تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به


الصفحات : 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 [13] 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155

الحمدان
11-18-2023, 09:22 PM
أَلا أَيُّها الباغي البرازَ تَقَرَّبَن
أَساقيكَ بِالطَعنِ الغدافَ المُقَشَّبا

فَأَيُّ فَتى في الحَربِ وَالمَوتُ سيبُهُ
عَلى شارِبيهِ فَاِسقِني مِنهُ وَاِشرَبا

وَدونَكها نَجلاءَ يَنضَحُ فَرعُها
نَجيعاً دَماً مِن داخِلِ الجَوفِ مُثغَبا

حَباكَ بِها مَن لا يُصَرَّدُ كَأَسُهُ
إِذا ما سَقاها مَن إِلى المَوتِ ثَوَّبا

أَخو غَمَراتٍ لا يُرَوَّعُ جَأشهُ
إِذا المَوتُ بِالمَوتِ اِرتَدى وَتَعَصبا

يُباشِرُ في الحَربِ السُيوفَ وَلا يَرى
لِمَن لَم يُباشِرها مِنَ المَوتِ مَهرَبا

أَغَرُّ نَماهُ مازِنٌ بِفِعالِهِ
وَكانَ نَجيبَ الأُمَّهاتِ فَأَنجَبا

الحمدان
11-18-2023, 09:23 PM
أَذِئبَ الغَضا قَد صِرتَ لِلناسِ ضِحكَة
تغادى بِها الرُكبانُ شَرقاً إِلى غَربِ

فَأَنتَ وَإِن كُنتَ الجَريءَ جَنانُهُ
مُنيتَ بِضِرغامٍ مِن الأسدِ الغُلبِ

بِمَن لا يَنامُ الليلَ إِلا وَسَيفُهُ
رَهينَةُ أَقوامٍ سِراعٍ إِلى الشَّغبِ

أَلَم تَرَني يا ذِئبُ إِذ جِئتَ طارِقاً
تُخاتِلُني أَنّي اِمرؤٌ وافِرُ اللُّبِّ

زَجَرتُكَ مَرّاتٍ فَلَمّا غَلَبتَني
وَلَم تَنزَجِر نَهنَهتُ غَربَكَ بِالضَربِ

فَصِرتَ لُقىً لما عَلاكَ اِبنُ حُرَّةٍ
بِأَبيَضَ قَطّاعٍ يُنَجّي مِنَ الكَربِ

أَلا رُبَّ يَوم ريبَ لَو كُنتَ شاهِداً
لَهالَكَ ذِكري عِندَ مَعمَعَةِ الحَربِ

وَلَستَ تَرى إِلا كَمِيّاً مُجَدَّلاً
يَداهُ جَميعاً تَثبُتانِ مِنَ التُّربِ

وَآخَرَ يَهوي طائِرَ القَلبِ هارِباً
وَكُنتُ اِمرأً في الهَيجِ مُجتَمعَ القَلبِ

أصولُ بِذي الزرَّينِ أَمشي عِرضنَةً
إِلى المَوتِ وَالأَقرانُ كَالإِبِلِ الجُربِ

أَرى المَوتَ لا أَنحاشُ عَنهُ تَكَرُّماً
وَلَو شِئتُ لَم أَركَب عَلى المَركَبِ الصَعبِ

وَلَكِن أَبَت نَفسي وَكانَت أَبِيَّةً
تَقاعَسُ أَو يَنصاعُ قَومٌ مِنَ الرُعبِ


مالك بن الريب

الحمدان
11-18-2023, 09:23 PM
سَرَت في دُجى لَيلٍ فَأَصبَحَ دونَها
مَفاوِزُ حمرانِ الشَريفِ وَغُرَّبِ

تطالعُ مِن وادي الكِلابِ كَأَنَّها
وَقَد أَنجَدَت مِنهُ خَريدَةُ رَبرَبِ

عَلَيَّ دِماءُ البُدنِ إِن لَم تُفارِقي
أَبا حَردَبٍ يَوماً وَأَصحابَ حَردَبِ

الحمدان
11-18-2023, 09:23 PM
هَبَّت شَمالٌ خَريفٌ أَسقَطَت وَرَقاً
وَاِصفَرَّ في القاعِ بَعدَ الخُضرَةِ الشيحُ

فَاِرحَل هُديتَ وَلا تَجعَل غَنيمَتَنا
ثَلجاً تُصَفِّفُه بِالترمِذ الريحُ

إِنَّ الشِتاءَ عَدوٌّ ما نُقاتِلُهُ
فَاِرحَل هُديتَ وثوبُ الدِفءِ مُطروحُ

الحمدان
11-18-2023, 09:24 PM
فَإِن تُنصِفوا يا آلَ مَروانَ نَقتَرِب
إِلَيكُم وَإِلا فَأذَنوا بِبعادِ

فَإِنَّ لَنا مِنكُم مراحاً وَمَزحَلاً
بِعيسٍ إِلى ريحِ الفَلاةِ صَوادي

وَفي الأَرضِ عَن دارِ المَذَلَّةِ مَذهَبٌ
وَكُلُّ بِلادٍ أَوطَنَت كَبِلادي

فَماذا عَسى الحجّاجُ يَبلُغُ جُهدُهُ
إِذا نَحنُ جاوَزنا حفيرَ زِيادِ

فَباِستِ أَبي الحَجّاجِ وَاِستِ عَجوزِهِ
عَتيدُ بهمٍ يَرتَعي بوهادِ

فَلَولا بَنو مَروانَ كانَ اِبنُ يوسُفٍ
كَما كانَ عَبداً مِن عَبيدِ إِيادِ

زَمان هُوَ العَبدُ المُقِرُّ بِذِلَّةٍ
يُراوِحُ صِبيانَ القرى وَيُغادي

الحمدان
11-18-2023, 09:24 PM
لِيَهنكَ أَنِّي لَم أَجِد لَكَ عائِباً
سِوى حاسِدٍ وَالحاسِدونَ كَثيرُ

وَأَنَّكَ مِثلُ الغَيثِ أَما نَباتُهُ
فَظِلٌّ وَأَمّاً ماؤُهُ فَطَهورُ

الحمدان
11-18-2023, 09:25 PM
وَمازِلتَ يَومَ الصُّغدِ تُرعدُ واقِفاً
مِنَ الجُبنِ حَتّى خِفتُ أَن تَتَنَصَّرا

وَما كانَ في عُثمانَ شَيءٌ عَلِمتُهُ
سِوى نَسلِهِ في رَهطِهِ حينَ أَدبَرا

وَلَولا بَنو حَربٍ لَظَلَّت دِماؤُكُم
بطونَ العَظايا مِن كَسيرٍ وَأَعوَرا

الحمدان
11-18-2023, 09:25 PM
لَعَمرُكَ ما مَروانُ يَقضي أُمورَنا
وَلَكِنَّ ما يَقضي لَنا بِنتُ جَعفَرِ

فَيا لَيتَها كانَت عَلَينا أَميرَةً
وَليتَكَ يا مَروانُ أَمسَيتَ ذا حَرِ

الحمدان
11-18-2023, 09:26 PM
أَحَقّاً عَلى السُلطانِ أَمّا الَّذي لَهُ
فَيُعطى وَأَمّا ما يُرادُ فَيَمنَعُ

إِذا ما جَعلتُ الرَّملَ بَيني وَبَينَهُ
وَأَعرَضَ سَهبٌ بَينَ تَبرينَ بَلقَعُ

مِنَ الأَدمى لا يَستَجِمُّ بِها القَطا
تَكُلُّ الرِياحُ دونَها فَتَقَطَّعُ

فَشَأنَكُم يا آلَ مَروانَ فَاِطلُبوا
سِقاطي فَما فيهِ لِباغيهِ مَطمَعُ

وَما أَنا كَالعيرِ المُقيمِ لأَهلِهِ
عَلى القَيدِ في بَحبوحَةِ الضَيمِ يَرتَعُ

وَلَولا رَسولُ اللَّهِ أَن كانَ مِنكُم
تَبَيَّنَ مَن بِالنّصف يَرضى وَيَقنَعُ

الحمدان
11-18-2023, 09:26 PM
عَلامَ تَقولُ السَّيفُ يُثقلُ عاتِقي
إِذا قادَني وَسطَ الرِفاقِ المُجَحدَلُ

فَلَولا ذُبابُ السَّيفِ ظَلَّ يَقودُني
بِنِسعَتِهِ شثنُ البَنانِ حَزَنبَلُ



مالك بن الريب

الحمدان
11-18-2023, 09:26 PM
أَدلَجتُ في مَهمَةٍ ما إِن أَرى أَحَداً
حَتّى إِذا حانَ تَعريسٌ لِمَن نَزَلا

وَضَعتُ جَنبي وَقُلتُ اللَّهُ يَكلؤُني
مَهما تَنَم عَنكَ مِن عَينٍ فَما غَفَلا

وَالسَيفُ بَيني وَبَينَ الثَوبِ مَشعَرُهُ
أَخشى الحَوادِثَ إِنّي لَم أَكُن وَكَلا

ما نِمتُ إِلا قَليلاً نِمتُهُ شَئِزاً
حَتّى وَجدتُ عَلى جُثماني الثِقَلا

داهِيَةٌ مِن دَواهي اللَيلِ بَيَّتَني
مُجاهِراً يَبتَغي نَفسي وَما خَتَلا

أَهَوَيتُ نَفحاً لَهُ وَاللَّيلُ ساتِرُهُ
إِلا تَوحيتُهُ وَالجَرس فَاِنخَذَلا

أَوقَدتُ ناري وَما أَدري إِذا لَبدٍ
يَغشى المُهَجهَجَ عضَّ السَّيف أَو رجلا

لَمّا ثَنى اللَّهُ عَنّي شَرَّ عَدوَتِهِ
رَقَدتُ لا مُثبِتاً ذُعراً وَلا بَعِلا

أَما تَرى الدارَ قَفراً لا أَنيسَ بِها
إِلا الوُحوشَ وَأَمسى أَهلُها اِحتَمَلا

بَينَ المُنيفَةِ حَيثُ اِستَنَّ مدفَعُها
وَبَينَ فَردَةَ مِن وَحشِيِّها قيلا

مَن يَشهَد الحَربَ يَصلاها وَيسعرُها
تَراهُ مِمّا كَسَتهُ شاحِباً وَجَلا

خُذها فَإِنَّ الضراب إِذا اِختَلَفَت
أَيدي الرِجالِ بِضَربٍ يَختَلي البَصَلا


مالك بن الريب

الحمدان
11-18-2023, 09:27 PM
يا عامِلاً تَحتَ الظَلامِ مَطِيَّهُ
مُتخايلاً لا بَل وَغَيرَ مُخايِلِ

أَنَّى أَتَحتَ لِشابك أَنيابَهُ
مُستَأنِسٍ بِدُجى الظَلامِ منازِلِ

لا يَستَريعُ عَظيمَةً يُرمى بِها
حَصّاءَ تحسرُ عَن عِظامِ الكاهِلِ

حَرباً تَنَصَّبَهُ بِبِنتِ هَواجِرٍ
عادي الأَشاجِعِ كَالحُسامِ الناصِلِ

لَم يَدرِ ما غرف القُصورِ وَفَيؤُها
طاوٍ بِنَخل سَوادها المُتَمايلِ

يَقِظ الفُؤاد إِذا القُلوبُ تَآنَسَت
جَزَعاً وَنُبِّهَ كُلُّ أَروَعَ باسِلِ

حَيثُ الدُجى متَطَلِّعاً لِغَفولِهِ
كَالذِّئبِ في غَلَسِ الظَلامِ الخاتِلِ

فَوَجَدتَهُ ثَبتَ الجَنانِ مُشَيّعاً
رُكّابَ مَنسِجِ كُلِّ أَمرٍ هائِلِ

فَقَراكَ أَبيَضَ كَالعَقيقَةِ صارِماً
ذا رَونَقٍ يَغشى الضَريبَةَ فاصِلِ

فَرَكِبتَ رَدعَكَ بَينَ ثَنيي فائِرٍ
يَعلو بِهِ أَثَرُ الدِماءِ وَشائِلِ


مالك بن الريب

الحمدان
11-18-2023, 09:27 PM
إِنّا وَجَدنا طَردَ الهوامِلِ

وَالمشيَ في البركَةِ وَالمَراجِلِ

خَيراً مِنَ التَأنانِ وَالمَسائِلِ

وَعِدةِ العامِ وَعامٍ قابِلِ

ملقوحَةً في بَطنِ قابٍ حائِلِ


مالك بن الريب

الحمدان
11-18-2023, 09:28 PM
تُسائِلُ شَهلَةُ قُفَّالَها
وَتَسأَلُ عَن مالِكٍ ما فَعَل

ثَوى مالِكٌ بِبِلادِ العَدُو
وِ تَسفي عَلَيهِ رِياحُ الشَّمَل

لِذَلِكَ شَهلَةُ جَهَّزَتني
وَقَد حالَ دونَ الإِيابِ الأَجَل



مالك بن الريب

الحمدان
11-18-2023, 09:28 PM
لَو كُنتُم تُنكِرونَ الغَدرَ قُلتُ لَكُم
يا آلَ مَروانَ جاري مِنكُم الحَكَمُ

وَأَتقيكُم يَمينَ اللَّهِ ضاحِيَةً
عِندَ الشُهودِ وَقَد تُوفي بِها الذِّمَمُ

لا كُنتُ أَحدَثتُ سوءاً في إِمارَتِكُم
وَلا الَّذي فاتَ مِنِّي قَبلَ ينتقمُ

نَحنُ الَّذينَ إِذا خِفتُم مُجَلِّلَةً
قُلتُم لَنا إِنَّنا مِنكُم لِتَعتَصِموا

حَتّى إِذا اِنفَرَجَت عَنكُم دُجُنَّتها
صِرتُم كَجَذمٍ فَلا إِلٌّ وَلا رَحِمُ


مالك بن الريب

الحمدان
11-18-2023, 09:28 PM
تُذَكِّرُني قِبابُ التركِ أَهلي
وَمَبداهُم إِذا نَزَلوا سَناما

وَصَوتُ حَمامَةٍ بِجِبالِ كِسٍّ
دَعَت مَع مَطلَعِ الشَّمسِ الحَماما

فَبِتُّ لِصَوتِها أَرِقاً وَباتَت
بِمَنطِقِها تُراجِعُني الكَلاما


مالك بن الريب

الحمدان
11-18-2023, 09:29 PM
إِنّي لأَستَحيي الفَوارِسَ أَن أُرى
بِأَرضِ العِدا بَوَّ المَخاضِ الرَوائِمِ

وَإِنّي لأَستَحيي إِذا الحَربُ شَمَّرَت
أَنِ ارخيَ دونَ الحَربِ ثوبَ المُسالِمِ

وَما أَنا بِالنائي الحَفيظَةِ في الوَغى
وَلا المُتَّقي في السِلمِ جَرَّ الجَرائِمِ

وَلا المُتَأَنّي في العَواقِبِ لِلَّذي
أهمُّ بِهِ مِن فاتِكاتِ العَزائِمِ

وَلَكِنَّني مُستَوحِدُ العَزمِ مُقدِمٌ
عَلى غَمراتِ الحادِثِ المُتَفاقِمِ

قَليلُ اِختِلافِ الرَأي في الحَربِ باسِلٌ
جَميعُ الفُؤادِ عِندَ حَلِّ العَظائِمِ


مالك بن الريب

الحمدان
11-18-2023, 09:29 PM
يا قَلَّ خَيرُ أَمير كُنتُ أَتبَعُهُ
أَلَيسَ يُرهِبُني أَم لَيسَ يَرجوني

أَم لَيسَ يَرجو إِذا ما الخَيلُ شَمَّصَها
وَقعُ الأَسِنَّةِ عَطفي حينَ يَدعوني

لا تَحسَبَنّا نَسينا مِن تَقادُمِهِ
يَوماً بِطاسى وَيَومَ النَهرِ ذي الطينِ

مَنَّيتُموني أَمانِيّاً قَنَعتُ بِها
حَتّى إِذا ما جَعَلتُم مقنعاً دوني

كانَت أَمانِيُّكُم ريحاً شَآمِيَّةً
ظَلَّت بِمُختَلِفِ الأَرواحِ تُؤذيني

فَإِن وَقَعتُ لِجَنبِ الرَملِ مُنقَصِفاً
أَولَيتُ كُلَّ اِمرِئٍ ما كانَ يُوليني


مالك بن الريب

الحمدان
11-18-2023, 10:09 PM
‏وإنَّ سوادَ الشالِ من حَول وَجهِها
كفجرِ صباحٍ :قَد تَغشّاهُ غَيهبُ

كأنَّ ضياءَ الشمسِ في طيّ ثوبها
تُخبّئهُ إن رامت الشمسُ تَغربُ

ضديدة لون الليل تأتي فينجلي
ويأتي فلا ندري إلى أين تذهبُ

الحمدان
11-18-2023, 10:19 PM
ابدت لنا الايام ماكان تخفيه
من الظروف القاسيات الشديده

اسفارنا من واقع التيه لا التيه
ويـن الـحياه الـلي يقولو سـعيده

امـا الـمواجع يـكفي الـقلب مافيه
مـاعاد يـتحمل مـواجع جـديده

إن كان ماتقدر على الجرح تشفيه
انـــا دخــيـلـك بــ الألــم لاتــزيـده

الحمدان
11-18-2023, 11:12 PM
قُلبت مفاهيم الحياة وتبدلت
وتغيرت في عصرنا الأشياءُ

فالصدق جهلٌ والوفاء سذاجةٌ
والمكرُ عقلٌ والخداع ذكاءُ

لو كان ينطقُ ذى الزمان لقالها
أنتم عليَّ مُصيبةٌ وبلاءُ

الحمدان
11-18-2023, 11:17 PM
‏لمّا قرأتكِ في فؤادي لم أجد
إلا حروفَ الحب في أعماقي

ورجعت أقرأ ما تضمّ دفاتري
فإذابروحك أنتِ في أوراقي

حتى الصباحُ قرأت كلَّ حروفه
فوجدت وجهَك منه في الإشراقِ

لمّا سألتُ،أجاب قلبي:لاتسَلْ
عماأحسّ به من الأشواقِ

الحمدان
11-18-2023, 11:22 PM
ورزقُك ليس يُنقصه التــأني
وليس يَزيد في الرزق العناء

ولا حزنٌ يدوم ولا ســرور
ولا بؤسٌ عليك ولا رخـاء

إذا ما كنتَ ذا قلبٍ قـوع
فأنت ومالكُ الدنيا ســواء

ومن نزلتْ بساحته المنايــا
فلا أرضٌ تقيه ولا سمــاء

وأرضُ الله واسعــةٌ ولكن
إذا نزل القضا ضاق الفضاء

دع الأيام تغدرُ كلَّ حيــن
فما يُغني عن الموت الـدواء

الإمام الشافعي

الحمدان
11-18-2023, 11:33 PM
قصدت باب الرّجا والنّاس قد رقدوا
وبتّ أشكو إلى مولاي ما أجدُ

وقلت يا أملي في كلّ نائبة..
يا من إليه لكشف الضّرّ أعتمدُ

أشكو إليك أموراً أنت تعلمها
مالي على حملها صبرٌ ولاجلدُ

وقد مددت يدي بالذّلّ مفتقراً
إليك يا خير من مدّت إليه يدُ

فلا تردنّها يارب خائبة
فبحر جودك يروي كلّ من يَرِدُ

الحمدان
11-18-2023, 11:43 PM
قلبي الذي أدْمَنَ التِّرحَالَ وَالسَّفَرَا
في ليلِ عَينيكِ أهْدَى لِلمُنَى قَمَرَا

يا "قدسُ" يا روعةَ التّاريخِ في دَمِنَا
إليكِ كم حَجَّ هذا القلبُ واعْتَمَرَا

تَعِبْتُ أكْتُبُ وَالأوجَاعُ مَحْبَرَتِي
كَمْ أَرّقَ الشِّعرُ في مِحْرَابِهَا الشُّعَرا

ما بينَ عَكَّا وَحَيفَا وَالخَلِيلِ أنا
مسافرٌ كُلّمَا طَالَ النَّوَى اصْطَبَرَا

قيثارتي الآنَ يا "بيسانُ" في كدرٍ
باتت من الحُزْنِ يَقْظَى تبعثُ الكَدَرَا

أرى بلادي على الأجداثِ بَاكيةً
كم أوجعَ السُّهدُ في أحْدَاقِهَا السّهَرَا

في كلِّ صبحٍ يقيمُ الموتُ مذبحةً
فلا تَسَلْ كَيفَ عمَّ الخوفُ وَ انْتَشَرَا

ولا تَقُلْ أَيْنَ بَاتَ السُّعْدُ مُعْتَكِفًا
واسْتَوحَشَ الليلُ لا أنسا وَلا سَمَرَا

وَلَا تَسَلْ مَالّذِي يَجْري وَقَدْ حَجَبَتْ
ثقافةُ الحقدِ عَنَّا السَّمْعَ وَالبَصَرَا

عيوننا تَرقبُ "الأقْصَى" عَلَى خجلٍ
وَلَمْ تَجِدْ خَالِدًا فينا ولا عُمَرَا

كَأنَّنَا لم نَفِقْ مِنْ طُولِ غَفْوَتِنَا
ولا اقتفينا لإنصارِ الهُدَى أَثَرَا
ْ
أنا حنينُ الليالي كلما شرِقَتْ
بالدَّمعِ أوْ عَاتَبَتْ في الغربةِ القَدَرَا

لا وقت للحزن يا "نابلسُ" فالتَمِسِي
من همهماتِ الصِبَا مَا فَاتَ وَانْدَثَرَا

قلوبُنا مِنْ حُطَامِ الذكرياتِ غَدَتْ
تَئِنُّ والصَّبْرُ فِيْهَا ملَّ وَانْكَسَرَا

سنعبرُ الآنَ يَا "سخنينُ" ساريةً
للعابرين إلى أوْطَانِهمْ مَطَرَا

ونزرعُ الأرضَ بالإيمانِ ثانيةً
ونسأل الله يَجْلُو الهَمَّ والكَدَرَا

يا من إلى اللهِ يشكو جَهْلَ أمّتَهِ
اغنمْ دروسَ التُّقَى واسْتَلهِمِ العِبَرَا

تَاريخنَا بِمَدَادِ القَهْرِ نَكْتُبُهُ
وَحِبْرنا مِن لَظَئ الحزنِ الذي كبرا

نلومُ حُكَّامَنَا في كلِّ مُنْعَطَفٍ
وَنَحْنُ مَنْ يَصْنَعِ الحُكَامَ وَالأُمَرَا

من ذَا الّذِي لم يَجِدْ في العيشِ منغصةً
ولمْ يَنَلْ من ليالي أنْسِهَا وَطَرَا

يا "قدسُ" ها نحنُ ما زِلنَا عَلَى أَمَلٍ
يغازلُ الشِّعْرُ فَينَا النّصْرَ وَالظّفَرَا

مَا زَالَ في الغَيبِ مِنْ أيّامِنَا خَبَرٌ
رغم العذاباتِ وَالدَّمْعِ الَّذِي انْهَمَرَا

سَنَقْتَفِي الآنَ فَجْرَ الأمْنِيَاتِ عَسَى
نَرَى طَرِيقًا إلى عينيكِ مُخْتَصرَا

الحمدان
11-19-2023, 09:25 PM
وَراءَكَ عَن شاكٍ قَليلِ العَوائِدِ
تُقَلِّبُهُ بِالرَملِ أَيدي الأَباعِدِ

يُراعي نُجومَ اللَيلِ وَالهَمَّ كُلَّما
مَضى صادِرٌ عُنّي بِآخَرَ وارِدِ

تَوَزَّعَ بَينَ النَجمِ وَالدَمعِ طَرفُهُ
بِمَطروفَةٍ إِنسانُها غَيرُ راقِدِ

وَما يَطَّبيها الغُمضُ إِلّا لِأَنَّهُ
طَريقٌ إِلى طَيفِ الخَيالِ المُعاوِدِ

ذَكَرتُكُمُ ذِكرَ الصِبا بَعدَ عَهدِهِ
قَضى وَطَراً مِنّي وَليسَ بِعائِدِ

إِذا جانَبوني جانِباً مِن وِصالِهِم
عَلِقتُ بِأَطرافِ المُنى وَالمَواعِدِ

فَيا نَظرَةً لا تَنظُرُ العَينُ أُختَها
إِلى الدارِ مِن رَملِ اللَوى المُتَقاوِدِ

هِيَ الدارُ لا شَوقي القَديمُ بِناقِصٍ
إِلَيها وَلا دَمعي عَليها بِجامِدِ

وَلي كَبِدٌ مَقروحَةٌ لَو أَضاعَها
مِنَ السُقمِ غَيري ما بَغاها بِناشِدِ

أَما فارَقَ الأَحبابَ قَبلي مُفارِقٌ
وَلا شَيَّعَ الأَظعانَ مِثلي بِواجِدِ

تَأَوَّبَني داءٌ مِنَ الهَمِّ لَم يَزَل
بِقَلبِيَ حَتّى عادَني مِنهُ عائِدي

تَذَكَّرتُ يَومَ السِبطِ مِن آلِ هاشِمٍ
وَما يومُنا مِن أَلِ حَربٍ بِواحِدِ

وَظامٍ يُريغُ الماءَ قَد حيلَ دونَهُ
سَقوهُ ذُباباتِ الرِقاقِ البَوارِدِ

أَتاحوا لَهُ مُرَّ المَوارِدِ بِالقَنا
عَلى ما أَباحوا مِن عِذابِ المَوارِدِ

بَنى لَهُمُ الماضونَ آساسَ هَذِهِ
فَعَلّوا عَلى آساسِ تِلكَ القَواعِدِ

رَمَونا كَما يُرمى الظَماءُ عَنِ الرَوا
يَذودونَنا عَن إِرثِ جَدٍّ وَوالِدِ

وَيا رُبَّ ساعٍ في اللَيالي لِقاعِدٍ
عَلى ما رَأى بَل كُلَّ ساعٍ لِقاعِدِ

أَضاعوا نُفوساً بِالرِماحِ ضَياعَها
يَعِزُّ عَلى الباغينَ مِنّا النَواشِدِ

أَأَللَهُ ما تَنفَكُّ في صَفَحاتِها
خُموشٌ لِكَلبٍ مِن أُمَيَّةَ عاقِدِ

لَئِن رَقَدَ النُصّارُ عَمّا أَصابَنا
فَما اللَهُ عَمّا نيلُ مِنّا بِراقِدِ

لَقَد عَلَّقوها بِالنَبِيِّ خُصومَةً
إِلى اللَهِ تُغني عَن يَمينٍ وَشاهِدِ

وَيا رُبَّ أَدنى مِن أُمَيَّةَ لِحمَةً
رَمونا عَلى الشَنآنِ رَميَ الجَلامِدِ

طَبَعنا لَهُم سَيفاً فَكُنّا لَحَدِّهِ
ضَرائِبَ عَن أَيمانِهِم وَالسَواعِدِ

أَلا لَيسَ فِعلُ الأَوَّلينَ وَإِن عَلا
عَلى قُبحِ فِعلِ الأَخَرينَ بِزائِدِ

يُريدونَ أَن نَرضى وَقَد مَنَعوا الرِضى
لِسَيرِ بَني أَعمامِنا غَيرَ قاصِدِ

كَذَبتُكَ إِن نازَعتَني الحَقَّ ظالِماً
إِذا قُلتُ يَوماً إِنَّني غَيرُ واجِدِ



أبو تمام

الحمدان
11-19-2023, 09:25 PM
أَتاني وَرَحلي بِالعُذَيبِ عَشِيَّةً
وَأَيدي المَطايا قَد قَطَعنَ بِنا نَجدا

نَعِيٌّ أَطارَ القَلبَ عَن مُستَقَرِّهِ
وَكُنتُ عَلى قَصدٍ فَأَغلَطَني القَصدا

فَلَيتَ نَعى الرَكبُ العِراقيُّ غَيرُهُ
فَما كُلُّ مَفقودٍ وَجِعتَ لَهُ فَقدا

وَيا ناعِيَيهِ اليَومَ غُضّا عَلى قَذىً
فَقَد زِدتُما قَلبي عَلى وَجدِهِ وَجدا

فَبِئسَ عَلى بُعدِ اللِقاءِ تَحِيَّةٌ
أُحَيّا بِها تُذكي عَلى كَبِدي وَقدا

بِرُغمِيَ أَن أورِدتَ قَبلي بِمَورِدٍ
تَبَرَّضتَ مِنهُ لا زُلالاً وَلا بَردا

جَزَتكَ الجَوازي عَن عِمادٍ أَقَمتَها
وَعَن عُقَدٍ لِلدينِ أَحكَمتَها شَدّا

وَذي جَدَلٍ أَلجَمتَ فاهُ بِغُصَّةٍ
تَلَجلَجُ فيهِ لا مَساغاً وَلا رَدّا

قَعَستُ لَهُ حَتّى التَقيتَ سِهامَهُ
وَأَثبَتَّ في تامورِهِ الحُجَجَ اللُدّا

وَمَزلَقَةٍ لِلقَولِ ما شِئتَ دَحضَها
وَقَد زَلَّ عَنها مَن أَعادَ وَمَن أَبدى

وَإِنّي لَأَستَسقي لَكَ اللَهَ عَفوَهُ
وَيا لَكَ غَيثاً ما أَعَمَّ وَما أَندى

وَإِنّي لَأَستَسقي لَكَ اللَهَ عَفوَهُ
مُحامينَ عَنهُ أَن يَفوزَ وَلا يَردى

بَكَيتُكَ حَتّى اِستَنفَدَ الدَمعَ ناظِري
وَلَو مَدَّني دَمعي عَليكَ لَما أَجدى


أبو تمام

الحمدان
11-19-2023, 09:26 PM
مِثلُ وُدّي لا يُغَيِّرُهُ
لَكَ هِجرانٌ وَلا بُعُدُ

وَجُفوني لا يَزالُ بِها
طَيفُ حِلمٍ مِنكَ يَطَّرِدُ

وَضَميري أَنتَ تَعلَمُهُ
لَكَ لا يَلوي بِهِ أَحَدُ

يَا مُقيدَ الشَوقِ مِن كَبِدي
آهِ لا صَبرٌ وَلا جَلَدُ

جَرَحَتني مِنكَ جارِحَةٌ
كُلُّ أَعضائي لَها عَدَدُ


أبو تمام

الحمدان
11-19-2023, 09:26 PM
السَيفُ أَصدَقُ أَنباءً مِنَ الكُتُبِ
في حَدِّهِ الحَدُّ بَينَ الجِدِّ وَاللَعِبِ

بيضُ الصَفائِحِ لا سودُ الصَحائِفِ في
مُتونِهِنَّ جَلاءُ الشَكِّ وَالرِيَبِ

وَالعِلمُ في شُهُبِ الأَرماحِ لامِعَةً
بَينَ الخَميسَينِ لا في السَبعَةِ الشُهُبِ

أَينَ الرِوايَةُ بَل أَينَ النُجومُ وَما
صاغوهُ مِن زُخرُفٍ فيها وَمِن كَذِبِ

تَخَرُّصاً وَأَحاديثاً مُلَفَّقَةً
لَيسَت بِنَبعٍ إِذا عُدَّت وَلا غَرَبِ


أبو تمام

الحمدان
11-19-2023, 09:27 PM
لَو أَنَّ دَهراً رَدَّ رَجعَ جَوابِ
أَو كَفَّ مِن شَأوَيهِ طولُ عِتابِ

لَعَذَلتُهُ في دِمنَتَينِ بِرامَةٍ
مَمحُوَّتَينِ لِزَينَبٍ وَرَبابِ

ثِنتانِ كَالقَمَرَينِ حُفَّ سَناهُما
بِكَواعِبٍ مِثلِ الدُمى أَترابِ

مِن كُلِّ ريمٍ لَم تَرُم سوءاً وَلَم
تَخلِط صِبى أَيّامِها بِتَصابي

أَذكَت عَلَيهِ شِهابَ نارٍ في الحَشا
بِالعَذلِ وَهناً أُختُ آلِ شِهابِ

عَذلاً شَبيهاً بِالجُنونِ كَأَنَّما
قَرَأَت بِهِ الوَرهاءُ شَطرَ كِتابِ

أَوَما رَأَت بُردَيَّ مِن نَسجِ الصِبى
وَرَأَت خِضابَ اللَهِ وَهوَ خِضابي

لا جودَ في الأَقوامِ يُعلَمُ ما خَلا
جوداً حَليفاً في بَني عَتّابِ

مُتَدَفِّقاً صَقَلوا بِهِ أَحسابَهُم
إِنَّ السَماحَةَ صَيقَلُ الأَحسابِ

قَومٌ إِذا جَلَبوا الجِيادَ إِلى الوَغى
أَيقَنتَ أَنَّ السوقَ سوقُ ضِرابِ

يا مالِكَ اِبنَ المالِكينَ وَلَم تَزَل
تُدعى لِيَومَي نائِلٍ وَعِقابِ

لَم تَرمِ ذا رَحِمٍ بِبائِقَةٍ وَلا
كَلَّمتَ قَومَكَ مِن وَراءِ حِجابِ

لِلجودِ بابٌ في الأَنامِ وَلَم تَزَل
يُمناكَ مِفتاحاً لِذاكَ البابِ

وَرَأَيتَ قَومَكَ وَالإِساءَةُ مِنهُمُ
جَرحى بِظُفرٍ لِلزَمانِ وَنابِ

هُم صَيَّروا تِلكَ البُروقَ صَواعِقاً
فيهِم وَذاكَ العَفوَ سَوطَ عَذابِ

فَأَقِل أُسامَةُ جُرمَها وَاِصفَح لَها
عَنهُ وَهَب ما كانَ لِلوَهّابِ

رَفَدوكَ في يَومِ الكُلابِ وَشَقَّقوا
فيهِ المَزادَ بِجَحفَلٍ غَلّابِ

وَهُمُ بِعَينِ أُباغَ راشوا لِلوَغى
سَهمَيكَ عِندَ الحارِثِ الحَرّابِ

وَلَيالِيَ الحَشّاكِ وَالثَرثارِ قَد
جَلَبوا الجِيادَ لَواحِقَ الأَقرابِ

فَمَضَت كُهولُهُمُ وَدَبَّرَ أَمرَهُم
أَحداثُهُم تَدبيرَ غَيرِ صَوابِ

لا رِقَّةُ الحَضَرِ اللَطيفِ غَذَتهُمُ
وَتَباعَدوا عَن فِطنَةِ الأَعرابِ

فَإِذا كَشَفتَهُمُ وَجَدتَ لَدَيهِمُ
كَرَمَ النُفوسِ وَقِلَّةَ الآدابِ

أَسبِل عَلَيهِم سِترَ عَفوِكَ مُفضِلاً
وَاِنفَح لَهُم مِن نائِلٍ بِذِنابِ

لَكَ في رَسولِ اللَهِ أَعظَمُ أُسوَةٍ
وَأَجَلُّها في سُنَّةٍ وَكِتابِ

أَعطى المُؤَلَّفَةَ القُلوبِ رِضاهُمُ
كَرَماً وَرَدَّ أَخايِذَ الأَحزابِ

وَالجَعفَرِيّونَ اِستَقَلَّت ظُعنُهُم
عَن قَومِهِم وَهُمُ نُجومُ كِلابِ

حَتّى إِذا أَخَذَ الفِراقُ بِقِسطِهِ
مِنهُم وَشَطَّ بِهِم عَنِ الأَحبابِ

وَرَأَوا بِلادَ اللَهِ قَد لَفَظَتهُمُ
أَكنافُها رَجَعوا إِلى جَوّابِ

فَأَتَوا كَريمَ الخيمِ مِثلَكَ صافِحاً
عَن ذِكرِ أَحقادٍ مَضَت وَضِبابِ

لَيسَ الغَبِيُّ بِسَيِّدٍ في قَومِهِ
لَكِنَّ سَيِّدَ قَومِهِ المُتَغابي

قَد ذَلَّ شَيطانُ النِفاقِ وَأَخفَتَت
بيضُ السُيوفِ زَئيرَ أُسدِ الغابِ

فَاِضمُم أَقاصِيَهُم إِلَيكَ فَإِنَّهُ
لا يَزخَرُ الوادي بِغَيرِ شِعابِ

وَالسَهمُ بِالريشِ اللَؤومِ وَلَن تَرى
بَيتاً بِلا عَمَدٍ وَلا أَطنابِ

مَهلاً بَني غُنمِ بنِ تَغلِبَ إِنَّكُم
لِلصيدِ مِن عَدنانَ وَالصِيّابِ

لَولا بَنو جُشَمِ بنِ بَكرٍ فيكُمُ
رُفِعَت خِيامُكُمُ بِغَيرِ قِبابِ

يا مالِكَ اِستَودَعتَني لَكَ مِنَّةً
تَبقى ذَخائِرُها عَلى الأَحقابِ

يا خاطِباً مَدحي إِلَيهِ بِجودِهِ
وَلَقَد خَطَبتَ قَليلَةَ الخُطّابِ

خُذها اِبنَةَ الفِكرِ المُهَذَّبِ في الدُجى
وَاللَيلُ أَسوَدُ رُقعَةِ الجِلبابِ

بِكراً تُوَرِّثُ في الحَياةِ وَتَنثَني
في السِلمِ وَهيَ كَثيرَةُ الأَسلابِ

وَيَزيدُها مَرُّ اللَيالي جِدَّةً
وَتَقادُمُ الأَيّامِ حُسنَ شَبابِ


أبو تمام

الحمدان
11-19-2023, 10:10 PM
يقـولـونَ ليْ مـا بـالُ قلبِــكَ واثقــاً
وحـولكَ أمـواجُ المصـائبِ تعصِـف

فقلتُ لهُم إنّيْ اعتصمْتُ بخـالقي
فمـن أيّ شيءٍ يـا ترـى أتخـــوَّف.

الحمدان
11-20-2023, 02:01 PM
غدًا توفى النفوس ما كسبت
ويحصد الزارعون ما زرعوا

إن أحسنوا أحسنوا لأنفسهم
وإن أساؤوا فبئس ما صنعوا

الحمدان
11-20-2023, 07:53 PM
حتى مَ هذا الوعدُ والايعادُ
وإلام كتمِ الابراقُ والارعادُ

أنا إن غصصتُ بما أحسُّ ففي فمي
ماء وبين جوانجي إيقاد

يا نائمينَ على الأذى لا شامُكم
شامٌ ولا بغدادُكُمْ بغداد

تلك المروج الزاهراتُ تحولت
فخلا العرينُ وصوّح المرتاد

هُضِمت حقوقُ ذوي الحقوق وُضيِّعت
تلك العهودُ وخاست الآساد

أعزِزْ على الأجدادِ وهي رمائم
أن لا تُعزَّ تراثَها الأحفاد

فزِعت الى تلك المراقد في الثرى
لو كان يُجدي بالثرى استنجاد

قَرِّى شعوبَ المَشرقَيْنِ على الأسى
ميعادُ فكِّ أسارِك الميعاد

أخذوا بأسباب السماء تعالياً
واستنزلوكِ الى الثرى أو كادوا

يسمو الخيال بنا ويسمو جهُدهم
بِهمُ فكلُّ عنده منطاد

ايهٍ زعيم الشرق نجوى وامق
لَهجٍ بذكركَ هزَّهٌ الانشاد


محمد مهدي الجواهري

الحمدان
11-20-2023, 07:59 PM
جعلتك كعبة من الأرض يأتي
إليك الناس من كل البقاع

وصغت هواك للدنيا نشيدا
تراقص حالما مثل الشعاع

وكم ضمتك عيناي اشتياقا
وكم حملتك في شوق ذراعي

وكم هامت عليك ظلال قلبي
وفي عينيك كم سبحت شراعي

رجعت لكعبتي فوجدت قبرا
وزهرا حوله تلهو الأفاعي

عبدتك في الهوى زمنا طويلا
وصرت اليوم أهرب من ضياعي


فاروق جويده

الحمدان
11-21-2023, 10:34 PM
قصيدة بردة تميم البرغوثي
فلسطين


ما ليْ أَحِنُّ لِمَنْ لَمْ أَلْقَهُمْ أَبَدَا
وَيَمْلِكُونَ عَلَيَّ الرُّوحَ والجَسَدَا

إني لأعرِفُهُم مِنْ قَبْلِ رؤيتهم
والماءُ يَعرِفُهُ الظَامِي وَمَا وَرَدَا

وَسُنَّةُ اللهِ في الأحبَابِ أَنَّ لَهُم
وَجْهَاً يَزِيدُ وُضُوحَاً كُلَّمَا اْبْتَعَدَا

كَأَنَّهُمْ وَعَدُونِي فِي الهَوَى صِلَةً
وَالحُرُّ حَتِّى إذا ما لم يَعِدْ وَعَدَا

وَقَدْ رَضِيتُ بِهِمْ لَوْ يَسْفِكُونَ دَمِي
لكن أَعُوذُ بِهِمْ أَنْ يَسْفِكُوهُ سُدَى

يَفْنَى الفَتَى في حَبِيبٍ لَو دَنَا وَنَأَى
فَكَيْفَ إنْ كَانَ يَنْأَى قَبْلَ أن يَفِدَا

بل بُعْدُهُ قُرْبُهُ لا فَرْقَ بَيْنَهُمَا
أزْدَادُ شَوْقاً إليهِ غَابَ أَوْ شَهِدَا

أَمَاتَ نفسي وَأَحْيَاها لِيَقْتُلَها
مِنْ بَعدِ إِحيَائِها لَهْوَاً بِها وَدَدَا

وَأَنْفَدَ الصَّبْرَ مِنِّي ثُمَّ جَدَّدَهُ
يَا لَيْتَهُ لَمْ يُجَدِّدْ مِنْهُ مَا نَفِدَا

تعلق المَرْءِ بالآمَالِ تَكْذِبُهُ
بَيْعٌ يَزِيدُ رَوَاجَاً كُلَّمَا كَسَدَا

جَدِيلَةٌ هِيَ مِن يَأْسٍ وَمِنْ أَمَلٍ
خَصْمانِ مَا اْعْتَنَقَا إلا لِيَجْتَلِدَا

يَا لائِمي هَلْ أَطَاعَ الصَّبُّ لائِمَهُ
قَبْلِي فَأَقْبَلَ مِنْكَ اللَّوْمَ واللَّدَدَا

قُلْ للقُدَامَى عُيُونُ الظَّبْيِ تَأْسِرُهُمْ
مَا زالَ يَفْعَلُ فِينا الظَّبْيُ ما عَهِدَا

لَمْ يَصْرَعِ الظَّبْيُ مِنْ حُسْنٍ بِهِ أَسَدَاً
بَلْ جَاءَهُ حُسْنُهُ مِنْ صَرْعِهِ الأَسَدَا

وَرُبَّمَا أَسَدٍ تَبْدُو وَدَاعَتُهُ
إذا رَأَى في الغَزَالِ العِزَّ والصَّيَدَا

لَولا الهَوَى لَمْ نَكُنْ نُهدِي ابْتِسَامَتَنَا
لِكُلِّ من أَوْرَثُونا الهَمَّ والكَمَدَا

وَلا صَبَرْنَا عَلَى الدُّنْيَا وَأَسْهُمُها
قَبْلَ الثِّيابِ تَشُقُّ القَلْبَ والكَبِدَا
ضَاقَتْ بِمَا وَسِعَتْ دُنْياكَ وَاْمْتَنَعَتْ

عَنْ عَبْدِهَا وَسَعَتْ نَحوَ الذي زَهِدَا
يا نَفْسُ كُونِي مِنَ الدُّنْيَا عَلَى حَذَرٍ

فَقَدْ يَهُونُ عَلَى الكَذَّابِ أَنْ يَعِدَا
وَلْتُقْدِمِي عِنْدَمَا تَدْعُوكِ أَنْ تَجِلِي

فَالخَوْفُ أَعْظَمُ مِنْ أَسْبَابِهِ نَكَدَا
لْتَفْرَحِي عِنْدَمَا تَدْعُوكِ أَنْ تَجِدِي

فِإنَّهَا لا تُسَاوِي المَرْءَ أَنْ يَجِدَا
وَلْتَعْلَمِي أَنَّهُ لا بَأْسَ لَوْ عَثَرَتْ

خُطَى الأكارمِ حَتَّى يَعرِفُوا السَّدَدَا
ولا تَكُونِي عَنِ الظُلام راضِيَةً

وَإنْ هُمُو مَلَكُوا الأَيْفَاعَ وَالوَهَدا
وَلْتَحْمِلِي قُمْقُمَاً في كُلِّ مَمْلَكَةٍ

تُبَشِّرِينَ بِهِ إِنْ مَارِدٌ مَرَدَا
وَلْتَذْكُرِي نَسَبَاً في الله يَجْمَعُنَا

بِسَادَةٍ مَلأُوا الدُّنْيَا عَلَيْكِ نَدَى
فِدَاً لَهُمْ كُلُّ سُلْطَانٍ وَسَلْطَنَةٍ

وَنَحْنُ لَوْ قَبِلُونَا أَنْ نَكُونَ فِدَا
عَلَى النَّبِيِّ وَآلِ البَيْتِ والشُّهَدَا

مَوْلايَ صَلِّ وَسَلِّمْ دَائِمَاً أَبَدَا
إِنِّي لأَرْجُو بِمَدْحِي أَنْ أَنَالَ غَدَاً

مِنْهُ الشَّجَاعَةَ يَوْمَ الخَوْفِ وَالمَدَدَا
أَرْجُو الشَّجَاعَةَ مِنْ قَبْلِ الشَّفَاعَةِ إِذْ

بِهَذِهِ اليَوْمَ أَرْجُو نَيْلَ تِلْكَ غَدَا
وَلَسْتُ أَمْدَحُهُ مَدْحَ المُلُوكِ فَقَدْ

رَاحَ المُلُوكُ إِذَا قِيسُوا بِهِ بَدَدَا
وَلَنْ أَقُولَ قَوِيٌّ أَوْ سَخِيُّ يَدٍ

مَنْ يَمْدَحِ البَحْرَ لا يَذْكُرْ لَهُ الزَّبَدَا
وَلا الخَوَارِقُ عِنْدِي مَا يُمَيِّزُهُ

فَالله أَهْدَاهُ مِنْهَا مَا قَضَى وَهَدَى
لكنْ بِمَا بَانَ فِي عَيْنَيْهِ مِنْ تَعَبٍ

أَرَادَ إِخْفَاءَهُ عَنْ قَوْمِهِ فَبَدَا
وَمَا بِكَفِّيْهِ يَوْمَ الحَرِّ مِنْ عَرَقٍ

وَفِي خُطَاهُ إذا مَا مَالَ فَاْسْتَنَدَا
بِمَا تَحَيَّرَ فِي أَمْرَيْنِ أُمَّتُهُ

وَقْفٌ عَلَى أَيِّ أَمْرٍ مِنْهُمَا اْعْتَمَدَا
بِمَا تَحَمَّلَ فِي دُنْياهُ مِنْ وَجَعٍ

وَجُهْدِ كَفِّيْهِ فَلْيَحْمِدْهُ مَنْ حَمِدَا
بَمَا أَتَى بَيْتَهُ فِي الليْلِ مُرْتَعِدَاً

وَلَمْ يَكُنْ مِنْ عَظِيمِ الخَطْبِ مُرْتَعِدَا
وَقَدْ تَدَثَّرَ لا يَدْرِي رَأَى مَلَكَاً

مِنَ السَّمَاءِ دَنَا أَمْ طَرْفُهُ شَرَدَا
بِمَا رَأَى مِنْ عَذَابِ المُؤْمِنِينَ بِهِ

إِنْ قِيلَ سُبُّوهُ نَادَوْا وَاحِدَاً أَحَدَا
يَكَادُ يَسْمَعُ صَوْتَ العَظْمِ مُنْكَسِرَاً

كَأَنَّهُ الغُصْنُ مِنْ أَطْرَافِهِ خُضِدَا
بِمَا رَأَى يَاسِرَاً وَالسَّوْطُ يَأْخُذُهُ

يَقُولُ أَنْتَ إِمَامِي كُلَّمَا جُلِدَا
مِنْ أَجْلِهِ وُضِعَ الأَحْبَابُ فِي صَفَدٍ

وَهْوَ الذي جَاءَ يُلْقِي عَنْهُمُ الصَّفَدَا
لَمْ يُبْقِ فِي قَلْبِهِ صَبْرَاً وَلا جَلَدَاً

تَلْقِينُهُ المُؤْمِنِينَ الصَّبْرَ وَالجَلَدَا
بِمَا تَرَدَّدَ فِي ضِلْعَيْهِ مِنْ قَلَقٍ

عَلَى الصَّبِيِّ الذي فِي فَرْشِهِ رَقَدَا
هَذَا عَلِيٌّ يَقُولُ اللهُ دعهُ وَقَدْ

بَاتَ العَدُوُّ لَهُ فِي بَابِهِ رَصَدَا
بَدْرٌ وَضِيٌّ رَضِيٌّ مِنْ جَرَاءَتِهِ

لِنَوْمِهِ تَحْتَ أَسْيَافِ العِدَى خَلَدَا
تِلْكَ التي اْمْتَحَنَ اللهُ الخَلِيلَ بِهَا

هَذَا اْبْنُهُ وَسُيُوفُ المُشْرِكِينَ مُدَى
بِخَوْفِهِ عن قَليلٍ حِينَ أَبْصَرَهُ

فَتَىً يَذُوقُ الرَّدَى مِنْ رَاحَتَيْهِ رَدَى
يُدِيرُ فِي بَدْرٍ الكُبْرَى الحُسَامَ عَلَى

بَنِي أُمَيَّةَ حَتَّى مُزِّقُوا قِدَدَا

وَعِنْدَهُ تْرْبة جبريلُ قَالَ لَهُ
بَأَنْ أَوْلادَهُ فِيهَا غَدَاً شُهَدَا

بِمَا بَكَى يَوْمَ إِبْرَاهِيمَ مُقْتَصِدَاً
وَلَمْ يَكُنْ حُزْنُهُ وَاللهِ مُقْتَصِدَا

يُخْفِي عَنِ النَّاسِ دَمْعَاً لَيْسَ يُرْسِلُهُ
والدَّمْعُ بَادٍ سَوَاءٌ سَالَ أَوْ جَمَدَا

بِمَا اْنْتَحَى لأبي بَكْرٍ يُطَمْئِنُهُ
وَحَوْلَ غَارِهِمَا حَتَّى الرِّمَالُ عِدَى

يَقُولُ يَا صَاحِ لا تَحْزَنْ وَدُونَهُمَا
عَلا لأَنْفَاسِ خَيْلِ المُشْرِكِينَ صَدَى

بِمَا تَفَرَّسَ مُخْتَارَاً صَحَابَتَهُ
وَهْوَ الوَكِيلُ عَلَى مَا اْخْتَارَ وَاْنْتَقَدَا

يَدْرِي بَأَنْ قُرَيْشَاً لَنْ تُسَامِحَهُ
وَأَنْ سَتَطْلُبُ مِنْ أَحْفَادِهِ القَوَدَا

يَدْرِي وَيَحْلُمُ عَنْهُمْ حِينَ يَغْلِبُهُمْ
وَلا يُعَيِّرُهُمْ بَدْرَاً وَلا أُحُدَا

بِمَا تَحَمَّلَ مِنْهُمْ يَوْمَ قَالَ لَهُمْ
بِأَنَّهُ للسَّمَاواتِ العُلَى صَعَدَا

لَوْ كَانَ يَكْذِبُهُمْ مَا كَانَ أَخْبَرَهُمْ
أَفْضَى بِمَا كَانَ وَلْيَجْحَدْهُ مَنْ جَحَدَا

ظُلْمُ العَشِيرَةِ أَضْنَاهُ وَغَرَّبَهُ
عِشْرِينَ عَامَاً فَلَمَّا عَادَ مَا حَقَدَا

بِمَا تَذَكَّرَ يَوْمَ الفَتْحِ آَمِنَةً
لَمْحَاً فَشَدَّ عَلَى تَحْنَانِهِ الزَّرَدَا

بِخَلْجَةِ الخَدِّ لَمْ يَعْلَمْ بِهَا أَحَدٌ
في سَاعَةِ الفَتْحِ مَرَّتْ عِنْدَمَا سَجَدَا

بِمَا خَشِيتَ عَلَيْنَا يَاْ بْنَ آمِنَةٍ
والأُمُّ تَخْشَى وَإِنْ لَمْ تَتْرُكِ الوَلَدَا

وَلَو بُعِثْتَ غَدَاً أَصْبَحْتَ تَحْفَظُنَا
بِالاسْمِ وَالوَجْهِ أَوْ أَحْصَيْتَنَا عَدَدَا*

لنا نَبِيٌّ بَنَى بَيْتَاً لِكُلِّ فَتَى
مِنَّا وَكُلَّ رَضِيعٍ لَفَّهُ بِرِدَا

وَكُلَّ عُرْسٍ أَتَاهُ للعَرُوسِ أَبَاً
يُلْقِي التَّحِيَّةَ للأَضْيافِ وَالوُسُدَا

وَكُلَّ حَرْبٍ أَتَاها للوَرَى أَنَسَاً
وَاْسْتَعْرَضَ الجُنْدَ قَبْلَ الصَّفِّ وَالعُدَدَا

مُمَسِّحَاً جَبَهَاتِ الخَيْلِ إِنْ عَثَرَتْ
حَتَّى تَرَى المُهْرَ مِنْهَا إنْ هَوَى نَهَدَا

مُذَكِّرَاً جَافِلاتِ الخَيْلِ مَا نَسِيَتْ
أَنْسَابَهَا كَحَلَ العَيْنَيْنِ وَالجَيَدَا

حَتَّى لَتَحْسَبُ أَنَّ المُهْرَ أَبْصَرَهُ
أَو أَنَّ مَسَّاً أَصَابَ المُهْرَ فَانْجَرَدَا

شَيْخٌ بِيَثْرِبَ يَهْوَانَا وَلَمْ يَرَنَا
هَذِي هَدَايَاهُ فِينَا لَمْ تَزَلْ جُدُدَا

يُحِبُّنَا وَيُحَابِينَا وَيَرْحَمُنَا
وَيَمْنَحُ الأَضْعَفِينَ المَنْصِبَ الحَتِدَا

هُوَ النَّبِيُّ الذي أَفْضَى لِكُلِّ فَتَىً
بِأَنَّ فِيهِ نَبِيَّاً إِنْ هُوَ اْجْتَهَدَا

يَا مِثْلَهُ لاجِئاً يَا مِثْلَهُ تَعِبَاً
كُنْ مِثْلَهُ فَارِسَاً كُنْ مِثْلَهُ نَجُدَا

مِنْ نَقْضِهِ الظُلْمَ مَهمَا جَلّ صَاحِبُهُ
إِنْقَضَّ إِيوانُ كِسْرَى عِنْدَما وُلِدَا

وَرَدَّتِ الطَّيْرُ جَيْشَاً غَازِياً فَمَضَى
وَقَدْ تَفَرَّقَ عَنْ طَاغِيهِ مَا حَشَدَا

يا دَاعِياً لم تَزَلْ تَشْقَى المُلُوكُ بِهِ
والعَبْدُ لَوْ زُرْتَهُ فِي حُلْمِهِ سَعِدَا

أَنْكَرْتَ أَرْبَابَ قَوْمٍ مِنْ صِنَاعَتِهِمْ
وَرُبَّمَا صَنَعَ الإنْسَانُ مَا عَبَدَا

وَرُحْتَ تَكْفُرُ بِالأصْنَامِ مُهْتَدِياً
مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنْزِلَ اللهُ الكِتَابَ هُدَى

كَرِهْتَهُ وَهْوَ دِينٌ لا بَدِيلَ لَهُ
غَيْرَ التَّعَبُّد فِي الغِيرَانِ مُنْفَرِدَا

وَيَعْذِلُونَكَ فِي رَبِّ تُحَاوِلُهُ
إِنَّ الضَّلالَةَ تَدْعُو نَفْسَهَا رَشَدَا

وَالكُفْرُ أَشْجَعُ مَا تَأْتِيهِ مِنْ عَمَلٍ
إِذَا رَأَيْتَ دِيَانَاتِ الوَرَى فَنَدَا

وَرُبَّ كُفْرٍ دَعَا قَوْمَاً إلى رَشَدٍ
وَرُبَّ إِيمَانِ قَوْمٍ للضَّلالِ حَدَا

وَرُبَّمَا أُمَمٍ تَهْوَى أَبَا لَهَبٍ
لليَوْمِ مَا خَلَعَتْ مِنْ جِيدِهَا المَسَدَا

مِنَ المُطِيعِينَ حُكَّامَاً لَهُمْ ظَلَمُوا
وَالطَّالِبِينَ مِنَ القَوْمِ اللئامِ جَدَا

وكان جِبْرِيلُ مرآة رأَيْتَ بِها
في الليلِ نوراً وفي المُسْتَضْعَفِ الأَيَدَا

أَهْدَاك في الغَارِ بَغْدَادَاً وَقُرْطُبَةً
وكلَّ صَوْت كريم بالأَذَانِ شَدَا

تَرَكْتَ غَارَ حِرَاءٍ أُمَّةً أَنِسَتْ
وَقَدْ أَتَيْتَ لَهُ مُسْتَوْحِشَاً وَحِدَا

إنْ شَاءَ رَبُّكَ إِينَاسَ الوَحِيدِ أَتَى
لَهُ بِكُلِّ البَرَايَا نِسْبَةً صَدَدَا

فَأَنْتَ تَنْمِيقَةُ الكُوفِيِّ صَفْحَتَهُ
قَدْ هَدَّأَ الليْلَ فِي أَوْرَاقِهِ فَهَدَا

وَأَنْتَ تَرْنِيمَةُ الصُّوفِيِّ إِنْ خَشِنَتْ
أَيَّامُهُ عَلَّمَتْهَا الحُسْنَ وَالمَلَدَا

أَكْرِمْ بِضَيْفِ ثَقِيفٍ لَمْ تُنِلْهُ قِرَىً
إِلا التَّهَكُّمَ لَمَّا زَارَ وَالحَسَدَا

ضَيْفَاً لَدَى الله لاقى عند سدرته
قِرىً فَضَاقَ بِمَا أَمْسَى لَدَيْهِ لَدَى

أَفْدِي المُسَافِرَ مِنْ حُزْنٍ إلى فَرَحٍ
مُحَيَّر الحَالِ لا أَغْفَى وَلا سَهِدَا

يَرَى المَمَالِكَ مِنْ أَعْلَى كَمَا خُلِقَتْ
تَعْرِيجَ رَمْلٍ أَتَاهُ السَّيْلُ فَالْتَبَدَا

والرُّسْلُ فِي المَسْجِدِ الأَقْصَى عَمَائِمُهُمْ
بِيضٌ كَأَنَّ المَدَى مِنْ لُؤْلُؤٍ مُهِدَا

يُهَوِّنُونَ عَلَيْهِ وَاْبْتِسَامَتُهُمْ
نَدَى تَكَثَّفَ قَبْلَ الصُّبْحِ فَاْنْعَقَدَا

والرِّيحُ تَنْعَسُ فِي كَفَّيْهِ آمِنَةً
وَالنَّجْمُ مِنْ شوقه للقوم مَا هَجَدَا

يَكَادُ يَحْفَظُ آثَارَ البُرَاقِ هَوَاءُ

القُدْسِ حَتِّى يَرَى الرَّاؤُونَ أَيْنَ عَدَا
يَا مَنْ وَصَلْتَ إلى بَابِ الإلهِ لِكَي

تَقُولَ للخَلْقِ هَذَا البَابُ مَا وُصِدَا
مِنْ قَابِ قَوْسِينِ أَوْ أَدْنَى تَصِيحُ بِهِمْ

لَمْ يَمْتَنِعْ رَبُّكُمْ عَنْكُمْ وَلا بَعُدَا
فَتْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِينَ تَرْتُقُهُ

بِإذْنِ رَبِّكَ حَتَّى عَادَ مُنْسَرِدَا
اللهُ أَقْرَبُ جِيرَانِ الفَقِيرِ لَهُ

يُعْطِي إِذَا الجَارُ أَكْدَى جَارَهُ وَكَدَى
اللهُ جَارُ الوَرَى مِنْ شَرِّ أَنْفُسِهِمْ

فَاْمْدُدْ إِلَيْهِ يَدَاً يَمْدُدْ إِلَيْكَ يَدَا
لَوْلاكَ مَا طَلَعَتْ شَمْسٌ وَلا غَرَبَتْ

وَلا قَضَى اللهُ للأُفْقَيْنِ أَنْ يَقِدَا
وَلا رَأَيْتَ مُلُوكَ الأَرْضِ خَائِفَةً

إِذَا رَأَتْ جَمَلاً مِنْ أَرْضِنَا وَخَدَا
أَفْدِي كِسَاءَكَ لَفَّ الأَرْضَ قَاطِبَةً

قَمِيصَ يُوسُفَ دَاوَى جَفْنَها الرَّمِدَا
رُعْتَ الجَبَابِرَ مِنْ جِنٍّ وَمِنْ أَنَسٍ

مَنْ يَسْفِكُ الدَّمَ أَوْ مَنْ يَنْفِثُ العُقَدَا
يَرَاكَ صَحْبُكَ فِي الرَّمْضَاءِ مُدَّرِعَاً

فَيَحْسَبُونَكَ لا تَسْتَشْعِرُ الصَّهَدَا
أَكْرِمْ بِأَقْمَارِ تِمٍّ فِي الحَدِيدِ عَلَى

خَيْلٍ حَوَتْ فِي الأَدِيمِ البَرْقَ وَالرَّعَدَا
وَرَدَّتِ الصَّخْرَ مَنْقُوشَاً حَوَافِرُها

فَاْنْظُرْ إِلَى كُتُبٍ فِي الأَرْضِ كُنَّ كُدَى
كَأَنَّمَا الصَّخْرُ غَيْمٌ تَحْتَ أَرْجُلِهَا

أَو صَارَتِ الخَيْلُ غَيْمَاً قَاسِيَاً صَلِدَا
لَو قَارَبَ المَوْتُ مِنْهُمْ فِي الوَغَى طَرَفَاً

لَحَادَ مُعْتَذِراً أَنْ لَمْ يَكُنْ عَمِدَا
حَتَّى تَرَى المَوْتَ فِي أَيْدِيهِمُو فَزِعَاً

تَوَقَّفَتْ رُوحُهُ في الحَلْقِ فَازْدَرَدَا
حَرْبٌ تُشِيبُ الفَتَى مِنْ هَوْلِهَا فِإذَا

مَا شَابَ رَدَّتْ سَوَادَ الشَّعْرِ وَالمَرَدَا
يَحِنُّ للحَرْبِ كَالأَوْطَانِ فَارِسُهُمْ

قد خَالَطَ الشَّوْقُ في إِقْدَامِهِ الحَرَدَا
يَلْقَى السِّهامَ وَلا يَلْقَى لَهَا أَثَراً

تَظُنُّ أَصْوَاتَها فِي دِرْعِهِ البَرَدَا
كَأَنَّما رُوحُهُ دَيْنٌ يُؤَرِّقُهُ

في الحَرْبِ مِنْ قَبْلِ تَذْكِيرٍ بِهِ نَقَدَا

تُنَازِعُ السَّهْمَ فِيهِمْ نَفْسُهُ وَجَلاً
وَالرُّمْحُ يِعْسِلُ حَتَّى يَسْتُرَ الرِّعَدَا

وَالسَّيفُ يُشْهَرُ لَكِنْ وَجْهُ صَاحِبِهِ
مُنَبِّئٌ أَنَّهُ ما زالَ مُنْغَمِدَا

لو أَمْسَكُوا بِقَمِيصِ الرِّيحِ ما بَرِحَتْ
أو أَظْهَرُوا بَرَمَاً بالتَّل ما وَطَدَا

وَهُمْ أَرَقُّ مِنَ الأَنْسَامِ لَوْ عَبَرُوا
مَشْيَاً عَلَى المَاءِ لَمْ تُبْصِر بِهِ جَعَدَا

وَلَو يَمَسُّونَ مَحْمُومَاً أَبَلَّ بِهِمْ
والحُزْنُ جَمْرٌ إذا مَرُّوا بِهِ بَرَدَا

قَدْ خُلِّدُوا في جِنَانِي والجِنَانِ مَعَاً
أَكْرِمْ بِهِمْ يَعْمُرُونَ الخُلْدَ والخَلَدَا

كَمْ يَشْبَهُونَ فِدائِيينَ أعْرِفَهُم
لَمْ يَبْتَغُواْ عَنْ سَبيِلِ اللَّهِ مُلْتَحَدَا

وصِبْيةٍ مُذْ أَجَابُوا الحَرْبَ مَا سَأَلَتْ
صَارُوا المَشَايخَ والأقطابَ والعُمَدا

بِمِثْلِهِمْ يَضَعُ التِّيجَانَ لابِسُهَا
وَيَخْجَلُ اللَيْثُ أن يَسْتَكْثِرَ اللِّبَدَا

وَكُنْتَ تُنْصَرُ في الهَيْجَا بِكَفِّ حَصَىً
إذا رَمَيْتَ بِهِ جَمْعَ العِدَى هَمَدَا

لكنَّ رَبِّي أرادَ الحَرْبَ مُجْهِدَةً
وَالنَّفْسُ تَطْهُرُ إنْ عَوَّدْتَهَا الجُهُدَا

لو كانَ رَبِّي يُرِيحُ الأَنْبِياءَ لَمَا
كَانُوا لِمُتْعَبَةِ الدُّنْيا أُسَىً وَقُدَى

لو كانَ رَبِّي يُرِيحُ الأَنْبِياءَ دَعَا
لِنَفْسِهِ خَلْقَهُ وَاْسْتَقْرَبَ الأَمَدَا

قَالُوا مُحَمَّدُ قُلْنَا الاسْمُ مُشْتَهِرٌ
فَرُبَّما كانَ غَيْرُ المُصْطَفَى قُصِدَا

فَحِينَ نَادَى المُنادِي «يا مُحَمَّدُ»
يَزِدْ عَلَيْهَا تَجَلَّى الاسمُ وَاتَّقَدَا

حَرْفُ النِّدَاءِ اْسْمُكَ الأَصْلِيُّ يَا سَنَدَاً
للمُسْتَغِيثِينَ لَمْ يَخْذِلْهُمُو أَبَدَا

وَالظَّنُّ أَنَّا لِتَكْرَارِ اْسْتِغَاثَتِنَا
بِهِ تَكَرَّرَ فِينَا الاسْمُ وَاْطَّرَدَا

أَنْتَ المُنَادَى عَلَى الإطْلاقِ والسَّنَدُ
المَقْصُودُ مَهْمَا دَعَوْنَا غَيْرَهُ سَنَدَا

مَدَدْتَ مِنْ فَوْقِ أَهْلِ اللهِ خَيْمَتَهُ
فِي كُلِّ قُطْرٍ عَقَدْتَ الحَبْلَ وَالوَتَدَا

يَا سَيِّدِي يَا رَسُولَ اللهِ يَا سَنَدِي
أَقَمْتُ بِاسْمِكَ ليْ فيْ غُرْبَتِي بَلَدَا

رُوحِي إذا أَرِجَتْ رِيحُ الحِجَازِ رَجَتْ
لَو أَنَّها دَرَجَتْ فِي الرِّيحِ طَيْرَ صَدَى

يَجُوبُ أَوْدِيَةً بِالطَّيْرِ مُودِيَةً
وَلا يَرَى دِيَةً مِمَّنْ عَدَا فَوَدَى

لا يَلْقُطُ الحَبَّ إلا فِي مَنَازِلِكُمْ
ولا يُقِيمُ سِوَى مِنْ شَوْقِهِ الأَوَدَا

يَكَادُ يَكْرَهُكُمْ مِنْ طُولِ غَيْبَتِكُم
فِإنْ أَتَاكُمْ أَتَاكُمْ نَائِحَاً غَرِدَا

كَذَاكَ أُرْسِلُ رُوحي حِينَ أُرْسِلُها
طَيْراً إليكم يَجُوبُ السَّهْلَ والسَّنَدَا

لَيْسَ الحَمَامُ بَرِيدَاً حِينَ يَبْلُغُكُمْ
بل تِلكَ أَرْوَاحُنا تَهْوِي لَكُمْ بُرُدا

مَنْ للغَرِيبِ إذا ضَاقَ الزَّمَانُ بِهِ
وَطَارَدَتْهُ جُنُودُ الدَّهْرِ فَانْفَرَدَا

والدَّهْرُ ذُو ضَرَبَاتٍ لَيْسَ يَسْأَمُها
فَقَدْ عَجِبْتُ لِهَذَا الدِّينِ كَمْ صَمَدَا

مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ حَاكَ بُرْدَتَهُ
بِخَيْرِ مَا أَنْشَدَ المَوْلَى وَمَا نَشَدَا

وَأَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ جَاءَ مُتَّبِعَاً
حَتَّى شَفَى غُلَّةً مِنْهَا وَبَلَّ صَدَى

رَأَى الفِرَنْجَةَ تَغْزُو المُسْلِمِينَ كِلا
الشَّيْخَيْنِ فَاسْتَنْجَدَا المُخْتَارَ وَاْرْتَفَدَا

رَأَى الخِلافَةَ في بَغْدَادَ أَوَّلُهُم
تُمْحَى وَحَقْلَ كِرَامٍ بِيعَ فَاحْتُصِدَا

رَأَى المَذَابِحَ مِنْ أَرْضِ العِرَاقِ إلى
الشَّامِ الشَّرِيفِ تُصِيبُ الجُنْدَ والقَعَدَا

رَأَى العَوَاصِمَ تَهْوِي كالرَّذَاذِ عَلَى
رَمْلٍ إَذَا طَلَبَتْهُ العَيْنُ مَا وُجِدَا

مُسْتَعْصِمَاً بِرَسُولِ اللهِ أَنْشَدَها

يَرُدُّ مُسْتَعْصِمَاً بِاللهِ مُفْتَقَدَا
وَأَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ رَاحَ يَشْهَدُ فِي

أَمْرِ الخِلافَةِ جَوْرَاً فَتَّتَ العَضُدَا
مِنْ بَعْدِ شَامٍ وَبَغْدَادٍ وَقَاهِرَةٍ

إِسْتَنْفَدَتَ في بَنِي عُثْمَانِهَا المُدَدَا
وَاْنْقَضَّتِ الرُّومُ والإفْرِنْجُ تَنْهَبُهَا

فَفِي الفُرَاتِ لَهُمْ خَيْلٌ وَفِي بَرَدَى
وَقَسَّمُونا كَمَا شَاؤُوا فَلَو دَخَلُوا

مَا بَيْنَ شِقَّي نَواةِ التَّمْرِ مَا اْتَّحَدَا
هِيَ الطُّلولُ وِإنْ أَسْمَيْتَهَا دُوَلاً

هِيَ القُبُورُ وَإنْ أَثَّثْتَهَا مُهُدَا
هِيَ الخَرَابُ وَإِنْ رَفَّتْ بَيَارِقُها

وَنَمَّقُوا دُونَهَا الأَعْتَابَ وَالسُّدَدَا
إِنَّ الزَّمَانَيْنِ رَغْمَ البُعْدِ بَيْنَهُمَا

تَطَابَقَا فِي الرَّزَايَا لُحْمَةً وَسَدَى
والجُرْحُ في زَمَنِي مَا كانَ مُنْدَمِلاً

حَتَّى أَقُولَ اْسْتُجِدَّ الجُرْحُ أو فُصِدَا
مَالَ النَّخِيلُ عَلَى الزَّيْتُونِ مُسْتَمِعَاً

لِيُكْمِلَ السَّرْدَ مِنْهُ كُلَّمَا سَرَدَا
يا سَيِّدِي يَا رَسُولَ الله يَا سَنَدِي

هذا العِرَاقُ وهذا الشَّامُ قَدْ فُقِدَا
لَوْ كانَ ليْ كَتَدٌ حَمَّلْتُهُ ثِقَلِي

لكن بِذَيْنِ فَقَدْتُ الظَّهْرَ والكَتَدَا
يَا جَارَيِ الغَارِ أَعْلَى اللهُ قَدْرَكُما

عَيِيِتُ بَعْدَكُما أَن أُحْصِيَ الرِّدَدَا
لَنَا مُلُوكٌ بِلا دِينٍ إذا عَبَرُوا

فِي جَنَّةٍ أَصْبَحَتْ مِنْ شؤمهم جَرَدَا
أَنْيَابُهُمْ فِي ذَوِي الأَرْحَامِ نَاشِبَةٌ

وَلِلأَعَادِي اْبْتِسَامٌ يُظْهِرُ الدَّرَدَا
لا يَغْضَبُونَ وَلا يُحْمَى لَهُمْ حَرَمٌ

وَإِنْ تَكُنْ دُونَهُمْ أَسْيَافُهُمْ نَضَدَا
وَيَسْتَلِذُّونَ تَعْذِيبَ الغُزَاةِ لَهُمْ

إِنَّ المُحِبَّ يَرَى فِي ذُلِّه رَغَدَا
حُمَّى الزَّمانِ إذا ماتوا أَوِ اْرْتَحَلُوا

تَنَفَّسَ الصُّبْحُ فِي عَلْيَائِهِ الصُّعَدَا
وَلا يَمُوتُونَ مِثْلَ النَّاسِ يَتْرُكُهُمْ

رَيْبُ الزَّمَانِ وَيُفْنِي قَبْلَهُمْ لُبَدَا
مَا للغَزَالِ تُخِيفُ الذِّئْبَ نَظْرَتُهُ

وَللحَمَامِ يُخِيفُ الصَّقْرَ والصُّرَدَا
يَا جَابِرَ الكَسْرِ مِنَّا عِنْدَ عَثْرَتِنَا

وَإِنْ رَأَيْتَ القَنَا مِنْ حَوْلِنَا قِصَدَا
يَا مِثْلَنَا كُنْتَ مَطْرُودَاً وَمُغْتَرِبَاً

يَا مِثْلَنَا كُنْتَ مَظْلُومَاً وَمُضْطَهَدَا
يَا مُرْجِعَ الصُّبْحِ كالمُهْرِ الحَرُونِ إلى

مَكَانِهِ مِنْ زَمَانٍ لَيْلُهُ رَكَدَا

وَيَا يَدَاً حَوْلَنَا دَارَتْ تُعَوِّذُنَا
مِنْ بَطْنِ يَثْرِبَ حَتَّى الأَبْعَدِينَ مَدَى

أَدْرِكْ بَنِيكَ فَإِنَّا لا مُجِيرَ لَنَا
إلا بِجَاهِكَ نَدْعُو القَادِرَ الصَّمَدَا

الليلُ مُعْتَلِجُ الأَمْوَاجِ مَنْ زَمَنٍ
لكنَّ مِجْمَرَ هَذَا الدِّينِ مَا خَمَدَا

وَلَمْ تَزَلْ أُمَّةٌ تَحْتَ السَّمَاءِ إَذَا
دَعَتْ حَسِبْتَ الأَيَادِيْ تَحْتَهَا عَمَدَا

تَعْشَوْشِبُ الأَرْضُ مِنْ عَيْنَيْكَ مُلْتَفِتَاً
وَتَسْتَدِرُّ يَدَاكَ المَنْهَلَ الثَّمِدَا

وَتَجْعَلُ الطَّيْرَ جُنْدَاً ظَافِرِينَ عَلَى
جَيْشٍ شَكَتْ أَرْضُهُ الأَثْقَالَ والعَتَدَا

أَنْشَأْتَ أُمَّتَنَا مِنْ مُفْرَدٍ وَحِدٍ
حَتَّى تَحَضَّرَ مِنْهَا عَالَمٌ وَبَدَا

وإنَّ مَوْؤُدَةً أَنْقَذْتَهَا وَلَدَتْ
وُلْدَانَ يَعْيَى بَها المُحْصِي وَإِنْ جَهِدَا

صارُوا كَثِيرَاً كَمَا تَهْوَى فَبَاهِ بِهِمْ
وَاْسْتَصْلِحِ الجَمْعَ وَاْطْرَحْ مِنْهُ مَا فَسَدَا

أَقُولُ بَاهِ لأَنَّ الدَّهْرَ عَذَّبَهُمْ
حَتَّى تَمَنَّى الفَتَى لَوْ أَنَّهُ وُئِدَا

وَلَمْ يَزَلْ مُمْسِكَاً بِالدِّينِ جَمْرَتَهُ
حَتَّى يَمُوتَ عَلَى مَا اْخْتَارَ وَاْعْتَقَدَا

وَلَوْ يُقَالُ لَهُ سِرْ فَوْقَ جَمْرِ غَضَىً
مَشَى عَلَيْهِ بَسِيمَ الوَجْهِ مُتَّئِدَا

كَمْ مِنْ بِلالٍ عَلَى أَضْلاعِهِ حَجَرٌ
قَدْ رَاحَ مِنْهُ عَلَى أَشْغَالِهِ وَغَدَا

فَاْشْفَعْ لنَا يَوْمَ لا عُذْرٌ لمُعْتَذِرٍ
وَلَيْسَ يُسْمَعُ مِنْ طُولِ النَّدَاءِ نِدَا

وَاْغْفِرْ لِمَنْ أَنْشَدُوا هَذِي القَصِيدَةَ فِي
مَا مَرَّ مِنْ أَزَمَاتِ الدَّهْرِ أَوْ وَرَدَا

وللوَلِيَّيْنِ مِنْ قَبْلِي فَشِعْرُهُمَا
أَبَانَ للشُّعَرَاءِ اللاحِبَ الجَدَدَا

تَتَبُّعَاً وَاْخْتِلافَاً صُغْتُ قَافِيَتِي
«مَولايَ صَلِّ وَسَلِّمْ دَائِمَاً أَبَدَا»

وَلَيْسَ مَعْذِرَةٌ فِي الاتِّبَاعِ سِوَى
أَنِّي وَجَدْتُ مِنَ التَّحْنَانِ مَا وَجَدَا

وَلَيْسَ مَعْذِرَةٌ فِي الاْخْتِلافِ سِوَى
أَنِّي أَرَدْتُ حَدِيثَاً يُثْبِتُ السَّنَدَا

وَخَشْيَةً أَنْ يَذُوبَ النَّهْرُ فِي نَهَرٍ
وَأَنْ يَجُورَ زَمَانٌ قَلَّمَا قَصَدَا

وَرَاجِيَاً مِنْ إِلَهِي أَنْ يُتِيحَ لَنَا

يَوْمَاً عَلَى ظَفَرٍ أَنْ نُنْشِدَ البُرَدا
وَصَلِّ يَا رَبِّ مَا غَنَّتْ مُطَوَّقَةٌ

تُعَلِّمُ الغُصْنَ مِنْ إِطْرَابِهَا المَيَدَا
عَلَى مُحَمَّدٍ الهَادِي مُحَمَّدِنَا

نَبِيِّنَا شَيْخِنَا مَهْمَا الزَّمَانُ عَدَا
وَهَذِهِ بُرْدَةٌ أُخْرَى قَدِ اْخْتُتِمَتْ

أَبْيَاتُها مِائتَانِ اْسْتُكْمِلَتْ عَدَدَا
يَارَبِّ وَاْجْعَلْ مِنَ الخَتْمِ البِدَايَةَ

وَاْنْصُرْنَا وَهَيِّءْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدَا

الحمدان
11-21-2023, 10:37 PM
أَيَا يَاسَمِينُ التي مِنْ حَلَبْ
وَأَهْلُكِ تركٌ وَأَهْلِي عَرَبْ

وما بيْنَنَا رغمَ ما بيْنَنَا
سُيوفٌ تُسل ونارٌ تُشبْ

لِعَيْنَيْكِ سَامَحْتُ هَذَا الزَّمَانَ
وَكُنْتُ عَلَيْهِ طَوِيلَ العَتَبْ

جمالٌ يُبطِّئ مرّ الرياح
ويرجعُ بالنهْرِ قبلَ المصبْ

غَرِيبٌ عَلَى الدَّهْرِ حسنك هذا
فُديتِ ولا حُسْنَ إلا اْغْتَرَبْ

وَمَا عَادَةٌ للبَخِيلِ العَطَاءُ
وَلا عَادَةٌ للكَرِيمِ الطَّلَبْ

وَلا الحُرُّ عَادَتُه أَنْ يَهَابَ
وَلا النَّذْلُ عَادَتُهُ أَنْ يَهَبْ

وَقَدْ يَحْدُثُ الحُبُّ مِنْ غَيْرِ قَصْدٍ
كَمَا اْتَّزَنَتْ للنَّبِيِّ الخُطَبْ

وَخَيْرُ الهَوَى مَا يَكُونُ اتِّفَاقاً
بِلا نِيَّةٍ سَبَقَتْ أَوْ سَبَبْ

وَشَتَّانَ مَاءُ الغُيُومِ الفُجَاءُ
وَمَاءٌ يُجَاءُ بِهِ فِي القِرَبْ

لِعَيْنَيْكِ فِي الخَلْقِ مُلْكٌ إِذَا ما
رَآهُ الرَّشِيدُ اْعْتَرَتْهُ الرِّيَبْ

وَشَعْرُكِ لَيْلُ اْمْرِئِ القَيْسِ لَكِنْ
بِغَيْرِ الهُمُومِ اْرْتَخَى وَاْنْسَكَبْ

وَيَا يَاسَمِينُ خُلِقْتُ خَجُولاً
سِوَى فِي اْثْنَتَينِ الهَوَى والغَضَبْ

وَلَمْ أَكْتُبِ الشِّعْرَ فِيكِ وَلكِنْ
أَحَبَّكِ مِنْ نَفْسِهِ فَانْكَتَبْ


تميم البرغوثي

الحمدان
11-21-2023, 10:39 PM
قالَ السَماءُ كَئيبَةٌ وَتَجَهَّما
قُلتُ اِبتَسِم يَكفي التَجَهّمُ في السَما

قالَ الصِبا وَلّى فَقُلتُ لَهُ اِبتَسِم
لَن يُرجِعَ الأَسَفُ الصِبا المُتَصَرِّما

قالَ الَّتي كانَت سَمائِيَ في الهَوى
صارَت لِنَفسِيَ في الغَرامِ جَهَنَّما

خانَت عُهودي بَعدَما مَلَّكتُها
قَلبي فَكَيفَ أُطيقُ أَن أَتَبَسَّما

قُلتُ اِبتَسِم وَاِطرَب فَلَو قارَنتَها
قَضَّيتَ عُمرَكَ كُلَّهُ مُتَأَلِّما

قالَ التِجارَةُ في صِراعٍ هائِلٍ
مِثلُ المُسافِرِ كادَ يَقتُلَهُ الظَما

أَو غادَةٍ مَسلولَةٍ مُحتاجَةٍ
لِدَمٍ وَتَنفُثُ كُلَما لَهَثَت دَما

قُلتُ اِبتَسِم ما أَنتَ جالِبَ دائِها
وَشِفائِها فَإِذا اِبتَسَمتَ فَرُبَّما

أَيَكونُ غَيرُكَ مُجرِماً وَتَبيتُ في
وَجَلٍ كَأَنَّكَ أَنتَ صِرتَ المُجرِما

قالَ العِدى حَولي عَلَت صَيحاتُهُم
أَأُسَرُّ وَالأَعداءُ حَولِيَ الحِمى

قُلتُ اِبتَسِم لَم يَطلُبوكَ بِذَمِّهِم
لَو لَم تَكُن مِنهُم أَجَلَّ وَأَعظَما

قالَ المَواسِمُ قَد بَدَت أَعلامُها
وَتَعَرَّضَت لي في المَلابِسِ وَالدُمى

وَعَلَيَّ لِلأَحبابِ فَرضٌ لازِمٌ
لَكِنَّ كَفّي لَيسَ تَملُكُ دِرهَما

قُلتُ اِبتَسِم يَكفيكَ أَنَّكَ لَم تَزَل
حَيّاً وَلَستَ مِنَ الأَحِبَّةِ مُعدَما

قالَ اللَيالي جَرَّعَتني عَلقَماً
قُلتُ اِبتَسِم وَلَئِن جَرَعتَ العَلقَما

فَلَعَلَّ غَيرَكَ إِن رَآكَ مُرَنَّماً
طَرَحَ الكَآبَةَ جانِباً وَتَرَنَّما

أَتُراكَ تَغنَمُ بِالتَبَرُّمِ دِرهَماً
أَم أَنتَ تَخسَرُ بِالبَشاشَةِ مَغنَما

يا صاحِ لا خَطَرٌ عَلى شَفَتَيكَ أَن
تَتَلَثَّما وَالوَجهِ أَن يَتَحَطَّما

فَاِضحَك فَإِنَّ الشُهبَ تَضحَكُ وَالدُجى
مُتَلاطِمٌ وَلِذا نُحِبُّ الأَنجُما

قالَ البَشاشَةُ لَيسَ تُسعِدُ كائِناً
يَأتي إِلى الدُنيا وَيَذهَبُ مُرغَما

قُلتُ اِبتَسِم ما دامَ بَينَكَ وَالرَدى
شِبرٌ فَإِنَّكَ بَعدُ لَن تَتَبَسَّما

الحمدان
11-21-2023, 10:40 PM
خذوا بدمي ذات الوشاح فإنني
رأيتُ بعيني في أناملها دمي

أغار عليها من أبيها وأمها
ومن خطوة المسواك إن دار في الفمِ

أغار على أعطافها من ثيابها
إذا ألبستها فوق جسم منعمِ

وأحسدأقداحا تقبلُ ثغرها
إذا أوضعتها موضع المزجِ في الفمِ

خذوا بدمي منها فإني قتيلها
فلا مقصدي ألا تقوتو تنعمي

ولا تقتلوها إن ظفرتم بقتلها
ولكن سلوها كيف حل لها دمي

وقولوا لها يا منية النفس إنني
قتيل الهوى والعشق لو كنتِ تعلمي

ولا تحسبوا أني قتلت بصارم
ولكن رمتني من رباهابأسهمِ

لها حكم لقمان وصورة يوسف
ونغمه داود وعفه مريمِ

ولي حزن يعقوب ووحشه يونس
وآلام أيوب وحسرة آدمِ

ولو قبل مبكاها بكيت صبابة
لكنت شفيت النفس قبل التندمِ

ولكن بكت قبلي فهيج لي البكاء
بكاها فكان الفضل للمتقدمِ

بكيت على من زين الحسن وجهها
وليس لها مثل بعرب وأعجمي

مدنية الألحاظ مكية الحشى
هلالية العينين طائية الفمِ

وممشوطة بالمسك قد فاح نشرها
بثغر كأن الدر فيه منظمِ

أشارت بطرف العين خيفة أهلها
إشارة محزونٍِ ولم تتكلمِ

فأيقنت أن الطرف قد قال مرحبا
وأهلا وسهلا بالحبيب المتيمِ

فوالله لولا الله والخوف والرجا
لعانقتها بين الحطيمِ وزمزمِ

وقبلتها تسعا وتسعين قبلة
براقة بالكفِ والخدِ والفمِ

ووسدتها زندي وقبلت ثغرها
وكانت حلالا لي ولو كنت محرمِ

ولما تلاقينا وجدت بنانها
مخضبه تحكي عصارة عندمِ

فقلت خضبت الكف بعدي,هكذا
يكون جزاء المستهامِ المتيمِ

فقالت وأبدت في الحشى حر الجوى
مقاله من في القول لم يتبرمِ

وعيشك ما هذا خضاباً عرفتهُ
فلا تكُ بالبهتانِ والزور ظالمي

ولكنني لما رأيتك نائياً
وقد كنت كفي في الحياة ومعصمي

بكيت دما يوم النوى فمسحتهُ
بكفي فاحمرت بناني من دمي

الحمدان
11-21-2023, 11:28 PM
يا صاحبَ الهمِّ إنَّ الهمَّ مُنْفَرِجٌ
أَبْشِرْ بخيرٍ فإنَّ الفارجَ اللهُ

اليأسُ يَقْطَعُ أحيانًا بصاحِبِهِ
لا تَيْأسَنَّ فإنَّ الكافيَ اللهُ

اللهُ يُحْدِثُ بعدَ العُسرِ مَيْسَرَةً
لا تَجْزَعَنَّ فإنَّ القاسمَ اللهُ

إذا بُلِيتَ فثقْ باللهِ، وارْضَ بهِ
إنَّ الذي يَكْشِفُ البَلْوَى هو اللهُ

واللهِ مَا لَكَ غيرُ اللهِ مِن أحدٍ
فحَسْبُك اللهُ في كلٍّ لكَ اللهُ

الحمدان
11-22-2023, 10:03 PM
أَلا هُبّي بِصَحنِكِ فَاَصبَحينا
وَلا تُبقي خُمورَ الأَندَرينا

مُشَعشَعَةً كَأَنَّ الحُصَّ فيها
إِذا ما الماءُ خالَطَها سَخينا

تَجورُ بِذي اللُبانَةِ عَن هَواهُ
إِذا ما ذاقَها حَتّى يَلينا

تَرى اللَحِزَ الشَحيحَ إِذا أُمِرَّت
عَلَيهِ لِمالِهِ فيها مُهينا

صَبَنتِ الكَأسَ عَنّا أُمَّ عَمرٍو
وَكانَ الكَأَسُ مَجراها اليَمينا

وَما شَرُّ الثَلاثَةِ أُمَّ عَمرٍو
بِصاحِبِكِ الَّذي لا تَصبَحينا

وَكَأسٍ قَد شَرِبتُ بِبَعلَبَكٍّ
وَأُخرى في دِمَشقَ وَقاصِرينا

وَإِنّا سَوفَ تُدرِكُنا المَناياَ
مُقَدَّرَةً لَنا وَمُقَدَّرينا

قِفي قَبلَ التَفَرُّقِ يا ظَعيناَ
نُخَبِّركِ اليَقينا وَتُخبِرينا

قِفي نَسأَلكِ هَل أَحدَثتِ صَرماً
لِوَشكِ البَينِ أَم خُنتِ الأَمينا

بِيَومِ كَريهَةٍ ضَرباً وَطَعناً
أَقَرَّ بِهِ مَواليكِ العُيونا

وَإنَّ غَداً وَإِنَّ اليَومَ رَهنٌ
وَبَعدَ غَدٍ بِما لا تَعلَمينا

تُريكَ إِذا دَخَلتَ عَلى خَلاءٍ
وَقَد أَمِنَت عُيونَ الكاشِحينا

ذِراعَي عَيطَلٍ أَدماءَ بِكرٍ
هِجانِ اللَونِ لَم تَقرَأ جَنينا

وَثَدياً مِثلَ حُقِّ العاجِ رَخصاً
حَصاناً مِن أَكُفِّ اللامِسينا

وَمَتنَي لَدنَةٍ سَمَقَت وَطالَت
رَوادِفُها تَنوءُ بِما وَلينا

وَمَأكَمَةً يَضيقُ البابُ عَنها
وَكَشحاً قَد جُنِنتُ بِهِ جُنونا

وَساريَتَي بَلَنطٍ أَو رُخامٍ
يَرِنُّ خُشاشُ حَليِهِما رَنينا

فَما وَجَدَت كَوَجدي أُمُّ سَقبٍ
أَضَلَّتهُ فَرَجَّعَتِ الحَنينا

وَلا شَمطاءُ لَم يَترُك شَقاها
لَها مِن تِسعَةٍ إَلّا جَنينا

تَذَكَّرتُ الصِبا وَاِشتَقتُ لَمّا
رَأَيتُ حُمولَها أُصُلاً حُدينا

فَأَعرَضَتِ اليَمامَةُ وَاِشمَخَرَّت
كَأَسيافٍ بِأَيدي مُصلِتينا

أَبا هِندٍ فَلا تَعَجَل عَلَينا
وَأَنظِرنا نُخَبِّركَ اليَقينا

بِأَنّا نورِدُ الراياتِ بيضاً
وَنُصدِرُهُنَّ حُمراً قَد رَوينا

وَأَيّامٍ لَنا غُرٍّ طِوالٍ
عَصَينا المَلكَ فيها أَن نَدينا

وَسَيِّدِ مَعشَرٍ قَد تَوَّجوهُ
بِتاجِ المُلكِ يَحمي المُحجَرينا

تَرَكنا الخَيلَ عاكِفَةً عَلَيهِ
مُقَلَّدَةً أَعِنَّتَها صُفونا

وَأَنزَلنا البُيوتَ بِذي طُلوحٍ
إِلى الشاماتِ تَنفي الموعِدينا

وَقَد هَرَّت كِلابُ الحَيِّ مِنّا
وَشذَّبنا قَتادَةَ مَن يَلينا

مَتى نَنقُل إِلى قَومٍ رَحانا
يَكونوا في اللِقاءِ لَها طَحينا

يَكونُ ثِفالُها شَرقِيَّ نَجدٍ
وَلُهوَتُها قُضاعَةَ أَجمَعينا

نَزَلتُم مَنزِلَ الأَضيافِ مِنّا
فَأَعجَلنا القِرى أَن تَشتُمونا

قَرَيناكُم فَعَجَّلنا قِراكُم
قُبَيلَ الصُبحِ مِرداةً طَحونا

نَعُمُّ أُناسَنا وَنَعِفُّ عَنهُم
وَنَحمِلُ عَنهُمُ ما حَمَّلونا

نُطاعِنُ ما تَراخى الناسُ عَنّا
وَنَضرِبُ بِالسُيوفِ إِذا غُشينا

بِسُمرٍ مِن قَنا الخَطِّيِّ لُدنٍ
ذَوابِلَ أَو بِبيضٍ يَختَلينا

كَأَنَّ جَماجِمَ الأَبطالِ فيها
وُسوقٌ بِالأَماعِزِ يَرتَمينا

نَشُقُّ بِها رُؤوسَ القَومِ شَقّا
وَنُخليها الرِقابَ فَتَختَلينا

وَإِنَّ الضِغنَ بَعدَ الضِغنِ يَبدو
عَلَيكَ وَيَخرِجُ الداءَ الدَفينا

وَرِثنا المَجدَ قَد عَلِمَت مَعَدٌّ
نُطاعِنُ دونَهُ حَتّى يَبينا

وَنَحنُ إِذا عَمادُ الحَيّ خَرَّت
عَنِ الأَحفاضِ نَمنَعُ مَن يَلينا

نَجُذُّ رُؤوسَهُم في غَيرِ بِرٍّ
فَما يَدرونَ ماذا يَتَّقونا

كَأَنَّ سُيوفَنا فينا وَفيهِم
مَخاريقٌ بِأَيدي لاعِبينا

كَأَنَّ ثيابَنا مِنّا وَمِنهُم
خُضِبنَ بِأَرجوانٍ أَو طُلينا

إِذا ما عَيَّ بِالإِسنافِ حَيٌّ
مِنَ الهَولِ المُشَبَّهِ أَن يَكونا

نَصَبنَا مِثلَ رَهوَةَ ذاتَ حَدٍّ
مُحافَظَةً وَكُنّا السابِقينا

بِشُبّانٍ يَرَونَ القَتلَ مَجداً
وَشيبٍ في الحُروبِ مُجَرَّبينَا

حُدَيّا الناسِ كُلِّهِمُ جَميعاً
مُقارَعَةً بَنيهِم عَن بَنينا

فَأَمّا يَومَ خَشيَتِنا عَلَيهِم
فَتُصبِحُ خَيلُنا عُصَباً ثُبينا

وَأَمّا يَومَ لا نَخشى عَلَيهِم
فَنُمعِنُ غارَةً مُتَلَبِّبينا

بِرَأسٍ مِن بَني جُشَمِ بنِ بَكرٍ
نَدُقُّ بِهِ السُهولَةُ وَالحُزونا

أَلا لا يَعلَمُ الأَقوامُ أَنّا
تَضَعضَعنا وَأَنّا قَد وَنينا

أَلا لا يَجهَلَن أَحَدٌ عَلَينا
فَنَجهَلَ فَوقَ جَهلِ الجاهِلينا


عمرو بن كلثوم

الحمدان
11-22-2023, 10:04 PM
أَأَهتَمُّ يا خَيرَ البَرِيَّةِ والِداً
وَرَهطاً إِذا ما الناس عَدّوا المَساعِيا

تَدارَك أَسيراً عانِياً في بِلادِكُم
وَلا تُثقِفني التَيمَ أَلقَ الدَواهِيا

الحمدان
11-22-2023, 10:04 PM
أَلا لا تَلوماني كَفى اللَومَ ما بِيا
وَما لَكُما في اللَومِ خَيرٌ وَلا لِيا

أَلَم تَعلَما أَنَّ المَلامَةَ نَفعُها
قَليل وَما لَومي أَخي مِن شمالِيا

فَيا راكِباً إِمّا عَرَضتَ فَبَلَّغَن
نَدامايَ مِن نَجرانَ أَن لا تَلاقِيا

أَبا كَرِبٍ وَالأَيهَمَينِ كِلَيهِما
وَقَيساً بِأَعلى حَضرَمَوتَ اليَمانِيا

جَزى اللَهُ قَومي بِالكُلابِ مَلامَةً
صَريحَهُم وَالآخَرينَ المَوالِيا

وَلَو شِئتُ نَجَّتني مِنَ الخَيلِ نَهدَةٌ
تَرى خَلفَها الحُوَّ الجِيادَ تَوالِيا

وَلَكِنّني أَحمي ذِمارَ أَبيكُم
وَكانَ الرِماحُ يَختَطِفنَ المُحامِيا

وَتَضحَكُ مِنّي شَيخَةٌ عَبشَمِيَّةٌ
كَأَن لَم تَرى قَبلي أَسيراً يَمانِيا

وَقَد عَلِمَت عَرسي مُلَيكَةُ أَنَّني
أَنا اللَيثُ مَعدُوّاً عَلَيَّ وَعادِيا

أَقولُ وَقَد شَدّوا لِساني بِنِسعَةٍ
أَمَعشَرَ تَيمٍ أَطلِقوا عَن لِسانِيا

أَمَعشَرَ تَيمٍ قَد مَلَكتُم فَأَسجِحوا
فَإِنَّ أَخاكُم لَم يَكُن مِن بَوائِيا

فَإِن تَقتُلوني تَقتُلوا بِيَ سَيِّداً
وَإِن تُطلِقوني تَحرُبوني بِمالِيا

وَكُنتُ إِذا ما الخَيلُ شَمَّصَها القَنا
لبيق بِتَصريفِ القَناة بنَانِيا

فيا عاصِ فكَّ القَيد عنّي فإنني
صَبور على مرِّ الحوادثِ ناكِيا

أَحَقّاً عِبادَ اللَهِ أَن لَستُ سامِعاً
نَشيدَ الرُعاءِ المُعزِبينَ المَتالِيا

وَقَد كُنتُ نَحّارَ الجَزورِ وَمُعمِلَ ال
مطيَّ وأمضي حيث لاحي ماضيا

وَأَنحَرُ لِلشَربِ الكِرامِ مِطِيَّتي
وَأَصدَعُ بَينَ القَينَتَينِ رِدائِيا

وَعادِيَةٍ سَومَ الجَرادِ وَزَعتُها
بِكَفّي وَقَد أَنحَوا إِلَيَّ العَوالِيا

كَأَنِّيَ لَم أَركَب جَواداً وَلَم أَقُل
لِخَيلِيَ كُرّي نَفِّسي عَن رِجالِيا

وَلَم أَسبَإِ الزِقَّ الرَوِيَّ وَلَم أَقُل
لِأَيسارِ صِدقٍ أَعظِموا ضَوءَ نارِيا

الحمدان
11-22-2023, 10:05 PM
جَلَبنا الخَيلَ مِن جَنبَي أَريكٍ
سَواهِمَ يَعتَزِمنَ عَلى الخَبارِ

نَزائِعَ لِلغُرابِ بِنا تُباري
خَوارِجَ كَالسَمَامِ مِنَ الغُبَارِ

صَبَحناهُنَّ يَومَ الأَتمِ شُعثاً
فِراساً وَالقَبائِلَ مِن غِفارِ

تَرَكتُ نِساءَ ساعِدَةَ بنِ عَمرِو
عَلَيهِ حَواسِراً وَسطَ الديارِ

تَرَكتُ الطَيرَ عاكِفَةً عَلَيهِ
كَما عَكَفَ النِساءُ عَلى الدُوارِ

فَجَعتُهُمُ بِخَيرِهِمِ نَديماً
وَأَطعَمِهِم لَدى قَحطِ القِطارِ

الحمدان
11-22-2023, 10:05 PM
أَلا يا مُرَّ وَالأَنباءُ تَنمي
عَلامَ تَرى صَنائِعَنا تَصيرُ

أَلَم تَشكُر لَنا أَبناءُ تَيمٍ
وَإخوَتُها اللَهَازِمُ والقُعورُ

بِأَنّا نَحنُ أَحمَينا حِماهُم
وَأَنكَرنا وَلَيسَ لَهُم نَكيرُ

وَنَحنُ لَيالِيَ الأَفهارِ فيهِم
يُشَدُّ بِها الأَقِدَّةُ وَالحُصورُ

كَشَفنا الخَوفَ وَالسَعَياتِ عَنهُمُ
فَكَيفَ يَغُرُّهُم مِنّا الغَرورُ

وَعَبدُاللَهِ ثانِيَةً دَعاهُم
إِلى أَرضٍ يَعيشُ بِها العَسيرُ

إِلى أَرضِ الشَآمِ حِمىً وَحَبٌّ
وَثَمَّ............. فَشَا العَصِيرُ

الحمدان
11-22-2023, 10:06 PM
لا يَستَوي الأَخَوانِ أَمّا بَكرُنا
فَيَدينُ لِلمَلِكِ اللِئامِ العُنصُرُ

وَوَجَدتُ تَغلِبَ لا يُرامُ قَديمُها
عِزّاً يَحِقُّ لَهُ الَّذي لا يُقهَرُ

أَخُمَاعَ لَو أَصبَحتِ وَسطَ رِحالِهِم
عَرَفَت خُماعَةُ أَنَّها لا تُخفَرُ

الحمدان
11-22-2023, 10:07 PM
لَقَد عَلِمَت عُليا رَبيعَةَ أَنَّنا
ذُراها وَأَنّا حينَ تُنسَبُ جيدُها

وَما اِنفَكَّ مِنّا مُنذُ كُنّا عِمارَةً
إِذا الحَربُ شالَت لاقِحاً مَن يَقودُها

إِن تَسأَلي تُنبَي بِأَنّا خِيارُها
وَأَنّا الذُرى مِنها وَأَنّا وَقودُها

الحمدان
11-22-2023, 10:07 PM
أَلا فَاِعلَم أَبَيتَ اللَعنَ أَنّا
عَلى عَمدٍ سَنَأتي ما نُريدُ

تَعَلَّم أَنَّ مَحمَلَنَا ثَقيلٌ
وَأنَّ زِنادَ كُبَّتِنا شَديدُ

وَأَنّا لَيسَ حَيٌّ مِن مَعَدٍّ
يُوازينا إِذا لُبِسَ الحَديدُ

الحمدان
11-22-2023, 10:08 PM
أَلا أَبلِغِ النُعمانَ عَنّي رِسالَةً
فَمَجدُكَ حَولِيٌّ وَلُؤمُكَ قارِحُ

مَتى تَلقَني في تَغلِبَ اِبنَةِ وائِلٍ
وَأَشياعِها تَرقى إِلَيكَ المَسالِحُ

الحمدان
11-22-2023, 10:08 PM
حَلَّت سُلَيمى بِخَبتٍ أَو بِفَرتاجِ
وَقَد تُجاوِز أَحياناً بَنى ناجِ

إِذ لا تُرَجّي سُلَيمى أَن يَكونَ لَها
مَن بِالخَوَرنَقِ مِن قَينٍ وَنَسّاجِ

وَلا يَكونُ عَلى أَبوابِها حَرَسٌ
وَلا تُكَفِّفُ قِبطِيّاً بِديباجِ

تَمشي بِعِدلَينِ مِن لُؤمٍ وَمَنقَصَةٍ
مَشيَ المُقَيَّدِ في اليَنبوتِ وَالحاجِ

الحمدان
11-22-2023, 10:09 PM
أَلا مَن مُبلِغٌ عَمرَو بنَ هِندٍ
فَما رُعِيَت ذَمامَةُ مَن رَعَيتا

أَتَغصِبُ مالِكاً بِذُنوبِ تَيمٍ
لَقَد جِئتَ المَحارِمَ وَاِعتَدَيتا

فَلَولا نِعمَةٌ لِأَبيكَ فينا
لَقَد فُضَّتْ قَناتُكَ أَو ثَوَيتا

أَتَنسى رِفدَنا بِعُوَيرِضاتٍ
غَداةَ الخَيلُ تَخفِرُ ما حَوَيتا

وَكُنّا طَوعَ كَفِّكَ يا اِبنَ هِندٍ
بِنا تَرمي مَحارِمَ مَن رَمَيتا

سَتَعلَمُ حينَ تَختَلِفُ العَوالي
مَنَ الحامونَ ثَغرَكَ إِن هَوَيتا

وَمَن يَغشى الحُروبَ بِمُلهِباتٍ
تُهَدِّمُ كُلَّ بُنيانٍ بَنَيتا

إِذا جاءَت لَهُم تِسعونَ أَلفاً
عَوابِسُهُنَّ وَرداً أَو كُمَيتا

الحمدان
11-23-2023, 08:04 PM
إِن كُنتَ عَن خَيرِ الأَنامِ سائِلاً
فَخَيرُهُم أَكثَرُهُم فَضائِلا

مَن أَنتَ مِنهُم يا هُمامَ وائِلا
الطاعِنينَ في الوَغى أَوائِلا

وَالعاذِلينَ في النَدى العَواذِلا
قَد فَضَلوا بِفَضلِكَ القَبائِلا

الحمدان
11-23-2023, 08:05 PM
لَيَاليّ بَعْدَ الظّاعِنِينَ شُكُولُ
طِوالٌ وَلَيْلُ العاشِقينَ طَويلُ

يُبِنَّ ليَ البَدْرَ الذي لا أُريدُهُ
وَيُخْفِينَ بَدْراً مَا إلَيْهِ سَبيلُ

وَمَا عِشْتُ مِنْ بَعدِ الأحِبّةِ سَلوَةً
وَلَكِنّني للنّائِبَاتِ حَمُولُ

وَإنّ رَحِيلاً وَاحِداً حَالَ بَيْنَنَا
وَفي المَوْتِ مِنْ بَعدِ الرّحيلِ رَحيلُ

إذا كانَ شَمُّ الرَّوحِ أدْنَى إلَيْكُمُ
فَلا بَرِحَتْني رَوْضَةٌ وَقَبُولُ

وَمَا شَرَقي بالمَاءِ إلاّ تَذكّراً
لمَاءٍ بهِ أهْلُ الحَبيبِ نُزُولُ

الحمدان
11-23-2023, 08:06 PM
يأتِ بها الله وإن كانت مخبأةً
فالصبر بابٌ لها والفاتح الله

تبقى الأماني ما عشنا مُعلَّقةً
حتى وإن أبطأت يأتي بها اللهُ

الحمدان
11-25-2023, 10:27 PM
إني شكرت لظالمي ظلمى
وغفرت ذاك له على علمي

ورأيته أسدى إلي يدا
لما أبان بجهله حلمي

رجعت إسائته عليه وإحسا
ني فعاد مضاعف الجُرم

وغدوت ذا أجر ومحمدة
وغدا بكسب الظلم والإثم

فكأنما الإحسان كان له
وأنا المسيء إليه في الحكم

ما زال يظلمني وأرحمه
حتى بكيت له من الظلم


أحمد الوراق

الحمدان
11-25-2023, 10:28 PM
إذا رُمتَ أمرا فلا تعجلن*
وإلا ندمت على فعله

فما عثرت المرء قتالة
إذا كان يمشي على مهله


الشاعر القروي

الحمدان
11-25-2023, 10:34 PM
خزائــن الله تغنـي كـل مفتقِــرٍ
وفـي يـد الله للسُّـؤَّال ما سألـوا*

فافزع إلى الله واقرع باب رحمته
فهو الرجاءُ لمن أعيت به السبلُ

الحمدان
11-25-2023, 10:41 PM
يا ناصرَ الحق في بدرٍ وفي أحـــدٍ
وفي حنينٍ غداةَ الجَــيشُ قد لانَ

يا منجيًا نوحَ في الطوفانِ من غرقٍ
يا صادقَ الوعدِ لمّا وعــدُهُ حــانَ

فــاقصِـم بِـــعـزك يـا جـبار شـرذمةً
عاثتْ بـإخـواننـا*فـتـكاً وعُـدوانا

الحمدان
11-25-2023, 10:44 PM
وإذا البـشــــــائر لم تحِن أوقاتها
فلِحكــــمةٍ عند الإله تأخــــــرت

سيســوقها في حينها فاصــبر لها
حتى وإن ضاقـــت عليك وأقفرت

وغداً سيجري دمـــع عينك فرحةً
وترى السحائب بالأمـاني أمطرت

وترى ظروف الأمس صارت بلسماً
وهي التي أعيــــتْك حين تعسّرت

وتقولُ سبـــــحان الذي رفع البلا
مِن بعد أن فُقد الرجاء تيـــسرت

الحمدان
11-25-2023, 10:46 PM
ويخبرني الصباح بأن همي
لـــه أمـــد ولـــلأمد انقضاء

فهــذا الليل بات بكل أرض
ولكـــن بعـــده شـع الضياء

فثـــق بالله لاتـيأس لكـرب
ولـــذ بالله إن طـال البـلاء

قريباً سوف تأتيك الـعطايا
وتغـــمرك السعادة والـهنـاء

الحمدان
11-25-2023, 10:53 PM
الأَمْرُ لله وَالأَقْدَارُ نَافِذَةٌ
وَنَحْنُ مَا بَيْنَ إِقْبَال وَإِعْرَاضِ!

عَجِيْبَةٌ هَذِهِ الدُّنْيَا مَرَاكِبُهَا
تَجْرِيْ بِنَا فَوْقَ أَشْلَاءٍ وَأَنْقَاضِ!

نَفِرُّ مِنْ كَبَدٍ فِيْهَا إِلَى كَبَدٍ
وَلَيْسَ يَرْتَاحُ إِلَّا القَانِعُ الرَّاضِي!

الحمدان
11-25-2023, 10:56 PM
مَنْ يُحْسِنِ الظَّنَّ بِاللهِ الرَّحِيْمِ سَمَا
رُوْحاً وَلَوْ صَارَتِ الدُّنْيَا عَلَيْهِ رَحَىظ°!

فَثِقْ بِرَبِّكَ وَارْقُبْ فَيْضَ رَحْمَتِهِ
كَمْ مِحْنَةٍ حَمَلَتْ فِي طَيِّهَا مِنَحَا!

الحمدان
11-26-2023, 05:25 PM
نَعيبُ زَمانَنا وَالعَيبُ فينا
وَما لِزَمانِنا عَيبٌ سِوانا

وَنَهجو ذا الزَمانِ بِغَيرِ ذَنبٍ
وَلَو نَطَقَ الزَمانُ لَنا هَجانا

وَلَيسَ الذِئبُ يَأكُلُ لَحمَ ذِئبٍ
وَيَأكُلُ بَعضُنا بَعضاً عَيانا

الحمدان
11-26-2023, 05:25 PM
تَحَكَّموا فَاِستَطالوا في تَحَكُّمِهِم
وَعَمّا قَليلٍ كَأَنَّ الأَمرَ لَم يَكُنِ

وَلَو أَنصَفوا أنُصِفوا لَكِن بَغَوا فَبَغى
عَلَيهِمُ الدَهرُ بِالأَحزانِ وَالمِحَنِ

فَأَصبَحوا وَلِسانُ الحالِ يُنشِدُهُم
هَذا بِذاكَ وَلا عَتبٌ عَلى الزَمَنِ

الحمدان
11-26-2023, 05:26 PM
إِذا رُمتَ أَن تَحيا سَليماً مِنَ الرَدى
وَدينُكَ مَوفورٌ وَعِرضُكَ صَيِّنُ

فَلا يَنطِقَن مِنكَ اللِسانُ بِسَوأَةٍ
فَكُلُّكَ سَوءاتٌ وَلِلناسِ أَلسُنُ

وَعَيناكَ إِن أَبدَت إِلَيكَ مَعائِباً
فَدَعها وَقُل يا عَينُ لِلناسِ أَعيُنُ

وَعاشِر بِمَعروفٍ وَسامِح مَنِ اِعتَدى
وَدافِع وَلَكِن بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ

الحمدان
11-26-2023, 05:26 PM
يالَهفَ نَفسي عَلى مالٍ أُفَرِّقُهُ
عَلى المُقِلّينَ مِن أَهلِ المُروآتِ

إِنَّ اِعتِذاري إِلى مَن جاءَ يَسأَلُني
ما لَيسَ عِندي لَمِن إِحدى المُصيباتِ

الحمدان
11-26-2023, 05:27 PM
اصْبِرْ عَلَى مُرِّ الْجَفَا مِنْ مُعَلِّمٍ
فَإِنَّ رُسُوبَ الْعِلْمِ فِي نَفَرَاتِهِ

وَمَنْ لَمْ يَذُقْ مُرَّ التَّعَلُّمِ سَاعَةً
تَجَرَّعَ ذُلَّ الْجَهْلِ طُولَ حَيَاتِهِ

وَمَنْ فَاتَهُ التَّعْلِيمُ وَقْتَ شَبَابِهِ
فَكَبِّرْ عَلَيْهِ أَرْبَعًا لِوَفَاتِهِ

وَذَاتُ الْفَتَى وَاللهِ بِالْعِلْمِ وَالتُّقَى
إِذَا لَمْ يَكُونَا لَا اعْتِبَارَ لِذَاتِهِ

الحمدان
11-26-2023, 05:27 PM
ولا خيرَ في خلٍّ يخونُ خليلهُ
ويلقاهُ من بعدِ المودَّة ِ بالجفا

وَيُنكِرُ عيْشاً قَدْ تَقَادَمَ عَهْدُهُ
وَيُظْهِرُ سِرًّا كان بِالأَمْسِ قَدْ خَفَا

سَلامٌ عَلى الدُّنْيا إذا لمْ يكُنْ بِها
صَدِيقٌ صَدُوقٌ صَادِقُ الوَعْدِ مُنْصِفَا

الحمدان
11-27-2023, 04:50 PM
أراني إذا صليت يَمَّمْتُ نحوها*
بوجهي وإن كان المصلي ورائيا

ومابيَ إشراكٌ ولكن حبها*
وعِظمَ الجَوى أعيا الطبيب المُداويا

فيا ربِّ إذ صَيَّرتَ ليلى هي المُنى*
فزِنِّي بعينيها كما زينتها ليا

و إلا فبغضها إليَّ وأهلها
فإني بليلى قد لقيتُ الدواهيا


قيس بن الملوح

الحمدان
11-27-2023, 09:52 PM
هجرت البعض طوعاً لأنني
‏رأيت قلوبهم تهوى فُراقي

‏نعم أشتاق لكن
‏وضعت كرامتي فوق إشتياقي

‏وأرغب في وصلهم دوماً ولكن
‏طريقُ الذل لا تهواه ساقي

الحمدان
11-28-2023, 03:59 PM
وإن كانَ رأيُ القلبِ أنَّكِ قاتلَةْ
لننجو معاً إن شئتِ ثَمَّ محاولةْ

نُقيمُ اتفاقاً من جديدٍ على الهوى
يليقُ بقلبينِ استماتا مُمَاطلة!

أُعجّلُ ما يُرضيكِ، مهما كرهتُهُ
بأن لا تكوني بعد ذلكَ آجلة

وأظلمُ نفسي في هواكِ تقرُّباً
على أن تكوني بالتمرُّدِ عادلة!

تقولينَ بادر بالوصالِ، وعندما…
تسُدّينَ من دربي إليكِ مدَاخِله

أنا آسفٌ إن كنتُ فظّاً، وإن أكُن
قطعتُ عليكِ الصَّمتَ عندي مُداخَلة!

قديرٌ عليَّ الشوقُ كيفَ غلبتِهِ؟
لكِ الويلُ من مُشتاقةٍ مُتَثَاقلة

ملأتِ البداياتِ اقتراباً، وكانَ مِنْ
سذاجةِ حُبّي أنْ أمنتُكِ راحِلة

ومكّنتِ منّي البُعدَ ظُلماً لتظفري
بقلبي، فها قد نلتِ حتّى مَقاتِلَه

أردتِّ بهذا الحُبِّ لهواً وسلوةً
وذنبي به أنّي حلمتُ بعائلة!

تبدَّل إذا آذتكَ أسْمَا بغيرها
وكن فارغاً منها، تكُن بكَ آهِلة!

فما لن تجدهُ منذُ عطْسَةِ آدَمٍ
إلى يومنا أُنثى: (تُحبُّ وعاقلة)

ولولا قضاءُ اللهِ عُجِّلَ فيهِما
لماتا على هَجْرٍ إسَافٌ ونائلة!

منَ الضّحكةِ الأولى ستولدُ دمعةٌ
وآمالُ نفسٍ بالبقاءِ، مُخاتِلة

ستصنعُ من حلوِ التمنّي علاقةً
تدومُ ولكن في الحقيقةِ زائلة

فنصفُ العلاقاتِ التي نحتفي بها
إذا لم أقل: كلُّ العلاقاتِ، فاشلة

على قدْر ما تهوى ستهوي! ولِلهوى
أبيتَ أمِ استسلمتَ، شؤمٌ وغائلة

وللنفسِ حدْسٌ قبلَ كلِّ مُقدَّرٍ
يُنبّهُ مِن جَوفِ المُصَابِ غوافِله

ولكنَّ بعضَ النّاسِ يُطرِقُ رأسَهُ
ويُغمِضُ عينيهِ، ويتبعُ باطلَه

وكم قرّبَ الإنسانُ ما ظنَّ أنّهُ
يُخفِّفُ بلواهُ، فأثقلَ كاهِلَه!

تعوَّدتُ أن أبكي وأمسحَ أدمُعي
بنفسيَ، مُذ كفَّ الحبيبُ أنامِلَه

يُحاورُ فيَّ الشَّافعيُّ خصومَهُ
وبي شِدَّةٌ في الحقّ مثلَ الحنابلة

أقومُ لآلامي وماذا يضرُّني
إذا هِمَّتي إلا عن الخَيرِ عاطلة

وماذا على مَنْ جاملَ الجُرحَ مُرغماً؟
ثلاثةُ أرباعِ الحياةِ مُجاملة

أجل أيُّها الدّهرُ السَخيُّ مصائباً
على بحركَ الهادي أُفضِّلُ ساحِلَه

أنا ذلكَ الأحرَقتَ كلَّ ثيابهِ
وجرّدَتهُ من روحهِ المُتفائلة

يُذمُّ على حُبّ الحياةِ كريمةً
وكُفرانهِ بالأتقياءِ الدجاجلة

ومَن قصّروا عنهُ رمَوهُ، ومَجدُهُ
بريءٌ منَ المُخزي، براءَةَ باهِلة!

وتستفردُ الذكرى بهِ، وتبثُّهُ
منَ الحُزنِ ما لا يستطيعُ تجاهُلَه

وتختلفُ الخيباتُ حينَ تُصيبُهُ
على أنّها في لؤمها مُتَمَاثِلة!

مريضٌ بحبِّ النّاسِ، أنفقَ قلبَهُ
ليكفي قلوبَ الآخرينَ وكانَ لَهْ

يُحاولُ شُربَ الماءِ من دونِ حاجةٍ
إلى حظِّهِ، تلكَ الحكايةُ كاملة

أجل أّيّها الدّهر، انتفضتُ على المدى
وحيداً، وحولي أُمّةٌ مُتخاذِلة

إذا ارتدَّ لي صوتي يُجرجِرُ عَجْزَهُ
تلوتُ عليهِ آيةً في المُجادَلة

وإن خطَفَ الوسواسُ منّيَ مأمَني
بعثتُ القوافي تستردُّ قوافِلَه

ستضربُ زوجي وجهَهَا ذاتَ دهشَةٍ
لبُشرى بإسحاقٍ، ويعقوبَ نافلة

صبرتُ وما للصبر حينَ أُتِمُّهُ
سوى ما أُرجّي من نجاةٍ مُقابِلَه

فإن بَخِلتْ ساحاتُ حظّي بمقعدٍ
سألتُ الذي لا عَدَّ يُحصي فضائلهْ

على قدْرنا حاجاتُنا وعطاؤهُ
على قدْرهِ، حتّى يُطمِّعَ سائِلَه!

فأنعمٍ بربٍّ يستجيبُ لمُذنبٍ
ويرزقُ من آذى وصدَّ وقاتَلَه

تقرّب إليهِ فالنّهايةُ صعبةٌ
على الكُلِّ، حاشا الآخذينَ رسائلَه

وما العمرُ إلا ما سيُنجيكَ بعدَهُ
وجنّاتُ عَدْنٍ، تستحقُّ المُحاولة

الحمدان
11-28-2023, 03:59 PM
مررتُ بنومكِ لا عامداً
ولا عارفاً أنني قد مررتْ

تقولينَ كنتَ جميلاً جميلاً
ويومي الجميلَ الجميلَ صنَعتْ

وتُخفينَ ماذا فعلنا هناكَ..
وفي أيّ شكلٍ منَ القُربِ كُنتْ

دخلتُ إلى حُلمكِ الغضِّ ومضاً
ولو في الحقيقةِ يوماً هواكِ دخلتْ

وربِّكِ لو قطّعوني قصائدَ!
من بعدِ ما صرتِ لي
ما خرجتْ.

الحمدان
11-28-2023, 04:00 PM
أيّـامَ كنّا أصدقاءْ
هو نُصفُ حلٍّ.. قد يُعينُ على البقاءْ
فإذا الطريقُ أمامنا مسدودةٌ
ليسَ انهزاماً أن نعودَ إلى الوراءْ

الحمدان
11-28-2023, 04:01 PM
بينَ الرسائلِ غارقٌ مُسترسلٌ
في البحثِ عن قلبٍ فراقُكِ حطَّمَه

ماذا ستُظهرُ لي الرسائلُِ بيننا
غيرَ الأسى والذكرياتِ المؤلمة؟

الحمدان
11-28-2023, 04:14 PM
جاءَ النبِيّونَ بِالآياتِ فَاِنصَرَمَتْ
وَجِئتَنا بِحَكيمٍ غَيرِ مُنصَرِمِ

آياتُهُ كُلَّما طالَ المَدى جُدُدٌ
يَزينُهُنَّ جَلالُ العِتقِ وَالقِدَمِ

يا أَفصَحَ الناطِقينَ الضادَ قاطِبَةً
حَديثُكَ الشَهدُ عِندَ الذائِقِ الفَهِمِ

أحمد شوقي

الحمدان
11-29-2023, 03:35 PM
إنّي أُعيذُك من عينٍ ومن حَسدٍ
يَا فِتنَةَ الحرفِ يا قيثارةَ النغمِ

صُونِي جمالكِ إنَّ العينَ قاتلةٌ
وليسَ ينجُو مِنَ الحسَّادِ ذو نعمِ

الحمدان
11-29-2023, 03:35 PM
فَكَمْ مِنْ كَرِيمٍ قَدْ بُلِي بِنَوَائِبَ
فَصَابَرَهَا حَتَّى مَضَتْ وَاضْمَحَلَّتْ

وَكَمْ غَمْرَةٍ هَاجَتْ بِأَمْوَاجِ غَمْرَةٍ
تَلَقَّيْتهَا بِالصَّبْرِ حَتَّى تَجَلَّتْ

الحمدان
11-29-2023, 03:36 PM
ولقدْ ساظ”لتُ اللهَ جمعَ شتاتِنا
علنًا وسرًّا بالدّعاء اُظ”تمتمُ

يا ربُّ فاجمعني بهِ في محفلٍ
اظ”نتَ الكريمُ واظ”نتَ برٌّ مُنعِمُ.

الحمدان
11-29-2023, 03:36 PM
أرُومُ امتِداحَ المُصطَفىظ°، ويرُدُّنِي
قصُورِي عَن إدرَاكِ تِلك المَناقِبِ

ومَن لِي بحَصرِ البَحرِ، والبَحرُ زاخرٌ؟!
ومَن لِي بِإحصَاء الحَصىظ° والكَواكِبِ؟!

ولَو أنَّ أعضَائِي غدَتْ ألسُنًا، إذًا
لمَا بَلغتُ فِي المَدحِ بَعضَ مَظ±رِبِي

ولَو أنَّ كلَّ العالَمين تَسابقُوا
إلىظ° مَدحِه لَم يَبلُغوا بَعضَ واجبِ ï·؛

الحمدان
11-29-2023, 03:37 PM
‏يا واسع اللطف إنَّ الحالَ تعلمُهُ
ربَّي لكَ الحمدُ في صفوٍ وفي كدرِ

إليكَ تتجهُ الأبصارُ راجيةً
لُطفًا وأنتَ ملاذُ الروحِ والنظرِ

وكلُّ شيءٍ إلهي أنتَ مالِكُهُ
نفِرُّ من قدرٍ مَقضي إلى قدرِ

الحمدان
11-29-2023, 03:38 PM
‏انهض وكُن كالشمس عندَ سطوعها
تُقصي ظلام الليل قبل طلوعِها

واصمد بوجه النائباتِ فطالما
حال احتمالُ المرءِ دون وقوعِها

الحمدان
11-29-2023, 03:38 PM
إنَّ الأمُورَ لَهَا رَبٌّ يُدَبِّرُهُا
وَكُلُّ شَيءٍ بأمرِ اللهِ مُؤتَمِرُ

فَلَنْ يُفِيدَكَ أنْ تََحتَاطَ مِنْ قَدرٍ
وَلَنْ يَرُدَّ القَضَا حِرصٌ وَلَا حَذَرُ

وَالجَأ لِرَبِّكَ فِي الضَّرَّاءِ مُعتَصِمًا
مَا رَدَّ رَبُّكَ مَن لِلعَونِ يَفتَقِرُ!

الحمدان
11-29-2023, 03:39 PM
العَينُ تُبصِرُ مَن تَهوي وَتَفقِدُهُ
وَناظِرُ القَلبِ لا يَخلو مِنَ النَظَرِ

إِن كانَ لَيسَ مِعي فَالذِكرُ مِنهُ مَعي
يَراهُ قَلبي وَإِن قَد غابَ عَن بَصَري

الحمدان
11-29-2023, 03:39 PM
ويا خَيْلُ فَابكِي فَارِسَاً َكانَ يَلْتَقِي
صُدُورَ المَنَايَا فِي غُبَارِ المَعَامِعِ

فأْمْسَى بَعِيدَاً فِي غَرامٍ وذِلَّةٍ
وقيدٍ ثقيلٍ من قيودِ التوابعِ

الحمدان
11-29-2023, 03:39 PM
أَراكَ تنظرُ في الآفاقِ منتظِراً
وَعدَ الشُّروقِ وفي عينَيكَ مَغْرِبُهُ!

قُلْ للهمومِ التي أَبقَتكَ منكسِراً:
إن طال ليلُ الأسى فالصبحُ يعقُبُهُ"

الحمدان
11-29-2023, 03:40 PM
وَسَعَادَتِي بالشِّعرِ أنْ يُهدَى إلَى
‏قَلبٍ حَوَى القُرآنَ فِي أنحَائِهِ

‏ومُجَاهدٍ هجَرَ اللَّذائِذَ والكَرَى
‏لِيَصُونَ دِينَ اللهِ عَن أعدَائِهِ

الحمدان
11-29-2023, 03:40 PM
‌يا نفسُ عودي للحياةِ وأمّلي
فالخيرُ آتٍ في الصباحِ المُقبلِ

لا تجزعي مما أصابكِ وارفعي
للهِ في الآفاقِ كفّ مُؤَمِّلِ

وتوشّحي ثوبَ السعادةِ والرضا
وتلحّفي بالصبرِ كي لا تذبُلي

فلَعَلَّ أوجاعَ السنينِ ستنْتَهِي
وعَسى الأَسى يوماً يزولُ وينْجَلِي

الحمدان
11-29-2023, 03:41 PM
عِش لحظةَ اليومِ إنّ الأمسَ قد أفَلا
فالعُـمرُ يحمِلُ في طيّاتــهِ الأمَـلا

هيَ الحـياةُ بقَـدرِ الحُزنِ تمنحُنا
حُبًا وتفتحُ إن ضاق المدى سُبُلا..

الحمدان
11-29-2023, 03:41 PM
‏تأمّل في الحياةِ تَرى أمُوراً
ستعجبُ إن بَدا لك كيفَ كانت

فكَم من كُربةٍ أبكَت عُيوناً
فهّوّنها الكريم لنا فهانتْ

وكَم مِن حَاجةٍ كَانت سَراباً
أرادَ اللهُ لُقياها فحَانَتْ

الحمدان
11-29-2023, 03:42 PM
‏نَحيَا ونحمِلُ فِي الدُّنيا أمَانِينَا
لعلَّ فَضلًا مِنَ الرَّحمنِ يَروينَا

ما ضاقَ قلبٌ قضَى الأيَّامَ مُنتظِرًا
وعْدَ الإلهِ، وهذا الوعدُ يَكفِينَا!

الحمدان
11-29-2023, 03:42 PM
‏هُوَ الحَبيبُ الذي تُرْجَى شَفَاعَتُهُ
لِكلِّ هَوْلٍ مِنَ الأهوالِ مُقْتَحَمِ

فاقَ النبيينَ في خَلْقٍ وفي خُلُقٍ
ولمْ يدانوهُ في علمٍ ولا كَرَمِ

وكلهمْ من رسولِ اللهِ ملتمسٌ
غَرْفاً مِنَ البَحْرِ أوْ رَشْفاً مِنَ الدِّيَمِ

الحمدان
11-29-2023, 03:43 PM
ربّاه إنّ رضاكَ غايةَ مطلبي
ماضرَّني سخطَ البريَّةُ أم رضوا*

يا جابر العثراتِ كُن لي جابراً
كم عاثرٍ إن ترضَ عنهُ سَيْنهضُ.

الحمدان
11-29-2023, 03:43 PM
عِــشْ بالتُّقَى تَلْقَ الـمَسَـرَّةَ والْـهَنَا
إِنَّ السَّـــــــعَادَةَ بِـالـتُّـقَـى تَتَحَقَّقُ

واذْكُرْ إِلَـهَكَ فِـي شُـــؤُونِكَ كُـلِّهَا
فَإذا السَّــــكِيْنَةُ بَابَ قَلْبِكَ تَطْرُقُ

وإِذَا قَضَى الرَّحْـمنُ أَمرًا ثِــقْ بِــهِ
واعْلَـمْ بِـأَنَّ الـخَـيرَ فِـيْمَـا يَـخْلُقُ

الـرِّزقُ مَـقْسُــــــــومٌ تَـحَرَّ حَــلَالَهُ
يَـا جَـهْـلَ مَـنْ مِـنْ أَجْـلِـهِ يَـتَـمَلَّـقُ.

الحمدان
11-29-2023, 03:44 PM
صَلىظ° علَيك إلهُ العَرش ما نبَضتْ
فينَا العرُوق ومَا أمتدَّتْ أيادِينا

صلُّوا علَيهِ صلَاة اللّظ°ه تَبلغكُم
وذكِّروا تبلغُوا أجرَ المُصلينَا!

الحمدان
11-29-2023, 03:44 PM
جهِلَت عُيونُ النّاسِ ما في داخلي
فوَجَدتُ ربّي بالفُؤادِ بصيـرا

يا أيّها الحُزنُ المُســــــافرُ في دَمي
دعني, فقلبي لن يكون أسيـــــــرا

ربّي معي, فمَنْ الذي أخشى إذن
مــــادام ربّي يُحسِنُ التدبيـرا

وهو الذي قد قـال في قرآنه
وكفى بِرَبّك هـــاديًا ونَصيـرا

الحمدان
11-29-2023, 03:45 PM
مُتفائلٌ بالخيرِ دهري كُلّهُ
وقناعتي في ذاك ليس تزولُ

وإذا أراد الله خيرًا ساقه...
نحوي على ظهر العدا محمولُ.

الحمدان
11-29-2023, 03:45 PM
يَا رَبّ فِي القَلبِ همٌّ ليسَ يَرفَعُهُ
إلَّاكَ يَا كاشِفَ الأحزَانِ وَالكُرَبِ

يَستَأسِدُ الهَمُّ فِي صَدرِي فَأدفَعُهُ
بالذِّكرِ وَالدَّمعِ والإلحَاحِ فِي الطَّلبِ

هَذَا الرَّجاءُ وهَذا البَوحُ تَسْمَعُهُ
فلا تُخيِّبْهُ وَاحلُلْ عُقدَةَ التَّعَبِ

الحمدان
11-29-2023, 03:46 PM
إنِّي لأفرحُ بالصَّديقِ إذا سأَلْ
ويُسَرُّ قلبي إنْ تواصَلَ أو وصَلْ

وأظَلُّ أذكرُ رائِعاتِ حرُوفِهِ
مهمَا تباعَدْنا وطالَ بِنا الأجَلْ

هَذِي أحادِيثُ المَودةِ بينَنا
ويَخُونُنِي التعبيرُ فِي باقِي الجُمَلْ

فإذا ابتعدْتُ فسامِحُوني إخوَتي
إنِّي مُعَرَّضٌ للمشاغلِ والزَّلَلْ

فاذكرُونِي بالدُّعاءِ فحبُكمْ
أودعتُهُ بينَ الحنَايا وفِي المُقلْ

الحمدان
11-29-2023, 03:46 PM
لي إخوةٌ في القلبِ يسكنُ ودُّهم،
أحببتهم في اللهِ كم أحببتهم

هم في الشدائدِ خيرُ عونٍ إن دنت،
نارُ الهمومِ كما الغياثِ وجدتُهم

ربَّاهُ فارفع قدرهم واغفر لهم،
إنِّي صحبتُ الأُنسَ منذُ عرفتُهم

الحمدان
11-29-2023, 03:46 PM
ï»*ﻣﻦ ï؛·ï»´ï»¤ï؛کﻲ ï؛ƒï»§ï»² ï؛‡ï؛«ا اï»ںﻤï؛®ء ﻣَï»*َّﻨﻲ
ï»*ï؛ƒï»‡ï»¬ï؛®َ ï؛‡ï»‹ï؛®اï؛؟ï؛ژً ï»*ﻣï؛ژï»‌َ ï؛‡ï»ںï»° الهجرِ

ï؛ƒï»ƒï»*ï؛–ُ ï»ںï»ھ ﻓﻴﻤï؛ژ ﻳï؛¤ï؛گُّ عنانهُ
ï»*ﻓï؛ژï؛*ï»—ï؛کُï»ھُ ﻓﻲ ï؛£ُï؛´ï»¦ِ ﻣï؛²ٍّ ï»*ﻓﻲ ï؛³ِï؛کï؛®ِ

ﻓï؛ˆï»¥ ﻋï؛ژï؛© ﻓﻲ ï»*ُï؛©ِّï»± ï؛*ï؛ںﻌï؛–ُ ï»ںï»®ï؛©ِّﻩِ
ï»*ï؛‡ï»¥ ï»ںﻢ ﻳَﻌُï؛ھ ï؛ƒï»«ï»¤ï»*ï؛– ï؛«اï»™ ï؛‡ï»ںï»° اï»ںï؛¤ï؛¸ï؛®ِ.

الحمدان
11-29-2023, 03:47 PM
يَا مَن تَلوّن فِي الطِّبَاعِ أمَا تّرى
وَرَقَ الغُصُون إذا تَلوَّن يَسقُطُ

الكِبْرُ يَأسٌ والتواضعُ رِفعَةٌ
والمَزحُ والضَّحِكُ الكَثيرُ سُقوطُ

والحِرِصُ فَقرٌ والقَنَاعةُ نِعمةٌ
واليَأسُ مِنْ رَوحِ الإلهِ قُنُوطُ.

الحمدان
11-29-2023, 03:47 PM
ستجمعُنا جنان الخلد يومًا
فنذكرُ بُؤسنا والعـين قُرّةْ

سنقبض كفّنا ونقول سعْدًا
كأنّا لم نذُق في العيشِ ضَرّةْ

الحمدان
11-29-2023, 03:48 PM
‏نَحنُ التقينَا وفي أحلامنَا أملٌ
ثمَّ افترقنا وفي آمالنا كدَرُ

نُكابرُ الآنَ، لكن في دواخلنَا
نموتُ شوقاً.. ولا نأتي فنعتذرُ

للحُبِّ أهلٌ، ولسنا أهلُهُ أبداً
نحنُ الظلامُ الذي مَا زارهُ قمرُ

ننامُ ملءَ جفونِ الليلِ سيّدتي
ولا يليقُ الهوىظ° إلا بمن سَهروا

الحمدان
11-29-2023, 03:48 PM
‏كمْ بَاسِمٍ والحُزنُ يَمْلَأُ قلبهُ
والناس تَحسبُ أنَّهُ مسرورُ

وتراهُ في جبْرِ الخَواطرِ سَاعياً
وفؤادُهُ مُتصدعٌ مكسورٌ

كمْ من كتابٍ لم يكنْ عُنوانُهُ
يحكي الذي في طيِّهِ مَسطُورُ

ولكم مُداوٍ ماتَ من مَرضٍ بهِ
وهو الذي في طبِّهِ مشهورُ

الحمدان
11-29-2023, 03:49 PM
يَا خَير مَن وَطِئَ الثَّرَى بنِعَالهِ
ومَنِ اعتَلَى بالدِّينِ نحوَ القِمَّةْ

صَلَّى علَيكَ اللهُ مَا أنَّتْ بِنَا
نَبَضَاتُنا ألَمًا لِحَالِ الأُمَّةْ".

الحمدان
11-29-2023, 03:49 PM
ولا حُزْنٌ يَدُومُ وَلا سُرورٌ
ولا بؤسٌ عليكَ ولا رخاءُ

وَمَنْ نَزَلَتْ بِسَاحَتِهِ الْمَنَايَا
فلا أرضٌ تقيهِ ولا سَماءُ

وأرضُ اللّه واسعةً ولكن
إذا نزلَ القضَا ضاقَ الفضَاءُ

الحمدان
11-29-2023, 03:51 PM
‏فداكَ القلبُ لاتحزن لشيءٍ
لأنّك إن حزنتَ فأنتَ منّي

‏ولا تُسبيل دُموعكَ كلَّ حينٍ
وخُذ دَمعي وخُذ إن شئتَ عيني

الحمدان
11-29-2023, 03:51 PM
كَتَبَ الإِلَهُ عَلَى المَآذِنِ ذِكْرَهُ
فَأَثَارَ حُبّاً فِي القُلُوبِ عَظِيمَا

أَمَرَ الإِلهُ المُؤْمِنِينَ بِقَوْلِهِ
صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمَا

الحمدان
11-29-2023, 03:52 PM
‏الناس لو أفرش لهم راحة يديّ
مانيب مدرك ودّهم مهما يكون

واليا رضى ربي ورضيوا والديّ
باقي البشر يرضون وألاّ يزعلون

الحمدان
11-29-2023, 03:52 PM
إنِّي لأفرحُ بالصَّديقِ إذا سأَلْ
ويُسَرُّ قلبي إنْ تواصَلَ أو وصَلْ

وأظَلُّ أذكرُ رائِعاتِ حرُوفِهِ
مهمَا تباعَدْنا وطالَ بِنا الأجَلْ

هَذِي أحادِيثُ المَودةِ بينَنا
ويَخُونُنِي التعبيرُ فِي باقِي الجُمَلْ

فإذا ابتعدْتُ فسامِحُوني إخوَتي
إنِّي مُعَرَّضٌ للمشاغلِ والزَّلَلْ

فاذكرُونِي بالدُّعاءِ فحبُكمْ
أودعتُهُ بينَ الحنَايا وفِي المُقلْ

الحمدان
11-29-2023, 03:53 PM
وَجَعَلْتُ مُعْتَمَدِي عَلَيْكَ تَوَكُّلاً
وَبَسَطْتُ كَفِّي سَائِلاً أَتَضَرَّعُ

اجْعَلْ لَنَا مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا
وَالْطُفْ بِنَا يَا مَنْ إِلَيْهِ الْمَرْجِعُ

الحمدان
11-29-2023, 03:54 PM
وَلَا خَيْرَ في عَيْشِ امْرِئٍ لَمْ يَكُنْ لَهُ
مِنَ اللَّهِ في دَارِ الْقَرَارِ نَصِيبُ

فَإِنْ تُعْجِبُ الدُّنْيَا أُنَاسًا فَإِنَّهَا
مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَالزَّوَالُ قَرِيبُ.

الحمدان
11-29-2023, 03:54 PM
ويطعنُ فِي البُخاري كلُّ كلبٍ
قصِيرِ الهامِ عَن نَعْلِ البخاريْ

وإنَّا فِي زمَانٍ صَار فيهِ
وضِيعُ القومِ يَطعنُ فِي الكِبارِ

ولَن يَرقىظ° مراقِيَهم حمارٌ
فَبُؤْ بالخِزيِ يا نَسْلَ الحمارِ!

الحمدان
11-29-2023, 03:55 PM
عَلى مَاذا اتفَقنَا يا فُؤادِي
إذا ضاقَتْ علَيك فَمَنْ تُنادِي

تُنادِيْ اللظ°ّهَ خَلّاقَ البَرايَا
تُنادِيْ مَنْ يُنادِي يا عِبِادِيْ

الحمدان
11-29-2023, 03:55 PM
‏ويُخبرني الصباحُ إذا تجلَّى
بأن أحيا على أملٍ جميلِ

سَيَأتِي بعدَ مُرِّ الدَهْرِ يومٌ
لهُ طعمٌ كطعمِ السلسبيل

الحمدان
11-29-2023, 03:55 PM
‏فاِترُك مُحاوَرةَ السَفيهِ فَإِنَّها
نَدمٌ وَغِبٌّ بَعدَ ذاكَ وَخيمُ

وَإِذا جَريتَ مَع السَفيهِ كَما جَرى
فَكِلاكُما في جَريهِ مَذمومُ

الحمدان
11-29-2023, 03:56 PM
‏شَرِبْنا شَرابًا طَيِّبًا عِنْدَ طَيِّبٍ
كَذاكَ شرابُ الطَّيِّبِينَ يَطِيبُ

شَرِبْنا وَأَهْرَقْنا عَلَى الأَرْضِ جرعة
وَلِلأَرْضِ مِنْ كأسِ الكِرامِ نَصِيبُ

الحمدان
11-29-2023, 03:56 PM
‏يهوّن الخطب أن الدهر ذو غيرٍ
وأن أيامه بين الورى دول

وأن ما سر أو ما ساء منتقلٌ
عنا، وإلا فإنا عنه ننتقلُ

الحمدان
11-29-2023, 03:57 PM
‏صبّر النّفس عند كلّ ملمّ‌
إنّ في الصّبر حيلة المحتال‌

لا تضيقنّ بالأمور فقد
تكشف غمّاؤها بغير احتيال‌

ربّما تجزع النّفوس من الأم
ر له فرجة كحلّ العقال‌

قد يصاب الجبان في آخر الصّ
فّ و ينجو مقارع الأبطال

الحمدان
11-29-2023, 03:57 PM
‏قالوا : تحبُّ المصطفى العَدْناني
قلتُ : اشهدوا فهو الحبيبُ الثاني

والأولُ اللهُ الذي خَــصَّه
بشفاعـةٍ كبـرى وبـالقـرآنِ

الحمدان
11-29-2023, 03:58 PM
‏وصف أسد كعب بن زهير في رائعته ؛
" بانَتْ سُعادُ "

مِنهُ تَظَلُّ حَميرُ الوَحشِ ضامِرَةً
وَلا تُمَشّي بِواديهِ الأَراجيلُ

وَلا يَزالُ بِواديِهِ أخَو ثِقَةٍ
مُطَرَّحُ البَزِّ وَالدَرسانِ مَأكولُ

الأراجيلُ السائرون على أرجلهم
البز السلاح
الدرسان الثوب البالي

الحمدان
11-29-2023, 03:59 PM
‏يا بائعَ الصَّبرِ لا تُشفِقْ على الشَّاري
فدِرهَمُ الصَّبرِ يَسوَى ألفَ دينارِ

لا شيءَ كالصَّبرِ يَشفي جُرحَ صاحِبهِ
ولا حَوَى مثلَهُ حانوتُ عَطَّارِ

هذا الذي تُخمِدُ الأحزانَ جُرعتُهُ
كبارِدِ الماءِ يُطفي حِدَّةَ النَّارِ

الحمدان
11-29-2023, 04:00 PM
‏أُسَالِمُ حِينَ أُبْصِرُكَ اللّيَالي
وَأصْفحُ للزّمانِ عنِ الذُّنُوبِ

وأنسَى كُلَّ ما جنَتِ الرَّزَايا
عليّ منَ الفَوَادِح وَالنُّدُوبِ

إذا قَرُب المزَارُ فَأنْتَ مِنّي
مكان الرّوح من عقدِ الكُروبِ

وَإنْ بعُد اللّقَاءُ عَلى اشتِياقٍ
تَرامقْنَا بِألحاظِ القُلُوبِ

الحمدان
11-29-2023, 04:00 PM
‏اللهُ في قلبي وإيماني معي
فعلامَ أخشى الإفْكَ والتجريحا؟!

مُذ حرَّمَ اللهُ انسكابَةَ أَدمُعي
وأنا أَرى تعبَ الحياة مُرِيحا

أدري بأنّ الفجرَ قارَبَ مَطلَعي
والليلُ يُوشكُ أن يَخِرَّ ذَبِيحا

باقٍ بأمر اللهِ فاسمع واسمَعي
لن يقتل المتآمرون مسيحا

الحمدان
11-29-2023, 04:01 PM
‏اللهُ في قلبي وإيماني معي
فعلامَ أخشى الإفْكَ والتجريحا؟!

مُذ حرَّمَ اللهُ انسكابَةَ أَدمُعي
وأنا أَرى تعبَ الحياة مُرِيحا

أدري بأنّ الفجرَ قارَبَ مَطلَعي
والليلُ يُوشكُ أن يَخِرَّ ذَبِيحا

باقٍ بأمر اللهِ فاسمع واسمَعي
لن يقتل المتآمرون مسيحا

الحمدان
11-29-2023, 04:01 PM
‏أنتِ التي تجعلين الدار مزهرةً
وأنتِ من تمنحين الورد ألوانا

لا شئ غيرك يربو في مخيلتي
ودون روحك لا أنسٌ وسلوانـا

الحمدان
11-29-2023, 04:02 PM
‏باقٍ على عهد المحبة ثابتاً
حتى ولو أغلقتَ بابَكَ دوني

الله يعلم ما أسأتُ وإنما
أهلُ الوشايةِ يُحكِمون طُعوني

لا تُصغِ للواشي فديتكَ إنهُ
ملعونُ روحٍ خاب من ملعونِ

انظر إلى قَسَماتِ وجهي علّني
أُنبيكَ عن صدقي ولو بعيوني

مهما أسأتَ بيَ الظنونَ فإنني
سأظلُّ أحسِنُ في هواكَ ظنوني

الحمدان
11-29-2023, 04:02 PM


إذاضاق يومًا عليك الوجود
وضجَّ بك الحزنُ في مُنتهاه!

تفاءَل فلا زلتَ في مُلكِهِ
وهل يَمنحُ الخيرَ ربٌّ سواه؟!

الحمدان
11-29-2023, 04:03 PM
أدْرِيْ بِأنَّكَ مُتعَبٌ أدْرِيْ الأسَى
أدْرِيْ بأنَّكَ لمْ تَعُـدْ تَتَحمَّـلُ

أوْصِيكَ صَبْرًا فَالسّرورُ مَوَاسِمٌ
وَغَدًا سُرُورُكَ بَعدَ حُزنِكَ يَكْمُلُ

إنْ مَرَّ يَومُكَ مُـثْقَلاً لَا تَبتَئِسْ
فَغَدًا بِإذنِ اللهِ يَوْمُكَ أجْمَلُ

الحمدان
11-29-2023, 04:03 PM
الصَّـبرُ أَجملُ والتّجمـُّل أَنْسـَبُ
والصمتُ عن كُنْـزِ اللّجاجةِ أَصـوبُ

واقنَـعْ بما يأتي الزَّمـانُ فـإنه
زمنٌ كقلبِ المـرءِ قَدْ يتقـلَّبُ

الحمدان
11-29-2023, 04:03 PM
‏فَسَمِعتُ صَوتاً مِن بَعيدٍ قائِلاً
يا أَيُّها السَّارِي مَكانَكَ تُحمَدِ

لا تَقنَطَنَّ مِنَ النَجَاحِ لِعَثرَةٍ
ما لا يَنالُ اليَومَ يُدرَكُ في غَدِ

الحمدان
11-29-2023, 04:04 PM
فَضَائِلُ الْمَرءِ لَا تَبدُو بِمَظْهَرِهِ
فَكَمْ بَسِيطٍ سَقَانِي عَذْبَ كَوْثَرِهِ

فَتِّشْ عَنِ الرُّوحِ فَالأَجْسَادُ فَانِيَةٌ
قَدْ يُدرِكُ النُّورَ مَن يُؤذِي بِمَنظَرِهِ.

الحمدان
11-29-2023, 04:04 PM
وَمَصْرُوفَةٌ عَيْنَاهُ عَنْ عَيْبِ نَفْسِهِ
وَلَوْ بَانَ عَيْبٌ مِنْ أَخِيهِ لَأَبْصَرَا

وَلَوْ كَانَ ذَا الْإِنْسَانُ يُنْصِفُ نَفْسَهُ
لَأَمْسَكَ عَنْ عَيْبِ الصَّدِيقِ وَقَصَّرَا

الحمدان
11-29-2023, 04:05 PM
أورثتني وجعَ الغيابِ، فكُلُّ ما
بِي من محطَّاتِ انتظارٍ مُتعَبةْ

للشَّوقِ في روحي صَهيلٌ لاهبٌ
كصهيلِ خيلِ الفاتحينَ بقُرطُبَةْ

الحمدان
11-29-2023, 04:05 PM
ولا تمش فوق الأرض إلا تواضعا
فكم تحتها قومٌ هم منك أرفعُ

فإن كنت في خيرٍ وعزٍ ومنعةٍ
فكم مات من قوم هم منك أمنعُ

الحمدان
11-29-2023, 04:05 PM
وما دمت أرضى باليسير فأنني
غني لغير الله ماكنت أخضع

وربي قد آتاني الصبر والغنى
عن الناس في هذا لي العز أجمع

ووجهي من ذل التبذل مقفر
مقل ومن عز القناعة موسع

الحمدان
11-29-2023, 04:06 PM
إن القراءة للنفوس حياتها
كالجدب يخصب من فرات الماء

فاقرأ كتابك إن أردت مكانة
فالمجد يحني الرأس للقراء

الحمدان
11-29-2023, 04:06 PM
لعمرك ما الرزية فقد مال
ولا شاة تموت ولا بعيـر

ولكن الرزية فقـد شهـم
يموت بموته خلق كثيـر

الحمدان
11-29-2023, 04:07 PM
فليتك تحلو والحياة مريرة
وليتك ترضى والأنام غضاب

وليت الذي بيني وبينك عامر
وبيني وبين العالمين خراب

إذا صح منك الود فالكل هين
وكل الذي فوق التراب تراب.

الحمدان
11-29-2023, 04:08 PM
‏سيبعثُ الله مِن آفاق رحمتهِ
لطفاً يرممُ في جنبيك ما هُدما

طمئن فؤادك فالأقدار حانيةٌ
وفي الحياةِ سرورٌ يعقُبُ الألَما

وفي السماءِ هدايا الغيب دانيةٌ
يوماً ستأتيك بالبشرىظ° لِتبتسما

الحمدان
11-29-2023, 04:08 PM
‏يا راحلاً وجميل الصبر يتبعهُ
هل من سبيلٍ إلى لقياك يتفقُ !

ما أنصفتكَ جفوني وهي دامعةُ
ولا وفَى لك قلبي وهو يحترقُ

الحمدان
11-29-2023, 04:09 PM
‏لا تقطف الورد الجميل بمنجلٍ
فالورد لا يؤتى به مقتولا

إن كنتَ تبدي للصديق محبةً
فاجعل له لطف الحديث رسولا

الحمدان
11-29-2023, 04:10 PM
‏اسقِ القلوب محبةً وسلاما
وارسمْ على وجه الغريبِ وئاما

واصنعْ جميلاً في الحياة فإنما
باللطفِ نبلغُ في القلوبِ مقاما

الحمدان
11-29-2023, 04:11 PM
‏ازرعْ ورودكَ في دارٍ حللْتَ بها
حتى يشمَّ عبير الورد مَن زارا

أغلى الكنوزِ وراءَ المرءِ يتركُها
ريحٌ تطيبُ إذا ما فارقَ الدَّارا

الحمدان
11-29-2023, 04:12 PM
صباحُ الخيرِ بسمِ الله أشرق
‏وروحي في عطاءِ الله تغرق

‏لكَ الملكوتُ والجبروتُ يا مَن
‏بعفوكَ كلّ قلبٍ قد تعلّق

‏نلوذُ إليكَ في عسرٍ ويسرٍ
‏ونسألكَ الهدايةَ كلّ مفرق

‏بنورٍ من كتابكَ قد مضينا
‏ولطفكَ يا إله الكونِ أسبق

‏فما رُوحٌ إذا استسقتك تظما
‏وما قلب إذا ناجاك يقل

الحمدان
11-29-2023, 04:13 PM
قُل للذي ظنّ الحياةَ تَعيسةٌ
ومَضى يفتّشُ عن سعادةِ قلبهِ

لنْ تستقيمَ حياةُ عبدٍ مُعرضٍ
عنْ ربِّه حتّـــــــى يعودَ لربِّـــهِ.

الحمدان
11-29-2023, 04:13 PM
ما طالَ بي حُزنٌ واللهُ يسمعني
‏واللهُ يرحمني إن نالنِي عُسري

‏لجئتُ حُـبًّا إلى نجواهُ مُشتكيًا
‏فجائني غوثهُ برداً على صدري.!

الحمدان
11-29-2023, 07:44 PM
أُعَاتِبُ ذَا المَوَدَّةِ مِن صَدِيقٍ
إذَا مَا رَابَنِي مِنهُ اغتِرَابُ

إذَا ذَهَبَ العِتَابُ فَلَيسَ وُدٌّ
وَيَبقَى الوُدُّ مَا بَقِيَ العِتَابُ

الحمدان
11-29-2023, 07:44 PM
يقولون : أسبابُ الحياة كثيرةٌ
فقلت : وأسبـابُ المنـونِ كثيـرُ

وما هـذه الأيّــامُ إلّا : مصائـــدٌ
وأشــراكُ مكــروهٍ لنــا وغُــرورُ

يُسـارُ بنـا في كـلّ يــومٍ وليـلـةٍ
فكــم ذا إلى مـا لا نُريـد نسيـرُ

وَما الدّهرُ إلّا : فرحةٌ ثمّ تَرحةٌ
وَما النّـاس إلّا : مُطلـقٌ وأسيـرُ

الحمدان
11-29-2023, 07:46 PM
‏أَبيتُ أُمَنّي النَفسَ أَن سَوفَ نَلتَقي
وَهَل هُوَ مَقدورٌ لِنَفسٍ لِقاؤُها!

وَإِن أَلقَها أَو يَجمَعِ اللَهُ بَينَنا..
فَفيها شِفاءُ النَفسِ مِنّي وَداؤُها!

الحمدان
11-29-2023, 07:47 PM
أُقَلِّبُ طَرْفِي في السَّمَاءِ تَرَدُّدًا
لَعَلِّي أَرَى النَّجْمَ الَّذِي أَنْتَ تَنْظُرُ

وَأَسْتَعْرِضُ الرُّكْبَانَ مِنْ كُلِّ وِجْهَةٍ
لَعَلِّي بِمَنْ قَدْ شَمَّ عَرْفَكَ أَظْفَرُ

وَأَسْتَقْبِلُ الأَرْوَاحَ عِنْدَ هُبُوبِهَا
لَعَلَّ نَسِيمَ الرِّيحِ عَنْكَ يُخَبِّرُ.

الحمدان
11-29-2023, 07:48 PM
وأنتِ مِنَ الدُّنيَا نَصِيبِي فَإن أمُت
فَلَيتَكِ مِن حُورِ الجِنَانِ نَصِيبِي

سَأحفَظُ مَا قَد كَانَ بَينِي وبَينَكُم
وأرعَاكُمُ فِي مَشهَدِي ومَغِيبِي

الحمدان
11-29-2023, 07:50 PM
أشتاقُكم شَوق العليلِ إلى الشفا
ودياركم في كل يومٍ تبعدُ

وأَوَدُّ طَيفَ خَيالِكم لو زارني
لكنّ عيني بالكرى لا تَسعَدُ

الحمدان
11-29-2023, 07:51 PM
أتخيلُ الأحبابَ حولي كلما
طال الغيابُ على فؤادي الوالِهِ

وأظلُ أرسمُ بالخيال عوالمي
ما حيلةُ المضطرِّ غيرُ خيالِهِ

الحمدان
11-29-2023, 09:30 PM
‏وما منحَ اللهُ الخليقةَ بهجةً
بأجملَ من رُوحِ الحبيبِ وأرحما

نبيّ تهادى النورُ من طلَعاتِهِ
هنيئًا لمن صلّى عليهِ وسلّما !

الحمدان
11-29-2023, 09:30 PM
ودّعتها والقلبُ يقطر لوعةً
لفراقها والبعد هدَّ كياني

وأتيت نحوك مثقلا بمواجعي
كي استريح من الذي أبكاني

الحمدان
11-29-2023, 09:31 PM
فلا سلمَت نفسٌ ولا لان مضجعٌ
لمَن سَرّهُ في القدس عيثُ العقاربِ

وصلّى عليك الله ما تاقَ مسلمٌ
وأعياه عن مَسراك حجبُ الحواجبِ

الحمدان
11-29-2023, 09:32 PM
رأيتُ من الدنيا ثلاثين حِجّةً
غرائبَ لا تُحصى وللانَ تُبدعُ

وما جاء في بالي أرى لك صورةً
جسمُك إنسيٌّ وظلّك ضفدعُ.

الحمدان
11-29-2023, 09:35 PM
‏الكلام لا يردُّ حقاً ولا يدفع باطلاً، الحق لا يؤخذ إلا بالقوة؛ وقد أكثر الشُّعراء في هذا المعنى، ومنهم المتنبي في قصيدة يذكر خروجه من مصر:


حَتّى رَجَعتُ وَأَقلامي قَوائِلُ لي
المَجدُ لِلسَّيفِ لَيسَ المَجدُ لِلقَلَمِ

اِكتُب بِنا أَبَداً بَعدَ الكِتابِ بِهِ
فَإِنَّما نَحنُ لِلأَسيافِ كَالخَدَمِ

مَنِ اِقتَضى بِسِوى الهِندِيِّ حاجَتَهُ
أَجابَ كُلَّ سُؤالٍ عَن هَلٍ بِلَمِ

غاضَ الوَفاءُ فَما تَلقاهُ في عِدَةٍ
وَأَعوَزَ الصِّدقُ في الإِخبارِ وَالقَسَمِ

سُبحانَ خالِقِ نَفسي كَيفَ لَذَّتُها
فيما النُّفوسُ تَراهُ غايَةُ الأَلَمِ

الحمدان
11-29-2023, 09:35 PM
هل حَنَّ قلبُك للنَّبي محمـدِ
ورجوتَ لُقْيَا في المقامِ الأسعدِ؟

أكثرْ عليهِ من الصلاةِ وردِّدَنْ
يا ربِّ صلِّ على النّبي محمدِ!

الحمدان
11-29-2023, 09:36 PM
هل تذكرينَ بحمصَ الصبحَ لُقيانا؟
وكيفَ كانَ الهوى يروي حكايانا

ماذا جرى يا سنينَ العمر في عُمُري
لا حمصُ ظلّت.. ولا حُبّي الذي كانا

الحمدان
11-29-2023, 09:37 PM
نمنا ومتُّم، فمَن منكم يُعزّينا
من فوق سبع سماواتٍ ويرثينا

نحنُ الذينَ سكتنا عندَ صرختكم
ولم يسعنا سوى دمعٍ وآمينا

نمنا طويلًا فما قُمنا على صَنَمٍ
وما صنعنا الذي يرضي فلسطينا

الحمدان
11-29-2023, 09:38 PM
تحاصرُنا بقبضتِها المنايا
ونبقى في الحياةِ مُقاومينا

نَموتُ، ولا تُذَلُّ لنا نفوسٌ
وإن عِشْنا؛ فعيشُ الأكرمينا

الحمدان
11-29-2023, 09:38 PM
‏عليهِ سلامُ اللّظ°هِ ما فزّ خافقٌ
ومَا مرّ طَيْفٌ بالوَجِيفِ فَهَدْهَدَا

ومَا أشْرَقَ الكونُ الفَسيحُ بنُورِهِ
ومَا طَافَ قُمْرِيٌّ بِرَوْضٍ وغرّدَا

الحمدان
11-29-2023, 09:39 PM
أنا بالصلاة على النبيِّ مُتيَّمُ
وبِنورِها قممَ الهدى أتَسنَّمُ

فيها من الأسرارِ ما تسمو بهِ
روحي وما يسقي الفؤادَ ويُطعِمُ

وبِكلِّ واحدةٍ أنالُ بِفضلِها
عشراً وربُّكَ بِالمواهِبِ يُنعِمُ

يا مَنْ تريدون السعادةَ في غدٍ
بِجوارِهِ: صلوا عليه وسلموا

الحمدان
11-30-2023, 10:59 AM
أَبكيكِ لَو نَهَضَت بِحَقِّكِ أَدمُعُ
وَأَقولُ لَو أَنَّ النَّوائِبَ تَسمَعُ

وَأُخادِعُ الأَيّامَ وَهيَ مَلِيَّةٌ
بِنتاجِ كُلِّ مُلِمَّةٍ لا تُخدَعُ

لا تَغبِطَنَّ عَلى البَقاءِ مُرَزَّأ
إِنَّ المُوَدِّعَ إِلفَهُ لَموَدّعُ

ماطِل بِطَرفِكَ يا زَمانُ فَإِنَّهُ
لَم يَبقَ عِندي لِلصَّبابَةِ مَوضِعُ

الحمدان
12-01-2023, 07:09 PM
الحب يطغى والحنين عظيمُ
وهواكَ في كل القلوب مُقيمُ

صلى عليك الله فـي عليائه
ما هبّ من نفح الجنان نسيمُ

الحمدان
12-01-2023, 10:12 PM
وَعَذرتُهُ لَمّا تَساقَطَ دمعُهُ
وَنَسيتُ أياماً بِها أبكآني

وَأخذتُهُ فِالحُضنِ أهمِسُ رآجياً
جَمراتُ دَمعِكَ أيقَظتْ نيرآني

أتُريدُ قَتلي مَرَتينْ ألا كَفْا؟
فَامنَع دُموعَكَ وَاحتَرمْ أحزآني

الحمدان
12-01-2023, 10:13 PM
أنَا في البَـــرِّ يا هَـــذا أَهيـمُ
وَ لِي في اليَمِّ أبنـــــاءٌ تَعوُمُ

تَرى بَعضي إذا سويت سَهمًا
وَ بِي ذِكرٌ إلى حَشري يَقـومُ

أنَا في دَاخِلـي شَكـوى وأنٌّ
وَبِي مَرَضٌ فَلا يَروى سَقيمُ

الحمدان
12-01-2023, 10:29 PM
‏لا تألُف الروحُ إلا من يُلاطِفُها
ويهجر القلبُ من يقسو ويجفاهُ

فلا وصال لمن بالوصل قد بخلوا
و من تناسى .. فإنّا قد نسيناهُ ..

الحمدان
12-01-2023, 10:30 PM
وعسى الذي أهدى ليوسف أهله
وأعزه في السجن وهو غريبُ

أن يستجيب لنا فيجمع شملنا
فالله رب العالمين مجيب ..

الحمدان
12-01-2023, 10:31 PM
‏كم من أمورٍ قد وددّتَ حدوثها
والشرُّ فيها قادمٌ لا يظهرُ ..
ِ
والبعضُ منها قد حزنت لوقعهِ
وجَهِلت أن الخير فيها وافرُ

الحمدان
12-01-2023, 10:31 PM
‏لعل ما تخشاه ليس بكائن
ولعل ما ترجوه سوف يكون ..

ولعل ما هونت ليس بهين
ولعل ما شددت سوف يهون ..

الحمدان
12-01-2023, 10:32 PM
‏كفكف دموعك فالدنيا لها الثكلُ
لم تصف يوماً لمن يسمو به الأملُ

وكم أهاب بها الصعلوك فابتسمت
له وأخفق فيها المدرهُ البطلُ

الحمدان
12-01-2023, 10:33 PM
*يحدّثني الصباح حديث*فأْلٍ
بأن الحزن يعقبه ابتهاجُ

ويخبرني مُحيّا الشمس طلْقاً
ألا إن الكروب لها انفراجُ

الحمدان
12-01-2023, 10:34 PM
إذا رمتَ أن تحيا سليماً منَ الرَّدى
وَدِيُنكَ مَوفُورٌ وَعِرْضُكَ صَيِّنُ

فَلاَ يَنْطقنْ مِنْكَ اللسَانُ بِسوأةٍ
فَكلُّكَ سَوءاتٌ وَلِلنَّاسِ أعْينُ

وَعَاشِرْ بمَعْرُوفٍ، وَسَامِحْ مَنِ اعتَدَى
ودافعُ ولكن بالتي هي أحسنُ ..

الحمدان
12-01-2023, 10:34 PM
سقى اللهُ*أرضاً لستُ أنسى عهودها
ويا طولَ شَوْقي نحوَها وَحَنيني

بلادٌ إذا شارَفْتُ منها نُجُومَهَا
بَدا النّورُ في قَلبي وَفَوْقَ جَبيني

الحمدان
12-01-2023, 10:35 PM
‏يا مَن أنابُوا للعظيم وأسلموا
بالشكرِ للمولى الكريم ترنَّموا

يَا من تحبونَ الرسولَ محمدًا
صلُّوا على خير الأنامِ وسلِّموا

الحمدان
12-02-2023, 10:45 AM
لَقَد عَلِمتُ وَما الإِسرافُ مِن خُلُقي
أَنَّ الَّذي هُوَ رِزقي سَوفَ يَأتيني

أَسعى لَهُ فَيُعَنّيني تَطَلُّبُهُ
وَلَو جَلَستُ أَتاني لا يُعَنّيني

وَأَنَّ حَظَّ اِمرىءٍ غَيري سَيَبلُغُهُ
لا بُدَّ لا بُدَّ أَن يَحتازَهُ دوني

لا خَيرَ في طَمَعٍ يُدني لِمَنقَصَةٍ
وَغُبَّرٍ مِن كَفافِ العَيشِ يَكفيني

لا أَركَبُ الأَمرَ تُزري بي عَواقِبُهُ
وَلا يُعابُ بِهِ عِرضي وَلا ديني

كَم مِن فَقيرٍ غَنِيِّ النَفسِ تَعرِفُهُ
وَمِن غَنِيٍّ فَقيرِ النَفسِ مِسكينِ

وَمِن عَدُوٍّ رَماني لَو قَصَدتُ لَهُ
لَم يَأخُذِ النِصفَ مِنّي حينَ يَرميني

وَمِن أَخٍ لي طَوى كَشحاً فَقُلتُ لَهُ
إِنَّ اِنطِواءَكَ عَنّي سَوفَ يَطويني

إِنّي لَأَنطُقُ فيما كانَ مِن إِرَبي
وَأُكثِرُ الصَمتَ فيما لَيسَ يَعنيني

لا أَبتَغي وَصلَ مِن يَبغي مُفارَقَتي
وَلا أَلينُ لِمَن لا يَشتَهي ليني



عروة بن أذينة

الحمدان
12-02-2023, 05:47 PM
سَلو قَلبي غَداةَ سَلا وَثابا
لَعَلَّ عَلى الجَمالِ لَهُ عِتابا

وَيُسأَلُ في الحَوادِثِ ذو صَوابٍ
فَهَل تَرَكَ الجَمالُ لَهُ صَوابا

وَكُنتُ إِذا سَأَلتُ القَلبَ يَوماً
تَوَلّى الدَمعُ عَن قَلبي الجَوابا

وَلي بَينَ الضُلوعِ دَمٌ وَلَحمٌ
هُما الواهي الَّذي ثَكِلَ الشَبابا

تَسَرَّبَ في الدُموعِ فَقُلتُ وَلّى
وَصَفَّقَ في الضُلوعِ فَقُلتُ ثابا

وَلَو خُلِقَت قُلوبٌ مِن حَديدٍ
لَما حَمَلَت كَما حَمَلَ العَذابا

وَأَحبابٍ سُقيتُ بِهِم سُلافاً
وَكانَ الوَصلُ مِن قِصَرٍ حَبابا

وَنادَمنا الشَبابَ عَلى بِساطٍ
مِنَ اللَذاتِ مُختَلِفٍ شَرابا

وَكُلُّ بِساطِ عَيشٍ سَوفَ يُطوى
وَإِن طالَ الزَمانُ بِهِ وَطابا

كَأَنَّ القَلبَ بَعدَهُمُ غَريبٌ
إِذا عادَتهُ ذِكرى الأَهلِ ذابا

وَلا يُنبيكَ عَن خُلُقِ اللَيالي
كَمَن فَقَدَ الأَحِبَّةَ وَالصَحابا

أَخا الدُنيا أَرى دُنياكَ أَفعى
تُبَدِّلُ كُلَّ آوِنَةٍ إِهابا

وَأَنَّ الرُقطَ أَيقَظُ هاجِعاتٍ
وَأَترَعُ في ظِلالِ السِلمِ تابا

وَمِن عَجَبٍ تُشَيِّبُ عاشِقيها
وَتُفنيهِمِ وَما بَرَحَت كَعابا

فَمَن يَغتَرُّ بِالدُنيا فَإِنّي
لَبِستُ بِها فَأَبلَيتُ الثِيابا

لَها ضَحِكُ القِيانِ إِلى غَبِيٍّ
وَلي ضَحِكُ اللَبيبِ إِذا تَغابى

جَنَيتُ بِرَوضِها وَرداً وَشَوكاً
وَذُقتُ بِكَأسِها شُهداً وَصابا

فَلَم أَرَ غَيرَ حُكمِ اللَهِ حُكماً
وَلَم أَرَ دونَ بابِ اللَهِ بابا

وَلا عَظَّمتُ في الأَشياءِ إِلّا
صَحيحَ العِلمِ وَالأَدَبِ اللُبابا

وَلا كَرَّمتُ إِلّا وَجهَ حُرٍّ
يُقَلِّدُ قَومَهُ المِنَنَ الرَغابا

وَلَم أَرَ مِثلَ جَمعِ المالِ داءً
وَلا مِثلَ البَخيلِ بِهِ مُصابا

فَلا تَقتُلكَ شَهوَتُهُ وَزِنها
كَما تَزِنُ الطَعامَ أَوِ الشَرابا

وَخُذ لِبَنيكَ وَالأَيّامِ ذُخراً
وَأَعطِ اللَهَ حِصَّتَهُ اِحتِسابا

فَلَو طالَعتَ أَحداثَ اللَيالي
وَجَدتَ الفَقرَ أَقرَبَها اِنتِيابا

وَأَنَّ البِرَّ خَيرٌ في حَياةٍ
وَأَبقى بَعدَ صاحِبِهِ ثَوابا

وَأَنَّ الشَرَّ يَصدَعُ فاعِليهِ
وَلَم أَرَ خَيِّراً بِالشَرِّ آبا

فَرِفقاً بِالبَنينِ إِذا اللَيالي
عَلى الأَعقابِ أَوقَعَتِ العِقابا

وَلَم يَتَقَلَّدوا شُكرَ اليَتامى
وَلا اِدَّرَعوا الدُعاءَ المُستَجابا

عَجِبتُ لِمَعشَرٍ صَلّوا وَصاموا
عَواهِرَ خِشيَةً وَتُقى كِذابا

وَتُلفيهُمْ حِيالَ المالِ صُمّاً
إِذا داعي الزَكاةِ بِهِم أَهابا

لَقَد كَتَموا نَصيبَ اللَهِ مِنهُ
كَأَنَّ اللَهَ لَم يُحصِ النِصابا

وَمَن يَعدِل بِحُبِّ اللَهِ شَيئاً
كَحُبِّ المالِ ضَلَّ هَوىً وَخابا

أَرادَ اللَهُ بِالفُقَراءِ بِرّاً
وَبِالأَيتامِ حُبّاً وَاِرتِبابا

فَرُبَّ صَغيرِ قَومٍ عَلَّموهُ
سَما وَحَمى المُسَوَّمَةَ العِرابا

وَكانَ لِقَومِهِ نَفعاً وَفَخراً
وَلَو تَرَكوهُ كانَ أَذىً وَعابا

فَعَلِّم ما اِستَطَعتَ لَعَلَّ جيلاً
سَيَأتي يُحدِثُ العَجَبَ العُجابا

وَلا تُرهِق شَبابَ الحَيِّ يَأساً
فَإِنَّ اليَأسَ يَختَرِمُ الشَبابا

يُريدُ الخالِقُ الرِزقَ اِشتِراكاً
وَإِن يَكُ خَصَّ أَقواماً وَحابى

فَما حَرَمَ المُجِدَّ جَنى يَدَيهِ
وَلا نَسِيَ الشَقِيَّ وَلا المُصابا

وَلَولا البُخلُ لَم يَهلِك فَريقٌ
عَلى الأَقدارِ تَلقاهُمُ غِضابا

تَعِبتُ بِأَهلِهِ لَوماً وَقَبلي
دُعاةُ البِرِّ قَد سَئِموا الخِطابا

وَلَو أَنّي خَطَبتُ عَلى جَمادٍ
فَجَرتُ بِهِ اليَنابيعَ العِذابا

أَلَم تَرَ لِلهَواءِ جَرى فَأَفضى
إِلى الأَكواخِ وَاِختَرَقَ القِبابا

وَأَنَّ الشَمسَ في الآفاقِ تَغشى
حِمى كِسرى كَما تَغشى اليَبابا

وَأَنَّ الماءَ تُروى الأُسدُ مِنهُ
وَيَشفي مِن تَلَعلُعِها الكِلابا

وَسَوّى اللَهُ بَينَكُمُ المَنايا
وَوَسَّدَكُم مَعَ الرُسلِ التُرابا

وَأَرسَلَ عائِلاً مِنكُم يَتيماً
دَنا مِن ذي الجَلالِ فَكانَ قابا

نَبِيُّ البِرِّ بَيَّنَهُ سَبيلاً
وَسَنَّ خِلالَهُ وَهَدى الشِعابا

تَفَرَّقَ بَعدَ عيسى الناسُ فيهِ
فَلَمّا جاءَ كانَ لَهُم مَتابا

وَشافي النَفسِ مِن نَزَعاتِ شَرٍّ
كَشافٍ مِن طَبائِعِها الذِئابا

وَكانَ بَيانُهُ لِلهَديِ سُبلاً
وَكانَت خَيلُهُ لِلحَقِّ غابا

وَعَلَّمَنا بِناءَ المَجدِ حَتّى
أَخَذنا إِمرَةَ الأَرضِ اِغتِصابا

وَما نَيلُ المَطالِبِ بِالتَمَنّي
وَلَكِن تُؤخَذُ الدُنيا غِلابا

وَما اِستَعصى عَلى قَومٍ مَنالٌ
إِذا الإِقدامُ كانَ لَهُم رِكابا

تَجَلّى مَولِدُ الهادي وَعَمَّت
بَشائِرُهُ البَوادي وَالقِصابا

وَأَسدَت لِلبَرِيَّةِ بِنتُ وَهبٍ
يَداً بَيضاءَ طَوَّقَتِ الرِقابا

لَقَد وَضَعَتهُ وَهّاجاً مُنيراً
كَما تَلِدُ السَماواتُ الشِهابا

فَقامَ عَلى سَماءِ البَيتِ نوراً
يُضيءُ جِبالَ مَكَّةَ وَالنِقابا

وَضاعَت يَثرِبُ الفَيحاءُ مِسكاً
وَفاحَ القاعُ أَرجاءً وَطابا

أَبا الزَهراءِ قَد جاوَزتُ قَدري
بِمَدحِكَ بَيدَ أَنَّ لِيَ اِنتِسابا

فَما عَرَفَ البَلاغَةَ ذو بَيانٍ
إِذا لَم يَتَّخِذكَ لَهُ كِتابا

مَدَحتُ المالِكينَ فَزِدتُ قَدراً
فَحينَ مَدَحتُكَ اِقتَدتُ السَحابا

سَأَلتُ اللَهَ في أَبناءِ ديني
فَإِن تَكُنِ الوَسيلَةَ لي أَجابا

وَما لِلمُسلِمينَ سِواكَ حِصنٌ
إِذا ما الضَرُّ مَسَّهُمُ وَنابا

كَأَنَّ النَحسَ حينَ جَرى عَلَيهِم
أَطارَ بِكُلِّ مَملَكَةٍ غُرابا

وَلَو حَفَظوا سَبيلَكَ كان نوراً
وَكانَ مِنَ النُحوسِ لَهُم حِجابا

بَنَيتَ لَهُم مِنَ الأَخلاقِ رُكناً
فَخانوا الرُكنَ فَاِنهَدَمَ اِضطِرابا

وَكانَ جَنابُهُم فيها مَهيباً
وَلَلأَخلاقِ أَجدَرُ أَن تُهابا

فَلَولاها لَساوى اللَيثُ ذِئباً
وَساوى الصارِمُ الماضي قِرابا

فَإِن قُرِنَت مَكارِمُها بِعِلمٍ
تَذَلَّلَتِ العُلا بِهِما صِعابا
وَفي هَذا الزَمانِ مَسيحُ عِلمٍ
يَرُدُّ عَلى بَني الأُمَمِ الشَبابا


أحمد شوقي

الحمدان
12-06-2023, 04:47 PM
بَقائي شاءَ لَيسَ هُمُ اِرتِحالا
وَحُسنَ الصَبرِ زَمّوا لا الجِمالا

تَوَلَّوا بَغتَةً فَكَأَنَّ بَيناً
تَهَيَّبَني فَفاجَأَني اِغتِيالا

فَكانَ مَسيرُ عيسِهِمِ ذَميلاً
وَسَيرُ الدَمعِ إِثرَهُمُ اِنهِمالا

كَأَنَّ العيسَ كانَت فَوقَ جَفني
مُناخاةٍ فَلَمّا ثُرنَ سالا

وَحَجَّبَتِ النَوى الظَبياتِ عَنّي
فَساعَدَتِ البَراقِعَ وَالحِجالا

لَبِسنَ الوَشيَ لا مُتَجَمِّلاتٍ
وَلَكِن كَي يَصُنَّ بِهِ الجَمالا

وَضَفَّرنَ الغَدائِرَ لا لِحُسنٍ
وَلَكِن خِفنَ في الشَعَرِ الضَلالا

بِجِسمي مَن بَرَتهُ فَلَو أَصارَت
وِشاحي ثَقبَ لُؤلُؤَةٍ لَجالا

وَلَولا أَنَّني في غَيرِ نَومٍ
لَكُنتُ أَظُنُّني مِنّي خَيالا

بَدَت قَمَراً وَمالَت خوطَ بانٍ
وَفاحَت عَنبَراً وَرَنَت غَزالا

وَجارَت في الحُكومَةِ ثُمَّ أَبدَت
لَنا مِن حُسنِ قامَتِها اِعتِدالا

كَأَنَّ الحُزنَ مَشغوفٌ بِقَلبي
فَساعَةَ هَجرِها يَجِدُ الوِصالا

كَذا الدُنيا عَلى مَن كانَ قَبلي
صُروفٌ لَم يُدِمنَ عَلَيهِ حالا

أَشَدُّ الغَمِّ عِندي في سُرورٍ
تَيَقَّنَ عَنهُ صاحِبُهُ اِنتِقالا

أَلِفتُ تَرَحُّلي وَجَعَلتُ أَرضي
قُتودي وَالغُرَيرِيَّ الجُلالا

فَما حاوَلتُ في أَرضٍ مُقاماً
وَلا أَزمَعتُ عَن أَرضٍ زَوالا

عَلى قَلَقٍ كَأَنَّ الريحَ تَحتي
أُوَجِّهُها جَنوباً أَو شَمالا

إِلى البَدرِ بنِ عَمّارِ الَّذي لَم
يَكُن في غُرَّةِ الشَهرِ الهِلالا

وَلَم يَعظُم لِنَقصٍ كانَ فيهِ
وَلَم يَزَلِ الأَميرَ وَلَن يَزالا

بِلا مِثلٍ وَإِن أَبصَرتَ فيهِ
لِكُلِّ مُغَيَّبٍ حَسَنٍ مِثالا

حُسامٌ لِاِبنِ رائِقٍ المُرَجّى
حُسامِ المُتَّقي أَيّامَ صالا

سِنانٌ في قَناةِ بَني مَعَدٍّ
بَني أَسَدٍ إِذا دَعوا النِزالا

أَعَزُّ مُغالِبٍ كَفّاً وَسَيفاً
وَمَقدِرَةً وَمَحمِيَةً وَآلا

وَأَشرَفُ فاخِرٍ نَفساً وَقَوماً
وَأَكرَمُ مُنتَمٍ عَمّا وَخالا

يَكونُ أَحَقُّ إِثناءٍ عَلَيهِ
عَلى الدُنيا وَأَهليها مُحالا

وَيَبقى ضِعفُ ما قَد قيلَ فيهِ
إِذا لَم يَتَّرِك أَحَدٌ مَقالا

فَيا اِبنَ الطاعِنينَ بِكُلِّ لَدنٍ
مَواضِعَ يَشتَكي البَطَلُ السُعالا

وَيا اِبنَ الضارِبينَ بِكُلِّ عَضبٍ
مِنَ العَرَبِ الأَسافِلَ وَالقِلالا

أَرى المُتَشاعِرينَ غَروا بِذَمّي
وَمَن ذا يَحمَدُ الداءَ العُضالا

وَمَن يَكُ ذا فَمٍ مُرٍّ مَريضٍ
يَجِد مُرّاً بِهِ الماءَ الزُلالا

وَقالوا هَل يُبَلِّغُكَ الثُرَيّا
فَقُلتُ نَعَم إِذا شِئتُ اِستِفالا

هُوَ المُفني المَذاكي وَالأَعادي
وَبيضَ الهِندِ وَالسُمرِ الطِوالا

وَقائِدُها مُسَوَّمَةً خِفافاً
عَلى حَيٍّ تُصَبِّحُهُ ثِقالا

جَوائِلَ بِالقُنِيِّ مُثَقَّفاتٍ
كَأَنَّ عَلى عَوامِلِها الذُبالا

إِذا وَصِأَت بِأَيدِيَها صُخوراً
يَفِئنَ لِوَطءِ أَرجُلِها رِمالا

جَوابُ مُسائِلي أَلَهُ نَظيرٌ
وَلا لَكَ في سُؤالِكَ لا أَلالا

لَقَد أَمِنَت بِكَ الإِعدامَ نَفسٌ
تَعُدُّ رَجاءَها إِيّاكَ مالا

وَقَد وَجِلَت قُلوبٌ مِنكَ حَتّى
غَدَت أَوجالُها فيها وِجالا

سُرورُكَ أَن تَسُرُّ الناسَ طُرّاً
تُعَلِّمُهُم عَلَيكَ بِهِ الدَلالا

إِذا سَأَلوا شَكَرتَهُمُ عَلَيهِ
وَإِن سَكَتوا سَأَلتَهُمُ السُؤالا

وَأَسعَدُ مَن رَأَينا مُستَميحٌ
يُنيلُ المُستَماحَ بِأَن يَنالا

يُفارِقُ سَهمُكَ الرَجُلَ المُلاقي
فِراقَ القَوسِ ما لاقى الرِجالا

فَما تَقِفُ السِهامُ عَلى قَرارٍ
كَأَنَّ الريشَ يَطَّلِبُ النِصالا

سَبَقتَ السابِقينَ فَما تُجارى
وَجاوَزتَ العُلُوَّ فَما تُعالى

وَأُقسِمُ لَو صَلَحتَ يَمينَ شَيءٍ
لَما صَلَحَ العِبادُ لَهُ شِمالا

أُقَلِّبُ مِنكَ طَرفي في سَماءٍ
وَإِن طَلَعَت كَواكِبُها خِصالا

وَأَعجَبُ مِنكَ كَيفَ قَدَرتَ تَنشا
وَقَد أُعطيتَ في المَهدِ الكَمالا



المتنبي

الحمدان
12-06-2023, 07:02 PM
من طريف الشعر

زار أبو نواس رجلاً بخيلاً يُسمَى
" أبو هند " في وقت الغداء
فتركه جائعًا دون أن يضيفه !

فأنشد أبو نواس قائلا :

أبو هند نزلت عليه يوماً
فغداني برائحةِ الطعام

وقدم بيننا لحمًا سميناً
أكلناه على طبقِ الكلام

فكان كمن سقى الظمآن ظلاً
وكنت كمن تغدى في المنام

الحمدان
12-06-2023, 07:02 PM
قـلبــي (دمشقيٌّ) ولُــبنـــــانيّةٌ
عينايَ والحــبُّ القديــمُ عِراقيْ

والطّيـنُ مـكّيٌّ ومصريُّ الـهــوى
كجمال وادي النّيل في الأحداقِ

إنّي الفلسطينيُّ حتــى العـــظمِ
حتـى القدسِ حتّى غزّةِ العُشّاقِ

والــرّوحُ بين جوانحي (يمنيّةٌ)
حيثُ النّدى ومــكارمُ الأخـــلاقِ

مِن هــالِ عمّانٍ وقــهوةِ مسقطٍ
حُمِّلْتُ هذا الحُــبَّ في الأعــماقِ

لي في ذُرى تطوانَ قلبٌ عاشــقٌ
رفـقــاً به يــا مــغربَ الأشــواقِ

قــلبــي الموريتانيُّ حسّــــــانيّةٌ
أشــعــــــارُهُ قــطـ، ريّةُ الـأذواقِ

فيـهـا من الصّـومالِ عطرُ أصالةٍ
ومــن الــجـزائـرِ عـزّةٌ ومـراقــي

أُلبِسْتُ حُبَّ القيروانِ وشِعـرَهـا
وتـعـمّـدَتْ فــي (ليبِيا) أوراقــي

وقرأتُ في السودانِ ألفَ قصيدةٍ
مـكتـوبةٍ بـمـدامـعٍ ومــــــآقــي

الحمدان
12-07-2023, 08:11 AM
قد يجمع المال غير آكله
ويأكل المال غير من جمعه

ويقطع الثوب غير لابسه
ويلبس الثوب غير من قطعه

فاقبل من الدهر ماتآك به
من غير عينآ بعيشه نفعه

وصل حبال البعيد إن وصل
حبل واقص الغريب إن قطعه

ولاتهين الفقير علك إن
تركع يومآ والدهر قد رفعه

الحمدان
12-08-2023, 07:48 PM
لا تبدِ رأيكَ فيما لستَ تُحسِنُهُ
فيُظهِرُ الرأيُ جهلاً كنتَ تُخفيهِ

فقولُ لا علم لي خيرٌ وأكرمُ من
قولٍ يبوءُ بِذُلٍّ حين تُبديهِ

الحمدان
12-08-2023, 07:48 PM
إن تُغْلَقِ الدُّنيا أمامَ وجوهِنا
بابُ الذي خَلَقَ الدُّنَى لم يُغْلَقِ

عَلَّقْتُ آمالي بِمَن خَلَقَ الدَّوَا
والدَّاءَ والأسبابَ كُلَّ تَعَلُّقِي

الحمدان
12-08-2023, 07:49 PM
عِشْ مُنتَهَى الرِّفْقِ لا تُوقِدْ سَنا اللَّهَبِ
وصُنْ جَنَانَكَ عن شَيءٍ مِنَ الغَضَبِ

قد تُحرِقُ النَّارُ من أَذْكَى شرارتَها
مِن حيثُ ظَنَّ سناها غايةَ الطَلَبِ

ولا تُجادِلْ فبعضُ الخَلْقِ ليسَ لَهُ
من الجِدَالِ سِوى شَيْءٍ مِنَ الصَخَبِ

الحمدان
12-08-2023, 07:50 PM
إنَّ العقولَ إذا تسمّمَ وِردُها
صدَرَت وملء إِهابِها الأسقامُ

فارعوا بني قومي بنيكم إنما
تعدو الذئابُ إذا غفا النوَّامُ

الحمدان
12-08-2023, 07:50 PM
مريضُ الظنّ موبوءٌ بسوءٍ
وليس له من الأدواءِ طِبُّ

يسيءُ لأقربِ الأحبابِ منه
ومالَهُمُ بما قد ظنَّ ذَنْبُ

الحمدان
12-08-2023, 07:50 PM
لا تنزلِ الناس أعلى من منازلهم
إنَّ الزيادة تشويهٌ وإيذاءُ

فالماءُ للزرعِ مِقدارٌ يعيشُ به
ولا حياةَ لما قد أغرق الماءُ

الحمدان
12-08-2023, 07:51 PM
آفةُ العَقلِ في اتِّهام النوايا
وادِّعاءِ السِّقام عند الصِّحاحِ

إن يكن جُلُّ مانراه صوابا
فلماذا التفتيش في الأرواحِ ؟!

الحمدان
12-08-2023, 07:52 PM
قل للّذي مَلأ التّشاؤمُ قلبَه
ومضى يُضيِّقُ حولنا الآفاقا

سرّ السعادة حسن ظنك بالذي
خلق الحياة وقسَّم الأرزاقا

الحمدان
12-08-2023, 08:06 PM
أَحْسِنْ بِنا الظَّنَّ إنّا فيكَ نُحْسِنُهُ
إنَّ القُلوبَ بِحُسْنِ الظَّنِّ تَنْسَجِمُ

وَالْمَسْ لَنا العُذْرَ فِي قَوْلٍ وَفِي عَمَلٍ
نَلْمَسْ لَكَ العُذْرَ إنْ زَلَّتْ بِكَ القدمُ

الحمدان
12-08-2023, 08:09 PM
قريباً ستمطــر إني أرى
بِعَيْنِ التَّفَاؤُلِ… مَا لَا يُرَىظ°!

وَمَنْ أَحْسَنَ الظَّنَّ بِاللهِ لَمْ
تَرُعْهُ الحَوَادِثُ مَهْمَا جَرَىظ°!

إِذَا مَازَجَ الرُّوْحَ… إِيمَانُهَا
تَسَامَتْ... وَلَمْ يَبْقَ إِلَّا ثَرَىظ°!

الحمدان
12-08-2023, 08:29 PM
أشرِق كما الصُّبحِ الجميلِ ولا تقُل
ليلُ الأسى بالأمسِ كان طويلا

اللهُ حسبُكَ ، والذين تفاءلوا
لا ريبَ أهدى في الحياةِ سبيلا !

-

الحمدان
12-08-2023, 08:37 PM
لقد طالَ هذا الليل بعد فراقِهِ
وعهدي بهِ قبل الفراقِ قصيرُ

وكيف أرجّي الصبحَ بعدهمُ وقد
تولّت شموسٌ منهمُ وبدورُ

الحمدان
12-08-2023, 08:38 PM
سيجيء يومٌ حافلٌ بجهادنا
والخيل تصهل والصَّوارم تلمعُ

قد طال ليل الكفر لكني أرى
من خلفه شمس العقيدة تسطعُ

الحمدان
12-08-2023, 08:50 PM
أتـهـوى شقائي بهذا التنائي؟
وتـرضى لقلبي عذابا وجلدا

لـماذا تـبالغ فـي وأد حـبي؟
وتـقطع دربـا له القلب مدا؟

ومازلت رغم الجفاء شغوفا
ضـلالي بـحبك مازال أهدى

ومــازال قـلـبي مـحبا وفـيا
وأنـت الحبيب وأنت المفدا

الحمدان
12-09-2023, 07:36 PM
على الزعل والضيق حنّا كبرنا
ماعاد فيه أشياء تستاهل الضيق

واذا اعتزلنا الكلّ محدٍ جبرنا !
العزله أصدق من وجيه المخاليق

حتّى على صدّ الحبايب صبرنا !
الحلم لولا الصبر مافيه تحقيق

من كثر خيبات الحياه اعتبرنا !
العمر لحظة والليالي توافيق

الحمدان
12-09-2023, 07:59 PM
من طرائف الزوجات

كان لرجل زوجتان واحدة سمراء
و الأخرى بيضاء...
صَمَّم الرَّجل على تطليقِ
واحدةٍ منهما فأجرى مسابقةً
شعريةً والفائزة تبقى عنده

قالت السمراء:
ألمْ ترَ أنَّ المسكَ لا شَيء مثلُهُ
وأنَّ بياضَ الملحِ حمل بِدِرهَمِ

وأنَّ سوادَ العينِ لا شكَّ نُورهَا
وأنَّ بياضَ العينِ لا شَيءَ فَاعلَمِ

ردت البيضاء:
ألمْ ترَ أنَّ البدرَ لا شَيءَ مثلُهُ
وأنَّ سوادَ الفحمِ حمل بِدِرهَمِ

وأنَّ رجالَ اللهِ بيضٌ وجوهُهُم
ولا شكَّ أنَّ السُّودَ أهلُ جَهنَّمِ

سُرَّ الرَّجلُ بِهـذا الحِوارِ الجميلِ
وَتزوَّجَ زوجةً ثالثةً حِنطِيَّةَ اللونِ

الحمدان
12-10-2023, 05:22 PM
بدأت فأَسلفتَ التَّفَضُّلَ والبرَّا
أَوليتَ إنعاماً مَلكتَ به الشكرا

وللسابق البادي من الفَضل رُتبةٌ
تُقَصِّر بالتالي وإن بَلَغَ العُذرَا

أتتنا عَذَارَاك اللواتي بَعَثتَها
لتوسعَنَا علماً وتُلبسَنَا فَخراً

فأَفصحنَ عن عُذرٍ وَطَوَّقنَ مِنَّةً
وقلنَ كذا مَن قال فليَقُلِ الشِّعرا

فأَوليتَها حُسنَ القَبُولِ معَظِّما
لِحَقِّ فتىً أهدي بهنَّ لنا ذكرا

تناهى النُّهى فيها وأبدَع نَظَمها
خَوَاطرَ ينقادُ البديعُ لها قَسرا

إذا لُحظت زادت نواظرنَا ضِياً
وإن نُشِرَت فَاحَت مجالسُنَا عطرا

تنازَعهَا قلبي مَليَّاً وناظري
فأعطيَتُ كلاً من محاسنها شَطرا

فترَّهتُ طرفي في وشِيِّ رياضها
وألقطتُ فِكري بين ألفاظها الدُّرا

تُضَاحكَنا فيها المعاني فَكُلَّما
تأملتُ منها لفظةً خلتُها شعرا

فمن ثَيِّبٍ لم تُفتَرع غيرَ خلسَة
وبكرٍ من الألفاظ قد زُوِّجت بِكرا

يظلُّ اجتهادي بينهنَّ مُقَصِّراً
وتُمسِي ظُنُوني دُون غايِتها حَسرى

إذا رُمتُ أن أدنو إليها تَمنَّعت
وَحَقَّ لها في العَدِل أن تُظهر الكبرا

وقد صَدرَت عن معدِنِ الفضلِ والعُلا
وقد صَحِبَت تلك الشمائلَ والنَّجرا

فتَمَّت لك النُّعمَى وساعدَكَ الُمنَى
ومُلِّيت في خفضٍ أبا عُمَرَ العُمرا

كَفَتنَا وإياك المعاذير نيَّةٌ
إذا خَلُصَت لم تذكر الوصلَ والهجرا

مدحتُ فعدَدتُ الذي فيك من علا
وأَلبستِنِي أوصافَكَ الزَّهرَ الغُرا

وما أنا إلا شعبةٌ مستمدِّة
لمغرزِ فيضٍ منك قد غمرَ البحرا

وقد كان ما بُلِّغتُه من مقالةٍ
أَنفتُ بها للفضلِ أن يألفَ الصغرى

إذا البلَدُ المعمورُ ضاق برُحِبةً
على ماجدٍ فليسكنِ البَلَدَ القَفرَا

وكم ماجدٍ لم يرضَ بالخَسفِ فَانبرَى
يُقارع عن هَّمِاتهِ البيضَ والسُّمرا

ومن علّقت نيلُ الأماني همومَهُ
تَجَشمَ في آثارِها المَطلبِ الوَعرا

فلا تشكُ أحداثَ الزمانِ فإنَّني
أراه بَمن يشَكو حَوَادثَه مُغرّى

وهل نَصَرَت من قبل شكواك فاضلاً
لِتأمَل منهنَّ الَمعُونَةَ والنَّصرا

وما غلب الأيامَ مِثلُ مُجرِّبٍ
إذا غَلَبَتهُ غايةٌ غلَّبَ الصَّبرا

الحمدان
12-10-2023, 05:22 PM
إذا أنت لم تَزرَع وأبصرتَ حاصدَاً
ندمتَ على التفريط في زَمَنِ البَذرِ

إذا شئتَ أن تستَعرَ المالَ مُنفقاً
على شَهواتِ النفسِ في زَمَن العُسرِ

فَسَل نَفسكَ الإنفاقَ من كنزِ صَبرِها
عليك وإنظاراً إلى زمنِ اليُسرِ

فإن فعلتَ كُنتَ الغَنَّي وإن أبَت
فَكُلُّ مَنُوعٍ بعدَها واسعُ العُذرِ

وما الفقرُ إملاقُ الكريمِ ولا الِغنَى
وإن ضَلَّت الآراءُ في كثرةِ الوَفرِ

وبعضُ الغِنى تمحُو المعائبُ حُسنَه
ويَخلُصُ طبعُ المرءِ في حالةِ العُسرِ

الحمدان
12-10-2023, 05:29 PM
قمْ صافحِ الصبحَ وانشرْ في السماء عبقا
وافردْ جناحيـــكَ حتى تبلغَ الأفقـــــــــــا

وانقشْ أمانيـــكَ فوق الغيمِ إنَّ لــــها
رباً سيفتحُ بـــــــــــابًا للذي طـــــــرقا

الحمدان
12-10-2023, 05:31 PM
أتَشكو في الحياةِ ظلام درْبكْ!
‏ستُشرِق يا صديقُ فثِق بِربِّك

‏يُضيءُ المشرقينِ ومغربَيْها
‏أيعجَزُ أن يُضيء فضاء قلبِكْ
.

الحمدان
12-10-2023, 07:55 PM
‏أَتَيتُكَ راجِياً يا ذا الجَلالِ
فَفَرِّج ما تَرى مِن سوءِ حالي

عَصَيتُكَ سَيِّدي وَيلي بِجَهلي
وَعَيبُ الذَنبِ لَم يَخطُر بِبالي

إِلى مَن يَشتَكي المَملوكُ إِلّا
إِلى مَولاهُ يا مَولى المَوالي !

الحمدان
12-11-2023, 07:51 PM
‏أنا وذكراكَ.. والشّاي الذي بردا
غِب كيفما شئتَ.. إنّـا ها هنا أبدا

لم يكذب الليل حينَ الليل أخبرني
أنّ الذي غابَ دهرًا لن يعود غَدا


حذيفة العرجي

الحمدان
12-11-2023, 07:54 PM
رأيت الدهر يرفع كل وغد
ويخفض كل ذي رتب شريفة

كمثل البحر يغرق فيه حي
ولا ينفك تطفو فيه جيفة

وكالميزان يخفض كل واف
ويرفع كل ذي زنة خفيفة

الحمدان
12-11-2023, 08:10 PM
وإِذَا سُئِلْتَ بِمَا جَهِلْتَ فَلا تَكُنْ
مُتَحَاذِقًا مُتَسَــــرِّعًا بِـجَــوَابِ

العِلْـمُ بَـحْرٌ لا نَـفَـادَ لـمَائِـهِ
كَمْ قَالَ لا أَدْرِي أُوْلُو الأَلْبَابِ

لا عِلْمَ عَنْدِي لَيْـسَ عَيْبًا قَوْلُـها
العَيْبُ أن يُـفْـتَى بِغَيْرِ صَوَابِ

الحمدان
12-11-2023, 08:12 PM
أشرِق كما الصُّبحِ الجميلِ ولا تقُل
ليلُ الأسى بالأمسِ كان طويلا

اللهُ حسبُكَ ، والذين تفاءلوا
لا ريبَ أهدى في الحياةِ سبيلا

-

الحمدان
12-11-2023, 08:14 PM
‏ويخبرني الصباح بكـل خيرٍ
‏وكلُّ الخير قد ساقَ الصباحُ

‏فإن شــراً فأجرٌ بعـد صبرٍ
‏وإن خيراً فشكــرٌ وانشراحُ

الحمدان
12-11-2023, 08:15 PM
‏فلربما اتّسعَ المضيقُ
و ربّما ضاقَ الفضا

ولَرُبَّ أمرٍ مُسخِطٍ ..
لكَ في عَواقِبه رِضا،

اللهُ يَفعلُ ما يَشاءُ
فلا تَكُن مُتَعرِّضا ،

اللهُ عَوَّدَكَ الجميلَ
فَقِسْ على ما قَد مَضى

الحمدان
12-11-2023, 08:19 PM
كم من صديقٍ لنا أيَّامَ دَولتِنا
وكان يمدَحُنا قد صار يَهجونا

إنِّي لأعجَبُ ممَّن كان يصحَبُنا
ما كان أكثَرُهم إلَّا يراؤُنا

لم نَدْرِ حتَّى انقضَت عنَّا إمارتُنا
من كان ينصَحُنا أو كان يُغوينا

من كان يُنصِفُنا ما كان يَصحَبُنا
إلَّا ليخدَعَنا عمَّا بأيدينا

الحمدان
12-11-2023, 08:22 PM
ما للعِدى جُنَّةٌ أوقى من الهَرَبِ
أين المفَرُّ وخيلُ اللهِ في الطَّلَبِ؟

وأين يذهَبُ مَن في رأسِ شاهقةٍ؟
وقد رمَتْه سهامُ اللهِ بالشُّهُبِ

حَدِّثْ عن الرُّومِ في أقطارِ أندلُسٍ
والبحرُ قد ملأَ البرَّينِ بالعَرَبِ

الحمدان
12-11-2023, 08:25 PM
إنِّي امرؤٌ قلَّما أُثني على أحَدٍ
حتَّى أرى بعضَ ما يأتي وما يَذَرُ

لا تحمَدَنَّ امرَأً حتى تجَرِّبَه
ولا تَذُمَّنَّ من لم يَبلُه الخَبَرُ

الحمدان
12-12-2023, 05:57 PM
أرأيتَ مَن مَرَّ السحابُ بأمرِهِ
هو قادرٌ يُحيي عِظامَك إن أَمَرْ

فهو الذي جَعَلَ الرذاذَ سحابةً
وهو الذي أمَرَ السحابةَ فانهمر

هل فاته الهمُّ الذي تأسو بِهِ؟
والكون كله في مشيئتهِ انغمر

الحمدان
12-12-2023, 07:37 PM
أَلا حَيِّيا الدارَ المُحيلَ رُسومُها
تَهيجُ عَلَينا ما يَهيجُ قَديمُها

سَقى تِلكَ مِن دارٍ وَمَن حَلَّ رَبعَها
ذِهابُ الغَوادي وَبلُها وَمُديمُها

ظَلَلتُ أَوُدُّ العَينَ عَن عَبَراتِها
إِذا نَزَفَت كانَت سَريعاً جُمومُها

كَأَنّي أُقاسي مِن سَوابِقِ عَبرَةٍ
وَمِن لَيلَةٍ قَد ضافَ صَدري هُمومُها

تُرَدُّ بِأَثناءٍ كَأَنَّ نُجومَها
حَيارى إِذا ما قُلتُ غابَ نُجومُها

فَبِتُّ أَضُمُّ الرُكبَتَينِ إِلى الحَشا
كَأَنّي راقي حَيَّةٍ أَو سَليمُها

سَيَكفيكَ أَمرَ الهَمِّ عَزمُكَ صَرمَهُ
وَيَكفيكَ مَخلوجَ الأُمورِ صَريمُها

وَيَعمَلَةٍ أَرمي بِها البيدَ في السُرى
يُقَطَّعُ أَجوازَ الفَلاةِ رَسيمُها

رَجومٍ بِأَثقالٍ شِدادٍ رَجيلَةٍ
إِذا الآلُ في التِّيهِ اِستَقَلَّت حُزومُها

كَأَنّي وَأَقتادي عَلى حَمشَةِ الشَوى
يَجورُ صَراريٌّ بِها وَيُقيمُها

أُمَضّي بِها الأَهوالَ في كُلِّ قَفرَةٍ
يُنادي صَداها آخِرَ اللَيلِ بومُها

أَنُصُّ السُرى فِيها بِكُلِّ هَجيرَةٍ
تُغَيِّرُ أَلوانَ الرِجالِ سَمومُها

أَرى بِدَعاً مُستَحدَثاتٍ تُريبُني
يَجوزُ بِها مُستَضعَفٌ وَحَليمُها

فَإِن تَكُ أَموالٌ أُصيبَت وَحُوِّلَت
دِيارٌ فَقَد كُنّا بِدارٍ نُقيمُها

وَنَحمي عَنِ الثَغرِ المَخوفِ وَيُتَّقى
بِغارَتِنا كَيدُ العِدى وَضُيومُها

صَبَرنا لَها حَتّى تَفَرَّجَ بَأسُنا
وَفِئنا لَنا أَسلابُها وَعَظيمُها

نَعُدُّ لِأَيّامِ الحِفاظِ مَكارِماً
فِعالاً وَأَعراضاً صَحيحاً أَديمُها

أَبي أَصلَحَ الحَيَّينِ بَكراً وَتَغلِباً
وَقَد أُرعِشَت بَكرٌ وَخَفَّ حُلومُها

وَقامَ بِصُلحٍ بَينَ عَوفٍ وَعامِرٍ
وَخُطَّةِ فَصلٍ ما يُعابُ زَعيمُها


المثقب العبدي

الحمدان
12-12-2023, 07:38 PM
ظَعائِنُ لا توفي بِهِنَّ ظَعائِنٌ
وَلا الثاقِباتُ مِن لُؤَيِّ بِنِ غالِبِ

وَلا ثَعلَبِيّاتٌ حَلَلنَ عُباعِباً
وَلا أُسرَةُ القَعقاعِ مِن رَهطِ حاجِبِ

الحمدان
12-12-2023, 07:39 PM
وَلَلمَوتُ خَيرٌ لِلفَتى مِن حَياتِهِ
إِذا لَم يَثِب لِلأَمرِ إِلّا بِقائِدِ

فَعالِج جَسيماتِ الأُمورِ وَلا تَكُن
هَبيتَ الفُؤادِ هَمُّهُ لِلوَسائِدِ

إِذا الريحُ جاءَت بِالجَهامِ تَشُلُّهُ
هَذا لَيلُهُ شَلَّ القِلاصِ الطَرائِدِ

وَأَعقَبَ نَوءَ المِرزَمَينِ بِغُبرَةٍ
وَقَطرٍ قَلِيلِ الماءِ بِاللَيلِ بارِدِ

كَفى حاجَةَ الأَضيافِ حَتّى يُريحَها
عَنِ الحَيِّ مِنّا كُلُّ أَروَعَ ماجِدِ

تَراهُ بِتَفريجِ الأُمورِ وَلَفِّها
لَمّا نالَ مِن مَعروفِها غَيرَ زاهِدِ

وَلَيسَ أَخونا عِندَ شَرٍّ يَخافُهُ
وَلا عِندَ خَيرٍ إِن رَجاهُ بِواحِدِ

إِذا قيلَ مَن لِلمُعضِلاتِ أَجابَهُ
عِظامُ اللُهى مِنّا طِوالُ السَواعِدِ



المثقب العبدي

الحمدان
12-12-2023, 07:40 PM
وَإِن قيلَ في الأَسفارِ ذُلٌّ وَمِحنَةٌ
وَقَطعُ الفَيافي وَاِكتِسابُ الشَدائِدِ

فَمَوتُ الفَتى خَيرٌ لَهُ مِن حَياتِهِ
بِدارِ هَوانٍ بَينَ واشٍ وَحاسِدِ



الإمام الشافعي

الحمدان
12-12-2023, 08:35 PM
يُـسـآء فـهـمـك بـيـن الـناس احـيانـا
فــيـخـلـقـون لـك الأوصـاف الـوانـا

فــقــد تــكــون مــلاكـا عـنـد بـعضهمُ
وقـد تـكـون بـعـيـن الـبعـض شيطـانـا

طـبـائــع الـنـاس شــتّـى بـل ومختلفة
ولـــن تـطـيـق لـهـا بـالـفـهـم إمـكـانـا

فــلا يــغــرك مـــدحٌ لـــو اتــوك بــه
ولا يـــضـــرك ذمٌّ كــيـفــمـا كــانــا

لا يعرف النفس شخصٌ مثل صاحبها
فـكـن لـنـفـسـك في التقييم ميـزانـا

الحمدان
12-12-2023, 08:37 PM
‏قولي لهنّ : يحبّني وأحبُُهُ
قلبي يهيمُ به كذلكَ قلبُهُ

ولربما تهواه ألفُ جميلةٍ
ذا ذنبُهنّ* فما بذلكَ ذنبُهُ؟

دأبي أطوّقُهُ بسيلِ عواطفي
وعلى دلالي قد تعوّد دأبُهُ

ينسى الوجودَ إذا جلستُ بقربِهِ
و يُحيلني مثلَ الفراشةِ قربُـهُ

الحمدان
12-13-2023, 06:12 PM
يا خير مبعوث بخير رسالةٍ
‏للناس يا خير الأنام وأطهرا

‏يا رب صل على النبي وآله
‏ما فاض نبع بالجداول أو جرى

الحمدان
12-13-2023, 06:31 PM
‏فأنتِ النساءُ وأنتِ التمني
‏وأنتِ البدايةُ .. أنتِ المفرْ

‏وأنتِ التواضع والكبرياءُ
‏وأنتِ السكينةُ أنتِ المطرْ

‏أراكِ بكل الوجوه أمامي
‏ووجهكِ يسكن كل الصورْ

‏ولستُ أناقش حبكِ يوما
‏وهل من يعاندُ حكم القدرْ

‏فقولي أحبكً ثم استريحي
‏فليس لغيركِ أهوى النظرْ

الحمدان
12-13-2023, 06:44 PM
1- قال بعضُ الشُّعَراءِ :
إذا المرءُ لم يمدحْه حُسنُ فِعالِه
فمادِحُه يَهذي وإن كان مُفْصِحَا

2- وقال آخَرُ :
إذا المرءُ لم يمدَحْه حُسنُ فِعالِه
فليس له -واللهِ- ما عاش مادِحُ

3- وقال غيرُه :
وما شَرَفٌ أن يَمدَحَ المرءُ نَفسَه
ولكِنَّ أعمالًا تَذُمُّ وتَمدَحُ

4- وفي النَّهيِ عن الإفراط في المدحِ أنشَدَ الخطَّابيُّ :
ولا تَغُلْ في شيءٍ من الأمرِ واقتَصِدْ
كِلا طرَفَيْ قَصدِ الأمورِ ذَميمُ

5-وقال آخَرُ :
عليك بأوساطِ الأمورِ فإنَّها
نجاةٌ ولا تركَبْ ذَلولًا ولا صَعْبَا

الحمدان
12-13-2023, 06:48 PM
لا يُلهِيَنَّك من فتًى سِربالُه
وبهاءُ مَنظَرِه ورَونقُ نَفثِه

أو تقتَحِمْه من رَثاثةِ زِيِّهِ
فتجولُ في إطرائِه أو مَغْثِه

حتَّى تبيَّنَ قَدْرَه عن فَرِّهِ
ولُجَينَه ولَجِينَه عن بحْثِه

الحمدان
12-13-2023, 06:53 PM
وإني إذا ما نظمت حروفها
عجزت وتاه الليل بين عيونها

وأظلم نور البدر بين جمالها
وضاق كلام الشعر بين جفونها

حسن بن عبدالله
12-14-2023, 09:40 AM
أخي العزيز الحمدان
شكرا لك على هذه التواجد الفعال
والمشاركات النافعه والمفيده
فبارك الله فيك وجزاك الله خير

الحمدان
12-14-2023, 08:13 PM
ﺗﻤﻀﻲ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ﻭﺗﻨﻘﻀﻲ ﺍﻷﻳﺎﻡ
ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗﻠﻬﻮﺍ ﻭﺍﻷﻧﺎﻡ ﻧﻴﺎﻡ

ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗﺴﻌﻰ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﺑﻐﻔﻠﺔ
ﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮﻭﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻹﺳﻼﻡ

ﻭﺍﻟﻤﺎﻝ ﺃﺻﺒﺢ ﺟﻤﻌﻪ ﻛﺘﻬﺠﺪ
ﻭﺗﻤﺘﻊ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﺻﺎﺭ ﻗﻴﺎﻡ

ﻗﺪ ﺯﻳﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻛﻞ ﺭﺫﻳله
ﻭﺍﻟﻨﻔﺲ ﺗﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﺣﺮﺍﻡ

ﻳﺎ ﻧﻔﺲ ﻳﻜﻔﻲ ﻓﺎﻟﺬﻧﻮﺏ ﻛﺜﻴﺮﺓ
ﺇﻥ ﺍﻟﻐﺮﻭﺭ ﻳﺴﺒﺐ ﺍﻹﺟﺮﺍﻡ

ﻫﻞ ﺗﻌﻠﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻤﺤﺪﺩ ﻭﻗﺘﻪ
ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﻭﺣﺪﻩ ﺍﻟﻌﻼﻡ

ﻣﺎﺫﺍ ﺗﻘﻮﻝ ﺇﺫﺍ ﺣﻤﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﻏﺪ
ﻭﺩﻓﻨﺖ ﺑﺎﻟﻘﺒﺮ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻇﻼﻡ

ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻓﻬﻞ ﻋﻠﻤﺖ ﺟﻮﺍﺑﻪ
ﻣﺎﺫﺍ ﺗﺠﻴﺐ ﺇﺫﺍ ﻧﻄﻘﺖ ﻛﻼﻡ

ﻣﺎﺫﺍ ﻣﺼﻴﺮﻙ ﺇﻥ ﺭﻭﺣﻚ ﻏﺮﻏﺮﺕ
ﺟﺎﺀ ﺍﻟﻤﻔﺮﻕ ﻛﻲ ﻳﻘﻮﻝ ﺧﺘﺎﻡ

ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺗﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﺗﺸﺎﺀ ﻭﺗﺸﺘﻬﻲ
ﻭﻏﺪﺍ ﺗﻤﻮﺕ ﻭﺗﺮﻓﻊ ﺍﻷﻗﻼﻡ

الحمدان
12-14-2023, 08:15 PM
أخي العزيز الحمدان
شكرا لك على هذه التواجد الفعال
والمشاركات النافعه والمفيده
فبارك الله فيك وجزاك الله خير




أرحب اخي الغالي ومديرنا الرائع
ابو حوفان
تشرف متصفحي بمرورك الرائع والمميز
كُل الموده والتقدير لاعدمتك

الحمدان
12-14-2023, 08:20 PM
‏ما بال قلبك بالظنونِ مُرَوَّعُ
ويظلّ بعد سجودهِ يتوجّعُ؟

أولستَ تَسمَعُ كل ما تدعو به
سَمْعُ الذي أعطاكَ سمعَك أوسعُ

فاسكن وثق أنّ الدعاء بمأمنٍ
ما تاه صوتك إن ربك يسمع

الحمدان
12-14-2023, 08:26 PM
‏كم غابَ غيرُكَ لم أَشعُرْ بغَيبتِهِ
وأنتَ إن غبتَ لاحتْ لي سجاياكا

أراكَ مِلْءَ جهاتِ الأرضِ مُنعكِساً
كأنما هذه الدنيا مَرَاياكا

الحمدان
12-14-2023, 08:29 PM
‌‎قالت تحدّث عن ودادك يافتى
صِف لي غرامكَ والجوى ياشاعري

قلتُ اسمعي منِّي فإنيَ عاشقُ
أسكنتُ حُبك والغرام بخاطري

قالت: أتدري كم أحبك ؟ لو ترى
ماطاب لي عيشُ بدونك ساحري

قلتُ الهوى والحب أنتِ والمنى
يامن لكِ عشقي وكل مشاعري

أقسمتُ أني قد جعلتكِ وجهتي
من حبَّ مثلك ليس ليس بخاسرِ

الحمدان
12-14-2023, 08:31 PM
لُغةُ العُيونِ تقولُ أنك عاشقُ
فعلامَ صمتُك والهوى بك ناطقُ؟


لمّا نَظَرتُ إلى عُيونكَ أزهرَتْ
ما بيننا للياسمين حدائقُ

عيناكَ تُخبرُني بأنّك لي هوىً
سيُنيرُ رُوحي والشعورُ مُطابقُ

فدعِ التَرَدّدَ أنتَ تقرأُ نظرَتي
وَبما بعيني من غرامكَ واثقُ

الحمدان
12-15-2023, 01:46 PM
يَموتُ المَرءُ والآثارُ تحيَا
‏ويَبقَى ذِكرهُ طولَ الزمانِ

‏فَكنْ في النَّاسِ مثل الغيثِ نفعًا
‏ومِثلَ المسْكِ فوحًا في المَكانِ

الحمدان
12-15-2023, 01:48 PM
سَيَأتيكَ الذي تَرجوهُ يوماً
فَلا تعجَل عَليهِ وإن تأخّرْ

وإن كبُرَت همومكَ لا تُبالِي
فَلُطفُ اللهِ في الآفاقِ أكبر

الحمدان
12-15-2023, 01:50 PM
‏انت الملاذ انت الطريق انت الجهات
انت الشعور .. اللي ماكنت اتصنّعك
.
انت اول ( احبك ) تهجّتها الشفات
انت اللي لاسولفت .. قلبي يسمعك
.
انت الوحيد المستحل " الذكريات "
ما كنّ عندي ذكريات ، الّا معك

الحمدان
12-15-2023, 01:56 PM
يعمُّ النفــوسَ رجا وانشراحْ
إذا ما استفَاقَ ولاحَ الصباحْ

لكَ الحـــمدُ يــــا ربَّنا والثَّنا
رضاكَ هـوَ المُبتغى والفلاحْ

الحمدان
12-15-2023, 07:21 PM
نورٌ أطلّ على الحياةِ رحيمًا
وبكفّهِ فاضَ السّلامُ عمِيما

لمْ تعرِف الدُّنيا عظيمًا مثله
صلّوا عليه وسلّمُوا تسلِيما

الحمدان
12-15-2023, 07:29 PM
ألَا يا صبحُ بشِّر كلّ قلبٍ
‏عَلاهُ الهمُّ واسودّت سماؤه

‏بأنّ الكَربَ ليلٌ يَقتفِيهِ
‏صباحٌ يملأُ الدُّنيا بهاؤه

الحمدان
12-15-2023, 07:38 PM
‏فإذا وقفت بباب ربك سائلاً
جهّز فؤادك لا تجهّز أحرفك

وكّله أمر الغمغمات وثق بهِ
فالله يعلم كل حزنٍ أرجفك

الحمدان
12-15-2023, 07:46 PM
يقول المتنبي :
نبكي على الدُّنيا وما من معشَرٍ
جمعتْهُمُ الدُّنيا فلمْ يتفرَّقوا


ويقول الجواهري :
لا شملَ يبقى على الأَيَّامِ مجتمعًا
يبدِّدُ الموتُ حتَّى دارةَ الشُّهُبِ

الحمدان
12-17-2023, 03:45 AM
والله والله إيمانا مكررة
ثلاثة من يمين بعد ثانيها

لو أن في صخرة صماً ململمة
في البحر راسية ملس نواحيها

رزقا لعبد يراه الله لانفلقت
حتى تؤدي إليه كل ما فيها

أو كان تحت طباق السبع مسلكها
لسهل الله في المرقى مراقيها

حتى ينال الذي في اللوح خط له
فإن أتته وإلا سوف يأتيها

الحمدان
12-17-2023, 09:17 AM
لا تَأْسَفَنَّ عَلَى الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا
فَالمَوْتُ لا شَكَّ يُفْنِينَا وَيُفْنِيهَا

وَمَنْ يَكُنْ هَمُّهُ الدُّنْيَا لِيَجْمَعَهَا
فَسَوْفَ يَوْمًا عَلَى رُغْمٍ يُخَلِّيهَا

لا تَشْبَعُ النَّفْسُ مِنْ دُنْيَا تُجَمِّعُهَا
وَبُلَغَةٌ مِنْ قِوَامِ العِيْشِ تَكْفِيهَا

اعمل لِدَارِ البَقَا رِضْوَانُ خَازنُهَا
الجَارُ أحْمَدُ والرَّحْمَنُ بَانِيهَا

أَرْضٌ لَهَا ذَهَبٌ والمِسْكُ طِينَتُهَا
وَالزَّعْفَرانُ حَشِيشٌ نَابِتٌ فِيهَا

أَنْهَارُهَا لَبَنٌ محْضَّ وَمِنْ عَسَلٍ
والخَمْرُ يَجْرِي رَحِيقًا في مَجَارِيهَا

وَالطَّيْرُ تَجْرِي عَلَى الأَغْصَانِ عَاكِفَةً
تُسَبِّحُ اللهَ جَهْرًا في مَغَانِيهَا

مَنْ يَشْتَرِي قُبَّةً في العَدْنِ عَالِيةً
في ظَلِّ طُوبى رَفِيعَاتٍ مَبَانِيهَا

دَلّالُهَا المُصْطَفَى واللهُ بَائِعُهَا
وَجِبْرَئِيل يُنَادِي في نَوَاحِيهَا

مَنْ يَشْتَرِي الدَّارِ في الفِرْدَوْسِ يَعْمُرَهَا
بِرَكْعَةٍ في ظَلامِ اللَّيْلِ يُخْفِيهَا

أَو سَدِّ جَوْعَةِ مِسْكِينٍ بِشِبْعَتِهِ
في يَوْم مَسْغَبَةٍ عَمَّ الغَلا فِيهَا

النَّفْسُ تَطْمَعُ في الدُّنْيَا وَقَدْ عَلِمَتْ
أَنَّ السَّلامَةَ مِنْهَا تَرْكُ مَا فِيهَا

وَاللهِ لَو قَنِعَتْ نَفْسِي بِمَا رُزِقَتْ
مِنَ المَعِيشَةِ إِلاّ كَانَ يَكْفِيهَا

وَالله واللهِ أَيْمَانٌ مُكَرَّرَةٌ
ثَلاثَةٌ عَنْ يَمِينٍ بَعْدَ ثَانِيهَا

لَوْ أَنْ في صَخْرَةٍ صَمَّا مُلَمْلَمَةٍ
في البَحْر رَاسِيَةٌ مِلْسٌ نَوَاحِيهَا

رِزْقًا لِعَبْدٍ بَرَاهَا اللهُ لانْفَلَقَتْ
حَتَّى تُؤدِّي إِلَيْهِ كُلَّ مَا فِيهَا

أَوْ كَانَ فَوْقَ طِباقِ السَّبْعِ مَسْلَكُهَا
لَسَهَّلَ اللهُ في المَرْقَى مَرَاقِيهَا

حَتَّى يَنَال الذِي في اللَّوحِ خُطَّ لَهُ
فَإِنْ أَتَتْهُ وإِلاّ سَوْفَ يَأْتِيهَا

أَمْوَالُنَا لِذَوِي المِيرَاثِ نَجْمَعُهَا
وَدَارُنا لِخَرَاِب البُومِ نَبْنِيهَا

لا دَارَ لِلْمَرْءِ بَعْدَ المَوتِ يَسْكُنُهَا
إِلا التي كانَ قَبْلَ المَوْتِ يَبْنِيهَا

فَمَنْ بَنَاهَا بِخَيْر طَابَ مَسْكَنُهُ
وَمَنْ بَنَاهَا بِشرِّ خَابَ بِانِيهَا

وَالنَّاسُ كَالحَبِّ والدُّنْيَا رَحَا نَصُبِتْ
لِلْعَالمِينَ وَكفُّ المَوْتِ يُلْهِيهَا

فَلا الإِقَامَةُ تُنْجِي النَّفْسَ مِنْ تَلَفٍ
وَلا الفِرَارُ مِنَ الأَحْدَاثِ يُنجِيهَا

ولِلنُّفُوسِ وَإَن كَانَتْ عَلَى وَجَلٍ
مِن المنية آمَالٌ تُقَوِّيهَا

فَالمَرْء يَبْسُطُهَا والدَّهْرُ يَقْبِضُهَا
وَالبِشْرُ يَنْشُرهَا وَالمَوْتُ يَطْوِيهَا

وَكُلُّ نَفْسٍ لَهَا زَوْرٌ يُصَبِّحُهَّا
مِنَ المَنِيَّةِ يَوْمًا أَوْ يُمَسِّيهَا

تِلْكَ المَنَازِلُ في الآفَاقِ خَاوِيَةٌ
أَضْحَتْ خَرَابًا وَذَاقَ المَوْتَ بَانِيهَا

كَمْ مِن عَزيزٍ سَيَلْقَى بَعد عِزّته
ذُلاً وضَاحِكَةٍ يَوْمًا سَيُبْكِيهَا

وَلِلْمَنَايَا تُرَبِّي كُلُّ مُرضِعَةٍ
وَلِلْحِسَاب بَرَى الأَرْواحَ بارِيهَا

لا تَبْرَحُ النَّفْسُ تَنْعَى وهي سَالمةٌ
حَتَّى يَقُومَ بِنَادِ القَومِ نَاعِيهَا

وَلَنْ تَزَالَ طِوَالَ الدَّهْرِ ظَاعِنَةً
حَتَّى تُقِيْمَ بِوَادٍ غَيْرِ وَادِيهَا

أَيْنَ المُلوكُ الَّتِي عَنْ حَظِّهَا غَفَلَتْ
حَتَّى سَقَاهَا بِكَأسِ المَوْتِ سَاقِيهَا

أَفْنَى القُرونَ وَأَفْنَى كُلَّ ذِي عُمُرٍ
كَذَلِكَ المَوتُ يُفْنِي كُلَّ مَا فِيهَا

فَالمَوتُ أَحْدَقَ بِالدُّنْيَا وَزُخْرُفِهَا
وَالنَّاسُ في غَفْلَةٍ عَنْ كُلَّ مَا فِيهَا

لَوْ أَنَّهَا عَقَلَتَ مَاذَا يُرَادُ بِهَا
مَا طَابَ عَيْشٌ لَهَا يَوْمًا وَيُلْهِيهَا

تَجْني الثَمَارَ غَدًا في دَارِ مَكْرُمَةٍ
لا مَنَّ فِيهَا وَلا التَّكْدِيرُ يَأْتِيهَا

فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ دَائِمًا أَبَدًا
بِلا انْقِطَاعٍ وَلا مَن يُدَانِيهَا

الأُذْنُ وَالعَيْنُ لَمْ تَسْمَعْ وَلَمْ تَرَهُ
وَلَمْ يَدْر في قُلُوبِ الخَلْقِ مَا فِيهَا

فَيَا لَهَا مِنْ كَرَامَاتٍ إِذَا حَصَلَتْ
وَيَا لَهَا مِنْ نُفُوسِ سَوْفَ تَحْوِيهَا

وَهَذِهِ الدَّارُ لا تَغْرُرْكَ زَهْرَتُهَا
فَعَنْ قَرِيْبٍ تَرَى مُعْجِبكَ ذَاوِيهَا

فَارْبَأ بنَفْسُكَ لا يَخْدَعكَ لامِعُهَا
مِنَ الزَّخَارِفِ وَاحْذَرْ مِنْ دَوَاهِيهَا

خَدَّاعَةٌ لَمْ تَدُمْ يَوْمًا عَلَى أَحَدٍ
وَلا اسْتَقَرَّتْ عَلَى حَالٍ لَيَالِيهَا

فَانْظُرْ وَفَكِّرْ فَكَمْ غَرَّتْ ذَوي طَيَشٍ
وَكَمْ أَصَابَتْ بِسَهْم المَوْتِ أَهْلِيهَا

اعْتَزَّ قَارُون في دُنْيَاهُ مِنْ سَفَهٍ
وَكَانَ مِنْ خَمْرِهَا يَا قَوْمُ ذَاتِيهَا

يَبِيْتُ لَيْلَتَهُ سَهْرَانَ مُنْشَغِلاً
في أَمْرِ أَمْوَالِهِ في الهَمِّ يَفْدِيهَا

وَفي النَّهَارِ لَقَدْ كَانَتْ مُصِيبَتُهُ
تَحُزُّ في قَلْبِه حَزًّا فَيُخْفِيهَا

فَمَا اسْتَقَامَتْ لَهُ الدُّنْيَا وَلا قَبِلتْ
مِنْهُ الودَادَ وَلَمْ تَرْحَمْ مُجِبِّيهَا

ثُمَّ الصَّلاةُ عَلَى المَعْصُومِ سَيِّدِنَا
أَزْكَى البَرِّيةِ دَانِيهَا وَقَاصِيهَا




إبراهيم بن العباس الصولي

الحمدان
12-17-2023, 05:57 PM
صلّى عليك اللهُ ما وادٍ جرى
‏ما أشرقت شمسٌ وروضٌ أزهرا

‏ما سُطِّرَتْ في اللهِ كلّ قصيدةٍ
‏ما أُنشدتْ حبّا وما قارٍ قرا
ظ–

الحمدان
12-17-2023, 05:58 PM
ورد في كتاب نفح الطيب أن أمية ابن أبي الصلت الأندلسي -رحمه الله- أمر أن يُكتَبَ على قبرِه:



‏سكنتُك يا دارَ الفناءِ مصدِّقًا
‏بأني إلى دار البقاءِ أصيرُ

‏وأعظَمُ ما في الأمر أنيَ صائرٌ
‏إلى عادلٍ في الحكم ليس يجورُ

‏فيا ليتَ شِعري كيف ألقاه عندها؟
‏وزادي قليلٌ والذنوبُ كثير!
ظ–

الحمدان
12-17-2023, 05:58 PM
صل عليكَ الذي أولاكَ منزلةً
‏بينَ النبيينَ لم تدرك بحسبانِ

‏و الآلِ والصحبِ و الأتباع ما سجعتْ
‏وُرْقُ الحمامِ على خوطٍ وأغصانِ
ظ–

الحمدان
12-17-2023, 05:59 PM
وَمَا اسْتَقَامَ عَلَى دَرْبِ الْهُدَى أحَدٌ
إِلَّا وَأَجْرُكَ مَكْتُوْبٌ بِصَفْحَتِهِ

يَا أَفْضَلَ الْخَلْقِ يَا مَن ذِكْرُهُ شَرَفٌ
إِنَّ الْفُؤَادَ لَيَسْلُوْ فِي مَعِيَّتِهِ

مَتَى ذَكَرْتُكَ حَنَّ القَلْبُ فِي وَلَهٍ
مَن يَعْذِلِ الْقَلْبَ إِذْ يَهْفُوْ لِرُؤْيَتِه

صَلَّى عَلَيْكَ إِلَهِي كُلَّ آوِنَةٍ
إِنَّ الصَّلَاةَ لَجُزْءٌ مِن مَحَبَّتِهِ

الحمدان
12-17-2023, 06:01 PM
لك الحمدُ اللهمُّ يا خير واهبِ
ويا خير مرجوٍّ لنيلِ المآربِ

ويا خير من يُرجى لكشف مُلمَّةٍ
ويا خير من يُسدي العطا والمواهبِ

لك الحمدُ حمدًا يملأُ الأرض والسما
ويملأُ ما بين الثرى والكواكبِ

الحمدان
12-17-2023, 06:01 PM
‏وَلَسْتُ بِطَالِبٍ فِي النَّاسِ خِلاً
‏يُنَاصِحُنِي فَعَقْلِي قَدْ كَفَانِي

‏أَشَدُّ مِنَ الصُّخُورِ الصُّمِّ قَلْبِي
‏وَأَرْهَفُ مِنْ شَبَا سَيْفِي لِسَانِي


الحمدان
12-17-2023, 06:01 PM
‏وما فقد الماضون مثلَ محمدٍ
‏ولا مثلُه حتى القيـامةِ يُفقـدُ

‏صل عليك الله يا بـدر الدُجى
‏ما قال عبدٌ في التّشهدِ أشهدُ

‏فخري من الدنيا بأني مسلمٌ
‏والوحيُ شرعي والنبي مُحمدُ
ظ–

الحمدان
12-17-2023, 06:02 PM
‏يُخطئُ البعضُ فيقول المالُ
والمنصبُ يُغيِّرَانِ الرجلَ والحقّ أنهما يكشفانِ عن
معدنِهِ الحقيقي
هذا محمد بن الحسن
كان له صديقٌ نالته عُسْرَةٌ
ثم تولى منصبًا وتنكّر عليه فكتب له



لَئِنْ كانَت الدُنيا أَنالتكَ ثَروةً
وَأصْبَحتَْ مِنها بَعْدَ عُسْرٍ أَخا يُسْرِ

لَقَدْ كَشَفَ الإِثراءُ عَنْكَ خَلائِقًا
مِن اللؤْمِ كانَت تحْتَ سِتْرٍ مِن الفَقْرِ.
ظ–