هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

[الحمدان]

وعَيْنٌ مَتَىٰ كَلَّفْتَها الحِفْظَ لَم تَنَم
ونَفْسٌ مَتَىٰ مَاسُمْتَها الجِدَّ جَدَّتِ

البحتري

[الحمدان]

كل امرئ صائرٌ يوما لشيمَتِهِ
ولو تخلَّقَ أخلاقًا إلى حينِ

ذو الإصبع العدواني

[الحمدان]

واثَقتُهُ أَلّا أَبوحَ وَإِنَّما
يَومَ الحِسابِ يُحَلُّ ذاكَ المَوثِقُ

وَشَقيتُ مِنهُ بِقُربِهِ وَبِعادِهِ
وَأَخو الشّقاءِ إِلى الشّقاءِ مُوَفَّقُ

صاحَبتُ أَسبابَ الرِّضا لِرُكوبِهِ
مَتنَ الخِلافِ لِما بِهِ أَتَخَلَّقُ

وَصَبَرتُ مِنهُ عَلى الَّذي يَعيا بِهِ
حِلمُ الحَليمِ وَيَتَّقيهِ الأَحمَقُ

وَغَدَوتُ أَنظِمُ مِن ثَنايا ثَغرِهِ
دُرَرًا أُقَلِّدُها المَها وَأُطَوِّقُ

حافظ إبراهيم

[الحمدان]

أقسَمتُ باللَّهِ أنِّي لا أُكَلِّمُها
لأنَّها لاتَفِي بالعَهدِ والذِّمَمِ

وإن أتَت تدَّعِي حُبًّا سأهجُرُها
ولن أُبَالِي بما ألقَاهُ مِن أَلَمِ

فما لَبِثتُ سوى يَومٍ ولَيْلَته
ورُحتُ أسأَلُ عن كَفَّارَةِ القَسَمِ

....

[الحمدان]

أزِفَ الفِراق فَهل أُودّعُ صامتًا
أم أنتَ مُصغٍ لِلعتابِ فَأعتبُ

هَيهاتَ ما أَحيا العِتابُ مودّةً
تُغتالُ أَو صَدَّ الصُّدودَ تَقرُّبُ

ياسَيِّدي في القلبِ جُرحٌ مُثقَلٌ
بِالحُبِّ يَلمسُهُ الحنينُ فَيسكبُ

ياسَيِّدي والظُّلمُ غَيرُ مُحَبَّبٍ
أَمّا وقَدْ أرضاكَ فَهوَ مُحَبَّبُ

بيني وبينك ألفُ واشٍ يكذِبُ
وتظلُّ تسمعه ولست تُكذِّبُ

خدعوا فأعجبك الخداع ولم تكن
من قبلُ بالزيفِ المعطَّرِ تُعجَبُ

سبحانَ من جعل القلوب خزائنًا
لمشاعرٍ لمّا تزلْ تتقلّبُ

قل للوُشاةِ أتيتُ أرفع رايتي
البيضاءَ فاسعَوا في أديمي واضرِبوا

هذي المعاركُ لستُ أحسن خوضَها
من ذا يُحارِبُ والغريم الثعلبُ

ومن المُناضلُ والسلاح دَسيسةٌ
ومن المُكافِحُ والعدوُّ العقربُ

المُتنبّي

[الحمدان]

لاتَلقَ دَهرَكَ إِلّا غَيرَ مُكتَرِثٍ
مادامَ يَصحَبُ فيهِ روحَكَ البَدَنُ

فَما يَدومُ سُرورُ ماسُرِرتَ بِهِ
وَلا يَرُدُّ عَلَيكَ الفائِتَ الحَزَنُ

المُتنبّي

[الحمدان]

خليليّ هذا ربعُ عَزّةَ فاعقِلا
‏قَلُوصَيكُما ثمّ ابكِيا حيثُ حلّتِ

‏ومُسّا ترابًا كان قد مسّ جِلدَها
‏وبِيتا وظلّا حيثُ باتَت وظلّتِ

‏ولا تيأسا أن يمحوَ اللهُ عنكُما
‏ذنوبًا إذا صَلّيتُما حيثُ صَلّتِ

‏وما كنتُ أدري قبلَ عَزّةَ ما البُكا
‏ولا مُوجِعاتِ القلبِ حتّى تَوَلّتِ

كثير عزة

[الحمدان]

خَلِيلَيّ عُوجا ساعَةً وَتَهَجّرا
وَلُوما عَلى ما أحدَثَ الدَهرُ أو ذَرا

‏وَلا تَجزَعا إنّ الحَيَاةَ ذَمِيمَةٌ
‏فخِفّا لِروعَاتِ الحَوَادِثِ أو قِرا

‏وَإن جاءَ أمرٌ لا تُطِيقانِ دَفعَهُ
‏فَلا تَجزعَا مِمّا قَضى اللهُ واصبِرا

النابغة الجعدي

[الحمدان]

خليليّ عُوجا من صدورِ الرواحلِ
‏بجمهورِ حَزوى فابكِيا في المنازلِ

‏لعلّ انحدارَ الدمعِ يُعقِبُ راحَةً
‏من الوجدِ أو يشفي نجَيّ البلابلِ

‏إذا قلتُ ودّع وَصلَ خرقاءَ واجتنِب
‏زيارتها تُخلِق حبالَ الوسائلِ

‏أبَت ذِكَرٌ عوّدنَ أحشاءَ قلبهِ
‏خُفوقًا وقضّاتُ الهوى في المفاصلِ

ذو الرمة

[الحمدان]

خَليلَيّ مابالُ الدجى لاتَزَحزَحُ
‏وما بالُ ضوءِ الصبحِ لا يتَوَضّحُ

‏أضَلّ النهارُ المستنيرُ سبيلَهُ
‏أمِ الدهرُ لَيلٌ كلهُ ليسَ يَبرَحُ

بشار بن برد

[الحمدان]

خَليلَيَّ لاوَاللَهِ ما القَلبُ سالِمٌ
وَإِن ظَهَرَت مِنّي شَمائِلُ صاحِ

وَإِلّا فَما بالي ولم أَشهَدِ الوَغى
أَبيتُ كَأَنّي مُثقَلٌ بِجِراحِ

طرفة بن العبد

[الحمدان]

سَيَـذكُـرُني قَـومـي إِذا جَـدَّ جِـدُّهُـم
وَفـي اللَـيـلَـةِ الظَـلـمـاءِ يُفتَقَدُ البَدرُ

فَإِن عِشتُ فَالطَعنُ الَّـذي يَعـرِفـونَـهُ
وَتِلكَ القَنا وَالبـيـضُ وَالضُمَّـرُ الشُقرُ

وَإِن مُـــتُّ فَــالإِنـســانُ لابُـــدَّ مَـيِّـتٌ
وَإِن طـالَـتِ الأَيّـامُ وَاِنـفَـسَـحَ الـعُمرُ

وَلَو سَـدَّ غَيري مـاسَـدَدتُ اِكتَفوا بِهِ
وَما كـانَ يَـغلـو التِبرُ لَـو نَـفَقَ الصُفرُ

وَنَـحــنُ أُنــاسٌ لا تَــوَسُّــطَ عِـنــدَنـا
لَنا الـصَـدرُ دونَ الـعـالَمـيـنَ أَوِ القَبرُ

تَـهـونُ عَـلَـيـنـا فـي المَعـالي نُفوسُنا
وَمَن خَطَبَ الحَسناءَ لَـم يُغلِها المَهرُ

أَعَـزُّ بَـنـي الـدُنـيـا وَأَعلى ذَوي العُلا
وَأَكـرَمُ مَـن فَـوقَ الـتُـرابِ وَلا فَخرُ


ابو فراس الحمداني

[الحمدان]

أُشبِّبُ لكِن بِالمَعالي أُشَبِّبُ
‏ وَأَنسَبُ لكِن بِالمَفاخِر أَنسَبُ

‏وَلي صبوَةٌ لكِن إِلى حَضرَة العلى
‏وَبي ظَمَأ لكِن من العِزِّ أَشرَبُ

‏الصاحب بن عباد

[الحمدان]

حُرُّ يعافُ لذيذَ النّومِ من هِمَمٍ
فيهِ ويهوى لحبّ العزّةِ الكَدَحا

سَالم الخولاني

[الحمدان]

صرفتُ إلى ربِّ الأنامِ مطالبِي
وَوَجّهْتُ وَجهِي نَحْوهُ ومآرِبِي

إلى الملِك الأعلى الّذي ليس فوقَه
مليكٌ يُرَجّى سَيْبُهُ في المَساغبِ

إلى الصّمَد البَرّ الّذي فاضَ جُودُه
وعمَّ الوَرى طُرًّا بِجَزْلِ المَواهِبِ

مُجيري مِن الخَطْب المَخُوفِ وناصري
مُغيثي إذا ضاقتْ عليَّ مَذاهبي

مُقيلي إذا زَلَّتْ بيَ النّعْلُ عاثِرًا
وأسمحُ غَفّارٍ وأكرمُ واهبِ

فما زال يُوليني الجميلَ تَلَطُّفًا
ويدفعُ عنّي في صدور النّوائبِ

ويرزُقُني طِفلًا وكهلًا وقبلَها
جَنينًا ويحميني دَنيءَ المكاسبِ

إذا سَدَّتِ الأملاكُ دُونيَ بابها
ونهنَهَ عن غِشيانهم زَجْرُ حاجبِ

فَزِعتُ إلى باب المُهَيْمِنِ ضارِعًا
مُذِلّاً أُنادي باسمِهِ غيرَ هائبِ

فَلم أُلْفِ حُجّابًا ولم أخشَ مَنْعَهُ
ولو كان سُؤلي فوق هامِ الكواكبِ

محمد الفاطمي الإدريسي

[الحمدان]

لَقَد هانَ عِندي الدَهرُ لَمّا عَرَفتُهُ
وَإِنّي بِما تَأتي المُلِمّاتُ أَخبَرُ

وَلَيسَ سِباعُ البَرِّ مِثلَ ضِباعِهِ
وَلا كلُّ مَن خاضَ العَجاجَةَ عَنتَرُ

عنترة بن شداد

[الحمدان]

آمنتُ بالحقد يذكي من عزائمنا
وأبعد الله إشفاقًا وتحنانا

بدوي الجبل

[الحمدان]

أَبِيتُ أَرْعَى نُجُومَ اللَّيْلِ في ظُلَمٍ
يَخْشى الضَّلالَةَ فيها كُلُّ مُدَّلِجِ

كَأَنَّ أَنْجُمَهُ والجَوُّ مُعتَكِرٌ
غِيدٌ بِأَخْبِيَةٍ يَنْظُرْنَ مِنْ فُرَجِ

لَيْلٌ غَيَاهِبُهُ حَيْرَى وأَنْجُمُهُ
حَسْرَى وَساعاتُهُ فِي الطُّولِ كالْحِجَجِ

كَأَنَّما الصُّبْحُ خافَ اللَّيْلَ حِينَ رَأَى
ظَلْمَاءَهُ ذاتَ أَسْدادٍ فَلَمْ يَلِجِ

البارودي

[الحمدان]

أَبِيتُ أَرْعَى نُجُومَ اللَّيْلِ مُرْتَفِقَاً
فِي قُنَّة عَزَّ مَرْقَاهَا عَلَى الرَّاقِي

تَقَلَّدَتْ مِنْ جُمَانِ الشَّهْبِ مِنْطَقَةً
مَعْقُودَةً بِوِشَاحٍ غَيْرِ مِقْلاقِ

كَأَنَّ نَجْمَ الثُّرَيَّا وَهْوَ مُضْطَرِبٌ
دُونَ الْهِلالِ سِرَاجٌ لاحَ فِي طَاقِ

البارودي

[الحمدان]

ياعيدُ مالَكَ مِن شَوقٍ وَإيراقِ
وَمَرِّ طَيفٍ عَلى الأَهوالِ طَرّاقِ

يَسري عَلى الأَينِ وَالحَيّاتِ مُحتَفِيًا
نَفسي فِداؤُكَ مِن سارٍ عَلى ساقِ

إِنّي إِذا خُلَّةٌ ضَنَّت بِنائِلِها
وَأَمسَكَت بِضَعيفِ الوَصلِ أَحذاقِ

نَجَوتُ مِنها نَجائي مِن بَجيلَةَ إِذ
أَلقَيتُ لَيلَةَ خَبتِ الرّهطِ أَرواقِ

تأبَّطَ شَرًّا

[الحمدان]

‏لاتيأسن لماضٍ عز مطلبُهُ
‏واهنأ بعُمركَ إنّ العُمرَ محدود

....

[الحمدان]

قَدْ مَزَّقَتْ قَلْبِي وَلَمْ تَرْفُقْ بِهِ
‏وَالرِّمْشُ فِي عَيْنِ الجَمِيلَةِ مِخْلَبُ

....

[الحمدان]

أنت المغيثُ لِمَن مَاتَت عزائمهُ
‏أنتَ الرَّحِيم بِمَنْ قَدْ هَدّهُ التعبُ

....

[الحمدان]

وَتَطلُبُهُم عَيني وَهُم في سَوادِها
وَيَشتاقُهُم قَلبي وَهُم بَينَ أَضلُعي

....

[الحمدان]

‏ومن خُلقي أنّي ألوفٌ وأنَّه
يطولُ التفاتي للذين أُفارقُ

بهاء الدين زهير

[الحمدان]

وَأهجُرُكُمْ هَجْرَ الخَليّ وَأنتُمُ
‏أعزُّ على عينيّ من طارقِ الكَرى

الشّريف الرّضي

[الحمدان]

‏يَجْني عَليّ وَأحْنُو صَافِحاً أبَدًا
لاشَيءَ أحسَنُ مِنْ حانٍ على جانِ

أبو فراس الحمداني

[الحمدان]

وَمِنَ العَداوَةِ مايَنالُكَ نَفعُهُ
وَمِنَ الصَّداقَةِ مايَضُرُّ وَيُؤلِمُ

....

[الحمدان]

تَرَكُوا السُّيُوفَ بِجَنبِهِم تَتَأَرجَحُ
سَلُّوا اللِّسَانَ وَأَيَّ قَولٍ يَنفَعُ

أَخَذُوا الدِّيَارَ بَأَهلَهَا لِعَدُوِّهِم
قَتَلُوا العِبَادَ بَغَيِّهِم وَتَرَبَّعُوا

إِنَّ الحُسَامَ بِكَفِّهِم لَمَذَلَّةٌ
إِنَّ الكَرَامَ عِصِيُّهُم لَاتَجزَعُ

أحمد أبو راشد

[الحمدان]

‏قال الحسن البصري:
كانوا يقولون:
المُدَاراة نصف العقل
وأنا أقول هي العقل كلُّه
ومما يُنسَب للإمام الشافعي قوله:


وأَنزَلَني طولُ النَّوى دارَ غُربَةٍ
إِذا شِئتُ لاقَيتُ أَمراً لا أُشاكِلُهْ

أُحامِقُهُ حَتّى تُقالَ سَجِيَّةٌ
وَلَو كانَ ذا عَقلٍ لَكُنتُ أُعاقِلُهْ

[الحمدان]

‏كان عبد العزيز بن زُرارة الكلابي فتى زمانه شجاعة في الحروب
وهو القائل:


قد عشْتُ في الدهرِ أطواراً على طُرُقٍ
شتى فصادفتُ فيهِ اللينَ والفظَعَا

كُلَّاً لبستُ فلا النَّعماءُ تُبطِرُني
ولا تخشَّعتُ من لأوائِها جزَعا

لايملأُ الهولُ صدري قبلَ موقِعهِ
ولا أضيق بهِ ذرعاً إذا وقعا

[الحمدان]

‏من أجود ما قيل في دفع الضَّيم ورفض الظُّلم وأنَّ الموت خيرٌ منهما
قول المتنبي:


تَغُرُّ حَلاواتُ النُّفوسِ قُلوبَها
فَتَختارُ بَعضَ العَيشِ وَهُوَ حِمامُ

وَشَرُّ الحِمامَينِ الزُؤامَينِ عيشَةٌ
يَذِلُّ الَّذي يَختارُها وَيُضامُ

الحِمَام: الموت
الزُّؤام: الكريه السَّريع

[الحمدان]

‏وهل أنا مسرورٌ بقُربِ أقاربي
إذا كانَ لي منهم قلوبُ الأباعدِ

أبو فراس الحمداني

[الحمدان]

‏صلّى عليكَ اللَّه ماتّسَع الْمَدَى
واشتاقت الأرواحُ للرّحمن

نَفْسِي فِداك وَكُلّ أهليَ والورى
الجِذعُ حنّ فكيفَ بِالْإِنْسَان



اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد
أكثرو من الصلاه على النبي ليله الجمعه ويومها

[الحمدان]

وَهَوَّنَ الْخَطْبَ عِنْدِي أَنَّنِي رَجُلٌ
‏لاقٍ مِنَ الدَّهْرِ مَاكُلُّ امْرِئٍ لاقِي

البارودي

[الحمدان]

‏لعمْركَ مافي اليَأْسِ ضُرٌّ على الْفتى
ولكنّ آمالَ الْقلوبِ قَواتلهْ

أبو السَّمح الخولاني

[الحمدان]

لَعَلَّكَ تُصغي ساعَةً وَأَقولُ
لَقَد غابَ واشٍ بَينَنا وَعَذولُ

تَعالَ فَما بَيني وَبَينِكَ ثالِثٌ
فَيَذكُرُ كُلٌّ شَجوَهُ وَيَقولُ

بِعَيشِكَ حَدِّثني بِمَن قَتَلَ الهَوى
فَإِنِّي إِلى ذاكَ الحَديثُ أَميلُ

وَما بَلَغَ العُشّاقُ حالاً بَلَغتُها
هُناكَ مُقامٌ ما إِلَيهِ سَبيلُ

وَما كُلُّ مَخضوبِ البَنانِ بُثَينَةٌ
وَما كُلُّ مَسلوبِ الفُؤادِ جَميلُ

أَأَحبابَنا هَذا الضََنى قَد أَلِفتَهُ
فَلَو زالَ لَاستَوحَشتُ حينَ يَزولُ

وَلي عِندَكُم قَلبٌ أَضَعتُم عُهودَهُ
عَلى أَنَّهُ جارٌ لَكُم وَنَزيلُ

بهاء الدين زهير

[الحمدان]

ضربناهم بكلِّ فتىً عَبوسٍ
تزولُ على مِجنَّتهِ الكُروبُ

وجئناهُمْ نَجرُّ الموت جرَّاً
له مِن بطشِنا فيهم نَصيبُ

حذيفة الجابري

[الحمدان]

وَفِتيانِ صِدقٍ مِن عَدِيٍّ عَلَيهِمُ
صَفائِحُ بُصرى عُلِّقَت بِالعَواتِقِ

إِذا مادعوا لَم يَسأَلوا مَن دَعاهُمُ
وَلَم يُمسِكوا فَوقَ القُلوبِ الخَوافِقِ

وَطاروا إِلى الجُرْدِ العِتاقِ فَأَلجَموا
وَشَدُّوا عَلى أَوساطِهِم بِالمَناطِقِ

أَحَلَّوا حِياضَ المَوتِ فَوقَ جِباهِهِم
مَكانَ النَواصي مِن وُجوهِ السَوابِقِ

الحطيئة

[الحمدان]

فَتحُ الفُتوحِ تَعالى أَن يُحيطَ بِهِ
نَظمٌ مِنَ الشِعرِ أَو نَثرٌ مِنَ الخُطَبِ

فَتحٌ تَفَتَّحُ أَبوابُ السَماءِ لَهُ
وَتَبرُزُ الأَرضُ في أَثوابِها القُشُبِ

أبو تمام

[الحمدان]

أَقولُ لَها وَقَد طارَت شَعاعاً
مِنَ الأَبطالِ وَيحَكَ لَن تُراعي

فَإِنَّكِ لَو سَأَلتِ بَقاءَ يَومٍ
عَلى الأَجَلِ الَّذي لَكِ لَم تُطاعي

فَصَبراً في مَجالِ المَوتِ صَبراً
فَما نَيلُ الخُلودِ بِمُستَطاعِ

وَلا ثَوبُ البَقاءِ بِثَوبِ عِزٍّ
فَيُطوى عَن أَخي الخَنعِ اليُراعُ

سَبيلُ المَوتِ غايَةُ كُلِّ حَيٍّ
فَداعِيَهُ لِأَهلِ الأَرضِ داعي

وَمَن لايُعتَبَط يَسأَم وَيَهرَم
وَتُسلِمهُ المَنونُ إِلى اِنقِطاعِ

وَما لِلمَرءِ خَيرٌ في حَياةٍ
إِذا ماعُدَّ مِن سَقَطِ المَتاعِ

قطري بن الفجاءة المازني

[الحمدان]

‏وَلَيْسَ عِتَابُ المَرءِ للمَرءِ نَافِعًا
إِذا لَمْ يَكُنْ لِلْمَرْءِ عقلٌ يُعَاتِبُهْ

ابن الرومي

[الحمدان]

أَمّا الفُؤادُ فَلَيسَ يَنسى ذِكرَكُم
مادامَ يَهتِفُ في الأَراكِ هَديلُ

جرير

[الحمدان]

‏قال أبو تمَّام : لأبي العتاهية
خمسة أبيات ماشاركه فيها أحد ولا قدر على مثلها مُتقدِّم ولا متأخر
- وهو قوله:

النَّاسُ في غَفَلاتِهِمْ
ورَحَى المَنِيَّةِ تَطحَنُ

- وقوله للوزير أحمد بن يوسف:
ألم تَرَ أنَّ الفَقْرَ يُرْجَى لهُ الغِنَى
وأنَّ الغِنَى يُخْشى عليهِ مِنَ الفَقْرِ

- وقوله في قصيدة يمدح بها موسى الهادي
ولمّا اسْتَقَلُّوا بأَثقالِهمْ
وقد أَزْمَعُوا للذَي أَزمَعوا

قرنتُ التَّفاتي بآثارِهم
وأَتْبَعْتُهمْ مُقْلةً تَدْمَعُ

- وقوله:
هَبِ الدُّنيا تُساقُ إِلَيكَ عَفواً
أَلَيسَ مََصِيرُ ذاكَ إِلى زَوالِ

[الحمدان]

يُكلِّمُهَا طَرفِي فَتُومِي بطَرْفِهَا
فيُخْبِرُ عَمَّا فِي الضَّمِيرِ مِنَ الوَجْدِ

بشار بن برد

[الحمدان]

بيضُ الوجوه كريمةٌ أنسابهم
شمُّ الأنوفِ من الطِّرازِ الأوَّلِ

بقلمي

[الحمدان]

يَومٌ قُطوفُ المَجدِ منهُ دانِيَة
فُكَّ بهِ عانٍ وفُكَّت عانِيَة

عن سَبقِهِ رِجلُ الزَّمانِ وانِيَة
في حَلَبَ النُّطقُ عَلا علانِيَة

....

[الحمدان]

إذَا لَمْ تَجِدْ مايَبْتُرُ الفَقْرَ قاعِداً
فَقُمْ وطلُبِ الشَّىْءَ الَّذي يَبتر العُمرا

هُمَا خَلَّتانِ ثَرْوَةٌ أوْ مَنِيَّةٌ
لَعَلَّكَ أنْ تُبْقى بِوَاحِدَةٍ ذِكْرَا

المتنبي

[الحمدان]

حوَادثُ اليوم تقضِي أن تحدّثنا
مآثر السّيفِ في بدرٍ وفي أُحُدِ

حذيفة الجَابري

[الحمدان]

‏كان القاضي يحيى بن أكثم التميمي الرجل الثاني بعد المأمون وكان عبد الصمد بن المعذِّل القيسي فقيراً فاكثرت زوجته عليه ليطلب مالاً من
القاضي فقال:

تُكلِّفُني إذلالَ نفسي لعزِّها
وهانَ عليها أن أهُانَ لتُكْرَما

تقول سَلِ المعروفَ يحيىَ بنَ أكثمٍ
فقلتُ سَليهِ رَبَّ يحيىَ بنِ أكثما

[الحمدان]

فداك القلبُ لاتحزن لشيءٍ
لأنَّك إن حزنتَ فأنتَ منّي

ولا تُسبل دُموعكَ كلَّ حينٍ
وخُذ دمعي وخُذ إن شئتَ عيني

....

[الحمدان]

يقول البارودي :

ماكُنتُ أعلمُ قَبل بادرةِ النّوى
أن الأسودَ فرائسُ الغزلانِ

[الحمدان]

‏أسامِرُ نجُمَاً في الليلِ وَحدي
‏ وأُبْصِرُ نورَ وجهَكِ في الهِلالِ

‏أَيَصبَحُ وصلُكِ الغالي خَيالاً
‏ وطيْبُ لقائكم صَعبُ المَنالِِ

....

[الحمدان]

‏إنِّي أحبُّك بَينَ القَلبِ وَالوَرَعِ
‏مَابَينَ مُندَفِعٍ مِنِّي وَمُرتَدِعِ

‏الشَّوقُ يَدفعُنِي وَالعَقلُ يَمنَعُنِي
‏وَالحَالُ تُخبرُنِي ذَا مَوضِعُ الوَجَعِ

‏ذِكرَاك دِفءٌ وَبَردٌ فَرحَةٌ وَأسَىً
‏نُورٌ وَنَارٌ كمَوصُولٍ وَمُنقَطِعِ

....

[الحمدان]

أماناً أيها القمر المطلُّ
‏على جفنيك أسيافٌ تُسلُّ

‏يزيد جمال وجهك كل يومٍ
‏ولي جسدٌ يذوب ويضمحلُّ

‏وما عرف السقام طريق جسمي
‏ولكن دلَّ من أهوى يَدُلُّ

‏إذا نُشرت ذوائبه عليه
‏ترى ماءً يرفُّ عليهِ ظِل

....

[الحمدان]

كن بلسمًا فالجارحون كثيرُ
‏ومواسيًا إنّ الزمانَ مريرُ

‏كن طيِّبَ الآثارِ إنك راحلٌ
‏فلعلها يومَ النشور تُجيرُ

....

[الحمدان]

‏أريد الحياةَ ربيعًا وفجرًا
‏وحُلمًا أعانِقُ فيهِ السّماء

‏فماذا تفيدُ قيود السنينِ
‏نُكبّلُ فيها المُنى والرجاء

‏تُرى هل تريد سِجنًا كبيرًا
‏وفي راحتيهِ يموتُ الوفاء

‏أريدُ الحياةَ كطيرٍ طليقٍ
‏يرى الشّمسَ بيتًا، يرى العُمر ماء

‏أريدهُ صُبحًا على كل شيءٍ
‏كفانا معَ الخوفِ ليلَ الشّقاء

....

[الحمدان]

‏لقد أوسعتُ أرض الله ضربا
‏يريدون الوصول أريدُ دربا

قريبٌ أنتَ ياقلبي بعيدٌ
‏أزيدُ ترحلاً فتزيدُ قُربا

‏تمرُّ الأمنياتُ بنا فُرادى
‏ولكن الهموم تمرُّ سِربا

‏وما قصّرتُ قصّرَ بعضُ حظي
‏أسير مُشرّقاً ويسيرُ غربا

‏وما استسلمتُ من يأسٍ ولكن
‏يحن لراحةٍ من خاض حربا

‏سلطان السبهان

[الحمدان]

وَبعد الصبرِ يادُنيا التقينا

‏تعانقنا وَمِن فرحٍ بكينا

‏تناسينا الخِصام ومَاعتِبنا

‏وودعنا الملامَ ومااشتكينا

‏تضافحنَا فمِنا ألف جدول

‏وعادَّ ربيعنا أحلى وأجمَل

‏غزلنا العُمر أحلامًا وشِعرًا

‏ومَاعُدنا عن الأيامِ نسأل

‏تلاقينا بكى الحُب وغارا

‏وغنَينا فأسكرنا الصحارى

‏ليَالِينا عصافيرٌ تُغنِي

‏ودُنيانا مواويلٌ سُكارى

‏ومِن شوقي إليكَ سبقتُ عُمرِي

‏أتيتُ إليك مِن فرحي أُغني

‏وكُل حرائق العُشّاق فيّا

‏ولولا الخوف مِن عتب الليالي

‏لجئتُك والنجُومُ على يَديّا

‏لِماذا نترُك الدُنيا تُعذبنا وتُشقِينا

‏ونحنُ إذا ملكناها أحلناها بساتِينا

....

[الحمدان]

واغنم من الحاضر لذاته
فليس في طبع الليالي الأمان

....

[الحمدان]

‏هو مثلي يرى النجوم بغايا
‏ما لبسن الضياء لولا سوادي

‏هو مثلي وجوده للمراثي
‏والمراثي خليقةٌ بالعبادِ

‏هو مثلي يرى الحياة بوادٍ
‏وابن الحوّاء والغرام بوادي

‏لا أبالي أضيّعت سندرلا
‏بعد يومي حذاءها أم فؤادي

مهند الجهني

[الحمدان]

‏فتحتُ لكِ المطالعَ فاعبريها
‏إلى أنْ ينتهي فيكِ الخيالُ

فإنّ قصائدي تحتاجُ مثلي
‏إلى امرأةٍ تُحسُّ ولا تُقالُ

....

[الحمدان]

غدًا في الشطِّ تجمعنا
ليالي الصيف والنجوى

وفوق رماله الفرحى
سننسى الحُزنَ والشكوى

نعانق فيه أحلامًا
تركناها بلا مأوى

وقد ألقاك في سفر
وقد ألقاك في غربة

كلانا عاش مشتاقًا
وعاند في الهوى قلبه


....

[الحمدان]

‌‎أتحسبُ الناس كالأبوابِ تطرقها
أتحسبُ الفتحَ سهلاً بعدما انغلقوا

أتحسبُ الناسُ بيوتًا أنت تسكنَها
أتحسبُ اللجوءَ سهلٌ بعدما خُذلوا

أتحسبُ النّاس بالأعذار تُرجعهم
أتحسبُ العُذر يجدي بعدما حُرِقوا

...

[الحمدان]

إذا يوماً سئمتُكِ فاطمئنِّي
مُجردُ وعكةٍ وتزولُ عنِّي

شحوبٌ عاطفيٌ ليس إلا
أراهُ عليكِ أيضاً أو كأني

فإني عاشقٌ لكنَّ قلبي
يشقُّ قميصهُ إن لم تحنِّي

يَنوحُ على بُعادكِ مثل طفلٍ
يتيمٍ صار طفلكِ بالتبني

فأنتِ من اعتنقتِ الحبَّ حتى
تنالي الأجرَ في جنَّات حُضني

وعقلكِ راجحٌ لكنَّ عقلي
يُجنُّ معَ الهوى فمتى تُجنِّي

فحبُّكِ لي لطيفٌ لايُوازي
تلهُّفَ عاشقٍ سَئمَ التمنِّي

سئمتُ من انتظاريَ فاستعدِّي
لعشقٍ لايُهدهِدهُ التأنِّي

أريدكِ لذةً إن قلتُ هيَّا
تقولينَ التهِم ماشئتَ مني

أضيفي للهوى مرحاً صبياً
يشبُّ الروحَ في قلبي المُسنِّ

فظنِّي فيكِ مُنتعِشٌ ولكن
سأسأمُ كُلَّما خيَّبتِ ظنِّي

فكري القباطي

[الحمدان]

هم مُعتِمونَ فكنْ مِنْ أجلِهم فَلَكا
لهمْ تَفاصيلُهم أمّا الأسى فَلكا

تصطادُ في الأفُقِ المنسيِّ دهشَتَهُم
ليملؤوا الكونَ ممّا يملأُ الشَبَكا

في ذمةِ الليلِ نجمٌ أطفؤوهُ سدىً
مذْ أدركوهُ وحيدًا يأَنَسُ الحَلَكا

مُجردٌ أنتَ هل صادفتَ أغنيةً
لا لحنَ لا رقصَ لا إيقاعَ لا نُسُكا

قالتْ لَكَ امرأةٌفي أوجِ نعنعِها
إنْ لَمْ تَذقْ قُبلةً فلتتَّهمْ فَمَكَا

وصرتَ لاتشتَهي إلّا الخلودَ وفي
يديكَ تفاحةٌ قالتْ أنا مَعَكا


أحمد عبدالغني

[الحمدان]

‏فلو لم يُطاردك ريحٌ ورعدٌ
‏وبرْقٌ لما صِرت غيث المطر

‏ولو لم يُحاصرك جيشُ الظلامِ
‏لما كنت نجمًا يُرى أو قمَر

....

[الحمدان]

‏اِسمَح وَجُد بِالَّذي تَحوي يَداكَ لَها
‏لاتَذخِرِ اليَومَ شَيئًا خَوفَ فَقرِ غَدِ

بقلمي

[الحمدان]

‏قُل لِلحبيب وإن تباعدتِ الخُطَى
‏تبقَى القَرِيبَ وليسَ بَعدَكَ من هَوى

....

[الحمدان]

‏مِن رَجفَةِ الشَّوقِ فِي أَعمَاقِهِ ارتجَفَا
‏هَل يَستُرُ اللَّيلُ مُشتَاقاً بِهِ التَحَفَا

‏مَازَالَ يَكتُمُ مَايَشكُو فَخَاتَلَهُ
‏دَمْعٌ جَرَى فَضَحَ الأَسرَارَ وَاعتَرَفَا

‏يَحنُو عَلَى ذِكرَيَاتٍ بَينَ أَضلُعِهِ
‏لَولا نَدَاهَا لَجَفَّت رُوحُهُ أَسَفَا

‏ ‏يُقَلِّبُ الأُفُقَ المُمْتَدَّ مُذْ رَحَلُوا
‏وَكُلَّمَا لَاحَ نَجمُ عَابِرٌ وَقَفَا

‏يَارَاحِلِينَ أَخَذتُمْ قَلبَهُ فَشَكَا
‏فَقدَينِ عَاثَا بِهِ حَتَّى هَوَى تَلَفَا

‏يَطوِي حَنَايَاهُ فِي صَمتٍ عَلَى وَجَعٍ
‏لَاشيءَ فِي عَيشِهِ مِن بَعدِهِمْ أَلِفَا

....

[الحمدان]

آمنت بالله لم أكفر به أبدا
‏أنا الذي في زوايا التيه قد سجدا

‏تنهال من ظلمة المجهول أسئلة
‏أكاد أبكي لوجه الله منفردا

‏ظمآى وجوعى بدرب لا انتهاء له
‏وأوشك الزاد يارباه أو نفدا

‏وقفت والعمر لم يبطئ فأرعبني
‏أني أموت وقلبي بعد ماولدا

....

[الحمدان]

‏لكِ الغزلُ العفيفُ لكِ الصريحُ
‏لكِ الفخرُ المُوَشّى والمديحُ

‏لكِ الأشعارُ عصراً إثرَ عصرٍ
‏تلوذُ فما تُزَوِّرُها الشروحُ

‏فأنتِ نهايةُ المعنى غموضاً
‏وأولُ ماينوء بهِ الوضوحُ

....

[الحمدان]

تذكرتُ ليلى والسنينَ الخواليا
وأيامَ لا نخشى على اللهوِ ناهيا

فيا ليتَ أنَّا عُدنا منازلَ لم يزل
بها الحبُّ مخفيًا ووصلاً خفيّا

فإن تكُ ليلى بَعُدتْ نازحةً
فإني إلى ليلى قريبُ المساعيا

فما إن طوى الأيامَ بُعدٌ ولا نوى
ولكنْ يدي ليلى تطاولُ خفيا

وما زلتُ أشكو ما أجدُّ كأنني
على النارِ شوقًا أذيبُ القوافيا

....

[الحمدان]

‏لئن صدَّع الدَّهرُ المُشِّتت جمعَنا
‏فللدَّهر حكمٌ للجُموعِ صَدوع

‏وإنِّي لأرجو أن يعود زمانُنا
‏بخيرٍ فمن بعد الشتاء رَبيعُ

‏وللنَّجم من بعد الرُّجوعِ استقامةٌ
‏وللشَّمسِ من بعد الغُروبِ طُلوعُ

....

[الحمدان]

‏أبيتُ الليلَ أرقُبُ كُلّ نَجمٍ
‏تَعَرّضَ حيثُ أنجَدَ ثُمّ غارا

‏يَحِنُّ فُؤادُهُ والعَينُ تلقى
‏من العَبَراتِ جَولًا وانحِدارا

‏إذا ماحَلّ أهلُكِ ياسُلَيمى
‏بدارَةِ صُلصُلٍ شَحَطوا المَزارا

‏فيَدعونا الفؤادُ إلى هَواها
‏ويكرَهُ أهلُ جَهمَةَ أن تُزارا

‏جرير

[الحمدان]

‏فَوَاللَهِ ثَمَّ وَاللَهِ إِنّي لَدائِبٌ
‏أُفَكِّرُ ماذَنبي إِلَيكِ فَأَعجَبُ

‏وَوَاللَهِ ما أَدري عَلامَ هَجَرتِني
‏وَأَيَّ أُموري فيكِ يالَيلَ أَركَبُ

‏أَأَقطَعُ حَبلَ الوَصلِ فَالمَوتُ دونَهُ
‏أَمَ اَشرَبُ كَأساً مِنكُمُ لَيسَ يُشرَبُ

‏أَمَ اَهرُبُ حَتّى لا أَرى لي مُجاوِراً
‏أَمَ اَفعَلُ ماذا أَم أَبوحُ فَأُغلَبُ

‏فَأَيُّهُما يالَيلَ ماتَفعَلينَهُ
‏فَأَوَّلُ مَهجورٌ وَآخَرُ مُعتَبُ

‏فَلَو تَلتَقي أَرواحُنا بَعدَ مَوتِنا
‏وَمِن دونِ رَمسَينا مِنَ الأَرضِ مَنكِبُ

‏لَظَلَّ صَدى رَمسي وَإِن كُنتُ رِمَّةً
‏لِصَوتِ صَدى لَيلى يَهُشُّ وَيَطرَبُ

‏وَلَو أَنَّ عَيناً طاوَعَتنِيَ لَم تَزَل
‏تَرَقرَقُ دَمعاً أَو دَماً حينَ تَسكُبُ


....

[الحمدان]

‏يارِحلَةَ العُمرِ هَل ضَلَّت مَسالِكُنا
‏أم نَحنُ في دَربِ الأيّامِ نَرتَحِلُ

‏كَم قَد قَطَعنا فِجاجاً في مَسيرَتِنا
‏وَالدَربُ يَمتَدُّ لايَدري بِهِ الأمَلُ

....

[الحمدان]

‏من كانتِ الدُنيا من كبرِ هَمِّهِ
‏نَصَبت لَهُ مِن حُبِّها مايُتعِبُه

‏فَاِصبِر عَلى الدُنيا وطولِ غُمومِها
‏ماكُلُّ من فيها يرى مايُعجِبُه

‏مازالتِ الأيّامُ تلعَبُ بِالفتى
‏طوراً تُخَوِّلُهُ وَطوراً تَسلُبُه

‏من لم يزَل مُتَعجِّباً مِن كُلِّ ما
‏تأتي بِهِ الأَيّامُ طال تَعجُّبُه

....

[الحمدان]

‏وكنّا لانغيب عن التلاقي
‏وإن ماجت بنا الأشواقُ جئنا

‏فلم أقصد ولم يقصد فراقي
ولكنّا بلا تخطيط غبنا

‏فما عدنا وما عاد التلاقي
‏وما نال الفوادُ لما تمنّى
‏
تفرّقنا وصار الذكرُ باقِ
‏وبعد الوصلِ صار اليوم كنّا

....

[الحمدان]

‏سارٍ هَوَاك بِمُهجتي كعروبَتي
‏تجري بِدمّي والدماءُ فِدَاكا
‏
وأكادُ مِن شَغَفِي أموتُ توجدًّا
‏فالشوقُ فِي رُوحِي يُريدُ لقاكا
‏
وإذا سرَى فِي الناسِ أنكَّ مُتلفي
‏إتلافُ قَلْبِي فِيك مثلُ هناكا
‏
مهما رأيتُ مِن الأنامِ محاسنًا
‏في القلبِ عينٌ لَاتَرَى إلّاكا

....

[الحمدان]

‏هذا طريقُ الراحلين فلا تعُد
‏وألعن فؤادِّي إن بكاكَ وأرجعك

‏تبًا لحُبك داخلي متمردٌ
‏أتقيسهُ بكرامتي ما أجرأك

‏والله ما اجتمعا بداخل عاشقٍ
‏ذلُّ وحبُّ من بذلك أقنعك

‏قد قالها الخرازُّ بُحَّ فؤادهُ
‏الذلُّ وكلُّ الذلِّ أن أبقى معك

....

[الحمدان]

أكان كثيرًا على الغُصن طعمُ الثمر
‏أكان كثيرًا على الارضِ ظل الشجر

‏أكان كثيرًا على الحُلم عطرُ السواقي
‏وضوءُ الزهورِ ولحنُ القمر

....

[الحمدان]

سَلَكْتُ كُلّ مَقامٍ في مَحَبّتِكُمْ
وما ترَكْتُ مقاماً قطُّ قُدّامي

وكُنْتُ أحسَبُ أنّي قد وَصَلْتُ إلى
أعْلى وأغْلى مقامِ بينَ أقوامي

حتى بَدا لي مَقامُ لم يكُنْ أَرَبي
ولم يَمُرّ بأفكاري وأوهامي

إنْ كان مَنزِلَتي في الحبّ عندكُمُ
ماقد رأيتُ فقد ضيّعْتُ أيّامي

....

[الحمدان]

فابسط لهُ الكفَّ لن تأتيكَ فارغةً
‏ فقد سألتَ الذي سوّاكَ من عدمِ

بقلمي

[الحمدان]

تبسّم واملأ الدُنيا جمالا
وكُن للخيرِ في الدُنيا مِثالا

جمالُ المرءِ روحٌ فيهِ تسمو
وتسكنُ في تفاؤلهِ الجِبالا

....

[الحمدان]

مابالُ قمرِي في غيومهِ عالقُ
من أبهتَ النُور العظيمَ وأظلمهْ

....

[الحمدان]

مَاذا يفيدك إن حظيت بوُدهِم
وخسرتَ نفسَك والحَياة جَميعاً

....

[الحمدان]

ونصمُتُ ليسَ يعني أن رضِينا
ولكن ليسَ يُجدي مانقولُ

فَلا أنا مُفصِحٌ عَمّا أُعاني
ولا وَجعِي عَلى صَمتِي يَزولُ

....

[الحمدان]

وَكُنتُ أَكتُم حُبّي في الهَوى زَمَناً
حَتّى تَكَلَّمَ دَمعُ العَينِ فَاِنكَشَفا

سَأَلتُ قَلبي عَن صَبري فَأَخبَرَني
بِأَنَّهُ حينَ سِرتُم عَنّيَ اِنصَرَفا

....

[الحمدان]

‎وشعرت أنّكَ حينما أعطَيتَنِي
وردًا كأنكَ قد قطفتَ فُؤادي

الناسُ تُعطي بالورودِ وِدادهَا
إلّاكَ تأخُذُ بالورُودِ وِدادي

[الحمدان]

عَذَّبتِ قَلبي بِالعِتابِ فَكُلَّما
فَنِيَ العِتابُ بَدَأتِهِ بِعِتابِ

العباس بن الأحنف

[الحمدان]

إذا بان الصباحُ ذكرتُ وجهاً
‏متى ماطلّ أشرقَ كالصباحِ

‏خذوا كلَّ الصباحِ له وقولوا
‏صباحُ الخيرِ يا أحلى صباحِ

....

[الحمدان]

جئنا نؤَدّي دورَنا ونُغادِرُ
والكُلّ لو طال الزمانُ مسافرُ

لاشيءَ يبقى غير ذِكرٍ طَيِّبٍ
تُحكَى بهِ بعد الرحيل مآثرُ

تاريخُ عمرك أنت مَن يُعنَى به
إن شئتَ فاجعلْ مَن يراهُ يُفاخِرُ

أيامنا كتُبٌ ونحنُ سطورُها
تَمحي وتُثبتُ ماتشاء دفاتِرُ

....

[الحمدان]

‏لا أثمر الحزنُ في أضلاعِكم وجعا
ياغيمةً حملت غيثَ الرّضا ولعا

ياطبّ أوردةٍ عاث الحنينُ بها
ياكلّ أمنيةٍ قلبي بها طمعا

لاتجزعنّ إذا ما البينُ باغتنا
فالحبّ أعظمُ من أن ينتهي جزعا

وأينما بعدت قسراً مضارُبنا
فإنّ من دمِنا نهر الهوى نبَعا

....

[الحمدان]

سَمَّيتُ غَيرَكَ مَحبوبي مُغالَطَةً
لَمَعشَرٍ فيكَ قَد فاهوا بِما فاهوا

أَقولُ زَيدٌ وَزَيدٌ لَستُ أَعرِفُهُ
وَإِنَّما هُوَ لَفظٌ أَنتَ مَعناهُ

وَكَم ذَكَرتُ مُسَمّىً لا اِكتِراثَ بِهِ
حَتّى يَجُرَّ إِلى ذِكراكَ ذِكراهُ

بهاء الدين زهير

[الحمدان]

في كلّ بلوى تُصِيبُ المرءَ عافيةٌ
إلا البلاء الذي يُدْنِي من النَّارِ

ذاك البلاء الذي مافيه عافية
من العذابِ ولا سِتْرٌ من العارِ

أمالي القالي

[الحمدان]

مالي ومَال الناسِ إن مَالُو وإن عدلوا
ديِني لِنفسي ودينِ الناسِ للناسِ

....

[الحمدان]

حلبٌ بما فيها ستبقى ماحَيَت
أموية الجدران لاتنهارُ

لن تمحوَ الجرذان نقش سيوفهم
فيها ولن تتقهقر الثوارِ

عصفورها في الجو يصبح ثائراً
إن داهمتها الزمرةُ الفجّارِ

وحَمَامها تغدو قذائفها وفي
عَبق الورود رصاصةٌ وغبارِ


....

[الحمدان]

‏سَيعودُ غائبُكِ البعيدُ ترقَّبي
‏ولتفتحي من فألكِ الأبوابا

‏كم غابَ عن يعقوبَ منَّا يوسُفٌ
‏وتكونُ آخرةُ الغيابِ إيابا


....

[الحمدان]

تسابقني العيونُ إليك جَريا
أقول تمهَّلي وتقولُ هيَّا

وما أدري أعيني من عصَتْني
أمَ أني كنتُ ياعيني العصيَّا

فرُوحي والفؤادُ إليك تجري
ولكني أداري الشوقَ فِيَّا

فإن يكُ ياعيوني البوحُ إثمًا
وإن يكُ كتميَ الأشواقَ غيَّا

فوِزرُ البوحِ محسوبٌ عليكم
ووزرُ الكتمِ محسوبٌ عليَّا


....

[الحمدان]

‏وأتيتُ شيخ الحيّ أسأله
هل لي أمام الله من عذرِ

شيءٌ كمثل السّحْر أدخلني
بابَ الهوى من حيث لا أدري

وخشيتُ دربا لا ختامَ له
ووجدتُ شيئًا حاكَ في صدري

الحبُّ سحرٌ لا دواءَ له
الا يجوز حلُّ السِّحْر بالسِّحْرِ


محمد المقرن

[الحمدان]

أَشقَيتَ قَلبِي وَالهِيامُ يَقولُ لِيْ
‏مِن أَجلِ عَينٍ أَلفُ عَينٍ تُكرَمُ

‏لَوْ كُنتَ تَخشَى اللهُ مَا أَشقَيتَنِي
‏لَايَرحَمُ الرَحَمنَ مَن لَايَرحَمُ

‏شَرْعُ المُتيَّمِ قَدْ تَبيَّنَ حَكمهُ
‏الوَصلُ فَرضٌ وَالفِراقُ مُحَرَّمُ


....

[الحمدان]

للمال قيمة وللناس الأصيلة قيم
والفرق مابينهن واضح وضوح الشموس

المال يفنى بإنفاقه ولو كان يم
أما القيم صرفها يغني جميع النفوس

والبخل بالمال ماهو مثل بخل الشيم
بخل الشيم والقيم يفوق قطع الرؤوس

صلوا على من بذكره صب مُزن الديم
المصطفى كم نهلنا من معينه دروس


اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد

[الحمدان]

‏أوّاهُ من نار الحنين إذا ذكت
في قلبِ مشتاقٍ وثارَ لظاها

تأتيه من خلفِ السعادة ثمّ من
بين الضلوعِ تقضُّ ليلَ هناها

وتحيلُ أنفاس الشعورِ حرائقاً
في الروحِ ثمّ بلحظةٍ تنعاها

ياقسوةَ الأيّامِ كيف أتت لنا
من بعدِ حلو حياتِنا أشقاها

....

[الحمدان]

‏في صوتهِ ذابَ الجمالُ عذوبةً
‏لله درُّ الصوتِ ما أحلاهُ

‏لولا مخافة أن يُقال بأنني
‏بالغتُ في وصفِ الذي أهواهُ

‏لحلفتُ قد خُلقَ الكلامُ لأجلهِ
‏ والصمتُ حكمٌ واجبٌ لسواهُ

....

[الحمدان]

إيّاكَ أن تُعطي فؤادكَ للذي
ما إن تغيب إلى البديلِ يميلُ

واختر لقلبك مايليقُ بصدقهِ
ماكلّ من يأوي إليكَ خليلُ

إنّ المعادنَ إن صقلتَ عرفتها
فالماسُ فحمٌ والعقِيقُ نبيلُ


....

[الحمدان]

مَاذا جَنيت لكِي تملَ وِصَالي
إني سألتُكَ هَل تجيب سؤالي

حَاولت أن القى لِهَجرك حِجة
فوَقعتُ بَين حَقيقة وَخيال

كُنت القريب وَكُنت انتَ مُقربي
يَوم الوَفاق وَبُهجَة الأقبَال

فغدوتَ أشبَه بالخصِيم لِخصمهُ
عَجبًا إذًا لِتقلب الاحوَالِ

يَاصَاحِبًا سَكن المِلال فؤادهُ
أ سَمِعتَ مِني سِيء الأقوالِ

لِتميل عَنّي ثم تكرهُ رؤيتي
وَيكُون حُلمَك أن تَرى إذلالي

أنا مَاطَلبتُكَ أن تَعود لِصُحبَتي
بعَد القطِيعة أو تَرُقَ لحَالي

فأنا بغِيـرك كامِل مُتكمِّل
وَكذاك أنت عَلى أتم كمال

لا أنت لي نقصٌ وَلا أنا سالب
منك الكَمالُ فعِش عَزيز غالي

لَو أنَّ فِيكَ مِنْ الوَفاءِ بَقِيةً
لذَكرت ايَامً مَضتْ وَليَالي

ووهبتَني أسمَى خِصَالك مِثلمَا
أنا قَد وَهبتُك مِن جَمِيل خِصَالي

كم قُلتُ أَنكَ خِيرَ مَن عَاشَرتَهُم
فأتيتَ أنت مُخيبً أمَالي


....

[الحمدان]

كتمتَ الهوى حتى أضرّ بك الكتمُ
ولامكَ أقوامٌ ولومُهُم ظُلمُ

تجنّبتَ إتيانَ الحبيب تأثُّما
ألا إن هجرانَ الحبيب هو الإثمُ


عبيد الله الهذلي

[الحمدان]

ﺳَﻼﻡٌ ﻣِﻦ ﺻَﺒﺎ ﺑَﺮَﺩﻯ ﺃَﺭَﻕُّ
ﻭَﺩَﻣﻊٌ ﻻﻳُﻜَﻔﻜَﻒُ ﻳﺎﺩِﻣَﺸﻖُ

ﻭَﻣَﻌﺬِﺭَﺓُ ﺍﻟﻴَﺮﺍﻋَﺔِ ﻭَﺍﻟﻘَﻮﺍﻓﻲ
ﺟَﻼﻝُ ﺍﻟﺮُﺯﺀِ ﻋَﻦ ﻭَﺻﻒٍ ﻳَﺪِﻕُّ

ﻭَﺫِﻛﺮﻯ ﻋَﻦ ﺧَﻮﺍﻃِﺮِﻫﺎ ﻟِﻘَﻠﺒﻲ
ﺇِﻟَﻴﻚِ ﺗَﻠَﻔُّﺖٌ ﺃَﺑَﺪًﺍ ﻭَﺧَﻔﻖُ

ﻭَﺑﻲ ﻣِﻤّﺎ ﺭَﻣَﺘﻚِ ﺑِﻪِ ﺍﻟﻠَﻴﺎﻟﻲ
ﺟِﺮﺍﺣﺎﺕٌ ﻟَﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘَﻠﺐِ ﻋُﻤﻖُ


أحمد شوقي

[الحمدان]

سَقَطَت دمشقٌ محوراً وسلاما
فغدا الحديثُ عن الجهادِ كلاما

سَقَطَت لحزبِ اللهِ ظَهْرَاً عندهُ
سيظلُّ بالخَنْقِ الشّديدِ مُضاما

فانعِي سرايا القدسِ بعد سقوطِها
والقدسَ بعد الحزبِ والقَسَّاما

وكتائبَ الأقصى وكلَّ مقاومٍ
مِن بعدها في شامِنا والشّاما

سَقَطَ المسارُ بِمَن عليهِ على الخُطى
بَلَدَاً ومُنطَلَقاً يفيضُ سلاما

لهمُ ثرىً هو سوريا ما استَنجَدوا
بالمسلمين الثّائرين كِرَاما

قد كان للإمدادِ درباً آمِنَاً
واليوم أضحى وحشَةً وحراما

أنّى لهم مِن بعدهِ سَمٌّ إلى
مايطلبون أذِلّةً أقواما

كَم كان ينمو حيث كان بسوريا
واليوم بات بنا الشعورُ حُطاما

يانَكبَةَ العصرِ الحديث بكِ الفِدَا
نالَ المماتَ وفارَقَ الأجساما

إنّا عَبَدنا ويحنا المهديَّ هل
يجتازُهُ مَن يَعبدُ الأوهاما

واللهُ يأبى أن يكونَ لِغَيرِهِ
مافيهِ منّا قد رأى علَّاما

فغدا بنا التّفريطُ حيث غدا بِنَا
والأمرُ أدهى فانظروا الأيّاما

....

[الحمدان]

القُدسُ غَايَةُ طَالُوتٍ فَلَا تَقِفُوا
سَنَعبُرُ النَّهرَ إِلَّا مَنهُمُ اِغتَرَفُوا

ظَنَّ الذِينَ مُلَاقُو رَبِّهِم فَرَجَاً
وَقَالَ مَا دُونَهُم لَاقَالَ وَانصَرَفُوا

وَقِيلَ لَاتَنفُرُوا فِي الحَرِّ قُلتَ لَهُم
النَّارُ أَن يَذهَبَ الإِسلَامُ وَالشَرَفُ

أَيَحسَبُ الجَمعُ أَنَّ اللَّهَ مُنهَزِمٌ
او يُهزَمُ اليَومَ مَن فِي صَفِّهِ وَقَفُوا

الحَقُّ أَفتَكُ سَيفٍ نَحنُ نَحمِلُهُ
وَكُلَّمَا ضَاعَفُوا مِن بَاطِلٍ ضَعُفُوا


عبدالرحمن اليفرسي

[الحمدان]

هَدَمَ الرَّحِيلُ مَنَارَة الأَحْلامِ
وَسَبَى الفراقُ رَحَابَة الأَيّامِ

وَأَطاحَتِ الأَشْواقُ بالأُنسِ الَّذي
حَكَمَ الفُؤادَ وَسادَهُ بِسَلَامِ

وَعَلَى سَليبَتِةِ أَقامَت دَولَةً
دُسْتورُها يَقْضِي عَلَى الآلامِ

ونِظامُها زَخمُ الحَنينِ وَحُكمُها
سَيْفٌ عَلَى النِّسْيَانِ وَالإِلهَامِ

يَسُتلُّهُ الفَقْدُ الأَلِيمُ تَجَبَّرا ً
ومُنَفِّذا ً مَنْظُومَةَ الأَحْكامِ

مُتَقَدِّما ًجِيلا ًعَلَى أَقْرانِهِ
وَمُحَطّما ًأَيقُونَةَ الأَرْقامِ

خَضَعَتْ لِغِلْظَتِهِ المَشَاعِرُ رَهْبَةً
وَمِنَ الجَلاَل جَرَى دَمُ الإِحْجَامِ

وَتَوَجَّسَتْ مِنْهُ الجَوارِحُ خِيفَةً
لَمَّا تَوَلَّى مَنْصِبَ القَوَّامِ

بَتَرَ الحَنَانَ ومَزَّقَت أَطْرَافُهُ
صدرَ الصَّفاءِ وَسَاعِدَ الإِكْرَامِ

وَقَضى بِزَجِّ الرُّوحِ فِي سِجْنِ الشَّجَا
وَالفِكرِ فِي زِنْزَانَةِ الأَوهَامِ

وَنَفَى الفُؤادَ إِلى َمُقَاطَعَةِ الأسى
والإِبْتِئَاسِ الدَّائِمِ الإِلْزَامي

وَالدَّمْعِ أَوْلاهُ الإِفاظَةَ فَاﻫْï؛کَï»®َى
حَتَّى تَخَضَّبَ مَوطِأَ الأقدامِ

غَلبت سِماهُ على التَّجَلُّدِ فَانتهى
ولقد رَفَعتُ بيارقَ استسلامِي

وأنا ï؛چï»ںَّï؛¬ï»± لم تنتكسْ لي رايةٌ
وتخِرُّ هامَاتُ الجِسام أمامي

لم ï؛ƒَدري مَا الحرمان يوما والجوى
حتى فُجِعْتُ بزَهرةِ الأرحامِ

فعرفْتُ مفهوم التَّيَتُّمِ حينها
وشعرتُ أني أول الأيتامِ

أُمِّي الَّتي أمضيتُ تحت جناحها
عمراً وعشتُ براحة ووئامِ

كانت سحاباً أستظلُّ بظلِّها
وتفيض لي رِفْقا وعطفا نامِ

كم عِشْتُ مَغْمُوراً بأُلْفَتِها وما
ï؛ںَï»”ّï؛•ْ مدى أعوامها أعوامي

كم لامَسَتْ وَجَعي وكمْ سَهِرَتْ على
دَعَتي وتَطْبِيبي من الأسقامِ

من بين جُلِّ الأمهاتِ تَفَرَّدَتْ
دَوْماً بأَسْمَى رتبةٍ ومقامِ

فاقت فَواضِلَ عصْرِها وتعادلت
مع ذائعاتِ الصيتِ في الإسلامِ

أخَذَت نصيب الإسم والأخلاق عنْ
أُمِّ الرسول وسيِّدِ الأعلامِ

حَوَتِ المَفاخرَ والمَحامدَ جملة
وتملكت شرف المقام السامي

باللَّهِ إنَّ رحيلَها لَخسارةٌ
وفِراقَها أدهى من الإعدامِ

تمضي السنينُ وموجة الحسرات في
أوجٍ وجَمْحٍ دائمٍ مترامي

ﻋَï؛°َّ ï؛چï»ںﻌَï؛°َاï؛€ُ وما تبقى للسَّلَى
أملٌ وما انطفأ الحنين الحامي

ماغَارَ إصباï؛،ٌ وعَسْعَسَ غاسقٌ
ï؛‡ِï»ںّï؛ژ بَكَيتُ ولي ﻓُï؛†ï؛چï؛©ٌ دامِ

جَفَّتْ بِحارُ المُقْلَتَينِ فَزَاوَلَتْ
سُفنُ النَّحِيب جَدَاوِل الصّمّامِ


حسين الوجمان

[الحمدان]

مالي سواك فلا تُغادر عالمي
‏أتظنُ أني في هواك سأُشرِكُ

‏لا والذي أجراك بين نسائِمي
‏إني أُحبك ليت قلبك يُدركُ

....

[الحمدان]

‏كأنِّي قارئٌ والليلُ ‏سِفرٌ
‏لهُ بدءٌ وليس له ختامُ

‏كذاك الهمُّ أعسر ماتراهُ
‏إذا سَكَن الدُجى وغفا الأنامُ

....

[الحمدان]

أحقاً شِبتَ يا أحلى الشبابِ
‏وظنَّ الناسُ أنَّكَ صرتَ كهلاً

ف‏دعني أحضنُ الشيباتِ دعني
‏أُحدِّثُهنَّ عن شَيخِ الشبابِِ

....

[الحمدان]

‏وإذا النّساءُ ابدينَ لُطفاً بالِغاً
فذهابُ أموالِ الرّجالِ قريبُ

....

[الحمدان]

عينٌ على غزةٍ تبكي مآتمها
‏وأختها في ربوع الشّام تبتسمُ

بقلمي

[الحمدان]

‏أصيحُ خالدُ تشدو حمصُ هادرةً
‏كأنّ خالدَ في أصواتها دُفنا

‏جاؤوكِ بالريح ‏والأمطارُ أعيُنهم
‏ياشامُ ياوطنًا صاروا لهُ وطنا


....

[الحمدان]

‏إن كانَ ثمَّةَ مايدعو إلى أملٍ
‏فوعدُ ربّيَ أنَّ الشّامَ مُنتَصِرة

....

[الحمدان]

‏الله أكبرُ يادمشقُ تحرري
‏أخزي الطُّغاةَ ومزّقيهم وادحري
‏
....

[الحمدان]

وأمّا دمشقُ الشّام دارُ ابنِ عامرٍ
فتلك بحمد الله صارتْ مُحرّرَهْ

وقدْ فرَّ منها الوَغْدُ دُون ثيابِهِ
فطابتْ لأهل الحَقِّ ذُخْرًا ومفْخَرَه

....

[الحمدان]

وَلِيَ الخلافةَ صهرُ أحمدَ بعدَهُ
أعني عليّ العالمَ الرباني

زوجَ البتولِ أخا الرسولِ وركنَه
ليثَ الحروبِ منازلَ الأقران

سبحان من جعل الخلافة رتبة
وبنى الإمامة أيما بنيان

واستخلف الأصحاب كي لايدعي
من بعد أحمد في النبوة ثاني

أكرم بفاطمة البتول وبعلها
وبمن هما لمحمد سبطان



قالها القحطاني في نونيته
في مدح علي بن أبي طالب
رضي الله عنه

[الحمدان]

وَفَتّانَةَ العَينَينِ قَتّالَةَ الهَوى
إِذا نَفَحَت شَيخاً رَوائِحُها شَبّا

لَها بَشَرُ الدُرِّ الَّذي قُلِّدَت بِهِ
وَلَم أَرَ بَدراً قَبلَها قُلِّدَ الشهبا


المتنبي

[الحمدان]

ما أسعد الناس بالفتح الذي صارا
‏حتى الجمادات أحجارًا وأشجارا

‏الحمدلله في حِمصٍ وفي حَلَبٍ
‏وفي دِمشْق يقومُ الناسُ ثُوَّارا

‏فتحٌ عظيمٌ بصِدْنايا ويتبعُهُ
‏إن شاء ربي نرى الباقين أحرارا

....

[الحمدان]

هَيهاتَ أنْ يَأتيَ الزَمانُ بمِثْلهِ
إنَ الزَمانَ بمِثْلهِ لبَخيل

....

[الحمدان]

ودَّعتُ قلبي يومَ توديعِهِم
وقلتُ ياقلبي عليكَ السَّلامْ

وأنتَ يانَومُ انصَرِفْ راشِدًا
فإنَّ عَيني بَعدَهُمْ لاتَنَامْ

....

[الحمدان]

فداك القلبُ لاتحزن لشيءٍ
لأنَّك إن حزنتَ فأنتَ منّي

ولا تُسبل دُموعكَ كلَّ حينٍ
وخُذ دمعي وخُذ إن شئتَ عيني

....

[الحمدان]

أبلغ عزيزًا فى ثنايا القلب منزله
أني وإن كنت لا ألقاه ألقاه

وإن طرفي موصول برؤيته
وإن تباعد عن سكناي سكناه

ياليته يعلم أني لست أذكره
وكيف أذكره إذ لست أنساه

يامن توهم أني لست أذكره
والله يعلم أني لست أنساه

إن غاب عني فالروح مسكنه
من يسكن الروح كيف القلب ينساه

....

[الحمدان]

قُل للذي قتل البراءة عامداً
شُلت يداك وفي الجحيم ستُحرقُ

....

[الحمدان]

أعطيتُكَ سَيفي لأريكَ وفائِي
فَمالي أرى سَيفي تملأه دِمائي

....

[الحمدان]

فهل تُداوينَ قَلبي باللّقا كرمًا
‏فمَا لقَلبي دواءٌ غيرَ لُقياك

‏لمَ تَهجُر مُحبًا لم يكُن أبدًا
‏يَهوى سِواك ومَن بالهَجرِ أغرَاك

....

[الحمدان]

وَكيفَ أصْبرُ عَنكُمْ بَعْدَ مَعرفَتي
أنْ ليسَ لِي عِوضٌ مِنكُمْ وَلا بَدَلُ

....

[الحمدان]

‏لِمَا لَمْ تعُدْ عيناكَ ملجأَ وحشتي
‏قد صرتُ بعدهما بقايا من فُتاتْ

‏أيجفُّ نبعٌ أنتَ مورد فيضهِ
‏إن سالَ لم يُذكَرْ بجانبهِ فُراتْ

‏عُدْ ولو طَيفاً يمرُّ بناظري
‏عُدْ ولو حُلْما تسلَّلَ في سُباتْ

....

[الحمدان]

‏فتمنّعنا وفينا رغبةٌ
‏وجَفلنا رغم أنّا في انجذاب

‏وخشينا تعترينا لهفةٌ
‏ثمّ نكبو فصددنا كلّ بابْ

‏وجفا القلب الذي لو كنتَ من
‏موتهِ ناديتهُ لبّى وآبْ

....

[الحمدان]

وَكُلُّ شَجَاعَةٍ فِي المَرءِ تُغنِي
وَلَا مِثلَ الشَّجَاعَةِ فِي الحَكِيمِ


المتنبي

[الحمدان]

إنا لَقومٌ أبَت أخلاقُنا شَرفاً
أن نَبتَدي بالأذى من ليسَ يُؤذينا

....

[الحمدان]

رَحَلوا فَأَيَّةُ عَبرَةٍ لَم تُسكَبِ
أَسَفاً وَأَيُّ عَزيمَةٍ لَم تُغلَبِ

لَو كُنتَ شاهِدَنا وَما صَنَعَ الهَوى
بِقُلوبِنا لَحَسَدتَ مَن لَم يُحبِبِ

....

[الحمدان]

‏ماذا أزيدُكِ يا دمشقُ قصيدا
أنتِ القصيدُ قلائداً وعقودا

ياقبلةَ الشرفاءِ لم تتغيري
رغمَ البلاءِ يظلُ وجهُكِ عيدا

فيكِ الأصالةُ والحضارةُ توأمٌ
وبحِضنِكِ التاريخُ نام رغيدا

....

[الحمدان]

عَجَباً لِقَومي وَالعَدُوِّ بِبابِهِم
كَيفَ اِستَطابوا اللَهو وَالأَلعابا

وَتَخاذَلَت أَسيافُهُم عَن سَحقِهِ
في حينِ كانَ النَصرُ مِنهُم قابا

تَرَكوا الحُسامَ إِلى الكَلامِ تَعَلُّلاً
ياسَيفُ لَيتَكَ ماوَجَدتَ قِرابا

دُنياكَ ياوَطَنَ العُروبَةِ غابَةٌ
حَشَدَت عَلَيكَ أَراقِمًا وَذِئابا

فَاِلبِس لَها ماءَ الحَديدِ مَطارِقاً
وَاِجعَل لِسانَكَ مَخلِباً أَو نابا

لاشَرعَ في الغاباتِ إِلّا شَرعَها
فَدَعِ الكَلامَ شِكايَة وَعِتابا


إيليا أبو ماضي

[الحمدان]

وأما دمشقُ الشام دار ابن عامرٍ
فتلك بحمدالله صارتْ محرّره

وقد فرّ منها الوغدُ دون ثيابهِ
فطابت لأهلِ الحق ذخرا ومفخره

أحمد الحمصي

[الحمدان]

هنيئًا هنيئًا لمن قاوَموا
وأسمى التحايا تلاها الفمُ

فسعْدًا لحمصٍ وسعدًا حلبْ
وبشرى الجميع إذا أسهموا

إلى المجدِ هبُّوا بني شرعتي
على نهج أحمدَ هان الدمُ

فنصر الإله قريب هو
القوي المذل لمن أجرموا


....

[الحمدان]

فعليكَ تقوى اللهِ فالزمْها تفزْ
إنّّ التَّقيَّ هوَ البَهـيُّ الأهيَبُ

واعملْ بطاعتِهِ تنلْ منهُ الرِّضا
إن المطيعَ لهُ لديهِ مُقرَّبُ


....

[الحمدان]

فمن مُعيرٌ إلى الرُّنديِّ من أُذُنٍ
نُقرِيه بيتًا له في الشعرِ إحكامُ

لمثل هذا يطير القلبُ من فَرحٍ
إن كان في القلبِ إيمانٌ وإسلامُ


مارية الرفاعي

[الحمدان]

1970 :
وقبر خالد في حمص نلامسه
‏فيرجف القبر من زواره غضبا


‏2024 :
‏وقبر خالد في حمص نلامسه
‏فيبسم القبر في ثواره طربا

....

[الحمدان]

‏نروحُ ونغدو لحاجاتِنا
وحاجاتُ مَن عاشَ لاتَنقَضي

تَموتُ مع المرءِ حاجاتُه
وتبقىٰ له حاجةٌ مابقِي


....

[الحمدان]

‏أَسْتودِعُ اللهَّ أمُورِي كلُهَّا
إِنْ لم يكن رَبِّي لَهَا فمن لهَا


ابو العتاهية

[الحمدان]

‏لَو أجدبَ الزَّهرُ مَاجفَّت منابِعُنَا
مازالَ يُزهرُ في أعماقنَا الأملُ

....

[الحمدان]

‏أسرب القطا هل من معير جناحيه
لعلي إلى من قد هويتُ أطير

فجاوبنني من فوق غصن اراكةٍ
ألا كلنا يامُستعيرُ مُـعيرُ


قيس بن الملوح

[الحمدان]

‏وَأحْسِنْ فإن المرءَ لابُدَّ مَيِّتٌ
وإنَّكَ مَجْزيٌّ بمَا كُنتَ سَاعِيَا


....

[الحمدان]

‏واصمُت فَإنّ كلامَ المَرءِ يُهلِكُهُ
وإن نطَقتَ فإفصاحٌ وإيجازُ


ابو العلاء المعري

[الحمدان]

‏فكيف لي بارتياعي حين تبصرني
حتى أقول بدا ماكنت أخفيه

أم كيف يسعدني صبرٌ ولي كبدٌ
حرّى تذوب وقلبٌ فيه مافٌيه

....

[الحمدان]

‏عَوِّل عَلى الصَبرِ وَاِتَّخِذ سَبَباً
إِلى اللَيالي فَإِنَّها دُوَلُ

ما أَبعَدَ المَكرُماتِ عَن رَجُلٍ
عَلى سُؤالِ الرِجالِ يَتَّكِلُ

فَكُن عَلى الدَهرِ فارِساً بَطَلاً
فَإِنَّما الدَهرُ فارِسُ بَطَلُ

إياك والبُخل عند مكرمةٍ
وإن رأيت الرجالَ قد بخلوا


البحتري

[الحمدان]

‏إنَّ الشُجاعَ هو الجبانُ عن الأذَى
وأرى الجَرِيء على الشرورِ جَبَانا


أحمد شوقي

[الحمدان]

‏رعاهُمُ اللهُ إن حَلوا وإن رحلوا
وإن هُمُ فعلوا بالقلب مافعلوا

فإنهم ملكوا روحي وما تركوا
شيئاً لروحي سواهم فيهِ تنشغلُ

جاروا علي بلا ذنب وما عدلوا
ماكان ضرهمُ لو أنهم عدلوا

وكنت أغفر ما يأتون من زللٍ
كأنما حسناتٌ منهمُ الزللُ

سعيد يعقوب

[الحمدان]

في الشامِ شَعبٌ إذا فرّقتهُ اتّحَدا
والكلبُ كلبٌ ولو سمّيتَهُ أسَدَا

زورًا تظنّ إذا قطّعتهم سجدوا
الشعب هذا لغيرِ اللهِ ماسَجَدا

....

[الحمدان]

شجاني مِن رُبا الفيحاءِ بَرْقُ
‏وهَيَّجَني غَرامُكِ يادِمَشْقُ

....

[الحمدان]

مآذن الشام تبكي إذ تعانقني
‏وللمآذن كالأشجار أرواح

‏للياسمـين حقـوقٌ في منازلنا
‏وقطة البيت تغفو حيث ترتاح

‏طاحونة البن جزءٌ من طفولتن
‏فكيف أنسى وعطر الهيل فواح

‏هنا جذوري هنا قلبي هنا لغتي
‏فكيف أوضح هل في العشق إيضاح

....

[الحمدان]

كأنما الفجرُ مبعوثٌ ينبئنا
‏أن الشدائدَ يأتي بعدها الفرجُ

....

[الحمدان]

ما دامَ أنَّكَ قَد أحصَيتَ زلَّاتِي
‏فمَن سَيغفِرُ يَاربّ السَّماواتِ

‏أنا غريقُ ذنوبٍ أنتَ تسترُها
‏ونظرةٌ مِنكَ تمْحُو كلَّ آفاتِي

‏وقفتُ أحشدُ آمالي على ثقةٍ
‏وأنتَ تَعلمُ يامولايَ حاجاتِي

....

[الحمدان]

أقول وخَفَّتْ من دمشق ركائبي
وجدَّ بها تِلْقَاءَ حمصَ مَسيرُ

عسى مَنْ أرى يعقوبَ غُرَّةً يوسفٍ
يُرِينيهِمُ إِنَّ القديرَ قدير


الصنوبري

[الحمدان]

وَكَم قيلَ لي في ساحَةِ الأَرضِ مَذهَبٌ
وَعَن وَطَنٍ لِلنَفسِ مَيلٌ إِلى وَطَن

وَهَل نافِعي أَنَّ البِلادَ كَثيرَةٌ
أَطوفُ بِها وَالقَلبُ بِالشامِ مُرتَهَن


ابن عنين

[الحمدان]

أضحى نسيم دمشق حياها الحيا
يمشي الهوينا في ظلال حماها

وكأنه في مائها وهضابها
ماداس إلا أعينا وجباها


صلاح الدين الصفدي

[الحمدان]

حيّو دمشق فكم فيها لذي وَطَر
منازهٌ هي ملء السمع والبَصَر

....

[الحمدان]

إني لعمرك ما أعيا بقافية
لكنني اليوم في عيٍّ بلا سببِ

وجدتنُي لايجيب القولُ داعيتي
مذ صاحَ داعيةُ الأحرار في حلب

شدوا عصائب للحمراء منسِبُها
وما يزال كتابي أبيضَ النسبِ

حتى طويت كتابي ثم قلت له
السيف أصدق إنباءًا من الكتبِ

أيوب الجهني

[الحمدان]

تعاظمت المصائبُ والرّزايا
وضاقَ قطاعُ غزّةَ بالمنايا

وأُمّتُنا توقِّعُ كلَّ حربٍ
على استسلامِها بدَمِ الضّحايا

على أشلائنا رقصتْ طويلاً
وقد بلغتْ مواجعُنا الحنايا

تُحاصِرُ غزّةً مِن كلِّ شيءٍ
وتُغرِقُ قاتليها بالعطايا

ولا عجبٌ لأنّا في زمانٍ
لنا فيهِ تكشّفَت الخبايا


بديع الزمان

[الحمدان]

رتّبي ياشام صبح الياسمين
‏والبسي ثوب الحضارة والترف

‏واندهي للغايبين الحاضرين
‏في عيون المجد وعروق الشرف

....

[الحمدان]

‏وتَظُنُّ جَهلًا أنَّ عُسرَكَ دَائِمُ
وبأنَّ كُلَّ المُقبلاتِ هَزَائمُ

ونَسِيْتَ مَالِلّٰهِ مِن لُطفٍ يُرَىٰ
فَلَكَم أتَتكَ مِن اللَّطيفِ نَسَائمُ

لٰكنَّنا نَنسىٰ ويُغلبُ خَوفنا
وَإذا نَظَرنا فَالحَيَاةُ مَوَاسِمُ

فَإذا رَأيتَ صِعابَها قَد أقْبَلَت
فهُناكَ بُشرىٰ بينها وَ غَنَائمُ

....

[الحمدان]

قمر دمشقي يسافر في دمي
وبلابل وسنابل وقباب

الفل يبدأ من دمشق بياضه
وبعطرها تتطيب الأطياب

والماء يبدأ من دمشق فحيثما
أسندت رأسك جدول ينساب

والشعر عصفور يمد جناحه
فوق الشآم وشاعر جواب

والحب يبدأ من دمشق فأهلنا
عبدوا الجمال وذوبوه وذابوا

والخيل تبدأ من دمشق مسارها
وتشد للفتح الكبير ركاب

والدهر يبدأ من دمشق وعندها
تبقى اللغات وتحفظ الأنساب

ودمشق تعطي للعروبة شكلها
وبأرضها تتشكل الأحقاب


نزار قباني

[الحمدان]

وقبر خالد في حمصٍ نعانقهُ
فيرقص القبر في أحضاننا طربا

....

[الحمدان]

وَلِلحُرِّيَّةِ الحَمراءِ بابٌ
بِكُلِّ يَدٍ مُضَرَّجَةٍ يُدَقُّ

جَزاكُم ذو الجَلال بَني دِمَشقٍ
وَعِزُّ الشَرق أَوَّلُهُ دِمَشقُ


احمد شوقي

[الحمدان]

لَولا دِمَشقُ لَما كانَت طُلَيطِلَةٌ
وَلا زَهَت بِبَني العَبّاسِ بَغدانُ

....

[الحمدان]

أَمّا دِمَشقُ فَقَد أَبدَت مَحاسِنَها
وَقَد وَفى لَكَ مُطريها بِما وَعَدا

إِذا أَرَدتَ مَلَأتَ العَينَ مِن بَلَدٍ
مُستَحسَنٍ وَزَمانٍ يُشبِهُ البَلَدا


البحتري

[الحمدان]

‏ماذا أزيدُكِ يادمشقُ قصيدا
أنتِ القصيدُ قلائداً وعقودا

ياقبلةَ الشرفاءِ لم تتغيري
رغمَ البلاءِ يظلُ وجهُكِ عيدا

فيكِ الأصالةُ والحضارةُ توأمٌ
وبحِضنِكِ التاريخُ نام رغيدا

....

[الحمدان]

‏الله أكبرُ يادمشقُ تحرري
‏أخزي الطُّغاةَ ومزّقيهم وادحري
‏

....

[الحمدان]

‏إن كانَ ثمَّةَ مايدعو إلى أملٍ
‏فوعدُ ربّيَ أنَّ الشّامَ مُنتَصِرة


....

[الحمدان]

‏فلئن دنوت لَأدنُوَنَّ بعفةٍ
‏ ولئن نأيْت فما ورائيَ أرحَبُ

....

[الحمدان]

ﺃﻧﺎ ﺿﻴﻒٌ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ
ﻭﺃﻭﺷﻚُ ﺃﻥ ﺃﻭﺩﻋﻬﺎ

ﻭُﻟﺪﺕُﺑﺤﻀﻦِ ﻗﺎﻓﻴﺔٍ
ﻭﺃﺧﺘﻢُ ﺭﺣﻠﺘﻲ ﻣﻌﻬﺎ

ﻭﻏﺎﻳﺔُ ﺷﻬﻮﺓِ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕِ
ﺃﻥ ﺗﻐﺘﺎﻝَ ﻣﺒﺪﻋﻬﺎ

....

[الحمدان]

‏وتمُرُّ أقدارُ الحياةِ ثقيلةً
‏فنُظنُّ أنّا سوفَ نهلكُ بعدَها
‏
فإذا بلُطفِ اللهِ يهطِلُ فجأةً
‏ليُذيقَنا سِعةَ الحياةِ ورغْدَها
‏
فنفوسُنا عندَ الإلهِ وديعةٌ
‏حاشاهُ يخذِلُ صبرَها ويرُدّها
‏
سيُغيثُها يومًا ويجبرُ كسْرَها
‏حتى وإنْ طالَ البلاءُ وهدّها

....

[الحمدان]

‏أرانِي اللهُ وَجهكِ كُلَّ يَومٍ
‏لأسعدَ بالأمانِ وبالأمانِي

‏فَوجهُكِ حينَ ألحَظُهُ بِعَينِي
‏يُرينِي البِشرَ فِي وجهِ الزَّمانِ

....

[الحمدان]

لله در عصائب قد بلّّغوا
رؤيا العيون إلى طريق الواقع

جدعوا أنوفاً من جبال مصاعبٍ
حتى انبسطن عن الصعيد الواسعِ

المعتقين الشام من رقّ الأسى
حتى استردّ إلى الزمان الناصعِ

خلعوا النطيحة بعد طول ثغائه
ولسوف يُسلم رأسه للقاطعِ

....

[الحمدان]

خبِّر دِمشقَ أنَّ العيرَ قادمةٌ
من الشَّمال فـمُدِّي الأرضَ ريحَانا


أنس الفقيه

[الحمدان]

أَتظنُّ أَن العد حلَّ مودتي
إِن بَانَ شَخْصك فالخيال قريبُ

كيف السلوُّ وقد تمكَّن في الحشا
وَجدٌ على مافي الفؤاد رقيبُ

وإِليك قد رَحَلَ الهوى بحشَاشتي
والسُّقمُ مُشْتَمِلٌ وأَنتَ طبيبُ


ابن الكيزاني

[الحمدان]

لَحَى اللهُ قلبي هكذا هو لم يَزَل
يَحنُّ ويصبو لايفيقُ ولا يعي


بهاء الدِّين زهير

[الحمدان]

ماهَبَّتِ الريحُ مِن تِلقاءِ أَرضِكُمُ
إِلّا وَجَدتُ لَها بَردًا عَلى الكَبدِ

بشار بن برد

[الحمدان]

عن المرءِ لاتسألْ وسلْ عن قرينهِ
فكل قرينٍ بالمقارنِ يقتدي

فإِن كانَ ذا شرٍ فجانبْهُ سرعةً
وإِن كان ذا خيرٍ فقارنْه تهتدي


طرفة بن العبد

[الحمدان]

المَرءُ رَهنُ مَصائِبٍ لاتَنقَضي
حَتّى يُوارى جِسمُهُ في رَمسِهِ

فَمُؤَجَّلٌ يَلقى الرَدى في أَهلِهِ
وَمُعَجَّلٌ يَلقى الرَدى في نَفسِهِ


أبو فراس الحمداني

[الحمدان]

إِذا نَظَرَت نَحوي تَكَلَّمَ طَرفُها
وَجاوَبَها طَرفي وَنَحنُ سُكوتُ


قيس بن المُلوح

[الحمدان]

وَبي شَوْقٌ إلَيْكَ أعَلَّ قَلْبي
‏وَمَالي غَيرَ قُرْبِكَ مِنْ طَبيبِ

‏أغَارُ علَيكَ من خَلَوَاتِ غَيرِي
‏كما غار المحبُ على الحبيب

‏وَما أحظَى إذا مَاغِبتَ عَنّي
‏بحسن للزمان ولا بطيب

‏أُشَاقُ إذا ذَكَرْتُكَ من بَعيدٍ
‏وأطرب إن رأيتك من قريب


الشريف الرضي

[الحمدان]

ولاينالُ المعالي الغُرَّ غيرُ فتى
يدوسُ شوكَ العَوالي غيرَ مُنتعِلِ


ابن معتوق

[الحمدان]

‏فَما غابَ عَن عَيني خَيالُكَ لَحظَةً
وَلا زالَ عَنها وَالخَيالُ يَزولُ


جميل بثينة

[الحمدان]

وإذا صَفا لكَ من زمانِكَ واحِدٌ
فهو المُراد وعِش بذاكَ الواحدِ


ابن الفارض

[الحمدان]

تعاظَمَني ذنبي فلمَّا قَرَنْتُهُ
‏بعَفْوِكَ ربِّي كان عفوُكَ أعظَما

‏ولمَّا قسا قلبي وضاقَتْ مَذاهبي
‏جعلتُ رجائي نحوَ عَفوِكَ سُلَّمَا


أبو نواس

[الحمدان]

وللحِلمِ أوقاتٌ وللجهلِ مِثلُهَا
وَلَكنَّ أوقاتِي إلى الحِلم أَقرَبُ

يَصُولُ عليَّ الجَاهلونَ وَأَعتلِي
وَيعجمُ فِيَّ القائلُونَ وَأُعرِبُ


الشريف الرضي

[الحمدان]

إِنّي أَغار عَلى مَحاسن وَجههِ
مِن ناظِريَّ فَكَيفَ باقي الأَعيُنِ


عمر الإنسي

[الحمدان]

مُنِعتُ عَنِ التَّسليمِ يَومَ وَداعِهَا
فَوَدَّعتُها بِالطَّرفِ وَالعَينُ تَدمَعُ

وَأُخرِستُ عَن رَدِّ الجَّوابِ فَمَن رَأى
مُحِبًّا بِدَمعِ العَينِ قَلبًا يُوَدِّعُ

عَلَيكِ سَلامُ اللهِ مِنِّي تَحِيَّةً
إِلى أن تَغِيبَ الشَّمسُ مِن حَيثُ تَطلَعُ


قيس بن الملوح

[الحمدان]

أَغارُ عَلَيْكَ مِن نَفْسِي وَمِنِّي
ومِنكَ وَمِن زَمَانِكَ والمَكانِ

ولَو أَنِّي خَبَاتُكَ في عيوني
إلى يوم القِيامَةِ ماكَفَانِي


ابن حزم الأندلسي

[الحمدان]

لِابن الاَكفانيِّ طبٌّ
‏أسألُ الله السلامةْ

‏مالهُ قطُّ مريضٌ
‏قامَ إلا للقيامةْ


غلام النوري

[الحمدان]

شَكوتُ إِلَيها حُبَّها بِمدامِعي
وَأَعلَمتُها ماقَد لَقتُ مِنَ الوَجدِ

فَصادَفَ قَلبي قَلبها وَهوَ سالِمٌ
فَأَعدى وَذو الشَوقِ المُبرِّحِ قَد يُعدي


المعتمد بن عباد

[الحمدان]

حاشا لنارِ هواكَ أَنْ تُـطْـفـا
ولِسِرِّ وَجْدِي فيكَ أَنْ يَخْفَى


ابن دراج القسطلي

[الحمدان]

أغرك مني فِي الرَزايا تجلُّدي
ولم تدرِ مايخفي الفؤادُ الملوَّعُ


الجواهري

[الحمدان]

كم غرَّ صبرُكَ وابتسامُك صاحبًا
لمّا رآك وفي الحشا مالا يُرَى


المتنبي

[الحمدان]

لاتَسألي الناسَ عن مالي وكثرتِهِ
وسائلي القومَ عن ديني وعن خُلُقِي

قد يكْثُرُ المالُ يومًا بعد قِلَّتِهِ
ويكتسي العودُ بعد الجدْبِ بالوَرَقِ


أبو محجن الثقفي

[الحمدان]

إنْ أقبلتْ فالبدرُ لاح وإن مَشَتْ
فالغصنُ راح وإنْ رنَتْ فالرِّيمُ

نعَمتْ بها عَينِي فطالَ عذابُها
ولكَمْ عذابٌ قد جناه نعيمُ

نظَرَتْ فأقصَدَتِ الفؤادَ بسهمِها
ثم انثنَتْ نَحْوِي فكِدتُ أهيمُ

ويْلاهُ إنْ نَظَرتْ وإن هِيَ أعْرضتْ
وقْعُ السِّهام ونَزْعُهُنَّ أليمُ


ابن الرومي

[الحمدان]

حلبُ الملاحمِ والجلالْ
فيها الصمودُ ولا يزالْ

فيها الشموخُ مع الفدا
يروي حكايات النضالْ

أرضُ البطولاتِ التي
غلبَتْ على كيدِ الضلالْ

ماهابَ فيها ثائرٌ
بطشَ الأعادي والقتالْ

فيها الرجولةُ قد بدتْ
نورًا على ظلمِ الليالْ

ياشامُ قد نهضت بنا
أسدٌ بهيآت الرجالْ

لن ينحني يوماً أخو
دينٍ ولو فعلَ المحال


يوسف بن محمد

[الحمدان]

سمع المأمون بيت أبي نواس:


إذا امتَحَنَ الدّنيا لبيبٌ تكشَّفتْ
لهُ عن عدوٍّ في ثيابِ صديقِ


فقال: لو سئلت الدنيا عن نفسها ما وصفت نفسها كما وصفها أبو نوّاس

[الحمدان]

‏يَوَدُّ بِأنْ يُمسِي سَقِيمًا لعَلَّهَا
إذَا سَمِعتْ عَنْهُ بِشَكوَى تُرَاسِلُهْ


كثير عزة

[الحمدان]

اللهُ يَعْلَمُ أَنِّي ما أُفَارِقُهُ
إِلا وَفِي الصَّدْرِ مِنِّي حَرُّ مُشْتَاقِ


ابن شهيد الأندلسي

[الحمدان]

إذا ماخلوْتَ الدّهرَ يوْمًا فلا تَقُلْ
خَلَوْتَ ولكِنْ قُلْ عَلَيَّ رَقِيبُ

ولاَ تحْسَبَنَّ اللهَ يغفِلُ ساعة
وَلا أنَ مَايخفَى عَلَيْهِ يغيب

لهَوْنَا لَعَمرُ اللهِ حتى تَتابَعَتْ
ذُنوبٌ على آثارهِنّ ذُنُوبُ

فَيا لَيتَ أنّ اللهَ يَغفِرُ مامضَى
ويأْذَنُ فِي تَوْباتِنَا فنتُوبُ


أبو العتاهية

[الحمدان]

أهمُّ بأنْ أقولَ وَدِدتُ أنِّي
سَلوْتُ فما يُطاوِعُنِي لِسانِي


بشار بن برد

[الحمدان]

‏وما الدَّهرُ إلَّا من رُواةِ قَصائدي
إذا قلتُ شعرًا أصبحَ الدَّهرُ منشدا

ودع كلَّ صوتٍ غير صوتي فَإنَّنِي
أنا الصَّائحُ المحكيُّ والآخرُ الصدى

المتنبي

[الحمدان]

هل الحُبُّ إلاَّ عبرةٌ ثم زفرةٌ
‏وَحَرٌّ على الأحشاءِ لَيْسَ له بَرْدُ

قيس بن ذريح

[الحمدان]

أَقولُ وَقَد ناحَت بِقُربي حَمامَةٌ
أَيَا جَارَتَا هَل تَشعُرينَ بِحالي

مَعاذَ الهَوىٰ مَا ذُقتِ طَارِقَةَ النَوىٰ
وَلا خَطَرَت مِنكِ الهُمومُ بِبالِ

أَتَحمِلُ مَحزونَ الفُؤادِ قَوادِمٌ
عَلىٰ غُصنٍ نَائِيْ المَسَافَةِ عَالِ

أَيا جارَتا مَا أَنصَفَ الدَّهرُ بَينَنا
تَعالي أُقاسِمْكِ الهُمومَ تَعالي

تَعالَي تَرَي روحًا لَدَيَّ ضَعيفَةً
تَرَدَّدُ في جِسمٍ يُعَذِّبُ بَالِ

أَيَضحَكُ مَأسورٌ وَتَبكي طَليقَةٌ
وَيَسكُتُ مَحزونٌ ويَندِبُ سالِ

لَقَد كُنتُ أَولىٰ مِنكِ بِالدَّمْعِ مُقلَةً
وَلَكِنَّ دَمعي في الحَوادِثِ غالِ


أبو فراس الحمداني

[الحمدان]

‏تَعَثَّرتُ في ظِلٍّ لها مَرَّ جانِبي
وَكنتُ بِوَعرِ الأرضِ لَا أتَعثَّرُ


ابن خضر

[الحمدان]

إِذا لَمْ أَجِدْ خِلًّا تَقِيًّا فَوَحْدَتِي
أَلَذُّ وَأَشهَىٰ مِن غَوِيٍّ أُعاشِرُهْ

وَأَجلِسُ وَحْدِي لِلعِبادَةِ آمِنًا
أَقَرُّ لِعَينِي مِن جَليسٍ أُحاذِرُهْ

....

[الحمدان]

‏أراعي نُجومَ اللَيلِ حُبًا لبَدرِه
‏ولستُ كَما ظَنَّ الخليُّ مُنجِما


ابن خفاجي

[الحمدان]

أستخبرُ البدرَ عنكم كلّما طَلَعَا
‏وأسألُ البرقَ عنكم كلّما لَمَعَا

‏أبيتُ والشوقُ يطويني وينشُرُني
‏براحتَيْهِ ولم أشْكُ له وَجَعَا

‏أحبابَ قلبي وإن طال المدى فَلَكَمْ
‏قد قطع الشوقُ قلبي بعدكم قِطَعَا

‏فلو مَنَنْتُم على طَرْفي برؤيتِكم
‏لَكان أحسَنَ شئٍ منكمُ وَقَعَا

لاتحسبوا أنني بالغير منشغلٌ
‏إن الفؤاد لحب الغير ما وسعا


البحتري

[الحمدان]

‏تزوجتُ لم أعلم وأخطأت لم أُصِبْ
فيا ليتني قد مِتُّ قبل التزوِّجِ

فواللهِ ما أبكي على ساكني الثرى
ولكنّني أبكي على المُتزَوِّجِ


الزمخشري

[الحمدان]

‏وَجَعَلتُ مُعتَمَدِي عَلَيكَ تَوَكُّلًا
وَبَسَطتُ كَفِّي سَائِلًا أَتَضَرَّعُ

اجعَل لَنَا مِن كُلِّ ضِيقٍ مَخرَجًا
وَالطُف بِنَا يَامَن إِلَيهِ المَرجِعُ

....

[الحمدان]

وَمَا وَجَدَ المُلُوكُ أَعَزَّ مِنّا
وَأسرَعَ مِن فَوَارِسِنَا اسْتِلابا

جرير

[الحمدان]

لعَمْرُكَ ما الرزيةُ فقدُ مالٍ
ولا فرسٌ يموتُ ولا بعيرُ

ولكن الرزيةَ فقدُ حرٍ
يموتُ لموتِهِ خَلْقٌ كثيرُ

....

[الحمدان]

لَعَمرُكَ ما الإِنسانُ إِلّا بِدينِهِ
فَلا تَترُكِ التَقوى اِتِّكالًا عَلى النَسَبْ

فَقَد رَفَعَ الإِسلامُ سَلمانَ فارِسٍ
وَقَد وَضَعَ الشِركُ الشَريفَ أَبا لَهَبْ


علي بن أبي طالبٍ

[الحمدان]

تأنَّ في الشيء إذا رُمته
لتبصر الرشدَ من الغيِّ

لاتتبعنْ كُل دخانٍ ترى
فالنار قد توقد للكيّ


أبو الفتح البستي

[الحمدان]

وأنزه اسمك أن تمر حروفُه
من غيرتي بمسامع الجُلاسِ

فأقول بعض الناس عنك كناية
خوف الوُشاةِ وأنت كلّ الناسِ


بهاء الدين زهير

[الحمدان]

لابارَكَ اللَهُ في الدُنيا إِذا اِنقَطَعَت
أَسبابُ دُنياكَ مِن أَسبابِ دُنيانا

يا أُمَّ عُثمانَ إِنَّ الحُبَّ عَن عَرضٍ
يُصبي الحَليمَ وَيُبكي العَينَ أَحيانا

جرير

[الحمدان]

فَمَا أَنَا عما يُكسب العِز ناكبٌ
ولا عِندَ وَقعِ المحفظاتِ حسيرُ

البارودي

[الحمدان]

بقوَّةِ العِلمِ تقوى شَوكةُ الأممِ
فالحُكمُ في الدَّهرِ مَنسوبٌ إلى القلَمِ

كَمْ بينَ ماتَلفظُ الأسيافُ مِنْ عَلقٍ
وبينَ ماتَنفثُ الأقلامُ مِنْ حِكَمِ

لَوْ أنصفَ النَّاسُ كانَ الفضلُ بَينَهُمُ
بقطرةٍ مِنْ مِدادٍ لابسَفكِ دَمِ

فاعكِفْ على العِلمِ تَبلُغْ شَأوَ مَنزِلَةٍ
في الفَضلِ مَحفُوفةٌ بالعِزِّ والكَرمِ

فليسَ يَجْني ثِمارَ الفَوزِ يانعةً
مِنْ جنَّةِ العِلمِ إلّا صادِقُ الهِمَمِ

لَوْ لَمْ يَكُنْ في المَسَاعي مايَبينُ بِها
سَبقُ الرِّجالِ تسَاوى النَّاسُ في القِيَمِ

وَلِلْفَتى مُهلَةٌ في الدَّهْرِ إنْ ذَهبَتْ
أوقَاتُها عَبَثَاً لَمْ يَخلُ مِنْ نَدَمِ


البارودي

[الحمدان]

حكَتْ لِحاظُكِ مافي الرِّيمِ مِن مُلَحٍ
يومَ اللِّقاءِ فكانَ الفَضلُ لِلحاكِي

كأنَّ طرْفَكِ يومَ الجَزعِ يُخبِرُنا
بمَا طوَى عَنكِ مِن أسمَاءِ قَتلاكِ

أنتِ النَّعيمُ لِقلبِي والعَذابُ لهُ
فمَا أمَرَّكِ في قَلبِي وأحلاكِ


الشريف الرضي

[الحمدان]

تُعَدّ ذُنوبي عندَ قَوْمٍ كثيرَةً
ولاذَنْبَ لي إلاّ العُلى والفواضِلُ

كأنّي إذا طُلْتُ الزمانَ وأهْلَهُ
رَجَعْتُ وعِنْدي للأنامِ طَوائلُ

وقد سارَ ذكْري في البلادِ فمَن لهمْ
بإِخفاءِ شمسٍ ضَوْؤها مُتكاملُ

يُهِمّ الليالي بعضُ ما أنا مُضْمِرٌ
ويُثْقِلُ رَضْوَى دونَ ما أنا حامِلُ

وإني وإن كنتُ الأخيرَ زمانُهُ
لآتٍ بما لم تَسْتَطِعْهُ الأوائلُ

وأغدو ولو أنّ الصّباحَ صوارِمٌ
وأسْرِي ولو أنّ الظّلامَ جَحافلُ

وإني جَوادٌ لم يُحَلّ لِجامُهُ
ونِضْوٌ يَمانٍ أغْفَلتْهُ الصّياقلُ

وإنْ كان في لُبسِ الفتى شرَفٌ له
فما السّيفُ إلاّ غِمْدُه والحمائل


أبو العلاء المعري

[الحمدان]

‏ناري ونارُ الجار واحدة
‏وإليه قَبلي تُنزَل القِدْرُ

‏ماضرَّ جارًا لي أُجاورُه
‏أن لا يكون لبابِه سِتْرُ

‏أعمى إذا ماجارتي ظهرَتْ
‏حتَّى يُغيِّبَ جارتي الخِدْرُ


مسكين الدارمي

[الحمدان]

جفُونُ العذَارى منْ خِلال البرَاقع
أحدُّ من البيضِ الرِّقاق القواطعِ

إذا جرَّدتْ ذلَّ الشُّجاعُ وأصبحتْ
محاجرهُ قرْحى بفَيض المدَامِعِ

سقى اللهُ عمِّي من يدِ الموتِ جرعةً
وشلَّتْ يدَاهُ بعد قَطْعِ الأَصابعِ

كما قادَ مثْلي بالمحالِ إلى الرَّدى
وعلّقَ آمالي بذَيْل المطامعِ


عنترة بن شداد

[الحمدان]

ولوْ أسْقَيْتَهُمْ عسَلًا مُصَفَّى
بِماءِ النِّيلِ أو مَاءِ الفُرَاتِ

لقالوا إنَّهُ مِلحٌ أُجَاجٌ
أرادَ بهِ لنا إحدى الهَنَاتِ


الفرزدق

[الحمدان]

وهانَ فما أُبالي بالرزايا
لأنّي ما انتفعْتُ بأن أبالي

المتنبّي

[الحمدان]

أنتَ المُنى وحديثُ النَّفْسِ خاليةً
وفي الجميعِ وأنتَ السَّمعُ والبَصَرُ

عمر بن أبي ربيعة

[الحمدان]

إنّ خلفَ اللّيلِ فجر نائم
وغدًا يصحو فيجتاح الظلاما

وغدا تخضرّ أرضي وترى
في مكان الشوك وردًا وخزامى

البردوني

[الحمدان]

أَتَوكَ يَجرُّونَ الحديدَ كأنهم
سَرَوا بجيادٍ مالهنَّ قوائِمُ

إذا برقوا لم تُعرَفِ البيضُ منهمُ
ثيابهمُ من مثلِها والعمائمُ

المتنبي

[الحمدان]

وَبَعضُ الحِلمِ عِندَ الجَهلِ
لِلذِلَّةِ إِذعَانُ

وَفِي الشَّرِ نَجَاةٌ
حِينَ لَايُنجِيكَ إحسانُ


شهل بن شيبان

[الحمدان]

أَتَيتُكَ راجِيًا ياذا الجَلالِ
فَفَرِّج ما تَرى مِن سوءِ حالي

الإلبيري

[الحمدان]

يُبَشِّرُني مِنكَ الرَسولُ بِزَورَةٍ
فَإِن صَحَّ هَذا إِنَّني لَسَعيدُ

وَلَستُ إِخالُ الدَهرَ يَسخو بِهَذِهِ
أَلا إِنَّها مِن فِعلِهِ لَبَعيدُ

فَيا أَيُّها المَولى الَّذي أَنا عَبدُهُ
لَقَد زادَ بي شَوقٌ إِلَيكَ شَديدُ


بهاء الدين زهير

[الحمدان]

لَو كُنتُ أَعجَبُ مِن شَيءٍ لَأَعجَبَني
سَعيُ الفَتى وَهُوَ مَخبوءٌ لَهُ القَدَرُ

يَسعى الفَتى لأُِمورٍ لَيسَ مُدرِكَها
وَالنَفسُ واحِدَةٌ وَالهَمُّ مُنتَشِرُ

وَالمَرءُ ماعاشَ مَمدودٌ لَهُ أمَلٌ
لاتَنتَهي العَينُ حَتّى يَنتَهي الأَثَرُ


كعب بن زهير

[الحمدان]

‏فَلَو أَسطيعُ طِرتُ إِلَيكِ شَوقًا
وَكَيفَ يَطيرُ مَقصوصُ الجَناحِ

ابن زيدون

[الحمدان]

حُزنٌ بَرَانِي وَأشواقٌ رَعَت كَبِدِي
يَاوَيحَ نَفسِي مِن حُزنٍ وأشوَاقِ

أُكَلّفُ النّفسَ صبرًا وَهيَد جَازِعةٌ
وَالصّبرُ فِي الحُبّ أعيَا كُلّ مُشتَاقِ


البارودي

[الحمدان]

‏إِذا أَنا لَم أَنفَع خَليلي بِوُدِّهِ
فَإِنَّ عَدُوّي لايَضُرَّهُمُ بَغضي


النابغة الذبياني

[الحمدان]

وَإنَّ مِنَ العَجَائِبِ جُبْنَ قَلْبِي
بُعَيْدَ نَواهُمُ وهوَ الشُّجَاعُ

نَأَوْا حَقّاً ولا أَدْرِي أيُقْضَى
تَلاقٍ أوْ يُباحُ لنا اجْتِمَاعُ


ابن الأبار البلنسي

[الحمدان]

قدْ يسودُ المرءُ منْ غيرِ أبٍ
وبحسنِ السبكِ قَدْ يُنْفى الزغلْ

وكذا الوردُ منَ الشوكِ وما
ينبتُ النرجسُ إلا منْ بصلْ

قيمةُ الإنسانِ ما يحسِنُهُ
أكثرَ الإنسـانُ منهُ أوْ أقلْ


أبن الوردي

[الحمدان]

لِكُلِّ حَيٍّ وإنْ طالَ المَدى هُلُكُ
لاعِزَّ مَمْلَكَةٍ يَبْقى ولا مَلِكُ

لِحادِثٍ مِنْهُ في أَفْواهِنا خَرَسٌ
عَنْ الْحَديثِ وَفي أَسْماعِنا سَكَكُ


ابن رشيق

[الحمدان]

عليكَ ببرِّ الوالدينِ كليهما
وبرّ ذوي القربى وبرّ الأباعدِ


خليل مطران

[الحمدان]

قَبولُكُمُ وُدّي مِن اللَهِ نِعمَةٌ
‏تَتِمُّ إِذا كافأتُمُ الودَّ بالودِّ

‏وَلَو أَنَّكُم لَم تَقبَلوا الوُدَّ لَم يَزَل
‏مَصوناً لَكُم حَتّى أُغَيَّبَ في لَحدي


العباس بن الأحنف

[الحمدان]

العيشُ ماضٍ فأكرمْ والديكَ به
والأُمُّ أولى بإِكرامٍ وإِحسانِ

وحسبُها الحملُ والإِرضاع تُدمِنه
أمران بالفضلِ نالا كلَّ إِنسانِ


أبو العلاء المعري

[الحمدان]

وَرُبَّ أَخٍ لَمْ يُدْنِهِ مِنْكَ وَالِدٌ
أَبَرُّ مِن ابْنِ الأُمِّ عِنْدَ النَّوَائِبِ

وَرُبَّ بَعِيدٍ حَاضِرٌ لَكَ نَفْعُهُ
وَرُبَّ قَرِيبٍ شَاهِدٌ مِثْلَ غَائِبِ

....

[الحمدان]

وبَحثتُ عَن سِرِّ السَّعادةِ جَاهدًا
فَوجَدت هَذا السِّرَّ فِي تَقواكَ

فَليرض عنِّي النَّاس أو فَليسخطُوا
أنَا لَم أعُد أسعَى لِغيرِ رِضَاكَ


إبراهيم بديوي