مشاهدة النسخة كاملة : هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
الحمدان
10-30-2024, 04:26 PM
لاحَ شَيبُ الرَأسِ مِنّي فَاِتَّضَح
بَعدَ لَهوٍ وَشَبابٍ وَمَرَح
فَلَهَونا وَنَعِمنا ثُمَّ لَم
يَدَعِ المَوتُ لِذي لُبٍّ فَرَح
يا بَني آدَمَ صونوا دينَكُم
يَنبَغي لِلدينِ أَن لايُطَّرَح
وَاحمَدوا اللَهَ الَّذي أَكرَمَكُم
بِنَبيٍّ قامَ فيكُم فَنَصَح
بِنَبيٍّ فَتَحَ اللَهُ بِهِ
كُلَّ خَيرٍ نِلتُموهُ وَشَرَح
مُرسَلٌ لَو يُوزَنُ الناسُ بِهِ
في التُقى وَالبِرِّ شالوا وَرَجَح
فَرَسولُ اللَهِ أَولى بِالعُلى
وَرَسولُ اللَهِ أَولى بِالمِدَح
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 04:27 PM
أُؤَمِّلُ أَن أَخَلَّدَ وَالمَنايا
يَثِبنَ عَلَيَّ مِن كُلِّ النَواحي
وَما أَدري إِذا أَمسَيتُ حَيّاً
لَعَلّي لا أَعيشُ إِلى الصَباحِ
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 04:30 PM
خانَكَ الطَرفُ الطَموحُ
أَيُّها القَلبُ الجَموحُ
لِدَواعي الخَيرِ وَالشَررِ
دُنُوٌّ وَنُزوحُ
هَل لِمَطلوبٍ بِذَنبٍ
تَوبَةٌ مِنهُ نَصوحُ
كَيفَ إِصلاحُ قُلوبٍ
إِنَّما هُنَّ قُروحُ
أَحسَنَ اللَهُ بِنا أَن
الخَطايا لا تَفوحُ
فَإِذا المَستورُ مِنّا
بَينَ ثَوبَيهِ فُضوحُ
كَم رَأَينا مِن عَزيزٍ
طُوِيَت عَنهُ الكُشوحُ
صاحَ مِنهُ بِرَحيلٍ
صائِحُ الدَهرِ الصَدوحُ
مَوتُ بَعضِ الناسِ في الأَرضِ
عَلى بَعضٍ فُتوحُ
سَيَصيرُ المَرءُ يَوماً
جَسَداً ما فيهِ روحُ
بَينَ عَينَي كُلَّ حَيٍّ
عَلَمُ المَوتِ يَلوحُ
كُلُّنا في غَفلَةٍ وَالمَوتُ
يَغدِ وَيَروحُ
لِبَني الدُنيا مِنَ الدُنيا
غَبوقٌ وَصَبوحُ
رُحنَ في الوَشيِ وَأَصبَحنَ
عَلَيهِنَّ المُسوحُ
كُلُّ نَطّاحٍ مِنَ الدَهرِ
لَهُ يَومٌ نَطوحُ
نُح عَلى نَفسِكَ يامِسكينُ
إِن كُنتَ تَنوحُ
لَتَموتَنَّ وَإِن عُممِرتَ
ماعُمِّرَ نوحُ
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 04:32 PM
أَلَم تَرَ أَنَّ الحَقَّ أَبلَجُ لائِحُ
وَأَنَّ لَجاجاتِ النُفوسِ جَوائِحُ
إِذا المَرءُ لَم يَكفُف عَنِ الناسِ شَرَّهُ
فَلَيسَ لَهُ ما عاشَ مِنهُم مُصالِحُ
إِذا كَفَّ عَبدُ اللَهِ عَمّا يَضُرُّهُ
وَأَكثَرَ ذِكرَ اللَهِ فَالعَبدُ صالِحُ
إِذا العَبدُ لَم يَمدَحهُ حُسنُ فِعالِهِ
فَلَيسَ لَهُ وَالحَمدُ لِلَّهِ مادِحُ
إِذا ضاقَ صَدرُ المَرءِ لَم يَصفُ عَيشُهُ
وَما يَستَطيبُ العَيشَ إِلّا المُسامِحُ
وَبَينا الفَتى وَالمُلهِياتُ يُذِقنَهُ
جَنى اللَهوِ إِذ قامَت عَلَيهِ النَوائِحُ
وَإِنَّ امرَأً أَصفاكَ في اللَهِ وُدَّهُ
وَكانَ عَلى التَقوى مُعيناً لِصالِحُ
وَإِنَّ أَلَبَّ الناسِ مَن كانَ هَمُّهُ
بِما شَهِدَت مِنهُ عَلَيهِ الجَوارِحُ
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 04:35 PM
اللَهُ أَكرَمُ مَن يُناجى
وَالمَرءُ إِن داجَيتَ داجى
وَالمَرءُ لَيسَ بِمُعظِمٍ
شَيئاً يُقَضّي مِنهُ حاجا
كَدَرُ الصَفاءِ مِنَ الصَديقِ
فَما تَرى إِلّا مِزاجا
وَإِذا الأُمورُ تَزاوَجَت
فَالصَبرُ أَكرَمُها نِتاجا
وَالصِدقُ يَعقِدُ فَوقَ رَأسِ
حَليفِهِ لِلبِرِّ تاجا
وَالصِدقُ يَثقُبُ زَندُهُ
في كُلِّ ناحِيَةٍ سِراجا
وَلَرُبَّما صَدَعَ الصَفا
وَلَرُبَّما شَعَبَ الزُجاجا
يَأبى المُعَلَّقُ بِالهَوى
إِلّا رَواحاً وَادِّلاجا
اِرفُق فَعُمرُكَ عودُ ذي
أَوَدٍ رَأَيتُ لَهُ اعوِجاجا
وَالمَوتُ يَختَلِجُ النُفوسَ
وَإِن سَهَت عَنهُ اختِلاجا
اِجعَل مُعَرَّجَكَ التَكَرُّمَ
ماوَجَدتَ لَهُ انعِراجا
يا رُبَّ بَرقٍ شِمتُهُ
عادَت مَخيلَتُهُ عَجاجا
وَلَرُبَّ عَذبٍ صارَ بَعدَ
عُذوبَةٍ مِلحاً أُجاجا
وَلَرُبَّ أَخلاقٍ حِسانٍ
عُدنَ أَخلاقاً سِماجا
هَوِّن عَلَيكَ مَضايِقَ الدُنيا
تَعُد سُبُلاً فِجاجا
لا تَضجَرَنَّ لِضيقَةٍ
يَوماً فَإِنَّ لَها انفِراجا
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 04:37 PM
تَخَفَّف مِنَ الدُنيا لَعَلَّكَ أَن تَنجو
فَفي البِرِّ وَالتَقوى لَكَ المَسلَكُ النَهجُ
رَأَيتُ خَرابَ الدارِ يَحكيهِ لَهوَها
إِذا اجتَمَعَ المِزمارُ وَالعودُ وَالصَنجُ
أَلا أَيُّها المَغرورُ هَل لَكَ حُجَّةٌ
فَأَنتَ بِها يَومَ القِيامَةِ مُحتَجُّ
تَدَبَّر صُروفَ الحادِثاتِ فَإِنَّها
بِقَلبِكَ مِنها كُلَّ آوِنَةٍ سَحجُ
وَلا تَحسَبِ الحالاتِ تَبقى لِأَهلِها
فَقَد تَستَقيمُ الحالُ طَوراً وَتَعوَجُّ
مَنِ استَطرَفَ الشَيءَ استَلَذَّ اطِّرافَهُ
وَمَن مَلَّ شَيئاً كانَ فيهِ لَهُ مَجُّ
إِذا لَجَّ أَهلُ اللُؤمِ طاشَت عُقولُهُم
كَذاكَ لَجاجاتُ اللِئامِ إِذا لَجّوا
تَبارَكَ مَن لَم تَشفِ إِلّا بِهِ الرُقى
وَلَم يَأتَلِف إِلّا بِهِ النارُ وَالثَلجُ
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 04:40 PM
خَليلَيَّ إِنَّ الهَمَّ قَد يَتَفَرَّجُ
وَمَن كانَ يَبغي الحَقَّ فَالحَقُّ أَبلَجُ
وَذو الحَقَّ لا يَرتابُ وَالعَدلُ قائِمٌ
عَلى طُرُقاتِ الهَقِّ وَالشَرُّ أَعوَجُ
وَأَخلاقُ ذي التَقوى وَذي البِرِّ في الدُجى
لَهُنَّ سِراجٌ بَينَ عَينَيهِ مُسرَجُ
وَنِيّاتُ أَهلِ الصِدقِ بيضٌ نَقِيَّةٌ
وَأَلسُنُ أَهلِ الصِدقِ لاتَتَلَجلَجُ
وَلَيسَ لِمَخلوقٍ عَلى اللَهِ حُجَّةٌ
وَلَيسَ لَهُ مِن حُجَّةِ اللَهِ مَخرَجُ
لَقَد دَرَجَت مِنّا قُرونٌ كَثيرَةٌ
وَنَحنُ سَنَمضي بَعدَهُنَّ وَنَدرُجُ
رُوَيدَكَ يا ذا القَصرِ في شُرُفاتِهِ
فَإِنَّكَ عَنها تُستَخَفُّ وَتُزعَجُ
وَإِنَّكَ عَمّا اختَرتَهُ لَمُبَعَّدٌ
وَإِنَّكَ مِمّا في يَدَيكَ لَمُخرَجُ
أَلا رُبَّ ذي طِمرٍ غَدا في كَرامَةٍ
وَمِلكٍ بِتيجانِ الخُلودِ مُتَوَّجُ
لَعَمرُكَ ما الدُنيا لَدَيَّ نَفيسَةٌ
وَإِن زَخرَفَ الغاوُونَ فيها وَزَبرَجوا
وَإِن كانَتِ الدُنيا إِلَيَّ حَبيبَةً
فَإِنّي إِلى حَظّي مِنَ الدينِ أَحوَجُ
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 04:41 PM
ذَهَبَ الحِرصُ بِأَصحابِ الدُلَج
فَهُمُ في غَمرَةٍ ذاتِ لُجَج
لَيسَ كُلُّ الخَيرِ يَأتي عاجِلاً
إِنَّما الخَيرُ حُظوظٌ وَدَرَج
لايَزالُ المَرءُ ماعاشَ لَهُ
حاجَةٌ في الصَدرِ دَأباً تَعتَلِج
رُبَّ أَمرٍ قَد تَضايَقتَ بِهِ
ثُمَّ يَأتي اللَهُ مِنهُ بِالفَرَج
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 04:42 PM
اِسلُك مِنَ الطُرُقِ المَناهِج
وَاصبِر وَإِن حُمِّلتَ لاعِج
وَانبِذ هُمومَكَ أَن تَضيقَ
بِها فَإِنَّ لَها مَخارِج
وَاقضِ الحَوائِجَ ما استَطَعتَ
وَكُن لِهَمِّ أَخيكَ فارِج
فَلَخَيرُ أَيّامِ الفَتى
يَومٌ قَضى فيهِ الحَوائِج
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 04:43 PM
لَيسَ يَرجو اللَهَ إِلّا خائِفٌ
مَن رَجا خافَ وَمَن خافَ رَجا
قَلَّما يَنجو امرُؤٌ مِن فِتنَةٍ
عَجَباً مِمَّن نَجى كَيفَ نَجا
تَرغَبُ النَفسُ إِذا رَغَّبتَها
وَإِذا زَجَّيتَ بِالشَيءِ زَجا
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 04:44 PM
الناسُ في الدينِ وَالدُنيا ذَوّ دَرَجِ
وَالمالُ مابَينَ مَوقوفٍ وَمُختَلِجِ
مَن عاشَ قَضّى كَثيراً مِن لُبانَتِهِ
وَلِلمَضايقِ أَبوابٌ مِنَ الفَرَجِ
مَن ضاقَ عَنكَ فَأَرضُ اللَهِ واسِعَةٌ
في وَجهِ كُلِّ مَضيقٍ وَجهُ مُنفَرِجِ
قَد يُدرِكُ الراقِدُ الهادي بِرَقدَتِهِ
وَقَد يَخيبُ أَخو الرَوحاتِ وَالدَلَجِ
خَيرُ المَذاهِبِ في الحاجاتِ أَنجَحُها
وَأَضيَقُ الأَمرِ أَدناهُ مِنَ الفَرَجِ
لَقَد عَلِمتُ وَإِن قَصَّرتُ في عَمَلي
أَنَّ اِبنَ آدَمَ لا يَخلو مِنَ الحُجَجِ
أَنّى يَكونُ تَقِيّاً غَيرُ ذي حَرَجٍ
مايَتَّقي اللَهَ إِلّا كُلُّ ذي حَرَجِ
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 04:47 PM
قَلَّ لِلَّيلِ وَالنَهارِ اِكتِراثي
وَهُما دائِبانِ في اِستِحثاثي
ما بَقائي عَلى اِختِرامِ اللَيالي
وَدَبيبِ الساعاتِ بِالأَحداثِ
يا أَخي ما أَغَرَّنا بِالمَنايا
في اِتِّخاذِ الأَثاثِ بَعدَ الأَثاثِ
لَيتَ شِعري وَكَيفَ أَنتَ إِذا ما
وَلوَلَت بِاِسمِكَ النِساءُ الرَواثي
لَيتَ شِعري وَكَيفَ أَنتَ مُسَجّى
تَحتَ رَدمٍ حَثاهُ فَوقَكَ حاثِ
لَيتَ شِعري وَكَيفَ أَنتَ وَما
حالُكَ فيما هُناكَ بَعدَ ثَلاثِ
إِنَّ يَوماً يَكونُ فيهِ بِمالِ المَرءِ
أَولى بِهِ ذَوّ الميراثِ
لَحَقيقٌ بِأَن يَكونَ الَّذي يَرحَلُ
عَمّا حَوى قَليلَ التُراثِ
أَيُّها المُستَغيثُ بي حَسبُكَ اللَهُ
مُغيثُ الأَنامِ مِن مُستَغاثِ
فَلَعَمري لَرُبَّ يَومِ قُنوطٍ
قَد أَتى اللَهُ بَعدَهُ بِالغِياثِ
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 04:48 PM
سُبحانَ مَن لَم تَزَل لَهُ حُجَجٌ
قامَت عَلى خَلقِهِ بِمَعرِفَتِه
قَد عَلِموا أَنَّهُ الإِلَهُ وَلَكِن
عَجِزَ العالِمونَ عَن صِفَتِه
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 04:50 PM
ياساكِنَ الدُنيا لَقَد أَوطَنتَها
وَأَمِنتَها عَجَباً وَكَيفَ أَمِنتَها
وَشَغَلتَ قَلبَكَ عَن مَعادِكَ بِالمُنى
وَخَدَعتَ نَفسَكَ بِالهَوى وَفَتَنتَها
إِن كُنتَ مُعتَبِراً فَقَد أَبصَرتَ أَحوالَ
الشَبيبَةِ مِنكَ وَاِستَيقَنتَها
أَوَلَم تَرَ الشَهَواتِ كَيفَ تَنَكَّرَت
عَمّا عَهِدتَ وَرُبَّما لَوَّنَتها
أَكرَمتَ نَفسَكَ بِالهَوانِ لَها وَلَو
كَرُمَت عَلَيكَ نَصَحتَها وَأَهَنتَها
ياساكِنَ الدُنيا كَأَنَّكَ خِلتَ أَنَكَ
خالِدٌ فَجَمَعتَها وَخَزَنتَها
ياساكِنَ الدُنيا طَفِقتَ تُزَيِّنُ الدُنيا
بِمالا يَستَقيمُ فَشِنتَها
اِذكُر أَحِبَّتَكَ الَّذينَ ثَكِلتَهُم
اِذكُر رُهوناً في التُرابِ رَهَنتَها
وَلَخَيرُ ما قَدَّمتَ سُنَّةُ صالِحٍ
لِلصالِحينَ فَعَلتَها وَسَنَنتَها
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 04:52 PM
لايُعجِبَنَّكَ ياذا حُسنُ مَنظَرَةِ
لَم يَجعَلِ اللَهُ فيها حُسنَ مَخبَرَةِ
خَيرُ اِكتِسابِ الفَتى ماكانَ مِن عَمَلٍ
زاكٍ وَصَبرٍ عَلى عُسرٍ وَمَيسَرَةِ
وَأَفضَلُ الزُهدِ زُهدٌ كانَ عَن جِدَةٍ
وَأَفضَلُ العَفوِ عَفوٌ عِندَ مَقدِرَةِ
لاخَيرَ لاخَيرَ لِلإِنسانِ في طَمَعٍ
يَصيرُ مِنهُ إِلى ذُلٍّ وَمَحقَرَةِ
أَستَغفِرُ اللَهَ مِن ذَنبي وَأَسأَلُهُ
عَيشاً هَنيئاً بِأَخلاقٍ مُطَهَّرَةِ
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 04:54 PM
بُليتُ بِنَفسي شَرَّ نَفسٍ رَأَيتُها
لَجوجٍ تَمادى بي إِذا مانَهَيتُها
فَكَم مِن قَبيحٍ صِرتُ مُعتَرِفاً بِهِ
وَكَم مِن جِناياتٍ عِظامٍ جَنَيتُها
وَكَم مِن شَفيقٍ باذِلٍ لي نَصيحَةً
وَلَكِنَّني ضَيَّعتُها وَأَبَيتُها
دَعَتني إِلى الدُنيا دَواعٍ مِنَ الهَوى
فَأَرسَلتُ ديني مِن يَدي وَأَتَيتُها
وَلي حِيَلٌ عِندَ المَطامِعِ رُبَّما
تَلَطَّفتُ لِلدُنيا بِها فَرَقَيتُها
أَقولُ لِنَفسي إِذ شَكَت ضيقَ بَيتِها
كَأَنّي بِها في القَبرِ قَد ضاقَ بَيتُها
وَلي في خِصالِ الخَيرِ ضِدٌّ مُعانِدٌ
يُثَبِّطُني عَنها إِذا مانَوَيتُها
وَلي مُدَّةٌ لابُدَّ يَوماً سَتَنقَضي
كَأَن قَد أَتاني وَقتُها فَقَضَيتُها
فَلَو كُنتُ في الدُنيا بَصيراً وَقَد نَعَت
إِلى ساكِنيها نَفسَها لَنَعَيتُها
وَلَو أَنَّني مِمَّن يُحاسِبُ نَفسَهُ
لَخالَفتُ نَفسي في الهَوى وَعَصَيتُها
أَياذا الَّذي أَلقَتهُ في الغَيِّ نَفسُهُ
وَمَن غَرَّهُ مِنها عَساها وَلَيتُها
كَفانا بِهَذا مِنكَ جَهلاً وَغِرَّةً
لِأَنَّكَ حَيُّ النَفسِ في الأَرضِ مَيتُها
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 04:56 PM
المَرءُ في تَأخيرِ مُدَّتِهِ
كَالثَوبِ يَخلُقُ بَعدَ جِدَّتِهِ
مَن ماتَ حالَ ذَوّ مَوَدَّتهِ
عَنهُ وَمالوا عَن مَوَدَّتِهِ
وَحَياتُهُ نَفسٌ يُعَدُّ لَهُ
وَوَفاتُهُ اِستِكمالُ عِدَّتِهِ
وَمَصيرُهُ مِن بَعدِ مِرَّتِهِ
بِالناسِ ظُلمَةُ بَيتِ وَحدَتِهِ
عَجَباً لِمُنتَبِهٍ يُضَيِّعُ ما
يَحتاجُهُ في يَومِ رَقدَتِهِ
أَزِفَ الرَحيلُ وَنَحنُ في لَعِبٍ
مانَستَعِدُّ لَهُ بِعُدَّتِهِ
وَلَقَلَّما تُبقي الخُطوبُ عَلى
أَشَرِ الشَبابِ وَحَرِّ وَقدَتِهِ
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 04:58 PM
نُريدُ بَقاءً وَالخُطوبُ تَكيدُ
وَلَيسَ المُنى لِلمَرءِ كَيفَ يُريدُ
وَمَن يَأمَنُ الأَيامَ أَمّا اتِّساعُها
فَخَبلٌ وَأَمّا ضيقُها فَشَديدُ
وَأَيُّ بَني الأَيّامِ إِلّا وَعِندَهُ
مِنَ الدَهرِ عِلمٌ طارِفٌ وَتَليدُ
يَرى مايَزيدُ وَالزِيادَةُ نَقصُهُ
أَلا إِنَّ نَقصَ الشَيءِ حينَ يَزيدُ
وَمِن عَجَبِ الدُنيا يَقينُكَ بِالفَنا
وَأَنَّكَ فيها لِلبَقاءِ مُريدُ
أَلَم تَرَ أَنَّ الحَرثَ وَالنَسلَ كُلَّهُ
يَبيدُ وَمِنهُ قائِمٌ وَحَصيدُ
لَعَمري لَقَد بادَت قُرونٌ كَثيرَةٌ
وَأَنتَ كَما بادَ القُرونُ تَبيدُ
وَكَم صارَ تَحتَ الأَرضِ مِن خامِدٍ بِها
وَقَد كانَ يَبني فَوقَها وَيَشيدُ
وَكَم مِن عَديدٍ قَد مَحا الدَهرُ ذِكرَهُم
كَذا الدَهرُ لايَبقى عَلَيهِ عَديدُ
وَلِلمَوتِ عِلّاتٌ تَجَلّى وَتَختَفي
وَلِلدَهرِ وَعدٌ مَرَّةً وَوَعيدُ
وَرَبِّ البِلى إِنَّ الجَديدَ إِلى البِلى
وَإِنَّ الَّذي يُبلي الجَديدَ جَديدُ
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 05:00 PM
رَضيتَ لِنَفسِكَ سَوءاتِها
وَلَم تَألُ حُبّاً لِمَرضاتِها
وَحَسَّنتَ أَقبَحَ أَعمالِها
وَصَغَّرتَ أَكبَرَ زَلّاتِها
وَكَم مِن سَبيلِ لِأَهلِ الصِبا
سَلَكتَ بِهِم في بُنَيّاتِها
وَأَيُّ الدَواعي دَواعي الهَوى
تَطَلَّعتَ عَنها لِآفاتِها
وَأَيُّ المَحارِمِ لَم تَنتَهِك
وَأَيُّ الفَضائِحِ لَم تاتِها
كَأَنّي بِنَفسِكَ قَد عوجِلَت
عَلى ذاكَ في بَعضِ غِرّاتِها
وَقامَت نَوادِبُها حُسَّراً
تَداعى بِرَنَّةِ أَصواتِها
أَلَم تَرَ أَنَّ دَبيبَ اللَيالي
يُسارِقُ نَفسَكَ ساعاتِها
وَهَذي القِيامَةُ قَد أَشرَفَت
عَلى العالَمينَ لِميقاتِها
وَقَد أَقبَلَت بِمَوازينِها
وَأَهوالِها وَبِرَوعاتِها
وَإِنّا لَفي بَعضِ أَشراطِها
وَأَيّامِها وَعَلاماتِها
رَكَنّا إِلى الدارِ دارِ الغُرورِ
إِذ سَحَرَتنا بِلَذّاتِها
فَما نَرعَوي لَأَعاجيبِها
وَلا لِتَصَرُّفِ حالاتِها
نُنافِسُ فيها وَأَيّامُنا
تَرَدَّدُ فينا بِآفاتِها
وَما يَتَفَكَّرُ أَحياؤُها
فَيَعتَبِرونَ بِأَمواتِها
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 05:02 PM
كَم مِن حَكيمٍ يَبغي بِحِكمَتِهِ
تَسَلُّفَ الحَمدِ قَبلَ نِعمَتِهِ
وَلَيسَ هَذا الَّذي بِهِ حَكَمَ الرَحمَنُ
في عَدلِهِ وَرَحمَتِهِ
نَعوذُ بِاللَهِ ذي الجَلالِ وَذي الإِكرامِ
مِن سُخطِهِ وَنِقمَتِهِ
ماالمَرءُ إِلّا بِهَديِهِ الحَسَنِ
الظاهِرِ مِنهُ وَطيبِ طُعمَتِهِ
ماالمَرءُ إِلّا بِحُسنِ مَذهَبِهِ
سِرّاً وَجَهراً وَعَدلِ قِسمَتِهِ
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 05:03 PM
اِقطَعِ الدُنيا بِما اِنقَطَعَت
وَاِدفَعِ الدُنيا بِما اِندَفَعَت
وَاِقبَلِ الدُنيا إِذا سَلِسَت
وَاِترُكِ الدُنيا إِذا اِمتَنَعَت
يَطلُبُ العَيشَ الفَتى عَبَثاً
وَالغِنى في النَفسِ إِن قَنِعَت
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 05:05 PM
آمَنتُ بِاللَهِ وَأَيقَنتُ
وَاللَهُ حَسبي حَيثُما كُنتُ
كَم مِن أَخٍ لي خانَني وُدُّهُ
وَلا تَبَدَّلتُ وَلا خُنتُ
الحَمدُ لِلَّهِ عَلى صُنعِهِ
إِنّي إِذا عَزَّ أَخي هُنتُ
ما أَعجَبَ الدُنيا وَتَصريفَها
كَم لَوَّنَتني فَتَلَوَّنتُ
لِلبَينِ يَومٌ أَنا رَهنٌ بِهِ
لَو قَد دَنا يَومي لَقَد بِنتُ
ماأَنا إِلّا خائِضٌ في مُنىً
قَبَّحتُها طَوراً وَحَسَّنتُ
ياعَجَباً مِنّي وَما اِختَرتُ مِن
شَكّي عَلى ماقَد تَيَقَّنتُ
يارَبَّ أَمرٍ زَلَّ عَنّي إِذا
ماقُلتُ إِنّي قَد تَمَكَّنتُ
وَالدَهرُ لاتَفنى أَعاجيبُهُ
إِن أَنا لِلدَهرِ تَفَطَّنتُ
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 05:05 PM
إِسمَع فَقَد آذَنَكَ الصَوتُ
إِن لَم تُبادِر فَهُوَ الفَوتُ
نَل كُلَّ ماشِئتَ وَعِش آمِناً
آخِرُ هَذا كُلِّهِ المَوتُ
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 05:06 PM
كَم غافِلٍ أَودى بِهِ المَوتُ
لَم يَأخُذِ الءُهبَةَ لِلفَوتِ
مَن لَم تَزُل نِعمَتُهُ قَبلَهُ
زالَ عَنِ النِعمَةِ بِالمَوتِ
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 05:11 PM
أَيا عَجَبَ الدُنيا لِعَينٍ تَعَجَّبَت
وَيا زَهرَةَ الأَيّامِ كَيفَ تَقَلَّبَت
تُقَلِّبُني الأَيّامُ عَوداً وَبَدأَةً
تَصَعَّدَتِ الأَيّامُ لي وَتَصَوَّبَت
وَعاتَبتُ أَيّامي عَلى ما تَروعُني
فَلَم أَرَ أَيّامي مِنَ الرَوعِ أَعتَبَت
سَأَنعي إِلى الناسِ الشَبابَ الَّذي مَضى
تَخَرَّمَتِ الدُنيا الشَبابَ وَشَيَّبَت
وَلي غايَةٌ يَجري إِلَيها تَنَفُّسي
إِذا ما انقَضَت تَنفيسَةٌ لي تَقَرَّبَت
وَتُضرَبُ لي الأَمثالُ في كُلِّ نَظرَةٍ
وَقَد حَنَّكَتني الحادِثاتُ وَجَرَّبَت
تَطَرَّبُ نَفسي نَحوَ دُنيا دَنِيَّةٍ
إِلى أَيِّ دارٍ وَيحَ نَفسي تَطَرَّبَت
وَأُحضِرَتِ الشُحَّ النُفوسُ فَكُلُّها
إِذا هِيَ هَمَّت بِالسَماحِ تَجَنَّبَت
لَقَد غَرَّتِ الدُنيا قُروناً كَثيرَةً
وَأَتعَبَتِ الدُنيا قُروناً وَأَنصَبَت
هِيَ الدارُ حادي المَوتِ يَحدو بِأَهلِها
إِذا شَرَّقَت شَمسُ النَهارِ وَغَرَّبَت
بُليتُ مِنَ الدُنيا بِغولٍ تَلَوَّنَت
لَها فِتَنٌ قَد فَضَّضَتها وَذَهَّبَت
وَما أَعجَبَ الآجالَ في خُدَعاتِها
وَما أَعجَبَ الأَرزاقَ كَيفَ تَسَبَّبَت
رَأَيتُ بَغيضَ الناسِ مَن لا يُحِبُّهُم
يَفوزُ بِحُبِّ الناسِ نَفسٌ تَحَبَّبَت
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 05:28 PM
أَلا إِنَّ لي يَوماً أُدانُ كَما دِنتُ
سَيُحصي كِتابي ما أَسَأتُ وَأَحسَنتُ
أَما وَالَّذي أَرجوهُ لِلعَفوِ إِنَّهُ
لَيَعلَمُ ما أَسرَرتُ مِنّي وَأَعلَنتُ
كَفى حَزَناً أَنّي أُحَسِّنُ وَالبِلى
يُقَبِّحُ مازَيَّنتُ مِنّي وَحَسَّنتُ
وَأَعجَبُ مِن هَذا هَناتٌ تَغُرُّني
تَيَقَّنتُ مِنهُنَّ الَّذي قَد تَيَقَّنتُ
تَصَعَّدتُ مُغتَرّاً وَصَوَّبتُ في المُنى
وَحَرَّكتُ مِن نَفسي إِلَيها وَسَكَّنتُ
وَكَم قَد دَعَتني هِمَّتي فَأَجَبتُها
وَكَم لَوَّثَتني هِمَّتي فَتَلَوَّثتُ
مُعاشَرَةُ الإِنسانِ عِندي أَمانَةٌ
فَإِن خُنتُ إِنساناً فَنَفسي الَّذي خُنتُ
وَلي ساعَةٌ لاشَكَّ فيها وَشيكَةٌ
كَأَنِّيَ قَد حُنِّطتُ فيها وَكُفِّنتُ
أَلَم تَرَ أَنَّ الأَرضَ مَنزِلُ قُلعَةٍ
وَإِن طالَ تَعميري عَلَيها وَأَزمَنتُ
وَإِنّي لَرَهنٌ بِالخُطوبِ مُصَرَّفٌ
وَمُنتَظِرٌ كَأسَ الرَدى حَيثُما كُنتُ
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 05:29 PM
قَد رَأَيتَ القُرونَ قَبلُ تَفانَت
دَرَسَت وَاِنقَضَت سَريعاً وَبانَت
كَم أُناسٍ رَأَيتَ أَكرَمَتِ الدُنيا
بِبَعضِ العُروضِ ثُمَّ أَهانَت
كَم أُمورٍ قَد كُنتَ شَدَدتَ فيها
ثُمَّ حَوَّنتَها عَلَيكَ فَهانَت
هِيَ دُنيا كَحَيَّةٍ تَنفُثُ السُممَ
وَإِن كانَتِ المَجَسَّةُ لانَت
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 05:32 PM
أَنساكَ مَحياكَ المَماتا
فَطَلَبتَ في الدُنيا الثَباتا
أَوَثِقتَ بِالدُنيا وَأَنتَ
تَرى جَماعَتَها شَتاتا
وَعَزَمتَ مِنكَ عَلى الحَياةِ
وَطولِها عَزماً بَتاتا
يامَن رَأى أَبَوَيهِ في
ماقَد رَأى كانا فَماتا
هَل فيهِما لَكَ عِبرَةٌ
أَم خِلتَ أَنَّ لَكَ انفِلاتا
وَمَنِ الَّذي طَلَبَ التَفَللُتَ
مِن مَنِيَّتِهِ فَفاتا
كُلٌّ تُصَبِّحُهُ المَنِييَةُ
أَو تُبَيِّتُهُ بَياتا
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 05:33 PM
تَخَفَّف مِنَ الدُنيا لَعَلَّكَ تُفلِتُ
وَإِلّا فَإِنّي لا أَظُنَّكَ تَثبُتُ
أَلَم تَرَ أَنَّ الحِلمَ لِلجَهلِ قاطِعٌ
وَأَنَّ لِسانَ الرُشدِ لِلغَيِّ مُسِكتُ
لِكُلِّ امرِئٍ مِن سَكرَةِ المَوتِ سَكرَةٌ
وَأَيُّ امرِئٍ مِن سَكرَةِ المَوتِ يُفلِتُ
عَجِبتُ لِمَن قَرَّت مَعَ المَوتِ عَينُهُ
لِحَصدِ الرَدى ماظَلَّتِ الأَرضُ تُنبِتُ
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 05:34 PM
مِنَ الناسِ مَيتٌ وَهوَ حَيٌّ بِذِكرِهِ
وَحَيٌّ سَليمٌ وَهوَ في الناسِ مَيِّتُ
فَأَمّا الَّذي قَد ماتَ وَالذِكرُ ناشِرٌ
فَمَيتٌ لَهُ دينٌ بِهِ الفَضلُ يُنعَتُ
وَأَمّا الَّذي يَمشي وَقَد ماتَ ذِكرُهُ
فَأَحمَقُ أَفنى دينَهُ وَهوَ أَموَتُ
سَأَضرِبُ أَمثالاً لِمَن كانَ عاقِلاً
يَسيرُ بِها مِنّي رَوِيٌّ مُبَيَّتُ
وَما زالَ مِن قَومي خَطيبٌ وَشاعِرٌ
وَحاكِمُ عَدلٍ فاصِلٌ مُتَثَبِّتُ
وَحَيَّةُ أَرضٍ لَيسَ يُرجى سَليمُها
تَراها إِلى أَعدائِها تَتَفَلَّتُ
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 05:39 PM
لِلَّهِ دَرُّ ذَوي العُقولِ المُشعِباتِ
أَخَذوا جَميعاً في حَديثِ التُرُّهاتِ
وَأَما وَرَبِّ المَسجِدَينِ كِلَيهِما
وَأَما وَرَبِّ مِنىً وَرَبِّ الراقِصاتِ
وَأَما وَرَبِّ البَيتِ ذي الأَستارِ وَالمَسعى
وَزَمزَمَ وَالهَدايا المُشعَراتِ
إِنَّ الَّذي خُلِقَت لَهُ الدُنيا وَما
فيها لَنازِلَةٌ تَجِلُّ عَنِ الصِفاتِ
فَليَنظُرِ الرَجُلُ اللَبيبُ لِنَفسِهِ
فَجَميعُ ما هُوَ كائِنٌ لابُدَّ آتِ
عِش مابَدا لَكَ أَن تَعيشَ بِغَبطَةٍ
ما أَقرَبَ المَحيا الطَويلِ مِنَ المَماتِ
فَتَجافَ عَن دارِ الغُرورِ وَعَن دَواعيها
وَكُن مُتَوَقِّعاً لِلحادِثاتِ
أَينَ المُلوكُ ذَوُو المَنابِرِ وَالدَساكِرِ
وَالعَساكِرِ وَالقُصورِ المُشرِفاتِ
وَالمُلهِياتُ فَمَن لَها وَالغادِياتُ
الرائِحاتُ مِنَ الجِيادِ الصافِناتِ
هُم بَينَ أَطباقِ التُرابِ فَنادِهِم
أَهلَ الدِيارِ الخالِياتِ الخاوِياتِ
هَل فيكُمُ مِن مُخبِرٍ حَيثُ اِستَقَررَ
قَرارُ أَرواحِ العِظامِ البالِياتِ
فَلَقَلَّ مالَبِثَ العَوائِدُ بَعدَكُم
وَلَقَلَّ ماذَرَفَت عُيونُ الباكِياتِ
وَالدَهرُ لايُبقي عَلى نَكَباتِهِ
صُمَّ الجِبالِ الراسِياتِ الشامِخاتِ
مَن كانَ يَخشى اللَهَ أَصبَحَ رَحمَةً
لِلمُؤمِنينَ وَرَحمَةً لِلمُؤمِناتِ
وَإِذا أَرَدتَ ذَخيرَةً تَبقى فَنافِس
في اِدِّخارِ الباقِياتِ الصالِحاتِ
وَخَفِ القِيامَةَ ما اِستَطَعتَ فَإِنَّما
يَومُ القِيامَةَ يَومُ كَشفِ المُخبَآتِ
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 05:41 PM
أَلا مَن لِنَفسٍ في الهَوى قَد تَمادَتِ
إِذا قُلتُ قَد مالَت عَنِ الجَهلِ عادَتِ
وَحَسبُ امرِئٍ شَرّاً بِإِهمالِ نَفسِهِ
وَإِمكانِها مِن كُلِّ شَيءٍ أَرادَتِ
تَزاهَدتُ في الدُنيا وَإِنّي لَراغِبٌ
أَرى رَغبَتي مَمزوجَةً بِزَهادَتي
وَعَوَّدتُ نَفسي عادَةً فَلَزِمتُها
أَراهُ عَظيماً أَن أُفارِقَ عادَتي
إِرادَةُ مَدخولٍ وَعَقلُ مُقَصِّرٍ
وَلَو صَحَّ لي عَقلي لَصَحَّت إِرادَتي
وَلَو طابَ لي غَرسي لَطابَت ثِمارُهُ
وَلَو صَحَّ لي غَيبي لَسَحَّت شَهادَتي
أَيا نَفسُ ما الدُنيا بِأَهلٍ لِحَيِّها
دَعيها لِأَقوامٍ عَلَيها تَعادَتِ
أَلا قَلَّما تَبقى نُفوسٌ لِأَهلِها
إِذا راوَحَتهُنَّ المَنايا وَغادَتِ
أَلا كُلُّ نَفسٍ طالَ في الغَيِّ عُمرُها
تَموتُ وَإِن كانَت عَنِ المَوتِ حادَتِ
أَلا أَينَ مَن وَلّى بِهِ اللَهوُ وَالصِبا
وَأَينَ قُرونٌ قَبلُ كانَت فَبادَتِ
كَأَن لَم أَكُن شَيئاً إِذا صِرتُ في الثَرى
وَصارَ مِهادي رَضرَضاً وَوِسادَتي
وَما مَلجَأٌ لي غَيرَ مَن أَنا عَبدُهُ
إِلى اللَهِ رَبّي شِقوَتي وَسَعادَتي
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 05:44 PM
نَعَت نَفسَها الدُنيا إِلَينا فَأَسمَعَت
وَنادَت أَلا جَدَّ الرَحيلُ وَوَدَّعَت
عَلى الناسِ بِالتَسليمِ وَالبِرِّ وَالرِضا
فَما ضاقَتِ الحالاتُ حَتّى تَوَسَّعَت
وَكَم مِن مُنىً لِلنَفسِ قَد ظَفِرَت بِها
فَحَنَّت إِلى ما فَوقَها وَتَطَلَّعَت
سَلامٌ عَلى أَهلِ القُبورِ أَحِبَّتي
وَإِن خَلُقَت أَسبابُهُم وَتَقَطَّعَت
فَما مُوِّتَ الأَحياءُ إِلّا لِيُبعَثوا
وَإِلّا لِتُجزى كُلُّ نَفسٍ بِما سَعَت
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 05:46 PM
ياعَلِيَّ بنَ ثابِتٍ أَينَ أَنتا
أَنتَ بينَ القُبورِ حَيثُ دُفِنتا
ياعَلِيَّ بنَ ثابِتٍ بانَ مِنّي
صاحِبٌ جَلَّ فَقدُهُ يَومَ بِنتا
ياشَريكي في الخَيرِ يَرحَمُكَ اللهُ
فَنِعمَ الشَريكُ في الخَيرِ كُنتا
قَد لَعَمري حَكيتَ لي غُصَصَ المَوتِ
وَحَرَّكَتني لَها وَسَكَنتا
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 05:48 PM
أَما وَالَّذي يُحيى بِهِ وَيُماتُ
لَقَلَّ فَتىً إِلّا لَهُ هَفَواتُ
وَما مِن فَتاً إِلّا سَيَبلى جَديدُهُ
وَتُفني الفَتى الرَوحاتُ وَالدَلَجاتُ
يَغُرُّ الفَتى تَحريكُهُ وَسُكونُهُ
وَلا بُدَّ يَوماً تَسكُنُ الحَرَكاتُ
وَمَن يَتَتَبَّع شَهوَةً بَعدَ شَهوَةٍ
مُلِحّاً تَقَسَّم عَقلَهُ الشَهَواتُ
وَمَن يَأمَنُ الدُنيا وَلَيسَ لِحُلوِها
وَلا مُرِّها فيما رَأَيتَ ثَباتُ
أَجابَت نُفوسٌ داعِيَ اللَهِ فَانقَضَت
وَأُخرى لِداعي المَوتِ مُنتَظِراتُ
وَما زالَتِ الإِيامُ بِالسُخطِ وَالرِضا
لَهُنَّ وَعيدٌ مَرَّةٌ وَعِداتُ
إِذا اِزدَدتَ مالاً قُلتَ مالي وَثَروَتي
وَمالَكَ إِلّا اللَهُ وَالحَسَناتُ
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 05:49 PM
إِذا أَنتَ لايَنتَ الَّتي خَشُنَت لانَت
وَإِن أَنتَ هَوَّنتَ الَّتي صَعُبَت هانَت
تَزينُ أُمورٌ أَو تَشينُ كَثيرَةٌ
أَلا رُبَّما شانَت أُمورٌ وَمازانَت
وَتَأتي وَتَمضي الحادِثاتُ سَريعَةً
وَكَم غَدَرَتني الحادِثاتُ وَكَم خانَت
وَلِلدينِ دَيّانٌ غَداً يَومَ فَصلِهِ
تُدانُ نُفوسُ الناسِ فيهِ بِما دانَت
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 05:51 PM
كَأَنَّ المَنايا قَد قَرَعنَ صَفاتي
وَقَوَّسنَني حَتّى قَصَفنَ قَناتي
وَباشَرتُ أَطباقَ الثَرى وَتَوَجَّهَت
بِنَعيِي إِلى مَن غِبتُ عَنهُ نُعاتي
فَيا عَجَباً مِن طولِ سَهوي وَغَفلَتي
وَما هُوَ آتٍ لامَحالَةَ آتِ
حُتوفُ المَنايا قاصِداتٌ لِمَن تَرى
مُوافينَ بِالرَوحاتِ وَالغَدَواتِ
وَكَم مِن عَظيمٍ شَأنُهُ لَم تَكُن لَهُ
بِمُهجَتِهِ الأَيامُ مُنتَظِراتِ
رَأَيتُ ذَوي قُرباهُ تَحثي أَكُفُّهُم
عَلَيهِ تُرابَ الأَرضِ مُبتَدِراتِ
وَقامَت عَلَيهِ حُسَّرٌ مِن نِسائِهِ
يُنادينَ بِالوَيلاتِ مُحتَجِراتِ
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 05:52 PM
تَمَسَّك بِالتُقى حَتّى تَموتا
وَلاتَدَعِ الكَلامَ أَوِ السُكوتا
وَقُل حَسَناً وَأَمسِك عَن قَبيحِ
وَلاتَنفَكَّ عَن سوءٍ صَموتا
لَكَ الدُنيا بِأَجمَعِها كَمالاً
إِذا عوفيتَ ثُمَّ أَصَبتَ قوتا
إِذا لَم تَحتَفِظ بِالشَيءِ يَوماً
فَلا تَأمَن عَلَيهِ أَن يَفوتا
يُعَلِّلُني الطَبيبُ إِلى قَضاءٍ
فَإِمّا أَن أُعافى أَو أَموتا
سَقى اللَهُ القُبورَ وَساكِنيها
مَحَلّاً أَصبَحوا فيها خُفوتا
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 05:58 PM
جَمَعتَ مِنَ الدُنيا وَحُزتَ وَمُنّيتا
وَمالَكَ إِلّا ماوَهَبتَ وَأَمضَيتا
وَمالَكَ مِمّا يَأكُلُ الناسُ غَيرُ ما
أَكَلتَ مِنَ المالِ الحَلالِ فَأَفنَيتا
وَمالَكَ إِلّا كُلُّ شَيءٍ جَعَلتَهُ
أَمامَكَ لاشَيءٌ لِغَيرِكَ بَقَّيتا
وَمالَكَ مِمّا يَلبَسُ الناسُ غَيرَ ما
كَسَوتَ وَإِلّا مالَبِستَ فَأَبلَيتا
وَما أَنتَ إِلّا في مَتاعٍ وَبُلغَةٍ
كَأَنَّكَ قَد فارَقتَها وَتَخَلَّيتا
فَلا تَغبِطَنَّ الحَيَّ في طولِ عُمرِهِ
بِشَيءٍ تَرى إِلّا بِماتَغبِطُ المَيتا
أَلا أَيُّهَذا المُستَهينُ بِنَفسِهِ
أَراكَ وَقَد ضَيَّعتَها وَتَناسَيتا
إِذا ماغُبِنتَ الفَضلَ في الدينِ لَم تُبَل
وَإِن كانَ في الدُنيا قَطَبتَ وَبالَيتا
وَإِن كانَ شَيءٌ تَشتَهِهِ رَأَيتَهُ
وَإِن كانَ مالا تَشتَهِهِ تَعامَيتا
لَهِجتَ بِأَنواعِ الأَباطيلِ غِرَّةً
وَأَدنَيتَ أَقواماً عَلَيها وَأَقصَيتا
وَجَمَّعتَ مالا يَنبَغي لَكَ جَمعُهُ
وَقَصَّرتَ عَمّا يَنبَغي وَتَوانَيتا
وَصَغَّرتَ في الدُنيا مَساكِنَ أَهلِها
فَباهَيتَ فيها بِالبِناءِ وَعالَيتا
وَأَلقَيتَ جِلبابَ الحَيا عَنكَ ضِلَّةً
فَأَصبَحتَ مُختالاً فَخوراً وَأَمسَيتا
وَجاهَرتَ حَتّى لَم تَرِع عَن مُحَرَّمٍ
وَلَم تَقتَصِد فيما أَخَذتَ وَأَعطَيتا
وَنافَستَ في الأَموالِ مِن غَيرِ حِلِّها
وَأَسرَفتَ في إِنفاقِها وَتَعَدَّيتا
وَأَجلَيتَ عَنكَ الغُمضَ في كُلِّ حيلَةٍ
تَلَطَّفتَ في الدُنيا بِها وَتَأَنَّيتا
تَمَنّى المُنى حَتّى إِذاما بَلَغتَها
سَمَوتَ إِلى مافَوقَها فَتَمَنَّيتا
أَيا صاحِبَ الأَبياتِ قَد نُجِّدَت لَهُ
سَتُبدَلُ مِنها عاجِلاً غَيرَها بَيتا
لَكَ الحَمدُ ياذا المَنِّ شُكراً خَلَقتَنا
فَسَوَّيتَنا فيمَن خَلَقتَ وَسَوَّيتا
وَكَم مِن بَلايا نازِلاتٍ بِغَيرِنا
فَسَلَّمتَنا يارَبِّ مِنها وَعافَيتا
أَيارَبِّ مِنّا الضَعفُ إِن لَم تُقَوِّنا
عَلى شُكرِ ما أَبلَيتَ مِنكَ وَأَولَيتا
أَيارَبِّ نَحنُ الفائِزونَ غَداً لَئِن
تَوَلَّيتَنا يارَبِّ فيمَن تَوَلَّيتا
أَيامَن هُوَ المَعروفُ مِن غَيرِ رُؤيَةٍ
تَبارَكتَ يامَن لايُرى وَتَعالَيت
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 06:03 PM
أَلَيسَ قَريباً كُلُّ ماهُوَ آتِ
فَما لي وَما لِلشَكِّ وَالشُبُهاتِ
أُنافِسُ في طيبِ الطَعامِ وَكُلُّهُ
سَواءٌ إِذا ماجاوَزَ اللَهَواتِ
وَأَسعى لِما فَوقَ الكَفافِ وَكُلَّما
تَرَفَّعتُ فيهِ ازدَدتُ في الحَسَراتِ
وَأَطمَعُ في المَحيا وَعَيشِيَ إِنَّما
مَسالِكُهُ مَوصولَةٌ بِمَماتِ
وَلِلمَوتِ داعٍ مُسمِعٌ غَيرَ أَنَّني
أَرى الناسَ عَن داعيهِ في غَفَلاتِ
فَلِلَّهِ عَقلي إِنَّ عَقلي لَناقِصٌ
وَلَو تَمَّ عَقلي لَاغتَنَمتُ حَياتي
وَلِلَّهِ نَفسي إِنَّها لَبَخيلَةٌ
عَلَيَّ بِما جادَت بِهِ لَأُلاتِ
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 06:04 PM
إيتِ القُبورَ فَنادِها أَصواتاً
فَإِذا أَجَبنَ فَسائِلِ الأَمواتا
أَينَ المُلوكُ بَنو المُلوكِ فَكُلُّهُم
أَمسى وَأَصبَحَ في التُرابِ رُفاتا
كَم مِن أَبٍ وَأَبي أَبٍ لَكَ بَينَ أَطباقِ
الثَرى قَد قيلَ كانَ فَماتا
وَالدَهرُ يَومٌ أَنتَ فيهِ وَأَخَرٌ
تَرجوهُ أَو يَومٌ مَضى لَكَ فاتا
هَيهاتَ إِنَّكَ لِلخُلودِ لَمُرتَجٍ
هَيهاتَ مِمّا تَرتَجي هَيهاتا
ماأَسرَعَ الأَمرَ الَّذي هُوَ كائِنٌ
لابُدَّ مِنهُ وَأَقرَبَ الميقات
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 06:07 PM
إِلى كَم إِذا ماغِبتُ تُرجى سَلامَتي
وَقَد قَعَدَت بي الحادِثاتُ وَقامَتِ
وَعُمِّمتُ مِن نَسجِ القَتيرِ عِمامَةً
رُقومُ البِلى مَرقومَةٌ في عِمامَتي
وَكُنتُ أَرى لي في الشَبابِ عَلامَةً
فَصِرتُ وَإِنّي مُنكِرٌ لِعَلامَتي
وَماهِيَ إِلّا أَوبَةٌ بَعدَ غَيبَةٍ
إِلى الغَيبَةِ القُصوى فَثَمَّ قِيامَتي
كَأَنّي بِنَفسي حَسرَةً وَنَدامَةً
تَقَطَّعُ إِذ لَم تُغنِ عَنّي نَدامَتي
مُنى النَفسِ مِمّا يوطِئُ المَرءَ عَشوَةً
إِذا النَفسُ جالَت حَولَهُنَّ وَحامَتِ
وَمَن أَوطَأَتهُ نَفسُهُ حاجَةً فَقَد
أَساءَت إِلَيهِ نَفسُهُ وَأَلامَتِ
أَما وَالَّذي نَفسي لَهُ لَو صَدَقتُها
لَرَدَّدتُ تَوبيخي لَها وَمَلامَتي
فَلِلَّهِ نَفسٌ أَوطَأَتني مِنَ العَشا
حُزوناً وَلَو قَوَّمتُها لَاستَقامَتِ
وَلِلَّهِ يَومٌ أَيُّ يَومِ فَظاعَةٍ
وَأَفظَعُ مِنهُ بَعدُ يَومُ قِيامَتي
وَلِلَّهِ أَهلي إِذ حَبَوني بِحُفرَةٍ
وَهُم بِهَواني يَطلُبونَ كَرامَتي
وَلِلَّهِ دُنيا لاتَزالُ تَرُدُّني
أَباطيلُها في الجَهلِ بَعدَ استِقامَتي
وَلِلَّهِ أَصحابُ المَلاعِبِ لَو صَفَت
لَهُم لَذَّةُ الدُنيا بِهِنَّ وَدامَتِ
وَلِلَّهِ عَينٌ أَيقَنَت أَنَّ جَنَّةً
وَناراً يَقينٌ صادِقٌ ثُمَّ نامَتِ
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 06:10 PM
الخَيرُ أَفضَلُ ما لَزِمتا
وَالشَرُّ أَخبَثُ ما طَمِعتا
وَالناسُ ما سَلِموا عَلى الأَيّامِ
مِنكَ وَقَد سَلِمتا
أَمّا الزَمانُ فَواعِظٌ
وَمُبَيَّنٌ لَكَ إِن فَهِمتا
وَكَفى بِعِلمِكَ بِالأُمورِ
إِنِ انتَفَعتَ بِما عَلِمتا
أَنتَ المُهَذَّبُ إِن رَضيتَا
بِما رُزِقتَ وَما حُرِمتا
إِنَّ الأُلى طَلَبوا التُقى
يَتَيَقَّظونَ وَأَنتَ نِمتا
أَحسِن وَإِلّا لَم تُصِب
إِن أَنتَ لَم تُحسِن نَدِمتا
وَإِذا نَقِمتَ عَلى امرِئٍ
خُلُقاً فَجانِب ما نَقِمتا
وَارحَم لِرَبِّكَ خَلقَهُ
فَلَيَرحَمَنَّكَ إِن رَحِمتا
لاتَظلِمَنَّ تَكُن مِنَ الأَحزارِ
وَاعفُ إِذا ظُلِمتا
وَإِنِ اتَّقَيتَ اللَهَ في
كُلِّ الأُمورِ فَقَد غَنِمتا
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 06:11 PM
كَأَنَّكَ في أُهَيلِكَ قَد أُتيتا
وَفي الجيرانِ وَيحَكَ قَد نُعيتا
كَأَنَّكَ كُنتَ بَينَهُم غَريباً
بِكَأسِ المَوتِ صِرفاً قَد سَقيتا
أَصبَحتِ المَساكِنُ مِنكَ قَفراً
كَأَنَّكَ لَم تَكُن فيها غَنيتا
كَأَنَّكَ وَالحُتوفُ لَها سِهامٌ
مُفَوَّقَةٌ بِسَهمِكَ قَد رُميتا
وَإِنَّكَ إِذ خُلِقتَ خُلِقتَ فَرداً
إِلى أَجَلٍ تُجيبُ إِذا دُعيتا
إِلى أَجَلٍ تُعَدُّ لَكَ اللَيالي
إِذا وَفَّيتَ عِدَّتَها فَنيتا
وَكُلُّ فَتىً تُغافِصُهُ المَنايا
وَيُبليهِ الزَمانُ كَما بَليتا
فَكَم مِن موجَعٍ يَبكيكَ شَجواً
وَمَسرورِ الفُؤادِ بِما لَقيتا
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 06:13 PM
شرِب فُؤادَكَ بِغضَةَ اللَذّاتِ
وَاِذكُر حُلولَ مَنازِلِ الأَمواتِ
لا تُلهِيَنَّكَ عَن مَعادِكَ لَذَّةٌ
تَفنى وَتورِثُ دائِمَ الحَسَراتِ
إِنَّ السَعيدَ غَداً زَهيدٌ قانِعٌ
عَبدَ الإِلَهِ بِأَحسَنِ الإِخباتِ
أَقِمِ الصَلاةَ لِوَقتِها بِطُهورِها
وَمِنَ الضَلالِ تَفاوُتُ الميقاتِ
وَإِذا اِتَّسَعتَ بِرِزقِ رَبِّكَ فَاِجعَلَن
مِنهُ الأَجَلَّ لِأَوجُهِ الصَدَقاتِ
في الأَقرَبينَ وَفي الأَباعِدِ تارَةً
إِنَّ الزَكاةَ قَرينَةُ الصَلَواتِ
وَاِرعَ الجِوارَ لِأَهلِهِ مُتَبَرِّعاً
بِقَضاءِ ما طَلَبوا مِنَ الحاجاتِ
وَاِخفِض جَناحَكَ إِن رُزِقتَ تَسَلُّطاً
وَاِرغَب بِنَفسِكَ عَن هَنٍ وَهَناتِ
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 06:14 PM
أُحِبُّ مِنَ الإِخوانِ كُلَّ مُؤاتِ
وَفِيٍّ يَغُضُّ الطَرفَ عَن عَثَراتي
يُوافِقُني في كُلِّ خَيرٍ أُريدُهُ
وَيَحفَظُني حَيّاً وَبَعدَ وَفاتي
وَمَن لي بِهَذا لَيتَ أَنّي أَصَبتُهُ
فَقاسَمتُهُ مالي مِنَ الحَسَناتِ
تَصَفَّحتُ إِخواني فَكانَ أَقَلُّهُم
عَلى كَثرَةِ الإِخوانِ أَهلَ ثِقاتِ
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 06:15 PM
أَلَحَّت مُقيماتٌ عَلَينا مُلِحّاتُ
لَيالٍ وَأَيّامٌ بِنا مُستَحَثّاتُ
نَحِنُّ مِنَ الدُنيا إِلى كُلِّ لَذَّةٍ
وَلَكِنَّ آفاتِ الزَمانِ كَثيراتُ
وَكَم مِن مُلوكٍ شَيَّدوا وَتَحَصَّنوا
فَما سَبَقوا الأَيّامَ شَيئاً وَلا فاتوا
وَكَم مِن أُناسٍ قَد رَأَينا بِغِبطَةٍ
وَلَكِنَّهُم مِن بَعدِ غِبطَتِهِم ماتوا
لَقَد أَغفَلَ الأَحياءُ حَتّى كَأَنَّهُم
بِما أَغفَلوا مِن طاعَةِ اللَهِ أَمواتُ
أَلا رُبَّما غَرَّ ابنَ آدَمَ أَنَّهُ
لَهُ مُدَّةٌ تَخفى عَلَيهِ وَميقاتُ
وَكُلُّ بَني الدُنيا يُعَلِّلُ نَفسَهُ
بِمَرِّ شُهورٍ وَهيَ لِلعُمرِ آفاتُ
أَخي أَنَّ أَملاكاً تَوافَوا إِلى البِلى
وَكانَت لَهُم في مُدَّةِ العَيشِ آياتُ
أَلَم تَرَ إِذ رُصَّت عَلَيهِم جَنادِلٌ
لَهُم تَحتَها لُبثٌ طَويلٌ مُقيماتُ
دَعِ الشَرَ وَاِبغِ الخَيرَ في مُستَقَرِّهِ
فَلِلخَيرِ عاداتٌ وَلِلشَرِ عاداتُ
وَما لَكَ مِن دُنياكَ مالٌ تَعُدُّهُ
عَلى غَيرِ ما تُعيهِ مِنها وَتَقتاتُ
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 06:18 PM
إِن كُنتَ تَطمَعُ في الحَياةِ فَهاتِ
كَم مِن أَبٍ لَكَ صارَ في الأَمواتِ
ما أَقرَبَ الشَيءِ الجَديدَ مِنَ البِلى
يَوماً وَأَسرَعَ كُلَّ ما هُوَ آتِ
اللَيلُ يَعمَلُ وَالنَهارُ وَنَحنُ عَم
ما يَعمَلانِ بِأَغفَلِ الغَفلاتِ
يا ذا الَّذي اِتَّخَذَ الزَمانَ مَطِيَّةً
وَخُطا الزَمانِ كَثيرَةُ العَثَراتِ
ماذا تَقولُ وَلَيسَ عِندَكَ حُجَّةٌ
لَو قَد أَتاكَ مُنَغِّصُ اللَذّاتِ
أَو ما تَقولُ إِذا حَلَلتَ مَحَلَّةً
لَيسَ الثِقاتُ لَأَهلِها بِثِقاتِ
أَو ما تَقولُ إِذا حَلَلتَ مَحَلَّةً
لَيسَ الثِقاتُ لِأَهلِها بِثِقاتِ
أَو ما تَقولُ وَلَيسَ حُكمُكَ نافِذاً
فيما تُخَلِّفُهُ مِنَ التَرِكاتِ
ما مَن أَحَبَّ رِضاكَ عَنكَ بِخارِجٍ
حَتّى تَقَطَّعَ نَفسُهُ حَسَراتِ
زُرتَ القُبورَ قُبورَ أَهلَ المُلكِ في الدُنيا
وَأَهلِ الرَتعِ في الشَهَواتِ
كانوا مُلوكَ مَآكِلٍ وَمَشارِبٍ
وَمَلابِسٍ وَرَوائِحٍ عَطِراتِ
فَإِذا بِأَجسادٍ عَرينَ مِنَ الكِسا
وَبِأَوجِهٍ في التُربِ مُنعَفِراتِ
لَم تُبقِ مِنها الأَرضُ غَيرَ جَماجِمٍ
بيضٍ تَلوحُ وَأَعظُمٍ نَخِراتِ
إِنَّ المَقابِرَ ما عَلِمتُ لِمَنظَرٌ
يُهدي الشَجا وَيُهَيِّجُ العَبَراتِ
سُبحانَ مَن قَهرَ العِبادَ بِقُدرَةٍ
باري السُكونِ وَناشِرِ
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 06:19 PM
مَن يَعِش يَكبَر وَمَن يَكبَر يَمُت
وَالمَنايا لا تُبالي ما أَتَت
كَم وَكَم قَد دَرَجَت مِن قَبلِنا
مِن قُرونٍ وَقُرونٍ قَد مَضَت
أَيُّها المَغرورُ ما هَذا الصِبا
لَو نَهَيتَ النَفسَ عَنهُ لَاِنتَهَت
أَنَسيتَ المَوتَ جَهلاً وَالبِلى
فَسَلَت نَفسُكَ عَنهُ وَلَهَت
نَحنُ في دارِ بَلاءٍ وَأَذىً
وَشَقاءٍ وَعَناءٍ وَعَنَت
مَنزِلٌ ما يَثبُتُ المَرءُ بِهِ
سالِماً إِلّا قَليلاً إِن ثَبَت
بَينَما الإِنسانُ في الدُنيا لَهُ
حَرَكاتٌ مُسرِعاتٌ إِذ خَفَت
أَبَتِ الدُنيا عَلى سُكّانِها
في البِلى وَالنَقصِ إِلّا ما أَتَت
إِنَّما الدُنيا مَتاعُ بُلغَةٍ
كَيفَما زَجَّيتَ في الدُنيا زَجَت
رَحِمَ اللَهُ امرَأً أَنصَفَ مِن
نَفسِهِ إِذ قالَ خَيراً أَو صَمَت
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 06:20 PM
نَسيتُ المَوتَ فيما قَد نَسيتُ
كَأَنّي لا أَرى أَحَداً يَموتُ
أَلَيسَ المَوتُ غايَةَ كُلِّ حَيٍّ
فَما لي لا أُبادِرُ ما يَفوتُ
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 06:24 PM
كَأَنَّني بِالدِيارِ قَد خَرِبَت
وَبِالدُموعِ الغِزارِ قَد سُكِبَت
فَضَحتِ لا بَل جَرَحتِ وَاِجتَحتِ يا
دُنيا رِجالاً عَلَيكِ قَد كَلِبَت
المَوتُ حَقٌّ وَالدارُ فانِيَةٌ
وَكُلُّ نَفسٍ تُجزى بِما كَسَبَت
يا لَكَ مِن جيفَةٍ مُعَفَّنَةٍ
أَيُّ اِمتِناعٍ لَها إِذا طُلِبَت
ظَلَّت عَلَيها الغُواةُ عاكِفَةً
وَما تُبالي الغُواةُ ما رَكِبَت
هِيَ الَّتي لَم تَزَل مُنَغَّصَةً
لادَرَّ دَرُّ الدُنيا إِذا اِحتُلِبَت
وَالناسُ في غَفلَةٍ وَقَد حَلَّتِ الآجالُ
في وَقتِها وَقَد قَرُبَت
ما كُلُّ ذي حاجَةٍ بِمُدرِكِها
كَم مِن يَدٍ لاتَنالُ ماطَلَبَت
في اناسِ مَن تَسهُلُ المَطالِبُ أَحياناً
عَلَيهِ وَرُبَّما صَعُبَت
وَشِرَّةُ النَفسِ رُبَّما جَمَحَت
وَشَهوَةُ النَفسِ رُبَّما غَلَبَت
مَن لَم يَسَعهُ الكَفافُ مُقتَنِعاً
ضاقَت عَلَيهِ الدُنيا بِما رَحُبَت
وَبَينَما المَرءُ تَستَقيمُ لَهُ الدُنيا
عَلى ما اِشتَهى إِذِ اِنقَلَبَت
ما كَذَّبَتني عَينٌ رَأَيتُ بِها
الأَمواتَ وَالعَينُ رُبَّما كَذَبَت
وَأَيُّ عَيشٍ وَالعَيشُ مُنقَطِعٌ
وَأَيُّ طَعمٍ لِلَذَّةٍ ذَهَبَت
وَيحَ عُقولِ المُستَعصِمينَ بِدارِ
الذُلِّ في أَيِّ مَنشَبٍ نَشِبَت
مَن يَبرِمُ الإِنتِقاضَ مِنها وَمَن
يُخمِدُ نيرانَها إِذا اِلتَهَبَت
وَمَن يُعَزّيهِ مِن مَصائِبِها
وَمَن يُقيلُ الدُنيا إِذا نَكَبَت
يا رُبَّ عَينٍ لِلشَرِّ جالِبَةٍ
فَتِلكَ عَينٌ تَشقى بِما جَلَبَت
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 06:25 PM
لِمَ لا نُبادِرُ ما نَراهُ يَفوتُ
إِذ نَحنُ نَعلَمُ أَنَّنا سَنَموتُ
مَن لَم يُوالِ اللَهَ وَالرُسُلَ الَّتي
نَصَحَت لَهُ فَوَلِيُّهُ الطاغوتُ
عُلَماؤُنا مِنّا يَرونَ عَجائِباً
وَهُمُ عَلى ما يُبصِرونَ سُكوتُ
تَفنيهُمُ الدُنيا بِوَشكِ زَوالِها
فَجَميعُهُم بِغُرورِها مَبهوتُ
وَبِحَسبِ مَن يَسمو إِلى الشَهَواتِ ما
يَكفيهِ مِن شَهَواتِهِ وَيَقوتُ
يا بَرزَخَ المَوتى الَّذي نَزَلوا بِهِ
فَهُمُ رُقودٌ في ثَراهُ خُفوتُ
كَم فيكَ مِمَّن كانَ يوصَلُ حَبلُهُ
قَد صارَ بَعدُ وَحَبلُهُ مَبتوتُ
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 06:26 PM
اِصبِر عَلى نُوَبِ الزَمانِ
وَرَيبِهِ وَتَقَلُّبِه
لاتَجزَعَنَّ فَمَن تَعَتتَبَ
دامَ وَصلُ تَعَتُّبِه
شَرَفُ الفَتى طَلَبُ الكَفافِ
بِعِفَّةٍ في مَكسَبِه
يَرضى بِقَسمٍ مَليكِهِ
مُتَجَمِّلاً في مَطلَبِه
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 06:27 PM
إِيّاكَ وَالبَغيَ وَالبُهتانَ وَالغيبَة
وَالشَكَّ وَالشِركَ وَالطُغيانَ وَالريبَه
ما زادَكَ السِنُّ مِن مِثقالِ خَردَلَةٍ
إِلّا تَقَرَّبَ مِنكَ المَوتُ تَقريبَه
فَما بَقاؤكَ وَالأَيّامُ مُسرِعَةٌ
تَصعيدَةً فيكَ أَحياناً وَتَصويبَه
وَإِنَّ لِلدَهرِ لَو يُحصى تَقَلُّبُهُ
في كُلِّ طَرفَةِ عَينٍ مِنكَ تَقليبَه
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 06:29 PM
دارٌ بُليتُ بِحُبِّها
خَوّانَةٌ لِمُحِبِّها
كُلٌّ مُعَنّى مُبتَلىً
بِعَطائِها وَبِسَلبِها
وَبِخَلبِها وَغُرورِها
وَبِبُعدِها وَبِقُربِها
وَبِحَمدِها وَبِذَمِّها
وَبِحُبِّها وَبِسَبِّها
إِن لَم تُعَن بِقَناعَةٍ
ضاقَت عَلَيكَ بِرُحبِها
ما تَنقَضي لَكَ لَذَّةٌ
إِلّا بِرَوعَةِ خَطبِها
إِن أَقبَلَت بِغَضارَةٍ
سَحَّ النَعِيُّ بِجَنبِها
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 06:31 PM
عَجِبتُ لِلنارِ نامَ راهِبُها
وَجَنَّةِ الخُلدِ نامَ راغِبُها
عَجِبتُ لِلجَنَّةِ الَّتي شَوَّقَ اللاهُ
إِلَيها إِذ نامَ طالِبُها
إِنّا لَفي ظُلمَةٍ مِنَ الحُبِّ لِلدُنيا
وَأَهلُ التُقى كَواكِبُها
مَن لَم تَسَعهُ الدُنيا لِبُلغَتِهِ
ضاقَت عَلى نَفسِهِ مَذاهِبُها
مَن سامَحَ الحادِثاتِ ذَلَّت لَهُ الأَرضُ
وَلانَت لَهُ مَناكِبُها
وَالمَرءُ ما دامَ في الحَياةِ فَلا
يَنفَكُّ مِن حاجَةٍ يُطالِبُها
يا عَجَباً لِلدُنيا كَذا خُلِقَت
مادِحُها صادِقٌ وَعائِبُها
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 06:33 PM
كُلٌّ إِلى الرَحمَنِ مُنقَلَبُه
وَالخَلقُ مالا يَنقَضي عَجَبُه
سُبحانَ مَن جَلَّ اِسمُهُ وَعَلا
وَدَنا وَوارَت عَينَهُ حُجُبُه
وَلَرُبَّ غادِيَةٍ وَرائِحَةٍ
لَم يُنجِ مِنها هارِباً هَرَبُه
وَلَرُبَّ ذي نَشَبٍ تَكَنَّفَهُ
حُبُّ الحَياةِ وَغَرَّهُ نَشَبُه
قَد صارَ مِمّا كانَ يَملِكُهُ
صِفراً وَصارَ لِغَيرِهِ سَلَبُه
يا صاحِبَ الدُنيا المُحِبَ لَها
أَنتَ الَّذي لا يَنقَضي تَعَبُه
أَصلَحتَ داراً هَمُّها أَشِبٌّ
جَمُّ الفُروعِ كَثيرَةٌ شَعَبُه
إِنَّ اِستَهانَتَها بِمَن صَرَعَت
لَبِقَدرِ مَن تَسمو بِهِ رُتَبُه
وَإِنِ اِستَوَت لِلنَملِ أَجنِحَةٌ
حَتّى يَطيرَ فَقَد دَنا عَطَبُه
إِنّي حَلَبتُ الدَهرَ أَشطُرَهُ
فَرَأَيتُهُ لَم يَصفُ لي حَلَبُه
فَتَوَقَّ دَهرَكَ ما اِستَطَعتَ وَلا
تَغرُركَ فِضَّتُهُ وَلا ذَهَبُه
كَرَمُ الفَتى التَقوى وَقُرَّتُهُ
مَحضُ اليَقينِ وَدينُهُ حَسَبُه
حِلمُ الفَتى مِمّا يُزَيِّنُهُ
وَتَمامُ حِليَةِ فَضلِهِ أَدَبُه
وَالأَرضُ طَيِّبَةٌ وَكُلُّ بَني
حَوّاءَ فيها واحِدٌ نَسَبُه
إيتِ الأُمورَ وَأَنتَ تُبصِرُها
لاتَأتِ مالَم تَدرِ ماسَبَبُه
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 06:34 PM
نُنافِسُ في الدُنيا وَنَحنُ نَعيبُها
لَقَد حَذَّرَتناها لَعَمري خُطوبُها
وَما نَحسَبُ الصاعاتِ تُقطَعُ مُدَّةً
عَلى أَنَّها فينا سَريعٌ دَبيبُها
وَإِنّي لَمِمَّن يَكرَهُ المَوتَ وَالبِلى
وَيُعجِبُني رَوحُ الحَياةِ وَطيبُها
فَحَتّى مَتى حَتّى مَتى وَإِلى مَتى
يَدومُ طُلوعُ الشَمسِ ثُمَّ غُروبُها
أَيا هادِمَ اللَذاتِ ما مِنكَ مَهرَبٌ
تُحاذِرُ نَفسي مِنكَ ماسَيُصيبُها
كَأَنّي بِرَهطي يَحمِلونَ جَنازَتي
إِلى حُفرَةٍ يُحثى عَلَيَّ كَثيبُها
فَكَم ثَمَّ مِن مُستَرجِعٍ مُتَوَجِّعٍ
وَباكِيَةٍ يَعلو عَلَيَّ نَحيبُها
وَداعِيَةٍ حَرّى تُنادي وَإِنَّني
لَفي غَفلَةٍ عَن صَوتِها ما أُجيبُها
رَأَيتُ المَنايا قُسِّمَت بَينَ أَنفُسٍ
وَنَفسي سَيَأتي بَعدَهُنَّ نَصيبُها
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 06:36 PM
المَرءُ يَطلُبُ وَالمَنِيَّةُ تَطلُبُه
وَيَدُ الزَمانِ تُديرُهُ وَتُقَلِّبُه
لَيسَ الحَريصُ بِزائِدٍ في رِزقِهِ
اللَهُ يَقسِمُهُ لَهُ وَيُسَبِّبُه
لا تَغضَبَنَّ عَلى الزَمانِ فَإِنَّ مَن
يُرضي الزَمانُ أَقَلُّ مِمَّن يُغضِبُه
أَيُّ اِمرِئٍ إِلّا عَلَيهِ مِنَ البِلى
في كُلِّ ناحِيَةٍ رَقيبٌ يَرقَبُه
المَوتُ حَوضٌ لا مَحالَةَ دونَهُ
مُرٌّ مَذاقَتُهُ كَريهٌ مَشرَبُه
وَتَرى الفَتى سَلِسَ الحَديثِ بِذِكرِهِ
وَسطَ النَدِيِّ كَأَنَّهُ لا يَرهَبُه
وَأَسَرُّ ما يُلقى الفَتى في نَفسِهِ
يَبتَزُّهُ نابُ الزَمانِ وَمَخلَبُه
وَلَرُبُّ مُلهِيَةٍ لِصاحِبِ لَذَّةٍ
أَلفَيتُها تَبكي عَلَيهِ وَتَندُبُه
مَن كانَتِ الدُنيا مِنَ كبَرِ هَمِّهِ
نَصَبَت لَهُ مِن حُبِّها ما يُتعِبُه
فَاِصبِر عَلى الدُنيا وَطولِ غُمومِها
ماكُلُّ مَن فيها يَرى مايُعجِبُه
ما زالَتِ الأَيّامُ تَلعَبُ بِالفَتى
طَوراً تُخَوِّلُهُ وَطَوراً تَسلُبُه
مَن لَم يَزَل مُتَعَجِّباً مِن كُلِّ ما
تَأتي بِهِ الأَيّامُ طالَ تَعَجُّبُه
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 06:39 PM
أَينَ المَفَرُّ مِنَ القَضاءِ
مُشَرِّقاً وَمُغَرِّبا
اِنظُر تَرى لَكَ مَذهَباً
أَو مَلجَأً أَو مَهرَبا
سَلِّم لِأَمرِ اللَهِ وَأَرضَ
بِهِ وَكُن مُتَرَقِّبا
وَلَقَلَّ ما تَنفَكُّ مِن
حَدَثٍ يَجيءُ لِيَذهَبا
وَكَذاكَ لَم يَزَلِ الزَمانُ
بِأَهلِهِ مُتَقَلِّبا
يَزدادُ مِن حَذَرِ المَنِييَةِ
بِالفَرارِ تَقَرُّبا
فَلَقَد نَعاكَ الشيبُ يَومَ
رَأَيتَ رَأسَكَ أَشيَبا
ذَهَبَ الشَبابُ بِلَهوِهِ
وَأَتى المَشيبُ مُؤَدِّبا
وَكَفاكَ ماجَرَّبتَهُ
حَسبُ امرِئٍ ماجَرَّبا
يُمسي وَيُصبِحُ طالِبُ
الدُنيا مُعَنّى مُتعَبا
يَبني الخَرابَ وَإِنَّما
يُبنى الخَرابُ لِيَخرَبا
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 06:41 PM
لَهفي عَلى وُرقِ الشَباب
وَغُصونِهِ الخُضرِ الرِطاب
ذَهَبَ الشَبابُ وَبانَ عَني
غَيرَ مُنتَظَرِ الإِياب
فَلَأَبكِيَنَّ عَلى الشَبابِ
وَطيبِ أَيّامِ التَصاب
وَلَأَبكِيَنَّ مِنَ البِلى
وَلَأَبكِيَنَّ مِنَ الخِضاب
إِنّي لَآمُلُ أَن أُخَلى
وَالمَنِيَّةُ في طِلاب
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 06:43 PM
مَن لَم يَعِظهُ التَجريبُ وَالأَدَبُ
لَم يَثنِهِ شَيبُهُ وَلا الحِقَبُ
يا أَيُّها المُبتَلى بِهِمَّتِهِ
أَلَم تَرَ الدَهرَ كَيفَ يَنقَلِبُ
مِن أَيِّ خَلقِ الإِلَهِ يَعجَبُ مَن
يَعجَبُ وَالخَلقُ كُلُّهُ عَجَبُ
وَبِالرِضى وَالتَسليمِ يَنقَطِعُ الهَمُّ
وَبِالكُفرِ يَكثُرُ العَطَبُ
وَعِندَ حُسنِ التَقديرِ يَستَحكِمُ
الجَدُّ وَيَنبَتُّ اللَهوُ وَاللَعِبُ
وَفي جَميلِ القُنوعِ يَنخَفِضُ
العَيشُ وَبِالحِرصِ يَعظُمُ التَعَبُ
إِنَّ الغِنى في النُفوسِ وَالعِزُّ
تَقوى اللَهِ لا فِضَّةٌ وَلا ذَهَبُ
وَحادِثاتُ الأَقدارِ تَجري وَما
تَجري بِشَيءٍ إِلّا لَهُ سَبَبُ
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 07:12 PM
سُبحانَ عَلّامِ الغُيوبِ
عَجَباً لِتَصريفِ الخُطوبِ
تَعرو فُروعَ الآمِنينَ
وَتَجتَني ثَمَرَ القُلوبِ
حَتّى مَتى يا نَفسُ تَغ
تَرّينَ بِالأَمَلِ الكَذوبِ
يانَفسُ توبي قَبلَ أَن لا
تَستَطيعي أَن تَتوبي
وَاستَغفِري لِذُنوبِكِ الرَحمَنَ
غَفّارَ الذُنوبِ
أَمّا الحَوادِثُ فَالرِياحُ
بِهِنَّ دائِمَةُ الهُبوبِ
وَالمَوتُ خَلقٌ واحِدٌ
وَالخَلقُ مُختَلِفُ الضُروبِ
وَالسَعيُ في طَلَبِ التُقى
مِن خَيرِ مُكتَسَبِ الكَسوبِ
وَلَقَلَّ ما يَنجو الفَتى
المَحمودُ مِن لَطخِ العُيوبِ
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 07:13 PM
مِن تُرابٍ خُلِقتَ لا شَكَّ فيهِ
وَغَداً أَنتَ صائِرٌ لِلتُرابِ
كَيفَ تَلهو وَأَنتَ مِن حَمَأِ الطينِ
وَتَمشي وَأَنتَ ذو إِعجابِ
فَخَفِ اللَهَ وَاِترُكِ الزَهوَ وَاِذكُر
مَوقِفَ الخاطِئينَ يَومَ الحِسابِ
وَسَلِ اللَهِ زُلفَةً وَاِعتِصاماً
وَخَلاصاً مِن مُؤلِماتِ العِقابِ
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 07:15 PM
كَم لِلحَوادِثِ مِن صُروفِ عَجائِبِ
وَنَوائِبٍ مَوصولَةٍ بِنَوائِبِ
وَلَقَد تَفاوَتَ مِن شَبابِكَ وَاِنقَضى
مالَستَ تُبصِرُهُ إِلَيكَ بِآيِبِ
تَبغي مِنَ الدُنيا الكَثيرَ وَإِنَّما
يَكفيكَ مِنها مِثلُ زادِ الراكِبِ
لايُعجِبَنَّكَ ماتَرى فَكَأَنَهُ
قَد زالَ عَنكَ زَوالَ أَمسِ الذاهِبِ
أَصبَحتَ في أَسلابِ قَومٍ قَد مَضَوا
وَرِثوا التَسالُبَ سالِباً عَن سالِبِ
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 07:17 PM
سُبحانَ مَن يُعطي بَغَيرِ حِسابِ
مَلِكِ المُلوكِ وَوارِثِ الأَربابِ
وَمُدَبِّرِ الدُنيا وَجاعِلِ لَيلَها
سَكَناً وَمَنزِلِ غَيثِ كُلِّ سَحابِ
يانَفسُ لاتَتَعَرَّضي لِعَطِيَّةٍ
إِلّا عَطِيَّةَ رَبِّكَ الوَهّابِ
يانَفسُ هَلّا تَعمَلينَ فَإِنَّنا
في دارِ مُعتَمَلٍ لِدارِ ثَوابِ
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 07:18 PM
تَبارَكَ رَبٌّ لايَزالُ وَلَم يَزَل
عَظيمَ العَطايا رازِقاً دائِمَ السَيبِ
لَهِجتُ بِدارِ المَوتِ مُستَحسِناً لَها
وَحَسبي لِدارِ المَوتِ بِالمَوتِ مِن عَيبِ
لِيَخلُ امرُؤٌ دونَ الثِقاتِ بِنَفسِهِ
فَما كُلُّ مَوثوقٍ بِهِ ناصِحُ الجَيبِ
لَعَمرُكَ ما عَينٌ مِنَ المَوتِ في عَمىً
وَما عَقلُ ذي عَقلٍ مِنَ البَعثِ في رَيبِ
وَما زالَتِ الدُنيا تُري الناسَ ظاهِراً
لَها شاهِدٌ مِنهُ يَدُلُّ عَلى غَيبِ
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 07:21 PM
طالَما اِحلَولى مَعاشي وَطابا
طالَما سَحَّبتُ خَلفي الثِيابا
طالَما طاوَعتُ جَهلي وَلَهوي
طالَما نازَعتُ صَحبي الشَرابا
طالَما كُنتُ أُحِبُّ التَصابي
فَرَماني سَهمُهُ وَأَصابا
أَيُّها الباني قُصوراً طِوالاً
أَينَ تَبغي هَل تُريدُ السَحابا
إِنَّما أَنتَ بِوادي المَنايا
إِن رَماكَ المَوتُ فيهِ أَصابا
أَيُّها الباني لِهَدمِ اللَيالي
إِبنِ ما شِئتَ سَتَلقى خَرابا
أَأَمِنتَ المَوتَ وَالمَوتُ يَأبى
بِكَ وَالأَيّامُ إِلّا انقِلابا
هَل تَرى الدُنيا بِعَينَي بَصيرٍ
إِنَّما الدُنيا تُحاكي السَرابا
إِنَّما الدُنيا كَفَيءٍ تَوَلّى
أَو كَما عايَنتَ فيهِ الضَبابا
نارُ هَذا المَوتِ في الناسِ طُرّاً
كُلَّ يَومٍ قَد تَزيدُ التِهابا
إِنَّما الدُنيا بَلاءٌ وَكَدٌّ
وَاكتِئابٌ قَد يَسوقُ اِكتِئابا
ما استَطابَ العَيشَ فيها حَليمٌ
لا وَلا دامَ لَهُ ما اِستَطابا
أَيُّها المَرءُ الَّذي قَد أَبى أَن
يَهجُرَ اللَهوَ بِها وَالشَبابا
وَبَنى فيها قُصوراً وَدوراً
وَبَنى بَعدَ القِبابِ القِبابا
وَرَأى كُلَّ قَبيحٍ جَميلاً
وَأَبى لِلغَيِّ إِلّا ارتِكابا
أَنتَ في دارٍ تَرى المَوتَ فيها
مُستَشيطاً قَد أَذَلَّ الرِقابا
أَبَتِ الدُنيا عَلى كُلِّ حَيٍّ
آخِرَ الأَيّامِ إِلّا ذَهابا
إِنَّما تَنفي الحَياةَ المَنايا
مِثلَما يَنفي المَشيبُ الشَبابا
ما أَرى الدُنيا عَلى كُلِّ حَيٍّ
نالَها إِلّا أَذىً وَعَذابا
بَينَما الإِنسانُ حَيٌّ قَويٌّ
إِذ دَعاهُ يَومُهُ فَأَجابا
غَيرَ أَنَّ المَوتَ شَيءٌ جَليلٌ
يَترُكُ الدورَ يَباباً خَرابا
أَيُّ عَيشٍ دامَ فيها لِحَيٍّ
أَيُّ حَيٍّ ماتَ فيها فَآبا
أَيُّ مُلكٍ كانَ فيها لِقَومٍ
قَبلَنا لَم يُسلَبوهُ استِلابا
إِنَّما داعي المَنايا يُنادي
إِحمِلوا الزادَ وَشُدّوا الرِكابا
جَعَلَ الرَحمَنُ بَينَ المَنايا
أَنفُسَ الخَلقِ جَميعاً نِهابا
لَيتَ شِعري عَن لِساني أَيَقوى
يَومَ عَرضي أَن يَرُدَّ الجَوابا
لَيتَ شِعري بِيَمينِيَ أُعطى
أَم شِمالي عِندَ ذاكَ الكِتابا
سامِحِ الناسَ فَإِنّي أَراهُم
أَصبَحوا إِلّا قَليلاً ذِئابا
أَفشِ مَعروفَكَ فيهِم وَأَكثِر
ثُمَّ لاتَبغِ عَلَيهِ ثَوابا
وَسَلِ اللَهَ إِذا خِفتَ فَقراً
فَهوَ يُعطيكَ العَطايا الرِغابا
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 07:23 PM
أَنَلهو وَأَيّامُنا تَذهَبُ
وَنَلعَبُ وَالمَوتُ لايَلعَبُ
عَجِبتُ لِذي لَعِبٍ قَد لَها
عَجِبتُ وَمالِيَ لا أَعجَبُ
أَيَلهو وَيَلعَبُ مَن نَفسُهُ
تَموتُ وَمَنزِلُهُ يَخرَبُ
نَرى كُلَّ ما ساءَنا دائِباً
عَلى كُلِّ ما سَرَّنا يَغلِبُ
نَرى الخَلقَ في طَبَقاتِ البِلى
إِذا ما هُمُ صَعَّدوا صَوَّبوا
تَرى اللَيلَ يَطلُبُنا وَالنَهارَ
وَلَم نَدرِ أَيُّهُما أَطلَبُ
أَحاطَ الجَديدانِ جَمعاً بِنا
فَلَيسَ لَنا عَنهُما مَهرَبُ
وَكُلٌّ لَهُ مُدَّةٌ تَنقَضي
وَكُلٌّ لَهُ أَثَرٌ يُكتَبُ
إِلى كَم تُدافِعُ نَهيَ المَشيبِ
يا أَيُّها اللاعِبُ الأَشيَبُ
وَما زِلتَ تَجري بِكَ الحادِثاتُ
فَتَسلَمُ مِنهُنَّ أَو تُنكَبُ
سَتُعطى وَتُسلَبُ حَتّى تَكونَ
نَفسُكَ آخِرَ مايُسلَبُ
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 07:25 PM
طَلَبتُكِ يا دُنيا فَأَعذَرتُ في الطَلَب
فَما نِلتُ إِلّا الهَمَّ وَالغَمَّ وَالنَصَب
فَلَمّا بَدا لي أَنَّني لَستُ واصِلاً
إِلى لَذَّةٍ إِلّا بِأَضعافِها تَعَب
وَأَسرَعتُ في ديني وَلَم أَقضِ بُغيَتي
هَرَبتُ بِديني مِنكِ إِن نَفَعَ الهَرَب
تَخَلَّيتُ مِمّا فيكِ جُهدي وَطاقَتي
كَما يَتَخَلّى القَومُ مِن عَرَّةِ الجَرَب
فَما تَمَّ لي يَوماً إِلى اللَيلِ مَنظَرٌ
أُسَرُّ بِهِ لَم يَعتَرِض دونَهُ شَغَب
وَإِنّي لَمِمَّن خَيَّبَ اللَهُ سَعيَهُ
إِذا كُنتُ أَرعى لَقحَةً مُرَّةَ الحَلَب
أَرى لَكَ أَن لا تَستَطيبَ لِخِلَّةٍ
كَأَنَّكَ فيها قَد أَمِنتَ مِنَ العَطَب
أَلَم تَرَها دارَ افتِراقٍ وَفَجعَةٍ
إِذا ذَهَبَ الإِنسانُ فيها فَقَد ذَهَب
أُقَلِّبُ طَرفي مَرَّةً بَعدَ مَرَّةٍ
لِأَعلَمَ مافي النَفسِ وَالقَلبُ يَنقَلِب
وَسَربَلتُ أَخلاقي قُنوعاً وَعِفَّةً
فَعِندي بِأَخلاقي كُنوزٌ مِنَ الذَهَب
فَلَم أَرَ خُلقاً كَالقُنوعِ لِأَهلِهِ
وَأَن يُجمِلَ الإِنسانُ ماعاشَ في الطَلَب
وَلَم أَرَ فَضلاً تَمَّ إِلّا بِشيمَةٍ
وَلَم أَرَ عَقلاً صَحَّ إِلّا عَلى أَدَب
وَلَم أَرَ في الأَعداءِ حينَ خَبَرتُهُم
عَدُوّاً لِعَقلِ المَرءِ أَعدى مِنَ الغَضَب
وَلَم أَرَ بَينَ اليُسرِ وَالعُسرِ خُلطَةً
وَلَم أَرَ بَينَ الحَيِّ وَالمَيتِ مِن سَبَب
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 07:27 PM
ما لِلمَقابِرِ لا تُجيبُ
إِذا دَعاهُنَّ الكَئيبُ
حُفَرٌ مُسَتَّرَةٌ عَلَي
هِنَّ الجَنادِلُ وَالكَئيبُ
فيهِنَّ وِلدانٌ وَأَطفالٌ
وَشُبّانٌ وَشيبُ
كَم مِن حَبيبٍ لَم تَكُن
نَفسي بِفُرقَتِهِ تَطيبُ
غادَرتُهُ في بَعضِهِننَ
مُجَدَّلاً وَهُوَ الحَبيبُ
وَسَلَوتُ عَنهُ وَإِنَّما
عَهدي بِرُؤيَتِهِ قَريبُ
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 07:27 PM
لِدوا لِلمَوتِ وَاِبنوا لِلخَرابِ
فَكُلُّكُمُ يَصيرُ إِلى ذَهابِ
لِمَن نَبني وَنَحنُ إِلى تُرابٍ
نَصيرُ كَما خُلِقنا مِن تُرابِ
أَلا يامَوتُ لَم أَرَ مِنكَ بُدّاً
أَبيتَ فَلا تَحيفُ وَلا تُحابي
كَأَنَّكَ قَد هَجَمتَ عَلى مَشيبي
كَما هَجَمَ المَشيبُ عَلى شَبابي
وَيا دُنيايَ مالي لا أَراني
أَسومُكِ مَنزِلاً إِلّا نَبابي
أَلا وَأَراكَ تَبذُلُ يازَماني
لي الدُنيا وَتَسرِعُ بِاِستِلابي
وَإِنَّكَ يازَمانُ لَذو صُروفٍ
وَإِنَّكَ يازَمانُ لَذو اِنقِلابِ
وَمالي لَستُ أَحلُبُ مِنكَ شَطراً
فَأَحمَدَ غِبَّ عاقِبَةِ الحِلابِ
وَمالي لا أُلِحُّ عَلَيكَ إِلّا
بَعَثتَ الهَمَّ لي مِن كُلِّ بابِ
أَراكَ وَإِن طُلِبتَ بِكُلِّ وَجهٍ
كَحُلمِ النَومِ أَو ظِلَّ السَحابِ
أَوِ الأَمسِ الَّذي وَلّى ذَهاباً
فَلَيسَ يَعودُ أَو لَمعِ السَرابِ
وَهَذا الخَلقُ مِنكَ عَلى وَفازٍ
وَأَرجُلُهُم جَميعاً في الرِكابِ
وَمَوعِدُ كُلِّ ذي عَمَلٍ وَسَعيٍ
بِما أَسدى غَداً دارُ الثَوابِ
تَقَلَّدتُ العِظامَ مِنَ الخَطايا
كَأَنّي قَد أَمِنتُ مِنَ العِقابِ
وَمَهما دَمتُ في الدُنيا حَريصاً
فَإِنّي لا أُوَفَّقُ لِلصَوابِ
سَأَسأَلُ عَن أُمورٍ كُنتُ فيها
فَما عُذري هُناكَ وَما جَوابي
بِأَيَّةِ حُجَّةٍ أَحتَجُّ يَومَ الحِسابِ
إِذا دُعيتُ إِلى الحِسابِ
هُما أَمرانِ يوضِحُ عَنهُما لي
كِتابي حينَ أَنظُرُ في كِتابي
فَإِمّا أَن أُخَلَّدَ في نَعيمٍ
وَإِمّا أَن أُخَلَّدَ في عَذابِ
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 07:28 PM
بَكيتُ عَلى الشَبابِ بِدَمعِ عَيني
فَلَم يُغنِ البُكاءُ وَلا النَحيبُ
فَيا أَسَفا أَسِفتُ عَلى شَبابِ
نَعاهُ الشَيبُ وَالرَأسُ الخَضيبُ
عَريتُ مِنَ الشَبابِ وَكانَ غَضّاً
كَما يَعرى مِنَ الوَرَقِ القَضيبُ
فَيا لَيتَ الشَبابَ يَعودُ يَوماً
فَأُخبِرُهُ بِما صَنَعَ المَشيبُ
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 07:28 PM
يانَفسُ أَينَ أَبي وَأَينَ أَبو أَبي
وَأَبوهُ عُدّي لا أَبا لَكِ وَاِحسُبي
عُدّي فَإِنّي قَد نَظَرتُ فَلَم أَجِد
بَيني وَبَينَ أَبيكِ حَيّاً مِن أَبِ
أَفَأَنتِ تَرجينَ السَلامَةَ بَعدَهُم
مَهلاً هُديتِ لِسَمتِ وَجهِ المَطلَبِ
قَد ماتَ ما بَينَ الجَنينِ إِلى الرَضيعِ
إِلى الفَطيمِ إِلى الكَبيرِ الأَشيَبِ
فَإِلى مَتى هَذا أَراني لاعِباً
وَأَرى المَنونَ إِذا أَتَت لَم تَلعَبِ
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 07:29 PM
لَقَد لَعِبتُ وَجَدَّ المَوتُ في طَلَبي
وَإِنَّ في المَوتِ لي شُغلاً عَنِ اللَعِبِ
لَو شَمَّرَت فِكرَتي فيما شُلِقتُ لَهُ
ما اِشتَدَّ حِرصي عَلى الدُنيا وَلا طَلَبي
سُبحانَ مَن لَيسَ مِن شَيءٍ يُعادِلُهُ
إِنَّ الحَريصَ عَلى الدُنيا لَفي تَعَبِ
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 07:30 PM
يارُبَّ رِزقٍ قَد أَتى مِن سَبَب
لَو سَلَّمَ العَبدُ إِلَيهِ الطَلَب
وَرُبَّ مَن قَد جاءَهُ رِزقُهُ
مِن حَيثُ لايَرجو وَلايَحتَسِب
ما أَنفَعَ العَقلَ لِأَصحابِهِ
نَتيجَةُ العَقلِ تَمامُ الأَدَب
إِنّي أَرى المَغرورَ مَن غَرَّهُ ال
دَهرُ عَلى كَثرَةِ ما يَنقَلِب
مايَستَقيمُ الأَمرُ إِلّا التَوى
وَلا يَجيءُ الشَيءُ إِلّا ذَهَب
وَالدَهرُ لا تَفنى أَعاجيبُهُ
في كُلِّ ما فَكَّرتَ فيهِ عَجَب
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 07:30 PM
سُبحانَ رَبِّكَ ما أَراكَ تَتوبُ
وَالرَأسُ مِنكَ بِشَيبِهِ مَخضوبُ
سُبحانَ رَبِّكَ ذي الجَلالِ أَما تَرى
نُوَبَ الزَمانِ عَلَيكَ كَيفَ تَنوبُ
سُبحانَ رَبِّكَ كَيفَ يَغلِبُكَ الهَوى
سُبحانَهُ إِنَّ الهَوى لَغَلوبُ
سُبحانَ رَبِّكَ ما تَزالُ وَفيكَ عَن
إِصلاحِ نَفسِكَ فَترَةٌ وَنُكوبُ
سُبحانَ رَبِّكَ كَيفَ يَلتَذُّ اِمرُؤٌ
بِالعَيشِ وَهوَ بِنَفسِهِ مَطلوبُ
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 07:31 PM
قَد سَمِعنا الوَعظَ لَويَنفَعُنا
وَقَرَأنا جُلَّ آياتِ الكُتُب
كُلُّ نَفسٍ سَتُوَفّى سَعيَها
وَلَها ميقاتُ يَومٍ قَد وَجَب
جَفَّتِ الأَقلامُ مِن قَبلُ بِما
خَتَمَ اللَهُ عَلَينا وَكَتَب
كَم رَأَينا مِن مُلوكٍ سادَةٍ
رَجَعَ الدَهرُ عَلَيهِم فَاِنقَلَب
وَعَبيدٍ خُوِّلوا ساداتِهِم
فَاِستَقَرَّ المُلكُ فيهِم وَرَسَب
لاتَقولَنَّ لِشَيءٍ قَد مَضى
لَيتَهُ لَم يَكُ بِالأَمسِ ذَهَب
وَاِسعَ لِليَومِ وَدَع هَمَّ غَدٍ
كُلُّ يَومٍ لَكَ فيهِ مُضطَرَب
يَهرُبُ المَرءُ مِنَ المَوتِ وَهَل
يَنفَعُ المَرءَ مِنَ المَوتِ الهَرَب
كُلُّ نَفسٍ سَتُقاسي مَرَّةً
كُرَبَ المَوتِ فَلِلمَوتِ كُرَب
أَيُّها الناسِ ماحَلَّ بِكُم
عَجَباً مِن سَهوِكُم كُلَّ العَجَب
أَسَقامٌ ثُمَّ مَوتٌ نازِلٌ
ثُمَّ قَبرٌ وَنُشورٌ وَجَلَب
وَحِسابٌ وَكِتابٌ حافِظٌ
وَمَوازينُ وَنارٌ تَلتَهِب
وَصِراطٌ مَن يَزُل عَن حَدِّهِ
فَإِلى خِزيٍ طَويلٍ وَنَصَب
حَسبِيَ اللَهُ إِلَهاً واحِداً
لا لَعَمرُ اللَهِ ماذا بِلَعِب
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 07:31 PM
إِنَّ الفَناءَ مِنَ البَقاءِ قَريبُ
إِنَّ الزَمانَ إِذا رَمى لَمُصيبُ
إِنَّ الزَمانَ لِأَهلِهِ لَمُؤَدَّبٌ
لَو كانَ يَنفَعُ فيهِمُ التَأديبُ
صِفَةُ الزَمانِ حَكيمَةٌ وَبَليغَةٌ
إِنَّ الزَمانَ لَشاعِرٌ وَخَطيبُ
وَأَراكَ تَلتَمِسُ البَقاءَ وَطولُهُ
لَكَ مُهرِمٌ وَمُعَذِّبٌ وَمُذيبُ
وَلَقَد رَأَيتُكَ لِلزَمانِ مُجَرِّباً
لَو كانَ يُحكِمُ رَأيَكَ التَجريبُ
وَلَقَد يُكَلِّمُكَ الزَمانُ بِأَلسُنٍ
عَرَبِيَّةٍ وَأَراكَ لَستَ تُجيبُ
لَو كُنتَ تَفهَمُ عَن زَمانِكَ قَولَهُ
لَعَراكَ مِنهُ تَفَجُّعٌ وَنَحيبُ
أَلحَحتَ في طَلَبِ الصِبا وَضَلالِهِ
وَالمَوتُ مِنكَ وَإِن كَرِهتَ قَريبُ
وَلَقَد عَقَلتَ وَما أَراكَ بِعاقِلٍ
وَلَقَد طَلَبتَ وَما أَراكَ تُصيبُ
وَلَقَد سَكَنتَ صُحونَ دارِ تَقَلُّبٍ
أَبلى وَأَفنى دارَكَ التَقليبُ
أَمَعَ المَماتِ يَطيبُ عَيشُكَ يا أَخي
هَيهاتَ لَيسَ مَعَ المَماتِ يَطيبُ
زُغ كَيفَ شِئتَ عَنِ البِلى فَلَهُ عَلى
كُلَّ اِبنِ أُنثى حافِظٌ وَرَقيبُ
كَيفَ اِغتَرَرتَ بِصَرفِ دَهرِكَ يا أَخي
كَيفَ اِغتَرَرتَ بِهِ وَأَنتَ لَبيبُ
وَلَقَد حَلَبتَ الدَهرَ أَشطُرَ دَرِّهِ
حِقَباً وَأَنتَ مُجَرِّبٌ وَأَريبُ
وَالمَوتُ يَرتَصِدُ النُفوسَ وَكُلُّنا
لِلمَوتِ فيهِ وَلِلتُرابِ نَصيبُ
إِن كُنتَ لَستَ تُنيبُ إِن وَثَبَ البِلى
بَل يا أَخي فَمَتى أَراكَ تُنيبُ
لِلَّهِ دَرُّكَ عائِباً مُتَسَرِّعاً
أَيَعيبُ مَن هُوَ بِالعُيوبِ مَعيبُ
وَلَقَد عَجِبتُ لِغَفلَتي وَلِغِرَّتي
وَالمَوتُ يَدعوني غَداً فَأُجيبُ
وَلَقَد عَجِبتُ لِطولِ أَمنِ مَنِيَّتي
وَلَها إِلَيَّ تَوَثُّبٌ وَدَبيبُ
لِلَّهِ عَقلي ما يَزالُ يَخونَني
وَلَقَد أَراهُ وَإِنَّهُ لَصَليبُ
لِلَّهِ أَيّامٌ نَعِمتُ بِلينِها
أَيّامَ لي غُصنُ الشَبابِ رَطيبُ
إِنَّ الشَبابَ لَنافِقٌ عِندَ النِسا
مالِلمَشيبِ مِنَ النِساءِ حَبيبُ
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 07:31 PM
أَيا إِخوَتي آجالُنا تَتَقَرَّبُ
وَنَحنُ مَعَ اللاهينَ نَلهو وَنَلعَبُ
أُعَدِّدُ أَيّامي وَأُحصي حِسابَها
وَما غَفلَتي عَمّا أَعُدُّ وَأَحسُبُ
غَداً أَنا مِن ذا اليَومِ أَدنى إِلى الفَنا
وَبَعدَ غَدٍ أَدنى إِلَيهِ وَأَقرَبُ
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 07:32 PM
إِيّاكَ وَالظُلمَ إِنَّهُ ظُلَمٌ
إِيّاكَ وَالظَنَّ إِنَّهُ كَذِبٌ
بَينا تَرى القَومَ في مَحَلَّتِهِم
إِذ قيلَ بادوا بِلىً وَقَد ذَهَبوا
يابانِيَ القَصرِ يامُشَيِّدَهُ
قَصرُكَ يُبلي جَديدَهُ الحِقَبُ
إِنّي رَأَيتُ الشَريفَ مُعتَرِفاً
مُصطَبِراً لِلحُقوقِ إِذ تَجِبُ
وَقَد عَرَفتُ اللِئامَ لَيسَ لَهُم
عَهدٌ وَلا خِلَّةٌ وَلا حَسَبُ
إِحذَر عَلَيكَ اللِئامَ إِنَّهُمُ
لَيسَ يُبالونَ مِنكَ ما رَكِبوا
فَنِصفُ خُلقِ اللِئامِ مُذ خُلِقوا
دُلٌّ ذَليلٌ وَنِصفُهُ شَغَبُ
فِرَّ مِنَ اللُؤمِ وَاللِئامِ وَلا
تَدنُ مِنهُم فَإِنَّهُم جَرَبُ
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 07:32 PM
لِلَّهِ عَقلُ الحَريصِ كَيفَ لَهُ
في كُلِّ مالا يَنالَهُ أَرَبُ
ما زالَ حِرصُ الحَريصِ يُطعِمُهُ
في دَركِهِ الشَيءَ دونَهُ العَطَبُ
ما طابَ عَيشُ الحَريصُ قَطُّ وَلا
فارَقَهُ التَعسُ مِنهُ وَالنَصَبُ
البَغيُ وَالحِرصُ وَالهَوى فِتَنٌ
لَم يَنجُ مِنها عُجمٌ وَلا عَرَبُ
لَيسَ عَلى المَرءِ في قَناعَتِهِ
إِن هِيَ صَحَّت أَذىً وَلا نَصَبُ
مَن لَم يَكُن بِالكَفافِ مُقتَنِعاً
لَم تَكفِهِ الأَرضُ كُلُّها ذَهَبُ
مَن أَمكَنَ الشَكَّ مِن عَزيمَتِهِ
لَم يَزَلِ الرَأيُ مِنهُ يَضطَرِبُ
مَن عَرَفَ الدَهرَ لَم يَزَل حَذِراً
يَحذَرُ شِدّاتِهِ وَيَرتَقِبُ
مَن لَزِمَ الحِقدَ لَم يَزَل كَمِداً
تُغرِقُهُ في بُحورِها الكُرَبُ
المَرءُ مُستَأنِسٌ بِمَنزِلَةٍ
تَقتُلُ سُكّانَها وَتَستَلِبُ
وَالمَرءُ في لَهوِهِ وَباطِلِهِ
وَالمَوتُ في كُلِّ ذاكَ مُقتَرِبُ
ياخائِفَ المَوتِ لَستَ خائِفُهُ
وَالعُجبُ وَاللَهُ مِنكَ وَاللَعِبُ
دارُكَ تَنعي إِلَيكَ ساكِنَها
قَصرُكَ تُبلي جَديدَةَ الحِقَبُ
ياجامِعَ المالِ مُنذُ كانَ غَداً
يَأتي عَلى ماجَمَعتَهُ الحَرَبُ
إِيّاكَ أَن تَأمَنَ الزَمانَ فَما
زالَ عَلَينا الزَمانُ يَنقَلِبُ
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 07:32 PM
أَلا لِلَّهِ أَنتَ مَتى تَتوبُ
وَقَد صَبَغَت ذَوائِبَكَ الخُطوبُ
كَأَنَّكَ لَستَ تَعلَمُ أَيُّ حَثٍّ
يَحُثُّ بِكَ الشُروقُ وَلا الغُروبُ
أَلَستَ تَراكَ كُلَّ صَباحِ يَومٍ
تُقابِلُ وَجهَ نائِبَةٌ تَنوبُ
لَعَمرُكَ ماتَهُبُّ الريحُ إِلّا
نَعاكَ مُصَرِّحاً ذاكَ الهُبوبُ
إِلا لِلَّهِ أَنتَ فَتىً وَكَهلاً
تَلوحُ عَلى مَفارِقِهِ الذُنوبُ
هُوَ المَوتُ الَّذي لابُدَّ مِنهُ
فَلا تَلعَب بِكَ الأَمَلُ الكَذوبُ
وَكَيفَ تُريدُ أَن تُدعى حَكيماً
وَأَنتَ لِكُلِّ ماتَهوى رَكوبُ
وَما تَعمى العُيونُ عَنِ الخَطايا
وَلَكِن إِنَّما تَعمى القُلوبُ
وَتُصبِحُ صاحِكاً ظَهراً لِبَطنٍ
وَتَذكُر ما اِجتَرَمتَ فَلا تَذوبُ
أَلَم تَرَ إِنَّما الدُنيا حُطامٌ
تَوَقَّدُ بَينَنا فيها الحُروبُ
إِذا نافَستَ فيهِ كَساكَ ذُلّاً
وَمَسَّكَ في مُطالِبِهِ اللُغوبُ
أَراكَ تَغيبُ ثُمَّ تَأوبُ يَوماً
وَيوشِكُ أَن تَغيبَ وَلا تَأوبُ
أَتَطلُبُ صاحِباً لاعَيبَ فيهِ
وَأَيُّ الناسِ لَيسَ لَهُ عُيوبُ
رَأَيتُ الناسَ صالِحُهُم قَليلٌ
وَهُم وَاللَهُ مَحمودٌ ضُروبُ
وَلَستُ مُسَمِّياً بَشَراً وَهوباً
وَلَكِنَّ الإِلَهَ هُوَ الوَهوبُ
فَحاشَ لِرَبِّنا عَن كُلِّ نَقصٍ
وَحاشَ لِسائِليهِ أَن يَخيبوا
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 07:33 PM
لِكُلِّ أَمرٍ جَرى فيهِ القَضا سَبَبُ
وَالدَهرُ فيهِ وَفي تَصريفِهِ عَجَبُ
ما الناسُ إِلّا مَعَ الدُنيا وَصاحِبِها
فَكَيفَ ما اِنقَلَبَت يَوماً بِهِ اِنقَلَبوا
يُعَظِّمونَ أَخا الدُنيا وَإِن وَثَبَت
يَوماً عَلَيهِ بِما لايَشتَهي وَثَبوا
لايَحلِبونَ لِحَيٍّ دَرَّ لَقحَتِهِ
حَتّى يَكونَ لَهُم صَفّو الَّذي حَلَبوا
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 07:33 PM
إِذا ما خَلَوتَ الدَهرَ يَوماً فَلا تَقُل
خَلَوتُ وَلَكِن قُل عَلَيَّ رَقيبُ
وَلا تَحسَبَنَّ اللَهَ يُغفِلُ مامَضى
وَلا أَنَّ مايَخفى عَلَيهِ يَغيبُ
لَهَونا لَعَمرُ اللَهِ حَتّى تَتابَعَت
ذُنوبٌ عَلى آثارِهِنَّ ذُنوبُ
فَيا لَيتَ أَنَّ اللَهَ يَغفِرُ ما مَضى
وَيَأذَنُ في تَوباتِنا فَنَتوبُ
إِذا ما مَضى القَرنُ الَّذي كُنتَ فيهِم
وَخُلِّفتَ في قَرنٍ فَأَنتَ غَريبُ
وَإِنَّ امرَأً قَد سارَ خَمسينَ حِجَّةً
إِلى مَنهَلٍ مِن وِردِهِ لَقَريبُ
نَسيبُكَ مَن ناجاكَ بِالوِدِّ قَلبُهُ
وَلَيسَ لِمَن تَحتَ التُرابِ نَسيبُ
فَأَحسِن جَزاءً ما اجتَهَدتَ فَإِنَّما
بِقَرضِكَ تُجزى وَالقُروضُ ضُروبُ
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 07:33 PM
أَراكَ وَكُلَّما أَغلَقتَ باباً
مِنَ الدُنيا فَتَحتَ عَلَيكَ بابا
أَلَم تَرَ أَنَّ كُلَّ صَباحِ يَومٍ
يَزيدُكَ مِن مَنِيَّتِكَ اِقتِرابا
وَحَقَّ لِموقِنٍ بِالمَوتِ أَلّا
يُسَوِّغَهُ الطَعامَ وَلا الشَرابا
يُدَبِّرُ مانَرى مَلِكٌ عَزيزٌ
بِهِ شَهِدَت هَوادِثُهُ وَغابا
أَلَيسَ اللَهُ مِن كُلِّ قَريباً
بَلى مِن حَيثُ ما نودي أَجابا
وَلَم تَرَ سائِلاً لِلَّهِ أَكدى
وَلَم تَرَ راجِياً لِلَّهِ خابا
رَأَيتُ الروحَ جَدبَ العَيشِ لَمّا
عَرَفتُ العَيشَ مَخضاً وَاِحتِلابا
وَلَستَ بِغالِبِ الشَهَواتِ حَتّى
تُعِدَّ لَهُنَّ صَبراً وَاِحتِسابا
فَكُلُّ مُصيبَةٍ عَظُمَت وَجَلَّت
تَخِفُّ إِذا رَجَوتَ لَها ثَوابا
كَبِرنا أَيُّها الأَترابُ حَتّى
كَأَنّا لَم نَكُن حيناً شَبابا
وَكُنّا كَالغُصونِ إِذا تَثَنَّت
مِنَ الرَيحانِ مونِقَةً رِطابا
إِلى كَم طولُ صَبوَتِنا بِدارٍ
رَأَيتُ لَها اِغتِصاباً وَاِستِلابا
أَلا ما لِلكُهولِ وَلِلتَصابي
إِذا ما اِغتَرَّ مُكتَهِلُ تَصابى
فَزِعتُ إِلى خِضابِ الشَيبِ مِنهُ
وَإِنَّ نُصولَهُ فَضَحَ الخِضابا
مَضى عَنّي الشَبابُ بِغَيرِ وُدّي
فَعِندَ اللَهِ أَحتَسِبُ الشَبابا
وَما مِن غايَةٍ إِلّا المَنايا
لِمَن خَلِقَت شَبيبَتُهُ وَشابا
وَما مِنكَ الشَبابُ وَلَستَ مِنهُ
إِذا سَأَلَتكَ لِحيَتُكَ الخِضابا
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 07:34 PM
أَذَلَّ الحِرصُ وَالطَمَعُ الرِقابا
وَقَد يَعفو الكَريمُ إِذا اِستَرابا
إِذا اِتَّضَحَ الصَوابُ فَلا تَدَعهُ
فَإِنَّكَ كُلَّما ذُقتَ الصَوابا
وَجَدتَ لَهُ عَلى اللَهَواتِ بَرداً
كَبَردِ الماءِ حينَ صَفا وَطابا
وَلَيسَ بِحاكِمٍ مَن لا يُبالي
أَأَخطَأَ في الحُكومَةِ أَم أَصابا
وَإِنَّ لِكُلِّ تَلخيصٍ لَوَجهاً
وَإِنَّ لِكُلِّ مَسأَلَةٍ جَوابا
وَإِنَّ لِكُلِّ حادِثَةٍ لَوَقتاً
وَإِنَّ لِكُلِّ ذي عَمَلٍ حِسابا
وَإِنَّ لِكُلِّ مُطَّلَعٍ لَحَدّاً
وَإِنَّ لِكُلِّ ذي عَمَلٍ حِسابا
وَكُلُّ سَلامَةٍ تَعِدُ المَنايا
وَكُلُّ عِمارَةٍ تَعِدُ الخَرابا
وَكُلُّ مُمَلَّكٍ سَيَصيرُ يَوماً
وَما مَلَكَت يَداهُ مَعاً تَبابا
أَبَت طَرَفاتُ كُلِّ قَريرِ عَينٍ
بِها إِلّا اِضطِراباً وَاِنقِلابا
كَأَنَّ مَحاسِنَ الدُنيا سَرابٌ
وَأَيُّ يَدٍ تَناوَلتِ السَرابا
وَإِن تَكُ مُنيَةٌ عَجِلَت بِشَيءٍ
تُسَرُّ بِهِ فَإِنَّ لَها ذَهابا
فَيا عَجَباً تَموتُ وَأَنتَ تَبني
وَتَتَّخِذُ المَصانِعَ وَالقِبابا
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 07:34 PM
إِنَّ الطَبيبَ بِطِبِّهِ وَدَوائِهِ
لايَستَطيعُ دِفاعَ مَكروهٍ أَتى
ما لِلطَبيبِ يَموتُ بِالداءِ الَّذي
قَد كانَ يُبرِئُ جُرحَهُ فيما مَضى
ذَهَبَ المُداوي وَالمُداوى وَالَّذي
جَلَبَ الدَواءَ وَباعَهُ وَمَنِ اِشتَرى
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 07:34 PM
يامَن يُسَرُّ بِنَفسِهِ وَشَبابِهِ
أَنّى سُرِرتَ وَأَنتَ في خُلَسِ الرَدى
أَهلَ القُبورِ لا تَواصُلَ بَينَكُم
مَن ماتَ أَصبَحَ هَبلُهُ رَثَّ القُوى
يامَن أَقامَ وَقَد مَضى إِخوانُهُ
ما أَنتَ إِلّا واحِدٌ مِمَّن مَضى
أَنَسيتَ أَن تُدعى وَأَنتَ مُحَشرِج
ما إِن تَفيقُ وَلا تُجيبُ لِمَن دَعا
أَمّا خُطاكَ إِلى العَمى فَسَريعَةٌ
وَإِلى الهُدى فَأَراكَ مُنقَبِضَ الخُطا
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 07:35 PM
يامَعشَرَ الأَمواتِ ياضيفانَ تُربِ
الأَرضِ كَيفَ وَجَدتُمُ طَعمَ الثَرى
أَهلَ القُبورِ مَحا التُرابُ وُجوهَكُم
أَهلَ القُبورِ تَغَيَّرَت تِلكَ الحُلى
أَهلَ القُبورِ كَفى بِنَأيِ دِيارَكُم
إِنَّ الدِيارَ بِكُم لَشاحِطَةُ النَوى
أَهلَ القُبورِ لاتَواصُلَ بَينَكُم
مَن ماتَ أَصبَحَ حَبلُهُ رَثَّ القِوى
كَم مِن أَخٍ لي قَد وَقَفتُ بِقَبرِهِ
فَدَعَوتُهُ لِلَّهِ دَرُّكَ مِن فَتى
أَأُخَيَّ لَم يَقِكَ المَنِيَّةَ إِذ أَتَت
ماكانَ أَطعَمَكَ الطَبيبُ وَما سَقى
أَأُخَيَّ لَم تُغنِ التَمائِمُ عَنكَ ما
قَد كُنتُ أَحذَرُهُ عَلَيكَ وَلا الرُقى
أَأُخَيَّ كَيفَ وَجَدتَ مَسَّ خُشونَةِ الـ
ـمَأوى وَكَيفَ وَجَدتَ ضيقَ المُتَّكا
قَد كُنتُ أَفرَقُ مِن فِراقِكَ سالِماً
فَأَجَلُّ مِنهُ فِراقُ دائِرَةِ الرَدى
فَاليَومَ حَقَّ لي التَوَهُّعُ إِذ جَرى
قَدَرُ الإِلَهِ عَلَيَّ فيكَ بِما جَرى
تَبكيكَ عَيني ثُمَّ قَلبي حَسرَةً
وَتَقَطُّعاً مِنهُ عَلَيكَ إِذا بَكى
وَإِذا ذَكَرتُكَ يا أُخَيَّ تَقَطَّعَت
كَبِدي فَأُقلِقتُ الجَوانِحُ وَالحَشا
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 07:35 PM
ياساكِنَ الدُنيا أَمِنتَ زَوالَها
وَلَقَد تَرى الأَيّامَ دائِرَةَ الرَحى
وَلَكُم أَبادَ الدَهرُ مِن مُتَحَصِّنٍ
في رَأسِ أَرعَنَ شاهِقٍ صَعبِ الذُرى
أَينَ الأُلى بَنوا الحُصونَ وَجَنَّدوا
فيها الجُنودَ تَعَزُّزاً أَينَ الأُلى
أَينَ الحُماةُ الصابِرونَ حَمِيَّةً
يَومَ الهِياجِ لِحَرِّ مُجتَلَبِ القَنا
وَذَوُو المَنابِرِ وَالعَساكِرِ وَالدَسا
كِرِ وَالمَحاصِرِ وَالمَدائِنِ وَالقُرى
وَذَوُو المَواكِبِ وَالمَراكِبِ وَالكَتا
أَئبِ وَالنَجائِبِ وَالمَراتِبِ في العُلى
أَفناهُمُ مَلِكُ المُلوكِ فَأَصبَحوا
مامِنهُمُ أَحَدٌ يُحَسُّ وَلا يُرى
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 07:35 PM
خالِف هَواكَ إِذا دَعاكَ لِرَيبَةٍ
فَلَرُبَّ خَيرٍ في مُخالَفَةِ الهَوى
عَلَمُ المَحَجَّةِ بَيِّنٌ لِمُريدِهِ
وَأَرى القُلوبَ عَنِ المَحَجَّةِ في عَمى
وَلَقَد عَجِبتُ لِهالِكٍ وَنجاتُهُ
مَوجودَةٌ وَلَقَد عَجِبتُ لِمَن نَجا
وَعَجِبتُ إِذ نَسي الحِمامَ وَلَيسَ مِن
دونِ الحِمامِ وَإِن تَأَخَّرَ مُنتَهى
ساعاتُ لَيلِكَ وَالنَهارِ كِلَيهِما
رُسُلٌ إِلَيكَ وَهُنَّ يُسرِعنَ الخُطا
وَلَئِن نَجَوتَ فَإِنَّما هِيَ رَحمَةُ المَلِكِ
الرَحيمِ وَإِن هَلَكتَ فَبِالجَزا
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 07:35 PM
يا أَيُّها الحَيُّ الَّذي هُوَ مَيِّتٌ
أَفنَيتُ عُمرَكَ بِالتَعَلُّلِ وَالمُنى
أَمّا المَشيبُ فَقَد كَساكَ رِداؤُهُ
وَاِبتَزَّ عَن كَفَّيكَ أَثوابَ الصِبا
وَلَقَد مَضى القَرنُ الَّذينَ عَهَدتَهُم
لِسَبيلِهِم وَلَتَلحَقَنَّ بِمَن مَضى
وَلَقَلَّ ما تَبقى فَكُن مُتَوَقَّعاً
وَلَقَلَّ ما يَصِفو سُرورُكَ إِن صَفا
وَهِيَ السَبيلُ فَخُذ لِذَلِكَ عُدَّةً
فَكَأَنَّ يَومَكَ عَن قَريبٍ قَد أَتى
إِنَّ الغِنى لَهُوَ القُنوعُ بِعَينِهِ
ما أَبعَدَ الطِبعَ الحَريصَ مِنَ الغِنى
لايَشغَلَنَّكَ لَو وَلَيتَ عَنِ الَّذي
أَصبَحتَ فيهِ وَلا لَعَلَّ وَلا عَسى
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 07:36 PM
الحَمدُ لِلَّهِ عَلى ما نَرى
كُلُّ مَنِ احتيجَ إِلَيهِ زَها
يا أَيُّها المُبتَكِرُ الرائِحُ الـمُشتَغِلُ
القَلبِ الطَويلُ العَنا
نِعمَ الفِراشُ الأَرضُ فَاقنَع بِهِ
وَكُن عَنِ الشَرِّ قَصيرَ الخُطا
ما أَكرَمَ الصَبرَ وَما أَحسَنَ الصِدقَ
وَما أَزيَنَهُ بِالفَتى
الخُرقُ شُؤمٌ وَالتُقى جُنَّةٌ
وَالرِفقُ يُمنٌ وَالقُنوعُ الغِنى
نافِس إِذا نافَستَ في حِكمَةٍ
آخِ إِذا آخَيتَ أَهلُ التُقى
ماخَيرُ مَن لايُرتَجى نَفعُهُ
يَوماً وَلا يُؤمَنُ مِنهُ الأَذى
وَاللَهُ لِلناسِ بِأَعمالِهِم
وَكُلُّ ناوٍ فَلَهُ ما نَوى
وَطالِبَ الدُنيا المُسامي بِها
في فاقَةٍ لَيسَ لَها مُنتَهى
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 07:36 PM
وَلَرُبَّ مَزحَةِ صادِقٍ بَرَزَت
في لَفظَةٍ وَكَأَنَّها أَفعى
وَالحَقُّ أَبلَجُ لاخَفاءَ بِهِ
مُذ كانَ يُبصِرُ نورَهُ الأَعمى
وَالمَرءُ مُستَرعىً أَمانَتَهُ
فَليَرعَها بِأَصَحِّ ما يُرعى
وَالرِزقُ قَد فَرَضَ الإِلَهُ لَنا
مِنهُ وَنَحنُ بِجَمعِهِ نُعنى
عَجَباً عَجِبتُ لِطالِبٍ ذَهَباً
يَفنى وَيَرفُضُ كُلَّ مايَبقى
حَقّاً لَقَد سَعِدَت وَما شَقِيَت
نَفسُ امرِئٍ يَرضى بِما يُعطى
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 07:37 PM
لاتَغتَرِر بِالحادِثاتِ فَما
لِلحادِثاتِ عَلى امرِئٍ بُقيا
لاتَغبِطَنَّ أَخاً بِمَعصِيَةٍ
لاتَغبِطَن إِلّا أَخا التَقوى
سُبحانَ مَن لا شَيءَ يَعدِلُهُ
كَم مِن بَصيرٍ قَلبُهُ أَعمى
سُبحانَ مَن أَعطاكَ مِن سَعَةٍ
سُبحانَ مَن أَعطاكَ ما أَعطى
فَلَئِن عَقَلتَ لَتَشكُرَنَّ وَإِن
تَشكُر فَقَد أَغنى وَقَد أَقنى
وَلَئِن بَكَيتَ لِرِحلَةٍ عَجِلاً
نَحوَ القُبورِ فَمِثلُها أَبكى
وَلَئِن قَنِعتَ لَتَظفَرَنَّ بِما
فيهِ الغِنى وَالراحَةُ الكُبرى
وَلَئِن رَضيتَ عَلى الزَمانِ فَقَد
أَرضى وَأَغضَبَ قَبلَكَ النَوكى
وَلَقَلَّ مَن تَصفو خَلائِقُهُ
وَلَقَلَّ مَن يَصفو لَهُ المَحيا
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 07:37 PM
يابانِيَ الدارِ المُعِدِّ لَها
ماذا عَمِلتَ لِدارِكَ الأُخرى
وَمُمَهِّدَ الفُرشِ الوَثيرَةِ لا
تُغفِل فِراشَ الرَقدَةِ الكُبرى
لَو قَد دُعيتَ لَما أَجَبتَ لِما
تُدعى لَهُ فَانظُر لِما تُدعى
أَتُراكَ تَحصي مَن رَأَيتَ مِنَ
الأَحياءِ ثُمَّ رَأَيتَهُم مَوتى
فَلتَلحَقَنَّ بِعَرصَةِ المَوتى
وَلَتَنزِلَنَّ مَحَلَّةَ الهَلكى
مَن أَصبَحَت دُنياهُ غايَتَهُ
فَمَتى يَنالُ الغايَةَ القُصوى
بِيَدِ الفَناءِ جَميعُ أَنفُسِنا
وَيَدُ البِلى فَلَها الَّذي يُبنى
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 07:37 PM
المَرءُ آفَتُهُ هَوى الدُنيا
وَالمَرءُ يَطغى كُلَّما اِستَغنى
إِنّي رَأَيتُ عَواقِبَ الدُنيا
فَتَرَكتُ ما أَهوى لِما أَخشى
فَكَّرتُ في الدُنيا وَجِدَّتِها
فَإِذا جَميعُ جَديدِها يَبلى
وَإِذا جَميعُ أُمورِها عُقَبٌ
بَينَ البَرِيَّةِ قَلَّما تَبقى
وَبَلَوتُ أَكثَرَ أَهلِها فَإِذا
كُلُّ امرِئٍ في شَأنِهِ يَسعى
وَلَقَد بَلَوتُ فَلَم أَجِد سَبَباً
بِأَعَزَّ مِن قَنَعٍ وَلا أَعلى
وَلَقَد طَلَبتُ فَلَم أَجِد كَرَماً
أَعلى بِصاحِبِهِ مِنَ التَقوى
وَلَقَد مَرَرتُ عَلى القُبورِ فَما
مَيَّزتُ بَينَ العَبدِ وَالمَولى
ما زالَتِ الدُنيا مُنَغَّصَةً
لَم يَخلُ صاحِبُها مِنَ البَلوى
دارُ الفَجائِعِ وَالهُمومِ وَدارُ
البَثِّ وَالأَحزانِ وَالشَكوى
بَينا الفَتى فيها بِمَنزِلَةٍ
إِذ صارَ تَحتَ تُرابِها مُلقى
تَقفو مَساويها مَحاسِنَها
لاشَيءَ بَينَ النَعيِ وَالبُشرى
وَلَقَلَّ يَومٌ ذَرَّ شارِقُهُ
إِلّا سَمِعتَ بِهالِكٍ يُنعى
لاتَعتَبَنَّ عَلى الزَمانِ فَما
عِندَ الزَمانِ لِعاتِبٍ عُتبى
وَلَئِن عَتَبتَ عَلى الزَمانِ لِما
يَأتي بِهِ فَلَقَلَّ ماتَرضى
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 07:37 PM
أَما مِنَ المَوتِ لِحَيٍّ نَجا
كُلُّ امرِئٍ آتٍ عَلَيهِ الفَنا
تَبارَكَ اللَهُ وَسُبحانَهُ
لِكُلِّ شَيءٍ مُدَّةٌ وَانقِضا
يُقَدِّرُ الإِنسانُ في نَفسِهِ
أَمراً وَيَأباهُ عَلَيهِ القَضا
وَيُرزَقُ الإِنسانُ مِن حَيثُ لا
يَرجو وَأَحياناً يُضِلُّ الرَجا
اليَأسُ يَحمي لِلفَتى عِرضَهُ
وَالطَمَعُ الكاذِبُ داءٌ عَيا
ما أَزيَنَ الحِلمَ لِأَربابِهِ
وَغايَةُ الحِلمِ تَمامُ التُقى
وَالحَمدُ مِن أَربَحِ كَسبِ الفَتى
وَالشُكرُ لِلمَعروفِ نِعمَ الجَزا
يا آمِنَ الدَهرِ عَلى أَهلِهِ
لِكُلِّ عَيشٍ مُدَّةٌ وَانتِها
بَينَا يُرى الإِنسانُ في غِبطَةٍ
أَصبَحَ قَد حَلَّ عَلَيهِ البِلى
لايَفخَرِ الناسُ بِأَنسابِهِم
فَإِنَّما الناسُ تُرابٌ وَما
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 07:38 PM
نَصَبتِ لَنا دونَ التَفَكُّرِ يا دُنيا
أَمانِيَّ يَفنى العُمرُ مِن قَبلِ أَن تَفنى
مَتى تَنقَضي حاجاتُ مَن لَيسَ واصِلاً
إِلى حاجَةٍ حَتّى تَكونَ لَهُ أُخرى
لِكُلِّ امرِئٍ فيما قَضى اللَهُ خُطَّةٌ
مِنَ الأَمرِ فيها يَستَوي العَبدُ وَالمَولى
وَإِنَّ امرَأً يَسعى لِغَيرِ نِهايَةٍ
لَمُنغَمِسٌ في لُجَّةِ الفاقَةِ الكُبرى
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 07:38 PM
أَشَدُّ الجِهادِ جِهادُ الهَوى
وَما كَرَّمَ المَرءَ إِلّا التُقى
وَأَخلاقُ ذي الفَضلِ مَعروفَةٌ
بِبَذلِ الجَميلِ وَكَفِّ الأَذى
وَكُلُّ الفُكاهاتِ مَملولَةٌ
وَطولُ التَعاشُرِ فيهِ القِلى
وَكُلُّ طَريفٍ لَهُ لَذَّةٌ
وَكُلُّ تَليدٍ سَريعُ البِلى
وَلا شَيءَ إِلّالَهُ آفَةٌ
وَلا شَيءَ إِلّالَهُ مُنتَهى
وَلَيسَ الغِنى نَشَبٌ في يَدٍ
وَلَكِن غِنى النَفسِ كُلُّ الغِنى
وَإِنّا لَفي صُنُعٍ ظاهِرٍ
يَدُلُّ عَلى صانِعٍ لايُرى
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 07:38 PM
لِلَّهِ أَنتَ عَلى جَفائِكَ
ماذا أُؤَمِّلُ مِن وَفائِك
إِنّي عَلى ماكانَ مِنكَ
لَواثِقٌ بِجَميلِ رائِك
فَكَّرتُ فيمَ جَفَوتَني
فَوَجَدتُ ذاكَ لِطولِ نائِك
فَرَأَيتُ أَن أَسعى إِلَيكَ
وَأَن أُبادِرَ في لِقائِك
حَتّى أُجَدِّدُ ما تَغَيَّرَ لي
وَأَخلَقَ مِن إِخائِك
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 07:38 PM
ياطالِبَ الحِكمَةِ مِن أَهلِها
النورُ يَجلو لَونَ ظَلمائِهِ
وَلأَصلُ يَسقي أَبَداً فَرعَهُ
وَتُثمِرُ الأَكمامُ مِن مائِهِ
مَن حَسَدَ الناسَ عَلى مالِهِم
تَحَمَّلَ الهَمَّ بِأَعبائِهِ
وَالدَهرُ رَوّاغٌ بِأَبنائِهِ
يَغُرُّهُم مِنهُ بِحَلوائِهِ
يُلحِقُ آباءً بِأَبنائِهِم
وَيُلحِقُ الإِبنَ بِآبائِهِ
وَالفِعلُ مَنسوبٌ إِلى أَهلِهِ
كَل شَيءِ تَدعوهُ بِأَسمائِهِ
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 07:39 PM
بَكى شَجوَهُ الإِسلامُ مِن عُلَمائِهِ
فَما اكتَرَثوا لِما رَأَوا مِن بُكائِهِ
فَأَكثَرُهُم مُستَقبِحٌ لِصَوابِ مَن
يُخالِفُهُ مُستَحسِنٌ لِخَطائِهِ
فَأَيُّهُمُ المَرجُوُّ فينا لِدينِهِ
وَأَيُّهُمُ المَوثوقُ فينا بِرائِهِ
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 07:39 PM
أَلا نَحنُ في دارٍ قَليلٍ بَقائُها
سَريعٍ تَدانيها وَشيكٍ فَنائُها
تَزَوَّد مِنَ الدُنيا التُقى وَالنُهى فَقَد
تَنَكَّرَتِ الدُنيا وَحانَ انقِضاؤُها
غَداً تَخرَبُ الدُنيا وَيَذهَبُ أَهلُها
جَميعاً وَتُطوى أَرضُها وَسَماؤُها
وَمَن كَلَّفَتهُ النَفسُ فَوقَ كَفافِها
فَما يَنقَضي حَتّى المَماتِ عَناؤُها
تَرَقَّ مِنَ الدُنيا إِلى أَيِّ غايَةٍ
سَمَوتَ إِلَيها فَالمَنايا وَراؤُها
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 07:39 PM
لَعَمرُكَ ما الدُنيا بِدارِ بَقاءِ
كَفاكَ بِدارِ المَوتِ دارَ فَناءِ
فَلا تَعشَقِ الدُنيا أُخَيَّ فَإِنَّما
تَرى عاشِقَ الدُنيا بِجُهدِ بَلاءِ
حَلاوَتُها مَمزوجَةٌ بِمَرارَةٍ
وَراحَتُها مَمزوجَةٌ بِعَناءِ
فَلا تَمشِ يَوماً في ثِيابِ مَخيلَةٍ
فَإِنَّكَ مِن طينٍ خُلِقتَ وَماءِ
لَقَلَّ امرُؤٌ تَلقاهُ لِلَّهِ شاكِراً
وَقَلَّ امرُؤٌ يَرضى لَهُ بِقَضاءِ
وَلِلَّهِ نَعماءٌ عَلَينا عَظيمَةٌ
وَلِلَّهِ إِحسانٌ وَفَضلُ عَطاءِ
وَما الدَهرُ يَوماً واحِداً في اختِلافِهِ
وَما كُلُّ أَيّامِ الفَتى بِسَواءِ
وَما هُوَ إِلّا يَومُ بُؤسٍ وَشِدَّةٍ
وَيَومُ سُرورٍ مَرَّةً وَرَخاءِ
وَما كُلُّ ما لَم أَرجُ أُحرَمُ نَفعَهُ
وَما كُلُّ ما أَرجوهُ أَهلَ رَجاءِ
أَيا عَجَباً لِلدَهرِ لا بَل لِرَيبِهِ
تَخَرَّمَ رَيبُ الدَهرِ كُلَّ إِخاءِ
وَمَزَّقَ رَيبُ الدَهرِ كُلَّ جَماعَةٍ
وَكَدَّرَ رَيبُ الدَهرِ كُلَّ صَفاءِ
إِذا ما خَليلٌ حَلَّ في بَرزَخِ البِلى
فَحَسبي بِهِ نَأياً وَبُعدَ لِقاءِ
أَزورُ قُبورَ المُترَفينَ فَلا أَرى
بَهاءً وَكانوا قَبلُ أَهلَ بَهاءِ
وَكُلٌّ رَماهُ واصِلٌ بِصَريمَةٍ
وَكُلٌّ رَماهُ مُلطِفٌ بِجَفاءِ
طَلَبتُ فَما أَلفَيتُ لِلمَوتِ حيلَةً
وَيَعيا بِداءِ المَوتِ كُلُّ دَواءِ
وَنَفسُ الفَتى مَسرورَةٌ بِنَمائِهَ
وَلِلنَقصِ تُنمي كُلُّ ذاتِ نَماءِ
وَكَم مِن مُفَدّاً ماتَ لَم أَرَ أَهلَهُ
حَبَوهُ وَلا جادوا لَهُ بِفِداءِ
أَمامَكَ يا نَدمانُ دارُ سَعادَةٍ
يَدومُ النَما فيها وَدارُ شَقاءِ
خُلِقتَ لِإِحدى الغايَتَينِ فَلا تَنَم
وَكُن بَينَ خَوفٍ مِنهُما وَرَجاءِ
وَفي الناسِ شَرٌّ لَو بَدا ما تَعاشَروا
وَلَكِن كَساهُ اللَهُ ثَوبَ غِطاءِ
إسماعيل بن القاسم العيني
الحمدان
10-30-2024, 07:40 PM
الخَيرُ وَالشَرُّ عاداتٌ وَأَهواءُ
وَقَد يَكونُ مِنَ الأَحبابِ أَعداءُ
لِلحِلمِ شاهِدُ صِدقٍ حينَ ماغَضَبٌ
وَلِلحَليمِ عَنِ العَوراتِ إِغضاءُ
كُلٌّ لَهُ سَعيُهُ وَالسَعيُ مُختَلِفٌ
وَكُلُّ نَفسٍ لَها في سَعيِها شاءُ
لِكُلِّ داءٍ دَواءٌ عِندَ عالِمِهِ
مَن لَم يَكُن عالِماً لَم يَدرِ ما الداءُ
الحَمدُ لِلَّهِ يَقضي مايَشاءُ وَلا
يُقضى عَلَيهِ وَما لِلخَلقِ ما شاؤوا
لَم يُخلَقِ الخَلقُ إِلّا لِلفَناءِ مَعاً
نَفنى وَتَفنى أَحاديثٌ وَأَسماءُ
يابُعدَ مَن ماتَ مِمَّن كانَ يُلطِفُهُ
قامَت قِيامَتُهُ وَالناسُ أَحياءُ
يُقصي الخَليلُ أَخاهُ عِندَ ميتَتِهِ
وَكُلُّ مَن ماتَ أَقصَتهُ الأَخِلّاءُ
لَم تَبكِ نَفسَكَ أَيّامَ الحَياةِ لِما
تَخشى وَأَنتَ عَلى الأَمواتِ بَكّاءُ
أَستَغفِرُ اللَهَ مِن ذَنبي وَمِن سَرَفي
إِنّي وَإِن كُنتُ مَستوراً لَخَطّاءُ
لَم تَقتَحِم بي دَواعي النَفسِ مَعصيةً
إِلّا وَبَيني وَبَينَ النورِ ظَلماءُ
كَم راتِعٍ في ظِلالِ العَيشِ تَتبَعُهُ
مِنهُنَّ داهِيَةٌ تَرتَجُّ دَهياءُ
وَلِلحَوادِثِ ساعاتٌ مُصَرَفَةٌ
فيهِنَّ لِلحَينِ إِدناءٌ وَإِقصاءُ
كُلٌّ يُنَقَّلُ في ضيقٍ وَفي سَعَةٍ
وَلِلزَمانِ بِهِ شَدٌّ وَإِرخاءُ
الحَمدُ لِلَّهِ كُلٌّ ذو مُكاذَبَةٍ
صارَ التَصادُقُ لا يُسقى بِهِ الماءُ
إسماعيل العيني العنزي
الحمدان
10-30-2024, 07:50 PM
ورفعتُ لله القريبِ شكايتي
ورجوت ربي في الدعاء طويلا
فأفاض ربي من عظيم عطائِه
فيضَ السكينة في الفؤاد ظليلا
....
الحمدان
10-30-2024, 07:51 PM
الشمسُ في طرْفِ عينيها مُكبلةٌ
والليلُ في شعرها قد باتَ مسجوناً
أنثى من الغيمِ إن جاءت على عجلٍ
تحيي بجِيئَتِها تينًا وزيتونا
....
الحمدان
10-30-2024, 07:54 PM
الشَّوقُ قَنَّاصٌ وقلبي أعزلُ
لكنهُ يفنى ولا يتوسَّلُ
وأنا يُذوِّبُني الحَنينُ كشمعةٍ
لكن إذا حانَ الرَّحيلُ سأرحلُ
قلبي يعِزُّ علَيَّ لكِن عِزَّتِي
فوقَ اشْتياقي والمَذلَّةُ تَقتُلُ
وأنَا أصُونُ كَرامتِي قبلَ الهَوى
ولْتفعلِ الأشواقُ بي ماتفعلُ
....
الحمدان
10-30-2024, 07:59 PM
إنِّي وَقفتُ ببَابِ الدَّارِ أسألُهَا
عَن الحَبيبِ الذي قد كانَ لِي فيهَا
فمَا وَجَدتُ بهَا طَيفًا يُكلِّمُني
سِوَى نوَاحِ حَمامٍ في أَعاليهَا
يَادارُ أَينَ أحبَّائي لقَد رَحلُوا
وَيَا تُرى أَيَّ أَرضٍ خيَّموا فيهَا
....
الحمدان
10-30-2024, 08:01 PM
إن ضاقَ قلبُك لا تُظهِر سريرتهُ
وكُن على نبضهِ الموجوعِ مؤتمَنا
فالبَوحُ راحةُ يومٍ ثُـمّ تتبعُهُ
مَلامَةٌ وشعـورٌ واهـنٌ وعـنا
كم دَمعةٍ أرخَصَتْ مِن قَدرِ صاحبها
كم مرّةٍ باحَ فيها القلبُ فامتُهِنا
فلتَرْعَ للنفسِ في الدنيا كرامَتها
كي لا تَرى دمعها يجري هُنا وهُنا
واكتم شعورك فالأيامُ مُوجِعَةٌ
وأنت وحدكَ مَن قد يدفعُ الثمنا
....
الحمدان
10-30-2024, 08:02 PM
أسَرَّت فُؤادِي فِي حَنَايَا سِحرِهَا
مِـن نَـظـرةٍ لِـجـمَـالـهَـا الـفـتَّـانِ
وَتَربَّعت حَيثُ الوتِينُ كَملكِها
وَغَدت مَكانَ الدَّمِّ فِي الشِّريَانِ
نَـادَت فُـؤادِي دُون قَـولٍ إنَّـمـا
ذاكَ الجَمَالُ الصَّـبُّ قد أغواني
فَجمالُها كالشَّمسِ شعَّ ضِياؤهُ
يَا وَيـلَـتـي مِن نظرةِ العينَـانِ
والرِّمشُ فَوقَ العَينِ سَهمٌ قَاتلٌ
سَكنَ الـفُـؤادَ وهدَّ كلَّ كَـيـانِـي
وقَـوامُهَا سُبـحَـانِ ربِّـي فـاتِـنٌ
يَـا مشيُـها مشيَـًا كَما الـغـزلانِ
وَخِصالهُا في الطُّهرِ أبدَعَ خالقٌ
خَـلـقَ الـجَـمـال بـعـفَّـةٍ وَحَـنَـانِ
....
الحمدان
10-30-2024, 10:13 PM
وإن نادى الأحبة من بعيد ٍ
بعثتُ الرّوح يحملها بُراقي
وأقسمُ أنّهم في جوف صدري
إلى أن تبلغ الـرّوحُ التراقي
ودادي لايُغيّـرُهُ عـذولٌ
وحبّي إن قضيتُ يظلّ باقِ
....
الحمدان
10-30-2024, 10:14 PM
باللهِ ياقَاسِي الفُؤَاد أمَا كَفَى
وإلى مَتَى هذا الصُّدُودِ أجِيب
ما آن قَلْبُك أنْ يَرِقّ لِحَالتِي
تَعِبَ الفُؤَادُ وَما سواك طَبِيب
....
الحمدان
10-30-2024, 10:55 PM
أسَرَّت فُؤادِي فِي حَنَايَا سِحرِهَا
مِـن نَـظـرةٍ لِـجـمَـالـهَـا الـفـتَّـانِ
وَتَربَّعت حَيثُ الوتِينُ كَملكِها
وَغَدت مَكانَ الدَّمِّ فِي الشِّريَانِ
نَـادَت فُـؤادِي دُون قَـولٍ إنَّـمـا
ذاكَ الجَمَالُ الصَّـبُّ قد أغواني
فَجمالُها كالشَّمسِ شعَّ ضِياؤهُ
يَا وَيـلَـتـي مِن نظرةِ العينَـانِ
والرِّمشُ فَوقَ العَينِ سَهمٌ قَاتلٌ
سَكنَ الـفُـؤادَ وهدَّ كلَّ كَـيـانِـي
وقَـوامُهَا سُبـحَـانِ ربِّـي فـاتِـنٌ
يَـا مشيُـها مشيَـًا كَما الـغـزلانِ
وَخِصالهُا في الطُّهرِ أبدَعَ خالقٌ
خَـلـقَ الـجَـمـال بـعـفَّـةٍ وَحَـنَـانِ
....
الحمدان
10-30-2024, 10:56 PM
ربما تجمعنا أقدارنا
ذات يوم بعد ما عز اللقاء
فإذا أنكر خل خله
وتلاقينا لقاء الغرباء
ومضى كلٌ إلى غايتهِ
لا تقل شئنا فإن الحظَّ شاء
....
الحمدان
10-30-2024, 10:57 PM
وإني أراك بعينِ قلبي جنَّةٌ
يامن به مرُّ الحياةِ يطيبُ
يانبض روحي يارجاءَ مشاعري
وأمان قلبٍ من أساها يُصيبُ
أنتِ الهناءُ الذي به أستبصرُ
في ليل أيامي وبه قلبي يذوبُ
....
الحمدان
10-30-2024, 10:58 PM
وأنتِ الحبيبُ وأنتِ الخليلُ
وليس سواكِ ببالي خَطَرْ
فإن زرتِ هزَّ فؤادي السرورُ
وإن غبتِ أَوْدى بِروحي الضجرْ
أَنَرْتِ حياتي بنورِ الوصال
وجئتِ*لعمرِي كغيثِ المَطرْ
إذا جئتِ أنتِ فما همَّني
وربُّك من غابَ مِمَّن حضرْ
....
الحمدان
10-30-2024, 10:59 PM
فأين ودادك المألوف عني
وأين عتابك القاسي الرقيقُ
وأين حديثك المملوء عشقًا
وأين كلامك العذب الأنيقُ
وأين لقاؤنا يا نبض قلبي
وفي عينيك يسحرني البريق
عسى الرحمن يأذن في لقاءٍ
ويجمع بيننا يومًا طريقُ
....
الحمدان
10-30-2024, 11:01 PM
فلمَّا تلاقينا نسينا عتابنا
وكان لقاءٌ بالودادِ يجودُ
ألا ليت أيام الوصالِ مديدةُ
وليتَ زمانًا بالودادِ يعودُ
....
الحمدان
10-30-2024, 11:07 PM
خارج الصندوق...
باب الرَّجَاءِ مَعَ الْخَوْفِ :
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه قَالَ
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ
( إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الرَّحْمَةَ يَوْمَ خَلَقَهَا مِائَةَ رَحْمَةٍ فَأَمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعًا وَتِسْعِينَ رَحْمَةً وَأَرْسَلَ فِى خَلْقِهِ كُلِّهِمْ رَحْمَةً وَاحِدَةً فَلَوْ يَعْلَمُ الْكَافِرُ بِكُلِّ الَّذِى عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الرَّحْمَةِ لَمْ يَيْأَسْ مِنَ الْجَنَّةِ وَلَوْ يَعْلَمُ الْمُؤْمِنُ بِكُلِّ الَّذِى عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْعَذَابِ لَمْ يَأْمَنْ مِنَ النَّارِ)
رواه البخاري
بقلمي
الحمدان
10-30-2024, 11:50 PM
وأعظم الحب حبُ لانبوح به
لكن أشواقه تغزو قوافينا
متى أنام بلا شوق ولا أرق
ودون ثرثرة للعقل تؤذينا
وكيف أحضن طيفا آنسني
لعل ضمته تمحو مآسينا
ذكراك كم ألهبت روحي وأوردتي
وكنت أحسب طول العهد يُنسينا
....
الحمدان
10-30-2024, 11:59 PM
رساله لي ولك...
- أنت دائماً بين نعمتين
- فإن كنت في يسر.. فعليك بالشكر
[ وسيجزي الله الشاكرين ]
- وإن كنت في عسر.. فعليك بالصبر
[ إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب]
بقلمي
الحمدان
10-31-2024, 12:03 AM
يا أبيضَ القَلبِ لاتَحزنْ إذا زعَمُوا
أنّ البيَاضَ بِهذَا العَصرِ تَغفِيلُ
إنَّ البَياضَ وإِنْ أَعيَتهُ غُربَتُهُ
أبهَى الصِّفاتِ وفَوقَ الرُّوح إكلِيلُ
دَعِ السَّواد الذِي يغشى ضمائِرهم
وعِش نقيا فِداك القَال والقيلُ
....
الحمدان
10-31-2024, 12:08 AM
إن سألتني كم مرة جئت في بالي
سأقول مرة لأنك أتيت ولم تغادرني
جلال الدين الرومي
الحمدان
10-31-2024, 12:10 AM
إن كُنتَ تشكو من الدنيا وقَسوَتِها
فمَن تُراهُ مِن الأكدارِ قد سَلِما
ما دامَ عَيشُكَ في أَمنٍ وعافيةٍ
لم يبقَ في العُمرِ مايُخشى وإن عظُما
ياحاملَ الهمّ لاتحزُنكَ عاصِفةٌ
هبّتْ على قلبكَ الموجوعِ فانهدَما
سيَبعَثُ الله مِن آفاق رحمَتهِ
لُطفاً يُرمّمُ في جَنبَيكَ ماهُدِما
....
الحمدان
10-31-2024, 12:12 AM
خرج المتنبي على غير عادته عن شعر الحكمة والمدح والفخر وقال بيتين من أعذب وأرقّ أبيات شعر الغزل على الإطلاق
فقال :
لا السيفُ يفعلُ بي ما أنتِ فاعلةٌ
ولا لقاءُ عدوَّي مثلَ لُقياك
لو باتَ سهمٌ من الأعداءِ في كَبدي
ما نالَ مِنَّيَ ما نالتْهُ عيناك
الحمدان
10-31-2024, 12:17 AM
مررتِ بصدري وحان البكاء
فتبًا لدمعي وهذا اللقاء
تركتِ دموعي على راحتيَّ
وأشعلتِ في القلب حفل عزاء
ألا تعلمينَ عذاب الحنينِ
وكيف يمرُّ عليَّ المساء
سترتُ من الحزن ما أستطيع
وطيفك يكشف عني الغطاء
مددت إليك يدَ الشوق وجداً
بُليت بحبك شر ابتلاء
فربُّ السماوات يمحو الذنوب
فلسنا ملائكةً أنبياء
رميتِ الودادَ، قهرتِ الفؤادَ
شريت العنادَ وبعتِ الوفاء
طلبتُ السماحَ رجوتُ ركعت
وأنت تزيدين نار الجفاء
تكبّر قلبُك حتى استبدَّ
فيا للغرور الذي في النساء
الشاعرة جمانة جمال
الحمدان
10-31-2024, 12:17 AM
أنظر لمن قد كان يلهو ويرتعُ
والموت جاء فللمنية يخضعُ
قد كان أمسًا في القصورِ منعماً
واليوم أضحى في المقابر يقبعُ
....
الحمدان
10-31-2024, 12:19 AM
وقد نُحبّ أُناسًا دون رُؤيتهم
لاشيء غير انجذاب الروح للروحِ
جلال الدين الرومي
الحمدان
10-31-2024, 12:29 PM
خَزَائِنُ اللهِ تُغنِي كُلَّ مُفتقرٍ
وَفِي يَدِ اللهِ لِلسُّؤَّالِ مَاسَأَلُوا
....
....
الحمدان
10-31-2024, 03:50 PM
لَوْ أَنَّ قَلْبَكَ لِي يَرقّ ويَرْحَمُ
ما بِتُّ مِنْ خَوْفِ الهَوى أَتأَلَّمُ
وَمِنَ العَجَائِبِ أنّني والسُّهْمُ لي
مِنْ ناظِريْكَ وفي فُؤادِي أَسْهُمُ
يا مُتْهِمَا قَلْبي بِسَلْوةِ حُبِّهِ
هَيْهَاتَ يُنْجِدُه وَأَنْتَ المُتْهِمُ
....
الحمدان
10-31-2024, 03:52 PM
أَوَدُّ مِنَ الأَيّامِ مالا تَوَدُّهُ
وَأَشكو إِلَيها بَينَنا وَهيَ جُندُهُ
يُباعِدنَ حِبّاً يَجتَمِعنَ وَوَصلُهُ
فَكَيفَ بِحِبٍّ يَجتَمِعنَ وَصَدُّهُ
أَبى خُلُقُ الدُنيا حَبيباً تُديمُهُ
فَما طَلَبي مِنها حَبيباً تَرُدُّهُ
....
الحمدان
10-31-2024, 03:53 PM
ما زلتُ أبكي مُذ رحلت كأنما
في كلّ ثانيةٍ بكائي ودّعَك
و تأُزّني ذكرى رحيلكَ كلّما
قالت ظنوني أنّني مَن ضيّعَك
لكنني والله يعلمُ حالنا
رغمَ ابتعادكَ كنتُ وحدي أتبعك
....
الحمدان
10-31-2024, 03:54 PM
خَليلَيَّ لا وَاللَهِ ما القَلبُ سالِمٌ
وَإِن ظَهَرَت مِنّي شَمائِلُ صاحِ
وَإِلّا فَما بالي وَلَم أَشهَدِ الوَغى
أَبيتُ كَأَنّي مُثقَلٌ بِجِراحِ
....
الحمدان
10-31-2024, 03:59 PM
وليعلَم الخِلُّ أني في محبّتهِ
أسترخِصُ الروحَ إن الرّوحَ تَفديهِ
إن يذرُف الدّمع من عينَيه خَوف غدٍ
فإنّني من غدِ الأيام أحمِيهِ
فَكفْكف الدّمع يا خِلي وكُن نَغمًا
لا يَعرِفُ السَّعد إلا مَن يُغنّيهِ
فأنتَ ماكُنتَ للأحزانِ أُغنية
بل أنتَ شِعرٌ وفِي الأفراحِ أُلقيهِ
....
الحمدان
10-31-2024, 04:04 PM
وسكنتني حتى ظنَنتك أَجْمَعِيْ
وظننـتُني بَعْضًا يُمـثّلُ أَجْمَعَكْ
فكأنّ رُوحك حيَّةٌ في أضلعي
وكأنّ أنْفاسِي تُحرّكُ أضْلُعكْ
فإذا رآك النّاسُ تَمْشِي واحدًا
حيّوْك فَرْدًا ثُمّ حيّوْني معكْ
....
الحمدان
10-31-2024, 04:05 PM
وليسَ الوصلُ في الُّلقيا ولكنْ
ودادٌ في القلوبِ بلا جفاءِ
فكم مَن حاضرٍ قَد غابَ عنَّا
وَكم مَن غائبٍ زاهي اللقاءِ
....
الحمدان
10-31-2024, 04:06 PM
من يطلب الودّ ممن لا يقدّرُه
كطالبِ البردِ عند القيظِ من نارِ
فكن على حذرٍ ممن تقرّبُه
وامنحه ودّكَ مِقداراً بمقدارِ
فإن حبَاكَ ببعضٍ منه ذو ثقةٍ
فجازِ عن كلّ مثقالٍ بقنطارِ
....
الحمدان
10-31-2024, 04:08 PM
لو كنت أنت معي والناسُ غائبةٌ
عني لما ضرّني من غابَ أو هَجَرا
إن كنت حولي فكل الناس حاضِرةٌ
حولي وإن غِبتَ لم أشعُر بمن حَضَرا
....
الحمدان
10-31-2024, 04:10 PM
رسالتي لك...
إياك أن يكون شغلك الشاغل
عيوب فلان وسقطاته وزلاته
فإنك لاتحاسب عليها
وحسنات الناس لأنفسهم لا لك
فاشغل نفسك بإصلاح عيوبك
والتوبة من سيئاتك
وزيادة حسناتك
فهى الباقية فى كتابك
فعلامة خسران العبد انشغاله
بعيوب الناس
بقلمي
الحمدان
10-31-2024, 06:44 PM
لِلَّهِ دَرُّ الشَيبِ مِن واعِظٍ
وَناصِحٍ لَو سُمِعَ الناصِحُ
يَأبى الفَتى إِلّا اتِّباعَ الهَوى
وَمَنهَجُ الحَقِّ لَهُ واضِحُ
فَاسمُ بِعَينَيكَ إِلى نِسوَةٍ
مُهورُهُنَّ العَمَلُ الصالِحُ
لا يَجتَلي الحَوراءَ مِن خِدرِها
إِلّا امرُؤٌ ميزانِهِ راجِحُ
مَنِ اتَّقى اللَهَ فَذاكَ الَّذي
سيقَ إِلَيهِ المَتجَرُ الرابِحُ
شَمِّر فَما في الدينِ أُغلوطَةٌ
وَرُحْ لِما أَنتَ لَهُ رائِحُ
أبو نواس
الحمدان
10-31-2024, 06:46 PM
ولو لم يَبُحْ بالشُّكرِ لفظي لخبَّرَتْ
يميني بما أوليتَنِي وشماليَا
الناشيء الأكبر
الحمدان
10-31-2024, 07:22 PM
حماهُ الكَرى همٌّ سرى فتأوَّبا
فبات يُراعي النجم حتى تَصوَّبا
أعينيَّ جودا لي فقد جُدْتُ للثرى
بأكثرَ مما تَمنعانِ وأطيبا
بُنِيَّ الذي أهديتُهُ أمسِ للثرى
فلِلّهِ ما أقوى قَناتي وأصلَبا
فإن تمنعاني الدمعَ أرجعْ إلى أسىً
إذا فَتَرتْ عنه الدموعُ تلهَّبا
علي ابن العباس بن جريج
أو جرجس
الحمدان
10-31-2024, 07:23 PM
وانتقدَ السُّكَّرَ نُقَّادُهُ
وشاوروا في نقده المُذهبا
فلا إذا العينُ رأتها نَبَتْ
ولا إذا الضِّرس علاها نبا
لاتنكروا الإدلالَ من وامقٍ
وجَّهَ تلقاءكُمُ المطلبا
إنِّي تسحّبتُ على طَوْلكم
بَدءاً فما استخشَنْتُه مَسحبا
فليُنصفِ الوُدَّ فتىً ماجدٌ
أضحى التقاضي معه متعبا
كأنه لم يدرِ أنَّ العلا
تُزْري على العُرف إذا أنصبا
يارُبَّ معروفٍ له قيمةٌ
كُدِّرَ صافيهِ بأنْ يُطلبا
تَبَرُّعُ التحفةِ زَيْنٌ لها
وعيبُها الفاحشُ أن تُخْطبا
وعزةُ المعروف في ذُلِّه
وذلّةُ العُرف إذا استصْعِبا
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:23 PM
هل بالديار سوى صَداكَ مُجيبُ
أم هل بهِنَّ على بُكاكَ مُثيبُ
ومن العجائب أن تسائلَ دارَهمْ
عنهُمْ وقلبُكَ فيهِمُ مَجنوبُ
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:23 PM
أرى الصبر محموداً وعنه مذاهبٌ
فكيف إذا ما لم يكن عنهُ مذهبُ
هناك يَحِقُّ الصبرُ والصبرُ واجبٌ
وما كان منه كالضرورة أوجبُ
فشدَّ أمرؤٌ بالصبر كفّاً فإنهُ
له عِصمةٌ أسبابُها لا تُقضَّبُ
هو المَهْربُ المُنجِي لمن أحدَقتْ بهِ
مكارِهُ دهرٍ ليس منهنّ مَهْربُ
أَعُدُّ خِلالاً فيه ليس لعاقل
من الناس إِن أُنصفنَ عنهنّ مرغبُ
لَبُوسُ جَمَالٍ جُنَّةٌ من شماتةٍ
شِفاءُ أسىً يُثنَى به ويُثَوَّبُ
فيا عجباً للشيء هذي خلالهُ
وتاركُ ما فيه من الحظّ أعجبُ
وقد يَتظنَّى الناسُ أنّ أَساهُمُ
وصبرَهُمُ فيهم طِباعٌ مركَّبُ
وأنهما ليسا كشيءٍ مُصَرَّفٍ
يُصرِّفُهُ ذو نكبةٍ حين يُنكبُ
فإن شاء أن يأسَى أطاع له الأسى
وإن شاء صبراً جاءهُ الصبرُ يُجلَبُ
ولكن ضروريان كالشيء يُبتلى
به المرءُ مَغْلوباً وكالشيء يذهبُ
وليسا كما ظنوهما بل كلاهما
لكل لبيبٍ مستطاعٌ مُسبَّبُ
يُصرِّفه المختارُ منا فتارةً
يُرادُ فيأتي أو يُذادُ فيذْهبُ
إذا احتج محتجٌ على النفس لم تكد
على قَدَرٍ يُمنَى لها تتعتّبُ
وساعَدَهَا الصبرُ الجميلُ فأقبلتْ
إليها له طوعاً جَنائبُ تُجنَبُ
وإنْ هو منَّاها الأباطيل لم تزل
تُقاتل بالعَتْبِ القضاءَ وتُغلَبُ
فَتُضحي جزوعاً إن أصابتْ مصيبةٌ
وتُمسي هلوعاً إن تَعذَّرَ مَطلبُ
فلا يَعذِرنَّ التاركُ الصبرَ نفسَهُ
بأن قيلَ إنَّ الصبرَ لا يُتكسَّبُ
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:24 PM
كأني أرى بالظعن طعنَ مُطاعِنٍ
وبالضرب في الأقطار ضربَ مضاربِ
وليس جزائي أن أَخيب لأنني
جَبُنْتُ ولم أُخْلَق عتادَ مُحارِبِ
يُطَالبُ بالإقدام من عُدَّ مُحْرَباً
وسُمِّي مذ ناغى بقودِ المَقانبِ
ولم يمشِ قيدَ الشبرِ إلا وفوقه
عصائبُ طيرٍ تهتدي بعصائبِ
فأمَّا فتىً ذو حكمةٍ وبلاغةٍ
فطالبْهُ بالتسديد وسط المَخاطبِ
أَثبني ورَفِّهني وأَجزلْ مثوبتي
وثابرْ على إدرارِ بِرِّي وواظبِ
لتأتيني جدواك وهي سليمةٌ
من العيب ما فيها اعتلالٌ لعائبِ
أثقِّلُ إدلالي لتحملَ ثِقْلَهُ
بطوع المُراضي لا بكرهِ المغاضبِ
وما طلبُ الرِّفْد الهَنيء ببدعةٍ
ولا عجبُ المُسترفدِيهِ بعاجبِ
وذاك مَزيدٌ في معاليك كلُّهُ
وفي صدقِ هاتيك القوافي السواربِ
وما حَقُّ باغيك المزيدَ انتقاصُهُ
ولاسيما والمالُ جَمُّ الحلائبِ
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:24 PM
وإني لأشقَى الناس إن زُرَّ ملبسي
على إثمِ أفَّاكٍ وحسرةِ خائبِ
وكنتَ الفتى الحرَّ الذي فيه شيمةٌ
تَشيم عن الأحرار حدَّ المَخالبِ
ولست كمن يعدو وفي كلماتِهِ
تظلُّمُ مغصوبٍ وعدوانُ غاصبِ
يحاول معروفَ الرجالِ وإن أَبوْا
تعدَّى على أعراضهم كالمُكالبِ
وأصبح يشكو الناسَ في الشعر جامعاً
شكايَة مسلوبٍ وتسليطَ سالبِ
فلا تَحرمنّي كي تُجِدَّ عجيبةً
لقومٍ فحسبُ الناس ماضي العجائبِ
ولا تنتقصْ من قدر حظّي إقامتي
سألتك بالداعين بين الأَخاشبِ
وما اعتقلتني رغبةٌ عنك يَمَّمت
سواك ولكن أيُّ رهبة راهبِ
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:24 PM
ولا يعجبنَّ الناسُ من سعي متعَبٍ
مُشيحٍ لجدوى مستريح مُداعبِ
فمن ساد قوماً أوجب الطولُ أن يُرى
مُجِدّاً لأدناهُمْ وهم في الملاعبِ
ومن لم يزل في مَصْعَدِ المجد راقياً
صعابَ المَراقي نال عُليا المراتبِ
ألم ترني أتعبتُ فكري مُحكِّكاً
لك الشعرَ كي لا أُبتلى بالمتاعبِ
نَحلتُك حَلْياً من مديحٍ كأنه
هَوى كلِّ صبٍّ من عِناق الحبائبِ
أنيقاً حقيقاً أن تكون حِقاقُهُ
من الدرّ لا بل من ثُدِيِّ الكواعبِ
وأنت له أهلٌ فإن تجْزني به
أزِدْك وإن تُمْسِكْ أقفْ غيرَ عاتِب
فإن سَألتْنِي عنك يوماً عصابةٌ
شهدتُ على نفسي بسوء المناقبِ
وقلت دعاني للندى فأتيتُهُ
فأمسكَهُ بل بثَّهُ في المناهبِ
وما احتجزتْ مني لُهاهُ بحاجزٍ
ولا احتجبتْ عني هناك بحاجبِ
ولكن تَصدَّتْ وانحرفتُ لحرفتي
ففاءت ولم تظلِم إلى خيرِ واهبِ
وما قلت إلا الحقَّ فيك ولم تزل
على منهجٍ من سُنّةِ المجد لاحبِ
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:25 PM
بمحتفل ثَرٍّ وأزهر ثاقِبِ
وأحسُن عرفٍ موقعاً ما تنالُهُ
يدي وغُرابي بالنوى غيرُ ناعبِ
أراك متى ثَوَّبتني في رفاهةٍ
زففتَ إليَّ المُلْكَ بين الكتائبِ
وأنت متى ثوَّبتني في مشقّةٍ
رأيتك في شخصِ المُثيب المعاقِبِ
ولو لم يكن في العرف صافٍ مهنّأٌ
وذو كَدَرٍ والعرفُ شتَّى المَشاربِ
إذاً لم يقل أعلى النوابغِ رتبةً
لمِقوَلِ غَسّانِ الملوكِ الأَشايبِ
عليَّ لعمروٍ نعمةٌ بعدَ نعمةٍ
لوالِده ليستْ بذات عقاربِ
وما عقربٌ أدهَى من البين إنه
له لَسْعةٌ بين الحشا والترائبِ
ومن أجل ما راعى من البين قوله
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:25 PM
تُكلّفني هولَ السِّفارِ وغولَهُ
رفيقَ شتاءٍ مُقْفعِلَّ الرواجبِ
ولاسيّما حين ارتدى الماءُ كِبْرَهُ
وشاغَب أنفاسَ الصَّبا والجنائبِ
وهرَّتْ على مُستطرِقي البَرَّ قَرَّةٌ
يَمسُّ أذاها دونَ لوثِ العصائبِ
كأن تمامَ الودِّ والمدح كلَّهُ
هُوِيُّ الفتى في البحر أو في السَّباسبِ
لعمري لئن حاسَبْتني في مثوبتي
بخفضي لقد أجريتَ عادةَ حاسبِ
حَنانَيْك قد أيقنتُ أنك كاتبٌ
له رتبةٌ تعلو به كلَّ كاتبِ
فدعني من حكمِ الكتابة إنهُ
عدوٌ لحكم الشعر غيرُ مقارِبِ
وإِلّا فلَم يستعملِ العدلَ جاعلٌ
أَجَدَّ مُجدٍّ قِرْنَ أَلعبِ لاعبِ
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:25 PM
أُقرُّ على نفسي بعيبي لأنني
أرى الصدقَ يمحو بَيّنات المعايبِ
لَؤُمْتُ لَعمر اللَّه فيما أَتيتُهُ
وإن كنتُ من قومٍ كرام المناصِبِ
لهم حِلْمُ إنسٍ في عَرامة جِنّةٍ
وبأسُ أُسودٍ في دهاء ثعالبِ
يصولون بالأيدي إذا الحربُ أَعملتْ
سيوفَ سُريجٍ بعد أرماح زاعبِ
ولا بد من أن يَلؤُم المرءُ نازعاً
إلى الحَمَأ المسنونِ ضربة لازبِ
فقل لأبي العباس لُقِّيتَ وجهَهُ
وحَسْبُك مني تلك دعوةَ صاحبِ
أمَا حقُّ حامي عِرض مثلك أن يُرى
له الرفدُ والترفيهُ أَوْجَبَ واجبِ
أَمِنْ بعدِ ما لم تَرْعَ للمالِ حرمةً
وأسلمتَهُ للجود غيرَ مُجاذبِ
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:25 PM
ألا ماجدُ الأخلاقِ حُرٌّ فَعالُهُ
تُباري عطاياهُ عطايا السحائبِ
كمثل أبي العباس إنَّ نوالَهُ
نوال الحيا يسعى إلى كلِّ طالبِ
يُسيِّر نحوي عُرْفَهُ فيزورني
هنيئاً ولم أركبْ صعابَ المراكبِ
يَسير إلى مُمتاحه فيجودُهُ
ويكفي أخا الإمحال زَمَّ الركائبِ
ومن يكُ مثلاً للحيا في عُلُوِّهِ
يكنْ مثلَهُ في جودهِ بالمواهبِ
وإنَّ نِفاري منه وهو يُريغني
لَشيءٌ لرأي فيه غيرُ مناسبِ
وإن قعودي عنهُ خيفةَ نكبةٍ
لَلؤمُ مَهَزٍّ وانثناءُ مَضاربِ
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:26 PM
وما زال ضاحِي البَرِّ يضربُ أهلَهُ
بسوطَيْ عذابٍ جامدٍ بعد ذائبِ
فإن فاته قَطْرٌ وثلج فإنه
رَهين بسافٍ تارةً أو بحاصبِ
فذاك بلاءُ البرِّ عنديَ شاتياً
وكم ليَ من صيفٍ به ذي مثالبِ
ألا رُبَّ نارٍ بالفضاء اصطليتُها
منَ الشَّمسِ يودي لَفْحُهَا بالحواجبِ
إذا ظلتِ البيداءُ تطفو إِكامُها
وترسُبُ في غَمْرٍ من الآلِ ناضبِ
فدعْ عنك ذكرَ البَرِّ إني رأيتُهُ
لمن خاف هولَ البحر شَرَّ المَهاربِ
كِلا نُزُلَيْهِ صيفُهُ وشتاؤُهُ
خلافٌ لما أهواهُ غيرُ مُصاقبِ
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:27 PM
إلى اللَّه أشكو سخفَ دهري فإنه
يُعابثني مذ كنت غيرَ مُطائبِ
أبَى أن يُغيثَ الأرضَ حتى إذا ارتمتْ
برحلي أتاها بالغُيوثِ السواكبِ
سقى الأرضَ من أجلي فأضحتْ مَزِلَّةً
تَمايَلُ صاحيها تمايُلَ شاربِ
لتعويقِ سيري أو دحوضِ مَطيَّتي
وإخصابِ مُزوَّرٍ عن المجد ناكبِ
فملتُ إلى خانٍ مُرثٍّ بناؤُه
مميلَ غريقِ الثوب لهفانَ لاغِبِ
فلم ألقَ فيه مُستراحاً لمُتعَبٍ
ولا نُزُلاً أيانَ ذاك لساغِبِ
فما زلتُ في خوفٍ وجوعٍ ووحشةٍ
وفي سَهَرٍ يستغرقُ الليلَ واصبِ
يؤرِّقني سَقْفٌ كأّنيَ تحته
من الوكفِ تحت المُدْجِنات الهواضبِ
تراهُ إذا ما الطينُ أثقلَ متنَهُ
تَصِرُّ نواحيه صريرَ الجنادبِ
وكم خَانِ سَفْرٍ خَانَ فانقضَّ فوقهم
كما انقضَّ صقرُ الدجنِ فوق الأرانبِ
ولم أنسَ ما لاقيتُ أيامَ صحوِهِ
من الصّرِّ فيه والثلوج الأشاهبِ
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:27 PM
أخافُ على نفسي وأرجو مَفازَها
وأستارُ غَيْب اللّهِ دونَ العواقبِ
ألا من يريني غايتي قبل مذهبي
ومن أين والغاياتُ بعد المذاهبِ
ومِنْ نكبةٍ لاقيتُها بعد نكبةٍ
رَهِبتُ اعتساف الأرضِ ذاتِ المناكبِ
وصبري على الإقتار أيسرُ مَحْملاً
عليَّ مِنَ التغرير بعد التجاربِ
لقِيتُ من البَرِّ التّباريحَ بعدما
لقيتُ من البحر ابيضاضَ الذوائبِ
سُقيتُ على ريٍّ به ألفَ مَطْرةٍ
شُغفتُ لبغضِيها بحبّ المجَادِبِ
ولم أُسْقَها بل ساقَها لمكيدتي
تَحامُق دهرٍ جَدَّ بي كالمُلاعبِ
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:27 PM
دعِ اللَّومَ إن اللَّومَ عونُ النوائِبِ
ولا تتجاوز فيه حدَّ المُعاتِبِ
فما كلُّ من حطَّ الرحالَ بمخفِقٍ
ولا كلُّ من شدَّ الرحال بكاسبِ
وفي السعي كَيْسٌ والنفوسُ نفائسٌ
وليس بكَيْسٍ بيعُها بالرغائبِ
وما زال مأمولُ البقاء مُفضّلاً
على المُلك والأرباحِ دون الحرائبِ
حضضتَ على حطبي لناري فلا تدعْ
لك الخيرُ تحذيري شرورَ المَحاطبِ
وأنكرتَ إشفاقي وليس بمانعي
طِلابي أن أبغي طلابَ المكاسبِ
ومن يلقَ ما لاقيتُ في كل مجتنىً
من الشوك يزهدْ في الثمار الأَطايبِ
أذاقتنيَ الأسفارُ ما كَرَّه الغِنَى
إليَّ وأغراني برفض المطالبِ
فأصبحتُ في الإثراء أزهدَ زاهدٍ
وإن كنت في الإثراء أرغبَ راغبِ
حريصاً جباناً أشتهي ثم أنتهي
بلَحْظي جناب الرزق لحظَ المراقبِ
ومن راح ذا حرص وجبن فإنه
فقير أتاه الفقر من كل جانبِ
ولما دعاني للمثوبة سيّدٌ
يرى المدح عاراً قبل بَذْل المثَاوبِ
تنازعني رغْبٌ ورهب كلاهما
قويٌّ وأعياني اطِّلاعُ المغايبِ
فقدمتُ رجلاً رغبةً في رغيبةٍ
وأخّرتُ رجلاً رهبةً للمعاطبِ
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:28 PM
أتاني مقالٌ من أخٍ فاغتفرتُهُ
وإن كان فيما دونَهُ وجهُ مَعْتَبِ
وذكَّرتُ نفسي منه عند امتعاضها
محاسنَ تعفو الذنبَ عن كل مُذنبِ
ومثلي رأى الحُسنى بعينٍ جَليَّةٍ
وأغضى عن العوراء غيرَ مُؤنِّبِ
فيا هارباً من سُخطنا مُتنصلاً
هربتَ إلى أنجى مَفرٍّ ومَهربِ
فعذرُك مبسوطٌ لدينا مُقدَّمٌ
ووُدُّك مقبولٌ بأهلٍ ومرحبِ
ولو بَلَّغْتني عنك أذْني أقمتُها
لديَّ مُقامَ الكاشح المُتكذّبِ
ولستُ بتقليب اللسان مُصارماً
خليلي إذا ما القلبُ لم يتقلبِ
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:28 PM
أصبحتُ شيخاً له سَمْتٌ وأبَّهةٌ
يدعونني البيضُ عمّاً تارةً وأبا
وتلك دعوةُ إجلالٍ وتَكرِمةٍ
ودِدتُ أنِّيَ معتاضٌ بها لَقَبا
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:28 PM
إذا أُخِّرتْ سرجُ الجبان وجدتَني
أغامسها في حومة الطعن والضربِ
متى يَلقني قِرْنِي فإنّ قُصارَهُ
على ضَربةٍ أو طعنة ثَرَّةِ الشَّخبِ
وإني لذو حلمٍ وشَغْبٍ وراءه
فحلمٌ لذي حلمٍ وشغب لذي شغبِ
وإني لنَحَّار لدى الأَزْبِ لا يَني
قِرايَ من الكُوم المقاصيد كالهَضْبِ
إذا حاردتْ خورُ العِشار حلبتها
دماءً وقدْماً كان ذلك من حلبي
وقد يَرْجعُ الوجناءَ سيري وعينُها
مُهَوَّكةٌ مثلُ الصُّبابة في الوَقْبِ
طويتُ حشاها طيّةَ البُرد بعدما
طويتُ بها سهباً عريضاً إلى سهبِ
أنا ابن شهابِ الحرب يونان ذي العلا
ولا فَخر إن الفخر فرعٌ من العُجْبِ
وكم من أبٍ لي ماجد وابن ماجد
له شرف يُرْبي على الشرف المُرْبي
إذا مَطرتْ كفّاهُ بالبذل نَوَّرتْ
له الأرضُ واهتزت رُباها من الخصْب
وإن حاول الأعداءُ يوماً بكيدِه
أحلَّ بمن عاداه راغيةَ السَّقبِ
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:28 PM
إذا نحن شئنا عَلَّلتنا صوادحٌ
من الطير جمَّاتِ الأهازيج والنَّصْبِ
فذاك نَصيبُ السَّلم عندي ولم أكنْ
لأنسى نصيبَ الحرب في نُوُب الحربِ
أخي دون إخواني إذا الحربُ شمَّرت
حسامٌ بحدَّيه فُلولٌ من الضربِ
له حين يعلو قَوْنَسَ القِرن هَبَّةٌ
تُواصلُ ما بين الذؤابة والعَجْبِ
إذا شيم فيه بارقُ الموت أو مَضْت
به صفحةٌ مثلُ العقيقة في الجلبِ
ومُطَّردٌ مثل الرِّشاء تهزه
كعوبٌ تدانت فيه مثلَ نوى القَسْبِ
عليه سِنانٌ يَرْعُفُ الموتَ لهذمٌ
قليلُ التخفِّي بالجوانح والجنبِ
وكلّ ابن ريحٍ يسبِقُ الطرفَ مَعْجُه
تُطَوِّحُه عَطْوَى منوعاً لدى الجدبِ
صنيعٌ مَريشٌ قوَّم القَيْنُ متنَه
فجاء كما سُلَّ النخاع من الصُّلْبِ
يُغلغلُهُ في الدرع نصلٌ كأنه
لسانُ شجاع مُخرَجٌ همَّ باللَّسْبِ
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:29 PM
إذا بَرَّكتَ في صومٍ لقومٍ
دعوتَ لهم بتطويل العذابِ
وما التبريكُ في شَهرٍ طويلٍ
يُطاولُ يومُهُ يوم الحسابِ
فليت الليلَ فيه كان شهراً
ومرَّ نهارُهُ مرَّ السحابِ
فلا أهلاً بمانعِ كُلِّ خيرٍ
وأهلاً بالطعام والشرابِ
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:29 PM
سأُثْلِجُ باصطناع العُرف صدري
وأُعدِمُ كاهلي ثِقَلَ الذُّنوبِ
وأُحسِنُ لا بحظِّك بل بحظي
ولَلْإحسانُ آنسُ للقلوبِ
إذا ذَكرتْ أياديَها نفوس
أفاقت من مُعالجة الكروبِ
وآمنُ ما يكونُ المرءُ يوماً
إذا لبس الحذارَ من الخطوبِ
أمورٌ أقبلتْ بعد التَّوَلِّي
وشمسٌ أشرقت بعد الغروبِ
ومن يكُ ذُخرُهُ رمحاً وسيفاً
فنصرُ اللَّهِ ذُخرِي للحروبِ
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:29 PM
رأيتك شبَّهْتَ الضمير وحفظَهُ
حَسائكَهُ بالحوض في حفظه الشَّربا
وقرَّضتَ منه أن يصادَف حِفْظُهُ
كحفظ حياض المورد الملحَ والعذبا
ألا كان كالغربال يَنْفِي زُؤانَهُ
وما كان من قَصْرٍ ويحتبسُ الحَبَّا
ألا كان مثل القِدْرِ تنفي غُثاءها
وتَقْنَى عُرَاقَ اللحمِ والمرقَ العذبا
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:29 PM
إذا ما كساك اللَّه سربالَ صحةٍ
ولم تخلُ من قوتٍ يَحِلُّ ويَعذُبُ
فلا تَغْبِطنَّ المترفين فإنهم
على قدْرِ ما يكسوهُمُ الدهرُ يَسْلبُ
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:30 PM
لا تُطعمنَّا لحمك المتَّقَى
فليس مما يأكل الساغبُ
وكيف أكلُ الناسِ لحمَ امرىء
مِقْوَلُهُ صَمْصَامَةٌ قاضبُ
واعلم بأنَّ الناسَ من طينةٍ
يصدق في الثلب لها الثالبُ
لولا عِلاجُ الناسِ أخلاقَهُم
إذاً لفاح الجمأُ اللازبُ
ومن غدا مثلك في مجده
حُمِّل ما لا يحمل الصاقبُ
فقاتِل الشُّحَّ بجند النّدى
يُنْصَرْ عليه إلبُكَ الآلبُ
واغرَمْ حُطاماً واغتنمْ سمعةً
فالزادُ ماضٍ والثّنا راتبُ
هذا مزاحٌ يا أخي كُلُّهُ
لشانئيك الشَجَبُ الشاجبُ
فاستصلحِ المالَ فمن دونِهِ
أُسْدٌ عليها الأشَبُ الآشبُ
إن الإخاء المصطفى بيننا
ليس له من غيره شائبُ
أقسمتُ والحق له فضلُهُ
إذا الْتَقَى المحتجُّ والشاغبُ
أنَّك ممّا يجتني المجتني
ولستَ ممّا يحطِبُ الحاطبُ
فاعمَرْ من النعماء في دولةٍ
منصورةٍ ليس لها قالبُ
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:30 PM
لم يلفح الصيفُ له صفحةً
ولا سقاه عُودهُ الشاسبُ
قد ناصب الوردَ فمِنْ قولهِ
لا يلتقي الشِّيعيُّ والناصبُ
وزَخْرِفِ البيتَ كما زُخرفتْ
روضةُ حَزْنٍ جادها هاضبُ
واجلُبْ لهم حَسناءَ في شدوها
لكلِّ ما سرَّهُمُ جالبُ
مُحسنةً ليست بخطَّاءة
طائرُها الهادِلُ لا الناعبُ
بيضاءَ خُوْداً رِدْفُها ناهدٌ
غيداءَ رُوداً ثديُها كاعبُ
مملوكةً بالسيف مَغْصوبةً
لها دلالٌ مالِكٌ غاصبُ
تَستوهِبُ الجيد إذا أَتلعتْ
من ظبيةٍ أَفْزَعها طالبُ
كأنَّ من عُولجَ من سِحرها
زجاجةٌ يشعبُها شاعبُ
نعيمُ من نادمها دائمٌ
وبَرْحُ من فارقهَا واصبُ
كأنها والبيتُ مُستضحِكٌ
والعودُ في قَبْضتها صاخبُ
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:30 PM
لاتحسَبنِّي عنك في غَفْلةٍ
عَوْدِي وشيكٌ أيها الصاحبُ
قلتُ لصحبي حين راوغْتَهم
لاتحزنوا قد يشهدُ الغائبُ
سيصنعُ اللَّهُ لنا في غدٍ
إن كان أكْدَى يومُنا الخائبُ
كُرُّوا على الشيخ بتطفيلةٍ
عن عَزْمةٍ كوكبُها ثاقبُ
وإن زَواهُ عنكُمُ جانبٌ
فلا يَفُتْكُم ذلك الجانبُ
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:31 PM
نجَّاك يا ابن الحاجِبِ الحاجبُ
وأين ينجو منّيَ الهاربُ
أبعدَ إحرازِك أيمانَنا
هاربْتَنا واعتذر الحاجبُ
يا واقباً بالأمس في بيتهِ
ما وقبَ المِخراقُ يا واقبُ
يا عجباً إذ ذاك من حالةٍ
دافِعُنا فيها هو الجاذِبُ
حقّاً لقد أولَيتَنَا جَفوةً
يُمحِلُ منها البلدُ العاشبُ
انظُر بعين العدلِ تُبْصرْ بها
أنك عن منهاجِه ناكبُ
سالمتَ أضداداً فحاربتنا
وذاك منك العَجَبُ العاجبُ
أحَرْبُنا حين أسَغْتَ الشَّجا
وحِزْبُنا إذ ضافَك الحازبُ
هِيبَتْ لقومٍ شرَّةٌ فاجْتبُوا
ولم يَهَبْ شِرَّتَنا هائبُ
وانصاعت الدعوةُ تِلْقاءَهُم
وصابَ فيهم مُزنُها الصائبُ
لابِدْعَ إن الحرب مرقوبةٌ
والسِّلمَ لا يرقُبُه راقبُ
هذا على أنك ذو شيمةٍ
يُدرُّها الماسحُ لا العاصبُ
لازلتَ مَنْ لاسَيْفُهُ ناكلٌ
قِدْماً ومن لابحرُه ناضبُ
ياحَسْرتا للسارِقي يومَنا
ولم يُصبهم مِخلَبٌ خالبُ
ماغرَّهم منا ونحن الأُلى
لم يُرَ في سلطانهم خاربُ
إن لم يُقيدونا بها مثلها
فالشعر حُرٌّ إن نَجَوْا سائبُ
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:31 PM
قد كنتَ تبذُلُ لي كتابك مرةً
فالآن فاكتُب لي إليكَ كِتابا
فأنا الزعيمُ عليك يا ابنَ محمدٍ
أنَّ الثواب يكون منك جَوابا
لاتشغلَنِّي بالعتاب فإن لي
شُغلاً بمدحك يُنْفدُ الأحقابا
قد أورقَ العودُ الذي أمّلْتُهُ
وحَلاَ جَناهُ لمُجتنيهِ وطابا
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:31 PM
إذا خُلَّةٌ خانتك بالغيب عهدها
فلا تجعلنَّ الحزنَ ضربةَ لازِبِ
وهبْ أنها الدنيا التي المرءُ مُوقنٌ
بفرقتها والمرءُ في شأن لاعبِ
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:32 PM
رأيتُ الأخلّاء في دهرنا
وأجدِرْ بنائبةٍ أن تنوبا
إذا حشدوا لأخٍ مرةً
أظلُّوه للمَنِّ عَوْداً رَكوبا
سأستَنصرُ اللَّهَ حسبي بهِ
نصيراً وإلا فحسبي حسيبا
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:32 PM
تظلَّمَ عمروٌ من هِجائي وقد عَلَتْ
بما قلتُ فيه حالُهُ ومراتبُهْ
وأغفلَ ظُلمِيهِ بقَصْدِيه راغباً
فواعجباً والدهرُ جمٌّ عجائبُهْ
ويا من جنى قَصْدي أبا الخَطْم إنه
تمنَّع واعتاصَتْ عليَّ مطالبُهْ
أُعيذُكَ من طَعْنِ الأعادي وقولهم
جَوادٌ تقضَّت من نَداهُ مآربُهْ
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:32 PM
طَرِبْتُ ولم تَطْربْ على حين مَطْرَبِ
وكيف التصابي بابن ستَّينَ أشيبِ
ومما حداك الشوقَ نوحُ حمامة
أرنَّتْ على خُوطٍ من البانِ أهدبِ
مطوَّقةٍ تبكي ولم أرَ قبلها
بدا ما بدا من شجوها لم تسلَّب
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:33 PM
لعمرُك ما السيفُ سيف الكميِّ
بأخوفَ من قلم الكاتِبِ
لهُ شاهدٌ إنْ تأمّلتَهُ
ظهرتَ على سرِّهِ الغائبِ
أداةُ المنيةِ في جانبَيْه
فَمِنْ مثلِهِ رهبةُ الراهبِ
سنانُ المنيّةِ في جانبٍ
وسيفُ المَنِيَّةِ في جانبِ
ألم تر في صدره كالسنان
وفي الرِّدفِ كالمُرْهَفِ القاضبِ
علي ابن العباس بن جريج
أو جرجس
الحمدان
10-31-2024, 07:33 PM
وغزالٍ ترى على وَجْنتيهِ
قَطْرَ سَهْمَيْهِ من دماء القلوبِ
لهفَ نفسي لتلك من وَجَنَاتٍ
وردُها وردُ شارقٍ مَهْضوبِ
أنهلَتْ صِبْغَ نفسها ثم عُلَّتْ
من دماءِ القتلى بغير ذنوبِ
بل أتى ما أتى إليهمْ من الأمر
بوِترٍ لديهمُ مطلوبِ
جرحتْهُ العيونُ فاقتصَّ منها
بجوىً في القلوب دامي النُّدوب
لم يُعادِلْهُ في كمالِ المعاني
توأمُ الحُسنِ من بني يعقوبِ
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:33 PM
ليس عن شرّكم ولا عن أذاكمْ
مُسْتمازٌ ولا ذَرىً للجَنوبِ
قلَّ مِنْ خيركم نصيبي ولكنْ
أنا من شَرّكم كثيرُ النصيبِ
إن تباعدت نالني من بعيدٍ
أو تقرَّبتُ نالني من قريبِ
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:34 PM
وتُسْلينيَ الأيامُ لا أنَّ لوعتي
ولا حَزَني كالشيء يُنْسى فَيَعْزُبُ
ولكنْ كَفاني مُسْلياً ومُعزِّياً
بأنْ المدى بيني وبينك يقربُ
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:34 PM
كساءَ بني نُوبَخت مهلاً فإنني
أراك تُناغي طيلسانَ بني حربِ
أُعيذكَ أن تأبى مَسيرةَ ليلةٍ
وتَصبرَ للتسيير في الشرق الغربِ
كسائي كسائي إنه الدربُ بيننا
فلا تَدَعِ الثَغرَ المخُوفَ بلا دَرْبِ
ولا تحسبَنِّي لا أغرِّدُ بالتي
تَليني بها في الحَفلِ طوراً وفي الشَّربِ
فأعْفِ بحقي في الشتاء فلن أرى
قَبولَ كساءٍ منك في الصيف ذي الكَرْبِ
وصبراً فإن الحُرَّ باللَّوْمِ تُبتغى
إثابَتُهُ والعبدُ بالشتمِ والضرب
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:34 PM
لاتَهُولنَّكَ شمسٌ كسفَتْ
دون أن تطلعَ مِنْ مغربِها
هان ذاك الرُّزءُ فيها مثلما
هانَ ما غرَّك من مَطْلَبِها
هي نارٌ وافقتْ مُطْفِئَها
لستَ بالآيس من مُلْهبِها
فابكِ مَنْ تُشفِقُ من مَعْطَبِهِ
فلقد أومِنْتَ من مَعْطِبها
ضلَّ باكٍ إن أبيخت جمرةٌ
سوف تُذكيها يَدا مُثْقبِها
ليس للشمسِ إذا ما كَسفَتْ
غيرُ شمسٍ تَخْلُفُ الشمسَ بِها
طَلَّةِ الصوتِ إذا ماغردت
رَكِبَتْ بدعةُ في موكبها
من بناتِ الروم لايَكْذِبُنا
لونُها المُشرق عن مَنْصبِها
قامةُ الغصن إذا ما اعتدلت
قامةُ الغصن إلى مَنْكِبِها
شَهِدَ الشاهدُ مِنْ أحسَنِها
فحكى الغائبَ من أطيَبِها
تشفَعُ الحُسنَ بإحسانٍ لها
تجلُبُ الأفراح من مَجْلبِها
فهي حَسْبُ العَيْن من نُزهتها
وهي حسبُ الأُذن من مَطربِها
تشرعُ الألحاظُ في وجْنتها
فتُلاقي الرِّيَّ في مَشْربِها
وجنةٌ للغُنْجِ فيها عقربٌ
وبلاءُ الصب من عقربِها
وإذا قامت إلى مَلعبها
كمَهاةِ الرمل في رَبْرَبِها
سألت أردافُها أعطافَها
هل رأتْ أوطأ من مَرْكَبِها
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:35 PM
إذا خاب داعٍ أو تناهَى دعاؤه
فإنّيَ داعٍ والإلهُ مجيبُ
دعاءَ امرىءٍ أحييتَ بالعُرْفِ نفسَه
وذاك دعاءٌ لا يكاد يَخيبُ
أدامَ لك اللَّهُ المكارمَ والعلا
فإنهما شيءٌ إليك حبيبُ
وأبقاكَ للمُدَّاح يُهدون مدحَهم
إليك على عِلّاتهمْ وتُثيبُ
تكشَّف ذاك الشَكوُ عنك وصرَّحَتْ
محاسنُ وجهٍ بُردهُنَّ قشيبُ
كما انكشفت عن بدرِ ليلٍ غِمامةٌ
أظلَّت وولَّتْ والمَرادُ خصيبُ
أغاثت ولم تَصْعق وإن هي أرعدت
فمات بها جَدْبٌ وعاش جديبُ
شَكاةٌ أجدَّت منك ذكرى وأنشأت
سحائبَ معروفٍ لهنّ صبيبُ
وأعقبَها بُرءٌ جديدٌ كأنه
شبابٌ رَديد شُقَّ عنه مشيبُ
وبالسَّبْكِ راقت نُقرةٌ وسبيكةٌ
وبالصقل راعَ المُنتضينَ قضيبُ
ففي كل دارٍ فرحةٌ بعد ترحةٍ
وفي كل نادٍ شاعرٌ وخطيبُ
يقولون بالفضل الذي أنت أهلُهُ
وكلهُمُ فيما يقول مُصيبُ
ولو صِين حيٌّ عن شَكاةٍ لَكُنتَهُ
ولكن لكُلٍّ في الشَّكاة نصيبُ
وفي الصبر للشَّكْوِ الممحِّص مَحملٌ
وفي اللَّه والعرفِ الجسيم طبيبُ
وأنت القريبُ الغوثِ من كل بائسٍ
دعاكَ فغوثُ اللَّهِ منك قريبُ
أبى اللّهُ إخلاءَ المكان يَسُدّهُ
فتىً مَا لَهُ في العالمين ضَريبُ
أعاذك أُنْسُ المجدِ من كلِّ وحشةٍ
فإنك في هذا الأنامِ غريبُ
وتاب إليك الدهرُ من كل سَيِّئٍ
وجاءك يسترضيك وهو مُنيبُ
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:35 PM
عجبتُ لقومٍ يقبلون مدائحي
ويأبْون تثويبي وفي ذاك مَعْجبُ
أشِعْرِي سَفسافٌ فَلِمْ يَجْتبونه
وإن لاتكن هاتي فَلِمْ لا أُثوَّبُ
حلفت بمن لو شاء سدَّ مَفاقِري
بما ليَ فيه عن ذوي اللُّؤمِ مَرْغَبُ
فَمَا آفتي شعرٌ إليهم مُبَغَّضٌ
ولكنه منعٌ إليهم محبَّبُ
وأعجبُ منهم معشرٌ ليس فيهمُ
بشعري ولا شيءٍ من الشعرِ مُعجَبُ
بَراذينُ ألهاها قديماً شعيرُها
عن الشِّعر تستوفي القضيمَ وتُركَبُ
من اللائي لاتنفكّ تجري سواكِناً
بفرسانها تِلقاءَ نارٍ تَلهَّبُ
تقُومُ بفرسانٍ تَحرَّكُ تحتها
أفانينُ فالركبان لا الظهرُ تتعبُ
فوارسُ غاراتٍ مَطاعينُ بالقنا
قناً لايُرى فيهن رمحٌ مُكَعَّبُ
وليست بأيديهم تُهَزُّ رماحُهُم
ولكن بأحْقِيهم تُهَزّ فَتُوعَبُ
ولا رمحَ منها بالنَّجيع مُخضَّبٌ
هناك ولكن بالرَّجيع مخضّبُ
ولستَ ترى قِرناً لهم يطعنونَهُ
بل المَرْكَبُ المعلوُّ قِرنٌ ومركبُ
ترى كلَّ عبدٍ منهمُ فوق ربِّه
ونيزَكُهُ الشِّبرِيُّ فيه مُغَيَّبُ
وأعجَبُ منهم جاهلون تَعاقلوا
وكُلُّهمُ عمَّا يُتمَّمُ أنكبُ
أغِثّاءُ ما فيهم أديبٌ علمتُه
ولا قابلُ التأديب حين يؤدَّبُ
خلا أنَّ آداباً أُعيروا حُلِيَّها
فأضحت بهم يُبكى عليها وتُندبُ
وكم من مُعارٍ زينةً وكأنه
إذا ماتحلَّى حَلْيَها يَتَسلَّبُ
بحقِّهمُ أن باعدوني وقَرَّبوا
سِواي وتقريبُ المُباعَد أوجبُ
رأى القومُ لي فضلاً يعاديه نقصُهُمْ
فمالوا إلى ذي النقص والشكلُ أقربُ
خفافيشُ أعشاها نهارٌ بضوئه
ولاءَ مَها قِطْعٌ من الليل غَيهبُ
بهائمُ لا تُصغي إلى شَدْوِ مَعْبدٍ
وأمَّا على جافي الحُداءِ فتَطربُ
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:35 PM
رأيتُ الذي يسعى ليُدركَ حَظَّهُ
كسارٍ بليلٍ كي يُسامتَ كوكبا
يسيرُ فلا يَسْطيعُ ذاك بسيره
وكيف وأنَّى رام شأواً مُغَرِّبا
ولم لم يَسِرْ وافاهُ لا شك طِلْبُه
بغير عناءٍ بادئاً ثم عَقَّبا
أرى الحظ يأتي صاحب الحظ وادعاً
ويعيي سواه ساعياً فيه مُتعبا
إذا كان مجرى كوكبٍ سَمْتَ هامةٍ
علاها وإلا اعتاص ذلك مطلب
اعلي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:35 PM
يامن غَدا وعزيمُهُ ولسانُهُ
سيفان شتّى في الخُطوب وفي الخُطَبْ
الحمدُ للّه الذي من فضلِهِ
أنَّا رُزِقْنا فيك حُسْنَ المنقلبْ
والحمدُ للّه الذي صَرف الردى
والحمد للّه الذي كشف الكُرَبْ
كُنّا نُكلِّفك المواهبَ مرةً
حتى إذا استُنْقِذْت من كفِّ العطَبْ
عَظُمتْ بك النُّعمى فقد ألهيتنا
عن كل شيء كان فيه لنا أرَبْ
فدع المواهب أنت موهبةٌ لنا
من ذي المعارج والمواهب لا تهبْ
إنا لَنستحيي وقد وافيتنا
من بعد يأسٍ أنْ نَكُدَّك بالطّلَبْ
من ذا يراكَ وقد سلِمتَ فلا يرى
فيك الغِنى لا في اللُّجين ولا الذهبْ
لانَبْتغي شيئاً سواك وإنما
طَلَبُ امرىءٍ ما بعدَ حاجتهِ كَلَبْ
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:36 PM
بيومِ بدرٍ أعزَّ الدينَ ناصرُهُ
وبابنِ بدرٍ أعز الظَّرْفَ والأدبا
يَمَّمْتُ بدرَ بني بدرٍ فما انتسبت
ألفاظهُ ليَ لكنْ وجهُهُ انتسبا
لاقيتهُ وأنا المملوءُ من غضب
على الزمان فسرَّى عنِّيَ الغضبا
فلو حلفتَ لما كُذّبت حينئذٍ
أنِّي هناك لقيتُ العُجْمَ والعربا
أجدى فأحسَنَ في الجدوى وأتبعني
حمداً وأردفني شكراً ولا عجبا
اللَّه يكلؤُهُ واللَّه يُؤنسهُ
فإنه بمعاليهِ قد اغتربا
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:36 PM
لاتحسبنَّ عُرَامي إنْ مُنيتَ به
إحدى المواعِظِ أو بعضَ التجاريبِ
بل البوارُ الذي مابعد موقعهِ
نَفْعٌ بوعظٍ ولا نفعٌ بتجريبِ
مابعد وعظيَ ماتُوعَى العِظاتُ له
ولا مواقعُ صَوْلاتي بتدريبِ
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:36 PM
إذا غمر المالُ البخيلَ وجَدْتَهُ
يَزيدُ به يُبساً وإن ظُنَّ يَرْطُبُ
وليس عجيباً ذاك منهُ فإنهُ
إذا غمر الماءُ الحجارةَ تَصلبُ
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:37 PM
وما الحَسَبُ الموروثُ لا درَّ دَرُّه
بمحتَسَبٍ إلا بآخرَ مُكتسبْ
إذا العودُ لي يُثمر وإن كان شُعبةً
من المُثمراتِ اعتدَّه الناسُ في الحطبْ
وأنت لعَمْري شُعبةٌ من ذوي العلا
فلا ترضَ أن تُعتدَّ من أوضع الشُّعَبْ
وللمجد قومٌ ساوروهُ بأنفسٍ
كرامٍ ولم يرضَوْا بأمٍّ ولاَ بأبْ
رأيتك قد عوَّلتَ بي في مدائحي
على نائِل الآباء في سالف الحِقبْ
وذلك شيءٌ كان غيريَ نالهُ
ولو كنتُ أيضاً نِلتُهُ كان قد ذهبْ
أتجعلُ نَيْلاً ناله ابنُ محلِّمٍ
ثوابَ مديحي فيك هذا هو العجبْ
فما رِفدُ عبد اللَّه والقَرْمِ طاهرٍ
سواي بقاضٍ عنك حقي الذي وجبْ
فلا تَتَّكِلْ إلا على ما فعلتَهُ
ولا تحسبنَّ المجدَ يُورَثُ بالنسبْ
فليس يسودُ المرءُ إلا بنفسه
وإن عَدَّ آباءً كراماً ذوي حسبْ
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:37 PM
نَفسي الفِداءُ لمن حَبَتْني كفُّهُ
تُفَّاحتينِ حكاهُما في الطيبِ
فحلفتُ أني ماكحلتُ نواظري
بمُشاكلٍ لهما ولا بضَريبِ
فتَورَّدت وتعصْفَرَتْ وجناتُهُ
إذْ قُلْتُ ذاك فأسرعَتْ تَكْذِيبي
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:37 PM
إذ لم يكن درهمي دِرْهمين
عندك لم يزكُ عند الغريبِ
فَزِدنيَ فوق الذي استحققُ
ماتستحقُّ بحقِّ الأديبِ
وحقِّ الأريب وحقِّ اللبيبو
حق الحسيب وحق النجيبِ
وإلا فلا فرقَ فيما لديْكَ
بين البغِيض وبين الحبيبِ
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:37 PM
يانرجِسَ الدنيا أقمْ أبداً
للإقتراحِ ودائمِ النُّخَبِ
ذَهبَ العيونِ إذا مَثلت لنادُرَّ
الجفون زَبَرْجد القُضُبِ
لازلت شَفْعَ الراح إنكما
سَكَنُ القلوبِ ومُنتهى الطلبِ
وأرى السماعَ مُثلِّثاً لكما
كابنٍ لأمٍّ حُرّةٍ وأبِ
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:38 PM
تأمُّلُ العيبِ عيبُ
وليس في الحقِّ رَيْبُ
وكلُّ خيرٍ وشرٍّ
خلفَ العواقبِ غيبُ
إنْ يُمسكِ الناسُ عنّي
سَيْباً فللَّه سيبُ
يارُبَّ غُمّةِ خَطْبٍ
فيها من الصُّنع جَيبُ
لاتَحْقِرَنَّ سُيَيْباً
كم جَرَّ نفعاً سيَيْب
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:38 PM
لم أُطِلها كما أطالَ رِشاءً
ماتحٌ ساء ظنُّه بقليبِ
حاشَ للَّه ليس مثلي تَظَنَّى
ظنَّ سَوْء بمُستقاكَ القريبِ
غير أني امرؤٌ وجَدتُ مقالاً
مُستتِبّاً في كل قَرْمٍ نجيبِ
فأطلتُ المديحَ ما طال فيهم
مع أنِّي قصَّرتُ غيرَ معيبِ
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:39 PM
شابَ رأسي ولات حينَ مَشيبِ
وعجيبُ الزمان غَيْرُ عَجِيبِ
فاجعلي موضعَ التعجُّب من شَيْ
بِيَ عُجباً بفَرْعك الغِرْبيبِ
قد يشيبُ الفتى وليس عجيباً
أن يُرى النورُ في القضيب الرطيبِ
ساءها أنْ رأتْ حبيباً إليها
ضاحكَ الرأسِ عن مفَارقَ شِيبِ
فدَعَتْهُ إلى الخُضاب وقالت
إنَّ دفنَ المَعيبِ غيرُ معيبِ
خَضَبت رأسَهُ فبات بتَبْريحٍ
وأضحى فظلَّ في تأنيبِ
ليس ينفكُّ من مَلامة زارٍ
قائلٍ بعد نظرتَيْ مُستريبِ
ضلّةً ضلّةً لمن وعَظَتْهُ
غِيَرُ الدهر وهْو غيرُ مُنيبِ
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:39 PM
طلابُكَ للحظوظِ من العناءِ
فدعْها للسفاهةِ والجِباءِ
وكِدْ دُنْياكَ ما بُقِّيتَ فيها
بصافيةٍ أرقَّ من الهواءِ
ولا تُتْبِع حُمَيَّاً الكأس نُقْلاً
سوى أعراضِ أولادِ الزناءِ
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:39 PM
لَنعمَ اليومُ يومُ السبت حقاً
لصيدٍ إن أردت بلا امتراءِ
وفي الأحدِ البناءُ فإن فيه
بدا الرحمنُ في خلق السماءِ
وفي الإثنين إن سافرت فيه
تَنبأ بالنجاح وبالنجاءِ
وإن رمت الحجامة فالثلاثا
فذاك اليوم مهراقُ الدماءِ
وإن رام امرؤٌ يوماً دواءً
فنعم اليومُ يوم الأربعاءِ
وفي يومِ الخميسِ قضاء خيرٍ
ففيه الله يأذن بالقضاءِ
ويوم الجمعة التنعيمُ فيه
وتزويج الرجالِ مع النساءِ
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:39 PM
رُبَّ عِرْضٍ مُنزَّهٍ عن قبيحٍ
دنّستهُ مُعَرِّضاتُ الهجاءِ
لو أراد الأديبُ أن يهجُوَ البدرَ
رماهُ بالخُطَّةِ الشَّنعاءِ
قال يا بدرُ أنت تغدِرُ بالساري
وتُزري بزَوْرة الحسناءِ
كَلَفٌ في شُحوب وجهك يَحْكي
نُكَتاً فوق وَجْنَةٍ بَرْصاءِ
يَعتريكَ المَحَاقُ ثم يخلِّيكَ
شبيهَ القُلامة الحَجْناءِ
ويَليكَ النُّقصانُ في آخرِ الشهر
فيمحوك من أديم السماءِ
فإذا البدرُ نيلَ بالهجو هل يأمَنُ
ذو الفضلِ ألسُنَ الشعراءِ
لا لأجلِ المديح بل خيفة الهجو
أخَذْنا جوائزَ الخلفاءِ
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:40 PM
وشاعر أَوْقَد الطبعُ الذكاءَ به
فكاد يَحْرِقُهُ من فرط إذكاءِ
أقام يُجهِدُ أياماً قريحَتَهُ
وفسَّر الماءَ بعد الجَهْدِ بالماءِ
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:40 PM
به تنطوي الآمالُ عند انبساطها
وتنبسطُ الأعمارُ بعد انطوائِها
وما تنطوي الآمالُ عنه بخيبةٍ
ولكنْ إلى جدواهُ أقصى انتهائِها
إذا غَلتِ الآمالُ فارْضَ بجودِهِ
فما بعدَه مَعْدى لِسَهْمِ غَلائِها
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:40 PM
ما لِلْمَلولِ وفاءٌ في مَودَّتِهِ
قَلْبُ الملولِ إلى هجرٍ وإقصاءِ
كأنني كلما أصبحتُ أَعتِبُهُ
أخُطُّ حرفاً على صفحٍ من الماءِ
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:40 PM
وحيَّةٍ في رأسها دُرَّةٌ
تسبَحُ في بحرٍ قصيرِ المَدَى
فإن تَولَّتْ فالعَمَى حاضرٌ
وإن بدتْ بان طريقُ الهدى
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:41 PM
وما الفقرُ عيباً ما تَجمَّلَ أهلُهُ
ولم يسألوا إلا مُداواةَ دائِهِ
ولا عيب إلا عيبُ من يملك الغِنى
ويمنعُ أهلَ الفقرِ فضلَ ثرائِهِ
عجِبتُ لعيب العائبينَ فقيرهَم
بأمرٍ قَضاهُ ربُّه من سمائِهِ
وتركِهِمُ عيبَ الغنيِّ ببخله
ولؤمِ مساعيه وسُوءِ بلائِهِ
وأعجَبُ منه المادحونَ أخا الغنى
وليس غِناهُ فيهمُ بغَنائِهِ
ولو أنه أغنَى ووَكَّل نفسه
بجمع فضول المالِ بعد اقتنائِهِ
لَمَا كان أهلُ الحمد من قُربائه
إذا ائتمروا رُشداً ولا بُعدائِهِ
ولا حَمِدَ اللَّهُ الأولى يَحْمَدونه
ولا اعتدَّهم في الناس من أوليائِهِ
أولئك أتباعُ المطامع والمنى
جزاهم مليكُ الناس شرَّ جزائِهِ
بعيبهمُ أهلَ العفافِ ومدْحِهمْ
حريصاً يكُدُّ النفسَ بعد اكتفائِهِ
يؤثّل لا للحمدِ ما هو كاسبٌ
ولا الأجرِ في إصباحه ومسائِهِ
ولكنْ لكنزٍ من لُجينٍ وعَسْجَدٍ
يودُّ فناءَ العُمر قبل فنائِهِ
يقيه ويحميه بصفحة وجهه
ويجعل أيضاً عِرضَه من فدائِهِ
ولو حُظَّ أضحى مالُه من أمامه
وِقاءً وأضحى عِرضُه من ورائِهِ
ولكنْ أبى إلا الخَسَارَ لغَيِّهِ
وما فوق عَيْنَيْ قلبهِ من غطائِهِ
ولو وَزنَ استمتاعَهُ بغَنائِهِ
إذاً ما وفَى استمتاعُهُ بعَنائِهِ
سأمنحُهُ ذمِّي وأختصُّ حِزبَهُ
بأوفَى نصيب من قبيحِ ثنائِهِ
رضيتُ لمن يشقى عقاباً شقاءه
وإن لم أكن أرضى له بشفائِهِ
إذا حُرم الفاني من الخير حَظَّهُ
فَلِمْ يفرح الباقي بطول بقائِهِ
ضَلالاً لمن يسعى إلى غير غايةٍ
ولا يرتجى ناهيهِ عند انتهائِهِ
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:41 PM
لَعَمْرُك ما الدنيا بدارِ إقامةٍ
إذا زالَ عن عين البصير غطاؤها
وكيف بقاءُ الناس فيها وإنما
يُنالُ بأسباب الفناء بقاؤها
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:41 PM
أبيتُم أن تُفيدوا شكرَ مثلي
بل اللَّهُ الذي خلق الإباءَ
رآني اللَّه أرفعَ من جَداكم
وأنَّى تُمْطِر الأرضُ والسماءَ
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:42 PM
سَلَوْتُ شَبابي والرّضاعَ كليهما
فكيف تُراني سالياً ما سِواهُما
وما أحدثَ العَصْران شيئاً نكرْتُه
هما الواهبان السالبان هما هُما
رأيت احتسابَ الأمرِ قبل وقوعه
حَمَى مُقْلَتَيَّ أنْ يطولَ بُكَاهُما
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:42 PM
نَشَّرَ آذارُ في الثرى حُللاً
قد كان كانونُ قبلُ طواها
كسا عراءَ الرُّبَا طَيالسةً
خُضراً وبالعَبْقَرِيِّ رَدَّاها
وصاغَ للأرض كُلَّ تاجٍ بها
أحسنَ في صُنعهِ فجلّاها
أعجبَ ذاك السماء فانبعثتْ
تَنثُر دُرَّاً على مُحيَّاها
ولو ترانا وقد تَكنَّفنا
من دُكُن الخزَّ لابسٌ جاها
وتظهرُ الشمسُ في النَّشاص لنا
من خَلَلِ الغيم إذ تَغَشَّاها
مثلَ عرُوس تَسَتَّرت خَجلاً
من بعلها بعدَ أن تَجلّاها
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:42 PM
سُقِيتُنَّ يا مَنْزِلاتِ الهوى
بوادي الشريجةِ صوب الحيا
ولا زال مسرحُ غِزْلانكُنَّ
مَريعَ المَحلَّةِ والمُنْتأَى
وجاوَرتِ الروض حيثُ الحسانُ
تغضُّ النهى من عيون المها
مواقف حورِ بناتِ الخُدورِ
يُبكِّينَ أعينَ من قد هوى
بُكاءَ الحمائم في أيكةٍ
تَجاوبْنَ وقت ابتسامِ الضُّحى
إذا ما غدونَ لِطافَ الخصورِ
خفافَ الصدورِ ثِقالَ الخُطا
رِقاقَ الثنايا عِذَابَ الغُروب
صِغارَ القلوب ضِعافَ القُوى
زوائرَ في كلِّ ما جُمعةٍ
قُبوراً أقمنَ بدار البِلى
ورُحن يُجاذبنَ أردافهنَّ
لَواعبَ في نسوةٍ كالدُمى
كأنّ تَثنِّيَ أعطافهِنَّ
تثنّي الغصونِ بريح الصَّبا
فكم ليَ في ظلِّ أفنانكنَّ
على النأيِ من معهدٍ للصِّبا
وبعدَ التَّهاجُر من وُصْلَةٍ
وبَعدَ التفرُّقِ من مُلتقى
ومن يومِ همٍّ نعمنا به
بأَحبابنا صَالحٍ مُرتضَى
فبُدِّلتُ منكن في وَاسطٍ
مساكنَ أنباطِ أهل القُرَى
ومن سُرَّ مَن را وروضاتها
حُشوشاً تقابلُ وسط الملا
ومن حُسن أوجهِ سكانها
قُروداً تَزَحَّرُ تحت الغَضى
رجالاً بكَسكَر ما إن ترى
لهم شَبهاً من جميع الورى
نحافَ الجسُومِ خفافَ الحُلو
مِ صغارَ الرؤوسِ عظامَ اللِّحى
فلا قُدِّستْ واسطٌ بلدةً
ولا جادها من سحابٍ رَوا
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:43 PM
طويتَ بسيطَ آمالي برفدٍ
كفاني أنْ أُؤمِّلَ ما سواهُ
أقولُ وقد طويتُ به رجائي
ليطوِ كذا رجائي مَنْ طواهُ
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:43 PM
يا باذلَ العُرفِ لأعدائِهِ
مُذ كان فضلاً عن أوِدّائِهِ
ويا أخا الجودِ وخُلْصانَهُ
لكُلِّ ما يشفيه من دائِهِ
جاء البَنَفْسُ الرَّطبُ فامْنُنْ به
ما دام مَطلولاً بأندائِهِ
قد جادت الأرضُ بإنباتِهِ
فجُدْ لنا أنت بإهدائِهِ
ولا تكن أَبخلَ من طينةٍ
تُبديه في إبّانِ إبدائِهِ
ما الأرضُ أولى من فتى ماجد
بفعلِ معروفٍ وإسدائِهِ
والحُرُّ لا يقطعُ في حالة
عاداتِ جدواهُ وإجدائِهِ
ولا أياديهِ بمقْفُوّةٍ
بَيْضاؤُهُ منه بسودائِهِ
ولا عطاياهُ بمتْلُوَّةٍ
منها الهنيئاتُ بنَكْدائِهِ
ما حَقُّ من أسلف تأميلَهُ
مثلك أن يُجزى بإكْدائِهِ
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:43 PM
مَزَجْتُ خمرة عينيها بريقتها
كيما تُكفكف عني من حُمَيَّاها
فاشتدَّ إسكارها إيايَ إذ مُزِجَتْ
ومزجُك الكأسَ ينفي عنك طغياها
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:44 PM
لا تحسب المعروفَ لا معنى له
إلاَ نَوَاقِلَ حمدهِ وثَنَاهُ
فلقد ترى المعروف يحسُن عند من
لم يصْطَنِعْه وحمدُه لسواهُ
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:44 PM
كلُّ امرىءٍ مدح امرأً لنواله
فأطال فيه فقد أراد هجاءَهُ
لو لم يقدِّر فيه بُعْدَ المُسْتقَى
عند الورود لَمَا أطال رشاءَهُ
غيري فإني لا أطيل مدائحي
إلا لأوفي من مدحتُ ثناءَهُ
وأَعُدُّ ظلماً أن أُقِلَّ مديحَهُ
عمداً وأَسخطُ أنْ يُقِلَّ عطاءَهُ
علي ابن العباس بن جريج
أو جرجس
الحمدان
10-31-2024, 07:44 PM
فما قَلُوصٌ تبيت الليلَ مُعْمَلَةً
تُضحي وراكبُها لم يَعْدُ مُمْساها
مِمَّا إذا راكب أنْضَى مَطيَّتَهُ
أضحتْ جَمُوماً وقد أنضاه مَسراها
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:45 PM
أيا غُرَّة العلْيَا ويا عينَها اليمنى
ويا صفوة الدنيا ويا حاصل المَعْنَى
أأحييتَني بالأمس ثم تُميتني
برفضي وإقصائي وحقِّيَ أن أُدْنَى
ولو أنني أحييت ميتاً عشقتُه
لحسن الذي أثّرتُ فيه من الحسنى
ألا يعشق المِفضالُ ميتاً أعاشهُ
وأجناه من معروفه الحلوِ ما أَجْنى
أقول لقوم أوعدوا منك نَبْوةً
وما خِلتُني أُبلى بذاك ولا أُمْنَى
أأبقى على عهدي وينكث قاسم
وتفنى أياديه وشكريَ لا يفنى
كذبتم ومُعْطيه العلا إنَّ عزمه
على العدل والإحسان لَلْعزمُ لا يُثْنَى
أقاسمُ لو نوفيك ما أنت أهله
لأصبحتَ لا تُسمى لدنيا ولا تُكْنى
ولم تُدْعَ إلا ماجداً وابن ماجدٍ
وحُقَّ لك الأَسْنى من الوصف فالأسنى
وإن كنتَ مأمولاً تناسى حفاظُه
نصيبي وقد أغنى سواي وقد أقنى
وأبعدني إبعادَ جاني عظيمةٍ
وقد كنت أُستدعَى زماناً وأُسْتدنَى
أيحجبُ عني عِشرةً قد ومِقْتُها
فشوقي إليها شوق قيس إلى لُبْنى
نعم أنا ممنوعُ الذي لست كفؤَه
أتمنعني قُوتي من العَرَضِ الأدنى
نشدتكُمُ أن تظلموني وتُسكِنوا
جوى الحقد أضلاعاً على حبِّكم تُحْنَى
أَذو آلةٍ فاستخدِموني لآلتي
بقُوتيَ أوْ لا فارزُقوني مع الزَّمْنى
وإني لأرجو الفَوْزتين ولم تزل
أياديكُمُ تَتْرى على المجتدِي مَثنى
فلا برحتْ سبَّابةٌ تستغيثكم
ولا خِنْصَرٌ من شاكرٍ بكُمُ تُثْنى
ولا زلتُمُ يأوي إلى حُجُراتكم
أخو حادثٍ أنحَى وذو زمن أخْنَى
ألا يا عبادَ اللَّهِ ما بال حالة
أعالجها تَدْوَى بأدوية المضنى
أأشقى بمن لو قلت يا خيرَ من مشى
على الأرض ما استثنى ضميريَ مُسْتَثْنَى
أعيذكُمُ من جَوْر من جارَ حكمُه
فطائفةً أشْكَى وطائفةً أَغنى
هَبوني امرأً لا حظَّ فيه لمجتَنٍ
أمَا في اصطناع العُرْف مكرُمةٌ تبنى
عَفاءٌ على الدنيا إذا ساء رأيكم
فما هي بالدار الدَّميثة للسُّكنى
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:46 PM
مُخفَّفةٌ مُثَقَّلةٌ تراها
كأنْ لم يَغْذُ نِصْفَيها غِذاءُ
إذا الإغبابُ جَدَّد حسنَ شيءٍ
من الأشياءِ جَدَّدها اللقاءُ
لها ريقٌ تَشِفُّ له الثنايا
وتَروِي عنه لا مِنه الظِّماءُ
وأنفاسٌ كأنفاسِ الخُزامَى
قبيلَ الصبحِ بَلَّتها السماءُ
تنفّسَ نشرُها سحَراً فجاءت
به سَحَريّةُ المَسْرَى رُخاءُ
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:47 PM
قل لعبد القويِّ أنت قويٌّ
فاتَّقِ اللَّهَ وَيْكَ في الضعفاءِ
نحن جُمٌّ وأنت أَقْرَنُ
واللَّه حَسيبُ القَرْناء للَجمّاءِ
لو علمتَ الخفيَّ من كلّ علمٍ
جامعاً بينه وبين البِغاءِ
أعجبَ الناسَ ما وَعَيْتَ وقالوا
عسلٌ طيبٌ خبيثُ الوِعاء
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:48 PM
ألا أيها المُطري العلاءَ بن صاعدٍ
وشاكِرهُ في نيّةٍ وثَناءِ
شكرتَ امرأً ينْمِي على الشكر عُرْفُهُ
ويأبى على الكفران غيرَ نماءِ
فتى نال غايات الكهولِ وجازها
على جِدّةٍ من سِنِّه وفَتاءِ
كما بهر البَدرُ النجومَ لأربعٍ
وعشر فأمستْ غيرَ ذاتِ ضياءِ
وحَسْبُ أبي عيسى العلاءِ بأنه
يُعَدُّ بديئاً سيّدَ الحكماءِ
وأن أباه الخيرَ طال بقاؤه
يعد بديئاً سيّدَ الوزراءِ
وأن الأمير المُستنيم إليهما
يعد بديئاً سيّدَ الأمراءِ
وأن الخطيب الصادقَ القَولِ فيهما
يعد بديئاً سيّدَ الخطباء
خطيبٌ عَصاه الرمحُ والسيفُ لم يزل
وآباؤُه يُبْلُون خيرَ بلاءِ
كنوزُ غِنىً للمُقْتِرين وإنْ دُعوا
لنائرةٍ كانوا كنوزَ غَناء
وهذي أمورٌ وُفِّقتْ لابن صاعد
أماراتُ جَدٍّ صاعدٍ وبقاءِ
وما زال ممدوحاً بحقٍّ معظَّماً
على ألسن الأشرافِ والعظماءِ
وما يَضع المرءَ الشرِيفَ امتداحُهُ
علاءً ولا يُحذيه غيرُ علاءِ
وهل يضعُ الطودَ المُنيفَ اعترافُه
لناصبِه بالعدلِ تحتَ سماءِ
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:48 PM
ألا ليت شعري هل تؤخَّرُ حاجتي
لأوْلى بشكرٍ منك أو بثناءِ
غرستَ يداً حتى إذا آنَ حملُها
شكتْ منك إغفالاً وطولَ جفاءِ
ثنائيَ لا تُسبَق إليه فإنه
خُلودٌ لما تَبنِي وطولُ بقاءِ
وتَمِّم يداً أَسْديْتَها يَنْمَ شكرُها
غداة غدٍ في الناس أيَّ نَماءِ
لعمري لقد أعطاك محمودَ حمدِه
أميرٌ غدا من سادة الأمراءِ
ويا حسنَ ذاك الحمدِ إن أنت زِنْتَهُ
بحمدِ إمرىءٍ من سادة الشعراءِ
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:49 PM
فتىً لا يرى تأخيرَ غوثِ وَليِّهِ
ولا يَقْتضيه الشكر بالعَرَض الأدنى
ولكنه يُعطي البلاغ إلى الغنى
إلى أن يُعينَ الوُجْدُ همته الكبرى
هنالك يدعو الشاكرين لشكره
بغير لسانٍ بل بألسنةِ الجَدْوى
ولا عيبَ فيه غيرَ أني صحبتُه
وَليّاً فأَعْشى ناظرِي خَشعةُ المولى
تَعبَّدني بالعُرف حتى استذلَّني
على أنَّ في نفسي على غيرِه طَغْوى
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:49 PM
لا أسأل الله في جُهمانَ مسألةً
على الذي بيَ من مَقْتٍ له وقِلى
إلّا إعارَته عقلاً يُريه به
من بُغضه ما يراه غيرُهُ وكفى
فوالذي لا يُريني وجهَهُ أبداً
إلّا بشرٍّ فما لي غيرَ ذاك هوى
لو أبصرتْ عينه من بُغضهِ طَرَفاً
لذاب حتى تراه كالخيالِ ضَنى
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:49 PM
إذا أنت لم تَحْفل بمدحٍ من امرئٍ
فأنصِفْ ولا تَحْفِل له بهجاءِ
وإلا فقد أقررتَ أن مديحَهُ
رَضِيٌّ ولكن لا تفي بجزاءِ
بلى بجزاءِ الشرِّ بالشر ماهرٌ
ولستَ تُجازي مُحسناً ببلاءِ
يدٌ خُلقت للنُّكر لا العُرف سَلْطةٌ
صَؤول على سُؤّالها الضعفاءِ
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:49 PM
إذا ما المدح سار بلا ثواب
من الممدوح فهو لهُ هجاءُ
لأن الناس لا يخفى عليهم
أمنعٌ كان منهُ أم عطاءُ
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:50 PM
المالُ يكسِبُ ربَّه ما لم يَفضْ
في الراغبينَ إليه سوءَ ثناءِ
كالماءِ تأسِنُ بِئرُهُ إلا إذا
خبطَ السُّقاةُ جِمامَهُ بدِلاءِ
والنائلُ المُعْطَى بغيرِ وسيلةٍ
كالماءِ مُغْتَرفاً بغيرِ رِشاءِ
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:50 PM
يُهنَّأُ بالإِفطار قومٌ لأنهمْ
تأتَّى لهم قبلَ العَشاءِ غَداءُ
وأما عليُّ ذو العلا فلأنهُ
أطاعَ له الإطعامُ كيف يشاءُ
وما فاته في الصومِ فِطْرٌ لأنهٌ
مُدارِسُ علمٍ والدِّارسُ غذاءُ
ولا فاتهُ في الفطر صومٌ لأنهُ
مواصِلُ صومٍ عُقْبَتاهُ سَواءُ
هنيئاً له إفطارُهُ وصيامُهُ
هنيئاً ومن بعد الهناءِ مَراءُ
بحقِّك أمطرتَ الورى وبحقهمْ
لأنهُمُ أرضٌ وأنتَ سماءُ
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:51 PM
وجاهلٍ أعرضتُ عن جهلهِ
حتى شكا كفِّي عنِ الشكوى
قد هام وجْداً باكْتراثِي له
وقد أبتْ نفسيَ ما يهوى
إنَّ مِنَ السلوى لخيلولةً
تُوهِمني البلوى به بلوى
أحضرتُ نجوى النفسِ تمثالَهُ
مستَحيِياً من شاهِد النجوى
وقلت للشعر أَلا أَعِدْني
على طويلِ الغَيِّ مُسْتَهوَى
فقال من خاصمتَ مستهلَكٌ
ليست على أمثالهِ عَدْوى
لو كان لي في مثلهِ موضعٌ
غادرتُهُ أُحدوثةً تُروَى
بكل بيتٍ سائرٍ عائرٍ
يُسمَعُ والوجهُ لهُ يُزوَى
لكنّ من تُهدي له شتمَهُ
تُهدي إليه المَنَّ والسلوى
قوَّمتُهُ بالشتمِ يُهدَى لَهُ
فلم أجدْ قيمتَهُ تَسوى
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:51 PM
ألم تَرَ لابن بلبلَ إذ حماني
مَواردَهُ وأَوْرادِي ظِماءُ
سألت الأرضَ تنكيراً عليه
فلم تفعلْ فنكَّرتِ السماءُ
وصاعدُ ما تَصعَّدَ بل تَهَاوَى
ولكنْ جادَ ما صَعِد الدعاءُ
رعى هذا الأنامَ فكان ذئباً
أحصَّ وما الذئابُ وما الرِّعاءُ
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:51 PM
لولا فواكهُ أَيلولٍ إذا اجتمعتْ
من كل نوعٍ ورَقَّ الجوُّ والماءُ
إذاَ لَمَا حَفَلتْ نفسي متى اشتملتْ
عليَّ هائلةُ الجالَيْن غبراءُ
يا حَبَّذَا ليلُ أيلولٍ إذا بردتْ
فيه مَضاجِعُنا والريحُ سَجْواءُ
وجَمَّش القُرُّ فيه الجلدَ فائتلفتْ
من الضَّجيعينِ أحشاءٌ وأحشاءُ
وأَسفر القمرُ الساري فصفحتُه
ريَّا لها من صفاءِ الجوِّ لألاءُ
يا حبذا نفحة من ريحهِ سَحَراً
تأتيك فيها من الريحان أنباءُ
قلْ فيه ما شئتَ من شهرٍ تعهَّدُهُ
في كلّ يومٍ يدٌ للَّهِ بيضاءُ
علي ابن العباس بن جريج
الحمدان
10-31-2024, 07:55 PM
خارج الصندوق....
ثمرة الصلاة على النبي صلا الله عليه وسلم
قال ابن القيم رحمه الله :
أنها سبب البركة في ذات المصلي
وعمله وعمره وأسباب مصالحه
لأن المصلي داع ربه يبارك عليه وعلى آله
وهذا الدعاء مستجاب والجزاء مِن جنسه
[جلاء الأفهام (ظ¤ظ¤ظ§)]
الحمدان
10-31-2024, 08:52 PM
| امسك فؤادك فالقلوبُ مدائِنٌ
ماكُلُّ من سكنَ الفؤادَ سيمكُثُ
....
الحمدان
10-31-2024, 10:06 PM
ضُمُّوا الأحبَّة فِي الدُّعاءِ فإنَّكُم
لاتعلَمُون بِأيِّ حِملٍ أُثقِلُوا
لايشرحُون جِراحَهُم لكِنَّهُم
بِالصَّمتِ عن ضَرَرِ النَّوائِبِ جُمِّلُوا
....
الحمدان
10-31-2024, 10:10 PM
خل عنك السوالف وارخ جفنك ونام
أسهرك كثر خوفك لين ليلك سرى
التعب في عيونٍ مثل عينك حرام
وانت لا ابطيت عنـي كل طاري طرى
يفضحك دمع عينك لو منعت الكلام
وما تطيعك جفونك لو بغيت الكرى
كان قصدك محبتنا علي الحرام
وحدك اللي تعيش من الظلوع وورى
....
الحمدان
10-31-2024, 10:19 PM
تقولُ أغانيكَ عِندي
تَعيشُ بصَدري كعِقدي
و شِعرُكَ ، هذا الطليقُ ، الأنيقُ
لَصيقٌ بكَبدي
فمِنهُ أكحِلُ عيني
و منهُ أعطِرُ .....
فبيتٌ بلونِ عيوني
وبيتٌ بحُمرَةِ خدّي
يدَثِرُني حينَ يأتي الشتاء
فيَذهَبُ بَردي
و أحفِظُ منهُ الكثيرَ الكثيرْ
و أجهلُ قصدي
كأنكَ رشةَ طيبٍ عريقٍ
تفشَتْ ببَردي
أحسك أنكَ في كلِ بيتٍ
كسلةِ وردِ
نزار قباني
الحمدان
11-01-2024, 02:48 PM
مَن مُبلِغٌ مَلائِكي حُبشِيّاً
أَخا بِني زُلَيفَةَ الصُبحِيّا
أَما تَرَوني رَجُلاً جونِيّاً
حَفَلَّجَ الرِجلَينِ أَفَلَجِيّا
سَلوا هُذَيلا وَسَلوا عَلِيّا
أَما أَسُلُّ الصارِمَ البُصرِيّا
حَتى أَموتُ ماجِداً وَفِيّا
إِذا رَأَيتُ جارَنا مَغشِيّا
أَلا لَيتَ شِعري هَل يَلومَنَّ قَومُهُ
زُهَيراً عَلى ما جَرَّ مِن كُلِّ جانِبِ
بِكَفّي زُهَيرٍ عُصبَةُ العَرجِ مِنهُمُ
وَمَن يَبغِ في الرُكنَينِ لَخمٍ وَغالِبِ
أبو جندب الهذلي
الحمدان
11-01-2024, 02:48 PM
أَلا أَبلِغا سَعدَ بنَ لَيثٍ وَجُندُعاً
وَكَلباً أَثيبوا المَنَّ غَيرَ المُكَدَّرِ
فَنَهنَهتُ أولى القَومِ عَنّي بِضَربَةٍ
تَنَفَّسَ مِنها كُلُّ حَشيانِ مُجحَرِ
وَلا تَحسَبنَ جاري إِلى ظِلِّ مَرخَةٍ
وَلا تَحسَبَنهُ فَقعَ قاعٍ بِقَرقَرِ
وَكُنتُ إِذا جاري دَعا لِمَضوفَةٍ
أُشَمِّرِ حَتّى يَنصُفَ الساقَ مِئزِري
وَلكِنَّني جَمرُ الغَضا مِن وَرائِهِ
يُخَفِّرُني سَيفي إِذا لَم أُخَفَّر
أَبي الناسُ إِلّا الشَرَّ مِنّي فَدَعهُم
وَإِيّايَ ما جاءوا إِلَيَّ بِمُنكَرِ
إِذا مَعشَرٌ يَوماً بَغَوني بَغَيتُهُم
بِمُسقِطَةِ الأَحبالِ فَقماءَ قِنطِرِ
إِذا أَدرَكَت أولاهُم أُخرَياتُهُم
حَنَوتُ لَهُم بِالسَندَرِيِّ المُوَتَّرِ
وَطَعنٍ كَرُمحِ الشَولِ أَمسَت غَوارِزاً
جَواذِبُها تَأبى عَلى المُتَغَبِّرِ
مَنَنتُ عَلى لَيثِ بنِ سَعدٍ وَجُندُعٍ
أَثيبي بِها سَعدَ بنَ لَيثٍ أَو اِكفُري
وَقُلتُ لَهُم قَد أَدرَكَتكُم كَتيبَةٌ
مُفَسِّدَةُ الأَدبارِ ما لَم تُخَفَّرِ
أبو جندب الهذلي
الحمدان
11-01-2024, 02:49 PM
لَقَد عَلِمَت هُذَيلٌ أَنَّ جاري
لَدى أَطرافِ غَينا مِن ثَبيرِ
أَحُصُّ فَلا أُجيرُ وَمِن أُجِرهُ
فَلَيسَ كَمَن تَدَلّى بِالغُرورِ
لَكُم جيرانُكُم وَمَنَعتُ جاري
سَواءً لَيسَ بِالقَسمِ الأَثيرِ
أبو جندب الهذلي
الحمدان
11-01-2024, 02:49 PM
لَقَد أَمسى بَنو لِحيانَ مِنّي
بِحَمدِ اللَهِ في خِزىٍ مُبينِ
جَزَيتُهُم بِما أَخَذوا تِلادي
بَني لِحيانَ كَيلا يَحرَبوني
تَخِذتُ غَرازَ إِثرَهُم دَليلاً
وَفَرّوا في الحِجازِ لِيُعجِزوني
وَقَد عَصَّبتُ أَهلَ العَرجِ مِنهُم
بِأَهلِ صُوائِقٍ إِذ عَصّبوني
أبو جندب الهذلي
الحمدان
11-01-2024, 02:50 PM
فَفَرَّ زُهَيرٌ خيفَةً مِن عِقابِنا
فَلَيتُكَ لَم تَفرِر فَتُصبِح نادِما
فَلَهفَ اِبنَةَ المَجنونِ أَلّا نُصيبَهُ
فُنوفِيَهُ بِالصاعِ كَيلاً غُذارِما
وَنَلقى قُمَيرا في المَكَرِّ وَحَبتَراً
وَجارَهُم في الفَجرِ يَدعونَ حاطِما
وَما خِلتُني لِاِبنِ الأَغَرِّ مُثَمِّراً
وَما خِلتُني أَجني عَلَيهِ الجَرائِما
عَلى حَنَقٍ صَبَّحتُهُم بِمُغيرَةٍ
كَرِجلِ الدَبى الصَيفِيِّ أَصبَحَ سائِماً
بَغَيتُهُم ما بَينَ حَدّاءَ وَالحَشا
وَأَورَدتُهُم ماءَ الأُثَيلِ فَعاصِما
إِلى مَلَحِ الفَيفا فَقُنَّةِ عازِبٍ
أُجَمِّعُ مِنهُم جامِلاً وَأَغانِما
أبو جندب الهذلي
الحمدان
11-01-2024, 02:50 PM
هَل تَذعَرنَّ الوحشَ بي في الضُحى
كَبداءُ كالصَعدَةِ سُرحوبُ
مُدفَقَةُ المَتنَينِ يُنمي بها
هادٍ كجِذعِ النخلِ يَعبوبُ
وَكاهِلٌ أُفرِع فيهِ مَع
الإِفراعِ إِشرافٌ وَتَقبيبُ
مَيمونَةُ الطائِرِ محبوبةُ
وَالفَرَسُ الصالِحُ محبوبُ
تَعسِلُ تَحتي عَسلاناً كَما
يَعسِلُ نحوَ الغَنَمِ الذيبُ
زهير بن مسعود
الحمدان
11-01-2024, 02:51 PM
أَقفَرَ من سَلمى يَناضيبُ
فَبَطنُ ذي قارٍ فَعُرقُوبُ
فَواسِطٌ أَقفَرَ من أَهلِهِ
فَذاتُ قرقَينِ فَمَلحوبُ
مَنازِلُ الحَيِّ إِذا الحَيُّ لَم
تَشعَبهمُ عَنكَ الأَشاعيبُ
وَقَد أَرى الحَيَّ بها فيهمُ
كَهمِّكَ الشُبانُ وَالشيبُ
وَالجامِلُ الحومُ لَهُ رَجَّةٌ
كَأَنَّهُ للناظِرِ اللوبُ
وَالصافِناتُ الجُردُ كُلٌّ إِلى
صالحِ عِرقِ الخَيلِ مَنسوبُ
وَقُضُبُ الهنديِّ مجلوزةً
قَد قوِّمَت منها الأَنابيبُ
يُسمَعُ للسامِرِ فيهم إِذا
أَمسوا أَغانيٌّ وَتَطريبُ
هَل تُبلِغَنّي حَرَجٌ رَسلَةٌ
قَومي كِنازُ اللَحمِ شُنخوبُ
يَغولُ عَنّي البيدَ إِرقاصُها
إِذا احزألَّت بي الصَياهيبُ
يَبري لَها مُستَعمَلٌ لاحِبٌ
موطّأُ المَتنَينِ مَركوبُ
كَأَنَّها أَسفَعُ ذو جُدَّةٍ
آوى إِلى غَضباءُ مَهضوبُ
تَلُفُّهُ ريحٌ خَريقٌ وَلَيلٌ
حالِكُ النُقبَةِ غَربيبُ
فَباتَ مقرروا مُكِباً عَلى
روقَيهِ وَالماءُ شآبيبُ
كَأَنَّما الماءُ عَلى مَتنِهِ
لؤلؤُ مَتنٍ جالَ مَثقوبُ
حَتّى غَدا يَكلأُ أَقطارَهُ
من كُلِّ وَجهٍ وَهوَ مَرعوبُ
فَنالَ شَيئاً ثم هاجَت بِهِ
مؤسَدَةٌ فيهِنَّ تَدريبُ
غُضفٌ ضِراءٌ طويَت فاِنطَوَت
كَأَنَّها ضُمراً يعاسيبُ
فَجالَ في وَحشيِّهِ نافِراً
رَهبَتها وَالشَرُّ مَرهوبُ
حَتّى إِذا قُلنَ تَلافَينَهُ
وَالحَينُ للحاينِ مَجلوبُ
ثَنى لَها يَهتِكُ أَستارَها
بِمُستَمِرٍّ فيهِ تَجريبُ
حَتّى تَساقَطنَ وَخَلَّينَهُ
وَرَوقُه بالدَمِ مَخضوبُ
كَأَنَّهُ حين نَجا كَوكَبٌ
أَو قَبَسٌ بالكَفِّ مَشبوبُ
إِنَّ بَني ضَبَّة قَومي فَلَن
أَشرِبَهُم ما حَنَّتِ النيبُ
قَولهُم بِرٌ وَجارَتهم
حِجرٌ فَلا هُجرٌ وَلا حوبُ
يَنمي بهم آباؤهُم لِلعُلى
وَنِسوَةٌ بيضٌ مَناجيبُ
وَيَحمَدُ العافي قِراهُم إِذا
ما لَم يَكُن في الحَيِّ مَحلوبُ
يا شَيءُ ما هم حينَ يَدعوهُمُ
داعٍ ليومِ الرَوعِ مَكروبُ
شُم يَغارونَ إِذا ما بَدا
من الحَيياتِ العَراقيبُ
كَأَنَّهم يَوماً إِذا استلأموا
في الحَلَقِ البُزل المَصاعيبُ
يَسعى لهم جَير بأوتارِهم
طَلّابُ أَوتارٍ وَمَطلوبُ
كَأَنَّهم عادٌ حُلوماً إِذا
طاشَ من الجَهلِ القَطاريبُ
وَالمالُ لا يُمنَعُ من حَقِّهِ
وَالآلُّ في ذي الألِّ مَرقوبُ
بَل لَيتَ شِعري وَالمُنى ضَلَّةُ
وَالمَرءُ إِذ يأمُلُ مَكذوبُ
زهير بن مسعود
الحمدان
11-01-2024, 02:51 PM
هَلا سأَلتِ هَداكِ اللَه ما حَسبي
عِندَ الطِعانِ إِذا ما احمرَّتِ الحَدَقُ
وَجالتِ الخَيلُ بالأَبطالِ مُعلَمَةً
شعثَ النَواصي عليها البيضُ تأتلِقُ
هَل أَتركُ القِرنَ مصفرّا أَنامِلُهُ
قَد بَلَّ أَثوابَهُ من جوفِه العَلَقُ
وَقَد غَدوت أَمامَ الحيِّ يحمِلني
نَهدُ المَراكِلِ في أَقرابِه بَلَقُ
حَتّى أَنالَ عليه كُلَّ مَكرُمَةٍ
إِذا تَضجَّعَ عَنها الواهِنُ الحَمِقُ
زهير بن مسعود
الحمدان
11-01-2024, 02:51 PM
عَشية غادَرتُ الحَليس كَأَنَّه
عَلى النَحرِ مِنهُ لون بُردٍ مَحبَّرِ
جَمَعتُ له كَفّي بِلَدنٍ يَزينُهُ
سِنانٌ كَمِصباحِ الدُجى المتسعَرِ
فَلَم أَرقِهِ إِن يَنجُ منها وَإِن يَمُت
فَطعنة لا غَسٍّ وَلا بمغمَّرِ
زهير بن مسعود
الحمدان
11-01-2024, 02:52 PM
وإذا الفتى لاقى الحمام رأيته
لولا الثناء كأنه لم يولد
وأتيت أبيض سابغاً سرباله
يكفي المشاهد غيب من لم يشهد
يزيد بن المخرِّم
الحمدان
11-01-2024, 02:52 PM
ألم تعلموا علماً يقيناً بأنني
أخو ثقة يشقى به من يحاربه
وقد أبقت الأيام مني بقية
كخير حسام لم تخنه مضاربه
وكم من كمي قد تركت مجدلاً
تنوح وتبكي معولات قرائبه
وكم من أسير قد فككت وعائل
جبرت وقد أعيتْ عليه مذاهبه
يزيد بن المخرِّم
الحمدان
11-01-2024, 02:53 PM
ألا أبلغ بني همدان عني
رسالة ماجد واري الزناد
بأن شويعراً منكم أتاني
له قول يقال بلا سداد
يسامي معشراً كثروا وعزوا
وغارات كمرسلة الجراد
فلست بقائل هجراً ولكن
ستعلم أي مرادة ترادي
متى ما تلقني تعلم بأني
شديد الأسر طلاع النجاد
يزيد بن المخرِّم
الحمدان
11-01-2024, 02:53 PM
تَعَجَّبُ جارَتي لَمّا رَأَتني
كَذاتِ النوطِ مَخدِرَتي جِراحي
كَأَنَّكِ لَم تَرَي قَبلي أَسيراً
يُقادُ بِهِ عَلى جَمَلٍ رَداحِ
عَلى آثارِ أَحمِرَةٍ وَفِرقٍ
تُقَسَّمُ بَينَ أَغوِلَةٍ شِحاحِ
فَلَمّا أَنزَلوني كُنتُ حُرّاً
أُجالِدُهُم لَدى كَفَلِ الجَناحِ
تَعاوَرَهُ الرِجالُ فَأَنزَلوني
عَنِ الفَرَسِ المُطَهَّمَةِ الوَقاحِ
فَلَمّا أَن كُثِرتُ وَغابَ قَومي
أُسِرتُ إِسارَ مُحتَبَلِ البَراحِ
رَأَوني مُفرَداً فَتَناذَروني
وَما صَدَعَت كُماتُهُم جِماحي
وَقَد رَوَّعتُهُم قِدماً بِخَيلٍ
جَوانِفَ في الأَعِنَّةِ كَالسَراحِ
إِذا بَلَّت أَعِنَّتَها بَناني
خَرَجنَ بِنا نَواشِطَ كَالقِراحِ
وَلَو أَنّي جَمَعتُ لَهُم شَواري
عَلى نَهدٍ مَراكِلُهُ شَناحِ
لِأَنكَرَني الَّذينَ تَبادَروني
عَلَيَّ مَفاضَتي وَمَعي سِلاحي
كَأَنَّ عَدِيَّهُم حَولي عُبابٌ
تَغَطمَّطَ في قَموسِ البَحرِ ضاحي
وَغابَ حَلائِبي وَبَقيتُ فَرداً
أُماصِعُهُم وَنَهضُكَ بِالجَناحِ
فَما أَدري وَظَنّي كُلُّ ظَنٍّ
أَيُسلِمُني بَنو البَرءِ اللِقاحِ
فَتَقتُلَني بَنو خَمرٍ بِذُهلٍ
وَكِدتُ أَكونَ مِن قَتلى الرِياحِ
وَظَنّي أَن سَتَشغَلُكَ النَدامَى
غُدُوُّهُم إِلَيكَ مَعَ الرَواحِ
تُغَنّيكَ الحَمامَةُ كُلَّ فَجرٍ
عَلى التُكَآتِ في النُجُبِ الصِباحِ
إِذا فارَقتَ نَدماناً بِلَيلٍ
تُواعِدُهُ لِقاءَكَ ذا صَباحِ
وَإِنَّ أَخاكَ إِن غُيِّبتَ عَنهُ
يَغَصُّ بِنُغبَةِ الماءِ القَراحِ
فَلَو كُنتَ الأَسيرَ وَلا تَكُنهُ
لَزُرتُهُم بِمُرتَجَفِ النَواحِ
فَإِن لَم يُطلِقوا مِنكُم أَسيراً
فَقودوا الخَيلَ أَسفَلَ مِن رَباحِ
وَلا يَردَعكُمُ شَفَقٌ عَلَينا
فَبَعضُ القَودِ أَدنى لِلنَجاحِ
وَإِنَّ القَودَ بَعدَ القَودِ يَشفي
ذَوي الأَضغانِ مِن لَهَبِ الأُجاحِ
يزيد بن المخرِّم
الحمدان
11-01-2024, 02:54 PM
لِمَن دِمنٌ كَأَنَّهُنَّ صَحائِفُ
قِفارٌ خَلا مِنها الكَثيبُ فَواحِفُ
فَما أَحدَثَت فيها العُهودُ كَأَنَّما
تَلَعَّبُ بِالسَمّانِ فيها الزَخارِفُ
أَكَبَّ عَلَيها كاتِبٌ بِدَواتِهِ
يُقيمُ يَدَيهِ تارَةً وَيُخالِفُ
رَجا صُنعَهُ ما كانَ يَصنَعُ ساجِياً
وَيَرفَعُ عَينَيهِ عَنِ الصُنعِ طارِفُ
وَشَوهاءَ لَم توشَم يَداها وَلَم تُذَل
فَقاظَت وَفيها بِالوَليدِ تَقاذُفُ
وَتُعطيكَ قَبلَ السَوطِ مِلءَ عِنانِها
وَإِحضارَ ظَبيٍ أَخطَأَتهُ المَجادِفُ
بَلِلتُ بِها يَومَ الصُراخِ وَبَعضُهُم
يَخُبُّ بِهِ في الحَيِّ أَورَقُ شارِفُ
بِبَيضاءَ مِثلِ النَهيِ ريحَ وَمَدَّهُ
شابيبُ غَيثٍ يَحفِشُ الأُكمَ صائِفُ
وَمُطَّرِدٍ يُرضيكَ عِندَ ذَواقِهِ
وَيَمضي وَلا يَنآدُ فيها يُصادِفُ
وَصَفراءُ مِن نَبعٍ سِلاحٌ أُعِدُّها
وَأَبيَضُ قَصّالِ الضَريبَةِ جائِفُ
عَتادُ اِمرِئٍ في الحَربِ لا واهِنِ القُوى
وَلا هُوَ عَمّا يَقدِرُ اللَهُ صارِفُ
بِهِ أَشهَدُ الحَربَ العَوانَ إِذا بَدَت
نَواجِذُها وَاِحمَرَّ مِنها الطَوائِفُ
قِتالَ اِمرِئٍ قَد أَيقَنَ الدَهرَ أَنَّهُ
مِنَ المَوتِ لا ينَجو وَلا المَوتُ جانِفُ
وَلَو كُنتُ في غُمدانَ يَحرُسُ بابَهُ
أَراجيلُ أُحبوشٍ وَأَسودُ آلِفُ
إِذاً لَأَتَتني حَيثُ كُنتُ مَنِيَّتي
يَخُبُّ بِها هادٍ لِإِثرِيَ قائِفُ
أَمِن حَذَرٍ آتي المَهالِكَ سادِراً
وَأَيَّةُ أَرضٍ لَيسَ فيها مَتالِفُ
ثعلبه العبدي
الحمدان
11-01-2024, 02:54 PM
أَأَسماءُ لَم تسئَلي عَن أَبيكِ
وَالقَومُ قَد كانَ فيهِم خُطوب
إِنَّ عَريباً وَإِن ساءَني
أَحَبَّ حَبيبٍ وَأَدنى قَريب
سَأَجعَلُ نَفسي لَهُ جُنَّةً
بِشاكي السِلاحِ نَهيكٍ أَريب
وَأَهلَكَ مُهرَ أَبيكِ الدَواءُ
لَيسَ لَهُ مِن طَعامٍ نَصيب
خَلا أَنَّهُم كُلَّما أَورَدوا
يُضَيَّحُ قَعباً عَلَيهِ ذَنوب
فَيُصبِحُ حاجِلَةً عَينُهُ
لِحِنوِ اِستِهِ وَصَلاهُ غُيوب
فَأَعدَدتُ عَجلى لِحُسنِ الدَواءِ
لَم يَتَلَمَّس حَشاها طَبيب
أَخي وَأَخوكِ بِبَطنِ النُسَيرِ
لِيسَ بِهِ مِن مَعَدٍّ عَريب
فَأَقسَمَ بِاللَهِ لا يَأتَلي
وَأَقسمَتُ أَن نِلتُهُ لا يَؤوب
فَأَقبَلَ نَحوي عَلى قُدرَةٍ
فَلَمّا دَنا صَدَقَتهُ الكَذوب
أَحالَ بِها كَفَّهُ مُدبِراً
وَهَل يُنجِيَنَّكَ شَدٌّ وَعيب
فَتَبَّعتُهُ طَعنَةً ثَرَّةً
يَسيلُ عَلى الوَجهِ مِنها صَبيب
فَإِن قَتَلَتهُ فَلَم آلُهُ
وَإِن يَنجُ مِنها فَجُرحٌ رَغيب
وَإِن يَلقَني بَعدَها يَلقَني
عَلَيهِ مِنَ الذُلِّ ثَوبٌ قَشيب
ثعلبه العبدي
الحمدان
11-01-2024, 02:55 PM
لِمَن دِمنٌ كَأَنَّهُنَّ صَحائِفُ
قِفارٌ خَلا مِنها الكَثيبُ فَواحِفُ
فَما أَحدَثَت فيها العُهودُ كَأَنَّما
تَلَعَّبُ بِالسَمّانِ فيها الزَخارِفُ
أَكَبَّ عَلَيها كاتِبٌ بِدَواتِهِ
يُقيمُ يَدَيهِ تارَةً وَيُخالِفُ
رَجا صُنعَهُ ما كانَ يَصنَعُ ساجِياً
وَيَرفَعُ عَينَيهِ عَنِ الصُنعِ طارِفُ
وَشَوهاءَ لَم توشَم يَداها وَلَم تُذَل
فَقاظَت وَفيها بِالوَليدِ تَقاذُفُ
وَتُعطيكَ قَبلَ السَوطِ مِلءَ عِنانِها
وَإِحضارَ ظَبيٍ أَخطَأَتهُ المَجادِفُ
بَلِلتُ بِها يَومَ الصُراخِ وَبَعضُهُم
يَخُبُّ بِهِ في الحَيِّ أَورَقُ شارِفُ
بِبَيضاءَ مِثلِ النَهيِ ريحَ وَمَدَّهُ
شابيبُ غَيثٍ يَحفِشُ الأُكمَ صائِفُ
وَمُطَّرِدٍ يُرضيكَ عِندَ ذَواقِهِ
وَيَمضي وَلا يَنآدُ فيها يُصادِفُ
وَصَفراءُ مِن نَبعٍ سِلاحٌ أُعِدُّها
وَأَبيَضُ قَصّالِ الضَريبَةِ جائِفُ
عَتادُ اِمرِئٍ في الحَربِ لا واهِنِ القُوى
وَلا هُوَ عَمّا يَقدِرُ اللَهُ صارِفُ
بِهِ أَشهَدُ الحَربَ العَوانَ إِذا بَدَت
نَواجِذُها وَاِحمَرَّ مِنها الطَوائِفُ
قِتالَ اِمرِئٍ قَد أَيقَنَ الدَهرَ أَنَّهُ
مِنَ المَوتِ لا ينَجو وَلا المَوتُ جانِفُ
وَلَو كُنتُ في غُمدانَ يَحرُسُ بابَهُ
أَراجيلُ أُحبوشٍ وَأَسودُ آلِفُ
إِذاً لَأَتَتني حَيثُ كُنتُ مَنِيَّتي
يَخُبُّ بِها هادٍ لِإِثرِيَ قائِفُ
أَمِن حَذَرٍ آتي المَهالِكَ سادِراً
وَأَيَّةُ أَرضٍ لَيسَ فيها مَتالِفُ
ثعلبه العبدي
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025, vBulletin Solutions, Inc Trans by mbcbaba
diamond