المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به


الصفحات : 1 2 3 4 5 6 7 8 9 [10] 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160

الحمدان
07-21-2023, 11:51 PM
إذا بلغ الفطام لنا صبي
تخر له الجبابر ساجدينا

ملأنا البر حتى ضاق عنا
وظهر البحر نملؤه سفينا

ألا لا يجهلن أحد علينا
فنجهل فوق جهل الجاهلينا

الحمدان
07-22-2023, 12:00 AM
دَعوني دَعوني قَد أَطَلتُم عَذابِيا
وَأَنضَجتُمُ جِلدي بِحَرِّ المَكاوِيا

دَعوني أَمُت غَمّاً وَهَمّاً وَكُربَةً
أَيا وَيحَ قَلبي مَن بِهِ مِثلُ ما بِيا

دَعوني بِغَمّي وَاِنهَدوا في كَلاءَةٍ
مِنَ اللَهِ قَد أَيقَنتُ أَن لَستُ باقِيا

وَراءَكُمُ إِنّي لَقيتُ مِنَ الهَوى
تَباريحَ أَبلَت جِدَّتي وَشَبابِيا

بَرانِيَ شَوقٌ لَو بِرَضوى لَهَدَّهُ
وَلَو بِثَبيرٍ صارَ رَمساً وَسافِيا

سَقى اللَهُ أَطلالاً بِناحِيَةِ الحِمى
وَإِن كُنَّ قَد أَبدَينَ لِلناسِ ما بِيا

مَنازِلُ لَو مَرَّت عَلَيها جَنازَتي
لَقالَ الصَدى يا حامِلَيَّ اِنزِلا بِيا

فَأُشهِدُ بِالرَحمَنِ مَن كانَ مُؤمِناً
وَمَن كانَ يَرجو اللَهَ فَهوَ دَعا لِيا

لَحا اللَهُ أَقواماً يَقولونَ إِنَّنا
وَجَدنا الهَوى في النَأيِ لِلصَبِّ شافِيا

فَما بالُ قَلبي هَدَّهُ الشَوقُ وَالهَوى
وَأَنضَجَ حَرُّ البَينِ مِنّي فُؤادِيا

أَلا لَيتَ عَيني قَد رَأَت مَن رَآكُمُ
لَعَلِّيَ أَسلو ساعَةً مِن هُيامِيا

وَهَيهاتَ أَن أَسلو مِنَ الحُزنِ وَالهَوى
وَهَذا قَميصي مِن جَوى البَينِ بالِيا

فَقُلتُ نَسيمَ الريحَ أَدِّ تَحِيَّتي
إِلَيها وَما قَد حَلَّ بي وَدَهانِيا

فَأَشكُرَهُ إِنّي إِلى ذاكَ شائِقٌ
فَيا لَيتَ شِعري هَل يَكونُ تَلاقِيا

مُعَذِّبَتي لَولاكِ ما كُنتُ هائِماً
أَبيتُ سَخينَ العَينِ حَرّانَ باكِيا

مُعَذِّبَتي قَد طالَ وَجدي وَشَفَّني
هَواكِ فَيا لِلناسِ قَلَّ عَزائِيا

مُعَذِّبَتي أَورَدتِني مَنهَلَ الرَدى
وَأَخلَفتِ ظَنّي وَاِحتَرَمتِ وِصالِيا

خَليلَيَّ هَيّا أَسعِداني عَلى البُكا
فَقَد جَهَدَت نَفسي وَرُبَّ المَثانِيا

خَليلَيَّ إِنّي قَد أَرِقتُ وَنِمتُما
لِبَرقٍ يَمانٍ فَاِجلِسا عَلِّلانِيا

خَليلَيَّ لَو كُنتُ الصَحيحَ وَكُنتُما
سَقيمَينِ لَم أَفعَل كَفِعلِكُما بِيا

خَليلَيَّ مُدّا لي فِراشِيَ وَاِرفَعا
وِسادي لَعَلَّ النَومَ يُذهِبُ ما بِيا

خَليلَيَّ قَد حانَت وَفاتِيَ فَاِطلُبا
لِيَ النَعشَ وَالأَكفانَ وَاِستَغفِرا لِيا

وَإِن مِتُّ مِن داءِ الصَبابَةِ أَبلِغا
شَبيهَةَ ضَوءِ الشَمسِ مِنّي سَلامِيا



قيس بن الملوح

الحمدان
07-22-2023, 12:01 AM
هَنيئاً مَريئاً ما أَخَذتِ وَلَيتَني
أَراها وَأُعطى كُلَّ يَومٍ ثِيابِيا

وَيا لَيتَها تَدري بِأَنّي خَليلُها
وَإِنّي أَنا الباكي عَلَيها بُكائِيا

خَليلَيَّ لَو أَبصَرتُماني وَأَهلُها
لَدَيَّ حُضورٌ خِلتُماني سَوائِيا

وَلَمّا دَخَلتُ الحَيَّ خَلَّفتُ موقِدي
بِسِلسِلَةٍ أَسعى أَجُرُّ رِدائِيا

أَميلُ بِرَأسي ساعَةً وَتَقودُني
عَجوزٌ مِنَ السُؤالِ تَسعى أَمامِيا

وَقَد أَحدَقَ الصِبيانُ بي وَتَجَمَّعوا
عَلَيَّ وَشَدّوا بِالكِلابِ ضَوارِيا

نَظَرتُ إِلى لَيلى فَلَم أَملِكِ البُكا
فَقُلتُ اِرحَموا ضَعفي وَشِدَّةَ ما بِيا

فَقامَت هَبوباً وَالنِساءُ مِنَ اَجلِها
تَمَشَّينَ نَحوي إِذ سَمِعنَ بُكائِيا

مُعَذِّبَتي لَولاكِ ما كُنتُ سائِلاً
أَدورُ عَلى الأَبوابِ في الناسِ عارِيا

وَقائِلَةٍ وارَحمَةً لِشَبابِهِ
فَقُلتُ أَجَل وارَحمَةً لِشَبابِيا

أَصاحِبَةَ المِسكينِ ماذا أَصابَهُ
وَما بالُهُ يَمشي الوَجى مُتَناهِيا

وَما بالُهُ يَبكي فَقالَت لِما بِهِ
أَلا إِنَّما أَبكي لَها لا لِما بِيا

بَني عَمِّ لَيلى مَن لَكُم غَيرَ أَنَّني
مُجيدٌ لِلَيلى عُمرُها مِن حَياتِيا

فَما زادَني الواشونَ إِلّا صَبابَةً
وَما زادَني الناهونَ إِلّا أَعادِيا

فَيا أَهلَ لَيلى كَثَّرَ اللَهُ فيكُمُ
مِنَ اَمثالِها حَتّى تَجودوا بِها لِيا

فَما مَسَّ جَنبي الأَرضَ حَتّى ذَكَرتُها
وَإِلّا وَجَدتُ ريحَها في ثِيابِيا



قيس بن الملوح

الحمدان
07-22-2023, 08:40 PM
مكانكَ يا بدرٌ وإنْ كنتَ واشياً
لعلكَ تروي عندها بعضَ ما بيا

مكانكَ يا بدرٌ لأشكوَ حبّها
وتشهدُ عندَ اللهِ عن كنتَ رائيا

مكانكَ لا تعجلْ لتحضرَ ساعتي
فإني أرى ساعاتِ عمري ثوانيا

ويا بدرُ خذ عيني فذاكَ سريرُها
وتلكَ وإن لمْ أدعُها باسمِها هيا

أغارُ عليها أن تقابلَ وجهها
فتنقلَ عنهُ للوشاةِ معانيا

وأخشى عليها من شعاعكَ مثلما
يخافُ على النفسِ الجبانُ المواضيا

فإني أرى جسماً لو أن مدامعي
جرينَ عليهِ أصبحَ الجسمُ داميا

وما عجبي إلا من البدرِ يدعي
تمنع ليلى ثمَّ ألقاهُ عاريا

فيا بدرُ إني موضعُ الصنعِ فاتخذْ
يداً لكَ عندي تلقني الخيرَ جازيا

وذي قبلةُ مني إليها فألقها
على فمها وارجعْ بأنفاسها لِيا

وإن لم يكن في الحسنِ إلا عواذلٌ
فيا بدرُ كنْ خيراً عذولاً وواشيا

أذِع حسنَها في كلِّ أفقٍ تنيرُهُ
وأحصِ علينا ما حيينا اللياليا

كأنَّ الهوى قد خُطّ قبل وجودنا
كتاباً على ما يلبثُ الكونُ باقيا

لهُ البدرُ عنوانٌ وقد امستِ السما
صحائفُ فيهِ والحروفُ الدراريا

وإني قسمتُ الروعَ شطرينِ واحدٍ
بجسمي وشطرٍ عندها لا يرانيا

ولا بدَّ من يومٍ تعودُ لأصلها
فإمَّا بوصلٍ بيننا أو فنائيا

ولم أرَ غيري بعضُهُ خانَ بعضَهُ
فأصبحَ مشغولاً واصبحَ خاليا

بربّكِ يا نفسي وربُّكِ شاهدٌ
أتهنئةٌ كانَ الهوى أم تعازيا

وهلْ ذكرتني هندُ يوماً فأشفقتْ
لما بي وحاكتني بكا أو تباكيا

وهلْ حدثتها نفسُها أنني بها
شديدُ الهوى أو أنني بتُّ ساليا

يكادُ يفيضُ القلبُ من ذكرها دماً
لأكتبَ منهُ في هواها القوافيا

وتذهبُ نفسي حسرةً إن رأيتُها
وأُصرعُ وجداً كلما قالتْ آه يا

ولو أنني أرجو لهانتْ مصائبي
ولكن منها أنني لستُ راجيا

فيا من تجير النومَ مني جفونُها
أجيري إذنْ من ذي الجفونِ فؤاديا

تحرمُ عيني ما لعينيكِ مثلما
تَجَنَّبُ مولاها العبيدُ تحاشيا

وأقسمُ لو تبكينَ يوماً من الهوى
لما كنتُ إجلالاً لجفنيكِ باكيا

أما لي عذرُ في الغرامِ وأعيني
ترى كلَّ شيءٍ فيكِ للحبِّ داعيا

وقد رفعتكِ الناسُ حتى ظننتهم
لأجلكِ يدعونَ النجومَ جواريا

وكم أتصابى فيك حتى كأنما
وجدتكِ حسناً قد تحلتْ تصابيا

فلو سألوني عن أمانيَّ لم أزد
على أن تميتني وأخلقُ ثانيا



مصطفى صادق الرافعي

الحمدان
07-23-2023, 01:39 AM
"النصحُ أرخص ماباع الرجالُ فلا
ترددْ على ناصحٍ نُصْحًا ولا تَلُمِ

إِنَّ النصائحَ لا تخفَى مَناهِجُها
على الرجالِ ذوي الألبابِ والفهمِ


الأصمعي

الحمدان
07-23-2023, 01:39 AM
صَوْتُ صَفيرِ البُلْبُلِ
هَيَّجَ قَلْبِيَ الثَمِلِ

المَاءُ وَالزَّهْرُ مَعَاً
مَعَ زَهرِ لَحْظِ المُقَلِ

وَأَنْتَ يَاسَيِّدَ لِي
وَسَيِّدِي وَمَوْلَى لِي

فَكَمْ فَكَمْ تَيَّمَنِي
غُزَيِّلٌ عَقَيْقَلي

قَطَّفْتُ مِنْ وَجْنَتِهِ
مِنْ لَثْمِ وَرْدِ الخَجَلِ

فَقَالَ بَسْ بَسْبَسْتَنِي
فَلَمْ يَجُد بالقُبَلِ

فَقَالَ لاَ لاَ لاَ ثم لاَ لاَ لاَ

وَقَدْ غَدَا مُهَرْوِلِ
وَالخُودُ مَالَتْ طَرَبَاً

مِنْ فِعْلِ هَذَا الرَّجُلِ
فَوَلْوَلَتْ وَوَلْوَلَتُ

وَلي وَلي يَاوَيْلَ لِي
فَقُلْتُ لا تُوَلْوِلِي

وَبَيِّنِي اللُؤْلُؤَ لَي
لَمَّا رَأَتْهُ أَشْمَطَا

يُرِيدُ غَيْرَ القُبَلِ
وَبَعْدَهُ لاَيَكْتَفِي

إلاَّ بِطِيْبِ الوَصْلَ لِي
قَالَتْ لَهُ حِيْنَ كَذَا

انْهَضْ وَجِدْ بِالنَّقَلِ
وَفِتْيَةٍ سَقَوْنَنِي

قَهْوَةً كَالعَسَلَ لِي
شَمَمْتُهَا بِأَنْفِي

أَزْكَى مِنَ القَرَنْفُلِ
فِي وَسْطِ بُسْتَانٍ حُلِي

بالزَّهْرِ وَالسُرُورُ لِي
وَالعُودُ دَنْ دَنْدَنَ لِي

وَالطَّبْلُ طَبْ طَبَّلَ لِي
طَب طَبِ طَب طَبِ

طَب طَب طَبَ لي

وَالسَّقْفُ قَدْ سَقْسَقَ لِي

وَالرَّقْصُ قَدْ طَبْطَبَ لِي
شَوَى شَوَى وَشَاهِشُ

عَلَى وَرَقْ سَفَرجَلِ
وَغَرَّدَ القَمْرُ يَصِيحُ

مِنْ مَلَلٍ فِي مَلَلِ
فَلَوْ تَرَانِي رَاكِباً

عَلَى حِمَارٍ أَهْزَلِ
يَمْشِي عَلَى ثَلاثَةٍ

كَمَشْيَةِ العَرَنْجِلِ
وَالنَّاسُ تَرْجِمْ جَمَلِي

فِي السُوقِ بالقُلْقُلَلِ

وَالكُلُّ كَعْكَعْ كَعِكَعْ
خَلْفِي وَمِنْ حُوَيْلَلِي

لكِنْ مَشَيتُ هَارِبا
مِنْ خَشْيَةِ العَقَنْقِلِي

إِلَى لِقَاءِ مَلِكٍ
مُعَظَّمٍ مُبَجَّلِ

يَأْمُرُلِي بِخِلْعَةٍ
حَمْرَاءُ كَالدَّمْ دَمَلِ

أَجُرُّ فِيهَا مَاشِياً
مُبَغْدِدَاً للذيَّلِ

أَنَا الأَدِيْبُ الأَلْمَعِي
مِنْ حَيِّ أَرْضِ المُوْصِلِ

نَظَمْتُ قِطَعاً زُخْرِفَتْ
يَعْجَزُ عَنْهَا الأَدْبُ لِي

أَقُولُ فِي مَطْلَعِهَا
صَوْتُ صَفيرِ البُلْبُلِ




الأصمعي العصر العباسي

الحمدان
07-23-2023, 05:50 PM
فَرضٌ عَلى الناسِ أَن يَتوبوا
لَكِنَّ تَركَ الذُنوبِ أَوجَب

وَالدَهرُ في صَرفِهِ عَجيبٌ
وَغَفلَةُ الناسِ فيهِ أَعجَب

وَالصَبرُ في النائِباتِ صَعبٌ
لَكِنَّ فَوتَ الثَوابِ أَصعَب

وَكُلُّ ما يُرتَجَى قَريبٌ
وَالمَوتُ مِن كُلِّ ذاكَ أَقرَب



علي بن أبي طالب

الحمدان
07-23-2023, 05:50 PM
أَبا لَهَبٍ تَبَّت يَداكَ أَبا لَهَب
وَتَبَّت يَداها تِلكَ حَمّالَةَ الحَطَب

خَذَلتَ نَبيّاً خَيرَ مَن وَطِئَ الحَصى
فَكُنتَ كَمَن باعَ السَلامَةَ بِالعَطَب

وَخِفتَ أَبا جَهلٍ فَأَصبَحتَ تابِعاً
لَهُ وَكَذاكَ الرَأسُ يتبَعُهُ الذَنَب

فَأَصبَحَ ذاكَ الأَمرُ عاراً يُهيلُهُ
عَلَيكَ حَجيجُ البَيتِ في مَوسِمِ العَرَب

وَلَو كانَ مِن بَعضِ الأَعادي مُحَمَّدٌ
لَحامَيتُ عَنهُ بِالرِماحِ وَبِالقَضَب

وَلَم يَسلِموهُ أَو يُضَرَّعَ حَولَهُ
رِجالُ بِلاءٍ بِالحُروبِ ذَوو حَسَب



علي بن أبي طالب

الحمدان
07-23-2023, 05:51 PM
ذَهَبَ الوَفاءُ ذِهابَ أَمسِ الذاهِبِ
فَالناسُ بَينَ مُخاتِلٍ وَمُوارِبِ

يَفشونَ بَينَهُمُ المَوَدَّةَ وَالصَفا
وَقُلوبَهُم مَحشُوَّةٌ بِعَقارِبِ



علي بن أبي طالب

الحمدان
07-23-2023, 05:51 PM
تَرَدَّ رِداءَ الصَبرِ عِندَ النَوائِبِ
تَنَل مِن جَميلِ الصَبرِ حُسنَ العَواقِبِ

وَكُن صاحِباً لِلحِلمِ في كُلِّ مَشهَدٍ
فَما الحِلمُ إِلّا خَيرُ خِدنٍ وَصاحِبِ

وَكُن حافِظاً عَهدَ الصَديقِ وَراعِياً
تَذُق مِن كَمالِ الحِفظِ صَفوَ المَشارِبِ

وَكُن شاكِراً لِلّهِ في كُلِّ نِعمَةٍ
يَثِبكَ عَلى النُعمى جَزيلَ المَواهِبِ

وَما المَرءُ إِلّا حَيثُ يَجعَلُ نَفسَهُ
فَكُن طالِباً في الناسِ أَعلى المَراتِبِ

وَكُن طالِباً لِلرِزقِ مِن بابِ حِلَّةٍ
يُضاعَف عَلَيكَ الرِزقُ مِن كُلِّ جانِبِ

وَصُن مِنكَ ماءَ الوَجهِ لا تَبذُلَنَّهُ
وَلا تَسألِ الأَرذالَ فَضلَ الرَغائِبِ

وَكُن مُوجِباً حَقَّ الصَديقِ إِذا أَتى
إِلَيكَ بِبرٍ صادِقٍ مِنكَ واجِبِ

وُكُن حافِظاً لِلوالِدَينِ وَناصِراً
لِجارِكَ ذي التَقوى وَأَهلِ التَقارُبِ



علي بن أبي طالب

الحمدان
07-23-2023, 05:52 PM
الدَهرُ يَخنُقُ أَحياناً قِلادَتَهُ
عَلَيكَ لا تَضطَرِب فيهِ وَلا تَثِبِ

حَتّى يُفَرِّجُها في حالِ مُدَّتِها
فَقَد يَزيدُ اِختِناقاً كُلُّ مُضطَرِبِ


علي بن أبي طالب رضي الله عنه

الحمدان
07-23-2023, 05:52 PM
لا تَطلُبَّنَ مَعيشَةً بِمَذَلَةٍ
وَاِربَأ بِنَفسِكَ عَن دَنِيِّ المُطلَبِ

وِإِذا اِفتَقَرتَ فَداوِ فَقرَكَ بِالغِنى
عَن كُلِّ ذي دَنَسٍ كَجِلدِ الأَجرَبِ

فَليَرجِعَنَّ إِلَيكَ رزقُكَ كُلُّهُ
لَو كانَ أَبعَدُ مِن مَقامِ الكَوكَبِ


علي بن أبي طالب

الحمدان
07-23-2023, 05:53 PM
فإِن تَسأَلَنّي كَيفَ أَنتَ فَإِنَّني
صَبورٌ عَلى رَيبِ الزَمانِ صَعيبُ

حَريصٌ عَلى أَن لا يُرى بي كَآبَةٌ
فَيشمُتُ عادٍ أَو يُساءَ حَبيبُ



علي بن أبي طالب

الحمدان
07-23-2023, 05:53 PM
يُغَطّي عُيوبَ المَرءِ كَثرَةُ مالِهِ
يُصَدَّقُ فيما قالَ وَهوَ كَذوبُ

وَيُرزي بِعقلِ المَرءِ قِلَّةُ مالِهِ
يُحَمِّقُهُ الأَقوامُ وَهوَ لَبيبُ


علي بن أبي طالب

الحمدان
07-23-2023, 05:53 PM
غالَبتُ كُلَّ شَديدَةٍ فَغَلَبتُها
وَالفَقرُ غالَبَني فَأَصبَحَ غالِبي

إِن أُبدِهِ يَصفَح وَإِن لَم أُبدِهِ
يَقتُل فَقُبِّحَ وَجهُهُ مِن صاحِبِ



علي بن أبي طالب

الحمدان
07-23-2023, 05:54 PM
فَلَو كانَتِ الدُنيا تُنالُ بِفِطنَةٍ
وَفَضلٍ وَعَقَلٍ نِلتُ أَعلى المَراتِبِ

وَلَكِنَّما الأَرزاقُ حَظٌّ وَقِسمَةٌ
بَفَضلِ مَليكٍ لا بِحيلَةِ طالِبِ




علي بن أبي طالب

الحمدان
07-23-2023, 05:54 PM
وَأَفضَلُ قَسمِ اللَهِ لِلمَرءِ عَقلُهُ
فَلَيسَ مِن الخَيراتِ شِيءٌ يُقارِبُه

إِذا أَكمَلَ الرَحمَنُ لِلمَرءِ عَقلَهُ
فَقَد كُمُلَت أَخلاقُهُ وَمآرِبُه

يَعيشُ الفَتى في الناسِ بِالعَقلِ إِنَّهُ
عَلى العَقلِ يِجري عَلمُهُ وَتَجارِبُه

يَزينُ الفَتى في الناسِ صِحَّةُ عَقلِهِ
وَإِن كانَ مَحظوراً عَلَيهِ مَكاسِبُه

يَشينُ الفَتى في الناسِ قِلَّةُ عَقلِهِ
وَإِن كَرُمَت أَعراقُهُ وَمَناسِبُه

وَمَن كانَ غَلّاباً بِعَقلٍ وَنَجدَةٍ
فَذو الجَدِّ في أَمرِ المَعيشَةِ غالِبُه



علي بن أبي طالب

الحمدان
07-23-2023, 05:55 PM
لَيسَ البَلِيَّةُ في أَيّامِنا عَجَباً
بَلِ السَلامَةُ فيها أَعجَبُ العَجَبِ

لَيسَ الجَمالُ بِأَثوابٍ تُزَيِّنُنا
إِنَّ الجَمالَ جَمالُ العَقلِ وَالأَدَبِ

لَيسَ اليَتيمُ الَّذي قَد ماتَ والِدُهُ
إِنَّ اليَتيمَ يَتيمُ العِلمِ وَالأَدَبِ



علي بن أبي طالب رضي الله عنه

الحمدان
07-23-2023, 07:28 PM
إِنَّ السَماءَ إِذا لَم تَبكِ مُقلَتُها
لَم تَضحَكِ الأَرضُ عَن شَيءٍ مِنَ الخُضُرِ

وَالزَهرُ لا تَنجَلي أَحداقُهُ أَبَداً
إِلّا إِذا مَرِضَت مِن كَثرَةِ المَطَرِ


البحتري

الحمدان
07-23-2023, 07:29 PM
لِلَّهِ دَرُّكَ قَد أَكمَلتَ أَربَعَةً
ما هُنَّ في أَحَدٍ مِن سائِرِ البَشَرِ

العِرضُ مُمتَهَنٌ وَالنَفسُ ساقِطَةٌ
وَالوَجهُ مِن سَفَنٍ وَالعَينُ مِن حَجَرِ


البحتري

الحمدان
07-23-2023, 07:29 PM
أَبا الطَيِبِ اِسمَع لا سَمِعتُ بِحادِثٍ
عَلَيكَ وَلازِلتَ المُجيرَ عَلى الدَهرِ

لِشَكوايَ إِنّي لِلَّذي قَد أَظَلَّني
مِنَ البَينِ أَخشى أَن أَموتَ وَلاأَدري

فَوَاللَهِ ما أَختارُ مِن بَعدِكَ الغِنى
وَقُربُكَ أَشهى مِنهُ عِندي مَعَ الفَقرِ

وَحَسبُكَ أَنَّ العَزلَ أَحسَنُ مَوقِعاً
لَدَيَّ لِأَدنو مِنهُ مِن عَمَلي مِصرِ

إِذا كُنتُ مِن خَوفِ الفِراقِ مُدَلَّهاً
وَدارُكَ مِنّي ياِبنَ موسى عَلى فِترِ

فَكَيفَ تَراني إِن تَرَحَّلتَ صانِعاً
إِلى بَلَدٍ أَقوَت مَعالِمُهُ قَفرِ

أُقيمُ وَحيداً فيهِ أَندُبُ رَبعَهُ
وَآسى عَلى أَيّامِنا الجِدِّ وَالغُرِّ

أَأَصبِرُ لا وَاللَهِ ما لي تَجَلُّدٌ
فَأَسلو وَلا عَن حُسنِ وَجهِكَ مِن صَبرِ

فَسِيّانِ عِندي رِحلَتي عَنكَ طائِعاً
وَأَنتَ مُقيمٌ وَاِنتِقالي إِلى قَبري



البحتري

الحمدان
07-23-2023, 07:30 PM
مَرِضتَ فَأَمرَضتَ القُلوبَ وَجانَبَت
كَراها جُفونٌ مايَجِفُّ لَها شُفرُ

فَلا سُقِيَت مِصرٌ وَلا مَدَّ نيلُها
وَلادَبَّ في أَغصانِها الوَرَقُ النَضرُ

أَتَحسِبُ مِصرٌ أَنَّ قَلبي يُحِبُّها
وَقَد جَرَّعَتني فيكَ ما جَرَّعَت مِصرُ

طَغى إِذ جَرَت أَنهارُها تَحتَ عَرشِهِ
وَتاهَ بِها فِرعَونُ تيهاً هُوَ الكُفرُ

فَلا جُزِيَت مِصرٌ لِذاكَ اِحتَقَرتُها
وَلَم تَرَ شَيئاً أَن جَرى تَحتَكَ البَحرُ


البحتري

الحمدان
07-23-2023, 07:30 PM
يا مَن يُماطِلُني وَصلي بِإِنكارِ
ماذا الجَفاءُ وَما بِالوَصلِ مِن عارِ

إِنّي أُعيذُكَ أَن تَزهو عَلى دَنِفٍ
حَيرانَ قَد صارَ بَينَ البابِ وَالدارِ

أَو مُستَجيراً بِوَصلٍ مِنكَ تَرحَمُهُ
مِثلَ الَّذي قالَ في سِرٍّ وَإِجهارِ

المُستَجيرُ بِعَمرٍ عِندَ كُربَتِهِ
كَالمُستَجيرِ مِنَ الرَمضاءِ بِالنارِ


البحتري

الحمدان
07-23-2023, 07:31 PM
اِقبَل مَعاذيرَ مَن يَأتيكَ مُعتَذِراً
إِن بَرَّ عِندَكَ فيما قالَ أَو فَجَرا

فَقَد أَطاعَكَ مَن أَرضاكَ ظاهِرُهُ
وَقَد أَضَلَّكَ مَن يَعصيكَ مُستَتِرا

خَيرُ الخَليلَينِ مَن أَغضى لِصاحِبِهِ
وَلَو أَرادَ اِنتِصاراً مِنهُ لَاِنتَصَرا



البحتري العصر العباسي

الحمدان
07-23-2023, 08:06 PM
صبَّحته عند المساء فقال لي
أو ما ترى ذا الليل مد جناحا

تالله لا أدري أفيما قلته
تهزأ بقدري أم تريد مزاحا

فأجبته إشراق وجهك غرّني
لما نظرت جبينك الوضاحا

غطّى على الليل البهيم ضياؤه
حتى تخيّلت المساء صباحا

الحمدان
07-23-2023, 09:04 PM
جَرى لِيَ طَيرٌ في حِمامٍ حَذِرتُهُ
عَلَيكَ اِبنَ عَمروٍ مِن سَنيحٍ وَبارِحِ

فَلَم يُنجِ صَخراً ما حَذِرتُ وَغالَهُ
مَواقِعُ غادٍ لِلمَنونِ وَرائِحِ

رَهينَةُ رَمسٍ قَد تَجُرُّ ذُيولُها
عَلَيهِ سَوافي الرامِساتِ البَوارِحِ

فَيا عَينِ بَكّي لِاِمرِئٍ طارَ ذِكرُهُ
لَهُ تَبكِ عَينُ الراكِضاتِ السَوابِحِ

وَكُلُّ طَويلِ المَتنِ أَسمَرَ ذابِلٍ
وَكُلُّ عَتيقٍ في جِيادِ الصَفائِحِ

وَكُلُّ دِلاصٍ كَالأَضاةِ مُذالَةً
وَكُلُّ جَوادٍ بَيِّنِ العِتقِ قارِحِ

وَكُلُّ ذَمولٍ كَالفَنيقِ شِمِلَّةٍ
وَكُلُّ سَريعٍ آخِرِ اللَيلِ آزِحِ

وَلِلجارِ يَوماً إِن دَعا لِمَضيفَةٍ
دَعا مُستَغيثاً أَوَّلاً بِالجَوايِحِ

أَخو الحَزمِ في الهَيجاءِ وَالعَزمِ في الَّتي
لِوَقعَتِها يَسوَدُّ بيضُ المَسايِحِ

حَسيبٌ لَبيبٌ مُتلِفٌ ما أَفادَهُ
مُبيحُ تِلادِ المُستَغِشِّ المُكاشِحِ



الخنساء

الحمدان
07-23-2023, 09:05 PM
ذَري عَنكِ أَقوالَ الضَلالِ كَفى بِنا
لِكَبشِ الوَغى في اليَومِ وَالأَمسِ ناطِحا

فَخالِدُ أَولى بِالتَعَذُّرِ مِنكُمُ
غَداةَ عَلا نَهجاً مِنَ الحَقِّ واضِحا

عَلَيكُم بِإِذنِ اللَهِ يُزجي مُصَمِّماً
سَوانِحَ لا تَكبو لَها وَبَوارِحا

نَعَوا مالِكاً بِالتاجِ لَمّا هَبَطنَهُ
عَوابِسَ في هابي الغُبارِ كَوالِحا

فَإِن تَكُ قَد أَبكَتكَ سَلمى بِمالِكٍ
تَرَكنا عَلَيهِ نائِحاتٍ وَنائِحا



الخنساء

الحمدان
07-23-2023, 09:05 PM
أَعَينِ أَلا فَاِبكي لِصَخرٍ بِدَرَّةٍ
إِذا الخَيلُ مِن طولِ الوَجيفِ اِقشَعَرَّتِ

إِذا زَجَروها في الصَريخِ وَطابَقَت
طِباقَ كِلابٍ في الهِراشِ وَهَرَّتِ

شَدَدتَ عِصابَ الحَربِ إِذ هِيَ مانِعٌ
فَأَلقَت بِرِجلَيها مَرِيّاً فَدَرَّتِ

وَكانَت إِذا ما رامَها قَبلُ حالِبٌ
تَقَتهُ بِإيزاغٍ دَماً وَاِقمَطَرَّتِ

وَكانَ أَبو حَسّانَ صَخرٌ أَصابَها
فَأَرغَثَها بِالرُمحِ حَتّى أَقَرَّتِ

كَراهِيَّةٌ وَالصَبرُ مِنكَ سَجِيَّةٌ
إِذا ما رَحى الحَربِ العَوانِ اِستَدَرَّتِ

أَقاموا جَنابَي رَأسِها وَتَرافَدوا
عَلى صَعبِها يَومَ الوَغى فَاِسبَطَرَّتِ

عَوانٌ ضَروسٌ ما يُنادى وَليدُها
تَلَقَّحُ بِالمُرّانِ حَتّى اِستَمَرَّتِ

حَلَفتَ عَلى أَهلِ اللِواءِ لَيوضَعَن
فَما أَحنَثَتكَ الخَيلُ حَتّى أَبَرَّتِ

وَخَيلٌ تُنادى لا هَوادَةَ بَينَها
مَرَرتَ لَها دونَ السَوامِ وَمُرَّتِ

كَأَنَّ مُدِلّاً مِن أُسودٍ تَبالَةٍ
يَكونُ لَها حَيثُ اِستَدارَت وَكَرَّتِ


الخنساء

الحمدان
07-23-2023, 10:01 PM
أَلا يا ابنَ عَمِّي قَد تَمادى التَّباعُدُ
عَلَيَّ فأَضحَى دَمعُ عَينِيَ يَذرُفُ

أَرُومُ وِصالاً نَحوَكُم فيعُوقُنِي
زَمانٌ عَلَى التَّقدِيرِ يُرضِي ويُسعِفُ

عَلى أَنَّكُم أَقصَى مَرامِي وَإِنَّما
تعُوقُ الفَتَى الأَقدارُ حِيناً وَتصرِفُ

وأَنتُم مُنائِي يا سُوَيداءَ ناظِري
وراحَةُ قَلبِي الهائِمِ المُتَلَهِّفِ

فرِقُّوا لِصَبٍّ أَنحَلَ البُعدُ جِسمَهُ
سَهِيراً وَمن حَرِّ الجَوى كادَ يَتلَفُ

فأنتُم حِجا المَلهُوفِ إِن جاءَ صارِخاً
وأَنبَلُ مَن فوقَ المِهادِ وأَشرَفُ

وساجَلتُكُم عَلِّي أَفُز من جَنابِكُم
بِطِرسٍ فأَهنا بالوِصالِ وأَرشُفُ

أَلا يا ابنَ عَمِّي أَنتَ رِفدٌ لِقاصِدٍ
وَجُودُكَ بَحرٌ وَالبَرِيَّةُ تَغرِفُ

فجُد بِرَقِيمٍ يُنعِشُ الرُّوحَ نَسجُهُ
فَفَضلُكَ مَشهورٌ وَبالبِرِّ تُوصَفُ

فأَنتُم شِفا سُقمِي وَمَرتَعُ ناظِرِي
وَغايةُ آمالي فَمُنُّوا تَعَطَّفُوا

فَيا حبَّذا ذاكَ التَّزاوُرُ بَينَنا
وَنُجمُ السَّما مِن حَولِ بَدرِهِمُ حَفُّوا

فَيا لَيتَني معكم أَحِبَّةَ ناظِري
فأَجني ثِمارَ العلم منكم وأَقطُفُ

وَأُنبِئُكُم يا زِينَةَ الدَّهرِ أَنَّنِي
لِشَطِّكُمُ نَومي وعيشِيَ لم يَصفُ

فآهٍ عَسى الأَيّامُ تُدمِجُ ما مَضَى
بأُنسٍ مَعَ الساداتِ وَالشَّملَ يَلتَفُّ

فَيُشفى حَرِيقُ القَلبِ مِن حَرِّ فَقدِكُم
وَيَنكَفُّ دَمعٌ بالخُدودِ لهُ وَكفُ

فَعَبد لَطيفٍ أَنتَ رُوحِي وَراحَتِي
وَقربُكَ يُحيِيني وَبُعدُكَ لِي حَتفُ

وَلا زالَ لُطفُ اللَّه يا عَلَمَ الهُدى
يُغادِيكَ ما قامَ المُصَلُّونَ واصطَفُّوا

علَيكَ سَلامي ما ذَكَرتُكَ ساعَةً
فَأَسبَلتُ دَمعاً مِن عُيونِي لهُ عُنفُ

وَأَختِمُ نَظمِي بالصَّلاةِ مُسَلِّماً
عَلَى المُصطَفى ما رُدَّ لِلنَّاظِرِ الطَّرفُ

وَآلٍ وَأَصحابٍ جَميعاً وَعِترَةٍ
لأَنَّهُمُ شَمسُ الهُداءِلِمَن يَقفُو




صالح بن محمد آل مبارك
السعودية

الحمدان
07-23-2023, 10:02 PM
أَوَجهُكِ ذا أَم ذا هُوَ البَدرُ طالِعُ
وَثَغرُكِ ذا أَم لاعِجُ البَرقِ لائِحُ

وَذا الدُّرُّ أَم هذا أَقاحٌ مُنَضَّدٌ
بِفِيكِ وذا لَيلٌ أَمِ الشَّعرُ طَافِحُ

وذاكَ هِلالٌ أَم جَبينٌ لَنا بَدا
فأَسفَرَتِ الظَّلماءُ واللَّيلُ جانِحُ

وَتِلكَ نِبالٌ أَم عُيُونٌ رَواشِقٌ
إِذا نَظَرَتنا صاحَ بالقَلبِ صائِحُ

وذا مَبسَمٌ كالأُرجُوانِ مُعَسَّلٌ
بِهِ الصَّبُّ مُضنىً ما تَغَنَّت صَوادِحُ

وهَذا قَناً أَم ذا قَوامٌ مُهَفهَفٌ
فهَا هُوَ مِن سُكرِ الهَوى مُتمَائِحُ

وَتِلكَ حُقوقٌ أَم نُهُودٌ بِصَدرِها
بِها الحِبُّ مَشغُوفٌ لَها الدَّمعُ سافِحُ

وَخَصرٌ نَحِيلٌ يَشتَكي ثِقلَ رِدفِها
سأَذكُرُها ما ناحَ بالأَيكِ نائِحُ

عَلى مِثلِها ذُو النُّسكِ يترُكُ نُسكَهُ
وَيَسأَلُ مَولاهُ الكَريمَ يُسامِحُ

فتاةٌ لها حُسنُ الطِباعِ سَجِيَّةٌ
وَأَخلاقُها رَوضٌ مِنَ الحُسنِ فاتِحُ

فَيا عاذِلي فِيهَا تَرَفَّق بمُدنَفٍ
مَدامِعُهُ كالسُّحبِ وَالقَلبُ سارِحُ

أَتعذِلُني في حُبِّ رِيمٍ عَهِدتُهُ
صَفيّاً وَفِيّاً لِلأحِبَّةِ مانِحُ

مَهاةٌ لَها كُلُّ المِلاحِ خَواضِعٌ
فَيا لائِمي أَقصِر فَما أَنتَ ناصِحُ

هِيَ البَدرُ حُسناً وَالقَنا مِثلُ قَدِّها
وَقَلبيَ يَرعاها وَلَو أَنا نازِحُ

فَيا بَدرُ رِفقاً بِالفُؤادِ الَّذي غَدا
يُغادِيهِ وَجدٌ مُؤلِمٌ وَيُرَاوِحُ

تَرَفَّق بِصَبٍّ لم يَزَل بِكَ مُغرَماً
وواصِلهُ إِنَّ الوَصلَ فيهِ مَصالحُ

وَإِيّاكَ تُصغِي لِلمُعَنِّفِ إِنَّهُ
عَدُوٌّ فلا تَسمَع وَقُل أَنتَ قادِحُ

أَيَعذِلُنا في الحُبُّ والحُبُّ مَذهَبٌ
لِشَيخٍ نمَتهُ الأَكرَمُونَ الجَحاجِحُ

بَغِيضُ الرَّدى غَيظُ العِدا عَلَمُ الهُدى
جَزيلُ العَطا مَن يَلقَهُ فَهوَ رابحُ

حَليفُ الوَفا خِلُّ الصَّفا سَيِّدٌ غَدا
لَهُ شَرَفٌ سامٍ وَشانِيهِ قامِحُ

رَحِيبُ المُحَيَّا واسِعُ الباعِ مِقوَلٌ
حَمِيدُ المَساعِي لِلغَوامِضِ شارِحُ

فصِيحٌ لَهُ التَّقدِيمُ في كُلِّ مَشهَدٍ
إِذا جالَ في عِلمٍ فَمن ذا يُناضِحُ

لَهُ هِممٌ أَعيَت فُحُولَ زَمانِهِ
وما يَذكُرُ المِعشارَ مَن هوَ مادِحُ

فَإِن شِئتَ نَثراً أَو قَرِيضاً فَإِنَّهُ
نَبيهٌ لَهُ التَّقدِيمُ وَالعَقلُ راجِحُ

وَإِن شِئتَ بَذلاً مِن خِضَمِّ نَوالِهِ
تَلَقَّاكَ بِالبُشرى وَقامَ يُصافِحُ

وَإِن شِئتَ نَيلَ العِلمِ مِنهُ فإِنَّهُ
هُوَ البَحرُ عِلماً لا النِطافُ الضَحاضِحُ

فعبد عَزيزٍ أَنتَ أُنسِي وَراحَتِي
وَقُربُكَ يُحيينِي وَبُعدُكَ فادِحُ

فَهاكَ قَرِيضاً حاكَهُ ذِهنُ قاصِرٍ
فَسامِح حَبيبي فاللَّبيبُ يُسامِحُ

عَلَيكَ سَلامِي ما تَأَوَّهَ عاشِقٌ
عَلى خِلِّهِ أَو ناحَ بالأَيكِ نائِحُ

وما ذَكَرَ المُشتاقُ أَهلَ وِدادِهِ
وَما هَمَلَت مِنهُ العُيُونُ السَّوافِحُ

وما راحَ في لَيلٍ بَهِيمٍ مُغَرِّداً
بِصَوتٍ شَجِيٍّ كلَّما حَنَّ سانِحُ


صالح بن محمد آل مبارك

الحمدان
07-23-2023, 11:24 PM
لِغَيرِ العُلا مِنّي القِلى وَالتَجَنُّبِ
وَلَولا العُلا ما كُنتُ في العَيشِ أَرغَبُ

مَلَكتُ بِسَيفي فُرصَةً ما اِستَفادَها
مِنَ الدَهرِ مَفتولُ الذِراعَينِ أَغلَبُ

لَئِن تَكُ كَفّي ما تُطاوِعُ باعَها
فَلي في وَراءِ الكَفِّ قَلبٌ مُذَرَّبُ

وَلِلحِلمِ أَوقاتٌ وَلِلجَهلِ مِثلُها
وَلَكِنَّ أَوقاتي إِلى الحِلمِ أَقرَبُ

أَصولُ عَلى أَبناءِ جِنسي وَأَرتَقي
وَيُعجِمُ فيَّ القائِلونَ وَأُعرِبُ

يَرونَ اِحتِمالي عِفَّةً فَيَريبُهُم
تَوَفُّرُ حِلمي أَنَّني لَستُ أَغضَبُ

تَجافَيتُ عَن طَبعِ اللِئامِ لِأَنَّني
أَرى البُخلَ يُشنا وَالمَكارِمَ تُطلَبُ

وَأَعلَمُ أَنَّ الجودَ في الناسِ شيمَةٌ
تَقومُ بِها الأَحرارُ وَالطَبعُ يَغلِبُ

فَيا اِبنَ زِيادٍ لا تَرُم لي عَداوَةً
فَإِنَّ اللَيالي في الوَرى تَتَقَلَّبُ

وَيالِزِيادٍ إِنزَعوا الظُلمَ مِنكُمُ
فَلا الماءُ مَورودٌ وَلا العَيشُ طَيِّبُ

لَقَد كُنتُمُ في آلِ عَبسٍ كَواكِباً
إِذا غابَ مِنها كَوكَبٌ لاحَ كَوكَبُ

خُسِفتُم جَميعاً في بُروجِ هُبوطِكُم
جَهاراً كَما كُلُّ الكَواكِبُ تُنكَبُ


عنترة بن شداد

الحمدان
07-23-2023, 11:24 PM
لا يَحمِلُ الحِقدَ مَن تَعلو بِهِ الرُتَبُ
وَلا يَنالُ العُلا مَن طَبعُهُ الغَضَبُ

وَمَن يِكُن عَبدَ قَومٍ لا يُخالِفُهُم
إِذا جَفوهُ وَيَستَرضي إِذا عَتَبوا

قَد كُنتُ فيما مَضى أَرعى جِمالَهُمُ
وَاليَومَ أَحمي حِماهُم كُلَّما نُكِبوا

لِلَّهِ دَرُّ بَني عَبسٍ لَقَد نَسَلوا
مِنَ الأَكارِمِ ما قَد تَنسُلُ العَرَبُ

لَئِن يَعيبوا سَوادي فَهوَ لي نَسَبٌ
يَومَ النِزالِ إِذا ما فاتَني النَسَبُ

إِن كُنتَ تَعلَمُ يا نُعمانُ أَنَّ يَدي
قَصيرَةٌ عَنكَ فَالأَيّامُ تَنقَلِبُ

اليَومَ تَعلَمُ يا نُعمانُ أَيَّ فَتىً
يَلقى أَخاكَ الَّذي قَد غَرَّهُ العُصَبُ

إِنَّ الأَفاعي وَإِن لانَت مَلامِسُها
عِندَ التَقَلُّبِ في أَنيابِها العَطَبُ

فَتىً يَخوضُ غِمارَ الحَربِ مُبتَسِماً
وَيَنثَني وَسِنانُ الرُمحِ مُختَضِبُ

إِن سَلَّ صارِمَهُ سالَت مَضارِبُهُ
وَأَشرَقَ الجَوُّ وَاِنشَقَّت لَهُ الحُجُبُ

وَالخَيلُ تَشهَدُ لي أَنّي أُكَفْكِفُهَا
وَالطَعنُ مِثلُ شَرارِ النارِ يَلتَهِبُ

إِذا اِلتَقَيتَ الأَعادي يَومَ مَعرَكَةٍ
تَرَكتُ جَمعَهُمُ المَغرورَ يُنتَهَبُ

لِيَ النُفوسُ وَلِلطَيرِ اللُحومُ
وَلِلوَحشِ العِظامُ وَلِلخَيّالَةِ السَلَبُ

لا أَبعَدَ اللَهُ عَن عَيني غَطارِفَةً
إِنساً إِذا نَزَلوا جِنّاً إِذا رَكِبوا

أُسودُ غابٍ وَلَكِن لا نُيوبَ لَهُم
إِلّا الأَسِنَّةُ وَالهِندِيَّةُ القُضُبُ

تَحدو بِهِم أَعوَجِيّاتٌ مُضَمَّرَةٌ
مِثلُ السَراحينِ في أَعناقِها القَبَبُ

ما زِلتُ أَلقى صُدورَ الخَيلِ مُندَفِق
بِالطَعنِ حَتّى يَضِجَّ السَرجُ وَاللَبَبُ

فَالعُميُ لَو كانَ في أَجفانِهِم نَظَروا
وَالخُرسُ لَو كانَ في أَفواهِهِم خَطَبوا

وَالنَقعُ يَومَ طِرادَ الخَيلِ يَشهَدُ لي
وَالضَربُ وَالطَعنُ وَالأَقلامُ وَالكُتُبُ


عنترة بن شداد

الحمدان
07-24-2023, 02:44 PM
__
يا طالبًا شرفَ اللحاقِ بزمرتِه
ومؤملًا أُنسَ الجوارِ بصحبتِه

ستنالُ ما أمّلتَ إن لاقيتَه
متمسكاً بعد الكتابِ بسنتِه

أكثر عليه من الصلاة وزِدْ بها
أملا لنيلِ جوارهِ وشفاعتِه

الحمدان
07-24-2023, 08:29 PM
أَبا خالِدٍ بادَت خُراسانُ بَعدكُم
وصاحَ ذوو الحاجاتِ أَينَ يَزيدُ

فَلا مُطِرَ المَروانِ بَعدك مطرَةً
وَلا اخضَرَّ بالمَروَينِ بَعدَك عودُ

فَما لِسَريرِ المُلكِ بَعدَك بَهجَةٌ
وَلا لِجَوادٍ بَعدَ جودكَ جودُ



زياد الاعجم العصر الاموي

الحمدان
07-24-2023, 08:30 PM
أيجمل ما يؤتى إلى فتيانكم
وأنتم رجال فيكم عدد النمل

وتصبح تمشي في الدماء عفيرة
جهاراً وزفت في النساء إلى بعل

ولو أننا كنا رجالاً وكنتم
نساءً لكنا لا نقر بذا الفعل

فموتوا كراماً أو أميتوا عدوكم
ودبوا لنار الحرب بالحطب الجزل

وإلا فخلوا بطنها وتحملوا
إلى بلدٍ قفرٍ وموتوا من الهزل

فللبين خير من مقامٍ على أذى
وللموت خير من مقامٍ على الذل

وإن أنتم لم تغضبوا بعد هذه
فكونوا نساءً لا تعاب من الكحل

ودونكم طيب العروس فإنما
خلقتم لأثواب العروس وللغسل

فبعداً وسحقاً للذي ليس دافعاً
ويختال يمشي بيننا مشية الفحل



هزيلة الحديسيه

الحمدان
07-25-2023, 07:01 PM
ضعوني على جنبي الأيمن
إذا رفض الجسم أن ينحني

بقبر عميق قضيف نظيف
قصير جديد و لم يسكنِي

و خُطوا على القبر عبدالغفور
و إن كنت بالأمس عبد الغني

فلست بشوقٍ لما تجمعون
ولا للثمين و لا الأثمنِي

و إن كنت مليت طول البقاء
فلربما أنه ملني

تحيرت بين الحيا و الرجا
و كان الحيا و الرجا ديدني

فيا بنتي إن حان وقت الرحيل
إذا وجهوني إلى مدفني

فإياكي إياكي لطم الخدود
و إياكي يا بنتي أن تحزني

فإني ذهبت لرب عظيم
رحيمٍ حليمٍ كريمٍ غني



حجاب بن نحيت

الحمدان
07-25-2023, 07:22 PM
بلد هوى فلتبكه الأيام
ولتبكه الأوراق والأقلام

من بعد ما سَقَت الدماء بطاحهُ
ما اشتدّ خطب أو ألمّ حِمامُ

فإذا به في ساعةٍ مشؤومةٍ
يغدو طريداً قد دهاه جُذام

عاث اليهود به فسادا ويحكم
ولهم تزان وترفع الأعلام

تلك الحقائق زوّروا أنسابها
فالذلّ عزٌ والهوان سلام!!

وتبختر الأعداء فوق ترابه
فتدنّست من رجسهم آكام

ما لي أرى الدنيا تشيح بوجهها
عنا ويغشانا أسى وقتام؟!

حزني على وطني يعيث به أذى
قوم شديد مكرهم ولئام

حزني على وطني يمزّق شمله
تغشاه من أيدي اليهود سهام

ما بالنا نغفو ويسهر غيرنا
ويعدّ عدّته ونحن نيام

أين الرجال على العراك تمرّسوا
أين النّهى والحزم والإقدام

إن شئتم يا عرب وحدة صفّكم
فليرتفع فوق الربا الإسلام




غازي الجمل الاردن

الحمدان
07-25-2023, 11:41 PM
أَلا مَن لِقَلبٍ عارِمِ النَظَراتِ
يُقَطِّعُ طولَ اللَيلِ بِالزَفَراتِ

إِذا ما الثُرَيّا آخِرَ اللَيلِ أَعنَقَت
كَواكِبُها كَالجُزعِ مُنحَدِراتِ

هُنالِكَ لا أَخشى مَقالَةَ كاشِحٍ
إِذا نُبِذَ العُزّابُ بِالحَجَراتِ

لَعَمري لَقَد جَرَّبتُكُم فَوَجَدتُكُم
قِباحَ الوُجوهِ سَيِّئي العِذَراتِ

لَهُم نَفَرٌ مِثلُ التُيوسِ وَنِسوَةٌ
مَماجينُ مِثلُ الآتُنِ النَعِراتِ

وَجَدتُكُمُ لَم تَجبُروا عَظمَ هالِكٍ
وَلا تَنحَرونَ النيبَ في الحُجُراتِ

فَإِن يَصطَنِعني اللَهُ لا أَصطَنِعكُمُ
وَلا أوتِكُم مالي عَلى العَثَراتِ

عَطاءَ الإِلَهِ إِذ بَخِلتُم بِمالِكُم
مَهاريسَ تَرعى عازِبَ القَفَراتِ

مَهاريسُ يُروي رِسلُها ضَيفَ أَهلِها
إِذا النارُ أَبدَت أَوجُهَ الخَفِراتِ

عِظامُ مَقيلِ الهامِ غُلبٌ رِقابُها
يُباكِرنَ بَردَ الماءِ بِالسَبَراتِ

يُزيلُ القَتادَ جَذبُها عَن أُصولِهِ
إِذا ما غَدَت مُقوَرَّةً خَرِصاتِ

إِذا أَجحَرَ الكَلبَ الصَقيعَ اِتَّقَينَهُ
بِأَثباجِ لا خورٍ وَلا قَفِراتِ

وَإِن لَم يَكُن إِلّا الأَماليسَ أَصبَحَت
لَها حُلُّقٌ ضَرّاتُها شَكِراتِ

وَتَرعى بَراحاً حَيثُ لا يَستَطيعُها
مِنَ الناسِ أَهلُ الشاءِ وَالحُمُراتِ

إِذا أَنفَدَ المَيّارُ ما في وِعائِهِ
وَفى كَيلُ لا نيبٍ وَلا بَكَراتِ

وَلَيسَ بِناهيها عَنِ الحَوضِ أَن تَرى
مَعَ الذادَةِ المَقشورَةِ العَجِراتِ

نَزائِعُ آفاقِ البِلادِ يَزينُها
بَراطيلُ في أَعناقِها البَتِعات

وَكَم مِن عَدُوٍّ قَد رَأى بَكَراتِها
تَقَطَّعُ فيها نَفسُهُ حَسَراتِ

وَإِن طافَ فيها الحالِبانِ اِتَّقَتهُما
بِجوفٍ عَلى أَيديهِما هَمِراتِ

إِذا وَرَدَت مِن آخِرِ اللَيلِ لَم تَعَف
حِياضَ الأَضا المَطروقَةِ الكَدِراتِ

وَغَيثٍ جُمادِيٍّ كَأَنَّ تِلاعَهُ
وَحِزّانَهُ مَكسُوَّةٌ حَبِراتِ

يَظَلُّ بِهِ الشَيخُ الَّذي كانَ فانِياً
يَدِفُّ عَلى عوجٍ لَهُ نَخِراتِ



الحطيئة

الحمدان
07-25-2023, 11:42 PM
أَلا مَن لِقَلبٍ عارِمِ النَظَراتِ
يُقَطِّعُ طولَ اللَيلِ بِالزَفَراتِ

إِذا ما الثُرَيّا آخِرَ اللَيلِ أَعنَقَت
كَواكِبُها كَالجُزعِ مُنحَدِراتِ

هُنالِكَ لا أَخشى مَقالَةَ كاشِحٍ
إِذا نُبِذَ العُزّابُ بِالحَجَراتِ

لَعَمري لَقَد جَرَّبتُكُم فَوَجَدتُكُم
قِباحَ الوُجوهِ سَيِّئي العِذَراتِ

لَهُم نَفَرٌ مِثلُ التُيوسِ وَنِسوَةٌ
مَماجينُ مِثلُ الآتُنِ النَعِراتِ

وَجَدتُكُمُ لَم تَجبُروا عَظمَ هالِكٍ
وَلا تَنحَرونَ النيبَ في الحُجُراتِ

فَإِن يَصطَنِعني اللَهُ لا أَصطَنِعكُمُ
وَلا أوتِكُم مالي عَلى العَثَراتِ

عَطاءَ الإِلَهِ إِذ بَخِلتُم بِمالِكُم
مَهاريسَ تَرعى عازِبَ القَفَراتِ

مَهاريسُ يُروي رِسلُها ضَيفَ أَهلِها
إِذا النارُ أَبدَت أَوجُهَ الخَفِراتِ

عِظامُ مَقيلِ الهامِ غُلبٌ رِقابُها
يُباكِرنَ بَردَ الماءِ بِالسَبَراتِ

يُزيلُ القَتادَ جَذبُها عَن أُصولِهِ
إِذا ما غَدَت مُقوَرَّةً خَرِصاتِ

إِذا أَجحَرَ الكَلبَ الصَقيعَ اِتَّقَينَهُ
بِأَثباجِ لا خورٍ وَلا قَفِراتِ

وَإِن لَم يَكُن إِلّا الأَماليسَ أَصبَحَت
لَها حُلُّقٌ ضَرّاتُها شَكِراتِ

وَتَرعى بَراحاً حَيثُ لا يَستَطيعُها
مِنَ الناسِ أَهلُ الشاءِ وَالحُمُراتِ

إِذا أَنفَدَ المَيّارُ ما في وِعائِهِ
وَفى كَيلُ لا نيبٍ وَلا بَكَراتِ

وَلَيسَ بِناهيها عَنِ الحَوضِ أَن تَرى
مَعَ الذادَةِ المَقشورَةِ العَجِراتِ

نَزائِعُ آفاقِ البِلادِ يَزينُها
بَراطيلُ في أَعناقِها البَتِعات

وَكَم مِن عَدُوٍّ قَد رَأى بَكَراتِها
تَقَطَّعُ فيها نَفسُهُ حَسَراتِ

وَإِن طافَ فيها الحالِبانِ اِتَّقَتهُما
بِجوفٍ عَلى أَيديهِما هَمِراتِ

إِذا وَرَدَت مِن آخِرِ اللَيلِ لَم تَعَف
حِياضَ الأَضا المَطروقَةِ الكَدِراتِ

وَغَيثٍ جُمادِيٍّ كَأَنَّ تِلاعَهُ
وَحِزّانَهُ مَكسُوَّةٌ حَبِراتِ

يَظَلُّ بِهِ الشَيخُ الَّذي كانَ فانِياً
يَدِفُّ عَلى عوجٍ لَهُ نَخِراتِ



الحطيئة

الحمدان
07-25-2023, 11:42 PM
وَاللَهِ ما مَعشَرٌ لاموا اِمرَأً جُنُباً
في آلِ لَأيِ بنِ شَمّاسٍ بِأَكياسِ

عَلامَ كَلَّفتَني مَجدَ اِبنِ عَمِّكُمُ
وَالعيسُ تَخرُجُ مِن أَعلامِ أَوطاسِ

ما كانَ ذَنبُ بَغيضٍ لا أَبا لَكُمُ
في بائِسٍ جاءَ يَحدو آخِرَ الناسِ

لَقَد مَرَيتُكُمُ لَو أَنَّ دِرَّتَكُم
يَوماً يَجيءُ بِها مَسحي وَإِبساسي

وَقَد مَدَحتُكُمُ عَمداً لِأُرشِدَكُم
كَيما يَكونَ لَكُم مَتحي وَإِمراسي

وَقَد نَظَرتُكُمُ إِعشاءَ صادِرَةٍ
لِلخَمسِ طالَ بِها حَبسي وَتَنساسي

فَما مَلَكتُ بِأَن كانَت نُفوسُكُمُ
كَفارِكٍ كَرِهَت ثَوبي وَإِلباسي

لَمّا بَدا لِيَ مِنكُم غَيبُ أَنفُسِكُم
وَلَم يَكُن لِجِراحي مِنكُمُ آسي

أَزمَعتُ يَأساً مُبيناً مِن نَوالِكُمُ
وَلَن تَرى طارِداً لِلحُرِّ كَالياسِ

أَنا اِبنُ بَجدَتِها عِلماً وَتَجرِبَةً
فَسَل بِسَعدٍ تَجِدني أَعلَمَ الناسِ

ما كانَ ذَنبُ بَغيضٍ أَن رَأى رَجُلاً
ذا فاقَةٍ عاشَ في مُستَوعَرٍ شاسِ

جارٌ لِقَومٍ أَطالوا هونَ مَنزِلِهِ
وَغادَروهُ مُقيماً بَينَ أَرماسِ

مَلّوا قِراهُ وَهَرَّتهُ كِلابُهُمُ
وَجَرَّحوهُ بِأَنيابٍ وَأَضراسِ

دَعِ المَكارِمَ لا تَرحَل لِبُغيَتِها
وَاِقعُد فَإِنَّكَ أَنتَ الطاعِمُ الكاسي

وَاِبعَث يَساراً إِلى وُفرٍ مُذَمَّمَةٍ
وَاِحدِج إِلَيها بِذي عَركَينِ قِنعاسِ

سيري أُمامَ فَإِنَّ الأَكثَرينَ حَصىً
وَالأَكرَمينَ أَباً مِن آلِ شَمّاسِ

مَن يَفعَلِ الخَيرَ لا يَعدَم جَوازِيَهُ
لا يَذهَبُ العُرفُ بَينَ اللَهِ وَالناسِ

ما كانَ ذَنبِيَ أَن فَلَّت مَعاوِلَكُم
مِن آلِ لَأيٍ صَفاةٌ أَصلُها راسِ

قَد ناضَلوكَ فَسَلّوا مِن كِنانَتِهِم
مَجداً تَليداً وَنَبلاً غَيرَ أَنكاسِ


الحطيئه
المخضرمون

الحمدان
07-26-2023, 07:21 PM
إِذا صُبَّ البلاءُ عَليكَ صَبَّا
وأَنهَكَ جِسمَكَ الذَاويْ وَقَلبا

وأَظلَمَت الحياةُ فَلا سُرورٌ
ولَمْ تَرَ في حُقولِ الشَّوكِ دَربا

وتأخُذُ دَفَّةَ الأيامِ شرقاً
فَإِذْ بِرِياحِها تُلقيكَ غَربا

تَذَكَّرْ كَيفَ نَجّى اللهُ موسى
ويُونسَ بعدَ تسبيحٍ فَلَبّى

وإبراهيمَ إِذْ في النَّارِ يُلقى
فَما لَفَحَتْ لَهُ جِسماً وَثَوبا

وأَحمَدَ إِذْ نَفاهُ الأَهلُ فَرداً
فعادَ مُظفَّراً جَيشاً وَصَحبا

لِرَبِّكَ حِكمَةٌ في كُلَِ أَمرٍ
يَرى مَن أَكثر العُبّادِ قُربا

فَقُلْ يا رَبُّ يا اللهُ رِفقاً
وَقُلْ آمَنتُ بِالرحمنِ رَبَّا




محمد احمد المجالي

الحمدان
07-26-2023, 07:22 PM
ماضٍ ، وأعرف ما دربي وما هدفي
والموت يرقص لي في كل منعطف

وما أبالي به حتى أحاذره
فخشية الموت عندي أبرد الطرف

ولا أبالي بأشواكٍ ولا محنٍ
على طريقي وبي عزمي ، ولي شغفي

أنا الحسام ، بريق الشمس في طرفٍ مني
وشفرة سيف الهند في طرف

ورب سيل لحون سال من كلمي
ورب سيل جحيم سال من صحفي

أهفو إلى جنة الفردوس محترقاً
بنار شوقي إلى الأوفياء والغرف

يا دهر ! ماذا من الأيام أطمع
في سعودهن ؟ وما فيهن يطمع في ؟

مضى الذين شغاف القلب يعشقهم
من الأحبة ، من حولي ، فوا لهفي !

وصرت حقل هشيم غربة وأسىً
يجتاحني شرر التحنان والأسف

وا حر شوقي إليهم كلما هجست نفسي
ونفسي بهم مجنونة الكلف

إني سئمت هوى الدنيا وزهرتها
ومل قلبي ذرا روضاتها الأنف

وقد بلوت لياليها وأنهرها
فتىً وحزت لآليها من الصدف

فلم أجد غير درب الله درب هدىً
وغير ينبوعها نبعـاً لمغترفِ

فطرت أسعى إليه أبتغي تلفي به
ورب خلودٍ كان في تلفِ

والناس تصرخ أجحم ، والوغى نشبتْ
والله يهتف بي : أقدم ولا تخفِ

ماضٍ ، فلو كنتُ وحدي والدنا صرختْ بي
قِفْ ، لسرتُ فلم أبطئ ولم أقِفِ


سليم عبدالقادر

الحمدان
07-27-2023, 01:20 AM
سكاكينُ هذا الليل تثأرُ منْ صبري
فتُشعلُ ظلمائِي وتسخرُ من بدري

أمدُّ يدي .. قدْ يتَّقِي القتلَ يائسٌ
بكفٍّ ... ولكنْ من يدافعُ عنْ ظهري ؟!

خبرتُ الليالِي كلَّها فوجدتُها
أراجيحَ لا ترضى الثباتَ و قدْ تُغْري

ولا صاحبٌ إلا البكاء فإنّه
أرقُّ تعابيراً وأصدقُ في العذرِ

أغلِّقُ أبوابي عن الريح واللظى
فيفتحُ إعصارٌ نوافذَ منْ جمرِ

يقولون لا تحزنْ ... أيفرح عاقلٌ؟!
يقولون لا تشرح ... أَ أخجلُ من شعري؟!

هَبونِي لمستُ الشمسَ وهْيَ بعيدةٌ
أليستْ قيودُ الأرض مُفسدةً نَصري ؟!

تكسَّر مجدافِي فلم يُجد زورقٌ
و أتعبتُ شطآنِي و أتعبَنِي بحري

على أملٍ بالبرِّ ما زلتُ هكذا
و أعرفُ أنِّي لنْ أعودَ إلى البر

و لو أنَّ هذا العمرَ يكفي لهِمَّتِي
رضيتُ ... فَهاتُو منْ سيبدأُ لِي عُمري



الشيخ ولد بلعمش
موريتانيا

الحمدان
07-27-2023, 01:21 AM
سأسقي بها العطشى فتلك سجيتي
وأوثر حتى يعرف الناس من أقفو

نصيبي من الصحراء نبل ضميرها
و أن الهوى عمر و لو عمره نزف

تطهرت بالأشواق و اخترت نجمة
إليها عروجي كلما ارتد لي طرف

فلاذت بأهداب الحروف و أسلمت
و قام بأمري عندها النحو و الصرف

و لي نسبة للشمس عند طلوعها
و لي نسبة للغيم من بعدها يصفو

غريب و دار الأهل تسكن مقلتي
ستبكي بناني حين تنكرها الكف

تذكرت حبوي في المصلي خلالهم
فلي كلما اصطفوا وراءهم صف

و إذ أتهجى يغمر البشر جدتي
و حين سفير الصبح سورتها الكهف

وحيدا تراني الآن ما أسرع البلى
تقادم عهد الحبر و اندرست صحف

وشنقيط نور العين تسأل من أنا
كأن ليس لي فيها كتاب و لا رف

تقول من الباكي ألست ابن شيخها
وها أنذا جهدي مضمرها الطرف

أمر على الدنيا خرابا فلا يد
تشير و لا دف هناك و لا قف

سأبكى طوال العمر خطو حجيجهم
فمن سوف يبكيني إذا نزل الحتف

و كانت لنا بين البساتين جنة
و ها هي تحت الرمل من زهدنا تغفو

و إن فتى يشكو غرامين ميت
فكيف بشنقيطين خانهما الإلف

و ما كان هذا الصرم يا دار رأينا
و لكنه من بعد قوتنا ضعف

و من حسرات النأي حمر دموعنا
فيا لعيون لا تجف إذا تجفو

و سارت بدرب الأربعين ركابنا
و كان لنا من كل مكرمة صنف

و كان لنا في الناس ذكر بدارنا
هي الاسم و الدنيا لقامتها وصف

إذا اجتمعت غر الوجوه بربعنا
فذلك زرع سوف يتبعه القطف

فهل منقذ هذي الربوع و بوحها
و ما من كنوز قد يخبئه السقف

و من كان ذا مجد و ضيع مجده
فليس له في الناس عدل و لا صرف



الشيخ ولد بالعمش

الحمدان
07-27-2023, 01:28 AM
لَيْلٌ أَطالَ على الأوطان ظُلْمَتَـهُ
وما وَجَدنا عَنِ الظَّلماءِ مُلتَحَدا

إنّا كَفِتيَةِ أَهلِ الكَهفِ أَكثَرُنا
وَلَنْ نُحابِيَ في أُوطاننا أَحَدا

وَلَيْـسَ غَيـرُكَ يا اللهُ مَلْجَـأَنا
يا رَبِّ هَيِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَدا

أَنَعبُدُ (اللاتَ) وَ(العُزّى) وَ(نائِلَةً)
وَنرتَجيْ (هُبَلاً) أَنْ يَحفَظَ البَلَدا

وَنَطلُبُ العَونَ مِنْ (نَسْرا) لِيُكرِمَنا
وَيَحرَسَ الدّارَ وَالأَرزاقَ وَالوَلَدا

مِنْ بَعدِ ما حَطَّمَ الإِيمانُ هَيْبَتَها
حِجارَةً أَصبَحتْ مِنْ يَومِها بِدَدا

أَصنامُنا هذِهِ عادَتْ وَنَعبُدُها
لكِنْ صَنَعنا لَها حُكّامَنا جَسَدا

مَعاذَ رَبّيْ لَقَد قُلنا إذا شَطَطاً
فَلَيْسَ غَيرُكَ مَعبوداً ومُعتَقَدا

أَنَفتَريْ كَذِباً ظُلماً لأَنفُسِنا
وَما أَتَيْنا بِسُلطانٍ وَلا سَنَدا

وإنَّ كَهْفاً يَغيْبُ المُؤمِنونَ بِهِ
خَيرٌ مِنَ العَيشِ في الدُّنيا بِغيْرِ هُدى

إِذ يَرقُدونَ وَعينُ اللهِ تَحرُسُهُم
وَالظالِمونَ بِما قَد حَقّقَوا سُعَدا

ما طَيّبَ اللهُ ذِكرى الظالِمينَ لَهمْ
لكِنْ أَطابَ بآيِ الذِّكرِ مَنْ رَقَـدا

يا مَنْ يَزيدُ قُلوبَ المُؤمنيْنَ هُدىً
يا رَبِّ هَيّئْ لنا مِنْ أَمْرنا رَشَـدا




محمد احمد المجالي

الحمدان
07-27-2023, 01:43 AM
العشـــــقُ في حضــرتِكَ المــوتُ
لو قلتَ ليْ ذُبْ في يـــديْ ذُبــتُ

نســـيتُ في الوصلِ لســاني فلو
كان لســـــــاني ناطـــــــقاً قــلتُ

محـــــــوتَني منّــي ولو قلتَ لي
كنْ طــــــــوعَ كفّــي خاتَماً كنتُ

كيـــــف تذاوبْـــــــنا فـــذُبنا معاً
وكيـــــــف في (مـنكَ) تشــرّبتُ

ان سرتَ ســار النبضُ بيْ لاهفاً
أو بُحتَ في نجوى الهوى بُحتُ

أو رُحــتَ في دنيا المنى راحلاً
خلفَكَ في دنــــــيا المنى رُحتُ

تأخـذني الدهـــشةُ من مشهدي
فكلُّ مـــا أعـــــــرفُهُ الصّــــمتُ

تروحُ بيْ منّي فلا عَـــــــوْدَ لي
فإنْ تعُـدْ بيْ نفحــــــــــةً عُدتُ




عبدالله عباس

الحمدان
07-27-2023, 01:32 PM
أَرَثَّ جَديدُ الحَبلِ مِن أُمِّ مَعبَدٍ
بِعاقِبَةٍ وَأَخلَفَت كُلَّ مَوعِدِ

وَبانَت وَلَم أَحمَد إِلَيكَ نَوالَها
وَلَم تَرجُ فينا رِدَّةَ اليَومِ أَو غَدِ

مِنَ الخَفِراتِ لا سَقوطاً خِمارُها
إِذا بَرَزَت وَلا خَروجَ المُقَيَّدِ

وَكُلَّ تَباريحِ المُحِبِّ لَقيتَهُ
سِوى أَنَّني لَم أَلقَ حَتفي بِمَرصَدِ

وَأَنِّيَ لَم أَهلِك خُفاتاً وَلَم أَمُت
خُفاتاً وَكُلّاً ظَنَّهُ بِيَ عُوَّدي

كَأَنَّ حُمولَ الحَيِّ إِذ تَلَعَ الضُحى
بِنا صِفَةِ الشَجناءِ عُصبَةُ مِذوَدِ

أَوِ الأَثأَبُ العُمُّ المُخَرَّمُ سوقُهُ
بِشابَةَ لَم يُخبَط وَلَم يَتَعَضَّدِ

أَعاذِلَ مَهلاً بَعضُ لَومِكِ وَاِقصِدي
وَإِن كانَ عِلمُ الغَيبِ عِندَكِ فَاِرشِدي

أَعاذِلَتي كُلُّ اِمرِئٍ وَاِبنُ أُمِّهِ
مَتاعٌ كَزادِ الراكِبِ المُتَزَوِّدِ

أَعاذِلَ إِنَّ الرُزءَ في مِثلِ خالِدٍ
وَلا رُزءَ فيما أَهلَكَ المَرءُ عَن يَدِ

وَقُلتُ لِعارِضٍ وَأَصحابِ عارِضٍ
وَرَهطِ بَني السَوداءِ وَالقَومُ شُهَّدي

عَلانِيَةً ظُنّوا بِأَلفَي مُدَجَّجٍ
سَراتُهُمُ في الفارِسيِّ المُسَرَّدِ

وَقُلتُ لَهُم إِنَّ الأَحاليفَ أَصبَحَت
مُطَنِّبَةً بَينَ السِتارِ فَثَهمَدِ

فَما فَتِئوا حَتّى رَأَوها مُغيرَةً
كَرِجلِ الدِبى في كُلِّ رَبعٍ وَفَدفَدِ

وَلَمّا رَأَيتُ الخَيلَ قُبلاً كَأَنَّها
جَرادٌ يُباري وِجهَةَ الريحِ مُغتَدي

أَمَرتُهُمُ أَمري بِمُنعَرَجِ اللِوى
فَلَم يَستَبينوا النُصحَ إِلّا ضُحى الغَدِ

فَلَمّا عَسوني كُنتُ مِنهُم وَقَد أَرى
غِوايَتَهُم وَأَنَّني غَيرُ مُهتَدي

وَهَل أَنا إِلّا مِن غَزِيَّةَ إِن غَوَت
غَوَيتُ وَإِن تَرشُد غَزيَّةُ أَرشَدِ

دَعاني أَخي وَالخَيلُ بَيني وَبَينَهُ
فَلَمّا دَعاني لَم يَجِدني بِقُعدَدِ

أَخي أَرضَعَتني أُمُّهُ بِلِبانِها
بِثَديِ صَفاءٍ بَينَنا لَم يُجَدَّدِ

فَجِئتُ إِلَيهِ وَالرِماحُ تَنوشُهُ
كَوَقعِ الصَياصي في النَسيجِ المُمَدَّدِ

وَكُنتُ كَذاتِ البَوِّ ريعَت فَأَقبَلَت
إِلى جَلَدٍ مِن مَسكِ سَقبِ مُقَدَّدِ

فَطاعَنتُ عَنهُ الخَيلَ حَتّى تَنَهنَهَت
وَحَتّى عَلاني حَلِكُ اللَونِ أَسوَدِ

فَما رِمتُ حَتّى خَرَّقَتني رِماحُهُم
وَغودِرتُ أَكبو في القَنا المُتَقَصِّدِ

قِتالُ اِمرِئٍ آسى أَخاهُ بِنَفسِهِ
وَيَعلَمُ أَنَّ المَرءَ غَيرَ مُخَلَّدِ

تَنادوا فَقالوا أَردَتِ الخَيلُ فارِساً
فَقُلتُ أَعَبدُ اللَهِ ذَلِكُمُ الرَدي

فَإِن يَكُ عَبدُ اللَهِ خَلّى مَكانَهُ
فَما كانَ وَقّافاً وَلا طائِشَ اليَدِ

وَلا بَرِماً إِذا الرِياحُ تَناوَحَت
بِرَطبِ العِضاهِ وَالهَشيمِ المُعَضَّدِ

وَتُخرِجُ مِنهُ صَرَّةُ القَومِ جُرأَةً
وَطولُ السُرى ذَرِّيَّ عَضبٍ مُهَنَّدِ

كَميشُ الإِزارِ خارِجٌ نِصفُ ساقِهِ
صَبورٌ عَلى العَزاءِ طَلّاعُ أَنجُدِ

قَليلٌ تَشَكّيهِ المُصيباتِ حافِظٌ
مِنَ اليَومِ أَعقابَ الأَحاديثِ في غَدِ

صَبا ما صَبا حَتّى عَلا الشَيبُ رَأسَهُ
فَلَمّا عَلاهُ قالَ لِلباطِلِ اِبعَدِ

تَراهُ خَميصَ البَطنِ وَالزادُ حاضِرٌ
عَتيدٌ وَيَغدو في القَميصِ المُقَدَّدِ

وَإِن مَسَّهُ الإِقواءُ وَالجَهدُ زادَهُ
سَماحاً وَإِتلافاً لِما كانَ في اليَدِ

إِذا هَبَطَ الأَرضَ الفَضاءَ تَزَيَّنَت
لِرُؤيَتِهِ كَالمَأتَمِ المُتَبَدِّدِ

فَلا يُبعِدَنكَ اللَهُ حَيّاً وَمَيِّتاً
وَمَن يَعلُهُ رُكنٌ مِنَ الأَرضِ يَبعُدِ

رَئيسُ حُروبٍ لا يَزالُ رَبيئَةً
مُشيحاً عَلى مُحقَوقِفِ الصُلبِ مُلبِدِ

وَغارَةٍ بَينَ اليَومِ وَالأَمسِ فَلتَةٍ
تَدارَكتُها رَكضاً بِسِيدٍ عَمَرَّدِ

سَليمِ الشَظى عَبلِ الشَوى شَنِجِ النَسا
طَويلِ القَرا نَهدٍ أَسيلِ المُقَلَّدِ

يَفوتُ طَويلَ القَومِ عَقدُ عِذارِهِ
مُنيفٌ كَجِذعِ النَخلَةِ المُتَجَرِّدِ

فَكُنتُ كَأَنّي واثِقٌ بِمُصَدَّرٍ
يُمَشّي بِأَكنافِ الحُبَيبِ بِمَشهَدِ

لَهُ كُلُّ مَن يَلقى مِنَ الناسِ واحِداً
وَإِن يَلقَ مَثنى القَومِ يَفرَح وَيَزدَدِ

وَهَوَّنَ وَجدي أَنَّني لَم أَقُل لَهُ
كَذَبتَ وَلَم أَبخُل بِما مَلَكَت يَدي

فَإِن تُعقِبِ الأَيّامُ وَالدَهرُ تَعلَموا
بَني قارِبٍ أَنّا غِضابٌ بِمَعبَدِ



دريد بن الصمة
العصر الجاهلي

الحمدان
07-27-2023, 01:32 PM
مَدَحتُ يَزيدَ بنَ عَبدِ المَدانِ
فَأَكرِم بِهِ مِن فَتىً مُمتَدَح

إِذا المَدحُ زانَ فَتى مَعشَرٍ
فَإِنَّ يَزيدَ يَزينُ المِدَح

حَلَلتُ بِهِ دونَ أَصحابِهِ
فَأَورى زِنادِيَ لَمّا قَدَح

وَرَدَّ النِساءَ بِأَطهارِها
وَلَو كانَ غَيرُ يَزيدٍ فَضَح

وَفَكَّ الرِجالَ وَكُلُّ اِمرِئٍ
إِذا أَصلَحَ اللَهُ يَوماً صَلَح

وَقُلتُ لَهُ بَعدَ عِتقِ النِساءِ
وَفَكِّ الرِجالِ وَرَدِّ اللِقَح

أَجِر لي فَوارِسَ مِن عامِرٍ
فَأَكرِم بِنَفحَتِهِ إِذ نَفَح

وَما زِلتُ أَعرِفُ وَجهَهُ
بِكَرّي السُؤالَ ظُهورَ الفَرَح

رَأَيتُ أَبا النَضرِ في مَذجِحٍ
بِمَنزِلَةِ الفَجرِ حينَ اِتَّضَح

إِذا قارَعوا عَنهُ لَم يُقرَعوا
وَإِن قَدَّموهُ لَكَبشٍ نَطَح

وَإِن حَضَرَ الناسُ لَم يُخزِهِم
وَإِن وازَنوهُ بِقَرنٍ رَجَح

فَذاكَ فَتاها وَذو فَضلِها
وَإِن نابِحٌ بِفَخارٍ نَبَح



دريد بن الصمة

الحمدان
07-28-2023, 01:15 AM
اغتنم في الفراغ فضلَ ركوعٍ
فعسى أنْ يكونَ موتُك بغتة

كم صحيحٍ رأيتُ مِن غير سُقمٍ
ذهبتْ نفسُه الصحيحةُ فلتة

الحمدان
07-29-2023, 12:29 AM
لَقَدْ أَيْقَنَتْ نَفْسُ الْفَتَى غَيْرَ بَاطِلٍ
وَإِنْ عَاشَ حِينًا أَنَّهُ سَوْفَ يَهْلِكُ

وَيَشْرَبُ بِالْكَأْسِ الذُّعَافِ شَرَابُهَا
وَيَرْكَبُ حَدَّ الْمَوْتِ كَرْهًا وَيُسْلَكُ

وَكَمْ مِنْ أَخِي دُنْيَا يُثَمِّرُ مَالَهُ
سَيُرَثُ ذَاكَ الْمَالُ رَغْمًا وَيُتْرَكُ

عَلَيْكَ بِأَفْعَالِ الْكِرَامِ وَلِينِهِمْ
وَلا تَكُ مِشْكَاسًا تَلِجُّ وَتَمْحَكُ

وَلا تَكُ مَزَّاحًا لَدَى الْقَوْمِ لُعْبَةً
تَظَلُّ أَخَا هُزْءٍ بِنَفْسِكَ يَضْحَكُ

تَخُوضُ بِجَهْلٍ سَادِرًا فِي فُكَاهَةٍ
وَتَدْخُلُ فِي غَيِّ الْغُوَاةِ وَتُشْرِكُ

أَلا رُبَّ ذِي حَظٍّ يُبَصَّرُ فِعْلُهُ
وَآخَرَ مَصْرُوفٌ وَفِي الْحَظِّ يُؤْفَكُ


هند بنت الخس

الحمدان
07-29-2023, 12:29 AM
تَطاوَلَ لَيلي لِلهُمومِ الحَواضِرِ
وَشَيَّبَ رَأسي يَومُ وَقعَةِ حاجِرِ

لَعَمري وَما عَمري عَلّيَّ بِهَيِّنٍ
وَلا حالِفٌ بَرٌّ كَآخَرَ فاجِرِ

لَقَد نالَ كُرزٌ يَومَ حاجَر وَقعَةً
كَفَت قَومَهُ أُخرى اللَيالي الغَوابِرِ

فَللَهِ عَينا مَن رَأى مِثلهُ فَتىً
تَناوَلَهُ بِالرُمحِ كُرزُ بنُ عامِرِ

فَيالَبَني ذُبيانَ بَكّوا عَميدَكُم
بِكُلِّ رَقيقِ الحَدِّ أَبيَضَ باتِرِ

وَكُلِّ رَدينِيٍّ أَصَم كُعوبُهُ
يَنوءُ بِنَصلٍ كَالعَقيقَةِ زاهِرِ

وَكُلِّ أَسيلِ الخَدِّ طاوٍ كَأَنَّهُ
ظَليمٌ وَجَرداءُ النَسالَةَ ضامِرِ

فَإِن أَنتُم لَم تُصبِحوا القَومَ غارَةً
يُحَدِّثُ عَنها وارِدٌ بَعدَ صادِرِ

وَتَرموا عُقَيلاً بِالَّتي لَيسَ بَعدَها
بَقاءَ فَكونوا كَالإِماءِ العَوائِرِ


هند الفزاريه

الحمدان
07-29-2023, 12:30 AM
لَعَمري لَئِن شَطَّت بِعُثمانَ دارُهُ
وَأَضحى غَنِيّاً بِالحَبابَةِ وَالوَردِ

أَلا فاِقره مِنّا السَلامَ وَقُل لَهُ
غَنينا بِفِتيانٍ غَطارِفَةٍ مُردِ

إِذا شاءَ مِنهُم ناشِئٌ مَدَّ كَفَّهُ
إِلى كَفَلٍ رَيّانَ أَو كَعثَبٍ نَهدِ

بحمد أمير المؤمنين أقرهم
شباباً وأغزاكم خوالف في الجند

فما كنتم تقضون حاجة أهلكم
قريباً فيقضوها على النأي والبعد

فأرسل إلينا بالسراح فإنه
منانا ولا ندعو لك اللَه بالرشد

إِذا رَجَعَ الجُندُ الَّذي أَنتَ فيهُمُ
فَزادَكَ رَبُّ الناسِ بُعداً عَلى بُعدِ




هند الهمداني

الحمدان
07-29-2023, 12:46 AM
يا تونس الخضراء .. جئتك عاشقاً
وعلى جبيني وردة وكتاب

إني الدمشقي الذي احترف الهوى
فاخضوضرت بغنائه الأعشاب

أحرقت من خلفي جميع مراكبي
إن الهوى أن لا يكون إياب

أنا فوق أجفان النساء مكسر
قطعاً , فعمري الموج والأخشاب

لم أنسَ أسماء النساء .. وإنما
للحسن أسبابٌ , ولي أسباب

يا ساكنات البحر .. في قرطاجة
جف الشذا , وتفرّق الأصحاب

أين اللواتي حبهن عبادة
وغيابهنَّ , وقربهنَّ , عذاب

اللابسات قصائدي ومدامعي
عاتبتهن فما أفاد عتاب

أحببتهن , وهن ما أحببنني
وصدقتهن , ووعدهنَّ كذاب

إني لأشعرُ بالدوار .. فناهد
لي يطمئن .. وناهد يرتاب

هل دولة الحب التي أسستها
سقطت عليَّ .. وسُدت الأبواب

تبكي الكؤوس ، فبعد ثغر حبيبتي
حلفت بأن لا تُسكر الأعناب

أيصدني نهد تعبت برسمه ؟
وتخونني الأقراط والأثواب ؟

ماذا جرى لممالكي وبيارقي ؟
أدعو رباب .. فلا تجيب رباب

أأحاسب امرأة على نسيانها
ومتى استقام مع النساء حساب ؟

ما تُبْتُ عن عِشقي .. ولا استغفرتُهُ
ما أسخف العشاق لو هم تابوا …


نزار قباني

الحمدان
07-29-2023, 12:47 AM
عِقابُ الهَجرِ أَعقَبَ لي الوِصالاً
وَصِدقُ الصَبرِ أَظهَرَ لي المُحالا

وَلَولا حُبُّ عَبلَةَ في فُؤادي
مُقيمٌ ما رَعَيتُ لَهُم جِمالا

عَتَبتُ الدَهرَ كَيفَ يُذِلَّ مِثلي
وَلي عَزمٌ أَقُدُّ بِهِ الجِبالا

أَنا الرَجُلُ الَّذي خُبِّرتَ عَنهُ
وَقَد عايَنتَ مِن خَبري الفِعالا

غَداةَ أَتَت بَنو طَيٍّ وَكَلبٍ
تَهُزُّ بِكَفِّها السُمرَ الطِوالا

بِجَيشٍ كُلَّما لاحَظتُ فيهِ
حَسِبتُ الأَرضَ قَد مُلِأَت رِجالا

وَداسوا أَرضَنا بِمُضَمَّراتٍ
فَكانَ صَهيلُها قيلاً وَقالا

تَوَلَّوا جُفَّلاً مِنّا حَيارى
وَفاتوا الظُعنَ مِنهُم وَالرِحالا

وَما حَمَلَت ذَوُو الأَنسابِ ضَيماً
وَلا سَمِعَت لِداعيها مَقالا

وَما رَدُّ الأَعِنَّةِ غَيرُ عَبدٍ
وَنارُ الحَربِ تَشتَعِلُ اِشتِعالا

بِطَعنٍ تُرعَدُ الأَبطالُ مِنهُ
لِشِدَّتِهِ فَتَجتَنِبُ القِتالا

صَدَمتُ الجَيشَ حَتّى كُلَّ مُهري
وَعُدتُ فَما وَجَدتُ لَهُم ظِلالا

وَراحَت خَيلُهُم مِن وَجهِ سَيفي
خِفافاً بَعدَما كانَت ثِقالا

تَدوسُ عَلى الفَوارِسِ وَهيَ تَعدو
وَقَد أَخَذَت جَماجِمَهُم نِعالا

وَكَم بَطَلٍ تَرَكتُ بِها طَريحاً
يُحَرِّكُ بَعدَ يُمناهُ الشِمالا

وَخَلَّصتُ العَذارى وَالغَواني
وَما أَبقَيتُ مَع أَحَدٍ عِقالا



عنترة بن شداد

الحمدان
07-29-2023, 12:48 AM
دَع ما مَضى لَكَ في الزَمانِ الأَوَّلِ
وَعَلى الحَقيقَةِ إِن عَزَمتَ فَعَوِّلِ

إِن كُنتَ أَنتَ قَطَعتَ بَرّاً مُقفَراً
وَسَلَكتَهُ تَحتَ الدُجى في جَحفَلِ

فَأَنا سَرَيتُ مَعَ الثُرَيّا مُفرَداً
لا مُؤنِسٌ لي غَيرَ حَدِّ المُنصُلِ

وَالبَدرُ مِن فَوقِ السَحابِ يَسوقُهُ
فَيَسيرُ سَيرَ الراكِبِ المُستَعجِلِ

وَالنَسرُ نَحوَ الغَربِ يَرمي نَفسَهُ
فَيَكادُ يَعثُرُ بِالسِماكِ الأَعزَلِ

وَالغولُ بَينَ يَدَيَّ يَخفى تارَةً
وَيَعودُ يَظهَرُ مِثلَ ضَوءِ المَشعَلِ

بِنَواظِرٍ زُرقٍ وَوَجهٍ أَسوَدٍ
وَأَظافِرٍ يُشبِهنَ حَدَّ المِنجَلِ

وَالجِنُّ تَفرَقُ حَولَ غاباتِ الفَلا
بِهَماهِمٍ وَدَمادِمٍ لَم تَغفَلِ

وَإِذا رَأَت سَيفي تَضِجُّ مَخافَةً
كَضَجيجِ نوقِ الحَيِّ حَولَ المَنزِلِ

تِلكَ اللَيالي لَو يَمُرُّ حَديثُها
بِوَليدِ قَومٍ شابَ قَبلَ المَحمِلِ

فَاكفُف وَدَع عَنكَ الإِطالَةَ وَاِقتَصِر
وَإِذا اِستَطَعتَ اليَومَ شَيئاً فَاِفعَلِ



عنتره بن شداد

الحمدان
07-29-2023, 12:49 AM
بحرية العينين .. يا قرطاجة
شاخ الزمان , وأنتِ بعد شباب

هل لي بعرض البحر نصف جزيرة ؟
أم أن حبي التونسيَّ سرابُ

أنا متعبٌ .. ودفاتري تعبت معي
هل للدفاتر يا ترى أعصاب ؟

حزني بنفسجة يبللها الندى
وضفافُ جرحي روضةٌ مِنعشاب

لا تعذليني .. إنْ كشفتُ مواجعي
وجهُ الحقيقةِ ما عليه نقاب

إنَّ الجنونَ وراء نصف قصائدي
أوليس في بعض الجنون صوابُ ؟

فتحملي غضبي الجميل , فربما
ثارت على أمر السماء هضاب

فإذا صرختُ بوجه مَن أحببتهم
فلكِ يعيش الحب والأحباب

وإذا قسوتُ على العروبة مرةً
فلقد تضيقُ بكُحلها الأهدابُ

فلربما تجدُ العروبةُ نفسها
ويضيء في قلب الظلام شهابُ

ولقد تطير مِن العقال حمامة
ومِن العباءة تطلع الأعشاب

10
قرطاجةٌ .. قرطاجةٌ .. قرطاجةٌ ..
هل لي لصدركِ رجعة ومتاب ؟

لا تغضبي منّي .. إذا غَلَبَ الهوى
إنَّ الهوى في طبعه غلاب

فذنوب شعري كلها مغفورةُ
والله جل جلالهُ التوَّابُ ..


نزار قباني

الحمدان
07-29-2023, 12:51 AM
مِن أين أدخل في القصيدة يا ترى ؟
والشمس فوق رؤوسنا سرداب

إن القصيدة ليس ما كتبت يدي
لكنها ما تكتب الأهداب ..

نار الكتابة أحرقت أعمارنا
فحياتنا الكبريت والأحطاب

ما الشعر؟ ما وجع الكتابة ؟ ما الرؤى؟
أولى ضحايانا هم الكـُـتــَّاب

يعطوننا الفرح الجميل .. وحظهم
حظ البغايا .. ما لهن ثواب

يا تونس الخضراء .. هذا عالمٌ
يثرى به الأمي .. والنصاب ..

فمن الخليج إلى المحيط .. قبائل
بَطِرَت , فلا فكر ولا آداب

في عصر زيت الكاز .. يطلب شاعر
ثوباً وترفل بالحرير قـِحابُ !!!


نزار قباني

الحمدان
07-29-2023, 12:52 AM
هل في العيون التونسية شاطيء
ترتاح فوق رماله الأعصاب ؟

أنا يا صديقة متعب بعروبتي
فهل العروبة لعنة وعقاب ؟

أمشي على ورق الخريطة خائفاً
فعلى الخريطة كلنا أغراب ..

أتكلم الفصحى أمام عشيرتي
وأعيد .. لكن ما هناك جواب

لولا العباءات التي التفوا بها
ما كنت أحسب أنهم أعراب ..

يتقاتلون على بقايا تمرة
فخناجر مرفوعةٌ وحرابُ

قبلاتهم عربيةٌ .. مَن ذا رأى

فيما رأى , قــُـبَلاً لها أنياب


نزار قباني

الحمدان
07-29-2023, 12:54 AM
بدأ الزفاف , فمَن تكون مضيفتي
هذا المساء , ومن هو العراب ؟

أأنا مُغني القصر .. يا قرطاجة
كيف الحضور ؟ وما عليَّ ثياب

ماذا أقول ؟ فمي يفتش عن فمي
والمفردات حجارة وتراب ..

فمآدب عربيةٌ .. وقصائدٌ
همزيَّةٌ .. ووسائدٌ وحُبَاب

لا الكأس تنسينا مساحة حزننا
يوماً .. ولا كلُّ الشراب شراب

من أين يأتي الشعر يا قرطاجةٌ
واللهُ ماتَ .. وعادتِ الأنصابُ

من أين يأتي الشعر ؟ حين نهارنا
قمعٌ ، وحين مساؤنا إرهابُ

سرقوا أصابعنا .. وعطر حروفنا
فبأي شيء يكتب الكُـتـَّاب ؟

والحُكم شرطيٌ يسير وراءنا
سراً .. فنكهة خبزنا استجواب

الشعر .. رغم سياطهم وسجونهم
ملكٌ .. وهم في بابه حُجَّاب ..

نزار قباني

الحمدان
07-29-2023, 02:23 AM
‏قلقٌ أنت، فمَنْ ذا أفزعك؟
بُحْ بما تشكو وقل مَنْ روّعك؟

ليس في الدنيا نعيمٌ دائمٌ
فاطرح الحُزن وكفكف أدمعك

وابتسم جذلانَ ما جدوى الأسى؟
رُبما إن زاد يومًا صَرَعَكْ

أنت إن تضحك تشاطرك الدُنى
وإذا تبكي فمَنْ يبكي معك؟؟؟

الحمدان
07-29-2023, 02:27 AM
وعاذلةٍ هبّت بليلٍ تلومني
عَلى الشوقِ لَم تمح الصبابةَ مِن قَلبي

فما لي إِن أحببت أرضَ عَشيرتي
وَأَبغضت طرفاء القصيبة من ذنبِ

فَلَو أنّ ريحاً بلّغت وحي مرسلٍ
حفيٍّ لناجيت الجنوب على النقبِ

فَقلت لها أدّي إِلَيهم رِسالتي
وَلا تخلطيها طالَ سعدك بالتربِ

فَإنّي إِذا هبّت شمالاً سَألتها
هَلِ اِزدادَ صدّاح النميرة من قربِ

الحمدان
07-29-2023, 05:07 PM
وعاذلةٍ هبّت بليلٍ تلومني
عَلى الشوقِ لَم تمح الصبابةَ مِن قَلبي

فما لي إِن أحببت أرضَ عَشيرتي
وَأَبغضت طرفاء القصيبة من ذنبِ

فَلَو أنّ ريحاً بلّغت وحي مرسلٍ
حفيٍّ لناجيت الجنوب على النقبِ

فَقلت لها أدّي إِلَيهم رِسالتي
وَلا تخلطيها طالَ سعدك بالتربِ

فَإنّي إِذا هبّت شمالاً سَألتها
هَلِ اِزدادَ صدّاح النميرة من قربِ


نزار قباني

الحمدان
07-30-2023, 09:28 PM
أَخِلاَّءُ الرِّجَالِ هُمْ كَثِيرٌ
وَلَكِنْ فِي البَلاَءِ هُمْ قَلِيلُ

فَلاَ تَغْرُرْكَ خُلَّةُ مَنْ تُؤَاخِي
فَمَا لَكَ عِندَ نَائِبَةٍ خَلِيلُ

وَكُلُّ أَخٍ يَقُولُ أَنَا وَفِيٌّ
وَلَكِنْ لَيسَ يَفعَلُ مَا يَقُولُ

سِوَى خِلٍّ لَهُ حَسَبٌ وَدِينٌ
فَذَاكَ لِمَا يَقُولُ هُوَ الفَعُولُ.


حسان بن ثابت

الحمدان
07-30-2023, 09:29 PM
عدوك من صديقك مستفاد
فلا تستكثرنَّ من الصِّحابِ

فإن الداءَ أكثرُ ما تراهُ
يحول من الطعام أو الشراب

إذا انقلبَ الصديقُ غدا عدواً
مُبيناً، والأمورُ إلى انقلابِ

ولو كان الكثيرُ يَطيبُ كانتْ
مُصاحبة ُ الكثيرِ من الصوابِ

وما اللُّجَجُ المِلاحُ بمُروياتٍ
وتلقى الرِّيّ في النُّطَفِ العِذابِ


ابن الرومي

الحمدان
07-30-2023, 09:30 PM
استلهم الإيمان من عتباتها
ويظلني كرم الإله ونائره

يا أيها الخل الوفيُّ تلطفا
قد كانت الألفاظ عنك لقاصره

وكبا جواد الشعر يخذل همتي
ولربما خذل الجوادُ مناصِرَه

الحمدان
07-30-2023, 09:30 PM
لا يدحرُ الحزنَ إلا ركعتا سحَرٍ
تسقي بها خافقًا للأُنسِ ظمآنا

واستغفرِ اللهَ تفتح بابَ رحمتِه
لتستحيلَ فيافي الهمِّ غدرانا


محمود بن سعود الحلبي

الحمدان
07-30-2023, 09:31 PM
شطَّ المزارُ ، فأينَ أنتِ ، وأينها
وَردات رُوحِكِ من ربيعِ حدائقي

أَوما شبعتِ من البعاد غريبةٌ
أَنْ تجفُوَ الأرواحُ فيضَ رقائقي


محمود بن سعود الحلبي

الحمدان
07-30-2023, 09:31 PM
وما منحَ اللهُ الخليقةَ بهجةً
بأجملَ مِن رُوحِ الحبيبِ وأرحَما

نبيّ تهادَى النورُ مِن طلَعاتِه
هنيئًا لِمَن صلّى عليهِ وسلّما


محمود بن سعود الحلبي

الحمدان
07-30-2023, 11:03 PM
كن ما استطعت من الأنام بمعزل
واجعل جليسك سيدا تحظى به

إن الكثير من الورى لا يصحب
حبر لبيب عاقل متأدب

الحمدان
07-30-2023, 11:16 PM
القصيدة الزينبيّة

صالح بن عبد القدوس



صَرَمتْ حِبالَكَ بعد وَصلكَ زيـنبُ
والـدَّهرُ فـيهِ تَـغيَّرٌ وتَقَلُّبُ

نَـشَرتْ ذوائِبَها التي تَزهـو بـها
سُـوداً ورأسُك كالثُّغامَةِ أشيَبُ

واستـنفرتْ لـمّا رأتْكَ وطـالما
كانتْ تحنُّ إلى لقاكَ وتَـرغبْ

وكـذاكَ وصـلُ الغانياتِ فـإنـه
آل بـبـلقَـعَةٍ وبَـرْقٌ خُلَّبُ

فـدَّعِ الصِّبا فلـقدْ عـداكَ زمانُهُ
وازهَدْ فعُمرُكَ مرَّ منهُ الأطيَبُ

ذهـبَ الشبابُ فما له منْ عـودةٍ
وأتَى المشيبُ فأينَ منهُ المَهربُ

دَعْ عنكَ ما قد كانَ في زمنِ الصِّبا
واذكُـر ذنوبَكَ وابِكها يا مُذنبُ

واذكـرْ منـاقـشةَ الحسابِ فـإنه
لا بَدَّ يُحصي مـا جنيتَ ويَكتُبُ

لـم يـنسَهُ المـلَكانِ حيـنَ نسيتَهُ
بـل أثـبتاهُ وأنـتَ لاهٍ تلعبُ

والـرُّوحُ فـيكَ وديـعةٌ أودعتَها
ستَـردُّها بالرغمِ منكَ وتُسلَبُ

وغـرورُ دنـياكَ التي تسعى لها
دارٌ حقـيقتُها مـتاعٌ يـذهبُ

والليـلُ فـاعلمْ والنـهارُ كلاهما
أنفـاسُنا فيـها تُعـدُّ وتُحسبُ

وجـميعُ مـا خـلَّفتَـهُ وجمعتَـهُ
حقـاً يَقـيناً بعدَ موتِكَ يُنهبُ

تَـبَّاً لـدارٍ لا يـدومُ نـعـيمُـها
ومَشيـدُها عمّـا قليلٍ يَخربُ

فـاسمـعْ هُديتَ نصيحةً أولاكَها
بَـرٌّ نَصوحٌ للأنامِ مُـجرِّبُ

صَـحِبَ الزَّمانَ وأهلَه مُستبصراً
ورأى الأمورَ بما تؤوبُ وتَعقُبُ

لا تـأمَـنِ الدَّهرَ الخَـؤُونَ فـإنهُ
مـا زالَ قِـدْماً للرِّجالِ يُؤدِّبُ

وعـواقِبُ الأيـامِ فـي غَصَّاتِهـا
مَضَضٌ يُذَلُّ لهُ الأعزُّ الأنْجَبْ

فعـليكَ تـقوى اللهِ فـالزمْها تفزْ
إنّّ التّـَقيَّ هـوَ البَهيُّ الأهيَبُ

واعمـلْ بطاعتِهِ تنلْ منـهُ الرِّضا
إن المطـيعَ لـهُ لديهِ مُقرَّبُ

واقنـعْ ففـي بعضِ القناعةِ راحةٌ
واليأسُ ممّا فاتَ فهوَ المَطْلبُ

فـإذا طَمـِعتَ كُسيتَ ثوبَ مذلَّةٍ
فلقدْ كُسيَ ثـوبَ المَذلَّةِ أشعبُ

وتَـوَقَّ مـنْ غَـدْرِ النِّساءِ خيانةً
فجميعُهُنَّ مكايـدٌ لكَ تُـنصَبُ

لا تـأمنِ الأنـثى حيـاتَكَ إنـها
كـالأفعُـوانِ يُراغُ منهُ الأنيبُ

لا تـأمـنِ الأُنثى زمـانَكَ كُـلَّهُ
يومـاً ولـوْ حَلَفتْ يميناً تكذِبُ

تُـغري بـلينِ حديثِها وكـلامِها
وإذا سَطَتْ فهيَ الصَّقيلُ الأشطَبُ

وابـدأْ عَـدوَّكَ بالتـحيّةِ ولتَكُنْ
منهُ زمانَكَ خـائفاً تـترقَّـبُ

واحـذرهُ إن لاقـيتَـهُ مُتَبَـسِّماً
فالليثُ يبـدو نابُـهُ إذْ يغْضَبُ

إنَّ العـدوُّ وإنْ تـقـادَمَ عـهدُهُ
فالحـقدُ باقٍ في الصُّدورِ مُغيَّبُ

وإذا الصَّـديقٌ لقـيـتَهُ مُـتملِّقاً
فهـوَ العـدوُّ وحقُّـهُ يُـتجنَّبُ

لا خيـرَ فـي ودِّ امريءٍ مُتملِّقٍ
حُلـوِ اللسانِ وقلبـهُ يتـلهَّـبُ

يـلقاكَ يـحلفُ أنـه بـكَ واثقٌ
وإذا تـوارَى عنكَ فهوَ العقرَبُ

يُعـطيكَ من طَرَفِ اللِّسانِ حلاوةً
ويَروغُ منكَ كما يروغُ الثّعلـبُ

وَصِلِ الـكرامَ وإنْ رموكَ بجفوةٍ
فالصفحُ عنهمْ بالتَّجاوزِ أصـوَبُ

واخـترْ قرينَكَ واصطنعهُ تفاخراً
إنَّ القرينَ إلى المُقارنِ يُـنسبُ

إنَّ الغـنيَ مـن الرجالِ مُـكرَّمٌ
وتراهُ يُـرجى ما لديهِ ويُرهبُ

ويُـبَشُّ بـالتَّرحيبِ عنـدَ قدومِهِ
ويُقـامُ عنـدَ سلامـهِ ويُقرَّبُ

والفـقرُ شيـنٌ للرِّجـالِ فـإنـه
حقـاً يهونُ به الشَّريفُ الأنسبُ

واخفـضْ جناحَـكَ للأقاربِ كُلِّهمْ
بتـذلُّلٍ واسمـحْ لهـمْ إن أذنبوا

ودعِ الكَـذوبَ فلا يكُنْ لكَ صاحباً
إنَّ الـكذوبَ يشينُ حُراً يَصحبُ

وزنِ الكـلامَ إذا نطقتَ ولا تـكنْ
ثـرثارةً فـي كـلِّ نادٍ تخطُبُ

واحفـظْ لسانَكَ واحترزْ من لفظِهِ
فـالمرءُ يَـسلَمُ باللسانِ ويُعطَبُ

والسِّـرُّ فـاكتمهُ ولا تـنطُقْ بـهِ
إنَّ الزجاجـةَ كسرُها لا يُشعَبُ

وكـذاكَ سـرُّ المرءِ إنْ لـمْ يُطوهِ
نـشرتْهُ ألسـنةٌ تـزيدُ وتكذِبُ

لا تحرِصَنْ فالحِرصُ ليسَ بزائدٍ
في الرِّزقِ بل يشقى الحريصُ ويتعبُ

ويظـلُّ ملهـوفـاً يـرومُ تحـيّلاً
والـرِّزقُ ليسَ بحيلةٍ يُستجلـَبُ

كـم عاجزٍ في الناسِ يأتي رزقُهُ
رغَـداً ويُـحرَمُ كَيِّسٌ ويُـخيَّبُ

وارعَ الأمانةَ ، والخيانةَ فـاجتنبْ
واعدِلْ ولا تظلمْ يَطبْ لكَ مكسَبُ

وإذا أصـابكَ نكبـةٌ فاصبرْ لهـا
مـن ذا رأيـتَ مسلَّماً لا يُنْكبُ

وإذا رُميتَ مـن الزمـانِ بـريبةٍ
أو نالكَ الأمـرُ الأشقُّ الأصعبُ

فاضرعْ لربّك إنـه أدنـى لـمنْ
يدعوهُ مـن حبلِ الوريدِ وأقربُ

كُنْ ما استطعتَ عن الأنامِ بمعزِلٍ
إنَّ الكثيرَ مـن الوَرَى لا يُصحبُ

واحـذرْ مُصاحبـةَ اللئيـم فإنّهُ
يُعدي كما يُعدي الصحيحَ الأجربُ

واحذرْ من المظلومِ سَهماً صائباً
واعلـمْ بأنَّ دعـاءَهُ لا يُحجَـبُ

وإذا رأيـتَ الـرِّزقَ عَـزَّ ببلدةٍ
وخشيتَ فيها أن يضيقَ المذهـبُ

فـارحلْ فأرضُ اللهِ واسعةَ الفَضَا
طولاً وعَرضاً شرقُها والمغرِبُ

فلقـدْ نصحتُكَ إنْ قبلتَ نصيحتي
فـالنُّصحُ أغلى ما يُباعُ ويُوهَبُ

الحمدان
07-31-2023, 12:19 AM
عَلى خالِدٍ أَصبَحتُ أَبكي لِخالِدٍ
وَأَصدُقُ نَفساً قَد أُصيبَ خَليلُها

تَذَكَّرتُ مِنهُ بَعدَ أَوَّلِ هَجعَةٍ
مَساعِيَ لا أَدري عَلى مَن أُحيلُها

وَكُنتَ إِذا نابَت قُرَيشاً مَلَمَّةٌ
وَقالَ رَجالٌ سادَةٌ مَن يُزيلُها

تَكونُ لَها لا مَعجَباً بِنَجاحِها
وَلا يَحمِلُ الأَثقالَ إِلّا حَمولُها

فَأَينَ الَّذي كانَت مَعَدٌّ تَنوبُهُ
وَيَحتَمِلُ الأَعباءَ ثُمَّ يَقولُها



كثير بن عزه

الحمدان
07-31-2023, 12:20 AM
إِذا اِبتَدَرَ الناسُ المَكارِمَ بَذَّهُم
عَراضَةُ أَخلاقِ اِبنِ لَيلى وَطولُها

وَإِنَّ اِبنَ لَيلى فاهَ لي بِمَقالَةٍ
وَلَو سِرتُ فيها كُنتُ مِمَّن يُنيلُها

عَجِبتُ لِتَركي خِطَّةَ الرُشدِ بَعدَما
بَدا لِيَ مِن عَبدِ العَزيزِ قَبولُها

وَأَمِّيَ صَعباتِ الأُمورِ أَروضُها
وَقَد أَمكَنَتني يَومَ ذاكَ ذَلولُها
حَلَفتُ بِرَبِّ الراقِصاتِ إِلى مُنىً
يَغولُ البِلادَ نَصُّها وَذَميلُها

لَئِن عادَ لي عَبدُ العَزيزِ بِمِثلِها
وَأَمكَنَني مِنها إِذاً لا أُقيلُها

فَهَل أَنتَ إِن راجَعتُكَ القَولَ مَرَّةً
بِأَحسَنَ مِنها عائِدٌ فَمُنيلُها


كثير بن عزه

الحمدان
07-31-2023, 12:20 AM
أَمِن طَلَلٍ أَقوى مِنَ الحَيِّ ماثِلُه
تُهَيِّجُ أَحزانَ الطَروبِ مَنازِلُه

بَكَيتَ وَما يُبكيكَ مِن رَسمِ دِمنَةٍ
أَضَرَّ بِهِ جَودُ الشَمالِ وَوابِلُه

سَقى الرَبعَ مِن سَلمى بِنَعفِ رُواوَةٍ
إِلى القَهبِ أَجوادُ السَمِيِّ وَوابِلُه

وَإِن كانَ لا سُعدى أَطالَت سُكونَهُ
وَلا أَهلُ سُعدى آخِرَ الدَهرِ نازِلُه

وَإِنّي لَأَرضى مِن نَوالِكِ بِالَّذي
لَو أَبصَرَهُ الواشي لَقَرَّت بَلابِلُه

بَلا وَبِأَن لا أَستَطيعَ وَبِالمُنى
وَبِالوَعدِ وَالتَسويفِ قَد مَلَّ آمِلُه

وَحُبُّكِ يُنسيني مِنَ الشَيءِ في يَدي
وَيُذهِلُني عَن كُلِّ شَيءٍ أُزاوِلُه

سَيَهلِكُ في الدُنيا شفيقٌ عَلَيكُمُ
إِذا غالَهُ مِن حادِثِ الدَهرِ غائِلُه

وَيُخفي لَكُم حُبّاً شَديداً وَرَهبَةً
وَلِلناسِ أَشغالٌ وَحُبُّكِ شاغِلُه

كَريمٌ يُميتُ السِرِّ حَتّى كَأَنَّهُ
إِذا اِستَبحَثوهُ عَن حَديثِكِ جاهِلُه

يَوَدُّ بِأَن يُمسي سَقيماً لَعَلَّها
إِذا سَمِعَت عَنهُ بِشَكوى تُراسِلُه

وَيَرتاحُ لِلمَعروفِ في طَلَبِ العُلى
لِتُحمَدَ يَوماً عِندَ لَيلى شَمائِلُه

وَعى سِرَّكُم في مُضمَرِ القَلبِ وَالحَشا
شَفيقٌ عَلَيكُم لا تُخافُ غَوائِلُه

وَأَكتُمُ نَفسي بَعضَ سِرّي تَكَرُّماً
إِذا ما أَضاعَ السِرَّ في الناسِ حامِلُه

فلو كنتُ في كَبلٍ وَبُحتُ بِلَوعَتي
إِلَيهِ لَأَنَّت رَحمَةً لي سَلاسِلُه

وَلَو أَكَلَت مِن نَبتِ عَيني بَهيمَةٌ
لَهَيَّجَ مِنها رَحمَةً حينَ تَأكُلُه

وَيُدرِكُ غَيري عِندَ غَيرِكِ حَظَّهُ
بِشِعري وَيُعييني بِه ما أُحاوِلُه

فَلا هانَتِ الأَشعارُ بِعدي وَبَعدَكُم
مُحِبّاً وَماتَ الشِعرُ بَعدي وَقائِلُه


كثير بن عره

الحمدان
07-31-2023, 12:21 AM
أَهاجَكَ لَيلى إِذ أَجَدَّ رَحيلُها
نَعَم وَثَنَت لَمّا اِحزَأَلَّت حُمولُها

لَقَد سِرتُ شَرقِيَّ البِلادِ وَغَربِها
وَقَد ضَرَبَتني شَمسُها وَظُلولُها

يَنوءُ فَيَعدو مِن قَريبٍ إِذا عَدا
وَيَكمُنُ في خَشباءَ وَعثٍ مَقيلُها

سَيَأتي أَمير المُؤمِنينَ وَدونَهُ
صِمادٌ مِنَ الصَوّانِ مَرتٌ مُيولُها

فَبيدُ المُنَقّى فَالمَشارِفُ دونَهُ
فَرَوضَةُ بُصرى أَعرَضَت فَبَسيلُها

ثَنائي تُؤَدّيهِ إليك وَمِدحَتي
صُهابِيَّةُ الأَلوانِ باقٍ ذَميلُها

عَسوفٌ بِأَجوازِ الفَلا حِميَرِيَّةٌ
مَريشٌ بِذِئبانِ السَبيبِ تَليلُها

يُغادي بَفارِ المِسكِ طَوراً وَتارَةً
تُرى الدِرعُ مُرفَضّاً عَلَيهِ نَثيلُها

وَقَد شَخَصَت بِالسابِرِيَّةِ فَوقَهُ
مُعَلَّبَةَ الأُنبوبِ ماضٍ أَليلُها

تَرى اِبنَ أَبي العاصي وَقَد صُفَّ دونَهُ
ثَمانونَ أَلفاً قَد تَوافَت كُمولُها

يُقَلِّبُ عَيني حَيَّةٍ بِمَحارَةٍ
أَضافَ إِلَيها السَارِياتِ سَبيلُها

يَصُدُّ وَيُغضي وَهوَ لَيثُ خِفِيَّةٍ
إِذا أَمكَنَتهُ عَدوَةٌ لا يُقيلُها

بَسَطتَ لِباغي العُرفِ كَفّاً بَسيطَةً
تَنالُ العِدى بَلهَ الصَديقَ فضولُها

وَلَم يَكُ عَن عَفرٍ تَفَرُّعُكَ العُلى
وَلَكِن مَواريثُ الجُدودِ تَؤولُها

حَموا مَنزِلَ الأَملاكِ مِن مَرجِ راهِطٍ
وَرَملَةِ لُدٍّ أَن تُباحَ سُهولُها



كثير بن عزه

الحمدان
07-31-2023, 12:22 AM
أَلا حَيِّيا لَيلى أَجَدَّ رَحيلي
وَآذَنَ أَصحابي غَداً بِقُفولِ

تَبَدَّت لَهُ لَيلى لِتَغلِبَ صَبرَهُ
وَهاجَتكَ أُمُّ الصَلتِ بَعدَ ذُهولِ

أُريدُ لَأَنسى ذِكرَها فَكَأَنَّما
تَمَثَّلُ لي لَيلى بِكُلِّ سَبيلِ

إِذا ذُكِرَت لَيلى تَغَشَّتكَ عَبرَةٌ
تُعَلُّ بِها العَينانِ بَعدَ نُهولِ

وَكَم مِن خَليلٍ قالَ لي لوسَأَلتَها
فَقُلتُ نَعَم لَيلى أَضَنُّ خَليلِ

وَأَبعَدُهُ نيلاً وَأَوشَكُهُ قِلىً
وَإِن سُئِلَت عُرفاً فَشَرُّ مَسولِ

حَلَفتُ بِرَبِّ الراقِصاتِ إِلى مُنىً
خِلالَ المَلا يَمدُدنَ كُلَّ جَديلِ

تَراها وِفاقا بَينَهُنَّ تَفاوُتٌ
وَيَمدُدنَ بِالإِهلالِ كُلَّ أَصيلِ

تَواهَقنَ بِالحُجّاجِ مَن بَطنِ نَخلَةٍ
وَمِن عَزوَرٍ وَالخَبتِ خَبتِ طَفيلِ

بِكُلِّ حَرامٍ خاشِعٍ مُتَوَجِّهٍ
إِلى اللَهِ يَدعوهُ بِكُلِّ نَقيلِ

عَلى كُلِّ مِذعانِ الرَواحِ مُعيدَةٍ
وَمَخشِيَّةٍ أَلّا تُعيد هَزيلِ

شَوامِذَ قَد أَرتَجنَ دون أَجِنَّةٍ
وَهوجٍ تَبارى في الأَزِمَّةِ حولِ

يَمينَ اِمرِئٍ مُستَغلِظٍ بِأَلِيَّةٍ
لِيُكذِبَ قيلاً قَد أَلَحَّ بِقيلِ

لَقَد كَذِبَ الواشونَ ما بُحتُ عِندَهُم
بِلَيلى وَلا أَرسَلتُهُم بِرَسيلِ

فَإِن جاءَكِ الواشونَ عَنّي بِكِذبَةٍ
فَرَوها وَلَم يَأتوا لَها بِحَويلِ

فَلا تَعجَلي يا لَيلَ أَن تَتَفَهَّمي
بِنُصحِ أَتى الواشونَ أَم بِحُبولِ

فَإِن طِبتِ نَفساً بَالعَطاءِ فَأَجزِلي
وَخَيرُ العَطايا لَيلَ كُلَّ جَزيلِ

وَإِلّا فَإِجمالٌ إِلَيَّ فَإِنَّني
أُحِبُّ مِنَ الأَخلاقِ كُلَّ جَميلِ

فَإِن تَبذُلي لِيَ مِنكِ يَوماً مَوَدَّةً
فَقِدماً صَنَعتِ القَرضَ عِندَ بَذولِ

وَإِن تَبخَلي يا ليلَ عَنّي فَإِنَّني
تُوَكَّلُني نَفسي بِكُلِّ بَخيلِ

وَلَستُ بِراضٍ مِن خَليلي بِنائِلٍ
قَليلٍ وَلا راضٍ لَهُ بِقَليلِ

وَلَيسَ خَليلي بِالمَلولِ وَلا الَّذي
إِذا غبتُ عَنهُ باعَني بِخَليلِ

وَلَكِن خَليلي مَن يَدومُ وِصالُهُ
وَيَحفَظُ سِرّي عِندَ كُلِّ دَخيلِ

وَلَم أَرَ مِن لَيلى نَوالاً أَعُدُّهُ
أَلا رُبَّما طالَبتُ غَيرَ مُنيلِ

يَلومُكَ في لَيلى وَعَقلُكَ عِندَها
رِجالٌ وَلَم تَذهَب لَهُم بِعُقولِ

يَقولونَ وَدِّع عَنك لَيلى وَلا تَهم
بِقاطِعَةِ الأَقرانِ ذاتِ حَليلِ

فَما نَقَعَت نَفسي بِما أَمَروا بِهِ
وَلا عِجتُ مِن أَقوالِهِم بِفَتيلِ

تَذَكَّرتُ أَتراباً لِعَزَّةَ كَالمَها
حُبينَ بِليطٍ ناعِمٍ وَقَبولُ

وَكُنتُ إِذا لاقَيتُهُنَّ كَأَنَّني
مُخالِطَةٌ عَقلي سُلافُ شَمولِ

تَأَطَّرنَ حَتّى قُلتُ لَسنَ بَوارِحاً
رَجاءَ الأَماني أَن يَقِلنَ مَقيلي

فَأَبدَينَ لي مِن بَينِهِنَّ تَجَهُّماً
وَأَخل





كثير بن عزه

الحمدان
07-31-2023, 06:58 PM
كذا الرُزءُ إِذ أَودَى فَتَى العِلمِ والذِّكرَى
فَهَل حِينَ عَزَّ الصَّبرُ مِن بائِعٍ صَبرا

عَهِدتُ اصطِباري في الحُروبِ أَخاوفاً
فإِذ خانَنِي ذا اليَومَ أَوسَعتُهُ عُذرا

وَما لِيَ لم أُوسِعهُ عُذراً وَقَد مَضَى
أَبُو الفَضلِ في الدُنيا إِلى مَنزِلِ الأُخرى

هُوَ الشَّيخُ إبراهِيمُ شَمسُ بِلادِنا
ضُحَى المُهتَدي فيها وَبَدرٌ لِمَن أَسرى

تَنَكَّرَتِ الأَحساءُ يَومَ وفاتِهِ
فسُكّانُها حَيرَى وَأَرجاؤُها غَبرا

إِمامٌ إذا فَخَّمتُهُ شَهِدَت لَهُ
أَياديهِ فِينا وَالمَعالي التي تُدرى

وَأَهلُ العُقولِ الراجِحاتِ مِنَ الوَرى
وَكلُّ حَليمٍ يَشتَري المَجدَ إِذ يُشرى

فَلِلَّه حَبرٌ حِينَ تُجلَى صِفاتُهُ
تأَرَّجَتِ الآفاقُ مِن نَشرِها عِطرا

مَواعِظُهُ فَوقَ القُلُوبِ زَواهِرٌ
تَراءى عَلى أَرجائِها أَنجُماً زُهرا

مَوَاعِظُ حَبرٍ عَن كِتاب إِلهِهِ
وَعَن سُنَّةِ المُختارِ يَنشُرُها نَشرا

فآراؤُهُ حَزمٌ وَسِيرَتُهُ هُدىً
وَأَلفاظُهُ نُور وَرُؤيَتُهُ ذِكرَى

حَلِيمٌ وَلَكِن حِينَ لَم يلقَ مُنكَراً
فإِن يَلقَهُ أَلفَيتَهُ ضَيغماً بَحرا

مَواقِفُهُ في نُصرَةِ الدِّينِ جَمَّةٌ
فِخامٌ فَسَل مَن قَد أَحاطَ بِهِ خُبرا

عَلى أَنَّهُ مِن آلِ بَيتٍ تَعَوَّدُوا
إِذا أُمَّةٌ مِنهُم خَلَت سارَتِ الأُخرى

فَسَل سالِفَ الأَيامِ عَن سالِفِيهِمُ
تَرَى منهُمُ الساداتِ مِن نَسلِهِم تَترَى

وفِينا بِحَمدِ اللَّهِ منهُم جَهابِذٌ
حُماةٌ هُداةٌ لا تَمَلُّ وَلا تَكرَى

مَعاليهِمُ في سَابِقِ الدَّهرِ غُرَّةٌ
تُجَمِّلُ مِنهُم كلَّ آوِنَةٍ عَصرا

جَمالُ وجُوهٍ مَع فَصاحَةِ أَلسُنٍ
وكِبرُ نُفُوسٍ عَن مُلابَسَةِ الصُّغرى

مَخائِلُهُم تُنبيكَ قَبلَ اختِبارِهم
عَلى أَنَّهُم أَهلُ العُقُولِ ولا فَخرا

هُمُ جَمَعُوا عِلماً وحِلماً وعِفَّةً
سِماحُ أَكُفٍّ لا تُلِمُّ بِهم عَورَا

فَقُل لِلكِرامِ الغُرِّ آلِ مُبارَكٍ
لَقَد كنتُمُ في كلِّ نادٍ عَلا صَدرا

بِخِدمَتِكُم شَرعَ الإِلهِ وَمَن يَقُم
بِخِدمَةِ شَرعِ اللَّه سادَ الوَرى طُرّا

فأَبدُوا مَزِيداً من تَنافُسِكُم بِهِ
وَجِدُّوا لهُ حِفظاً وَجِدُّوا لهُ إِقرا

أَلا واجعَلُوا التَقوى السَّبيلَ إِلى المُنى
فلَيسَ إِليهِ غيرُ تَقوى الفَتى مَجرى

هِيَ العَيشُ في الدُّنيا هِيَ النُورُ وَالهُدى
هي الأمنُ يَومَ النَّشرِ والفَوزُ والسَّرا

وَراعُوا خِلالاً كُنَّ في مَكرُماتِكُم
لكُم سَلِمَت فيها السَعادَةُ والبُشرى

حَقارَةُ دُنياكُمُ وَحِفظُ اجتِماعِكُم
وَرَعيكُمُ الشُورى مَتى تُبرِمُوا أَمرا

وَإِعطاءُ أهلِ السِّنِّ مِنكُم حُقُوقَهُم
بِطاعَتِهِم أَمراً وَتَعظِيمِهِم قَدرا

فَهَذِي وَصايا العاقِلينَ وهذِهِ
تِجارَةُ أَهلِ الفَضلِ أَنتُم بِها أَحرى


عبدالعزيز صالح العلجي

الحمدان
07-31-2023, 06:58 PM
أَبى الهَمُّ إِلا أَن يَكُونَ مَعِي مَعِي
وَيَبقَى سَميري فِي مَسِيري وَمَضجَعِي

وَإِنِّي لأَرضى الهَمَّ إِذ كانَ داعِياً
إِلَى سَعيِ مَرضِيِّ الفِعالِ سَمَيدَعِي

وكم هِمَّةٍ لَو تَحمِلُ الشُّمُّ بَعضَها
لَعادَت بِحالِ الخاشِعِ المُتَصَدِّعِ

أَو البَحرُ تَيّاراً لعَادَت سَفِينُهُ
رَواكِدَ فِي وَجهٍ مِنَ الأَرضِ بَلقَعِ

تَحَمَّلتُها حَتّى لَوِ اسطَعتُ كَتمَها
عَنِ القَلبِ لَم يَشعُر بِها بَينَ أَضلُعِي

نَزاهَةُ أَخلاقٍ وَغَيرَةُ ماجِدٍ
عَلى السِّرِّ أَن يُبدى إِلَى غَيرِ أَلمَعِي

يَقُولُونَ أَوحَشتَ البلادَ وَأَهلَها
وَرَوَّعتَها بالبَينِ كُلَّ مُرَوَّعِ

وَلَو عَلِمُوا مَن ذا تُشَدُّ لِقَصدِهِ
مَطايايَ قالُوا قَد أَصَبتَ فأَسرعِ

أَلَيسَ إِلَى خَيرِ المُلوكِ وَفَخرِهِم
وَمُحِيي لنا شخص النَدى بَعدَ ما نُعِي

إِلى مَلِكٍ يُنمَى لآلِ خَلِيفَةٍ
سُراةٌ لَهُم فِي المَجدِ أَشرَفُ مَوضِعِ

تُراثُهُمُ الفِعلُ الجَميلُ وَهِمَّةٌ
يَذِلُّ وَيَخزَى عِندَها كُلُّ مُدَّعِ

أُسُودٌ إِذا خاضُوا الغِمَارَ وَإِنَّهُم
بدُورٌ إِذا حَلُّوا الصُّدُورَ بِمَجمَعِ

إِذا الناسُ باعُوا واشتَروا في حُطامِهِم
عَلوا فاشتَروا حمداً عَلى كُلِّ مَسمَعِ

وَإِن غَيرُهُمُ باهَى بِكُلِّ سَفاهةٍ
وَسابَقَ في مَيدانِها غَيرُ مُقلِعِ

تَباهَوا بِأَحلامٍ ثِقَالٍ وسابَقُوا
إِلَى أَدَبٍ كالعَنبَرِ المُتَضَوِّعِ

بِآدابِهِم يَرتَاضُ كُلُّ مُهَذَّبٍ
وَعِندَ نَداهُم يَنتَهِي كُلُّ مَطمَعِ

وَلا سِيَّما عِيسَى الهُمامُ الَّذي بِهِ
أَوَالٌ تَناهَت فِي العُلا وَالتَّرَفُّعِ

تَطاوَلَتِ الشِّعرَى عُلُوّاً وَرِفعَةً
وَباهَت بِهِ فَخراً عَلَى كُلِّ مَوضِعِ

هُوَ الجَبَلُ الرَّاسِي وَقاراً وَهَيبَةً
وَحَزماً وَعَزماً مَع سِياسَةِ أَلمَعِي

تُذَكِّرُنا أَوصافُهُ حِلمَ أَحنَفٍ
وَبأسَ كُلَيبٍ فِي جَلالَةِ تُبَّعِ

بَنُوهُ لَدَيهِ كَالبُدُورِ كَوامِلاً
مَتى تَرَهُم عَينٌ تَذِلّ وَتَخشَعِ

أَقُولُ وَقَد مَتَّعتُ قَلبِي بِذِكرِهِم
يُنازِعُ هَمِّي هِمَّتِي وَتَمَنُّعِي

متَى لثَمَت أَقدامُنا تُربَ دارِهِم
أَيا هِمَّتي زِيدِي وَيا هَمُّ أَقلعِ

أَبَا حَمَدٍ أَلقَى بِنَا الشَّوقُ إِنَّنا
رَأَينَاكَ فَرداً فِي الفَضائِلِ أَجمَعِ

أَبا حَمَدٍ لَولاكَ لَم يَبقَ مُرشِدٌ
إِلَى شِيَمِ السَّادَاتِ مِن كُلِّ أَروَعِ

رَأَيناكَ حُرّاً هامِعَ الجُودِ كلِّهِ
وَحُبُّ الجَوادِ الشَّهمِ شِيمَةُ مَن يَعِي



عبد العزيز بن صالح العلجي
السعودية

الحمدان
07-31-2023, 09:34 PM
أَلا أَيُّها القَومُ الَّذينَ أَتاهُمُ
غَداةَ ثَوى الجَرّاحُ إِحدى العَظايِمِ

إِلى مَن يُلَوّي بَعدَهُ الهامُ إِذ ثَوى
حَيا الناسِ وَالقَرمِ الَّذي لِلمَراجِمِ

رَفيقُ نَبِيِّ اللَهِ في الغُرفَةِ الَّتي
إِلَيها اِنتَهى مِن عَيشِهِ كُلُّ ناعِمِ

وَماتَ مَعَ الجَرّاحِ مَن يَحشُدُ القِرى
وَمَن يَضرِبُ الأَبطالَ فَوقَ الجَماجِمِ

فَما تَرَكَ الجَرّاحُ إِذ ماتَ بَعدَهُ
مُجيراً عَلى الأَيّامِ ذاتِ الجَرائِمِ

إِذا اِلتَقَتِ الأَقرانُ وَالخَيلُ وَاِلتَقَت
أَسِنَّتُها بَينَ الذُكورِ الصَلادِمِ

وَمَن بَعدَهُ تَدعو النِساءُ إِذا سَعَت
وَقَد رَفَعَت عَنهُ ذُيولَ المَخادِمِ

وَكانَ إِلى الجَرّاحِ يَسعى إِذا رَأَت
حِياضَ المَنايا عَينُهُ كُلُّ جارِمِ

وَقَد عَلِمَ الساعي إِلَيهِ لِيَعطِفَن
لَهُ حَبلَ مَنّاعٍ مِنَ الخَوفِ سالِمِ

لِتَبكِ النِساءُ الساعِياتُ إِذا دَعَت
لَها حامِياً يَوماً ذِمارَ المَحارِمِ

وَتَبكِ عَلَيهِ الشَمسُ وَالقَمَرُ الَّذي
بِهِ يَدَعُ السارينَ ميلَ العَمائِمِ

وَقَد كانَ ضَرّاباً عَراقيبِها الَّتي
ذُراها قِرىً تَحتَ الرِياحِ العَوارِمِ


الفرزدق

الحمدان
07-31-2023, 09:34 PM
إِنَّ الَّذينَ اِستَحَلّوا كُلَّ فاحِشَةٍ
مِنَ المَحارِمِ بَعدَ النَقضِ لِلذِمَمِ

قَومٍ أَتَوا مِن سَجِستانٍ عَلى عَجَلٍ
مُنافِقونَ بِلا حِلٍّ وَلا حَرَمِ

ما كانَ فيهِم وَقَد هُمَّت أُمورُهُمُ
مَن يُستَجارُ عَلى الإِسلامِ وَالحُرَمِ

يَستَفتِحونَ بِمَن لَم تَسمُ سورَتُهُ
بَينَ الطَوالِعِ بِالأَيدي إِلى الكَرَمِ



الفرزدق

الحمدان
07-31-2023, 09:49 PM
"وَدِّع هُرَيرَةَ إِنَّ الرَكبَ مُرتَحِلُ
وَهَل تُطيقُ وَداعاً أَيُّها الرَجُلُ

غَرّاءُ فَرعاءُ مَصقولٌ عَوارِضُها
تَمشي الهُوَينا كَما يَمشي الوَجي الوَحِلُ

كَأَنَّ مِشيَتَها مِن بَيتِ جارَتِها
مَرُّ السَحابَةِ لا رَيثٌ وَلا عَجَلُ

تَسمَعُ لِلحَليِ وَسواساً إِذا اِنصَرَفَت
كَما اِستَعانَ بِريحٍ عِشرِقٌ زَجِلُ

لَيسَت كَمَن يَكرَهُ الجيرانُ طَلعَتَها
وَلا تَراها لِسِرِّ الجارِ تَختَتِلُ

يَكادُ يَصرَعُها لَولا تَشَدُّدُها
إِذا تَقومُ إِلى جاراتِها الكَسَلُ


الاعشى

الحمدان
07-31-2023, 09:50 PM
صَحا القَلبُ مِن ذِكرى قُتَيلَةَ بَعدَما
يَكونُ لَها مِثلَ الأَسيرِ المُكَبَّلِ

لَها قَدَمٌ رَيّا سِباطٌ بَنانُها
قَدِ اِعتَدَلَت في حُسنِ خَلقٍ مُبَتَّلِ

وَساقانِ مارَ اللَحمُ مَوراً عَلَيهِما
إِلى مُنتَهى خَلخالِها المُتَصَلصِلِ

إِذا اِلتُمِسَت أُربِيَّتاها تَسانَدَت
لَها الكَفُّ في رابٍ مِنَ الخَلقِ مُفضِلِ

إِلى هَدَفٍ فيهِ اِرتِفاعٌ تَرى لَهُ
مِنَ الحُسنِ ظِلّاً فَوقَ خَلقٍ مُكَمَّلِ

إِذا اِنبَطَحَت جافى عَنِ الأَرضِ جَنبُها
وَخَوّى بِها رابٍ كَهامَةِ جُنبُلِ

إِذا ما عَلاها فارِسٌ مُتَبَذِّلٌ
فَنِعمَ فِراشُ الفارِسِ المُتَبَذِّلِ

يَنوءُ بِها بوصٌ إِذا ما تَفَضَّلَت
تَوَعَّبَ عَرضَ الشَرعَبِيِّ المُغَيَّلِ

رَوادِفُهُ تَثني الرِداءَ تَسانَدَت
إِلى مِثلِ دِعصِ الرَملَةِ المُتَهَيِّلِ

نِيافٌ كَغُصنِ البانِ تَرتَجُّ إِن مَشَت
دَبيبَ قَطا البَطحاءِ في كُلِّ مَنهَلِ

وَثَديانِ كَالرُمّانَتَينِ وَجيدُها
كَجيدِ غَزالٍ غَيرَ أَن لَم يُعَطَّلِ

وَتَضحَكُ عَن غُرِّ الثَنايا كَأَنَّهُ
ذُرى أُقحُوانٍ نَبتُهُ لَم يُفَلَّلِ

تَلَألُؤُها مِثلُ اللُجَينِ كَأَنَّما
تَرى مُقلَتَي رِئمٍ وَلَو لَم تَكَحَّلِ

سَجُوّينَ بَرجاوَينِ في حُسنِ حاجِبٍ
وَخَدٍّ أَسيلٍ واضِحٍ مُتَهَلِّلِ

لَها كَبِدٌ مَلساءُ ذاتُ أَسِرَّةٍ
وَنَحرٌ كَفاثورِ الصَريفِ المُمَثَّلِ

يَجولُ وِشاحاها عَلى أَخمَصَيهِما
إِذا اِنفَتَلَت جالاً عَلَيها يُجَلجِلُ

فَقَد كَمُلَت حُسناً فَلا شَيءَ فَوقَها
وَإِنّي لَذو قَولٍ بِها مُتَنَخَّلِ

وَقَد عَلِمَت بِالغَيبِ أَنّي أُحِبُّها
وَأَنّي لِنَفسي مالِكٌ في تَجَمَّلِ

وَما كُنتُ أَشكي قَبلَ قَتلَةَ بِالصِبى
وَقَد خَتَلَتني بِالصِبى كُلَّ مَختَلِ

وَإِنّي إِذا ما قُلتُ قَولاً فَعَلتُهُ
وَلَستُ بِمِخلافٍ لِقَولي مُبَدَّلِ

تَهالَكُ حَتّى تُبطِرَ المَرءَ عَقلَهُ
وَتُصبي الحَليمَ ذا الحِجى بِالتَقَتُّلِ

إِذا لَبِسَت شَيدارَةً ثُمَّ أَبرَقَت
بِمِعصَمِها وَالشَمسُ لَمّا تَرَجَّلِ

وَأَلوَت بِكَفٍّ في سِوارٍ يَزينُها
بَنانٌ كَهُدّابِ الدِمَقسِ المُفَتَّلِ

رَأَيتَ الكَريمَ ذا الجَلالَةِ رانِياً
وَقَد طارَ قَلبُ المُستَخِفَّ المُعَذَّلِ

فَدَعها وَسَلِّ الهَمَّ عَنكَ بِجَسرَةٍ
تَزَيَّدُ في فَضلِ الزَمامِ وَتَعتَلي

فَأَيَّةَ أَرضٍ لا أَتَيتُ سَراتَها
وَأَيَّةُ أَرضٍ لَم أَجُبها بِمَرحَلِ

وَيَومِ حِمامٍ قَد نَزَلناهُ نَزلَةً
فَنِعمَ مُناخُ الضَيفِ وَالمُتَحَوِّلِ

فَأَبلِغ بَني عِجلٍ رَسولاً وَأَنتُمُ
ذَوُو نَسَبٍ دانٍ وَمَجدٍ مُؤَثَّلِ

فَنَحنُ عَقَلنا الأَلفَ عَنكُم لِأَهلِهِ
وَنَحنُ وَرَدنا بِالغَبوقِ المُعَجَّلِ

وَنَحنُ رَدَدنا الفارِسِيِّينَ عَنوَةً
وَنَحنُ كَسَرنا فيهِمُ رُمحَ عَبدَلِ

فَأَيَّ فَلاحِ الدَهرِ يَرجو سَراتُنا
إِذا نَحنُ فيما نابَ لَم نَتَفَضَّلِ

وَأَيَّ بَلاءِ الصِدقِ لا قَد بَلَوتُمُ
فَما فُقِدَت كانَت بَلِيَّةُ مُبتَلي



الاعشى

الحمدان
08-01-2023, 01:10 PM
وَطاوي ثَلاثٍ عاصِبِ البَطنِ مُرمِلٍ
بِتيهاءَ لَم يَعرِف بِها ساكِنٌ رَسما

أَخي جَفوَةٍ فيهِ مِنَ الإِنسِ وَحشَةٌ
يَرى البُؤسَ فيها مِن شَراسَتِهِ نُعمى

وَأَفرَدَ في شِعبٍ عَجُوزاً إِزائَها
ثَلاثَةُ أَشباحٍ تَخالُهُمُ بَهما

رَأى شَبَحاً وَسطَ الظَلامِ فَراعَهُ
فَلَمّا بَدا ضَيفاً تَسَوَّرَ وَاِهتَمّا

وَقالَ اِبنُهُ لَمّا رَآهُ بِحَيرَةٍ
أَيا أَبَتِ اِذبَحني وَيَسِّر لَهُ طُعما

وَلا تَعتَذِر بِالعُدمِ عَلَّ الَّذي طَرا
يَظُنُّ لَنا مالاً فَيوسِعُنا ذَمّا

فَرَوّى قَليلاً ثُمَّ أَجحَمَ بُرهَةً
وَإِن هُوَ لَم يَذبَح فَتاهُ فَقَد هَمّا

فَبَينا هُما عَنَّت عَلى البُعدِ عانَةٌ
قَدِ اِنتَظَمَت مِن خَلفِ مِسحَلِها نَظما

عِطاشاً تُريدُ الماءَ فَاِنسابَ نَحوَها
عَلى أَنَّهُ مِنها إِلى دَمِها أَظما

فَأَمهَلَها حَتّى تَرَوَّت عِطاشُها
فَأَرسَلَ فيها مِن كِنانَتِهِ سَهما

فَخَرَّت نَحوصٌ ذاتُ جَحشٍ سَمينَةٌ
قَدِ اِكتَنَزَت لَحماً وَقَد طُبِّقَت شَحما

فَيا بِشرَهُ إِذ جَرَّها نَحوَ قَومِهِ
وَيا بِشرَهُم لَمّا رَأَوا كَلمَها يَدمى

فَباتَوا كِراماً قَد قَضوا حَقَّ ضَيفِهِم
فَلَم يَغرِموا غُرماً وَقَد غَنِموا غُنما

وَباتَ أَبوهُم مِن بَشاشَتِهِ أَباً
لِضَيفِهِمُ وَالأُمُّ مِن بِشرِها أُمّا



الحطيئة

الحمدان
08-01-2023, 01:11 PM
أَنَخنا بِبَيتِ الزِبرِقانِ وَلَيتَنا
مَضَينَ فَقِلنا وَسطَ بَيتِ المُخَبَّلِ

ظَلِلنا لَدَيهِ نَستَقي بِحَبالِنا
بِذي المَتنِ مِنها وَالضَعيفِ المُوَصَّلِ

وَما الزِبرِقانُ يَومَ يَحرِمُ ضَيفَهُ
بِمُحتَسَبِ التَقوى وَلا مُتَوَكِّلِ

وَلا عالِمٍ ما في غَدٍ غَيرَ أَنَّهُ
يُرَفِّعُ أَعضادَ الحِياضِ بِمِعوَلِ

مُقيمٌ عَلى بُنيانَ يَمنَعُ مائَهُ
وَماءُ وَسيعٍ ماءُ عَطشانَ مُرمِلِ

وَظَلَّ يُناجي أُمَّ شَذرَةَ قاعِداً
كَأَنَّ عَلى شُرسوفِها كُرزَ حَنظَلِ

فَأَنتَ الفِداءُ لِاِبنِ هَوذَةَ إِنَّهُ
قَرانا فَلَم يَبخَل وَلَم يَتَعَلَّلِ

ظَلِلنا لَدَيهِ في شِواءٍ وَنِعمَةٍ
وَظَلَّت رِكابِي في سَرِيٍّ وَجَدوَلِ



الحطيئة

الحمدان
08-01-2023, 01:12 PM
كَدَحتُ بِأَظفاري وَأَعمَلتُ مِعوَلي
فَصادَفتُ جُلموداً مِنَ الصَخرِ أَملَسا

تَشاغَلَ لَمّا جِئتُ في وَجهِ حاجَتي
وَأَطرَقَ حَتّى قُلتُ قَد ماتَ أَو عَسى

وَأَجمَعتُ أَن أَنعاهُ حينَ رَأَيتُهُ
يَفوقُ فُواقَ المَوتِ حَتّى تَنَفَّسا

فَقُلتُ لَهُ لا بَأسَ لَستُ بِعائِدٍ
فَأَفرَخَ تَعلوهُ السَماديرُ مُبلِسا


الحطيئة

الحمدان
08-01-2023, 01:12 PM
أَبى لَكَ أُبّاءٌ أَبى لَكَ مَجدُهُم
سِوى المَجدِ فَاِنظُر صاغِراً مَن تُنافِرُه

قُبُورٌ أَصابَتها السيوفُ ثَلاثَةٌ
نُجومٌ هَوَت في كُلِّ نَجمٍ مَرائِرُه

فَقَبرٌ بِأَجبالٍ وَقَبرٌ بِحاجِرٍ
وَقَبرُ القَليبِ أَسعَرَ الحَربَ ساعِرُه

وَشَرُّ المَنايا حالِكٌ وَسطَ أَهلِهِ
كَهُلكِ الفَتاةِ أَيقَظَ الحَيَّ حاضِرُه



الحطيئة

الحمدان
08-01-2023, 01:13 PM
لا يُبعِدِ اللَهُ إِذ وَدَّعتُ أَرضَهُمُ
أَخي بَغيضاً وَلَكِن غَيرُهُ بَعُدا

لا يُبعِدِ اللَهُ مَن يُعطي الجَزيلَ وَمَن
يَحبو الجَليلَ وَما أَكدى وَلا نَكِدا

وَمَن تُلاقيهِ بِالمَعروفِ مُبتَهِجاً
إِذا اِجرَهَدَّ صَفا المَذمُومِ أَو صَلَدا

لاقَيتُهُ ثَلِجاً تَندى أَنامِلُهُ
إِن يُعطِكَ اليَومَ لا يَمنَعكَ ذاكَ غَدا

إِنّي لَرافِدُهُ وُدّي وَمَنصَرَتي
وَحافِظٌ غَيبَهُ إِن غابَ أَو شَهِدا



الحطيئة

الحمدان
08-01-2023, 01:13 PM
أَبَت شَفَتايَ اليَومَ إِلّا تَكَلُّماً
بِشَرٍّ فَما أَدري لِمَن أَنا قائِلُه

أَرى لِيَ وَجهاً شَوَّهَ اللَهُ خَلقَهُ
فَقُبِّحَ مِن وَجهٍ وَقُبِّحَ حامِلُه


الحطيئة

الحمدان
08-01-2023, 04:52 PM
سَما لَكَ شَوقٌ بَعدَما كانَ أَقصَرا
وَحَلَّت سُلَيمى بَطنَ قَوِّ فَعَرعَرا

كِنانِيَّةٌ بانَت وَفي الصَدرِ وُدُّها
مُجاوِرَةٌ غَسّانَ وَالحَيُّ يَعمُرا

بِعَينَيَّ ظَعنُ الحَيِّ لَمّا تَحَمَّلوا
لَدى جانِبِ الأَفلاجِ مِن جَنبِ تَيمَرى

فَشَبَّهتَهُم في الآلِ لَمّا تَكَمَّشوا
حَدائِقَ دومِ أَو سَفيناً مُقَيَّرا

أَوِ المُكرَعاتِ مِن نَخيلِ اِبنِ يامِنٍ
دُوَينَ الصَفا اللائي يَلينَ المُشَقَّرا

سَوامِقَ جَبّارَ أَثيثٍ فُروعَهُ
وَعالَينَ قُنواناً مِنَ البُسرِ أَحمَرا

حَمَتهُ بَنو الرَبداءِ مِن آلِ يامِنٍ
بِأَسيافِهِم حَتّى أَقَرَّ وَأَوقَرا

وَأَرضى بَني الرَبداءِ وَاِعتَمَّ زَهوُهُ
وَأَكمامُهُ حَتّى إِذا ما تَهَصَّرا

أَطافَت بِهِ جَيلانَ عِندَ قِطاعِهِ
تُرَدِّدُ فيهِ العَينَ حَتّى تَحَيَّرا

كَأَنَّ دُمى شَغف عَلى ظَهرِ مَرمَرٍ
كَسا مُزبِدَ الساجومِ وَشياً مُصَوَّرا

غَرائِرُ في كَنٍّ وَصَونٍ وَنِعمَةٌ
يُحَلَّينَ ياقوتاً وَشَذراً مُفَقَّرا

وَريحَ سَناً في حُقَّةٍ حِميَرِيَّةٍ
تُخَصُّ بِمَفروكٍ مِنَ المِسكِ أَذفَرا

وَباناً وَأُلوِيّاً مِنَ الهِندِ داكِياً
وَرَنداً وَلُبنىً وَالكِباءَ المُقَتَّرا



امرؤ القيس

الحمدان
08-01-2023, 04:52 PM
خَليلَيَّ مُرّا بي عَلى أُمِّ جُندَبِ
نُقَضِّ لُباناتِ الفُؤادِ المُعَذَّبِ

فَإِنَّكُما إِن تُنظِرانِيَ ساعَةً
مِنَ الدَهرِ تَنفَعني لَدى أُمِّ جُندَبِ

أَلَم تَرَياني كُلَّما جِئتُ طارِقاً
وَجَدتُ بِها طيباً وَإِن لَم تُطَيَّبِ

عَقيلَةُ أَترابٍ لَها لا ذَميمَةٌ
وَلا ذاتُ خَلقٍ إِن تَأَمَّلتَ جَأنَبِ

أَلا لَيتَ شِعري كَيفَ حادِثُ وَصلِها
وَكَيفَ تُراعي وَصلَةَ المُتَغَيِّبِ

أقامَت عَلى ما بَينَنا مِن مَوَدَّةٍ
أُمَيمَةُ أَم صارَت لِقَولِ المُخَبِّبِ

فَإِن تَنأَ عَنها حِقبَةً لا تُلاقِها



امرؤ القيس

الحمدان
08-01-2023, 04:53 PM
قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيْبٍ وَمَنْزِلِ
بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ

فَتُوْضِحَ فَالمِقْرَاةِ لم يَعْفُ رَسْمُهَا
لِمَا نَسَجَتْهَا مِنْ جَنُوبٍ وَشَمْأَلِ

تَرَى بَعَرَ الأرْآمِ في عَرَصَاتِهَا
وَقِيْعَانِهَا كَأَنَّهُ حَبُّ فُلْفُلِ

كَأَنِّيْ غَدَاة َ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَّلُوا
لَدَى سَمُرَاتِ الحَيِّ نَاقِفُ حَنْظَلِ

وُقُوْفًا بِهَا صَحْبِيْ عَليََّ مَطِيَّهُمْ
يَقُولُونَ لا تَهْلِكْ أَسًى وَتَجَمَّلِ

وَإِنَّ شِفَائِيْ عَبْرَةٌ مَهَراقَةٌ
فهَلْ عِنْدَ رَسْمٍ دَارِسٍ مِنْ مُعَوَّلِ



امرؤ القيس

الحمدان
08-01-2023, 09:38 PM
ما حيلة العبد والأقدار جارية
عليه في كل حال أيها الرائي

ألقاه في اليم مكتوفا وقال له
إياك إياك أن تبتل بالماء

الحلاج وللعلم فإنه قتل مرتداً

فكان هذا الرد من العلامه
عبدالغني النابلسي

إن حفَّه اللطف لم يمسسه من بللٍ
وما عليه بتكتيفٍ وإلقاء

وإن يكن قدَّر المولى له غرقاً
فهو الغريق وإن يلقى بصحراء

الحمدان
08-01-2023, 11:42 PM
وخليلٍ ضممتهُ فتأبى
وانثنى نافراً كظبيِ الصريمِ

قالَ نارُ الخليلِ في القلبِ شبَّتْ
قلتُ أقبلْ فتلكَ نارُ الكليمِ


مصطفى صادق الرافعي
مصر

الحمدان
08-01-2023, 11:43 PM
أناديكَ يا قلبُ مذ ودعوا
فما لي أنادي ولا تسمعُ

أما أنتَ أخضعتني للهوى
وما كنتُ لولا الهوى أخضعُ

أما قد أطعتكَ في حبهِ
وكنتُ لهُ العبدُ بل أطوعُ

ألم ائتمنكَ على أضلعي
وكانتْ مغانيكَ الأضلعُ

أما أنتَ بيتُ حياتي وهلْ
لنفسي من بعدها مطمعُ

وكنتُ أظنكَ لي راجعاً
فما لكَ يا قلبُ لا ترجعُ

أما والذي في يدهِ القلوبُ
فأنى ذكرتُ اسمهُ تدمعُ

ويسرعُ في خاطري ذكرهُ
ودمعيَ من ذكرهِ أسرعُ

وقد غادرتْني النوى بعدهُ
إذا وصفوا لي النوى أجزعُ

نحيل كأنيَ من خصرهِ
ولكنني دونهُ الموجعُ

وقد حسبوني طيفَ الخيالِ
لولا الوسادةُ والمضجعُ

فيا ظبيُ كيفَ أسلتَ الحشا
وكنتَ بوادي الحشااترتعُ

ويا بدرُ كيفَ صعدتَ الفؤاد
وكنتَ بآفاقهِ تطلعُ

أقامَ بموضعِ قلبي الأسى
فلو عادَ لم يسعِ الموضعُ


مصطفى صادق الرافعي

الحمدان
08-01-2023, 11:43 PM
اتتكَ القوافي ما لها عنكَ مذهبُ
فأنتَ بها برٌوأنت لها أبُ

وما وجدتْ مثلي لها اليومَ شاعراً
أياديكَ تمليها عليَّ فأكتبُ

وهل كلساني إن مدحتُكَ مبدعٌ
وهل كبياني ساحراً حين أنسبُ

دع الشعرَ تقذفهُ من البحرِ لجةٌ
إليكَ ويلقيهِ من البر سبسبُ

فإن يممَ الغرُّ الميامين مكةً
حجيجاً فهذي كعبة الشعرِ يثربُ

طلعتْ عليها طلعة البدرِ بعد ما
تجللها من ظلمةِ الظلمِ غيهَبُ

بوجهٍ لو أن الشمس تنظرُ مرةً
إليه لكانت ضحوةُ الصبحِ تغربُ

فجليتَ عنها ما أدلهمَّ وأبرقتْ
أسارير كانتْ قبلَ ذلكَ تقطبُ

وهل كنتَ إلا ابن الذي فاضَ برُهُ
عليها كما انهلَّ الغمام وأعذبُ

فكنْ مثلُهُ عدلاً وكُن مثلهُ تقىً
وصن لبنيهِ ما يد الدهرِ تنهبُ

سما بكَ أصلٌ طبقَ الأفقَ ذكرهُ
وسارتْ بهِ الأمثالُ في الأرضِ تضربُ

وقومٌ همُ الغرُّ الكواكب كلما
تغيبَ منهم كوكبٌ لاح كوكبُ

وهم معشر الفاروقِ من كل أغلبٍ
نماهُ إلى ليث العرينةِ أغلبُ

حفظتَ لهم مجداً وكانَ مضيعاً
وأبقيتَ فخراً كانَ لولاكَ يذهبُ

ونالكَ فضلُ الله والملكِ الذي
أرى كل ملكٍ دونهُ يتهيبُ

إذا ذكروهُ كبرَ الشرقُ بهجةً
وإن لقبوهُ أكبرَ الشرقِ مغربُ

يصدعُ قلبَ الحاسدينَ وإنهُ
إلى كل قلبٍ في الورى لمحببُ

ويرضي رعاياهُ فيردي عدوهُ
وما زالَ في الحالينِ يُرجى ويُرهبُ

حباكَ بها غراءَ يفترُ ثغرها
وكنتَ لها بعلاً وغيركَ يخطبُ

وكم أمَّلتها أنفسٌ فتحجبتْ
وبنتُ العلا إلى عن الكفءِ تحجبُ

سموتَ إليها وما ونيتَ وقد أرى
ذوائبَ قومٍ دونها تتذبذبُ

فطر فوقها ما العزّ عنكَ بمبعدٍ
وفضلُ أمير المؤمنينَ مقربُ

كأني بربِّ الروضةِ اليومَ باسماً
وصدِّيقهُ يزهى وجدكَ يعجبُ

ويثربُ مما أدركتْ من رجائها
بمقدمكَ الميمون باتتْ ترحبُ


مصطفى صادق الرافعي

الحمدان
08-01-2023, 11:44 PM
أرقني يا حمامُ ذا الكمدِ
فهل وجدْتَ الهوى كما أجدُ

بتُّ على الغصنِ نائحاً غرِداً
وبتُّ أبكي الذينَ قدْ بعدوا

وأعيني ما تزالُ واكفةً
وأضلعي ما تزالُ تتقدُ

إنا كلانا لعاشقٌ دنفٌ
طارَ بنومي ونومكَ السهدُ

فنحِّ رويداً فما سوى كبدي
تذوبُ يا باعثَ الجوى كبدُ

لي مهجةٌ تعشقُ الجمالَ وهلْ
يلامُ في حبِّ روحهِ الجسدُ

عذبها بالصدودِ ذو هيفٍ
أغيدٌ قد زانَ جيدَهُ الجيدُ

تعزُّ في حسنهِ الظباءُ وقد
ذللَ في ملكِ حسنِهِ الأسدُ

قفا على دارهِ فاسألاهُ
أقلُ من وعدِهِ الذي يعدُ

وغنيا إن رأيتما طللاً
أقفرَ بعدَ الأحبةِ البلدُ



مصطفى صادق الرافعي

الحمدان
08-01-2023, 11:56 PM
كم من سفيه غاظني سفها
فشفيت نفسي منه بالحلم

وكفيت نفسي ظلم عاديتي
ومنحت صفو مودتي سلمي

ولقد رزقتُ لظالمي غلظا
ورحمته إذا لج في ظلمي


أبو العتاهية

الحمدان
08-01-2023, 11:56 PM
إذا رُمتَ أمرا فلا تعجلن
وإلا ندمت على فعله

فما عثرت المرء قتالة
إذا كان يمشي على مهله


الشاعر القروي

الحمدان
08-03-2023, 02:56 AM
أبلغ عزيزاً فى ثنايا القلب منزله
أنى وإن كنت لا ألقاه ألقاه

وإن طرفى موصول برؤيته
وإن تباعد عن سكناي سكناه

يا ليته يعلم أنى لست أذكره
وكيف أذكره إذ لست أنساه

يا من توهم أنى لست أذكره
والله يعلم أنى لست أنساه

إن غاب عنى فالروح مسكنه
من يسكن الروح كيف القلب ينساه !



أبو الطيب للمتنبي

الحمدان
08-03-2023, 02:56 AM
تأمّل في الحياةِ ترى أموراً
ستعجبُ إن بدا لك كيف كانتْ

فكم مِن كُربةٍ أبكتْ عيوناً
فهوّنها الكريمُ لنا فهانتْ

وكم مِن حاجةٍ كانت سراباً
أرادَ اللهُ لُقياها فحانت

وكم ذُقنا المرارة مِن ظروفٍ
برغمِ قساوةِ الأيامِ لانتْ

هي الدنيا لنا فيها شؤونٌ
فإن زيّنتِها بالصبرِ زانتْ


ماجد عبدالله

الحمدان
08-03-2023, 03:08 AM
ماذا سأقرأ من شعري ومن أدبي؟
حوافر الخيل داست عندنا الأدب

اوحاصرتنا.. واذتنا.. فلا قلمٌ
قال الحقيقة إلا اغتيل أو صلبا

يا من يعاتب مذبوحاً على دمه
ونزف شريانه، ما أسهل العتبا


نزار قباني

الحمدان
08-03-2023, 12:58 PM
قُتِلَ الحبُّ يا ليالي الودادِ
فاسلمي بالقلوبِ والأكبادِ

مهجةٌ تتلظى غراماً ولكنْ
ألفُ قلبٍ يغلي من الأحقادِ

وصدورٌ كالنارِ غطّىَ عليها
من سوادِ الرياءِ شبهُ الرمادِ

وهمومُ الحياةِ تخلقُ للقلبِ
وأيُّ امرئٍ بغيرِ فؤادِ

ما أمِنَّا الزمانَ إلا كما يأ
منُ إبليسَ زاهدُ الزهادِ

كلُّ يومٍ يصيحُ بالناسِ صوتاً
كضجيجِ الساعاتِ في الميعادِ

أينَ من يأمنُ العواديَ والنا
سُ بأجناسهم ثمارُ العوادي

من تَدَعْهُ فريثما يدركُ النضجُ
وربُّ البستانِ بالمرصادِ

وقتيلٌ من كانَ في الغابِ حيّاً
تتولاهُ أعينُ الآسادِ

إنما الناسُ من يوقّرهُ الناسُ
وإن كانَ أمرهمْ للنفادِ

إن ذكرَ الذينَ شادوا وسادوا
لم يزلْ راسخاً معِ الأطوادِ

وإذا المرءُ أودعَ الأرضَ سرّاً
نبشتْ سرّهُ يدُ الآبادِ

إن تشأ أن ترى حديثكَ بعدَ
الموتِ فانظرْ إلى حديثِ العبادِ

كم تُرينا الأيامَ من عبرٍ شتّى
كأنَّ الأيامَ في استعدادِ

وأراها في عبرةٍ قد طوتها
كانطواء المليونِ في الأعدادِ

في مليكٍ كساهُ أمسٌ جلالاً
فغدا اليومَ بالي الأبرادِ

كانَ فوقَ السريرِ فانقلبَ الدهرُ
فأمسى بهِ على الأعوادِ

وقضى العمرَ يومَ عيدٍ فلما
ماتَ ضنتْ أيامهُ بالحدادِ

ومن الهمِ أن ترى أدمعَ الموتِ
من غيرِ أدْمعِ الميلادِ

شُدَّ ما يؤخذُ الظلومُ إذا ما
سارَ في الناسِ سيرةَ استبدادِ

إنما أنفسُ الأنامِ سيوفٌ إن
تحركْ سالتْ من الأغمادِ

أينَ من كانَ في الثغورِ ابتساماً
وهو اليومَ مضغةُ الحسادِ

أينَ من كانَ للبلادِ رجاءً
وهو اليومَ عبرةٌ في البلادِ

سطروا ذكرَهُ على صحفِ التاريخِ
من سوءِ فعلهِ بمدادِ

وأروهُ أن الفسادَ وإن طالَ
فعقبى أمورهِ للفسادِ

لم يكن يجهلُ الرشادَ ولكنْ
عميَ الحبُّ عن سبيلِ الرشادِ

وأضلُّ الهوى هوى ملكُ الأرواحِ
يبغي محاسنَ الأجسادِ

إنَّ للتاجِ ربةً لا تزين التاجَ
إلا بطلعةِ الأولادِ

لا كتلكَ التي هي الصدفُ الفارغُ
نحساً لطالعِ الصيَّادِ

عذلوهُ فيها فكانَ مريضاً
ساخراً بالطبيبِ والعُوَّادِ

وإذا كانَ للخطيئةِ عذرٌأيُّ
عذرٍ لمخطئٍ في التمادي

أبعدوها عن القلوبِ فلم يرضَ
وصعبٌ تجاورُ الأضدادِ

هو ألقى في النارِ فحماً فلماأجَّ
لم يختطفْ سوى الوقّادِ

ليسَ للملكِ من يسوقُ هواها
حاملِ التاجِ مثلَ سوقِ الجيادِ

أنضجتهُ بالحبِّ حتى إذا ما
بلغَ النضجُ أطعمتهُ الأعادي

وأرتهُ العينانِ أنَّ بياضَ الحظِّ
قد شابهَ الهوى بسوادِ

جردتْ من لحاظها فاتكاتٍ
جرّأتْ كلَّ تكلُّمِ الأجنادِ

ليتها حينَ لم تقدْهُ لمجد
لم تخلَّ الزمامَ للقوَّادِ

ليتها حينَ أسهرتهُ عليها
ما جزتهُ بمثلِ هذا الرقادِ

قَتَلَتْهُ بِبَغيِها وتَلَتْهُ
وأرى البغيَ جامعاً كالودادِ

أيّ أيدٍ قد بدلت ذلكَ الدر
بحبِ الرصاصِ فوقَ الهوادي

أوما خافتِ الكواكبُ أنْ تسقطَ
من غيرةٍ على الأجيادِ

ما لتلكَ اللحاظِ وهيَ حدادٌ
أصبحتْ في العدوِ غيرَ حدادِ

لم تؤثر في قلبهِ نظراتٌ
ربما أثرتْ بجسمِ الجمادِ

قتلوا ظبيةَ القصورِ ولكنْ
قتلةَ الصائدينَ حيةُ وادي

حسبوها فأراً وهمْ قططُ
البيتِ فلم يأكلوهُ قبل الطرادِ

وكذا يقدمُ اللصوصُ إذا ما
أبصروا الرأسَ مالَ فوق الوسادِ

ما أرى هذهِ الشهامةَ إلّا
حمقاً من فظاظةِ الأكبادِ

عربدوا في الدمِ المراقِ وما الو
حشُ إذا اغتالَ يترك الدم بادي


مصطفى صادق الرافعي

الحمدان
08-03-2023, 01:04 PM
هذا كتابي قد جعلتُ مدادهُ
عيني وأقلامي ضلوعٌ تخفقُ

حمّلتُهُ شكوى إليكَ جمعتها
من كلِّ قلبٍ في البريةِ يعشقُ

أولا تراهُ يئنُّ من ألمِ الجوى
ويكادُ بالشوقِ المبرحِ ينطقُ



الرافعي

الحمدان
08-03-2023, 02:04 PM
إِلى اللَهِ أَشكو مِن عَوادي النَوى سَهما
أَصابَ سُوَيداءَ الفُؤادِ وَما أَصمى

مِنَ الهاتِكاتِ القَلبَ أَوَّلَ وَهلَةٍ
وَما دَخَلَت لَحماً وَلا لامَسَت عَظما

تَوارَدَ وَالناعي فَأَوجَستُ رَنَّةً
كَلاماً عَلى سَمعي وَفي كَبِدي كَلما

فَما هَتَفا حَتّى نَزا الجَنبُ وَاِنزَوى
فَيا وَيحَ جَنبي كَم يَسيلُ وَكَم يَدمى

طَوى الشَرقَ نَحوَ الغَربِ وَالماءَ لِلثَرى
إِلَيَّ وَلَم يَركَب بِساطاً وَلا يَمّا

أَبانَ وَلَم يَنبِس وَأَدّى وَلَم يَفُه
وَأَدمى وَما داوى وَأَوهى وَما رَمّا

إِذا طُوِيَت بِالشُهبِ وَالدُهمِ شَقَّةٌ
طَوى الشُهبَ أَوجابَ الغُدافِيَّةَ الدُهما

وَلَم أَرَ كَالأَحداثِ سَهماً إِذا جَرَت
وَلا كَاللَيالي رامِياً يُبعِدُ المَرمى

وَلَم أَرَ حُكماً كَالمَقاديرِ نافِذاً
وَلا كَلِقاءِ المَوتِ مِن بَينِها حَتما

إِلى حَيثُ آباءُ الفَتى يَذهَبُ الفَتى
سَبيلٌ يَدينُ العالَمونَ بِها قِدما

وَما العَيشُ إِلّا الجِسمُ في ظِلِّ روحِهِ
وَلا المَوتُ إِلّا الروحُ فارَقَتِ الجِسما

وَلا خُلدَ حَتّى تَملَأَ الدَهرَ حِكمَةً
عَلى نُزَلاءِ الدَهرِ بَعدَكَ أَو عِلما

زَجَرتُ تَصاريفَ الزَمانِ فَما يَقَع
لِيَ اليَومَ مِنها كانَ بِالأَمسِ لي وَهما

وَقَدَّرتُ لِلنُعمانِ يَوماً وَضِدَّهُ
فَما اِغتَرَّتِ البوسى وَلا غَرَّتِ النُعمى

شَرِبتُ الأَسى مَصروفَةً لَو تَعَرَّضَت
بِأَنفاسِها بِالفَمِّ لَم يَستَفِق غَمّا

فَأَترِع وَناوِل يا زَمانُ فَإِنَّما
نَديمُكَ سُقراطُ الَّذي اِبتَدَعَ السُمّا

قَتَلتُكَ حَتّى ما أُبالي أَدَرتَ لي
بِكَأسِكَ نَجماً أَم أَدَرتَ بِها رَجما

لَكِ اللَهُ مِن مَطعونَةٍ بِقَنا النَوى
شَهيدَةَ حَربٍ لَم تُقارِف لَها إِنما

مُدَلَّهَةٍ أَزكى مِنَ النارِ زَفرَةً
وَأَنزَهِ مِن دَمعِ الحَيا عَبرَةَ سَحما

سَقاها بَشيري وَهيَ تَبكي صَبابَةً
فَلَم يَقوَ مَغناها عَلى صَوبِهِ رَسما

أَسَت جُرحَها الأَنباءُ غَيرَ رَفيقَةٍ
وَكَم نازِعٍ سَهماً فَكانَ هُوَ السَهما

تَغارُ الحُمّى الفَضائِلُ وَالعُلا
لِما قَبَّلَت مِنها وَما ضَمَّتِ الحُمّى

أَكانَت تَمَنّاها وَتَهوى لِقاءَها
إِذا هِيَ سَمّاها بِذي الأَرضِ مَن سَمّى

أَلَمَّت عَلَيها وَاِتَّقَت ثَمَراتِها
فَلَمّا وُقوا الأَسواءَ لَم تَرَها ذَمّا

فَيا حَسرَتا أَلّا تَراهُم أَهِلَّةً
إِذا أَقصَرَ البَدرُ التَمامُ مَضَوا قُدما

رَياحينُ في أَنفِ الوَلِيِّ وَما لَها
عَدُوٌّ تَراهُم في مَعاطِسِهِ رَغما

وَأَلّا يَطوفوا خُشَّعاً حَولَ نَعشِها
وَلا يُشبِعوا الرُكنَ اِستِلاماً وَلا لَثما



أحمد شوقي

الحمدان
08-03-2023, 02:05 PM
سَأَلوني لِمَ لَم أَرثِ أَبي
وَرِثاءُ الأَبِ دَينٌ أَيُّ دَين

أَيُّها اللُوّامُ ما أَظلَمَكُم
أَينَ لي العَقلُ الَّذي يُسعِدُ أَين

يا أَبي ما أَنتَ في ذا أَوَّلٌ
كُلُّ نَفسٍ لِلمَنايا فَرضُ عَين

هَلَكَت قَبلَكَ ناسٌ وَقُرى
وَنَعى الناعونَ خَيرَ الثِقَلَين

غايَةُ المَرءِ وَإِن طالَ المَدى
آخِذٌ يَأخُذُهُ بِالأَصغَرَين

وَطَبيبٌ يَتَوَلّى عاجِزاً
نافِضاً مِن طِبَّهُ خُفَّي حُنَين

إِنَّ لِلمَوتِ يَداً إِن ضَرَبَت
أَوشَكَت تَصدَعُ شَملَ الفَرقَدَين

تَنفُذُ الجَوَّ عَلى عِقبانِهِ
وَتُلاقي اللَيثَ بَينَ الجَبَلَين

وَتَحُطُّ الفَرخَ مِن أَيكَتِهِ
وَتَنالُ البَبَّغا في المِئَتَين

أَنا مَن ماتَ وَمَن ماتَ أَنا
لَقِيَ المَوتَ كِلانا مَرَّتَين

نَحنُ كُنّا مُهجَةً في بَدَنٍ
ثُمَّ صِرنا مُهجَةً في بَدَنَين

ثُمَّ عُدنا مُهجَةً في بَدَنٍ
ثُمَّ نُلقى جُثَّةً في كَفَنَين

ثُمَّ نَحيا في عَلِيٍّ بَعدَنا
وَبِهِ نُبعَثُ أولى البِعثَتَين

اِنظُرِ الكَونَ وَقُل في وَصفِهِ
كُلُّ هَذا أَصلُهُ مِن أَبَوَين

فَإِذا ما قيلَ ما أَصلُهُما
قُل هُما الرَحمَةُ في مَرحَمَتَين

فَقَدا الجَنَّةَ في إيجادِنا
وَنَعِمنا مِنهُما في جَنَّتَين

وَهُما العُذرُ إِذا ما أُغضِبا
وَهُما الصَفحُ لَنا مُستَرضِيَين

لَيتَ شِعري أَيُّ حَيٍّ لَم يَدِن
بِالَّذي دانا بِهِ مُبتَدِأَين

وَقَفَ اللَهُ بِنا حَيثُ هُما
وَأَماتَ الرُسلَ إِلّا الوالِدَين

ما أَبي إِلّا أَخٌ فارَقتُهُ
وُدُّهُ الصِدقُ وَوُدُّ الناسِ مَين

طالَما قُمنا إِلى مائِدَةٍ
كانَتِ الكِسرَةُ فيها كِسرَتَين

وَشَرِبنا مِن إِناءٍ واحِدٍ
وَغَسَلنا بَعدَ ذا فيهِ اليَدَين

وَتَمَشَّينا يَدي في يَدِهِ
مَن رَآنا قالَ عَنّا أَخَوَين

نَظَرَ الدَهرُ إِلَينا نَظرَةً
سَوَّتِ الشَرَّ فَكانَت نَظرَتَين

يا أَبي وَالمَوتُ كَأسٌ مُرَّةٌ
لا تَذوقُ النَفسُ مِنها مَرَّتَين

كَيفَ كانَت ساعَةٌ قَضَّيتَها
كُلُّ شَيءٍ قَبلَها أَو بَعدُ هَين

أَشَرِبتَ المَوتَ فيها جُرعَةً
أَم شَرِبتَ المَوتَ فيها جُرعَتَين

لا تَخَف بَعدَكَ حُزناً أَو بُكاً
جَمَدَت مِنّي وَمِنكَ اليَومَ عَين

أَنتَ قَد عَلَّمتَني تَركَ الأَسى
كُلُّ زَينٍ مُنتَهاهُ المَوتُ شَين

لَيتَ شِعري هَل لَنا أَن نَلتَقي
مَرَّةً أَم ذا اِفتِراقُ المَلَوَين

وَإِذا مُتُّ وَأودِعتُ الثَرى
أَنَلقَّى حُفرَةً أَو حُفرَتَين


احمد شوفي

الحمدان
08-03-2023, 02:05 PM
دَقّاتُ قَلبِ المَرءِ قائِلَةٌ لَهُ
إِنَّ الحَياةَ دَقائِقٌ وَثَواني

فَاِرفَع لِنَفسِكَ بَعدَ مَوتِكَ ذِكرَها فَالذِكرُ لِلإِنسانِ عُمرٌ ثاني


أحمد شوقي

الحمدان
08-03-2023, 02:19 PM
قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيْبٍ وَمَنْزِلِ
بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ

فَتُوْضِحَ فَالمِقْرَاةِ لم يَعْفُ رَسْمُهَا
لِمَا نَسَجَتْهَا مِنْ جَنُوبٍ وَشَمْأَلِ

تَرَى بَعَرَ الأرْآمِ في عَرَصَاتِهَا
وَقِيْعَانِهَا كَأَنَّهُ حَبُّ فُلْفُلِ

كَأَنِّيْ غَدَاة َ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَّلُوا
لَدَى سَمُرَاتِ الحَيِّ نَاقِفُ حَنْظَلِ

وُقُوْفًا بِهَا صَحْبِيْ عَليََّ مَطِيَّهُمْ
يَقُولُونَ لا تَهْلِكْ أَسًى وَتَجَمَّلِ

وَإِنَّ شِفَائِيْ عَبْرَةٌ مَهَراقَةٌ
فهَلْ عِنْدَ رَسْمٍ دَارِسٍ مِنْ مُعَوَّلِ

كَدِينِكَ مِنْ أُمِّ الحُوَيْرِثِ قَبْلَهَـا
وَجَارَتِهَا أُمِّ الرَّبَابِ بِمَأْسَلِ

فَفَاضَتْ دُمُوعُ العَيْنِ مِنِّيْ صَبَابَةً
عَلَى النَّحْرِ حَتَّى بَلَّ دَمْعِيَ مِحْمَلِي

أَلا رُبَّ يَوْمٍ لَكَ مِنْهُنَّ صَالِحٍ
وَلا سِيَّمَا يَوْمٌ بِدَارَةِ جُلْجُلِ

وَيَوْمَ عَقَرْتُ لِلْعَذَارَى مَطِيَّتِيْ
فَيَا عَجَبًا مِنْ رَحْلِهَا المُتَحَمَّلِ

يَظَلُّ العَذَارَى يَرْتَمِيْنَ بِلَحْمِهَا
وَشَحْمٍ كَهُدَّابِ الدِّمَقْسِ المُفَتَّلِ

وَيَوْمَ دَخَلْتُ الخِدْرَ خِدْرَ عُنَيْزَةٍ
فَقَالَتْ لَكَ الوَيْلاتُ إِنَّكَ مُرْجِلِي

تَقُولُ وَقَدْ مَالَ الغَبِيْطُ بِنَا مَعًا
عَقَرْتَ بَعِيْرِيْ يَا امْرَأَ القَيْسِ فَانْزِلِ

فَقُلْتُ لَهَا سِيْرِيْ وَأَرْخِي زِمَامَهُ
وَلا تُبْعِدِيني مِنْ جَنَاكِ المُعَلِّلِ


امرؤ القيس

الحمدان
08-04-2023, 04:48 PM
يا لَكِ مِن قُبَّرَةٍ بِمَعمَرِ
خَلا لَكِ الجَوَّ فَبيضي وَاِصفِري

قَد رُفِعَ الفَخُّ فَماذا تَحذَري
وَنَقِّري ما شِئتِ أَن تُنَقَّري

قَد ذَهَبَ الصَيّادُ عَنكِ فَاِبشِري
لا بُدَّ يَوماً أَن تُصادي فَاِصبِري


طرفة بن العبد

الحمدان
08-04-2023, 04:49 PM
الخَيرُ خَيرٌ وَإِن طالَ الزَمانُ بِهِ

وَالشَرُّ أَخبَثُ ما أَوعَيتَ مِن زادِ


طرفة بن العبد

الحمدان
08-04-2023, 04:49 PM
سَتُبدي لَكَ الأَيّامُ ما كُنتَ جاهِلاً
وَيَأتيكَ بِالأَخبارِ مَن لَم تُزَوِّدِ

وَيَأتيكَ بِالأَخبارِ مَن لَم تَبِع لَهُ
بَتاتاً وَلَم تَضرِب لَهُ وَقتَ مَوعِدِ


طرفة بن العبد

الحمدان
08-04-2023, 05:52 PM
تُفّاحَةٌ جُرِحَت بِالدُرِّ مِن فيها
أَشهى إِلَيَّ مِنَ الدُنيا وَما فيها

حَمراءُ في صُفرَةٍ عُلَّت بِغالِيَةٍ
كَأَنَّما قُطِفَت مِن خَدِّ مُهديها

جاءَت بِها قَينَةٌ مِن عِندِ غانِيَةٍ
نَفسي مِنَ السُقمِ وَالأَحزانِ تَفديها

لَو كُنتُ مَيتاً وَنادَتني بِنَغمَتِها
لَكُنتُ لِلشَوقِ مِن لَحدي أُلَبّيها


أبو تمام

الحمدان
08-04-2023, 05:53 PM
تَحَمَّلَ مَن حَياتي في يَدَيهِ
فَيا أَسَفي وَيا شَوقي إِلَيهِ

تَعالى اللَهُ يا طوبى لِعَينٍ
تُمَتِّعُ طَرفَها في وَجنَتَيهِ

أَظُنُّ البَينَ كانَ يُريدُ فَجعي
بِهِ إِذ صارَ يَحسُدُني عَلَيهِ

سَأَبكي ما أَطاعَ الدَمعُ عَيني
مَحاسِنَهُ وَفَترَةَ مُقلَتَيهِ


أبو تمام

الحمدان
08-04-2023, 05:53 PM
نَشَرتُ فيكَ رَسيساً كُنتُ أَطويهِ
وَأَظهَرَت لَوعَتي ما كُنتُ أُخفيهِ

إِن كانَ وَجهُكَ لي تَترى مَحاسِنُهُ
فَإِنَّ فِعلَكَ بي تَترى مَساويهِ

مُرتَجَّةٌ في تَهاديهِ أَسافِلُهُ
مُهتَزَّةٌ في تَثَنّيهِ أَعاليهِ

تاهَت عَلى صورَةِ الأَشياءِ صورَتُهُ
حَتّى إِذا كَمَلَت تاهَت عَلى التيهِ

ما اِستُجمِعَت فِرَقُ الحُسنِ الَّتي اِفتَرَقَت
عَن يوسُفِ الحُسنِ حَتّى اِستُجمِعَت فيهِ



أبو تمام

الحمدان
08-04-2023, 05:54 PM
لَو كُنتَ عِندي أَمسِ وَهوَ مُعانِقي
وَمَدامِعي تَجري عَلى خَدَّيهِ

وَقَدِ اِرتَوَت مِن عَبرَتي وَجناتُهُ
وَتَنَزَّهَت شَفَتايَ في شَفَتَيهِ

لَرَأَيتَ بَكّاءً يَهونُ عَلى الهَوى
وَتَهونُ تَخلِيَةُ الدُموعِ عَلَيهِ

وَرَأَيتَ أَحسَنَ مِن بُكائي قَولَهُ
هَذا الفَتى مُتَعَنِّتٌ عَينَيهِ



أبو تمام

الحمدان
08-04-2023, 05:54 PM
ظَنّي بِهِ حَسَنٌ لَولا تَجَنّيهِ
وَأَنَّهُ لَيسَ يَرعى حَقَّ حُبّيهِ

لَم يُلهِني عَنهُ ما أَلهاهُ بَل عَذُبَت
عِندي الصَبابَةُ إِذ جُرِّعتُها فيهِ

عَفَّت مَحاسِنُهُ عِندي إِساءَتَهُ
حَتّى لَقَد حَسُنَت عِندي مَساويهِ

هَذا مُحِبُّكَ أَدمى الشَوقُ مُهجَتَهُ
فَكَيفَ تُنكِرُ أَن تَدمى مَآقيهِ


أبو تمام

الحمدان
08-04-2023, 05:55 PM
إِذا جارَيتَ في خُلُقٍ دَنيئاً
فَأَنتَ وَمَن تُجاريهِ سَواءُ

رَأَيتُ الحُرَّ يَجتَنِبُ المَخازي
وَيَحميهِ عَنِ الغَدرِ الوَفاءُ

وَما مِن شِدَّةٍ إِلّا سَيَأتي
لَها مِن بَعدِ شِدَّتِها رَخاءُ

لَقَد جَرَّبتُ هَذا الدَهرَ حَتّى
أَفادَتني التَجارِبُ وَالعَناءُ

إِذا ما رَأسُ أَهلِ البَيتِ وَلّى
بَدا لَهُمُ مِنَ الناسِ الجَفاءُ

يَعيشُ المَرءُ ما اِستَحيا بِخَيرٍ
وَيَبقى العودُ ما بَقِيَ اللِحاءُ

فَلا وَاللَهِ ما في العَيشِ خَيرٌ
وَلا الدُنيا إِذا ذَهَبَ الحَياءُ

إِذا لَم تَخشَ عاقِبَةَ اللَيالي
وَلَم تَستَحيِ فَاِفعَل ما تَشاءُ

لَئيمُ الفِعلِ مِن قَومٍ كِرامٍ
لَهُ مِن بَينِهِم أَبَداً عُواءُ



أبو تمام

الحمدان
08-04-2023, 07:02 PM
بحسن الوعظ تمتلك القلوب
وصخر الطبع من لين يذوب

فقل للمسرفين ألا رجعتم
فإن الله يقبل من يتوب

ورحمته اوسع من خيال
ولو كثرت من العبد الذنوب

يجرك من العذاب ان اتيت
ويدخلك الجنان بلا عيوب

الحمدان
08-05-2023, 01:31 PM
ولربّما تأتي المسرّة بغتةً
و تراك تنسى كل أيّام الألم ..

ثق بالذّي أعطاك قلبًا طيّبًا
ستطيب دنيانا وتزدحم النّعم

الحمدان
08-05-2023, 01:44 PM
‏يَجري القَضاءُ وفِيه الخَيرُ نافلةٌ
لِمؤمنٍ واثقٍ بِالله لا لاهِي

إن جَاءه فرحٌ أو نابه ترحٌ
في الحَالتيْنِ يَقُولُ الحمدُ لله

الحمدان
08-05-2023, 01:51 PM
يَا قَارِئَ الكَهفِ رَتِّلهَا عَلَى مَهَلِ
وَاخشَع بِقَلبٍ.. بِدَمعٍ فَاضَ مِن مُقَلِ

هَيهَاتَ، لَا يَستَوِي مَن كَان يَقرَؤُهَا
مَهلاً، وَمَن كَانَ يَتْلُوهَا عَلَى عَجَلِ."!

الحمدان
08-05-2023, 02:59 PM
يا جاعل البيد أمنا بعد وحشتها
لو أدرك العرب ما أدركت لاستلموا

لا التاج يبقى ولا الأعمار باقية
تبقى الرجولة والإقدام والكرم

جعلت باسمك تلك البيد آمنة
حتى مع الذئب راحت تسرح الغنم



نقولا معلوف

الحمدان
08-05-2023, 02:59 PM
ألا ترى الشعر يعلو وجهه الخجل
يا نجد عفوك أنت الفخر والغزل

عبدالعزيز أصاب العرب بغيتهم
لما طلعت عليهم أنت والأمل

عبدالعزيز وما أومت أكفهم
إلا إليك إذا قالوا من الرجل

العرب في كل بيت من بيوتهم
عرس وأنت لرب البيت تبتهل


بشاره الخوري
الأخطل الصغير

الحمدان
08-05-2023, 05:10 PM
أدْركْ بفجرك عالَمًا مكروبَا
عوَّذتُ فجرك أن يكون كذوبا

يأيها السِّلمُ المُطلُّ على الورى
طوبى لعهدك، إن تحققَّ، طوبى

ما بالُ وجهك بعد طول حجابهِ
يحكي وجوهَ العاشقين شُحوبا؟

رُحماك طال الليل واتَّصل السُّرى
حتى تساقطت النفوسُ لُغوبا

لم يَبْقَ في مجرى الدماء بقيَّةٌ
شكَتْ العروقُ من الدماء نُضُوبا

طحنت فريقيها الحروب بضرسها
لا غالبًا رحَمتْ ولا مغلوبا

لما شدا بالنصر شاديهم بدا
لحنُ السُّرور على الشفاهِ غريبا

جاءوا بيوم النصر يمخُرُ فلكهُ
سيلاً من الدَّمِ والدموع صبيبا

ملئوا الكئوسَ فَكُلَّما همُّوا بها
ذكروا بحُمرتها الدمَ المسكوبا

فتَّشتُ بين المحتفين فلم أجد
إلا طعينًا في الصميم أصيبا

كم في غمارِ المحتفين خطيبة
باتت تناجي في التراب خطيبا

كم ثاكلٍ لم تَدْرِ أين ترى ابنِها
فتعيرَهُ من دمعها شؤبوبا

ومشوَّهِ نزوى الملاحُ وجوهَها
عنه وكان إلى الملاح حبيبا

مَن فارقَتْهُ يداه في ساح الوغى
أنى يصفِّق للسلام طروبا


محمود غنيم

الحمدان
08-05-2023, 05:11 PM
شُقَّ الفضاء بنورك المتجددِ
يا ليت شعري: ما تخبئُ في غدِ؟

لقد مضى عامٌ عرفتُ صروفه
وعييتُ بالغيب الذي لم يوجد

رصدوا النجوم، ورحت أرصد شيخها
شيخَ النجوم الزُّهْر، علَّك مرشدي!

يَا ابْنَ الظلام، أما تعبتَ من السُّرى؟
أبدًا تروحُ على الأنام وتغتدي

شيَّبت ناصية القرون ولم تزل
طفلاً، تُطالعنا بوجهٍ أمرَد

تمضي الحياةُ، فلا تعودُ إذا مضت
وأراك تختتم الحياةَ وتبتدي

حتَّام تضرب في الدياجي هائمًا
تهدي الأنام ولا إخالك تهتدي؟

رقد الأنامُ خليُّهم وشجيُّهم
وظلِلْتَ وحدك ساهرًا لم ترقد

ولقد حسبتكَ بالسلام مبشرًا
فبرزتَ مثل الخِنجِر المتجرِّد

الشرقُ مضطرم الجوانح ثائرٌ
والغربُ يهدر كالخضم المزبد

إني أرى نارًا أُعِدَّ هشيمُها
وثقابها، لكنها لم توقد

عامٌ، وآخر: مقبلٌ، ومودعٌ
شيعتُ نعشًا، واحتفلتُ بمولد

ولَّى القديم، فما ظفرت بطائلٍ
وأتى الجديد، فهل ترى هو مُسعدي؟

ولقد تشابهت السنونَ، كأنني
ما عشت عمريَ غيرَ عامٍ مفرَد


محمود غنيم

الحمدان
08-05-2023, 05:23 PM
جلستُ على بساط من رمالِ
خلالَ العُشْب والماءِ الزُّلالِ

وقد رقَّ النسيم، فكانَ أشهى
إلى قلب المحب من الوصالِ

طيورُ الأيك تصدح عن يميني
وماءُ النهر يهمس عن شمالي

وجيشُ الليل من أبناء حامٍ
يُغير على المزارع والتِّلال

وقد وليتُ شطرَ النجم وجهي
وألّف بيننا سهر الليالي

فخلتُ كأنني أسمو بروحي
إلى دنيا سوى دنيا الزوال

هنا تَتكشَّفُ الدنيا أمامي
ويسبحُ في مجاهلها خيالي

فأنت تخالني فردًا، وحولي
بناتُ الفكر تُسرف في الدلال

سكون الليل يُرهف غربَ حي
فأسمعُ وقْعَ أقدام النمال

ويملأ صمتُهُ نفسي خشوعًا
فتصفو صفوَ حبَّات اللآلي

وتُخفي الشمسُ كنهَ الكون عني
وألمحُهُ على ضوء الهلال

ولم أر كالطبيعة ذاتَ حسن
مباح تشتريه بغير مال

لئن يك تحت بطن الأرض كنزٌ
فكم كنزِ على قمم الجبال!

وإن يكُ في قرار البحر درٍّ
فكم في سطحه دُرَرٌ غوالي!

ظواهرُ ذاتُ ألسنة فِصاحٍ
تحدثنا بقدرة ذي الجلال!



محمود غنيم

الحمدان
08-05-2023, 05:23 PM
لم أدْرِ ما كنْهُ السعادة في الصبا
فإذا بها موقورةٌ أسبابُها

حتى إذا أصبحتُ أُدْرك كنهها
سَلَبَ السعادةَ من يدي سلاَّبها


محمود غنيم

الحمدان
08-06-2023, 02:54 PM
لَعَمري لَقَد شانَت هُذَيلَ بنَ مُدرِكٍ
أَحاديثُ كانَت في خُبَيبٍ وَعاصِمِ

أَحاديثُ لِحيانٌ صَلوا بِقَبيحِها
وَلِحيانُ جَرّامونَ شَرَّ الجَرائِمِ

أُناسٌ هُمُ مِن قَومِهِم في صَميمِهِم
بِمَنزِلَةِ الزِمعانِ دُبرِ القَوادِمِ

هُمُ غَدَروا يَومَ الرَجيعِ وَأَسلَمَت
أَمانَتُهُم ذا عِفَّةٍ وَمَكارِمِ

رَسولَ رَسولِ اللَهِ غَدراً وَلَم تَكُن
هُذَيلٌ تُوَقّى مُنكَراتِ المَحارِمِ

فَسَوفَ يَرَونَ النَصرَ يَوماً عَلَيهُمُ
بِقَتلِ الَذي تَحميهِ دونَ الحَرائِمِ

أَبابيلُ دَبرٍ شَمَّسٍ دونَ لَحمِهِ
حَمَت لَحمَ شَهّادٍ عِظامَ المَلاحِمِ

لَعَلَّ هُذَيلاً أَن يَرَوا بِمُصابِهِ
مَصارِعَ قَتلى أَو مَقاماً لِماتَمِ

وَنوقِعَ فيهِم وَقعَةً ذاتَ صَولَةٍ
يُوافي بِها الرُكبانُ أَهلَ المَواسِمِ

بِأَمرِ رَسولِ اللَهِ إِنَّ رَسولَهُ
رَأى رَأيَ ذي حَزمٍ بِلِحيانَ عالِمِ

قُبَيِّلَةٌ لَيسَ الوَفاءُ يُهِمُّهُم
وَإِن ظُلِموا لَم يَدفَعوا كَفَّ ظالِمِ

إِذا الناسُ حَلّوا بِالفَضاءِ رَأَيتَهُم
بِمَجرى سَبيلِ الماءِ بَينَ المَخارِمِ

مَحَلُّهُمُ دارُ البَوارِ وَرَأيُهُم
إِذا نابَهُم أَمرٌ كَرَأيِ البَهائِمِ



حسان بن ثابت

الحمدان
08-06-2023, 02:54 PM
حَصانٌ رَزانٌ ما تُزِنُّ بِريبَةٍ
وَتُصبِحُ غَرثى مِن لُحومِ الغَوافِلِ

عَقيلَةُ حَيٍّ مِن لُؤَيِّ بنِ غالِبٍ
كِرامِ المَساعي مَجدُهُم غَيرُ زائِلِ

مُهَذَّبَةٌ قَد طَيَّبَ اللَهُ خَيمَها
وَطَهَّرَها مِن كُلِّ سورٍ وَباطِلِ

فَإِن كُنتُ قَد قُلتُ الَّذي قَد زَعَمتُمُ
فَلا رَفَعَت صَوتي إِلَيَّ أَنامِلي

فَكَيفَ وَوِدّي ما حَيِيتُ وَنُصرَتي
لِآلِ رَسولِ اللَهِ زَينِ المَحافِلِ

لَهُ رَتَبٍ عالٍ عَلى الناسِ كُلِّهِم
تَقاصَرُ عَنهُ سَورَةَ المُتَطاوِلِ

فَإِنَّ الَذي قَد قيلَ لَيسَ بِلائِطٍ
وَلَكِنَّهُ قَولُ اِمرِئٍ بِيَ ماحِلِ




حسان بن ثابت

الحمدان
08-06-2023, 02:54 PM
وَرِثنا مِنَ البُهلولِ عَمروُ بنِ عامِرٍ
وَحارِثَةَ الغِطريفِ مَجداً مُؤَثَّلا

مَواريثَ مِن أَبناءِ نَبتِ بنِ مالِكٍ
وَنَبتَ اِبنِ إِسماعيلَ ما إِن تَحَوَّلا



حسان بن ثابت

الحمدان
08-06-2023, 02:55 PM
فَلا زالَ قَبرٌ بَينَ بُثنى وَجِلَّقٍ
عَلَيهِ مِنَ الوَسمِيِّ جَودٌ وَوابِلُ

وَأَنبَتَ حَوذاناً وَعَوفاً مُنَوِّراً
سَأُتبِعُهُ مِن خَيرِ ما أَنا قائِلُ

بَكى حارِثُ الجَولانِ مِن هُلكِ رَبِّهِ
فَحَورانُ مِنهُ خاشِعٌ مُتَضائِلُ

وَما كانَ بَيني لَو لَقيتُكَ سالِماً
وَبَينَ الغِنى إِلّا لَيالٍ قَلائِلُ




حسان بن ثابت

الحمدان
08-06-2023, 02:55 PM
أَخِلّاءُ الرَخاءِ هُمُ كَثيرٌ
وَلَكِن في البَلاءِ هُمُ قَليلُ

فَلا يَغرُركَ خُلَّةُ مَن تُؤاخي
فَما لَكَ عِندَ نائِبَةٍ خَليلُ

وَكُلُّ أَخٍ يَقولُ أَنا وَفِيٌّ
وَلَكِن لَيسَ يَفعَلُ ما يَقولُ

سِوى خِلٍّ لَهُ حَسَبٌ وَدينٌ
فَذاكَ لِما يَقولُ هُوَ الفَعولُ



حسان بن ثابت

الحمدان
08-06-2023, 02:56 PM
جزى اللهُ ربُّ الناسِ خيرَ جزائِـهِ
رفيقيـنِ قالا خيمتِـيْ أُمّ معبَـدِ

هما نَزَلاها بالهُدى واهتـدَتْ بـهِ
فقَدْ فازَ مَنْ أمْسَى رَفيـقَ مُحَمـدِ

فَيَا لقُصـيٍّ مـا زَوَى اللهُ عنْكُـمُ
بِهِ من فَخـارٍٍ لا يُبـارَى وَسُـؤدَدِ

لِيَهْنِِ بَنِي كَعـْبٍ مَقـامُ فَتاتِـهمْ
وَمَقْعَدُهـا للمُؤمِنِيـنَ بمَـرْصَـدِ

سَلُوا أُخْتكُمْ عَن شاتـِها وإنائِهـا
فإنّكُمُ إنْ تَسْألـوا الشّـاةَ تَشْهـدِ

دَعَاهَا بشـاةٍ حَائـلٍ فتَحَلبـَتْ
لَهُ بِصريحٍٍ ضَـرّةُ الشّـاةِ مُزبِِـدِ

فَغَادَرَهَـا رَهْنـاً لَدَيْهـا لِحالـبٍ
يُرددُهـا فِـي مَصْـدرٍٍ ثُمّ مَـوردِ


حسان بن ثابت

الحمدان
08-06-2023, 02:56 PM
إِقنَي حَياءَكَ في عِزٍّ وَفي كَرَمٍ
فَإِنَّما كانَ شَمّاسٌ مِنَ الناسِ

قَد كانَ حَمزَةُ لَيثَ اللَهِ فَاِصطَبِري
فَذاقَ يَومَإِذٍ مِن كاسِ شَمّاسِ



حسان بن ثابت

الحمدان
08-06-2023, 03:05 PM
بكَيْتُ على زيْدٍ ولم أَدْرِ ما فَعَلْ
أَحَيٌّ يُرَجَّى أم أتى دونَه الأَجَلْ

فو اللّهِ ما أدْرى وإنْ كنتُ سائلا
أغالَكَ سَهْلُ الأرضِ أم غالَكَ الجبلْ

فياليتَ شعري هلْ لكَ الدهرَ رجعةٌ
فحسبي من الدنيا رجوعُك لِي بَجَلْ

تذكِّرُنِيه الشمسُ عند طلوعِها
وتُعْرِضُ ذاكرهُ إذا قاربَ الطَّفَلْ

وإن هبَّتِ الأرواحَ هَيَّجْنَ ذِكْرَه
فياطُولَ ما حُزنْي عليهِ ويا وَجَلْ

سأُعْملُ نَصَّ العيسِ في الأرضِ جاهدا
ولا أسأَمَ التَّطْواف أو تسأَمَ الإِبِلْ

حياتِي أو تَأتْي عَلَيَّ منيَّتي
وكلُّ امرىءٍ فانٍ وإن غرَّه الأملٌ

سأوصي به قيساً وعمرا كليهما
وأوصي يزيداً ثم من بعده جَبَلْ




حارِثَةُ بن شَراحِيل

الحمدان
08-06-2023, 03:21 PM
هَل عِندَ عَمرَةَ مِن بَتاتِ مُسافِرِ
ذي حاجَةٍ مُتَرَوَّحٍ اَو باكِرِ

سئِمَ الإقامة بَعدَ طولِ ثَوائِهِ
وَقَضى لُبانَتَهُ فَلَيسَ بِناظِرِ

لِعِداتِ ذي أَرَبٍ وَلا لِمَواعِدٍ
خُلُفٍ وَلَو حَلَفَت بِأَسحَمَ مائِرِ

وَعَدَتكَ ثُمَّت أَخلَفَت مَوعودَها
وَلَعَل ما مَنَعَتكَ لَيسَ بِضائِرِ

وَأَرى الغَواني لا يَدومُ وِصالُها
أَبَداً عَلى عُسرٍ وَلا لِمُياسِرِ

وَإِذا خَليلُكَ لَم يَدُم لَكَ وَصلُهُ
فَاِقطَع لُبانَتَهُ بِحَرفٍ ضامِرِ

وَجناءَ مُجفَرَةِ الضُلوعِ رجيلَةٍ
وَلَقى الهَواجِرِ ذاتِ خَلقٍ حادِرِ

تُضحي إِذا دَقَّ المَطِيُّ كَأَنَّها
فَدَنُ اِبنِ حَيَّةَ شادَهُ بِالآجُرِ

وَكَأَنَّ عَيبَتَها وَفَضلَ فِتانِها
فَنَنانِ مِن كَنَفَي ظَليمِ نافِرِ

يَبري لِرائِحَةٍ يُساقِطُ ريشَها
مَرُّ النَجاءِ سِقاطَ ليفِ الآبِرِ

فَتَذَكَّرَت ثَقَلاً رَثيداً بَعدَما
أَلقَت ذُكاءُ يَمينَها في كافِرِ

طَرِفَت مَراوِدُها وَغَرَّدَ سَقبُها
بِالآءِ وَالحَدَجِ الرِواءِ الحادِرِ

فَتَرَوَّحا أُصُلاً بِشَدٍّ مُهذِبٍ
ثَرٍّ كَشُؤبوبِ العَشِيِّ الماطِرِ

فَبَنَت عَلَيهِ مَعَ الظَلامِ خِباءَها
كَالأَحمَسِيَّةِ في النَصيفِ الحاسِرِ

أَسُمَيَّ ما يُدريكِ أَن رُبَّ فِتيَةٍ
بيضِ الوُجوهِ ذَوي نَدىً وَمَآثِرِ

حَسَني الفَكاهَةِ لا تُذَمُّ لِحامُهُم
سَبِطي الأَكُفِّ وَفي الحُروبِ مَساعِرِ

باكَرتُهُم بِسِباءِ جَونٍ ذارِعٍ
قَبلَ الصَباحِ وَقَبلَ لَغوِ الطائِرِ

فَقَصَرتُ يَومَهُمُ بِرَنَّةِ شارِفٍ
وَسَماعِ مُدجِنَةٍ وَجَدوى جازِرِ

حَتّى تَوَلّى يَومُهُم وَتَرَوَّحوا
لا يَنثَنونَ إِلى مَقالِ الزاجِرِ

وَمُغيرَةٍ سَومَ الجَرادِ وَزَعتُها
قَبلَ الصَباحِ بِشَيِّئانٍ ضامِرِ

تَئِقٍ كَجُلمودِ القِذافِ وَنَثرَةٍ
ثَقفٍ وَعَرّاصِ المَهَزَّةِ عاتِرِ

وَلَرُبَّ واضِحَةِ الجَبينِ غَريرَةٍ
مِثلِ المَهاةِ تَروقُ عَينَ الناظِرِ

قَد بِتُّ اُلعِبُها وَأَقصُرُ هَمَّها
حَتّى بَدا وَضَحُ الصَباحِ الجاشِرِ

وَلَرُبَّ خَصمٍ جاهِدينَ ذَوي شِذاً
تَقذي صُدورُهُم بِهِترٍ هاتِرِ

لُدٍّ ظَأَرتُهُمُ عَلى ما ساءَهُم
وَخَسَأتُ باطِلَهُم بِحَقٍّ ظاهِرِ

بِمَقالَةٍ مِن حازِمٍ ذي مِرَّةٍ
يَدَأُ العَدُوَّ زَئيرُهُ لِلزائِرِ



ثعلبه المازني

الحمدان
08-06-2023, 03:21 PM
أَعَمرو اِبنَ فَرّاشَةِ الأَشيَمِ
صَرَمتَ الحِبالَ وَلَم تُصرَمِ

وَأَفسَدتَ قَومَكَ بَعدَ الصَلاحِ
بَني يَشكُرَ الصَيدَ بِالمَلهَمِ

دَعَوتَ أَباكَ إِلى غَيرِهِ
وَذاكَ العُقوقُ مِن مَأثَم

كَفى شاهِداً إِلى الصَفا
إِلى مُلتَقى الحَجِّ بِالمَوسِمِ

فَهَلّا سَعَيتَ لِصُلحِ الصَديقِ
كَسَعى ابنِ مارِيَةَ الأَقصَمِ

وَقَيسٌ تَدارَكَ بَكرَ العِراقِ
وَتَغلِبَ مِن شَرِّها الأَعظَمِ

وَأَصلَحَ ما أفسَدُوا بَينَهُم
وَذَلِكَ فِعلُ الفَتى الأَكرَمِ

وَبَيتُ شَراحيلَ مِن وائِلٍ
مَكانَ الثُرَيّا مِنَ الأَنجُمِ



الحارث بن حلزه

الحمدان
08-06-2023, 03:23 PM
بَينَ أَعلى اليَرموكِ فَالخَمّانِ

فَالقُرَيّاتِ مِن بَلاسَ فَدارَي

يا فَسَكّاءَ فَالقُصورِ الدَواني

فَقَفا جاسِمٍ فَأَودِيَةِ الصُف

فَرِ مَغنى قَنابِلٍ وَهِجانِ

تِلكَ دارُ العَزيزِ بَعدَ أَنيسٍ

وَحُلولٍ عَظيمَةِ الأَركانِ

هَبِلَت أُمُّهُم وَقَد هَبِلَتهُم

يَومَ حَلّوا بِحارِثِ الجَولانِ

قَد دَنا الفِصحُ فَالوَلائِدُ يَنظِم

نَ قُعوداً أَكِلَّةَ المَرجانِ

يَجتَنينَ الجادِيَّ في ثُقَبِ الرَي

طِ عَلَيها مَجاسِدُ الكَتّانِ

لا يُعَلَّلنَ بِالمَغافِرِ وَالصَم

غِ وَلا نَقفِ حَنظَلِ الشَريانِ

ذاكَ مَغنىً مِن آلِ جَفنَةَ في الدَه

رِ وَحَقٌّ تَعاقُبُ الأَزمانِ

قَد أَراني هُناكَ حَقُّ مَكينٍ

عِندَ ذي التاجِ مَجلِسي وَمَكاني

الحمدان
08-06-2023, 03:23 PM
بكَيْتُ على زيْدٍ ولم أَدْرِ ما فَعَلْ
أَحَيٌّ يُرَجَّى أم أتى دونَه الأَجَلْ

فو اللّهِ ما أدْرى وإنْ كنتُ سائلا
أغالَكَ سَهْلُ الأرضِ أم غالَكَ الجبلْ

فياليتَ شعري هلْ لكَ الدهرَ رجعةٌ
فحسبي من الدنيا رجوعُك لِي بَجَلْ

تذكِّرُنِيه الشمسُ عند طلوعِها
وتُعْرِضُ ذاكرهُ إذا قاربَ الطَّفَلْ

وإن هبَّتِ الأرواحَ هَيَّجْنَ ذِكْرَه
فياطُولَ ما حُزنْي عليهِ ويا وَجَلْ

سأُعْملُ نَصَّ العيسِ في الأرضِ جاهدا
ولا أسأَمَ التَّطْواف أو تسأَمَ الإِبِلْ

حياتِي أو تَأتْي عَلَيَّ منيَّتي
وكلُّ امرىءٍ فانٍ وإن غرَّه الأملٌ

سأوصي به قيساً وعمرا كليهما
وأوصي يزيداً ثم من بعده جَبَلْ




حارِثَةُ بن شَراحِيل

الحمدان
08-06-2023, 08:05 PM
جزى الله المصائب كل خير
أفادتنا علوما نافعات

علوما لم نجدها في كتاب
ولم أظفر بها عند الثقات

من التزهيد في أهل ومال
وفي وطن وفي هذى الحياة

فكم من منحة في ضمن بلوى
وكم خبى بطن الشتات

وكم نيطت سعادات بفقر
وكم جلب الغنى من مهلكات

وكم أمن طوى في جوف خوف
وتحصيل تحصل بالفوات

وكم عز لقى في بطن ذل
وكم أتت المصائب بالهبات

عسى أن تكرهوا شيئا وفيه
لكم خير كما في البينات

وللراضي بها أجر عظيم
وبشر صابرا بالصلوات

له من ربه وهدى ورحمة
كما يتلى بنص المحكمات

ولا تسخط قضا الله فترمي
بسخط الله رأس الطاميات

وأمر الله يمضي شئت أم لا
ولست تحوز غير الحسرات

وذم وافر وذهاب أجر
فلا يرضى بذا غير الشقاة

وقد حفت جنان الله ربى
بمكروه وترك الشهوات

ونار الله قد حفت بكل
فنون الشهوات الملهيات

فالأكدار في ذي الدار إلا
لنتركها ونعمل للملمات

وفي الفاقات والحاجات سر
عظيم رافع للدرجات

هي الأعياد تحمل حامليها
لصدق الالتجا في الدعوات

فكم طى المصايب من خيور
حسان عاليات غاليات

تقود بنا إلى رب كريم
وتنهى عن أمور فانيات

وتورثنا خضوعا وانكسارا
وتركا للأمور المنكرات

فسلم للاله أخي وفوض
وكن عبد التحظى بالصلات

فإن العبد ليس له اختبار
وليس له التحكم في الشآة

وليس له من التدبير شيء
وليس يريد غير الواردات

وهمته التعبد والعباده
بتحقيق العبودة بالثبات

ألا إن الاله بنا رحيم
إلينا محسن في كل آت

لمن يدري لمن يعلم ويفهم
لمن يفقه حل المشكلات

لمن بالله يحسن في ظنون
وذي التفويض عند المعضلات

يشاهد خيره في كل فعل
ويرضى ما خلا بالسيآت

يشمر في رضا الله تعالى
بفعل الباقيات الصالحات

ألا إن القلوب قست وماتت
فلم تخشع وتصغ للعظات

سواء قلت أم لا قلت شيأ
كشبه السائمات الراتفعات

أما إن التذكر والتلافي
لباقي اللحظات الذاهبات

دراك دراك قبل حلول حال
عيى في وصفه أهل اللغات

ألا إن السلامة من يردها
يجدها في الخمول وفي السكات

وترك الناس والعادات بتا
وترك المحدثات الترهات

ألاهل سامع فطن حليم
يجيب مسرعاق بل البيات

يفكر في الأمور وما وراها
ويسعى في الخلاص وفي النجاة

إلهي يا عظيم الفضل يامن
إليه مفزعي في النائبات

سألتك تقض حاجاتي جميعا
وتعطيني جميع الطلبات

وتختم لي بخير عند موتي
وتكفيني جميع المفزعات

وعفوا سيدي فضلا ومنا
وغفرا للذنوب الموبقات

فمالي غير فضلك من مغيث
إليه أتوب عند الموحلات

وكن لي سيدي في كل حال
وقدني للأمور المنجيات

بجاه المصطفى خير البرايا
محمد المشفع في العصاة

رسول الله ذي البركات من قد
أتى بالبينات المعجزات

عليه الله صلى ثم سلم
وبارك عد كل الكلمات

كذاك الآل والأصحاب نرجو
بذكرهم نزول الرحمات

ولله الكريم أجل حمد
على النعم العظام السابغات

فلا نحصي على الله ثناء
تعالى عن صفات المحدثات


الإمام الشافعي

الحمدان
08-06-2023, 11:25 PM
فَرْطُ السّكوتِ على فَرطِ الأذى سَقَمُ
قد يسكتُ الجرحُ لكنثڑ يَنطقُ الألمُ

ومعقلُ الظلمِ أيّاً كان صاحبُهُ
لابدï±* يوماً على أهليِه ينهدمُ

فقُلْ لكلï±¢ عُتاةِ الأرضِ .. مَن غَشَموا
ومَن طغَوا قبلَكم في الأرضِ.. أينَ همو

ألم تزَلزَلْ صُروحُ البَغيِ أجمعُها
بهم كما زُلزِلَتْ زِلزالَها إرَم

وما الذي صارَ هولاكو سوى شبح ٍ
في حين بغداد ملءَ العينِ تبتَسم

فَرْطُ السّكوتِ على فَرطِ الأذى سَقَمُ
قد غŒسكت العقل لكن تصُرخ الشغŒَم

وأنت تنهض كالبركان بينهما
جم الهدوء ولكن ملؤك الضرم

ونحن نعلم والغافون ما علموا
بأن صمتك يا عالي الذرى أجم

وأن للصبر حدا عند صاحبه
من بعده تستوي الأنوار والظلم



عبد الرزاق عبد الواحد

الحمدان
08-07-2023, 01:23 PM
ومعتضدٍ بالله أضحى وربُّهُ
له عضدٌ يحميه دوْر الدوائِرِ

إذا كِيد سراً كيد عنه عدوهُ
وفي بأسه كفء لبأس المجاهر

وما كيد من أضحى له الله ناصراً
وعيناً على مستخفيات السرائر

ولو لم يخبّر عن عداهُ لخبَّرتْ
جوارحُهم عنهم بما في الضمائر

وحُقّ بنصر الله ناصرُ دينهِ
فأين به عن ناصر وابن ناصر

إذا حاول الأعداءُ أن يمكروا به
أحال عليهم مكرهم خيرُ ماكر



ابن الرومي

الحمدان
08-07-2023, 01:24 PM
ترى شبهَ الآساد فيهم مبيّناً
ولكنهم أدهَى دهاء وأنكرُ

وجوههُمُ عند اللقاء وجوهها
وألحاظهم ألحاظها حين تنظرُ

هُمُ هيَ لولا إرْبُهم وحلومهم
لهم منظر منها مَهيبٌ ومخبر

لهم عُدّة تكفيهُمُ كل عُدّةٍ
بناتُ المنايا والحِنيُّ المدثّر

هي القوةُ الحق المسمّاة قوة
بتسمية القرآن فيما يفسَّر

يُزلّون عن أكباد كل حَنِيّة
خِفافاً مع الآجال تعلو وتقصر

نواها نواهم في الرمايا كأنما
مواقعُها فيما يشاؤون يُقدَر

لها ألسُنٌ ما تستفيق لهاتها
يكاد لُعاب الموت منهن يقطر

ظِماء إلى وِرد الدماء نواهلٌ
لها مورد من غير مأتاهُ نَصدُر

يولي المُولّي منهُمُ وهْو مانعٌ
حقيقتهُ لم يخزَ منه المذمَّر

يليك بحدّ شائك وهْو مقبلٌ
يليك بحد مثله حين يدبر

هو النار من أي النواحي غشيتَها
تلقَّاك منها جانب يتسعَّر

أو الرمحُ ذو النصلين كيف رهِقتهُ
رِهقت حِمام الموت أو يتأخر

تكون له إجفالةٌ ثم كَرّةٌ
يدمّر فيها سادراً ما يدمَّر

كذلك تلقى الليث فضلَ شهامةٍ
تكون له إجلاءة ثم يَعْكُر

تِراكُهُمُ ما تاركوك غنيمةٌ
شهيدي رسول الله والحقُّ يبهر

فإن كنت منهم جاهلاً أو مُغمَّراً
وهل من نثاهم جاهل أو مغمَّر

فسائل بهم أعداءهم أو ديارهم
تخبِّرك إن لم يبق منهم مخبِّر


جلال الدين الرومي

الحمدان
08-07-2023, 01:25 PM
ألا بكرتْ حَرَّى الملامِ تَسعَّرُ
وبئس صبوح المرء لومٌ مبكِّرُ

توعّدُني بالشيب أنْ قد أظلني
وما ذكَّرتني غير ما كنت أذكر

فقلت لها والمرء حامٍ ومانعٌ
شريعتهُ ما أمكن القولَ مصدر

ألا الآن إذ لم تبقَ إلا عُلالتي
أُبادر شيبي بالملاهي وأبدُر

نهتني فزادتني حفاظاً على الصبى
ألا ربما ينهى الجهولُ فيأمر



جلال الدين الرومي

الحمدان
08-07-2023, 02:26 PM
لا تسأل الركبَ بعد الفجر هل آبُوا
الرَّكبُ عاد وما في الرَّكبِ أصحابُ

تفرَّقوا في دروب الأرض وانْتَثَرُوا
كأنَّه لم يَكُنْ عَهْدٌ وأحبابُ

ما في العَناقيد من أشعارهم حببٌ
والخمر من بعدهم في دنها صابُ

يا طارق الباب رفقًا حين تَلْمَسه
لو كان في الدار خِلٌّ صفَّقَ الباب

بعضُ الدروب إلى الأوطان راجعةٌ
وبعضُها في فضاء الله يَنْسَابُ



رد غازي القصيبي

الحمدان
08-07-2023, 02:27 PM
قل لها .. إنه تأمَّل في دنياه
حيناً فعاد يحضنُ دمعه

راعه أنَّ عمره يتلاشى
مثل ما تُخمد الأعاصير شمعةْ

وصباه يضيع منه .. كما ضاع
نداء.. تطوي المتاهات رجعه

قل لها .. إنّه يفيق على جرح
وتغفو سنينه فوق لوعهْ

سكب الدهر من أساه رحيقا
فتحساه جُرعة إِثْر جُرعهْ

قل لها .. إنه يهيم .. وأخشى
أن تواريه رحلة دون رجعهْ



د غازي القصيبي

الحمدان
08-07-2023, 02:28 PM
بيني وبينك ألف واش ينعب
فعلام أسهب في الغناء وأطنب

صوتي يضيع ولا تحس برجعه
ولقد عهدتك حين أنشد تطرب

وأراك ما بين الجموع فلا أرى
تلك البشاشة في الملامح تعشب

وتمر عينك بي وتهرع مثلما
عبر الغريب مروعاً يتوثب

بيني وبينك ألف واش يكذب
وتظل تسمعه .. ولست تكذب

خدعوا فأعجبك الخداع ولم تكن
من قبل بالزيف المعطر تعجب

سبحان من جعل القلوب خزائنا
لمشاعر لما تزل تتقلب

قل للوشاة أتيت أرفع رايتي
البيضاء فاسعوا في أديمي واضربوا

هذي المعارك لست أحسن خوضها
من ذا يحارب والغريم الثعلب

ومن المناضل والسلاح دسيسة
ومن المكافح والعدو العقرب

تأبى الرجولة أن تدنس سيفها
قد يغلب المقدام ساعة يغلب

في الفجر تحتضن القفار رواحلي
والحر حين يرى الملالة يهرب

والقفر أكرم لا يغيض عطاؤه
حينا .. ويصغي للوشاة فينضب

والقفر أصدق من خليل وده
متغير .. متلون .. متذبذب

سأصب في سمع الرياح قصائدي
لا أرتجي غنماً ... ولا أتكسب

وأصوغ في شفة السراب ملاحمي
إن السراب مع الكرامة يشرب

أزف الفراق ... فهل أودع صامتاً
أم أنت مصغ للعتاب فأعتب

هيهات ما أحيا العتاب مودة
تغتال ... أو صد الصدود تقرب

يا سيدي ! في القلب جرح مثقل
بالحب ... يلمسه الحنين فيسكب

يا سيدي ! والظلم غير محبب
أما وقد أرضاك فهو محبب

ستقال فيك قصائد مأجورة
فالمادحون الجائعون تأهبوا

دعوى الوداد تجول فوق شفاههم
أما القلوب فجال فيها أشعب

لا يستوي قلم يباع ويشترى
ويراعة بدم المحاجر تكتب

أنا شاعر الدنيا ... تبطن ظهرها
شعري ... يشرق عبرها ويغرب

أنا شاعر الأفلاك كل كليمة
مني ... على شفق الخلود تلهب



د غازي القصيبي

الحمدان
08-07-2023, 02:32 PM
لك الحمد... والأحلام ضاحكةُ الثغرِ
لك الحمد... والأيامُ داميةُ الظفرِ

لك الحمد... والأفراح ترقصُ في دمي
لك الحمد... والأتراح تعصف في صدري

لك الحمد... لا أوفيك حمداً.. وإن طغى
زماني... وإن لَجّت لياليهِ في الغدرِ

***
قصدتك، يا ربّاه، والأفقُ أغبرٌ
وفوقيَ من بلوايَ قاصمة الظهرِ

قصدتك، يا ربّاه، والعمرُ روضةٌ
مُروَّعة الأطيار، واجمة الزهرِ

أجرُّ من الآلام ما لا يطيقه
سوى مؤمنٍ يعلو بأجنحة الصبرِ

وأكتم في الأضلاع ما لو نشرته
تعجّبتِ الأوجاع مني.. ومن سرّي

ويشمت بي حتّى على الموت طغمةٌ
غدت في زمان المكر أسطورة المكرِ

ويرتجزُ الأعداءُ هذا برمحه
وهذا بسيفٍ حدّهُ ناقعُ الحبرِ

لحا الله قوماً صوّروا شرعة الهدى
أذاناً ببغضاء.. وحجّاً إلى الشرِّ

يعادون ربّ العالمين بفعلهم
وأقوالهم ترمي المُصلّينَ بالكفرِ

يهدّدني دجّالهم من جحوره
ولم يدر أن الفأر يزأر كالفأرِ

جبان يحضّ الغافلين على الردى
ويجري إلى أقصى الكهوف من الذعر

وما خفت والآساد تزأر في الشرى
فكيف بخوفي من رويبضة الجحر

ولم أخشَ، يا ربّاه، موتاً يحيط بي
ولكنني أخشى حسابك في الحشرِ

وما حدثتني بالفرار عزيمتي
وكم حدثتني بالفرار من الوِزرِ

***
إليك، عظيم العفو، أشكو مواجعي
بدمع على مرأى الخلائق لا يجري

ترحّل إخواني.. فأصبحت بعدهم
غريباً.. يتيم الروح والقلب والفكرِ

لك الحمد... والأحباب في كل سامرٍ
لك الحمد... والأحباب في وحشةِ القبرِ

وأشكرُ إذ تعطي، بما أنت أهله
وتأخذ ما تعطي، فأرتاحُ للشكرِ



د غازي القصيبي

الحمدان
08-07-2023, 05:17 PM
سَقى دارُ لَيلى حَيثُ حَلَّت رُسومُها
عِهادٌ مِنَ الوَسمِيِّ وُطفٌ غُيومُها

فَكَم لَيلَةٍ أَهدَت إِلَيَّ خَيالَها
وَسَهلُ الفَيافي دونَها وَحُزومُها

تَطيبُ بِمَسراها البِلادُ إِذا سَرَت
فَيَنعُمُ رَيّاها وَيَصفو نَسيمُها

إِذا ذَكَرَتكِ النَفسُ شَوقاً تَتابَعَت
لِذِكراكِ أُحدانُ الدُموعِ وَتومُها

قَضى اللَهُ أَنّي مِنكِ ضامِنُ لَوعَةٍ
تَقَضّى اللَيالي وَهيَ باقٍ مَقيمُها

أَميلُ بِقَلبي عَنكِ ثُمَّ أَرُدُّهُ
وَأَعذِرُ نَفسي فيكِ ثُمَّ أَلومُها

إِذا المُهتَدي بِاللَهِ عُدَّت خِلالُهُ
حَسِبتَ السَماءَ كاثَرَتكَ نُجومُها

لَقَد خَوَّلَ اللَهُ الإِمامَ مُحَمَّداً
خُصوصَ مَعالٍ في قُرَيشٍ عُمومُها

أُبُوَّتُهُ مِنها خَلائِفُها الأُلى
لَها فَضلُها في النائِباتِ وَخيمُها

وَلَيسَ حَديثُ المَكرُماتِ بِكائِنٍ
يَدَ الدَهرِ إِلّا حَيثُ كانَ قَديمُها

أَقَرَّت لَهُ بِالفَضلِ أُمَّةُ أَحمَدٍ
فَدانَ لَهُ مُعوَجُّها وَقَويمُها

وَلَو جَحَدَتهُ ذَلِكَ الحَقَّ لَم تَكُن
لِتَبرَحَ إِلّا وَالنُجومُ رُجومُها

هَنَتكَ أَميرَ المُؤمِنينَ مَواهِبٌ
مِنَ اللَهِ مَشكورٌ لَدَيكَ جَسيمُها

وَتَأييدُ دينِ اللَهِ إِذ رُدَّ أَمرُهُ
إِلَيكَ فَرَوّى في الأُمورِ عَليمُها

بَنو هاشِمٍ في كُلِّ شَرقٍ وَمَغرِبٍ
كِرامُ بَني الدُنيا وَأَنتَ كَريمُها

إِذا ما مَشَت في جانِبَيكِ بِأَوجُهٍ
تَهَضَّمُ أَقمارَ الدُجى وَتَضيمُها

رَأَيتُ قُرَيشاً حَيثُ أُكمِلَ مَجدُها
وَتَمَّت مَساعيها وَثابَت حُلومُها

تَوالى سَوادُ الريشِ مِن عِندِ صالِحٍ
إِلَيكَ بِأَخبارٍ يَسُرُّ قُدومُها

مُحَلِّقَةً يُنبي عَنِ النَصرِ نُطقُها
وَقَبلَكَ ما قَد كانَ طالَ وُجومُها

نُخَبِّرُ عَن تِلكَ الخَوارِجِ أَنَّهُ
هَوى مُكرَهاً تَحتَ السُيوفِ عَظيمُها

أَرى حَوزَةَ الإِسلامِ حينَ وَليتَها
تُخَرِّمَ باغيها وَحيطَ حَريمُها

تَدارَكَ مَظلومُ الرَعِيَّةِ حَقَّهُ
وَخَلّى لَهُ وَجهَ الطَريقِ ظَلومُها

وَبَصبَصَ أَهلُ العَيثِ حينَ هَداهُمُ
أَخو سَطَواتٍ ما يُبِلُّ سَليمُها

وَقَد أَعتَتِ الرومُ الَّذي طولِبَت بِهِ
بِأَبريقَ لَمّا خُبِّرَت مِن غَريمُها

هَلِ الدينُ إِلّا في جِهادٍ تَقودُنا
إِلَيهِ عِجالاً أَو صَلاةٍ تُقيمُها

تَقَضَّت لَيالي الشَهرِ إِلّا بَقِيَّةً
تَهَجَدُ فيها جاهِداً أَو تَقومُها

وَأَيسَرُ ما قَدَّمتَ لِلَّهِ طالِباً
لِمِرضاتِهِ أَيّامُ فَرضٍ تَصومُها

هَجَرتَ المَلاهي حِسبَةً وَتَفَرُّداً
بِئاياتِ ذِكرِ اللَهِ يُتلى حَكيمُها

وَأَخلَلتَ بِاللَذّاتِ وَهيَ أَوانِسٌ
مَرابِعُها مُستَحسَناتٌ رُسومُها

وَما تَحسُنُ الدُنيا إِذا هِيَ لَم تُعَن
بِآخِرَةٍ حَسناءَ يَبقى نَعيمُها

بَقاؤُكَ فينا نِعمَةُ اللَهِ عِندَنا
فَنَحنُ بِأَوفى شُكرِها نَستَديمُها



البحتري

الحمدان
08-08-2023, 01:28 PM
يا من علا فرأى ما في القلوب وما
تحت الثرى وظلام الليل منسدلُ

أنتَ المغيثُ لمن ضاقَت مذاهبهُ
أنتَ الدليلُ لمن ضاقَت به الحيلُ

إنّا قصدناك والآمالُ واثقةٌ
والكلُّ يدعوك ملهوف ومبتهِلُ

فإن غفَرت فَذو فضلٍ وذو كــرَمٍ
وإن سطَرتَ فأنتَ الحاكم العادِلُ

الحمدان
08-08-2023, 04:35 PM
اذْهَبْ فَوُدُّكَ مِنْ فُؤَادِي طَالِقٌ
أَبَدًا وَلَيْسَ طَلَاقَ ذَاتِ الْبَيْنِ

فَإِنِ ارْعَوَيْتَ فَإِنَّهَا تَطْلِيقَةٌ
وَيَدُومُ وُدُّكَ لِي عَلَى ثِنْتَيْنِ

وَإِنِ امْتَنَعْتَ شَفَعْتُهَا بِمِثَالِهَا
فَتَكُونُ تَطْلِيقَيْنِ فِي حَيْضَيْنِ

وَإِذَا الثَّلَاثُ أَتَتْكَ مِنِّي بَتَّةً
لَمْ تُغْنِ عَنْكَ وِلَايَةُ «السِّيبَيْنِ»"



الإمام الشافعي

الحمدان
08-08-2023, 04:35 PM
عفا الله عن عبدِ أعانَ بدعوةٍ
خليلين كانا دائمين على الودِّ

إلى أن مشى واشي الهوى بنميمةٍ
إلى ذَاكَ مِنْ هذَا فَزَالاَ عَنِ الْعَهْدِ



الشافعي .. العصر العباسي

الحمدان
08-08-2023, 04:36 PM
ومتعبُ العيسَ مرتاحاً إلى بلدِ
والموتُ يطلُبُه من ذَلِكَ البلدِ

وضاحك والمنايا فوقَ هامته
لو كانَ يعلمُ غيباً ماتَ من كمدِ

من كانَ لَمْ يُؤْتَ عِلْماً في بقاءِ غدٍ
ماذا تفكرهُ في رزقِ بعد غدِ



محمد بن إدريس الشافعي

الحمدان
08-08-2023, 04:36 PM
صَبْراً جَمِيلاً ما أقربَ الفَرَجَا
من رَاقَبَ اللَّهَ فِي الأمورِ نَجَا

منْ صدق الله لم ينلهُ أذى
ومن رجَاهُ يكونُ حيثُ رَجَا


الشافعي

الحمدان
08-08-2023, 04:49 PM
لَا يُذهِبُ الحُزنَ مَن أَبْكَاك إنْ مَسحا
لهيبَ دمعِكَ..إنّ القلبَ قد جُرِحا

هل تَجبُرُ الرِّيحُ غصناً بَعدمَا كَسَرتْ
وَهَل يُضَمِّدُ نَزفَاً بُلبلٌ صَدحا

لا تبغِ من حاقدٍ حُبَّاً وصدقَ هَوَىً
فلَن ترَى بَسمةً فِي وَجهِ مَن ذُبِحا

ولُذ بباب الذي آياتُهُ سَكَبت
هُدَىً ونوراً بصدرٍ ضاقَ فانشرَحَا

وانثُر على الثَّغر غيماً مُمطِراً أبداً
بِالِابْتِسَامَاتِ حَتَّى تُنبِتَ الفَرَحَا


مصطفى قاسم عباس
سوريا

الحمدان
08-08-2023, 06:05 PM
يا عادلاً في حكمِهِ لا يَظلِمُ
بَرحَ الخَفَا كم ذا نُجنْ ونكتُم

يا سامعَ الأصوات إنْ لم تَسْتجبْ
من يَسْتجِيبُ لَنَا سِواكَ ويَرحَم

يا مَنْ مقاليدُ الأمورِ بكفِّه
عَطفاً فأنتَ بحالِ عَبدِك أعلمُ


الفارابي

الحمدان
08-08-2023, 06:06 PM
وإني لأهواكم على بُعد داركمْ
وحَولِ شُعوبٍ دونَكم وسُهوبِ

وأذكركم والشمسُ ترقى شروقَها
وأذكركم في مَيْلِها لغُروبِ

وأهوى شذىظ° الفُلِّ النقيِّ وطيبَهُ
إذا راقصتْهُ الريحُ رقصَ طَروبِ

وأشتاقُ تمّ البدرِ في دورِ شهرِهِ
وكلّ شبيهٍ بالحبيبِ حبيبي

خالد الحمدان

الحمدان
08-08-2023, 06:06 PM
أيا كلّاً بعيني اليومَ يرنو
ويأتي من جريحٍ قد أصابا

فلا دانتْ ولا كانتْ بطيبٍ
تريحُ الوجدَ كي تعطي عذاب

فذا كسْرٌ وذا هجرٌ جحيمٌ
وذا لله يحتسبُ احتسابا

فحالي اليومَ لا تُعنى بحالٍ
فقلبي رجْزُ بهتانٍ خرابا

فما دانتْ بروحي إلا صدقٍ
تنادي البعد هل هذا عِقابا؟

فهل للشوقِ مِفتاحٌ ثمينٌ
يخيطُ الجرحَ في قلبٍ مصابا

وهل حبي بهذا البخسِ دانٍ
وهل حبي بهذا الرخصِ سابا

محمد موسى ديب

الحمدان
08-08-2023, 06:06 PM
إذا بالشيبِ حُلَّت .. ألفُ حمدٍ
فكنتُ أظنُّ موتي بالغيابِ

وكنتُ على أقلِّ الظنِّ ظنّي
بأنِّي فاقدٌ حتماً صوابي

هجرتِ فشَابَ قلبي قبلَ شَعري
ولو ظلَّيتِ .. ما ولى شبابي

فعودي لاحتضاناتي وعودي
لما أسَّستِ من مُدنِ السَحابِ

أحبُّكِ والشبَابُ لو التقينَا
سيرجِعُ رغمَ أطنانِ الخَرابِ



حذيفة العرجي

الحمدان
08-08-2023, 06:07 PM
يا عادلًا في حكمِهِ لا يَظلِمُ
بَرحَ الخَفَا كم ذا نُجِنُّ ونكتُمُ

يا سامعَ الأصواتِ إنْ لم تَسْتجبْ
من يَسْتجِيبُ لَنَا سِواكَ ويَرحَم

يا مَنْ مقاليدُ الأمورِ بكفِّهِ
عَطفًا فأنتَ بحالِ عَبدِك أعلمُ

الحسن بن علي
المُلقَّبُ بالهَبَل.

الحمدان
08-09-2023, 09:24 PM
إِذا رُمتُ مِن لَيلى عَلى البُعدِ نَظرَةً
تُطَفّي جَوىً بَينَ الحَشا وَالأَضالِعِ

تَقولُ نِساءُ الحَيِّ تَطمَعُ أَن تَرى
مَحاسِنَ لَيلى مُت بِداءِ المَطامِعِ

وَكَيفَ تَرى لَيلى بِعَينٍ تَرى بِها
سِواها وَما طَهَّرتَها بِالدامِعِ

وَتَلتَذُّ مِنها بِالحَديثِ وَقَد جَرى
حَديثُ سِواها في خُروقِ المَسامِعِ

أُجِلُّكِ يا لَيلى عَنِ العَينِ إِنَّما
أَراكِ بِقَلبٍ خاشِعٍ لكِ خاضِعِ



يزيد بن معاوية

الحمدان
08-09-2023, 09:24 PM
أَمِن رَسمِ دارٍ بِوادي غُدَر
لِجارِيَةٍ مِن جَواري مُضَر

خَدَلَّجَةِ الساقِ مَمكورَةٍ
سَلوسِ الوِشاحِ كَمِثلِ القَمَر

تَزينُ النِساءَ إِذا ما بَدَت
وَيُبهَتُ في وَجهِها مَن نَظَر



يزيد بن معاوية

الحمدان
08-09-2023, 09:25 PM
ما نحنُ يوم استعبرت أمُّ خالدٍ
بمرضى ذوي داءٍ ولا بصحاحِ

وقامت تُغني الشربَ حُمراً عيونهم
مخضبةُ الأطرافِ ذاتُ وشاحِ

وهان علينا أن تبيتي مُناخةً
على الخسف يا بختيَّةَ ابن رَباحِ

وأن تُحرَمي صوب الربيع وتَدلفي
بزِقِّ لندماني كُلّ صباحِ



يزيد بن معاوية

الحمدان
08-09-2023, 09:28 PM
إِعصِ العَواذِلَ وَاِرمِ اللَيلَ عَن عُرُضٍ
بِذي سَبيبٍ يُقاسي لَيلَهُ خَبَبا

أَقَبَّ لَم يَثقُبِ البَيطارُ سُرَّتَهُ
وَلَم يَدِجهُ وَلَم يَرقُم لَهث عَصَبا

حَتّى يُثَمِّرَ مالاً أَو يُقالَ فَتىً
لاقى الَّتي تَشعَبُ الفِتيانَ فَاِنشَعَبا

لا خَيرَ عِندَ فَتىً أَودَت مَروءَتُهُ
يُعطي المقادَةً مَن لا يُحسِنُ الجَنَبا



يزيد بن معاوية

الحمدان
08-09-2023, 09:30 PM
وَساعٍ يَجمَعُ الأَموالَ جَمعاً
لِيورِثَها أَعاديهِ شَقاءَ

وَكَم ساعٍ لِيُثري لَم يَنَلهُ
وَآخَرُ ما سَعى نالَ الثَراءِ

وَمَن يَستَعتِبِ الحَدَثانِ يَوماً
يَكُن ذاكَ العِتابُ لَهُ عَناءَ



يزيد بن معاوية
العصر الاموي

الحمدان
08-09-2023, 09:31 PM
عامان مرا عليها يا مقبلتي
وعطرها لم يزل يجري على شفتي

كأنها الآن لم تذهب حلاوتها
ولا يزال شذاها ملء صومعتي

إذ كان شعرك في كفي زوبعة
وكأن ثغرك أحطابي وموقدتي

قولي. أأفرغت في ثغري الجحيم وهل
من الهوى أن تكوني أنت محرقتي

لما تصالب ثغرانا بدافئة
لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

تروي الحكايات أن الثغر معصية
حمراء إنك قد حببت معصيتي

ويزعم الناس أن الثغر ملعبها
فما لها التهمت عظمي وأوردتي؟

يا طيب قبلتك الأولى يرف بها
شذا جبالي .. وغاباتي وأوديتي

ويا نبيذية الثغر الصبي إذا
ذكرته غرقت بالماء حنجرتي

ماذا على شفتي السفلى تركت وهل
طبعتها في فمي الملهوب أم رئتي

لم يبق لي منك إلا خيط رائحة
يدعوك أن ترجعي للوكر سيدتي

ذهبت أنت لغيري وهي باقية
نبعا من الوهج لم ينشف ولم يمت

تركتني جائع الأعصاب منفردا
أنا على نهم الميعاد فالتفتي




نزار قباني

الحمدان
08-09-2023, 09:31 PM
هذي دمشق.. وهذي الكأس والراح
إني أحب... وبعـض الحـب ذباح

أنا الدمشقي.. لو شرحتم جسدي
لسـال منه عناقيـدٌ.. وتفـاح

و لو فتحـتم شراييني بمديتكـم
سمعتم في دمي أصوات من راحوا

زراعة القلب.. تشفي بعض من عشقو
وما لقلـبي –إذا أحببـت جـراح

مآذن الشـام تبكـي إذ تعانقـني
و للمـآذن.. كالأشجار.. أرواح

للياسمـين حقـوقٌ في منازلنـا..
وقطة البيت تغفو حيث ترتـاح

طاحونة البن جزءٌ من طفولتن
فكيف أنسى؟ وعطر الهيل فواح

هذا مكان "أبي المعتز".. منتظرٌ
ووجه "فائزةٍ" حلوٌ و لمـاح

هنا جذوري.. هنا قلبي... هنا لغـتي
فكيف أوضح؟ هل في العشق إيضاح؟

كم من دمشقيةٍ باعـت أسـاوره
حتى أغازلها... والشعـر مفتـاح

أتيت يا شجر الصفصاف معتذر
فهل تسامح هيفاءٌ ..ووضـاح؟

خمسون عاماً.. وأجزائي مبعثرةٌ..
فوق المحيط.. وما في الأفق مصباح

تقاذفتني بحـارٌ لا ضفـاف لها..
وطاردتني شيـاطينٌ وأشبـاح

أقاتل القبح في شعري وفي أدبي
حتى يفتـح نوارٌ... وقـداح

ما للعروبـة تبدو مثل أرملةٍ؟
أليس في كتب التاريخ أفراح؟

والشعر.. ماذا سيبقى من أصالته؟
إذا تولاه نصـابٌ ... ومـداح؟

وكيف نكتب والأقفال في فمنا؟
وكل ثانيـةٍ يأتيـك سـفاح؟

حملت شعري على ظهري فأتعبني
ماذا من الشعر يبقى حين يرتاح؟



نزار قباني

الحمدان
08-09-2023, 11:53 PM
كل العلوم سوى القرآن مشغلة
إلا الحديث وإلا الفقه في الدين

العلم ما كان فيه قال حدثنا
وما سوى ذاك وسواس الشياطين


الشافعي رحمه الله

الحمدان
08-10-2023, 11:40 AM
وتساءلَتْ ماذا دهاك حبيبي
وطواني الشذا وغنَّى الهديلُ

اترك الجرح لحظةً يتكلم
رُبَّ جُرحٍ يطيبُ حينَ يقولُ

***

يا أعزَّ النساء.. همي ثقيلٌ
هل بعينيكِ مرتعٌ ومقيلُ؟

هل بعينيك.. حين آوي لعينيك
مروج خضر وظلٌ ظليلُ؟

هل بعينيك بعد زمجرة القفر
غديرٌ... وخيمةٌ.. ونخيلُ؟

يا أعز النساء.. جئتك جوعان
طعامي كآبةٌ وذهولُ

يا أعز النساء.. جئتك حيران
فأين الحادي وأين الدليلُ؟

يا أعز النساء.. جئتك ظمآن
فأين الأكوابُ والسلسبيلُ؟

يا أعز النساء.. جئتُ حصاناً
مُثخناً هدَّه السباقُ الطويلُ

كُسرت ساقهُ فَجُنَّ إباءً
كيف يحبو هذا الجوادُ الأصيلُ

***
أين ولَّتْ براءتي؟ أين طُهري؟
أين ذاك الفتى العفيفُ الخجولُ؟

كبر الطفل شيَّبته الليالي
وعرَّته من صباه الفصولُ

قبضةُ الأربعين تصهر روحي
فأحاسيسي العذارى كهولُ!

لم تعد ثَم شُعلة من حماسٍ
سُكِبَ الزيت واستراح الفتيلُ

قدري ما صنعته باختياري
قدري صاغه العلي الجليل



د. غازي القصيبي

الحمدان
08-10-2023, 06:53 PM
قصد رجل من الشعراء ثلاثة من غني إخوة وكانوا مقلين، فامتدحهم،فجعلوا له عليهم في كل سنة ذوداٌ فكان يأتي فيأخذ الذود والشعر الذي امتدحهم به قوله

يادار بين كليات وأظفار
والحمتين، سقاك الله من دار

على تقادم ما قد مر من عصر
مع الذي مر من ريح وأمطار

عنا غنيت بذات الرمث من أجلى
والعهد منك قديم منذ أعصار

وقد نرى بك والأيام جامعة
بيضاً عقائل من عينٍ و أبكار

فيهن عثمة لا يمللن عشرتها
ولا علمن لها يوماً بأسرار

إذ يحسب الناس إن قد نلت نائلها
قدماً وأنت عليها عاتب زار

بل أيها الراكب المفني شبيبته
يبكي على ذات خلخالٍ وأساور

خبر ثناء بني عمرو فإنهم
أولو فضولٍ وأنفالٍ وأخطار

هينون لينون أيسار ذوو كرم
سواس مكرمةٍ أبناء أيسار

فيهم ومنهم يعد المجد متلداً
ولا يعد نثا خزي ولا عار

لا يظعنون على العمياء إن طغنوا
ولا يمارون إن ماروا بإكثار

وإن تلينتم لانوا وإن شهموا
كشفت أذمار حربٍ غير أغمار

إن يسألون العرف يعطوه وإن جهدوا
فالجهد يكشف منهم طيب أخبار

من تلق منهم تقل لاقيت سيدهم
مثل النجوم التي يسري بها الساري

الحمدان
08-10-2023, 11:39 PM
لأمِّكَ حَقٌّ لَوْ عَلِمْتَ كَبِيْرُ

لأمِّكَ حَقٌّ لَوْ عَلِمْتَ كَبِيْرُ

كَثِيْرُكَ يَا هَذَا لَدَيْهِ يَسِيْرُ

فَكَمْ لَيْلَةٍ بَاتَتْ بِثُقْلِكَ تَشْتَكِي

لَهَا مِنْ جَوَاهَا أَنَّهُ وَزَفِيرُ

وَفِي الْوَضْعِ لَوْ تَدْرِي عَلَيْكَ مَشَقَّةٌ

فَكَمْ غُصَصٍ مِنْهَا الْفُؤَادُ يَطِيرُ

وَكَمْ غَسَّلَتْ عَنْكَ الأذَى بِيَمِينِهَا

وَمِنْ ثَدْيِهَا شُرْبٌ لَدَيْكَ نَمِيرُ

وَكَمْ مَرَّةٍ جَاعَتْ وَأَعْطَتْكَ قُوْتِهَا

حُنُوًّا وَإِشْفَاقًا وَأَنْتَ صَغِيرُ

فَضَيَّعْتَهَا لَمَّا أَسَنَّتْ جَهَالَةً

وَطَالَ عَلَيْكَ الأَمْرُ وَهُوَ قَصِيرُ

فَآهًا لِذِيْ عَقْلٍ وَيَتَّبِعُ الْهَوَى

وَوَاهًا لأَعْمَى الْقَلْبِ وَهُوَ بَصِيرُ

فَدُوْنَكَ فَارْغَبْ فِي عَمِيْمِ دَعَائِهَا

فَأَنْتَ لِمَا تَدْعُوْ إِلَيْهِ فِقِيرُ

الحمدان
08-11-2023, 12:53 AM
خمسٌ وستُونَ.. في أجفان إعصارِ
أما سئمتَ ارتحالاً أيّها الساري؟

أما مللتَ من الأسفارِ.. ما هدأت
إلا وألقتك في وعثاءِ أسفار؟

أما تَعِبتَ من الأعداءِ.. مَا برحوا
يحاورونكَ بالكبريتِ والنارِ

والصحبُ؟ أين رفاقُ العمرِ؟ هل بَقِيَتْ
سوى ثُمالةِ أيامٍ.. وتذكارِ

بلى! اكتفيتُ.. وأضناني السرى! وشكا
قلبي العناءَ!... ولكن تلك أقداري

أيا رفيقةَ دربي!.. لو لديّ سوى
عمري.. لقلتُ: فدى عينيكِ أعماري

أحببتني.. وشبابي في فتوّتهِ
وما تغيّرتِ.. والأوجاعُ سُمّاري

منحتني من كنوز الحُبّ.. أَنفَسها
وكنتُ لولا نداكِ الجائعَ العاري

ماذا أقولُ؟ وددتُ البحرَ قافيتي
والغيم محبرتي.. والأفقَ أشعاري

إنْ ساءلوكِ فقولي: كان يعشقني
بكلِّ ما فيهِ من عُنفٍ.. وإصرار

وكان يأوي إلى قلبي.. ويسكنه
وكان يحمل في أضلاعهِ داري

وإنْ مضيتُ.. فقولي: لم يكنْ بَطَلاً
لكنه لم يقبّل جبهةَ العارِ

وأنتِ!.. يا بنت فجرٍ في تنفّسه
ما في الأنوثة.. من سحرٍ وأسرارِ

ماذا تريدين مني؟! إنَّني شَبَحٌ
يهيمُ ما بين أغلالٍ.. وأسوارِ

هذي حديقة عمري في الغروب.. كما
رأيتِ... مرعى خريفٍ جائعٍ ضارِ

الطيرُ هَاجَرَ.. والأغصانُ شاحبةٌ
والوردُ أطرقَ يبكي عهد آذارِ

لا تتبعيني! دعيني!.. واقرئي كتبي
فبين أوراقِها تلقاكِ أخباري

وإنْ مضيتُ.. فقولي: لم يكن بطلاً
وكان يمزجُ أطواراً بأطوارِ

ويا بلاداً نذرت العمر.. زَهرتَه
لعزّها!... دُمتِ!... إني حان إبحاري

تركتُ بين رمال البيد أغنيتي
وعند شاطئكِ المسحورِ.. أسماري

إن ساءلوكِ فقولي: لم أبعْ قلمي
ولم أدنّس بسوق الزيف أفكاري

وإن مضيتُ.. فقولي: لم يكن بَطَلاً
وكان طفلي.. ومحبوبي.. وقيثاري

يا عالم الغيبِ! ذنبي أنتَ تعرفُه
وأنت تعلمُ إعلاني.. وإسراري

وأنتَ أدرى بإيمانٍ مننتَ به
علي.. ما خدشته كل أوزاري

أحببتُ لقياكَ.. حسن الظن يشفع لي
أيرتُجَى العفو إلاّ عند غفَّارِ؟



د غازي القصيبي

الحمدان
08-11-2023, 12:54 AM
أغـالـب اللـيـل الحـزيـن الطـويـل
أغـالـب الـــداء المـقـيـم الـوبـيـل

أغــالــب الألام مـهــمــا طــغـــت
بـحـسـبـي الله ونــعـــم الـوكــيــل

فـحـسـبـي الله قـبـيــل الــشــروق
وحـسـبــي الله بُـعـيــد الأصــيـــل

وحــســبـــي الله إذا رضــــنّــــي
بصـدره المـشـؤوم هـمـي الثقـيـل

وحــســـبـــي الله إذا أســبـــلـــت
دموعـهـا عـيـن الفـقـيـر العـلـيـل


يــا رب أنــت المرتـجـي سـيــدي
أنــر لخطـوتـي ســـواء السـبـيـل

قـضــيــت عــمـــري تــائــهــاً ها
أنا أعـود إذ لـم يبـق إلا القليـل

الله يـــــدري أنـــنـــي مـــؤمـــن
فـي عـمـق قلـبـي رهـبـة للجلـيـل

مهمـا طغـى القبـح يـظـل الـهـدى
كالـطـود يـخـتـال بـوجــه جـمـيـل

أنــا الشـريـد الـيـوم يــا سـيــدي
فـأغـفـر أيـــا رب لـعـبــد ذلــيــل

ذرفـــت أمـــس دمـعـتـي تــوبــة
ولـم تـزل عـلـى خــدودي تسـيـل

يـا ليتنـي مــا زلــت طـفـلاً وفــي
عيـنـي مــا زال جـمــال النـخـيـل

أرتــــل الــقــرآن يـــــا لـيـتـنــي
ما زلت طفلاً .. في الإهاب النحيل

علـى جبيـن الحـب فــي مخـدعـي
يؤزنـي فـي الليـل صـوت الخليـل

هديـل بنتـي مـثـل نــور الضـحـى
أسـمـع فيـهـا هـدهــدات الـعـويـل

تـقــول يـــا بـابــا تــريــث فــــلا
أقـــول إلا سامحـيـنـي .. هــديــل



د غازي القصيبي
وهذه اخر قصيده له

الحمدان
08-12-2023, 02:53 PM
أَلا طَرَقَت أَسماءُ وَهِيَ طَروقُ
وَبانَت عَلى أَنَّ الخَيالَ يَشوقُ

بِحاجَةٍ مَحزونٍ كَأَنَ فُؤادَهُ
جَناحٌ وَهي عَظماهُ فَهوَ خَفوقُ

وَهانَ عَلى أَسماءَ أَن شَطَّتِ النَوى
يَحنُّ اِلَيها وَالِهٌ وَيَتوقُ

ذَريني فَإِنَّ البُخلَ يا أُمَّ هَيثَمٍ
لِصالِحِ أَخلاقِ الرِجالِ سَروقُ

ذَريني وَحُطّي في هَواي فَإِنَّني
عَلى الحَسَبِ الزاكي الرَفيعِ شَفيقُ

وَإِنّي كَريمٌ ذُو عيالٍ تَهُمُّني
نَوائِبُ يَغشى رُزؤُها وَحقوقُ

وَمُستَنبِحٍ بَعدَ الهُدوءِ دَعوَتُهُ
وَقَد حانَ مِن نَجم الشِتاءِ خُفوقُ

يُعالِجُ عِرنيناً مِنَ الليلِ بارِداً
تَلُفُّ رياحٌ ثَوبَهُ وَبُروقُ

تَأَلَّقَ في عَينٍ مِنَ المُزنِ وَادِقٍ
لَهُ هَيدَبٌ داني السَحابِ دَفوقُ

أَضفتُ فَلم أُفحش عَلَيهِ وَلَم أَقُل
لِأَحرِمَه إِنَّ المَكانَ مَضيقُ

فَقُلتُ لَهُ أَهلاً وَسَهلاً وَمَرحَباً
فَهَذا صَبوحٌ راهِنٌ وَصَديقُ

وَضاحَكتُهُ مِن قَبلِ عِرفاني اِسمَهُ
لِيَأنَسَ بِي إِنَّ الكَريمَ رَفيقُ

وَقُمتُ إِلى البَركِ الهَواجِدِ فَاِتَّقَت
مَقاحيدُ كُومٌ كَالمَجادِلِ رُوقُ

بِأَدماءَ مِرباعِ النَتاجِ كَأَنَّها
إِذا عَرَضَت دونَ العِشارِ فَنيقُ

بِضَربَةِ ساقٍ أَو بِنَجلاءَ ثَرَّةٍ
لَها مِن أَمام المَنكِبَين فَتيقُ

وَقامَ إِلَيها الجازِرانِ فأَوفَدا
يُطيرانِ عَنها الجِلدَ وَهِيَ تَفوقُ

فَجُرَّ إِلَينا ضَرعُها وَسَنامُها
وَأَزهَرُ يَحبو لِلقيامِ عَتيقُ

بَقيرٌ جَلا بِالسَيفِ عَنهُ غِشاءَهُ
أَخٌ بِإِخاءِ الصالِحينَ رَفيقُ

فَباتَ لَنا مِنها وَلِلضَّيفِ مَوهِناً
شِواءٌ سَمينٌ زاهِقٌ وَغَبوقُ

وَباتَ لَهُ دونَ الصَبا وَهِيَ قَرَّةٌ
لِحافٌ وَمَصقولُ الكِساءِ رَقيقُ

وَكُلُّ كَريمٍ يَتَّقي الذَمَّ بِالقِرى
وَلِلخَيرِ بَينَ الصالِحينَ طَريقُ

لَعَمرُكَ ما ضاقَت بِلادٌ بِأَهلِها
وَلَكِنَّ أَخلاقَ الرِجالِ تَضيقُ

نَمَتني عُروقٌ مِن زُرارَة لِلعُلى
وَمِن فَدَكيٍّ وَالأَشَدِّ عُروقُ

مَكارِمُ يَجعَلنَ الفَتى في أُرومَةٍ
يَفاعٍ وَبَعضُ الوالِدين دَقيقُ




عمرو بن الاهتم
عصر المخضرمون

الحمدان
08-13-2023, 01:48 AM
‏من أجلها أرسم الدنيا و أشطبُها
وأحمل الأرض في كفي و أقْلِبُها

والشمس إنْ أشرقتْ من قبل بسمتها
فسوف أخرج من ظلّي و أحجبُها

لقد أخذتُ حروفي من فم امرأةٍ
لا يضحك الحبُّ إلا حين أكتبُها

أغلقتُ شبّاك قلبي بعدما دخلتْ
كي لا ترى أبداً ما ليس يعجبُها

الحمدان
08-13-2023, 01:54 AM
تَذَكّرْتُ من يَبْكي عليّ ، فلمْ أَجِدْ
سِوَى السَيْفِ والرّمحِ الرُّدَينيِّ باكيا

وَأَشْقَـرَ خِنْـذِيذٍ يَـجُرّ عِنـَانَهُ
إلى الماء، لم يتْـرُكْ لَهُ الدهْـرُ ساقيا

ولَكِـنْ بِأَطْـرَافِ السُّمَيْنَة نِسْـوَةٌ
عَـزيزٌ عَلَيْهِـنّ العـشيّةَ ما بيا

‏صَـرِيعٌ على أيْدِي الـرّجَالِ بِقَفْرَةٍ
يُسَـوُّوْنَ قَبْـري، حَيْثُ حُمَّ قضائيا

وَلَمّـا تَـرَاءَتْ عِنْـدَ مَـرْوٍ مَنيّتي
وَحَـلَّ بِهَا جِسْـمي، وَحَانَتْ وَفَاتِيا

أَقـولُ لأصْـحابي ارْفعـوني لأنّني
يَقِـرّ بِعَيْـني أن سهَيـلٌ بَـدَا لِيا

‏فيا صاحبَي رحلي! دنا المَوْتُ، فَانزلا
بـِرابِيَـةٍ ، إنّـي مُـقِيـمٌ لَيـاليِا

أَقيما عليّ اليَوْمَ ، أو بَعْـضَ ليلةٍ
ولا تُعْجِـلاني قـد تبيّـنَ ما بِيا

وَقُوما ، إذا ما استُلّ روحي ، فهيِّّئا
ليَ القـبرَ والأكفـانَ، ثُمّ ابكيا

‏وخُطّا بأطْـرَافِ الأسِنّةِ مضجعي
ورُدّا علـى عَيْنَـيَّ فضـلَ ردائيا

ولا تحسُـداني ، باركَ اللَّهُ فيكما
من الأرْضِ ذَاتِ العَرضِ أن توسِعا ليا

خُـذَاني ، فجُـرّاني بِبُرديْ إليكما
فقـد كُنْتُ ، قبل اليوم ، صَعباً قِياديا


مالك بن الريب

الحمدان
08-13-2023, 02:00 AM
‏وتشابَكَتْ عندَ اللقاءِ أصابِعي
لا الأرضُ تحمِلُني..ولا نبضي معي

لا شيءَ إلا الارتباكَ أُحِسُّهُ
وكأنني كلِّي أذوبُ بأجمعي

أسْلَمْتُ قلبي كُلَّهُ في لحظةٍ
ونسيتُ فيكَ تدلُّلِي وتَمَنُّعِي

مَرُّوا جَميعاً مثلَ طَيْفٍ عَابرٍ
وبَقيتَ وحدَكَ عَالِقاً فِي أضلُعِي‌

الحمدان
08-13-2023, 02:01 AM
لا تسكبوا الهجرَ فوقَ الجرحِ يؤلمني
هجرُ المحبّين لــــو تدرون ذبّـــــــاحُ

ولا تكتبوا فوقَ لوحِ القلبِ غَيبَتكُم
لا لستُ أقرأُ هل في الحرفِ إيضاحُ؟

تذرو رياح اشْتياقـي كلّ ما جمعـوا
لا ما تبقّـى لعَمري غيرَ من راحـــــوا

إنـــّي المتيّمُ ليسَ الفقدُ يعرفنــي
بعضي لديكم فكيفَ الــروحُ ترتاحُ؟

الحمدان
08-13-2023, 02:06 AM
‏عندما علم قيس بزواج ليلى
أنشد يقول:

قَضاها لِغَيري وَاِبتَلاني بِحُبِّها
فَهَلّا بِشَيءٍ غَيرِ لَيلى ابتَلانِيا

أَعُدُّ اللَيالي لَيلَةً بَعدَ لَيلَةٍ
وَقَد عِشتُ دَهراً لا أَعُدُ اللَيالِيا

وَأَخرُجُ مِن بَينِ البُيوتِ لَعَلَّني
أُحَدِّثُ عَنكِ النَفسَ بِاللَيلِ خالِيا

الحمدان
08-13-2023, 02:07 AM
‏قيلَ في مَلاحةِ العيونْ :

انِي رأيتُ مِنَ العِيوُنِي عجائباً
وَاراكِ اعّجبَ من رايت عيونا

مَاكُنتُ احسبَ انَ طَرفاً ناعِساً
قد يُورثُ العقلَ السّليمَ جُنوناً

الحمدان
08-13-2023, 02:09 AM
الشمس قد قُسمت نصفين لي ولها
النور في خدها والنار في كبدي

يكاد فضيض الماء يخدش جلدها
إذا اغتسلت بالماء من رقّة الجلد

وإني لمشتاقٌ إلى رشف خدّها
كما اشتاق ابليسٌ إلى جنة الخلد

الحمدان
08-13-2023, 02:11 AM
كَأَنَّ نُجومَ اللَّيلِ سِرْبٌ رَواتعٌ
‏لَها البَدرُ رَاعٍ في رِياضِ السَّحائِبِ

‏كأنَّ مُوشَّى السُّحبِ في جَنَباتها
‏صُدورُ بُزاةٍ أَو ظُهورُ الجَنَادِبِ

‏صَبحتُ بِهِ والصُّبحُ قَدْ خَلعَ الدُّجى
‏عَلَى مَنْكَبِيهِ طَيْلَسان الْغَياهِبِ

الحمدان
08-13-2023, 02:12 AM
طال اشتياقي ولا خلّ يؤانسني
ولا الزمانُ بما نهوى يوافيني

قالوا جُنِنت بمن تهوى فقُلتُ لهُم
ما لذَّةُ العيشِ إلّا للمجانينِ.

الحمدان
08-13-2023, 02:15 AM
هــــل كـلُّ اربابِ الغرام تعانــــي؟
ام إنَّ حظّي فــي هــواك رمانــي

ذاك الّــذي مـنه الـــفؤاد مُــعـذَّبٌ
متعمّـداً يسعــى إلـــى حـرمانــي

يــانبض قَلبــي حينّ أذكرُ اسمـــهُ
يهتزُّ مــن ذكــر الحبيب كيانــــي

فِـي صوتهِ لــحنٌ يُلامسُ مُهجـتي
عَزفٌ رَقيق الهمسِ في الــوجدانِ

وَلذكرهِ تَـرتاب كُــــــلَّ جَـوارحِــي
مِـــــثلّ الــمُدن بحضرة السلطانِ

كلُّ المحاسن في الحبيب تجمعتْ
وبِحسنـهِ زاد الــجمال مَـعانِــــــي

يَــاليتـهُ رَحــــــمَ الــفُؤَاد بـوصلـهِ
إنَّ الــحَبيبَ بِــهجرهِ أَعيانِـي

الحمدان
08-13-2023, 02:18 AM
‏يا غافر الذنب نرجو منك مغفرة
فمن لنا إن أسأنا غير مولانا

مهما اقترفنا من العصيان إنّ لنا
ظنّاً برحماك فاصفح عن خطايانا

أفض بنورك،أنت النور واهْدِ بهِ
قلوب من أصبحوا صمّاً وعميانا

إنّا أتيناك والْآمال تحملنا
نتلو المحامدُ تمجيداً وعرْفانا

الحمدان
08-13-2023, 02:20 AM
من طريف الشعر :

أهدى شاعرٌ صديقًا له اسمه ( توفيق) حذاءً وأحب أن يمازحه، فأرسل له الحذاء مرفقًا بهذين البيتين :

لقد أهديتُ توفيقًا حذاءً
فقال الحاسدون : وما عليه

أما قال الفتى العربيُّ يومًا
شبيهُ الشيءِ منجذبٌ إليه

فرد عليه توفيق :
لو كان يُهدى إلى الإنسان قيمتُهُ
لكنتُ أسألك الدنيا وما فيها

لكنْ تقبَّلتُ هذا النَّعلَ معتقدًا
أنَّ الهدايا على مقدار مهديهـــا

الحمدان
08-13-2023, 02:22 AM
سكبت القهوة السمراء
في أكواب أشواقي

تجلى طيفكم فيها
فأضحت لي كترياق

يفوح البن يرسمكم
خيالاً بين أحداقي

فخلت الكوب يحملني
لذكراكم بلاساق

وحين سرى حنين الش
وق والذكرى بأعراقي

فزدتم من حلاوتها
وطرتم بي لآفاق

وماوالله أنساكم
فسكناكم بأعماقي

الحمدان
08-13-2023, 02:25 AM
القت علي من السلام براءةً
وكأنها ثوب الطفولة لابسة

تلك الانامل هل اصافح رقةً
لمساتهم مثل الكتاب مقدسة

شغف الفؤاد خجولةً بجمالها
وتذيبني تلك العيون الناعسة

الحمدان
08-13-2023, 08:42 AM
أبلغ عزيزاً فى ثنايا القلب منزله
أنى وإن كنت لا ألقاه ألقاه

وإن طرفى موصول برؤيته
وإن تباعد عن سكناي سكناه

يا ليته يعلم أنى لست أذكره
وكيف أذكره إذ لست أنساه

يا من توهم أنى لست أذكره
والله يعلم أنى لست أنساه

إن غاب عنى فالروح مسكنه
من يسكن الروح كيف القلب ينساه

المتنبي

الحمدان
08-13-2023, 10:42 PM
طويلُ القَنَاةِ قصيرُ العدات
ذميمُ العداة حميدُ الشِّيم

فَصِيحُ اللِّسانِ بديعُ البنانِ
رفيعُ السنانِ سريعُ القلم

يكيلُ الرِّجالَ بأقدارِها
ويرعَى البيوتاتِ رعْيَ الحرم

الحمدان
08-13-2023, 10:43 PM
إِذا ما الفكرُ أضمرَ حسنَ لفظٍ
وأدَّاهُ الضميرُ إِلى العيانِ

ووشَّاهُ ونمنمَهُ مُسَدٍّ
فَصِيحٌ بالمقالِ وباللِّسانِ

رأيتَ حُلى البَيان منوَّراتٍ
تضاحكُ بينها صُورَ المعاني



إبراهيم بن العبَّاس الصولي

الحمدان
08-13-2023, 10:43 PM
عليمٌ بتنزيلِ الكلامِ مُلَقَّن
ذَكُورٌ لما سدَّاه أولَ أولا

ترَى خطباءَ النَّاس يومَ ارتجالِه
كأنَّهم الكِروان عاين أَجْدَلاَ


بكر بن سوادة

الحمدان
08-13-2023, 10:44 PM
إذ قال لم يتركْ مقالًا لقائل
بمنتظمات لا ترَى بينها فصلًا

كفَى وشفَى ما في النُّفوس فلم يدعْ
لذي إِرْبَة في القول جدًّا ولا هزلًا


حسان بن ثابت

الحمدان
08-13-2023, 10:52 PM
وَكَائن تَرَى مِنْ صَامِتٍ لَكَ مُعْجِبٍ
زِيَادَتُهُ أَو نَقْصُهُ فِي التَّكَلُّمِ

لِسَانُ الفَتَى نِصْفٌ وَنِصْفٌ فُؤَادُهُ
فَلَمْ يَبْقَ إَلا صُورَةُ اللَّحْمِ وَالدَّمِ


زهير بن أبي سلمى

الحمدان
08-13-2023, 10:52 PM
ومن لم يصانع في أمور كثيرة
يضرس بأنياب ويوطى بمنسم

ومن يجعل المعروف من دون عِرضه
يفره ومن لا يتق الشتم يشتم

ومن هاب أسباب المنايا ينلنه
وإن يرق أسباب السماء بسلم

ومن يجعل المعروف في غيره أهله
يكن حمده ذمًا عليه ويندم

ومن يغترب يحسب عدوًا صديقه
ومن لم يكرم نفسه لم يكرم


زهير بن أبي سلمى

الحمدان
08-14-2023, 08:24 PM
إذا الهَشِمُ الفَهُّ اشترى ببناته
وجدِّك لم أرقع بهن خلالي

جعلت بناتي في مواليَّ قَصرةً
وما راعني ذو شورة وجمال

وما راعني شَكد وبُردَا سحابة
ولا ذرع نوبي أشق طوال

رأيت الأُلى يأتون للحق دعوتي
مواليَّ والأُقصَينَ غيرُ موالي

ولست ببان لامرىء سَمكَ بيته
وأترك بيتي خاويا بخمال



بلعاء بن قيس الكناني

الحمدان
08-14-2023, 08:24 PM
دعوت أبا ليلى إلى السلم كي يرى
برأي أصيل أو يؤول إلى حِلمِ

دعاني اشُبُّ الحربَ بيني وبينه
فقلت له مهلا هَلُمَّ إلى السلم

فلما أبى أرسلتُ فضلة ثوبه
إليه فلم يرجع بحزم ولا عزم

وحين رمانيها رميت سواده
ولا بُدَّ أن يرمى سَوَادُ الذي يرمي

فكان صريعَ الخيل أول وهلة
فبعداً له مختار عجز على علم

إذا أنت حَرَّكت الوغَى وشهدتها
وافلتَّ من قتل فلا بد من كَلمِ


بلعاء بن قيس الكناني

الحمدان
08-15-2023, 12:30 AM
صَحا القَلبُ عَن سَلمى وَأَقصَرَ باطِلُه
وَعُرِّيَ أَفراسُ الصِبا وَرَواحِلُه

وَأَقصَرتُ عَمّا تَعلَمينَ وَسُدِّدَت
عَلَيَّ سِوى قَصدِ السَبيلِ مَعادِلُه

وَقالَ العَذارى إِنَّما أَنتَ عَمُّنا
وَكانَ الشَبابُ كَالخَليطِ نُزايِلُه

فَأَصبَحتُ ما يَعرِفنَ إِلّا خَليقَتي
وَإِلّا سَوادَ الرَأسِ وَالشَيبُ شامِلُه

لِمَن طَلَلٌ كَالوَحيِ عافٍ مَنازِلُه
عَفا الرَسُّ مِنهُ فَالرُسَيسُ فَعاقِلُه

فَرَقدٌ فَصاراتٌ فَأَكنافُ مَنعِجٍ
فَشَرقِيُّ سَلمى حَوضُهُ فَأَجاوِلُه

فَوادي البَدِيِّ فَالطَوِيُّ فَثادِقٌ
فَوادي القَنانِ جِزعُهُ فَأَفاكِلُه

وَغَيثٍ مِنَ الوَسمِيِّ حُوٍّ تِلاعُهُ
أَجابَت رَوابيهِ النِجا وَهَواطِلُه

هَبَطتُ بِمَمسودِ النَواشِرِ سابِحٍ
مُمَرٍّ أَسيلِ الخَدِّ نَهدٍ مَراكِلُه

تَميمٍ فَلَوناهُ فَأُكمِلَ صُنعُهُ
فَتَمَّ وَعَزَّتهُ يَداهُ وَكاهِلُه

أَمينٍ شَظاهُ لَم يُخَرَّق صِفاقُهُ
بِمِنقَبَةٍ وَلَم تُقَطَّع أَباجِلُه

إِذا ما غَدَونا نَبتَغي الصَيدَ مَرَّةً
مَتى نَرَهُ فَإِنَّنا لا نُخاتِلُه

فَبَينا نُبَغّي الصَيدَ جاءَ غُلامُنا
يَدِبُّ وَيُخفي شَخصَهُ وَيُضائِلُه

فَقالَ شِياهٌ راتِعاتٌ بِقَفرَةٍ
بِمُستَأسِدِ القُريانِ حُوٍّ مَسائِلُه

ثَلاثٌ كَأَقواسِ السَراءِ وَمِسحَلٌ
قَدِ اِخضَرَّ مِن لَسِّ الغَميرِ جَحافِلُه

وَقَد خَرَّمَ الطُرّادُ عَنهُ جِحاشَهُ
فَلَم يَبقَ إِلّا نَفسُهُ وَحَلائِلُه

فَقالَ أَميري ما تَرى رَأيَ ما نَرى
أَنَختِلُهُ عَن نَفسِهِ أَم نُصاوِلُه

فَبِتنا عُراةً عِندَ رَأسِ جَوادِنا
يُزاوِلُنا عَن نَفسِهِ وَنُزاوِلُه

وَنَضرِبُهُ حَتّى اِطمَئَنَّ قَذالُهُ
وَلَم يَطمَئِنَّ قَلبُهُ وَخَصائِلُه

وَمُلجِمُنا ما إِن يَنالُ قَذالَهُ
وَلا قَدَماهُ الأَرضَ إِلّا أَنامِلُه

فَلَأياً بِلَأيٍ ما حَمَلنا وَليدَنا
عَلى ظَهرِ مَحبوكٍ ظِماءٍ مَفاصِلُه

وَقُلتُ لَهُ سَدِّد وَأَبصِر طَريقَهُ
وَما هُوَ فيهِ عَن وَصاتِيَ شاغِلُه

وَقُلتُ تَعَلَّم أَنَّ لِلصَيدِ غِرَّةً
وَإِلّا تُضَيِّعها فَإِنَّكَ قاتِلُه

فَتَبَّعَ آثارَ الشِياهِ وَليدُنا
كَشُؤبوبِ غَيثٍ يَحفِشُ الأُكمَ وابِلُه

نَظَرتُ إِلَيهِ نَظرَةً فَرَأَيتُهُ
عَلى كُلِّ حالٍ مَرَّةً هُوَ حامِلُه

يُثِرنَ الحَصى في وَجهِهِ وَهوَ لاحِقٌ
سِراعٌ تَواليهِ صِيابٌ أَوائِلُه

فَرَدَّ عَلَينا العَيرَ مِن دونِ إِلفِهِ
عَلى رُغمِهِ يَدمى نَساهُ وَفائِلُه

فَرُحنا بِهِ يَنضو الجِيادَ عَشِيَّةً
مُخَضَّبَةً أَرساغُهُ وَعَوامِلُه

بِذي مَيعَةٍ لا مَوضِعُ الرُمحِ مُسلِمٌ
لِبُطءٍ وَلا ما خَلفَ ذالِكَ خاذِلُه

وَأَبيَضَ فَيّاضٍ يَداهُ غَمامَةٌ
عَلى مُعتَفيهِ ما تُغِبُّ فَواضِلُه

بَكَرتُ عَلَيهِ غُدوَةً فَرَأَيتُهُ
قُعوداً لَدَيهِ بِالصَريمِ عَواذِلُه

يُفَدّينَهُ طَوراً وَطَوراً يَلُمنَهُ
وَأَعيا فَما يَدرينَ أَينَ مَخاتِلُه

فَأَقصَرنَ مِنهُ عَن كَريمٍ مُرَزَّءٍ
عَزومٍ عَلى الأَمرِ الَّذي هُوَ فاعِلُه

أَخي ثِقَةٍ لا تُتلِفُ الخَمرُ مالَهُ
وَلَكِنَّهُ قَد يُهلِكُ المالَ نائِلُه

تَراهُ إِذا ما جِئتَهُ مُتَهَلِّلاً
كَأَنَّكَ تُعطيهِ الَّذي أَنتَ سائِلُه

وَذي نَسَبٍ ناءٍ بَعيدٍ وَصَلتَهُ
بِمالٍ وَما يَدري بِأَنَّكَ واصِلُه

وَذي نِعمَةٍ تَمَّمتَها وَشَكَرتَها
وَخَصمٍ يَكادُ يَغلِبُ الحَقَّ باطِلُه

دَفَعتَ بِمَعروفٍ مِنَ القَولِ صائِبٍ
إِذا ما أَضَلَّ الناطِقينَ مَفاصِلُه

وَذي خَطَلٍ في القَولِ يَحسِبُ أَنَّهُ
مُصيبٌ فَما يُلمِم بِهِ فَهوَ قائِلُه

عَبَأتَ لَهُ حِلماً وَأَكرَمتَ غَيرَهُ
وَأَعرَضتَ عَنهُ وَهوَ بادٍ مَقاتِلُه

حُذَيفَةُ يُنميهِ وَبَدرٌ كِلاهُما
إِلى باذِخٍ يَعلو عَلى مَن يُطاوِلُه

وَمَن مِثلُ حِصنٍ في الحُروبِ وَمِثلُهُ
لِإِنكارِ ضَيمٍ أَو لِأَمرٍ يُحاوِلُه

أَبى الضَيمَ وَالنُعمانُ يَحرِقُ نابُهُ
عَلَيهِ فَأَفضى وَالسُيوفُ مَعاقِلُه

عَزيزٌ إِذا حَلَّ الحَليفانِ حَولَهُ
بِذي لَجَبٍ لَجّاتُهُ وَصَواهِلُه

يُهَدُّ لَهُ ما دونَ رَملَةِ عالِجٍ
وَمَن أَهلُهُ بِالغَورِ زالَت زَلازِلُه

وَأَهلِ خِباءٍ صالِحٍ ذاتُ بَينِهِم
قَدِ اِحتَرَبوا في عاجِلٍ أَنا آجِلُه

فَأَقبَلتُ في الساعينَ أَسأَلُ عَنهُمُ
سُؤالَكَ بِالشَيءِ الَّذي أَنتَ جاهِلُه




زهير بن أبي سلمى

الحمدان
08-15-2023, 12:30 AM
أَمِن أُمِّ أَوفى دِمنَةٌ لَم تَكَلَّمِ
بِحَومانَةِ الدُرّاجِ فَالمُتَثَلَّمِ

وَدارٌ لَها بِالرَقمَتَينِ كَأَنَّها
مَراجِعُ وَشمٍ في نَواشِرِ مِعصَمِ

بِها العَينُ وَالأَرآمُ يَمشينَ خِلفَةً
وَأَطلاؤُها يَنهَضنَ مِن كُلِّ مَجثِمِ

وَقَفتُ بِها مِن بَعدِ عِشرينَ حِجَّةً
فَلَأياً عَرَفتُ الدارَ بَعدَ التَوَهُّمِ

أَثافِيَّ سُفعاً في مُعَرَّسِ مِرجَلٍ
وَنُؤياً كَجِذمِ الحَوضِ لَم يَتَثَلَّمِ

فَلَمّا عَرَفتُ الدارَ قُلتُ لِرَبعِها
أَلا عِم صَباحاً أَيُّها الرَبعُ وَاِسلَمِ

تَبَصَّر خَليلي هَل تَرى مِن ظَعائِنٍ
تَحَمَّلنَ بِالعَلياءِ مِن فَوقِ جُرثُمِ

عَلَونَ بِأَنماطٍ عِتاقٍ وَكِلَّةٍ
وِرادٍ حَواشيها مُشاكِهَةِ الدَمِ

وَفيهِنَّ مَلهىً لِلصَديقِ وَمَنظَرٌ
أَنيقٌ لِعَينِ الناظِرِ المُتَوَسِّمِ

بَكَرنَ بُكوراً وَاِستَحَرنَ بِسُحرَةٍ
فَهُنَّ لِوادي الرَسِّ كَاليَدِ لِلفَمِ

جَعَلنَ القَنانَ عَن يَمينٍ وَحَزنَهُ
وَمَن بِالقَنانِ مِن مُحِلٍّ وَمُحرِمِ

ظَهَرنَ مِنَ السوبانِ ثُمَّ جَزَعنَهُ
عَلى كُلِّ قَينِيٍّ قَشيبٍ مُفَأَّمِ

كَأَنَّ فُتاتَ العِهنِ في كُلِّ مَنزِلٍ
نَزَلنَ بِهِ حَبُّ الفَنا لَم يُحَطَّمِ

فَلَمّا وَرَدنَ الماءَ زُرقاً جِمامُهُ
وَضَعنَ عِصِيَّ الحاضِرِ المُتَخَيِّمِ

سَعى ساعِيا غَيظِ بنِ مُرَّةَ بَعدَما
تَبَزَّلَ ما بَينَ العَشيرَةِ بِالدَمِ

فَأَقسَمتُ بِالبَيتِ الَّذي طافَ حَولَهُ
رِجالٌ بَنَوهُ مِن قُرَيشٍ وَجُرهُمِ

يَميناً لَنِعمَ السَيِّدانِ وُجِدتُما
عَلى كُلِّ حالٍ مِن سَحيلٍ وَمُبرَمِ

تَدارَكتُما عَبساً وَذُبيانَ بَعدَما
تَفانوا وَدَقّوا بَينَهُم عِطرَ مَنشِمِ

وَقَد قُلتُما إِن نُدرِكِ السِلمَ واسِعاً
بِمالٍ وَمَعروفٍ مِنَ الأَمرِ نَسلَمِ

فَأَصبَحتُما مِنها عَلى خَيرِ مَوطِنٍ
بَعيدَينِ فيها مِن عُقوقٍ وَمَأثَمِ

عَظيمَينِ في عُليا مَعَدٍّ وَغَيرِها
وَمَن يَستَبِح كَنزاً مِنَ المَجدِ يَعظُمِ

فَأَصبَحَ يَجري فيهُمُ مِن تِلادِكُم
مَغانِمُ شَتّى مِن إِفالِ المُزَنَّمِ

تُعَفّى الكُلومُ بِالمِئينَ فَأَصبَحَت
يُنَجِّمُها مَن لَيسَ فيها بِمُجرِمِ

يُنَجِّمُها قَومٌ لِقَومٍ غَرامَةً
وَلَم يُهَريقوا بَينَهُم مِلءَ مِحجَمِ

فَمِن مُبلِغُ الأَحلافِ عَنّي رِسالَةً
وَذُبيانَ هَل أَقسَمتُمُ كُلَّ مُقسَمِ

فَلا تَكتُمُنَّ اللَهَ ما في نُفوسِكُم
لِيَخفى وَمَهما يُكتَمِ اللَهُ يَعلَمِ

يُؤَخَّر فَيوضَع في كِتابٍ فَيُدَّخَر
لِيَومِ الحِسابِ أَو يُعَجَّل فَيُنقَمِ

وَما الحَربُ إِلّا ما عَلِمتُم وَذُقتُمُ
وَما هُوَ عَنها بِالحَديثِ المُرَجَّمِ

مَتى تَبعَثوها تَبعَثوها ذَميمَةً
وَتَضرَ إِذا ضَرَّيتُموها فَتَضرَمِ

فَتَعرُكُّمُ عَركَ الرَحى بِثِفالِها
وَتَلقَح كِشافاً ثُمَّ تَحمِل فَتُتئِمِ

فَتُنتَج لَكُم غِلمانَ أَشأَمَ كُلُّهُم
كَأَحمَرِ عادٍ ثُمَّ تُرضِع فَتَفطِمِ

فَتُغلِل لَكُم ما لا تُغِلُّ لِأَهلِها
قُرىً بِالعِراقِ مِن قَفيزٍ وَدِرهَمِ

لَعَمري لَنِعمَ الحَيُّ جَرَّ عَلَيهِمُ
بِما لا يُواتيهِم حُصَينُ بنُ ضَمضَمِ

وَكانَ طَوى كَشحاً عَلى مُستَكِنَّةٍ
فَلا هُوَ أَبداها وَلَم يَتَجَمجَمِ

وَقالَ سَأَقضي حاجَتي ثُمَّ أَتَّقي
عَدُوّي بِأَلفٍ مِن وَرائِيَ مُلجَمِ

فَشَدَّ وَلَم تَفزَع بُيوتٌ كَثيرَةٌ
لَدى حَيثُ أَلقَت رَحلَها أُمُّ قَشعَمِ

لَدى أَسَدٍ شاكي السِلاحِ مُقَذَّفٍ
لَهُ لِبَدٌ أَظفارُهُ لَم تُقَلَّمِ

جَريءٍ مَتى يُظلَم يُعاقِب بِظُلمِهِ
سَريعاً وَإِلّا يُبدَ بِالظُلمِ يَظلِمِ

رَعَوا ما رَعَوا مِن ظِمئِهِم ثُمَّ أَورَدوا
غِماراً تَسيلُ بِالرِماحِ وَبِالدَمِ

فَقَضَّوا مَنايا بَينَهُم ثُمَّ أَصدَروا
إِلى كَلَأٍ مُستَوبِلٍ مُتَوَخَّمِ

لَعَمرُكَ ما جَرَّت عَلَيهِم رِماحُهُم
دَمَ اِبنِ نَهيكٍ أَو قَتيلِ المُثَلَّمِ

وَلا شارَكوا في القَومِ في دَمِ نَوفَلٍ
وَلا وَهَبٍ مِنهُم وَلا اِبنِ المُحَزَّمِ

فَكُلّاً أَراهُم أَصبَحوا يَعقِلونَهُم
عُلالَةَ أَلفٍ بَعدَ أَلفٍ مُصَتَّمِ

تُساقُ إِلى قَومٍ لِقَومٍ غَرامَةً
صَحيحاتِ مالٍ طالِعاتٍ بِمَخرِمِ

لِحَيٍّ حِلالٍ يَعصِمُ الناسَ أَمرُهُم
إِذا طَلَعَت إِحدى اللَيالي بِمُعظَمِ

كِرامٍ فَلا ذو الوِترِ يُدرِكُ وِترَهُ
لَدَيهِم وَلا الجاني عَلَيهِم بِمُسلَمِ

سَئِمتُ تَكاليفَ الحَياةِ وَمَن يَعِش
ثَمانينَ حَولاً لا أَبا لَكَ يَسأَمِ

رَأَيتُ المَنايا خَبطَ عَشواءَ مَن تُصِب
تُمِتهُ وَمَن تُخطِئ يُعَمَّر فَيَهرَمِ

وَأَعلَمُ عِلمَ اليَومِ وَالأَمسِ قَبلَهُ
وَلَكِنَّني عَن عِلمِ ما في غَدٍ عَمي

وَمَن لا يُصانِع في أُمورٍ كَثيرَةٍ
يُضَرَّس بِأَنيابٍ وَيوطَأ بِمَنسِمِ




زهير بن أبي سلمى

الحمدان
08-15-2023, 01:36 AM
عصافيرُ يحسبنَ القلوبَ من الحبِّ
فمنْ لي بها عصفورةٌ لقطتْ قلبي

وطارتْ فلما خافتِ العينُ فوتها
أزالتْ لها حباً من اللؤلؤ الرطبِ

فيا ليتني طيرٌ أجاور عشها
فيوحشُها بعدي ويؤنسُها قربي

ويا ليتها قد عششتْ في جوانبي
تغردُ في جنبٍ وتمرحُ في جنبِ



الرافعي

الحمدان
08-16-2023, 12:00 AM
قالَ العَذولُ لِمَ اِعتَزَلتَ عَنِ الوَرى
وَأَقَمتَ نَفسَكَ في المَقامِ الأَوهَنِ

نادَيتُ طالِبُ راحَةٍ فَأَجابَني
أَتعَبتَها بِطِلابِ ما لَم يُمكِنِ


صفي الدين الحلي

الحمدان
08-16-2023, 12:01 AM
إِذا الجَدُّ لَم يَكُ لي مُسعِداً
فَما حَرَكاتِيَ إِلّا سُكونُ

إِذا لَم يَكُن ما يُريدُ الفَتى
عَلى رُغمِهِ فَليُرِد ما يَكونُ


صفي الدين الحلي

الحمدان
08-16-2023, 12:01 AM
بِقَدرِ لُغاتِ المَرءِ يَكثُرُ نَفعُهُ
فَتِلكَ لَهُ عِندَ المُلِمّاتِ أَعوانُ

تَهافَت عَلى حِفظِ اللُغاتِ مُجاهِداً
فَكُلُّ لِسانٍ في الحَقيقَةِ إِنسانُ



صفي الدين الحلي

الحمدان
08-16-2023, 12:01 AM
لَمّا رَأَيتُ بَني الزَمانِ وَما بِهِم
خِلٌّ وَفِيٌّ لِلشَدائِدِ أَصطَفي

أَيقَنتُ أَنَّ المُستَحيلَ ثَلاثَةٌ
الغولُ وَالعَنقاءُ وَالخِلُّ الوَفي


صفي الدين الحلي

الحمدان
08-16-2023, 12:02 AM
لَمَّا عَفَوْتُ وَلَمْ أحْقِدْ عَلَى أحَدٍ
أرحتُ نفسي من همَّ العداواتِ

إنِّي أُحَيي عَدُوِّي عنْدَ رُؤْيَتِهِ
لأدفعَ الشَّرَّ عني بالتحياتِ

وأُظْهِرُ الْبِشرَ لِلإِنْسَانِ أُبْغِضهُ
كما إنْ قدْ حَشى قَلْبي مَحَبَّاتِ

النَّاسُ داءٌ وَدَاءُ النَّاسِ قُرْبُهُمُ
وفي اعتزالهمُ قطعُ المودَّاتِ



الشافعي

الحمدان
08-16-2023, 11:23 PM
أَلا إِنَّ قَوماً كُنتُمُ أَمسَ دونَهُم
هُمُ مَنَعوا جاراتِكُم آلَ غُدرانِ

عُوَيرٌ وَمَن مِثلُ العُوَيرِ وَرَهطِهِ
وَأَسعَدَ في لَيلِ البَلابِلِ صَفوانِ

ثِيابُ بَني عَوفٍ طَهارى نَقِيَّةٌ
وَأَوجُهُهُم عِندَ المُشاهِدِ غِرّانِ

هُمُ أَبلَغوا الحَيَّ المُضَلَّلَ أَهلَهُم
وَساروا بِهِم بَينَ العِراقِ وَنَجرانِ

فَقَد أَصبَحوا وَاللَهِ أَصفاهُمُ بِهِ
أَبَرَّ بِميثاقٍ وَأَوفى بِجِيرانِ




امرؤ القيس العصر الجاهلي

الحمدان
08-16-2023, 11:24 PM
تَرى الطِّفل مِنهُم يَبتَغي المَجدَ شيمَةً
وَلَيسَ بِمُنسيهِ اِبتناء عَلى الهَرَم

وَإِن هُو وَفَّى العُمرَ تِسعينَ حجَّة
هَذي بِقرى الأَضيافِ وَالجارِ والذِّمَم


زياد الاعجم .. العصر الاموي

الحمدان
08-16-2023, 11:24 PM
النصحُ أرخص ماباع الرجالُ فلا
ترددْ على ناصحٍ نُصْحًا ولا تَلُمِ

إِنَّ النصائحَ لا تخفَى مَناهِجُها
على الرجالِ ذوي الألبابِ والفهمِ


الأصمعي .. العصر العباسي

الحمدان
08-17-2023, 02:30 PM
ما لي رَأَيتُكَ راكِباً لِهَواكا
أَظَنَنتَ أَنَّ اللَهَ لَيسَ يَراكا

اِنظُر لِنَفسِكَ فَالمَنِيَّةُ حَيثُ ما
وَجَّهتَ واقِفَةٌ هُناكَ حِذاكا

خُذ مِن حَراكِكَ لِلسُكونِ بِحَظِّهِ
مِن قَبلِ أَن لا تَستَطيعَ حَراكا

لِلمَوتِ داعٍ مُزعِجٌ وَكَأَنَّهُ
قَد قامَ بَينَ يَدَيكَ ثُمَّ دَعاكا

وَلِيَومِ فَقرِكَ عُدَّةٌ ضَيَّعتَها
وَالمَرءُ أَفقَرُ ما يَكونُ هُناكا

لَتُجهَزَنَّ جِهازَ مُنقَطِعِ القُوى
وَلَتَشحِطَنَّ عَنِ القَريبِ نَواكا

وَلَيُسلِمَنَّكَ كُلُّ ذي ثِقَةٍ وَإِن
ناداكَ بِاِسمِكَ ساعَةً وَبَكاكا

وَإِلى مَدىً تَجري وَتِلكَ هِيَ الَّتي
لا تُستَقالُ إِذا بَلَغتَ مَداكا

يا لَيتَني أَدري بِأَيِّ وَثيقَةٍ
تَرجو الخُلودَ وَما خُلِقتَ لِذاكا

يا جاهِلاً بِالمَوتِ مُرتَهَناً بِهِ
أَحَسِبتَ أَنَّ لِمَن يَموتُ فَكاكا

لا تَكذِبَنَّ فَلَو قَدِ اِحتُفِرَ الحَشا
بَطَلَ اِحتِيالُكَ عِندَهُ وَرُقاكا

حاوَلتَ رِزقَكَ دونَ دينِكَ مُلحِفاً
وَالرِزقُ لَو لَم تَبغِهِ لَبَغاكا

وَجَعَلتَ عِرضَكَ لِلمَطامِعِ بِذلَةً
وَكَفى بِذَلِكَ فِتنَةً وَهَلاكا

وَأَراكَ تَلتَمِسُ الغِنى لِتَنالَهُ
وَإِذا قَنِعتَ فَقَد بَلَغتَ غِناكا

وَلَقَد مَضى أَبَواكَ عَمّا خَلَّفا
وَلَتَمضِيَنَّ كَما مَضى أَبَواكا

لَو كُنتَ مُعتَبِراً بِعُظمِ مُصيبَةٍ
لَجَعَلتَ أُمَّكَ عِبرَةً وَأَباكا

ما زِلتَ توعَظُ كَي تُفيقَ مِنَ الصِبا
وَكَأَنَّما يُعنى بِذاكَ سِواكا

قَد نِلتَ مِن شَرخِ الشَبابِ وَسُكرِهِ
وَلَقَد رَأَيتَ الشَيبَ كَيفَ نَعاكا

لَن تَستَريحَ مِنَ التَعَبُّدِ لِلمُنى
حَتّى تُقَطِّعَ بِالعَزاءِ مُناكا

وَبَّختَ عَبدَكَ بِالعَمى فَأَفَدتَهُ
بَصَراً وَأَنتَ مُحَسَّنٌ لِعَماكا

كَفَتيلَةِ المِصباحِ تَحرُقُ نَفسَها
وَتُنيرُ واقِدَها وَأَنتَ كَذاكا

وَمِنَ السَعادَةِ أَن تَعِفَّ عَنِ الخَنا
وَتُنيلَ خَيرَكَ أَو تَكُفَّ أَذاكا

دَهرٌ يُؤَمِّنُنا الخُطوبَ وَقَد نَرى
في كُلِّ ناحِيَةٍ لَهُنَّ شِباكا

يا دَهرُ قَد أَعظَمتَ عِبرَتَنا بِمَن
دارَت عَلَيهِ مِنَ القُرونِ رَحاكا



أبو العتاهية

الحمدان
08-17-2023, 06:19 PM
فيمَ اقتصاصكَ في قلبي تعذبني
وما جنيتُ ولا قلبي عليكَ جنى

أما كفاني ما ألقاهُ من زمني
حتى أغالبَ فيكَ الشوقَ والزمنا

إني وإياكَ كالمنفيِّ عن وطنٍ
أيُّ البلادِ رأى لم ينسهِ الوطنا

وما أطافَ بقلبي في الهوى أملٌ
إلا بعثتَ عليهِ الهمَّ والحزنا

ليهنكَ اليومَ أني ممسكٌ كبدي
وإنها قطعٌ تجري هنا وهنا

وفي الجوانحِ شيءٌ لستُ أعرفهُ
لكنْ أهل الهوى يدعونهُ شجنا

يبيبتُ ينبضُ قلبي من تقلبهِ
حتى إذا ذكروا من هاجهُ سكنا

فهلْ رثيتَ لمن لو بثَّ لوعتهُ
معَ الصباحِ لأبكى الطيرَ والفننا

وهل تعللنا يوماً بموعدةٍ
وإن تكن لا تفي سرّاً ولا علنا

أوأن نفسي على كفيكَ لانحدرتْ
ولو دفنتُ لما باليتَ من دُفنا

وذو الشقاوةِ مقرونٌ بشِقْوَتهِ
أنى تقلبَ جرتْ خلفهُ المحنا


مصطفى الرافعي

الحمدان
08-17-2023, 07:08 PM
لِكُلِّ اِمرِئٍ مِن دَهرِهِ ما تَعَوَّدا
وَعادَةُ سَيفِ الدَولَةِ الطَعنُ في العِدا

وَأَن يُكذِبَ الإِرجافَ عَنهُ بِضِدِّهِ
وَيُمسي بِما تَنوي أَعاديهِ أَسعَدا

وَرُبَّ مُريدٍ ضَرَّهُ ضَرَّ نَفسَهُ
وَهادٍ إِلَيهِ الجَيشَ أَهدى وَما هَدى

وَمُستَكبِرٍ لَم يَعرِفِ اللَهَ ساعَةً
رَأى سَيفَهُ في كَفِّهِ فَتَشَهَّدا

هُوَ البَحرُ غُص فيهِ إِذا كانَ ساكِناً
عَلى الدُرِّ وَاِحذَرهُ إِذا كانَ مُزبِدا

فَإِنّي رَأَيتُ البَحرَ يَعثُرُ بِالفَتى
وَهَذا الَّذي يَأتي الفَتى مُتَعَمِّدا

تَظَلُّ مُلوكُ الأَرضِ خاشِعَةً لَهُ
تُفارِقُهُ هَلكى وَتَلقاهُ سُجَّدا

وَتُحيِي لَهُ المالَ الصَوارِمُ وَالقَنا
وَيَقتُلُ ما يُحيِي التَبَسُّمُ وَالجَدا

ذَكيٌّ تَظَنّيهِ طَليعَةُ عَينِهِ
يَرى قَلبُهُ في يَومِهِ ما تَرى غَدا

وَصولٌ إِلى المُستَصعَباتِ بِخَيلِهِ
فَلَو كانَ قَرنُ الشَمسِ ماءً لَأَورَدا

لِذَلِكَ سَمّى اِبنُ الدُمُستُقِ يَومَهُ
مَماتاً وَسَمّاهُ الدُمُستُقُ مَولِدا

سَرَيتَ إِلى جَيحانَ مِن أَرضِ آمِدٍ
ثَلاثاً لَقَد أَدناكَ رَكضٌ وَأَبعَدا

فَوَلّى وَأَعطاكَ اِبنَهُ وَجُيوشَهُ
جَميعاً وَلَم يُعطِ الجَميعَ لِيُحمَدا

عَرَضتَ لَهُ دونَ الحَياةِ وَطَرفِهِ
وَأَبصَرَ سَيفَ اللَهِ مِنكَ مُجَرَّدا

وَما طَلَبَت زُرقُ الأَسِنَّةِ غَيرَهُ
وَلَكِنَّ قُسطَنطينَ كانَ لَهُ الفِدا

فَأَصبَحَ يَجتابُ المُسوحَ مَخافَةً
وَقَد كانَ يَجتابُ الدِلاصَ المُسَرَّدا

وَيَمشي بِهِ العُكّازُ في الدَيرِ تائِباً
وَما كانَ يَرضى مَشيَ أَشقَرَ أَجرَدا

وَما تابَ حَتّى غادَرَ الكَرُّ وَجهَهُ
جَريحاً وَخَلّى جَفنَهُ النَقعُ أَرمَدا

فَلَو كانَ يُنجي مِن عَليٍّ تَرَهُّبٌ
تَرَهَّبَتِ الأَملاكُ مَثنى وَمَوحِدا

وَكُلُّ اِمرِئٍ في الشَرقِ وَالغَربِ بَعدَها
يُعِدُّ لَهُ ثَوباً مِنَ الشَعرِ أَسوَدا

هَنيئاً لَكَ العيدُ الَّذي أَنتَ عيدُهُ
وَعيدٌ لِمَن سَمّى وَضَحّى وَعَيَّدا

وَلا زالَتِ الأَعيادُ لُبسَكَ بَعدَهُ
تُسَلِّمُ مَخروقاً وَتُعطى مُجَدَّدا

فَذا اليَومُ في الأَيّامِ مِثلُكَ في الوَرى
كَما كُنتَ فيهِم أَوحَداً كانَ أَوحَدَ

هُوَ الجَدُّ حَتّى تَفضُلَ العَينُ أُختَها
وَحَتّى يَصيرَ اليَومُ لِليَومِ سَيِّدا

فَيا عَجَباً مِن دائِلٍ أَنتَ سَيفُهُ
أَما يَتَوَقّى شَفرَتَي ما تَقَلَّدا

وَمَن يَجعَلِ الضِرغامَ بازاً لِصَيدِهِ
تَصَيَّدَهُ الضِرغامُ فيما تَصَيَّدا

رَأَيتُكَ مَحضَ الحِلمِ في مَحضِ قُدرَةٍ
وَلَو شِئتَ كانَ الحِلمُ مِنكَ المُهَنَّدا

وَما قَتَلَ الأَحرارَ كَالعَفوِ عَنهُمُ
وَمَن لَكَ بِالحُرِّ الَّذي يَحفَظُ اليَدا

إِذا أَنتَ أَكرَمتَ الكَريمَ مَلَكتَهُ
وَإِن أَنتَ أَكرَمتَ اللَئيمَ تَمَرَّدا

وَوَضعُ النَدى في مَوضِعِ السَيفِ بِالعُلا
مُضِرٌّ كَوَضعِ السَيفِ في مَوضِعِ النَدى

وَلَكِن تَفوقُ الناسَ رَأياً وَحِكمَةً
كَما فُقتَهُم حالاً وَنَفساً وَمَحتِدا

يَدِقُّ عَلى الأَفكارِ ما أَنتَ فاعِلٌ
فَيُترَكُ ما يَخفى وَيُؤخَذُ ما بَدا

أَزِل حَسَدَ الحُسّادِ عَنّي بِكَبتِهِم
فَأَنتَ الَّذي صَيَّرتَهُم لِيَ حُسَّدا

إِذا شَدَّ زَندي حُسنُ رَأيِكَ فيهِمِ
ضَرَبتُ بِسَيفٍ يَقطَعُ الهامَ مُغمَدا

وَما أَنا إِلّا سَمهَرِيٌّ حَمَلتَهُ
فَزَيَّنَ مَعروضاً وَراعَ مُسَدَّدا

وَما الدَهرُ إِلّا مِن رُواةِ قَلائِدي
إِذا قُلتُ شِعراً أَصبَحَ الدَهرُ مُنشِداً

فَسارَ بِهِ مَن لا يَسيرُ مُشَمِّرا
وَغَنّى بِهِ مَن لا يُغَنّي مُغَرِّدا

أَجِزني إِذا أُنشِدتَ شِعراً فَإِنَّما
بِشِعري أَتاكَ المادِحونَ مُرَدَّدا

وَدَع كُلَّ صَوتٍ غَيرَ صَوتي فَإِنَّني
أَنا الصائِحُ المَحكِيُّ وَالآخَرُ الصَدى

تَرَكتُ السُرى خَلفي لِمَن قَلَّ مالُهُ
وَأَنعَلتُ أَفراسي بِنُعماكَ عَسجَدا

وَقَيَّدتُ نَفسي في ذَراكَ مَحَبَّةً
وَمَن وَجَدَ الإِحسانَ قَيداً تَقَيَّدا

إِذا سَأَلَ الإِنسانُ أَيّامَهُ الغِنى
وَكُنتَ عَلى بُعدٍ جَعَلنَكَ مَوعِدا


المتنبي

الحمدان
08-17-2023, 07:08 PM
لِكُلِّ اِمرِئٍ مِن دَهرِهِ ما تَعَوَّدا
وَعادَةُ سَيفِ الدَولَةِ الطَعنُ في العِدا

وَأَن يُكذِبَ الإِرجافَ عَنهُ بِضِدِّهِ
وَيُمسي بِما تَنوي أَعاديهِ أَسعَدا

وَرُبَّ مُريدٍ ضَرَّهُ ضَرَّ نَفسَهُ
وَهادٍ إِلَيهِ الجَيشَ أَهدى وَما هَدى

وَمُستَكبِرٍ لَم يَعرِفِ اللَهَ ساعَةً
رَأى سَيفَهُ في كَفِّهِ فَتَشَهَّدا

هُوَ البَحرُ غُص فيهِ إِذا كانَ ساكِناً
عَلى الدُرِّ وَاِحذَرهُ إِذا كانَ مُزبِدا

فَإِنّي رَأَيتُ البَحرَ يَعثُرُ بِالفَتى
وَهَذا الَّذي يَأتي الفَتى مُتَعَمِّدا

تَظَلُّ مُلوكُ الأَرضِ خاشِعَةً لَهُ
تُفارِقُهُ هَلكى وَتَلقاهُ سُجَّدا

وَتُحيِي لَهُ المالَ الصَوارِمُ وَالقَنا
وَيَقتُلُ ما يُحيِي التَبَسُّمُ وَالجَدا

ذَكيٌّ تَظَنّيهِ طَليعَةُ عَينِهِ
يَرى قَلبُهُ في يَومِهِ ما تَرى غَدا

وَصولٌ إِلى المُستَصعَباتِ بِخَيلِهِ
فَلَو كانَ قَرنُ الشَمسِ ماءً لَأَورَدا

لِذَلِكَ سَمّى اِبنُ الدُمُستُقِ يَومَهُ
مَماتاً وَسَمّاهُ الدُمُستُقُ مَولِدا

سَرَيتَ إِلى جَيحانَ مِن أَرضِ آمِدٍ
ثَلاثاً لَقَد أَدناكَ رَكضٌ وَأَبعَدا

فَوَلّى وَأَعطاكَ اِبنَهُ وَجُيوشَهُ
جَميعاً وَلَم يُعطِ الجَميعَ لِيُحمَدا

عَرَضتَ لَهُ دونَ الحَياةِ وَطَرفِهِ
وَأَبصَرَ سَيفَ اللَهِ مِنكَ مُجَرَّدا

وَما طَلَبَت زُرقُ الأَسِنَّةِ غَيرَهُ
وَلَكِنَّ قُسطَنطينَ كانَ لَهُ الفِدا

فَأَصبَحَ يَجتابُ المُسوحَ مَخافَةً
وَقَد كانَ يَجتابُ الدِلاصَ المُسَرَّدا

وَيَمشي بِهِ العُكّازُ في الدَيرِ تائِباً
وَما كانَ يَرضى مَشيَ أَشقَرَ أَجرَدا

وَما تابَ حَتّى غادَرَ الكَرُّ وَجهَهُ
جَريحاً وَخَلّى جَفنَهُ النَقعُ أَرمَدا

فَلَو كانَ يُنجي مِن عَليٍّ تَرَهُّبٌ
تَرَهَّبَتِ الأَملاكُ مَثنى وَمَوحِدا

وَكُلُّ اِمرِئٍ في الشَرقِ وَالغَربِ بَعدَها
يُعِدُّ لَهُ ثَوباً مِنَ الشَعرِ أَسوَدا

هَنيئاً لَكَ العيدُ الَّذي أَنتَ عيدُهُ
وَعيدٌ لِمَن سَمّى وَضَحّى وَعَيَّدا

وَلا زالَتِ الأَعيادُ لُبسَكَ بَعدَهُ
تُسَلِّمُ مَخروقاً وَتُعطى مُجَدَّدا

فَذا اليَومُ في الأَيّامِ مِثلُكَ في الوَرى
كَما كُنتَ فيهِم أَوحَداً كانَ أَوحَدَ

هُوَ الجَدُّ حَتّى تَفضُلَ العَينُ أُختَها
وَحَتّى يَصيرَ اليَومُ لِليَومِ سَيِّدا

فَيا عَجَباً مِن دائِلٍ أَنتَ سَيفُهُ
أَما يَتَوَقّى شَفرَتَي ما تَقَلَّدا

وَمَن يَجعَلِ الضِرغامَ بازاً لِصَيدِهِ
تَصَيَّدَهُ الضِرغامُ فيما تَصَيَّدا

رَأَيتُكَ مَحضَ الحِلمِ في مَحضِ قُدرَةٍ
وَلَو شِئتَ كانَ الحِلمُ مِنكَ المُهَنَّدا

وَما قَتَلَ الأَحرارَ كَالعَفوِ عَنهُمُ
وَمَن لَكَ بِالحُرِّ الَّذي يَحفَظُ اليَدا

إِذا أَنتَ أَكرَمتَ الكَريمَ مَلَكتَهُ
وَإِن أَنتَ أَكرَمتَ اللَئيمَ تَمَرَّدا

وَوَضعُ النَدى في مَوضِعِ السَيفِ بِالعُلا
مُضِرٌّ كَوَضعِ السَيفِ في مَوضِعِ النَدى

وَلَكِن تَفوقُ الناسَ رَأياً وَحِكمَةً
كَما فُقتَهُم حالاً وَنَفساً وَمَحتِدا

يَدِقُّ عَلى الأَفكارِ ما أَنتَ فاعِلٌ
فَيُترَكُ ما يَخفى وَيُؤخَذُ ما بَدا

أَزِل حَسَدَ الحُسّادِ عَنّي بِكَبتِهِم
فَأَنتَ الَّذي صَيَّرتَهُم لِيَ حُسَّدا

إِذا شَدَّ زَندي حُسنُ رَأيِكَ فيهِمِ
ضَرَبتُ بِسَيفٍ يَقطَعُ الهامَ مُغمَدا

وَما أَنا إِلّا سَمهَرِيٌّ حَمَلتَهُ
فَزَيَّنَ مَعروضاً وَراعَ مُسَدَّدا

وَما الدَهرُ إِلّا مِن رُواةِ قَلائِدي
إِذا قُلتُ شِعراً أَصبَحَ الدَهرُ مُنشِداً

فَسارَ بِهِ مَن لا يَسيرُ مُشَمِّرا
وَغَنّى بِهِ مَن لا يُغَنّي مُغَرِّدا

أَجِزني إِذا أُنشِدتَ شِعراً فَإِنَّما
بِشِعري أَتاكَ المادِحونَ مُرَدَّدا

وَدَع كُلَّ صَوتٍ غَيرَ صَوتي فَإِنَّني
أَنا الصائِحُ المَحكِيُّ وَالآخَرُ الصَدى

تَرَكتُ السُرى خَلفي لِمَن قَلَّ مالُهُ
وَأَنعَلتُ أَفراسي بِنُعماكَ عَسجَدا

وَقَيَّدتُ نَفسي في ذَراكَ مَحَبَّةً
وَمَن وَجَدَ الإِحسانَ قَيداً تَقَيَّدا

إِذا سَأَلَ الإِنسانُ أَيّامَهُ الغِنى
وَكُنتَ عَلى بُعدٍ جَعَلنَكَ مَوعِدا


المتنبي

الحمدان
08-17-2023, 08:38 PM
صلّوا على الهادي البشير وسلّموا
كي تؤجروا يوم الجزاء وتغنموا

هو رحـمةٌ للعـالمين وقـدوةٌ
وله الشفاعةُ والمقامُ الأعظم

الحمدان
08-17-2023, 08:39 PM
قل للذين تتابعتْ أحزانهم
اللَّهُ ربُّ البائس المحزونِ

يا أيها المهموم ربُّكَ قادرٌ
نجّا ببحرٍ مظلمٍ ذا النونِ

إنّ الذي فَلقَ البحار بلحظةٍ
ما كان تعجزه دموع عيونِ

خلف المواجع لو علمتَ بشائرٌ
مخبوءةٌ في قـول ربك كوني.

الحمدان
08-17-2023, 08:39 PM
طريقُ الحق يُوحِشُ سالكيهِ
فلا تحزن ولو كنتَ الوحيدا

ولو شاهدتَ من ضلُّوا كثيراً
فكُنْ صَلْباً..وحاذرْ أنْ تحِيدا

الحمدان
08-18-2023, 09:10 PM
قذى بعينكِ امْ بالعينِ عوَّارُ
أمْ ذرَّفتْ اذْخلتْ منْ اهلهَا الدَّار

كأنّ عيني لذكراهُ إذا خَطَرَتْ
فيضٌ يسيلُ علَى الخدَّينِ مدرار

تبكي لصخر هي العبرَى وَقدْ ولهتْ
وَدونهُ منْ جديدِ التُّربِ استار

تبكي خناس فما تنفكُّ مَا عمرت
لها علَيْهِ رَنينٌ وهيَ مِفْتار

تبكي خناسٌ علَى صخرٍ وحقَّ لهَا
إذ رابهَا الدَّهرُ انَّ الدَّهرَ ضرَّار

لاَ بدَّ منْ ميتة في صرفهَا عبر
وَالدَّهرُ في صرفهِ حولٌ وأطوار

قدْ كانَ فيكمْ أبو عمرو يسودكم
نِعْمَ المُعَمَّمُ للدّاعينَ نَصّار

صلبُ النَّحيزة وَهَّاب إذَا منعُوا
وفي الحروبِ جريءُ الصّدْرِ مِهصَار


الخنساء

الحمدان
08-18-2023, 09:11 PM
أعددتْ للشعراء سما ناقعا
فسقيت آخرهمْ بكأسِ الأول

لمّا وَضَعْت على الفَرَزْدَقِ مِيسَمي
و ضغا البعيثُ جدعتُ أنفَ الأخطل

خزى الذي سمكَ السماءَ مجاشعا
وَبنى بِناءكَ في الحَضِيضِ الأسْفَل

بيتاَ يحممُ قينكمْ بفنائهِ
دَنِسا مَقَاعِدُه خَبيثَ المَدْخَل

و لقدْ بنيتَ أخسر بيت يبتني
فهدمتُ بيتكمُ بمثلى يذبل

إنّي بَنى ليَ في المَكَارِمِ أوّلي
و نفختَ كيركَ في الزمانِ الأول

أعْيَتكَ مَأثُرَة القُيُونِ مُجاشِع
فانظر لعلكَ تدعى منْ نعهشل

وَامْدَحْ سَرَاة بَني فُقَيْمٍ إنّهُم
قتلوا أباكَ وثارهُ لمْ يقتل

و دعِ البراجمَ إنَّ شربكَ فيهم
مر عواقبهُ كطعمِ الحنظل


جرير

الحمدان
08-20-2023, 07:53 PM
أَخو البِشرِ مَحمودٌ عَلى كُلِّ حالَةٍ
وَلَن يَعدَمَ البَغضاءَ مَن كانَ عابِسا

وَيُسرِعُ بُخلُ المَرء في هتكِ عِرضِهِ
وَلَم أَرَ مِثلَ الجودِ لِلعِرضِ حارِسا


محمود الوراق العصر العباسي

الحمدان
08-20-2023, 07:54 PM
غِنى النَفسِ يُغنيها إِذا كُنتَ قانِعاً
وَلَيسَ بِمُغنيكَ الكَثيرُ مَع الحِرصِ

وَإِنَّ اِعتِقادَ الهَمِّ لِلخَيرِ جامِعٌ
وَقِلَّةُ هَمِّ المَرءِ تَدعو إِلى النَقصِ


محمود الوراق

الحمدان
08-20-2023, 07:55 PM
التيهُ مَفسَدَةٌ لِلدينِ مَنقَصَةٌ
لِلعَقلِ مَجلَبَةٌ لِلذَمِّ وَالسَخَطِ

مَنعُ العَطاءِ وَبَسطُ الوَجهِ أَحسَنُ مِن
بَذلِ العَطاءِ بِوَجه غَيرِ مُنبَسِطِ



محمود الوراق

الحمدان
08-20-2023, 07:57 PM
وَلَو أَنَّ دارَ الشَيبِ قَرَّت بِصاحِب
عَلى ضيقِها لَم نَبغِ داراً بِدارِهِ

وَلَكِنَّ هَذا الشَيبَ لِلمَوتِ رائِدٌ
يُخَبِّرُنا عَنهُ بِقُربِ مَزارِهِ


محمود الوراق

الحمدان
08-20-2023, 11:26 PM
أفضل قسم الله للمرءِ عقلهُ
فَلَيْسَ مِنَ الخَيْرَاتِ شَيْءٌ يُقَارِبُهْ

يزين الفتى في الناس صحة عقله
وإِنْ كَانَ مَحْظُورا عَلَيْهِ مَكَاسِبُهْ

يعيش الفتى بالعقل في كل بلدة
على العقل يجري علمهُ وتجاربه

ويُزرى به في الناس قلة عقله
وإن كرُمت أعراقه ومناسبه

إِذَا أَكْمَلَ الرَّحْمَانُ لِلْمَرْءِ عَقْلَهُ
فقد كملتْ أخلاقه ومآربه



ابن دريد

الحمدان
08-21-2023, 12:59 AM
وَضَحَ الحَقُّ المُبينُ
وَنَفى الشَكَّ اليَقينُ

وَرَأى الأَعداءُ ما غَرَّ
تهُمُ مِنهُ الظُنونُ

أَمَّلوا ما لَيسَ يُمنى
وَرَجَوا ما لا يَكونُ

وَتَمَنَّوا أَن يَخونَ ال
عَهدَ مَولىً لا يَخونُ

فَإِذا الغَيبُ سَليمٌ
وَإِذا الوُدُّ مَصونُ

قُل لِمَن دانَ بِهَجري
وَهَواهُ لِيَ دينُ

يا جَواداً بِيَ إِنّي
بِكَ وَاللَهِ ضَنينُ

أَرخَصَ الحُبُّ فُؤادي
لَكَ وَالعِلقُ ثَمينُ

يا هِلالاً تَتَرا
أَهُ نُفوسٌ لا عُيونُ

عَجَباً لِلقَلبِ يَقسو
مِنكَ وَالقَدُّ يَلينُ

ما الَّذي ضَرَّكَ لَو سُ
رَّ بِمَرآكَ الحَزينُ

وَتَلَطَّفتَ لِصَبٍّ
حَينُهُ فيكَ يَحينُ

فَوُجوهُ اللَفظِ شَتّى
وَالمَعاذيرُ فُنونُ



ابن زيدون

الحمدان
08-21-2023, 12:59 AM
عَلامَ صَرَمتَ حَبلَكَ مِن وَصولِ
فَدَيتُكَ وَاعتَزَزتَ عَلى ذَليلِ

وَفيمَ أَنِفتَ مِن تَعليلِ صَبٍّ
صَحيحِ الوُدِّ ذي جِسمٍ عَليلِ

فَهَلّا عُدتَني إِذ لَم تُعَوَّد
بِشَخصِكَ بِالكِتابِ أَوِ الرَسولِ

لَقَد أَعيا تَلَوُّنُكَ اِحتِيالي
وَهَل يُغني اِحتِيالٌ في مَلولِ


ابن زيدون

الحمدان
08-21-2023, 01:00 AM
غَريبٌ بِأَقصى الشَرقِ يَشكُرُ لِلصَبا
تَحَمُّلَها مِنهُ السَلامَ إِلى الغَربِ

وَما ضَرَّ أَنفاسَ الصَبا في اِحتِمالِها
سَلامَ هَوىً يُهديهِ جِسمٌ إِلى قَلبِ


ابن زيدون

الحمدان
08-21-2023, 01:00 AM
يا دَمعُ صُب ما شِئتَ أَن تَصوبا
وَيا فُؤادي آنَ أَن تَذوبا

إِذِ الرَزايا أَصبَحَت ضُروبا
لَم أَرَ لي في أَهلِها ضَريبا

قَد مَلَأَ الشَوقُ الحَشا نُدوبا
في الغَربِ إِذ رُحتُ بِهِ غَريبا

عَليلَ دَهرٍ سامَني تَعذيبا
أَدنى الضَنى إِذ أَبعَدَ الطَبيبا

لَيتَ القَبولَ أَحدَثَت هُبوبا
ريحٌ يَروحُ عَهدُها قَريبا

بِالأُفُقِ المُهدي إِلَينا طيبا
تَعَطَّرَت مِنهُ الصَبا جُيوبا

يُبرِدُ حَرَّ الكَبِدِ المَشبوبا
يا مُتبِعاً إِسادَهُ التَأويبا

مُشَرِّقاً قَد سَئِمَ التَغريبا
أَما سَمِعتَ المَثَلَ المَضروبا

أَرسِل حَكيماً وَاِستَشِر لَبيبا
إِذا أَتَيتَ الوَطَنَ الحَبيبا

وَالجانِبَ المُستَوضَحَ العَجيبا
وَالحاضِرَ المُنفَسِحَ الرَحيبا

فَحَيِّ مِنهُ ما أَرى الجَنوبا
مَصانِعٌ تَجتَذِبُ القُلوبا

حَيثُ أَلِفتُ الرَشَأَ الرَبيبا
مُخالِفاً في وَصلِهِ الرَقيبا

كَم باتَ يَدري لَيلَهُ الغِربيبا
لَمّا اِنثَنى في سُكرِهِ قَضيبا

تَشدو حَمامُ حَليِهِ تَطريبا
أَرشُفُ مِنهُ المَبسِمَ الشَنيبا

حَتّى إِذا ما اِعتَنَّ لي مُريبا
شَبابُ أُفقٍ هَمَّ أَن يَشيبا

بادَرتُ سَعياً هَل رَأَيتَ الذيبا
هَصَرتُهُ حُلوَ الجَنى رَطيبا

أَهاجِرِي أَم موسِعي تَأنيبا
مَن لَم أُسِغ مِن بَعدِهِ مَشروبا

ما ضَرَّهُ لَو قالَ لا تَثريبا
وَلا مَلامَ يَلحَقُ القُلوبا

قَد طالَ ما تَجَرَّمَ الذُنوبا
وَلَم يَدَع في العُذرِ لي نَصيبا

إِن قَرَّتِ العَينُ بِأَن أَؤوبا
لَم آلُ أَن أَستَرضِيَ الغَضوبا

حَسبِيَ أَن أُحَرِّمَ المَغيبا
قَد يَنفَعُ المُذنِبَ أَن يَتوبا



ابن زيدون

الحمدان
08-21-2023, 01:01 AM
أَضحى التَنائي بَديلاً مِن تَدانينا
وَنابَ عَن طيبِ لُقيانا تَجافينا

أَلّا وَقَد حانَ صُبحُ البَينِ صَبَّحَنا
حَينٌ فَقامَ بِنا لِلحَينِ ناعينا

مَن مُبلِغُ المُلبِسينا بِاِنتِزاحِهِمُ
حُزناً مَعَ الدَهرِ لا يَبلى وَيُبلينا

أَنَّ الزَمانَ الَّذي مازالَ يُضحِكُنا
أُنساً بِقُربِهِمُ قَد عادَ يُبكينا

غيظَ العِدا مِن تَساقينا الهَوى فَدَعَوا
بِأَن نَغَصَّ فَقالَ الدَهرُ آمينا

فَاِنحَلَّ ما كانَ مَعقوداً بِأَنفُسِنا
وَاِنبَتَّ ما كانَ مَوصولاً بِأَيدينا

وَقَد نَكونُ وَما يُخشى تَفَرُّقُنا
فَاليَومَ نَحنُ وَما يُرجى تَلاقينا

يا لَيتَ شِعري وَلَم نُعتِب أَعادِيَكُم
هَل نالَ حَظّاً مِنَ العُتبى أَعادينا

لَم نَعتَقِد بَعدَكُم إِلّا الوَفاءَ لَكُم
رَأياً وَلَم نَتَقَلَّد غَيرَهُ دينا

ما حَقَّنا أَن تُقِرّوا عَينَ ذي حَسَدٍ
بِنا وَلا أَن تَسُرّوا كاشِحاً فينا

كُنّا نَرى اليَأسَ تُسلينا عَوارِضُهُ
وَقَد يَئِسنا فَما لِليَأسِ يُغرينا

بِنتُم وَبِنّا فَما اِبتَلَّت جَوانِحُنا
شَوقاً إِلَيكُم وَلا جَفَّت مَآقينا

نَكادُ حينَ تُناجيكُم ضَمائِرُنا
يَقضي عَلَينا الأَسى لَولا تَأَسّينا

حالَت لِفَقدِكُمُ أَيّامُنا فَغَدَت
سوداً وَكانَت بِكُم بيضاً لَيالينا

إِذ جانِبُ العَيشِ طَلقٌ مِن تَأَلُّفِنا
وَمَربَعُ اللَهوِ صافٍ مِن تَصافينا

وَإِذ هَصَرنا فُنونَ الوَصلِ دانِيَةً
قِطافُها فَجَنَينا مِنهُ ما شينا

لِيُسقَ عَهدُكُمُ عَهدُ السُرورِ فَما
كُنتُم لِأَرواحِنا إِلّا رَياحينا

لا تَحسَبوا نَأيَكُم عَنّا يُغَيِّرُنا
أَن طالَما غَيَّرَ النَأيُ المُحِبّينا

وَاللَهِ ما طَلَبَت أَهواؤُنا بَدَلاً
مِنكُم وَلا اِنصَرَفَت عَنكُم أَمانينا

يا سارِيَ البَرقِ غادِ القَصرَ وَاِسقِ بِهِ
مَن كانَ صِرفَ الهَوى وَالوُدُّ يَسقينا

وَاِسأَل هُنالِكَ هَل عَنّى تَذَكُّرُنا
إِلفاً تَذَكُّرُهُ أَمسى يُعَنّينا

وَيا نَسيمَ الصَبا بَلِّغ تَحِيَّتَنا
مَن لَو عَلى البُعدِ حَيّا كانَ يُحَيّينا

فَهَل أَرى الدَهرَ يَقضينا مُساعَفَةً
مِنهُ وَإِن لَم يَكُن غِبّاً تَقاضينا

رَبيبُ مُلكٍ كَأَنَّ اللَهَ أَنشَأَهُ
مِسكاً وَقَدَّرَ إِنشاءَ الوَرى طينا

أَو صاغَهُ وَرِقاً مَحضاً وَتَوَّجَهُ
مِن ناصِعِ التِبرِ إِبداعاً وَتَحسينا

إِذا تَأَوَّدَ آدَتهُ رَفاهِيَةً
تومُ العُقودِ وَأَدمَتهُ البُرى لينا

كانَت لَهُ الشَمسُ ظِئراً في أَكِلَّتِه
بَل ما تَجَلّى لَها إِلّا أَحايينا

كَأَنَّما أُثبِتَت في صَحنِ وَجنَتِهِ
زُهرُ الكَواكِبِ تَعويذاً وَتَزيينا

ما ضَرَّ أَن لَم نَكُن أَكفاءَهُ شَرَفاً
وَفي المَوَدَّةِ كافٍ مِن تَكافينا

يا رَوضَةً طالَما أَجنَت لَواحِظَنا
وَرداً جَلاهُ الصِبا غَضّاً وَنَسرينا

وَيا حَياةً تَمَلَّينا بِزَهرَتِها
مُنىً ضُروباً وَلَذّاتٍ أَفانينا

وَيا نَعيماً خَطَرنا مِن غَضارَتِهِ
في وَشيِ نُعمى سَحَبنا ذَيلَهُ حينا

لَسنا نُسَمّيكِ إِجلالاً وَتَكرِمَةً
وَقَدرُكِ المُعتَلي عَن ذاكَ يُغنينا

إِذا اِنفَرَدتِ وَما شورِكتِ في صِفَةٍ
فَحَسبُنا الوَصفُ إيضاحاًّ وَتَبيينا

يا جَنَّةَ الخُلدِ أُبدِلنا بِسِدرَتِها
وَالكَوثَرِ العَذبِ زَقّوماً وَغِسلينا

كَأَنَّنا لَم نَبِت وَالوَصلُ ثالِثُنا
وَالسَعدُ قَد غَضَّ مِن أَجفانِ واشينا

إِن كانَ قَد عَزَّ في الدُنيا اللِقاءُ بِكُم
في مَوقِفِ الحَشرِ نَلقاكُم وَتَلقونا

سِرّانِ في خاطِرِ الظَلماءِ يَكتُمُنا
حَتّى يَكادَ لِسانُ الصُبحِ يُفشينا

لا غَروَ في أَن ذَكَرنا الحُزنَ حينَ نَهَت
عَنهُ النُهى وَتَرَكنا الصَبرَ ناسينا

إِنّا قَرَأنا الأَسى يَومَ النَوى سُوَراً
مَكتوبَةً وَأَخَذنا الصَبرَ تَلقينا

أَمّا هَواكِ فَلَم نَعدِل بِمَنهَلِهِ
شُرَباً وَإِن كانَ يُروينا فَيُظمينا

لَم نَجفُ أُفقَ جَمالٍ أَنتِ كَوكَبُهُ
سالينَ عَنهُ وَلَم نَهجُرهُ قالينا

وَلا اِختِياراً تَجَنَّبناهُ عَن كَثَبٍ
لَكِن عَدَتنا عَلى كُرهٍ عَوادينا

نَأسى عَلَيكِ إِذا حُثَّت مُشَعشَعَةً
فينا الشَمولُ وَغَنّانا مُغَنّينا

لا أَكؤُسُ الراحِ تُبدي مِن شَمائِلِنا
سِيَما اِرتِياحٍ وَلا الأَوتارُ تُلهينا

دومي عَلى العَهدِ ما دُمنا مُحافِظَةً
فَالحُرُّ مَن دانَ إِنصافاً كَما دينا

فَما اِستَعَضنا خَليلاً مِنكِ يَحبِسُنا
وَلا اِستَفَدنا حَبيباً عَنكِ يَثنينا

وَلَو صَبا نَحوَنا مِن عُلوِ مَطلَعِهِ
بَدرُ الدُجى لَم يَكُن حاشاكِ يُصبينا

أَبكي وَفاءً وَإِن لَم تَبذُلي صِلَةً
فَالطَيّفُ يُقنِعُنا وَالذِكرُ يَكفينا

وَفي الجَوابِ مَتاعٌ إِن شَفَعتِ بِهِ
بيضَ الأَيادي الَّتي ما زِلتِ تولينا

عَلَيكِ مِنّا سَلامُ اللَهِ ما بَقِيَت
صَبابَةٌ بِكِ نُخفيها فَتَخفينا


ابن زيدون .. العصر الاندلسي

الحمدان
08-21-2023, 01:23 AM
لَقَد دُفِعنا إِلى حالَينِ لَستُ أَرى
ما بَينَ ذاكَ وَهَذا حَظَّ مُختارِ

إِمّا المُقامِ عَلى خَوفٍ وَمَسبَغَةٍ
أَوِ الرَحيلِ عَنِ الأَوطانِ وَالدارِ

وَالمَوتُ أَيسَرُ مِن هَذا وَذاكَ وَما
كَربُ المَماتِ وَلا في المَوتِ مِن عارِ

مَن جاوَرَ الأُسدَ لَم يَأمَن بَوائِقَها
وَلَيسَ لِلأُسدِ إِبقاءٌ عَلى الجارِ


ابن حيوس

الحمدان
08-21-2023, 01:24 AM
أَعِد مُنعِماً بِالعَفوِ روحي إِلى جِسمي
وَعُدلي إِلى حُلوِ الرِضى واهِباً جُرمي

وَكُن لِيَ مِن سَوراتِ عَتبِكَ مُؤمِناً
فَقَد جَلَّ في نَفسي وَإِن دَقَّ عَن فَهمي

وَإِنَّ اِمرَأً تُدنيهِ عِلماً بِحَقِّهِ
لِيَكبُرُ أَن يُجفى وَيُقصى عَلى الوَهمِ

وَلَستُ بِمُعتَدٍّ عَلَيكَ بِخِدمَةٍ
عَلى نَزرِها جازَيتَ بِالنائِلَ الجَمِّ

بَلى لي بِأَنّي نَشءُ عَصرِكَ حُرمَةٌ
إِذا رُعِيَت كانَ المُعَلّى بِها سَهمي

أَأُلقى لِأَنيابِ النَوائِبِ مُضغَةً
وَأَنتَ حُسامٌ لِلنَوائِبِ ذو حَسمِ

وَيَظلِمُ أَدنى الناسِ مِنكَ زَمانُهُ
وَعَدلُكَ مُخلي الخافِقينَ مِنَ الظُلمِ

وَأُبعَدُ إِعراضاً عَلى غَيرِ زَلَّةٍ
وَقَد شاعَ قُربي مِنكَ في العُربِ وَالعُجمِ

رَمانِيَ مَن عَن قَوسِهِ كُنتُ رامِياً
بِسَهمٍ وَهى رُكني لَهُ وَهَوى نَجمي

فَأَنهَجَ أَعدائي طَريقَ مَساءَتي
وَأَوجَدَ حُسّادي السَبيلَ إِلى ذَمّي

نَزَلتُ عَلى حُكمِ الزَمانِ لِأَجلِهِ
وَقَد كانَ مِن بَعضِ النُزولِ عَلى حُكمي

وَإِنّي لَتُدنيني إِلَيكَ عَلى النَوى
مَكارِمُ أَحفى بي مِنَ الأَبِ وَالأُمِّ

تَوالَت تَوالي الغَيثِ جادَ وَلِيُّهُ
يُكَمِّلُ عِندَ الرَوضِ عارِفَةَ الوَسمي

فَلا يَذوِ غُصنٌ أَنتَ غارِسُ أَصلِهِ
وَساقيهِ جَوداً لَم يَزَل جَودُهُ يَهمي

وَإِلّا تُعِدها خُلطَةً تَكبِتُ العِدى
عِدايَ وَتُجريني لَدَيكَ عَلى رَسمي

فَلا تَستَدِمها جَفوَةً جَلَّ خَطبُها
فَفالَ بِها رَأيِي وَفُلَّ شَبا عَزمي

وَجُد لي بِبَعضِ القُربِ وَاِسمَح لِناظِري
بِأَدنى الكَرى وَاِرغَب بِقَلبي عَنِ الوَهمِ

فَقَد جُدتَ لي بِالصيتِ في الناسِ وَاللُهى
فَوَفَّرتَ مِن نَيلِ العُلى وَالغِنى قِسمي

وَأَنطَقتَني يا مُنطِقَ الخُرسِ بِالنَدى
فَأَلفَيتَني دونَ الوَرى مُسمِعَ الصُمِّ



ابن حيوس

الحمدان
08-21-2023, 01:24 AM
إِن لَم أَقُل فيكَ ما يُردي العِدى كَمَدا
فَلا بَلَغتُ مَدىً أَسعى لَهُ أَبَدا

وَكَيفَ أُصبِحُ في الإِحسانِ مُقتَصِداً
وَما وَجَدتُكَ فيهِ قَطُّ مُقتَصِدا

لَأورِدَنَّكَ بِالنُعمى الَّتي غَمَرَت
مِنَ المَحامِدِ بَحراً قَطُّ ما وُرِدا

عَذبَ المَشارِبِ مَمنوعَ المَشارِعِ لَو
نَحاهُ غَيرُكَ لَم يَظفَر بِبَلِّ صَدا

وَمُترَعاً مِن مَعانٍ غَيرِ ناضِبَةٍ
أَنّى وَمَجدُكَ قَد أَضحى لَها مَدَدا

أَبَحتُكَ الصَفوَ مِن أَمواهِهِ فَسَقى
رِياضَ فَخرِكَ لا نَزراً وَلا ثَمَدا

وَلَو سِواكَ وَكَلّا كانَ وارِدَهُ
لَما عَدَوتُ بِهِ الإِكدارَ وَالزَبَدا

سَيفَ الخِلافَةِ مَن يَرجو السُمُوَّ وَقَد
أَحرَزتَ مُطَّرَفاً مِنهُ وَمُتَّلَدا

أَحرَزتَهُ بِالنَدى لَم تُبقِ ذا عَدَمٍ
وَبِالحُروبِ الَّتي أَلوَت بِمَن عَنَدا

لَقَد تَرَكتَ طَريقَ المَجدِ شاطِنَةً
فَلَو سَرى النَجمُ فيها اِستَبعَدَ الأَمَدا

فَقُل لِمَن رامَ جَرياً في مَداكَ شَأى
مُستَبعِدَ القُربِ مَن يَستَقرِبُ البُعُدا

دَعِ المَعالي لِمَن أَضحى لَها شَرَفاً
فَما وَجَدتَ بِها مِعشارَ ما وَجَدا

وَلَيسَ يَبلُغُها فَاِربَع عَلى ظَلَعٍ
مَن لا يَرى صابَها مِن حُبِّها شُهُدا

بَلِ المَكارِمِ لَم تَكثُر مَغارِمُها
إِلّا لِتُلحِقَ بِالدانينَ مَن بَعُدا

كَم في الدُنا قَفرَةٍ عَذراءَ ما سُلِكَت
صارَت طَرائِقَ مِن قُصّادِها قِدَدا

تَرَكتَ مِن ذِكرِها الآفاقَ طَيِّبَةً
وَلَن يَطيبَ نَثا مَن لا يَعُمُّ جَدا

وَمُذ حَلَلتَ بِهَذا الشامِ تَكلَؤُهُ
فَقَد عَدا الدَهرُ فيهِ أَن يُقالَ عَدا

مَلَأتَ آفاقَهُ مِن ذي الظُبى شُهُباً
جَعَلتَها لِشَياطينِ الوَرى رَصَدا

وَلَم تَزَل آخِذاً مالا نَفادَ لَهُ
وَمُعطِياً ما لَوِ اِستَبقَيتَهُ نَفِدا

فَما نَقَلتَ إِلى غَيرِ العُلى قَدَماً
وَلا شَدَدتَ عَلى غَيرِ الثَناءِ يَدا

كَفى الإِمامَةَ عِزّاً أَنَّ عُدَّتَها
لا تَستَطيعُ اللَيالي حَلَّ ما عَقَدا

ما زِلتَ في نُصحِها مُذ كُنتَ مُشتَبِهاً
قَولاً وَفِعلاً وَإِظهاراً وَمُعتَقَدا

عَن رَأفَةٍ مِنكَ بِالإِسلامِ قَد شُهِرَت
لَم يُعطِها والِدٌ مِن نَفسِهِ وَلَدا

ذُدتَ المَطامِعَ عَنهُ بَعدَما شُرِعَت
فيهِ وَجاهَدتَ مَن عاداهُ مُجتَهِدا

وَكانَ يَحمَدُ أَنصاراً لَهُ ذَهَبوا
فَمُذ رَآكَ نَصيراً ذَمَّ مَن حَمِدا

كَم فَتَّتِ الدَولَةُ الزَهراءُ في عَضُدٍ
لَمّا دَعَتكَ لَها دونَ الوَرى عَدُدا

أَنتَ الحُسامُ الَّذي لا يُنتَضى أَبَداً
إِلّا لِذُلِّ ضَلالٍ أَو لِعِزِّ هُدا

لَمّا اِنتَضاكَ لِمَنعِ الحَقِّ صاحِبُهُ
أَهلَكتَ بِالجِدِّ مَن لَم يَركَبِ الجَدَدا

وَعَودَةُ الجَورِ قَصداً غَيرُ مُمكِنَةٍ
حَتّى يَعودَ القَنا عَن أَهلِهِ قِصَدا

أَقعَدتَ مَن قامَ مِن أَعداءِ دَولَتِهِ
وَلَو بِغَيرِكَ ريعوا قامَ مَن قَعَدا

أَهبَطتَ أَقدارَهُم قَسراً وَآنُفَهُم
فَما تَرَكتَ سِوى أَنفاسِهِم صُعُدا

كانَت عَواديهِمُ تُخلي صُدورَهُمُ
مِنَ الحُقودِ فَصارَت لِلضَبابِ كَذا

وَأَنتَ مَن لَم تَزَل تُتوي إِخافَتُهُ
عِداهُ حَتّى أَماتَت حِقدَ مَن حَقَدا

حاكَمتَهُم وَهُمُ لُدٌّ فَأَحصَرَهُم
عَن نُصرَةِ الغَيِّ طَعنٌ يَنصُرُ الرَشَدا

وَفي الرُدَينِيَّةِ اللائي حَشَوتَ بِها
تِلكَ الصُدورَ لَدودٌ يُذهِبُ اللَدَدا

لَم تُغنِ عَنهُم رِماحٌ قَلَّ مانِعُها
إِذا رَأَت ثُغَرَ الأَبطالِ أَن تَرِدا

وَلا حَمَتهُم دُروعٌ طالَما عَصَمَت
وَالقَعضَبِيَّةُ فيها تَكثُرُ الزَرَدا

قَتَلتَهُم بِصُنوفِ الخَوفِ تَبعَثُهُ
كَم مِن قَتيلٍ وَلَمّا يَدنُ مِنهُ رَدا

وَعُدتَ تَطلُبُ مِنهُم قَودَ أَنفُسِهِم
وَما سَمِعنا بِقَتلى أُلزِموا قَوَدا

فَيَمَّموكَ رَجاءً أَن سَيَغمُرُهُم
عَفوٌ يُحيلُ الرَدى في راحَتَيكَ نَدا

فَأَحمَدوا العَيشَ في أَفناءِ مَملَكَةٍ
مَن لَم يَعِش في ذَراها لَم يَعِش رَغَدا

فَضلٌ تَمَيَّزتَ عَن كُلِّ الأَنامِ بِهِ
فَاِشكُر لِمُعطيكَ ما لَم يُعطِهِ أَحَدا

أَيَّدتَ بِالجِدِّ وَالجَدِّ المُلوكَ فَعِش
عُمرَ الزَمانِ بِمُلكِ الأَرضِ مُنفَرِدا

أَمَتَّ مِن حَسَدٍ مَن لَم يَمُت رَهَباً
مِنهُم وَمِن رَهَبٍ مَن لَم يَمُت حَسَدا

إِلامَ يُمطَلُ حَسّانٌ بِبُغيَتِهِ
لا يَنفَدَن ما بَقي مِن عُمرِهِ فَنَدا

قَد كانَ في سالِفِ الأَيّامِ ذا جَلَدٍ
عَلى الخُطوبِ فَلَم تَترُك لَهُ جَلَدا

جَرَّعتَهُ ما يُذيبُ الصَخرَ أَيسَرُهُ
وَما خَطاهُ الرَدى لَو لَم يَكُن لُبَدا

فَاِعطِف عَلى مَلِكٍ لَجَّ الشَقاءُ بِهِ
إِن فازَ مِنكَ بِأَدنى نَظرَةٍ سَعِدا

فَلَيسَ يَعصيكَ في قَولٍ وَلا عَمَلٍ
مَن مُذ حَظَرتَ عَلَيهِ النَومَ ما رَقَدا

ذَلَّت لَكَ الأُسدُ في غاباتِها وَعَنَت
خَوفاً فَلَو شِئتَ لَاِستَرعَيتَها النَقدا

وَالأَعيُنُ الشوسُ قَد غُضَّت فَلا شَوَسٌ
وَالصِيدُ قَد تَرَكوا في عَصرِكَ الصَيَدا

عَزائِمٌ تَسبِقُ الأَقدارَ ما خُلِقَت
إِلّا لِكَفِّ عَداءٍ أَو لِقَتلِ عِدا

فَكَم جَلَوتَ بِها مِن فِتنَةٍ غَسَقَت
عَنّا وَأَجلَيتَ عَن عِرّيسِهِ أَسَدا

وَكَم أَتَحتَ عَدِيّاً كُلَّها نِعَماً
يَفنى الزَمانُ وَما أُحصي لَها عَدَدا

حَتّى كَأَنَّ جَناباً قَبلَ مَصرَعِهِ
وَصّاكَ إِذ بايَنَ الدُنيا بِمَن وَلَدا

فَلَو أَصابَت قَديماً جاهِلِيَّتُهُم
مَلكاً يُدانيكَ جوداً عَفَّ مَن وَأَدا

فَليَلتَمِس رافِعٌ ما عَزَّ مَطلَبُهُ
فَلَن يُدافَعَ مَن تُضحي لَهُ سَنَدا

وَليُفرَعِ النَجمَ بِالقُربى الَّتي جَمَعَت
شَملَ الفَخارَ لَهُ وَالسُؤدُدَ البَدَدا

تَقَطَّعَت أَنفُسُ الأَعداءِ مِن صِلَةٍ
يَظَلُّ يَحسُدُ عَدنانَ بِها أُدَدا

إِلّا اِعتِرافاً فَما المَغبونُ مَن جُحِدَت
آلاؤُهُ إِنَّما المَغبونُ مَن جَحَدا

ضاقَ الزَمانُ بِما خَوَّلتَ مِن نِعَمٍ
خيلَت طَوارِفُها مِمّا ضَفَت تُلُدا

قَضَت بِأَن أَجِدَ الإيسارَ في وَطَني
فَما رَحَلتُ إِلَيهِ عِرمِساً أُجُدا

وَكَيفَ يُدرِكُ بِالتَقصيرِ غايَتَها
مَن لا يَنالَ قُصاراها إِذا جَهَدا

فَاِسحَب ذُيولَ بُرودٍ لا فَناءَ لَها
مَنسوجَةٍ مِن مَديحٍ تَسبِقُ البُرُدا

مُرَوَّضٍ جادَ هَذا الغَيثُ تُربَتَهُ
فَراحَ في خِلَعٍ مِن نورِهِ وَغَدا

كَساهُ ذِكرُكَ لَألاءً فَغادَرَهُ
أَشَفَّ ما يُقتَضاهُ مَن شَدا وَحَدا

لا زِلتَ زينَةَ دُنيانا وَلا بَرِحَت
أَيّامُ مُلكِكَ أَعياداً لَنا جُدُدا

وَلا خَلَت مِنكَ أَوطانٌ بِكَ اِعتَصَمَت
لَولاكَ ما اِستَوطَنَت روحٌ بِها جَسَدا

يُستَكثَرُ اليَومَ ما تَأتيهِ مِن حَسَنٍ
وَيُستَقَلُّ بِما تُفضي إِلَيهِ غَدا

وَلا بَلَغتَ مَدىً تَعلو المُلوكُ بِهِ
إِلّا أَجَدَّ لَكَ الجَدُّ السَعيدُ مَدى



ابن حيوس

الحمدان
08-21-2023, 01:25 AM
مَن عَفَّ عَن ظُلمِ العِبادِ تَوَرُّعا
جاءَتهُ أَلطافُ الإِلَهِ تَبَرُّعا

إِنّا تَوَقَّعنا السَلامَةَ وَحدَها
فَاِستَحلَقَت ما لَم يَكُن مُتَوَقَّعا

ما قيلَ أَصبَحَ مُفرِقاً مِن دائِهِ
ذا اللَيثُ حَتّى قيلَ أَصبَحَ مُتبَعا

خَبَرٌ تَضَوَّعَتِ البِلادُ بِنَشرِهِ
طيباً فَأَغنى سائِفاً أَن يَسمَعا

ما إِن إِتى فَهمَ القَريبِ عِبارَةً
حَتّى لَقَد فَهِمَ البَعيدُ تَضَوُّعا

قَدَمَتهُ قَبلَ قُدومِهِ النُعمى الَّتي
جَلَتِ المَخافَةَ وَالمُحولَ فَأَقشَعا

يَومَ اِمتَطَيتَ قَرى جَوادٍ وَقعُهُ
مِن وَقعِ ذاكَ الغَيثِ أَحسَنُ مَوقِعا

الغَيثُ يَهمي ثُمَّ يُقلِعُ صَوبُهُ
حيناً وَلَيسَ نَداكَ عَنّا مُقلِعا

إِن سُمِّيَ الإِثنَينُ مَغرِبَ هَمِّنا
فَالسَبتُ يُدعى لِلمَسَرَّةِ مَطلِعا

يَومانِ إِن يَتَفَرَّقا فَلَقَد غَدا
سَهمُ السَعادَةِ فيهِما مُستَجمِعا

قَد أَدرَكَ الإِسلامُ فيكَ مُرادَهُ
فَليَهنِكَ الفَرعُ الَّذي لَن يُفرَعا

سَبَقَتهُ عَينُ الشَمسِ عِلماً أَنَّهُ
يُزري بِبَهجَتِها إِذا طَلَعا مَعا

لَو فَتَّرَت حَتّى يَجيءَ أَمامَها
فِتراً لَما أَمِنَ الوَرى أَن تَرجِعا

ما غَضَّ مِنهُ طُلوعُها مِن قَبلِهِ
إِذ كانَ أَبهى في العُيونِ وَأَرفَعا

وَلَئِن سُقينا الغَيثَ مِن بَرَكاتِهِ
فَلَقَد سَقى الأَعداءَ سُمّاً مُنقَعا

وَهوَ اِبنُ أَروَعَ مُذ رَأَينا وَجهَهُ
لَم نَلقَ مِن صَرفِ الزَمانِ مُرَوِّعا

قَد ظَلَّ قَصرُكَ مُشبِلاً مِنهُ فَعِش
حَتّى تَراهُ مِن بَنيهِ مُسبِعا

فَهوَ الَّذي كَفَلَت لَهُ آلاؤُهُ
أَلّا يُصيبَ الحَمدُ عَنهُ مَدفَعا

وَدَعا القُلوبَ إِلى هَواهُ فَأَصبَحَت
فَأَجابَ فيهِ اللَهُ دَعوَةَ مَن دَعا

عَمَّت فَواضِلُهُ فَأَنجَحَ سَعيُ مَن
يَبغي مَآرِبَهُ بِهِ مُستَشفِعا

سَيَكونُ في كَسبِ المَعالي شافِعاً
لَكَ مِثلَما أَضحى إِلَيكَ مُشَفَّعا

ريعَت لَهُ الأَملاكُ قَبلَ رَضاعِهِ
وَتَزَعزَعَت مِن قَبلِ أَن يَتَرَعرَعا

سامٍ وَلَمّا يُسمَ نَفّاعٌ وَلَم
يَأمُر وَساعٍ في العَلاءِ وَما سَعا

وَإِخالُهُ يَأبى الثَدِيَّ بِعِزَّةٍ
حَتّى تَدُرَّ لَهُ الثَناءَ فَيَرضَعا

فَتَمَلَّ داراً بَلَّغَتكَ سُعودُها
أَقصى المُنى وَإِخالُها لَن تَقنَعا

حَتّى تَرى هَذا الهِلالَ وَقَد بَدا
بَدراً وَذا الغُصنَ الأَنيقَ مُفَرِّعا

مُتِّعتَ ما مَتَعَ النَهارُ بِقُربِهِ
أَبَداً وَدامَ بِكَ الزَمانُ مُمَتَّعا

وَرَأَيتَ مِنهُ ما رَأى مِنكَ الوَرى
لِتَطيبَ مَرأىً في البِلادِ وَمَسمَعا

وَليَهنِ بَيتاً نِعمَةٌ وَهَبَت لَهُ
شَرَفاً أَعَزَّ مِنَ السِماكَ وَأَمنَعا

أُزري بِها إِن قُلتُ خَصَّت عامِراً
فَأَقولُ بَل عَمَّت نِزاراً أَجمَعا

خَضَعَت لِعِزَّتِكَ القَبائِلُ رَهبَةً
وَمِنَ الصَوابِ لِمُرهِبٍ أَن يُخضَعا

ظَلَّت تَخِرُّ مُلوكُها لَكَ سُجَّداً
وَيَعِزُّ أَن تُلغى لِغَيرِكَ رُكَّعا

عَرَفوا مِصالَكَ في الحُروبِ فَأَذعَنوا
فَرَجَعتَ بِالفَضلِ الَّذي لَن يُدفَعا

وَكَسَوتَهُم في السِلمِ غَيرَ مُدافِعٍ
أَضعافَ ما سَلَبَت سُيوفُكَ في الوَعا

فَأَبَدتَهُم عِندَ التَبارُزِ قاطِعاً
وَأَفَدتَهُم عِندَ التَجاوُزِ مُقطِعا

وَجَعَلتَ شِقوَتَهُم بِعَفوِكَ نِعمَةً
وَأَحَلتَ مَشتاهُم بِفَضلِكَ مَربَعا

تَرَكوا اِنتِجاعَ المُعصِراتِ وَيَمَّموا
ظِلّاً إِذا ما العامُ أَمعَرَ أَمرَعا

وَمَتى يُشاطِرُكَ العَلاءَ مُشاطِرٌ
تَرَكَ البَطيءَ وَرائَهُ مَن أَسرَعا

تَرقى إِلَيهِ كُلَّ يَومٍ فَرسَخاً
وَسِواكَ يَرقى كُلَّ يَومٍ إِصبَعا

يا عُدَّةَ الخُلَفاءِ كَم لَكَ مِن يَدٍ
قامَ الزَمانُ بِها خَطيباً مِصقَعا

خَوَّلتَهُ النِعَمَ الجِسامَ فَجاهِلٌ
مَن ظَنَّهُ يُثني عَلَيكَ تَطَوُّعا

بِنَداكَ واصَلَ حَمدَهُ مَن ذَمَّهُ
وَسُطاكَ قَد حَفِظَت لَهُ ما ضَيَّعا

تَتَقاصَرُ الآمالُ عَمّا نِلتَهُ
وَلَوَ اِنَّها أَمَّتهُ عادَت ظُلَّعا

لَأَبَيتَ أَن تَجتابَ ثَوبَ مَناقِبٍ
حَتّى تَراهُ بِالثَناءِ مُرَصَّعا

فَأَتاكَ أَهلُ الأَرضِ مِن آفاقِها
رَغَباً لَقَد نادى نَداكَ فَأَسمَعا

يا اِبنَ الَّذينَ إِذا تَقاصَرَتِ الخُطى
طالوا خُطىً وَظُبىً هُناكَ وَأَذرُعا

أَحلَلتَ قَومَكَ رُتبَةً لا تُرتَقى
إِنَّ المَجَرَّةَ رَوضَةٌ لَن تُرتَعا

فَليَعلُ قَدرُ التُركِ أَنَّكَ مِنهُمُ
فَلَهُم بِكَ الشَرَفُ الَّذي لا يُدَّعا

قَد دانَتِ الدُنيا لِحُكمِكَ هَيبَةً
فَحَكَمتَ في أَقطارِها مُتَرَبِّعا

مُذ سارَ في الآفاقِ ذِكرُكَ موضِعاً
لَم يُخلِ مِن خَوفِ اِنتِقامِكَ مَوضِعا

يَفديكَ مُنكَمِشٌ بَعيدٌ شَأوُهُ
وَمُضَجِّعٌ جَعَلَ الهُوَينا مَضجَعا

وَمُؤَمَّلٌ أَلفاكَ مُنتَجِعاً لَهُ
وَمُرَوَّعٌ لَم يَلقَ غَيرَكَ مَفزَعا

غَمَرَت ثَنائي مِن لَدُنكَ مَواهِبٌ
ما غادَرَت فيهِ لِغَيرِكَ مَطمَعا

قَد كانَ أَشكَلَ نَهجُهُ فيما مَضى
فَجَعَلتَهُ بِنَداكَ نَهجاً مَهيَعا

وَالحَمدُ عَنكَ مُقَصِّرٌ مَعَ أَنَّني
لَم أُبقِ في قَوسِ المَحامِدِ مَنزِعا



ابن حيوس العصر الاندلسي

الحمدان
08-21-2023, 01:41 AM
أَلا ثَلِّ مِن عَرشِ الشَبابِ وَثَلِّما
لِشَيبٍ تَصَدّى هَدَّ رُكني وَهَدَّما

فَصِرتُ وَقَد أَعطَيتُ شَيبي مَقادَتي
أَرى صَبوَتي أَحلى وَشَيبي أَحلَما

وَكُلُّ اِمرِىءٍ طاشَت بِهِ غِرَّةُ الصِبا
إِذا ما تَحَلّى بِالمَشيبِ تَحَلَّما

فَها أَنا أَلقى كُلَّ لَيلٍ بِلَيلَةٍ
مِنَ الهَمِّ يَستَجري مِنَ الدَمعِ أَنجُما

وَأَركَبُ أَردافَ الرُبى مُتَأَسِّفاً
فَأَنشَقُ أَنفاسَ الصَبا مُتَنَسِّما

وَأَرشُفُ نَثرَ الطَلِّ مِن كُلِّ وَردَةٍ
مَكانَ بَياضِ الثَغرِ مِن حُوَّةِ اللَمى


ابن خفاجه

الحمدان
08-21-2023, 01:42 AM
أَلا ساجِل دُموعي ياغَمامُ
وَطارِحني بِشَجوِكَ ياحَمامُ

فَقَد وَفَّيتُها سِتّينَ حَولاً
وَنادَتني وَرائي هَل أَمام

وَكُنتُ وَمِن لُباناتي لُبَيني
هُناكَ وَمِن مَراضِعِيَ المُدامُ

يُطالِعُنا الصَباحُ بِبَطنِ حَزوى
فَيُنكِرُنا وَيَعرِفُنا الظَلامُ

وَكانَ بِها البَشامُ مَراحَ أُنسٍ
فَماذا بَعدَنا فَعَلَ البَشامُ

فَيا شَرخَ الشَبابِ أَلا لِقاءٌ
يُبَلُّ بِهِ عَلى يَأسٍ أُوامُ

وَيا ظِلَّ الشَبابِ وَكُنتَ تَندى
عَلى أَفياءِ سَرحَتِكَ السَلامُ



ابن خفاجه

الحمدان
08-21-2023, 01:43 AM
وَظَلامِ لَيلٍ لا شِهابِ بِأُفقِهِ
إِلّا لِنَصلِ مُهَنَّدٍ أَو لَهذَمِ

لاطَمتُ لُجَّتَهُ بِمَوجَةِ أَشهَبٍ
يُرمى بِها بَحرُ الظَلامِ فَتَرتَمي

قَد سالَ في وَجهِ الدُجُنَّةِ غُرَّةً
فَاللَيلُ في شِيَةِ الأَغَرِّ الأَدهَمِ

أَطلَعتُ مِنهُ وَمِن سِنانٍ أَزرَقٍ
وَمُهَنَّدٍ عَضبٍ ثَلاثَةَ أَنجُمِ

إِن يَعتَكِر لَيلُ العَجاجَةِ تَستَتِر
أَو يَعتَرِض شَيطانُ حَربٍ تُرجَمِ

جاذَبتُهُ فَضلَ العِنانِ وَقَد طَغى
فَاِنصاعَ يَنسابُ اِنسِيابَ الأَرقَمِ

في خُضرِ عودٍ بِالأَراكِ مُوَشَّحٍ
أَو رَأسِ طَودٍ بِالغَمامِ مُعَمَّمِ

أَو بَحرِ نَحرٍ بِالحَبابِ مُقَلَّدٍ
أَو وَجهِ خَرقٍ بِالضَريبِ مُلَثَّمِ

حَتّى تَهادى الغُصنُ يَأطُرُ مَتنُهُ
طَرَباً لِشَدوِ الطائِرِ المُتَرَنِّمِ

وَكَأَنَّ ضَوءَ الصُبحِ رايَةُ ظافِرٍ
نَفَضَت بِهِ الهَيجاءُ نَضحاً مِن دَمِ


ابن خفاجه

الحمدان
08-21-2023, 01:44 AM
لَكَ اللَهُ مِن بَرقٍ تَراءى فَسَلَّما
وَصافَحَ رَسماً بِالعُذَيبِ وَمَعلَما

إِذا ما تَجاذَبنا الحَديثَ عَلى السُرى
بَكيتُ عَلى حُكمِ الهَوى وَتَبَسَّما

وَلَم أَعتَنِق بَرقَ الغَمامِ وَإِنَّما
وَضَعتُ عَلى قَلبي يَدَيَّ تَأَلُّما

وَما شاقَني إِلّا حَفيفُ أَراكَةٍ
وَسَجعُ حَمامٍ بِالغُمَيمِ تَرَنَّما

وَسَرحَةُ وادٍ هَزَّها الشَوقُ لا الصَبا
وَقَد صَدَحَ العُصفورُ فَجراً فَهَينَما

أَطَفتُ بِها أَشكو إِلَيها وَتَشتَكي
وَقَد تَرجَمَ المُكّاءُ عَنها فَأَفهَما

تَحِنُّ وَدَمعُ الشَوقِ يَسجِمُ وَالنَدى
وَقَرَّ بِعَيني أَن تَحِنَّ وَيَسجُما

وَحَسبُكَ مِن صَبٍّ بَكى وَحَمامَةٍ
فَلَم يُدرَ شَوقاً أَيُّما الصَبُّ مِنهُما

وَلَمّا تَراءَت لي أَثافِيُّ مَنزِلٍ
أَرَتني مُحَيّا ذَلِكَ الرَبعِ أَهيَما

تَرَنَّحَ بي لَذعٌ مِنَ الشَوقِ موجِعٌ
نَسيتُ لَهُ الصَبرَ الجَميلَ تَأَلُّما

فَأَسلَمتُّ قَلباً باتَ يَهفو بِهِ الهَوى
وَقُلتُ لِدَمعِ العَينِ أَنجِد فَأَتهَما

وَخَلَّيتُ دَمعي وَالجُفونَ هُنَيهَةً
فَأَفصَحَ سِرٌّ ما فَغَرتُ بِهِ فَما

وَعُجتُ المَطايا حَيثُ هاجَ بِيَ الهَوى
فَحَيَّيتُ مابَينَ الكَثيبِ إِلى الحِمى

وَقَبَّلتُ رَسمَ الدارِ حُبّاً لِأَهلِها
وَمَن لَم يَجِد إِلّا صَعيداً تَيَمَّما

وَحَنَّت رِكابي وَالهَوى يَبعَثُ الهَوى
فَلَم أَرَ في تَيماءَ إِلّا مُتَيَّما

فَها أَنا وَالظَلماءُ وَالعيسُ صُحبَةٌ
تَرامى بِنا أَيدي النَوى كُلَّ مُرتَمى

أُراعي نُجومَ اللَيلِ حُبّاً لِبَدرِهِ
وَلَستُ كَما ظَنَّ الخَلِيُّ مُنَجِّما

وَما راعَني إِلّا تَبَسُّمُ شَيبَةٍ
نَكَرتُ لَها وَجهَ الفَتاةِ تَجَهُّما

فَعِفتُ غُراباً يَصدَعُ الشَملَ أَبيَضاً
وَكانَ عَلى عَهدِ الشَبيبَةِ أَسحَما

فَآهٍ طَويلاً ثُمَّ آهٍ لِكَبرَةٍ
بَكَيتُ عَلى عَهدِ الشَبابِ بِها دَما

وَقَد صَدِئَت مِرآةُ طَرفي وَمِسمَعي
فَما أَجِدُ الأَشياءَ كَالعَهدِ فيهِما

وَهَل ثِقَةٌ في الأَرضِ يَحفَظُ خِلَّةً
إِذا غَدَرا بي صاحِبانِ هُما هُما

كَأَن لَم يَشقُني مَبسِمُ الصُبحِ بِاللِوى
وَلَم أَرتَشِف مِن سُدفَةٍ دونَهُ لَمى

وَلَم أَطرُقِ الحَسناءَ تَهتَزُّ خوطَةً
وَتَسحَبُ مِن فَضلِ الضَفيرَةِ أَرقَما

وَلا سِرتُ عَنها أَركَبُ الصُبحَ أَشهَباً
وَقَد جِئتُ شَوقاً أَركَبُ اللَيلَ أَدهَما

وَلا جاذَبَتني اَلريحُ فَضلَ ذُؤابَةٍ
لَبِستُ بِها ثَوبَ الشَبيبَةِ مُعلَما



ابن خفاجه العصر الاندلسي

الحمدان
08-21-2023, 01:58 AM
هم الأحبة إن جاروا وإن عدلوا
والمالكون لقلبي كيفما فعلوا

فليعلموا أن ودي لا يغيره
تغير من سجاياهم ولا ملل

وليقبضوا اللوم عن قلبي ببسطتهم
فقد طويت بساطاً مده العذل

أجلهم أن يزور الغيث ساحتهم
وأن أقول لهم يا قاطعين صلوا

فكلما لاح ضوء البرق قلت له
أقصر فقلبي ببرق النيل مشتغل

فما ألام على شيء سوى كلفي
بحب من ليس في الدنيا له بدل

أحبة لهم في القلب منزلة
أضحت وفردوس أخلاقي لها نزل

يقوم بالعذر عني في محبتهم
عذر يقدسه التشبيب والغزل


عماره اليمني

الحمدان
08-21-2023, 01:59 AM
أيخفى صحيح الوجد والسقم لائح
ويكتم سر الشوق والدمع بائح

جنحت إلى الواشي ولولاه ما التقى
سهادي وطرفي والجوى والجوانح

منعت الكرى لما منحتك مهجتي
وهل مانع نوماً سواي ومانح

وليلة هوّمنا بذي الطلح زارنا
خيالك وهناً والمطايا طلائع


فبت ولم أشكر سوى منة الكرى
أطرحه ذكر الهوى ويطارح

حديث الندى عما سواه مطوح
وركن الهدى ما لم يشيده طائح

يشاركه في ماله دون مجده
إذا استأثر الأملاك دان ونازح

لئن شاركوه في اسمه دون فعله
فما يستوي البحران عذب ومالح

تهب له ريحا غمام وغمة
ففي كل قطر منه ساق وسافح

على شاكر بل ماكر من سحابه
منائح إن يسخط بهن مذابح

لئن حل في دست الوزارة عادل
سما قبله فيها إلى النجم صالح

فإنك يا بدر بن زريك عنهما
لنعم المكافي للعدى والمكافح

ولما تجاوزت النهاية في العلى
ولاذت بعطفيك الملوك الجحاجح

خفضت جناحي قدرة فارسية
لهمتها طرف إلى الطرف طامح

بعزمك لاذ الملك واعتصم الهدى
وذلت صعاب الدهر وهي جوامح

نهضت بأمر الدولة النهضة التي
جزاك بها خيراً ولي وكاشح

وقام بما تحتاجه منك أروع
كفتها صفايا ماله والصفائح

ومهدت قطريها فلا منزل العلى
بناب ولا ناب النوائب كالح

وأوريت ناريها عقاباً ونائلاً
وما وريا إلا وزندك قادح

خلقت بها عزاً وكنزاً عمادها
عليه إذا اجتاحت سواها الجوائح

فما اعتلقت إلا وسيفك سابح
ولا اغتلقت إلا وسيفك فاتح

ولو لم يفح مسكاً عليك ثناؤها
لأثنت عليك الباقيات الصوالح

وغر مساع لو أردت اختصارها
غدت ألسن الأيام وهي شوارح

وجوهر أشعار تبيت عقودها
وهن على الشعري روام روامح

يغوص لها في بحر جودك خاطري
وغيري على الأصداف طاف وطافح

إذا سرحت في وصف مجدك هجرت
له وسرت فهي السواري والسوارح

وإن مسحت أعطافها بك هزها
ثناء لأقطار البسيطة ماسح

وقد يبسط الإحسان منقبض الثنا
وتبرأ من بعد القروح القرائح

وقربت مني وادعاً نازح الفنا
وكم خاب بعد الكر ساع وكادح

وأوردتها غزو الندى بعد نزره
وعند ضياء الصبح تخفى المصابح

عرائس لولا وجود بدر يصونها
لباتت بمدح الباخلين تسافح

وكيف أرجى صونها عند باخل
وقد فسدت في الأكرمين المناكح

خذ العفو واصفح عن قصور قصائدي
فإنك عن ذنب المقرين صافح

وسامح وخذ بعض الذي تستحقه
فمن عادة أن الكريم يسامح

وأسجح لها ماء البشاشة وحده
فما قصدها إلا السجايا السجائح

فكم منة أخفيتها فتكفلت
بشهرتها عنك القوافي الفصائح

وضافية الأذيال رحت أجرها
وتحتي من نعماك أجرد سابح

صحائف جود ينشر الحمد طيها
وعنوانها فوق المدائح لائح

مضى عنك صوم وهو بالبر مفرح
وقابلت فطراً قلبه بك فارح

فلا زال عيد الفطر أسعد قادم
تزورك فيه بالهناء المدائح

فما يستحق الشكر غيرك منعم
ولا يستحق البر غير مادح

إذا راح غيري بالثنا وهو خاسر
فإني بكم في متجر الحمد رابح



عماره اليمني العصر الاندلسي

الحمدان
08-21-2023, 02:08 AM
هل المجدُ إلا دونَ ما أنت رافِعُ
أو الحمدُ إلا دونَ ما فيك ذائِعُ

إذا قيل أين الفضل أو كيف شخصه
أشارتْ بلا شكٍ إليك الأصابع

تحكَّمتَ فيما شئتَ حتى كأنما
لسيفِك أرواحُ الملوكِ وَدائع

وصُلْتَ على الأيام حتى جرى بما
أَمرَت به منها مُضِرٌّ ونافع

ولولاك تُغْلِى الشّعرَ لم يَغْلُ قَدْرُه
ولا نَفقتْ في الناس تلك البضائع

ومن عجبٍ أنْ ليس في الناس مُشترٍ
سواك ومَنْ فوقَ البَسيطةِ بائع

لأَنت سماءُ الفخرِ والناسُ تحتَها
نباتٌ له معروفُ كَفِّك زارع

فلا غيثَ إلا من يمينك هامرٌ
ولا نورَ إلا من جبينك ساطع

تَعمَّرتِ الدنيا بشكرِك والْتَهَى
به أهلُها حتى الحمام السَّواجع

فمدحُك ما يجري به كل مَنْطق
وحبُّك ما تُحْنَى عليه لأَ اضالع

سبقتَ بجَدْواك السؤالَ فإن بَدا
فلم يأت إلا وهْو لا شكَّ تابع

ومن عَجبٍ أنْ يلبسَ الحرَّ فاقةٌ
ونَيْلُك في الدنيا كنِيلك واسع

وهيهات أين النيل من كفك التي
أَبَرَّ عليها جودُك المتتابع

لقد أَخجَلتْه العامَ عند وَفائِه
وقد رام تشبيها بها وهْو طالع

فزاد أوانَ النقصِ يُخبِر أنه
بتعليمها فيما أفادته بارع

ولو جاد جَدْواها على الخَلْق لاغْتَدى
لتيارِه فوقَ النجوم مَرافع

ألستَ ابن من لَمّت روؤسُ رماحِه
تَفاريق شَمْل الملك وهْي شَواسِع

وثَبَّته بالرأي والحزم والقنا
وقد عَصَفتْ للمارقين زَعازِع

وشَمر عن ساق العزيمة وحدَه
ولم يبقَ إلا ناكثٌ أو مُخادع

أَذَمَّتْ على أقطار مصر سيوفُه
بضربٍ يقِرُّ المُتَّقِى وهْو وادع

وعَمَّرها بالأمن والناسُ قبله
وأموالُهم فيها قتيلٌ وضائع

وأظهر فيها العدل حتى مشى الظِّبا
على اللَّيث معْ طولِ الطّوى وهْو جائع

وأبقاك فيها بعدَه خيرَ وارثٍ
له في اختراعِ المَكْرُمات بَدائع

حَوَى غاية العَلياءِ بالإرْثِ فانثنى
بأفعاله من فَوْقِها وهْو رافع

يرى فخره عيبا إذا لم يكن بما
تُجدِّدُه عن راحتيْه الصَّنائع

إذا وهب الدنيا لسائِله غَدَا
له سائلا ألا يَعِى ذاك سامع

إذا قيل شاهِشاهُ خاف انتقامَه
سَمِيُّه لولا حلمُه والتواضع

فيا أَفضَل الأَملاكِ إنْ تُدْعَ أَفْضلا
فما قيل إلا بعض ما أنت صانع

لمن يستعد الجيشُ قد ملأ الفَضا
وضاقتْ على الجَوْزاءِ منه المَطالع

وتبنى الأساطيل التي قد تَضايقتْ
بها اللَّجُّ حتى طائر الماءِ جائع

وحتى كأنّ البحر من تلك جامد
وحتى كأن البر من ذاك مائع

وذِكْرُك قبلَ اللَّحْظِ واللفظِ مُهْلِكٌ
فقَتْلُك للأعداءِ بالسيف راتع

وما الموتُ إلا تابعٌ ما أمرتَه
على أنه من حَرِّ سيفك جازع

فإنك سيفُ اللهِ أَيُّ ضَريبةٍ
أشار إليها قَدَّها منك قاطع

ولولاك للإسلام أَضحكتِ العِدَا
كنائَسها مما بكتْه الجَوامع

أَرَحْتَ ملوكَ المسلمين بعَزْمةٍ
يجاهد كلٌّ حولَها وهْو وادِع

فلا ملكٌ إلا وجاءتْك رُسْلُه
يُدَارِي بها عن نفسِه ويُصانع

وما أَمَّلوا إلا الذي أنت أَهلُه
ولا قَصَدوا إلا الذي أنت شائع

سأُضحِك أحبابي بَجدْواك عائِدا
كما خَنَّقتْهم في المسير المَدامع

وهذا مقامي مُنشِدا وعيونُهم
طَوامحُ كي تَحْظَى بما أنا راجع

وقد عَمَّهم جَدْواك قبلُ وإنما
تميل إلى حب الجديد الطَّبائع

لَعَمْرى لقد فُقْتَ الأَنامَ بأَرْبعٍ
وما دونَها من بعد ذلك تابع

فجودُك مثبوث وعدلُك شامل
وحلمك موفور وبأسُكَ رائع

ليَهْنِك شهرُ الصوم وهْو مُبشِّر
بسعدٍ بدتْ منه إليك الطَّلائع

ففضُلك فينا فضُله في شهورِه
فكلٌّ لكلٍّ مُشْبِهٌ ومُضارِع

إذا صمتَ فَرْضا صام شكرا لأنه
رآك وروضُ الفضلِ عندك يانع

فلا زلتَ تَبقَى والزمانُ إذا ابتغَى
مُرادا سعى فيه لجاهِك شافع

وجَدُّك للتوفيق والعِزِّ ناظمٌ
ومُلْكُك للدنيا وللدين جامع




ظافر الحداد

الحمدان
08-21-2023, 02:09 AM
جلالُ العزِّ في مال القَناعَهْ
وذلُّ الهُونِ في فقر الطَّماعَهْ

فتلك مع القليل النَّزْر خِصْبٌ
وتلك مع الغِنى أبدا مَجاعه

وذا مالٌ مع الإنفاقِ يزكو
وهذا بالصيانةِ في إضاعه


ظافر الحداد

الحمدان
08-21-2023, 02:32 AM
هذي هـي الدنيـا من الباب للباب
وعن القدر ياناس .. مـابــه مفـره

جينا عليها أغراب و بنروح أغراب
ويابخت منهو يكفـي الناس شره

الحمدان
08-21-2023, 01:26 PM
إذا لم تجد إلا الأسى لك صاحبا
فلا تمنعن الدمع ينهل ساكبا

هوت بأبى العباس شمس من التقى
وأمسى شهاب الحق في الغرب غاربا

ظننا الذي نادى محقا بموته
لعظم الذي أنجى من الرزء كاذبا

وخلنا الصباح الطلق ليلا وإنما
هبطنا خداريا من الحزن كاربا

ثكلنا الدجى لما استقل وإننا
فقدناك يا خير البرية ناعبا

وما ذهبت إذ حل في القبر نفسه
ولكنما الإسلام أدبر ذاهبا

ولما أبى إلا التحمل رائحا
منحناه أعناق الكرام ركائبا

يسير به النعش الأغر وحوله
أباعد راحوا للمصاب أقاربا

عليه حفيف للملائك اقبلت تصافح شيخا ذاكر الله تائبا

تخال لفيف الناس حول ضريحه
خليط قطا وافى الشريعة هاربا

فمن ذا لفصل القول يسطع نوره
إذا نحن ناوينا الألد المناويا

ومن ذا ربيع المسلمين يقوتهم
إذا الناس شاموها بروقا كواذبا

فيا لهف قلبي آه ذابت حشاشتي
مضى شيخنا الدفاع عنا النوائبا

ومات الذي غاب السرور لموته
فليس وإن طال السرى منه آيبا

وكان عظيما يطرق الجمع عنده
ويعنو له رب الكتيبة هائبا

وذا مقول عضب الغرارين صارم
يروح به عن حومة الدين ضاربا

أبا حاتم صبر الأديب فإنني
رأيت جميل الصبر أحلى عواقبا

وما زلت فينا ترهب الدهر سطوة
وصعبا به نعيي الخطوب المصاعبا

سأستغتب الأيام فيك لعلها
لصحة ذاك الجسم تطلب طالبا

ابن شهد

الحمدان
08-21-2023, 01:38 PM
بكلِّ خميسٍ بعيد المدى
يضيقُ بمذهبهِ المذهبُد

ثقيلُ الخطا قاده أدهم
ولكنَّه بالظُّبا أشهبُ

كأنَّ الحديدَ على متنهِ
لُجينٌ بشمس الضُّحى مُذهبُ

مياهٌ ترقرقَ رجراجُها
وللنَّقعِ من فوقِها طُحلبُ

يسحُّ به للندى حاجبٌ
إذا جاءه الضيفُ لا يُحجبُ

تهزُّ به الخيلُ أعطافَها
إذا مرَّ من فوقهِ الموكبُ

حباها السرورَ به كأسه
فظلَّت على ودِّهِ تشربُ

وقالت أفي الحق لو أنَّني
أرى مثلَ هذا ولا أطربُ


ابن الحناط العصر الاندلسي

الحمدان
08-21-2023, 01:38 PM
بتنا وبات البردُ يضربهُ النَّدى
من كلِّ أخضر باردِ الأنداء

والليل يخفي نفسَهُ في نَفسهِ
والصبح كشَّافٌ لكلِّ غِطاء

وكأنمَّا الإِصباحُ ينشرُ مهرَقا
أثر المِدادِ به من الإمساء


ابن الحناط

الحمدان
08-21-2023, 01:39 PM
عِجِبتُ لِمَن يَرجو مَتاباً لِجاهِلٍ
وَما عِندَهُ أَنَّ الذُنوبَ ذُنوبُ

إِذا كانَ ذَنبُ المَرءِ لِلمَرءِ شَيمَةً
وَلَم يَرَهُ ذَنباً فَكَيفَ يَتوبُ



مرج الكحل

الحمدان
08-21-2023, 01:40 PM
إذا لم تجد إلا الأسى لك صاحبا
فلا تمنعن الدمع ينهل ساكبا

هوت بأبى العباس شمس من التقى
وأمسى شهاب الحق في الغرب غاربا

ظننا الذي نادى محقا بموته
لعظم الذي أنجى من الرزء كاذبا

وخلنا الصباح الطلق ليلا وإنما
هبطنا خداريا من الحزن كاربا

ثكلنا الدجى لما استقل وإننا
فقدناك يا خير البرية ناعبا

وما ذهبت إذ حل في القبر نفسه
ولكنما الإسلام أدبر ذاهبا

ولما أبى إلا التحمل رائحا
منحناه أعناق الكرام ركائبا

يسير به النعش الأغر وحوله
أباعد راحوا للمصاب أقاربا

عليه حفيف للملائك اقبلت تصافح شيخا ذاكر الله تائبا

تخال لفيف الناس حول ضريحه
خليط قطا وافى الشريعة هاربا

فمن ذا لفصل القول يسطع نوره
إذا نحن ناوينا الألد المناويا

ومن ذا ربيع المسلمين يقوتهم
إذا الناس شاموها بروقا كواذبا

فيا لهف قلبي آه ذابت حشاشتي
مضى شيخنا الدفاع عنا النوائبا

ومات الذي غاب السرور لموته
فليس وإن طال السرى منه آيبا

وكان عظيما يطرق الجمع عنده
ويعنو له رب الكتيبة هائبا

وذا مقول عضب الغرارين صارم
يروح به عن حومة الدين ضاربا

أبا حاتم صبر الأديب فإنني
رأيت جميل الصبر أحلى عواقبا

وما زلت فينا ترهب الدهر سطوة
وصعبا به نعيي الخطوب المصاعبا

سأستغتب الأيام فيك لعلها
لصحة ذاك الجسم تطلب طالبا

ابن شهد

الحمدان
08-21-2023, 02:38 PM
يا سَائِلي عَن مَذهَبِي وعَقيدَتِي
رُزِقَ الهُدى مَن لِلهِدايةِ يَسأَل

اسمَع كَلامَ مُحَقِّقٍ, في قَـولـِه
لا يَنـثَني عَنـهُ ولا يَتَبَـدَّل

حُبٌّ الصَّحابَةِ كُلٌّهُم لي مَذهَبٌ
وَمَوَدَّةُ القُربى بِها أَتَوَسّل

وَلِكُلِّهِم قَـدرٌ وَفَضلٌ سـاطِعٌ
لكِنَّما الصِّديقُ مِنهُم أَفضَـل

وأُقِـرٌّ بِالقُرآنِ ما جاءَت بِـهٍ,
آياتُـهُ فَهُوَ القَديـمُ المُتنزَلُ

وجميعُ آياتِ الصِّفاتِ أُمِرٌّهـا
حَقـاً كما نَقَـلَ الطِّـرازُ الأَوَّلُ

وأَرُدٌّ عُقبَتَـهـا إلى نُقَّالِهـا
وأصونُها عـن كُلِّ ما يُتَخَـيَّلُ

قُبحاً لِمَن نَبَذَ الكِّتابَ وراءَهُ
وإذا استَدَلَّ يقولُ قالَ الأخطَلُ

والمؤمنون يَـرَونَ حقـاً ربَّهُم
وإلى السَّمـاءِ بِغَيو كَيفٍ يَنزِلُ

وأُقِرُ بالميـزانِ والحَوضِ الذي
أَرجـو بأنِّي مِنـهُ رَيّاً أَنهَــلُ

وكذا الصِّراطُ يُمَدٌّ فوقَ جَهَنَّمٍ
فَمُوَحِّدٌ نَـاجٍ وآخَـرَ مُهمِـلُ

والنَّارُ يَصلاها الشَّقيٌّ بِحِكمَةٍ
وكذا التَّقِيٌّ إلى الجِنَانِ سَيَدخُلُ

ولِكُلِّ حَيٍّ, عاقـلٍ, في قَبـرِهِ
عَمَلٌ يُقارِنُـهُ هناك وَيُسـأَلُ

هذا اعتقـادُ الشافِعيِّ ومالكٍ
وأبي حنيفـةَ ثم أحمدَ يَنقِـلُ

فإِنِ اتَّبَعتَ سبيلَهُم فَمُوَحِّـدٌ
وإنِ ابتَدَعتَ فَما عَلَيكَ مُعَـوَّلًًًً



شيخ الإسلام ابن تيمية

الحمدان
08-21-2023, 02:59 PM
مالي أرى اليأسَ في عَينَيكَ مُرتسِما
وقلبُكَ الغضُّ بالأحزانِ قد وُسِما

إن كُنتَ تشكو من الدنيا وقَسْوَتِها
فمَن تُراهُ مِن الأكدارِ قد سَلِما؟!

ما دامَ عَيشُكَ في أَمْنٍ وعافيةٍ
لم يبقَ في العُمرِ ما يُخشى وإن عظُما

يا حاملَ الهمّ لا تَحزُنْكَ عاصِفةٌ
هبّتْ على قلبكَ الموجوعِ فانهدَما

سيَبعَثُ اللهُ مِن آفاقِ رحمَتهِ
لُطفاً يُرمّمُ في جَنْبَيكَ ما هُدِما

طمئن فؤادكَ فالأقدارُ حانِيَةٌ
وفي الحياةِ سرورٌ يعقُبُ الألَما

وفي السماءِ هدايا الغيبِ دانيةٌ
يوماً ستأتيكَ بالبُشرى لِتبتسِما

الحمدان
08-21-2023, 07:25 PM
لمَّا ماتت النّوار امرأة الفرزدق
أوصت أنْ يُصلِّي عليها الحسن البصري فحضر
جنازتها وجوه أهل البصرة
فقال له الحسن: يا أبا
فراس، ما يقول النّاس؟
قال: يقولون: حضر الجنازة
خير النَّاس وشرُّ النّاس
قال: ما أنا بخيرهم
ولا أنت بشرِّهم يا أبا فراس
فما أعددت لهذا اليوم؟
قال الفرزدق:
شهادة أن لا إله إلا الله منذ
ثمانين سنة وخمس نجائب
لا يُدركن، يعني الصلاة
فقال الحسن: نِعمَ واللهِ
العُدَّة!
فلما صلى عليها الحسن
مالوا إلى قبرها لدفنها
فأنشأ الفرزدق يقول ارتجالاً:


أخافُ وراءَ القبرِ إنْ لم يُعافِني
أشدَّ من القبرِ التهاباً وأضيَقا

إذا جاءني يومَ القيامةِ قائدٌ
عنيفٌ وسوَّاقٌ يسوقُ الفرزدقا

لقد خابَ من أولادِ آدمَ من مشى
إلى النّارِ مغلولَ القلادةِ أزرقا

يُساقُ إلى ذُلِّ الجحيمِ مُسربلاً
سرابيلَ قِطرانٍ لباساً مُحرِّقا



فبكى الحسن والتزم الفرزدق
وقال: لقد كنت من أبغض
الناس إليّ وإنّك اليوم من
أحبهم إليّ

[البداية والنهاية | ابن كثير : ٢٩٤/٩ ]

الحمدان
08-21-2023, 07:55 PM
فديتُ صباها كيفَ أحكمتٍ الهوى
بطرفةِ جفنِ في فؤادٍ معذبِ

لقد أشعلتْ في القلبِ ناراً كأنها
جحيمُ حروبٍ بين بكرٍ وتغلبِ

سواها بعيني كالغرابيبِ في الدجى
وكانتْ بحسنٍ كالحمامِ المهذَّبِ

وإن أدمنَ العشاق شيئاً فإنَّني
لأدمنُ درباً بينَ داري وإدلبِ

الحمدان
08-21-2023, 08:04 PM
‌‎وهدْهدتُ النِّداء ( بـِ شوقي آه
فذاب الطَّرف في كفِّ العناقِ.."

‌‎وغيَّبتُ الغياب لقيانًا بحبّي
فهاج القلبُ شوقًا بالعناقِ

‏لَعمْري قد لبسْتُ الشوقَ ثوبًا
وأبْقيتُ الجّوى ظلَّ احتراقي

الحمدان
08-21-2023, 10:46 PM
ودَّعَ الصَبرَ مُحِبٌّ وَدَّعَك
ذائِعٌ مِن سِرِّهِ ما اِستَودَعَك

يَقرَعُ السِنَّ عَلى أَن لَم يَكُن
زادَ في تِلكَ الخُطا إِذ شَيَّعَك

يا أَخا البَدرِ سَناءً وَسَنًا
حَفِظَ اللَهُ زَمانًا أَطلَعَك

إِن يَطُل بَعدَكَ لَيلي فَلَكَم
بِتُّ أَشكو قِصَرَ اللَيلِ مَعَك


ابن زيدون

الحمدان
08-22-2023, 05:11 PM
عَنِ العَرَبِ الصّيدِ الألى أَحرَزوا العُلى
وَطابَت لَهُم أَعراقُهُم وَالمَغارِسُ

غَطارِفةٌ شُمٌّ تَرَبّوا أَعِزَّةً
فَما شَمَّ ريح الذُلِّ مِنهُم معاطسُ

وَالعَرَبُ العَرباءُ أَصلَبُ نَبعَةً
وَهَل يَستَطيعُ الحَزَّ في النَبعِ ضارِسُ

فَيا أُمَّةً لو يَشعرُ الصَّخر بِالَّذي
تمارسُ ضَجَّ الصَّخرُ مِمّا تُمارسُ

إِباء إِباء الخَيلِ وَهيَ شَوامِسٌ
وَصَبرٌ كَصَبرِ الخَيلِ وَهيَ هَوامِسُ

وَما نالَ مِنهُم في الهَزاهِزِ كُلِّها
فَوارِس هَيجا أَم لُيوث فَوارِسُ

فَكَم طَعنَة بكرٍ يَطيرُ رَشاشُها
لِفِتيانِهِم وَالحَربُ شَمطاءُ عانِسُ

وَيَكفيكَ مِن أَيّامِهِم وَحُروبِهِم
بِما جَرَّتِ الغَبراءُ أَو جَرَّ داحِسُ

وَهُم فَرَسوا أَبناءَ فارِس كُلّهِم
بِأَنيابِهِ وَهيَ الرِماحُ المَداعِسُ

وَهُم سَلَبوا التيجان هامَ مُلوكهُم
وَلَم يَقطَعوا عَنهُم وَفارس فارِسُ

وَأَيّ سَخاءٍ يُدَّعى كَسَخائِهِم
بِما مَلَكوا وَالجَوُّ أَغبَر عابِسُ

بِأَسيافِهِم يَمرونَ سوقَ عِشارِهِم
إِذا نَزَلَ الأَضيافُ وَالضَرعُ يابِسُ

وَإِن تَستَعِذ مِنهُم بِأَعظَم مَيِّتٍ
فَذَلِكَ حِصنٌ مانِعٌ لَكَ حارِسُ

إِذا اِعتَقَلَت كَفّاكَ فيهِم بِذِمَّةٍ
فَخصمُكَ فَلَّ ناكِص عَنكَ ناكِسُ

وَأَعراضهم أَعراقهم وُكِّلَت بِها
مُهَيمنَةً حَتّى اِتّقَتها المَدانِسُ

وَعَن صهرِ كِسرى صَدَّ نُعمان باوه
فَخَنقهُ في خانِقين الفَوارِسُ

وَهانَ عَلَيهِ يَومهُ قَبلَ ساعَة
يُكابِدُ فيها صِهر مَن لا يُجانسُ

وَقُل هَل فَشا في الأَرضِ غَيرُ لِسانِهِم
لِسانٌ فُشوَّ الضَوء وَاليَوم شامِسُ

بِهِ عَجَّ في أَمصارِها كُلِّ مِنبَرٍ
وَطَنَّت بِهِ الخافِقينَ المَدارِسُ

عَلى ظَهرِها لَم يَخلقِ اللَهُ أُمَّةً
تُناسِبُهُم في خصلَةٍ أَو تُلابِسُ

يُقايِسُ بَينَ الناسِ حَتّى إِذا اِنتَهى
إِلى العَرَبِ القيّاس طاحَ المقايِسُ

وَواحِدَة تَكفيكَ هاتيكَ حجَّة
بِساطِعِها تَنشَقُّ عَنكَ الحَنادِسُ

أَجَلُّ رَسولٍ مِنهُم وَبِلسنِهِم
أَجَلّ كِتابٍ فَاِعتَبِر يا مَنافِسُ

وَقُل لِلشّعوبِيينَ إِنَّ حَديثَكُم
أَضاليل مِن شَيطانِكُم وَوَساوِسُ

لَكُم مَذهَبٌ فَسلٌ يُغَرُّ بِمِثلِهِ
أَشايبُ حَمقى لا الرِّجالُ الأَكايِسُ


محمود الزمخشري