جاهاً وارتفاعا ورتبةً


ففي العلم ما تهدي له ويشوق
وإن رمت مالاً كان في العلم كسبه


ففز بالرضا واختر لما هو أوفق
وأحسن في الدارين عقباً ورفعة


فبادر فإني صادق ومصدق
وفي الجهل قبل الموت موت لأهله


ويوم اللقى نار تلظى وتحرق
سليمان بن سحمان

ريحانة شمران
06-22-2024, 01:18 PM
لله عيش تقضى بالمسرات
لله عيش تقضى بالمسرات


وسلوة وانشراحات وخيرات
والقلب ذو رغد فيه وذو دعة


قد انقضى بسعادات وراحات
ولم يقاسي من الأهوال فادحة


ولا أستهين بلوعات وروعات
في كل يوم أقاسي شدة وعنا


بعد الذي كان في عصر المسرات
استغفر الله عما كان من زلل


ومن خطأ تخطا بالمصيبات
وليس إلا إلى الرحمن منتجعي


فهو العليم بأحوالي ونيات
وهو الرحيم وملجأ من يلوذ به


الكاشف الغم القاضي لحاجات
وقد مددت حبالي راجياً فرجاً


ومنشدأ قيل داع ذي امتحانات
فقلت مشتكياً ما قال مبتهلاً


بالله مرتجياً تفريج أزمات
فصل حبالي وأوصالي بحبلك يا


ذا الكبرياء وحقق فيك رغباتي
أنا الذليل أنا المسكين ذو شجن


أنا الفقير إلى رب السموات
أنا الكسير أنا المحتاج يا أملي


جد لي بفضلك واعف عن خطيات
أنا الغريب فلا أهل ولا وطن


أنا الوحيد فكن لي في ملمات
أنا العبيد الذي مازلت مفتقراً


إليك يا سيدي في كل حالات
لا أستطيع لنفسي جلب منفعة


ولا عن النفس لي دفع المضرات
مالي سواك ولا لي عنك مصرف


ذكراك في القلب قرآني وآيات
أنت القدير على جبري بوصلك لي


أنت العليم بأسرار الخفيات
أدعوك يا سيدي يا مشتكى حزني


يا جابري يا مغيثي في مهمات
فانظر إلى غربتي وارحم ضنا جسدي


يا راحم الخلق يا باري البريات
وقد دهيت فلم يسمع وقلت فما


أجدى لدى ناصري فاسمع شكايات
أنت المغيث وأنت المستعان ولا


تخفى عليك إراداتي وغايات
وناصري غاضني بل هاضني وشفا


أوغار قوم بغوا وأعظم لوعات
يا قادراً قاهراً من كان ذا عنت


أنت القدير لقهر الظالم العات
وقد جشيت فقلبي لا يصاحبني


من عظم هول الخطوب الماجريات
وقول هذا الورى قد أدخلوه وكم


قد أخرجوه لمرات عديدات
لما انصرت وعن نفسي دفعت إذاًَ


وقد ظلمت بأنواع الجنايات
يا رب فاغفر لمن لم يدر ما قصدا


وما أراد الأعادي من مضرات
وأنت يا سيدي يا منتهى أملي


تدري وتعلم مقصودي ونيات
والراحم الكافل الكافي لا آمله


الماجد الغافر الماحي لزلات
وما اقترحت وما قد كنت مجترحاً


من الذنوب فإني ذو الخطيات
وابسط بفضلك لي ما كنت آمله


يا من له الفضل محضاً في البريات
ومن له الجود والموجود أجمعه


والخلق والأمر ثم الكائن الآتي
وعبدك المشتكي والمرتجي فرجاً


لاطفه وارحمه واخفف بالعنايات
وصل يا رب ما هب النسيم وما


غنى الحمام على أفنان أيكات
على النبي الأمين المصطفى شرف


والآ والصحب أصحاب الكرامات
سليمان بن سحمان

ريحانة شمران
06-22-2024, 01:18 PM
ألا قل لأهل الجهل من كل من قد طغى
ألا قل لأهل الجهل من كل من قد طغى


على قلبه رين من الريب والعمى
لعمري لقد أخطأتمو إذ سلكتموا


طريقة جهل غيها قد تجهما
أيحسب أهل الجهل لما تعسفوا


وجاءوا من العدوان أمراً محرما
بأن حمى التوحيد ليس بربعه


ولا حصنه من يحميه أن يهدما
وظنا سفاهاً أن خلا فتواثب


ثعالب ما كانت تطافي بني الحما
أيحسب أعمى القلب أن حماته


غفاة فما كانوا غفاة ونوما
فإن كان فدم جاهل ذو غباوة


رأى سفهاً من رأيه إن تكلما
يقول من الجهل المركب خاله


صواباً وقد قال المقال المذمما
سنكشف بالبرهان غيهب جهله


ويعلم حقاً أنه قد توهما
ونظهر من عوراته كل كامن


ليعلم أن قد جاء إفكاً ومأتما
رويداً فأهل الحق ويحك في الحما


وقد فوقوا نحو المعادين أسهما
وتلك من الآيات والسنن التي


هي النور إن جن الظلام وأجهما
فيا من رأى نهج الضلالة نيرا


ومهيع أهل الحق والدين مظلما
لعمري لقد أخطأت رشدك فاتئد


وراجع لما قد كان أقوى وأقوما
من المنهج الأسنى الذي صار نوره


ودع طرقاً تفضي إلى الكفر والعمى
وملة إبراهيم فاسلك طريقها


وعاد الذي عاداه إن كنت مسلما
ووال الذي والى وإياك لا تكن


سفيهاً فتحظى بالهوان وتندما
أف الدين يا هذا مساكنة العِدا


بدارٍ بها الكفرُ ادلهم وأجمها
وأنت بدارالكفر لست بمظهرٍ


لدينك بين الناس جهراً ومعلما
أي كتاب أم بأية سنة


أخذت على هذا دليلاً مسلما
وإن الذي لا يظهر الدين جهرةً


أبحت له هذا المقام المحرما
إذا صام أو صلى وقد كان مبغضاً


وبالقلب قد عادى ذوي الكفر والعمى
ثكلتك هل حدثت نفس مرة


بملة إبراهيم أم كنت معدما
ففي الترمذي من النبي محمداً


برئ مخن المرء الذي كان مسلما
يقيم بدار أظهر الكفر أهلها


يا ويح من قد كان أعمى وأبكما
أما جاء آيات تدل بأنه


إذا لم يهاجر مستطيع فإنما
جهنم مأواه وساءت مصيره


سوى عاجز مستضعف كان معدا
فهل عندكم علم وبرهان حجة


لتدفع نصاً ثابتاً جاء محكما
ولكنما الأهواء تهوى بأهلها


فويل لمن ألوت به تألما
ألا فأفيقوا وراجعوا وتندموا


وفيئوا فإن الرشد أولى من العمى
وظني بأن الحب لله والولا


عليه تولى عنكمو بل تضرما
وحبكم الدنيا وإيثار جمعها


على الدين أضحى أمره قد تحكما
لذلك داهنتم وواليتم الذي


بأوضاء أهل الكفر قد صار مظلما
وجوزتمو من جهلكم لمسافرٍ


إقامته بين الغواة تحكما
بغير دليل قاطع بل بجهلكم


وتلبيس أفاك أراد التهكما
وقد قلتمو في الشيخ من شاع فضله


وأنجد في كل الفنون وأنهما
إمام الهدى عبد اللطيف أخي التقى


فقلتم من العدوان قولاً محرما
مقالة فدم جاهل متكلف


يرى أنه كفو فقال من العمى
ينفر بل قلتمو من غبائكم


يشدد أو قلتم أشد وأعظما
وليس يضر السحب في الجو نابح


وهل كان إلا بالإغاثة قد هما
فيدعو له من كان يحيا بصوبه


وينجو من كان أعمى وأبكما
أيدعى لتنفير وهو الذي له


رسائل لم يعلم بها من توهما
يؤنب فيها من رأى منه غلظةً


ويأمر أن يدعى بلين ويحلما
وينسب للتشديد إذ كان قد حما


حمى الملة السمحاء أن لا تهدما
وغار عليها من أناس ترخصوا


وقد هونوا ماحقه أن يعظما
وقد فتحوا باب الوسائل جهرة


وقد جهلوا الأمر الخطير المحرما
فلو كنتمو أعلى وأفضل رتبة


وأذكى وأتقى أو أجل وأعلما
يشار إليكم بالأصابع أو لكم


من العلم ما فقتم به من تقدما
لكنا عذرناكم وقلنا أئمة


جهابذة أدرى وأحوى وأفهما
ولكنكم من سائر الناس مالكم


من العلم ما فقتم به من تعلما
ومن أصغر الطلاب للعلم بل لكم


مزية جهل غيها قد تجهما
لذلك أقدمتم لفتح وسائل


وقد سدها من كان بالله أعلما
ثكلتكم هل حدثتكم نفوسكم


بخرق سياج الدين عدوا ومأثما
وإن الحماة الناصرين لربهم


وللدين قد ماتوا فمن شاء أقدما
على ما يشاء من كل أمرٍ محرم


وليس له من وازع إن تكلما
وإن حمى التوحيد أقفر رسمه


فقلتم ولم تخشوا عتاباً ومنقما
فنحن إذاً والحمد لله لم نزل


على ثغرة المرمى قعودا وجثما
ألا فاقبلوا منا النصيحة واحذروا


وفيئوا إلى الأمر الذي كان أسلما
وإلا فإنا لا نوافق من جفا


ويسعى بأن يوطا الحما أو يهدما
كما أننا لا نرتضي جور من غلا


وزاد على المشروع إفكاً ومأثما
ويا مؤثر الدنيا على الدين إنما


على قلبك الران الذي قد تحكما
وعاديت بل والتي فيها ولم تخف


عواقب ما تجني وما كان أعظما
خلياً من المال الذي قد جمعته


وفارقت أحباباً وصرت أعظما
ولما تقدم ما ينجيك في غدٍ


من الدين ما قد كان أهدى وأسلما
وذلك بأن تأتى بدين محمد


وملة إبراهيم إن كنت مسلما
توالى على هذا وترجو بحبهم


رضى الملك العلام إذ كان أعظما
وتبغض من عادى وترجو ببغضهم


من الله إحساناً وجوداً ومغنما
فهذا الذي نرضى لكل موحدٍ


ونكره أسباباً ترده جهنما
وصل إلهي ما تألق بارقٌ


على المصطفى من كان بالله أعلما
وآل وأصحاب ومن كان تابعاً


وتابعهم ما دامت الأرض والسما
سليمان بن سحمان

ريحانة شمران
06-22-2024, 01:18 PM
لك الحمد اللهم يا واسع المجد

https://poetsgate.com/img/divider_1.png
لك الحمد اللهم يا واسع المجد


ولا الله أولى بالجميل وبالحمد
لك الحمد يا منان يا واسع العطا


لك الحمد حمداً ليس يحصى بلا حد
لقد من مولانا علينا بلطفه


وإحسانه والله ذو المد والمجد
لقد جاءنا لأعداء على حين غفلة


وفي هجعة من آخر الليل بالجرد
على عدة منهم وشدة أهبة


وغيظ وإبعاد عنيف بما يرد
وما كان منا عالم بمجئيهم


إلينا ولا كنا على أهبة تجدي
فجاء الطغاة المعتدون بخيلهم


وجندهم المخذول يمشي على وخد
إلى أن غشوا كل البلاد وأحدقوا


بإرجائها واستنجدوا كل ذي كمد
يريدون أن يسطو على البلد التي


أبى الله أن تسطو به غارة الضد
فنبها الله اللطيف بفضله


ورحمته حتى كأنا على وعد
فثرنا كآساد الشرى نبتغي الوغا


إلى السور والأبواب نعدو بلا وعد
فلله من جند أسود ضراغم


يسومون في الهيجا نفوساً بلا نقد
مساعير في الهيجا مداعيس في الوغا


ليوث شرا من طبعها الفتك بالضد
فلما استحسر المعتدون بأننا


شعرنا بهم هابوا القدوم على الجند
ولو قدموا لألقوا رجالاً أعزة


قد اعتقلوا بالسمهري وبالهند
وبالصمع حول السور دون نفوسهم


وأموالهم والمحصنات بما يردي
فولوا على الأعقاب لم يدركوا المنى


وصار لهم شأن سوى مرتما القصد
وهمتهم أخذ الحمير وما عسى


يكون لهم فيها من العز والحمد
وساورهم منا أناس أماجد


قليلون كالآساد لكن بلا وعد
ومن غي أمر بالخروج إليهمو


على أهبة تنكى العدو بما يردي
فسددهم ربي وأظفرهم به


وأجلوهمو منها على كثرة الجند
وفي قل منا وفي حين غفلة


وعن كثرة منهم على أهبة تجدي
فكر على الأعقاب نحو بنوده


وثقلته قد آب بالخزي والكمد
وقد قتلت أجناده وأصابه


من العقر الخيل المطهمة الجرد
بما فل منه الحد فانثل عرشه


وصار إلى إفساد زرع وفي وقد
ولما أراد الله إظهار عجزه


وخذلانه سار العدو على عمد
لشحم وتخريب وإفساد حرثنا


وقطع معاش المسلمين ذوي الحمد
ولكنهم والحمد لله وحده


أصابهمو رعب شديد من الجند
فلم يتمكن جنده من مرامهم


وكف اكف الظالمين ذوي الكمد
عن الجد غير ثمار فضل ونعمة


من الله مولانا فشكراً لذي الحمد
وقد أيقنوا أنا سنغدو عليهم


وقد حذروا منا وإن كان لا يجدي
وهل حذر يجدي عن القدر الذي


يسابق علم الله قد كان مستبدي
فأخرج نحو المفسدين إمامنا


أناساً قليلاً يعتدون على الضد
فوافوهمو قبل الغروب فأمطروا


عليهم بصوب المارتين التي ترد
فولوا على الأعقاب نحو خيامهم


وما أحد يلوي على حد يجدي
وقد قتلوا منهم أناساً وأثروا


جراحاً كثيراً فات عن حصر ذي حد
وقد صح أن القتل من غير مرية


ثلاثون نفساً بل يزيدون في العد
فأصبح مرعوب الفؤاد مرزءاً


وخالجه رعب فآب على كمد
وفر هزيماً آخر الليل مجنباً


كسراً ذليلاً خائب الظن والقصد
فلله رب الحمد والشكر والثنا


على لطفه فيما نسر وما نبدي
فيا نجل سادات الملوك ذوي التقى


ومن فاق في جود أطيد وفي مجد
عليك بشكر الله والحمد والثنا


وإظهار دين الله جهراً على عمد
وإعزاز أهل الدين واللطف بالورى


وعفو من الجاني المسيء بلا قصد
وبالحزم في كل الأمور فإنما


تنال المنى بالحزم والعزم والمجد
ومن جرب الأشياء يكفيه ما جرى


ومن لم يجربها يعض على اليد
ومن لم تنبهه الحوادث بالذي


يحاذره يوماً يكون على كمد
وشاور إذا ما رمت أمراً تريده


فبالحزم والشورى تنل غاية القصد
ولا تتكل يوماً على رأي عاجز


يميل إلى الإخلاد ليس بذي رشد
ويا ملكاً فاق الملوك بحسن ما


يروم من الإعزاز للدين عن جهد
ليهنك يا شمس البلاد وبدرها


بنيل المنى والفوز بالعز والمجد
ويا عابد الرحمن يا من سمت به


مآثر أبا كرام ذوي سعد
ملكت فاسجح وابذل العفو والندى


فبالعدل تنجو في غد نائل القصد
حنانيك راع الله فيمن رعيته


وكن حازماً فيما تسر وما تبد
لقد كنت يا شمس البلاد مسدداً


ورائك محمود وعقباك للحمد
فلازلت وطأ على هامة العدا


لك النقض والإبرام في الحل والعقد
ولازلت مسرور الفؤاد مؤيداً


وضدك في كبت وكمت وفي ضهد
فمن مبلغ عبد العزيز وجنده


ومن معه أنا علونا على الضد
وما نال إلا الخزي والعار والردى


وولى على الأعقاب منكسر الحد
ليهنيك يا عبد العزيز به الذي


قد اعتز أهل الدين من كل ذي رشد
وأكمد أكباداً وأوهى ذوي الردى


ومن به المولى علينا من المجد
ونصر على الأعداء وهزم جنودهم


فما شم إلاَّ عن الرشد في بعد
وما شم إلا عداة ذوي الهدى


وأنصار أعداء الهدى وذوي الجحد
فسر نحو أعداء الشريعة قاصداً


بهمتك العليا ولا تأل في الجهد
إلى شم أعداء دين محمد


ذوي الغدر والمكر المجرد عن رشد
وجر عليهم جحفلاً بعد جحفل


وراهبمو بالصافنات وبالجرد
فإنك منصور عليهم مؤيد


وعندهمو من بأسك الخبر المردي
من الذعر والإرعاب ما قد أخافهم


وصيرهم كيما يفرون من بعد
وأحسن ما يحلو به الختم أننا


نصلي على المعصوم أزكى ذوي المجد
وأصحابه والآل ما هبت الصبا


وتابعهم والتابعين على الرشد

سليمان بن سحمان

ريحانة شمران
06-22-2024, 01:21 PM
يا تاركاً لمراضي الله أوطاناً
يا تاركاً لمراضي الله أوطاناً


وسالكاً في طريق العلم أحزاناً
كن باذل الجد في علم الحديث تنل


كل العلوم وكن بالأصل مشتانا
فالعلم أفضل مطلوب وطالبه


من أكمل الناس ميزاناً ورجحاناً
والعلم نور فكن بالعلم معتصماً


إن رمت فوزاً لدى الرحمن مولانا
وهو النجاة وفيه الخبر أجمعه


والجاهلون أخف الناس ميزانا
والعلم يرفع بيتاً كان منخفضاً


والجهل يجحفظه لو كان ما كانا
وأرفع الناس أهل العلم منزلة


وأوضع الناس من قد كان حيرانا
لا يهتدي لطريق الحق من عمه


بل كان بالجهل ممن نال خسرانا
تلقاه بين الورى بالجهل منكسراً


لا يدر ما زان في الناس أو شانا
والعلم يرفعه فوق الورى درجاً


والناس تعرفه بالفضل إذعانا
وطالب العلم إن يظفر ببغيته


ينال بالعلم غفراناً ورضواناً
فاطلبه لله لا للجاه مرتجياً


فضلاً وفوزاً وإحساناً وإيمانا
واطلبه مجتهداً ما عشت محتسباً


لا تبتغي بدلاً إن كنت يقظانا
من ناله نال في الدارين منزلة


أو فاته نال خسراناً ونقصاناً
ويا ذل الجد في تحصيله زمناً


ولم يكن نال بعد الجد عرفانا
فلن يضيع له سعيٌ ولا عملٌ


عند الآله ولا يوليه خسرانا
فطالب العلم إن أصفى سريرته


ينال من ربنا عفواً وغفرانا
فالعلم يرفعه في الخلد منزلةً


والجهل يصليه يوم الحشر نيرانا
والجهل في هذه الدنيا ينقصه


واللم يكسوه تاج العز إعلانا
وإن ترد نهج هذا العلم تسلكه


أو رمت يوماً لم قد قلت برهانا
فالق سمعاً لما أبدى وكن يقظاً


ولا تكن غافلاً عن ذاك كسلانا
قد ألف الشيخ في التوحيد مختصراً


يكفي أخا اللب إيضاحاً وتبيانا
فيه البيان لتوحيد الإله بما


قد يفعل العبد للطاعات إيمانا
حباً وخوفاً وتعظيماً له وجا


وخشية منه للرحمن إذعانا
كذاك نذراً وذبحاً واستغاثتنا


والاستعانة بالمعبود مولانا
وغير ذلك مما كان يفعله


لله من طاعة سراً وإعلانا
وفيه توحيدنا رب العباد بما


قد يفعل الله أحكاماً وإتقاناً
خلقاً ورزقاً وإحياءً ومقدرةً


بالاختراع لما قد شاء أو كانا
ويخرج الأمر عن طوق العباد له


وذاك من شأنه أعظم به شانا
وفيه توحيدنا الرحمن إن له


صفاةُ مجد وأسماء لمولانا
تسع وتسعون اسماً غير ما خفيت


لا يستطيع لها الإنسان حسبانا
مما به استأثر الرحمن خالقنا


أو كان علمه الرحمن إنسانا
نمرها كيف جاءت لا نكفيها


بل لا نؤلها تأويل من مانا
وفيه تبيان إشراك يناقضه


بل ما ينافيه من كفران من خانا
او كان يقدح في التوحيد من بدع


شنعاء أحدثها من كان فتانا
او المعاصي التي تزري بفاعلها


مما ينقص توحيداً وإيمانا
فساق انواع توحيد الإله كما


قد كان يعرفه من كان يقظانا
وساق فيه الذي قد كان ينقصه


لتعرف الحق بالأضداد إمعنا
مضمناً كل باب من تراجه


من النصوص أحاديثاً وقرآنا
الشيخ ضمنه ما يطمن له


قلب الموحد إيضاحاً وتبيانا
فاشدد يديك بهذا الأصل معتصماً


يورثك فيما سواه لله عرفانا
وانظر بقلبك في مبنى تراجمه


تلقى هنالك للتحقيق عنوانا
وللمسائل فانظر تلقها حكماً


يزداد منهن أهل العلم انقساما
وقل جزا الله شيخ المسلمين كما


قد شاد للملة السمحاء أركانا
فقام لله يدعو الناس مجتهداً


حتى استجاب له مثنى ووحدانا
ووحدوا الله حقاً لا شريك له


من بعد ما انهمكوا في الكفر أزمانا
وأصبح الناس بعد الجهل قد علموا


وطال ما هدموا للدين بغيانا
وأظهر الله هذا الدين وانتشرت


أحكامه في الورى من بعد أن كانا
بالجهل والكفر قد أرست معالمه


لا يعرف الناس إلا الكفر أزمانا
يدعون غير الإله الحق من سفه


ويطلبون من الأموات غفرانا
وينكسون لغير الله ما ذبحوا


وينذرون لغير الله قربانا
ويستغيثون بالأموات إن عظمة


وأعضلت شدة من حادث كانا
ويندبون لها زيداً ليشفيها


بل يندبون لها تاجاً وشمسانا
فزال عنا ظلام الكفر وانطمست


أعلامه واستزاد الدين إعلانا
بالله ثم بهذا الشيخ حين دعا


من صد أو ند عن توحيد مولانا
فليس من أحد يدعو وليجته


يوماً بنجد ولا يدعون أوثانا
بل الدعا كله والدين أجمعه


لله لا لسوى الرحمن إيمانا
فالله يعليه في الفردوس منزلة


فضلاً وجوداً وتكريماً وإحسانا
والله يوليه ألطافاً ومغفرة


ورحمة منه إحساناً ورضوانا
ثم الصلاة على المعصوم سيدنا


أزكى البرية إيماناً وعرفانا
ما ماض برق وما هبت النسيم وما


مس الحجيج لبيت الله أركانا
او قهقه الرعد في هدباء مدحته


أو ناح طير على الأغصان أزمانا
والآل والصحب ثم التابعين لهم


على المحجة إيماناً وإحساناً
سليمان بن سحمان

ريحانة شمران
06-22-2024, 01:21 PM
أبدر تبدى في دياجي الغياهب

https://poetsgate.com/img/divider_1.png
أبدر تبدى في دياجي الغياهب


أم الشمس ضاءت من خلال السحائب
بل الخل أضحت شمسه مستنيرة


وكوكب رشد طالع بعد غارب
على بلد الأفلاج أشرق سعده


فآبت لها الألطاف من كل جانب
هنيئاً لكم أهل العمار بمن له


مآثر تزهو كالنجوم الثواقب
هنيئاً لكم يا أهل ودي وشيعتي


هنيئاً بالمحب المصاحب
لقد سرنا أن جاء بعد اغترابه


وقد حاز ما يسمو به في المقانب
وآب بحمد الله أوبة من له


كما جاءنا عن مخبر بالعجائب
ذكاء وعلم بالحدث فحبذا


وهل غيره علم يراد لطالب
فإن تكن الأفلاج أطلع سعدها


بسعد لقد فازت بجم الرغائب
فأهلاً به أهلاً وسهلاً ومرحباً


على أنه أقصى المنا والمآرب
وأهلاً به من ألمعي مهذب


أخي ثقة في وده غير كاذب
تسامت به هماته فتألقت


سماة العلي من عليات المراتب
فشام إليها طرفه فسما لها


وللعلم يسمو أمشمعل المناقب
فمني سلام ما تألق بارق


وقهقه رعد في دياجي الغواهب
وما أنجمت جون السحائب في الفلا


وأومض في أفق من كواكب
سلام كعرف المسك يهدى إليكمو


وأحلى مذاقاً من زلال لشارب
تحية مشتاق على أن قلبه


وأحشاءه مكلومة بالنوائب
وما اندملت مني جراحات من بغى


علي بتأميل الأماني الكواذب
وقد صالح الأصحاب والألف والذي


أناضل عن أحسابهم كل ثالب
وخلفت في شأني فريداً موحداً


ولكنني لم أكترث بالمشاعب
وأصبح أعدانا كأن لم يكن جنو


علينا ولم يبدوا عضال المعائب
ومن لم يعاد من تعادى فإنما


محبته ممزوجة بالشوائب
نم تعادى فإنما


محبته ممزوجة بالشوائب
وإن يك قد صافى محبك من له


تعادى فقد عاداك من لم يجانب
ولم أر مكروهاً من الصحب غيرها


وأولاهمو لم نرتم بالمصائب
وصل على خير الأنام محمد


وأصحابه الغر الكرام الأطائب

سليمان بن سحمان

ريحانة شمران
06-22-2024, 01:22 PM
ألا قل لرب البيت من كان ناظماً
ألا قل لرب البيت من كان ناظماً


ستقرع أن لحد ترعوى سن نادم
لنهيك عن لبس الخواتم ضلت


بغير دليل مستبين لزاعم
نعم كان من هدي النبي محمد


وسنته الغراء لبس الخواتم
كما كان حقاً في الأحاديث كلها


وقد كان معلوماً لدى كل عالم
وفي الفقه مذكور بكل مصنف


وذلك في باب اللباس الشائم
فراجعه في تلك الدواوين تلقه


بتلك صريحاً مستبيناً لرائم
فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة


وإن كنت تدري فهي إحدى القواصم
فمن كان مستناً بهدى محمد


وأصحابه أهل النهى والمكارم
فذاك على نهج الدين والهدى


ولائمه والله لا بائم
وإن لم يكن حقاً من الدين لبسها


فابد دليلاً قاطعاً للخاصم
سليمان بن سحمان

ريحانة شمران
06-22-2024, 01:22 PM
لعمرك ما يدري الغبي بأنه
لعمرك ما يدري الغبي بأنه


أتى مورداً من مورد الشرك مظلما
ورد على ما شاد سنة أحمد


بأوضاعه اللاتي بها قد تكلما
وأعلى من الكفر الصريح معالماً


أشاد لها دحلان من كان أظلما
لترسو لها في قلب كل معطل


جهول وأفاك رسوماً وسلما
ويسعى بأن يدعى حسين وخالد


وزيد ومعروف من كان أعظما
ويدعى الرفاعي بل علي وحمزة


ويدعى لعمري العيدروس بكلفما
به يقصد الرحمن جل جلاله


فبعداً لأرباب الضلالة والعمى
وقد قام هذا الوغد منتصرا له


بلا حجة أدلى بها إذا تكلما
ولكن ببهتان وسبة مفتر


على علماء الدين ظلماً ومأثما
وأرخى عنان الجهل والظلم خالياً


من العقل والبرهان والشرع مأتما
ولو ظفر المخذول بالعلم والهدى


لأبداهما فوراً وما كان أحجما
ولكنه والحمد لله وحده


من العلم بالبرهان قد كان معدما
فحاد وأبدى ترهات وضيعة


وأقوال أعداء بها الإفك قد طما
وقد قام كالحرباء يرنو بطرفه


إلى الشمس عدواناً وبغياً ومأتما
وما ضر إلاَّ نفسه باعتراضه


ونصرته من كان أعمى وأبكما
وأنى لهذا الوغد علم بما به


يدان ويرجى فاطر الأرض والسما
ولو كان يدري ما هذي بضلاله


وسطر في أوراقه الجهل والعمى
ولكن أهل الزيغ في غمراتهم


فليس لهم عن مهيع الكفر مرتما
خفافيش أعشاها من الحق شمسه


وأعمها إشراقه إذ تبسما
فلما دجى ليل الضلالة أقبلت


وجالت وصالت حين حن وأظلما
أيحسب هذا الفدم والوغد أننا


غفلنا وما كنا غفاة ونق ما
سنضرب من هاماتهم كل قمحدٍ


ونبكم صنديداً تحدى وغمغم
ونشدخ بالبرهان يا فوخ إفكه


فيصبح مثلوغاً وقد كان مبهما
وما كان أهلاً أن يجاب لجهله


وهجنة ما أبداه لما تكلما
ولكن ليدري أن في الربع والحمى


رماة أعدوا للمعادين أسهما
ويعلم أنا لا نزال ولم نزل


على ثغرة المرمى قعوداً وجثما
وفي زعم هذا الأحمق الوغد أنه


وأصحابه أهل الهدى حين نسما
وأن ذوي الإسلام أهل ضلالة


وأهل ابتداع بئسما قال إذ رمى
ذوي الدين بالغي الذي هو أهله


وكان بما أبدى أحق وألوما
أيوصف بالإسلام من كان مشركاً


ويوصف بالإشراك من كان مسلما
لعمري لقد جئتم من القول منكراً


وزوراً وبهتاناً وأمراً محرما
فيا ويحه إن لم يتب من ضلاله


لسوف يرى جهراً ويصلى جهنما
فهذا اعتقاد الشيخ إذ كنت جاهلاً


بأحواله بل قلت زورا ومأثما
ولم تتحقق أو علمت وإنما


دعاك إلى ما قالته البغي والعمى
فلم تبصر الشمس المنيرة في الضحى


وأعشاك منها ضوؤها إذ تبسما
فحدق بعين القلب فيها مفكراً


وأتصف بحكم العدل إن كنت مسلما
فإن كان هذا أصل كل ضلالة


وكل فساد في الورى قد تجهما
وليس هو الدين الحنيفي الهدى


وكان لدى هذا ابتداعاً ومأثما
وليس اعتقاداً للأئمة كلهم


وآخرهم فيه قفا من تقدما
فقد خاب مسعى كل حبر وجهبذ


وقد سلكوا نهجاً من الغي مظلما
وكان هو الآني بكل فضيلة


وأصحابه أهل الضلالة والعمى
وعباد عبد القادر الحبر ذي النهى


وما في المعلى حيث كان من يرتمي
ويقصد بالأمر المحرم فعله


من الكفر والشرك الذي كان أظلما
وقبر ابن علوان الذي شاع ذكره


كذا البرعي والزيلعي إذ يعظما
وقبر ابن عباس وحوا وزينب


وقبر علي والحسين وكلما
على ظهرها من معبد لذوي الردى


ومشهد كفر غيه قد تعظما
لئن كان أصحاب الحديث ومن على


طريقتهم جاءوا ضلالاً محرما
وكانوا على غير الهدى لأتباعهم


يقيناً ولما يألفوا قط مأتما
فقد هزلت واخلولق الدين وانمحت


معالمه بين الورى إذ تهدما
فيا منصفاً بالله أية عصبة


على الدين والتوحيد إن كنت مسلما
فكن حاكماً بالحق لا متعصباً


وكم من أتى ظلماً وإفكماً محرما
أمتخذاً الأنداد لله جهرة


يحب كحب الله عبداً معظما
ويدعوه في كشف الملمات إن عرت


وتفريحه كرباً أضر وآلما
وجبر مهوض وانتصار على الهدى


وعز وإسعاف على كل من رمى
ويرجوه في جلب المنافع جملة


ويقصده فما أهم وأسأما
ويطلب منه الغوث بل يستعينه


إذا فادح الخطب ادلهم وأجمها
ويخشاه بل ينقاد بالذل رهبة


ومستصغراً بل مستكيناً مسلما
ينيب إلى من ليس يملك ذرة


ورغب في مأمول مأمنه يرتمي
وقد كان فيما نابه متوكلاً


عليه وينسى فاطر الأرض والسما
ويخضع منقاداً له متذللاً


ومستسلماً هذا هو الكفر والعمى
ويهرع بالمنذور والذبح لاجئاً


إليه بما أدى وأبدى وأعظما
أهذا أم العبد الذي ليس خائفاً


ولا راجياً إلا إلهاً معظما
مليكاًَ عظيماً قادراً منفرداً


معاذاً ملاذاً للعباد ومعصما
ويعلم أن الله لا رب غيره


هو الخالق الرزاق بل كان منعما
فأفعاله سبحانه وبحمده


تفرد عن ند بها وتعظما
فليس له فيها شريك ولا له


مثيل فيدعى أو نديد فيرتمى
كذلك لا يدعى ويلجا ويرتجي


بكشف ملم أو مهم تفخما
سواه فأنواع العبادة كلها


بأفعالنا لله قصداً تحتما
فأيهما أولى وأهدى طريقة


وأيهما باللوم قد كان ألوما
أهذا الذي أدى العبادات كلها


بأنواعها لله حقاً معظما
أم المشركون الجاعلون لربهم


عديلا فأنصف أينا كان أظلما
وقد كان فيما قد تقدم عبرة


لمن كان ذا قلب وقد كان مسلما
بأخبار أحبار ثقات أئمة


عن الشرك في الأقطار والظلم والعمى
وفي نجدنا من ذاك ما مر ذكره


وفي كل قطر منهل الكفر قد طما
فأظهر مولانا بفضل ورحمة


وجود وإحسان إماماً مفهما
تقيا نقياً المعيا مهذبا


نبيلاً جليلاً بالهدى قد ترسما
تبحر في كل الفنون فلم يكن


يشق له فيها غبار ولن وماه
وسباق غايات وطلاع أنجد


وبحر خضم إن تلاطم أو طما
فأكد للتوحيد ركناً مشيدا


وأرشد حيراناً لذاك وعلما
وحذر عن نهج الردى كل مسلم


وهذا من الإشراك ما كان قد سما
فأقوى وأوهى كل كفر ومعبد


بنجد وأعلى ذروة الحق فاستمى
وجادله الأحبار فيما أتى به


وكل امرئ منهم لدى الحق أحجما
وألزم كلا عجزه فتألبوا


عليه وعادوه عناداً ومأثما
فلم يخش في الرحمن لومة لائم


ولا صده كيد من القوم قد طما
وكل امرئ أبدى العداوة جاهداً


وبالكفر والتجهيل والبهت قد رمى
فأظهره المولى على كل من بغى


عليه وعاداه فما نال مغنما
وكيف وقد أبدى نوابغ جهلهم


فكم مقول منهم تحدى فأبكما
وألقمه بالحق والصدق صخرة


وكان إذا لاقى العداة عثمثما
وقد رفع المولى به رتبة الهدى


بوقت به الكفر ادلهم وأجهما
فزالت مباني الشرك بالدين وانمحت


وقل حسام كان بالكفر لهذما
وحالت مغاني الغي واللهو من شقائه


ليبني من الكفران ركناً مهدما
فيأيها المكي أقصر فإنما


قصاراك أن تلقى الكماة فتندما
فكم من أخى جهلٍ أنى من شقائه


ليبني من الكفران ركناً مهدما
فغودر مجدولاً على أم رأسه


وقد خاب مسعاه وما نال مغنما
كنجل بن جرجيس ودحلان إذ هما


قد اقترحا كذباً وإفكاً محرما
فمن رام خذلاناً لدين محمد


وناصره نال الشقاء المحتما
سنسقيه بالبرهان كأساً روية


إذا ما تحساها سماما وعلقما
فللذين أنصار حماة تجردوا


وقد فوقوا نحو المعادين أسهما
وقد خلت أن الربع أقفر منهمو


فأجريت أقلاماً من الجهل والعمى
برد عيي سامج لا بقوله


ويحكيه إلاَّ من يكون مبرسما
أو الأحمق المسلوب لبة عقله


ولو كان ذا عقل إذا ما تكلما
ولكنه من غيه وغبائه


بثيج خداري من الجهل قد طما
سليمان بن سحمان

ريحانة شمران
06-24-2024, 01:53 AM
» سليمان بن سحمان (https://www.aldiwan.net/cat-poet-suleiman-ban-shmaan) » بحمد الله نبدأ في المقال





بحمد الله نبدأ في المقال

وذكر الله في كل الفعال

فذكر الله يجلو كل هم

عن القلب السليم على التوال

فللقلب السليم إذا تزكى

علامات هنالك للكمال

علامات ذكرن بكل نثر

عن الأعلام واضحة المنال

ولكني نظمت لها نظاماً

به أرجو التنافس في الفضال

مع الإقرار بالتقصير فيها

وذكر للعقيدة في المقال

علامة صحة للقلب ذكرى

لذي العرش المقدس ذي الجلال

وخدمة ربنا في كل حال

بلا عجز هنالك أو ملال

ولا يأنس بغير الله طراً

سوى من قد يدل إلى المعال

ويذكر ربه سراً وجهراً

ويدمن ذكره في كل حال

ومنها وهو ثانيها إذا ما

يفوت الورد يوماً لاشتغال

فيألم للغوات أشد مما

يفوت على الحريص من الفضال

ومنها شحه بالوقت يمضي

ضياعاً كالشحيح ببذل مال

وأيضاً من علامته اهتمام

بهم واحد غير انتحال

فيصرف همه لله صرفاً

ويترك ما سواه من الهوال

وأيضاً من علامته إذا ما

دنا وقت الصلاة لذي الجلال

وأحرم داخلاً فيها بقلب

منيب خاضع في كل حال

تناءى همه والغم عنه

بدنيا تضمحل إلى زوال

ووافى راحة وسرور قلب

وقرة عينه ونعيم بال

ويشتد الخروج عليها فيها

فيرغب جاهداً في الابتهال

وأيضاً من علامته اهتمام

بتصحيح المقالة والفعال

وأعمال ونيات وقصد

على الإخلاص يحرص بالكمال

أشد تحرصاً وأشد هماً

من الأعمال ثمة لا يبال

بتفريط المقصر ثم فيها

وإفراط وتشديد لغال

وتصحيح النصيحة غير غش

يمازج صفوها يوماً بحال

ويحرص في اتباع النص جهداً

مع الإحسان في كل الفعال

ولا يصغي لغير النص طرا

ولا يعبأ بآراء الرجال

ويشهد منه تقصيراً وعجزاً

بحق الله في كل الخلال

فقلب ليس يشهدها سقيم

ومنكوس لفعل الخير قال

فإن رمت النجاة غداً وترجو

نعيماً لا يصير إلى زوال

نعيم لا يبيد وليس يفنى

بدار الخلد في غرف عوال

فلا تشرك بربك قط شيئاً

فإن الله جل عن المثال

إله واحد أحد عظيم

عليم عادل حكيم الفعال

رحيم بالعباد إذا أنابوا

وتابوا من متابعة الضلال

شديد الانتقام بمن عصاه

ويصليه الجحيم ولا يبال

فبادر بالذي يرضيه تحظى

بخير في الحياة وفي المآل

ولازم ذكره في كل وقت

ولا تركن إلى قيل وقال

وأهل العلم جالسهم وسائل

ولا يذهب زمانك في اغتفال

وأحسن وانبسط وارفق ونافس

لأهل الخير في رتب المعال

فحسن البشر مندوب إليه

ويكسو أهله ثوب الجمال

وأحبب في الإله وعاد فيه

وأبغض جاهداً فيه ووال

وأهل الشرك باينهم وفارق

ولا تركن إلى أهل الضلال

وتشهد قاطعاً من غير شك

بأن الله جل عن المثال

علا بالذات فوق العرش حقاً

بلا كيف ولا تأويل غال

علو القدر والقهر اللذان

هما لله من صفة الكمال

بهذا جاءنا في كل ليل

عن المعصوم من صحب وآل

وينزل ربنا في كل ليل

إلى أدنى السموات العوال

لثلث الليل ينزل حين يبقى

بلا كيف على مر الليال

ينادي خلقه هل من منيب

وهل من تائب في كل حال

وهل من سائل يدعو بقلب

فيعطى سؤله عند السؤال

وهل مستغفر مما جناه

من الأعمال أو سوء المقال

وتشهد أمة القرآن حقاً

كلام الله من غير اعتلال

ولا تمويه مبتدع جهول

بخلق القول عن أهل الضلال

وآيات الصفات تمر مراً

كما جاءت على وجه الكمال

ورؤيا المؤمنين له تعالى

عياناً في القيمة ذي الجلال

يرى كالبدر أو كالشمس صحواً

بلا غيم ولا وهم خيال

وميزان الحساب كذاك حقاً

مع الحوض المطهر كالزلال

ومعراج الرسول إليه حق

بنص وارد للشك جال

كذاك الجسر ينضب للبرايا

على متن السعير بلا محال

فناج سالم من كل شر

وهاو هالك للنار صال

وتؤمن بالقضا خيراً وشراً

وبالمقدور في كل الفعال

وأن النار حق قد أعدت

لأعداء الرسول ذوي الضلال

بحكمة ربنا عدلاً وعلماً

بأحوال الخلائق في المآل

وأن الجنة الفردوس حق

أعدت للهداة أولي المعال

بفضل منه إحساناً وجوداً

وتكريماً لهم بعد الوصال

وكل في المقابر سوف يلقى

بلا شك هنالك للسؤال

نكيراً منكراً حقاً بهذا

أتانا النقل عن صحب وآل

وأعمالاً تقارنه فإما

بخير قارنت أو سوء حال

فيا فرداً بلا ثان أجرني

وثبتني بعزك ذا الجلال

وعاملني بعفوك واغن قلبي

بفضلك عن حرامك بالحلال

ونق القلب من درن الخطايا

ورشني من فواضلك الجزال

ولاطف باللطائف والعنايا

ضعيفاً في جنابك ذا اتكال

وجملني بعافية وعفو

فإن تمنن بعفوك لا أبال

وصلى الله ما غنت بأيك

على الأغصان من طلح وضال

تنادي دائماً تدعو هديلاً

حمامات على فنن عوال

على المعصوم أفضل كل خلق

وأزكى الخلق مع صحب وآل

ريحانة شمران
06-24-2024, 01:54 AM
» سليمان بن سحمان » ألا يا راكباً قف لي فواقا

ألا يا راكباً قف لي فواقا
هداك الله واستمع الكلاما
وخذ من فيضه نزراً قليلاً
فقد أورى بأحشائي ضراما
وأبلغ يا أخي سعداً جهاراً
تحيات مباركة جساما
يضوع أريجها نداً ومسكاً
وأبلغ بعده عمراً سلاما
سلاماً سالماً من كل عيب
ومن وصم وحاشا أن يلاما
ومن بعد السلام فإن قلبي
به الأحزان تضطرم اضطراما
وقد طال الزمان وليت شعري
أهل تدرون ما َأضرى وساما
ولو تدرون ما أبديتمو لي
عتاباً بالملامة أو كلاما
فلو أن القلوب بها حياة
لفاض الدمع وانسجم انسجاما
ومع تلك الكوارث ما غفلنا
ولا كنا أحبتنا نياما
ولم نهجركمو أبداً ولكن
كتبنا في الطروس لكم سلاما
وأحوالا وأهوالا عضالا
وأخباراً وأحداثاً عظاما
ولما يأتنا منكم جواب
به ترك الجواب يكون ذاما
فمهلاً يا أحبتنا فإنا
بذاك العهد لم نخفر ذماما
ولم يخفوكموا يا أهل ودي
ولن نبغي لمهيعهٍ مراما
ولن أنساكمو ما عشت حتى
يؤب القارضان ولن ألاما
وإني ما أقام عسيب يوماً
أقيم ودادكم مهما أقاما
وإني لا أخيس بعهد خلٍ
وفي لا يخيس به وداما
وأرعى حق من يرعى حقوقي
وأغضي عن جنايته احتشاما
فقولوا ما بدا لكمو فإني
أرى أن لا جناح ولا ملاما

ريحانة شمران
06-24-2024, 01:54 AM
» سليمان بن سحمان » تأجج الوجد في الأحشا واضطربا

تأجج الوجد في الأحشا واضطربا
وانضب الهم والأحزان ما كلما
بالله هل للضنى ملتئم
فالدمع للبين منكم قد رمى وهما
او للثنائي عن الأحباب منصرم
والحزن للقلب بالأوصاب قد دهما
إن الرجا روح الأرواح فابتهجت
فانزاح عنها من الأحزان ما هجما
ثم ارعوت هذه الأحزان فاستعرت
وأضرمت بعد في الحشا مضطرما
وذاك في النثر المنظوم إذ وعدا
بالارتحال وبالرجعى كما زعما
وبلبل البال بعد الابتهاج نوى
من بهو يالٍ إلى مصي فكم كلما
وكم أراق من الأجفان من ديم
لولا الرجا اخضلت بعد الدموع دما
فالآن في وهج الأحزان ملتهباً
من كان في بهج الراح منتظما
والآن في وصف الأتراح منجدلاً
من كان من طرب الأفراح مبتسما
والوجد في مهج الأحباب مقتد
لو كان ذاك بقلب الأخ لا انكلما
لكنه لم يكن في قلبه وهج
من شطة البين فالمحبوب قد وهما
فالوجد يولع من في قلبه وله
والشوق يزعج قلباً بالغرام نما

ريحانة شمران
06-24-2024, 01:56 AM
» سليمان بن سحمان » على الدين فليبكي ذوو العلم والهدى

على الدين فليبكي ذوو العلم والهدى
فقد طمست أعلامه في العوالم
وقد صار إقبال الورى واحتيالهم
على هذه الدنيا وجمع الدراهم
وإصلاح دنياهم بإفساد دينهم
وتحصيل ملذوذاتها والمطاعم
يعادون فيها بل يوالون أهلها
سواءً لديهم ذو التقى والجرائم
إذ انتقص الإنسان منها بما عسى
يكون له ذخراً أتى بالعظايم
وأبدى أعاجيباً من الحزن والأسى
على قلة الأنصار من كل حازم
وناح عليها آسفاً متظلماً
وباح بما في صدره غير كاتم
فأما على الدين الحنيفي والهدى
وملة إبراهيم ذات الدعائم
فليس عليها والذي فلق النوى
من الناس من باكٍ وآس ونادم
وقد درست منها المعالم بل عفت
ولم يبق إلا الاسم بين العوالم
فلا آمر بالعرف يعرف بيننا
ولا زاجر عن معضلات الجرائم
وملة إبراهيم غودر نهجها
عفاءً فأضحت طامسات العالم
وقد عدمت فينا وكيف وقد سفت
عليها السوافي في جميع الأقالم
وما الدين إلاَّ الحب والبغض والولا
كذاك البر ء من كل غاوٍ آثم
وليس لها من سالك متمسك
بدين النبي الأبطحي ابن هاشم
فلسنا نرى ما حل بالدين وانمحت
به الملة السمحاء إحدى القواصم
فنأسى على التقصير منا ونلتجي
إلى الله في محو الذنوب العظائم
فنشكو إلى الله القلوب التي قست
وران عليها كسب تلك المآثم
ألسنا إذا ما جاءنا متضمخ
بأوضار أهل الشرك من كل ظالم
نهش إليهم بالتحية والثنا
ونهرع في إكرامهم بالولائم
وقد برء المعصوم من كل مسلم
يقيم بدار الكفر غير مصارم
ولكنما العقل المعيشي عندنا
مسالمة العاصين من كل آثم
فيا محنة الإسلام من كل جاهل
ويا قلة الأنصار من كل عالم
وهذا أوان الصبر إن كنت حازماً
على الدين فاصبر صبر أهل العزائم
فمن يتمسك بالحنيفية التي
أتتنا عن المعصوم صفوة آدم
له أجر خمسين امرئ من ذوي الهدى
من الصحب أصحاب النبي الأكارم
فنح وابك واستنصر بربك راغباً
إليه فإن الله أرحم راحم
لينصر هذا الدين من بعد ما عفت
معالمه في الأرض بين العوالم
وصل على المعصوم والآل كلهم
وأصحابه أهل التقى والمكارم
بعد وميض البرق والرمل والحصى
ما انهل ودق من خلال الغمائم

ريحانة شمران
06-24-2024, 01:57 AM
» سليمان بن سحمان » فإن كان عن ذنب جناه محبكم

فإن كان عن ذنب جناه محبكم
به كنت للهجران مستوجب حتما
فهلا ابنتم ذلك الذنب علني
أراجع ما رضى وأرفض ما ينما
وإن كان لا ذنب جناه محبكم
ولم يجف أصحاباً ولم يرتكب جرما
فهجران من أصفى المودة لم تشب
بشائبة يوماً حنانيكمو ظلما
ألا فدعوا عنا من الهجر والجفا
طريقاً وخيماً موحشاً مظلماً بهما
وعهدي فيكم فيما مضى ذوي محبة
مؤطدة ما شابها قط ما يرما
ففيئوا إلى نهج الصفا فطريقه
حنانيكمو أهدى ومعروفه أسمى
فلا عن قلا مني عثرت ولا جفا
أثرت علينا موجباً ما ترى حتما
وإن لم يكن هذا ولا ذاك فالذي
أرى لك تركاً للذي رمته حزما
أيحسن في عقل امرء ذي مودة
إدامة هجران على غير ما ينما
فهلا كتبتم بالسلام وعدتمو
بأزكى التحيات التي تقطع الوهما
وتزرع في ارض القلوب مودة
وبالهجر قد تبقى ممرضة كلما
وما كان قلبي كالصفا متحجراً
بحكم الجفا لكن صفا فاستوى كالما

ريحانة شمران
06-24-2024, 01:57 AM
» سليمان بن سحمان » يا راكباً من رياض المجد مرتحلا

يا راكباً من رياض المجد مرتحلا
عجلان منتجعاً ذا العفة السامي
إلى المكارم من دين ومكرمة
محامياً لحما الإخوان عن ذام
لله لا لهوى يدعوه أو طمع
أكرم به من محب صادق حام
ولم يزل باذلاً للجد مجتهداً
في قمع كل لئيم خانع رام
يروم خرق سياج الدين منتصراً
للمشركين بتزوير وإهام
وقد دهانا مصاباً من أخي ثقة
وقد رثاه فاعلاً مجده السام
لفقده لأمور كان يأملها
ديناً ودنيا وتبجيلاً بإكرام
للوافدين وللإخوان أجمعهم
وللمحاويج من كل أرحام
وكان مما دهانا من مصائبه
مما نؤمل من جود وإنعام
فوات عزم على موعوده وعلى
طبع الصواعق ردى بهت أقوام
فهل ترى يا أخي من بعده أحداً
يروم ما رامه في الخير أو حام
إني لأرجو إلهي أن يعوضنا
من آله الغر ذي عزم وإقدام
وفي بنى الشيخ أعني قاسماً درر
غر ميامين من سادات حكام
هم أهل مجد ونور يستضاء به
في الدين بل هم لعمري أهل إنعام
أنصار دين الهدى في كل معضلة
كهف العفاة وأرحام وأيتام
وقد أتاني نظام منك تطلبني
فيه الجواب ولم آلو بإكرام
لكنما الخل قد أبدى محاسنه
وقد رثاه فلم يترك لنظام
من الرثا مقالاً في مدائحه
أو من مآثر إحسان وإنعام
لكن أجيبك إكراماً وتسليةً
فيما أصابك من غم وأسقام
فهاك نظماً فريداً في محاسنه
نزراً يسيراً يسلي بعض أيام
يا عين جودي بدمع هامع هام
على الأغر الأبي الفاضل السام
لا تسأمي أن تريقي الدمع عن كثب
على الدوام بدمع منك سجام
على الوفى الصفى اللوذعى ومن
بالدين يسمو عن الأدناس والذام
أخي المكارم عبد الله من حسنت
في المسلمين له آثار إنعام
لله في ألمعي فاضل ورع
مهذب أريحي ذي تقى سام
أبكيه لما أتانا نعيه حزناً
يا لهف نفسي على ذي العفة الحام
حامي الذمار إذا ما أزمة أزمت
لله درك من حام ومقدام
يا لهف نفسي على كل من كان همته
في الدين سامية عن زهو أوهام
مجاهداً جاهد فيما يقربه
من الإله بإخلاص وإعظام
وبذل جود وإحسان ومكرمة
قد كان ذلك منه منذ أعوام
يغار لله أن تؤتي محارمه
لا يخش في ذاك من لومات لوام
يحب في الله أهل الدين مرتجياً
فضلاً من الله من جود وإكرام
وإن عرى الدين ثلم قام منتصراً
في قمع مجد فيه أو حام
حوى المكارم عن جد أخي ثقة
وعن مكارم أخوال وأعمام
ما كان في قطر من فضل منقبة
إلا وقاسم فيها القادم السام
حامى على الدين حتى اعتز جانبه
لله درك من حام لإسلام
يا لهف نفسي ووا حزني ووا أسفاً
على الزكي الرضي المنهل الطام
مضى شهيداً وحيداً في مكارمه
لله درك من حام وضرغام
لما أتاه الأعادي قاصدين له
لم يثنه الخصم عن ورد وإقدام
ولا استكان لدى الأوباش عن دهق
منهم هنالك عن ذل وإحجام
لكن رماهم فأودى من رماه فقد
لاقى المنون ولاقى ضرب مقدام
فليبكه كل ذي دين ومكرمة
على الدوام بدمع هامع هام
إذ كان ذا طاعة لله مجتهداً
براً وصولاً لأيتام وأرحام
وكان ذا عفة عن كل مظلمة
وكل فاحشة تدعو لآثام
مصاحباً لذوي التقوى ويألفهم
مجانباً لذوي الآثام والذام
فقل لقاتله بغياً وعن أشر
لازلت ما عشت في ذل وإسقام
لازلت إن مت في مسجور لاظية
من السعير وفي محموها للحام

ريحانة شمران
06-24-2024, 01:57 AM
» سليمان بن سحمان » دع للعبرات تنسجم انسجاما

دع للعبرات تنسجم انسجاما
ونار الوجد تضطرم اضطراما
ودعني لا أبالك لا تلمني
فإني لا أصيخ ولن ألاما
أعن سلماء يصدفني عذول
إذا ألقى بمن أهواه ذاما
يلوم العاذلون بحب سلمى
معنا بالأوانس مستهاما
وكيف أروم عن سلمى سلواً
وقد شغف الفؤاد بها وهاما
فتاة قد حوت ملحاً وحسنا
وفاقت في محاسنها الأياما
بوجه كامل كالشمس ضوءاً
أو البدر الذي وافى تماما
وفرع فاحم ضاف أثيث
يحاكي في حلا حلاكته الظلاما
وتسفر حين تبسم عن أقاح
مؤشرات تخال بها مداما
كأن المسك نكهته إذا ما
أماطت عن محياها اللثاما
ونحر مشرق بالحلي يزهو
كجيد الريم تحسبه رخاما
وكشح أهضم وخميص بطن
وقد في النعومة لن يراما
أ أهجر من إذا أقبلت هشت
وأولتني التحية والسلاما
وقالت بالبشاشة زرت ليلا
ألم تسمع مقالة من ألاما
أترجوا أن تنال مناك يوماً
وأن تحظى لما تهوى انتظاما
فقلت استنظري فرجاً قريباً
وخسف للحواسد واهتضاما
فإني قد حللت بطود عز
وجاورت الإمام فلن أضاما
إماماً قد سما شرفاً ومجداً
وحاذى الفرقدين فلن يراما
غياثاً للورى غيثاً مريعاً
هزبزاً في الوغى عضباً حساما
أيا من بالوفا قد فاق طراً
جمعي الناس إذ نكلوا وداما
لقد أودعتني والوعد حق
فأنجز ما وعدت به تماما
وصل الله ما ماضت بروق
وسحا الودق وانسجم انسجاما
وما ناحت على الأغصان تبكي
حمامات هديلا حين هاما

ريحانة شمران
06-24-2024, 01:59 AM
» سليمان بن سحمان » أمور القضا ليست بحكم العوالم


أمور القضا ليست بحكم العوالم
ولكن إلى رب حكيم وعالم
قضاها إله العرش جل جلاله
وقدرها من قبل خلق العوالم
بخمسين ألفاً قدرت من سنيننا
فليس لأمرٍ حمه من مقاوم
فلو أن لو تجدي وتنفع قائلاً
لأصبح مفتوناً بها كل لائم
يلوم على ما قدر الله وانقضى
فتباً له ماذا جنى من مأثم
وما كان هذا الأمر بدعاً فقد جرى
لأفضل خلق الله صفوة هاشم
محمد الهادي إلى الرشد والهدى
وأصحابه أهل النهى والمكارم
لئن كان قد أضنى بنا وأمضنا
بشوم الذنوب المعضلات العظائم
من القرح ما نرجوه من فضل ربنا
وإحسانه محواً لتلك الجرائم
فقد مسهم من ذلك القرح فادح
فكانوا طعاماً للنسور الحوائم
بأيدي رجال من ذوي الصدق في اللقا
حماةً كماةٍ كالأسود الضراغم
يسومون في الهيجا نفوساً عزيزة
وترخص منهم في حضور المواسم
وقد غادروا أبناء حائل في الوغى
جثاثاً ركاماً كالهشيم لشائم
وقد من مولانا بطلعتك التي
أضاءت بها شمس العلى في العوالم
فأصبح هذا الناس في ظل مجدكم
بأمن وفي رغد من العيش ناعم
وجاء بك المولى معافاً مسلما
وأعداك في كبت وذل ملازم
لتنصر دين المصطفى وتقيمه
وتنكأ من أعدائنا كل غاشم
وتعلي من الإسلام أعلام مجده
وتحميه عن كيد العدو المراغم
فكن ناصراً للدين معتصماً به
فليسوا على شيء من الدين عاصم
وجرد بجد سيف عزمك ناهضاً
بهمتك العليا لنيل المكارم
وجر عليهم جحفلاً بعد جحفل
واثخنهمو بالمرهفات الصوارم
وأعمل هديت اليعملات بغزوهم
وأرهبهمو بالصافنات الصلادم
واعدد لهم منها كميناً فإنه
يكون لكم ظهراً وردماً لرائم
وشن عليهم غارة بعد غارة
على غرة منهم وذا فعل حازم
ولاسيما الأعراب منهم فإنهم
هم الردء للأعدا بتلك الملاحم
أولئك أوباش جند ذوي الردى
وهم قوى الباغين أهل المآثم
فمزقهموا أيدي سبا وأذقهمو
كؤوس الردى بالمرهفات الصورام
وأنت بما قلناه أدرى وعلمكم
بكل الأمور الساميات المعالم
أحق وأعلا منظراً ومقامكم
أجل لدى أهل النهى المكارم
لأنك محمود المآثر في العلا
ومجدك سام فوق هام النعائم
بك الله يا عبد العزيز أعزنا
وأنقذنا من رق باغ وظالم
فلا زلت في عز أطيد مؤيد
ولازلت منصوراً على كل غاشم
يساعفك الإقبال والعز والنهى
على كل من ناواك يا ابن الأكارم
وأزكى صلاة الله ثم سلامه
على المصطفى المعصوم صفوة آدم
وأصحابه والآل مع كل تابعٍ
وتابعهم ما انهل ودق الغمائم
إذا رمت من روض الرياض معالما
مشيدة أعظم بها من معالم
وتنظر فيها للمكارم والعلا
رسوماً لأرباب النهى والمكارم
فدونك منها دوحة المجد قد سمت
وقد ِأرقت أنوارها في العوالم
بتمهيد مقدام هزبر غشمشم
مقدم آساد ليوث ضراغم
هو الملك السامي إلى ذروة العلا
إلى منتهى مجد وطيد الدعائم

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:00 AM
» سليمان بن سحمان » معالي الأمور الساميات المعالم

معالي الأمور الساميات المعالم
لأهل التقى والجود أهل المكارم
وبالحزم للأعدا وبالعزم في الوغى
تنال العلا بالمرهفات الصوارم
وكل معالي الخلتين أخذتها
ونلت ذراها في الخطوب العظائم
وقد فقت أبناء الملوك جميعهم
بجد وإقدام بكل الملاحم
يلاحظك الإسعاد أين تيممت
بنودك لا يثنيك لومات لائم
وما قصرت أعداك في الحزم والدهى
وتقليهم أفكارهم للمصادم
وقد جمعوا جيشاً لهاماً عرمرماً
وصالوا به واستنجدوا كل ظالم
ولكن دهاهم من دهائك فتكة
بفتيان صدق كالأسود الضراغم
وحسن رجاء الله فيما ترومه
بحزم وعزم والوفاء الملازم
وصدق وتدبير وحسن طويةٍ
حللت بها فوق السها والنعائم
ولاحظك الإقبال والعز فاستما
لك النصر والإسعاف بين العوالم
وحل بهم ما حل بالناس قبلهم
قديماً من الإدبار عند الملاحم
لأمر قضاه الله جل جلاله
وليس لأمرٍ حمه من مصادم
فسرت إليهم بالجيوش تقودها
لتفجأهم في غرة بالضياغم
لعمري لقد كانوا ليوثاً لدى الوغى
وليس لهم عند اللقا من مقاوم
أبدت بها حضراهمو فتمزقوا
أيادي سبا واستأصلت كل غاشم
وولت على الأعقاب حرب وما ارعوت
ولكنهم باءوا بشر الهزائم
وحالت على أبناء حائل وقعة
أبحت بها خضراهمو بالصوارم
وقد غودرا في فيضة السر جثما
طعام سباع والنسور الحوائم
ووالله ما من وقعة قبلها أتت
عليهم فقد باءوا بإحدى القواصم
وأخرى ستدهاهم بها في بلادهم
وتفجئهم فيها بأسدٍ ضياغم
يسومون في الهيجا نفوساً عزيزة
وترخص منهم في حضور المواسم
وتستأصل الأعدا بها وتسومهم
بها الخسف والإذلال سوم البهائم
بحول الذي فوق السموات عرشه
ويسعدك الإسعاف في كل ظالم
فيا من سما مجداً وجوداً وسؤدداً
وحل على هام السها والنعائم
ليهنك يا شمس البلاد وبدرها
بلوغ المنى من كل باغ وغاشم
هنيئاً لك العز المؤثل والعلا
هنيئاً هنيئاً فخرها في العوالم
فهذا هو الفتح الذي جل ذكره
وهذا هو العز الرفيع الدعائم
فلله من يوم عظيم عصبصب
يشيب النواصي هوله في الملاحم
فشكراً لمن أولاك عزاً ورفعة
ونصراً واسعاً على كل ظالم
فذي وقعة ما مثلها شاع ذكرها
ولا مثلها فيهم أتت بالعظائم
ولا قبلها كانت عليهم فجائع
ولا سامهم من قبلها ذل سائم
فلا زلت في عز أطيد مؤثل
وأعداك في خفض وذل ملازم
ولا زلت وطاء على هامة العدا
لك النقض والإبرام بين العوالم
ولا زلت كهفاً للعفات ومعقلاً
منيعاً منيفاً في الخطوب العظائم
وصل على خير الأنام محمد
وأصحابه والآل أهل المكارم
وأتباعه والتابعين لنهجهم
على سنة المعصوم صفوة آدم
طار الكراء وفاض الدمع وانسجما
من فادح حادث بالناس قد دهما
وثلمته فرجت في الدين وانثلمت
لا يستطيع امرءاً سداً لما انثلما
بعالم عام في بحر العلوم فلم
يترك لمنتقد قولا ولا كلما
وفاضل حمدت في الناس سيرته
بالحلم فاق على أقرانه فسما
قد أقفرت وخلت منه الربوع فيا
للعلم فابكوا دماً بل اخضلوا ديما
وابكوه وارثوه إن كنتم ذوي حزن
وذوي اكتئاب على فدح بكم دهما
لله در إمام زاهد ورع
وعالم بنعوت العلم قد وسما
ومن فقيه غدا من فقهه علماً
ومنهلاً سلسبيلاً مفعما حكما
قد زانه الله بالتقوى وسربله
وخصه الله من وحييه فاعتصما
أعني بذلك من طابت أرومته
بقية العلماء السادة القدما
ذاك ابن سلطان من شاعت فضائله
محمداً من بفضل العلم قد وسما
إني لأرجو له فوزاً ومغفرة
ومنزلاً بجوار الله منتعما
فالله يعليه من فردوسه درجاً
والله يجزيه رضوانه كرما
والله يجزيه من حبر برحمته
وفضله خير ما يجزي به العلما
حبر تقضت به الأيام وانصرمت
حتى اغتدى رمس بالثرى أرما
لما نعى موته الناعون أن به
ريب المنون أناخ الرحل فاخترما
طاشت حلوم ذوي الألباب وانصدعت
منا القلوب لهذا الخطب إذ عظما
وضافنا بعده هم فأرقنا
وليس عما قضاه الله منهزما
إني وقد أظلمت كل البلاد وقد
عم البلاء فأبد القلب مالتما
وفاض في الناس هذا الجهل واندرست
معالم العلم حتى غاض وانصرما
من فقد كل إمام جهبذ ثقة
قد اعتنى بحماء الشرع فانتضما
كالفاضل الثقة الموهوب تكرمة
فضلاً على الناس بالعلم الذي علما
يكنى أبا حسن من طاب محتده
من كان للفضلا في علمهم علما
ونجله الفرد سارت فضائله
مسير ذا الشمس في الأقطار حين سما
من رام شأو العلا حتى علاه وقد
أعيت مناقبه نثراً ومنتظما
فأظلمت بعدهم أجراؤه وعفت
واستحكم الجهل في الأقطار حين طما
ثم الصلاة على المعصوم سيدنا
أزكى البرية بل أزكاهمو ذمما
والآل والصحب ما هب النسيم وما
طار الكراء وفاض الدمع وانسجما

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:01 AM
» سليمان بن سحمان » ألا مال نيران الأسى تتضرم


ألا مال نيران الأسى تتضرم
وما بال أشواق الهوى لا تصرم؟
وما بال دمع العين يهمي كأنه
على الخد هطال من المزن سيجم
وتسعد سجاع الحمام كأنها
لهن حميم أنت بل أنت أعظم
لذكراك في رسم المنازل غادة
برهرهة تشبي العقول وتسقم
فتاة تحاكي البدر ليلة تمه
يهيم بها السدم الغريم المتيم
لها في البها ليس للغيد قبلها
وحسن حديث للأنيس ومندم
وحوراء لو ترنو بها نحو راهب
لأصبح في محرابه يترنم
وقد كغصن البان عند اهتزازه
واهضم مجدول وخد معندم
إذا أقبلت فالشمس من نور وجهها
وإن أدبرت فالفرع كالليل مظلم
كأن وميض البرق في غسق الدجا
لميع محيا ثغرها حين يلثم
كأن أرج المسك نكهة ثغرها
إذا نطقت أو عنبر متقوم
وتكلم قلب المستهام بنغمة
تزيد على الأوتار حين نكلم
لعمري لقد فاقت وحازت محاسناً
كما حاها الشهم الأشم المقدم
إمام الهدى بحر الندى معدن الوفا
رحيب الفنا شمس البلاد المعظم
حليف العلى سامي الذرى بهجة الورى
وبدر الدجى والسمهري المقوم
هو المجد عبد الله من ظل ذكره
يغور لعمري في البلاد ويتهم
تولى فجلا كل جلاء عضلة
وكان لعمري بالغوامض أقهم
ولما أتين الخرج واحتنك الفضا
عليهم بما فيه البلاء المصمم
وحاصرهم فيها ليال ولم يزل
يشب بها نار الحروب ويضرم
وتقطع فهيا الباسقات وكلما
لها منكئ مما يسيء ويؤلم
إلى أن تداعت يام في ذات بينها
وبادر ركب منهمو وتقدموا
وصرنا إلى أرض السفائل ثم لم
يزال بها يسدي الأمور ويلحم
إلى أن مضت تسعون يوماً وكلها
يجاول أسباباً بها الشر يحسم
وما ذاك عن وهم تخون عزمه
ولكنه حزم ورأي مصمم
فلما أتت أفزاع يام بفخرها
وأبطا من يعزى إلينا وأحجم
رأى ما رأى في رأيه الصلح واقتضى
له النظر العالي الذي هو أحزم
فأعطاهمو ما أملوه رحامة
ورفقاً بهذا الخلق والكل منهمو
يرى أن في الإصلاح خيراً وإنما
طريق الصفى أهدى سبيلاً وأقوما
فلله ربي الحمد والشكر والثنا
على ما قضى فيما جرى وهو أحكم
فيا أيها الركب اليمانون بلغو
تحيات مكلوم الفؤاد وسلموا
سلاماً يحاكي فافح المسك عرقه
وأحلى من الشهد اللذيذ وأطعم
وعوجوا على أرض العمار نجائباً
تجشمت الأخطار والقصد منهم
أخ وصديق ومشفقان كلاهما
ونحن من الإشفاق والوجد أعظم
وبلغهما ما أحدث الله حكم ما
جرى بالقضى والله بالخلق أعلم
وناشدهما بالله ما أحدث الجفى
وفيم أرى حبل المودة يصرم
أحبابنا حتى متى وإلى متى
أ أكتم ما ألقاه أو أتكلم
فإن كان هجراناً بذنب جنيته
سأرجع في نفسي بذاك وأندم
لأنكما أهل المودة والصفا
ومن نأيكم نار الأسى تتضرم
وإن لم يكن ذنب جنيت وإنما
تناسيتما عهداً من الود يبرم
فبالله قوماً فانظرا وتفكرا
فرأيتما لو تعلمان المقدم
ولكنني والحمد لله لم أزل
مقيماً على العهد الذي هو أحزم
وصل إلهي ما تنسمت الصبا
سحيراً وما لاحت من الأفق نجم
على المصطفى والآل والصحب كلهم
وتابعهم ما طاف بالبيت محرم

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:01 AM
» سليمان بن سحمان » بعزك يا ذا الكبرياء والمراحم

بعزك يا ذا الكبرياء والمراحم
ومعروفك المعروف بين العوالم
وأسمائك الحسنى وأوصافك العلى
فأنت الذي ترجى لكشف العظائم
أبدفئة خانت بعهدك واعتدت
ورامت لهذا الدين إحدى القواصم
فأبدلهمو يا رب بالعز ذلة
وقوتهم بالضعف يا ذا المراحم
لقد أملوا في الأرض بغياً بظلمهم
وإفسادهم فيها وهتك المحارم
وإهلاكهم للحرث والنسل جهرة
وسومهمو للخلق سوء البهائم
فجاءوا على غيظ وقيظ عداوة
لنم قام بالإسلام سامي الدعائم
يريدون أن يستأصلوا الدين والهدى
وأن يرفعوا رايات باغ وظالم
فيبقى ذوو الإسلام غرثى أذلة
وتعلو البوادي باجتباء المظالم
ولكنهم والحمد لله لم تزل
بهم خيفة من ماضيات الملاحم
فمالوا إلى الإسلام بعد احتفالهم
وأعمالهم لليعملات الرواسم
بآبوا بحمد لله لم يدركوا المنى
ولكنههم آبوا بحوب المأثم
فيا محنة الإسلام من كل فاجر
وكل جهول بالحدود وغائم
ومن مدع للدين والحق ثم لا
يحامي عن الإسلام عن التزاحم
ومنتسب لعلم أضحى بعلمه
يسوس به الدنيا وجمع الدراهم
ولكنه أضحى عن الحق ناكباً
بترك الهدى ميلاً إلى كل ظالم
سيعلم من أضحى يقلد للهوى
ويقرع غيظاً آسفاً سن نادم
وبال عقاب الله يوم معادنا
وفي هذه الدنيا بحوب المآشم
أما في كتاب الله ما كان شافياً
وفي سنة المختار صفوة آدم
ففي سورة الشورى بيانٌ لمبتغ
طريق الهدى فاسئل بها كل عالم
فقد شرع الله اتباع محمد
وإخوانه والله أعدل حاكم
وفي سورة الأنعام أوضح حجة
وأقطعها حقاً لكل مخاصم
وفي آل عمران البيان وإنه
لأوضح تبيان على أنف راغم
وأما الأحاديث الصحاح فإنها
لأكثر من إحصائها في المناظم
ويا حزن الإسلام والدين والهدى
على أهله السامين أعلى المكارم
وحزب الإله الخائطي حومة الوغى
ويحمونها بالمرهفات الصوارم
ومنتسب للعلم غير مذبذب
ولا آخذ في لومة الله لائم
فيا رب يا منان يا فالق النوى
ويا فالق الأصباح يا خير حاكم
ويا رافع السبع الطباق وعالياً
على عرشه بالذات فوق العوالم
ويا سامع النجوى وأخفى ومبصراً
بكل جميع المبصرات وعهالم
أقم على الإسلام بعد اندراسه
وثبت حماة الدين يا ذا المراحم
وبدد بنصر الدين شمل ذوي الردى
وأصنارهم من كل باغ وظالم
فيا راكباً عوجاء صادقة السرى
موثقة الأنساغ درم المناسم
عرندسة تغري الهجير بوخدها
وأرقالها في طامسات المعالم
تحمل هداك الله مني تحية
إلى الصحب من أخٍ وخلٍ ملازم
تحية مكلوم الفؤاد من النوى
فعيناه تهمي بالدموع السواجم
بعد وميض البرق والودق أودعا
هديلاً على الأغصان ورق الحمائم
وصل إلهي كلما انهل وابل
على السيد المعصوم صفوة آدم
وأصحابه والآل ما عاذ والتجا
بعزك يا ذا الكبرياء والمراحم

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:02 AM
» سليمان بن سحمان » أعلى المنازل إذ عفت أعلامها

أعلى المنازل إذ عفت أعلامها
تهمي الدموع كأنما سجامها
ودق السحايب إذ همى في صحصح
والحلى أوها سلكها نظامها
أو ما يثوب القلب عن أحزانه
والنفس تفتر ساعة آلامها
من ذكر كل غزالة أو شادن
غيداء يذهب بالسقام كلامها
تسبي العقول بلفظها من حسنه
حتى تزول بطيبه أحلامها
وتريك وجهاً كاملاً في رونق
كالبدر ليلة إذا وفى إتمامها
ونضيد ثغر كالأقاحي أزهرت
في حر رمل أقلعت أرهامها
وتخال شهد أريقها أو أنه
صرف المدام تطاولت أعواماه
والفرع يشبه جنح ليل حالك
غض النهود لطيفة أحجامها
لولا تفيق من البكا أو ترعوى
هيهات تندب من عفت أعلامها
فدع الديار وذكرها فلربما
يسلو الفؤاد وتنجلي أهمامها
وإذا الهموم تناصرت وتوافرت
وأناخ نحوك للخطوب عظامها
فأجلى الهموم بضامر عيرانة
عوجاء عندل كالمنار سنامها
مثل الفينيق عرندس شملالة
يغري الهجير بهوجل أجذامها
فيها أزح عنك الهموم ولا تطع
قول العداة إذ انبرت لوامها
حتى تنيخ من الرياض بمسجد
يأوي إليه من الورى أعلامها
من قارئ أو كاتب قد هاجروا
من كل أوب للرشاد مرامها
فتعاعدن تلك الرسوم لعلها
بعد الشتات تراجعت أيامها
وتقشعت عنها الشرور وقد بدى
فيها السرور وشيدت أعلامها
وتطالعت فيها السعود وأدبرت
عنها النحوس فأسفرت أطامها
وسمى بها بدر السرور فأشرقت
تلك الربوع وأقامت أظلامها
ورست بها أطواد شرعة أحمد
وتأطدت بعد الوهاء دعمها
فعلى الرياض ومن بها من ساكن
أزكى التحية ما هما سجامها
وتكاشفت سمر البروق بعارض
يحكي الغياهب في الظلام غمامها
وتناوحت هوج الرياح وأسجعت
تبكي الهدير على السدير حمامها
وعلى الرسول وآله مع صحبه
نهدي الصلاة مع السلام ختامها

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:03 AM
» سليمان بن سحمان » قلب المحب من الهجران مكلوم

قلب المحب من الهجران مكلوم
ودمعه من فراق الصحب مسجوم
وصبره عيل فاعتلت جوارحه
كأنه من جواء البين محموم
يشكو البعاد ولن يشفيه من أحد
إلا أمون تسلى الهم غلكوم
تغري الهجير إذا ما احتثها فرقاً
كأنها كوكب بالجو مرجوم
او كالمهات أحست ركض مقتنص
يسعى بغضف لهن الصيد معسوم
أقول للراكب المزجى لمائرة
كأنها أطم بالآل مزموم
يا أيها الراكب المزجى مطيته
يطوي المطاوح بالأخطار مهموم
بالله عرج على الأحباب إن عرضت
بك المقادير واستحانك الكوم
وبلغن على شط النوى قلقاً
من شائق وامق البين مغموم
قد باح بالهجر مكنوناً يكاثمه
فصبره بعد هذا البين معدوم
والله ما مر يوم بعد فرقتكم
إلا وفي القلب من ذكراه يحموم
يبيت يرعى نجوم الليل من وله
وذاك عند جميع الناس معلوم
يا ليت شعري على الهجر أوجب لي
وفيم حبل التصال الود مصروم
هلا سمعتم بأن الهجر مشربه
يا أهل ودي وخيم فهو مذموم
تا الله لا أستفيق الدهر أندبكم
ما صاحب الحب في المحبوب مليوم
او يجمع الله شملاً بالنوى انصدعت
منه العصا ففؤاد الصب مكلوم
أولو وفاء بعهد الحب حيث مضت
فيه العقود وحبل الود مبروم
وإن تفحصتم الأخبار مجملة
فإن منصور بالخسران موسوم
قد شب بالغدر طغياناً وشاب به
حتى انبرى وهو بالخذلان مخطوم
يسعى بشق العصا والنور يطفئه
والله يأبى وأمر الله محتوم
يغالب الله والإسلام من عمه
وود لو أن حصن الدين مهدوم
يسوقه الكبر والإعجاب من بطر
فليهنه البطر المذموم والشوم
لما رأى عصب التوحيد قد ظهرت
يود لو أن جند الله مهزوم
والله قد وعد الإسلام نصرته
لكن ذا البغي من ذا الوعد محروم
ثم الصلاة على المعصوم سيدنا
من للنبيين بالإرسال مختوم
والآ والصحب ثم التابعين لهم
ما انهل ودق وما بالرق مرقوم

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:04 AM
» سليمان بن سحمان » يا تاركاً لمراضي الله أوطاناً

يا تاركاً لمراضي الله أوطاناً
وسالكاً في طريق العلم أحزاناً
كن باذل الجد في علم الحديث تنل
كل العلوم وكن بالأصل مشتانا
فالعلم أفضل مطلوب وطالبه
من أكمل الناس ميزاناً ورجحاناً
والعلم نور فكن بالعلم معتصماً
إن رمت فوزاً لدى الرحمن مولانا
وهو النجاة وفيه الخبر أجمعه
والجاهلون أخف الناس ميزانا
والعلم يرفع بيتاً كان منخفضاً
والجهل يجحفظه لو كان ما كانا
وأرفع الناس أهل العلم منزلة
وأوضع الناس من قد كان حيرانا
لا يهتدي لطريق الحق من عمه
بل كان بالجهل ممن نال خسرانا
تلقاه بين الورى بالجهل منكسراً
لا يدر ما زان في الناس أو شانا
والعلم يرفعه فوق الورى درجاً
والناس تعرفه بالفضل إذعانا
وطالب العلم إن يظفر ببغيته
ينال بالعلم غفراناً ورضواناً
فاطلبه لله لا للجاه مرتجياً
فضلاً وفوزاً وإحساناً وإيمانا
واطلبه مجتهداً ما عشت محتسباً
لا تبتغي بدلاً إن كنت يقظانا
من ناله نال في الدارين منزلة
أو فاته نال خسراناً ونقصاناً
ويا ذل الجد في تحصيله زمناً
ولم يكن نال بعد الجد عرفانا
فلن يضيع له سعيٌ ولا عملٌ
عند الآله ولا يوليه خسرانا
فطالب العلم إن أصفى سريرته
ينال من ربنا عفواً وغفرانا
فالعلم يرفعه في الخلد منزلةً
والجهل يصليه يوم الحشر نيرانا
والجهل في هذه الدنيا ينقصه
واللم يكسوه تاج العز إعلانا
وإن ترد نهج هذا العلم تسلكه
أو رمت يوماً لم قد قلت برهانا
فالق سمعاً لما أبدى وكن يقظاً
ولا تكن غافلاً عن ذاك كسلانا
قد ألف الشيخ في التوحيد مختصراً
يكفي أخا اللب إيضاحاً وتبيانا
فيه البيان لتوحيد الإله بما
قد يفعل العبد للطاعات إيمانا
حباً وخوفاً وتعظيماً له وجا
وخشية منه للرحمن إذعانا
كذاك نذراً وذبحاً واستغاثتنا
والاستعانة بالمعبود مولانا
وغير ذلك مما كان يفعله
لله من طاعة سراً وإعلانا
وفيه توحيدنا رب العباد بما
قد يفعل الله أحكاماً وإتقاناً
خلقاً ورزقاً وإحياءً ومقدرةً
بالاختراع لما قد شاء أو كانا
ويخرج الأمر عن طوق العباد له
وذاك من شأنه أعظم به شانا
وفيه توحيدنا الرحمن إن له
صفاةُ مجد وأسماء لمولانا
تسع وتسعون اسماً غير ما خفيت
لا يستطيع لها الإنسان حسبانا
مما به استأثر الرحمن خالقنا
أو كان علمه الرحمن إنسانا
نمرها كيف جاءت لا نكفيها
بل لا نؤلها تأويل من مانا
وفيه تبيان إشراك يناقضه
بل ما ينافيه من كفران من خانا
او كان يقدح في التوحيد من بدع
شنعاء أحدثها من كان فتانا
او المعاصي التي تزري بفاعلها
مما ينقص توحيداً وإيمانا
فساق انواع توحيد الإله كما
قد كان يعرفه من كان يقظانا
وساق فيه الذي قد كان ينقصه
لتعرف الحق بالأضداد إمعنا
مضمناً كل باب من تراجه
من النصوص أحاديثاً وقرآنا
الشيخ ضمنه ما يطمن له
قلب الموحد إيضاحاً وتبيانا
فاشدد يديك بهذا الأصل معتصماً
يورثك فيما سواه لله عرفانا
وانظر بقلبك في مبنى تراجمه
تلقى هنالك للتحقيق عنوانا
وللمسائل فانظر تلقها حكماً
يزداد منهن أهل العلم انقساما
وقل جزا الله شيخ المسلمين كما
قد شاد للملة السمحاء أركانا
فقام لله يدعو الناس مجتهداً
حتى استجاب له مثنى ووحدانا
ووحدوا الله حقاً لا شريك له
من بعد ما انهمكوا في الكفر أزمانا
وأصبح الناس بعد الجهل قد علموا
وطال ما هدموا للدين بغيانا
وأظهر الله هذا الدين وانتشرت
أحكامه في الورى من بعد أن كانا
بالجهل والكفر قد أرست معالمه
لا يعرف الناس إلا الكفر أزمانا
يدعون غير الإله الحق من سفه
ويطلبون من الأموات غفرانا
وينكسون لغير الله ما ذبحوا
وينذرون لغير الله قربانا
ويستغيثون بالأموات إن عظمة
وأعضلت شدة من حادث كانا
ويندبون لها زيداً ليشفيها
بل يندبون لها تاجاً وشمسانا
فزال عنا ظلام الكفر وانطمست
أعلامه واستزاد الدين إعلانا
بالله ثم بهذا الشيخ حين دعا
من صد أو ند عن توحيد مولانا
فليس من أحد يدعو وليجته
يوماً بنجد ولا يدعون أوثانا
بل الدعا كله والدين أجمعه
لله لا لسوى الرحمن إيمانا
فالله يعليه في الفردوس منزلة
فضلاً وجوداً وتكريماً وإحسانا
والله يوليه ألطافاً ومغفرة
ورحمة منه إحساناً ورضوانا
ثم الصلاة على المعصوم سيدنا
أزكى البرية إيماناً وعرفانا
ما ماض برق وما هبت النسيم وما
مس الحجيج لبيت الله أركانا
او قهقه الرعد في هدباء مدحته
أو ناح طير على الأغصان أزمانا
والآل والصحب ثم التابعين لهم
على المحجة إيماناً وإحساناً

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:04 AM
» سليمان بن سحمان » سبحان من كون الأشياء تكوينا

سبحان من كون الأشياء تكوينا
من أمره بالقضايا نافذ فينا
أجرى بحكمته أمراً ونفذه
بأننا سوف ننائي عن محبينا
قضى وقد ربينا بيننا فلذا
أضحى التنائي بديلاً من تدانينا
كم ذا يلوم سفاهاً حين نذكركم
من ليس يعنيه شوقاً كان يعنينا
قد بات سلماً بلاهم يؤرقه
لم يدر جهلاً وسلواً ما يقاسنا
يلحا مديباً أخو اللذات ذا حزن
لم يسل يوماً وحاشى أن يلسينا
عنكم مسل من الأقوام كلهمو
إذا نثموا أنجماً للناس تهدونا
والله ما مر يوم بعد فرقتكم
إلا وفي القلب شوقاً لن ينسينا
لا تحسبوا النأي عنكم قد يغيرنا
أو نبغ عنكم بديلاً أو محبينا
لا والذي أنزل القرآن موعظةً
أمراً ونهياً وتذكيرا ً وتبيينا
لا ننسكم ما يينا أو نرى بدلاً
أنى يكون ونار البين تكوينا
والدمع يجري كصوبٍ بات منهمراً
أو كانحلال لئال حين يهوينا
أجراه ذكرى مب حين عن له
يشكو البعاد اشتياقاً ثم يبكينا
يشكو البعاد من الأحباب مدكراً
ما كان إذ ذاك من عهد المحبينا
لا يهتني بمنام بعدنا أبداً
والله يعلم أن البين مشجينا
يا رب يا رب فاجمع شملنا أبداً
إن طال ما لعين تهمي دمعها حينا
تبكي ليال مضت بالأنس إذ ذهبت
وغادرت صفو هذا العيش غسلينا
واهاً لها من ليال لو تعود فقد
قل العزاء وبات القلب محزونا
لكننا نرجو من ذي العرش رحمته
أن يبعث الله للتوحيد داعينا
وينشر العلم بعد الجهل إذ درست
منه الرسوم وغارت أنجم فينا
كانوا هداة لهذا الخلق ثم مضوا
فأظلم الكون واسترت أعادينا
كانوا نجوماً وكنا نهتدي بهمو
فبان من بينهم ثلم يعرينا
لا أوحش الله نجداً منكمو أبداً
إذا أنتمو فرع حبر أظهر الدنيا
وقام بالأمر من أبنائه خلف
لا زال فيكم تراثاً غير مقوينا
يا ليت شعر هل الأيام راجعة
بالأنس يوماً عسى الأيام تمنينا
فنلتقي بعد هذا البين في دعةٍ
والبين قد حل فيما بين قالينا
يا من عى البعد بالأفراح نادمني
قد جاء نظم إلينا منك يسلينا
نظم مفيد فريد في جلالته
قد راق حسناً وإيضاحاً وتبيينا
فاسمع هديت نظاماً حسب طاقتنا
يهدي إليك وقد تهدى نيأتيتا
ثم الصلاة مع التسليم ما هتفت
ورق الحمام على الأغصان يبكينا
يهدي إلى خير مبعوث وصحبته
وآله الغر من قد أظهروا الدينا

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:04 AM
» سليمان بن سحمان » تذكرت والذكرى تهيج البواكيا


تذكرت والذكرى تهيج البواكيا
وتظهر مكنوناً من الحزن ثاويا
معاهد كانت بالهدى مستنيرة
وبالعلم يزهو ربع تلك الروابيا
وأراضيها بالعلم والدين قد زهت
وأطواد شرع الله فيها رواسيا
وقد أينعت منها الثمار فمن يرد
جناها ينلها والقطوف دوانيا
وأنهارها للواردين شريعة
مناهلها كالشهد فعم صوافيا
وقد غردت أطيارها برياضها
يرجعن ألحان الغواني تهانيا
وكنا على هذا إزماناً بغبطة
وأنوارُ هذا الدين تعلو سواميا
فما كان إلاَّ برهةً ثم أطبقت
علينا بأنواع الهموم الروازيا
فكنا أحاديثاً كأخبار من مضى
ونسمع عنها في القرون الخواليا
لعرمي لأن كانت أصيبت قلوبنا
وأوجعها فقدان تلك المعاليا
لقد زادت البلوى اضطراماً وحرقة
فحق لنا إهراق دمع المآقيا
فقد أظلمت أرجاء نجد وأطفئت
مصابيح داجيها لخطب وداهيا
لموت إمام الدين والعلم والتقى
مذيق العدى كاسات سم الأقاليا
فعبد اللطيف الحبر أوحد عصره
إمام هدى قد كان الله داعيا
لقد كان فخراً للأنام وحجة
وثقلاً على الأعداء عضباً يمانيا
إمامًا سمى مجداً إلى المجد وارتقى
وحل رواق المجد إذ كان عاليا
تصدى لرد المنكرات وهدما
بنته عداة الدين من كان طاغيا
فأضحت به السمحاء يبسم ثغرها
ويحمي حماها من شرور الأعاديا
حياه إله العرش في العلم والنهى
بما فاق أبناء الزمان تساميا
وقد جد في ذات الإله بجهده
ولم يأل في رأب والمناهيا
ولما نمى الركبان أخبار موته
وأصبح ناعي الدين فينا مناديا
رثيناه جبراً للقلوب لما بها
وحل بها من موجعات التآسيا
لشمس الهدى بدر الدجى علم الهدى
وغيظ الي فاليبك من كان باكيا
لئن ظهرت منا عليه كآبةٌ
وحل بنا خطبٌ من الرزء شاجيا
فقد كسفت للدين شمس منيرة
يضيء سناها للورى متساميا
سقى الله رمساً حل وابل الرضى
وهطال سحب لعفو من كان غاديا
ولازال إحسان الإله وبره
على قبره ذي ديمة ثم هاميا
وأسكنه الفردوس فضلاً ورحمةً
والحقه بالصالحين المهاديا
عليه تحيات السلام وإن نيء
وأحضى دفيناً في المقابر ثاويا
يفوق عبير المسك عرف عبيرها
ويبهر ضوء الشمس أزكى سلاميا
فيا معشر الإخوان صبراً فإنما
مضى لسبيل كلنا فيه ماضيا
فإن أفل البدر الفريد وأصبحت
ربوع ذوي الإسلام منه خواتليا
فقد شاد أعلام الشريعة واقتفى
بآثار آباء كرام المساعيا
هموا جدد والإسلام بعد اندراسه
وأحيوا من الأعلام ما كان خافيا
وكم لهمو من منحة وفضيلة
يقصر عن تعدادهن نظاميا
مناقبهم لا يحصها النظم عدةً
وليس يواريها غطاء المعاديا
فيا رب جد بالفضل تكرماً
وبالعفو عنهم يا مجيب المناديا
وابق لهم سادة يقتدى بهم
إلى الخير يا من ليس عنا بلاهيا
ونسئلك اللهم ستر عيوبنا
ومحو الذنوب المثقلات الشواجيا
فعفوك مأمول لكل مؤمل
وسترك مسدول على الخلق ضافيا
وأحسن ما يحلو القريض بختمه
صلاةً وتسليماً على خير هاديا
وأصحابه والآل ما ماض بارق
وما انهل صوب المدجنات الغواديا

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:05 AM
» سليمان بن سحمان » إلى الله في كشف المهمات نرغب


إلى الله في كشف المهمات نرغب
ونسأله الفضل العظيم ونطلب
فذو العرش أولى بالجميل ولطفه
وآلاؤه الحسنى بها تنقلب
ليكشف عنا الهم والغم والأسى
فنحن على أوصابها نترقب
من الله إفراجاً ولطفاً ورحمة
فلولاه ما كنت عن الإلف نذهب
ولا عن رياض المجد والدين والهدى
إلى بلد فيها من الكفر أضرب
ولكننا نرجو رضاه وعفوه
وإحسانه والله بالخير أقرب
ولولا رجاء الله جل ثناؤه
لما كنت للبحرين في الفلك أركب
وقد صابنا من خوفه وركوبه
غموم وأهمام عضال وأكرب
إلى أن وصلنا دختراً ذاد راية
ومعرفة في الطب والحذق منجب
فقرب أهوالاً لدينا مخونة
وكرخانة من نارها تتلهب
وأشياء لا ندري بها غير أنها
يحار بها العقل السليم ويعجب
فغسل من اجفاننا قبل ضربها
بادوية شتى بها يتقلب
فميل يسر العين مني بميله
وميل من عثمان من كان يصحب
كمثيل وإرجأنا ليال قليلة
لينتظر البرء الذي هو يطلب
وأبصرت من كف الحكيم أناملاً
يحركها من بعد أن كان يضرب
وعثمان بعد الضرب وجهه
وكفاً له يسمو بها ويصوب
وقد جاء هذا بأشياء لم يكن
ليفعلها من كان للقدح ينسب
فشد على العينين منا خرقة
لتسعة أيام تشد وتعصب
وألزمنا أن لا نزيل عصائباً
إلى أن يجيء الوقت ذاك المرتب
وما كان هذا فعل من كان قد اتى
إلى أرضنا من حجزه يتطبب
ولا كان هذا شأنه وصنيعه
ولا كان هذا حاله حين يضرب
فهاذ الذي قد كان من بعض شأنه
علي إنما نخفيه من ذاك أعجب
وأما الذي قد كان من شأن خالد
فأمر وروى ما كانت النفس تحسب
رأى منه صبراً في حدوثه سنة
وقد كان منه دائماً يتعجب
فقص الذي من عينه قد أشانها
وأصلح ما يؤذيه منها ويتعب
وما خاف لما رأى منه ما دهى
ولا كان من أهواله يتهيب
فقلنا له هذا سلالة ماجد
ونسل ملوكٍ لا تخاف وترهب
غطارفة شوس مساعير في الوغى
مداعيس في الهيجا إذا هي تنشب
وقد أن عبد الله في حال ضربه
لأعيننا من خيفة يترقب
فغسل جفن العين منه وشقها
بمقراضه والعين تهمي وتسكب
دماً بدموع وهو في ذاك كله
له مستكين خاضع يتقلب
وخيط ما قد شقه وأصاره
إلى حلة يرضى بها المتطبب
وها نحن في هم وغم وكربت
من القدح اليماني وإنا لنرغب
إلى الله في كشف المهمات كلها
وعاجل ما نرجو وما نتطلب
فيا من هو العالي على كل خلقه
على العرش ما شيء من الخلق يعزب
ولا ذرة أو حبة في سمائه
وفي أرضه عن علمه تتغيب
بأسمائك الحسنى وأوصافك العلى
وألطافك اللاتي بها تتحبب
أنل ملكاً فاق الملوك وسادها
رضاك وبلغه الذي هو يطلب
وذاك هو الشهم الهمام الذي له
تضعضعت الملك بل منه ترهب
إمام الهدى عبد العزيز أخو الندى
مذيق العدى كأس الردى حين ينكب
حليف العلى بحر الندى معدن الوفى
إمام به نار الوغى تتلهب
فيصلي العدى منها سعيراً ويسقهم
كؤوس الردى منها وفيها يكبكب
سعى جهده في برئنا من سقامنا
لدى دكتر ذي خبرة يتطبب
فما آل جهداً في تطلب برئنا
وما كان يرضى ربه ويقرب
فلا زال رضوان الإله يمده
بعز وإسعاف به يتقلب
ولا زال في عز أطيد مؤمل
يلاحظه الإقبال إيان يذهب
وأحسن ما يحلو الختام بذكره
صلاة وتسليم بها تتقرب
على السيد المعصوم والآل كلهم
وأصحابه ما لاح في الجو كوكب
وما حن رعد أو تألق بارق
وما انهل صوب ودقة يتحلب

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:05 AM
» سليمان بن سحمان » أرى كل ما قد قدر الله يكتب


أرى كل ما قد قدر الله يكتب
وليس على المولى مفر ومهرب
قضاء من الرحمن جل جلاله
وما قدر الرحنم لا شك أغلب
لعمري لقد أوفى الإمام بكلها
يؤمله مما يريد ويرغب
سعى جهده في برئنا من عمائنا
وسبب أسباباً لذاك تقرب
فجازاه مولاه الرضى وأثابه
بأحسن ما يجزي به المتقرب
فيا من سما مجدا ًوجوداً وسودداً
حنانيك ما سر عليك محجب
سنشرح من أخبارنا بعض ما جرى
سوى ما مضى مما رقمناه يكتب
ولما انقضت تلك اليالي التي لها
يؤمل منه ما أراد ويطلب
ثمان ليال حل منا عصائباً
تشد على العينين منا وتعصب
فلم أر مما كنت أبصرت أولاً
بحركها من كفه ويصوب
وقد صار في عيني غواشٍ وحمرة
وأوساخ ما يطفو عليها ويحجب
من الغم للعينين والعصب والأسى
وإمرار ما قد كان يؤذي ويوصب
وأرجأني خمساً وفي كل ليلة
يحاول أوساخاً تزول وتذهب
فلم يغن شياً ما يحاول كشفه
ولا كل ما يهوي وما يتطلب
فميلها أخرى وكانت مريضة
وقد صابني هم شديد عصبصب
أدار عليها الميل من بعد ضربها
ثلاثاً يزيد الماء عنها وينضب
وهرة منها حمرة العين بالدوى
وكان شديداً حره يتلهب
وقد سفحت بالدم من أجل ضربها
وتهريتها بالميل أيان يضرب
ودامت على عيني الحرارة بالدوى
لعمر إلهي ساعة وهي توصب
وعثمان بعد الحل للعين قد رأى
وأبصر منها ما رأى حين يضرب
سوى أنه قد كان أبصر حمرة
على عينيه تعلو عليها وتحجب
كذلك أوساخ عليها كثيرة
وورم بجفن العين يؤذي وينصب
فهرتها بالميل وهو مشرب
بذاك الدوى الموذي لها حين ينكب
وصرنا على ذا الحال كل عشية
يجيء إلينا بالقطور ويذهب
دواء لذيذ بارد لم يكن به
إذاء سوى غم لها حين يعصب
إلى أن مضت من حين أيام ضربها
ثلاثة أسباع تعد وتحسب
فقال لعثمان ستبصر بعد ذا
بيومين ما قد كان في الصحف يكتب
وأما أنا فالحال إن شكايتي
وما كان من أمري يرجا ويطلب
على حالها ما تم لي ما أريده
إلى أن مضت عشرين والعين تعصب
أنام فلا ثم أحبس برهة
وأعراق رأسي من جوى العين تضرب
وقد كنت فيما قبل أرجو سلامةً
وعافية والله بالخير أقرب
وها أنا في حال الرجا مترقب
من الله ما أرجو وما أتطلب
ولكنه قد زادني ذاك علة
وداء سوى ما كنت أرجوه يذهب
فهذا الذي قد رابني وأمضني
على أني من فضله أترقب
وأطلب منه العفو مما جنيته
وعافية مما يمض وينصب
وقد عيل مني الصبر من أجل أنني
رأيت مقامي أمره متعصب
فلا زاد إلا بلغة يتكلف
ولا نوم إلا ريثما أتقلب

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:05 AM
» سليمان بن سحمان » ألا أيها الغادي مجداً بنجداً

ألا أيها الغادي مجداً بنجداً
يؤم من الضيرين قصراً مشيداً
حنانيك قف لي ساعة وتحملا
تحيات مشتاق به الوجد أكمدا
إلى الملك الأسما سلالة فيصل
وأوفى ملوك الناس عهداً وموعداً
وأبذلهم للجود طبعاً وعادةً
واكمل أوصاف الفتى ما تعودا
إمام سمى بالمجد والجود والندى
على كل أملاك البلاد ذوي الندى
مآثر آباء له ومحامداً
تأثلها عنهم وقد كان أوحدا
فأبلغه تسليماً كأن أريحه
شذى المسك بل أندى أريجاً وأمجدا
ولا تنس مقداماً هماماً سميدعاً
سلالته من قد سمى وتفردا
وفاق وساد الناس طراً بمجده
فابلغه تسليماً أريجاً مندداً
وناد بأعلى الصوت يا صاح قائلاً
أيا من سمى مجداً وجوداً وسؤددا
حنانيك ما أبقيت ذخراً ولم تزل
تجود علينا يا أخا المجد بالندى
"إلى أن بلغنا ""الدكتر"" الذي"
يرى أنه في طبه قد توحدا
فما زادني إلاَّ عماءً وحمرة
على العين زادتها عماءً منكدا
فظل يداويها لينكشف الذي
أمض بها مما أضر وأنكدا
وفي كل يوم وهي لا شك تنجلي
ويزداد نور العين فيها تجددا
وفي تسع أيام على رغم رأيه
أرى ما يراه الناس مثنى وموحدا
فإن صح ذا فالحمد لله وحده
وبعض الذي نهوى وشئناه قد بدا
وإن عميت فالأمر لله وحده
وقد بذل الأسباب من كان أوحدا
إمام الهدى عبد العزيز أخو الندى
ومردي العدى ممن عتى أو تمردا
له في سماء المجد شمس منيرة
وفي الجود قد أربى على من تجودا
فما كان كعباً في السماحة مثله
ولا حاتم الطائي من كان أجودا
وفي الحرب مقدام هزبر غشمشم
وفي السلم فياض بما قد تعودا
فقل للذي قد رام شأو مرامه
تأخر فلن يجعل لك الله مصعدا
فتذرك من شاءوا الإمام مآثراً
ومجداً سما فخراً به وتفردا
بنى للعلى مجداً رفيعاً مشيداً
واتهم في كل الأمور وأنجدا
فلست بمحص بعض أوصاف مجده
ولا بعض ما ابدى وأجدى ومهدا
هو البحر غص فيه إذا كان ساكناً
على الدر وأحذره إذا كان مزبدا
وقد قيل هذا في أناس تخلفت
مناقبهم عما استفاد وأوفدا
فكان أحق الناس بالمدح التي
يراه بهن المادحون ممجدا
وكيف وقد كانت مآثر مجده
مآثر آباء حواهن تلدا
هو المجد وابن المجد والمجد أصله
وما المجد إلا ما تأزر وارتد
فهذا الذي نبدي على أن مجدهم
ومقدارهم أعلى وأسنى وأصعدا
ولولا سرور الألمعي بكلما
نسربه ما قلت دراً منضدا
وليس عن المحبوب سر محجب
بما سرنا أو ضرنا أو تلددا
على أنه الساعي بكل فضيلة
ومنقبة يسمو بها من تمجدا
وأبلغ هداك الله مني تحية
إلى الشيخ عبد الله من كان أوحدا
إمام هدى يدعو إلى الله دهره
وينشر دين الله والعلم والهدى
له مجلس بالعلم يزهر دائماً
فكان لباغي الخير والعلم موردا
لعمري لقد أنكرت نفسي لفقده
فأصبحت مشغوفاً به متوجدا
رعى الله من أحيا بدرس علومه
دوارس لولا درسه كن همدا
وأبلغه تسليماً على البعد والنوى
وإن كان لا يجيد لدى من توجدا
وإخوانه الغر الميامين كلهم
وأبناؤه الزاكين أصلاً ومحتدا
ومن كان ذا ودٍ محبٍ وناصح
صديق صدوق صادة الود سرمدا
وأزكى صلاة الله ثم سلامه
على السيد المعصوم من كان أمجدا
وأصحابه والآل مع كل تابعٍ
وتابعهم ما ناح طير وغردا

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:06 AM
» سليمان بن سحمان » تعلم ففي العلم الشريف فوائد


تعلم ففي العلم الشريف فوائد
يحن لها القلب السليم الموفق
فمنهن رضوان الإله وجنة
وفوز وعز دائم متحقق
وعن زمرة الجهال إن كنت صادقاً
بعلمك تنجو يا أخي وتسمق
فكن طالباً للعلم إن كنت حازماً
وإياك إن رمت الهدى تتفوق
ففي العلم ما تهواه من كل مطلب
وطالبه بالنور والحق يشرق
فإن رمت جاهاً وارتفاعا ورتبةً
ففي العلم ما تهدي له ويشوق
وإن رمت مالاً كان في العلم كسبه
ففز بالرضا واختر لما هو أوفق
وأحسن في الدارين عقباً ورفعة
فبادر فإني صادق ومصدق
وفي الجهل قبل الموت موت لأهله
ويوم اللقى نار تلظى وتحرق

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:06 AM
» سليمان بن سحمان » إن القريض إن أرسلت قد وصلا

إن القريض إن أرسلت قد وصلا
فهيج الشوق حتى ثار واشتعلا
وأرق الجفن قولاً للمحب لقد
طال الفراق وأضحى الحب قد غفلا
والله يا صفوة الإخوان إن لكم
عهداً تأطد في احشاء ما انتقلا
وما تركناك بعد البين عن قلا
ولا ابتغينا بكم بعد النوى بدلا
والله يا صاح إن كنتم ذوو وله
فإنما الشوق منا فوق ما نقلا

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:06 AM
» سليمان بن سحمان » أضرب السحر الذي أنت ناظمه

أضرب السحر الذي أنت ناظمه
أم اللؤلؤ المنضود في الرق راقمه
بلى إنه السحر الحلال وإنما
تحل عويص المشكلات عزائمه
وعقد لا عقاد العقائد عاقد
ومحض وداد يختلي الهجر صارمه
أبنت به ما بيننا قل بيننا
فلا البين يفنيه ولا الهجر ثالمه
وقد كنت فيما قبل أدعوك هاجراً
فبان بما أفحصت ما أنا كاتمه
وهيج لي من ذكراك العهد لوعةً
تأق منها الجفن وانهل ساجمه
فلله ذاك العهد لو عاد لانجلت
هموم وأهمت بالسرور غمائمه
وعاد حزين القلب فرحان جاذلاً
وغنت بهاتيك المغاني حمائمه
وإني بربع الحب مازلت بارحاً
مقيماً على العهد الذي أنت عالمه
فلا تحسبن الحال حالت وإنني
تناسيت عهداً الود أو أنا صارمه

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:07 AM
» سليمان بن سحمان » أثابك مولاك المهابة والرضى

أثابك مولاك المهابة والرضى
ولازلت كهفاً للوفود ومعقلا
ولازلت بالمعروف تعرف دائماً
وبالجود موصوفاً وبالفضل والعلا
ولا زلت في الدنيا عزيزاً ممتعاً
وفي جنة المأوى لك الخلد منزلاً
معافاً من الأسوى سليماً من الأذى
خلياً من الشكوى ولا زلت موئلا
يلائمك الإقبال ما عشت سالماً
عزيزاً دواماً ما حييت ممهلا
فما قل من معروف جودك عندكم
يكون كثيراً عندنا لا مقللاًَ
فما فاعل المعروف إلاَّ ممدحاً
ولا فاعل الإحسان إلاَّ مبجلا
إذا المرء لم يترك أخاه مهانة
ولا غفلة منه ولا كان عن قلا
وواصل بالمعروف خلا فإنما
له الفضل بالمعروف ما كان أفضلا

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:07 AM
» سليمان بن سحمان » ما عقد در على جيد بغيداء


ما عقد در على جيد بغيداء
ولا نضير ثنايا كل لمياء
هيفاء كاعبة كالشمس غربتها
والليل من فرعها الداجي بظلماء
أبها وأنهى لدى اليوم حين زهى
من در لفظ أتى من سبق نائي
يشكو على البعد أشواقاً يكابدها
كالاشتياق من العطشان للماء
والواجد الداء قد أضنى به زمناً
إلى الشفاء الذي يبري من الداء
والله يعلم من قلبي محبتكم
والاشتياق إلى لقيا لأحباء
والله ما مر يوم بعد فرقتكم
إلا ذكرت الأخلا بعض أجزائي
ولا جرى في مسم السمع من مسمر
إلاَّ ذكرت اجتماعي بالأخلاء
ولا جلست بما نوس أخي تقسة
صافي المشارب من أغباء أعداء
غلا وزار خيال منكمو وشذى
أريج ذاك الخيال الزائر الجاني
فإن يكن قد حللنا منزلاً وسما
حتى استنار وجلى كل غماء
فلا لعمري لقد أجلت أباتٍ ضيا
شمس الأحبة عنا كل ظلماء
وكل هم وغم شاغل وضنا
حتى كأن لم نكن بالمنزل النائي
فنحن في روضة غناء مخضبة
وسلوة في أصيحاب أصفياء
تدور فيها كوس الحب صافية
لا شيء يعروا لها من غول صهياء
كأنما في طعمها البقيد من عسل
والريح أعبق من مسك بخوداء
لله در ليالي الأنس حيث بدا
سعد السعود بها من بين أنواء
فأشرقت تلك من أنوارها وسما
بدر السرور فأجلى كل جلاء
لاسيما في جوار الألمعي ومن
بالجود فاق على كل بجدواء
طبعاً تسلسل عن آياته كرما
بالفضل يهمي ويحكي صوب وكفا
مكارماً قد حواها يافعاً فرست
ما أن يحاذن فيها حاتم الطائسي
ولا ابن ماجة كعب في سماحته
ولا الملوك ولا أبناء أبناء
حلو الشمائل ميمون أخي ثقة
شاعت له في الورى أناء نعماء
فالله يجزيه عنا بالسداد له
وبالرشاد وإسعاف وآلاء
يا أيها الراكب المزجى عرندسةً
تفري قفار فيه في كل يهماء
أبلغ سلامي إلى الأحباب ما هتفت
تدعو وتبكي هديلاً كل ورقاء
وما همى المزن أو ناحت بوارقه
على العذيب وحزوى والخليصاء
او العقيق وسلمى أو أجا حقباً
أو جائل وقفار أو بثيماء
ثم الصلا على المختار سيدنا
ما انهل ودق بيهما كل فيفاء
والآل والصحب ثم التابعين له
الطاهرين الميامين الأجلاء

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:08 AM
» سليمان بن سحمان » على دارس الأطلال بالمتحلب

على دارس الأطلال بالمتحلب
نسيج الصبا تبكي بدمع كصيب
لذكراك من سعدى بعامر ربعها
معاهد يصبو نحوها كل معجب
كأن لم تكن تغني بها في مسرة
وعيش لذيذ في المنى ذو تقلب
فأصبحن قد أقوين من كل غادة
ودمعك سفاح كهايع هيدب
لئن كان قد أودى لك الوجد جذوة
وأصبح يذكيها المنى بالتلهب
فقد زاح عني الهم والغم والأسى
بإقبال سلمى بالرضى والتحبب
لقد ذكرت عهد المحب فأقبلت
وقد آمنت عين الرقيب المؤنب
فجاءت ودمع العين يهمي تولها
على خدها بعد النوى والتغرب
تناشدني العهد القديم تقطعاً
وقد علمت سلمى بداخل مسلب
فتاة كأن الشمس غرة وجهها
وليل الدجى في فاحم مثل غيهب
كمغزلة أدماء ترنو لشادن
غضبضة طرفي رعيها وسط ربرب
وتبسم عن در نضيد كأنه
أقاح بدعصٍ خالصٍ غب صيب
ومنطقها يسبي الحليم بنغمة
تزيد على الأوتار للمتطرب
إذا زرتها بعد الرحيق ولم تخف
عتاب المريد الكاشح المترقب
مرخص خضب ناعم فكأنه
من اللين هداب الدمقس المهذب
فلو أنها تبدو لشيخ وقد خلت
عليه سنون في العباد مرائب
لضل عن الإرشاد بعد سلوكه
وخال رشاداً ذاك بعد الترهب
لقد أصبحت في الغانيات فريدة
كما كنت فرداً في الأخا والتحبب
سموت على الأصحاب بالصدق والوفا
وأنهما عنوان كل مهذب
فإن سأل الواشون ما خلق الفتى
فقد كلمت أخلاقه بالتأدب
حفيظ على عهد المحبة والأخا
ولم يتغير باستطاط التغرب
أديب أريب لوذعي مهذب
مطهرة أخلاقه عن مثلب
رقنا العدى من كل أوب مما ارعوى
إلى ثلبهم يوماً ولم يتقرب
ولكن رماهم بالقريض حمية
فاكرم بدمي قامع للمؤنب
وقد جاء في در القريض كأنه
لالئ اصداف بعقد مذهب
يذكرني العهد الذي كان بيننا
فلم أنس عهداً للمحب المهذب
فأكرم به نظماً بديعاً مروقاً
وألفاظه أحلى من المتحلب
فيا أيها الغادي على ظهر ضامر
تجوب الفيافي سبسباً بعد سبسب
جنوح جنوق كالفينقي شملة
دفاق إذا ما احتئها ذو تحنب
فكالعلم السفار جادله الصبا
أو الهيف مذعور بغضفاء سبسب
فابلغه تسليماً على البعد والنوى
كنفخ الخزامى والرحيق المطيب
بعد وميض البرق والرمل والحصى
ونسج الصبا والهابع المتحلب
وما هتفت ورق الحمام بأيكة
وما لاح في الآفاق من كل كوكب
سلام محب لم يقل متحذلقاً
ولم يتشدق باقتراع التكذب
ودم سالماً يا سعد بالسعد والرضى
بأطيب عيش للعلا في تطلب
وصل إلهي كلما ذر شارق
وأظلم ديجور بماطر صيب
على المصطفى الهادي الأمين محمد
وأصحابه والآل أهل التقرب

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:08 AM
» سليمان بن سحمان » علام التراخي في الأمور النوائب

علام التراخي في الأمور النوائب
وفيم اقتراحات الظنون الكواذب
أظن بأن الذل أرخى سدوله
علينا وأن الشر ضربة لازب
فلا تحسبوا الأزمات ضربة لازم
فما هي إلا زهات الحباحب
فيابن الملوك الصاعدين إلى العلا
أقم على الإسلام غير مراقب
ولا تستشر إلا هماماً سميدعاً
صديقاً صدوقاً عالماً بالتجارب
وإياك والشورى لكل مخذل
ضعيف جنان طائش غير راسب
وأكذب ظن الشامتين فإنما
مقامك عن صد العدى غير تائب
وأصدق فعل شاع في الأرض صيتها
وطارت إلى شرقيها والمغارب
تطاول منها كل خل وصاحب
محب لهذا الذي ليس بشالب
وغاضت أناساً آخرين وأحزنت
قلوباص لهم مغموصة بالشوائب
فإن لم تقد جرد السلاهب في الفلا
ولم تعد فوق اليعملات النجائب
ولم تفجأ الأعراب منك بغارة
تزيل قناع الذل عن كل راهب
ولم تخفق الرايات فوقك نحوهم
تغير عليهم بالأسود السواغب

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:08 AM
» سليمان بن سحمان » أتعرف نظماً فيك منى مسراً

أتعرف نظماً فيك منى مسراً
وقبلاً جميلاً بالثناء محرراً
أناضل عن أحسابكم كل ثالب
وأحمي كد الذي كان أنكرا
وقد شاع في كل البلاد ولم يكن
لما قلت في هذي الجزيرة منكرا
فبدل هجراً ما ترى من مدائحي
فلله هذا الدهر كيف تغيرا
وجوزيت منك بالذي لست أهله
وما كان مثلي أن يهان ويحقرا
وأن يكن الواشون بالظن أكثروا
من القيل في الإخوان زوراً متبرا
فحقق ولا تعجل حنانيك واتئد
وقل عل هذا كان إفكاً مزورا
فلا تصغ للنمام سمعك واحذرن
من الله إن الله عن ذاك حذرا
وقد زعموا أني نظمت ولم يكن
ولو كان أبديت الفؤاد المسطرا
وما قلت حتى الآن شيئاً وإنني
إلى نصرهم نفسي تتوق لأعذرا

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:09 AM
» سليمان بن سحمان » لقد كسفت شمس العلا والمفاخر


لقد كسفت شمس العلا والمفاخر
وقد صاب أهل الدين إحدى الفواقر
وقد فتقت في الدين أعظم ثلمة
لمن غيبوا في الدمس بدر المنابر
عنيت به شيخ الهدى سعدن الندى
وجالى الصدى بالمقاطعات الظواهر
جمال الورى جزل القرى شامخ الذرا
ومفتي القرى شيخ الشيوخ الأكابر
هو الشيخ عبد الله من عم صيته
لدى كل صقع في جميع الجزائر
سليل الرضى عبد اللطيف الذي له
مآثر تزهو كالنجوم الزواهر
لقد أشرقت نجد بنور ضيائهم
وقاموا بنشر الدين بين العشائر
تغمهم رب العباد بفضله
ورحمته والله أكرم غافر
همو جددوا دين الهدى بعدما عفا
بصدق وجد قامع للمكابر
فأصبح أهل الدين يزهو بنوره
على رغم أهل الشرك من كل كافر
وآزرهم في نصرة الدين والهدى
عصابة حق من كرام العناصر
ليوث إذا الهيجاء شب ضرامها
بهم تقتري غدث السباع الضواير
بآل سعود أظهر الله دينه
فقد جردوا في نصره للبواثر
وقد جاهدوا في الله حق جهاده
بحزم وعزم في الوغى والتآجر
إلى أن عاد الله دين نبينا
على حالة يرضى لها كل شاكر
فلازال من أبنائهم نصرة لهم
ولا زال حزب الله أهل تناصر
أقول ودمع العين يهمي بعبرة
على الخد مني مثل تسكاب ماطر
وفي القلب نار الحزن تذكي ضرامها
لواهبها أورث أليم السعائر
أرقت وما لي في الدجى من مسامر
يرى فيض دمعي والنجوم الزواهر
أروم لنفس في دجى اللي راحة
وكيف ونومي لا يلم بخاطر
ألا ذهب الحبر المحبب في الورى
مجدد أصل الدين غيظ المناظر
مضيف من يصده يلق بشاشة
وبشراًوجوداً في الليالي العسائر
به الجود طبع لا يفارق كفه
ومن طبعه حسن الوثوق بقادر
له سبق في غايات مجد وسؤدد
وعلم وإنصاف وعفة صابر
وحلم عن الجاني وصدق مودة
وإرشاد ذي جهل وقمع مقامر
ورأي سديد يستضاء بنوره
لدى الحاونات المنصعات البوادر
أبي وخذ ما شئت من لين جانب
لدى الصحب والإخوان أو ذي أطاهر
ولكنه ليث عليه مهابة
ولاسيما عند الغواة الغوادر
وكم من مزايا لا يطاق عدادها
وليس بمحصيها يراع لحاصر
وليس بمحتاج إلى مدح نادب
شمائله مشهورة في العشائر
ولكن لنا بعض التسلي بذكرها
وحق بأن يرثي له كل شاعر
وما مات إلا بانقضاء لمدة
من الأجل المحدود في علم قاهر
فلا جزع مما قضى الله ربنا
وقد منح المولى متوبة ظابر

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:09 AM
» سليمان بن سحمان » بحمد ولي الحمد مسدي الفضائل


بحمد ولي الحمد مسدي الفضائل
أؤلف نظماً فائقاً في المسائل
مسائل عن شيخ الوجود أولي التقى
مبيد العدى من كل غاوٍ وجاهل
وأعني به الحبر بن يتيمة الرضى
وفي بعضها جاءت عضال الزلازل
تفرد عن نعمان فيها ومالك
وعن أحمد والشافعي الأماثل
وقد جاء بعض الصحب يسأل نظمها
فأحبب أن أحظى بدعوة سائل
وإن لم أكن ذا خبرة ودراية
ولست لتحقيق العلوم بآهل
ولكنني أرجو من الله رحمة
وعلماً وتفهيماً بكل المسائل
فأولها قصر الصلاة لكل ما
به سفر لدى كل قائل
وسيان عند الشيخ كانت طويلة
مسافته أو دونه في التماثل
وذا مذهب للظاهرية قد أتى
وعن بعض أصحاب النبي الأفاضل
وتستبرئ البكر الكبيرة عندهم
وكان إلى أقوالهم غير مائل
ويختار ما اختار البخاري وقد أتى
بذا أثر عن نجل حلو الشمائل
وذاك هو الفاروق والقول لابنه
وثالثها ما قاله في المسائل
فيختار ما اختاروا لسجدة قارئ
بغير شاتراط للوضوء لفاعل
ومعتقداً ليلاً فبان بضده
لأكل ومطعوم بشهر الفضائل
فليس القضا يوماً عليه بواجب
وما حكمه إلاَّ كناسٍ وجاهل
وما أمر المعصوم من كان مخطئاً
من الصحب أن يقصضي الصيام فسائل
كذلك بعض التابعين وبعض من
إلى الفقه منسوب ومن للفضائل
عنيت به نجل الخليفة ذي التقى
فمذهبهم ألا قضاء لفاعل
وعمدتهم ما في الصحيحين ذكره
وقد مر منظوماً فكن غير غافل
ومن كان في حجاته متمتعاً
بفرض وإلا في جميع النوافل
فيكفيه سعي واحد في اختياره
وعن أحمد يرويه بعض الأفاضل
وكان ابن عباس بذلك قائلاً
فأعظم به من قدوة ذي فضائل
وقد جوز الشيخ السباق بغير أن
يحلله ما ليس يوماً بجاعل
وإن أخرجا جعلاً وهذا اختياره
وكان إماماً عالماً بالمسائل
ومن تفتدي تستبرئن بحيضه
وفي ذا حديث مرسل في المراسل
وموطؤة يا صاح أعني بشبهة
ومن طلقت إحدى الثلاث الكوامل
كذا وطئ من حزيت بملك إباحة
من الوثنيات الحسان الخواذل
وجوز عقد للرداء لمحرم
بإحرامه فافهم مقال الأفاضل
وجووز يا صاح الطواف لحائض
وليس لما قد أوجبوه بماثل
إذا كان لم يمكن طواف طهارة
ورففقتها قد قربوا للرواحل
وجوز بيعاً للعصير بأصله
كزيت بزيتون فكن غير غافل
كذاك الوضو يا صاح من كل ما عسى
يسمى به ألماً جائز غير حائل
سواءٌ لديه مطلقاً أو مقيداً
وعنه رأينا مطلقاً في المسائل
وجوز بيعاً للحلي وغيرها
إذا اتخذت في فضة بالتفاضل
بها والذي قد زاد يجعل للذي
لصنعتها في فاضل في المقابل
وإن وقعت في مائع من نجاسة
سواء قليلاً أو يكن غير حامل
ولم يتغير ليس ينجس عنده
وقد كان أحظى منهمو بالدلائل
ومن خاف من عيد كذاك وجمعة
فواتاً وليس الماء يوماً بحاصل
فإن تيمم كان ذلك عنده
يجوز فقابل بالثنا كل فاضل
ومما جرى منها عليه فوادح
عظام وجاءت نحوه بالزلازل
بإفتائه أن الطلاق إذا أتى
ثلاثاً بلفظ واحد غير كامل
ولا واقع بل إن تلك جمعيها
لواحدة في قيله كالأماثل
من الصحب في عهد النبي وبعده
إلى أن أجيزت في عقوبة عادل
ولو فرقت إذا هي لم تكن
على سنة المعصوم أفضل فاضل
ومن بطلاق حالف فيمينه
مكفرة لكن هي بالقلاقل
وعودي بل أوذي لإفتائه بها
وكم مرة إلى ذا الآن من متحامل
وقد كتب الشيخ الإمام مصنفاً
بلأأف من الأوراق دفعاً لصائل
ولكنه مع خصمه سوف يلتقي
لدى الله والرحمن أعدل عادل
وفي بعض ما قد مر مما نظمته
مواقف منهم له في المسائل
وقد قال هذا ما تفرد عنهمو
به الشسيخ هذا رسم خط لناقل
وصل إلهي كل ما هبت الصبا
وما انهل صوب الساريات الهوامل
على المصطفى الهادي الأمين محمد
وأصحابه والآل أهل الفضائل

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:09 AM
» سليمان بن سحمان » بحمد ولي الحمد مسدي الفضائل

بحمد ولي الحمد مسدي الفضائل
أؤلف نظماً فائقاً في المسائل
مسائل عن شيخ الوجود أولي التقى
مبيد العدى من كل غاوٍ وجاهل
وأعني به الحبر بن يتيمة الرضى
وفي بعضها جاءت عضال الزلازل
تفرد عن نعمان فيها ومالك
وعن أحمد والشافعي الأماثل
وقد جاء بعض الصحب يسأل نظمها
فأحبب أن أحظى بدعوة سائل
وإن لم أكن ذا خبرة ودراية
ولست لتحقيق العلوم بآهل
ولكنني أرجو من الله رحمة
وعلماً وتفهيماً بكل المسائل
فأولها قصر الصلاة لكل ما
به سفر لدى كل قائل
وسيان عند الشيخ كانت طويلة
مسافته أو دونه في التماثل
وذا مذهب للظاهرية قد أتى
وعن بعض أصحاب النبي الأفاضل
وتستبرئ البكر الكبيرة عندهم
وكان إلى أقوالهم غير مائل
ويختار ما اختار البخاري وقد أتى
بذا أثر عن نجل حلو الشمائل
وذاك هو الفاروق والقول لابنه
وثالثها ما قاله في المسائل
فيختار ما اختاروا لسجدة قارئ
بغير شاتراط للوضوء لفاعل
ومعتقداً ليلاً فبان بضده
لأكل ومطعوم بشهر الفضائل
فليس القضا يوماً عليه بواجب
وما حكمه إلاَّ كناسٍ وجاهل
وما أمر المعصوم من كان مخطئاً
من الصحب أن يقصضي الصيام فسائل
كذلك بعض التابعين وبعض من
إلى الفقه منسوب ومن للفضائل
عنيت به نجل الخليفة ذي التقى
فمذهبهم ألا قضاء لفاعل
وعمدتهم ما في الصحيحين ذكره
وقد مر منظوماً فكن غير غافل
ومن كان في حجاته متمتعاً
بفرض وإلا في جميع النوافل
فيكفيه سعي واحد في اختياره
وعن أحمد يرويه بعض الأفاضل
وكان ابن عباس بذلك قائلاً
فأعظم به من قدوة ذي فضائل
وقد جوز الشيخ السباق بغير أن
يحلله ما ليس يوماً بجاعل
وإن أخرجا جعلاً وهذا اختياره
وكان إماماً عالماً بالمسائل
ومن تفتدي تستبرئن بحيضه
وفي ذا حديث مرسل في المراسل
وموطؤة يا صاح أعني بشبهة
ومن طلقت إحدى الثلاث الكوامل
كذا وطئ من حزيت بملك إباحة
من الوثنيات الحسان الخواذل
وجوز عقد للرداء لمحرم
بإحرامه فافهم مقال الأفاضل
وجووز يا صاح الطواف لحائض
وليس لما قد أوجبوه بماثل
إذا كان لم يمكن طواف طهارة
ورففقتها قد قربوا للرواحل
وجوز بيعاً للعصير بأصله
كزيت بزيتون فكن غير غافل
كذاك الوضو يا صاح من كل ما عسى
يسمى به ألماً جائز غير حائل
سواءٌ لديه مطلقاً أو مقيداً
وعنه رأينا مطلقاً في المسائل
وجوز بيعاً للحلي وغيرها
إذا اتخذت في فضة بالتفاضل
بها والذي قد زاد يجعل للذي
لصنعتها في فاضل في المقابل
وإن وقعت في مائع من نجاسة
سواء قليلاً أو يكن غير حامل
ولم يتغير ليس ينجس عنده
وقد كان أحظى منهمو بالدلائل
ومن خاف من عيد كذاك وجمعة
فواتاً وليس الماء يوماً بحاصل
فإن تيمم كان ذلك عنده
يجوز فقابل بالثنا كل فاضل
ومما جرى منها عليه فوادح
عظام وجاءت نحوه بالزلازل
بإفتائه أن الطلاق إذا أتى
ثلاثاً بلفظ واحد غير كامل
ولا واقع بل إن تلك جمعيها
لواحدة في قيله كالأماثل
من الصحب في عهد النبي وبعده
إلى أن أجيزت في عقوبة عادل
ولو فرقت إذا هي لم تكن
على سنة المعصوم أفضل فاضل
ومن بطلاق حالف فيمينه
مكفرة لكن هي بالقلاقل
وعودي بل أوذي لإفتائه بها
وكم مرة إلى ذا الآن من متحامل
وقد كتب الشيخ الإمام مصنفاً
بلأأف من الأوراق دفعاً لصائل
ولكنه مع خصمه سوف يلتقي
لدى الله والرحمن أعدل عادل
وفي بعض ما قد مر مما نظمته
مواقف منهم له في المسائل
وقد قال هذا ما تفرد عنهمو
به الشسيخ هذا رسم خط لناقل
وصل إلهي كل ما هبت الصبا
وما انهل صوب الساريات الهوامل
على المصطفى الهادي الأمين محمد
وأصحابه والآل أهل الفضائل

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:10 AM
» سليمان بن سحمان » وقول أبي العباس أحمد أنها

وقول أبي العباس أحمد أنها
لما آن في القول الصحيح المؤيد
وما لهما من ثالث جاء مثبت
بنص رسول اله أفضل مرشد
وأما الذي استثنى ببولٍ وغوطة
فإن على القول الصحيح المسدد
إذاكان دون القلتين فإنه
على ذاك محمول بغير تردد
يؤيده نص ببئر بضاعة
فراجعه لا تكسل ولا تتبلد
وعند أبي العباس ذلك طاهر
إذا لم يغيره الملاقي بمفسد
وقال أبو العباس أحمد إنه
لماء طهور في الأصح المؤيد
ولا نص في تقسيمه بين طاهر
وبين طهور عن نبيك أحمد
وعند أبي العباس في عظم ميتة
ومنفحةٍ والقرن والظفر فاعدد
كذا الريش مع صوف فذلك طاهر
ولا نص في تنجسيها فتقبد
وكان أبو العباس للمسح مانعاً
وللنتر إذ لا نص فيه لمقتد
ويحدث هذا المسح للسلس الذي
يشق فخذ بالعلم عن كل مهتد
وليس حديث النتر والمسح ثابتاً
ولا صح في فعل النبي محمد
وعند أبي العباس ليس بجائز
ولو من ورى ما حال فاحظر وشدد
فكم بين بيت الله من ركن شامخ
وأسوار حيطان وبيت معمد
فللجهة التحريم يا صاح فاعلمي
فخذ نص صريح تصحيح مؤيد
وإن ذكروا يوماً حديثاً مجوزاً
لذلك في البنيان غير مفندد
فقد ذكر ابن القيم الحبر أنها
قضية عين خصصت بمحمد
وما جاء نص في الكراهة أن تدر
إلى القمرين الفرج غير خير مرشد
لئن لم يكن هدى النبي محمد
وليس عليه أمره فله أردد
بلى مس إنسان لأمرد ناقض
وعن شهوة ذاك المسيس فقبد
وهذا هو القول الصحيح الذي له
أشار أبو العباس يا ذا التنقد
وكن عالماً أن التيمم رافع
يصلى به كالماء كل التعبد
فصح عن المعصوم أن طهورنا
إذا لم نجد ماء هو الترب فاقتد
فجزئ قبل الوقت بالنص يا فتى
وفي الوقت حظر النفل للمتعبد
فمقدتياً بالحق كن لا مقلداً
تفز إقتفاء هدى النبي محمد
ولا تتيمم عند كل فريضة
فما صح هذا الفعل عن خير مرشد
فأطلقه كالما في كل حكمه
فصل به الأوقات ذات التعدد
وأن تمسحن بالرمل يا صاح خالصاً
فلا بأس في هذا لدى كل مهتد
إذا كنت في أرض كثيرٍ رمالها
كأرض تبوك فاسمحن لا تقيد
وما صح هذا الوصف من نفس فعله
ولا أمره فافهم وراجعه ترشد
كمسحك من بطن الأصابع يا فتى
لوجهك والكفين في راحة اليد
فليس على هذا دليل مقرر
فدعه ولا تعمل بذلك تقتد
ويكفيك فعل المصطفى فتقيدن
لما سنه واحذر تخالفه تعتد
وتطهر بالحول النجاسة كلها
كذا الخمر إن لم يقصد الخل معتد
وهذا اختيار الشيخ والنص لم يرد
بتنجيسها بالحول عن خير مرشد
وفي الفجر فاتل من طوال المفصل
واقصر في مغرب ثم اقصد
وليس على هذا دليل ولم تكن
بسنة خير العالمين محمد
وقد أنكروا أعني الصحابة فعله
فراجعه في زاد المعاد لتهتد
فلا تقرأن في مغرب بقصاره
بل اقرأه أحياناً وحيناً بأزيد
فقد قرأ الأعراف فيها نبينا
وبالنور احياناً ولما يقيد
وكن عالماً أن الكلام إذا أتى
فأصغ له سمعاً وعي العلم ترشد
على درجات فاعلمن ذكرتها
ثلاث فأولاها بها الآن أبتديد
يدل على معنى بوضع لنفسه
وإلاَّ فمع لفظ سواه فقيد
وذاك كفى من فاعلمن ومثله
يد ودم قم ثم خذ في المعدد
فهذا كلام ثم ثانيهما الذي
يدل على معنى بطبع مجرد
كمثل سؤال والعطاس تثاؤب
بكاء وتأويله أنين المجود
فهذا الذي عددت أشياء ما أتى
بكاء وتأويله أنين المجود
وليس كلاماً في الحقيقة مبطلاً
من النفخ في النص الأكيد المؤكد
ولو بانت الحرفان منه كما أتى
بأف ثلاث في الحديث المؤيد
إذا كان مغلوباً على ذلك يا فتى
وما ليس مغلوباً عليه فقيد
ففيه نزاع مستفيق مقرر
وليس لعمري مبطلاً في المؤكد
فلا بد في لفظ الكلام دلالة
تدل على معنى بوضع كما ابتدى
ومالا على معنى يدل بوصفه
ولا طبعه مثل التنخع فاشهد
فقد جاء في النص المؤكد فعله
وذا حاصل التقرير من قول أحمد
وأعني ابا العباس حيث نظمته
وذا حاصل التقرير من قول أحمد
ولا تفنتن في كل وترك يا فتى
فتجعله كالواجب المتأكد
وكن قانتاً حيناً وحيناً فتاركاً
لذلك تسعد بالدليل وتهتد
ففعل وترك سنة وكلاهما
أتت عن رسول الله إن كنت مقتد
بلى فاسجدن في فرض سر فإنه
لسنة خير العالمين محمد
فراجعه في الأعلام إن كنت شائقاً
تجد ثم ما يشفي ويكفي لمن هدى
كذا سنة للفجر تفعل بعدها
إذا لم تصل قبلها فتقيد
فإن أنت لم تفعل فللشمس فاقبن
إلى قيد رمح ثم انثني فلتسجد
وعند أبي العباس لا حظر للذي
يصليهما أعتى تحية مسجد
وذا لعموم النص إذ لا مخصص
فخذ قول من بالنص يهدي ويهتدي
أليس لها تقضي الفروض وكالذي
سمعت به في نظمه ذا التعدد
كذلك صح النهى حالة خطبة إلا
مام لمن يأتي بنفل التعبد
فأما الذي يأتي ابتداءً فإنه
يصلي ولا يجلس تحية مسجد
فهذا دليل واضح متقرر
وقد كان في وقت من النهى فاقتد
وإن الصحيح المرتضي عند من قضى
بتعيينها فرضاً وبالنص يقتدي
سوى من أتى بالعذر فالنص قد أتى
بتخصيصه لا غير ذا قول أحمد
وقال أبو العباس بل ذاك جائز
لفعل معاذ مع صحابة أحمد
يصلى بهم فرض وهم ذو فريضة
وقد كان صلى الفرض خلف محمد
كذا من يصلى الظهر يأتم بالذي
يصلي صلاة العصر غير منفد
وقد قصروا أعني الصحابة دون ما
يقدره من فرسخ بالتعدد
فما حدد المعصوم قدر مسافة
لفطر ولا قصر فهل أنت مقتد
وشرط جواز القصر نية قصرها
فشرط بعيد الرشد غير مسدد
وهل جاءها غ بنية قصرها
ولا نص في تقيدها حين يبتدي
بإحرامه للقصر من سيد الورى
فدعه ولا تعمل بذلك ترشد
وسنة جمع الظهر والعصر يا فتى
كذا معه بين العشائين فاشهد
فعارض أن جد بالسير قاصد
فإن لم يجد السير بل قام للغد
فسنة القصر إن كنت مقتد
فراتبة فاعلم بذلك ترشد
وعنه وفي الظهرين أيضاً وأنه
لقول أبي العباس مع كل سيد
وفيه حديث ثابت متقرر
عن السيد المعصوم أفضل مرشد
وما كان من هدى النبي اعتماده
على السيف إذ لا نص فيه لمهتد
ولكن يكون الاعتماد على العصى
أو القوس ذا هدى النبي محمد
وما ظنه الجهال إن اعتماده
على السيف فيما يزعمون لمقصد
إشارة إظهار لدين أتى به
فزعم بعيد الرشد غير مسدد
ووضع المصلى في المساجد بدعة
وليس من الهدى القويم المسدد
وتقديمه في الصف حجر لروضة
وغصب لها عن داخل متعبد
ويشبه وضع العصا وحكمها
كحكم المصلى في ابتداع التعبد
بل مستحب أن يماطا ويرفعا
عن الداخلين الراكعين بمسجد
لئن لم يكن هذا بنص مقرر
ولا فعل أصحاب النبي محمد
فخير الأمور السالفات على الهدى
وشر الأمور المحدثات فبعد
وليس صيام الغيم يوماً بواجب
ولا مستحب في الصحيح المويد
فقد جاء في هذا نصوص صحيحة
فخذ بنصوص المصطفى وتقيد
وإياك والآراء لا تقبلنها
وقد صح نص عن نبيك احمد
وإن اولو يوماً للفظ أقدروا له
بأن ضيقوا فاردده بالنص مهتد
وذلك في (زاد المعاد) إن أقدروا
ثلاثين يوماً كاملات التعدد
فمن يستحب الصوم في يوم غيمنا
فذلك عاصٍ للرسول محمد
وماذا عسى أن قدروه لأحمد
وعن تابع أو صاحب لا تقلد
فليس لإنسانٍ من الناس حجة
مع السيد المعصوم أفضل مرشد
وقال أبو العباس بل ذاك جائز
وعن أحمد نص الجواز فأورد
إن اعتاض عن حب شعير بسعره
ولا بأس في هذا لدى كل سيد
فيروى عن الحبر ابن عباس أنه
يجوز ولم يعرف له من مفند
وأما حديث النهى عن صرفه
إلى سواه ففي الإسناد طعن لنقد
وإن صح هذا فالمراد بصرفه
إلى سلم في غير ذاك فقيد
ليربح فيما ليس يضمن فأحضرن
لهذا ففيه النهى فافهم تسدد
وإن صحيح القول في الجد أنه
لكا لأب في أحواله والتودد
وذا ظاهر القرآن فاقرأ ليوسف
ترى الجد باسم الأب يا ذا التنقد
فعن ظاهر القرآن أخذك يا فتى
أحق وأولى عن إمام مقلد
يراد اجتهاد منه إذ ليس وارده
بنص عن الهادي الأمين محمد
وليس لأب جبر بكر على امرئ
أبته ولم ترضاه إن كنت مقتد
وهذا خلاف السنة المحضة التي
أتتنا عن المعصوم أكمل سيد
فإن كرهت فاردد إليها مخيراً
فإن لم تشأ فافسخ ولا تتقيد
وهذا هو القول الصحيح الذي به
تدين إله العالمين ونقتد
أإلا أيها الإنسانس إياك والهوى
وتقليد آراء الرجال فتقتد
ولا تتعصب للمذاهب جهرةً
وتنبذ خلف الظهر سنة أحمد
فإصداق تعليم القرآن فضيلة
بنص رسول الله أكمل مرشد
فإن انتفاع الخود يا صاح بالذي
تعلم من آي الكتاب الممجد
ومن قال هذا بالنبي مخصص
فقول بعيد الرشد غير مسدد
ومن قال لا إصداق إلاَّ على الذي
يقدر من مال فليس يجيد
وإن الصحيح المرتضى للذي أتى
وصح عن الهادي النبي محمد
بهذا ندين الله جل جلاله
فسل ربك بالتوفيق أي موحد

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:10 AM
» سليمان بن سحمان » لك الحمد اللهم يا ذا الحامد

لك الحمد اللهم يا ذا الحامد
لك الحمد حمداً ليس يحصى لحامد
لك الحمد حمداً يملأ الأرض والسما
وما شئته من بعد ذا غير نافد
إلهي لك الحمد الذي أنت أهله
فأنت الذي ترجى لكشف الشدائد
ولله رب الحمد والشكر والثنا
وذو العرش أولى بالثنا والحامد
فقد جاءنا جند الضلال وأجلبوا
بأحزابهم من كل غاو معاند
وساروا إلى الإخوان في عقر دارهم
على كثرة الأعداء من كل جاحد
وفي قلة في أهل دين محمد
ذوي الصدق في يوم الوغى والتجالد
وراموا أموراً لانطلاق عظيمة
بأهل الهدى أهل التقى والحامد
ولكن مولانا أجاد بفضله
ومن بخذلان الطغاة الأباعد
ويا أيها الغادي على ظهر ضامر
عرندسة تفري لبيد الفدافد
تحمل هداك الله مني رسالة
إلى الملك السامي يفاع الحامد
وأبلغه تسليماً على البعد والنوى
سلام بحب صادق الود حامد
وناد بأعلى الصوت يا صاح قائلاً
هنيئاً لك الإسعاف يا ابن الأماجد
هنيئاً لك العز الموطد بالعلا
هنيئاً هنيئاً كنهه غير نافد
ويهنيك يا شمس البلاد وبدرها
بلوغ المنى من كل باغ معاند
فلا زلت منصوراً على كل من بغى
وكل أجير من ذوي البغي مارد
ولازلت في العز المؤثل والهنى
يساعدك الإسعاف في كل وارد
لعمري لنعم الحي من صحب خالد
ومن خالد سامي الذرى والمحامد
حموا دراهم من كل طاغ مخادع
وعن كل جبار عنيد معاند
وهم صبروا بل صابروا ثم رابطوا
وقد جاهدوا واستنجدوا كل ماجد
كم هاجروا الله في كل بلدة
كأصحاب سلطان الحماة الأجاود
وهم سكنوا في (الغطغط) الواسع الذي
به اغتبطوا لما بنوا للمساجج
ومن سكنوا في الدين واستوطنوا به
وإخوانهم من كل شهم مجالد
قبائل من قحطان مخن جاهدوا العدى
ومن أهل (صبحا) من سموا في المشاهد
وأهل (سنام) هاجروا ثم جاهدوا
بأسيافهم أهل الردى والمفاسد
همو قصدوا الأتراك حقاً بجمعهم
وما عاقهم عنهم أهاويل مارد
فطوبى لهم طوبى فقد أدركوا المنى
وقد أدركوا فخراً وأجر المجاهد
وإذا كنت يوماً ذاكراً بفضيلة
ومنقبة يثني بها في المحاشد
فلا تنسى حرباً في الحروب فإنهم
حماة كماة في الوغى والمشاهد
وإخوانهم من (شمر) حيث شمروا
لحرب الأعادي والبغاة والأباعد
وأعني بهم من هاجروا وتبؤوا
بدخنة داراً قد زهت بالمساجد
ومن قبل كانوا في الجهالة والردى
حيارى سكارى قد عثوا في المفاسد
فأنقذهم ربي من الجهل والهوى
واحياهمو محيي الرياض الهوامد
وقد خلفوا في دراهم خشية العدى
وكيداً وإرهاباً لكل مكائد
لئلا يفاجئ أهلهم بعد غزوهم
عدو مريب قاعد بالمراصد
فكان الذي نخشاه من كيد مكرهم
ورائد مكر السوء أشأم رائد
وعاد إليهم مكرهم بهلاكهم
كإخوانهم من كل طاغ معاند
ولما أرد الله إظهار فضلهم
ومشهد صدق من حماة أماجد
تبارك علام العيوب فعلمه
بما كان في الماضي وما يأت في الغد
سواء فما تخفى عليه خفية
وما قد نواه العبد من كل مقصد
وأخبرنا في وحيه لرسوله
بأن لامرئ ما قد نوى فبه اقتد
فجل عزيزاً ذا انتقام وغيرة
فسبحانه من قاهر ذي تفرد

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:12 AM
معلومات عن بدر بن عبد المحسن

https://www.aldiwan.net/public/images/cat_images/16664350631.png
بدر بن عبد المحسن https://www.aldiwan.net/public/images/badge.svg

الأمير بدر بن عبد المحسن بن عبد العزيز آل سعود شاعر سعودي، ولد سنة 1949م. في مدينة الرياض،نشأ الأمير بدر في بيت علم وأدب حيث كان والده محباً للعلم والأدب، كما أنه شاعر مبدع ولديه مكتبة ضخمة تضم العديد من الكتب، ومجلس والده مليء بالعلماء والأدباء وكبار المفكرين في ذلك الوقت مما كان له الأثر البالغ في حب الأمير بدر للأدب والشعر،درس مراحله الابتدائية بين السعودية ومصر، والمتوسطة في مدرسة الملكة فكتوريا في الإسكندرية، ودرس المرحلة الثانوية في الرياض كما درس في بريطانيا وفي الولايات المتحدة الأمريكية. عين سنة 1973 بمنصب رئيس الجمعية السعودية للثقافة والفنون وعين رئيساً لتنظيم الشعر بالسعودية ،كانت أولى أمسياته هي أمسيته في نادي الاتحاد السعودي بجدة، تلاها أمسيات كثيرة في الإمارات والبحرين والرياض وفي نادي الأهلي بجدة، وهو المشرف على الكثير من الأعمال الوطنية في كتابة النصوص آخرها مهرجان الجنادرية 1439 هجري . دواوينه: (ما ينقش العصفور في تمرة العذق): صدر عام 1989م. (رسالة من بدوي): صدر عام 1990م. (لوحة ربما قصيدة): صدر عام 1996م. (ومض): صدر عام 2010م. (الأعمال الشعرية) صدرت تزامناً مع معرض الرياض الدولي للكتاب عام 2022م. وضمت خمسة دواوين هي: هام السحب، وشهد الحروف، ورسالة من بدوي، وما ينقش العصفور في تمرة العذق، ولوحة .. ربما قصيدة. تكريم وجوائز: كرمه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود عام 2019م بمنحه وشاح الملك عبد العزيز. كرمته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) عام 2019م تزامناً مع مناسبة اليوم العالمي للشعر، وذلك نظير إسهاماته الشعرية الفنية الثقافية المتفردة، التي امتدت لأكثر من 40 عاماً.كرمته الهيئة العامة للترفيه عام 2019م في ليلة كان عنوانها (ليلة الأمير بدر بن عبد المحسن: نصف قرن والبدر مكتمل). وقد أعلن رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه تركي بن عبد المحسن آل الشيخ تسمية المسرح المبني خصيصاً لهذه المناسبة بمسرح الأمير بدر بن عبد المحسن.وفي مارس 2021 أعلنت هيئة الأدب والنشر والترجمة عزمها على جمع وطباعة الأعمال الكاملة الأدبية الكاملة للأمير بدر بن عبد المحسن تنفيذاً لتوجيه وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وذلك تقديراً لإسهاماته في الحراك الإبداعي السعودي خلال خمسة عقود من الزمن.

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:13 AM
» بدر بن عبد المحسن » جرحي بخير

ومرت سنه .. على فراقك
على صوتك .. واشواقك
غريب كيف االزمن يرحل
واحلام العمر .. تذبل ..
سنه مرت .. وانا أول ..
حبيبٍ يوقد الشمعه
لجرحه في يوم ميلاده
هلا .. بالحب .. واعياده
وكل عامٍ .. وجرحي بخير
مشيت دروبنا .. خطاوي قلوبنا
ومريت الوعد .. وعدنا العام
ماكان الوعد .. ولا الأيام .. هي الايام
وما ادري ليه هالشارع .. نسوه الناس
ومتى هالمقعد الخالي .. يجوه الناس
حبيبي .. ليه فـ غيابك .. يغيبوا الناس
حبيبي .. ايه والله حبيبي .. ايه والله
نساني العمر.. لو انساه
نساني الفرح .. لو انساه
احبه .. ما ظهر نجم .. ونبت عشب .. وسرى براق
أحبه .. لا زمن يشقي جروحي .. لا جفا .. وفراق
أنا هذا الهوى كله .. وقلبي آخر العشاق ..

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:13 AM
» بدر بن عبد المحسن » أستبد

استبد..استبد احيان
استمد كل هذا الظلم من ألمي
اتحد من راسي .. لقدمي
واضرب بعواصفي وبزلزالي
واهّدم الناس .. واهدّم بحالي
لين استرد بعض اثيابي من الريح
ولحمي من الشوك..
وابتعد..ابتعد
واحيان ما املك العواصف .. ولا الزلزال
ولا حتى .. فـ الهجير .. ظلال
لكن استبد..استبد باللي عندي
اضرب بيدي فـ الهوى..بجبيني فـ الصخر
لين اتعب ..اتعب..وانهمد
مثل طفل اضناه البكا.. والسهر
وانتي آخر ماأعد في عمري
واجمل ما أعد
اعشقي ظلم الغصون الخضر للحطاب
والجلد للأنياب..والجفن للسكين
اعشقي هالظالم المسكين...
واتركيني انصهر في الشمس
والا ارتعد في البرد
لكن استبد..واسترد اثيابي من الريح
ولحمي من الشوك
وابتعد .. ابتعد

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:13 AM
» بدر بن عبد المحسن » اغصان المساويك

تجلس عجوز .. في اول السوق ..
وبين الشبابيك .. وتبيع السوالف ..
وأغصان المساويك ..
ومايخالف .. لو باعتني الحكي ..
الحكي غالي هـ الايام ..
مريتها .. ابي الكلام ..
قلت : ياخاله أنا ..
ان نسوني الناس .. زعلت ..
والى اذكروني الناس .. زعلت ..
صمتي وحروفي مبعثره ..
ضحكت وقالت :
لو عدلت .. سلمت قلب وحنجره ..
ماعطيتها فلوس على هذا التعب ..
وماريحتني من التعب ..
قمت وعلى عيوني غباش ..
مدت لي مسواك جديد ..
عييت ..
وقالت لي بلاش ..
ان كانت سنونك نظاف ..
حطه في جيبك ياولدي ..
يجلي محانيك الرهاف ..
من كل اأحساس ردي ..

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:14 AM
» السعودية » بدر بن عبد المحسن » السيف

من يطعن السيف ابـ حشاه .. ويجرح السيف ..
من يضرب السيف ابدماه .. ويقطع السيف ..
السيف .. المعدن البارد ..
نصل الشتا الحاد ..
له تحت جلدي .. طريق ٍ ضيق ٍ بارد ..
وله صرختين اجداد ..
حبيبتي .. يا نبتة الدم ..
السيف .. إما قتلتي اعناد ..
والا قتلتي هم ..
ومضة شعاع ٍ خاطفه .. السيف ..
الصمت قبل العاصفه .. الألم .. لا فارق اللحم .. العظم ..
كم .. لحظة ٍ .. يا انتي إنطحنتي خايفة ..
من موعدك .. قبل الوعد ..
ورديتها .. قلت ارجعي ..
وكم صرخة ٍ .. ياللي ان جرحتي .. توجعي ..
ولو انجرحتي توجعي ..
اطلقتها بعد العد .. وشقت ضلوع العاطفة ..
من يطعن السيف ابحشاه حبيبتي
ومن يضرب السيف ابدماه .. ويقطع السيف ..
وقفت وضلوعي ( الصفاه )
اغطي عيون الأمل ..
ابغترة الحزن .. واركعه ..
كان الجفا .. سيف ٍ يسيل ..
في لحظة قصاص ..
وكانت عيوني تودعه ..
تشتاق .. للموت .. الخلاص ..
يا نبتة الدم .. السيف ..
مره قتلني عناد .. ومره قتلني هم ..

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:14 AM
» بدر بن عبد المحسن » سوالف ليل

سوالف ليل ..
بجنب المنقد الغافي ..
على حد السهاد ..
تحدثنا في تالي ليل ..
زرعنا سرنا الخافي ..
على شفاه الجمر معنى ..
وخفنا الناس تسمعنا ..
يا انتي .. لاتوادعنا...
في تالي ليل لاتخافي ..
بنلقى اللي بقي معنا ..
سوالف ليل ..
أو حفنة رماد ...

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:14 AM
» بدر بن عبد المحسن » شعاع

شعاع ٍ .. يدخل الغرفة ..
بعد العصر ..
يزحف فوق سجادة ..
ويطلع فوق هالكرسي
ويمكن يلمس وسادة ..
ولحظة ما لمحته خاف
تراجع .. طاح من الكرسي ..
وركض قبل النهار يمسي ..
ورجع للشمس كالعادة ..
يذكرني شعاع العصر ..
عيونك .. تدخل ضلوعي
في غفلة من عيون الناس ..
وتمد اهدابها احساس ..
وتاخذ قلبي من قلبي ..
تضيق بصدري الانفاس ..
ولما ينتبه واحد من الجلاس ..
بسرعة تركض النظرة ..
على السجاد والكرسي ..
احس ان النهار يمسي ..
وتغيب الشمس كالعادة ..

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:14 AM
» بدر بن عبد المحسن » شاعر

أحبك ..آهـ انا ياليت قلبي .. شعلةٍ من نور
كريمٍ مثل شوق النظرة اللي تسكن أهدابك
أحبك وش بقى مني حطام العاشق المغرور
وما أظن الزمان اللي مضى يرجع من اسبابك
ولكن صدقيني الصدق في هذا الزمان شعور
يحبك من صدقلك مرةِ ما همه عتابك
أمانه لا تصبين العمر في كاسي المكسور
يضيع العمر ما يبقى سوى الإبهام وانيابك
ابد ما هو قصيده كتبها لك شاعرٍ مشهور
ٍولا هو وردةٍ يذبل ورقها في داخل كتابك
ولا هو بسمةٍ صفرا على شفاة موات بور
وملامح صورةٍ تخفينها حتى عن اصحابك
الا يا طفلتي ماهو الهوى هالشارع المهجور
ولا هو ريحة غبار الوعد في اسفل ثيابك
كذب من قال ورد العاطفه ينبت بظل السور
وجبان اللي يخاف الناس لو وقف على بابك
كتب لك كل مافي الحب من عذب الكلام سطور
و لكنه عجز يا طفلتي لا يكتب كتابك

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:15 AM
» بدر بن عبد المحسن » زمان الشح

في زمان الشح .. يصبح للقمر
مثل نور الشمس في الليل العتيم
في زمان الشح .. يصبح للحجر
مثل ما للسيف من قدرٍ عظيم
في زمان الشح .. يملانا الفخر
لا تحدى الظلم كهلٍ أو فطيم
في زمان الشح في وقت الدهر
كل مجدٍ فـ ارضنا يولد يتيم
وش نقول اليوم ياطفال القهر
في القصايد ذل والله العظيم
ما فقدنا السمع ولاكف البصر
مير بين اضلوعنا قلبٍ سقيم
أهلنا صرتوا عناوين وصور
انتذكركم مثل وجهٍٍ قديم
كن ما به ارض لا نهر وبحر
كيف جرح الأرض يشفي في الصميم
علمونا اليأس من صبر وحذر
علمونا (القدس) ننسى (اورشليم)
لا سقينا غيث هتاف المطر
كان خضنا الحرب باطفال وحريم

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:15 AM
» بدر بن عبد المحسن » سلام


سلام يا رمشٍ كسى باهي الخد
سلام يا ذبح القلوب الخليه
انعم من النسمة على خدة الورد
وأغلى سلامٍ لو ترده عليه
كان الجفا منك حصل لي فلا بد
أرضى بعطفك لوه رد التحيه
رد السلام ولي تبسم على قد
ما توجب ظروف الوفا والحميه
وان كان لك قلبٍ غليلٍ على الصد
الله حسيبك صد .. أنا اش في يديه
والله ما يصبر على خاين الود
كود الذي قد خان أمانة خويه

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:16 AM
» بدر بن عبد المحسن » الرماد

الشمس طاحت .. وبردت.. ورمد الشفق .. في حجر الارض
من يشتهي يدوس باقدامه على هالرماد كله ..
يا عابرٍ .. على المدى .. من السراب .. الى الندى ..
قلبي سقط فوق التراب شله..
او لا تدوس القلب خله .. كل يوم له شمس
وانا مالي سوى قلبي
انا .. من بكى لين الثرى بله بالدمع ..
ويوم اكتفى .. صد وعصر ظله .. ومسح بردنه .. وجنته ..
ثم ابتسم لين حسدوه الناس
يازارعٍ شوك الهراس .. فوق الرمل كله .. لاقدام من يكره الشوك
ياحظ من ياطى بقدم .. انا مالي سوى قلبي
الشمس طاحت ونثر الظلام ظله ..
على الجروح .. ياكاتم الزين الفضوح عن عيني
لا تظهر انيابك .. وتقطع احبابك شمات
انا من عطى ضي الشموس خله .. لين حسدوه الناس
ولا تنتظر غير السموس .. لله ..
انا مالي سوى قلبي ..

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:16 AM
» بدر بن عبد المحسن » ذلني الشوق


ينزع الحر .. للعالي المنيف
عادة الحر .. لطام يعاف
ذلني الشوق يالقاسي اللطيف
ولحظة الوصل .. من صدك تخاف
انا قلبي .. جناحٍ له رفيف
يتبع الشمس في الريح الصلاف
للوعد جيت من لون الخريف
وللوعد جيت من طعم الجفاف
ومر في ساعتي وقت ونزيف
ومر في خاطري حزن وزفاف
آه وينك انا مثلك كفيف
وليه قمراك تطلع ما تشاف

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:18 AM
» بدر بن عبد المحسن » ردي علي الصوت

ردي علي الصوت .. ردي حياتي
صمتك على شكوى حنيني .. مذله
اما اقطعي حبل الوصل بالنجاتي
والا عطيني باقي الود .. كله
لا توعديني .. عذب الصبر ذاتي
والبعد حالي مع عنا الوجد سله
اشكي الجفا لك .. ما شفيتي شكاتي
الوعد الأول للقا .. فات حله
يرضيك يصبح شملنا للشتاتي
يرضيك نرضي كل نفسٍ مغله
يرضيك لا فرحوا بهمي عداتي
واقفوا يقولون .. الغضي عاف خله
ردي علي الصوت .. يكفي السكاتي
قولي لغيرك ماهفا القلب للّه

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:18 AM
» بدر بن عبد المحسن » السنابل

من يهني السنابل .. في ليالي عرسها
كل شعب الجزيرة .. اللي تعب في غرسها
يا جزيرتنا بناتك ..
ما تناسوا وصاتك ..
كافحوا .. واتخرجوا .. وتحت ظلك انتجوا
آه كل يومٍ .. في حايتك يا جزيرتنا أمل ..
البيارق خضر .. وفصولك ربيع
راية التوحيد .. يا عز الجميع
يا جزيرتنا بناتك
ما تناسوا وصاتك
كافحوا .. واتخرجوا وتحت ظلك انتجوا
آه كل يومٍ في حايتك يا جزيرتنا أمل ..

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:18 AM
» بدر بن عبد المحسن » ربابه

يا جاذب القوس ..
قطعت كل العروق .. الا وتر
وكل الجبال .. الا الحجر
وكل الطعوس .. الا الاثر ..
وجرحتني .. جر الربابه
يا فتى الجود ..
وبين السبابه .. والابهام
احبس القلب ثم اطلقه
صوتٍ أحسه واعشقه
هات القصيد من الكلام
والروح .. في صافي النغم ..
ذكرني .. زهر القحويان
في مبسمٍ لو قلت فم
عيا النهار
لاصابعك تلفتت (عليا )
وتنهدت (نوت )
والعشق من كل الرمال اللي مضت
كنك جمعته فـ صوت
ناظرت في حسك .. آثارهم فوق المراح
كن البدو .. اللي شربوا .. ملح وقراح ..
من أول بدايات الصباح..
أسمع حنين ركابهم
قفوا .. وانا فـ اعقابهم
أبكي على خلي .. رحل
لاجل الزمام .. ودق الوشام ..
وخرسٍ محاجرها الظلام ..
رد القصايد للكلام ..
وخل الربابه .. يا فتى الجود ..
في قبرها الملحود
تحت الضلوع .. واخرجنيمن حسك
ود ّ الغريب .. يعود .. يا صاحبي بسك
لا تجذب القوس ..
لو هالدموع نفوس كان فاضت ..‍‍‍‍‍‍

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:19 AM
» بدر بن عبد المحسن » ربيع الحب


الله يعين الروح .. كم هي تمنى
شوف الحبايب ساعةٍ عقب حرمان
والله يجازي اللي بلطفه هدنا
وقتٍِ تبدل وأبدل الوصل هجران
أقفى ربيع الحب .. وأدهر وطنا
وشوك الثرى دسناه في درب الأحزان
خاط القدر بسلوك حكمه كفنا
وإلى حكم وش ياترى بيد الإنسان
حنا ضحايا الياس .. نرجي زمنا
ينظر لنا لو يوم لله بإحسان
حنا ليالينا بهوانا رمنا
حنا .. جنينا ونرجي الله غفران

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:19 AM
» بدر بن عبد المحسن » سلامة رماحك


سلامة رماحك اللي جرحها غالي
طعنتني غاضب لين أنكسر رمحك
لو قلت لي كان أجرح حالي بحالي
لا عاش قلبٍ جزع وارتاع من جرحك
لاجلك جروحي غدن اليوم عذالي
ذميت ظلمك وأنا من عادتي مدحك
ياليت لي ذنب وألقى علقمك حالي
وياليت بك عدل .. وأرضى فـ الهوى ذبحك
ياسيدي وإن نويت تزيد غربالي
قلي وأنا أبعد ظلامي عن سنا صبحك
لو ما يسرك أطو ل الشمس بجبالي
مايكفي إن عشقت جبالك وسفحك
كل الهوى بالهوى يزهى ويختالي
وأنا الذي في خسارة عزتي ربحك
ياعل ماتزهرالأشجار في رمالي
لو أعتذر عن شموخي في رجا صفحك
سلامة رماحك الي جرحها غالي
طعنتني غاصب لين أنكسررمحك

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:19 AM
» بدر بن عبد المحسن » دمع السحاب

جهّى مطر دمع السحاب المجاهيم
سود العيون اللي انتثر وبلهنه
رمح الشمال اللي طعن مهجة الغيم
شق السحاب وسالت الشمس منه
ساعة غشاني دمعها كنه الديم
دب الوجل في المهجة المرجهنه
وقمت اتذرى بالصبر والتعازيم
بعضي يبوح الخوف وبعضي يكنه
ناديتها واللي يغيث المظاليم
انك ولا غيرك لقلبي مضنه
ان قالوا الحساد داله وانا .. اهيم
ما نيب انا ارجي من عدوي محنه
قالت تشد .. وقلت بالحيل باقيم
ما في الوطن .. وعيون الاحباب منه
تبسمت شوقٍ .. بحبٍ .. بتسليم
حبيبتي .. والا العدو خاب ظنه

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:20 AM
» بدر بن عبد المحسن » صوتك يناديني

تذكٌر .. صوتك يناديني ...
تذكر ... تذكر ...
تذكر الحلم الصَغير ...
وجدار من طين وحصير ...
وقمَرا ورا الليل الضرير ...
على الغَدير ...
لاهَبٌت النسمَة تكسر ...
جيتي من النسيان ...
ومن كل الزمان ...
اللي مَضَى ... واللي تغٌير ...
صوتك يناديني تذكٌر ...
ناديتي ... خانتني السنين ... اللي مَضت راحت
ناديت ... ماكن السنين ... اللي مضت راحت
كنا افترقنا البارحة ...
البارحة .... صارت عمر ...
ليله ... أَبَدْ عيٌت تمرٌ ...
ياجمرة الشوق الخَفي ...
نسيت أنا وجرحك وفي ...
يتذَكر الحلم الصغير ...
ريانَة العُود ... نادي ...
نادي الليَالي تعُود ..
بشوق الهَوى ... بوعُود ...
بوجهي اللي ضيعته زَمَان ...
في عُيُونك السٌود ...
ياالضحكة العَذبة ...
عَنك الصٌبر ... كِذبه ...
وفيك العُمر موعود ...
اشتقت للحلم الصغير ...
واشتقت لجدار وحصير ...
وقمَرا ورا الليل الضرير ...
على الغدير ...
ان هبت النسمَة تكسر ...

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:20 AM
» بدر بن عبد المحسن » شمس الجمال


هيه يا غصن تمايل بالدلال
ما تخاف الكسر لا هب الهبوب
وما تخاف الله وتسعى بالعدال
انصف من لحاظ عينيك القلوب
لا متى ذبح العرب عندك حلال
تابت العالم متى عينك تتوب
مير قلبي يا لغضي بيعه محال
ما أقدر أعطي لو تبي مني ذنوب
أشهد إنك بالحلى فقت الخيال
وعيب حسنك كان في حسنك عيوب
شارقة في طلعتك شمس الجمال
وجامع في ضحكتك كل محبوب
الخمل فيني انا ما بك خمال
مشملٍ نوّك .. وانا نوّي جنوب

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:21 AM
» بدر بن عبد المحسن » دم الاطراف


أتعب على المعنى .. ويسهرني القاف
ويلذ لي تجريح عذب القوافي
وإلى مزج حبر القلم دم الأطراف
يصير لي معنى على الناس خافي
عندي معاني الشعر تلمس وتنشاف
أنما جرحك الشعر ما هو ب كافي
وان ما لمس في القلب .. احساس وشغاف
عدّك كتبته فوق رمل السوافي
لاتحسب ان البحر موج ومجداف
ترى قليل البحر ما كان طافي

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:21 AM
» بدر بن عبد المحسن » شجر النار

أنا مدري ..
اللهب حب .. وجوع ..
الحطب قلب .. او السير ضلوع ..
ياترى هاليابس الموجوع ..
وش يقول ..؟
من يسمع الدخان ..
اويدري باسرار الحطب ..
من طرز سلوك الذهب ..
في اغصانه ..
من خاط بقماش الرماد اكفانه ..
وهذا اللهب ..الطاغي الفتان
هاالقاتل الشافي ..
من خلى في موته عمر ..
لولا حروفٍ قلتها ..
وكانت شعر
شبيت فْـ اطرافي ..

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:21 AM
» بدر بن عبد المحسن » سيدي قم

سيدي قم...
ما خبرت اللي يحب يشتهي النوم
سيدي قم...
لاتنام وفي السماء باقي نجوم
يا جريح البارحه
كيف طبت اليوم
سيدي .. يا سيدي قم
سيدي ...الليل للعاشق نهار
قم معي ... نجمع نجوم الظلام
سيدي ... لو عرفت الانتظار
ما غفا لك جفن .. .يا عذب الكلام
اه لو تدري الهوى والسهر مقسوم
يا جريح البارحه
كيف طبت اليوم
سيدي .. يا سيدي قم
سيدي ... لا تناظرني بغضب
ودي تحس مثلي بالغرام
سيدي ... ما وراك الاالتعب
ليت عيني مثل عينك تنام
اه لو تدري الهوى والسهر مقسوم
ويا جريح البارحة كيف طبت اليوم
سيدي .... يا سيدي قم

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:22 AM
» بدر بن عبد المحسن » زمان الصمت

وتِرحَل ..
صَرخَتي تِذبَل
في وادي .. لا صدى يوصل
ولا باقي أنين
زمان الصمت ..
يا عُمر الحُزن والشكوى
يا خطوة ما غدت تقوى
على الخطوة ... على هم السنين
حبيبي .. كتبت اسمك على صوتي
كتبته .. في جدار الوقت
على لون السما الهادي
على الوادي ..
على موتي ... وميلادي
حبيبي .. لو أيادي الصمت
خذتني ... لو ملتني ليل
أنا عمري .. انتظاري لك
لا تحرمني .. حياتي لك

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:22 AM
» بدر بن عبد المحسن » السراب

قال السراب وقلت ظامي لسرابه
قال الهلاك وقلت لعيون الاحباب
يا لايمي في حب مترف شبابه
الموت حق ولاتبرق بالاسباب
كانه ذبحني صاحبي من عذابه
ماابي لدمي يا هل اللوم طلاب
الجادل اللي فيه زين ومهابه
يفز له قلبٍ .. وتخضع له أرقاب
في حجر عينة لي غدير وسحابه
وفي وسط قلبي له تناهيت وعتاب
إن قلت أحبه يكفي القلب مابه
وان قلت أنا مابيه ..باصير كذاب

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:22 AM
» بدر بن عبد المحسن » السهر والخوف

نبي .. نطفي قمرنا ..
لو يعذبنا السهر .. والخوف ..
نبي ننثر قهرنا .. يا حبايبنا ..
على مد النظر .. والشوف ..
نبي ننزع من أعماق الحشا سكين ..
نبي ننزف حنان العاشق المسكين ..
ونجرح في سواد العين .. صورنا ..
ونبي نطفي قمرنا ..
سامحينا يالمحبة .. لو جرحنا وانجرحنا ..
س امحينا لو نسينا .. في الهوى ضحكة فرحنا ..
وآه يالنصل الحرير ..
ياهوى القلب الضرير..
يالجروح اللي مضت .. واللي بتصير ..
نبي ننزع من أعماق الحشا سكين ..
نبي ننزف حنان العاشق المسكين ..
ونجرح في سواد العين .. صورنا ..
ونبي نطفي قمرنا ..

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:23 AM
» بدر بن عبد المحسن » السكوت الكلام

ياحروفنا الملح.. في شفاهنا الحنضل ...
كان السكوت أفضل .. ولا الكلام ؟
قلت اللي في قلبي ..
وخرج الحكي..من الحكي وما عاد..
اخيامنا طويت ..كافي ندق اوتاد
الكلمه .. ماهي انتصار
ولا انكسار ..
كانت حقيقه ..
يوم انقطع حبل الحوار
يا حروفنا الحنضل.. في شفاهنا الملح
زعلوا حبايبنا..كان السكوت أفضل

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:24 AM
» بدر بن عبد المحسن » الرسايل

وليله كانت الفرقا
و قالت لي .. فـ أمان الله
و ليله ذكرها يبقى
على جرحي .. و لا انساه
و جت تاخذ رسايلها ..
و خصله من جدايلها
و تديني جواباتي
بقايا عمر بسماتي
و قالت لي .. فـ أمان الله
و ليله زي ذي الليله و هبتك في الأمل عمري
و يا ليت البسمه ما كانت ولا الاحساس
وياليت الدنيا خانتني و كل الناس
و لا خنتي هواي انتي
و لا قلتي .. فـ أمان الله
لا تردين الرسايل ويش اسوي بالورق
لو تركتيني في ليله بسمتك عند الرحيل
دمعة العين الكحيله عذرها الواهي دليل
و ليله كانت الفرقا
و قالت لي فـ امان الله
و ليله كانت الفرقا
و قالت لي فـ امان الله

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:24 AM
» بدر بن عبد المحسن » رعشة هدب

ماقلت له ... يا حلوتي ماقلت له ...
المشكله ... إني أختلف ...
لا طروا اسمك من الوله ...
وجهك تغيّر ... نظرتي ...
وتضحك في عيني يا عبرتي ...
وبعض الحكي ما اتحمله ...
رعشة هدب لفته ...
البارحه شافوك ... في النوم الذي عفته ...
وماحد ٍ يقول ... شافك معي مره ...
طيفك متى ... يكفيني من شره ...
باكر إلى مروا علي ربعي بقول :
إن السما ما هي سما ....
واغيّر اوقات الفصول ...
ان صدقوني .. ما دروا إنك هواي ...
وإن عاتبوني ... صارت عيونك سماي ...
وإن عاتبوني ... صارت عيونك سماي ...

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:24 AM
» بدر بن عبد المحسن » سوالف رحلتي

عن حبك رحلت ..
ولحبك وصلت ..
وهذي سوالف رحلتي ..
سافرت .. في كل التراب
سافرت .. لديار السحاب
وهربت من ليل اللقاء .. وسهر الغياب
وأنتي بداية رحلتي وكنتي النهايه ..
ودعتك وغصب علي خذتك معايه ..
يا طول هالرحله.. لو هي المسافه والزمن
يا قصر هالرحله .. سافرت من جرح الشجن
يا طولها .. يا قصرها
تصوري إني نسيت
بس الأكيد إني بكيت
لين الدموع تكدست .. أوراق
عن حبك رحلت
ولحبك وصلت
وهذي سوالف رحلتي

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:24 AM
» بدر بن عبد المحسن » رساله

إلى من .. يهمها أمرى .. إلى من ..
رجاءً .. إلى متى صبري .. رجاءً
أنا لن .. اشتكي .. همي لغيرك ..
ياروحي .. اشتكي روحي على من ..
رساله .. حبرها .. دمي ..
رساله .. تصرخ ابهمي .. إلى من ..
سألت الرمل .. في دروب القوافل ..
سألت الجدب .. عن لون السنابل ..
سألت الناس عن وجهك حبيبي ..
عن الشمس .. ومتى تشرق مساءً
أحبك .. يالصحاري اللي ..
فـ هجيرك .. احترق كلي .. وفاءً
كتبت لواحة عيونك رسايل ...
بسراب الدمع ... وانفاس القوايل ..
كتبت وذي ترى .. اخر رسالة
أحبك .. وان نسيتيني .. وداعاً ..

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:25 AM
» بدر بن عبد المحسن » شكرا صدقت

لو كان في كفي رميته في كفك
يفداك مافي الحب من صادق الحب
تحبنّي؟..ياعلّني بعض ضعفك
قلبي جرادٍ باد ما حصّل العشب
أنا قديم الهم وأنفع لعطفك
أما الهوى ياسيدي مركبه صعب
يا ليت لي صهوة جوادٍ وأخطفك
للشمس لنجوم المجرات.. للشهب
تحبني..وأقول من زود لطفك
شكراً صدقت .. وألف شكراً على الكذب

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:25 AM
» بدر بن عبد المحسن » دارالشواق


يا الله لا تقطع رجا كل مشتاق
بامرك يا رب الحلم يصبح حقيقه
وأنا أدري أن الوصل تاليه لفراق
ولولا الأمل .. ما تحمل النفس ضيقه
أمس سرى في تالي الليل براق
قلبي يفز لنوضته بتخفيقه
وسمٍ بكور صادق الوبل دفاق
لو شافه الظميان يبتل ريقه
عله على دار الوفا .. دار الأشواق
دار صفت لأهل القلوب الرقيقه
فارقتهم ما ليلةٍ خاطري ضاق
واليوم للسلوان ما أجد طريقه
يا كود حرفٍ لي كتبته بالأوراق
مثل السراب اللي يسلي بريقه
والله لو كل المخاليق عشاق
ما شفت لك نفسٍ تعذب دقيقه

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:26 AM
» بدر بن عبد المحسن » الشفق

أول اليوم عانقت الشفق
وآخر اليوم عانقني شفق
وأنا بين التلاقي والفراق
أدفن العمر وأحفر لي نفق
يا حبيبي وأنا مثلك غريب
عن حمى النوم غربني أرق
اقطع الليل لديار النهار
واغسل الدمع من شط العرق
ولا جمعني بك الموعد لمحت
ألف نجمٍ توهج .. واحترق
أجمل العمر طفلٍ من غلاه
قمت أضمه لصدري واختنق
وباقي العمر لو عمره يطول
ما يجي سطر في ذهن الورق
من بقول اللقا غير الوداع
بينهم فرق واجد ما صدق
أول اليوم عانقت الشفق
وآخر اليوم عانقني شفق

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:26 AM
» بدر بن عبد المحسن » الروح الجريحه

يا عذولي .. وش تفيد به النصيحه
لا تعذل القلب .. وجروحه طريّه
من يداوي علة الروح الجريحه
ومن يسلي دمعة العين الشقيه
ان شكيت من الهوى .. قالوا فضيحه
وان سكت استنقضوا جرحي عليه
وان نويت البعد .. ضاقت بي الفسيحه
وان بغيت القرب .. خان القرب فيه
من عذلني في الهوى الله يبيحه
ومن عذرني .. ما حصل مني خطيه

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:27 AM
» بدر بن عبد المحسن » سافري

سافري كان يرضيك السفر
جربي لو ورى ليلي صباح
بدلي الرمل بأمواج البحر
واتبعي الغيم تحملك الرياح
سافري لين تبكين المطر
واضحكي لين ما يضيق البراح
ولا تعبتي وحسيتي بضجر
خلي الشوق لديارك جناح
أرجعي في ابتساماتك عذر
مثل ما الدمع في عيني سماح
انتي العين من طول النظر
وانتي القلب من كثر الجراح

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:27 AM
» بدر بن عبد المحسن » دروبي رمل

في دروبي رمل لامن جيت ساري
ينبت الأشواك لامن رحت ساري
صاحبي ماجيتك إلا وفي طريقي
من ربيع العام نوّار وخباري
ولا تواعدنا وبه في الأرض زهره
ولا تفارقنا وبه للبرق طاري
لا تأخر دام لي في العمر ساعه
ولا تقدم لين أشوفك في انتظاري
الزمن ورده .. سهرت أحسب ورقها
وإن قضا ماجيت في دموعي عواري
حبّني كثر اللذي نلقى بوعدنا
من ظلال وريح ونجوم وغداري
صاحبي مثل الخجل لو تكتسي بي
قبل أصير الشال يذهلني انحساري
ياقريب البعد .. للشكوى أسامي
الجفا .. والخوف .. وآخرها حذاري
وانت لو خان الزمن بقول وافي
لا أنا تركي .. ولا أظنك مشاري

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:28 AM
» بدر بن عبد المحسن » دروبي رمل


في دروبي رمل لامن جيت ساري
ينبت الأشواك لامن رحت ساري
صاحبي ماجيتك إلا وفي طريقي
من ربيع العام نوّار وخباري
ولا تواعدنا وبه في الأرض زهره
ولا تفارقنا وبه للبرق طاري
لا تأخر دام لي في العمر ساعه
ولا تقدم لين أشوفك في انتظاري
الزمن ورده .. سهرت أحسب ورقها
وإن قضا ماجيت في دموعي عواري
حبّني كثر اللذي نلقى بوعدنا
من ظلال وريح ونجوم وغداري
صاحبي مثل الخجل لو تكتسي بي
قبل أصير الشال يذهلني انحساري
ياقريب البعد .. للشكوى أسامي
الجفا .. والخوف .. وآخرها حذاري
وانت لو خان الزمن بقول وافي
لا أنا تركي .. ولا أظنك مشاري

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:28 AM
» بدر بن عبد المحسن » سيف الغضب

أفداك أنا كلي ..
عودي غصن يابس ..
لا تحرقيني اليوم ..
حر .. وسموم .. وصيف ..
إنتي إجلسي فـ ظلي .. ولا جا الشتاء يمدي
لا تجرديني اليوم .. خليني في غمدي ..
سيف الغضب ماضي خلي الكلام يموت ..
ووقت الغضب ماضي .. لا ترجعيه .. بصوت ..
وش كثر أنا راضي حبيبتي عندي ..
قولي لي يا بعدي .. يومين ماشفتك ..
يومين مالي عيون ..
محروقه أجفاني بشموع إحساسي
كانت دموعي فوق وجهي وانفاسي ..
وظلي على كتفك .. وراسي على زندي ..
أفداك أنا والله لاتسمعي رعدي
ولا يزعجك برقي ..
انا لو شكيت أحلم ..
ما به زمن نندم .. ومابه عمر للخوف ..
إنتي احفظيني فم .. ولا تحفظيني حروف ..
ولو غرقت فـ يم ..
لا تعشقي بعدي ..

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:28 AM
» بدر بن عبد المحسن » راعي الهوى مسكين

شعر موج .. وقمر خد ..
دفا روح .. وطغى قد ..
وراعي الهوى مسكين ..
زهى الكحل .. في الحاجر الفتان
وسرى الليل .. تو الفجر ما بان
وراعي الهوى مسكين
كما الشمس .. يجهر سنا نوره
ما اقدر أناظر .. والعين مكسوره
وراعي الهوى مسكين ..
ثغر ورد .. ورده شكت ورده
من دونها الشوق .. والرمح والقرده
وراعي الهوى مسكين .

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:29 AM
» بدر بن عبد المحسن » شكرا سحايب

شكرا سحايب على لطفك
انتي مطر والصحاري الناس
قلبك شكا من كثر عطفك
لا باس هذا التعب لاباس
أغليك وان كنت ما عرفك
اخوين يجمعهم الاحساس
رسمك لحن رائع وعزتك
على القلم نوَّرالقرطاس

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:29 AM
» بدر بن عبد المحسن » زل الطرب


تلعب وانا .. ما عاد لي بالطرب شف
لعبك بروحي بدل الفرح بجراح
زل الطرب يا موجع الطار بالكف
شابت قوافي الليل .. نور الضحى لاح
كانك تدق القلب .. دقك على الدف
عسى الضلوع توقي القلب لا طاح
شفتك .. ولا ادري من قضب بعدك الصف
ناس ٍ كثير .. وكنهم عندي أشباح
نورك دعاني عندك الشوف وقف
كنه فنارٍٍٍ لاح في عين ملاح
من له ثمان اسنين من راح منكف
خلّى السفين وعارض الموج سباح
من فرحته ما حسب االحيل يتلف
غلب عليه الموج والقاع منزاح

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:30 AM
» بدر بن عبد المحسن » ردي سلامي

حبيبتي...
ردي سلامي للهوى .. عذب السلام ..
وأغلى الأماني وللأمل .. كلمة ملام ..
قولي له إني ما هقيت ...
إني الى نحت وشكيت ..
ترجع ليالينا سوى شوق وغرام ...
سنين .. مرت وما أدري عن الأيام ..
يقولوا تفرق الأحباب ..
وانا أقول القمر ما غاب ..
من أول يوم تواعدنا ..
أثاري الوقت يخدعنا ..
ويبعد عننا الأحلام ..
قولي له إني ما هقيت ...
إني الى نحت وشكيت ..
ترجع ليالينا سوى شوق وغرام ...
حبيبتي يا نظر عيني ..
أشوف الليل ما بيني .. وبينك .. وكل الناس ..
أحس فـ نظرتك معنى ..
ودربٍ كان يجمعنا على الإحساس ..
قولي له إني ما هقيت ...
إني الى نحت وشكيت ..
ترجع ليالينا سوى شوق وغرام ...

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:30 AM
» بدر بن عبد المحسن » سوالف عرب على جال ضوهم

عبر العصور .. السالفه ..
كانوا العرب .. يشرون
المهر .. بمية ناقة
كانوا الرجال .. مثل الرماح ..
قاماتهم مشدودةٍ .. ودقاقة
وكانوا الحريم .. صبرٍ قديم
وفا .. وسماح ..
والى .. اقطعوا عن الفطيم .. الحليب
قصوا عسيب .. من انخله
واعطوه له وقالوا فرس
اعطوا الصغير .. سيفٍ خشب
ومجدٍ يحبه .. يوالفه
السالفه .. رغم الفقر
والجهل .. واوقات المرض
ماكان للبسمة غرض
ولا كان للدمعه .. غرض
ماكان في الدنيا .. سوى
ثوب ورغيف .. وعرض نظيف
وكرامةٍ ماهي تمس ..
السالفه .. اني أحس
انا عكسنا السالفه
صحيح قهرنا الفقر
والجهل .. وايام المرض
لكن غدى لكل شي .. غرض
السالفه .. ان القديم
كله غدينا .. انخالفه
ابدون وعى .. والابوعى
ماانتم معي .. انها قديمه السالفه

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:30 AM
» بدر بن عبد المحسن » زلة المحبوب

يا زين .. للعاشقين ذنوب
كثير واللي يحب يغفر
بالحيل .. طول الزعل عذروب
إلى متى الكسر ما يجبر
با أخطي .. وأعيد الخطا وأتوب
والصاحب .. اللي علي يصبر
وإن ما دمح زلتك محبوب
ما أظن من يكرهك .. يعذر

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:31 AM
» بدر بن عبد المحسن » ذليل الدمع

أنا لانيب لاشاكي .. ولاعتاب كفاني اشطون
هواك اللي نثرته لاتعجب لاأنكسر كاسه
ترى ما يذبح العاشق مثل دمعٍ بكته اعيون
على موت الأمل واللي يحبه هو سبب ياسه
حبيبي ما خبرت الدمع يرقا وجنة المشطون
ذليل الدمع .. لابد يتحدر لو رفع راسه
بقالي عزتي ياللي على اللي ما سواها تمون
وأظنك ما سمعت بعاشقٍ قلبه عصى وداسه
أنا الحطاب في قاعٍ جرد ما به شجر وغصون
حداه البرد والليل الطويل وشب في فاسه

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:31 AM
» بدر بن عبد المحسن » رسالة من بدوي

يا بنت أنا للشمس في جلدي حروق
وعلى سموم القيظ تزهر حياتي
أطرد سراب اللال في مرتع النوق
ومن الظما يجرح لساني لهاتي
عاري جسد والليل هتّان وبروق
دفاي أنا والبرد سمل العباتي
إن عذربوني بعض خلانك .. صدوق
يا بنت أنا عشق الخلا من صفاتي
وشمٍ على رمال( المتاييه) مدقوق
لاشك من منهم يسوي سواتي
أنا بدوي .. ثوبي علىالمتن مشقوق
ومثل الجبال السمر صبري ثباتي
ومثل النخيل خلقت أنا و هامتي فوق
ما عتدت أنا احني قامتي إلا فصلاتي
وإلىإفتخر بأفعال يمناه مخلوق
يا بنت انا فعلي شهوده اعداتي
الله خلقني وكلمة الحق بوفوق
وملكت الأرض (وراس مالي عاصاتي)

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:32 AM
» بدر بن عبد المحسن » شمس الورق

أنابظهر من سكوتي قبل شمس الورق ما تغيب
قبل حبر الليالي يجف .. وانا ماغنت جروحي
قصيده .. خذتها من طفل .. ما اظنه ابد بيشيب
ولكنه نزح عني .. مثل إحساسي بروحي
ابا اكتب للسماء نجمه.. ابا اكتب للخزامى طيب
واباكتب لين احس القلب لا يكتب ولا يوحي
يموت في قلبي الشاعر ويغتال المشاعر ذيب
ولا ادري افزع للضحكي .. او أحمي صرختي ونوحي
حزينه هالقوافي لا .. ولكن من يعرف الغيب
سعيده هالقوافي .. بـ انتظر لين آخرة بوحي
تعالي نتيع الضي البعيد في عتمة التغريب
ولو مليتي من أجمل قصايد غربتي روحي

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:32 AM
» بدر بن عبد المحسن » شديد الرمل


ليلة شديد الرمل .. جتنا ركايب
من الشمال .. وبركت بين الأيام
طوي التراب وشل فوق النجايب
والجو ثارت به معاصير وعسام
علمي بوجهك فـ اسود العج غايب
والريح تدفعني وانا ما لي اقدام
لولا الشجر .. شدت غصونه نهايب
جلدي وثوبك قلت انا وانت الاوهام
لا خيمة .. لا طنب لا صوت شايب
لا صرخة ..لا طفل لا كحل وزمام
طاح الرواق وطاح حلم الحبايب
لا ناي في روحي غدت روحي حطام
ما غيرها ضلوعي في صدري حطايب
وشم الجروح اللي بكبدي من العام
إن كان ذا قبري فـ ابي له نصايب
قبر الورق خلوا شواهده الاقلام
يامعمر الدنيا عمارك خرايب
ما حدٍ ورث جدرانها غير الأيام
العمر شدة والليالي ركايب
والرمل يمحي الرمل والموت قدام

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:32 AM
» بدر بن عبد المحسن » رديني

وظهرت من عيونك .. ليلة..
لـ هاالدنيا.. لليل والنهار..
كانت السما زرقا داكنه .. ما تغيرت ..
والمباني ساكنه ..الا على الما ..
وفي قلوب الصغار ..
كان الطريق خالي ..
وأحجار الرصيف تكسرت ..
وقلت مساحات الخضار..
وكن الدروب تكورت .. على المساكن ..
مدري من البرد ..اومن قلة الأحباب
لكن .. بقى لون الغبارالداكن ..
وصوت الفراغ في الدروب ..
ظهرت من جفونك ليلة عيونك نثرت..
دمعك.. وقلبي..
ليلة تجرحناالعتاب..
ما اكذب عليك .. كنت مشتاق ليلتها وربي ..
لبيتي .. ولغرفتي .. ولمكتبي مشتاق..
لأقلامي .. والأوراق..
ولقيتها مثل ما كانت .. تحت الغبار ..
حلم وقصيد من شرار..
ومفرش محروق..
وزرع يبس وعروق .. وفجر بلا أبواب
ووسادةٍ ياما ليالي استكثرت..
نومي عليها.. ما تغيرت
رديني لعيونك .. أرجوك رديني ..
مابي أحد .. ما بيني
ابي عيوك بس ..
تكفيني .. تكفيني .. تكفيني ..

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:33 AM
» بدر بن عبد المحسن » الشمس اللي تغيب

أركض ورا الشمس .. اللي تغيب ..
ابي النهار .. وينتحي ..
أخاف أنا وجهي الى طاح الظلام ..
فوق الملامح .. ينمحي ..
كافي سواد العين والظل الحزين ..
وشمسٍ تبين .. وماتبين ..
ورا السحاب ..
كافي بَعْض ليلٍ يجي .. قبل الغياب ..
عن ليل الغياب
يا موقد الشمعة ..
وجهي أنا .. أو نور ذا الشمعة ..
قاسي الشحوب ..
في رعشة الضي العليل ..
وتكبر مسافات الهروب ..
يا صاحبي الشمعة غروب ..
به قريةٍ .. تحت الظلام .. مريتها ماجيتها
وبنيةٍ .. تحت الظلام ..
ورسالةٍ في الليل ..
خانتها الحروف .. من القهر شقيتها ..
كلي عيون .. وماتشوف
والناس .. ياظل .. وطيوف ..
والظلما .. نسيان .. الحبيب .. لحبيب ..
أركض ورى الشمس اللي تغيب ..

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:33 AM
» بدر بن عبد المحسن » الدواير

يا رامي الماء .. بالحصا.. لأجل الدواير.. تكبر..
لا توجع الماء .. أكثر.. هذي حدود .. الماء..
يجيبك الهاجوس .. و يروح بك..
يا شين وش نفع الحكي .. لا روح بك..
تخط فالرمل البحر.. وترزّ وعودك .. ساريه..
وتبقى الحقيقه .. عاريه ..
ما عاد في السفر الا دواير ..
بين الكواسر.. والبدن ..
ماكان لي صدر.. وما كان لي كف.. لحمي تنتف ..
ناظر.. على راسي تحوم .. عقبان الهموم ..
وترسم دواير .. وقلّ لي .. وش اللي صاير..
وكانك حبيبي .. فسّر الكون ..
و الا حبيبي .. اترك الكون ..
وقل لي .. من خذا مني محلي .. لين ضاقت ..
فسّر اشتاقت.. تبيني .. حدد اقدامي .. جبيني ..
و آخر الجدب .. العواير ..
واترك الماء .. لأشهب الماء .. و الدواير..

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:34 AM
» بدر بن عبد المحسن » الغضب

نشي غيظي .. سحابٍ أسودٍ في موسم الدخان
ترزم .. وأمطر بجمرٍ غدا له بالحشى صالي
غضبت .. وما دريت إن الغضب ياصاحبي إنسان
وسيمٍ مثل سلة سيف.. وقلبه أسودٍ بالي
هدمت الدار من قل الحصى لأجل أرجم الخلان
وقتلت النور .. من كثر الجفا با فارق ظلالي
وحثيت الريح..في وجه التراب وهبت القيعان
تحت أقدامي .. ومرت ديار وودعت غالي
ويوم أصحت سما نفسي .. تلفتت وصرخت .. فلان
قمر وجهك .. وشمس الدار في دمعي تغايا لي
وقفت .. وكانت الفرقا .. مشيت ولا حصل نسيان
بكيت .. ولا سقاني الدمع لا مرٍ ولا حالي
غريبٍ تزرع عيوني سراب .. وتحصد الكثبان
وحيدٍ مثل رسمٍ مبطيٍ في صحصحٍ خالي

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:34 AM
» بدر بن عبد المحسن » طفله وطفل

غديت انا .. وانتي .. طفلة وطفل ..
تبكين فـ وداعي .. وانا كني مفارق أهل ..
وبيتٍ صغير .. ودربٍ كهل ..
ياللي على خدك كحل .. لوتمسحيه
وتتبسمي .. مال البكا داعي
ياللي سنا عيونك أمل .. لا تقتليه
تتألمي .. مال البكا داعي
يا اول مواعيدي .. ويااخر مواعيدي
انتي فرح عمري .. وجرحي وتسهيدي ..
افارقك ليله .. يا طولها ليله ..
واجيك انا باكر .. وقلبي على إيدي ..
ومادري سبب خوفك .. وانتي العمر شوفك ..
ياللي على خدك كحل .. لوتمسحيه
وتتبسمي .. مال البكا داعي
ياللي سنا عيونك أمل .. لا تقتليه
تتألمي .. مال البكا داعي
وغديت انا .. وانتي .. طفلة وطفل ..
تبكين فـ وداعي ..

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:35 AM
» بدر بن عبد المحسن » على آخر تراب الأرض

على آخر تراب الأرض ...
أحسن أن المسافة شبر ...
وكل الأرض ... ما تحمل تعب مشوار ...
أحس إني ... رغم صغري ... تفاهة عمر ...
في صدري ندم جبّار ...
يا ليت ... يا ليت ... ما كانت لي عيونك أرض
ولا عمري وقفت فـ يوم
على آخر تراب الأرض ...
تصّورتك ... وحزن الناس ...
جرح النّاس ... وهم النّاس ... في عيونك ..
تخوني النّاس وتخونك ...
تصّورتك في شامة ليل ...
على خَدِ السَّما الزرقا
زحَام والدنيَا سهرانه ...
أحَد نازل وَأحَد يرقى ...
وأحَد مِثلك يخاف من الَبلل والطين ...
يقول إن الرعد قاسي ...
يحس ان المطر سِّكين
يحسّ ان الذي يضحك ... يحس ان الذي يبكي ...
لا حَد مسكين ...
تصوّرتك ... ولا ادري ليه ...
ولا أظنك بَعد تدرين ...
يا انتي ان المسافه ِشبر ...
يا انتي إن الليالي َصبر ...
وكل الأرض ... ما تحمل تعب مشوار ...
على آخر تراب الأرض ...
على الميهاف ...
ومرتني الليالي خفاف
تَعدَّت عمري المعدود ...
دِريت ان الَمدى محدود ...
وان الليل لا شعرك ... ولا رمشك ...
ولا شفت الشفق في خدود ...
دريت اني عجزت املك ... ولو همّي ...
ونزيف الجرح ... من دمي ...
صحيح الدنيا ما تنشاف ...
وانا وانتي على الدنيا ...
وعلى الميهاف ...
أحس ان المسافة شبر ...
أحس إن الليالي ... صبر ...
وكل الأرض ... ما تحمل تعب مشوار ...
أحس إني رغم صغري ... وتفاهة عمر ...
في صدري ندم جبار ...
يا ليت ... ... يا ليت ... ما كانت لي عيونك أرض
ولا عمري وقفت فـ يوم
على آخر تراب الأرض ...

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:35 AM
» بدر بن عبد المحسن » سألتي

قالوا سألتي .. عني سألتي ..
وأنا ما ادري ويني .. ضايع ياعيني ..
ما ادرى وش اللي ذكرك ..
مقطع شعر في دفترك ..
والا الكلام عن صاحبك ..
وانت عقدتي حاجبك ..
قلتي كلام كله كذب ..
وليه اتصلتي .. عنى سألتي؟
آخر لقانا في الخريف
تذكري الثوب الخفيف
والبرد .. يوم خفتى علي من البرد..
وامطار الخريف..
ومرت سنة يمكن سنين
ويني أنا ووين السنين؟
قلتي كلام كله كذب
ليه اتصلتي.. عني سألتي ..
صوتك طيور مهاجره ..
مرت في قلبي مسافره ..
والحب .. لو طال الغياب اول مداك وآخره ..
غيبي سنه والا سنين ..
بااجيك انا .. والا تجين ..

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:36 AM
» بدر بن عبد المحسن » ضاوي الليل


ياضاوي الليل .. نورك أخلف سراجي
خلاّ السفر .. وانطفي في عتمة عيونك
أقبلت .. صبحٍٍ نثر في متنه الداجي
جدايلٍٍ مشّطت بضلوع مضنونك
تسابقتك العيون وجرحي اللاجي
في القلب طفلٍٍ لمحته يقضب ردونك
يا مرحبا .. من ضميرٍٍ ظاميٍٍ راجي
كم ليلة قد طواني الياس من دونك
ليت الليال وعدك .. وكل من داجي
انت .. وجميع الثرى تذكر به ضعونك

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:36 AM
» بدر بن عبد المحسن » عيونك


شعرك كساه النور ما باج ظلماه
وخدّك غشاه الليل ما غاب نوره
فـ .. عيونك جنود .. وبواريد ورماه
غزو .. ورمشك صار مقدم سبوره
صبّح به اللي داله القلب بحماه
قبل النذير .. وقبل يملك شعوره
أنا الصويب اللي غشت صدره دماه
شلفا عيونك هشمت مش زوره
يامن يبي ذبحي .. وأبي منع لاماه
روحٍ شكت ظلمك تراها معذوره

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:36 AM
» بدر بن عبد المحسن » صعب السؤال

صعب السؤال .. ليه نفترق !!
صعب السؤال .. وين نلتقي
إنتي الجنوب .. وأنا الشمال ..
وما بيننا .. بحر .. ورمال
لكن نحب .. والله نحب .. وفوق الخيال
.. صعب السؤال
يا اللي اجمل من كلامي عنك وأقرب من سكوتي
آه يا طول المسافة بين احساسي وصوتي
ما هو غريب .. إني أسألك
و إنتي أنا .. كيف أوصلك !!
لا مستحيل .. هذا الرحيل
من يقطع الصمت الطويل
ويدلني ..
قصيدتي .. وين الحروف .. جف القلم
يا ضايعه .. ببرد الكفوف .. رعشة ألم
قصيدتي .. إلا الندم .. إلا الندم
بتسافرين .. وانتي معي
وبترجعين .. وانتي معي
قصيدتي .. لا تسمعي .. غيري قصيد
يا ساكنة افـ ورق الحشا .. وحبر الوريد

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:37 AM
» بدر بن عبد المحسن » عود الليل

عوّد الليل .. اوقد سراجك
واحبس الليل .. واطلق حجاجك ..
احبس هموم الغرام ..
واطلق البسمة .. سلام ..
إن شكى العاشق يلام ..
رحت يابدر التمام ..
عوّد الليل
فـ الضحى .. شدوا الركاب ..
وابحروا .. يم السراب ..
كانت عيونه حبيبي .. شمس .. وعيوني سحاب
وآه يا سهيل اليماني .. شدوا البدو بأماني
ليتهم ردوا الركايب .. وربعوا بين المحاني
أوقدوا فـ النار .. نار
ما ورا ليلي .. نهار
من خذا فجرك حبيبي ..
ومن ترك لي .. الانتظار
آه يا رمل وهبايب ..
تدفن جروح الحبايب
يا ترى لو مر عام
يرجع الفجر اللي غايب
احبس هموم الغرام ..
اطلق البسمة سلام ..
إن شكى العاشق يلام ..
رحت يابدر التمام ..
وعوّد الليل

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:37 AM
» بدر بن عبد المحسن » ظنك أحد طار

وما قد لمست بأصبعي .. جمرٍ .. و في بالي أحترق ..
ولا دخلت البحر وأكفاني معي.. ودي عن أنفاسي افترق ..
لكن لمحت الموت .. مره .. يمكن مرتين ..
وما كان هالقاسي .. الحزين ..
سمعت له صوت..أنا مرني الموت..مثل طير.. و دعاني ..
أدعي معي .. والا اخشعي ..
و ما هي ترى مرثيتي .. لا تجزعي ..
ليتي شجاع .. الى هالحد .. والا صدوق .. الى هالحد ..
البارحه .. والريح تحمل رملها ..
و اللي عطا .. هالأرض .. ذكرى .. من بقايا اهلها..
عطاني من بعض القبور.. تراب ..
و من كل غايب .. جلد .. وكفن .. وعتاب ..
كانوا قراب .. الى هالحد ..
وذكروني .. لو الذنوب تعد .. وش كثر أنا شايب..
الطير مرّ ومرّ .. وما لمحناه ..
و لا دعانا .. بيت قصرانا .. به بكى ..
ظنك أحد .. طار !! ..

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:38 AM
» بدر بن عبد المحسن » الطير

واطيري اللي زودوا فيه الأثمان
اشعل ظهر والصدر يجهر شعاعه
لو له شبيه في الملى هو غزالان
راجي عل زينه يزود بشجاعه
خذته ولاني يا هل الطير ندمان
من عادتي ما نيب اسوم البضاعه
الى ركز في مجلسي طير حوران
وتجمعوا عندي كثير الجماعه
وشلته على كفي كثير الغثا هان
عندي غدى للهم مثل المناعه
لا صرت فيما تطلب النفس بلشان
اترك طمان القاع وارقا برفاعه
وباكر تصاريفه على عالي الشان
من يضمن الدنيا ولو ربع ساعه

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:38 AM
» بدر بن عبد المحسن » صوت العظام

لو هو غضب بيحت ما ضم جوفي
من الغثا واظهرت عقب االعقل جهل
ولو هو الم ما طال عندك وقوفي
ولا جيت أبا اسمع قصة الذيب والحمل
ولو هو ندم كسرت .. باقي سيوفي
على دروب الوصل ومفارق الشمل
صوت العظام اللي تكسر حروفي
مابه كلامٍ تنطقه شفتي سهل
إن جيت امش الدمع تبكي كفوفي
وإن جيت أقول الشهد يوذيني النحل
الحمل ماهو اللي تشيله كتوفي
الموت لا صارت كتوفي هي الحمل
ومن قال باكر .. قلت باكر حتوفي
والباقي إنشد عنه ضراية الرمل

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:38 AM
» بدر بن عبد المحسن » العشق

العشق .. هو خال .. وزمام ..
والا العيون اللي .. محاجرها ظلام ..
وقبل السلام .. وبعد السلام ..
يابنت أنا أحبك .. والسلام ..
واناظرك وانتي بشعرك تلعبي .. باصابعك كل الحديث اللي أبي
ما تعبت ليلي أناظرك .. ومااظنك إنتي بتتعبي
با بنت أنا أحبك .. والسلام ..

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:38 AM
» بدر بن عبد المحسن » عطش قلبي

أرفض .. المسافة
والسور .. والباب والحارس ..
آه أنا الجالس ورى ظهر النهار ..
ينفض أغبار .. ذكرى
أرفض .. يكون الإنتظار .. بكرا
أبسقي ..عطش قلبي اليابس..
على اشفاهي ..
بقول أحبك ..
أرفض إني أموت في قلبك
مادرى بموتي أحد .. حتى أنا
أرفض الصورة .. على الرف البعيد
وجهك المحبوس في ورق وحديد
أرفض احساس الحبر
وجرح سكين السطر ..
أرفض الليل ..الحصار
حبنا خلف الجدار
آه أنا الجالس ورى ظهر النهار ..
أنفض أغبار ذكرى
أرفض يكون الإنتظار .. بكرا
مثل البكا .. حبيبتي تحتاجني ..تحت الظلام ..
ومثل الفرح .. حبيبتي أحتاجها .. وسط الزحام
الحب علمها السكوت ..
والحب علمني الكلام ..
أرفض الصمت .. الحوار
بيننا .. خلف الجدار..
أبسقي عطش قلبي اليابس ..
على شفاهي .. بقول أحبك ..
أرفض إني أموت .. أموت في قلبك
مادري بموتي أحد .. حتى أنا

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:39 AM
» بدر بن عبد المحسن » ظامي هوى


ما أقول أنا لبيه .. وما أقول سمّى
ياعيونه اللي ما صفت لي وتكدّرت
يا صاحبي بكفيك مدحي وذمّي
كان الجفا تقصير يا زين قصرت
يا من نثر برماح الأهداب دمي
لو للجروح ضماد وصلٍ تصبّرت
لا شك ما انته يا دعج العين يمّي
لا والذي اطغاك زين وَتكَبّرت
ظامي هوى وشربت من فيض همّي
ويوم ارتوت روحي من الدمع صدرت

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:39 AM
» بدر بن عبد المحسن » صياح الباب

صياح الباب يكفي لا ظهرت وبكتم صياحي
لك الله لو تبيني اصرخ حبيبي لا تهج الباب
تكلم واحرق بنار العتب طيني والواحي
عيوني لك مرايا لو تبي وافتح ضلوعي كتاب
وان مات الحكي ما عاد ينفع ضحكي ونواحي
يقولون الذي كاره يلاقي للفراق اسباب
حبيبي والوداع نعاس نجم والجفن صاحي
واحلام الرماد ولفتة تملي الدروب غياب
امانة لو عشقت في يوم غيري تذكر جراحي
ولا تترك حبيبك ما بقى للعاشقين عتاب
مفارق والذي يخليك لحظة بطفي مصباحي
تعرى الدمع ساعدني البسه الظلام ثياب

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:43 AM
» بدر بن عبد المحسن » عظم وغضاريف


في دربكم يا راحلينٍ ٍ مناكيف
تالي ليالي القيظ وأول خريفه
ردّوا سلام أهل القلوب المواليف
على الوليف اللي نشد عن وليفه
ردّوه لعذوق النخيل المهانيف
وعلى القصور اللي بوادي حنيفه
دارٍٍ لها بالقلب عشق وتكاليف
ياعل عينٍٍ ماهوتها كفيفه
طبنا وشبنا وأتعبتنا المشاريف
والمرقب العالي هبوبه عنيفه
يا واردين العد .. كفّوا المغاريف
اللي بقى دمعٍ هماجٍٍ ذريفه
والله لو دمّي يغيث الملاهيف
قطعت عرقي لين يصفى نزيفه
ويا حظ من لا عرف منهو ولا شيف
إن طاب ..يحمد وإن تردّى .. بكيفه
وحنا ورثنا العز عظم وغضاريف
لا ما ورثنا العز تاج وقطيفة

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:43 AM
» بدر بن عبد المحسن » عبرة الحبر


أبا اتنفس دام لي بالنفس حق
ياللي قصيدي فيك من حر الأنفاس
والله يالولا عبرة الحبر الأزرق
دمعٍ نثرته من عذابي بقرطاس
لاأقول أحبك .. لين بدموعي اشرق
وقبل الصديق يحس بي نايد الناس
إلى متى .. وصلك من العمر يسرق
دونك ودون الوصل .. بابٍ وحراس
أنا فـ جبيني الشمس تظمى .. وتعرق
وانته بشوب القيظ .. ريٍ ونسناس

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:44 AM
» بدر بن عبد المحسن » عيونك والعتيم

إنتى عيونك والعتيم .. سبحان رب خالقه
قصيدة لشاعر قديم .. عاشق وماحد صدقه
ومن كثر ما غبتي عليه .. جمع قصيدة وشققه
إنتى عيونك سالفه .. سمعتها ليلة سفر
واثنين مروا بعاصفه .. وضيعوا نجمة وقمر
ومن يومها كثر الظلام .. وراح السحاب وبارقه
إنتي عيونك هالمدى .. بحر وطيور مهاجرة
تركت في شطه صدى .. صوتٍ تجرح آخره
ليتك سمعتي صرختي .. بالحيل كانت صادقه
إنتى عيونك نجمتين .. ضي ٍ ورا ضي ٍ يعود
ويادوب غابوا ليلتين .. خلو شموس الكون سود
رحتي ولا ظنك تجين
وين الوعد يامفارقه
إنتى عيونك والعتيم .. سبحان رب خالقه
قصيدة لشاعر قديم .. عاشق وماحد صدقه
ومن كثر ما غبتي عليه .. جمع قصيدة وشققه

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:44 AM
» بدر بن عبد المحسن » ضي عيني

ضي عيني ..
يا ضي عيني انت ..
زدني هوى لا هنت ..
وزدني وله لا هنت ..
يا شيب عيني من غيابك..
اسأل علي ..
يا ليتني سورك وبابك..
وتدخل علي
وافرح بعد..
لو كنت.. ضي عيني
يا ضي عيني انت..
البارحه.. جو من سفرغياب
وما خانهم ليل و قمر و احباب
غابوا سنه..
وما كنهم غابوا حبيبي
وانا لي انا..
ينساني وانا جنبه حبيبي ..
يا شيب عيني من غيابك ..
اسال علي ..
يا ليتني سورك وبابك ..
وتدخل علي ..
وافرح بعد..
او كنت ضي عيني
يا ضي عيني انت ..
عاشق ولو قلبك صخر واهواك
ومحتاج مع عمري عمر وانساك
لو هو بيدي..
خذتك ولو تزعل حبيبي..
غصب على الدنيا وعلى الناس..
وحبيبي ..
يا شيب عيني من غيابك..
اسال علي ..
يا ليتني سورك وبابك ..
وتدخل علي ..
وافرح بعد ..
لو كنت ضي عيني ..
يا ضي عيني انت ..

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:44 AM
» بدر بن عبد المحسن » العطش

آه ..يا العطش
جفت اشفاهي
وصوتي الواهي ارتعش
لو حبيبي ما .. ما سقاني الما
لو شربت أظما لحبيبي .. وللعطش
يا سموم القيظ ..جفت عروقي
تحتي الرمضا..واللهب فوقي
والعطش شوقي .. وشوقي للعطش
اسقني عيونكحبيبي .. أو أموت
ما ابي رمشك نعش
يا وسامي الحب ..امطري في القلب
الزهر والعشب ..قلبي يا مطر
الظما .. والجوع .. بعدك .. والدهر
لو حبيبي ما .. ما سقاني الما
لو شربت أظما لحبيبي .. وللعطش

ريحانة شمران
06-24-2024, 02:46 AM
» بدر بن عبد المحسن » العطش

آه ..يا العطش
جفت اشفاهي
وصوتي الواهي ارتعش
لو حبيبي ما .. ما سقاني الما
لو شربت أظما لحبيبي .. وللعطش
يا سموم القيظ ..جفت عروقي
تحتي الرمضا..واللهب فوقي
والعطش شوقي .. وشوقي للعطش
اسقني عيونكحبيبي .. أو أموت
ما ابي رمشك نعش
يا وسامي الحب ..امطري في القلب
الزهر والعشب ..قلبي يا مطر
الظما .. والجوع .. بعدك .. والدهر
لو حبيبي ما .. ما سقاني الما
لو شربت أظما لحبيبي .. وللعطش

ريحانة شمران
06-24-2024, 03:14 AM
» بدر بن عبد المحسن » الضي النحيل

دايم يذكرني النخيل .. غير الطفولة والرياض ..
وصوت السواقي والهديل .. مواجع الضي النحيل ..
على وجنتك ..
كان الظلام .. والله كثير ..
وما ادري وش اللي وهقه ..
واختار خدك فـ الأخير .. وشعاع خدك شققه
دايم يذكرني النخيل .. غير الطفولة والرياض ..
وصوت السواقي والهديل .. مواجع الضي النحيل ..
على وجنتك ..
نجدية الضي والعتم .. ما بين راسك والقدم ..
لي مجد .. لي مي .. ورطب .. وسنابل الياس والغضب ..
ولي مواعيد النخيل .. اللي مضت ..
وحكاية الضي النحيل مع وجنتك ..

ريحانة شمران
06-24-2024, 03:15 AM
» بدر بن عبد المحسن » طريقنا واحد

طريقنا واحد ..
امشيه .. معي ..
أحباب .. كانك تبين ..
أصحاب .. اللي تبين ..
يكفي متى .. ما توصلين
تتذكرين ..
إنك حزينه .. وانا حزين
كافي كلام ..
مابي .. وعد ..
أو التزام ..
طريقنا يمحي الظلام
نمشي مسافات الرجوع
ودرب الهوى كله خضوع
ارمي الجرايد والهموم
لا تجبري عيونك تنوم
لا واسمعي همس النجوم
وهم الوداع .. وكثر الحنين
وكافي كلام .. مابي وعد
أو .. التزام

ريحانة شمران
06-24-2024, 03:16 AM
» بدر بن عبد المحسن » عز الكلام

عز الكلام ..
عز البكا والإبتسام ..
عز العتاب ويا العذاب ..
حتى الندم ذاب والأمل أصبح عدم ..
لما خلت كل الدروب ..
لما إنطوت .. شمس الغروب ..
وضيع معاه قصة هوى ..
وعز الهوى حتى على أهل الهوى
عزت على عينه الدموع .. عند الوداع
سلم يإيده للهوى .. سلم وضاع ..
تحت الليالي ضاع وانتهيت .. يا حب غالي ..
وضيع معاه قصة هوى ..
وعز الهوى حتى على أهل الهوى ..
ياما إبتسامه عاشت زمان ..
في عيون حبيبي .. ذبلت في يوم ..
وياما الملامه .. قست حنان ..
في قلب خايف .. جرحه يهون
وياما الهوى عذب كثير ..
لكن بقي فرحه كبير
إلا حبيبي .. عزت عليه ..
دمعة وداع تملا عينيه ..

ريحانة شمران
06-24-2024, 03:16 AM
» بدر بن عبد المحسن » صرخة بلا فم

قالت قصيدك ليل .. سودٍ معانيه
رويانةٍ بالدمع ... وامدادها دم
الى متى يا شاعر الهم تخفيه
والى متى .. تحنى ضلوعك على هم
قلت البكا .. صعبٍ عليه وأنا بيه
لا واهني اللي بكى وما تندم
لي عبرةٍ يلعب بها الحزن والتيه
ولي صرخةٍ .. واتعبت ابلقى لها فم
لا ما كتبت الشعر .. لحدٍ بسليه
ولانيب مداحٍ .. ولا باترنم
احساس لابيعه ولانيب شاريه
مرٍ يجي شهدٍ ومرات علقم
الى لمحتي دم جوفي .. افـ خليه
علىالورق .. لا صار روحك تالم
قلت الشعر يوم إن لي .. راحةٍ فيه
وحزين أنا .. إلى متى .. الله يعلم

ريحانة شمران
06-24-2024, 03:17 AM
» بدر بن عبد المحسن » العين مشتاقه

يا عاذلي .. ما تشوف العين مشتاقة
لولا الحيا جاوبتك بدمعها الصافي
عطني جلد .. كان تنخاني على فراقه
ودي الي من تركته ما أشبح خلافي
لاح الجبين .. وجذبني نوض براقه
حيثه ربيعي .. وورد الخد مصيافي
والغصن لولا المطر ما أخضرت أوراقه
يا كيف عشب الوسم يترك وينعافي

ريحانة شمران
06-24-2024, 03:17 AM
» بدر بن عبد المحسن » عقد وسوار

لا شاري عقدِ ولا مهدي سوار
لا تلحقي نفسك هموم وحسايف
تريثيي يا قرة العين مقدار
ما تشرب عروق القصيد الوصايف
لا من قدحت الشعر وشبيت لك نار
نارِ على روس الهضاب النوايف
يطرب لها الساري ويسري بها الطار
وتزهر بها عقب المحول الشفايف
باهديك أنا عمر ولاكل الأعمار
يفنى القلم قبله وتفنى الصحايف
قصيدة تولد ورى باب وجدار
سر الضلوع المرهفات النحايف
وإلى أصبحت طارت على متن الأسفار
وغنت بها قبل النفود الصحايف
غيبي وشيبي وإتركي كل ما صار
يبقى جمالك في قصيدي طرايف
وخلي الكواكب من سنا نورك تغار
ولا تلحقي نفسك هموم وحسايف

ريحانة شمران
06-24-2024, 03:18 AM
» بدر بن عبد المحسن » الصاحب

يا صاحبي .. والليالي سود
يا صاحبي .. والزمن صافي
اللي إلى احتجت له موجود
واللي إلى من وعد يافي
ما هو على المرجلة محدود
تقول مكتوف بكتافي
ما جور ياللي رقيت إسنود
عرض الجبل .. وانيٍ حافي
يوم الردى مسكنه فـ .. لحود
مسكنك في راس مشرافي
والله لوفي التحرص زود
كان العمر ما نقص .. وافي
وليت الرخا لا اجتمع والجود
تقاسمه شهم .. وسنافي

ريحانة شمران
06-24-2024, 03:18 AM
» بدر بن عبد المحسن » عيون الليل

عيونك لاتوريها .. لغيري لاتوريها ..
عيونك لي .. ولو أقدر ..
عيونك عنك أداريها ..
أنا لو بعت نظراتك.. ابيع العمر واشريها
عيون الليل .. انا بالحيل
أحب أسهر لياليها ..
وأحب أبكي .. وهي تبكي ..
وأفرح للفرح فيها ..
حبيبي لو ضمنت اليوم ..
أعيش الشك في باكر ..
يجي مستقبل الايام ..
يغير في هوى الحاضر ..
يغيرك الزمن بعدي .. تعلم طبعه الغادر ..
أخاف عيون مايدرون ..
وش اللي يجرح الخاطر ..
وعيونك آه .. لو يدرون ..
حياتي فيها للآخر ..
عيونك لاتوريها لغيري ..لاتوريها ..