المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به


الصفحات : 1 2 3 4 5 [6] 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146

الحمدان
06-29-2022, 05:14 PM
أَجابَ دَمعي وَما الداعي سِوى طَلَلِ
دَعا فَلَبّاهُ قَبلَ الرَكبِ وَالإِبِلِ

ظَلِلتُ بَينَ أُصَيحابي أُكَفكِفُهُ
وَظَلَّ يَسفَحُ بَينَ العُذرِ وَالعَذَلِ

أَشكو النَوى وَلَهُم مِن عَبرَتي عَجَبٌ
كَذاكَ كُنتُ وَما أَشكو سِوى الكَلَلِ

وَما صَبابَةُ مُشتاقٍ عَلى أَمَلٍ
مِنَ اللِقاءِ كَمُشتاقٍ بِلا أَمَلِ

مَتى تَزُر قَومَ مَن تَهوى زِيارَتَها
لا يُتحِفوكَ بِغَيرِ البيضِ وَالأَسَلِ

وَالهَجرُ أَقتَلُ لي مِمّا أُراقِبُهُ
أَنا الغَريقُ فَما خَوفي مِنَ البَلَلِ

ما بالُ كُلِّ فُؤادٍ في عَشيرَتِها
بِهِ الَّذي بي وَما بي غَيرُ مُنتَقِلِ

مُطاعَةُ اللَحظِ في الأَلحاظِ مالِكَةٌ
لِمُقلَتَيها عَظيمُ المُلكِ في المُقَلِ

تَشَبَّهُ الخَفِراتُ الآنِساتُ بِها
في مَشيِها فَيَنَلنَ الحُسنَ بِالحِيَلِ

قَد ذُقتُ شِدَّةَ أَيّامي وَلَذَّتَها
فَما حَصَلتُ عَلى صابٍ وَلا عَسَلِ

وَقَد أَراني الشَبابُ الروحَ في بَدَني
وَقَد أَراني المَشيبُ الروحَ في بَدَلي

وَقَد طَرَقتُ فَتاةَ الحَيِّ مُرتَدِياً
بِصاحِبٍ غَيرِ عِزهاةٍ وَلا غَزِلٍ

فَباتَ بَينَ تَراقينا نُدَفِّعُهُ
وَلَيسَ يَعلَمُ بِالشَكوى وَلا القُبَلِ

ثُمَّ اِغتَدى وَبِهِ مِن رَدعِها أَثَرٌ
عَلى ذُؤابَتِهِ وَالجَفنِ وَالخِلَلِ

لا أَكسِبُ الذِكرَ إِلّا مِن مَضارِبِهِ
أَو مِن سِنانٍ أَصَمِّ الكَعبِ مُعتَدِلِ

جادَ الأَميرُ بِهِ لي في مَواهِبِهِ
فَزانَها وَكَساني الدِرعَ في الحُلَلِ

وَمِن عَلِيِّ بنِ عَبدِ اللَهِ مَعرِفَتي
بِحَملِهِ مَن كَعَبدِ اللَهِ أَو كَعَلي

مُعطي الكَواعِبِ وَالجُردِ السَلاهِبِ وَال
بيضِ القَواضِبِ وَالعَسّالَةِ الذَبُلِ

ضاقَ الزَمانُ وَوَجهُ الأَرضِ عَن مَلِكٍ
مِلءِ الزَمانِ وَمِلءِ السَهلِ وَالجَبَلِ

فَنَحنُ في جَذَلٍ وَالرومُ في وَجَلٍ
وَالبَرُّ في شُغُلٍ وَالبَحرُ في خَجَلِ

مِن تَغلِبَ الغالِبينَ الناسَ مَنصِبُهُ
وَمِن عَدِيٍّ أَعادي الجُبنِ وَالبَخَلِ

وَالمَدحُ لِاِبنِ أَبي الهَيجاءِ تُنجِدُهُ
بِالجاهِلِيَّةِ عَينُ العِيِّ وَالخَطَلِ

لَيتَ المَدائِحَ تَستَوفي مَناقِبَهُ
فَما كُلَيبٌ وَأَهلُ الأَعصُرِ الأُوَلِ

خُذ ما تَراهُ وَدَع شَيئاً سَمِعتَ بِهِ
في طَلعَةِ الشَمسِ ما يُغنيكَ عَن زُحَلِ

وَقَد وَجَدتَ مَجالَ القَولِ ذا سَعَةٍ
فَإِن وَجَدتَ لِساناً قائِلاً فَقُلِ

إِنَّ الهُمامَ الَّذي فَخرُ الأَنامِ بِهِ
خَيرُ السُيوفِ بِكَفَّي خَيرَةِ الدُوَلِ

تُمسي الأَمانِيُّ صَرعى دونَ مَبلَغِهِ
فَما يَقولُ لِشَيءٍ لَيتَ ذَلِكَ لي

أُنظُر إِذا اِجتَمَعَ السَيفانِ في رَهَجٍ
إِلى اِختِلافِهِما في الخَلقِ وَالعَمَلِ

هَذا المُعَدُّ لِرَيبِ الدَهرِ مُنصَلِتاً
أَعَدَّ هَذا لِرَأسِ الفارِسِ البَطَلِ

فَالعُربُ مِنهُ مَعَ الكُدرِيِّ طائِرَةٌ
وَالرومُ طائِرَةٌ مِنهُ مَعَ الحَجَلِ

وَما الفِرارُ إِلى الأَجبالِ مِن أَسَدٍ
تَمشي النَعامُ بِهِ في مَعقِلِ الوَعَلِ

جازَ الدُروبَ إِلى ما خَلفَ خَرشَنَةٍ
وَزالَ عَنها وَذاكَ الرَوعُ لَم يَزُلِ

فَكُلَّما حَلَمَت عَذراءُ عِندَهُمُ
فَإِنَّما حَلَمَت بِالسَبيِ وَالجَمَلِ

إِن كُنتَ تَرضى بِأَن يُعطو الجِزى بَذَلوا
مِنها رِضاكَ وَمَن لِلعورِ بِالحَوَلِ

نادَيتُ مَجدَكَ في شِعري وَقَد صَدَرا
يا غَيرَ مُنتَحِلٍ في غَيرِ مُنتَحِلِ

بِالشَرقِ وَالغَربِ أَقوامٌ نُحِبُّهُمُ
فَطالِعاهُم وَكونا أَبلَغَ الرُسُلِ

وَعَرِّفاهُم بِأَنّي في مَكارِمِهِ
أُقَلِّبُ الطَرفَ بَينَ الخَيلِ وَالخَوَلِ

يا أَيُّها المُحسِنُ المَشكورُ مِن جِهَتي
وَالشُكرُ مِن قِبَلِ الإِحسانِ لا قِبَلي

ما كانَ نَومِيَ إِلّا فَوقَ مَعرِفَتي
بِأَنَّ رَأيَكَ لا يُؤتى مِنَ الزَلَلِ

أَقِل أَنِل أَقطِعِ اِحمِل عَلِّ سَلِّ أَعِد
زِد هَشَّ بَشَّ تَفَضَّل أَدنِ سُرَّ صِلِ

لَعَلَّ عَتبَكَ مَحمودٌ عَواقِبُهُ
فَرُبَّما صَحَّتِ الأَجسامُ بِالعِلَلِ

وَما سَمِعتُ وَلا غَيري بِمُقتَدِرٍ
أَذَبَّ مِنكَ لِزورِ القَولِ عَن رَجُلِ

لِأَنَّ حِلمَكَ حِلمٌ لا تَكَلَّفُهُ
لَيسَ التَكَحُّلُ في العَينَينِ كَالكَحَلِ

وَما ثَناكَ كَلامُ الناسِ عَن كَرَمٍ
وَمَن يَسُدُّ طَريقَ العارِضِ الهَطِلِ

أَنتَ الجَوادُ بِلا مَنٍّ وَلا كَدَرٍ
وَلا مِطالٍ وَلا وَعدٍ وَلا مَذَلِ

أَنتَ الشُجاعُ إِذا ما لَم يَطَأ فَرَسٌ
غَيرَ السَنَوَّرِ وَالأَشلاءِ وَالقُلَلِ

وَرَدَّ بَعضُ القَنا بَعضاً مُقارَعَةً
كَأَنَّهُ مِن نُفوسِ القَومِ في جَدَلِ

لا زِلتَ تَضرِبُ مَن عاداكَ عَن عُرُضٍ
بِعاجِلِ النَصرِ في مُستَأخِرِ الأَجَلِ



المتنبي

الحمدان
07-01-2022, 05:42 AM
وصية أبي العتاهية


رغــيــف خــبـز يــابـس
تــأكــلـه فــــي زاويــــة

وكــــــوز مــــــاء بـــــارد
تـشـربـه مـــن صـافـية

وغـــــرفــــة ضـــيـــقـــة
نـفـسـك فـيـها خـالـية

أو مــســجـد بــمــعـزل
عـن الـورى في ناحية

تــقــرأ فــيــه مـصـحـفا
مــســتـنـدا بــســاريـة

مـعـتـبرا بــمـن مـضـى
مـــن الـقـرون الـخـالية

خــيـر مـــن الـسـاعات
فـــي الـقـصور الـعـالية

تــعــقــبـهـا عـــقـــوبــة
تـصـلـى بــنـار حـامـيـة

فــــهــــذه وصـــيـــتــي
مـــخـــبــرة بــحــالــيــه

طـوبى لـمن يـسمعها
تــلـك لـعـمـري كـافـية

فاسمع لنصح مشفق
يــدعـى أبــا الـعـتاهية

الحمدان
07-01-2022, 05:30 PM
أتظن أنك عندمـــا أحـــرقتنــي
ورقصت كالشيطان فوق رفاتي

وتركتنـــي للذاريــات تـذرنــي
كحلاً لعين الشمس في الفلـوات

أتظـن أنك قـد طــمست هويتي
ومحــــوت تاريخي ومعتقـــداتي

عبثا تحاول …. لا فنـــاء لثائر
أنــــا كالقيامـــه ذات يـــــوم آت

أنا مثـل عيـسى عــائد وبقــــوة
مــن كـــل عاصـــفة ألـم شتـاتي

سأعــود أقدم عاشــــق متمــرد
سأعـود أعظـم أعظم الثــــورات

سأعود بالتوراة والإنجيـل والــ
قـــرآن والتسـبــيح والصـــلواتي

سأعــود بالأديـان ديــناً واحـــداً
خــــــال مـــن الأحقـاد والنعرات

رجل من الأخدود ما من عودتي
بـد … أنا كل الزمــــــان الآتــي



مهذل بن مهدي الصقور

الحمدان
07-02-2022, 11:02 PM
اللهُ أكبَرُ ، وَالفُؤَادُ مُهلِّلٌ ،
ويَكَادُ يَنطِقُ هَاتِفًا لَبَّيكَ ..

اللهُ أكبَرُ ، والمَدَائِحُ كُلُّهَا ،
مَنثُورَةٌ يَا رَبِّ بَينَ يَدَيكَ ..

اللهُ أكبَرُ ، وَالدُّعَاءُ مُجَلجِلٌ ،
وَالرُّوحُ تَسعَدُ بِالرِّكُونِ إلَيكَ ..

وَالكَونُ يَعزِفُ لِلوَرَى أُنشُودَةً ،
مَا ضَلَّ مَن جَعَلَ السَّبِيلَ إلَيكَ ..

‏اللهُ أكبَرُ ، جَلَّ ذَاكَ الأكبَرُ ،
اللهُ أكبَرُ ، وَالوجُودُ يُكَبِّرُ ..

بُحَّتْ بِهَا الأصوَاتُ تَرفَع ذِكرَهُ ،
اللهُ أعظَمُ فِي عُلاهُ وأكبَرُ ..

الحمدان
07-03-2022, 09:05 PM
خَليلَيَّ عوجا بِنا ساعَةً
نُحَيِّ الرُسومَ وَنُؤيَ الطَلَل

وَنَبكِ وَهَل يَرجِعَنَّ البُكا
عَلَينا زَمانا لَنا قَد تَوَل

لَيالِيَ سُعدى لَنا خُلَّةٌ
تُواصِلُ في وُدِّنا مَن نَصِل

وَتَجلو كَمُزنَةِ غَيثٍ لَها
غَفائِرُ تَكسو البِطاحَ النَفَل

إِذا ما مَشَت بَينَ أَترابِها
كَمِثلِ الإِراخِ يَطَأنَ الوَحَل

كَأَنَّ سَوابِلَ مَصيُوفَةٍ
أَقامَ بِها كُلُّ وَحشٍ هَمَل

سَوافِرُ قَد زانَهُنَّ العَبيرُ
مَعَ المِسكِ مُغتَنِماتُ الطَفَل

فَفاجَأنَني غَيرَ ذي غِرَّةٍ
شَديدَ الفَقارَةِ بَعدَ النَهَل

فَحَيَّيتُهُنَّ وَحَيَّينَني
وَعَزَّ الفِراقُ عَلَينا وَجَل


عمر بن أبي ربيعة

الحمدان
07-03-2022, 09:06 PM
مِن عاشِقٍ كَلِفِ الفُؤادِ مُتَيَّمِ
يُهدي السَلامَ إِلى المَليحَةِ كُلثُمِ

وَيَبوحُ بِالسِرِّ المَصونِ وَبِالهَوى
يُدري لِيُعلِمَها بِما لَم تَعلَمِ

كَي لا تَشُكَّ عَلى التَجَنُّبِ أَنَّها
عِندي بِمَنزِلَةِ المُحِبِّ المُكرَمِ

أَخَذَت مِنَ القَلبِ العَميدِ بِقُوَّةٍ
وَمِنَ الوِصالِ بِمَتنِ حَبلٍ مُبرَمِ

وَتَمَكَّنَت في النَفسِ حَيثُ تَمَكَّنَت
نَفسُ المُحِبِّ مِنَ الحَبيبِ المُغرَمِ

وَلَقَد قَرَأتُ كِتابَها فَفَهِمتُهُ
لَو كانَ غَيرَ كِتابَها لَم أَفهَمِ

عَجَمَت عَلَيهِ بِكَفِّها وَبَنانِها
مِن ماءِ مُقلَتِها بِغَيرِ المُعجَمِ

وَمَشى الرَسولُ بِحاجَةٍ مَكتومَةٍ
لَولا مَلاحَةُ بَعضِها لَم تُكتَمِ

في غَفلَةٍ مِمَّن نُحاذِرُ قَولَهُ
وَسَوادِ لَيلٍ ذي دَواجٍ مُظلِمِ

ديني وَدينُكِ يا كُليثِمُ واحِدٌ
نَرفُض وَقَيتُكِ دينَنا أَو نُسلِمِ


عمر بن أبي ربيعة

الحمدان
07-03-2022, 09:07 PM
رَأَيتُ بِجَنبِ الخَيفِ هِنداً فَراقَني
لَها جيدُ ريمٍ زَيَّنَتهُ الصَرائِمُ

وَذو أُشُرٍ عَذبٌ كَأَنَّ نَباتَهُ
جَنى أُقحُوانٍ نَبتُهُ مُتَناعِمُ

نَظَرتُ إِلَيها بِالمُحَصَّبِ مِن مِنىً
وَلي نَظَرٌ لَولا التَحَرُّجُ عارِمُ

فَقُلتُ أَشَمسٌ أَم مَصابيحُ بَيعَةٍ
بَدَت لَكَ تَحتَ السِجفِ أَم أَنتَ حالِمُ

مُهَفهَفَةٌ غَرّاءُ صُفرٌ وِشاحُها
وَفي المِرطِ مِنها أَهيَلٌ مُتَراكِمُ

بَعيدَةُ مَهوى القُرطِ إِمّا لِنَوفَلٍ
أَبوها وَإِمّا عَبدُ شَمسٍ وَهاشِمُ

وَمَدَّ عَلَيها السَجفَ يَومَ لَقيتُها
عَلى عَجَلٍ تُبّاعُها وَالخَوادِمُ

فَلَم أَستَطِعها غَيرَ أَن قَد بَدا لَنا
عَشِيَّةَ راحَت كَفُّها وَالمَعاصِمُ

مَعاصِمُ لَم تَضرِب عَلى البَهمِ بِالضُحى
عَصاها وَوَجهٌ لَم تَلُحهُ السَمائِمُ

نَضيرٌ تَرى فيهِ أَساريعَ مائِهِ
صَبيحٌ تُغاديهِ الأَكُفُّ النَواعِمُ

إِذا ما دَعَت أَترابَها فَاِكتَنَفنَها
تَمايَلنَ أَو مالَت بِهِنَّ المَآكِمُ

طَلَبنَ الصِبا حَتّى إِذا ما أَصَبنَهُ
نَزَعنَ وَهُنَّ المُسلِماتُ الظَوالِمُ

فَذَكَّرتُها داءً قَديماً مُخامِراً
تَقَطَّعَ مِنهُ إِن ذَكَرنَ الحَيازِمُ

وَقُربُكِ لا يُجدى عَلَيَّ وَنَأيُكُم
جَوىً داخِلٌ في القَلبِ يا هِندُ لازِمُ

فَإِن بِنتِ كَدَّرتِ المَعاشَ صَبابَةً
وَإِن تَصقَبي فَالقَلبِ حَيرانُ هائِمُ

وَقَد زَعَمَت أَنَّ الَّذي وَجَدَت بِنا
مُقيمٌ لَنا في أَسوَدِ القَلبِ دائِمُ


عمر بن أبي ربيعة

الحمدان
07-04-2022, 09:27 PM
نَصَحتُ فَأَخلَصتُ النَصيحَةَ لِلفَضلِ
وَقُلتُ فَسَيَّرتُ المَقالَةَ في الفَضلِ

أَلا إِنَّ في الفَضلِ اِبنِ سَهلٍ لَعِبرَةً
إِنِ اِعتَبَرَ الفَضلُ اِبنُ مَروانَ بِالفَضلِ

وَفي اِبنِ الرَبيعِ الفَضلِ لِلفَضلِ زاجِرٌ
إِنِ اِزدَجَرَ الفَضلُ اِبنُ مَروانَ بِالفَضلِ

وَلِلفَضلِ في الفَضلِ اِبنِ يَحيى مَواعِظٌ
إِنِ اِتَّعَظَ الفَضلُ اِبنُ مَروانَ بِالفَضلِ

إِذا ذُكِروا يَوماً وَقَد صِرتَ رابِعاً
ذُكِرتَ بِقَدرِ السَعيِ مِنكَ إِلى الفَضلِ

فَأَبقِ جَميلاً مِن حَديثٍ تَفُز بِهِ
وَلا تَدَعِ الإِحسانَ وَالأَخذَ بِالفَضلِ

فَإِنَّكَ قَد أَصبَحتَ لِلمُلكِ قَيِّماً
وَصِرتَ مَكانَ الفَضلِ وَالفَضلِ وَالفَضلِ

وَلَم أَرَ أَبياتاً مِنَ الشِعرِ قَبلَها
جَميعُ قَوافيها عَلى الفَضلِ وَالفَضلِ

وَلَيسَ لَها عَيبٌ إِذا هِيَ أُنشِدَت
سِوى أَنَّ نُصحي الفَضلَ كانَ مِنَ الفَضلِ



دعبل الخزاعي

الحمدان
07-04-2022, 09:28 PM
نَعَوني وَلَمّا يَنعَني غَيرُ شامِتٍ
وَغَيرُ عَدُوٍّ قَد أُصيبَت مَقاتِلُه

يَقولونَ إِن ذاقَ الرَدى ماتَ شِعرُهُ
وَهَيهاتَ عُمرُ الشِعرِ طالَت طَوائِلُه

وَهَب شِعرَهُ إِن ماتَ ماتَ فَأَينَ ما
تَحَمَّلَهُ الراوُونَ وَالخَطُّ حابِلُه

سَأَقضي بِبَيتٍ يَحمَدُ الناسُ أَمرَهُ
وَيَكثُرُ مِن أَهلِ الرِوايَةِ حامِلُه

يَموتُ رَديءُ الشِعرِ مِن قَبلِ أَهلِهِ
وَجَيِّدُهُ يَبقى وَإِن ماتَ قائِلُه



دعبل الخزاعي

الحمدان
07-04-2022, 09:28 PM
تَوَلّى طاهِرٌ مِن بَعدِ أَن قَد
أَقامَ فَلا يُسامُ وَلا يَسومُ

وَأَبقى بَعدَهُ فينا ثَلاثاً
عَجائِبَ تُستَخَفُّ لَها الحُلومُ

ثَلاثَةُ أَعبُدٍ لِأَبٍ وَأُمٍّ
تَمَيَّزُ عَن ثَلاثَتِهِم أَرومُ

فَبَعضُهُمُ يَقولُ قُرَيشُ قَومي
وَتَدفَعُهُ المَوالي وَالصَميمُ

وَبَعضٌ في خُزاعَةَ مُنتَماهُ
وَلاءٌ غَيرُ مَجهولٍ قَديمُ

وَبَعضُهُمُ يَهَشُّ لِآلِ كِسرى
وَيَزعُمُ أَنَّهُ عِلجٌ لَئيمُ

لَقَد كَثُرَت مَناسِبُهُم عَلَينا
فَكُلُّهُمُ عَلى حالٍ زَنيمُ


دعبل الخزاعي

الحمدان
07-05-2022, 12:55 PM
أَتَيناكَ يا خَيرَ البَرِيَّةِ كُلِّها
لِتَرحَمَنا مِمّا لَقينا مِنَ الأَزلِ

أَتَيناكَ وَالعَذراءُ يَدمى لَبانُها
وَقَد ذَهِلَت أُمُّ الصَبِيِّ عَنِ الطِفلِ

وَأَلقى تَكَنّيهِ الشُجاعُ اِستِكانَةً
مِنَ الجوعِ صُمتاً لا يُمِرُّ وَلا يُحلي

وَلا شَيءَ مِمّا يَأكُلُ الناسُ عِندَنا
سِوى العِلهَزِ العامِيِّ وَالعَبهَرِ الفَسلِ

وَلَيسَ لَنا إِلّا إِلَيكَ فِرارُنا
وَأَينَ يَفِرُّ الناسُ إِلّا إِلى الرُسلِ

فَإِن تَدعُ بِالسُقيا وَبِالعَفوِ تُرسِلِ ال
سَماءُ لَنا وَالأَمرُ يَبقى عَلى الأَصلِ


لبيد بن ربيعة

الحمدان
07-05-2022, 03:15 PM
أَلا تَسأَلانِ المَرءَ ماذا يُحاوِلُ
أَنَحبٌ فَيُقضى أَم ضَلالٌ وَباطِلُ

حَبائِلُهُ مَبثوثَةٌ بِسَبيلِهِ
وَيَفنى إِذا ما أَخطَأَتهُ الحَبائِلُ

إِذا المَرءُ أَسرى لَيلَةً ظَنَّ أَنَّهُ
قَضى عَمَلاً وَالمَرءُ ما عاشَ عامِلُ

فَقولا لَهُ إِن كانَ يَقسِمُ أَمرَهُ
أَلَمّا يَعِظكَ الدَهرُ أُمُّكَ هابِلُ

فَتَعلَمَ أَن لا أَنتَ مُدرِكُ ما مَضى
وَلا أَنتَ مِمّا تَحذَرُ النَفسُ وائِلُ

فَإِن أَنتَ لَم تَصدُقكَ نَفسُكَ فَاِنتَسِب
لَعَلَّكَ تَهديكَ القُرونُ الأَوائِلُ

فَإِن لَم تَجِد مِن دونِ عَدنانَ باقِياً
وَدونَ مَعَدٍّ فَلتَزَعكَ العَواذِلُ

أَرى الناسَ لا يَدرونَ ما قَدرُ أَمرِهِم
بَلى كُلُّ ذي لُبٍّ إِلى اللَهِ واسِلُ

أَلا كُلُّ شَيءٍ ما خَلا اللَهَ باطِلُ
وَكُلُّ نَعيمٍ لا مَحالَةَ زائِلُ

وَكُلُّ أُناسٍ سَوفَ تَدخُلُ بَينَهُم
دُوَيهِيَةٌ تَصفَرُّ مِنها الأَنامِلُ

وَكُلُّ اِمرِئٍ يَوماً سَيَعلَمُ سَعيَهُ
إِذا كُشِّفَت عِندَ الإِلَهِ المَحاصِلُ

لِيَبكِ عَلى النُعمانِ شَربٌ وَقَينَةٌ
وَمُختَبِطاتٌ كَالسَعالي أَرامِلُ

لَهُ المُلكُ في ضاحي مَعَدٍّ وَأَسلَمَت
إِلَيهِ العِبادُ كُلُّها ما يُحاوِلُ

إِذا مَسَّ أَسآرَ الطُيورِ صَفَت لَهُ
مُشَعشَعَةٌ مِمّا تُعَتِّقُ بابِلُ

عَتيقُ سُلافاتٍ سَبَتها سَفينَةٌ
تَكُرُّ عَلَيها بِالمِزاجِ النَياطِلُ

بِأَشهَبَ مِن أَبكارِ مُزنِ سَحابَةٍ
وَأَريِ دَبورٍ شارَهُ النَحلَ عاسِلُ

تَكُرُّ عَلَيهِ لا يُصَرِّدُ شُربَهُ
إِذا ما اِنتَشى لَم تَحتَضِرهُ العَواذِلُ

عَلى ما تُريهِ الخَمرُ إِذ جاشَ بَحرُهُ
وَأَوشَمَ جودٌ مِن نَداهُ وَوابِلُ

فَيَوماً عُناةٌ في الحَديدِ يَفُكُّهُم
وَيَوماً جِيادٌ مُلجَماتٌ قَوافِلُ

عَلَيهِنَّ وِلدانُ الرِهانِ كَأَنَّها
سَعالٍ وَعِقبانٌ عَلَيها الرَحائِلُ

إِذا وَضَعوا أَلبادَها عَن مُتونِها
وَقَد نَضَحَت أَعطافُها وَالكَواهِلُ

يُلاقونَ مِنها فَرطَ حَدٍّ وَجُرأَةٍ
إِذا لَم تُقَوِّم دَرأَهُنَّ المَساحِلُ

وَيَوماً مِنَ الدُهمِ الرِغابِ كَأَنَّها
أَشاءٌ دَنا قِنوانُهُ أَو مَجادِلُ

لَها حَجَلٌ قَد قَرَّعَت مِن رُؤوسِهِ
لَها فَوقَهُ مِمّا تَحَلَّبُ واشِلُ

بِذي حُسَمٍ قَد عُرِّيَت وَيَزينُها
دِماثُ فُلَيجٍ رَهوُها فَالمَحافِلُ

وَأَسرَعَ فيها قَبلَ ذَلِكَ حِقبَةً
رُكاحٌ فَجَنبا نُقدَةٍ فَالمَغاسِلُ

فَإِنَّ اِمرَأً يَرجو الفَلاحَ وَقَد رَأى
سَواماً وَحَيّاً بِالأُفاقَةِ جاهِلُ

غَداةَ غَدَوا مِنها وَآزَرَ سَربَهُم
مَواكِبَ تُحدى بِالغَبيطِ وَجامِلُ

وَيَومَ أَجازَت قُلَّةَ الحَزنِ مِنهُمُ
مَواكِبُ تَعلو ذا حُسىً وَقَنابِلُ

عَلى الصَرصَرانِيّاتِ في كُلِّ رِحلَةٍ
وَسوقٌ عِدالٌ لَيسَ فيهِنَّ مائِلُ

تُساقُ وَأَطفالُ المُصيفِ كَأَنَّها
حَوانٍ عَلى أَطلائِهِنَّ مَطافِلُ

حَقائِبُهُم راحٌ عَتيقٌ وَدَرمَكٌ
وَرَيطٌ وَفاثورِيَّةٌ وَسَلاسِلُ

وَما نَسَجَت أَسرادَ داوُدَ وَاِبنِهِ
مُضاعَفَةً مِن نَسجِهِ إِذ يُقابِلُ

وَكانَت تُراثاً مِنهُما لِمُحَرِّقٍ
طَحونٌ كَأَنَّ البَيضَ فيها الأَعابِلُ

إِذا ما اِجتَلاها مَأزِقٌ وَتَزايَلَت
وَأَحكَمَ أَضغانَ القَتيرِ الغَلائِلُ

أَوَت لِلشِياحِ وَاِهتَدى لِصَليلِها
كَتائِبُ خُضرٌ لَيسَ فيهِنَّ ناكِلُ

كَأَركانِ سَلمى إِذ بَدَت وَكَأَنَّها
ذُرى أَجَإٍ إِذ لاحَ فيها مُواسِلُ

وَبيضٍ تَرَبَّتها الهَوادِجُ حِقبَةً
سَرائِرُها وَالمُسمِعاتُ الرَوافِلُ

تَروحُ إِذا راحَ الشَروبُ كَأَنَّها
ظِباءُ شَقيقٍ لَيسَ فيهِنَّ عاطِلُ

يُجاوِبنَ بُحّاً قَد أُعيدَت وَأَسمَحَت
إِذا اِحتَثَّ بِالشِرعِ الدِقاقِ الأَنامِلُ

يُقَوِّمُ أولاهُم إِذا اِعوَجَّ سِربُهُم
مَواكِبُ وَاِبنُ المُنذِرينَ الحُلاحِلُ

تَظَلُّ رَواياهُم تَبَرَّضنَ مَنعِجاً
وَلَو وَرَدَتهُ وَهوَ رَيّانُ سائِلُ

فَلا قَصَبُ البَطحاءِ نَهنَهَ وِردَهُم
بِرِيٍّ وَلا العادِيُّ مِنهُ العُدامِلُ

وَما كادَ غُلّانُ الشُرَيفِ يَسَعنَهُم
بِحَلَّةِ يَومٍ وَالشُروجُ القَوابِلُ

وَمُصعَدُهُم كَي يَقطَعوا بَطنَ مَنعِجٍ
فَضاقَت بِهِم ذَرعاً خَزازٌ وَعاقِلُ

فَبادوا فَما أَمسى عَلى الأَرضِ مِنهُمُ
لَعَمرُكَ إِلّا أَن يُخَبَّرَ سائِلُ

كَأَن لَم يَكُن بِالشِرعِ مِنهُم طَلائِعٌ
فَلَم تَرعَ سَحّاً في الرَبيعِ القَنابِلُ

وَبِالرَسِّ أَوصالٌ كَأَنَّ زُهاءَها
ذِوى الضَمرِ لَمّا زالَ عَنها القَبائِلُ

وَغَسّانُ ذَلَّت يَومَ جِلَّقَ ذِلَّةً
بِسَيِّدِها وَالأَريَحِيُّ المُنازِلُ

رَعى خَرَزاتِ المُلكِ عِشرينَ حِجَّةً
وَعِشرينَ حَتّى فادَ وَالشَيبُ شامِلُ

وَأَمسى كَأَحلامِ النِيامِ نَعيمُهُم
وَأَيُّ نَعيمٍ خِلتَهُ لا يُزايِلُ

تَرُدُّ عَلَيهِم لَيلَةٌ أَهلَكَتهُمُ
وَعامٌ وَعامٌ يَتبَعُ العامَ قابِلُ


لبيد بن ربيعة

الحمدان
07-05-2022, 10:36 PM
أَلا لَيتَ رَيعانَ الشَبابِ جَديدُ
وَدَهراً تَوَلّى يا بُثَينَ يَعودُ

فَنَبقى كَما كُنّا نَكونُ وَأَنتُمُ
قَريبٌ وَإِذ ما تَبذُلينَ زَهيدُ

وَما أَنسَ مِنَ الأَشياءِ لا أَنسَ قَولَها
وَقَد قُرِّبَت نَضوي أَمِصرَ تُريدُ

وَلا قَولَها لَولا العُيونُ الَّتي تَرى
لَزُرتُكَ فَاِعذُرني فَدَتكَ جُدودُ

خَليلَيَّ ما أَلقى مِنَ الوَجدِ باطِنٌ
وَدَمعي بِما أُخفي الغَداةَ شَهيدُ

أَلا قَد أَرى وَاللَهِ أَن رُبَّ عُبرَةٍ
إِذا الدار شَطَّت بَينَنا سَتَزيدُ

إِذا قُلتُ ما بي يا بُثَينَةُ قاتِلي
مِنَ الحُبِّ قالَت ثابِتٌ وَيَزيدُ

وَإِن قُلتُ رُدّي بَعضَ عَقلي أَعِش بِهِ
تَوَلَّت وَقالَت ذاكَ مِنكَ بَعيدُ

فَلا أَنا مَردودٌ بِما جِئتُ طالِباً
وَلا حُبُّها فيما يَبيدُ يَبيدُ

جَزَتْكِ الجَوازي يا بُثَينَ سَلامَةً
إِذا ما خَليلٌ بانَ وَهُوَ حَميدُ

وَقُلْتُ لَها بَيني وَبَينَكِ فَاِعلَمي
مِنَ اللَهِ ميثاقٌ لَهُ وَعُهودُ

وَقَد كانَ حُبّيكُم طَريفاً وَتالِداً
وَما الحُبُّ إِلّا طارِفٌ وَتَليدُ

وَإِنَّ عَروضَ الوَصلِ بَيني وَبَينَها
وَإِن سَهَّلَتهُ بِالمُنى لَكَؤودُ

وَأَفنَيتُ عُمري بِاِنتِظارِيَ وَعدَها
وَأَبلَيتُ فيها الدَهرَ وَهوَ جَديدُ

فَلَيتَ وُشاةَ الناسِ بَيني وَبَينَها
يَدوفُ لَهُم سُمّاً طَماطِمُ سودُ

وَلَيتَهُمُ في كُلِّ ممسىً وَشارِقٍ
تُضاعفُ أَكبالٌ لَهُم وَقُيودُ

وَيَحسَبُ نِسوانٌ مِنَ الجَهلِ أَنَّني
إِذا جِئتُ إِيّاهُنَّ كُنتُ أُريدُ

فَأَقسِمُ طَرفي بَينَهُنَّ فَيَستَوي
وَفي الصَدرِ بَونٌ بَينَهُنَّ بَعيدُ

أَلا لَيتَ شِعري هَل أَبيتَنَّ لَيلَةً
بِوادي القُرى إِنّي إِذَن لَسَعيدُ

وَهَل أَهبِطَن أَرضاً تَظَلُّ رِياحُها
لَها بِالثَنايا القاوِياتِ وَئيدُ

وَهَل أَلقَيَن سُعدى مِنَ الدَهرِ مَرَّةً
وَما رَثَّ مِن حَبلِ الصَفاءِ جَديدُ

وَقَد تَلتَقي الأَشتاتُ بَعدَ تَفَرُّقٍ
وَقَد تُدرَكُ الحاجاتُ وَهيَ بَعيدُ

وَهَل أَزجُرَن حَرفاً عَلاةً شِمِلَّةً
بِخَرقٍ تُباريها سواهِمُ قودُ

عَلى ظَهرِ مَرهوبٍ كَأَنَّ نَشوزَهُ
إِذا جازَ هُلّاكُ الطَريقِ رُقودُ

سَبَتني بِعَينَي جُؤذُرٍ وَسطَ رَبرَبٍ
وَصَدرٌ كَفاثورِ اللُجَينِ وَجيدُ

تَزيفُ كَما زافَت إِلى سَلِفاتِها
مُباهِيَةٌ طَيَّ الوِشاحِ مَيودُ

إِذا جِئتُها يَوماً مِنَ الدَهرِ زائِراً
تَعَرَّضَ مَنفوضُ اليَدَينِ صَدودُ

يَصُدّ وَيُغضي عَن هَوايَ وَيَجتَني
ذَنوباً عَلَيها إِنَّهُ لَعَنودُ

فَأَصرِمُها خَوفاً كَأَنّي مُجانِبٌ
وَيَغفلُ عَنّا مَرَّةً فَنَعودُ

وَمَن يُعطَ في الدُنيا قَريناً كَمِثلِها
فَذَلِكَ في عَيشِ الحَياةِ رَشيدُ

يَموتُ الهَوى مِنّي إِذا ما لَقيتُها
وَيَحيا إِذا فارَقتُها فَيَعودُ

يَقولونَ جاهِد يا جَميلُ بِغَزوَةٍ
وَأَيَّ جِهادٍ غَيرُهُنَّ أُريدُ

لِكُلِّ حَديثٍ بَينَهُنَّ بَشاشَةٌ
وَكُلُّ قَتيلٍ عِندَهُنَّ شَهيدُ

وَأَحسَنُ أَيّامي وَأَبهَجُ عيشَتي
إِذا هيجَ بي يَوماً وَهُنَّ قُعودُ

تَذَكَّرتُ لَيلى فَالفُؤادُ عَميدُ
وَشَطَّت نَواها فَالمَزارُ بَعيدُ

عَلِقتُ الهَوى مِنها وَليداً فَلَم يَزَل
إِلى اليَومِ يَنمي حُبُّها وَيَزيدُ

فَما ذُكِرَ الخلّانُ إِلّا ذَكَرتُها
وَلا البُخلُ إِلّا قُلتُ سَوفَ تَجودُ

إِذا فَكَّرَت قالَت قَدِ اِدرَكتُ وُدَّهُ
وَما ضَرَّني بُخلي فَكَيفَ أَجودُ

فَلَو تُكشَفُ الأَحشاءُ صودِفَ تَحتُها
لبَثنَةَ حُبٌّ طارِفٌ وَتَليدُ

أَلَم تَعلَمي يا أُمَّ ذي الوَدعِ أَنَّني
أُضاحِكُ ذِكراكُم وَأَنتِ صَلودُ

فَهَل أَلقَيَن فَرداً بُثَينَةَ لَيلَةً
تَجودُ لَنا مِن وُدِّها وَنَجودُ

وَمَن كانَ في حُبّي بُثَينَةَ يَمتَري
فَبَرقاءُ ذي ضالٍ عَلَيَّ شَهيدُ


جميل بثينه

الحمدان
07-06-2022, 12:19 AM
يحدوك شوق لا يحد مداه
والقلب باركت الهوى يمناه

رحلت بكل الأيام رحلة عاشق
في قلبه شغف بمن يهواه

وركبت من خيل الحنين أعزها
ظهرا فاخرت الزمان خطاه

وعلى جبين الفجر نقش كلما
تهنا تراءى للعيون سناه

أبديت مااخفيت حين رأيته
كم عاشق أبدى الذي أخفاه

بشرى من الدين الحنيف تدفقت
نورا على كل الوجوه تراه

وجرى على البطحاء نهر محبة
تتعانق الأحلام في مجراه

وتصب في بحر الحياة فروعه
فيصير أملح مائه احلاه

صرح من الأمجاد لم تعصف به
ريح الفناء ولا الزمان محاه

في وجه مكة منه اجمل لوحة
وعلى جبين الاخشبين رؤاه

ارأيت مكة حين خاطت ثوبها
من نوره وتلفعت بهداه

وتبرجت ساحاتها وغدا لها
قلب يتوق وأعين وشفاه

وتألقت في كل ثغر بسمة
واستجمع الأمل الجريح قواه


ياأرض مكة والزمان كأنه
طفل تغنى بالمنى شفتاه

يرنو اليك بمقلة لو أنها
نطقت لقالت فوق ماقلناه

ما زلت أسمع فيك صرخة ياسر
يدعو ورحمة ربه تغشاه

مازلت ألمح فيك وجه سمية
وأرى بلالا داعيا مولاه

((أحد )) فتنتفض البقاع وتنتشي
والفجر تهمي بالندى عيناه

وعلى شفاه المشركين تساؤل
مر تنوء بثقله الافواه

هذا اليتيم محمدٌ غرس التقى
حتى نما في أرضكم فجناه

يامكة الخير العميم هنا صفا
وجه الزمان وعاودته مناه

وقصائدي نشوى كأن حروفها
غيد عرفن من الهوى فحواه

والشوق يسري في عروق قصائدي
لحنا فيا طوبى لمن غناه

أحببت مكة حب من في قلبه
روض تعهده الحيا ورعاه

أو لم تكن فيها ولادة أحمد
نبعا فكم من ظاميء أرواه؟

أو لم يذق فيها حراء حلاوة
للوحي ينزل مثمرا أعلاه؟

أو لم تنل بطحاؤها مالم تنل
أرض ومالم تلتفت لسواه؟

نور تدفق في حنايا نفسها
فقضى على ليل الأسى وطواه

يا أرض مكة فوق ثغرك بسمة
نشوى وفي عينيك ماأهواه

أو ماترين الناس كيف تدابروا
في عصرنا وعن الحقيقة تاهوا؟

يسعون في طلب الحياة كأنما
امنوا الزمان وابصروا عقباه

قولي لمن يحيا على أوهامه
لا يعلم الأسرار إلا الله

يا أرض مكة في رحابك راحة
تمحو عن القلب الحزين أساه

شوق تضج به مواطن لهفتي
يارب بلغ من يحب مناه


الأديب الشاعر .. عبدالرحمن العشماوي

الحمدان
07-06-2022, 12:33 AM
‫لا تحسبوا أنّ المناصب باقية‬
أو تحسبوها بالمكارم وافية

عاشر بمعروف فإنك راحلٌ
واترك قلوب الناس نحوك صافية

واذكر من الإحسان كل صغيرة
فالله لا تخفى عليه الخافية

لا منصبٌ يبقى ولا رتبٌ هنا
أحسن فذكرك بالمحاسن كافية

واكتب بخطك إن أردت عبارةً
ربّاه لا شيئًا يساوي العافية

الحمدان
07-06-2022, 08:12 PM
تَـواضَـع تَـكُـن كَـالنِـجـمِ لاحَ لِنـاظِر
بِهِ يُهــتَــدى السـارونَ حَـيـثُ تَـضـيـع

وَرَم خَلقاً في الحُسنِ كَالبَدرِ إِذيرى
عَــلى صَــفــحــاتِ المـاءِ وَهـوَ رَفـيـعُ

وَلا تَــكُ كَــالدُخـانِ يَـعـلو بِـنَـفـسِه
وَلَيــــسَ بِهِ لِلاِنــــتِــــفـــاعِ نُـــزوعُ

وَذو الكِـبَـرِ نَكس كَالبَعوض إِذا عَلا
عَــلى صَــفــحــاتِ الجَــوِّ وَهُــوَ وَضـيـعُ

الحمدان
07-07-2022, 12:46 AM
قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيْبٍ وَمَنْزِلِ
بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ

فَتُوْضِحَ فَالمِقْرَاةِ لم يَعْفُ رَسْمُهَا
لِمَا نَسَجَتْهَا مِنْ جَنُوبٍ وَشَمْأَلِ

تَرَى بَعَرَ الأرْآمِ في عَرَصَاتِهَا
وَقِيْعَانِهَا كَأَنَّهُ حَبُّ فُلْفُلِ

كَأَنِّيْ غَدَاة َ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَّلُوا
لَدَى سَمُرَاتِ الحَيِّ نَاقِفُ حَنْظَلِ

وُقُوْفًا بِهَا صَحْبِيْ عَليََّ مَطِيَّهُمْ
يَقُولُونَ لا تَهْلِكْ أَسًى وَتَجَمَّلِ

وَإِنَّ شِفَائِيْ عَبْرَةٌ مَهَراقَةٌ
فهَلْ عِنْدَ رَسْمٍ دَارِسٍ مِنْ مُعَوَّلِ

كَدَأْبِكَ مِنْ أُمِّ الحُوَيْرِثِ قَبْلَهَـا
وَجَارَتِهَا أُمِّ الرَّبَابِ بِمَأْسَلِ

فَفَاضَتْ دُمُوعُ العَيْنِ مِنِّيْ صَبَابَةً
عَلَى النَّحْرِ حَتَّى بَلَّ دَمْعِيَ مِحْمَلِي

أَلا رُبَّ يَوْمٍ لَكَ مِنْهُنَّ صَالِحٍ
وَلا سِيَّمَا يَوْمٌ بِدَارَةِ جُلْجُلِ

وَيَوْمَ عَقَرْتُ لِلْعَذَارَى مَطِيَّتِيْ
فَيَا عَجَبًا مِنْ رَحْلِهَا المُتَحَمَّلِ

يَظَلُّ العَذَارَى يَرْتَمِيْنَ بِلَحْمِهَا
وَشَحْمٍ كَهُدَّابِ الدِّمَقْسِ المُفَتَّلِ

وَيَوْمَ دَخَلْتُ الخِدْرَ خِدْرَ عُنَيْزَةٍ
فَقَالَتْ لَكَ الوَيْلاتُ إِنَّكَ مُرْجِلِي

تَقُولُ وَقَدْ مَالَ الغَبِيْطُ بِنَا مَعًا
عَقَرْتَ بَعِيْرِيْ يَا امْرَأَ القَيْسِ فَانْزِلِ

فَقُلْتُ لَهَا سِيْرِيْ وَأَرْخِي زِمَامَهُ
وَلا تُبْعِدِيني مِنْ جَنَاكِ المُعَلِّلِ

فَمِثْلِكِ حُبْلَى قَدْ طَرَقْتُ ومُرْضِعًا
فَأَلْهَيْتُهَا عَنْ ذِيْ تَمَائِمَ مُغْيَلِ

إذا ما بَكَى مِنْ خَلْفِهَا انْحَرَفَتْ لَهُ
بِشِقٍّ وَشِقٌّ عِنْدَنَا لم يُحَوَّلِ

وَيَوْمًا عَلَى ظَهْرِ الكَثِيْبِ تَعَذَّرَتْ
عَلَيَّ وَآلَتْ حَلْفَةً لم تَحَلَّلِ

أَفَاطِمُ مَهْلاً بَعْضَ هذا التَّدَلُّلِ
وَإِنْ كُنْتِ قَدْ أَزْمَعْتِ صَرْمِيْ فَأَجْمِلِي

وَإنْ كنتِ قَدْ سَاءَتْكِ مِنِّيْ خَليْقَةٌ
فَسُلِّيْ ثِيَابِيْ مِنْ ثِيَابِكِ تَنْسُلِ

أَغَرَّكِ مِنِّيْ أَنَّ حُبَّكِ قَاتِلِي
وَأَنَّكِ مَهْمَا تَأْمُرِي القَلْبَ يَفْعَلِ

وَمَا ذَرَفَتْ عَيْناكِ إِلا لِتَقْدَحِي
بِسَهْمَيْكِ في أَعْشَارِ قَلْبٍ مُقَتَّلِ

وَبَيْضَةِِ خِدْرٍٍ لا يُرَامُ خِبَاؤُهَا
تَمَتَّعْتُ مِنْ لَهْوٍٍ بِهَا غَيْرَ مُعْجَلِ

تَجَاوَزْتُ أَحْرَاسًا وَأَهْوَالَ مَعْشَرٍاً
عَلَيَّ حِرَاصٍ لَوْ يُشِرُّونَ مَقْتَلِي

إذا ما الثُّرَيَّا في السَّمَاءِ تَعَرَّضَتْ
تَعَرُّضَ أَثْنَاءِ الوِشَاحِ المُفَصَّلِ

فَجِئْتُ وَقَدْ نَضَتْ لنَوْمٍ ثِيَابَهَا
لَدَى السِّتْرِ إِلاَّ لِبْسَةَ المُتَفَضِّلِ

فَقَالَتْ يَمُيْنَ اللهَ ما لَكَ حِيْلَةٌ
وَمَا إِنْ أَرَى عَنْكَ العَمَايَةَ تَنْجَلِي

خَرَجْتُ بِهَا تَمْشِيْ تَجُرُّ وَرَاءَنَا
عَلَى أثَرَيْنَا ذَيْلَ مِرْطٍ مُرَحَّلِ

فَلَمَّا أَجَزْنَا سَاحَةَ الحَيِّ وَانْتَحَى
بِنَا بَطْنُ حِقْفٍ ذِيْ رُكَامٍ عَقَنْقَلِ

إِذَا التَفَتَتْ نَحْوِيْ تَضَوَّعَ رِيْحُهَا
نَسِيْمَ الصَّبَا جَاءَتْ بِرَيَّا القَرَنْفُلِ

إِذَا قُلْتُ هَاتِيْ نَوِّلِيْنِيْ تَمَايَلَتْ
عَلَيَّ هَضِيْمَ الكَشَحِ رَيَّا المُخَلْخَلِ

مُهَفْهَفَةٌ بَيْضَاءُ غَيْرُ مُفاضَةٍ
تَرَائِبُهَا مَصْقُوْلَةٌ كَالسَّجَنْجَلِ

كِبِكْرِ مُقَانَاةِ البَيَاضِ بِصُفْرَةٍ
غَذَاهَا نَمِيْرُ المَاءِ غَيْرِ المُحَلَّلِِ

تَصُدُّ وَتُبْدِيْ عَنْ أَسِيْلٍ وَتَتَّقِيْ
بِنَاظِرَةٍ مِنْ وَحْشِ وَجْرَةَ مُطْفِلِ

وَجِيْدٍ كَجِيْدِ الرِّئْمِ لَيْسَ بِفَاحِشٍ
إِذَا هِيَ نَصَّتْهُ وَلا بِمُعَطَّلِ

وَفَرْعٍ يُغَشِّي المَتْنَ أَسْودَ فَاحِمٍ
أَثِيْثٍ كَقِنْوِ النَّخْلَةِ المُتَعَثْكِلِ

غَدَائِرُهُ مُسْتَشْزِرَاتٌ إلى العُلا
تَضِلُّ المَدَارَى في مُثَنًى وَمُرْسَلِ

وَكَشْحٍ لَطِيْفٍ كَالجَدِيْلِ مُخَصَّرٍ
وَسَاقٍ كَأُنْبُوبِ السَّقِيِّ المُذَلَّلِ

وَتَعْطُو بِرَخْصٍ غَيْرِ شَثْنٍ كَأَنَّهُ
أَسَارِيْعُ ظَبْيٍ أَوْ مَسَاوِيْكُ إِسْحِلِ

تُضِيءُ الظَّلامَ بِالعِشَاءِ كَأَنَّهَا
مَنَارَةُ مُمْسَى رَاهِبٍ مُتَبَتِّلِ

وَتُضْحِيْ فَتِيْتُ المِسْكِ فَوْقَ فِرَاشِهَا
نَؤُوْمُ الضُّحَى لم تَنْتَطِقْ عَنْ تَفَضُّلِ

إِلى مِثْلِهَا يَرْنُو الحَلِيْمُ صَبَابَةً
إِذَا ما اسْبَكَرَّتْ بَيْنَ دِرْعٍ ومِجْوَلِ

تسلت عمايات الرجالِ عن الصّبا
وليسَ صِبايَ عن هواها بمنسل

ألا رُبّ خَصْمٍ فيكِ ألْوَى رَدَدتُه
نصيح على تعذَاله غير مؤتل

وليل كموج البحر أرخى سدولهُ
عليَّ بأنواع الهموم ليبتلي

فَقُلْتُ لَهُ لما تَمَطّى بجوزه
وأردف أعجازا وناء بكلكل

ألا أيّها اللّيلُ الطّويلُ ألا انْجَلي
بصُبْحٍ وما الإصْباحَ فيك بأمثَلِ

فيا لكَ من ليلْ كأنَّ نجومهُ
بكل مغار الفتل شدت بيذبل

كأنَّ الثريا علقت في مصامها
بأمْراسِ كتّانٍ إلى صُمّ جَندَلِ

وَقَدْ أغْتَدي وَالطّيرُ في وُكنُاتُها
بمنجردٍ قيدِ الأوابدِ هيكلِ

مِكَرٍّ مفرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِرٍ معًا
كجلمودِ صخْر حطه السيل من علِ

كميت يزل اللبد عن حال متنه
كما زَلّتِ الصَّفْواءُ بالمُتَنَزّلِ

مسحٍّ إذا ما السابحاتُ على الونى
أثرنَ غبارًا بالكديد المركل

على العقبِ جيَّاش كأن اهتزامهُ
إذا جاش فيه حميُه غَليُ مِرْجلِ

يطيرُ الغلامُ الخفُّ عن صهواته
وَيُلْوي بأثْوابِ العَنيفِ المُثقَّلِ

دَريرٍ كَخُذْروفِ الوَليدِ أمَرّهُ
تقلبُ كفيهِ بخيطٍ مُوصلِ

لهُ أيطلا ظبيٍ وساقا نعامة
وإرخاء سرحانٍ وتقريبُ تتفل

كأن على الكتفين منه إذا انتحى
مَداكَ عَروسٍ أوْ صَرية َ حنظلِ

وباتَ عَلَيْهِ سَرْجُهُ وَلجامُهُ
وباتَ بعيني قائمًا غير مرسل

فعنَّ لنا سربٌ كأنَّ نعاجَه
عَذارَى دَوارٍ في المُلاءِ المُذَيَّلِ

فأدبرنَ كالجزع المفصل بينه
بجيدِ مُعَمٍّ في العَشيرَة ِ مُخْوَلِ

فألحَقَنا بالهادِياتِ وَدُونَهُ
جواحِرها في صرة ٍ لم تزيَّل

فَعادى عِداءً بَينَ ثَوْرٍ وَنَعْجَة ٍ
دِراكًا ولم يَنْضَحْ بماءٍ فيُغسَلِ

فظلّ طُهاة ُ اللّحمِ من بينِ مُنْضِجٍ
صَفيفَ شِواءٍ أوْ قَديرٍ مُعَجَّلِ

ورُحنا وراحَ الطرفُ ينفض رأسه
متى ما تَرَقَّ العينُ فيه تسهل

كأنَّ دماءَ الهادياتِ بنحره
عُصارة ُ حِنّاءٍ بشَيْبٍ مُرْجّلِ

وأنتَ إذا استدبرتُه سدَّ فرجه
بضاف فويق الأرض ليس بأعزل

أحار ترى برقًا كأن وميضه
كلمع اليدينِ في حبي مُكلل

يُضيءُ سَناهُ أوْ مَصَابيحُ راهِبٍ
أهان السليط في الذَّبال المفتَّل

قَعَدْتُ لَهُ وَصُحْبَتي بينَ حامر
وبين إكام بعد ما متأمل

وأضحى يسحُّ الماء عن كل فيقة
يكبُّ على الأذقان دوحَ الكنهبل

وتيماءَ لم يترُك بها جِذع نخلة
وَلا أُطُمًا إلا مَشيدًا بجَنْدَلِ

كأن طمية المجيمر غدوةً
من السَّيلِ والغثاء فَلكة ُ مِغزَلِ

كأنَّ أبانًا في أفانينِ ودقهِ
كَبيرُ أُناسٍ في بِجادٍ مُزَمَّلِ

وَألْقى بصَحْراءِ الغَبيطِ بَعاعَهُ
نزول اليماني ذي العياب المخوَّل

كأنّ سباعًا فيهِ غَرْقَى غدية
بِأرْجائِهِ القُصْوى أنابيشُ عُنْصُلِ

على قَطَنٍ بالشَّيْمِ أيْمَنُ صَوْبهِ
وَأيْسَرُهُ عَلى السّتارِ فَيَذْبُلِ

وَألقى بِبَيسانَ مَعَ اللَيلِ بَركَهُ
فَأنزَلَ مِنهُ العَصمَ مِن كُلِّ مَنزِلِ


امرؤ القيس

الحمدان
07-08-2022, 12:54 AM
هو الطللُ العافي ، وهاتا مَعَالِمُهْ
فَبُحْ بهوى منْ أنت في القلبِ كاتمه

وقد كنتَ ذا علمٍ بما يصنع الهوى
وما جاهلٌ شيئاً كمن هو عالمه

ومن ذاق طعم الحب مثلي ، فإنهُ
عليمٌ بأن الحبَّ مُرٌ مطاعمه

وما الغادة الحسناءُ صيدت وإنما
أُذٍيل من الدمع المصون كَرَائمه

وما العيس سارتْ بالجآذر ، غُدْوَةً
ألا إنما صبري استقلت عزائمه

وليس بذي وجدٍ فتىً كتم الهوى ،
وليس بصبٍ من ثنته لوائمه

وقفنا فسَقَّيْنَا المنازلَ أدمُعاً
هي الوبل ، والأجفان منها غمائمه

وما الدمعُ يوماً ، ناقعاً مِنْ صبابةٍ
ولو فاض حتى يملأ الأرض ساجمه

وكان عظيماً عندي الهجرُ مرةً
فلما رأيت البينَ هانت عظائمه

وقد كان تنعاب الغراب مُخبراً
بوشكِ فراقٍ ، أو حبيبٍ نصارمه

فما لِغراب البين - لا درَّ دَرُّهُ !-
ولا حملته رِيشُهُ وقوادمه

وما لِجمال الحي ، يومَ تحملوا
تولت بمن زان الحُلي معاصمه

لقد جارت الأيام فينا بحكمها
ومن ينصف المظلوم والخصم حاكمه

وكيف تُرجى للكريم إفاقةٌ
إذا ما غدا يوماً وآسيه كالمه؟

ومن سالمَ الأيام وانقاد طوعها
فليس عجيباً أن تلين صلادمه

فإني رأيت الدهر أجور حاكمٍ
سواءٌ مُعاديه ، معاً ، ومسالمه

سل الدهر عني : هل خضعت لحكمه؟
وهل راعني أصلاله وأراقمه !؟

وهل موضعٌ في البر ما جُبتُ أرضهُ
ولا وطِئته من بعيري مناسمه؟

ولا شسعت لما وردتُ نُجُودُهُ،
ولا بعدتْ أغوارهُ وتهائمه؟

وما صحبتني قطُّ ، إلا مطيتي
وعضبُ حُسامٍ مخذمُ الحد صارمهُ

وإن انفراد المرءِ في كل مشهدٍ
لخير من استصحاب من لا يلائمه

إذا نزل الخطبُ الجليل فإننا
نُصابرهُ حتى تضيق حيازمه

وإن جاءنا عافٍ فإنَّا معاشرٌ
نُشاطرهُ أموالنا ونُقاسمه

بنينا من العلياء مجداً مُشيداً
وما شائدٌ مجداً كمن هو هادمه

سلِ المجد عنا يعلمُ المجدُ أننا
بِنا أُطِّدت أركانه ودعائمه

أخي ، وابن عمي ( يا ابن نصرٍ ) نداء من
أقيمت لِطولِ الهجر منك مآتمه

أودُّك وُداً لا الزمان يبيدهُ ،
ولا النأي يفنيه ولا الهجر صارمه

ولو رمتَ يوماً أن تَرِيمَ صبابتي
إليك ، أزال الشوق ما أنا رائِمه

فواعجباً للسيف ، لما انتضيته

من الجفن لم يورق بكفك قائمه !

وواعجباً للطرف ، لما ركبته
غداة الوغى كيف استقلت قوائمه

بليثٍ ، إذا ما الليث حاد عن الوغى
وغيثٍ ، إذا ما الغيث أكْدتْ سواجمه

تعلمْ _ أقيك السوءَ _ أن مدامعي
لبُعدك ، مثل العِقد أوهاه ناضمه

وإني ، مذ زُمتْ ركابك للنوى ،
شديدُ اشتياقِ عازب القلبِ هائمه


أبو فراس الحمداني

الحمدان
07-08-2022, 10:50 PM
عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ
بِما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ

أَمّا الأَحِبَّةُ فَالبَيداءُ دونَهُمُ
فَلَيتَ دونَكَ بيداً دونَها بيدُ

لَولا العُلى لَم تَجُب بي ما أَجوبُ بِها
وَجناءُ حَرفٌ وَلا جَرداءُ قَيدودُ

وَكانَ أَطيَبَ مِن سَيفي مُضاجَعَةً
أَشباهُ رَونَقِهِ الغيدُ الأَماليدُ

لَم يَترُكِ الدَهرُ مِن قَلبي وَلا كَبِدي
شَيْئاً تُتَيِّمُهُ عَينٌ وَلا جيدُ

يا ساقِيَيَّ أَخَمرٌ في كُؤوسِكُما
أَم في كُؤوسِكُما هَمٌّ وَتَسهيدُ

أَصَخرَةٌ أَنا مالي لا تُحَرِّكُني
هَذي المُدامُ وَلا هَذي الأَغاريدُ

إِذا أَرَدتُ كُمَيتَ اللَونِ صافِيَةً
وَجَدتُها وَحَبيبُ النَفسِ مَفقودُ

ماذا لَقيتُ مِنَ الدُنيا وَأَعجَبُهُ
أَنّي بِما أَنا باكٍ مِنهُ مَحسودُ

أَمسَيتُ أَروَحَ مُثرٍ خازِناً وَيَداً
أَنا الغَنِيُّ وَأَموالي المَواعيدُ

إِنّي نَزَلتُ بِكَذّابينَ ضَيفُهُمُ
عَنِ القِرى وَعَنِ التَرحالِ مَحدودُ

جودُ الرِجالِ مِنَ الأَيدي وَجودُهُمُ
مِنَ اللِسانِ فَلا كانوا وَلا الجودُ

ما يَقبِضُ المَوتُ نَفساً مِن نُفوسِهِمُ
إِلّا وَفي يَدِهِ مِن نَتنِها عودُ

مِن كُلِّ رِخوِ وِكاءِ البَطنِ مُنفَتِقٍ
لا في الرِحالِ وَلا النِسوانِ مَعدودُ

أَكُلَّما اِغتالَ عَبدُ السوءِ سَيِّدَهُ
أَو خانَهُ فَلَهُ في مِصرَ تَمهيدُ

صارَ الخَصِيُّ إِمامَ الآبِقينَ بِها
فَالحُرُّ مُستَعبَدٌ وَالعَبدُ مَعبودُ

نامَت نَواطيرُ مِصرٍ عَن ثَعالِبِها
فَقَد بَشِمنَ وَما تَفنى العَناقيدُ

العَبدُ لَيسَ لِحُرٍّ صالِحٍ بِأَخٍ
لَو أَنَّهُ في ثِيابِ الحُرِّ مَولودُ

لا تَشتَرِ العَبدَ إِلّا وَالعَصا مَعَهُ
إِنَّ العَبيدَ لَأَنجاسٌ مَناكيدُ

ما كُنتُ أَحسَبُني أَحيا إِلى زَمَنٍ
يُسيءُ بي فيهِ كَلبٌ وَهوَ مَحمودُ

وَلا تَوَهَّمتُ أَنَّ الناسَ قَد فُقِدوا
وَأَنَّ مِثلَ أَبي البَيضاءِ مَوجودُ

وَأَنَّ ذا الأَسوَدَ المَثقوبَ مِشفَرُهُ
تُطيعُهُ ذي العَضاريطُ الرَعاديدُ

جَوعانُ يَأكُلُ مِن زادي وَيُمسِكُني
لِكَي يُقالَ عَظيمُ القَدرِ مَقصودُ

إِنَّ اِمرَءً أَمَةٌ حُبلى تُدَبِّرُهُ
لَمُستَضامٌ سَخينُ العَينِ مَفؤودُ

وَيلُمِّها خُطَّةً وَيلُمِّ قابِلِها
لِمِثلِها خُلِقَ المَهرِيَّةُ القودُ

وَعِندَها لَذَّ طَعمَ المَوتِ شارِبُهُ
إِنَّ المَنِيَّةَ عِندَ الذُلِّ قِنديدُ

مَن عَلَّمَ الأَسوَدَ المَخصِيَّ مَكرُمَةً
أَقَومُهُ البيضُ أَم آبائُهُ الصيدُ

أَم أُذنُهُ في يَدِ النَخّاسِ دامِيَةً
أَم قَدرُهُ وَهوَ بِالفَلسَينِ مَردودُ

أَولى اللِئامِ كُوَيفيرٌ بِمَعذِرَةٍ
في كُلِّ لُؤمٍ وَبَعضُ العُذرِ تَفنيدُ

وَذاكَ أَنَّ الفُحولَ البيضَ عاجِزَةٌ
عَنِ الجَميلِ فَكَيفَ الخِصيَةُ السودُ


المتنبي

الحمدان
07-09-2022, 10:27 PM
أرى تحت الرماد وميض جمر
ويوشك أن يكون له ضرام

فإنّ النار بالعود بن تذكى
وإن الشرّ مبدؤُهُ كلام

فإن لم يطفئوها تجن حربا
مشمّرة يشيب لها الغلام

وقلت من التعجب ليت شعري
أأيقاظٌ أميّة أم نيام

فإن يقظت فذاك بقاء ملك
وإن رقدت فأنى لا ألام

فإن يك اصبحوا وثووا نياما
فقل قوموا فقد حان القيام

فغرّى عن رحالك ثم قولي
على الإسلام والعرب السلام


نصر بن سيار

الحمدان
07-11-2022, 11:10 PM
أنا ابنُ مَحكانَ أخوالي بنو مَطرٍ
أُنمىَ إليهم وكانوا مَعشراً نُجُبَا

المطعمينَ إذَا هَبَّت شأميةً
شَحمَ السَّنام إذ مادرُّها جَذَبَا

أقولُ والضَيف مُخشِيٌّ ذِمامَتهُ
على الكريم وَحَقُّ الضَّيفِ قَد وَجَبَا

يا ربَّةَ البيت قُومي غَير صاغرةٍ
ضُمِّي إليكِ رِحالَ القَومِ والقُربا

في ليلةٍ مِن جُمادَى ذَاتِ أَندِيةٍ
لا يُبصر الكلبُ من ظلمائها الطُنُبا

لا يَنبحُ الكلبُ فيها غيرَ واحدةٍ
حتى يلُفَّ على خَيشُومِهِ الذَّنبا

ماذَا ترينَ أَنُدنِيهم لأرحُلِنا
في جانب البيت أم نبني لهم قُببا

لمرملِ الزّادِ مَعنيٍّ بِحَاجتِهِ
من كان يكرَهُ ذَمًّا أو يقي حَسَبا

وَقُمتُ مُستبطِناً سَيفي فأَعرضَ لي
مثلَ المجادلِ كومٌ برّكت حَسَبا

فصادَفَ السَّيفُ منها ساقَ مُتلِيةٍ
جَلسٍ فَصَادَفَ منه ساقها عطبا

زيَّافَةٍ بنت زيّافٍ مُذكَّرةٍ
لمّا نَعوها لراعي سَرحِنا انتحبا

أمطَيتُ جازِرَنا أعلى سناسِنِها
فصار جَازِرُنا من فوقِها قَتَبا

يُنَشنِشُ الجلدَ عنه وهي باركةٌ
كما تُنِشنشُ كفَّا فَاتل سلبا

نَصَبتُ قِدري لهم والأرض قَد يبِسَت
من الصَّقِيع مِلاَءً جِدَّةً قُشُبا

لها أزيزٌ يزيل اللّحمَ أَرمَلهُ
عن العظام إذا ما استحمَشَت غَضَبا

ترمي الصُّلاَة بنَبلٍ غيرِ طائشةٍ
وَفقاً إِذا أَنَسَت من تحتها لهبا

زيّافَةٌ مثلَ جَوف الفيل مُجفرة
لو يُقذَفُ الرألُ في حيزومها ذهبا

حتى إذا ما قَضَى الأضيافُ حاجتَهُم
لم يجفُ غائِرُها عُجماً ولا عَرَبا

وقُلتُ لما غَدَوا أُوصِي قعيدتَنا
غَذِّي بَنِيكن فلن تَلقيهم حِقَبا

لا تعذليني على إِيتاء مَكرُمَةٍ
ناهَبتُها إِذ رأيتُ الحمدَ مُنتهَبَا

في عَقر نابٍ ولا مال أَجودُ به
والحمدُ خيرٌ لمَن يَنتَأبُه عقبا

أُدعَى أباهم ولم أُقرَف بأُمِّهِمُ
وقد عمِرتُ ولم أَعرف لهُم نَسَبَا



مرة بن محكان السعدي

الحمدان
07-12-2022, 12:26 AM
يا راحلين عن الحياة وساكنين بأضلعي
هل تسمعون توجعي وتوجع الدنيا معي ؟!

يا شاغلين خواطري في هدأتي وتضرعي
يا مشرقين على ابتساماتي العذاب وأدمعي
*
أنتم حديث جوانحي في خلوتي أو مجمعي
أنتم أرق من الجداول في الربيع الممرعِ

وأجل من وصف الخيال العبقري المبدعِ
يا طائرين إلى جنان الخلد أجمل موضعِ

أتراكم أسرعتم !؟ أم أنني لم أسرعِ !؟
ما ضركم لو ضمني معكم لقاء مودعي !؟

فيقال لي :هيا إلى دار الخلود أو ارجعِ !
كم قلت صبراً للفؤاد على المصاب المفجعِ

لكن صبري متعب ومدامعي لم تنفعِ
سأظل أبكي بعدكم كالعاشق المتلوعِ

وأحبكم حتى وأنتم ترقصون لمصرعيِ
يا راحلين وساكنين بقلبي المتصدع

الحمدان
07-13-2022, 03:11 AM
‏لا تَعذليهِ فإنّ العَذلَ يُولِعُهُ
قد قلتِ حَقًّا ولكِن لَيسَ يَسمَعُهُ

جاوَزتِ في لَومهُ حدًّا أضَرّ بهِ
من حَيثُ قَدّرتِ أنّ اللَومَ يَنفَعُهُ

فَاستَعمِلِي الرِفقَ في تَأنِيبِهِ بَدَلًا
من عَذلِهِ فَهوَ مُضنى القَلبِ مُوجَعُهُ


ابن زريق البغدادي

الحمدان
07-13-2022, 03:12 AM
أَمِن آلِ نُعمٍ أَنتَ غادٍ فَمُبكِرُ
غَداةَ غَدٍ أَم رائِحٌ فَمُهَجِّرُ

لِحاجَةِ نَفسٍ لَم تَقُل في جَوابِها
فَتُبلِغَ عُذراً وَالمَقالَةُ تُعذِرُ

تَهيمُ إِلى نُعمٍ فَلا الشَملُ جامِعٌ
وَلا الحَبلُ مَوصولٌ وَلا القَلبُ مُقصِرُ

وَلا قُربُ نُعمٍ إِن دَنَت
وَلا نَأيُها يُسلي وَلا أَنتَ تَصبِرُ

وَأُخرى أَتَت مِن دونِ نُعمٍ وَمِثلُها
نَهى ذا النُهى لَو تَرعَوي أَو تُفَكِّرُ

إِذا زُرتُ نُعماً لَم يَزَل ذو قَرابَةٍ
لَها كُلَّما لاقَيتُها يَتَنَمَّرُ

عَزيزٌ عَلَيهِ أَن أُلِمَّ بِبَيتِها
يُسِرُّ لِيَ الشَحناءَ وَالبُغضُ مُظهَرُ

أَلِكني إِلَيها بِالسَلامِ فَإِنَّهُ
يُشَهَّرُ إِلمامي بِها وَيُنَكَّرُ

بِآيَةِ ما قالَت غَداةَ لَقيتُها
بِمَدفَعِ أَكنانٍ أَهَذا المُشَهَّرُ

قِفي فَاِنظُري أَسماءُ هَل تَعرِفينَهُ
أَهَذا المُغيريُّ الَّذي كانَ يُذكَرُ

أَهَذا الَّذي أَطرَيتِ نَعتاً فَلَم أَكُن
وَعَيشِكِ أَنساهُ إِلى يَومِ أُقبَرُ

فَقالَت نَعَم لا شَكَّ غَيَّرَ لَونَهُ
سُرى اللَيلِ يُحيِي نَصَّهُ وَالتَهَجُّرُ

لَئِن كانَ إِيّاهُ لَقَد حالَ بَعدَنا
عَنِ العَهدِ وَالإِنسانُ قَد يَتَغَيَّرُ

رَأَت رَجُلاً أَمّا إِذا الشَمسُ عارَضَت
فَيَضحى وَأَمّا بِالعَشيِّ فَيَخصَرُ

أَخا سَفَرٍ جَوّابَ أَرضٍ تَقاذَفَت
بِهِ فَلَواتٌ فَهوَ أَشعَثُ أَغبَرُ

قَليلاً عَلى ظَهرِ المَطِيَّةِ ظِلُّهُ
سِوى ما نَفى عَنهُ الرِداءُ المُحَبَّرُ

وَأَعجَبَها مِن عَيشِها ظِلُّ غُرفَةٍ
وَرَيّانُ مُلتَفُّ الحَدائِقِ أَخضَرُ

وَوالٍ كَفاها كُلَّ شَيءٍ يَهُمُّها
فَلَيسَت لِشَيءٍ آخِرَ اللَيلِ تَسهَرُ

وَلَيلَةَ ذي دَورانَ جَشَّمتِني السُرى
وَقَد يَجشَمُ الهَولَ المُحِبُّ المُغَرِّرُ

فَبِتُّ رَقيباً لِلرِفاقِ عَلى شَفا
أُحاذِرُ مِنهُم مَن يَطوفُ وَأَنظُرُ

إِلَيهِم مَتى يَستَمكِنُ النَومُ مِنهُمُ
وَلى مَجلِسٌ لَولا اللُبانَةُ أَوعَرُ

وَباتَت قَلوصي بِالعَراءِ وَرَحلُها
لِطارِقِ لَيلٍ أَو لِمَن جاءَ مُعوِرُ

وَبِتُّ أُناجي النَفسَ أَينَ خِباؤُها
وَكَيفَ لِما آتي مِنَ الأَمرِ مَصدَرُ

فَدَلَّ عَلَيها القَلبُ رَيّا عَرَفتُها
لَها وَهَوى النَفسِ الَّذي كادَ يَظهَرُ

فَلَمّا فَقَدتُ الصَوتَ مِنهُم وَأُطفِئَت
مَصابيحُ شُبَّت في العِشاءِ وَأَنوُرُ

وَغابَ قُمَيرٌ كُنتُ أَرجو غُيوبَهُ
وَرَوَّحَ رُعيانُ وَنَوَّمَ سُمَّرُ

وَخُفِّضَ عَنّي النَومُ أَقبَلتُ مِشيَةَ ال
حُبابِ وَرُكني خَشيَةَ الحَيِّ أَزوَرُ

فَحَيَّيتُ إِذ فاجَأتُها فَتَوَلَّهَت
وَكادَت بِمَخفوضِ التَحِيَّةِ تَجهَرُ

وَقالَت وَعَضَّت بِالبَنانِ فَضَحتَني
وَأَنتَ اِمرُؤٌ مَيسورُ أَمرِكَ أَعسَرُ

أَرَيتَكَ إِذ هُنّا عَلَيكَ أَلَم تَخَف
وُقيتَ وَحَولي مِن عَدُوِّكَ حُضَّرُ

فَوَ اللَهِ ما أَدري أَتَعجيلُ حاجَةٍ
سَرَت بِكَ أَم قَد نامَ مَن كُنتَ تَحذَرُ

فَقُلتُ لَها بَل قادَني الشَوقُ وَالهَوى
إِلَيكِ وَما عَينٌ مِنَ الناسِ تَنظُرُ

فَقالَت وَقَد لانَت وَأَفرَخَ رَوعُها
كَلاكَ بِحِفظٍ رَبُّكَ المُتَكَبِّرُ

فَأَنتَ أَبا الخَطّابِ غَيرُ مُدافَعٍ
عَلَيَّ أَميرٌ ما مَكُثتُ مُؤَمَّرُ

فَبِتُّ قَريرَ العَينِ أُعطيتُ حاجَتي
أُقَبِّلُ فاها في الخَلاءِ فَأُكثِرُ

فَيا لَكَ مِن لَيلٍ تَقاصَرَ طولُهُ
وَما كانَ لَيلى قَبلَ ذَلِكَ يَقصُرُ

وَيا لَكَ مِن مَلهىً هُناكَ وَمَجلِس
لَنا لَم يُكَدِّرهُ عَلَينا مُكَدِّرُ

يَمُجُّ ذَكِيَّ المِسكِ مِنها مُفَلَّجٌ
رَقيقُ الحَواشي ذو غُروبٍ مُؤَشَّرُ

تَراهُ إِذا تَفتَرُّ عَنهُ كَأَنَّهُ
حَصى بَرَدٍ أَو أُقحُوانٌ مُنَوِّرُ

وَتَرنو بِعَينَيها إِلَيَّ كَما رَنا
إِلى رَبرَبٍ وَسطَ الخَميلَةِ جُؤذَرُ

فَلَمّا تَقَضّى اللَيلُ إِلّا أَقَلَّهُ
وَكادَت تَوالي نَجمِهِ تَتَغَوَّرُ

أَشارَت بِأَنَّ الحَيَّ قَد حانَ مِنهُمُ
هُبوبٌ وَلَكِن مَوعِدٌ مِنكَ عَزوَرُ

فَما راعَني إِلّا مُنادٍ تَرَحَّلوا
وَقَد لاحَ مَعروفٌ مِنَ الصُبحِ أَشقَرُ

فَلَمّا رَأَت مَن قَد تَنَبَّهَ مِنهُمُ
وَأَيقاظَهُم قالَت أَشِر كَيفَ تَأمُرُ

فَقُلتُ أُباديهِم فَإِمّا أَفوتُهُم
وَإِمّا يَنالُ السَيفُ ثَأراً فَيَثأَرُ

فَقالَت أَتَحقيقاً لِما قالَ كاشِحٌ
عَلَينا وَتَصديقاً لِما كانَ يُؤثَرُ

فَإِن كانَ ما لا بُدَّ مِنهُ فَغَيرُهُ
مِنَ الأَمرِ أَدنى لِلخَفاءِ وَأَستَرُ

أَقُصُّ عَلى أُختَيَّ بِدءَ حَديثِنا
وَما لِيَ مِن أَن تَعلَما مُتَأَخَّرُ

لَعَلَّهُما أَن تَطلُبا لَكَ مَخرَجاً
وَأَن تَرحُبا صَدراً بِما كُنتُ أَحصُرُ

فَقامَت كَئيباً لَيسَ في وَجهِها دَمٌ
مِنَ الحُزنِ تُذري عَبرَةً تَتَحَدَّرُ

فَقامَت إِلَيها حُرَّتانِ عَلَيهِما
كِساءانِ مِن خَزٍّ دِمَقسٌ وَأَخضَرُ

فَقالَت لِأُختَيها أَعينا عَلى فَتىً
أَتى زائِراً وَالأَمرُ لِلأَمرِ يُقدَرُ

فَأَقبَلَتا فَاِرتاعَتا ثُمَّ قالَتا
أَقِلّي عَلَيكِ اللَومَ فَالخَطبُ أَيسَرُ

فَقالَت لَها الصُغرى سَأُعطيهِ مِطرَفي
وَدَرعي وَهَذا البُردُ إِن كانَ يَحذَرِ

يَقومُ فَيَمشي بَينَنا مُتَنَكِّراً
فَلا سِرُّنا يَفشو وَلا هُوَ يَظهَرُ

فَكانَ مِجَنّي دونَ مَن كُنتُ أَتَّقي
ثَلاثُ شُخوصٍ كاعِبانِ وَمُعصِرُ

فَلَمّا أَجَزنا ساحَةَ الحَيِّ قُلنَ لي
أَلَم تَتَّقِ الأَعداءَ وَاللَيلُ مُقمِرُ

وَقُلنَ أَهَذا دَأبُكَ الدَهرَ سادِراً
أَما تَستَحي أَو تَرعَوي أَو تُفَكِّرُ

إِذا جِئتِ فَاِمنَح طَرفَ عَينَيكَ غَيرَنا
لِكَي يَحسِبوا أَنَّ الهَوى حَيثُ تَنظُرُ

فَآخِرُ عَهدٍ لي بِها حينَ أَعرَضَت
وَلاحَ لَها خَدُّ نَقِيٌّ وَمَحجَرُ

سِوى أَنَّني قَد قُلتُ يا نُعمُ قَولَةً
لَها وَالعِتاقُ الأَرحَبيّاتُ تُزجَرُ

هَنيئاً لِأَهلِ العامِرِيَّةِ نَشرُها ال
لَذيذُ وَرَيّاها الَّذي أَتَذَكَّرُ

وَقُمتُ إِلى عَنسٍ تَخَوَّنَ نَيَّها
سُرى اللَيلِ حَتّى لَحمُها مُتَحَسِّرُ

وَحَبسي عَلى الحاجاتِ حَتّى كَأَنَّها
بَقِيَّةُ لَوحٍ أَو شِجارٌ مُؤَسَّرُ

وَماءٍ بِمَوماءٍ قَليلٍ أَنيسُهُ
بَسابِسَ لَم يَحدُث بِهِ الصَيفَ مَحضَرُ

بِهِ مُبتَنىً لِلعَنكَبوتِ كَأَنَّهُ
عَلى طَرَفِ الأَرجاءِ خامٌ مُنَشَّرُ

وَرِدتُ وَما أَدري أَما بَعدَ مَورِدي
مِنَ اللَيلِ أَم ما قَد مَضى مِنهُ أَكثَرُ

فَقُمتُ إِلى مِغلاةِ أَرضٍ كَأَنَّها
إِذا اِلتَفَتَت مَجنونَةٌ حينَ تَنظُرُ

تُنازِعُني حِرصاً عَلى الماءِ رَأسَها
وَمِن دونِ ما تَهوى قَليبٌ مُعَوَّرُ

مُحاوِلَةً لِلماءِ لَولا زِمامُها
وَجَذبي لَها كادَت مِراراً تَكَسَّرُ

فَلَمّا رَأَيتُ الضَرَّ مِنها وَأَنَّني
بِبَلدَةِ أَرضٍ لَيسَ فيها مُعَصَّرُ

قَصَرتُ لَها مِن جانِبِ الحَوضِ مُنشَأً
جَديداً كَقابِ الشِبرِ أَو هُوَ أَصغَرُ

إِذا شَرَعَت فيهِ فَلَيسَ لِمُلتَقى
مَشافِرِها مِنهُ قِدى الكَفِّ مُسأَرُ

وَلا دَلوَ إِلّا القَعبُ كانَ رِشاءَهُ
إِلى الماءِ نِسعٌ وَالأَديمُ المُضَفَّرُ

فَسافَت وَما عافَت وَما رَدَّ شُربَها
عَنِ الرَيِّ مَطروقٌ مِنَ الماءِ أَكدَرُ


عمر بن أبي ربيعة

الحمدان
07-13-2022, 03:15 AM
لا تَعذَلِيه فَإِنَّ العَذلَ يُولِعُهُ
قَد قَلتِ حَقاً وَلَكِن لَيسَ يَسمَعُهُ

جاوَزتِ فِي لَومهُ حَداً أَضَرَّبِهِ
مِن حَيثَ قَدرتِ أَنَّ اللَومَ يَنفَعُهُ

فَاستَعمِلِي الرِفق فِي تَأِنِيبِهِ بَدَلاً
مِن عَذلِهِ فَهُوَ مُضنى القَلبِ مُوجعُهُ

قَد كانَ مُضطَلَعاً بِالخَطبِ يَحمِلُهُ
فَضُيَّقَت بِخُطُوبِ الدهرِ أَضلُعُهُ

يَكفِيهِ مِن لَوعَةِ التَشتِيتِ أَنَّ لَهُ
مِنَ النَوى كُلَّ يَومٍ ما يُروعُهُ

ما آبَ مِن سَفَرٍ إِلّا وَأَزعَجَهُ
رَأيُ إِلى سَفَرٍ بِالعَزمِ يَزمَعُهُ

كَأَنَّما هُوَ فِي حِلِّ وَمُرتحلٍ
مُوَكَّلٍ بِفَضاءِ اللَهِ يَذرَعُهُ

إِنَّ الزَمانَ أَراهُ في الرَحِيلِ غِنىً
وَلَو إِلى السَدّ أَضحى وَهُوَ يُزمَعُهُ

تأبى المطامعُ إلا أن تُجَشّمه
للرزق كداً وكم ممن يودعُهُ

وَما مُجاهَدَةُ الإِنسانِ تَوصِلُهُ
رزقَاً وَلادَعَةُ الإِنسانِ تَقطَعُهُ

قَد وَزَّع اللَهُ بَينَ الخَلقِ رزقَهُمُ
لَم يَخلُق اللَهُ مِن خَلقٍ يُضَيِّعُهُ

لَكِنَّهُم كُلِّفُوا حِرصاً فلَستَ تَرى
مُستَرزِقاً وَسِوى الغاياتِ تُقنُعُهُ

وَالحِرصُ في الرِزاقِ وَالأَرزاقِ قَد قُسِمَت
بَغِيُ أَلّا إِنَّ بَغيَ المَرءِ يَصرَعُهُ

وَالدهرُ يُعطِي الفَتى مِن حَيثُ يَمنَعُه
إِرثاً وَيَمنَعُهُ مِن حَيثِ يُطمِعُهُ

اِستَودِعُ اللَهَ فِي بَغدادَ لِي قَمَراً
بِالكَرخِ مِن فَلَكِ الأَزرارَ مَطلَعُهُ

وَدَّعتُهُ وَبوُدّي لَو يُوَدِّعُنِي
صَفوَ الحَياةِ وَأَنّي لا أَودعُهُ

وَكَم تَشبَّثَ بي يَومَ الرَحيلِ ضُحَىً
وَأَدمُعِي مُستَهِلّاتٍ وَأَدمُعُهُ

لا أَكُذب اللَهَ ثوبُ الصَبرِ مُنخَرقٌ
عَنّي بِفُرقَتِهِ لَكِن أَرَقِّعُهُ

إِنّي أَوَسِّعُ عُذري فِي جَنايَتِهِ
بِالبينِ عِنهُ وَقلبي لا يُوَسِّعُهُ

رُزِقتُ مُلكاً فَلَم أَحسِن سِياسَتَهُ
وَكُلُّ مَن لا يُسُوسُ المُلكَ يَخلَعُهُ

وَمَن غَدا لابِساً ثَوبَ النَعِيم بِلا
شَكرٍ عَلَيهِ فَإِنَّ اللَهَ يَنزَعُهُ

اِعتَضتُ مِن وَجهِ خِلّي بَعدَ فُرقَتِهِ
كَأساً أَجَرَّعُ مِنها ما أَجَرَّعُهُ

كَم قائِلٍ لِي ذُقتُ البَينَ قُلتُ لَهُ
الذَنبُ وَاللَهِ ذَنبي لَستُ أَدفَعُهُ

أَلا أَقمتَ فَكانَ الرُشدُ أَجمَعُهُ
لَو أَنَّنِي يَومَ بانَ الرُشدُ اتبَعُهُ

إِنّي لَأَقطَعُ أيّامِي وَأنفِنُها
بِحَسرَةٍ مِنهُ فِي قَلبِي تُقَطِّعُهُ

بِمَن إِذا هَجَعَ النُوّامُ بِتُّ لَهُ
بِلَوعَةٍ مِنهُ لَيلى لَستُ أَهجَعُهُ

لا يَطمِئنُّ لِجَنبي مَضجَعُ وَكَذا
لا يَطمَئِنُّ لَهُ مُذ بِنتُ مَضجَعُهُ

ما كُنتُ أَحسَبُ أَنَّ الدهرَ يَفجَعُنِي
بِهِ وَلا أَن بِي الأَيّامَ تَفجعُهُ

حَتّى جَرى البَينُ فِيما بَينَنا بِيَدٍ
عَسراءَ تَمنَعُنِي حَظّي وَتَمنَعُهُ

بالله يامنزل القصف الذي درست
اثاره وعفت مذ غبت اربعه

هل الزمان معيد فيك لذتنا
أم الليالي التي مرت وترجعه

فِي ذِمَّةِ اللَهِ مِن أَصبَحَت مَنزلَهُ
وَجادَ غَيثٌ عَلى مَغناكَ يُمرِعُهُ

مَن عِندَهُ لِي عَهدُ لا يُضيّعُهُ
كَما لَهُ عَهدُ صِداقٍ لا أُضَيِّعُهُ

وَمَن يُصَدِّعُ قَلبي ذِكرَهُ وَإِذا
جَرى عَلى قَلبِهِ ذِكري يُصَدِّعُهُ

لَأَصبِرَنَّ لِدهرٍ لا يُمَتِّعُنِي
بِهِ وَلا بِيَ فِي حالٍ يُمَتِّعُهُ

عِلماً بِأَنَّ اِصطِباري مُعقِبُ فَرَجاً
فَأَضيَقُ الأَمرِ إِن فَكَّرتَ أَوسَعُهُ

عَل اللَيالي الَّتي أَضنَت بِفُرقَتَنا
جِسمي سَتَجمَعُنِي يَوماً وَتَجمَعُهُ

وَإِن تُنلُّ أَحَدَاً مِنّا مَنيَّتَهُ
فَما الَّذي بِقَضاءِ اللَهِ يَصنَعُهُ


....

الحمدان
07-15-2022, 06:27 PM
رَأَينَ الغَواني الشَيبَ لاحَ بِعارِضي
فَأَعرَضنَ عَنّي بِالخُدودِ النَواضِرِ

وَكُنَّ إِذا أَبصَرنَني أَو سَمِعنَني
سَعَينَ فَرَقَّعنَ الكُوى بِالمَحاجِرِ

فَإِن جَمَحَت عَنّي نَواظِرُ أَعيُنٍ
رَمينَ بَأَحداقِ المَها وَالجَآذِرِ

فَإِنِّيَ مِن قَومٍ كَريمٍ نِجارُهُم
لِأَقدامِهِم صيغَت رُؤوسُ المَنابِرِ


عمر بن أبي ربيعة

الحمدان
07-15-2022, 06:28 PM
وكان قلبي خالياً قبل حبكم
وكان بذكر الخلق يلهو ويمزحُ

فلما دعا قلبي هواك أجابه
فلستُ أراه عن فنانك يبرحُ

رُميت ببين منك إن كنت كاذباً
إذا كنت في الدنيا بغيرك أفرح

وإن كان شيءٌ في البلاد بأسرها
إذا غبت عن عيني بعيني يلمحُ

فإن شئت واصلني وإن شئت لا تصل
فلستُ أرى قلبي لغيرك يصلحُ



سمنون المحب.. العصر العباسي

الحمدان
07-15-2022, 06:29 PM
فديتكَ زائراً في كلِّ عامٍ
تحيِّ بالسلامةِ والسلامِ

وتُقبِلُ كالغمامِ يفيضُ حيناً
ويبقَ بعدَهُ أثرُ الغَمامِ

وكم في الناسِ من دَنِفٍ مَشوقٍ
إليكَ وكمْ شجيِّ مُستهامِ

رمزتُ لهُ بألحاظِ الليالي
وقد عيَّ الزمانُ عنِ الكلامِ

فظلَّ يعدُّ يوماً بعدَ يومٍ
كما اعتادوا لأيَّامِ السِّقامِ

ومدَّ لهُ رواقُ الليلِ ظِلاً
ترفُّ عليهِ أجنحَةُ الظلامِ

فباتَ وملءَ عينيهِ منامٌ
لتنْفُضَ عنهُما كَسَلَ المَنامِ

ولم أرَ قبلَ حبَّكِ من حبيبٍ
كفى العُشاقَ لوعاتِ الغرامِ

فلو تدرِ العوالمُ ما درينا
لحنتْ للصلاةِ وللصيامِ

بني الإسلامَ هذا خيرُ ضيفٍ
إذا غَشَيَ الكرِيمُ ذرى الكِرامِ

يلُمكمْ على خيرِ السجايا
ويجمعكُم على الهِمَمِ العِظامِ

فشُدُّوا فيهِ أيديكُم بعزمٍ
كما شدَّ الكَمِيُّ على الحُسامِ

وقوموا في لياليهِ الغوالي
فما عاجتْ عليكُم للمُقامِ

وكم نفرٍ تغرهمُ الليالي
وما خُلقوا ولا هيَ للدَوامِ

وخلوا عادةَ السفهاءِ عنْكم
فتِلكَ عوائدُ القَومِ اللئامِ

يُحلُّونَ الحَرَامَ إذا ما أرَادوا
وقد بَانَ الحلالُ منَ الحرامِ

وما كلُّ الأنامِ ذوي عُقولٍ
إذا عدَّوا البَهائِمَ في الأَنامِ

ومن روتْهُ مرضَعةُ المعاصي
فقد جاءَتهُ أيَّامُ الفِطامِ


مصطفى صادق الرافعي

الحمدان
07-16-2022, 06:38 PM
بَلينا وَما تَبلى النُجومُ الطَوالِعُ
وَتَبقى الجِبالُ بَعدَنا وَالمَصانِعُ

وَقَد كُنتُ في أَكنافِ جارِ مَضِنَّةٍ
فَفارَقَني جارٌ بِأَربَدَ نافِعُ

فَلا جَزِعٌ إِن فَرَّقَ الدَهرُ بَينَنا
وَكُلُّ فَتىً يَوماً بِهِ الدَهرُ فاجِعُ

فَلا أَنا يَأتيني طَريفٌ بِفَرحَةٍ
وَلا أَنا مِمّا أَحدَثَ الدَهرُ جازِعُ

وَما الناسُ إِلّا كَالدِيارِ وَأَهلُها
بِها يَومَ حَلّوها وَغَدواً بَلاقِعُ

وَما المَرءُ إِلّا كَالشِهابِ وَضَوئِهِ
يَحورُ رَماداً بَعدَ إِذ هُوَ ساطِعُ

وَما البِرُّ إِلّا مُضمَراتٌ مِنَ التُقى
وَما المالُ إِلّا مُعمَراتٌ وَدائِعُ

وَما المالُ وَالأَهلونَ إِلّا وَديعَةٌ
وَلا بُدَّ يَوماً أَن تُرَدَّ الوَدائِعُ

وَيَمضونَ أَرسالاً وَنَخلُفُ بَعدَهُم
كَما ضَمَّ أُخرى التالِياتِ المُشايِعُ

وَما الناسُ إِلّا عامِلانِ فَعامِلٌ
يُتَبِّرُ ما يَبني وَآخَرَ رافِعُ

فَمِنهُم سَعيدٌ آخِذٌ لِنَصيبِهِ
وَمِنهُم شَقِيٌّ بِالمَعيشَةِ قانِعُ

أَلَيسَ وَرائي إِن تَراخَت مَنِيَّتي
لُزومُ العَصا تُحنى عَلَيها الأَصابِعُ

أُخَبِّرُ أَخبارَ القُرونِ الَّتي مَضَت
أَدِبُّ كَأَنّي كُلَّما قُمتُ راكِعُ

فَأَصبَحتُ مِثلَ السَيفِ غَيَّرَ جَفنَهُ
تَقادُمُ عَهدَ القَينِ وَالنَصلُ قاطِعُ

فَلا تَبعَدَن إِنَّ المَنِيَّةَ مَوعِدٌ
عَلَيكَ فَدانٍ لِلطُلوعِ وَطالِعُ

أَعاذِلَ ما يُدريكَ إِلّا تَظَنِّيّاً
إِذا اِرتَحَلَ الفِتيانُ مَن هُوَ راجِعُ

تُبَكّي عَلى إِثرِ الشَبابِ الَّذي مَضى
أَلا إِنَّ أَخدانَ الشَبابِ الرَعارِعُ

أَتَجزَعُ مِمّا أَحدَثَ الدَهرُ بِالفَتى
وَأَيُّ كَريمٍ لَم تُصِبهُ القَوارِعُ

لَعَمرُكَ ما تَدري الضَوارِبُ بِالحَصى
وَلا زاجِراتُ الطَيرِ ما اللَهُ صانِعُ

سَلوهُنَّ إِن كَذَّبتُموني مَتى الفَتى
يَذوقُ المَنايا أَو مَتى الغَيثُ واقِعُ


لبيد بن أبي ربيعة

الحمدان
07-17-2022, 04:20 PM
عفيف الدين هل لي من دواء
فقد أوبقت نفسي في الخطاء

وقلبي قد قساب ولدىّ أشيا
تهيج بالصراخ وبالبكاء

وما عيني بكتها ولا فؤادي
فهل داء رأيت كمثل دائي

فإن حصلتم وصفا فنوا
والا فامنحوني بالدعاء

عسى الرب الكريم يمخض فضل
بلا سبب يجود بالشفاء

فلي في فضله طمع كثير
ولي في جوده أحسن رجاء

فلا خيبت يا مولاي ظني
فإني قلت قول ذي العراء

ولما حرت في شأنيوأمري
طفقت مستغيثا بالنداء

ومالي غير فضلك من مغيث
وعندي محض فقر للعطاء

شفيعي خير من ولدته حوا
وخير مشفع يوم الجزاء

محمد من له خلق عظيم
له في نون ذكر بالثناء

ومن أعطى علوما ليس تحصى
تحير لها عقول الأذكياء

وكم جاءت له من معجزات
بها قد خصه ذو الكبرياء

فمنها ما حكاه الحبر حقا
لنا القاضي عياض بالشفاء

شفيع المذنبين اليك ألجا
فقم بي في الكروب وفي الرخاء

فما زلت المقسم للعطايا
ولا زلت المفرج للبلاء

بماذا أمتدحك وقد أتانا
مديحك في الكتاب من السماء

عليك الله صلى كل حين
وسلم بالغدوّ وبالمساء

كذاك الآل والأصحاب نعم
الهداية الفائزون بالاقتداء


ابن ظاهر

الحمدان
07-17-2022, 04:21 PM
إذا شئت الدواء لكل داء
عليك بحسن ظنك والرجاء

وما تشكوه من داء دواء
يكون دواؤه ترك الدواء

إذا ما الداء تعلمه وتدري
تحول علمه عين الشفاء

وإن ضاقت بك الأحوال فاحظ
أمورا خطها قلم القضاء

وإن دام السرور عليك يوما
ولم تسمح عيونك بالبكاء

فقل يا رب حنا باخرى
كما فرحتنا في ذي الدناء

فإن الله ذو كرم عظيم
وما الأعمال إلا كالهباء


ابن ظاهر

ريحانة شمران
07-18-2022, 02:51 AM
شتان بين سريرة و سريرة


أضْمرتُ خيراً حينَ أضْمرَ ضدَّهُ
ومِنَ النفوسِ يَسيرةٌ وعَسيرَةْ



هذي سَرِيرَتُهُ وتلكَ سَريرَتي
شَتَّان بينَ سَرِيرَةٍ وسَرِيرَةْ

عبده فايز الزبيدي

ريحانة شمران
07-18-2022, 02:52 AM
مصراييم

مِيْمٌ وَ صَادٌ وَ رَاءٌ أحْرُفُ الألَقِ


وُ مِصْرُ فِي النَّاسِ مِثْلُ الدَّرِ في العُنُقِ
لا شَيءَ يُشْبِهُهَا لا شَيءَ تُشْبِهُهُ


فَإِنَّمَا مِصْرُ مِثْلُ الشَّمسِ فِي الأُفُق
وَحِيْدَةُ المَجْدِ لَمْ يُولَدْ لَهْ وَلَدٌ


سِوَاكِ مِصْرُ وَأنَتِ النُّونُ لِلحَدَق
أخْلاطُ نَاسٍ وَ أدْيَانٍ بِهَا اجتَمَعُوا


أَرْضُ الكِنَانَةِ رَوْضٌ جِدّ مُتَّسِقِ
واللازَوَرْدُ كشيخ سَائِحٍ ورِعٍ


لا يَجْحَدُ النِّيلَ إلا حَاقِدٌ وشَقِي
شَادَ الأوَائِلُ مِصْرَايِيمَ وابْتَكَرُوا


بَدَائِعَ النَّحْتِ والتَّحْنِيْطِ والوَرَقِ
وأعْجَزُوا الخَلْقَ أنْ يَأتُوا بِمَا صَنعُوا


مِنَ المَنَائِرِ والأهْرامِ فِيْ أَنَقِ
صَارُوا شُمُوَسَ عُلوِمٍ زَانَهُمْ عَمَلٌ


وإنِّمَا المَجْدُ فِي الأفْكَارِ والعَرَقِ
أصِيْلُ مَجْدِكِ يَا مِصْرِيْمَ نَعْرِفُهُ


ومَجْدُ غَيركِ أوْهَامٌ لمُخْتَلقِ
فأنْتِ جِسرٌ على القَاراتِ مُنْتَصِبٌ


وأنْتِ همزَةُ وصْلِ الشَّرقِ بالشَّفَقِ
أحِبُّ مِصَرَ ولا أُرْضِيْ مُبَاغِضَها


وإنِّما حُبُّ مِصْرٍ مَفَْرقُ الطُّرُقِ

عبده فايز الزبيدي

الحمدان
07-18-2022, 11:00 PM
جميل ما اوردتبه عزيزتي
ريحانة شمران
كل الموده والتقدير لاعدمتك

الحمدان
07-18-2022, 11:01 PM
ذَريني لَكِ الوَيلاتُ آتي الغَوانِيا
مَتى كُنتُ ذَرّاعاً أَسوقُ السَوانِيا

تُرَجّي ثَراءً مِن سِياسٍ وَمِثلِها
وَمِن قَبلِها ما كُنتَ لِلمالِ راجِيا

سَأوصي بَصيراً إِن دَنَوتُ مِنَ البِلى
وَكُلُّ اِمرِئٍ يَوماً سَيُصبِحُ فانِيا

بِأَن لا تَأَنَّ الوُدَّ مِن مُتَباعِدٍ
وَلا تَنأَ إِن أَمسى بِقُربِكَ راضِيا

فَذا الشَنءِ فَاِشنَأهُ وَذا الوُدِّ فَاِجزِهِ
عَلى وُدِّهِ أَو زِد عَلَيهِ العَلانِيا

وَآسِ سَراةَ الحَيِّ حَيثُ لَقيتَهُم
وَلا تَكُ عَن حَملِ الرِباعَةِ وانِيا

وَإِن بَشَرٌ يَوماً أَحالَ بِوَجهِهِ
عَلَيكَ فَحُل عَنهُ وَإِن كانَ دانِيا

وَإِنَّ تُقى الرَحمَنِ لا شَيءَ مِثلُهُ
فَصَبراً إِذا تَلقى السِحاقَ الغَراثِيا

وَرَبَّكَ لا تُشرِك بِهِ إِنَّ شِركَهُ
يَحُطُّ مِنَ الخَيراتِ تِلكَ البَواقِيا

بَلِ اللَهَ فَاِعبُد لا شَريكَ لِوَجهِهِ
يَكُن لَكَ فيما تَكدَحُ اليَومَ راعِيا

وَإِيّاكَ وَالمَيتاتِ لا تَقرَبَنَّها
كَفى بِكَلامِ اللَهِ عَن ذاكَ ناهِيا

وَلا تَعِدَنَّ الناسَ ما لَستَ مُنجِزاً
وَلا تَشتِمَن جاراً لَطيفاً مُصافِيا

وَلا تَزهَدَن في وَصلِ أَهلِ قَرابَةٍ
وَلا تَكُ سَبعاً في العَشيرَةِ عادِيا

وَإِنَّ اِمرُؤٌ أَسدى إِلَيكَ أَمانَةً
فَأَوفِ بِها إِن مِتَّ سُمّيتَ وافِيا

وَجارَةَ جَنبِ البَيتِ لا تَنعَ سِرَّها
فَإِنَّكَ لا تَخفى عَلى اللَهِ خافِيا

وَلا تَحسُدَن مَولاكَ إِن كانَ ذا غِنىً
وَلا تَجفُهُ إِن كُنتَ في المالِ غانِيا

وَلا تَخذُلَنَّ القَومَ إِن نابَ مُغرَمٌ
فَإِنَّكَ لا تَعدَم إِلى المَجدِ داعِيا

وَكُن مِن وَراءِ الجارِ حِصناً مُمَنَّعاً
وَأَوقِد شِهاباً يَسفَعُ الوَجهَ حامِيا


الأعشى

الحمدان
07-18-2022, 11:02 PM
خالَطَ القَلبَ هُمومٌ وَحَزَن
وَاِدِّكارٌ بَعدَما كانَ اِطمَأَنّ

فَهوَ مَشغوفٌ بِهِندٍ هائِمٌ
يَرعَوي حيناً وَأَحياناً يَحِنّ

بِلَعوبٍ طَيِّبٍ أَردانُها
رَخصَةِ الأَطرافِ كَالرِئمِ الأَغَنِّ

وَهيَ إِن تَقعُد نَقاً مِن عالِجٍ
وَإِذا قامَت نِيافاً كَالشَطَن

يَنتَهي مِنها الوِشاحانِ إِلى
حُبلَةٍ وَهيَ بِمَتنٍ كَالرَسَن

خُلِقَت هِندٌ لِقَلبي فِتنَةً
هَكَذا تَعرِضُ لِلناسِ الفِتَن

لا أَراها في خَلاءٍ مَرَّةً
وَهيَ في ذاكَ حَياءً لَم تُزَن

ثُمَّ أَرسَلتُ إِلَيها أَنَّني
مُعذِرٌ عُذري فَرُدّيهِ بِأَن

وَبَدَرتُ القَولَ أَن حَيَّيتُها
ثُمَّ أَنشَأتُ أُفَدّي وَأُهَنّ

وَأُرَجّيها وَأَخشى ذُعرَها
مِثلَ ما يُفعَلُ بِالقَودِ السَنَن

رُبَّ يَومٍ قَد تَجودينَ لَنا
بِعَطايا لَم تُكَدِّرها المِنَن

أَنتِ سَلمى هَمُّ نَفسي فَاِذكُري
سَلمُ لا يوجَدُ لِلنَفسِ ثَمَن

وَعَلالٍ وَظِلالٍ بارِدٍ
وَفَليجِ المِسكِ وَالشاهِسفَرَن

وَطِلاءٍ خُسرُوانِيٍّ إِذا
ذاقَهُ الشَيخُ تَغَنّى وَاِرجَحَنّ

وَطَنابيرَ حِسانٍ صَوتُها
عِندَ صَنجٍ كُلَّما مُسَّ أَرَن

وَإِذا المُسمِعُ أَفنى صَوتَهُ
عَزَفَ الصَنجُ فَنادى صَوتَ وَنّ

وَإِذا ما غُضَّ مِن صَوتَيهِما
وَأَطاعَ اللَحنُ غَنّانا مُغَنّ

وَإِذا الدَنُّ شَرِبنا صَفوَهُ
أَمَروا عَمرواً فَناجَوهُ بِدَن

بِمَتاليفَ أَهانوا مالَهُم
لِغِناءٍ وَلِلِعبٍ وَأَذَن

فَتَرى إِبريقَهُم مُستَرعِفاً
بِشَمولٍ صُفِّقَت مِن ماءِ شَن

غُدوَةً حَتّى يَميلوا أُصُلاً
مِثلَ ما ميلَ بِأَصحابِ الوَسَن

ثُمَّ راحوا مَغرِبَ الشَمسِ إِلى
قُطُفِ المَشيِ قَليلاتِ الحَزَن

عَدِّ هَذا في قَريضٍ غَيرِهِ
وَاِذكُرَن في الشِعرِ دِهقانَ اليَمَن

بِأَبي الأَشعَثِ قَيسٍ إِنَّهُ
يَشتَري الحَمدَ بِمَنفوسِ الثَمَن

جِئتُهُ يَوماً فَأَدنى مَجلِسي
وَحَباني بِلُجوجٍ في السُنَن

وَثَمانينَ عِشارٌ كُلُّها
آرِكاتٌ في بَريمٍ وَحَضَن

وَغُلامٍ قائِمٍ ذي عَدوَةٍ
وَذَلولٍ جَسرَةٍ مِثلِ الفَدَن


الأعشى

الحمدان
07-19-2022, 12:22 PM
لِهَوَى الْكَوَاعِبِ ذِمَّةٌ لا تُخْفَرُ
وَأَخُو الْوَفَاءِ بِعَهْدِهِ لا يَغْدِرُ

فَعَلامَ يَنْهَانِي الْعَذُولُ عَنِ الصِّبَا
أَوَلَيْسَ أَنَّ هَوَى النُّفُوسِ مُقَدَّرُ

قَدْ كَانَ لِي فِي بَعْضِ مَا صَنَعَ الْهَوَى
عُذْرٌ وَلَكِنْ أَيْنَ مَنْ يَتَبَصَّرُ

وَمِنَ الْبَلِيَّةِ غَافِلٌ عَمَّا جَنَتْ
يَدُهُ عَلَيَّ وَلائِمٌ لا يَعْذِرُ

لَمْ يَدْرِ مَنْ كَحَلَ الْكَرَى أَجْفَانَهُ
مَاذَا يُكَابِدُ فِي الْهَوَى مَنْ يَسْهَرُ

يَا غَافِلاً عَنِّي وَبَيْنَ جَوانِحِي
لَهَبٌ يَكَادُ لَهُ الْحَشَا يَتَفَطَّرُ

دَعْنِي أَبُثكَ بَعْضَ مَا أَنَا وَاجِدٌ
وَاحْكُمْ بِمَا تَهْوَى فَأَنْتَ مُخَيَّرُ

فَلَو اطَّلَعْتَ عَلَى تَبَارِيحِ الْجَوَى
لَعَلِمْتَ أَيُّ دَمٍ بِحُبِّكَ يُهْدَرُ

مَا كُنْتُ أَعْلَمُ قَبْلَ حُبِّكَ أَنَّنِي
أُغْضِي عَلى مَضَضِ الْهَوانِ وَأَصْبِرُ

أَوْرَدْتَنِي بلِحاظِ عَيْنِكَ مَوْرِداً
لِلْحُبِّ مَا لِلْقَلْبِ عَنْهُ مَصْدَرُ

هِيَ نَظْرَةٌ كَانَتْ ذَرِيعَةَ صَبْوَةٍ
وَاللَّحْظُ أَضْعَفُ مَا يَكُونُ وَأَقْدَرُ

مَا كُنْتُ أَعْلَمُ قَبْلَ وَحْيِ جُفُونِهَا
أَنَّ الْعُيُونَ الْجُؤْذُرِيَّةَ تَسْحَرُ

ظَلَمُوا الأَسِنَّةَ خَاطِئِينَ وَلَيْتَهُمْ
عَلِمُوا بِمَا صَنَعَ السِّنَانُ الأَحْوَرُ

أَمُطَاعِنَ الْفُرْسَانِ فِي حَمَسِ الْوَغَى
أَقْصِرْ فَرُمْحُكَ عَنْ غَريمِكَ أَقْصَرُ

أَيْنَ الْرِّمَاحُ مِنَ الْقُدُودِ وَأَيْنَ مِنْ
لَحْظٍ تَهِيمُ بِهِ السِّنَانُ الأَخْزَرُ

هَيْهَاتَ يَثْبُتُ فِي الوَقِيعَةِ دَارِعٌ
يَسْطُو عَلَيْهِ مُخَلْخَلٌ وَمُسَوَّرُ

لِلْحُسْنِ أَسْحِلَةٌ إِذَا مَا اسْتَجْمَعَتْ
فِي حَوْمَةٍ لا يَتَّقِيهَا مغْفَرُ

فَالْلَّحْظُ عَضْبٌ صَارِمٌ وَالْهُدْبُ نَبْ
لٌ صَائِبٌ وَالْقَدُّ رُمْحٌ أَسْمَرُ

أَنَّى يَطِيشُ عَنِ الْقُلُوبِ لِغَمْزَةٍ
سَهْمٌ وَقَوْسُ الْحَاجِبَيْنِ مُوَتَّرُ

يَا لَلْحَمِيَّةِ مِنْ غَزَالٍ صَادَنِي
وَمِنَ الْعَجَائِبِ أَنْ يَصِيدَ الْجُؤْذَرُ

بَدْرٌ لَهُ بَيْنَ الْقُلُوبِ مَنَازِلٌ
يَسْرِي بِهَا وَلِكُلِّ بَدْرٍ مَظْهَرُ

انْظُر لِطُرَّتِهِ وَغُرَّةِ وَجْهِهِ
تَلْقَ الْهِدَايَةَ فَهوَ لَيْلٌ أَقْمَرُ

نَادَيْتُ لَمَّا لاحَ تحْتَ قِنَاعِهِ
هَذَا الْمُقَنَّعُ فَاحْذَرُوا أَنْ تُسْحَرُوا

طَبَعَتْهُ فِي لَوْحِ الْفُؤَادِ مَخِيلَتي
بِزُجَاجَةِ الْعَينَينِ فَهُوَ مُصَوَّرُ

وَسَرَتْ بِجِسْمِي كَهْرَبَاءةُ حُسْنِهِ
فَمِنَ الْعُرُوقِ بِهِ سُلُوكٌ تُخْبرُ

أَنَا مِنْهُ بَيْنَ صَبَابَةٍ لا يَنْقَضي
مِيقَاتُهَا وَمَواعِدٍ لا تُثْمِرُ

جِسْمٌ بَرَتْهُ يَدُ الضَّنَى حَتَّى غَدَا
قَفَصاً بِهِ لِلْقَلْبِ طَيْرٌ يَصْفِرُ

لَوْلا التَّنَفُّسُ لاعْتَلَتْ بِيَ زَفْرَةٌ
فَيَخَالُنِي طَيَّارَةً مَنْ يُبْصِرُ

لا غَرْوَ أَنْ أَصْبَحْتُ تَحْتَ قِيَادِهِ
فَالْحُبُّ أَغْلَبُ لِلنُّفُوسِ وَأَقْهَرُ

يَعْنُو لِقُدْرَتِهِ الْمَلِيكُ الْمُتَّقَي
وَيَهَابُ صَوْلَتَهُ الْكَمِيُّ الْقَسْوَرُ

وَالْعِشْقُ مَكْرُمَةٌ إِذَا عَفَّ الْفَتَى
عَمَّا يَهِيمُ بِهِ الْغَوِيُّ الأَصْوَرُ

يَقْوَى بِهِ قَلْبُ الْجَبَانِ وَيَرْعَوِي
طَمَعُ الْحَريصِ وَيَخْضَعُ الْمُتَكَبِّرُ

فَتَحَلَّ بِالأَدَب النَّفِيسِ فَإِنَّهُ
حَلْيٌ يَعِزُّ بِهِ اللَّبِيبُ وَيَفْخَرُ

وَإِذا عَزَمْتَ فَكُنْ بِنَفْسِكَ وَاثِقاً
فَالْمُسْتَعِزُّ بِغَيْرِهِ لا يَظْفَرُ

إِنْ لَمْ يَكُنْ لِلْمَرءِ مِنْ بَدَهاتِهِ
فِي الْخَطْبِ هَادٍ خَانَهُ مَنْ يَنْصُرُ

وَاحْذَرْ مُقَارَنَةَ اللَّئِيمِ وَإِنْ عَلا
فَالْمَرْءُ يُفْسِدُهُ الْقَرِينُ الأَحْقَرُ

وَمِنَ الرِّجَالِ مَنَاسِبٌ مَعْرُوفَةٌ
تَزْكُو مَوَدَّتُهَا وَمِنْهُمْ مُنْكَرُ

فَانْظُرْ إِلَى عَقْلِ الفَتَى لا جِسْمِهِ
فَالْمَرْءُ يَكْبُرُ بِالْفِعَالِ وَيَصْغُرُ

فَلَرُبَّمَا هَزَمَ الْكَتِيبَةَ وَاحِدٌ
وَلَرُبَّمَا جَلَبَ الدَّنيئَةَ مَعْشَرُ

إِنَّ الْجَمَالَ لَفِي الْفُؤَادِ وَإِنَّما
خَفِيَ الصَّوَابُ لأَنَّهُ لا يَظْهَرُ

فَاخْتَرْ لِنَفْسِكَ مَا تَعِيشُ بِذِكْرِهِ
فَالْمَرْءُ فِي الدُّنْيَا حَدِيثٌ يُذْكَرُ



محمود سامي البارودي

الحمدان
07-20-2022, 03:00 AM
جادَكَ الغيْثُ إذا الغيْثُ هَمى
يا زَمانَ الوصْلِ بالأندَلُسِ

لمْ يكُنْ وصْلُكَ إلاّ حُلُما
في الكَرَى أو خِلسَةَ المُخْتَلِسِ

إذْ يقودُ الدّهْرُ أشْتاتَ المُنَى
تنْقُلُ الخَطْوَ علَى ما يُرْسَمُ

زُفَراً بيْنَ فُرادَى وثُنَى
مثْلَما يدْعو الوفودَ الموْسِمُ

والحَيا قدْ جلّلَ الرّوضَ سَنا
فثُغورُ الزّهْرِ فيهِ تبْسِمُ

ورَوَى النّعْمانُ عنْ ماءِ السّما
كيْفَ يرْوي مالِكٌ عنْ أنسِ

فكَساهُ الحُسْنُ ثوْباً مُعْلَما
يزْدَهي منْهُ بأبْهَى ملْبَسِ

في لَيالٍ كتَمَتْ سرَّ الهَوى
بالدُّجَى لوْلا شُموسُ الغُرَرِ

مالَ نجْمُ الكأسِ فيها وهَوى
مُسْتَقيمَ السّيْرِ سعْدَ الأثَرِ

وطَرٌ ما فيهِ منْ عيْبٍ سَوَى
أنّهُ مرّ كلَمْحِ البصَرِ

حينَ لذّ الأنْسُ مَع حُلْوِ اللّمَى
هجَمَ الصُّبْحُ هُجومَ الحرَسِ

غارَتِ الشُّهْبُ بِنا أو ربّما
أثّرَتْ فيها عُيونُ النّرْجِسِ

أيُّ شيءٍ لامرِئٍ قدْ خلَصا
فيكونُ الرّوضُ قد مُكِّنَ فيهْ

تنْهَبُ الأزْهارُ فيهِ الفُرَصا
أمِنَتْ منْ مَكْرِهِ ما تتّقيهْ

فإذا الماءُ تَناجَى والحَصَى
وخَلا كُلُّ خَليلٍ بأخيهْ

تبْصِرُ الورْدَ غَيوراً برِما
يكْتَسي منْ غيْظِهِ ما يكْتَسي

وتَرى الآسَ لَبيباً فهِما
يسْرِقُ السّمْعَ بأذْنَيْ فرَسِ

يا أُهَيْلَ الحيّ منْ وادِي الغضا
وبقلْبي مسْكَنٌ أنْتُمْ بهِ

ضاقَ عْنْ وجْدي بكُمْ رحْبُ الفَضا
لا أبالِي شرْقُهُ منْ غَرْبِهِ

فأعِيدوا عهْدَ أنْسٍ قدْ مضَى
تُعْتِقوا عانِيكُمُ منْ كرْبِهِ

واتّقوا اللهَ وأحْيُوا مُغْرَما
يتَلاشَى نفَساً في نفَسِ

حُبِسَ القلْبُ عليْكُمْ كرَما
أفَتَرْضَوْنَ عَفاءَ الحُبُسِ

وبقَلْبي منْكُمُ مقْتَرِبٌ
بأحاديثِ المُنَى وهوَ بَعيدْ

قمَرٌ أطلَعَ منْهُ المَغْرِبُ
بشِقوةِ المُغْرَى بهِ وهْوَ سَعيدْ

قد تساوَى مُحسِنٌ أو مُذْنِبُ
في هَواهُ منْ وعْدٍ ووَعيدْ

ساحِرُ المُقْلَةِ معْسولُ اللّمى
جالَ في النّفسِ مَجالَ النّفَسِ

سدَّدَ السّهْمَ وسمّى ورَمى
ففؤادي نُهْبَةُ المُفْتَرِسِ

إنْ يكُنْ جارَ وخابَ الأمَلُ
وفؤادُ الصّبِّ بالشّوْقِ يَذوبْ

فهْوَ للنّفْسِ حَبيبٌ أوّلُ
ليْسَ في الحُبِّ لمَحْبوبٍ ذُنوبْ

أمْرُهُ معْتَمَدٌ ممْتَثِلُ
في ضُلوعٍ قدْ بَراها وقُلوبْ

حكَمَ اللّحْظُ بِها فاحْتَكَما
لمْ يُراقِبْ في ضِعافِ الأنْفُسِ

مُنْصِفُ المظْلومِ ممّنْ ظَلَما
ومُجازي البَريءِ منْها والمُسي

ما لقَلْبي كلّما هبّتْ صَبا
عادَهُ عيدٌ منَ الشّوْقِ جَديدْ

كانَ في اللّوْحِ لهُ مكْتَتَبا
قوْلُهُ إنّ عَذابي لَشديدْ

جلَبَ الهمَّ لهُ والوَصَبا
فهْوَ للأشْجانِ في جُهْدٍ جَهيدْ

لاعِجٌ في أضْلُعي قدْ أُضْرِما
فهْيَ نارٌ في هَشيمِ اليَبَسِ

لمْ يدَعْ في مُهْجَتي إلا ذَما
كبَقاءِ الصُّبْحِ بعْدَ الغلَسِ

سلِّمي يا نفْسُ في حُكْمِ القَضا
واعْمُري الوقْتَ برُجْعَى ومَتابْ

دعْكَ منْ ذِكْرى زَمانٍ قد مضى
بيْنَ عُتْبَى قدْ تقضّتْ وعِتابْ

واصْرِفِ القوْلَ الى المَوْلَى الرِّضى
فلَهُم التّوفيقُ في أمِّ الكِتابْ

الكَريمُ المُنْتَهَى والمُنْتَمَى
أسَدُ السّرْحِ وبدْرُ المجْلِسِ

ينْزِلُ النّصْرُ عليْهِ مثْلَما
ينْزِلُ الوحْيُ بروحِ القُدُسِ

مُصْطَفَى اللهِ سَميُّ المُصْطَفَى
الغَنيُّ باللّهِ عنْ كُلِّ أحَدِ

مَنْ إذا ما عقَدَ العهْد وَفَى
وإذا ما فتَحَ الخطْبَ عقَدْ

مِنْ بَني قيْسِ بْنِ سعْدٍ وكَفى
حيْثُ بيْتُ النّصْرِ مرْفوعُ العَمَدْ

حيث بيْتُ النّصْرِ محْميُّ الحِمَى
وجَنى الفَضْلَ زكيُّ المَغْرِسِ

والهَوى ظِلٌّ ظَليلٌ خيَّما
والنّدَى هبّ الى المُغْتَرَسِ

هاكَها يا سِبْطَ أنْصارِ العُلَى
والذي إنْ عثَرَ النّصْرُ أقالْ

عادَةٌ ألْبَسَها الحُسْنُ مُلا
تُبْهِرُ العيْنَ جَلاءً وصِقالْ

عارَضَتْ لفْظاً ومعْنىً وحُلا
قوْلَ مَنْ أنطَقَهُ الحُبُّ فَقالْ

هلْ دَرَى ظبْيُ الحِمَى أنْ قد حَمَى
قلْبَ صبٍّ حلّهُ عنْ مَكْنِسِ

فهْوَ في خَفْقِ وحَرٍّ مثلَما
ريحُ الصَّبا بالقَبَسِ


لسان الدين ابن الخطيب

الحمدان
07-20-2022, 03:00 AM
جادَكَ الغيْثُ إذا الغيْثُ هَمى
يا زَمانَ الوصْلِ بالأندَلُسِ

لمْ يكُنْ وصْلُكَ إلاّ حُلُما
في الكَرَى أو خِلسَةَ المُخْتَلِسِ

إذْ يقودُ الدّهْرُ أشْتاتَ المُنَى
تنْقُلُ الخَطْوَ علَى ما يُرْسَمُ

زُفَراً بيْنَ فُرادَى وثُنَى
مثْلَما يدْعو الوفودَ الموْسِمُ

والحَيا قدْ جلّلَ الرّوضَ سَنا
فثُغورُ الزّهْرِ فيهِ تبْسِمُ

ورَوَى النّعْمانُ عنْ ماءِ السّما
كيْفَ يرْوي مالِكٌ عنْ أنسِ

فكَساهُ الحُسْنُ ثوْباً مُعْلَما
يزْدَهي منْهُ بأبْهَى ملْبَسِ

في لَيالٍ كتَمَتْ سرَّ الهَوى
بالدُّجَى لوْلا شُموسُ الغُرَرِ

مالَ نجْمُ الكأسِ فيها وهَوى
مُسْتَقيمَ السّيْرِ سعْدَ الأثَرِ

وطَرٌ ما فيهِ منْ عيْبٍ سَوَى
أنّهُ مرّ كلَمْحِ البصَرِ

حينَ لذّ الأنْسُ مَع حُلْوِ اللّمَى
هجَمَ الصُّبْحُ هُجومَ الحرَسِ

غارَتِ الشُّهْبُ بِنا أو ربّما
أثّرَتْ فيها عُيونُ النّرْجِسِ

أيُّ شيءٍ لامرِئٍ قدْ خلَصا
فيكونُ الرّوضُ قد مُكِّنَ فيهْ

تنْهَبُ الأزْهارُ فيهِ الفُرَصا
أمِنَتْ منْ مَكْرِهِ ما تتّقيهْ

فإذا الماءُ تَناجَى والحَصَى
وخَلا كُلُّ خَليلٍ بأخيهْ

تبْصِرُ الورْدَ غَيوراً برِما
يكْتَسي منْ غيْظِهِ ما يكْتَسي

وتَرى الآسَ لَبيباً فهِما
يسْرِقُ السّمْعَ بأذْنَيْ فرَسِ

يا أُهَيْلَ الحيّ منْ وادِي الغضا
وبقلْبي مسْكَنٌ أنْتُمْ بهِ

ضاقَ عْنْ وجْدي بكُمْ رحْبُ الفَضا
لا أبالِي شرْقُهُ منْ غَرْبِهِ

فأعِيدوا عهْدَ أنْسٍ قدْ مضَى
تُعْتِقوا عانِيكُمُ منْ كرْبِهِ

واتّقوا اللهَ وأحْيُوا مُغْرَما
يتَلاشَى نفَساً في نفَسِ

حُبِسَ القلْبُ عليْكُمْ كرَما
أفَتَرْضَوْنَ عَفاءَ الحُبُسِ

وبقَلْبي منْكُمُ مقْتَرِبٌ
بأحاديثِ المُنَى وهوَ بَعيدْ

قمَرٌ أطلَعَ منْهُ المَغْرِبُ
بشِقوةِ المُغْرَى بهِ وهْوَ سَعيدْ

قد تساوَى مُحسِنٌ أو مُذْنِبُ
في هَواهُ منْ وعْدٍ ووَعيدْ

ساحِرُ المُقْلَةِ معْسولُ اللّمى
جالَ في النّفسِ مَجالَ النّفَسِ

سدَّدَ السّهْمَ وسمّى ورَمى
ففؤادي نُهْبَةُ المُفْتَرِسِ

إنْ يكُنْ جارَ وخابَ الأمَلُ
وفؤادُ الصّبِّ بالشّوْقِ يَذوبْ

فهْوَ للنّفْسِ حَبيبٌ أوّلُ
ليْسَ في الحُبِّ لمَحْبوبٍ ذُنوبْ

أمْرُهُ معْتَمَدٌ ممْتَثِلُ
في ضُلوعٍ قدْ بَراها وقُلوبْ

حكَمَ اللّحْظُ بِها فاحْتَكَما
لمْ يُراقِبْ في ضِعافِ الأنْفُسِ

مُنْصِفُ المظْلومِ ممّنْ ظَلَما
ومُجازي البَريءِ منْها والمُسي

ما لقَلْبي كلّما هبّتْ صَبا
عادَهُ عيدٌ منَ الشّوْقِ جَديدْ

كانَ في اللّوْحِ لهُ مكْتَتَبا
قوْلُهُ إنّ عَذابي لَشديدْ

جلَبَ الهمَّ لهُ والوَصَبا
فهْوَ للأشْجانِ في جُهْدٍ جَهيدْ

لاعِجٌ في أضْلُعي قدْ أُضْرِما
فهْيَ نارٌ في هَشيمِ اليَبَسِ

لمْ يدَعْ في مُهْجَتي إلا ذَما
كبَقاءِ الصُّبْحِ بعْدَ الغلَسِ

سلِّمي يا نفْسُ في حُكْمِ القَضا
واعْمُري الوقْتَ برُجْعَى ومَتابْ

دعْكَ منْ ذِكْرى زَمانٍ قد مضى
بيْنَ عُتْبَى قدْ تقضّتْ وعِتابْ

واصْرِفِ القوْلَ الى المَوْلَى الرِّضى
فلَهُم التّوفيقُ في أمِّ الكِتابْ

الكَريمُ المُنْتَهَى والمُنْتَمَى
أسَدُ السّرْحِ وبدْرُ المجْلِسِ

ينْزِلُ النّصْرُ عليْهِ مثْلَما
ينْزِلُ الوحْيُ بروحِ القُدُسِ

مُصْطَفَى اللهِ سَميُّ المُصْطَفَى
الغَنيُّ باللّهِ عنْ كُلِّ أحَدِ

مَنْ إذا ما عقَدَ العهْد وَفَى
وإذا ما فتَحَ الخطْبَ عقَدْ

مِنْ بَني قيْسِ بْنِ سعْدٍ وكَفى
حيْثُ بيْتُ النّصْرِ مرْفوعُ العَمَدْ

حيث بيْتُ النّصْرِ محْميُّ الحِمَى
وجَنى الفَضْلَ زكيُّ المَغْرِسِ

والهَوى ظِلٌّ ظَليلٌ خيَّما
والنّدَى هبّ الى المُغْتَرَسِ

هاكَها يا سِبْطَ أنْصارِ العُلَى
والذي إنْ عثَرَ النّصْرُ أقالْ

عادَةٌ ألْبَسَها الحُسْنُ مُلا
تُبْهِرُ العيْنَ جَلاءً وصِقالْ

عارَضَتْ لفْظاً ومعْنىً وحُلا
قوْلَ مَنْ أنطَقَهُ الحُبُّ فَقالْ

هلْ دَرَى ظبْيُ الحِمَى أنْ قد حَمَى
قلْبَ صبٍّ حلّهُ عنْ مَكْنِسِ

فهْوَ في خَفْقِ وحَرٍّ مثلَما
ريحُ الصَّبا بالقَبَسِ


لسان الدين ابن الخطيب

الحمدان
07-21-2022, 09:25 AM
وأتي ليسأل شيخه مستفتيا
ما حد من سرق الفؤاد وهاجرا ؟
قد كان يعلمُ أني أهوي قربهُ
ما كان حبي له هشاً عابرا
أيحِلُ أن يسرق فؤاد خليلهُ
فينسي الهوى ويتركهُ مغادرا
فأجابهُ الشيخُ مُبتسماً وعيونه
تذرفُ دمعاً علي الخدود تناثرا
إن القلوب إذا هوت وتآلفت
يُعيي طبها الطبيب الماهرا
فأنا طال عمري ومُدتّّ سنونهُ
ما زال يُتعب قلبي فؤاداً هاجرا

*****

وأتي ليسأل شيخه مستفتيا
ما حكم من سرق الفؤاد وهاجرا ؟
فأجابه الشيخ الوقور بفطنهٍ
كُلُ القلوب من الهوي تتفطرا
ما جِئت تسأل يا فتي إلا الذي
كتم الفؤاد بقلبهِ فتشطرا
فأصبر لعل الله يُحدِثُ أمرهِ
وتكون عِند اللهِ شيخا صابرا

*******

وأتي ليسأل شيخه مستفتيا
ما حكم من سرق الفؤاد وهاجرا ؟
فأجابهُ الشيخ الفقيه بفطنهٍ
من بعد أن فحص الأمور وفكرا
هو حدهُ أن يستتاب فإذ يكن
فهذاك سقمُ للحبيب بما أري

*********

وأتي ليسأل شيخهُ مستفتيا
ماحكم من سرق الفؤاد وهاجرا ؟
أما الذي جرح الفؤاد فحدهُ
سجنُ بقلبك والجروحُ قصاص

********

وأتي ليسأل شيخهُ مستفتيا
ما حكم من سرق الفؤاد وهاجرا ؟
الشيخُ أعياهُ السؤالُ ولم يُجب
تركَ المنصه وأستدار وغادرا

الحمدان
07-23-2022, 12:27 PM
نَهاري نَهارُ الناسِ حَتّى إِذا بَدا
لِيَ اللَيلُ هَزَّتني إِلَيكِ المَضاجِعُ

أُقَضّي نَهاري بِالحَديثِ وَبِالمُنى
وَيَجمَعُني وَالهَمَّ بِاللَيلِ جامِعُ

لَقَد ثَبَتَت في القَلبِ مِنكِ مَحَبَّةٌ
كَما ثَبَتَت في الراحَتَينِ الأَصابِعُ

وَلَو كانَ هَذا مَوضِعَ العَتبِ لَاِشتَفى
فُؤادي وَلَكِن لِلعِتابِ مَواضِعُ

وَأَنتِ الَّتي صَيَّرتِ جِسمي زُجاجَةٌ
تَنِمُّ عَلى ما تَحتَويهِ الأَضالِعُ

أَتَطمَعُ مِن لَيلى بِوَصلٍ وَإِنَّما
تُضَرِّبُ أَعناقَ الرِجالِ المَطامِعُ


قيس بن الملوح

الحمدان
07-23-2022, 12:28 PM
أصلي فما أدري إذا ما ذكرتها
اثنتين صليت الضحى أم ثمانيا

ومابي إشراك ولكن حبها
وعظم الجوى أعيا الطبيب المداويا

أعد الليالي ليلة بعد ليلة
وقد عشت دهرا لا أعد اللياليا

أحب من الأسماء ما وافق اسمها
وشابهه أو كان منه مدانيا

واخرج من بين البيوت لعلني
أحدث عنك النفس ياليل خاليا

وقد يجمع الله الشتيتين بعدما
يظنان كل الظن أن لا تلاقيا

أراني إذا صليت يممت نحوها
بوجهي وإن كان المصلى ورائيا


قيس بن الملوح

الحمدان
07-24-2022, 08:02 PM
أيُّها المختال كِبراً
سِرْ على الأرضِ رويداً

قَدْ تعاظمتَ علَى الله
وجَاوزْتَ الحدودا

مَنْ ترى الأيام أعطي
نَ مِن النّاس الخلودا

كَمْ ملوكٍ عوَضَتْهُمْ
بالمقاصير اللَّحودا

قادَهم دَاعي المنايا
ولَكَمْ قادوا الجنودا

بدّلَتْ أجسامهم عَنْ
وشيها تُرباً ودودا

لا عدوَّاً مُبْغِضاً تُبْقِي
ولا تِرْباً وَدُودا

قد أَكَلْنَ اللّحمَ هِضْنَ
العَظْمَ مَزّقْنَ الجلودا

أيّها الآبقُ إنْ لَمْ
تَرْجُ وَعْداً خَفْ وَعيدا

عُدْ إلى ربِّكَ فالعَبْ
دُ حَرِيٌّ أن يَعُودا


الهبل

الحمدان
07-24-2022, 08:03 PM
رويدكَ من كَسْب الذّنوب فأنت لا

تطيقُ على نار الجحيم ولا تَقْوى

أَتَرضَى بأنْ تَلْقى المهيمنَ في غدٍ

وأنت بلا عِلْمٍ لديك ولا تَقْوَى


الهبل .. العصر العثماني

الحمدان
07-25-2022, 01:08 AM
مَن يَكُ غافِلاً لَم يَلقَ بُؤساً
يُنِخ يَوماً بِساحَتِهِ القَضاءُ

تَناوَلُهُ بَناتُ الدَهرِ حَتّى
تُثَلِّمَهُ كَما اِنثَلَمَ الإِناءُ

وَكُلُّ شَديدَةٍ نَزَلَت بِحَيٍّ
سَيَأتي بَعدَ شِدَّتِها رَخاءُ

فَقُل لِلمُتَّقي عَرَضَ المَنايا
تَوَقَّ وَلَيسَ يَنفَعُكَ اِتِّقاءُ

فَلا يُعطى الحَريصُ غِنىً لِحِرصٍ
وَقَد يَنمي لِذي العَجزِ الثَراءُ

غَنِيُّ النَفسِ ما اِستَغنى غَنِيٌّ
وَفَقرُ النَفسِ ما عَمِرَت شَقاءُ


قيس بن الخطيم

الحمدان
07-25-2022, 01:08 AM
إِذا جاوَزَ الإِثنَينِ سِرٌّ فَإِنَّهُ
بِنَشرٍ وَتَكثيرِ الحَديثِ قَمينُ

وَإِن ضَيَّعَ الإِخوانُ سِرّاً فَإِنَّني
كَتومٌ لِأَسرارِ العَشيرِ أَمينُ

يَكونُ لَهُ عِندي إِذا ما ضَمِنتُهُ
مَقَرٌّ بِسَوداءِ الفُؤادِ كَنينُ

سَلي مَن نَديمي في النَدامى وَمَألَفي
وَمَن هُوَ لي عِندَ الصَفاءِ خَدينُ

وَأَيُّ أَخي حَربٍ إِذا هِيَ شَمَّرَت
وَمِدرَهِ خَصمٍ بَعدَ ذاكَ أَكونُ

وَهَل يَحذَرُ الجارُ الغَريبُ فَجيعَتي
وَخَوني وَبَعضُ المُقرِفينَ خَؤونُ

وَما لَمَعَت عَيني لِغِرَّةِ جارَةٍ
وَلا وَدَّعَت بِالذَمِّ حينَ تَبينُ

أَبى الذَمَّ آباءٌ نَمَتني جُدودُهُم
وَمَجدي لِمَجدِ الصالِحينَ مُعينُ

فَذَلِكَ ما قَد تَعلَمينَ وَإِنَّني
لَجَلدٌ عَلى رَيبِ الخُطوبِ مَتينُ

أُمِرُّ عَلى الباغي وَيَغلُظُ جانِبي
وَذو القَصدِ أَحلولي لَهُ وَأَلينُ

وَإِنّي لَأَعتامُ الرِجالَ بِخُلَّتي
أُلي الرَأيِ في الأَحداثِ حينَ تَحينُ


قيس بن الخطيم

الحمدان
07-27-2022, 08:54 PM
بيني وبينك ألف واش ينعب
فعلام أسهب في الغناء وأطنب

صوتي يضيع ولا تحس برجعه
ولقد عهدتك حين أنشد تطرب

وأراك ما بين الجموع فلا أرى
تلك البشاشة في الملامح تعشب

وتمر عينك بي وتهرع مثلما
عبر الغريب مروعاً يتوثب

بيني وبينك ألف واش يكذب
وتظل تسمعه .. ولست تكذب

خدعوا فأعجبك الخداع ولم تكن
من قبل بالزيف المعطر تعجب

سبحان من جعل القلوب خزائنا
لمشاعر لما تزل تتقلب

قل للوشاة أتيت أرفع رايتي
البيضاء فاسعوا في أديمي واضربوا

هذي المعارك لست أحسن خوضها
من ذا يحارب والغريم الثعلب

ومن المناضل والسلاح دسيسة
ومن المكافح والعدو العقرب

تأبى الرجولة أن تدنس سيفها
قد يغلب المقدام ساعة يغلب

في الفجر تحتضن القفار رواحلي
والحر حين يرى الملالة يهرب

والقفر أكرم لا يغيض عطاؤه
حينا .. ويصغي للوشاة فينضب

والقفر أصدق من خليل وده
متغير .. متلون .. متذبذب

سأصب في سمع الرياح قصائدي
لا أرتجي غنماً ... ولا أتكسب

وأصوغ في شفة السراب ملاحمي
إن السراب مع الكرامة يشرب

أزف الفراق ... فهل أودع صامتاً
أم أنت مصغ للعتاب فأعتب

هيهات ما أحيا العتاب مودة
تغتال ... أو صد الصدود تقرب

يا سيدي ! في القلب جرح مثقل
بالحب ... يلمسه الحنين فيسكب

يا سيدي ! والظلم غير محبب
أما وقد أرضاك فهو محبب

ستقال فيك قصائد مأجورة
فالمادحون الجائعون تأهبوا

دعوى الوداد تجول فوق شفاههم
أما القلوب فجال فيها أشعب

لا يستوي قلم يباع ويشترى
ويراعة بدم المحاجر تكتب

أنا شاعر الدنيا ... تبطن ظهرها
شعري ... يشرق عبرها ويغرب

أنا شاعر الأفلاك كل كليمة
مني ... على شفق الخلود تلهب





د غازي القصيبي رحمه الله

الحمدان
07-27-2022, 08:55 PM
تعرّضت زوجة أحد الشعراء
للشمس أثناء سفرها فأثّرت
في وجهها، فلما وصلت للبيت
ورائها زوجها عجِب لذلك!
فقالت: ولِمَ العجبُ والوقت
صيفٌ والشمس حادة والسفر
في غير ظِل؟
فأجاب:


جاء الحبيبُ الذي أهواهُ من سفـرٍ
والشمسُ قد أثـّرت في خدّه أثـرا
عجبتُ كيف تحلُ الشمسُ في قمرٍ
والشمسُ لا ينبغي أن تُدرك القمرا

الحمدان
07-27-2022, 09:14 PM
*الأرضُ أرضى والسّماءُ سمائي
يا مَنْ هضمْتَ الحَقَّ
ونبذتَ عدْلَ الأنبياء ِ .
ليَعْلمَ القاصي والداني
أني مُتَجَذِّرٌ هُنا
في الصَّخرِ
قبلَ وبَعْدَ المماتِ ،
إذا جُعْتُ
جَعَلتُ الزيتَ والزيتونَ غذائي ،
وإذا مُتُّ
وجدْتُ في ثرى وطني
*كفني وكِسائي .
اعلم ايها الظالِمُ
أني اذا مُتُّ أعودُ
وعندما أعودُ سَأبني بيتًا خالِدًا
أحفرُهُ في الصًّخرِ
يُطِلُّ عَلى البَحْرِ
يُهْدِي السَّاحِلَ والجِبالْ
رِسَالَةَ الأجْيالْ.
يا جاهلا ً حَقَّ الشعوب ِ ومجدَها


كمال ابراهيم

الحمدان
07-28-2022, 09:01 AM
زَارني من أُحب قبل الصباحِ
فَحَلالي تهَتُّكي وافتِضاحِي

وسقاني وقال نم وتسلَّى
ما عَلى مَن أحَبَّنا من جُناحِ

فَأدِر كأس من أُحِبُّ وأهْوى
فَهوى من أُحِبُّ عَين صَلاحِ

لوْ سَقاهَا لميِّت عاد حَيًّا
فَهي روحي وَ راحة الأرْواحِ

لا تَلمني فَلست أصْغى لِعذلٍ
لاَ ولو قُطِّع الحشا بالصياَح

مَا أُحيلى حَديث ذِكر حَبيبي
بَين أهْل الصفَا وَأهل الفلاح

قد تجلى الحبِيب في جنح لَيْلِى
وَحَبانِي بوصله للصَّبَاح

طابَ وَقتي وقد خلعت عذَارِي
فَاسقِني بالكؤوسِ والأقداحِ


أبو الحسن الششتري
العصر الاندلسي

الحمدان
07-29-2022, 03:08 PM
صَوتُ صَفِيرِ البُلبُلِ
هَيَّجَ قَلبِى التَمِلِ

الماءُ وَالزَهرُ مَعاً
مَع زَهرِ لَحظِ المُقَلِ

وَأَنتَ يا سَيِّدَ لِي
وَسَيِّدِى وَمَولى لِي

فَكَم فَكَم تَيَمَّنِي
غُزَيِّلٌ عَقَيقَلي

قَطَّفتَهُ مِن وَجنَةٍ
مِن لَثمِ وَردِ الخَجَلِ

فَقالَ لا لا لا لا لا
وَقَد غَدا مُهَرولِ

وَالخُوذُ مالَت طَرَباً
مِن فِعلِ هَذا الرَجُلِ

فَوَلوَلَت وَوَلوَلَت
وَلى وَلى يا وَيلَ لِي

فَقُلتُ لا تُوَلوِلي
وَبَيّنى اللُؤلُؤَ لَي

قالَت لَهُ حينَ كَذا
اِنهَض وَجد بِالنقَلِ

وَفِتيةٍ سَقَونَنِي
قَهوَةً كَالعَسَلَ لِي

شَمَمتُها بِأَنَفي
أَزكى مِنَ القَرَنفُلِ

فِى وَسطِ بُستانٍ حُلِي
بِالزَهرِ وَالسُرورُ لِي

وَالعُودُ دَندَن دَنا لِي
وَالطَبلُ طَبطَب طَبَ لِي

طَب طَبِطَب طَب طَبَطَب
طَب طَبَطَب طَبطَبَ لِي

وَالسَقفُ سَق سَق سَق لِي
وَالرَقصُ قَد طابَ لِي

شَوى شَوى وَشاهشُ
عَلى حِمارِ أَهزَلِ

يَمشِى عَلى ثَلاثَةٍ
كَمَشيَةِ العَرَنجلِ

وَالناسِ تَرجم جَمَلِي
فِى السُواق بِالقُلقُلَلِ

وَالكُلُّ كَعكَع كَعِكَع
خَلفى وَمِن حُوَيلَلي

لَكِن مَشَيتُ هارِباً
مِنْ خَشْيَةِ العَقَنْقِلِي

إِلَى لِقَاءِ مَلِكٍ
مُعَظَّمٍ مُبَجَّلِ

يَأْمُرُلِى بِخَلْعَةٍ
حَمراء كَالدَم دَمَلي

أَجُرُّ فيها ماشِياً
مُبَغدِداً لِلذِيِّلِ

أَنا الأَدِيبُ الأَلمَعِي
مِن حَى أَرضِ المُوصِلِ

نَظِمتُ قِطعاً زُخرِفَت
يَعجزُ عَنها الأَدبُ لِي

أَقولُ فَى مَطلَعِها
صَوتُ صَفيرِ البُلبُلِ



الأصمعي

الحمدان
07-29-2022, 03:09 PM
النصحُ أرخص ماباع الرجالُ فلا

ترددْ على ناصحٍ نُصْحًا ولا تَلُمِ

إِنَّ النصائحَ لا تخفَى مَناهِجُها

على الرجالِ ذوي الألبابِ والفهمِ


الأصمعي .. العصر العباسي

الحمدان
07-29-2022, 03:09 PM
النصحُ أرخص ماباع الرجالُ فلا

ترددْ على ناصحٍ نُصْحًا ولا تَلُمِ

إِنَّ النصائحَ لا تخفَى مَناهِجُها

على الرجالِ ذوي الألبابِ والفهمِ


الأصمعي .. العصر العباسي

الحمدان
07-29-2022, 04:19 PM
أهيم بروحي على الرابيه
وعند المطاف وفي المــروتينْ

وأهفو إلى ذِكَرٍ غـــــاليه
لدى البيت والخيف والأخشبين

فيهدر دمعي بآمـــــــــاقيه
ويجري لظـــاهُ على الوجنتين

ويصرخ شوقي بأعمــاقيه
فأُرســل من مقلتي دمــعتين

أهيــــــــــم وقلبي دقـــاته
يطير اشتياقاً إلى المسجــدين

وصدري يضج بآهــــــاته
فيسري صداه على الضـفتين

على النيل يقضي سويعاته
يناغي الوجوم بسمع وعـــين

وخضر الروابي لأنـــــاته
تردد من شجوه زفـــــــرتين

أهيــــم وفي خاطري التائه
رُؤْى بلدٍ مشرق الجـــــــانبين

يطـــــــوف خيالي بأنحائه
ليقطع فيه ولو خطــــــــوتين

أُمـــــــــرِّغ خدي ببطحائه
وألمس منه الثرى باليــــــدين

وأُلقــــــــي الرّحال بأفيائه
وأطبع في أرضــــــــه قبلتين

أهيم وللطــــير في غصنه
نُواح يزغرد في المســــمعين

فيشدو الفــــؤاد على لحنه
ورجع الصدى يملأ الخافقين

فتجري البـــوادر من مزنه
وتبقي على طرفه عـــــبرتين

تُعيد النشـــــــــيد إلى أذنه
حنيناً وشوقاً إلى المـــروتين



إبراهيم خفاجي

الحمدان
07-31-2022, 03:22 AM
‏"إذا ماتَ الحياءُ بقلبِ أُنثى
وما عرفت حرامًا من حلالِ

ومالت للركون إلى المعاصي
فتبّاً ثم تبّاً للجمالِ ..

وإنْ عاشَ الفتى للعِرْضِ ذِئبٌ
وأوغل في دنيّاتِ الفعالِ

وما عرف المروءةَ ذات يومٍ..
فَعارٌ أن يُعدّ من الرجالِ"

الحمدان
07-31-2022, 06:32 AM
دَمّي عليّ من الثرى يا غانية

بالأمس ما أبكاك قد أبكانِيَهْ

لصبيَّةٍ عمرية مضرية

أدركْتُ أسرار الثرى في ثانيَةْ

وقرعتُ أبواب السماءِ مهلّلاً

وهتَكْتُ أستار الملوك علانيَةْ

عَرَفَتْ ملوك الجنِّ ريحَ عِمامتي

ونَكَحْتُ منهم سبعةً وثمانيَةْ

ودفنتٌ قُرْطاً في صفيحةِ قرْمَدٍ

وشرِبْتُ من دمِ ذي الصواعِ بآنِيَةْ

وتركتٌ في وادِ السماوةِ أُمّةً

لم يغْنِ شيئاً عنهُمُ سلطانيَهْ

وغسلْتُ في ماء الخلودِ يتيمتي

فتكَلّلتْ تيجانَها تيجانيَهْ

عن زهر جارِيَةٍ و وردِ كريمةٍ

أرجو بشوكِ يتيمتي سلْوانِيَهْ

يا من عليكِ نزَلْتُ كلَّ مخيفةٍ

ونَقَدْتُ دمعةَ مُشْفِقٍ تنعانيَهْ

يا من إليكِ رَكِبْتُ فُلْكَ منيّتي

وعشِقْتُ طعنةَ ظالمٍ أردانيَه

كازيّةٌ لعِبَتْ بمهجةِ ناصرٍ

أزْمَعْتُ طيّةَ حبّها فطوانيَهْ

ألحبّها آليتُ لا أحيى؟ نعم

ولقد لبِسْتُ لحبّها أكفانيَهْ

كم حُكْتُ لي من مقتلٍ بيدي! فلم

أُقْتَلْ! فقلت: أحُوكُهُ بلسانيَهْ

فيجيرني ذو الطوْلِ في كِلْتَيْهِما

ربٌّ نحَرْتُ لوجهِهِ قربانيَهْ

ولقد نُصِرْتُ بدعوةٍ من والدي

شيخٌ على حبس الحِما أسمانيَهْ

أَلْفَيْ عزيزٍ من أعزّةِ عامرٍ

رضِيَوا حياة الأرذلينَ عدانيَهْ

أذئاب أقفارٍ إذا ما لم يكنْ

حرباً وإن حَمِيَ الوطيسُ حَصانيَة؟!

أولم تكن تدري نوار بأنّني

لا يشتكي ضرب الرقابِ سِنانيَهْ

أولم تكن تدري نوار بأنّني

أُعْطي إذا ربُّ الملا أعطانيَهْ

أولم تكن تدري نوار بأنّني

أُسقي كؤوس المُرِّ من أسقانيَهْ

أولم تكن تدري نوارُ بأنّني

أُثني لكلّ عظيمةٍ أركانيَهْ

أولم تكن تدري نوار بأنّني

ذو مِرّةٍ لا تستباح قِيانيَهْ

أولم تكن تدري نوار بأنّني

أعلو إذا ودَقُ السحابِ علانيَهْ

أولم تكن تدري نوار بأنّني

أنِفٌ وعن ما لا يُعِزُّ حشانيَهْ

أولم تكن تدري نوارُ بأنّني

فكّاكُ خوْلةَ مجلسٍ تنخانيَهْ

أولم تكن تدري نوار بأنّني

مطلوبُ أوّلَةٍ ومطْلَبُ ثانيَةْ

مولودُ تاسعةٍ ووالد تاسعٍ

قطّاع قفرٍ لا يلينُ جَنانِيَهْ

ليثٌ إذا عضّ الزمانُ بنابِهِ

غيثٌ إذا هبّتْ عليّ يمانِيَةْ

أدنو لكلّ مجنّدٍ بمهنّدٍ

وتعارَفَتْ قُضُبُ السيوف بنانيَهْ


نزّال أودِيَةٍ تعُجُّ سِباعُها

لا أرتضي في النائباتِ هوانيَه

أرسو كأعلام الجبال على الثرى

ما اهتزَّ من سُمْرِ القنا إيوانِيَهْ

متأبّطٌ يوم الكريهةِ صارماً

هضْبٌ إذا فَدْمُ الحِرابِ كسانيَهْ

وحجابُ عارِيِةٍ أجابِ لصوتِها

فخَضَبْتُ منه السيف حينَ دهانيَهْ

ولقد حضَنْتُ الموتَ دونَ يتيمتي

وكَرَرْتُ بين الطارقاتِ حِصانيَهْ

أقْدَمْتُ معتَمِداً على ذي عِزّةٍ

فحَمَى حصانيَ منهُمُ وحمانيَهْ

سبحان من خرّت لهيبةِ مُلْكِهِ

جِنٌّ البرابرِ وانْجَلَتْ أحزانيَهْ

فأنا الذي في المَرْجِ قبّلَ حتفَهُ

حتى تحاشى طلطلٌ سندانيَهْ

فكأنني بالرمحِ أضرِبُ قائلاً

الأرضُ أرضيَ والزمانُ زمانيَهْ

نحن الفراعنةُ العتاة ُ تخالُنا

من بأسِنا يوم اللقاءِ زبانيَةْ

شُعْثُ المفارقِ لم أكُنْ لأَسُودَهُمْ

لو لم يرَوْا سمَطُ الدٌخَانِ غشانيَهْ

من خيرِ عامِرَ كلها في منسَبٍ

الأصل أصليَ والكيانُ كيانيَهْ

لي في عُلاَ عُليا سُبَيْعٍ منزِلٌ

أُفْضِي إليهِ إذا الزمانُ رمانيَهْ

ولقد قصدْتُ ديارَهُمْ في ظُلْمَةٍ

لم تشكُ صرفَ بعيدَةٍ أعوانيَهْ

فأخذتُ مرْتجِزاً إلى أن أغْمَضَتْ

غُبْس العيون السانِحاتِ , أتانيَهْ:


ناصر الفراعنه

الحمدان
07-31-2022, 04:43 PM
من طرائف ونوادر من الأدب العربي
ﺃﺭﺳﻞَ ﺷﺎﺏٌ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺇﻟﻰ
ﺭﺟﻞ ﻳُﻜﻨّﻰ ﺑﺄﺑﻲ ﻋﺰﻳﺰﺓ
ﻟﻴﺨﺘﺎﺭَ ﻟﻪُ ﻋﺮﻭﺳﺎً ﻓﻜﺎﻥَ ﺍﻵﺗﻲ :

ﺑﻌﺚَ ﺍﻣـــﺮﺅٌ ﻷﺑـﻲ ﻋﺰﻳـﺰﺓ ﻣـــﺮﺓً
ﺑﺮﺳﺎﻟﺔ ﻳُﺒﻜــﻲ ﻭﻳُﻀﺤــﻚ ﻣﺎﺑﻬـﺎ

ﻓﻴـــﻬﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺃﺭﻳـﺪ ﻣﻨــﻚ ﺻﺒﻴــﺔ
ﺣﺴﻨﺎﺀ ﻣﻌـﺮﻭﻑ ﻟﺪﻳﻜـــﻢ ﺃﺻﻠُﻬـﺎ

ﻭﺃﺩﻳﺒـﺔ .. ﻭﻟﻄﻴﻔـﺔ .. ﻭﻋﻔﻴﻔــﺔ
ﻭﺣﻠﻴﻤـــﺔ ﻭﺭﺯﻳﻨـــﺔ ﻓﻲ ﻋﻘــﻠﻬــﺎ

ﻗﺪْ ﺃﺣﺮﺯﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻢِ ﻏﻴﺮ ﺷﻬﺎﺩﺓ
ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺴﺎ ﻃُﺮًﺍ ﺗﻔﻮﻕ ﺑﻔﻀﻠﻬﺎ

ﻭﺗﻜــﻮﻥ ﺃﻳﻀًﺎ ﺫﺍﺕ ﻣــﺎﻝٍ ﻭﺍﻓـــﺮٍ
ﺗُﻌﻄﻴـﻪِ ﻣِﻦْ ﺑﻌــﺪ ﺍﻟـﺰّﻭﺍﺝ لبعلها

ﻭﺃﺭﻳــﺪُ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻜــﻮﻥ ﻣﻄﻴﻌــﺔ
ﺃﻣـــﺮﻱ ﻓﺘﺘﺒﻌُﻨﻲ ﻭﺗﻨﺴﻰ ﺃﻫﻠـﻬﺎ



ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﺑﻲ ﻋﺰﻳﺰﺓ ﺇﻻ
ﺃﻥْ ﺃﺟﺎﺏَ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﺎﻃﺐ ﺍﻟﻌﺠﻴﺐ ﻗﺎئلاً :

ﻭﺍﻓﻲ ﻛﺘـــﺎﺑﻚ ﺳـــﻴﺪﻱ ﻓﻘــﺮﺃﺗُﻪ
ﻭﻋﺮﻓﺖُ ﻫﺎﺗﻴﻚَ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺐِ ﻛٌﻠﻬـﺎ

ﻟﻮْ ﻛﻨﺖُ ﺃﺣﻈﻰ ﺑﺎﻟّﺘﻲ ﻗــﺪ ﺭُﻣتها
ﻃﻠّﻘــﺖُ ﺃﻡ ﻋـﺰﻳـﺰﺓٍ ﻭﺃﺧـﺬﺗﻬــﺎ

الحمدان
08-01-2022, 01:54 AM
ماذا عَلى بَدرٍ وَماذا حَولَهُ
مِن فِتيَةٍ بِيضِ الوُجوهِ كِرامِ

تَرَكوا نُبَيهاً خَلفَهُم وَمُنَبِّهاً
وَاِبنَى رَبيعَةَ خَيرَ خَصمِ فِئامِ

وَالحارِثَ الفَيّاضَ يُبرُقُ وَجهُهُ
كَالبَدرِ جَلّى لَيلَةَ الإِظلامِ

وَالعاصِيَ بِنَ مُنبِّهٍ ذا مِرَّةٍ
رُمحاً تَميماً غَيرَ ذي أَوصامِ

تَنمى بِهِ أَعراقُهُ وَجُدودُهُ
وَمَآثِرُ الأَخوالِ وَالأَعمامِ

وَإِذا بَكى باكٍ فَأعولَ شَجوَه
فَعَلى الرَئيسِ الماجِدِ اِبنِ هِشامِ

حَيّا الإِلَهُ أَبا الوَليدِ وَرَهطهُ
رَبُّ الأَنامِ وَخَصَّهُم بِسلامِ


عبدالله بن الزعبرى
عصر المخضرمون

الحمدان
08-01-2022, 03:23 AM
أخاف أن تُمطر الدُّنيا ولستِ معي

فمنذ رحتِ وعندي عقدةُ المطرْ

كان الشتاء يغطيني بمعطفهِ فلا أفكر في بردٍ و لا ضجرْ

وكانت الريح تعوي خلف نافذتي

فتهمسين: تمسَّك ها هنا شعري

و الآن أجلسُ والأمطارُ تجلدني

على ذراعي.. على وجهي.. على ظهري

فمن يدافع عني.. يا مسافرة مثل اليمامة بين العين والبصرْ

وكيف أمحوكِ من أوراقِ ذاكرتي

وأنتِ في القلب مثل النقشِ في الحجرْ

عيناكَ سريران تحت المطر


نزار قباني

الحمدان
08-01-2022, 03:24 AM
مُبْحِراً .. نحو فَضَاءٍ آخَرٍ نافضاً عنِّي غُبَاري

ناسياً اسْمي, وأَسْماءَ النَبَاتَاتِ، وتاريخَ الشَجَرْ ..

هارباً من هذه الشَمْسِ التي تجلُدُني بكرابيج الضَجَرْ ..

هارباً من مُدُنٍ نامتْ قُرُوناً تحت أقدامِ القَمَرْ ..

تاركاً خلفي عُيُوناً من زُجَاجٍ وسماءً من حَجَرْ ..

ومَضَافَاتِ تميمٍ ومُضَرْ ..

لا تقولي : عُدْ إلى الشَّمس .. فإِنِّي أَنتمي الآنَ إلى حِزْبِ المَطَرْ .


نزار قباني

الحمدان
08-01-2022, 10:03 PM
قالت:أحبك و الهوى أشقاني
وعلى طريق شائك ألقاني

قلت:المحبة هكذا لم يختلف
في شرح خافي أمرها اثنان

قالت:فهل أشقاك حبي قلت:ل
قالت:إذن هل نحن مختلفان

قلت:اسمعي يا بسمتي و شقاوتي
إنا بأحضان الهوى طفلان

نبكي و نضحك في زمان واحد
شاء الهوى فتجمع الضدان

فإذا بكينا قال دمع عيونن
سأظل منسكبا مدى الأزمان

لكن قلب الطفل بين ضلوعن
لا يستطيع تحمل الأحزان

يرتد عن أشجانه في لحظة
و الدمع لا ينسب غير ثواني

ينسى و ما من نعمة لقلوبن
لو تعلمين كنعمة النسيان

لي في الحنايا شابَ طفلٌ خافقٌ
من هول ما لاقى من الطغيان

علمته ألا يبوح بسره
لكنه لما رآك عصاني

أعطاك تاريخي بكل فصوله
فعرفت قدري في الغرام و شاني

أغراك ثلجي فاحترقت بناره
و لمست برد الثلج في نيراني

أحرقت بين يديك لهو طفولتي
بإرادتي و كبرت قبل أواني

و اخترت سجن الانتظار لأنه
ما كان قهر الحب في إمكاني

أهواك يا قدري الجميل و ليس لي
إلا الرضى حتى بمر هواني

إني أحبك دائما سأقوله
بلسان قلبي لا بلفظ لساني




معالي الوزير البطل
مانع سعيد العتيبه
الإمارات

الحمدان
08-01-2022, 10:06 PM
فَرَضَ الحبيب ُ دَلالَهُ وتَمَنَّعَ
وَأَبَى بغيرِ عذابِنَا أَنْ يَقْنعا

ما حيلتي وأنا المكبّلُ بالهوى
ناديته فأصَرَّ ألاّ يسمعا

وعجبتُ من قلبٍ يرقُّ لظالمٍ
ويُطيقُ رغمَ إبائِهِ أنْ يَخْضَعَا

فأجابَ قلبي لا تَلُمني فالهوى
قَدَرٌ وليس بأمرِنَا أَنْ يُرْفَعَا

والظلمُ في شَرْعِ الحبيبِ عدالةٌ
مهما جَفَا كنتَ المُحِبَّ المُُولَعَا

ولقد طربتُ لصوتِه ودلالِهِ
واحتلّتْ اللفتاتُ فيّ الأضلُعَا

البدرُ من وجهِ الحبيبِ ضياؤه
والعطرُ من وردِ الخدودِ تضوَّعَا

والفجرُ يبزغُ من بهاءِ جَبينِهِ
والشمسُ ذابَتْ في العيونِ لتسطعَا

يا ربّ هذا الكون أنتَ خلقتَهُ
وكسوتَهُ حُسْنَاً فكنتَ المُبْدِعَا

وجعلته ملكاً لقلبي سيّد
لمّا على عرشِ الجمالِ تربَّعَا

سارتْ سفينةُ حبِّنَا في بحرِهِ
والقلبُ كانَ شراعها فتلوَّعَا

لعبتْ بها ريحُ الهوى فتمايلتْ
ميناؤها المنشودُ باتَ مُضّيَّعَا

يا صاحبي خُذْ للحبيبِ رسالةً
فعسى يرى بينَ السطورِ الأدمُعَا

بَلِّغْهُ أَنِّي في الغرامِ متيّمٌ
والقلبُ من حرِّ الفراقِ تَصَدَّعَا

ما في النوى خيرٌ لنرضى بالنوى
بل أنّ كلَّ الخيرِ أن نحيا مَعَا



معالي الوزير
مانع سعيد العتيبه
الإمارات

الحمدان
08-03-2022, 11:27 PM
إذا ما أردتَ النُّطق فانطق بحِكْمَة
وَزِن قبل نطقٍ ما تقول وَقَوِّمِ

فمن لم يزنْ ما قال لا عقلَ عنده
ونطقٌ بوزنٍ كالبناءِ المحكمِ

فإن لم تجدْ طرقَ المقالِ حميدةً
تجمَّلْ بحُسنِ الصَّمت تُحْمَد وتَسْلمِ

فكم صامتًا يلقى المحامدَ دائمًا
وكم ناطقٍ يجني ثمارَ التَّندُّمِ


المجهولون

الحمدان
08-03-2022, 11:27 PM
عن العدلِ لا تعدلْ وكنْ متيقِّظًا
وحكمُك بين النَّاس فليكُ بالقسطِ

وبالرِّفقِ عاملْهم وأحسنْ إليهمُ
ولا تبدلنَّ وجه الرِّضا منك بالسَّخطِ

وحَلِّ بدُرِّ الحقِّ جِيد نظامِهم
وراقبْ إله الخلق في الحلِّ والربطِ



المجهولون

الحمدان
08-04-2022, 04:34 AM
هذه بعضُ الأشعار التي أعجبتني
من بحار الكتب وأنهارها
اقتطفت منها كلماتٍ موجزةً ..
استقيتها من هنا وهناك..

وهي تحمل بعضَ الحكم
والفلسفة والمشاعر الجميلة..
نتيجة تجارب الإنسان
ومُمارساته في هذه الحياة..
قد نتفق مع بعض هذه
الكلمات.. وقد لا نتفق..

وَرِزقُكَ لَيسَ يُنقِصُهُ التَأَنّي

وَلَيسَ يَزيدُ في الرِزقِ العَناءُ

- - - - - - - - - - - - -

وما حب الديار شغفن قلبي

ولكن حب من سكن الديارَ

- - - - - - - - - - - - -

إذَا المرءُ لمْ يلبسْ ثيابًا من التُّقَى

تقلَّبَ عُريانًا وإنْ كانَ كاسِيَا

- - - - - - - - - - - - -

وما كل عينٍ لا تفيض قريرةٌ

وما كل قلبٍ لا يبوحُ بِخالٍ

الحمدان
08-05-2022, 05:55 AM
لامية الصفدي


الجَدُّ في الجدِّ والحِرمانُ في الكَسَلِ
فانصبْ تُصِبْ عنْ قريبٍ غايةَ الأملِ

واصبرْ على كلِّ ما يأتي الزَّمانُ بهِ
صبرَ الحُسامِ بكفِّ الدّراعِ البَطَلِ

وجانبِ الحرصَ والأطماعَ تحظَ بما
ترجو من العزِّ والتأييدِ في عَجَلِ

ولا تكونَنْ على ما فاتَ ذا حَزَنٍ
ولا تظلَّ بما أُوتيتَ ذا جَذَلِ

واستشعرِ الحِلمَ في كلِّ الأمورِ ولا
تُسرع ببادرةٍ يوماً إلى رجلِ

وإنْ بُليتَ بشخصٍ لاَ خَلاقَ لهُ
فكُنْ كأنَّكَ لمْ تسمعْ ولمْ يَقُلِ

ولا تُمارِ سفيهاً في مُحاورَةٍ
ولا حليماً لكيْ تنجو منَ الزَّلَلِ

وَلاَ يغرَّنكَ منْ يُبدي بشاشَتَهُ
إليكَ خِدعاً فإنَّ السُّمَ في العَسَلِ

وإنْ أردتَ نَجاحاً أو بلوغَ مُنىً
فاكتُمْ أمورَكَ عن حافٍ ومُنتعلِ

إنَّ الفتى من بماضي الحَزْمِ مُتَّصفٌ
وَمَا تعوّدَ نقصَ القولِ والعملِ

وَلاَ يقيمُ بأرضٍ طابَ مسكنُها
حتى يقدَّ أديمَ السَّهلِ والجَبَلِ

وَلاَ يضيعُ ساعاتِ الزَّمانِ فلنْ
يعودَ مَا فاتَ مِنْ أيامهِ الأولِ

وَلاَ يُراقِبُ إلاَّ مَنْ يُراقِبُهُ
وَلاَ يُصاحبُ إلاَّ كلَّ ذي نُبُلِ

وَلاَ يعدُّ عُيوباً في الوَرَى أبداً
بل يعتني بالذَّي فيهِ من الخَلَلِ

وَلاَ يظُنُّ بهمْ سُوءاً وَلاَ حَسَناً
بل التجاربُ تَهديهِ عَلَى مَهَلِ

وَلاَ يُؤَمِّلُ آمالاً بصبحِ غدٍ
إلاَّ على وَجَلٍ من وثبةِ الأجلِ

وَلاَ يَصدُّ عن التقوى بصيرتَهُ
لأنها للمعالي أوضحُ السُّبُلِ

فمنْ تكنْ حُللُ التقوى ملابسَهُ
لمْ يخشَ في دهرهِ يوماً من العَطَلِ

مَنْ لمْ يصنْ عِرضَهُ مما يُدَنِّسهُ
عارٍ وإن كانَ مغموراً منَ الحُلَلِ

مَنْ لم تُفدهُ صُروفُ الدهر تجربةً
فيما يحاولُ فليرعى مع الهَمَلِ

مَنْ سالَمتهُ الليالي فليثِقْ عَجِلاً
منها بحَرْبِ عدوٍّ جاءَ بالحِيَلِ

منْ ضيَّعَ الحَزْمَ لم يظفرْ بحاجتِهِ
ومنْ رمى بسهامِ العُجْبِ لمْ ينَلِ

منْ جادَ سادَ وأحيا العالمونَ لهُ
بديعَ حمدٍ بمدحِ الفِعلِ مُتَّصِلِ

منْ رامَ نيلَ العُلى بالمالِ يجمعُهُ
من غيرِ جُودٍ بُلي منْ جهلهِ وَبُلي

منْ لمْ يصُنْ نفسَهُ ساءَتْ خليقتُهُ
بكلِّ طَبْعٍ لئيم غيرِ مُنتَقلِ

منْ جالسَ الغاغَة النُّوكَى جَنَى نَدَماً
لنفسهِ ورُمي بالحادثِ الجَلَلِ

فخُذْ مقالَ خبيرٍ قد حَوى حِكَماً
إذ صغتُها بعدَ طولِ الخُبر في عَمَلي


صلاح الدين أبو الصَّفاء الصَّفديّ

الحمدان
08-08-2022, 07:48 AM
ان حظى كدقيق فوق شوك نثروه

ثم قالوا لحفاة يوم ريح اجمعوه

صعب الأمر عليهم ثم قالوا اتركوه

ان من أشقاه ربى كيف أنتم تسعدوه


إدريس جماع
السودان

الحمدان
08-08-2022, 07:48 AM
أعلى الجمال تغار منّا
ماذا عليك إذا نظرنا

هي نظرة تنسي الوقار
وتسعد الروح المعنّى

دنياي أنت وفرحتي
ومنى الفؤاد إذا تمنّى

أنت السماء بدت لنا
واستعصمت بالبعد عنّا

هلا رحمت متيماً
عصفت به الأشواق وهنّا

وهفت به الذكري فطاف
مع الدُجى مغناً فمغنا

هزته منك محاسن
غنّى بها لما تغنّى

آنست فيك قداسة
ولمست اشراقاً وفنّا

ونظرت في عينيك
آفاقاً وأسراراً ومعنى

وسمعت سحرياً يذوب
صداه في الأسماع لحنا

نلت السعادة في الهوى
ورشفتها دنّاً فدنّا


إدريس جمّاع .. السودان

الحمدان
08-08-2022, 08:51 AM
‏كم جئت بابك ســائلاً فأجبتني
من قبلِ حتى أن يقــولَ لساني

واليوم جئتك تائباً مستـغفراً
شيءٌ بقلبي للهدى ناداني

عينايَ لو تبكي بقيةَ عمرها
لاحتجت بعد العمرِ عمراً ثانِ

إن لم أكن للعفو أهلا خالقي
فلأنـت أهلُ العفو والغفرانِ

الإمام الشافعي رحمه الله

الحمدان
08-08-2022, 09:03 AM
‏صباحٌ بالهُدى أشرقْ

‏ يزيد الروحَ إيمانًا

‏وطيرٌ في السَّما زقزقْ

‏ يناجي الصُبحَ هيمانًا

‏وزهرٌ للنَّدى صفّقْ

‏ يبثُ العطرَ نشوانًا

‏ونهرٌ سارَ يترقرقْ

‏ يُفيضُ البِشرَ تِحنانًا

الحمدان
08-08-2022, 09:10 AM
إذا بِتَّ تطوي في ضلوعك ضِيقةً
وأقبلَ كلّ الهمّ نحوكَ وارتمى

وأدبرَتْ الآمالُ مِن بعدِ قُربها
وأوشكَ دمعُ العينِ أن يتكلّما

فيا قلبُ لا تحزن لما فاتَ وانقضى
فمَن أدمنَ الأحزانَ زادَ تألُّما

ومَن أَلِفَ الشكوى إلى الناسِ زادَهُ
دوامُ التشكّي حسرةً وتندُّما

ستأتيكَ مِن ربّ السماءِ بشائرٌ
لِتُنسيكَ ما تلقى مِن الضيقِ والظما

إذا جبرَ الرحمنُ بالُّلطفِ خاطراً
سينسى ليالٍ بات فيها مُحَطّماً

الحمدان
08-08-2022, 09:28 AM
زارَ الخيالُ فحيَّاني وأسندني
يدٌ على القلبِ والأخرى على الكبدِ

ومرَّ ليلُ هوىً ما كانَ أهنأَهُ
لو أنني لم أقمْ منهُ إلى الأبدِ

وحينَ أيقظتُ عيني في الصباحِ بكتْ
وعاقبتني في جفنيَّ بالرمدِ

الرافعي

الحمدان
08-08-2022, 09:42 AM
رباهُ أشياؤهُ الكُبرى تُعذُِّبني
فكيف أنجو مِنَ الأشياءِ رباهُ ؟

أأدّعي أنني أصبحتُ أكرهه ؟
وكيفَ أكرهُ مَن في الجفنِ سكناهُ ؟

وكيفَ أهرُبُ منهُ ؟ إنّه قَدَري
هل يملكُ النّهرُ تغييرًا لِمجراهُ ؟

أحبُّهُ...لستُ أدري ما أُحبُّ بِهُ
حتى خطاياهُ ما عادت خطاياهُ

ماذا أقولُ لهُ لو جاءَ يسألُني
إن كُنتُ أهواهُ؟.. إني ألف أهواهُ

الحمدان
08-09-2022, 07:59 AM
العُمْرُ يَمضي والأَماني تَشرُدُ
والعَــزمُ بَينهما يَشِـبُّ وَيَبـرُدُ

والعَزمُ تُذكيهِ النُّفوسُ إِذا سَمَتْ
غاياتُهـا وإذا استكانَتْ تَفسُــدُ

ما حَرَّرَتْ يَوماً شُعوبٌ نَفسَها
إلا إِذا هـاجَــتْ كَـبَحــرٍ يُزبِــدُ

ومِنَ الدَناءَةِ أَن تَرى وَطَنَ الجُدودِ
يَغوصُ في وَحلِ الفَسادِ وَتَقعُدُ

ماذا سَتُبقي في بَنيكَ سوى المَذلَّةَ
تَرتَوي بِدمائِهِــمْ أَو تولَــدُ

مَنْ لا يَرى في يَومِهِ ماذا غَدَاً
هُوَ أَحمَقٌ أَو أَكْمَــهٌ أَو أَرمَــدُ

كَالثَّورِ في مَجرى المَسيلِ يَظُنُّ أَنَّ
عُبابَـهُ لَمّا آلتَوى لا يُقصَــدُ

لا البَغـيُ يَبقى لَيلُهُ كَـلّا وَلا
سُلطانُهُ مَهما تعالى سَرمَـدُ

كَمْ مِنْ مُلوكٍ قَد تَعاظَمَ مُلكُهُمْ
فَانهارَ حينَ تَجَبَّروا أَو أَفسَدوا

إِنّا بأَعيُنِنـــا رَأَينـا غَدرَهَــمْ
مـا أَنبَأَتنـا جِنَّـةٌ أَو هُدهُــدُ

وَلَقَد تَعامَينا وَعُمِّينا فَلا
هُمْ يَستَحونَ وَلا أَخافَتهُمْ يَدُ

إِنْ يَركَنوا لِقَبولِ أَسيادٍ لَهُمْ
فَسَيَعلمونَ بأَنَّ شَعبي السَيِّدُ

رَقَدَ الأُباةُ عَنِ الدِّيارِ فَصُفِّدوا
في كَهفِ مَرقَدِهم وطالَ المَرقَدُ

والبَعضُ أَعجَبَهُ النِفاقُ وعُشبُهُ
مِثلُ الشِّيـاهِ أَتى بِهِـنَّ المِـذوَدُ

وأَبو الشِياهِ مُنَعّمٌ في قَصرِهِ
مِن خَيرها وعَنائِها يَتَبَغدَدُ

قد قالَ أَكَذَبُهُمْ: "أَمانيكُمْ غَداً"
يا بُؤسَنا! حَتماً سَيسحَقُنا الغَدُ

إِنَّ الأُسـودَ إِذا أَطالَـتْ نَومَهـا
فَالكَلبُ في ساحاتِها يَستَأَسِدُ

وَإِذا تَخاذَلت الرِّجالُ عَنِ العُـلا
أَدمى كَرامَتَهُـمْ وَضيــعٌ أَمــرَدُ

ما بالُ أَبناءِ الأَماجِدِ نُوَّمٌ
لا يَنتَخيهِمْ ماجِدٌ أَو أَمجَدُ

إِنْ لَم تُفيقوا اليَومَ مِن غَفَلاتِكُمْ
فَغَــدَاً بِلا وَطَـنٍ يَكـونُ المَوعِــدُ

وَطَنـي إذا ناجَيتُــهُ أَنَّ الحَشَــا
أُردُنُّ أَفسَـدَ مَسمَعَيـهِ المُفسِدُ

قَد كُنتُ أَزمَعتُ الرَحيلَ فَما ارتَضَتْ
ذاكَ المُـروءَةُ والبِــــلادُ تَـبَـدَّدُ

إِنّي كَشِيحـانٍ وَجِلعــادٍ فَـلا
أَحيـا بِـلا الأُردُنِّ أَو أَتَعَـوَّدُ

وَليَرحَلِ الباغي وَكُلُّ لُصوصِهِمْ
فَالجَمـرُ يَذكو والحُسـامُ مُجَـرَّدُ



محمد احمد المجالي

الحمدان
08-13-2022, 05:01 AM
كَالخَطِّ في كُتُبِ الغُلامِ أَجادَه
بِمدادِهِ وَأَسَدَّ مِن أَقلامِهِ

قَلَمٌ كَخَرطومِ الحَمامَةِ مائِلٌ
مُستَحفِظٌ لِلعِلمِ مِن عَلّامِهِ

يَسِمُ الحُروفَ إِذا يَشاءُ بِناءَها
لِبَيانِها بِالنَقطِ مِن أَرسامِهِ

مِن صوفَةٍ نَفث المِدادِ سُخامَه
حَتّى تَغَيَّرَ لَونُها بِسُخامِهِ

يَخفى فَيُقصَمُ مِن شَعيرَة أَنفُهُ
كَقُلامَةِ الأَظفورِ مِن قَلّامِهِ

وَبِأَنفِهِ شِقُّ تَلاءَمَ فَاِستَوى
سُقي المِدادَ فَزادَ في تَلامِهِ

مُستَعجِمٌ وَهوَ الفَصيحُ بِكُلِّ ما
نَطق اللِسانُ بِه عَلى اِستِعجامِهِ

وَلَهُ تَراجِمَةٌ بِأَلسِنَةٍ لَهُم
تِبيانُ ما يَتلونَ من تَرجامِه

ما خطَّ من شَيءٍ بِهِ كتّابه
ما إِن يَبوحُ بِهِ عَلى اِستِكتامِهِ

وَهِجاؤُهُ قاف وَلام بَعدَها
ميم مُعَلَّقَةٌ بِأَسفَلِ لامِه

قالَت لِجارَتِها الغَزّيلُ إذ رَأَت
وَجهَ المُقَنَّع مِن وَراءِ لِثامِهِ

قَد كانَ أَبيضَ فَاِعتَراهُ أُدمَةٌ
فَالعَينُ تُنكِرُهُ مِن أِدهيمامِهِ

كَم من بويزل عامِها مهرِيَّةٍ
سُرُحُ اليَدَينِ وَمن بويزل عامه

وَهَبَ الوَليدُ بِرَحلِها وَزِمامِها
وَكَذاكَ ذاكَ بِرَحلِهِ وَزِمامِهِ


المقنع الكندي .. العصر الاموي

الحمدان
08-13-2022, 05:01 AM
إِنّي أُحَرِّض أَهلَ البُخلِ كُلِّهُم
لَو كانَ يَنفَعُ أَهلَ البُخلِ تَحريضي

ما قَلَّ ماليَ إِلّا زادَني كَرَماً
حَتّى يَكونَ برزقِ اللَهِ تَعويضي

وَالمالُ يَرفَعُ مَن لَولا دَراهِمُهُ
أَمسى يُقَلِّب فينا طرفَ مَخفوضِ

لَن تُخرِج البيضُ عَفواً مِن اكُفِّهُم
إِلا عَلى وَجَعٍ مِنهُم وَتَمريضِ

كَأَنَّها مِن جُلودِ الباخِلينَ بِها
عِندَ النَوائِبِ تُحذى بِالمَقاريضِ



المقنع الكندي

الحمدان
08-13-2022, 05:03 AM
أُبلُ الرِجالَ أَرَدتَ إِخاءَهُم
وَتَوَسَّمَنَّ فَغالَهُم وَتَفَقَّدِ

فَإِذا ظَفَرتَ بِذي اللَبابَةِ وَالتُقى
فيهِ اليَدَينِ قَريرَ عَيٍ فَاِشدُدِ

وَإِذا رَأَيتَ وَلا مَحالَةَ زَلَّة
فَعَلى أَخيكَ بِفَضلِ حِلمِكِ فَاِردُدِ

وَدَع التَذلُّلَ وَالتَخَشعَ تَبتَغي
قربَ الَّذي إِن تدنُ مِنهُ يبعُد


المقنع الكندي

الحمدان
08-13-2022, 09:15 PM
أَلا أَيُّها الباكي فَدَيتُكَ باكِياً
عَلامَ وَفيما تَستَحِثُّ المَآقِيا

رُوَيدَكَ ما أَرضى لَكَ الحُزنَ خِلَّةً
وَهَيهاتَ أَن أَرضاكَ بِالحُزنِ راضِيا

يُعَنِّفُني مَن كُنتُ أَدعوهُ صاحِباً
فَما اِنفَكَّ حَتّى بِتُّ أَدعوهُ لاحِيا

دَعَوتُ لِرَبّي أَن دَعانِيَ لائِمٌ
وَلَم أُعصِهِ أَن لا يُجيبَ دُعائِيا

لَقَد أَرخَصَ العُذّالَ عِندِيَ قَولُهُم
إِذا هَمَتِ العَينانُ أَرخَصتُ غالِيا

أَأَمنَعُ ماءَ ما يَروي أَخا صَدىً
وَقَد كُنتُ لا أَحمي المَناهِلَ صادِيا

عَلَيَّ البُكا وَالنَوحُ ضَربَةُ لازِبٍ
وَإِنّي لَأَبكي أَنَّني لَستُ باكِيا

وَكَيفَ اِرتِياحي بَعدَ هِندٍ وَبَينَنا
مَهامِهُ لا تُلقى بِها الريحُ هادِيا

يَظَلُّ بِها السَرحانُ يَعوي مِنَ الطَوى
نَهاراً وَيَطوي لَيلَهُ الخَوفُ طاوِيا

لَقَد كُنتُ أَخشى أَن يُفَرِّقَ بَينَنا
فَأَصبَحتُ أَخشى اليَومَ أَن لا تَلاقِيا

فَيا مَن لِقَلبٍ لا تَنامُ هُمومُهُ
وَيا مَن لِعَينٍ لا تَنامُ اللَيالِيا

رَأَيتُ اللَيالي ما تَزالُ تَروعُني
بِأَحداثِها ما لِلَّيالي وَما لِيا

وَلَم يَبقَ عِندَ الدَهرِ خَطبٌ أَخافُهُ
فَكَيفَ اِعتِذارُ الدَهرِ إِن رُحتُ شاكِيا

إِذا لَم تَكُن لِيَ آسِياً أَو مُؤاسِيا
فَلا تَكُ لَوّاماً وَذَرني وَما بِيا

فَإِنّي رَأَيتُ اللَومَ يُذكي صَبابَتي
كَذاكَ عَهِدتُ الزِندَ بِالقَدحِ راوِيا

أَلا حَبَّذا مِن سالِفِ العَيشِ ما مَضى
وَيا حَبَّذا لَو كانَ يَرجِعُ ثانِيا

زَمانٌ كَقَلبِ الطِفلِ صافٍ وَكَالمُنى
لَذيذٌ وَلَكِن كانَ كَالحِلمِ فانِيا

أَحِنُّ إِلَيهِ في العَشِيِّ وَفي الضُحى
حَنينَ غَريبٍ جائَهُ الشَوقُ داعِيا

وَأَذكُرُهُ ذِكرى العَجوزِ شَبابَها
وَأَبكي لَدى ذِكراهُ أَحمَرَ قانِيا

وَلَولا أُمورٍ في الفُؤادِ أَسُرُّها
جَعَلتُ عَلَيهِ الدَهرَ وَقفاً لِسانِيا

خَليلَيَّ أَعوامُ السُرورِ دَقائِقٌ
وَأَيّامُهُ كادَت تَكونُ ثَوانِيا

وَأَجمَلُ أَيّامِ الفَتى زَمَنُ الصِبى
وَخَيرُ الصِبا ما كانَ في الحُبِّ نامِيا

رَعى اللَهُ أَيّامي الَّتي قَد أَضَعتُها
فَكُنتُ كَأَنّي قَد أَضَعتُ فُؤادِيا

لَيالِيَ لا هِندُ تُصَدِّقُ واشِياً
وَلا هِيَ تَخشى أَن أُصَدِّقَ واشِيا

وَيا طالَما بِتنا وَلا ثالِثَ لَنا
سِوى الراحِ نُدنيها فَتُدني الأَمانِيا

وَدارُ حَديثُ الحُبِّ بَيني وَبَينَها
فَطَوراً مُناجاةً وَطَوراً تَشاكِيا

أَلَم تَرَ أَنّي قَد نَظَمتُ حَديثَها
لَآلِئَ غَنّاها الرُواةُ قَوافِيا

تَوَلّى زَمانُ اللَهوِ كَالطَيفِ في الكَرى
فَلَستَ تَراني بَعدَهُ الدَهرَ لاهِيا

سَإِمتُ لَذاذاتِ الحَياةِ جَميعَها
وَلَو رَضِيَت هِندُ سَإِمتُ شَبابِيا

سَلامٌ عَلى هِندٍ وَإِن فاتَ مِسمَعي
سَلامُ الَّتي أُهدي إِلَيها سَلامِيا

تَرى عِندَها أَنّي عَلى العَهدِ ثابِتٌ
وَإِن يَكُ هَذا البَينُ أَوهى عِظامِيا

فَوَاللَهِ ما أَخشى الحِمامَ عَلى النَوى
وَلَكِنَّني أَخشى خُلودِيَ نائِيا


إيليا أبو ماضي

الحمدان
08-14-2022, 05:25 AM
أَرِقتُ وَما هَذا السُهادُ المُؤَرِّقُ
وَما بِيَ مِن سُقمٍ وَما بِيَ مَعشَقُ

وَلَكِن أَراني لا أَزالُ بِحادِثٍ
أُغادى بِما لَم يُمسِ عِندي وَأُطرَقُ

فَإِن يُمسِ عِندي الشَيبُ وَالهَمُّ وَالعَشى
فَقَد بِنَّ مِنّي وَالسِلامُ تُفَلَّقُ

بِأَشجَعَ أَخّاذٍ عَلى الدَهرِ حُكمَهُ
فَمِن أَيِّ ما تَجني الحَوادِثُ أَفرَقُ

فَما أَنتَ إِن دامَت عَلَيكَ بِخالِدٍ
كَما لَم يُخَلَّد قَبلُ ساسا وَمورَقُ

وَكِسرى شَهِنشاهُ الَّذي سارَ مُلكُهُ
لَهُ ما اِشتَهى راحٌ عَتيقٌ وَزَنبَقُ

وَلا عادِيا لَم يَمنَعِ المَوتَ مالُهُ
وِردٌ بِتَيماءَ اليَهودِيِّ أَبلَقُ

بَناهُ سُلَيمانُ بنِ داوُودَ حِقبَةً
لَهُ أَزَجٌ عالٍ وَطَيٌّ مُوَثَّقُ

يُوازي كُبَيداءَ السَماءِ وَدونَهُ
بَلاطٌ وَداراتٌ وَكِلسٌ وَخَندَقُ

لَهُ دَرمَكٌ في رَأسِهِ وَمَشارِبٌ
وَمِسكٌ وَرَيحانٌ وَراحٌ تُصَفَّقُ

وَحورٌ كَأَمثالِ الدُمى وَمَناصِفٌ
وَقِدرٌ وَطَبّاخٌ وَصاعٌ وَدَيسَقُ

فَذاكَ وَلَم يُعجِز مِنَ المَوتِ رَبَّهُ
وَلَكِن أَتاهُ المَوتُ لا يَتَأَبَّقُ

وَلا المَلِكُ النُعمانُ يَومَ لَقيتَهُ
بِإِمَّتِهِ يُعطي القُطوطَ وَيَأفِقُ

وَيُجبى إِلَيهِ السَيلَحونَ وَدونَها
صَريفونَ في أَنهارِها وَالخَوَرنَقُ

وَيَقسِمُ أَمرَ الناسِ يَوماً وَلَيلَةً
وَهُم ساكِتونَ وَالمَنِيَّةُ تَنطِقُ

وَيَأمُرُ لِليَحمومِ كُلَّ عَشِيَّةٍ
بِقَتٍّ وَتَعليقٍ وَقَد كادَ يَسنَقُ

يُعالى عَلَيهِ الجُلَّ كُلَّ عَشِيَّةٍ
وَيُرفَعُ نُقلاً بِالضُحى وَيُعَرَّقُ

فَذاكَ وَما أَنجى مِنَ المَوتِ رَبَّهُ
بِساباطَ حَتّى ماتَ وَهوَ مُحَزرَقُ

وَقَد أَقطَعُ اليَومَ الطَويلَ بِفِتيَةٍ
مَساميحَ تُسقى وَالخِباءُ مُرَوَّقُ

وَرادِعَةٍ بِالمِسكِ صَفراءَ عِندَنا
لَجَسَّ النَدامى في يَدِ الدَرعِ مَفتَقُ

إِذا قُلتُ غَنّي الشَربَ قامَت بِمِزهَرٍ
يَكادُ إِذا دارَت لَهُ الكَفُّ يَنطِقُ

وَشاوٍ إِذا شِئنا كَميشٌ بِمِسعَرٍ
وَصَهباءُ مِزبادٌ إِذا ما تُصَفَّقُ

تُريكَ القَذى مِن دونِها وَهيَ دونَهُ
إِذا ذاقَها مَن ذاقَها يَتَمَطَّقُ

وَظَلَّت شَعيبٌ غَربَةُ الماءِ عِندَنا
وَأَسحَمُ مَملوءٌ مِنَ الراحِ مُتأَقُ

وَخَرقٍ مَخوفٍ قَد قَطَعتُ بِجَسرَةٍ
إِذا خَبَّ آلٌ فَوقَهُ يَتَرَقرَقُ

هِيَ الصاحِبُ الأَدنى وَبَيني وَبَينَها
مَجوفٌ عِلافِيٌّ وَقِطعٌ وَنُمرُقُ

وَتُصبِحُ مِن غِبِّ السُرى وَكَأَنَّما
أَلَمَّ بِها مِن طائِفِ الجِنِّ أَولَقُ

مِنَ الجاهِلِ العَريضِ يُهدي لِيَ الخَنا
وَذَلِكَ مِمّا يَبتَريني وَيَعرُقُ

فَما أَنا عَمّا تَعمَلونَ بِجاهِلٍ
وَلا بِشَباةٍ جَهلُهُ يَتَدَفَّقُ

نَهارُ شَراحيلَ بنِ طَودٍ يُريبُني
وَلَيلُ أَبي لَيلى أَمَرُّ وَأَعلَقُ

وَما كُنتُ شاحِردا وَلَكِن حَسِبتُني
إِذا مِسحَلٌ سَدّى لِيَ القَولَ أَنطِقُ

شَريكانِ فيما بَينَنا مِن هَوادَةٍ
صَفِيّانِ جِنِّيٌّ وَإِنسٌ مُوَفَّقُ

يَقولُ فَلا أَعيا لِشَيءٍ أَقولُهُ
كَفانِيَ لا عَيٌّ وَلا هُوَ أَخرَقُ

جِماعُ الهَوى في الرُشدِ أَدنى إِلى التُقى
وَتَركُ الهَوى في الغَيِّ أَنجى وَأَوفَقُ

إِذا حاجَةٌ وَلَّتكَ لا تَستَطيعُها
فَخُذ طَرَفاً مِن غَيرِها حينَ تَسبِقُ

فَذَلِكَ أَدنى أَن تَنالَ جَسيمَها
وَلِلقَصدُ أَبقى في المَسيرِ وَأَلحَقُ

أَتَزعُمُ لِلأَكفاءِ ما أَنتَ أَهلُهُ
وَتَختالُ إِذ جارُ اِبنِ عَمِّكَ مُرهَقُ

وَأَحمَدتَ أَن أَلحَقتَ بِالأَمسِ صِرمَةً
لَها غُدُراتٌ وَاللَواحِقُ تَلحَقُ

فَيَفجَعنَ ذا المالِ الكَثيرِ بِمالِهِ
وَطَوراً يُقَنّينَ الضَريكَ فَيَلحَقُ

أَبا مِسمَعٍ سارَ الَّذي قَد صَنَعتُمُ
فَأَنجَدَ أَقوامٌ بِذاكَ وَأَعرَقوا

وَإِنَّ عِتاقَ العيسِ سَوفَ يَزورُكُم
ثَناءٌ عَلى أَعجازِهِنَّ مُعَلَّقُ

بِهِ تُنفَضُ الأَحلاسُ في كُلِّ مَنزِلٍ
وَتُعقَدُ أَطرافُ الحِبالِ وَتُطلَقُ

نَهَيتُكُمُ عَن جَهلِكُم وَنَصَرتُكُم
عَلى ظُلمِكُم وَالحازِمُ الرَأيِ أَشفَقُ

وَأَنذَرتُكُم قَوماً لَكُم تَظلِمونَهِم
كِراماً فَإِن لا يَنفَدِ العَيشُ تَلتَقوا

وَكَم دونَ لَيلى مِن عَدُوٍّ وَبَلدَةٍ
وَسَهبٍ بِهِ مُستَوضِحُ الآلِ يَبرُقُ

وَأَصفَرَ كَالحِنّاءِ طامٍ جِمامُهُ
إِذا ذاقَهُ مُستَعذِبُ الماءِ يَبصُقُ

وَإِنَّ اِمرَأً أَسرى إِلَيكِ وَدونَهُ
فَيافٍ تَنوفاتٌ وَبَيداءُ خَيفَقُ

لَمَحقوقَةٌ أَن تَستَجيبي لِصَوتِهِ
وَأَن تَعلَمي أَنَّ المُعانَ مُوَفَّقُ

وَلا بُدَّ مِن جارٍ يُجيزُ سَبيلَها
كَما جَوَّزَ السَكِّيَّ في البابِ فَيتَقُ

لَعَمري لَقَد لاحَت عُيونٌ كَثيرَةٌ
إِلى ضَوءِ نارٍ في يَفاعٍ تُحَرَّقُ

تُشَبُّ لِمَقرورَينِ يَصطَلِيانِها
وَباتَ عَلى النارِ النَدى وَالمُحَلَّقُ

رَضيعَي لِبانٍ ثَديَ أُمٍّ تَحالَفا
بِأَسحَمَ داجٍ عَوضُ لا نَتَفَرَّقُ

يَداكَ يَدا صِدقٍ فَكَفٌّ مُفيدَةٌ
وَأُخرى إِذا ما ضُنَّ بِالزادِ تُنفِقُ

تَرى الجودَ يَجري ظاهِراً فَوقَ وَجهِهِ
كَما زانَ مَتنَ الهِندُوانِيُّ رَونَقُ

وَأَمّا إِذا ما أَوَّبَ المَحلُ سَرحَهُم
وَلاحَ لَهُم مِنَ العَشِيّاتِ سَملَقُ



الاعشى

الحمدان
08-14-2022, 11:54 PM
قَدْ قَرَّقَ الدَّهْرُ بَيْنَ الحَيِّ بِالظَّعَنِ
وبَيْنَ أَرْجَاءِ شَرْجٍ يَوْمَ ذِي يَقَنِ

تَفْرِيقَ غَيْرِ اجْتِمَاعٍ مَا مَشَى رَجُلٌ
كَمَا تَفَرَّقَ نَهءجُ الشَّامِ واليَمَنِ

ضَحُّوْا قَلَيلاً قَفَا ذَاتِ النِّطَاقِ فَلَمْ
يَجْمَعْ ضَحَاءَهُمُ هَمِّي ولاَ شَجَنِي

بَعْدَ ائْتِمارٍ وهَمٍّ بِالحُلُولِ ولَوْ
حَلُّوا تَلَبَّسَ في أَوْطَانِهِمْ وَطَنِي

ثُمَّ اسْتَمَرُّوا وأَبْقَوْا بَيْنَنَا لَبَساً
كَمَا تَلَبَّسَ أُخْرَى النَّوْمِ بِالوَسَنِ

شَقَّتْ قُسَيَّانَ وازْوَرَّتْ ومَا عَلِمَتْ
مِنْ أَهْلِ تُرْبَانَ مِنْ سُوءٍ ولاَ حَسَنِ

واشْتَقَّتِ القُهْبُ ذات الخَرْجِ مِنْ مَرَسٍ
شَقَّ المُقَاسِمِ عَنْهُ مِدْرَعَ الرَّدَنِ

لمَّا أَتَى دُوَنُهُمْ حَادٍ أَقَامَ يهِمْ
فَرْجَ النَّقِيبِ بِلاَ عِلْمٍ ولاَ وَطَنِ

وصَرَّحَ السَّيْرُ عَنْ كُتْمَانَ وابْتُذِلَتْ
وَقْعُ المَحَاجِنِ في المَهْرِيَّةِ الذُّقُنِ

جَعَلْنَ هَضْبِ أَفِيحٍ عَنْ شَمَائِلِهَا
بَانَتْ حَبَائِبُهُ عَنْهُ ولَمْ يَبِنِ

واسْتَقْبَلُوا وَادِياً ضَمَّ الأَرَاكُ بِهِ
بَيْضَ الهُدَاهِدِ ضَمَّ المَيْتِ في الجَنَنِ

مَا زِلْتُ أَرْمُقُهُمْ في الآلِ مُرْتَفِقاً
حَتَّى تَقَطَّعَ مِنْ أَقْرَانِهِمْ قَرَنِي

فَقُلْتُ لِلْقَوْمِ قَدْ زَالَتْ حَمَائِلُهُمْ
فَرْجَ الحَزِيزِ مِنَ القَرْعَاءِ والجُمُنِ

ثُمَّ اسْتَغَاثُوا بِمَاءٍ لاَ رِشَاءَ لَهُ
مِنْ حَوْتَنَانَيْنِ لاَ مِلْحٍ ولاَ دَمِنِ

ظَلَّتْ عَلَى الشَّرَفِ الأّعْلَى وأَمْكَنَهَا
أَطْوَاءُ جَمْزٍ مِنَ الإِرْوَاء ِوالعَطَنِ

في نِسْوَةٍ مِنْ بَنِي دَهْيٍ مُصَعِّدَةٍ
ومِنْ قَنَانٍ تَؤُمُّ السَّيْرَ لِلضَّجَنِ

أَوْ مِنْ بَني عَامِرٍ تَرْمِي الغُيُوبُ بِهَا
رَمْيَ الفُرَاتِ غَدَاةَ الرِّيحِ بِالسُّفُنِ

تُبْدِي صُدُوداً وتُخْفِي بيْنَنَا لَطَفاً
تَأْتِي مَحَارِمَ بَيْنَ الأَوْبِ والعَنَنِ

كَنَعْجَةِ الحَاذَةِ الحَوَّاءِ أَلْجَأهَا
حَامِي الوَدِيقَةِ بَيْنَ السَّاقِ والفَنَنِ

في نِسْوةٍ شُمُسٍ لاَ مَكْرَهٍ عُنُفٍ
ولاَ فَوَاحِشَ في سِرٍّ ولاَ عَلَنِ

يَرْفُلْنَ في الرَّيْطِ لَمْ يَنْقَبْ دَوَابِرُهُ
مَشْيَ النِّعَاجِ بِحِقْفِ الرَّمْلَةِ الحُرُنِ

يَثْنِينَ أَعْنَاقَ أُدْمٍ يَرْتَعِينَ بِهَا
حَبَّ الأَرَاكِ وحَبَّ الضَّالِ مِنْ دَنَنِ

يَعْلَونَ بِالمَرْدَقُوشِ الوَرْدِ ضَاحِيَةً
عَلَى سَعَابِيبِ مَاءِ الضَّالَةِ اللَّجِنِ

زَارَ الخَيَالُ لِدَهْمَاءَ الرِّكَابَ وقَدْ
نَامَ الخَليُّ بِبَطْنِ القَاعِ مِنْ أُسُنِ



تميم بن أبي بن مقبل

الحمدان
08-15-2022, 08:25 PM
اِصبِر لِكُلِّ مُصيبَةٍ وَتَجَلَّدِ
وَاِعلَم بِأَنَّ المَرءَ غَيرُ مُخَلَّدِ

أَوَما تَرى أَنَّ المَصائِبَ جَمَّةٌ
وَتَرى المَنِيَّةَ لِلعِبادِ بِمَرصَدِ

مَن لَم يُصِب مِمَّن تَرى بِمُصيبَةٍ
هَذا سَبيلٌ لَستَ فيهِ بِأَوحَدِ

وَإِذا ذَكَرتَ مُحَمَّداً وَمَصابَهُ
فَاِذكُر مُصابَكَ بِالنَبِيِّ مُحَمَّدِ


أبو العتاهية

الحمدان
08-15-2022, 08:25 PM
المَوتُ لا والِداً يُبقي وَلا وَلَدا
وَلا صَغيراً وَلا شَيخاً وَلا أَحَدا

كانَ النَبِيُّ فَلَم يَخلُد لِأُمَّتِهِ
لَو خَلَّدَ اللَهُ حَيّاً قَبلَهُ خَلَدا

لِلمَوتِ فينا سِهامٌ غَيرُ مُخطِئَةٍ
مَن فاتَهُ اليَومَ سَهمٌ لَم يَفُتهُ غَدا

ما ضَرَّ مَن عَرَفَ الدُنيا وَغِرَّتَها
أَلّا يُنافِسَ فيها أَهلَها أَبَدا


أبو العتاهية

حسن بن عبدالله
08-18-2022, 11:26 PM
أخي العزيز الحمدان
شكرا لك على هذه التواجد الفعال
والمشاركات النافعه والمفيده
فبارك الله فيك وجزاك الله خير

الحمدان
08-19-2022, 03:22 PM
يا رَبِّ صَلِّ عَلَى المُخْتَارِ مِنْ مُضَرٍ
وَالأَنْبِيا وَجَميعِ الرُّسْلِ مَا ذُكِرُوا

وَصَلِّ رَبِّ عَلَى الهَادِي وَشِيْمَتِهِ
وَصَحْبِهِ مِنْ لِطَيِّ الدِّينِ قدْ نَشَرُوا

وَجاهَدُوا مَعَهُ في اللهِ وَاجْتَهَدُوا
وهاجَرُوا ولَهُ آوَوْا وَقَدْ نَصَرُوا

وبَيَّنُوا الْفَرْضَ وَالمَسْنُونَ وَاعْتَصَبُوا
للهِ وَاعْتَصِمُوا باللهِ وَانْتَصَرُوا

أزْكَى صَلاَةٍ وأتماها وَأَشْرَفَها
يُعِطِّرُ الكَوْنُ رَيَّا نَشْرها العَطِرُ

مَفْتُوقَةً بِعَبِيرِ الْمِسْكِ زَاكِيةً
مِنْ طِيبها أَرَجُ الرَّضْوَانِ يَنْتَشِرُ

عَدَّ الْحَصَى وَالثَّرَى والرَّمْلِ يَتْبَعُهَا
نَجْمُ السَّماءِ وَنَبْتُ الأَرْضِ والمَدَرُ

وَعَدَّ ما حَوَتِ الأُشْجَارُ منْ وَرَقٍ
وكُلِّ حَرْفٍ غَدَا يُتْلَى وَيُستَطَرُ

وَعَدَّ وَزْنَ مَثاقِيلِ الْجِبالِ كَذَا
يلِيهِ قَطْرُ جَمِيعِ الماءِ والمَطَرُ

وَالطَّيْرِ وَالوَحْشِ وَالأسْماكِ مَعْ نَعَمٍ
يَتْلُوهُمُ الجِنُّ وَالأمْلاكُ وَالبَشَرُ

والذَّرُّ والنَّمْلُ معَ جَمْعِ الحُبُوبِ كَذَا
والشَّعْرُ والصُّوفُ والأَرْياشُ والوَبَرُ

وما أحاطَ بهِ العِلْمُ المُحِيطُ وَما
جَرَى بهِ القَلَمُ المَأمُونُ وَالقَدَرُ

وعَدَّ نَعْمَائِكَ اللاتِي مَنَنْتَ بِهَا
عَلَى الخلائِقِ مُذْ كانُوا وَمُذْ حُشِرُوا

وعَدَّ مِقْدَارِهِ السَّامِي الَّذي شَرُفَتْ
بهِ النَّبِيُّونَ والأمْلاكُ وافْتَخَرُوا

وعَدَّ ما كانَ في الأكْوانِ يا سَنَدِي
وما يَكُونُ إلَى أنْ تُبْعَثَ الصُّوَرُ

في كُلِّ طَرْفَةِ عَيْنٍ يَطْرِفُونَ بِها
أهْلُ السَّموَاتِ والأَرْضِينَ أوْ يَذَرُ

مِلْءُ السَّموَاتِ والأَرْضِينَ مَعْ جَبَلٍ
والْفَرْشِ والعَرْشِ والكُرْسِي وَما حَصَرُوا

ما أَعْدَمَ اللهُ مَوْجُوداً وَأَوْجَدَ
مَعْدُوماً صَلاَة دَوَاماً لَيْسَ تَنْحَصِرُ

تَسْتَغْرِقُ العدَّ مَعْ جَمعِ الدُّهورِ كَمَا
يُحِيطُ بالحَدِّ لا تُبْقِي ولا تَذَرُ

لا غايَةً وَانتِهَاءً يَا عَظِيمُ لَها
ولا لَهُم أمَدٌ يُقْضَى وَيُنْتَظَرُ

مَعَ السَّلامِ كَمَا قَدْ مَرَّ مِنْ عَدَدٍ
رَبَا وضاعَفَها والفَضْلُ مُنْتَشِرُ

وَعَدَّ أَضْعَافِ مَا قَدْ مَرَّ مِنْ عَدَدٍ
مَعْ ضِعْفِ أَضْعافِهِ يَا مَنْ لَهُ الْقَدَرُ

كَمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى سَيِّدِي وكَمَا
أمَرْتَنا أنْ نُصَلِّي أنْتَ مُقْتَدِرُ

وَكُلُّ ذلِكَ مَضْرُوبٌ بِحَقِّكَ في
أنْفاسِ خَلْقِكَ إنْ قَلُّوا وَإنْ كَثُرُوا

يَارَبِّ واغْفِرْ لِتَالِيها وسامِعِها
وَالمُرْسَلِينَ جَمِيعاً أَيْنَمَا حَضَرُوا

وَوَالِدينَا وأَهْلِينا وَجِيرَانِنَا
وَكُلُّنا سَيِّدِي لِلْعَفْوِ مُفْتَقِرُ

وقَدْ أَتَتْ بِذُنُوبٍ لاَ عِدَادَ لَها
لكِنْ عَفْوَكَ لا يُبْقى ولا يَذَرُ

والهَمُّ عَنْ كُلِّ ما أَبْغِيهِ أَشْمَلَنِي
وقَدْ أَتَى خاضِعاً وَالقَلْبُ مُنْكَسِرٌ

أَرْجُوكَ يَا رَبِّ في الدَّارَيْنِ تَرْحَمُنا
بِجَاهِ مَنْ فِي يَدَيْهِ سَبَّحَ الحَجَرُ

يَا رَبِّ أَعْظِمْ لَنا أجْراً وَمَغْفِرَةً
لأَنَّ جُودَكَ بَحْرٌ لَيْسَ يَنْحَصِرُ

وكُنْ لَطِيفاً بِنَا في كلِّ نَازِلَةٍ
لُطْفاً جَمِيلاً بهِ الأهْوَالُ تَنْحَسِرُ

بالمُصْطَفَى المُجْتَبَى خَيْرِ الأنامِ ومَنْ
جَلاَلَةً نَزَلَتْ في مَدْحِهِ السُّوَرُ

ثُمَّ الصَّلاَةُ عَلَى المُخَتارِ ما طَلَعَتْ
شَمْسُ النَّهارِ وما قَدْ شَعْشَعَ الْقَمَرُ

ثُمَّ الرِّضَا عَنْ أبي بَكْرٍ خَلِيفَتِهِ
مَنْ قَامَ مِنْ بَعْدِهِ لِلدِّينِ يَنْتَصِرُ

وَعَنْ أَبِي حَفْصٍ الفَارُوقِ صاحِبِهِ
مَنْ قَوْلُهُ الْفَصْلُ في أحْكامِهِ عُمَرُ

وَجُدْ لِعُثْمَانَ ذِي النورَيْنِ مَنْ كَمُلَتْ
لَهُ المَحَاسِنُ في الدَّارَيْنِ والظَّفَرُ

كَذَا عَلِيَّ مَعَ ابْنَتِهِ وَأُمِّهِمَا
أَهْلِ العَبَاءِ كَمَا قَدْ جَاءَنا الخَبَرُ

سَعدٌ سَعِيدُ بنُ عَوْفٍ طَلْحَةٌ وَأَبُو
عُبَيْدَةَ وَزُبَيْرٌ سادَةٌ غُرَرٌ

وَالآلِ وَالصَّحْبِ والاتْبَاعِ فاطِمَةٌ
ما حَنَّ لَيْلُ الدَّيَاجِي أَوْ بَدَا السَّحَرُ


البوصيري

الحمدان
08-19-2022, 03:23 PM
مُحَمَّدٌ أَشْرَفُ الأعْرَابِ والعَجَمِ
مُحَمَّدٌ خَيْرٌ مَنْ يَمْشِي عَلَى قَدَمِ

مُحَمَّدٌ باسِطُ المَعْرُوفِ جَامِعَةً
مُحَمَّدٌ صاحِبُ الإِحْسانِ والكَرَمِ

مُحَمَّدٌ تاجُ رُسْلٍ اللهِ قاطِبَةً
مُحَمَّدٌ صادِقُ الأٌقْوَالِ والكَلِمِ

مُحَمَّدٌ ثابِتُ المِيثاقِ حافِظُهُ
مُحَمَّدٌ طيِّبُ الأخْلاقِ والشِّيَمِ

مُحَمَّدٌ خُبِيَتْ بالنُّورِ طِينَتُهُ
مُحَمَّدٌ لَمْ يَزَلْ نُوراً مِنَ القِدَمِ

مُحَمَّدٌ حاكِمٌ بالعَدْلِ ذُو شَرَفٍ
مُحَمَّدٌ مَعْدِنُ الإنْعامِ وَالحِكَمِ

مُحَمَّدٌ خَيْرُ خَلْقِ اللهِ مِنْ مُضَرٍ
مُحَمَّدٌ خَيْرُ رُسْلِ اللهِ كُلِّهِمِ

مُحَمَّدٌ دِينُهُ حَقَّ النَّذِرُ بِهِ
مُحَمَّدٌ مُجْمَلٌ حَقَاً عَلَى عَلَمِ

مُحَمَّدٌ ذِكْرُهُ رُوحٌ لأَنْفُسِنَا
مُحَمَّدٌ شُكْرُهُ فَرْضٌ عَلَى الأُمَمِ

مُحَمَّدٌ زِينَةُ الدُّنْيَا ومُهْجَتُها
مُحَمَّدٌ كاشِفُ الغُمَّاتِ وَالظُّلَمِ

مُحَمَّدٌ سَيِّدٌ طابَتْ مناقِبُهُ
مُحَمَّدٌ صاغَهُ الرَّحْمنُ بِالنِّعَمِ

مُحَمَّدٌ صَفْوَةُ البارِي وخِيرَتُهُ
مُحَمَّدٌ طاهِرٌ ساتِرُ التُّهَمِ

مُحَمَّدٌ ضاحِكٌ لِلضَّيْفِ مَكْرُمَةً
مُحَمَّدٌ جارُهُ واللهِ لَمْ يُضَمِ

مُحَمَّدٌ طابَتِ الدُّنيا ببِعْثَتِهِ
مُحَمَّدٌ جاءَ بالآياتِ والْحِكَمِ

مُحَمَّدٌ يَوْمَ بَعْثِ النَّاسِ شَافِعُنَا
مُحَمَّدٌ نُورُهُ الهادِي مِنَ الظُّلَمِ
مُحَمَّدٌ

مُحَمَّدٌ خَاتِمَ لِلرُّسْلِ كُلِّهِمِ


البوصيري

الحمدان
08-21-2022, 04:42 PM
سَليمُ بنَ مَنصورٍ أَلَمّا تُخَبَّروا
بِما كانَ مِن حَربَي كُلَيبٍ وَداحِسِ

وَما كانَ في حَربِ اليَحابِرِ مِن دَمٍ
مُباحٍ وَجَدعٍ مُؤلِمٍ لِلمَعاطِسِ

وَما كانَ في حَربَي سُلَيمٍ وَقَبلَهُم
بِحَربِ بُعَثٍ مِن هَلاكِ الفَوارِسِ

تَسافَهَتِ الأَحلامُ فيها جَهالَةً
وَأُضرِمَ فيها كُلُّ رَطبٍ وَيابِسِ

فَكُفّوا خُفاقاً عَن سَفاهَةِ رَأيِهِ
وَصاحِبَهُ العَبّاسَ قَبلَ الدَهارِسِ

وَإِلّا فَأَنتُم مِثلُ مَن كانَ قَبلُكُم
وَمَن يَعقِلُ الأَمثالَ غَيرُ الأَكايِسِ




دريد بن الصمة

الحمدان
08-21-2022, 04:43 PM
أَعَبدَ اللَهِ إِن سَبَّتكَ عِرسي

تَساقَطَ بَعضُ لَحمي قَبلَ بَعضِ

إِذا عِرسُ اِمرِئٍ شَتَمَت أَخاهُ

فَلَيسَ فُؤادُ شانِئِهِ بِحَمضِ

مَعاذَ اللَهِ أَن يَشتُمنَ رَهطي

وَأَن يَملِكنَ إِبرامي وَنَقضي


دريد بن الصمة

الحمدان
08-21-2022, 04:43 PM
أَبا ذُفافَةَ مَن لِلخَيلِ إِذطُرِدَت
فَاِضطَرَّها الطَعنُ في وَعثٍ وَإِرجافِ

يا فارِسَ الخَيلِ في الهَيجاءِ إِذ شُغِلَت
كِلتا اليَدَينِ كَرُواراً غَيرَ وَقّافِ

عَبَرُ الفَوارِسَ مَعروفٌ بِشَكَّتِهِ
كافٍ إِذا لَم يَكُن في كَربَةٍ كافي

وَقَد قَتَلتُ بِهِ عَبساً وَإِخوَتَها
حَتّى شُفيتُ وَهَل قَلبي بِهِ شافي


دريد بن الصمة

الحمدان
08-21-2022, 04:44 PM
ما إِن رَأَيتُ وَلا سَمِعتُ بِمِثلِهِ
حامي الظَعينَةِ فارِساً لَم يُقتَلِ

أَردى فَوارِسَ لَم يَكونوا نُهزَةً
ثُمَّ اِستَمَرَّ كَأَنَّهُ لَم يَفعَلِ

مُتَهَلِّلاً تَبدوا أَسِرَّةُ وَجهِهِ
مِثلَ الحُسامِ جَلَتهُ كَفُّ الصَيقَلِ

يُزجي ظَعينَتَهُ وَيَسحَب ذَيلَهُ
مُتَوَجِّهاً يُمناهُ نَحوَ المَنزِلِ

وَتَرى الفَوارِسَ مِن مَخافَةِ رُمحِهِ
مِثلَ البُغاثِ خَشَينَ وَقعَ الأَجدَلِ

يا لَيتَ شِعري مَن أَبوهُ وَأُمُّهُ
يا صاحِ مَن يَكُ مِثلَهُ لا يُجهَلِ


دريد بن الصمة

الحمدان
08-21-2022, 04:44 PM
أَعاذِلَ كَم مِن نارِ حَربٍ غَشيتُها
وَكَم لِيَ مِن يَومٍ أَغَرَّ مُحَجَّلِ

وَإِن تَسأَلي الأَقوامَ عَنّي فَإِنَّني
لَمُشتَرِكٌ مالي فَدونَكِ فَاِسأَلي

وَإِنّي لَعَفٌّ عَن مَطاعِمَ تُتَّقى
وَمُكرِمُ نَفسي عَن دَنِيّاتِ مَأكَلِ

وَما إِن كَسَبتُ المالَ إِلّا لِبَذلِهِ
لِطارِقِ لَيلٍ أَو لِعانٍ مُكَبَّلِ


دريد بن الصمة

الحمدان
08-23-2022, 01:41 AM
فَوَاللَهِ ما أَدري إِذا جاءَ سائِلٌ

يُسائِلُ عَن جَدواك كَيفَ أَقولُ

وَوَاللَهِ ما أَدري وَإِنّي لَناظِرٌ

أَلِلجودِ أَم لِلبُخلِ أَنتَ مُخيلُ

وَأَنتَ اِمرِؤٌ لَم تَستَبِن لي طَريقُهُ

وَلِلَّيلِ حَتّى يَستَقِرَّ مَسيلُ


طريح بن اسماعيل الثقفي

الحمدان
08-23-2022, 01:41 AM
بأَيِّ الخُلتَينَ عَلَيكَ أُثنِني

فَإِنّي عِندَ مُنصَرِفي مَسولُ

أَبا الحُسنى وَلَيسَ لَها ضِياءٌ

فَمَن هذا يُصَدِّقُ ما أَقولُ

أَمِ الأُخرى وَلَستُ عَلى صَديقي

بِذي عَجَلٍ إِذا لاحى عَجولُ


طريح بن اسماعيل الثقفي
العصر الاموي

الحمدان
08-23-2022, 01:42 AM
خَطبٌ طُرقتُ به الزمان محيطة
فَظُّ الحلول عليَّ غير شفيقِ

فكأنَّمَأ نُوبُ الزمان محيطة
بي راصدات لي بكلّ طريقِ

هل مُستجار من فضاضة جورها
أم هل أسير صروفها بطليقِ

حتى متى تنحلي عليَّ خطوبها
وَتُغِصّني فجعاتها بالريقِ

ذَهَبت بكل موافقٍ ومرافقٍ
ومناسبٍ ومصاحبٍ وصديقِ

وطريفةٍ وتليدةٍ وحبيرةٍ
صِينَت وركن للزمان وثيقِ

حتى بديكٍ كنتُ آلف قربهُ
حلو الشمائل في الديوك رشيقِ

ألقى عليه الدهر منه كَلكلاً
يفني الورى ويشتّ كل فريقِ

ورماه منه بحدّ سهم صائبٍ
لذخائر المستظهرين علوقِ

حزني عليه دائماً ما غرَّدَت
ورق الحمام ضُحَىً بذروة نيقِ

أَربيب منزلنا وَنَشوَ حجورنا
وغَذِيَّ أيدينا نداء مشوقِ

لهفي عليك أبا النذير لو أَنَّهُ
دَفَعَ المنايا عنك لهف متوقِ

وعلى شمائلك اللواتي ما نمت
حتى ذَوَت من بعد حسن سموقِ

لما نفعت وصرتَ عِلق مَضِنَّةٍ
ونشأتَ نَشَءَ المقبل الموموقِ

وتكاملت جُمل الكلام بأسرها
لك من خليلٍ صادقٍ وصديقِ

وغدوتَ ملتحفاً بمرط حبرت
فيه بديع الوشي كفّ أنيقِ

كالجلنارة أو صفاء عقيقةٍ
أو لمعِ نارٍ أو وميض بروقِ

أو قهوةٍ تختال في بلورةٍ
بتأنق الترذيق والتصفيقِ

وكأنما الجاديُّ جاد بصيغةٍ
لك أو طلعت مضمخاً بخلوقِ


ابن زريق البغدادي

الحمدان
08-23-2022, 01:43 AM
إِذا كُنتَ عَيّاباً عَلى الناسِ فَاِحتَرِس

لِنَفسِكَ مِمّا أَنتَ لِلناسِ قائِلُهُ

وجدنا الوليد بن اليزيد مباركا

مطيقا لأعباء الخلافة كاهله


طريح بن اسماعيل الثقفي

الحمدان
08-23-2022, 01:43 AM
وما سُرَّ قلبي مُذ شَطت بك النوى
أنيسٌ ولا كأسٌ ولا مُتَصَرَّفُ

وما ذقت طعم الماء إِلاَّ وَجَدتهُ
كان ليس بالماء الذي كنتُ أعرفُ

ولم أشهد اللذات إلاَّ تكلُّفاً
وأيّ سرورٍ يقتضيهِ التكلّفُ



ابن زريق البغدادي

الحمدان
08-23-2022, 01:44 AM
وما سُرَّ قلبي مُذ شَطت بك النوى
أنيسٌ ولا كأسٌ ولا مُتَصَرَّفُ

وما ذقت طعم الماء إِلاَّ وَجَدتهُ
كان ليس بالماء الذي كنتُ أعرفُ

ولم أشهد اللذات إلاَّ تكلُّفاً
وأيّ سرورٍ يقتضيهِ التكلّفُ



ابن زريق البغدادي

الحمدان
08-23-2022, 01:47 AM
لا تَعذَلِيه فَإِنَّ العَذلَ يُولِعُهُ
قَد قَلتِ حَقاً وَلَكِن لَيسَ يَسمَعُهُ

جاوَزتِ فِي لَومهُ حَداً أَضَرَّبِهِ
مِن حَيثَ قَدرتِ أَنَّ اللَومَ يَنفَعُهُ

فَاستَعمِلِي الرِفق فِي تَأِنِيبِهِ بَدَلاً
مِن عَذلِهِ فَهُوَ مُضنى القَلبِ مُوجعُهُ

قَد كانَ مُضطَلَعاً بِالخَطبِ يَحمِلُهُ
فَضُيَّقَت بِخُطُوبِ الدهرِ أَضلُعُهُ

يَكفِيهِ مِن لَوعَةِ التَشتِيتِ أَنَّ لَهُ
مِنَ النَوى كُلَّ يَومٍ ما يُروعُهُ

ما آبَ مِن سَفَرٍ إِلّا وَأَزعَجَهُ
رَأيُ إِلى سَفَرٍ بِالعَزمِ يَزمَعُهُ

كَأَنَّما هُوَ فِي حِلِّ وَمُرتحلٍ
مُوَكَّلٍ بِفَضاءِ اللَهِ يَذرَعُهُ

إِنَّ الزَمانَ أَراهُ في الرَحِيلِ غِنىً
وَلَو إِلى السَدّ أَضحى وَهُوَ يُزمَعُهُ

تأبى المطامعُ إلا أن تُجَشّمه
للرزق كداً وكم ممن يودعُهُ

وَما مُجاهَدَةُ الإِنسانِ تَوصِلُهُ
رزقَاً وَلادَعَةُ الإِنسانِ تَقطَعُهُ

قَد وَزَّع اللَهُ بَينَ الخَلقِ رزقَهُمُ
لَم يَخلُق اللَهُ مِن خَلقٍ يُضَيِّعُهُ

لَكِنَّهُم كُلِّفُوا حِرصاً فلَستَ تَرى
مُستَرزِقاً وَسِوى الغاياتِ تُقنُعُهُ

وَالحِرصُ في الرِزاقِ وَالأَرزاقِ قَد قُسِمَت
بَغِيُ أَلّا إِنَّ بَغيَ المَرءِ يَصرَعُهُ

وَالدهرُ يُعطِي الفَتى مِن حَيثُ يَمنَعُه
إِرثاً وَيَمنَعُهُ مِن حَيثِ يُطمِعُهُ

اِستَودِعُ اللَهَ فِي بَغدادَ لِي قَمَراً
بِالكَرخِ مِن فَلَكِ الأَزرارَ مَطلَعُهُ

وَدَّعتُهُ وَبوُدّي لَو يُوَدِّعُنِي
صَفوَ الحَياةِ وَأَنّي لا أَودعُهُ

وَكَم تَشبَّثَ بي يَومَ الرَحيلِ ضُحَىً
وَأَدمُعِي مُستَهِلّاتٍ وَأَدمُعُهُ

لا أَكُذب اللَهَ ثوبُ الصَبرِ مُنخَرقٌ
عَنّي بِفُرقَتِهِ لَكِن أَرَقِّعُهُ

إِنّي أَوَسِّعُ عُذري فِي جَنايَتِهِ
بِالبينِ عِنهُ وَقلبي لا يُوَسِّعُهُ

رُزِقتُ مُلكاً فَلَم أَحسِن سِياسَتَهُ
وَكُلُّ مَن لا يُسُوسُ المُلكَ يَخلَعُهُ

وَمَن غَدا لابِساً ثَوبَ النَعِيم بِلا
شَكرٍ عَلَيهِ فَإِنَّ اللَهَ يَنزَعُهُ

اِعتَضتُ مِن وَجهِ خِلّي بَعدَ فُرقَتِهِ
كَأساً أَجَرَّعُ مِنها ما أَجَرَّعُهُ

كَم قائِلٍ لِي ذُقتُ البَينَ قُلتُ لَهُ
الذَنبُ وَاللَهِ ذَنبي لَستُ أَدفَعُهُ

أَلا أَقمتَ فَكانَ الرُشدُ أَجمَعُهُ
لَو أَنَّنِي يَومَ بانَ الرُشدُ اتبَعُهُ

إِنّي لَأَقطَعُ أيّامِي وَأنفِنُها
بِحَسرَةٍ مِنهُ فِي قَلبِي تُقَطِّعُهُ

بِمَن إِذا هَجَعَ النُوّامُ بِتُّ لَهُ
بِلَوعَةٍ مِنهُ لَيلى لَستُ أَهجَعُهُ

لا يَطمِئنُّ لِجَنبي مَضجَعُ وَكَذا
لا يَطمَئِنُّ لَهُ مُذ بِنتُ مَضجَعُهُ

ما كُنتُ أَحسَبُ أَنَّ الدهرَ يَفجَعُنِي
بِهِ وَلا أَن بِي الأَيّامَ تَفجعُهُ

حَتّى جَرى البَينُ فِيما بَينَنا بِيَدٍ
عَسراءَ تَمنَعُنِي حَظّي وَتَمنَعُهُ

بالله يامنزل القصف الذي درست
اثاره وعفت مذ غبت اربعه

هل الزمان معيد فيك لذتنا
أم الليالي التي مرت وترجعه

فِي ذِمَّةِ اللَهِ مِن أَصبَحَت مَنزلَهُ
وَجادَ غَيثٌ عَلى مَغناكَ يُمرِعُهُ

مَن عِندَهُ لِي عَهدُ لا يُضيّعُهُ
كَما لَهُ عَهدُ صِداقٍ لا أُضَيِّعُهُ

وَمَن يُصَدِّعُ قَلبي ذِكرَهُ وَإِذا
جَرى عَلى قَلبِهِ ذِكري يُصَدِّعُهُ

لَأَصبِرَنَّ لِدهرٍ لا يُمَتِّعُنِي
بِهِ وَلا بِيَ فِي حالٍ يُمَتِّعُهُ

عِلماً بِأَنَّ اِصطِباري مُعقِبُ فَرَجاً
فَأَضيَقُ الأَمرِ إِن فَكَّرتَ أَوسَعُهُ

عَل اللَيالي الَّتي أَضنَت بِفُرقَتَنا
جِسمي سَتَجمَعُنِي يَوماً وَتَجمَعُهُ

وَإِن تُنلُّ أَحَدَاً مِنّا مَنيَّتَهُ
فَما الَّذي بِقَضاءِ اللَهِ يَصنَعُهُ



ابن زريق البغدادي
العصر العباسي

الحمدان
08-23-2022, 06:44 PM
ما في المقامِ لذي عقلٍ وذي أدب
مِنْ رَاحَة ٍ فَدعِ الأَوْطَانَ واغْتَرِبِ

سافر تجد عوضاً عمَّن تفارقهُ
وَانْصِبْ فَإنَّ لَذِيذَ الْعَيْشِ فِي النَّصَبِ

إني رأيتُ وقوفَ الماء يفسدهُ
إِنْ سَال طَابَ وَإنْ لَمْ يَجْرِ لَمْ يَطِبِ

والأسدُ لولا فراقُ الأرض ما افترست
والسَّهمُ لولا فراقُ القوسِ لم يصب

والشمس لو وقفت في الفلكِ دائمة
لَمَلَّهَا النَّاسُ مِنْ عُجْمٍ وَمِنَ عَرَبِ

و البدر لولا أفول منه ما نظرت
إليه في كل حين عين مرتقب

والتَّبْرَ كالتُّرْبَ مُلْقَى في أَمَاكِنِه
والعودُ في أرضه نوعً من الحطب

فإن تغرَّب هذا عزَّ مطلبهُ
وإنْ تَغَرَّبَ ذَاكَ عَزَّ كالذَّهَبِِ

الإمام الشافعي رحمه الله

الحمدان
08-23-2022, 07:36 PM
هُوَ البَينُ حَتّى ما تَأَنّى الحَزائِقُ
وَيا قَلبِ حَتّى أَنتَ مِمَّن أُفارِقُ

وَقَفنا وَمِمّا زادَ بَثّاً وُقوفُنا
فَريقَي هَوىً مِنّا مَشوقٌ وَشائِقُ

وَقَد صارَتِ الأَجفانُ قَرحى مِنَ البُكا
وَصارَ بَهاراً في الخُدودِ الشَقائِقُ

عَلى ذا مَضى الناسُ اِجتِماعٌ وَفُرقَةٌ
وَمَيتٌ وَمَولودٌ وَقالٍ وَوامِقُ

تَغَيَّرَ حالي وَاللَيالي بِحالِها
وَشِبتُ وَما شابَ الزَمانُ الغُرانِقُ

سَلِ البيدَ أَينَ الجِنُّ مِنّا بِجَوزِها
وَعَن ذي المَهاري أَينَ مِنها النَقانِقُ

وَلَيلٍ دَجوجِيٍّ كَأَنّا جَلَت لَنا
مُحَيّاكَ فيهِ فَاِهتَدَينا السَمالِقُ

فَما زالَ لَولا نورُ وَجهِكَ جُنحُهُ
وَلا جابَها الرُكبانُ لَولا الأَيانِقُ

وَهَزٌّ أَطارَ النَومَ حَتّى كَأَنَّني
مِنَ السُكرِ في الغَرزَينِ ثَوبٌ شُبارِقُ

شَدَوا بِاِبنِ إِسحاقَ الحُسَينِ فَصافَحَت
ذَفارِيَها كيرانُها وَالنَمارِقُ

بِمَن تَقشَعِرُّ الأَرضُ خَوفاً إِذا مَشى
عَلَيها وَتَرتَجُّ الجِبالُ الشَواهِقُ

فَتىً كَالسَحابِ الجونِ يُخشى وَيُرتَجى
يُرَجّى الحَيا مِنها وَتُخشى الصَواعِقُ

وَلَكِنَّها تَمضي وَهَذا مُخَيِّمٌ
وَتَكذِبُ أَحياناً وَذا الدَهرِ صادِقُ

تَخَلّى مِنَ الدُنيا لِيُنسى فَما خَلَت
مَغارِبُها مِن ذِكرِهِ وَالمَشارِقُ

غَذا الهِندُوانِيّاتِ بِالهامِ وَالطُلى
فَهُنَّ مَداريها وَهُنَّ المَخانِقُ

تَشَقَّقُ مِنهُنَّ الجُيوبُ إِذا غَزا
وَتُخضَبُ مِنهُنَّ اللُحى وَالمَفارِقُ

يُجَنَّبُها مَن حَتفُهُ عَنهُ غافِلٌ
وَيَصلى بِها مَن نَفسُهُ مِنهُ طالِقُ

يُحاجى بِهِ ما ناطِقٌ وَهوَ ساكِتٌ
يُرى ساكِتاً وَالسَيفُ عَن فيهِ ناطِقُ

نَكِرتُكَ حَتّى طالَ مِنكَ تَعَجُّبي
وَلا عَجَبٌ مِن حُسنِ ما اللَهُ خالِقُ

كَأَنَّكَ في الإِعطاءِ لِلمالِ مُبغِضٌ
وَفي كُلِّ حَربٍ لِلمَنِيَّةِ عاشِقُ

أَلا قَلَّما تَبقى عَلى ما بَدا لَها
وَحَلَّ بِها مِنكَ القَنا وَالسَوابِقُ

سَيُحيِ بِكَ السُمّارُ ما لاحَ كَوكَبٌ
وَيَحدو بِكَ السُفّارُ ما ذَرَّ شارِقُ

خَفِ اللَهَ وَاِستُر ذا الجَمالَ بِبُرقُعٍ
فَإِن لُحتَ ذابَت في الخُدورِ العَواتِقُ

فَما تَرزُقُ الأَقدارُ مَن أَنتَ حارِمٌ
وَلا تَحرِمُ الأَقدارُ مَن أَنتَ رازِقُ

وَلا تَفتُقُ الأَيّامُ ما أَنتَ راتِقُ
وَلا تَرتُقُ الأَيّامُ ما أَنتَ فاتِقُ

لَكَ الخَيرُ غَيري رامَ مِن غَيرِكَ الغِنى
وَغَيري بِغَيرِ اللاذِقِيَّةِ لاحِقُ

هِيَ الغَرَضُ الأَقصى وَرُؤيَتُكَ المُنى
وَمَنزِلُكَ الدُنيا وَأَنتَ الخَلائِقُ


المتنبي

الحمدان
08-23-2022, 07:37 PM
أَرَقٌ عَلى أَرَقٍ وَمِثلِيَ يَأرَقُ
وَجَوىً يَزيدُ وَعَبرَةٌ تَتَرَقرَقُ

جُهدُ الصَبابَةِ أَن تَكونَ كَما أَرى
عَينٌ مُسَهَّدَةٌ وَقَلبٌ يَخفِقُ

ما لاحَ بَرقٌ أَو تَرَنَّمَ طائِرٌ
إِلّا اِنثَنَيتُ وَلي فُؤادٌ شَيِّقُ

جَرَّبتُ مِن نارِ الهَوى ما تَنطَفي
نارُ الغَضى وَتَكِلُّ عَمّا تُحرِقُ

وَعَذَلتُ أَهلَ العِشقِ حَتّى ذُقتُهُ
فَعَجِبتُ كَيفَ يَموتُ مَن لا يَعشَقُ

وَعَذَرتُهُم وَعَرَفتُ ذَنبِيَ أَنَّني
عَيَّرتُهُم فَلَقيتُ فيهِ ما لَقوا

أَبَني أَبينا نَحنُ أَهلُ مَنازِلٍ
أَبَداً غُرابُ البَينِ فيها يَنعَقُ

نَبكي عَلى الدُنيا وَما مِن مَعشَرٍ
جَمَعَتهُمُ الدُنيا فَلَم يَتَفَرَّقوا

أَينَ الأَكاسِرَةُ الجَبابِرَةُ الأُلى
كَنَزوا الكُنوزَ فَما بَقينَ وَلا بَقوا

مِن كُلِّ مَن ضاقَ الفَضاءُ بِجَيشِهِ
حَتّى ثَوى فَحَواهُ لَحدٌ ضَيِّقُ

خُرسٌ إِذا نودوا كَأَن لَم يَعلَموا
أَنَّ الكَلامَ لَهُم حَلالٌ مُطلَقُ

وَالمَوتُ آتٍ وَالنُفوسُ نَفائِسٌ
وَالمُستَغِرُّ بِما لَدَيهِ الأَحمَقُ

وَالمَرءُ يَأمُلُ وَالحَياةُ شَهِيَّةٌ
وَالشَيبُ أَوقَرُ وَالشَبيبَةُ أَنزَقُ

وَلَقَد بَكَيتُ عَلى الشَبابِ وَلِمَّتي
مُسوَدَّةٌ وَلِماءِ وَجهِيَ رَونَقُ

حَذَراً عَلَيهِ قَبلَ يَومِ فِراقِهِ
حَتّى لَكِدتُ بِماءِ جَفنِيَ أَشرَقُ

أَمّا بَنو أَوسِ اِبنِ مَعنِ اِبنِ الرِضا
فَأَعَزُّ مَن تُحدى إِلَيهِ الأَينُقُ

كَبَّرتُ حَولَ دِيارِهِم لَمّا بَدَت
مِنها الشُموسُ وَلَيسَ فيها المَشرِقُ

وَعَجِبتُ مِن أَرضٍ سَحابُ أَكُفِّهِم
مِن فَوقِها وَصُخورُها لا تورِقُ

وَتَفوحُ مِن طيبِ الثَناءِ رَوائِحٌ
لَهُمُ بِكُلِّ مَكانَةٍ تُستَنشَقُ

مِسكِيَّةُ النَفَحاتِ إِلّا أَنَّها
وَحشِيَّةٌ بِسِواهُمُ لا تَعبَقُ

أَمُريدَ مِثلِ مُحَمَّدٍ في عَصرِنا
لا تَبلُنا بِطِلابِ ما لا يُلحَقُ

لَم يَخلُقِ الرَحمَنُ مِثلَ مُحَمَّدٍ
أَبَداً وَظَنّي أَنَّهُ لا يَخلُقُ

يا ذا الَّذي يَهَبُ الجَزيلَ وَعِندَهُ
أَنّي عَلَيهِ بِأَخذِهِ أَتَصَدَّقُ

أَمطِر عَلَيَّ سَحابَ جودِكَ ثَرَّةً
وَاِنظُر إِلَيَّ بِرَحمَةٍ لا أَغرَقُ

كَذَبَ اِبنُ فاعِلَةٍ يَقولُ بِجَهلِهِ
ماتَ الكِرامُ وَأَنتَ حَيٌّ تُرزَقُ


المتنبي

الحمدان
08-23-2022, 07:37 PM
أَرَقٌ عَلى أَرَقٍ وَمِثلِيَ يَأرَقُ
وَجَوىً يَزيدُ وَعَبرَةٌ تَتَرَقرَقُ

جُهدُ الصَبابَةِ أَن تَكونَ كَما أَرى
عَينٌ مُسَهَّدَةٌ وَقَلبٌ يَخفِقُ

ما لاحَ بَرقٌ أَو تَرَنَّمَ طائِرٌ
إِلّا اِنثَنَيتُ وَلي فُؤادٌ شَيِّقُ

جَرَّبتُ مِن نارِ الهَوى ما تَنطَفي
نارُ الغَضى وَتَكِلُّ عَمّا تُحرِقُ

وَعَذَلتُ أَهلَ العِشقِ حَتّى ذُقتُهُ
فَعَجِبتُ كَيفَ يَموتُ مَن لا يَعشَقُ

وَعَذَرتُهُم وَعَرَفتُ ذَنبِيَ أَنَّني
عَيَّرتُهُم فَلَقيتُ فيهِ ما لَقوا

أَبَني أَبينا نَحنُ أَهلُ مَنازِلٍ
أَبَداً غُرابُ البَينِ فيها يَنعَقُ

نَبكي عَلى الدُنيا وَما مِن مَعشَرٍ
جَمَعَتهُمُ الدُنيا فَلَم يَتَفَرَّقوا

أَينَ الأَكاسِرَةُ الجَبابِرَةُ الأُلى
كَنَزوا الكُنوزَ فَما بَقينَ وَلا بَقوا

مِن كُلِّ مَن ضاقَ الفَضاءُ بِجَيشِهِ
حَتّى ثَوى فَحَواهُ لَحدٌ ضَيِّقُ

خُرسٌ إِذا نودوا كَأَن لَم يَعلَموا
أَنَّ الكَلامَ لَهُم حَلالٌ مُطلَقُ

وَالمَوتُ آتٍ وَالنُفوسُ نَفائِسٌ
وَالمُستَغِرُّ بِما لَدَيهِ الأَحمَقُ

وَالمَرءُ يَأمُلُ وَالحَياةُ شَهِيَّةٌ
وَالشَيبُ أَوقَرُ وَالشَبيبَةُ أَنزَقُ

وَلَقَد بَكَيتُ عَلى الشَبابِ وَلِمَّتي
مُسوَدَّةٌ وَلِماءِ وَجهِيَ رَونَقُ

حَذَراً عَلَيهِ قَبلَ يَومِ فِراقِهِ
حَتّى لَكِدتُ بِماءِ جَفنِيَ أَشرَقُ

أَمّا بَنو أَوسِ اِبنِ مَعنِ اِبنِ الرِضا
فَأَعَزُّ مَن تُحدى إِلَيهِ الأَينُقُ

كَبَّرتُ حَولَ دِيارِهِم لَمّا بَدَت
مِنها الشُموسُ وَلَيسَ فيها المَشرِقُ

وَعَجِبتُ مِن أَرضٍ سَحابُ أَكُفِّهِم
مِن فَوقِها وَصُخورُها لا تورِقُ

وَتَفوحُ مِن طيبِ الثَناءِ رَوائِحٌ
لَهُمُ بِكُلِّ مَكانَةٍ تُستَنشَقُ

مِسكِيَّةُ النَفَحاتِ إِلّا أَنَّها
وَحشِيَّةٌ بِسِواهُمُ لا تَعبَقُ

أَمُريدَ مِثلِ مُحَمَّدٍ في عَصرِنا
لا تَبلُنا بِطِلابِ ما لا يُلحَقُ

لَم يَخلُقِ الرَحمَنُ مِثلَ مُحَمَّدٍ
أَبَداً وَظَنّي أَنَّهُ لا يَخلُقُ

يا ذا الَّذي يَهَبُ الجَزيلَ وَعِندَهُ
أَنّي عَلَيهِ بِأَخذِهِ أَتَصَدَّقُ

أَمطِر عَلَيَّ سَحابَ جودِكَ ثَرَّةً
وَاِنظُر إِلَيَّ بِرَحمَةٍ لا أَغرَقُ

كَذَبَ اِبنُ فاعِلَةٍ يَقولُ بِجَهلِهِ
ماتَ الكِرامُ وَأَنتَ حَيٌّ تُرزَقُ


المتنبي

الحمدان
08-23-2022, 10:30 PM
أَلَيلَتَنا بِذي حُسُمٍ أَنيري
إِذا أَنتِ اِنقَضَيتِ فَلا تَحوري

فَإِن يَكُ بِالذَنائِبِ طالَ لَيلي
فَقَد أَبكي مِنَ اللَيلِ القَصيرِ

وَأَنقَذَني بَياضُ الصُبحِ مِنها
لَقَد أُنقِذتُ مِن شَرٍّ كَبيرِ

كَأَنَّ كَواكِبَ الجَوزاءِ عُودٌ
مُعَطَّفَةٌ عَلى رَبعٍ كَسيرِ

كَأَنَّ الفَرقَدَينِ يَدا بَغيضٍ
أَلَحَّ عَلى إِفاضَتِهِ قَميري

أَرَقتُ وَصاحِبي بِجَنوبِ شِعبٍ
لِبَرقٍ في تِهامَةَ مُستَطيرِ

فَلَو نُبِشَ المَقابِرُ عَن كُلَيبٍ
فَيَعلَمَ بِالذَنائِبِ أَيُّ زيرِ

بِيَومِ الشَعثَمَينِ أَقَرَّ عَيناً
وَكَيفَ لِقاءُ مَن تَحتَ القُبورِ

وَأَنّي قَد تَرَكتُ بِوارِدَاتٍ
بُجَيراً في دَمٍ مِثلِ العَبيرِ

هَتَكتُ بِهِ بُيوتَ بَني عَبادٍ
وَبَعضُ الغَشمِ أَشفى لِلصُّدورِ

عَلى أَن لَيسَ يوفى مِن كُلَيبٍ
إِذا بَرَزَت مُخَبَّأَةُ الخُدورِ

وَهَمّامَ بنَ مُرَّةَ قَد تَرَكنا
عَلَيهِ القُشعُمانِ مِنَ النُسورِ

يَنوءُ بِصَدرِهِ وَالرُمحُ فيهِ
وَيَخلُجُهُ خَدبٌ كَالبَعيرِ

قَتيلٌ ما قَتيلُ المَرءِ عَمرٌو
وَجَسّاسُ بنُ مُرَّةَ ذو ضَريرِ

كَأَنَّ التابِعَ المِسكينَ فيها
أَجيرٌ في حُداباتِ الوَقيرِ

عَلى أَن لَيسَ عَدلاً مِن كُلَيبٍ
إِذا خافَ المُغارُ مِنَ المُغيرِ

عَلى أَن لَيسَ عَدلاً مِن كُلَيبٍ
إِذا طُرِدَ اليَتيمُ عَنِ الجَزورِ

عَلى أَن لَيسَ عَدلاً مِن كُلَيبٍ
إِذا ما ضيمَ جارُ المُستَجيرِ

عَلى أَن لَيسَ عَدلاً مِن كُلَيبٍ
إِذا ضاقَت رَحيباتُ الصُدورِ

عَلى أَن لَيسَ عَدلاً مِن كُلَيبٍ
إِذا خافَ المَخوفُ مِنَ الثُغورِ

عَلى أَن لَيسَ عَدلاً مِن كُلَيبٍ
إِذا طالَت مُقاساةُ الأُمورِ

عَلى أَن لَيسَ عَدلاً مِن كُلَيبٍ
إِذا هَبَّت رِياحُ الزَمهَريرِ

عَلى أَن لَيسَ عَدلاً مِن كُلَيبٍ
إِذا وَثَبَ المُثارُ عَلى المُثيرِ

عَلى أَن لَيسَ عَدلاً مِن كُلَيبٍ
إِذا عَجَزَ الغَنِيُّ عَنِ الفَقيرِ

عَلى أَن لَيسَ عَدلاً مِن كُلَيبٍ
إِذا هَتَفَ المُثَوِّبُ بِالعَشيرِ

تُسائِلُني أُمَيمَةُ عَن أَبيها
وَما تَدري أُمَيمَةُ عَن ضَميرِ

فَلا وَأَبي أُمَيمَةَ ما أَبوها
مِنَ النَعَمِ المُؤَثَّلِ وَالجَزورِ

وَلَكِنّا طَعَنّا القَومَ طَعناً
عَلى الأَثباجِ مِنهُم وَالنُحورِ

نَكُبُّ القَومَ لِلأَذقانِ صَرعى
وَنَأخُذُ بِالتَرائِبِ وَالصُدورِ

فَلَولا الريحُ أُسمِعُ مِن بِحُجرٍ
صَليلَ البيضِ تُقرَعُ بِالذُكورِ

فِدىً لِبَني شَقيقَةَ يَومَ جاءوا
كَأُسدِ الغابِ لَجَّت في الزَئيرِ

غَداةَ كَأَنَّنا وَبَني أَبينا
بِجَنبِ عُنَيزَةَ رَحيا مُديرِ

كَأَنَّ الجَديَ جَديَ بَناتِ نَعشٍ
يَكُبُّ عَلى اليَدَينِ بِمُستَديرِ

وَتَخبو الشُعرَيانِ إِلى سُهَيلٍ
يَلوحُ كَقُمَّةِ الجَبَلِ الكَبيرِ

وَكانوا قَومَنا فَبَغَوا عَلَينا
فَقَد لقاهُمُ لَفَحُ السَعيرِ

تَظَلُّ الطَيرُ عاكِفَةً عَلَيهِم
كَأَنَّ الخَيلَ تَنضَحُ بِالعَبيرِ


عدي بن ربيعة

الحمدان
08-24-2022, 01:09 AM
إِنَّ في الصَدرِ مِن كُلَيبِ شُجوناً
هاجِساتٍ نَكَأنَ مِنهُ الجِراحا

أَنكَرَتني حَليلَتي إِذ رَأَتني
كاسِفَ اللَونِ لا أُطيقُ المُزاحا

وَلَقَد كُنتُ إِذ أُرَجِّلُ رَأسي
ما أُبالي الإِفسادَ وَالإِصلاحا

بِئسَ مَن عاشَ في الحَياةِ شَقِيّاً
كاسِفَ اللَونِ هائِماً مُلتاحا

يا خَليلَيَّ نادِنا لي كُلَيباً
وَاِعلَما أَنَّهُ مُلاقٍ كِفاحا

يا خَليلَيَّ نادِنا لي كُلَيباً
ثُمَّ قولا لَهُ نَعِمتَ صَباحا

يا خَليلَيَّ نادِنا لي كُلَيباً
قَبلَ أَن تُبصِرَ العُيونَ الصَباحا

لَم نَرَ الناسَ مِثلَنا يَومَ سِرنا
نَسلُبُ المُلكَ غُدوَةً وَرَواحا

وَضَرَبنا بِمُرهَفاتٍ عِتاقٍ
تَترُكُ الهُدمَ فَوقَهُنَّ صُياحا

تَرَكَ الدارَ ضَيفُنا وَتَوَلّى
عَذَرَ اللَهَ ضَيفَنا يَومَ راحا

ذَهَبَ الدَهرُ بِالسَماحَةِ مِنّا
يا أَذى الدَهرِ كَيفَ تَرضى الجِماحا

وَيحَ أُمّي وَوَيحَها لِقَتيلٍ
مِن بَني تَغلِبٍ وَوَيحاً وَواحا

يا قَتيلاً نَماهُ فَرعُ كَريمٌ
فَقدُهُ قَد أَشابَ مِنّي المِساحا

كَيفَ أَسلوا عَنِ البُكاءِ وَقَومي
قَد تَفانَوا فَكَيفَ أَرجو الفَلاح


عدي بن ربيعة

الحمدان
08-24-2022, 01:10 AM
أَكثَرتُ قَتلَ بَني بَكرٍ بِرَبِّهِمِ

حَتّى بَكَيتُ وَما يَبكي لَهُم أَحَدُ

آلَيتُ بِاللَهِ لا أَرضى بِقَتلِهِم

حَتّى أُبَهرِجَ بَكراً أَينَما وُجِدوا


عدي بن ربيعة

الحمدان
08-24-2022, 01:10 AM
أَكثَرتُ قَتلَ بَني بَكرٍ بِرَبِّهِمِ

حَتّى بَكَيتُ وَما يَبكي لَهُم أَحَدُ

آلَيتُ بِاللَهِ لا أَرضى بِقَتلِهِم

حَتّى أُبَهرِجَ بَكراً أَينَما وُجِدوا


عدي بن ربيعة

الحمدان
08-24-2022, 03:10 AM
رعـاك اللهُ هل مثلي محـب
ٌّوقد أمسى محمدُ لي حبيبا

شفيعي يومَ لـا يجدي شفيعٌ
و طبـي يومَ لـا أجدُ الطبيبـا

وغوثي حينَ يخذلني نصيري
وغيثي إن غـدا ربعي جديبا

وأذكـرهُ فيفرجُ كـلُّ خطبٍ
ولو كانتْ رواسيها خُطُوبا

رسولَ اللهِ جئتكَ مستغيثاً
وجودكَ ضامنٌ أن لـا أخيبا

فقد ضاقتْ بي الدنيا وهبتْ
فجائعها على قلبي هبوبا


الرافعي

الحمدان
08-24-2022, 10:02 PM
أخاف وراء القبر إن لم يعافني
أشد من القبر التهاباً وأضيقا

إذا جاءني يوم القيامة قائد
عنيف وسواق يسوق الفرزدقا

لقد خاب من أولاد آدم من مشى إلى النار مغلول القلادة أزرقا

يساق إلى ذل الجحيم مسربلاً
سرابيل قطران لباساً محرقا

إذا شربوا فيها الصديد رأيتهم
يذوبون من حر الصديد تمزقا


الفرزدق

الحمدان
08-25-2022, 01:48 AM
إذَا امتَلأت كَفُ اللَّئيَمِ مِنَ الغِنَى

تمَايلَ إعجَاباً وقَال أنا أنا

ولكن كَرِيمُ الأصلِ كَالغصن كُلَّمَا

تحمل أثْمَاراً تواضع َوانْحَنىَ.

.....

الحمدان
08-25-2022, 05:02 PM
لا أسألُ اللهَ تغييراً لما صنَعت

نامت وإن أسهرت عينيَّ عيناها‏

‎فَاللَيلُ أَطوَلُ شَيءٍ حينَ أَفقِدُها

وَاللَيلُ أَقصَرُ شَيءٍ حينَ أَلقاها


الوليد بن يزيد بن عبد الملك

الحمدان
08-25-2022, 05:42 PM
قُل للحزانى دُروب الله واسعـةٌ
لا حُزن يبقى ولا الألآمُ تتصل. .

قل للحزانى قريبا مثلما ارتحلت
تلك الغماماتُ هذا الحزنُ مرتحل


...

الحمدان
08-25-2022, 06:48 PM
وَلا تَحزن إذا مَا الهَمُّ نَابَك
وَلا تَجزَع لمَكرُوبٍ أصَابَك ..

وَقُل يَا رَبُّ فرِّج كُلَّ هَمِّي
فَإنِّي سَائِلٌ قَد جِئتُ بَابَك ..

....

الحمدان
08-27-2022, 01:32 AM
يا سورة الكهف دوّي في منازِلنا
ها قد أتانا جمالٌ اسمهُ الجُمُعة

فيه الصلاةُ لخير الخلقِ نرفعُها
عند الإلهِ أماني القلبِ مُتسعة

الحمدان
08-28-2022, 07:38 PM
حكم المحبة ثابت الأركان
ما للصدود بفسخ ذاك يدان

أني وقاضي الحسن نفذ حكمها
فلذا أقر بذلك الخصمان

وأتت شهود الوصل تشهد أنه
حق جرى في مجلس الاحسان

فتأكد الحكم العزيز فلم يجد
فسخ الوشاة اليه من سلطان

وأتى الوشاة فصادفوا الحكم الذي
حكموا به متيقن البطلان

ماصادف الحكم المحل ولا هو
استوفى الشروط فصار ذا بطلان

فلذاك قاضي الحسن أثبت محضرا
بفساد حكم الهجر والسلوان

وحكى لك الحكم المحال ونقضه
فاسمع اذاث‌ يا من له أذنان

حكم الوشاة بغير ما برهان
أن المحبة والصدود لدان

والله ما هذا بحكم مقسط
أين الغرام وصد ذي هجران

شتان بين الحالتين فان ترد
جمعا فما الضدان يجتمعان

يا والها هانت عليه نفسه
اذ باعها غبنا بكل هوان

أتبيع من يهواه نفسه طائعا
بالصد والتعذيب والهجران

أجهلت أوصاف المبيع وقدره
أم كنت ذا جهل بذي الأثمان

الحمدان
08-29-2022, 06:55 PM
لا خَيلَ عِندَكَ تُهديها وَلا مالُ
فَليُسعِدِ النُطقُ إِن لَم تُسعِدِ الحالُ

وَاِجزِ الأَميرَ الَّذي نُعماهُ فاجِئَةٌ
بِغَيرِ قَولِ وَنُعمى الناسِ أَقوالُ

فَرُبَّما جَزِيَ الإِحسانَ مولِيَهُ
خَريدَةٌ مِن عَذارى الحَيِّ مِكسالُ

وَإِن تَكُن مُحكَماتُ الشُكلِ تَمنَعُني
ظُهورَ جَريٍ فَلي فيهِنَّ تَصهالُ

وَما شَكَرتُ لِأَنَّ المالَ فَرَّحَني
سِيّانَ عِندِيَ إِكثارٌ وَإِقلالُ

لَكِن رَأَيتُ قَبيحاً أَن يُجادَلَنا
وَأَنَّنا بِقَضاءِ الحَقِّ بُخّالُ

فَكُنتُ مَنبِتَ رَوضِ الحُزنِ باكَرَهُ
غَيثٌ بِغَيرِ سِباخِ الأَرضِ هَطّالُ

غَيثٌ يُبَيِّنُ لِلنُظّارِ مَوقِعُهُ
أَنَّ الغُيوثَ بِما تَأتيهِ جُهّالُ

لا يُدرِكُ المَجدَ إِلّا سَيِّدٌ فَطِنٌ
لِما يَشُقُّ عَلى الساداتِ فَعّالُ

لا وارِثٌ جَهِلَت يُمناهُ ما وَهَبَت
وَلا كَسوبٌ بِغَيرِ السَيفِ سَئالُ

قالَ الزَمانُ لَهُ قَولاً فَأَفهَمَهُ
إِنَّ الزَمانَ عَلى الإِمساكِ عَذّالُ

تَدري القَناةُ إِذا اِهتَزَّت بِراحَتِهِ
أَنَّ الشَقِيَّ بِها خَيلٌ وَأَبطالُ

كَفاتِكٍ وَدُخولُ الكافِ مَنقَصَةٌ
كَالشَمسِ قُلتُ وَما لِلشَمسِ أَمثالُ

القائِدِ الأُسدَ غَذَّتها بَراثِنُهُ
بِمِثلِها مِن عِداهُ وَهيَ أَشبالُ

القاتِلِ السَيفَ في جِسمِ القَتيلِ بِهِ
وَلِلسُيوفِ كَما لِلناسِ آجالُ
تُغيرُ عَنهُ عَلى الغاراتِ هَيبَتُهُ

وَمالُهُ بِأَقاصي الأَرضِ أَهمالُ
لَهُ مِنَ الوَحشِ ما اِختارَت أَسِنَّتُهُ

عَيرٌ وَهَيقٌ وَخَنساءٌ وَذَيّالُ
تُمسي الضُيوفُ مُشَهّاةً بِعَقوَتِهِ



المتنبي

الحمدان
08-30-2022, 04:01 AM
من للمحب ومن يعينه
والحبُ أهنأه حزينه

أنا عرفتُ سوى قساوته
فقولوا كيف لينُه ؟

إن يُقض دين ذوى الهوى
فأنا الذى بَقيت دُيُونه

قلبى هو الذهب الكريم
فلا يُفارقه رنينه

قلبى هو الألماس يُعرفُ
من أشعته ثمينُه

قلبى يُحب وإنما
أخلاقه فيه ودينُه

يامن يُحب حبيبه
وبظنه أمسى يُهينه

وتعف منه ظواهرُ
لكنه نَجِسُ يقينه

كالقبر غطته الزهورُ
وتحته عفنُ دَفينه

ماذا يكون هواك لو
كل الذى تهوى يكونُه

دع فى ظنونك مَوضعا
إن الحبيب له ظنونه

وخذ الجميل لكى تزين
الحسنَ فيه بما يزينه

إن تنقلب لص العفاف
لمن تحب فمن أمينُه؟

ما لذُة القلب المدَله
لا يطول به حنينه ؟

ما لذة العقل المُحب
ولم يُجننه جنونه

الحب سجدةُ عابد
ما أرضه إلا جبينه

الحب أفقُ طاهر
ما أن يدنسه خثونة

أفقُ الملائك نفسهُ
فى الَبدءكان له لَعينه

ويلى على متدلل
ما تنقضى عنى فنونه

كيف السلُو وفى فؤادى
لاتفارقنى عيونه؟



مصطفى صادق الرافعي
السحاب الأحمر

حسن بن عبدالله
08-30-2022, 11:01 PM
أخي العزيز الحمدان
شكرا لك على هذه التواجد الفعال
والمشاركات النافعه والمفيده
فبارك الله فيك وجزاك الله خير

الحمدان
08-30-2022, 11:02 PM
كم من حنين طواه القلبُ فاستترا
أثار دمعاً حبيس العين فانحدرا

لولا الدموع التي في البين نذرفها
لأطرق القلب في الأضلاع وانفطرا

الحمدان
08-31-2022, 05:22 PM
رأيـتُ الذنـوبَ تميتُ القلوب
ويــتــبِـعُهـا الذلَّ إدمـانُهـا

وتـركُ الذنـوب حياةُ القلوبِ
وخــيــرٌ لنــفـسـكَ عـصـيـانُهـا

عبدالله بن المبارك

الحمدان
08-31-2022, 05:22 PM
رأيـتُ الذنـوبَ تميتُ القلوب
ويــتــبِـعُهـا الذلَّ إدمـانُهـا

وتـركُ الذنـوب حياةُ القلوبِ
وخــيــرٌ لنــفـسـكَ عـصـيـانُهـا

عبدالله بن المبارك

الحمدان
09-01-2022, 11:48 AM
تواضع لرب العرش علك ترفع
فما خاب عبد للمهيمن يخضع

تواضع تكن كالنجم لا لناظر
على صفحات الماء وهو رفيع

ولا تك كالدخان يعلو بنفسه
إلى طبقات الجو وهو وضيع


.....

الحمدان
09-03-2022, 06:04 AM
لِهَوَى الْكَوَاعِبِ ذِمَّةٌ لا تُخْفَرُ
وَأَخُو الْوَفَاءِ بِعَهْدِهِ لا يَغْدِرُ

فَعَلامَ يَنْهَانِي الْعَذُولُ عَنِ الصِّبَا
أَوَلَيْسَ أَنَّ هَوَى النُّفُوسِ مُقَدَّرُ

قَدْ كَانَ لِي فِي بَعْضِ مَا صَنَعَ الْهَوَى
عُذْرٌ وَلَكِنْ أَيْنَ مَنْ يَتَبَصَّرُ

وَمِنَ الْبَلِيَّةِ غَافِلٌ عَمَّا جَنَتْ
يَدُهُ عَلَيَّ وَلائِمٌ لا يَعْذِرُ

لَمْ يَدْرِ مَنْ كَحَلَ الْكَرَى أَجْفَانَهُ
مَاذَا يُكَابِدُ فِي الْهَوَى مَنْ يَسْهَرُ

يَا غَافِلاً عَنِّي وَبَيْنَ جَوانِحِي
لَهَبٌ يَكَادُ لَهُ الْحَشَا يَتَفَطَّرُ

دَعْنِي أَبُثكَ بَعْضَ مَا أَنَا وَاجِدٌ
وَاحْكُمْ بِمَا تَهْوَى فَأَنْتَ مُخَيَّرُ

فَلَو اطَّلَعْتَ عَلَى تَبَارِيحِ الْجَوَى
لَعَلِمْتَ أَيُّ دَمٍ بِحُبِّكَ يُهْدَرُ



محمود سامي البارودي

الحمدان
09-04-2022, 01:47 AM
آليتُ في حبّكِ رعيَ العهدِ
حتى أبيت هامةً في لحدي

جعلتُ نفسي لكِ وَقفاً عندي
وَما أراكِ تحفظين ودِّي

فداكِ أُمي وَأبي وَنفسي
يا أَملي وَوَحشتي وَأُنسي

كم ذا لقيت من شقا وَنحسِ
كي تظهري يوماً بمجلى السعد

قلبي بغيرِ حبكمْ ما خَفقَا
وَناظري لولاكمُ ما أَرقا

فاستبقِ صبّاً قد رأَى فَوَمَقا
لا تجدين صادقاً من بعدي

ماذا عسى الزلفى التي ترضيكِ
وَراءَ حبي وَهيامي فيك

إن كان بذل مهجةٍ تفديك
فاحتكي ليس له من ردِّ

عجبتُ بالصدِّ وَبالجفاءِ
حائدة عن سننِ الوفاء

هلمَّ نقض العمرَ باللقاء
فالموتُ فاضٍ بيننا بالصدِّ

لا تعذلي عَلى البكا والحزنِ
فبعض ما بي من هواك يضني

ما أخذ العشّاقُ إلاّ عني
فما عليكِ إن بكيتِ جدِّي

عينايَ جودا بالدموعِ الهاميهْ
وَبرِّدا جذوَةَ شوقٍ واريهْ

لم يبق مني غير دمعي باقيه
تعدي عَلى جورِ الهوى أو تجدي

كأنني وَبتُّ تحت التربِ
بعندليبِ فوق غصنٍ رطب

هيَّجه منظرُ قبرِ الصبِّ
فظلَّ يبكي من قضى بالوجد

ضيَّعتِ ضيَّعتِ وَكنتُ الوافيا
فَلْيَكُ روض العيشِ بعدي حاليا

لبَّيتِ غيري إذْ أتى مناديا
ما ليَ عن وِردِ الردى من بدّ

أقول والنفس أسى تفيضُ
والجفن من سكر الرَّدى غضيض

أَمستْ حياتي ماؤها يفيض
في ذمةِ الحبِّ شهيد البُعد


خليل مزدم بك.. سوزيا

الحمدان
09-04-2022, 01:47 AM
وأعظمُ ما لاقيتُ في الحب أنني

إذا ما التقينا لا أطيق كلاما

فلا هي تدري بالذي أنا واجد

وهيهات مني أَن أَبلَّ أُواما


خليل مردم بك

الحمدان
09-04-2022, 01:48 AM
وجمرةِ حبٍّ بتُّ أُصلى سعيرَها
لها حرقةٌ بين اللها والحيازمِ

وغماءُ مِنْ وجدٍ قديمٍ كشفتها
بصبرِ بصيرٍ بالعواقب حازم

فلا تعجبي إمّا قطعتُ علاقتي
بطوعي ولم أقرعْ لها سنَّ نادم

فصرفيَ عنك النفسَ ما تعلمينه
عزيزٌ عليها بعد طولِ التلازم

ولكنْ بدا لي منك ما لا أطيقه
وإنْ كنت فرداً باحتمال العظائم


خليل مردم بك

الحمدان
09-04-2022, 06:04 PM
صبا المشتاق لمّا أنْ رآها
قبيل الظهر تخطر في حلاها

مبرقعةٌ كبدرٍ برقعته
سحابةُ مزنةٍ عَبَسَتْ سماها

فما أصباك يا ابن العم منها
أعيناها بربّكَ أم طلاها

ألا لله ما قاسى فؤادي
وما قاسيتُ منها في هواها

سلاها هَلْ سَلَتْ صَبّاً شجياً
فقلبي مذ رآها ما سلاها


خليل مردم بك

الحمدان
09-04-2022, 06:05 PM
خرجتُ أمشي الهوينا غير ذي فكرِ
بغابةٍ ذات أطيارٍ وَأفنانِ

فشمتُ بالظلِّ قربى زهرةً طلعتْ
كثاقبٍ خرَّ يعدو إثرَ شيطان

فبينما أنا مَعْ نفسي أُحدِّثها
لم يثن مِنْ عزمتي عن قطفِها ثاني

دَنَتْ إليَّ بلطفٍ وَهي قائلةٌ
لا تفزعنْ آمناً يوماً بعُدوانِ

أخذتها مشفقاً من أصلها حَدِباً
لجنَّةٍ ذات أرواح وَريحان

غرستُها في مكان ثانياً نضر
فها هي الآن تزهو ذات صنوان


خليل مردم بك

الحمدان
09-06-2022, 06:22 AM
قفا نبك من ذِكرى حبيب ومنزل
بسِقطِ اللِّوى بينَ الدَّخول فحَوْمل

فتوضح فالمقراة لم يَعفُ رسمها
لما نسجتْها من جنوب وَشَمْأل

ترى بَعَرَ الأرْآمِ في عَرَصاتِها
وقيعانها كأنه حبَّ فلفل

كأني غَداة البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَلّوا
لدى سَمُراتِ الحَيّ ناقِفُ حنظل

وقوفاًبها صَحْبي عَليَّ مَطِيَّهُمْ
يقُولون لا تهلكْ أسى وتجمّل

وإنَّ شفائي عبرة مهراقة
فهلْ عند رَسمٍ دارِسٍ من مُعوَّل

كدأبكَ من أمِّ الحويَرثِ قبلها
وجارتها أمَّ الربابِ بمأسل

فَفاضَت دُموعُ العَينِ مِنّي صَبابَة
على النَحرِ حَتى بَلَّ دَمعِيَ مِحمَلي


امرؤ القيس

الحمدان
09-06-2022, 07:31 AM
يُساءُ فهمُك بين الناسِ أحيانا

فيخلقون لك الأوصافَ ألوانا

فقد تكونُ ملاكاً عندَ بعضِهِمُ

وقد تكونُ بعينِ البعضِ شيطانا

طبائعُ الناسِ شتَّى وهي أمزجةٌ

ولن تُطيقَ لها بالفهمِ إمكانا

فلا يغرُّكَ مدحٌ لو أتوكَ به

ولا يضرُّك ذمٌّ كيفما كانا

لا يعرفُ النفسَ شخصٌ مثلُ صاحبِها

فكُنْ لنفسِك في التقييمِ ميزانا..

الحمدان
09-07-2022, 12:44 AM
وتشاءُ أنت من البشائر قطرةً
ويشاءُ ربُك أن يُغيثك بالمطر

وتشاءُ انت من الأماني نجمةً
ويشاءُ ربُك أن يُناولك القمر

وتشاءُ انت من الحياة غنيمة
ويشاءُ ربُك أن يسوق لك الدرر

وتظلُ تسعى جاهدا في همة
والله يعطي من يشاء إذا شكر

والله يمنع إن أراد بحكمة
لابد أن ترضى بما حكم القدر~

الحمدان
09-07-2022, 04:45 AM
أَخوكَ الَّذي إِن رِبتَهُ قالَ إِنَّما

أَرَبتُ وَإِن عاتَبتَهُ لانَ جانِبُه

إذا كُنتَ في كُلِّ الذُنوبِ مُعاتِباً

صَديقَكَ لَم تَلقَ الَّذي لا تُعاتِبُه

فَعِش واحِداً أَو صِل أَخاكَ فَإِنَّهُ

مُفارِقُ ذَنبٍ مَرَّةً وَمُجانِبُه

إِذا أَنتَ لَم تَشرَب مِراراً عَلى القَذى

ظَمِئتَ وَأَيُّ الناسِ تَصفو مَشارِبُه؟!.


بشار بن برد

الحمدان
09-08-2022, 02:56 AM
وكم حار عشاقٌ ولا مثل حيرتي
إذا شئت يوماً أن أسوء حبيبي

وهل لي قلب غير قلبي يسوؤه
ويأخذ لي في الكبرياء نصيبي

ألا ليت لي قلبين قلب بحبه
مريض وقلب بعد ذاك طبيبي

ويا ليت لي نفسين من رئم روضة
ألوف ومن ذي لبدتين غضوب

وكيف بقلب واحد أحمل الهوى
عجيباً على طبعي وغير عجيب

فواللَه إن الحب خير محاسني
وواللَه إن الحب شر عيوبي


مصطفى صادق الرافعي

الحمدان
09-09-2022, 03:53 AM
ويَهُزُّني ذكْرُ المروءةِ والندى

بين الشمائلِ هزةَ المشتاقِ

فإِذا رُزقتَ خَليقةً محمودةً

فقد اصطفاكَ مقسِّمُ الأرزاقِ

والناسُ هذا حظُّه مالٌ وذا

علمٌ وذاكَ مكارمُ الأخلاقِ

والمالُ إِن لم تَدَّخِرْه محصناً

بالعلمِ كان نهايةَ الإملاقِ.

صلاحُ أمرِكَ للأخلاقِ مرجعُه


الفراهيدي

وردة شمران
09-09-2022, 01:53 PM
بآرَكـَ الله فيكـِ عَ آلمشاركه

آسْآل الله آنْ يعَطرْ آيآمكـِ بآلريآحينْ

دمْت بـِ طآعَة الله ..

الحمدان
09-09-2022, 11:09 PM
هلا وغلا بالاخت الغاليه
ورده شمران
أشكرك جزيل الشكر
كل الموده والتقدير لاعدمتك

الحمدان
09-09-2022, 11:11 PM
أَرانا موضِعينَ لِأَمرِ غَيبٍ
وَنُسحَرُ بِالطَعامِ وَبِالشَرابِ

عَصافيرٌ وَذِبّانٌ وَدودٌ
وَأَجرَأُ مِن مُجَلَّحَةِ الذِئابِ

فَبَعضَ اللومِ عاذِلَتي فَإِنّي
سَتَكفيني التَجارِبُ وَاِنتِسابي

إِلى عِرقِ الثَرى وَشَجَت عُروقي
وَهَذا المَوتُ يَسلِبُني شَبابي

وَنَفسي سَوفَ يَسلِبُها وَجِرمي
فَيُلحِقَني وَشيكاً بِالتُرابِ

أَلَم أَنضِ المَطِيَّ بِكُلِّ خَرقٍ
أَمَقِّ الطولِ لَمّاعِ السَرابِ

وَأَركَبُ في اللَهامِ المُجرِ حَتّى
أَنالَ مَآكِلَ القُحمِ الرِغابِ

وَكُلُّ مَكارِمِ الأَخلاقِ صارَت
إِلَيهِ هِمَّتي وَبِهِ اِكتِسابي

وَقَد طَوَّفتُ في الآفاقِ حَتّى
رَضيتُ مِنَ الغَنيمَةِ بِالإِيابِ

أَبَعدَ الحارِثِ المَلِكِ اِبنِ عَمروٍ
وَبَعدَ الخَيرِ حُجرٍ ذي القِبابِ

أُرَجّي مِن صُروفِ الدَهرِ ليناً
وَلَم تَغفَل عَنِ الصُمِّ الهِضابِ

وَأَعلَمُ أَنَّني عَمّا قَريبٍ
سَأَنشِبُ في شَبا ظِفرٍ وَنابِ

كَما لاقى أَبي حُجرٌ وَجَدّي
وَلا أَنسى قَتيلاً بِالكِلابِ


امرؤ القيس

الحمدان
09-10-2022, 01:50 AM
تبسم الدهر والأفراح تغمرنا

والعين من رؤوية الأحباب تكتحل

شرفتم أيها الأحباب منزلنا

ليهنأ العيش والأفراح تكتمل

تحيابكم كل أرض تنزلون بها

كأنكم في بقاع الأرض أمطار


....

الحمدان
09-10-2022, 03:18 AM
لقد صرعتني خلفةُ الدَّهرِ صَرعةً
تَيَقَّنتُ أَنَّي لستُ منها بمنتعش

وأنذرني عِقدُ الثمانينَ بالبلَى
فها هي أعضائي من الضَّعفِ ترتعش

وقد علمَت ذاتُ الوِشاحَينِ أَنَّني
سَئِمتُ تكاليفَ الحياةِ ومن يَعش


أبو الحسن الجرجاني.. العصر العباسي

الحمدان
09-10-2022, 03:19 AM
تركنا أرضَ مِصرَ لكل فدمٍ
له باعٌ يقصِّرُ عن ذِرَاعي

نفوسٌ لا تليقُ بها الَمَعالي
وأخلاقٌ تضيقُ عن المسَاعِي

إذا غلطوا بأحسابٍ تلته
عِدادٌ من إساءات تِبَاع

أقمتُ بها ومن مَحِنِ الليالي
مَقَامُ الأُسدِ في كَنفِ الضبُّاعِ

أقول وقد نأوا بُعداً وسُحقاً
لِشَرِّ الخَلق في شَرِّ البِقَاعِ

وكم خلَّفتُ من كَرَمٍ مُهَانٍ
بِعَرصَتِهِ ومن لُؤم مُطاعِ

ومن مالٍ مَصُونِ الثَّغرِ تُحمى
جوانِبُه ومن عِرضٍ مُضَاع

وأجسامٍ مُسَمَّنةٍ شباعٍ
وأَحسَابٍ مُضَمَّرةٍ جِياعِ

ونقصٍ في أكابرِها خَصيصٍ
وجهلٍ في أصاغرِها مُشاعِ

أَإِن باتت سرائركُم وكانت
مساوئكم تقام على يَفَاعِ

جعلتم ذنبنَا أَنَّا سَمِعنَا
وما الآذانُ إِلاَّ للسَّمَاعِ

كأنَّ البينَ مَحتومٌ علينا
فليس سِوَى التلاقي والوَداعِ



أبو الحسن الجرجاني

الحمدان
09-10-2022, 03:20 AM
وإذا ما الصديقُ عنكَ تَوَلَّى

فَتصَدَّق به على إبليس

ثم لا تُلفه بوجهِكَ حَتَّى

يَلتَقِي السَّبتُ في صَبَاحِ الخميس


أبو الحسن الجرجاني

الحمدان
09-10-2022, 03:20 AM
سقى جَانبي بغدادَ أخلافُ مُزنَةٍ
تُحاكي دُموعي صَوبَها وانحِدارها

فلي فيهما قَلبٌ شجاني اشتياقُهُ
ومهجةُ نفسٍ ما أَمَلُّ ادَّكارَهَا

سأغفرُ للأيامِ كلَّ عظيمةٍ
لئن قَرَّبت بعد الِبعاد مَزَارَها


أبو الحسن الجرجاني

الحمدان
09-10-2022, 06:52 AM
ولمّا رأيتُ الجهلَ في الناس فاشيا
تجـاهلتُ حتى قيـل أني جـاهـلُ
.
فَوا عجبا كم يدّعي الفضلَ ناقـصُ
ووا أسفا كم يُظهر النقصَ فاضلُ

أبو العلاء المعري

الحمدان
09-10-2022, 09:05 PM
خَليلَيَّ لا وَاللَهِ ما مِن مُلِمَّةٍ
تَدومُ عَلى حَيٍّ وَإِن هِيَ جَلَّتِ

فَإِن نَزَلَت يَوماً فَلا تَخضَعَن لَها
وَلا تُكثِرِ الشَكوى إِذا النَعلُ زَلَّتِ

فَكَم مِن كَريمٍ يُبتَلى بِنَوائِبٍ
فَصابَرَها حَتّى مَضَت وَاِضمَحَلَّتِ

وَكانَت عَلى الأَيّامِ نَفسي عَزيزَةٌ
فَلما رَأَت صَبري عَلى الذُلِ ذَلَّتِ


علي بن أبي طالب رضي الله عنه

الحمدان
09-10-2022, 09:06 PM
قَد كُنتَ مَيتاً فَصِرتَ حَيّاً

وَعَن قَليلٍ تَصيرُ مَيتاً

بَنَيتَ بِدارِ الفَناءِ بَيتاً

فَاِبنِ لِدارِ البَقاءِ بَيتاً


علي بن أبي طالب رضي الله عنه

الحمدان
09-11-2022, 12:03 AM
إِلى اللَهِ أَشكو لا إِلى الناسِ أَشتَكي
أَرى الأَرضَ تَبقى وَالأَخِلّاء تَذهَبُ

أَخِلّايَ لَو غَيرَ الحِمامِ أَصابَكُم
عَتِبتُ وَلَكِن ما عَلى المَوتِ مُعتَبُ


علي بن أبي طالب رضي الله عنه

الحمدان
09-11-2022, 12:04 AM
لا تَطلُبَنَّ مَعيشَةً بِمَذَلَّةٍ
وَاِرفَع بِنَفسِكَ عَن دَنِيِّ المَطلَبِ

وِإِذا اِفتَقَرتَ فَداوِ فَقرَكَ بِالغِنى
عَن كُلِّ ذي دَنَسٍ كَجِلدِ الأَجرَبِ

فَليَرجِعَنَّ إِلَيكَ رِزقُكَ كُلُّهُ
لَو كانَ أَبعَدَ مِن مَحَلِّ الكَوكَبِ


علي بن أبي طالب رضي الله عنه

الحمدان
09-11-2022, 12:04 AM
حَقيقٌ بِالتَواضُعِ مَن يَموتُ
وَيَكفي الَمَرءَ مِن دُنياهُ قوتُ

فَما لِلمَرءِ يُصبِحُ ذا هُمومٍ
وَحِرصٌ لَيسَ تُدرِكُهُ النُعوتُ

صَنيعُ مَليكِنا حَسَنٌ جَميلٌ
وَما أَرزاقُنا عَنّا تَفوتُ

فَيا هَذا سَتَرحَلُ عَن قَريبٍ
إِلى قَومٍ كَلامُهُمُ سُكوُتُ


علي بن أبي طالب رضي الله عنه

الحمدان
09-11-2022, 05:21 PM
أَجُبَيلُ إِنَّ أَباكَ كارِبُ يَومِهِ
فَإِذا دُعيتَ إِلى العَظائِمِ فَاِعجَلِ

أوصيكَ إيصاءَ اِمرِئٍ لَكَ ناصِحٍ
طَبِنٍ بِرَيبِ الدَهرِ غَيرِ مُغَفَّلِ

اللَهَ فَاِتَّقِهِ وَأَوفِ بِنَذرِهِ
وَإِذا حَلَفتَ مُمارِياً فَتَحَلَّلِ

وَالضَيفَ أَكرِمهُ فَإِنَّ مَبيتَهُ
حَقٌّ وَلا تَكُ لُعنَةً لِلنُزَّلِ

وَاِعلَم بَأَنَّ الضَيفَ مُخبِرُ أَهلِهِ
بِمَبيتِ لَيلَتِهِ وَإِن لَم يُسأَلِ

وَدَعِ القَوارِصَ لِلصَديقِ وَغَيرِهِ
كَي لا يَرَوكَ مِنَ اللِئامِ العُزَّلِ

وَصِلِ المُواصِلَ ما صَفا لَكَ وُدُّهُ
وَاِحذَر حِبالَ الخائِنِ المُتَبَدِّلِ

وَاِترُك مَحَلَّ السَوءِ لا تَحلُل بِهِ
وَإِذا نَبا بِكَ مَنزِلٌ فَتَحَوَّلِ

دارُ الهَوانِ لِمَن رَآها دارَهُ
أَفَراحِلٌ عَنها كَمَن لَم يَرحَلِ

وَإِذا هَمَمتَ بِأَمرِ شَرٍّ فَاِتَّئِد
وَإِذا هَمَمتَ بِأَمرِ خَيرٍ فَاِفعَلِ

وَإِذا أَتَتكَ مِنَ العَدُوِّ قَوارِصٌ
فَاِقرُص كَذاكَ وَلا تَقُل لَم أَفعَلِ

وَإِذا اِفتَقَرتَ فَلا تَكُن مُتَخَشِّعاً
تَرجو الفَواضِلَ عِندَ غَيرِ المُفضِلِ

وَإِذا لَقيتَ القَومَ فَاِضرِب فيهِمُ
حَتّى يَرَوكَ طِلاءَ أَجرَبَ مُهمَلِ

وَاِستَغنِ ما أَغناكَ رَبُّكَ بِالغِنى
وَإِذا تُصِبكَ خَصاصَةٌ فَتَجَمَّلِ

وَاِستَأنِ حِلمَكَ في أَمورِكَ كُلِّها
وَإِذا عَزَمتَ عَلى الهَوى فَتَوَكَّلِ

وَإِذا تَشاجَرَ في فُؤادِكَ مَرَّةً
أَمرانِ فَاِعمِد لِلأَعَفِّ الأَجمَلِ

وَإِذا لَقيتَ الباهِشينَ إِلى النَدى
غُبراً أَكُفُّهُم بِقاعٍ مُمحِلِ

فَأَعِنهُمُ وَأَيسِر بِما يَسَروا بِهِ
وَإِذا هُمُ نَزَلوا بِضَنكٍ فَاِنزِلِ


أبو جبيل البرجمي

الحمدان
09-12-2022, 09:57 AM
ما كانتِ الحسناءُ تكشفُ سِترها !
لو كان أربابُ البيوتِ رجالا .!!

إن الجمال لدىظ° النساء اربعت:
«دينٌ وعقلٌ واحتشامُ وعفت»

"فالغصنُ إن نمَى أعوجاً
لا يستقيم إلا بكسرِهِ".

الحمدان
09-13-2022, 02:41 AM
وَضـعنا عـلى جـمرِ الـفراقِ خدودَنا

فـعادت سـماءُ الـكِبر مـن ذُلنا أرضا

وَقفنا وقوفَ الدَّمع من بَهتةِ النّوى

فلم نستطع ركعاً ولم نستطع نَهضا

ابن هذيل القرطبي

الحمدان
09-13-2022, 02:42 AM
خَـدَعوا فُـؤادي بِالوِصالِ وَعِندَما

شَبّوا الهَوى في أَضلُعي هَجَروني

لَـم يَـرحَموني حـينَ حانَ فِراقُهُم

مــا ضَـرَّهُـم لَــو أَنَّـهُـم رَحَـمـوني

ابن سهل الأندلسي

الحمدان
09-13-2022, 02:52 AM
خَلِيليَّ ما انْفَكَّ الأَسَى مُنذُبينهِم
حَبِيبي حتَّى حَلَّ بالقَلْبِ فاخْتَطَّا

أُرِيدُ دُنُوّاً من خَلِيلي وقد نأَى
وأَهْوَى اقْتراباً مِن مَزارٍ وقد شَطَّا

وإِنِّي لَتَعْرُونِي الهُمُوم لذِكْرِكُم
هُدُوّاً فلا أَسطِيعُ قَبْضاً ولا بَسْطَا

وإِنَّ هُبُوطَ الوادِيَيْنِ إِلى النَّقَا
بحَيْثُ الْتَقَى الجَمْعَانِ واسْتَقْبَل السَّقْطَا

لِمَسْرَحِ سِرْبٍ ما تَقَرَّى نِعَاجُهُ
بَرِيراً ولا تَقْرُو جَآذِرُهُ خَمْطَا

ومُرْتجِزٍ أَلْقَى بِذِي الأَثْلِ كَلْكَلاً
وحَطَّ بجَرْعَاءِ الأَبَارِقِ ما حَطَّا

سَعَى في قِيادِ الرِّيحِ يَسْمَحُ للصَّبا
فأَلْقَتْ على غَيْرِ التِّلاعِ بِهِ مِرْطَا

وما زالَ يُرْوِي التُّرْبَ حَتَّى كَسا الرُّبى
دَرانِكَ والغِيطانَ مِن نَسْجِهِ بُسْطَا

وعَنَّتْ له رِيحٌ تُسَاقِطُ قَطْرَهُ
كما نَثَرَتْ حَسْنَاءُ مِن جيدهَا سِمْطَا

ولَم أَرَ دُرّاً بَدَّدَتْهُ يَدُ الصَّبا
سِواهُ فباتَ النَّوْرُ يَلْقُطُهُ لَقْطَا

وبِتْنَا نُرَاعِي اللَّيْلَ لم يَطْوِ برْدَهُ
ولَم يَجْرِ شَيْبُ الصُّبْحِ في فَرعِهِ وخْطَا

تَراهُ كَمَلْكِ الزَّنْجِ في فَرْطِ كِبْرِهِ
إِذا رامَ مَشْياً في تَبَخْتُرِهِ أَبْطَا

مُطِلاً على الآفَاقِ والبَدْرُ تاجُهُ
وقد عَلَّقَ الجَوْزاءَ في أُذْنِهِ قُرْطَا


ابن هذيل القرطبي.. العصر الاندلسي

الحمدان
09-13-2022, 02:53 AM
ولَيَ الشَيبُ بعد عزلِ الشّبابِ

كُل ما كانَ حُكمُهُ للغُرابِ

فكأنّ الشَّبابَ عاهدَ شَيبي

فَهوَ مُستخلَفٌ لهُ في التَّصابي


ابن هذيل القرطبي

الحمدان
09-13-2022, 02:53 AM
وَضـعنا عـلى جـمرِ الـفراقِ خدودَنا

فـعادت سـماءُ الـكِبر مـن ذُلنا أرضا

وَقفنا وقوفَ الدَّمع من بَهتةِ النّوى

فلم نستطع ركعاً ولم نستطع نَهضا

ابن هذيل القرطبي

الحمدان
09-13-2022, 02:54 AM
خَـدَعوا فُـؤادي بِالوِصالِ وَعِندَما

شَبّوا الهَوى في أَضلُعي هَجَروني

لَـم يَـرحَموني حـينَ حانَ فِراقُهُم

مــا ضَـرَّهُـم لَــو أَنَّـهُـم رَحَـمـوني

ابن سهل الأندلسي

الحمدان
09-13-2022, 04:34 AM
لا تسأل الركبَ بعد الفجر هل آبُوا
الرَّكبُ عاد وما في الرَّكبِ أصحابُ

تفرَّقوا في دروب الأرض وانْتَثَرُوا
كأنَّه لم يَكُنْ عَهْدٌ وأحبابُ

ما في العَناقيد من أشعارهم حببٌ
والخمر من بعدهم في دنها صابُ

يا طارق الباب رفقًا حين تَلْمَسه
لو كان في الدار خِلٌّ صفَّقَ الباب

بعضُ الدروب إلى الأوطان راجعةٌ
وبعضُها في فضاء الله يَنْسَابُ



غازي القصيبي

الحمدان
09-13-2022, 04:34 AM
لا تسأل الدار عمّن كان يسكُنها
الباب يخبر أن القوم قد رحلوا

ما أبلغ الصمت لما جئت أسأله
صمتٌ يُعاتب من خانوه وارتحلوا

يا طارق الباب رفقاً حين تطرُقه
فإنه لم يعُد في الدار أصحاب

تفرقوا في دُروب الأرض وانتثروا
كأنه لم يكُن انسٌ وأحبابُ

اِرحم يديك فما في الدار من أحد
لا ترجَ رداً فأهل الود قد راحوا

ولترحم الدار لا توقظ مواجعها
للدورِ روح.. كما للناس أرواح


......

الحمدان
09-13-2022, 06:21 AM
ولـمَّـا بَــدا لِــي أنَّـهـا لا تُـحِبُّني

وأنَّ هـواها لـيْسَ عنِّي بِمُنجَلِ

تَـمَنَّيتُ أن تَـهوَى سِـوايَ لـعلَّها

تَذوقُ صَباباتِ الهوَى فتَرِقَّ لِي

الشعراء المجهولون

الحمدان
09-13-2022, 08:15 AM
قَلِيلٌ مَنْ يَدُومُ عَلَى الْوِدَادِ
فَلا تَحْفِلْ بِقُرْبٍ أَوْ بِعَادِ

إِذَا كَانَ التَّغَيُّرُ فِي اللَّيَالِي
فَكَيْفَ يَدُومُ وُدٌّ فِي فُؤَادِ

وَمَنْ لَكَ أَنْ تَرَى قَلْبَاً نَقِيَّاً
وَلَمَّا يَخْلُ قَلْبٌ مِنْ سَوَادِ

فَلا تَبْذُلْ هَوَاكَ إِلَى خَلِيلٍ
تَظُنُّ بِهِ الْوَفَاءَ وَلا تُعَادِ

وَكُنْ مُتَوَسِّطَاً فِي كُلِّ حَالٍ
لِتَأْمَنَ مَا تَخَافُ مِنَ الْعِنَادِ

مُدَارَاةُ الرِّجَالِ أَخَفُّ وَطْئاً
عَلَى الإِنْسَانِ مِنْ حَرْبِ الْفَسادِ

يَعِيشُ الْمَرءُ مَحْبُوباً إِذَا مَا
نَحا في سَيْرِهِ قَصْدَ السَّدادِ

وَمَا الدُّنْيَا سِوَى عَجْزٍ وحِرْصٍ
هُما أَصْلُ الْخَلِيقَةِ فِي الْعِبَادِ

فَلَوْلا الْعَجْزُ مَا كَانَ التَّصَافِي
وَلَوْلا الْحِرْصُ ما كَانَ التَّعَادِي

وَمَا عَقَدَ الرِّجَالُ الْوُدَّ إِلَّا
لِنَفْعٍ أَوْ لِمَنْعٍ مِنْ تَعَادِي

وَمَا كَانَ الْعِداءُ يَخِفُّ لَوْلا
أَذَى السُّلْطَانِ أَوْ خَوْفُ المَعَادِ

فَيَا بْنَ أَبِي وَلَسْتَ بِهِ وَلَكِنْ
كِلانَا زَرْعُ أَرضٍ لِلْحصَادِ

تَأَمَّلْ هَلْ تَرَى أَثَرَاً فَإِنِّي
أَرَى الآثَارَ تَذْهَبُ كَالرَّمَادِ

حَيَاةُ الْمَرْءِ في الدُّنْيَا خَيَالٌ
وَعَاقِبَةُ الأُمُورِ إِلَى نَفَادِ

فَطُوبَى لامْرِئٍ غَلَبَتْ هَوَاهُ
بَصِيرَتُهُ فَبَاتَ عَلَى رَشَا


محمود سامي البارودي دِ

الحمدان
09-13-2022, 08:16 AM
إِذَا افْتَقَرَ الْمَرْءُ اسْتَهَانَ بِفَضْلِهِ
ذَوُو قُرْبِهِ وَاسْتَهْجَنَتْهُ الأَبَاعِدُ

فَإِنْ قَالَ حَقَّاً كَذَّبُوهُ وَإِنْ أَبى
مُجَارَاتَهُمْ في الْغَيِّ قَالُوا مُعَانِدُ

فَحُجَّتُهُ مَطْلُولَةٌ وَهْيَ حَقَّةٌ
وَمَنْطِقُهُ مُسْتَكْرَهٌ وَهْوَ قَاصِدُ

فَحَافِظ عَلَى مَا نِلْتَ بِالسَّعْيِ مِنْ غِنىً
فَبِالْمَالِ لا بِالْفَضْلِ تَعْنُو الْمَقَاصِدُ


محمود سامي البارودي

الحمدان
09-13-2022, 08:16 AM
وَشَامِخٍ فِي ذُرَى شَمَّاءَ بَاذِخَةٍ
لا يَعْرِفُ الصِّدْقَ إِنْ وَالَى وَإِنْ عَادَى

يَعُودُهُ النَّاسُ إِنْ مَرَّ النَّسِيمُ بِهِ
وَلا يَعُودُ مِنَ الإِشْفَاقِ مَنْ عَادَا

لا يَهْدَأُ الدَّهْرُ مِنْ ظُلْمٍ يُحَاوِلُهُ
فَإِنْ قَضَى وَطَراً مِنْ غَدْرَةٍ عَادَا

يَسْطُو بِهَذا وَيَرْمِي ذَاكَ عَنْ عُرُضٍ
كَطَارِدٍ يَقْتَفِي صَيْدَيْنِ إِذْ عَادَى

أَبَادَهُ الدَّهْرُ رَغْمَاً بَيْنَ أُسْرَتِهِ
كَمَا أَبَادَ بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَادَا

فَاعْرِفْ إِلهَكَ وَاحْذَرْ أَنْ تَبِيتَ عَلَى
وِزْرٍ وَلا تَتَّخِذْ ظُلْمَ الْوَرَى عَادَا


محمود سامي البارودي

الحمدان
09-13-2022, 08:17 AM
يَا مَنْ إِلَيْهِ الْوُجُوهُ خَاشِعَةٌ

وَمَنْ عَلَيْهِ فِي الْكَوْنِ مُعْتَمَدِي

مَدَدْتُ كَفِّي إِلَيْكَ مُبْتَهِلاً

وَأَنْتَ حَسْبِي فَلا تَرُدَّ يَدِي


محمود سامي البارودي

الحمدان
09-13-2022, 08:17 AM
بَلِينَا وَسِرْبالُ الزَّمَانِ جَدِيدُ
وَهَلْ لامْرِئٍ في الْعَالَمِينَ خُلُودُ

قَضَى آدَمٌ في الدَّهْرِ وَهْوَ أَبُو الْوَرَى
وَكُلُّ الَّذِي مِنْ صُلْبِهِ سَيبِيدُ

فَلا تَبْكِ مَيْتاً حَانَ يَوْمُ رَحِيلِهِ
فَلِلْمَوْتِ مَا يَمْضِي الْفَتَى وَيَرُودُ

وَلا تَلْتَمِسْ أَمْرَاً يَزِيدُكَ يَقْظَةً
فَلَيْسَ لإِدْرَاكِ اليَقِينِ مَزِيدُ

دَعِ الْفَلَكَ الدَوَّارَ يَجْرِي وَلا تَسَلْ
أَفَوَّزَ كَهْلٌ أَمْ أَهَلَّ وَلِيدُ

فَمَا هَذِهِ الدُّنْيَا وَإِنْ جَلَّ قَدْرُهَا
سِوَى مُهْلَةٍ نَأْتِي لَهَا وَنَعُودُ

تَبُوخُ بِهَا الأَنْفَاسُ وَهْيَ نَسَائِمٌ
وَتَعْفُو بِهَا الأَبْدَانُ وَهْيَ صعِيدُ

فَيَا ضَارِباً فِي الأَرْضِ يَرْتَادُ غَايَةً
رُوَيْدَكَ إِنَّ الْفَوْزَ مِنْكَ بَعِيدُ



محمود سامي البارودي

الحمدان
09-13-2022, 08:18 AM
دَعِ الذُّلَّ في الدُّنْيَا لِمَنْ خَافَ حَتْفَهُ
فَلَلْمَوْتُ خَيْرٌ مِنْ حَيَاةٍ عَلَى أَذَى

ولا تَصْطَحِبْ إِلَّا امْرَأً إِنْ دَعَوْتَهُ
لَدَى جَمَرَاتِ الْحَرْبِ لبَّاكَ وَاحْتَذَى

يَسُرُّكَ عِنْدَ الأَمْنِ فَضْلاً وحِكْمَةً
ويُرْضِيكَ يَوْمَ الرَّوْعِ نَبْلاً مُقَذَّذَا

فَيَا حَبَّذَا الْخِلُّ الصَّفِيُّ وهَلْ أَرَى
نَصِيباً مِنَ الدُّنْيَا إِذَا قُلْتُ حَبَّذَا

لَعَمْرِي لَقَدْ نَادَيْتُ لَوْ أَنَّ سَامِعاً
ونَوَّهْتُ بِالأَحْرَارِ لَوْ أَنَّ مُنْقِذَا

وَطَوَّفْتُ بِالآفَاقِ حَتَّى كَأَنَّنِي
أُحَاوِلُ مِنْ هذي الْبَسِيطَةِ مَنْفَذَا

فَمَا وَقَعَتْ عَيْنِي عَلَى غَيْرِ أَحْمَقٍ
غَوِيٍّ يَظُنُّ الْمَجْدَ في الرِّيِّ وَالْغِذَا

إِذَا مَا رَأَيْتُ الشَّيءَ فِي غَيْرِ أَهْلِهِ
وَلَمْ أَسْتَطِعْ رَدَّاً طَرَفتُ عَلَى قَذَى

فَحَتَّى مَتَى يَا دَهْرُ أَكْتُمُ لَوْعَةً
تُكَلِّفُ قَلْبِي كُلْفَةَ الرِّيحِ بِالشَّذَا

أَلَمْ يَأن لِلأَيَّامِ أَنْ تُبْصِرَ الْهُدَى
فَتَخْفِضَ مَأْفُوناً وَتَرْفَعَ جهْبذَا

إِذَا لَمْ يَكُنْ بِالدَّهْرِ خَبْلٌ لَمَا غَدَا
يَسِيرُ بِنَا في ظُلْمَةِ الْجُورِ هَكَذَا


محمود سامي البارودي

الحمدان
09-13-2022, 08:18 AM
تَغَنَّى الْحَمَامُ وَنَمَّ الشَّذَا
وَلاحَ الصَّبَاحُ فَيَا حَبَّذَا

وَمَا زَالَ يَرْضَعُ طِفْلُ النَّبَاتِ
ثدِيَّ الْغَمَامَةِ حَتَّى اغْتَذَى

فَقُمْ نَغْتَنِمْ صَفْوَ أَيَّامِنَا
وَنَدْفَعُ بِالرَّاحِ عَنَّا الأَذَى

فَمَا بَعْدَ عَصْرِ الصِّبَا لَذَّةٌ
وَلا مِثْلُ صَفْوِ الْحُمَيَّا غِذَا

تَذُودُ عَنِ الْقَلْبِ أَحْزَانَهُ
وَتَنْفِي عَنِ الْعَيْنِ شَوْبَ الْقَذَى

وَتَجْلُو الظَّلامَ بِلأْلائِهَا
كَأَنَّ بِأَيْدِي السُّقَاةِ الْجُذَا

إِذَا ما احْتَسَاهَا كَرِيمٌ هَدَى
وَإِنْ عَبَّ فِيهَا لَئِيمٌ هَذَى

فَدَعْ مَا تَوَلَّى وَخُذْ مَا أَتَى
فَلَنْ يَصْلُحَ الْعَيْشُ إِلَّا كَذَا


محمود سامي البارودي

الحمدان
09-13-2022, 08:19 AM
تَلاهَيْتُ إِلَّا ما يُجِنُّ ضَمِيرُ
وَدَارَيْتُ إِلَّا مَا يَنِمُّ زَفِيرُ

وَهَلْ يَسْتَطِيعُ الْمَرْءُ كِتْمَانَ أَمْرِهِ
وَفِي الصَّدْرِ مِنْهُ بَارِحٌ وَسَعِيرُ

فَيَا قَاتَلَ اللهُ الْهَوَى مَا أَشَدَّهُ
عَلَى المَرْءِ إِذْ يَخْلُو بِهِ فَيُغِيرُ

تَلِينُ إِلَيهِ النَّفْسُ وَهْيَ أَبِيَّةٌ
وَيَجْزَعُ مِنْهُ الْقَلْبُ وَهْوَ صَبُورُ

نَبَذْتُ لَهُ رُمْحِي وَأَغْمَدْتُ صَارِمِي
وَنَهْنَهْتُ مُهْرِي والْمُرَادُ غَزِيرُ

وَأَصْبَحْتُ مَفْلُولَ الْمَخَالِبِ بَعْدَمَا
سَطَوْتُ وَلِي فِي الْخَافِقَيْنِ زَئِيرُ

فَيَا لَسَرَاةِ الْقَومِ دَعْوَةُ عَائِذٍ
أَمَا مِنْ سَمِيعٍ فِيكُمُ فَيُجِيرُ

لَطَالَ عَلَيَّ اللَّيْلُ حَتى مَلِلْتُهُ
وَعَهْدِي بِهِ فِي مَا عَلِمْتُ قَصِيرُ

أَلا فَرَعَى اللهُ الصِّبَا مَا أَبَرَّهُ
وَحَيَّا شَبَاباً مَرَّ وَهْوَ نَضِيرُ

إِذِ الْعَيْشُ أَفْوَافٌ تَرِفُّ ظِلالُهُ
عَلَيْنَا وَسَلْسَالُ الْوَفَاءِ نَمِيرُ


محمود سامي البارودي

الحمدان
09-13-2022, 08:20 AM
لِهَوَى الْكَوَاعِبِ ذِمَّةٌ لا تُخْفَرُ
وَأَخُو الْوَفَاءِ بِعَهْدِهِ لا يَغْدِرُ

فَعَلامَ يَنْهَانِي الْعَذُولُ عَنِ الصِّبَا
أَوَلَيْسَ أَنَّ هَوَى النُّفُوسِ مُقَدَّرُ

قَدْ كَانَ لِي فِي بَعْضِ مَا صَنَعَ الْهَوَى
عُذْرٌ وَلَكِنْ أَيْنَ مَنْ يَتَبَصَّرُ

وَمِنَ الْبَلِيَّةِ غَافِلٌ عَمَّا جَنَتْ
يَدُهُ عَلَيَّ وَلائِمٌ لا يَعْذِرُ

لَمْ يَدْرِ مَنْ كَحَلَ الْكَرَى أَجْفَانَهُ
مَاذَا يُكَابِدُ فِي الْهَوَى مَنْ يَسْهَرُ

يَا غَافِلاً عَنِّي وَبَيْنَ جَوانِحِي
لَهَبٌ يَكَادُ لَهُ الْحَشَا يَتَفَطَّرُ

دَعْنِي أَبُثكَ بَعْضَ مَا أَنَا وَاجِدٌ
وَاحْكُمْ بِمَا تَهْوَى فَأَنْتَ مُخَيَّرُ

فَلَو اطَّلَعْتَ عَلَى تَبَارِيحِ الْجَوَى
لَعَلِمْتَ أَيُّ دَمٍ بِحُبِّكَ يُهْدَرُ


محمود سامي البارودي

الحمدان
09-13-2022, 08:20 AM
لِهَوَى الْكَوَاعِبِ ذِمَّةٌ لا تُخْفَرُ
وَأَخُو الْوَفَاءِ بِعَهْدِهِ لا يَغْدِرُ

فَعَلامَ يَنْهَانِي الْعَذُولُ عَنِ الصِّبَا
أَوَلَيْسَ أَنَّ هَوَى النُّفُوسِ مُقَدَّرُ

قَدْ كَانَ لِي فِي بَعْضِ مَا صَنَعَ الْهَوَى
عُذْرٌ وَلَكِنْ أَيْنَ مَنْ يَتَبَصَّرُ

وَمِنَ الْبَلِيَّةِ غَافِلٌ عَمَّا جَنَتْ
يَدُهُ عَلَيَّ وَلائِمٌ لا يَعْذِرُ

لَمْ يَدْرِ مَنْ كَحَلَ الْكَرَى أَجْفَانَهُ
مَاذَا يُكَابِدُ فِي الْهَوَى مَنْ يَسْهَرُ

يَا غَافِلاً عَنِّي وَبَيْنَ جَوانِحِي
لَهَبٌ يَكَادُ لَهُ الْحَشَا يَتَفَطَّرُ

دَعْنِي أَبُثكَ بَعْضَ مَا أَنَا وَاجِدٌ
وَاحْكُمْ بِمَا تَهْوَى فَأَنْتَ مُخَيَّرُ

فَلَو اطَّلَعْتَ عَلَى تَبَارِيحِ الْجَوَى
لَعَلِمْتَ أَيُّ دَمٍ بِحُبِّكَ يُهْدَرُ


محمود سامي البارودي

الحمدان
09-14-2022, 08:52 AM
لَقَد شَقيتُ شَقاءً لا اِنقِطاعَ لَهُ
إِن لَم أَفُز فَوزَةً تُنجي مِنَ النارِ

وَالنارُ لَم يَنجُ مِن رَوعاتِها أَحَدٌ
إِلّا المُنيبُ بِقَلبِ المُخلِصِ الشاري

أَوِ الَّذي سَبَقَت مِن قَبلِ مَولِدِهِ
لَهُ السَعادَةُ مِن خَلّاقِها الباري


الطرماح

الحمدان
09-14-2022, 08:53 AM
لَولا فَوارِسُ مَذحِجِ اِبنَةِ مَذحِجٍ
وَالأَزدِ زُعزِعَ وَاِستُبيحَ العَسكَرُ

وَتَقَطَّعَت بِهِمُ البِلادُ وَلَم يَؤُب
مِنهُم إِلى أَهلِ العِراقِ مُخَبِّرُ

وَاِستَطلَقَت عُقَدُ الجَماعَةِ وَاِزدُري
أَمرُ الخَليفَةِ وَاِستُحِلَّ المُنكَرُ

قَومٌ هُمُ قَتَلوا قُتَيبَةَ عَنوَةً
وَالخَيلُ جانِحَةٌ عَلَيها العِثيَرُ

بِالمَرجِ مَرجِ الصينِ حَيثُ تَبَيَّنَت
مُضَرُ العِراقِ مَن الأَعَزُّ الأَكثَرُ

إِذ حالَقَت جَزَعاً رَبيعَةَ كُلَّها
فَتَفَرَّقَت مُضَرٌ وَمَن يَتَمَضَّرُ

وَتَناقَلَت أَزدُ العِراقِ وَمَذحِجٌ
لِلمَوتِ يَجمَعُها أَبوها الأَكبَرُ

مِن مَذحجٍ وَالأَزدِ حينَ تَجمَّعَت
لِلحَربِ زَمزَمَةٌ تَغِطُّ وَتَهدِرُ

كَفَتِ الَّذينَ تَغَيَّبوا مِن قَومِهِم
مَن كانَ يُعرَفُ مِنهُمُ أَو يُنكَرُ

وَالأَزدُ تَعلَمُ أَنَّ تَحتَ لِوائِها
مُلكاً قُراسِيَةً وَمَوتٌ أَحمَرُ

وَالأَزدُ تَعلَمُ ما يقال ضُحى غَدٍ
تَحتَ اللِواءِ فَتَستَحِدُّ وَتَصبِرُ

قَحطانُ تَضرِبُ رَأسَ كُلِّ مُتَوَّجٍ
وَعَلى بَصائِرِها وَإِذ لا تُبصِرُ

في عِزِّنا اِنتَصَرَ النَبِيُّ مُحَمَّدٌ
وَبِنا تَثَبَّتَ في دِمَشقَ المِنبَرُ



الطرماح .. العصر الاموي

الحمدان
09-14-2022, 11:47 AM
لقد زادني حبًّا لنفسيَ أنّني
بغيضٌ إلى كلّ امرىءٍ غيرِ طائلِ

إذا ما رآني قطّعَ الطرفَ بينهُ
وبينيَ فعلَ العارفِ المتجاهلِ

ملأتُ عليه الأرضَ حتى كأنّها
من الضيق في عينيه كفّةُ حابلِ

وأنّي شقيٌّ باللّئامِ ولا ترى
شقيًّا بهم إلّا كريمَ الشمائلِ


الطرماح

الحمدان
09-15-2022, 12:16 AM
قال مالك بن دينار رحمه الله :
أتيت المقابر يوما لأنظر في
الموت وأعتبر وأتفكر فيها
وأنزجر فأنشدت أقول:

أتيت المقابر ناديتها
فأين المعظم والمفتخر

وأين المدل بسلطانه
وأين العزيز إذا ما قدر ؟؟؟

وأين الملبي إذا ما دعا
وأين المزكي إذا حضر؟؟؟


فقال وإذا بصوت يجيبني :


تفانوا جميعاً فلا مخبر
وماتوا جميعاً وهذا الخبر

تروح وتغدو بنات الثرى
وتمحوا محاسن تلك الصدور

لقد قلد القوم أعمالهم
فأما نعيم وإما سقر

وصاروا إلى ملك قادر
عزيز مطاع إذا ما أمر

فيا سائلي عن أناس مضوا
أمالك فيمن مضى معتبر

الحمدان
09-15-2022, 12:17 AM
إِذَا أَنْتَ لَمْ تَرْحَلْ بِزَادٍ مِنَ التُّقَى
وَلاقَيْتَ بَعْدَ الْمَوْتِ مَنْ قَدْ تَزَوَّدَا

نَدِمْتَ عَلَى أَلاَّ تَكُونَ كَمِثْلِهِ
وَأَنَّكَ لَمْ تَرْصُدْ كَمَا كَانَ أَرْصَدَا


َََ

الحمدان
09-15-2022, 12:18 AM
تَزَوَّدْ مِنْ مَعَاشِكَ لِلْمَعَادِ
وَقُمْ للهِ وَاعْمَلْ خَيْرَ زَادِ


وَلا تَجْمَعْ مِنَ الدُّنْيَا كَثِيرًا
فَإِنَّ المَالَ يُجْمَعُ لِلنَّفَادِ


أَتَرْضَى أَنْ تَكُونَ رَفِيقَ قَوْمٍ
لَهُمْ زَادٌ وَأَنْتَ بِغَيْرِ زَادِ؟!

الحمدان
09-15-2022, 12:18 AM
سَتَنْقُلُكَ المَنَايَا عَنْ دِيَارِكْ
وَيُبْدِلُكَ الرَّدَى دَارًا بِدَارِكْ


وَتَتْرُكُ مَا عُنِيتَ بِهِ زَمَانًا ï؟¼
وَتُنْقَلُ مِنْ غِنَاكَ إِلَى افْتِقَارِكْ


فَدُودُ القَبْرِ فِي عَيْنَيْكَ يَرْعَى
وَتَرْعَى عَيْنَ غَيْرِكَ فِي دِيَارِكْ

الحمدان
09-15-2022, 12:19 AM
انْظُرْ إِلَيَّ بِعَقْلِكَ
أَنَا المُعَدُّ لِحَمْلِكَ


أَنَا سَرِيرُ المَنَايَا
كَمْ سَارَ مِثْلِي بِمِثْلِكَ

الحمدان
09-15-2022, 12:20 AM
إِذَا الرِّجَالُ وَلَدَتْ أَوْلادَهَا
وَبَلِيَتْ مِنْ كِبَرٍ أَجْسَادُهَا


وَجُعِلَتْ أَسْقَامُهَا تَعْتَادُهَا
تِلْكَ زُرُوعٌ قَدْ دَنَا حَصَادُهَا

الحمدان
09-15-2022, 12:21 AM
وَلَوْ أَنَّا إذَا مِتْنَا تُرِكْنَا
لَكَانَ الْمَوْتُ رَاحَةَ كُلِّ حَيِّ


وَلَكِنَّا إذَا مِتْنَا بُعِثْنَا
وَنُسْأَلُ بَعْدَ ذَا عَنْ كُلِّ شَيِّ

الحمدان
09-15-2022, 12:22 AM
مَنْ كَانَ حِينَ تُصِيبُ الشَّمْسُ جَبْهَتَهُ
أَوِ الغُبَارُ يَخَافُ الشَّيْنَ وَالشَّعَثَا


وَيَأْلَفُ الظِّلَّ كَيْ تَبْقَى بَشَاشَتُهُ
فَسَوْفَ يَسْكُنُ يَوْمًا رَاغِمًا جَدَثَا


فِي ظِلِّ مُقْفِرَةٍ غَبْرَاءَ مُظْلِمَةٍ
يُطِيلُ تَحْتَ الثَّرَى فِي غُمَّةِ اللَّبَثَا


تَجَهَّزِي بِجَهَازٍ تَبْلُغِينَ بِهِ
يَا نَفْسُ قَبْلَ الرَّدَى لَمْ تُخْلَقِي عَبَثَا

الحمدان
09-15-2022, 04:19 AM
‏وَلا خَيرَ في خَيرٍ تَرى الشَرَّ دونَهُ
وَلا قائِلٍ يَأتيكَ بَعدَ التَلَدُّدِ

لَعَمرُكَ ما الأَيامُ إِلّا مُعارَةٌ
فَما اِسطَعتَ مِن مَعروفِها فَتَزَوَّدِ


طرفة بن العبد

الحمدان
09-16-2022, 02:04 AM
وإذا بغى باغٍ عليك بجهله

فاقتلْه بالمعروف لا بالمنكرِ

أحسِنْ إليه إذا أساء فأنتما

من ذي الجزاء بمَسْمَع وبمنظرِ

ابن الرومي

الحمدان
09-16-2022, 02:10 AM
‏وكن في الطريقِ عفيفَ الخُطا
شريفَ السَّماعِ كريمَ النظر

وخذْ لكَ زادينِ من سيرة
ومن عملٍ صالحٍ يُدَّخَرْ

وكن رجلًا إن أتوا بعده
يقولون مرَّ وهذا الأثرْ

أحمد شوقي

الحمدان
09-16-2022, 03:21 AM
طَيبَةٌ طابَت وَهاتيكَ الجِهاتُ
شَمِلتَها بِالنَبِيِّ البَرَكاتُ

فَاعِلاتُن فاعِلاتُن فاعِلاتُ
رَمَلاً سارَت إِلَيها اليَعمُلاتُ


يوسف النبهاني.. فلسطين

الحمدان
09-16-2022, 09:48 PM
مراض ٌنحن ليس لنا طبيـب
ومهجورٌ ولـيس لنـا حبـيب

وداء الـحـب لـيـس لـه دواء
ولـو كان المـسيح له طبـيب

سألت أحبتي ما كان ذنبي
أجـابـوني وأحـشـائي تـذوب

إذا كان المحب قـليل حظ
ويرمي بالـسهام ولا يصيب

وإن يرميه احساناًًً وفضلا
فـمـا حــسـنـاتـه إلا ذنـــوب

فـواعطشاً وهذا الماء جار
ويا شوقاً ومن اهوى قريب

وكم في الناس من حسن ولكن
الذ العيـش ما تهوى القلـوب

ألذ العيش كهكهة الغـواني
ومـحـبوباً يعـانقـه حــبــــيب

لم يا قلب توعـدني مرارا
بأنـك عـن هـوى ليلى تـــتـوب

أجاب ونحن في ارض حرام
بـها لله أخـلــصـت الـــقـــلوب

أتوب اليك يا رحمان مما
جـنـيـت فـقـد تـكاثــرت الـذنوب

و أما عن هوى ليلى وتركي
زيارتــها فـــأني لا أتــــــــوب


....

الحمدان
09-17-2022, 02:06 AM
سلي بعدكِ الواشينَ هل ذاعَ لي سرُّ
وإن كانَ أضناني بتبريحهِ الهجرُ

على أنني كاتمتُ صدري ما بهِ
وفي كبدسي ما ليسَ يعلمهُ الصدرُ

حفظتكِ لا أني ارجي من الهوى
وفاءٌ ولكن ليسَ من شيمي الغدرُ

إذا هجعتْ عيناكِ جافاني الكرى
وباتتْ تناجيني الخواطرُ والفكرُ

أقاتلتي ظلماً لي الصبرُ والرضا
وإن كانَ قلبي ليسَ يحلو لي الصبرُ

إذا كانَ ذنبي أنني لكِ عاشقٌ
فمنكِ إليكِ العذرُ لو يشفعُ العذرُ

لكِ النهيُ إلا عن هواكِ وللهوى
بلحظكِ في ألبابنا النهيُ والأمرُ

وقد ذقتُ من حلوِ الزمانِ ومرِّهِ
فلا الحلو أنساني هواكِ ولا المرُّ

ويا رحمَ اللهُ الليالي التي مضتْ
ليالي كنا والزمانُ بنا نضرُ

وكانَ حماماتُ اللواحظِ بيننا
تروحُ وتعدو والقلوبُ لها وكرُ

الا ربَّ ليلٍ أسفرتْ تحتَ جنحهِ
فما شكَّ أهلُ الحيِّ أن طلعَ البدرُ

وقالتْ عذيري منكَ أمسيتَ غادراً
فقلتُ معاذَ اللهِ أن يغدرَ الحرُّ

فقالتْ فما للفجرِ تشكو لهُ الهوى
فقلتُ وهل ليلُ المحبِّ لهُ فجرُ

فقالتْ نسيتَ العهدَ قلتُ وهل سوى
غرامكَ خصمي يومَ يجمعنا الحشرُ

فقامتْ على كبرٍ تقولُ قتلتهُ
كأن لم تكنْ تدري أو عندها خبرُ

ومثلي فتى الدنيا الذي إن مشوا بهِ
إلى القبرِ يطوي مآثرهُ القبرُ


الرافعي

الحمدان
09-17-2022, 02:07 AM
أراكَ تنظرُ للغزلانِ شاردةً
ولا يردُ شبا عينيكَ عينانِ

ما دمتَ تهوى حبيباً فالفؤادُ لهُ
وليسَ ينزلُ في قلبٍ حبيبانِ



الرافعي

الحمدان
09-17-2022, 02:07 AM
نزعَ القلبُ بي فسرتُ رويداً
فإذا من أحبهُ في طريقي

يتجنى كأنَّ قاضي الجنايا
تِ نصيرٌ لقدهِ الممشوقِ

ورآني بذلةِ العاشقِ الصبِّ
فصدتهُ عزةُ المعشوقِ


الرافعي

الحمدان
09-17-2022, 02:07 AM
أنتَ غرستَ الحبَّ في اضلعي
فكيفَ لا أسقيهِ من أدمعي

لو شئتَ يا حلوَ اللمى لم تبتْ
غلةَ هذا القلبِ لم تنقعِ

ولم أبتْ ليلةَ جافيتني
من مضجعٍ جافٍ إلى مضجعِ

إذا دعاني السهدُ لبيتهُ
وإن دعوتُ النومَ لم يسمعِ

أسألُ ليليَ ما لهُ لم يغبْ
وما لنجمِ الصبحِ لم يطلعِ

وأحسبُ الطيرَ إذا رجعتْ
حنتْ لمن أهوى فناحتْ


الرافعي

الحمدان
09-17-2022, 05:54 PM
أَتَتْني عَنْكُمُ الأنباءُ تَتَرى
فإنْ صحَّتْ فقد عَظُمَ البلاءُ

أَحَقّاً أنكم بِتْمُ جياعاً
ولوْلاكمْ لما عُرِفَ السَّخاء

وأَنّكُمُ حِيَالَ (القَبْرِ) صَرْعى
أَنِيُنكمُ يَغَصُّ به الفَضاء

تَفيضُ دموعُكم مِلْءَ المآقِي ...
فَيُمْسِكها التَّصَوُّنُ والإباء

فإِنْ نَاحَتْ صِغَارُكُمْ بَكَيْتُمْ ...
لهَمْ من رحمةٍ وبَكى النِّساء.

ولَوْ كُنْتُمْ(لموسى)أو(لعيسى)
من الأتباع عَمَّكُمُ الرَّخاء

وَأَمْسَيْتُمْ وَقَفْرُكُمُ ظِلاَلٌ
وأشجارٌ وأزهارٌ وماء

وكانَ لكم (بأمريكا) حُبُوسٌ
وَوَافاكم من (الغَرْب) الحِبَاء

ولكن ضِعْتُمُ ما بَيْنَ قومٍ
أَشِحَّاء، وَإِنَّ الشُّحَّ داء

خَبرْتُ المسلمين،فمَا نَدَاهُمْ
سِوى الألفاظِ يَذْرُوها الهواء

يَفوقون الحصى والرَّمْلُ عَدّاً
وهُمْ - إِنْ نَابَتَ البلوى - غُثاَء.

أَيَفْنَى جيِرَةُ الْحَرَمَيْن فقراً
ونَحنُ بمصرَ يُفْنِينَا الثَّرَاء؟.

وهم مِلْحُ الأنَام وآل (طَهَ)
عليهم تحسُد الأرضَ السَّماء

أجيِرانَ(الرسول)دَمي وَرُوحِي
فِدَاؤُكُمُ، وإنْ قَلَّ الفِداَء !.

شَجَانِي خَطْبكُمُ فبكىَ قَرِيِضي
عليكم، والقريضُ له بُكاء.

وَلَوْ حِيزَتْ لِيَ الدّنيا جَمِيعاً
لُجَدْتُ بها وفي وجهي الحَياء.

وكنْتُ كفيْتُكم جَدْوَى أُنادي
إِذَا نُودُوا أَصَمَّهُمُ النِّداَء

وكان لكم - وَلاَ مَنَّ عليكم
ثوابُ الله - وَمَنٌ - والجَزَاء

ولكنْ حَسْبُكم-والمالُ يَفْنَى
دُعَائي، رَّبما نَفَعَ الدّعاء



للشاعر المصري علي الجندي

الحمدان
09-17-2022, 05:54 PM
أَتَتْني عَنْكُمُ الأنباءُ تَتَرى
فإنْ صحَّتْ فقد عَظُمَ البلاءُ

أَحَقّاً أنكم بِتْمُ جياعاً
ولوْلاكمْ لما عُرِفَ السَّخاء

وأَنّكُمُ حِيَالَ (القَبْرِ) صَرْعى
أَنِيُنكمُ يَغَصُّ به الفَضاء

تَفيضُ دموعُكم مِلْءَ المآقِي ...
فَيُمْسِكها التَّصَوُّنُ والإباء

فإِنْ نَاحَتْ صِغَارُكُمْ بَكَيْتُمْ ...
لهَمْ من رحمةٍ وبَكى النِّساء.

ولَوْ كُنْتُمْ(لموسى)أو(لعيسى)
من الأتباع عَمَّكُمُ الرَّخاء

وَأَمْسَيْتُمْ وَقَفْرُكُمُ ظِلاَلٌ
وأشجارٌ وأزهارٌ وماء

وكانَ لكم (بأمريكا) حُبُوسٌ
وَوَافاكم من (الغَرْب) الحِبَاء

ولكن ضِعْتُمُ ما بَيْنَ قومٍ
أَشِحَّاء، وَإِنَّ الشُّحَّ داء

خَبرْتُ المسلمين،فمَا نَدَاهُمْ
سِوى الألفاظِ يَذْرُوها الهواء

يَفوقون الحصى والرَّمْلُ عَدّاً
وهُمْ - إِنْ نَابَتَ البلوى - غُثاَء.

أَيَفْنَى جيِرَةُ الْحَرَمَيْن فقراً
ونَحنُ بمصرَ يُفْنِينَا الثَّرَاء؟.

وهم مِلْحُ الأنَام وآل (طَهَ)
عليهم تحسُد الأرضَ السَّماء

أجيِرانَ(الرسول)دَمي وَرُوحِي
فِدَاؤُكُمُ، وإنْ قَلَّ الفِداَء !.

شَجَانِي خَطْبكُمُ فبكىَ قَرِيِضي
عليكم، والقريضُ له بُكاء.

وَلَوْ حِيزَتْ لِيَ الدّنيا جَمِيعاً
لُجَدْتُ بها وفي وجهي الحَياء.

وكنْتُ كفيْتُكم جَدْوَى أُنادي
إِذَا نُودُوا أَصَمَّهُمُ النِّداَء

وكان لكم - وَلاَ مَنَّ عليكم
ثوابُ الله - وَمَنٌ - والجَزَاء

ولكنْ حَسْبُكم-والمالُ يَفْنَى
دُعَائي، رَّبما نَفَعَ الدّعاء



للشاعر المصري علي الجندي

الحمدان
09-18-2022, 04:22 AM
وما أنا إلّا عاشقٌ كلُّ عاشقٍ
أعَقُّ خَلِيلَيهِ الصَّفِيَّينِ لائمُهْ

وقد يَتَزَيّا بالهوى غيرُ أهلِهِ
ويَستَصحِبُ الإنسانُ مَن لا يُلائمُهْ

بَلِيتُ بلَى الأطلالِ إن لم أقِف بها
وُقوفَ شَحيحٍ ضاعَ في التُّربِ خَاتمُهْ


المتنبي

الحمدان
09-18-2022, 11:17 PM
قال عمرُ بْنُ عبدِ العزيزِ -رحمَهُ اللهُ- لمّا لامَهُ البعضُ على كرمِه:


مالي عليَّ حرامٌ إن بخِلتُ بهِ
وصاحبُ البُخلِ بينَ الناسِ مَذمومُ

مالي أشحُّ بمالٍ لستُ أملِكُهُ
والمالُ بعدي إذا ما متُّ مَقسومُ

لا باركَ اللهُ في مالٍ أُخَلِّفُهُ
للوارثِينَ وعِرضي فيهِ مَشتومُ

الحمدان
09-20-2022, 08:47 PM
أيا رفيقةَ دربي!.. لو لديّ سوى
عمري..
لقلتُ: فدى عينيكِ أعماري

أحببتني.. وشبابي في فتوّتهِ
وما تغيّرتِ.. والأوجاعُ سُمّاري

منحتني من كنوز الحُبّ. أَنفَسها
وكنتُ لولا نداكِ الجائعَ العاري

ماذا أقولُ؟ وددتُ البحرَ قافيتي
والغيم محبرتي.. والأفقَ أشعاري

إنْ ساءلوكِ فقولي: كان iiيعشقني
بكلِّ ما فيهِ من عُنفٍ.. وإصرار

وكان يأوي إلى قلبي.. ويسكنه
وكان يحمل في أضلاعهِ داري

وإنْ مضيتُ.. فقولي: لم يكن بَطَلاً
لكنه لم يقبّل جبهةَ العارِ


غازي القصيبي

الحمدان
09-20-2022, 08:48 PM
يا عالم الغيبِ! ذنبي أنتَ تعرفُه
وأنت تعلمُ إعلاني.. وإسراري

وأنتَ أدرى بإيمانٍ مننتَ به
علي.. ما خدشته كل أوزاري

أحببتُ لقياكَ.. حسن الظن يشفع لي
أيرتُجَى العفو إلاّ عند غفَّارِ؟


غازي القصيبي

الحمدان
09-21-2022, 04:04 AM
يُساءُ فهمُك بين الناسِ أحيانا
فيخلقون لك الأوصافَ ألوانا

فقد تكونُ ملاكاً عندَ بعضِهِمُ
وقد تكونُ بعينِ البعضِ شيطانا

فلا يغرُّكَ مدحٌ لو أتوكَ به
ولا يضرُّك ذمٌّ كيفما كانا

لا يعرفُ النفسَ شخصٌ مثلُ صاحبِها
فكُنْ لنفسِك في التقييمِ ميزانا

الحمدان
09-21-2022, 11:30 PM
‏تَفْنَى اللَّذَاذَةُ مِمَّنْ نَالَ صَفْوَتَهَا ..
مِنَ الْحَرَامِ وَيَبْقَى الْخِزْيُ وَالْعَارُ

تَبْقَى عَوَاقِبُ سُوءٍ فِي مَغَبَّتِهَا ..
لَا خَيْرَ فِي لَذَّةٍ مِنْ بَعْدِهَا النَّارُ!

الحمدان
09-21-2022, 11:31 PM
وإن ضاقَتْ عَليكَ الأرضُ يَومَاً
وَبتَّ تئنُّ من دنياكَ قَهـرَا

ف رَبُّ الكَونِ ما أبكاكَ إلاَّ
لتعلم أنَّ بعدَ العُسر يُسرا

الحمدان
09-21-2022, 11:32 PM
‏"وكن في الطريقِ عفيفَ الخُطا
شريفَ السَّماعِ كريمَ النظر

وخذْ لكَ زادينِ من سيرة
ومن عملٍ صالحٍ يُدَّخَرْ

وكن رجلًا إن أتوا بعده
يقولون مرَّ وهذا الأثرْ"

أحمد شوقي

الحمدان
09-22-2022, 01:34 AM
حَبَسَ اللِسانَ وَأَطلَقَ الدَمعا
ناعٍ أَصَمَّ بِنَعيِكَ السَمعا

لَكَ مِنَّةٌ قَد طَوَّقَت عُنُقي
ما إِن أُريدُ لِطَوقِها نَزعا

ماتَ الإِمامُ وَكانَ لي كَنَفاً
وَقَضَيتَ أَنتَ وَكُنتَ لي دِرعا

فَليَشمَتِ الحُسّادُ في رَجُلٍ
أَمسَت مُناهُ وَأَصبَحَت صَرعى

وَلتَحمِلِ الأَيّامُ حَملَتَها
غاضَ المَعينُ وَأَجدَبَ المَرعى

إِنّى أَرى مِن بَعدِهِ شَلَلاً
بِيَدِ العُلا وَبِأَنفِها جَدعا

وَأَرى النَدى مُستَوحِشاً قَلِقاً
وَأَرى المُروءَةَ أَقفَرَت رَبعا

قَد كانَ في الدُنيا أَبو حَسَنٍ
يولي الجَميلَ وَيُحسِنُ الصُنعا

إِن جاءَ ذو جاهٍ بِمَحمَدَةٍ
وَتراً شَآهُ بِمِثلِها شَفعا

فَإِذا نَظَرتَ إِلى أَنامِلِهِ
تَندى حَسِبتَ بِكَفِّهِ نَبعا

سَلني فَإِنّي مِن صَنائِعِهِ
وَسَلِ المَعارِفَ كَم جَنَت نَفعا

قَد أَخصَبَت أُمُّ اللُغاتِ بِهِ
خِصباً أَدَرَّ لِأَهلِها الضَرعا

تَاللَهِ لَولا أَن يُقالَ أَتى
بِدعاً لَطُفتُ بِقَبرِهِ سَبعا

قَد ضِقتُ ذَرعاً بِالحَياةِ وَمَن
يَفقِد أَحِبَّتَهُ يَضِق ذَرعا

وَغَدَوتُ في بَلَدٍ تَكَنَّفَني
فيهِ الشُرورُ وَلا أَرى دَفعا

كَم مِن صَديقٍ لي يُحاسِنُني
وَكَأَنَّ تَحتَ ثِيابِهِ أَفعى

يَسعى فَيُخفي لينُ مَلمَسِهِ
عَنّي مَسارِبَ حَيَّةٍ تَسعى

كَم حاوَلَت هَدمي مَعاوِلُهُم
وَأَبى الإِلَهُ فَزادَني رَفعا

أَصبَحتُ فَرداً لا يُناصِرُني
غَيرُ البَيانِ وَأَصبَحوا جَمعا

وَمُناهُمُ أَن يَحطِموا بِيَدي
قَلَماً أَثارَ عَلَيهِمُ النَقعا

وَلَرُبَّ حُرٍّ عابَهُ نَفَرٌ
لا يَصلُحونَ لِنَعلِهِ شِسعا

مَن ذا يُواسيني وَيَكلَأُني
في هَذِهِ الدُنيا وَمَن يَرعى

لا جاهَ يَحميني وَلا مَدَدٌ
عَنّي يَرُدُّ الكَيدَ وَالقَذَعا

بِكَ كُنتُ أَدفَعُ كُلَّ عادِيَةٍ
وَأُجيبُ في الجُلّى إِذا أُدعى

وَأُقيلُ عَثرَةَ كُلِّ مُبتَئِسٍ
وَأَفي الحُقوقَ وَأُنجِحُ المَسعى

حَتّى نَعى الناعي أَبا حَسَنٍ
فَوَدَدتُ لَو كُنتُ الَّذي يُنعى

غيظُ العِداةُ فَحاوَلوا سَفَهاً
مِنهُم لِحَبلِ وِدادِنا قَطعا

راموا لَهُ بَتّاً وَقَد حَمَلوا
ظُلماً فَكانَ لِوَصلِهِ أَدعى

يا دَوحَةً لِلبَرِّ قَد نَشَرَت
في كُلِّ صالِحَةٍ لَها فَرعا

وَمَنارَةً لِلفَضلِ قَد رُفِعَت
فَوقَ الكَنانَةِ نورُها شَعّا

وَمَثابَةً لِلرِزقِ أَحمَدُها
ما رَدَّ مِسكيناً وَلا دَعّا

إِنّي رَثَيتُكَ وَالأَسى جَلَلٌ
وَالحُزنُ يَصدَعُ مُهجَتي صَدعا

لا غَروَ إِن قَصَّرتُ فيكَ فَقَد
جَلَّ المُصابُ وَجاوَزَ الوُسعا

سَأَفيكَ حَقَّك في الرِثاءِ كَما
تَرضى إِذا لَم تُقدَرِ الرُجعى


حافظ ابراهيم

الحمدان
09-22-2022, 02:21 AM
‏متفائلٌ ملأ اليقينَ سعادةً ..
وغدا علىظ° نِعم الحياةِ وراحا

ما أطفأتْ منه الهمومُ إرادةً ..
إلا وأشعلَ بالرضا مصباحا

الحمدان
09-22-2022, 02:31 AM
فليتك تحلو والحياة مريرة**
وليتك ترضى والأنام غضاب

وليت الذي بيني وبينك عامر
وبيني وبين العالمين خراب

إذا صح منك الود فالكل هين
وكل الذي فوق التراب تراب.

الحمدان
09-22-2022, 02:33 AM
وما دمت أرضى باليسير فأنني
غني لغير الله ماكنت أخضع
.
وربي قد آتاني الصبر والغنى
عن الناس في هذا لي العز أجمع

ووجهي من ذل التبذل مقفر
مقل ومن عز القناعة موسع

الحمدان
09-22-2022, 02:33 AM
إن القراءة للنفوس حياتها
كالجدب يخصب من فرات الماء

فاقرأ كتابك إن أردت مكانة
فالمجد يحني الرأس للقراء

الحمدان
09-23-2022, 12:59 AM
عدد الابيات : 54
أَراكَ عَصِيَّ الدَمعِ شيمَتُكَ الصَبرُ
أَما لِلهَوى نَهيٌ عَلَيكَ وَلا أَمرُ

بَلى أَنا مُشتاقٌ وَعِندِيَ لَوعَةٌ
وَلَكِنَّ مِثلي لايُذاعُ لَهُ سِرُّ

إِذا اللَيلُ أَضواني بَسَطتُ يَدَ الهَوى
وَأَذلَلتُ دَمعاً مِن خَلائِقِهِ الكِبرُ

تَكادُ تُضيءُ النارُ بَينَ جَوانِحي
إِذا هِيَ أَذكَتها الصَبابَةُ وَالفِكرُ

مُعَلِّلَتي بِالوَصلِ وَالمَوتُ دونَهُ
إِذا مِتَّ ظَمآناً فَلا نَزَلَ القَطرُ

حَفِظتُ وَضَيَّعتِ المَوَدَّةَ بَينَنا
وَأَحسَنَ مِن بَعضِ الوَفاءِ لَكِ العُذرُ

وَما هَذِهِ الأَيّامُ إِلّا صَحائِفٌ
لِأَحرُفِها مِن كَفِّ كاتِبِها بَشرُ

بِنَفسي مِنَ الغادينَ في الحَيِّ غادَةً
هَوايَ لَها ذَنبٌ وَبَهجَتُها عُذرُ

تَروغُ إِلى الواشينَ فِيَّ وَإِنَّ لي
لَأُذناً بِها عَن كُلِّ واشِيَةٍ وَقرُ

بَدَوتُ وَأَهلي حاضِرونَ لِأَنَّني
أَرى أَنَّ داراً لَستِ مِن أَهلِها قَفرُ

وَحارَبتُ قَومي في هَواكِ وَإِنَّهُم
وَإِيّايَ لَولا حُبَّكِ الماءُ وَالخَمرُ

فَإِن يَكُ ماقالَ الوُشاةُ وَلَم يَكُن
فَقَد يَهدِمُ الإيمانُ ماشَيَّدَ الكُفرُ

وَفَيتُ وَفي بَعضِ الوَفاءِ مَذَلَّةٌ
لِإِنسانَةٍ في الحَيِّ شيمَتُها الغَدرُ

وَقورٌ وَرَيعانُ الصِبا يَستَفِزُّها
فَتَأرَنُ أَحياناً كَما أَرِنَ المُهرُ

تُسائِلُني مَن أَنتَ وَهيَ عَليمَةٌ
وَهَل بِفَتىً مِثلي عَلى حالِهِ نُكرُ

فَقُلتُ كَما شاءَت وَشاءَ لَها الهَوى
قَتيلُكِ قالَت أَيَّهُم فَهُمُ كُثرُ

فَقُلتُ لَها لَو شِئتِ لَم تَتَعَنَّتي
وَلَم تَسأَلي عَنّي وَعِندَكِ بي خُبرُ

فَقالَت لَقَد أَزرى بِكَ الدَهرُ بَعدَنا
فَقُلتُ مَعاذَ اللَهِ بَل أَنتِ لا الدَهرُ

وَما كانَ لِلأَحزانِ لَولاكِ مَسلَكٌ
إِلى القَلبِ لَكِنَّ الهَوى لِلبِلى جِسرُ

وَتَهلِكُ بَينَ الهَزلِ وَالجَدِّ مُهجَةٌ
إِذا ماعَداها البَينُ عَذَّبَها الهَجرُ

فَأَيقَنتُ أَن لاعِزَّ بَعدي لِعاشِقٍ
وَأَنَّ يَدي مِمّا عَلِقتُ بِهِ صِفرُ

وَقَلَّبتُ أَمري لا أَرى لِيَ راحَةً
إِذا البَينُ أَنساني أَلَحَّ بِيَ الهَجرُ

فَعُدتُ إِلى حُكمِ الزَمانِ وَحُكمِها
لَها الذَنبُ لاتُجزى بِهِ وَلِيَ العُذرُ

كَأَنّي أُنادي دونَ مَيثاءَ ظَبيَةً
عَلى شَرَفٍ ظَمياءَ جَلَّلَها الذُعرُ

تَجَفَّلُ حيناً ثُمَّ تَرنو كَأَنَّها
تُنادي طَلاً بِالوادِ أَعجَزَهُ الخُضرُ

فَلا تُنكِريني يا اِبنَةَ العَمِّ إِنَّهُ
لِيَعرِفُ مَن أَنكَرتِهِ البَدوُ وَالحَضرُ

وَلا تُنكِريني إِنَّني غَيرُ مُنكِرٍ
إِذا زَلَّتِ الأَقدامُ وَاِستُنزِلَ النَصرُ

وَإِنّي لَجَرّارٌ لِكُلِّ كَتيبَةٍ
مُعَوَّدَةٍ أَن لايُخِلَّ بِها النَصرُ

وَإِنّي لَنَزّالٌ بِكُلِّ مَخوفَةٍ
كَثيرٌ إِلى نُزّالِها النَظَرُ الشَزرُ

فَأَظمَأُ حَتّى تَرتَوي البيضُ وَالقَنا
وَأَسغَبُ حَتّى يَشبَعَ الذِئبُ وَالنَسرُ

وَلا أُصبِحُ الحَيَّ الخَلوفَ بِغارَةٍ
وَلا الجَيشَ مالَم تَأتِهِ قَبلِيَ النُذرُ

وَيارُبَّ دارٍ لَم تَخَفني مَنيعَةٍ
طَلَعتُ عَلَيها بِالرَدى أَنا وَالفَجرُ

وَحَيٍّ رَدَدتُ الخَيلَ حَتّى مَلَكتُهُ
هَزيماً وَرَدَّتني البَراقِعُ وَالخُمرُ

وَساحِبَةِ الأَذيالِ نَحوي لَقيتُها
فَلَم يَلقَها جافي اللِقاءِ وَلا وَعرُ

وَهَبتُ لَها ما حازَهُ الجَيشُ كُلَّهُ
وَرُحتُ وَلَم يُكشَف لِأَبياتِها سِترُ

وَلا راحَ يُطغيني بِأَثوابِهِ الغِنى
وَلا باتَ يَثنيني عَنِ الكَرَمِ الفَقرُ

وَما حاجَتي بِالمالِ أَبغي وُفورَهُ
إِذا لَم أَفِر عِرضي فَلا وَفَرَ الوَفرُ

أَسِرتُ وَما صَحبي بِعُزلٍ لَدى الوَغى
وَلا فَرَسي مُهرٌ وَلا رَبُّهُ غَمرُ

وَلَكِن إِذا حُمَّ القَضاءُ عَلى اِمرِئٍ
فَلَيسَ لَهُ بَرٌّ يَقيهِ وَلا بَحرُ

وَقالَ أُصَيحابي الفِرارُ أَوِ الرَدى
فَقُلتُ هُما أَمرانِ أَحلاهُما مُرُّ

وَلَكِنَّني أَمضي لِما لايُعيبُني
وَحَسبُكَ مِن أَمرَينِ خَيرَهُما الأَسرُ

يَقولونَ لي بِعتَ السَلامَةَ بِالرَدى
فَقُلتُ أَما وَاللَهِ مانالَني خُسرُ

وَهَل يَتَجافى عَنِّيَ المَوتُ ساعَةً
إِذا ماتَجافى عَنِّيَ الأَسرُ وَالضَرُّ

هُوَ المَوتُ فَاِختَر ماعَلا لَكَ ذِكرُهُ
فَلَم يَمُتِ الإِنسانُ ماحَيِيَ الذِكرُ

وَلا خَيرَ في دَفعِ الرَدى بِمَذَلَّةٍ
كَما رَدَّها يَوماً بِسَوءَتِهِ عَمروُ

يَمُنّونَ أَن خَلّوا ثِيابي وَإِنَّما
عَلَيَّ ثِيابٌ مِن دِمائِهِمُ حُمرُ

وَقائِمُ سَيفٍ فيهِمُ اندَقَّ نَصلُهُ
وَأَعقابُ رُمحٍ فيهِمُ حُطَّمُ الصَدرُ

سَيَذكُرُني قَومي إِذا جَدَّ جِدُّهُم
وَفي اللَيلَةِ الظَلماءِ يُفتَقَدُ البَدرُ

فَإِن عِشتُ فَالطَعنُ الَّذي يَعرِفونَهُ
وَتِلكَ القَنا وَالبيضُ وَالضُمَّرُ الشُقرُ

وَإِن مُتُّ فَالإِنسانُ لابُدَّ مَيِّتٌ
وَإِن طالَتِ الأَيّامُ وَاِنفَسَحَ العُمرُ

وَلَو سَدَّ غَيري ماسَدَدتُ اِكتَفوا بِهِ
وَما كانَ يَغلو التِبرُ لَو نَفَقَ الصُفرُ

وَنَحنُ أُناسٌ لا تَوَسُّطَ عِندَنا
لَنا الصَدرُ دونَ العالَمينَ أَوِ القَبرُ

تَهونُ عَلَينا في المَعالي نُفوسُنا
وَمَن خَطَبَ الحَسناءَ لَم يُغلِها المَهرُ

أَعَزُّ بَني الدُنيا وَأَعلى ذَوي العُلا
وَأَكرَمُ مَن فَوقَ التُرابِ وَلا فَخرُ


ابو فراس الحمداني

الحمدان
09-23-2022, 09:59 PM
إذَا خِفْتَ في أمرٍ عَلَيْك صعوبَةً
فَأَصْعِبْ بهِ حَتَّى تَذِلَّ مَراكِبُهْ

وَأَمرٍ على مَكروهِهِ قَدْ رَكبْتُهُ
فَكَانَ بِحَمْدِ اللهِ خَيْرًا عَوَاقِبهْ


الْجَمَّالُ الْعَبْدِيُ

الحمدان
09-24-2022, 12:23 AM
وما دمت أرضى باليسير فأنني
غني لغير الله ماكنت أخضع

وربي آتاني الصبر واعطاني والغنى
عن الناس في هذا لي العز أجمع

ووجهي من ذل التبذل مقفر
مقل ومن عز القناعة موسع

الحمدان
09-24-2022, 12:23 AM
إن القراءة للنفوس حياتها
كالجدب يخصب من فرات الماء

فاقرأ كتابك إن أردت مكانة
فالمجد يحني الرأس للقراء

الحمدان
09-25-2022, 09:39 PM
وَما أَنتَ إِلّا فِتنَةٌ تَغلِبُ الأُسى
تَفعَلُ بِالأَلحاظِ فِعلالمُهَنَّدِ

وَتَوَّجَكَ الرَحمَنُ تاجَ مَلاحَةٍ
وَبَهجَةَ إِشراقٍ بِها الصُبحُ يَهتَدي


ابن سهل الأندلسي

الحمدان
09-25-2022, 09:40 PM
تَاللَهِ لَو عابَهُ الحُسّادُ ما وَجَدوا
عَيباً سِوى أَنَّهُ في خِلقَةِ البَشَرِي

مَن لَهُ حَسَبٌ في المَكرُماتِ سَما
مُقَدَّماً فَوقَ هامِ الأَنجُمِ الزُهُرِ


ابن سهل الاندلسي

الحمدان
09-25-2022, 09:40 PM
تَاللَهِ لَو عابَهُ الحُسّادُ ما وَجَدوا
عَيباً سِوى أَنَّهُ في خِلقَةِ البَشَرِي

مَن لَهُ حَسَبٌ في المَكرُماتِ سَما
مُقَدَّماً فَوقَ هامِ الأَنجُمِ الزُهُرِ


ابن سهل الاندلسي

الحمدان
09-25-2022, 09:41 PM
مَن مُنصِفي مِن سَقيمِ الطَرفِ ذي حورِ
رَكِبتُ بَحرَ الهَوى فيهِ عَلى خَطَرِ

ظَبيٌ لَهُ صورَةٌ في الحُسنِ قَد قُسِمَت
بَينَ الكَثيبِ وَبَينَ الغُصنِ وَالقَمَرِ

آلَت لَواحِظُهُ أَلّا يَعيشَ لَها
قَلبٌ وَلَو أَنَّهُ في قَسوَةِ الحَجَرِ

تَجَمَّعَت فيهِ أَشتاتُ الجَمالِ كَما
لِلمَجدِ فيهِ نَظيماً كُلُّ مُنتَثِرِ

يُضَرِّجُ السَيفَ في يَومِ الهَياجِ كَما
يُدَرِّجُ اللَحظَ في خَدٍّ مِنَ الخَفَرِ

كَرّاتُ عَينَيهِ في الأَعداءِ يَومَ وَغىً
تَنوبُ عَنهُ بِفِعلِ البيضِ وَالسُمُرِ

سُيوفُهُ وَالقَنا في الحَربِ فاتِكَةٌ
كَفَتكِ مُقلَتِهِ في القَلبِ بِالنَظَرِ

وَما آنتَشا كَأَبي العَبّاسِ في زَمَنٍ
وَلا يُرى مِثلُهُ في غابِرِ العُمُرِ

البَأسُ وَالجودُ في كَفَّيهِ قَد جُمِعا
مِثلُ الحَديقَةِ بِالحِّياتِ وَالزَهَرِ

هُوَ الغَمامُ يُرى رَحماً وَصاعِقَةً
فَاِرجُ نَداهُ وَكُن مِنهُ عَلى حَذَرِ

أَما دَرى السَيفُ أَن نيطَت حَمائِلُهُ
مِنهُ عَلى ما اِزدَرى بِالصارِمِ الذِكرِ

تَراهُ في مَوقِفٍ لِلمَوتِ طالَ بِهِ
ذَيلُ المَنِيَةِ وَالأَعمارُ في قِصَرِ

بَينَ الدِما وَصَليلِ الهِندِ تَحسِبُهُ
أَقامَ يَرتاحُ بَينَ الكاسِ وَالوَتَرِ

كَأَنَّ سُمرَ القَنا في كَفِّهِ قُضُبٌ
تَلوحُ مِن فَوقِها الهاماتُ كَالثَمَرِ

فَبَأسُهُ رَوَّعَ العِصيانَ مِنهُ كَما
أَخلاقُهُ خُلِقَت مِن ناضِرِ الزَهَرِ

تَاللَهِ لَو عابَهُ الحُسّادُ ما وَجَدوا
عَيباً سِوى أَنَّهُ في خِلقَةِ البَشَرِ

يا مَن لَهُ حَسَبٌ في المَكرُماتِ سَما
مُقَدَّماً فَوقَ هامِ الأَنجُمِ الزُهُرِ

بَقاءُ غُرِّ المَعالي أَن تَدومَ لَها
فَدُم وَلازِلتَ مَعصوماً مِنَ الغيَرِ


ابن سهل الاندلسي

الحمدان
09-26-2022, 01:16 AM
أستَودِعُ اللهَ فِي بَغدادَ لِي قَمَرًا
بِالكَرخِْ مِن فَلَكِ الأَزرارَ مَطلَعُهُ

وَدَّعتُهُ وَبوُدّي لَو يُوَدِّعُنِي
صَفوَ الحَياةِ وَأَنّي لا أَودعُهُ

ابن زريق البغدادي

الحمدان
09-26-2022, 01:27 AM
أُنَبّيكِ عَن عَيني وَطولِ سُهادِها
وَحَرقَةِ قَلبي بِالجَوى وَاِتِّقادِها

وَأَنَّ الهُمومَ اِعتَدنَ بَعدَكِ مَضجَعي
وَأَنتِ الَّتي وَكَّلتِني بِاِعتِيادِها

خَليلَيَّ إِنّي ذاكِرٌ عَهدَ خُلَّةٍ
تَوَلَّت وَلَم أُذمِم حَميدَ وِدادِها

فَواعَجَباً ما كانَ أَقصَرَ دَهرِها
لَدَيَّ وَأَدنى قُربِها مِن بِعادِها

وَكُنتُ أَرى أَنَّ الرَدى قَبلَ بَينِها
وَأَنَّ اِفتِقادَ العَيشِ قَبلَ اِفتِقادِها

بِنَفسِيَ مَن عادَيتُ مِن أَجلِ فَقدِهِ
بِلادي وَلَولا فَقدُهُ لَم أُعادِها

فَلا سُقِيَت غَيثاً دِمَشقَ وَلا غَدَت
عَليها غَوادي مُزنَةٍ لِعِهادِها

وَقَد سَرَّني أَنَّ الخَليفَةَ جَعفَراً
غَدا زاهِداً في أَهلِها وَبِلادِها

إِمامٌ إِذا أَمضى الأُمورَ تَتابَعَت
عَلى سَنَنٍ مِن قَصدِها وَسَدادِها

وَما غَيَّرَت مِنهُ الخِلافَةُ شيمَةً
وَقَد أَمكَنَتهُ عَنوَةً مِن قِيادِها

وَمازالَتِ الأَعداءُ تَعلَمُ أَنَّهُ
يُجاهِدُها في اللَهِ حَقَّ جِهادِها

وَلَمّا طَغَت في دارِها الرومُ وَاِعتَدَت
سَفاهاً رَماها جَعفَرٌ بِحَصادِها

أَعَدَّ لَها فُرسانَ جَيشٍ عَرَمرَمٍ
عِدادُ حَصى البَطحاءِ دونَ عِدادِها

كَتارِبُ نَصرُ اللَهِ أَمضى سِلاحِهَ
وَعاجِلُ تَقوى اللَهِ أَكثَرُ زادِها

فَلا تَكثِرِ الرومُ التَشَكّى فَإِنَّهُ
يُراوِحُها بِالخَيلِ إِن لَم يُغادِها

وَلَم أَرَ مِثلَ الخَيلِ أَجلى لِغَمرَةٍ
إِذا اِختَلَفَت في كَرِّها وَطِرادِها

بَقيتُ أَميرَ المُؤمِنينَ وَأَنفَدَت
حَياتُكَ عُمرَ الدَهرِ قَبلَ نَفادِها


البحتري

الحمدان
09-26-2022, 05:45 AM
‏إن كنتَ لا ترحم المسكينَ إن عَدِما
ولا الفقيرَ إذا يشكو لك العَدما

فكيف ترجو من الرحمنِ رحمتَه
وإنَّما يرحمُ الرحمنُ من رَحِما



الحمدان
09-26-2022, 05:57 PM
فَلَو كُنتُ وَغلًا في الرِّجَالِ لَضَرَّني
عَـدَاوَةُ ذي الأَصحَـابِ وَالمُتَوَحِّـدِ

وَلَـكِن نَفَـىظ° عَنِّـي الرِّجـالَ جَراءَتي
عَلَيهِم وَإقدَامِي وَصِدقِي وَمَحتِدِي


طرفة بن العبد

الحمدان
09-27-2022, 03:32 AM
وإذا البشائــرُ لـم تـحِن أوقاتُــها
‏فلِـحكمــةٍ عنـد الإلـه تـأخـــرتْ

‏سيسوقُها في حينِــها فصبـرْ لهـا
‏حتى وإن ضاقتْ عليـكَ وأقفــرتْ

‏وغدًا سيجرِي دمعُ عينِــك فرحـةً
‏وترى السّحائب بالأمانِي أمطــرتْ

‏وترى ظروفَ الأمسِ صارتْ بلسمَا
‏وهيَ الّتي أعيتْــك حيـنَ تعسّــرتْ

الحمدان
09-27-2022, 05:05 AM
لقد أسمع القول الذي كاد كُلَّما
تذكرنيه النَّفس قلبي تصدَّع

فأبدي لمن أبداه منِّي بشاشة
كأنِّي مسرور بما منه أسمع

وما ذاك عن عجز به غير أنَّني
أرى أن ترك الشَّرِّ للشَّرِّ أقطع
*

الحمدان
09-27-2022, 06:06 AM
الناس للناس مادام الوفاء بهم
والعسر واليسر أوقات وساعات

وأكرم الناس مابين الورى رجل
تُقضي على يده للناس حاجات

لا تقطعن يد المعروف عن أحد
ما دمت تقدر والأيام تارات

واذكر فضيلة صنع الله إذ جعلت
إليك لا لك عند الناس حاجات

قد مات قوم وما ماتت فضائلهم
وعاش قوم وهم في الناس أموات

الإمام الشافعي رحمه الله

الحمدان
09-27-2022, 07:17 AM
صن النفس واحملها على مايزينها
تعش سالما والقول فيك جميل

ولاترين الناس إلا تجمــــــــــــــلا
نبا بك دهرا أو جفاك خلـــــيل

وإن ضاق رزق اليوم فاصبر إلى الغد
عسى نكبات الدهر عنك تزول

يعز غني النفس إن قل ماله
ويغنى غني المال وهو ذليل

ولا خير في ود امرىء متلو
إذا الريح مالت مال حيث تميل

جواد إذا استغنيت عن أخذ ماله
وعند احتمال الفقر عنك بخيل

فما أكثر الأخوان حين تعدهم
ولكنهم في النائبات قليل

الحمدان
09-27-2022, 11:07 PM
‏فإن مُتُّ فَانعِيني بما أنا أهلُهُ
وشُقّي عليّ الجَيبَ يا ابنَةَ مَعبَدِ

ولا تَجعَليني كامرِئٍ ليسَ هَمُّهُ
كَهَمّي ولا يُغني غَنائي ومشهَدي

بطيءٍ عنِ الجُلّى سَريعٍ إِلى الخنى
ذَلولٍ بِأجماعِ الرجالِ مُلَهَّدِ


طرفة بن العبد

الحمدان
09-27-2022, 11:22 PM
فَلَو كُنتُ وَغلًا في الرِّجَالِ لَضَرَّني
عَـدَاوَةُ ذي الأَصحَـابِ وَالمُتَوَحِّـدِ

وَلَـكِن نَفَـىظ° عَنِّـي الرِّجـالَ جَراءَتي
عَلَيهِم وَإقدَامِي وَصِدقِي وَمَحتِدِي


طرفة بن العبد

الحمدان
09-28-2022, 05:03 AM
سمع عمر بن عبدالعزيز قول
طرفة بن العبد:

إذا القوم قالوا من فتى خلت أنني

عنيت فلم أكسل ولم أتبلد

ألا أيهذا الزاجري أحضر الوغى

وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي؟!

فإن كنت لا تسطيع دفع منيتي

فدعني أبادرها بما ملكت يدي

ولولا ثلاث هن من عيشة الفتى

وجدك لم أحفل متى قام عودي

فمنهن سبق العاذلات بشرية

كميت متى ما تعل بالماء تزبد

وكري إذا نادى المضاف مجنباً

كسيد الغضا نبهته المتورد

وتقصير يوم الدجن والدجن معجب

ببهكنة تحت الخباء المعمد

قال أمير المؤمنين عمر بن
عبدالعزيز رحمه الله، وكان
عادلاً تقياً اعتبر في التاريخ
الإسلامي (خامس الخلفاء الراشدين):

وأنا والله لو لا ثلاث لم أحفل
متى قام عودي:

1 - لولا أن أعدل في الرعية

2 - وأقسم بالسوية

3 - وأنفر في السرية..

الحمدان
09-28-2022, 11:45 PM
أثغركِ أم برق بدا أم سنا البدرِ
جبينكِ أم نورٌ تلا سورة الفجرِ

وجيدك أم أنوار صبح تجمدت
ونيط بها عقدان من حبت القطرِ

فتاة حلا في جيدها الدر إنما
إذا ما نضتهُ لا ملاحة للدرِ

رصافة حسن صانها قوس حاجب
عن العين بل عن منظر الوهم والفكرِ

وسياف ذاك الطرف يومي منادياً
عيون المها بين الرصافة والجسرِ

وقد شبهو الرمان جهلاً بنهدها
وبينما فرق عظيمٌ لمن يدري

لقد جل عن شبه وقد جل قدره
عن القطف والتخديش واللمس والكسرِ

ومن أين للرمان أقماع عنبر
بدت فوق أحقاق النهود على الصدرِ

وما بينها قد سطر النبت آيةً
كسورة نملٍ دبَّ يسعى إلى القطرِ

تفرستها فهي النبات مكررا
بروحي نباتاً لاح في روضة الزهرِ

فراجعتها لكن جثوت لأنني
تلوت بها آيات يسر بلا عسرِ

يد القدرة العليا أجادت حروفها
فجاءت هدىً إذ قد محت ظلمة الكفرِ

نعوذ برب الخلق من رام محوها
فبشراه قد تبَّت يداه مدى الدهرِ

ومن أين للغزلان جيد منعم
نعمت بهِ واللّه لكن بلا نكرِ

مثقلة الأرداف أرخت ذوائباً
طوالا شكت من طولها دقة الخصرِ

جميلة أخلاق تعشقت كلَّ ما
بها أو بجيران لها أو بذا القُطرِ

وما أنا ممن يبتغي غير نظرة
من الحباي واللّه وهو الهوى العذري

تمر الليالي والعفاف فراشنا
ولم يكن من واشٍ سوى مقلة البدرِ

فكم بت أسقيها من النظم خمرة
وتسكرني من نثرها لا من الخمرِ

وابتكر المعنى إذا ما نظرتها
ونوقظ من نظراتها رقدة الفكرِ

قفي فترةً يا خجلة الغصن دونها
وميلي لنحوي فالهوى ساكن صدري

وسيري الهوينى ليتني كنت للثرى
باسطاً لكي يعلى بأقدامها قدري

رويداً رويداً فأثبتي يا مليكتي
ولا تبرحي عني إلى منتهى عمري

وجوري وصدَّي بل وكوني ضنينة
ومن شك في قولي فقد حط من قدري

صبرت على بعد الأمير أميرنا
وهذا هو الصبر الأمر من الصبرِ

الأسر نسيم الصبح بالعكس راجعاً
من الغرب نحو الشرق وانشر لهُ سري

وقل سيدي حاشاك والظلم أنني
تلفت نعم واللّه قد خانني صبري

تعطف أيا مولاي وأنعم بعودة
أخاف إذا طال المدى الميلَ للكفرِ




نقولا النقاش .. العصر العثماني

الحمدان
09-28-2022, 11:46 PM
لما يا ورد لم يذبلك شوقٌ

لروضك والصدور عن الورودِ

فقال لقد أنست بروض صدرٍ

ووردي عطر رمان النهودِ


نقولا النقاش العصر العثماني

الحمدان
09-28-2022, 11:46 PM
لما يا ورد لم يذبلك شوقٌ

لروضك والصدور عن الورودِ

فقال لقد أنست بروض صدرٍ

ووردي عطر رمان النهودِ


نقولا النقاش العصر العثماني

الحمدان
09-28-2022, 11:47 PM
تَقَطَّعَ مِن ظَلّامَةَ الوَصلُ أَجمَعُ
أَخيراً عَلى أَن لَم يَكُن يَتَقَطَّعُ

وَأَصبَحتُ قَد وَدَّعتُ ظَلّامَةَ الَّتي
تَضُرُّ وَما كانَت مَعَ الضُرِّ تَنفَعُ

وَقَد شَبَّ مِن أَترابِ ظَلّامَةَ الدُمى
غَرائِرُ اِبكارٌ لِعَينَيكَ مَقنَعُ

كَأَنَّ أُناساً لَم يَحُلّوا بِتَلعَةٍ
فَيَمسوا وَمَغناهُم مِنَ الدارِ بَلقَعُ

وَيَمرُر عَلَيها فَرطُ عامَينِ قَد خَلَت
وَلِلَوَحشِ فيها مُستَرادٌ وَمَرتَعُ

إِذا ما عَلَتها الشَمسُ ظَلَّ حَمامُها
عَلى مُستَقِلّاتِ الغَضا يَتَفَجَّعُ

وَمِنها بِأَجزاعِ المَقاريبِ دِمنَةٌ
وَبِالسَفحِ مِن فُرعانَ آلٌ مُصَرَّعُ

مَغاني دِيارٍ لا تَزالُ كَأَنَّها
بِأَفنِيَةِ الشُطّانِ رَيطٌ مُضَلَّعُ

وَفي رَسمِ دارٍ بَينَ شَوطانَ قَد خَلَت
وَمَرَّ بِها عامانِ عَينُكَ تَدمَعُ

إِذا قيلَ مَهلاً بَعضَ وَجدِكَ لا تَشُد
بِسِرِّكَ لا يُسمَع حَديثٌ فَيُرفَعُ

أَتَت عَبَراتٌ مِن سَجومٍ كَأَنَّهُ
غَمامَةُ دَجنٍ إِستَهَلَّ فَيُقلِعُ


كثير عزه

الحمدان
09-28-2022, 11:48 PM
إِلى اللَهِ أَشكو لا إِلى الناسِ حُبُّها
وَلا بُدَّ مِن شَكوى حَبيبٍ يُوَدِّعُ

إِذا قُلتُ هَذا حينَ أَسلو ذَكَرتُها
فَظَلَّت لَها نَفسي تَتوقُ وَتَنزَعُ

أَلا تَتَّقينَ اللَهَ في حُبِّ عاشِقٍ
لَهُ كَبِدٌ حَرّى عَلَيكِ تَصَدَّعُ

غَريبٌ مَسوقٌ بِاِدِّكارِكُم
وَكُلُّ غَريبِ الدارِ بِالشَوقِ مولَعُ

وَجَدَت غَداةَ البَينِ إِذ بنت زَفرَةً
وَكادَت لَها نَفسي عَلَيكَ تَصَدَّعُ

وَأَصبَحتُ مِمّا أَحدَثَ الدَهرُ خاشِعاً
وَكُنتُ لِرَيبِ الدَهرِ لا أَتَضَعضَعُ

فَما في حَياةٍ بَعدَ مَوتِك رَغبَةٌ
وَلا في وِصالٍ بَعدَ هَجرِكَ مَطمَعُ

وَما لِلهَوى وَالحُبِّ بَعدَك لذَّةٌ
وَماتَ الهَوى وَالحُبُّ بَعدَك أَجمَعُ

إِذا قُلتُ هَذا حينَ أَسلو وَأَجتَري
عَلى هَجرِها ظَلَّت لَها النَفسُ تَشفَعُ

وَإِن لُمتُ نَفسي كَيفَ أَنّي هَجَرتُها
وَرُمتُ صُدوداً ظَلَّت العَينُ تَدمَعُ

فَيا قَلبُ خَبِّرني فَلَستَ بِفاعِلٍ
إِذا لَم تَنَل وَاِستَأسَرَت كَيفَ تَصنَعُ

وَقَد قَرَعَ الواشونَ فيها لَكَ العَصا
وَإِنَّ العَصا كانَت لِذي الحِلمِ تُقرَعُ

فَيا رَبُّ حَبِّبني إِلَيها وَأَعطِني
مَوَدَّةَ مِنها أَنتَ تُعطي وَتَمنَعُ


كثير عزه

الحمدان
09-28-2022, 11:49 PM
وَما لِلهَوى وَالحُبِّ بَعدَك لذَّةٌ

وَماتَ الهَوى وَالحُبُّ بَعدَك

أَجمَعُإِذا قُلتُ هَذا حينَ أَسلو وَأَجتَري
عَلى هَجرِها ظَلَّت لَها النَفسُ تَشفَعُ


كثير عزه

الحمدان
09-28-2022, 11:49 PM
وَراجَعتُ نَفسي وَاِعتَرَتني صَبابَةٌ
وَفاضَت دُموعي عَبرَةً خَشيَةَ النَوى

وَقُلتُ وَكَيفَ المُنتَهى دُونَ خُلَّةٍ
هِيَ العَيشُ في الدُنيا وَهِيَ مُنتَهَى المُنى


كثير عزه

الحمدان
09-28-2022, 11:50 PM
دَعينا اِبنةَ الكَعبِيِّ وَالمَجدَ والعُلى
وَرَاعي صِواراً بِالمَدينَةِ أَحسَبا

أَبوكَ الذِي لَمّا أَتى مَرجَ راهِطٍ
وَقَد أَلَّبوا لِلشَّرِّ فيمَن تَأَلَّبا

تَشَنَّأَ للأَعدَاءِ حَتّى إِذا اِنتَهوا
إِلى أَمرِهِ طَوعًا وَكَرهًا تَحَبَّبا


كثير عزه

الحمدان
09-28-2022, 11:50 PM
رَأَيتُ أَبا الوَليدِ غَداةَ جَمعٍ
بِهِ شَيبٌ وَمَا فَقَدَ الشَبابا

فَقُلتُ لَهُ ولا أعيا جوابًا
إِذا شَابَت لِداتُ المَرءِ شَابَا

وَلكِن تَحتَ ذَاكَ الشَيبِ حَزمٌ
إِذا ما ظَنَّ أَمرَضَ أَو أَصَابَا


كثير عزه

الحمدان
09-28-2022, 11:50 PM
فَكَم مِن يَتَامى بُوَّسٍ قَد جَبَرتَها
وَأَلبَستَهَا مِن بَعدِ عُريٍ ثِيابَها

وَأَرمَلَةٍ هَلكى ضعافٍ وَصَلتَها
وَأَسرى عُناةٍ قَد فَكَكتَ رِقَابَها

فَتىً سَادَ بِالمَعروفِ غَيرَمُدافَعٍ
كُهُولَ قُرَيشٍ كُلِّها وَشَبابَها

أَراهُم مَنارَاتِ الهُدى مُستَنيرَةً
وَوافَقَ مِنها رُشدَها وَصَوابَها

وَراضَ بِرِفقٍ ما أَرادَ وَلَم تَزَل
رِيَاضَتُهُ حَتّى أَذَلَّ صِعابَها


كثير عزه

الحمدان
09-28-2022, 11:52 PM
أَشاقَكَ بَرقٌ آخِرَ اللَيل وَاصِبُ
تَضمَّنهُ فَرشُ الجَبَا فَالمَسارِبُ

يَجُرُّ وَيَستَأني نَشاصًا كَأَنَّهُ
بِغيقَة حادٍ جَلجَلَ الصَوتَ جالِبُ

تَأَلَّقَ واِحمَومى وَخَيَّمَ بِالرُبى
أَحَمُّ الذُّرى ذو هَيدَبٍ مُتَراكِبُ

إِذا حَرَّكَتهُ الريحُ أَرزَم جَانِبٌ
بِلا هَزَقٍ مِنهُ وَأومَضَ جانِبُ

كَما أومَضَت بالعَينِ ثُمَّ تَبَسَّمَت
خَريعٌ بَدا مِنها جَبينٌ وَحاجِبُ

يَمُجُّ النَدى لا يَذكُرُ السَيرَ أهلُهُ
وَلا يَرجِعُ المَاشِيُ بِهِ وَهوَ جَادِبُ

وَهَبتُ لِسُعدى ماءهُ وَنَباتَهُ
كَما كُلُّ ذي وُدٍّ لِمَن وَدَّ وَاهِبُ

لِتَروى بِهِ سُعدى وَيَروي مَحَلُّها
وَتُغدِقَ أَعدادٌ بِهِ وَمَشارِبُ

تَذَكَّرتُ سُعدَى وَالمُطيُّ كأَنَّهُ
بِآكامِ ذِي رَيطٍ غَطاطٌ قَوارِبُ

فَقَد فُتنَ مُلتَجًّا كَأَنَّ نَئيجَهُ
سُعالُ جَوٍ أَعيَت عَلَيه الطَبائِبُ

فَقُلتُ وَلَم أَملِكُ سَوابِقَ عَبرَةٍ
سَقى أَهلَ بَيسانَ الدُجونُ الهَواضِبُ

وإِنِّي وَلوصَاحَ الوُشاةُ وَطَرَّبوا
لَمُتَّخِذٌ سُعدى شَبابًا فَناسِبُ

يَقولونَ أَجمِع مِن غُزَيزَةَ سَلوَةً
وَكَيفَ وَهَل يَسلُو اللَجُوجُ المُطَالِبُ

أَعَزُّ أَجَدَّ الرَكبُ أَن يَتَزَحزَحوا
وَلَم يَعتَبِ الزَاري عَلَيكِ المَعاتِبُ

فَأُحَيي هَداكِ اللهُ مَن قَد قَتَلتِهِ
وَعاصِي كَما يُعصى لَدَيهِ الأَقارِبُ

وَإِنَّ طِلابي عانِسًا أُمَّ وَلدةٍ
لَممّا تُمَنِّيني النُفوسُ الكَواذِبُ

أَلا لَيتَ شِعري هَل تَغَيَّرَ بَعدَنا
أَراكٌ فَصُرما قَادِمٍ فَتُناضِبُ

فَبُرقُ الجَبا أَم لا فَهُنَّ كَعَهدِنا
تنزَّى على آرامِهِنَّ الثَّعالِبُ

تَقي الله فيه أُمَّ عمروٍ ونَوّلي
مَوَدَّتَهُ لا يَطلُبَنَّكِ طَالِبُ

وَمَن لا يُغَمِّض عَينَه عَن صَديقِهِ
وَعَن بَعضِ ما فيهِ يَمُت وَهوَ عَاتِبُ

وَمَن يَتَتَبَّع جاهِداً كُلَّ عَثرَةٍ
يَجِدها وَلا يَسلَم له الَّهرَ صَاحِبُ

فَلا تَأَمَنِيهِ أَن يُسِرَّ شَماتَةً
فَيُظهِرَها إِن أَعقَبَتهُ العَواقِبُ

كَأَن لَم أَقُل وَاللَيلُ ناجٍ بَريدُهُ
وَقَد غالَ أَميالَ الفِجاجِ الرَكائِبُ

خَليلَيَّ حُثّا العَيسَ نُصبِح وَقَد بَدَت
لَنا مِن جِبَالِ الرَامَتينِ مَناكِب

فَوَالله ما أَدري أآتٍ عَلى قِلىً
وَبادي هَوانٍ مِنكُمُ وَمُغَاضِبُ

سَأَملكُ نَفسي عَنكُم إِن مَلَكتُها
وَهَل أَغلِبَن إِلا الذي أَنا غالِبُ

حَلِيلَةُ قَذّافِ الدِيارِ كَأنَّهُ
إِذا ما تَدانَينا مِن الجَيشِ هارِبُ

إِذا ما رآني بارِزاً حَالَ دُونَهَا
بِمَخبَطَةٍ يا حُسنَ مَن هُوَ ضارِبُ

وَلَو تُنقَبُ الأَضلاعُ أُلفِيَ تَحتَهَا
لِسُعدى بِأَوساطِ الفُؤادِ مَضارِبُ

بِها نَعَمٌ مِن مائِلِ الحُبِّ واضِحٌ
بِمُجتَمَعِ الأَشرَاجِ ناءٍ وَقَارِبٌ

تَضَمّنَ داءً مُنذُ عِشرينَ حِجَةً
لَكُم ما تُسَلِّيهِ السُنونَ الكَواذِبُ


كثير عزه .. العصر الأموي

الحمدان
09-29-2022, 12:31 AM
ما لكَ عندَ الحبيبِ عذرٌ
وكلُ يومٍ نوىً وهجرُ

إذا تناءيتَ لا يبالي
وإن تقربتَ لا يسرُّ

يأبى عليِهِ الدلالُ أن إلا
يزالُ فيهِ عليكَ كبرُ

ليسَ سوى الحبُّ من جنونٍ
وليسَ غير العيونِ سحرُ

تشكو إلى البدرِ من جفاهُ
كلاهما لو علمتَ بدرُ

وترقبُ الفجرَ في الدياجي
وهل لليلِ المحبِ فجرُ

قد عرفَ الناسُ ما تعاني
وليسَ للعاشقينَ سرُّ

الرافعي

الحمدان
09-29-2022, 08:51 PM
تَقولُ وَالعيسُ قَد شُدَّت بِأَرحُلِها
أَلحَقَّ أَنَّكَ مِنّا اليَومَ مُنطَلِقُ

قُلتُ نَعَم فَاِكظَمى قالَت وَما جَلَدي
وَلا أَظُنُّ اِجتِماعاً حينَ نَفتَرِقُ

فَقُلتُ إِن أَحيَ لا أُطوِلُ بِعادَكُم
وَكَيفَ وَالقَلبُ رَهنٌ عِندَكُم غَلَقُ

فارَقتُها لا فُؤاي مِن تَذَكُّرِها
سالي الهُمومِ وَلا حَبلي لَها خَلَقُ

فاضَت عَلى إِثرِهِم عَيناكَ دَمعُهما
كَما تَتابَعُ يَجري اللُؤلُؤ النَسَقُ

فَاِستَبقِ عَينَكَ لا يؤدى البُكاءُ بِها
وَاِكفُف بَوادِرَ دَمعٍ مِنكَ تَستَبِقُ

لَيسَ الشُؤونُ وَإِن جادَت بِباقِيَةٍ
وَلا الجُفونُ عَلى هذا وَلا الحَدَقُ

وَما نَعم مِنكَ لِععافينَ مُسجَلَةٌ
مِن التَخَلُّقِ لكِن شيمَةٌ خُلُقُ

ساهَمتَ فيها وَفي لا فَاِختَصَصتَ بِها
وَطارَ قَومٌ بلا وَالَذَّمِّ فَاِنطَلَقوا

قَومٌ هُمُ شَرَفُ الدُنيا وَسُؤدَدُها
صَفوٌ عَلى الناسِ لَم يُخلَط بِهِم رَنَقُ

إِن حارَبوا وَضَعوا أَو سالَموا رَفَعوا
أَو عاقَدوا ضَمِنوا أَو حَدَّثوا صَدَقوا



طريح بن إسماعيل الثقفي
العصر الاموي

الحمدان
09-29-2022, 08:52 PM
وَتَرى المَشيبَ مُبَصِّراً وَمُحَكِّماً
كُل يَغولُكَ نازِلٌ وَمُوَدِّعُ

وَالشَيبُ لِلحُكَماءِ مِن سَفَهِ الصِبا
بَدَلٌ تَكونُ لَهُ الفَضيلَةُ مقنعُ

وَالشَبيبُ زينُ ذَوي المُروءَةِ والحِجا
فيهِ لَهُم شَرَفٌ وَحَقّ تَوَرُّعُ

وَالبِرُّ تَخلِطُهُ المُروءَةُ وَالتُقى
في حالِ أَشيبَ جِسمُهُ مُتَضَعضِعُ

أَهوى إِلَيَّ مِنَ الشَبابِ مَع العَمى
وَالغَيُّ يَتبَعهُ الغَوِيُّ المُهرَعُ

إِنَّ الشَبابَ عَمىً لأَكثَر أَهلِهِ
وَتَعَرُّضٌ لِمهالِكٍ وَتَقَرُّعُ

إِن تَغتَبِط في اليَومِ تُصبِح في غَدٍ
مِمّا خَبا لَكَ وَاجِماً تَتَوَجَّعُ

وَالشَيبُ غايَةُ مَن تَأَخَّرَ حينُهُ
لا يَستَطيعُ دِفاعَهُ مَن يَجزَعُ

إِنَّ الشَبابَ لَهُ لَذاذَةُ جِدَّةٍ
وَالشَيبُ مِنهُ في المَغبَّةِ أَنفَعُ

لا يَستَوي عِندَ الكَواعِبِ لابِسٌ
ثَوبَ الشَبابِ وَلا الكَبيرُ الأَنزَعُ

خَلعُ الشَبابُ جَديدَهُ عَن ناحِلٍ
خَلَقٍ بِمًفرِقِهِ المَنِيَّةُ تَلمَعُ

فَكَأَنَّما أَبصَرنَ حينَ رَأَينَهُ
بِالشَيبِ حَيَّةَ غَيضَةٍ تَتَلَذّع

فَجَبُنَّ مِنهُ وَاِنقَبضنَ تَحَيُّراً
مَكرَ المُخادِعِ يَبتَغي مَن يَخدَعُ

لا يُبعِدُ اللَهُ الشَبابَ وَمَرحَباً
بِالشَيبِ حينَ أَوى إِلَيهِ الموجَعُ

فَدَعِ البُكاءَ عَلى الشَبابِ وَقُل لَهُ
ما قالَ عِندَ مُصيبَةٍ مُستَرجِعُ




طريح بن اسماعيل الثقفي

الحمدان
09-29-2022, 08:53 PM
إِذا ما جاءَ يَومُكَ يا اِبنَ عَوفٍ
فَلا مَطَرَت عَلى الأَرضِ السَماءُ

وَلا سارَ البَشيرُ بِغُنمِ جَيشٍ
وَلا حَمَلَت عَلى الطُّهرِ النِساءُ

تَساقى الناسُ بَعدَكَ يا اِبنَ عَوفٍ
ذَريعَ المَوتِ لَيسَ لَهُ شِفاءُ



عويف القوافي

الحمدان
09-29-2022, 08:53 PM
فَقَدتُ حَياةً بَعدَ طَلحَةَ حُلوَةً
إِذا شَعَبتَهُ أَن يُجيبَ شَعوبُ

يُصَمُّ رِجالٌ حينَ يُدعَونَ لِلنَّدى
وَيُدعى اِبنُ عوفٍ لِلنَّدى فَيُجيبُ

وَذاكَ اِمرؤٌ مِن أَيِّ عَطفَيهِ يَلتَفِت
إِلى المَجدِ يَحوِ المَجدَ وَهوَ قَريبُ


عويف القوافي

الحمدان
09-29-2022, 08:53 PM
يا طَلحُ أَنتَ أَخو النَدى وَحَليفُهُ
إِنَّ النَدى مِن بَعدِ طَلحَةَ ماتا

إِنَّ الفِعالَ إِلَيكَ أَطلَقَ رَحلَهُ
فَبِحَيثُ بِتَّ مِنَ المَنازِلَ باتا


عويف القوافي

الحمدان
09-29-2022, 08:54 PM
مَنَعَ الرُقادَ فَما يُحَسُّ رُقادُ
خَبَرٌ أَتاكَ وَنامَتِ العُوّادُ

خَبَرٌ أَتاني عَن عُيينَةَ مُوجَعٌ
وَلِمِثلِهِ تَتَصَدَّعُ الأَكبادُ

بَلَغَ النُفوسَ بَلاؤُها فَكَأَنَّنا
مَوتى وَفينا الروحُ وَالأَجسادُ

ساءَ الأَقارِبَ يَومَ ذاكَ فَأَصبَحوا
بِهَجينَ قَد سَرّوا بِهِ الحُسّادُ

يَرجونَ عَثرَةَ حَدِّنا وَلَوَ اَنَّهُم
لا يَدفَعونَ بِنا المَكارِهَ بادوا

لَمّا أَتاني عَن عُيينَةَ أَنَّهُ
عانٍ تَظاهَرَ فَوقَهُ الأَقيادُ

نَخَلَت لَهُ نَفسي النَصيحَةَ أَنَّهُ
عِندَ الشَدائِدِ تَذهَبُ الأَحقادُ

وَعَلِمتُ أَنّي إِن فَقَدتُ مَكانَهُ
ذَهَبَ البِعادُ فَكانَ فيهِ بِعادُ

وَرَأَيتُ في وَجهِ العَدُوِّ شَكاسَةً
وَتَغَيَّرَت لي أَوجُهٌ وَبِلادُ

وَذَكَرتُ أَيَّ فَتىً يَسُدُّ مَكانَهُ
بِالرِّفدِ حينَ تَقاصَرُ الأَرفادُ

أَم مَن يُهينُ لَنا كَرائِمَ مالِهِ
وَلَنا إِذا عُدنا إِلَيهِ مَعادُ

لَو كانَ مَن حَضَنٍ تَضاءَلَ رُكنُهُ
أَو مِن نَضادَ بَكَت عَلَيهِ نَضادُ



عويف القوافي .. العصر الاموي

الحمدان
09-29-2022, 08:56 PM
أسكنتُ أحلامي زجاجات الرضا
‏ أودعتها بحر الدعاء فأبحرت

‏إن شاء ربي أن تعود لضفتي
‏ أو ربما هي خيرة إن غادرت

‏‌

الحمدان
09-30-2022, 12:19 AM
لا تترُكِ الحُلمَ قيدَ اللّهوِ والرَّغدِ
‏فالحُلمُ يُجنى بدأبِ الجدِّ والكبَدِ

‏ثق بالإله وجاهد وامضِ متّكلًا
‏وقاتل اليأسَ بالإقدامِ والجلدِ

‏واملأ فؤادكَ بالآمالَ إنّ لها
‏ربًا يقولُ لها: كُونِي إلى الأبد

الحمدان
09-30-2022, 03:20 AM
طَمئِن فُؤَادَك فَالأقدَارُ حَانِيَةٌ
‏وَفِي الحَيَاةِ سُرُورٌ يَعقِبُ الألَمَا

‏وَفِي السَّماءِ هَدَايَا الغَيبِ دَانِيَةٌ
‏يَومًا سَتَأتِيكَ بالبُشرىظ° لِتبتَسِمَا

الحمدان
09-30-2022, 03:20 AM
مُحمَّـدٌ أحـرفٌ تَنسَـابُ عَاطِـرَةً
كَالشَّهدِ تُرْوَى بِهَا أكبَادُنَا الحَرَّى

صَلَّ عَلَيـكَ اللهُ كُلَّمَـا صَدَحَت
مَآذِنُ الحَقِّ فِي الآفَاقِ بِالذِّكرَىظ°
ï·؛

الحمدان
09-30-2022, 03:21 AM
يا ضيعةَ الأعمارِ إن مرَّت سُدىً
في غَفلةٍ، وملذَّةٍ، وملاهِي

إنَّ الحَيا تَفنى ويَفنى سَعدُها
ويظلُّ منها ما لِوجهِ اللهِ

الحمدان
09-30-2022, 03:21 AM
أَنِسْتُ بِمَكْتَبِي وَلَزِمْتُ بَيْتِي.
فَطَابَ الأُنْسُ لِي وَنَمَا السُّرُورُ

وَأَدَّبَنِي الزَّمَانُ فَلاَ أُبَالِي
هُجِرْتُ فَلاَ أُزَارُ وَلاَ أَزُورُ.

الحمدان
09-30-2022, 03:24 AM
‏لما أتتك{قم الليل} استجبت لها
العيــنُ تغفو وأمــا القلبُ لم ينمِ

تُمسي تناجي الذي أولاك نعمته
حتى تغلـغلت الأورامُ في الــقدمِ

أزيزُ صدرك في جوفِ الظلام سرى
ودمعُ عينــيك مثل الهاطل العممِ

الليلُ تسـهره بالوحي تعمره
وشيـــبتك بهـودٍ آيةُ (استـــقمِ)

الحمدان
09-30-2022, 03:25 AM
‏كـَ صَاحِبِ الحُوتِ مَقطُوعًا بهِ الحِيَلُ
إليكَ ألجَا وَأستَجدِي وَأبتَهِلُ

مَالِي سِوَاكَ مُعِينًا هَادِيًا أبدًا
أرشِد فُؤَادِي فَقَد تَاهَت بهِ السُّبُلُ

الحمدان
10-01-2022, 06:43 PM
أَلَم تَرِمِ الأَطلالَ مِن حَولِ جُعشُمِ
مَعَ الظاعِنِ المُستَلحِقِ المُتَقَسِّمِ

إِلى عَيثَةِ الأَطهارِ غَيَّرَ رَسمَها
بَناتُ البِلى مَن يُخطِئِ المَوتَ يَهرَمِ

إِلى البِشرِ فَالقَتاّرِ فَالجِسرِ فَالصَفا
بِكالِحَةِ الأَنيابِ صَمّاءَ صِلدِمِ

أَرَبَّت عَلَيها ُلَّ هَوجاءَ سَهوَةٍ
زَفوفِ التَوالي رَحبَةِ المُتَنَسِّمِ

إِبارِيَّةٍ هَوجاءَ مَوعِدُها الضُحى
إِذا أَرزَمَت جاءَت بِوِردٍ غَشَمشَمِ

زَفوفٍ نِيافِ هَيرَعٍ عَجرَفِيَّةٍ
تَرى البيدَ مِن إِعصافِها الجَرى تَرتَمي

نَحِنُّ وَلَم تَرأَم فَصيلاً وَإِن تَجِد
فَيافي غيطانٍ تَهَدَّجُ وَتَرأَمِ

تَهُبُّ مِنَ الغَورِ اليَماني وَتَنتَهي
إِلى هُدبِ الحُوّارِ يا بُعدَ مَسعَمِ

تَبيتُ وَلَم تَهجَع فَيُصبِحُ ذَليلُها
لَهُ ثائِبٌ يَشقى بِهِ كُلُّ مَخرِمِ

لَها مُنخُلٌ تُذري إِذا عَصَفَت بِهِ
أَهابِيَّ سَفسافٍ مِنَ التُربِ تَوأَمِ

إِذا عَصَفَت رَسماً فَلَيسَ بِدائِمٍ
بِهِ وَتَدٌ إِلّا تَحِلَّةَ مُقسِمِ

يَمانِيَّةُ مَرّانُ شَبوَةَ دونَها
وَشَيخٌ شَآمٌ هَل يَمانٍ بِمُشئِمِ

فَلِلَهِ مَن يَسري وَنَجرانُ دونَهُ
إِلى ديرِ حَسمى أَو إِلى دَيرِ ضَمضَمِ

إِذا عَرَضَت مِنها بِنَجدٍ تَحِيَّةٌ
فَإِنَّ لَها أُخرى تَخُبُّ بِمَوسِمِ

وَكَم حَلَّها مِن تَيَّحانٍ سَمَيدَعِ
مُصافي النَدى ساقٍ بِيَهماءَ مُطعَمِ

طَوي البَطنِ مِتلافٍ إِذا هَبَّتِ الصِبا
عَلى الأَمرِ غَوّاصٍ وَفي الحَيِّ شَيظَمِ

وَدُهمٍ تُصاديها الوَلائِدُ جَلَّةٍ
إِذا جَهِلَت أَجوافُها لَم تَحَلَّمِ

تَرى كُلَّ هِرجابٍ لَجوجٍ لِهِمَّةٍ
زَفوفٍ بِشِلوِ النابِ جَوفاءَ عَيلَمِ

لَها زَجَلٌ جُنحَ الظَلامِ كَأَنَّهُ
عَجارِفُ غَيثٍ رائِحٍ مُتَهَزِّمِ

إِذا رَكَدَت حَولَ البُيوتِ كَأَنَّما
تَرى الآلَ يَجري عَن قَنابِلِ صُيَّمِ

وَكَوماءَ تَحبو ما تَشايَعَ ساقُها
لَدى مِزهَرٍ ضارٍ أَجَشَّ وَمَأتَمِ

وَذي بضدَنٍ أَو مَسبِلٍ فَوقَ قارِحٍ
جَميلِ الدُجى يَعدو بِلَدنٍ مُقَوَّمِ

إِذا اِنفَرَجَت عَنهُ سَماديرُ حَلقِهِ
وَبُردانِ مِن ذاكَ الخِلاجِ المُسَهَّمِ

أَتانا طَموحَ الرَأسِ عاصِبَ رَأسِهِ
فَمَن لَكَ مِن أَمرِ العَماسِ المُلَوَّمِ

يُصَلّي على مَن ماتَ مِنّا عَريفُنا
وَيَقرَأُ حَتّى يعصِبَ الريقُ بِالفَمِ

عَلِهنَ فَما نَرجو حَنيناً لِحِرَّةٍ
هِجانٍ وَلا نَبني خِباءً لِأَيمِ

فَيا راكِباً إِمّا عَرَضتَ فَبَلِّغَن
قَبائِلَنا بِالأَخرَمينِ وَجورَمِ

وَبَلِّغ أَبا الوَجناءِ مَوعِدَ قَومِهِ
بِحَوريتَ تَظعَن راغِباً غَيرَ مُقحَمِ

نَأَت عَن سَبيلَ الخَيرِ إِلّا أَقَلَّهُ
وَعَضَّت مِنَ الشَرِّ القَراحَ بِمُعظَمِ

لِيَهنِكُمُ أَنّا نَزَلنا بِبَلدَةٍ
كِلا مَلَوَيها مُبئِسٌ غَيرُ مُنعِمِ

تُمَشّي بِأَكنافِ البَليخِ نِساؤُنا
أَرامِلَ يَستَطعِمنَ بِالكَفِّ وَالفَمِ

نَقائِذَ بِرسامٍ وَحُمّى وَحَصبَةٍ
وَجوعٍ وَطاعونٍ وَنَقرٍ وَمَغرَمِ

أَرى ناقَتي حَنَّت بِلَيلٍ وَشاقَها
غِناءٌ كَنَوحِ الأَعجَمِ المُتَوائِمِ


عمرو بن أحمر الباهلي

الحمدان
10-02-2022, 02:04 AM
بَلَوتُ بَني الدُنيا فَلَم أَرى فيهُمُ
سِوى مَن غَدا وَالبُخلُ مِلءَ إِهابِهِ

فَجَرَّدتُ مِن غَمدِ القَناعَةِ صارِماً
قَطَعتُ رَجائي مِنهُمُ بِذُبابِهِ

فَلا ذا يَراني واقِفاً في طَريقِهِ
وَلا ذا يَراني قاعِداً عِندَ بابِهِ

غَنيٌّ بِلا مالٍ عَنِ الناسِ كُلِّهِم
وَلَيسَ الغِنى إِلّا عَنِ الشَيءِ لا بِهِ

إِذا ما ظالِمُ استَحسَنَ الظُلمَ مَذهَباً
وَلَجَّ عُتُوّاً في قَبيحِ اِكتِسابِهِ

فَكِلهُ إِلى صَرفِ اللَيالي فَإِنَّها
سَتُبدي لَهُ ما لَم يَكُن في حِسابِهِ

فَكَم قَد رَأَينا ظالِماً مُتَمَرِّداً
يَرى النَجمَ تيهاً تَحتَ ظِلِّ رِكابِهِ

فَعَمَّا قَليلٍ وَهُوَ في غَفَلاتِهِ
أَناخَت صُروفُ الحادِثاتِ بِبابِهِ

فَأَصبَحَ لا مالٌ لَهُ وَلا جاهٌ يُرتَجى
وَلا حَسَناتٌ تَلتَقي في كِتابِهِ

وَجوزِيَ بِالأَمرِ الَّذي كانَ فاعِلاً
وَصَبَّ عَلَيهِ اللَهُ سَوطَ عَذابِهِ


الإمام الشافعي

الحمدان
10-02-2022, 02:05 AM
أَنتَ حَسبي وَفيكَ لِلقَلبِ حَسبُ
وَلِحَسبي إِن صَحَّ لِيَ فيكَ حَسبُ

لا أُبالي مَتى وِدادُكَ لي صَحَّ
مِنَ الدَهرِ ما تَعَرَّضَ خَطبُ


الإمام الشافعي