تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به


الصفحات : 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 [48] 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155

الحمدان
08-04-2024, 05:06 PM
الِّلى يحب الجمال
يسمح بروحه وماله

قلبه إلى الحسن مال
ما للعوازل وماله

نام يا حبيبي نام
سِهرت عليك العناية

يا ريت تشوف في المنام
دمعي وتنظر ضنايا

الحب طير في الخمائل
شفنا غرائب جنونه

حاكم بأمره وشايل
على جناحه قانونه

تيجى تصيده يصيدك
ومين سِلِم من حباله

وكل خالي مسيره
يعذب الحب باله

يالِّلى مادُقت الغرام
من العيون السلامه

إسلم بروحك حرام
دى عين تقيم القيامة

الاسم عين وتلاقيها
قدح وخمره وساقى

وسحبة الرمش فيها
من بابل السحر باقي


أحمد شوقي

الحمدان
08-04-2024, 05:07 PM
ساهِى الجفون ما كفاك الهجر ياساهِي
فرحان بِتلعب وعن حال الشَّجِى ساهِى

الليل يِطول يا قمر وانا سهران عليك ساهِى

حِسَّك تِقول مدّعى يا مجنّن العشاق
القلب أهو جريج والِكبد لِسّاهِى


أحمد شوقي

الحمدان
08-04-2024, 05:07 PM
تلك الطبيعة ُ، قِف بنا يا ساري
حتى أُريكَ بديعَ صُنْعِ الباري

الأَرضُ حولك والسماءُ اهتزَّت
لروائع الآياتِ والآثار

من كلّ ناطقة ِ الجلال، كأَنه
أُمُّ الكتاب على لسان القاري


أحمد شوقي

الحمدان
08-05-2024, 09:20 AM
حضورًا بدا عند الوداعِ غيابُهُ
إذن ماتَ! كلّا، كانَ ذاكَ سرابُهُ

لدى الموتِ واصطفَّت قبورٌ كثيرةٌ
لتلقاهُ لمَّا حانَ منها اقترابُهُ

ترجَّلت الأبعادُ عن ظهرِ مَلمحٍ
وأرخى ستارَ اللّيلِ قهرًا شِهابُهُ

وما زلتَ، ما زالت تخالُكَ عازفًا
فهل تقتلُ النّايَ الرّقيقَ عِذابُهُ

أغبتَ لأنَّا لم نكن مثلَ حنظلٍ
وطفلٍ لنخلاتِ المسيحِ انتسابُهُ

على الحائطِ المهدومِ يرسمُ شاهدًا
وقبرًا بدا حبرَ الدّواةِ ترابُهُ

فوشَّى بعظمٍ من دماهُ سلاسلًا
ووشّاهُ ما وشَّاهُ إلّا اختضابُهُ

وللقيدِ حولَ المعصمينِ وحوشُهُ
وللقيدِ إن ثارَ الخيالُ ذئابُهُ

ولكنَّ مَن ردَّ الضّباعَ تقزَّمَتْ
بعينيهِ خُوذاتٌ غَزتهُ وغابُهُ

إذا كُسِّرت أضلاعهُ مِن هراوةٍ
تصدَّى بمقلاعِ الحجارةِ نابُهُ

فلم يثنهِ عن عزمهِ حبُّ كاعبٍ
ولم تَبكِهِ عند الفراقِ كعابُهُ

تأذّت به الأحزانُ جرَّاء صبرها
وأعفاهُ منِ فيضِ الدّموعِ اكتئابُهُ

فيمضي بلا ظلٍّ ليقطفَ موجةً
ويُقصيهِ عن موجٍ أتاهُ عبُابُه

على أيّ بحرٍ قد يُغيرُ مسائلًا
وعكَّا ببحرٍ لا يؤوبُ إيابُهُ

أيُعفى مِنَ الجرحِ الأنينُ وجرحُنا
على منبرِ الكفينِ جَزْلٌ خطابُهُ

فمن أيِّ ذنبٍ قد تخافُ عقابَها
ذنوبٌ وفيها حين يشقى ثوابُهُ

ومِن أين يستلُّ الكَيانُ حقيقةً
إذا كان مكرًا وافتراءً جِرابُهُ

ومِن أين؟ تدري أنَّ كأسًا مليئةً
بوهمٍ سيسقي الواهمينَ يبابُهُ

حضورًا ولا يدري بوجهةِ حنظلٍ
وفي أيِّ أرضٍ قد تكونُ ركابُهُ

ومِن أيِّ حربٍ قد يجيءُ مُهاجرًا
ومِن أيِّ صوبٍ قد يصيحُ غرابُهُ

فخنساؤهُ يدمي اللّجوءُ رضيعَها
وتُدمَى ولم تعتدْ عليهِ ربابُهُ

ولا طفلُها، لا الياسمينُ وقد غدتْ
تَضيقُ بأقدامِ الهروبِ شعابُهُ

فلمَّا تلاقى ذا بذاكَ عرفتُهم
ولا يعرفُ التَّرحالَ إلّا صحابُهُ

فهذا المُصفَّى مِن دماءِ عشيرةٍ
وهذا المُسجَّى مِن عدوٍّ يهابُهُ

وذاكَ المنافي قد أكلنَ سنينَهُ
وهُدَّت لتشْييدِ الكَنيسِ قبابُهُ

تشابهتِ القمصانُ حتّى ثقوبُها
وشكلُ النّعالِ الحافياتِ وآبُهُ

ليمضي بأسماءِ المدائنِ كلِّها
ويمضي بمفتاحِ الإنابةِ بابُهُ

فمَن أيِّ أرضٍ قد يسيرُ كعائدٍ
وأوَّلُ مَن وارى الرّجوعَ ذهابُهُ

ومن أينَ أبوابُ الخيامِ؛ جهاتهُا
وكلُّ مصابِ الرّاحلين مصابُهُ

وآخرُ مَن يجني عليكَ هو الّذي
سيغدو بكاءً في العراءِ عتابُهُ

لذا تبصرُ الألوانُ وجهَ حبيبها
وإن كانَ معصوبَ الجهاتِ ضبابُهُ

تنادي ومَن نادتهُ يسألُ سائلًا
وألفُ جوابٍ ما بهنَّ جوابُهُ

على الفورِ تمضي كي يُقيمَ بسمعهِ
فمِن بعدها شقَّ السّكونَ اضطرابُهُ

تأنَّى قليلًا كي يُكفِّنَ وجهَهُ
فكفَّنَتِ الأقلامَ عنهُ ثيابُهُ

لمَن يشتري بنَّ الصّباحِ جريدةً
وما ذاقَ دفءَ العاشقينَ كتابُهُ

وحيدٌ حزينٌ مثقلٌ بشواهدٍ
ففي قلبِها لو تعلمينَ سحابُهُ

ألَا إنَّ تاريخَ العروبةِ ما ترى
يثورُ جنونًا إن رفضنا صوابُهُ

يمدُّ الدّلاءَ السّاقياتِ لغيرنا
ببئرٍ ولم يُشفقْ علينا انسكابُهُ

لذا مات حيًّا مَن تخلَّدَ بعدها
وما ماتَ، كلّا، كانَ ذاكَ سرابُهُ


مظهر عاصف

الحمدان
08-05-2024, 09:21 AM
يَا صَدِيقِي مَا زِلْتُ أَذْكُرُ وُدًّا
مَا يَزَال طَيْفُكَ يَجْرِي بِعَظْمِي

إِنَّ بُعْدًا لَمْ يُنْسِنِي فَجْرَ عُمْرِي
كَيْفَ أَنْسَى أَخَا انْشِرَاحٍ وَغَمِّ

مَا ذَكَرْتُكَ إِلَّا وَالعَيْنُ تَسْخُو
بِدُمُوعٍ فَاضَتْ بِشَوْقٍ وَسُقْمِ

مَا تَخَيَّلْتُ ذَا الفِرَاقَ بِيَوْمٍ
قَدْ حَلْلْتَ مَا بَيْنَ عَظْمٍ وَلَحْمِ

مَا يَزَالُ أُنْسُكَ يَسْكُنُ نَفْسِي
وَأَبُوحُ لَهُ أَحْيَانًا بِهَمِّي

غِبْتَ عَنِّي وَلَكِنْ طَيْفُكَ بَاقٍ
يَتَرَدَّدُ بَيْنَ وَعْيِي وَحُلْمِي


مبارك بقنه

الحمدان
08-05-2024, 09:22 AM
لا أملِكُ النّردَ في كفّي فأنتصرُ
أبكي، يُكذِّبُ دمعي أنّني حجرُ

آمنتُ بالصّبرِ لكنْ عقَّني ومضى
فكنتُ مِن بَعدِه بالقيد أصطَبرُ

وكنتُ عن قِصَرِ الأحلامِ أمنعُها
نفسي، وعند رفيعِ الحُلمِ أنكسرُ

وكنتُ ما كنتُ إلّا حينَ أنثُرُني
والشّعرُ ما الشّعرُ إلّا حينَ ينتثرُ

طاردتُ كلَّ محالٍ لاهثًا فإذا
خرَّت قوايَ، أمامي راح ينتظرُ

مِن ربعِ قرنٍ أباريني وأهزمُنِي
وأنفُخُ الرّوحَ في قلبي وأنتَحرُ

مِن ربعِ قرنٍ أنا ما زلتُ مثلَ أنا
شيئًا يسيرُ ولا يبدو لهُ أثرُ

فرَّغتُ بالحرفِ أسفاري وأتربتي
فكادَ مِن ثِقَلِ الآلامِ ينفطرُ

مادت خطاهُ على الأوراقِ يحمِلُها
كما يَجرُّ عَليلًا ذابِلًا سَكِرُ

مَن ذا أحدِّثُ والأشباحُ نائمةٌ؟!
ولا مكانَ هنا كي يسكنَ البشرُ

ومَن رفيقي إلى الدّنيا ووحشَتِها
وصاحبي الشّعرُ عند الجِدِّ يعتذرُ!

ومَن يمدُّ يدًا أو طوقَهُ مدَدًا
وأنتَ رغمَ جحيمِ الحالِ تفتخرُ

يأسٌ وبؤسٌ وسوداويةٌ تَركَتْ
نيرانَ عتمتِها في الرّوح تستعرُ

والقهرُ فيكَ وتَنفي ما تكابدُهُ
وفيكَ لا شيءَ مِمَّن بالرّضا فُطِروا

ما بينَ داهيةٍ تأتيكَ نائبةٌ
وبينَ نازلةٍ يختارُكَ الكَدرُ

ترجو الخلاصَ وأرضُ الله واسعةٌ
تَضْيَقُّ إن رَحُبَت في صدرِنا العِبرُ

تَضْيَقُّ يسبحُ في الأحداقِ قارِبُها
وخلفَ كلِّ سرابٍ يسبحُ البصرُ

تَضْيَقُّ ترصُفُ مِن أشواكِها طُرقًا
وتحذرُ القاعَ إذ تصطادُكَ الحفرُ

لم أبرحِ اللّيلَ مذ سيَّرتُ قافلتي
ضدّاي ما مَنعت دنيايَ والقدرُ

أخبرتُ عمري سنرمي آتيًا، فأتى
ما لستُ أعرِفه في الأمسِ ينحدرُ

لُمْتُ العيونَ لأسرارٍ بها افتُضِحَتْ
وما دريتُ بسرِّ الصّمتِ يَنهمرُ

وما شدوتُ غنائي حينها طربًا
بل غُصّةً سَفَكت ويلاتِها السُّرُرُ

قامَرتَ بالشّعرِ لا عينًا ظَفِرتَ بها
ولا اختصرتَ مدىً أو رُحتَ تُختَصَرُ

لو كان ما زرَعَت كفَّاكَ قاحلةً
يومًا لَظَلَّكَ مِن أطيابِها الثّمَرُ

لكن زَرعتَ صِباكَ المرَّ قافيةً
والشّيبُ في عبثِ الأغصانِ ينتشِرُ

يجري وراءَك يجري أم تُسابقُهُ
قلبٌ تكسَّرَ في ظَلمائهِ الحَذرُ

لو نَوَّمَتْهُ ولو في الشّوكِ مُرضعةٌ
أو عَبًّقَتهُ بها ما كانَ يُحتَضَرُ

يحتاجُ يسألُها إن أطعَمَتهُ فمًا
مَن منكمُ الماءُ أم مَن منكمُ الشّرَرُ


مظهر عاصف

الحمدان
08-05-2024, 09:22 AM
روايتُه تنقِّحُها الدّماءُ
ويمحُوها وتنقلُها النّساءُ

وإن غابَت ملامحُه استُردَّتْ
بفَرعٍ مِن تجذُّرِها يُضاءُ

ولم يُكتَب مخافةَ أنْ سيُنسى
ولم يحفظْهُ للآتي الرّثاءُ

وما قد قيل.. قيلَ مُسلَّماتٍ
يَخرُّ أمامَ سطوتِها الرّياءُ

وفي الثّوبِ الكثيرُ مِن الحكايا
وخلفَ خيوطهِ تعدو الظّباءُ

ويسكنُه على المنفى وجودٌ
ويُسكنُ مَن يهجِّرُه الفَناءُ

وهل قَدْ يستوي شعبٌ قديمٌ
ومَن في مهدهِ وطنًا يشاءُ

له أن يستريحَ بلا عظامٍ
يُسمِّدُها إذا انتَثرت فضاءُ

وأن يمشي إلى الدنيا وحيدًا
وجمعًا حين ترفعُهُ السّماءُ

وليسَ الموتُ ما يخشاه لكنْ
لهذي الأرضِ يُنتدبُ البقاءُ


مظهر عاصف

الحمدان
08-05-2024, 09:23 AM
لمْ نقتسِمْ وجعًا لكنَّهُ الوجعُ
يُهمِي بأنَّتهِ ما كان يَمتنِعُ

صلبًا أراكَ وكم أبديتَ مِن جَلَدٍ
فكيفَ تحمِلُ في الأضلاعِ ما يقَعُ

حُمِّلتَ مِن تَعبِ الأيّام أرهقَها
وصُعِّبَ السّهلُ فيما رمتَ والمُتعُ

لولا الرّؤومُ الّتي روَّستَ دعوتهَا
لقلَّمَ العمرَ مِن أنفاسهِ الجَزَعُ

فالشّمسُ والبدرُ منذُ الخَلقِ ما التقيا
ووجهُ أمِّكَ بالضّوءينِ يجتمعُ

مَن ذا يردُّ نقاءَ الشّعرِ في رجلٍ
ما دام مِن دمهِ قد هاجرَ البجعُ

يا كلَّ ما عرفَت روحي بمُتعِبِها
لو جَرَّدَت سَفهًا ما راح يندفِعُ

لكنَّهُ اللّينُ إذْ يجري بأوردةٍ
كيلا ينازعَهُ في جريهِ الطّمعُ

قلَّدتَ في الشّعرِ معشوقًا لقامتهِ
وما اتُّهمتَ إذا ما قيلَ يتَّبعُ

ما جلّلَ العينَ قد أودى بقسوتِها
وآيةُ الكسرِ في أحداقِنا الهَلعُ

في لُجّة العتمِ ترسو فيكَ نائبةٌ
وضفّةُ الضَّوءِ ممَّا حلَّ تنصدِعُ

وأنتَ أنتَ ولكنْ لم تَعدْ سكَنًا
للنّازفينَ عيونًا حينما فُجِعوا

فقلبُك اليومَ للأرزاءِ قِبلتُها
وقلبُك الرّحبُ للأحزانِ يتسعُ

قد قدَّمَ الموتُ للأجداثِ وجبتَه
ولا يزالُ لها يُقري وتبتلِعُ

ولا تزالُ كنارٍ كلَّما انطفأتْ
أو ذبَّها الصّبرُ بالأمواتِ ترتفعُ

في رَدهةِ الأرضِ إذ عاشوا مكابدةً
ودَفَّةُ القبرِ للنّسيانِ تُشترعُ

وكنتُ أحسبُ أنَّ الصّمتَ يُنصِفُني
حتّى صرختُ عذابًا حينما وضِعوا

ما قاله الشّعرُ في سلواي مَفسدةٌ
فهل تصدِّقُ أنَّ الصّبرَ يُخترعُ


مظهر عاصف

الحمدان
08-05-2024, 09:24 AM
أخفيتُ عنِّي ما يُرى ويُذاعُ
وأطعتُ قلبي والقلوبُ تُطاعُ

لمَّا تَقنَّعَ خلتُهُ مُتماسكًا
لكنَّهُ في الحالتينِ قِناعُ

لو شاءت الدّنيا لهُ ما شاءَه
ما كانَ بين المُتعَبَينِ نِزاعُ

ماذا تغيَّرَ مِن شحوبِ ملامحي
وأنا لكلِّ مصيبةٍ أنصاعُ

وجهي معالمهُ تدلُّ على الأسى
وعلى الأسى تتقلَّبُ الأوجاعُ

ما عدتُ أشبهُني فقل لي مَن أنا؟
*ماتَ الكمانُ وهاجرَ الإيقاعُ

ما عدتُ أشبهُ غيرَ قمحٍ شاحبٍ
*درَسَتهُ قبلَ ضمورِها الأضلاعُ

ما عدتُ أشبهُ غير بيتٍ مُوحشٍ
ضربَت سرابَ بعيدِهِ الأصقاعُ

ماضٍ ويهزمُني الضّعيفُ بداخلي
والكسرُ والمكسورُ حين يُراعُ

لا شيءَ خلفي إنّمَا ألمٌ بدا
رغمَ الهروبِ لداخلي وصراعُ

خوفُ الأمامِ يجيءُ مِن طعَناتهِ
فإذا استدارَ إلى الورا يلتاعُ

في خلفهِ زمنُ الفِراقِ ووحشةٌ
وتهافتٌ بيدِ الرّدى ووداعُ

في خلفهِ الأنثى الّتي وهبَت لهُ
ما كان يَحسبُ أنّهُ يُبتاعُ

غابت توسِّدُ قلبَها في قلبهِ
وأمدُّ عجزي إذ تُمدُّ ذراعُ

في خلفهِ أبتي وهمستُه الّتي
فوق الرّفوفِ المُورقاتِ تُذاعُ

ذهبَت بهِ الأنفاسُ نحوَ مصيرها
كيلا يعودَ مِن الضّياعِ ضياعُ

يشتاقُ كلِّي يا لكلٍّ زاهدٍ
فيما سواهُ وعندهُ طمَّاعُ

في خلفهِ إن تسأليهِ كوارثٌ
وسدودُ نحسٍ مُطبِقٍ وقلاعُ

غنِمَ الجميعُ مِن العِجافِ نصيبَهم
إلّاهُ فيها خاصمتهُ صِواعُ

فُتِحت لهم أبوابُها إذ غلِّقت
في وجههِ وتمنَّعَ المصراعُ

واستشعروا منِّي البكاءَ فلم أقلْ
ما قد تصونُ لقولهِ الأسماعُ

ها أنتَ وحدكَ كي يقُلنَ مكابرٌ
قد قلنَ لكنْ قولهُنَّ خِداعُ

إن يستعذنَ مِن القصيدِ وعمقِهِ
فالشّعرُ فيكَ تأصلٌ وطِباعُ

هذا الحُطامُ حُطامُ نفسكِ واثقٌ
ألَّا يكونَ معَ السّجالِ دفاعُ

فإذا انتهيتَ فللنّهايةِ أولٌ
فالحزنُ عادَ وعادت الأوجاعُ


مظهر عاصف

الحمدان
08-05-2024, 09:24 AM
يا أيّها اللّيلُ خُذْ ما شئتَ مِن عُقَدِي
واشهدْ حسيسَ النّوى في دورةِ المَددِ

صوفيّةُ الحرفِ فيما قلتُ تغرقُني
ويبلعُ الصّمتُ ما في الدّمعِ مِن زبَدِ

كلُّ المعاصي وآثامي وما اقترفَت
كفَّايَ قد لجَأت خَجلى لمُعتقَدِي

لم أشربِ الخمرَ بل قبَّلتُ فاتنةً
واللّاثمُ الثّغرَ إن مادَ الهوى يَمِدِ

كانت لها القوسُ في عينيهِ صائدةً
فما لها اليومَ لم تغنمْ ولم تصدِ

ما قوَّضَ الحزنُ قلبيِ إنَّما لغتي
أو ماءَ روحي مِن العينينِ بل كَبِدي

يا أيّها اللَّيلُ هل أخبرتَ شاهدَهم
أنَّي أفتِّشُ في المرآةِ عن جسدي

أنَّي أفتِّشُ في عينَيَّ عن صورٍ
تَذوي إلى الوهمِ إن مرَّتْ على أحَدِ

وحدي ويبعثُني وحدي لوحْدَتِهم
حتَّى أعودَ شخوصًا هالهَا عدَدِي

أَمسِي هناكَ وخلفي ألفُ نائحةٍ
يلجأنَ مِن عرَضِ الأرزاءِ نحو يَدِي

يذرفنَ مِن وجعٍ أوجاعَ قافيةٍ
لا يستقيمُ لها وزنٌ بغيرِ غديِ

إنِّي المُمدَّدُ في قبري وخارجِهِ
والذّارفُ الشّعرَ مِن ضعفِي ومِن جَلَدِي

والصّامتُ الصّبُّ إذ يجثو فأحمِلُهُ
مِن صدمةِ الأرضِ فوقَ التّيهِ والكَمدِ

يا قبرُ قد سكنَت دنيايَ قاطبةً
في دفتيكَ وفي جنبيكَ مُفتَقَدِي

أين العِقالُ وحطَّاتٌ مرقّطَةٌ
بالنّثرِ بالتّبغِ بالخَيماتِ بالبَلدِ

أينَ الدُّخانُ الّذي قد كنتَ تنفثُهُ
أينَ اختلاطُ الشّذا بالنّارِ والبَرَدِ

يا زوجَ مَن رصَفَتْ بالطُّهرِ مقصَدَها
مُذ حلَّقَت بجناحِ الوَصلِ والولَدِ

سرًّا أسائلُها إن خبَّأت نغمًا
مِن صوتكَ العَذبِ في صوتٍ بها غَرِدِ

قالتْ مفاخرةً دنياكَ يا أبتي
إنّي الغَرورُ فلا تُقبِل ولا تَرِدِ

فلا ورَدتَ ولم تُقبِل فكنتَ لها
يومَ استرحتَ مِن الأثقالِ بالرّصدِ


مظهر عاصف

الحمدان
08-05-2024, 09:25 AM
لزقزقاتِ بناتِ الشّامِ إفصاحُ
ووشوشاتِ ظِباءِ القدسِ إيضاحُ

الغارقونَ ببحرِ العشقِ ما غرِقوا
إلَّا وقد تُركَت في الشّطِّ أتراحُ

ما أبعدَ الفُلكُ أوطانًا وإنْ رفضتْ
دربَ الرّجوعِ إلى الأوطانِ ألواحُ

بيضُ الأناملِ سَمراواتُ أخيِلَةٍ
في رقّةِ الصّوتِ للمَنكوبِ أفراحُ

لا يرتَقينَ على «الأكعابِ» مِن قِصَرٍ
لكنَّهُ الطّبعُ نحوَ الفوقِ ينزاحُ

المائلاتُ إلى ما مالَ أصدقُنا
والباسطاتُ يدًا إنْ غُلَّتْ الراحُ

تُسجى الفراخُ بما زُقت بذي كرمٍ
ومبخرُ الطّيبِ في الأعراقِ نضَّاحُ

بعضُ العطورِ وإنْ دامتْ لزائلةٌ
وأجودُ العِطرِ ما في الخُلقِ فوَّاحُ

جاورتُهن غريبًا غيرَ ذي سَعةٍ
فاستنزلَ الضّيقَ في الأغلالِ إفساحُ

ينفضنَ عن كاهلِ المَكلومِ وحشتَهُ
ويستَضِئنَ وما في اللّيلِ مِصباحُ

مَن ألَّفَ الرّوحَ في جُندٍ مُجنّدةٍ
تنأى وتقرُبُ باللّاوعي أرواحُ

حاورتُهن عسى إن لنتُ تعرفُني
بيضاءُ باسقةٌ والوجهُ وضَّاحُ

يامنتُ شعريَ في عذلٍ وياسَرني
أطوي وأنشرُ تِبيانًا وأجتاحُ

قالت: ستخسرُ في الإلحاحِ مَنقبةً
ولمعةُ العشقِ في العينينِ إلحاحُ

وطَرفَةُ العينِ لا تبدو كنظرتنا
فيها البيانُ ولحظُ السّحرِ لمَّاحُ

وكم كتمتُ أنا في موطني قلمًا
فاستنزفَ الحبرَ بالتّزوير مدَّاحُ

وكان للأرضِ بكّاءً أبو عربٍ
وهل يُصدَّقُ في الآلامِ مزَّاحُ

والشّعرُ في الحقِّ لا يُلوى لغانيةٍ
ولا تدورُ إذا ما قيلَ أقداحُ

مِن رملةٍ وقرى الآرامِ قد وُجِدتْ
في هذه الرّوحِ أعرابٌ وأقحاحُ

ويعرفُ الثّوبُ مَنْ طرزنَ شاشَتَهُ
وشملةُ الخَصرِ حول الخَصرِ ترتاحُ

ويعرفُ القمحُ ما غنَّت سنابلُهُ
وما يُدوزنُ في الأغصانِ فلّاحُ

مِن هذه الأرضِ آبائي ومَن لجأوا
ويملِكُ الأرضَ رغمَ النّفيِّ نزّاحُ


مظهر عاصف

الحمدان
08-05-2024, 09:26 AM
وَاعْلَمْ بِأَنَّ الَّذِي تَخْشَاهُ قَدْ يُمْسِي
عَلَى الَّذِي قَدْ رَجَتْهُ النَّفْسُ فِي الْأَمْسِ

كَذَظ°لِكَ النَّفْسُ لَا تَنْفَكُّ عُقْدَتُهَا
حَتَّى تَمُرَّ عَلَيْهَا لَحْظَةُ الْيَأْسِ


طاهر يونس حسين

الحمدان
08-05-2024, 09:26 AM
اَلْحُرُّ يَعْيَا عَلَى كِذْبٍ وَبُهْتَانِ
وَذُو النِّفَاقِ لَهُ قَلْبٌ وَوَجْهَانِ

وَالنَّفْسُ تَطْمَعُ فِي جَاهٍ وَسُلْطَانِ
وَالزُّهْدُ خَيْرٌ لِذِي عَقْلٍ وَإِيمَانِ

وَالْخَيْرُ يَرْفَعُ عِنْدَ اللهِ مَنْزِلَةً
وَالْمَرْءُ يَسْمُو عَلَى فَضْلٍ وَإِحْسَانِ

وَالشَّرُّ شَرٌّ وَإِنْ سَادَ اللِّئَامُ بِهِ
وَالْعَارُ فِيمَنْ غَدَا بُوقَاً لِطُغْيَانِ


طاهر يونس حسين

الحمدان
08-05-2024, 09:27 AM
سَلَّمْتُ أَمْرِي لِرَبِّي وَاخْتِيَارَاتِي
وَسِرْتُ فِي مُلْكِهِ أَلْقَى مَسَرَّاتِي

وَبِتُّ فِي قُرْبِهِ لَا أَرْتَجِي أَحَدَاً
وَلَا أَرَى غَيْرَهُ يَرْوِي حِكَايَاتِي

فَالْحَمْدُ للَّهِ مَا دَامَتْ فَضَائِلُهُ
وَحَسْبُنَا نَصْرُهُ عِنْدَ الْمُلِمَّاتِ


طاهر يونس حسين

الحمدان
08-05-2024, 09:27 AM
أَسِيرُ مَعَ الْأَيَّامِ حَيْثُ تَقُودُنِي
وَأَرْجُو فَكَاكَاً مِنْ مَصِيرٍ يُرِيدُنِي

وَأَهْرُبُ مِنْهَا تَارَةً غَيْرَ أَنَّهَا
تَشُدُّ عَلَيَّ الْقَيْدَ ثُمَّ تُعِيدُنِي


طاهر يونس حسين

الحمدان
08-05-2024, 09:28 AM
عَلَى أَنَّهَا الْأَيَّامُ تُجْرِي الْمُقَدَّرَا
وَكُلُّ الَّذِي نَلْقَاهُ أَضْحَى مُقَرَّرَا

وَلَمَّا رَأَيْتُ الْيَوْمَ يَمْضِي كَمَا تَرَى
تَبِعْتُ خُطَاهُ حَيْثُ وَلَّى وَأَدْبَرَا

وَحَقِّ الَّذِي أَحْيَا وَأَرْدَى وَأَقْبَرَا
لَقَلْبِي عَلَى حُبِّ الْإِلَظ°هِ قَدِ انْبَرَى

وَرَبِّ السَّمَا وَالْبَاسِقَاتِ عَلَى الثَّرَى
سَأَمْضِي إِلَى الْعُلْيَا وَإِنْ كَرِهَ الْوَرَى

وَلَسْتُ قَوِيَّاً يَا إِلَظ°هِي لِأُنْصَرَا
وَلَا أَنَا مِنْ ذَنْبِي بَرِيءٌ فَأُعْذَرَا

وَلَا حَوْلَ لِي إِلَّا بِقُدْرَةِ قَادِرٍ
يُثِيبُ عَلَى الْخُسْرَانِ نَصْرَاً مُؤَزَّرَا


طاهر يونس حسين

الحمدان
08-05-2024, 09:28 AM
إِذَا أَمْسَى الهَوَى فَرْضَاً وَقَسْرَا
فَفَارِقْ وَارْتَحِلْ صَدَّاً وَهَجْرَا

وَلَمَّا تُهْتُ فِي صَحْرَاءِ قَلْبِي
وَذُقْتُ مِنَ الْأَسَى فَجَّاً وَمُرَّا

مَرَرْتُ بِوَاحَةٍ قَبْلَ التَّلَاشِي
تَقِي بِظِلَالِهَا بَرْدَاً وَحَرَّا

وَأَنِّي حِينَمَا زَعْزَعْتُ نَفْسِي
لَقِيتُ زُمُرُّدَاً فِيهَا وَدُرَّا

وَأَنِّي عِنْدَمَا نَادَى الْمُنَادِي
جَرَرْتُ إِلَى الْإِلَـظ°هِ الرُّوحَ جَرَّا

وَأَنَّا قَدْ أَتَيْنَا حَاسِدِينَا
فَخَرَّ عَلَيْهِمُ الْبُنْيَانُ خَرَّا

وَأَنَّكَ إِنْ تَرُمْ صَفْوَ اللَّيَالِي
فَلَيْسَ أَلَذُّ مِنْ أَنْ تَحْيَ حُرَّا


طاهر يونس حسين

الحمدان
08-05-2024, 09:29 AM
يَمُرُّ زَمَانُ السَّعْدِ خَطْفَاً عَلَى الفَتَى
كَبَرْقٍ بُعَيْدَ الوَمْضِ أَدْبَرَ وَاخْتَفَى
*
وَتَغْدُو لَيَالِي الْحُزْنِ حَقَّاً بَطِيئَةً
كَأَنَّ حِسَابَ الوَقْتِ فِيهَا قَدِ انْتَفَى

كَذَظ°لِكَ حَرْبِي مَعْ زَمَانِي طَوِيلَةٌ
وَمَا طَابَ جُرْحِي مِنْهُ بَعْدُ وَمَا اشْتَفَى


طاهر يونس حسين

الحمدان
08-05-2024, 09:29 AM
اَلْحُرُّ يَعْيَا عَلَى كِذْبٍ وَبُهْتَانِ
وَذُو النِّفَاقِ لَهُ قَلْبٌ وَوَجْهَانِ

وَالنَّفْسُ تَطْمَعُ فِي جَاهٍ وَسُلْطَانِ
وَالزُّهْدُ خَيْرٌ لِذِي عَقْلٍ وَإِيمَانِ

وَالْخَيْرُ يَرْفَعُ عِنْدَ اللهِ مَنْزِلَةً
وَالْمَرْءُ يَسْمُو عَلَى فَضْلٍ وَإِحْسَانِ

وَالشَّرُّ شَرٌّ وَإِنْ سَادَ اللِّئَامُ بِهِ
وَالْعَارُ فِيمَنْ غَدَا بُوقَاً لِطُغْيَانِ


طاهر يونس حسين

الحمدان
08-05-2024, 09:30 AM
أيُّـهَا المَاضِي إِلی مَتَّی سَتَمّْضِي
وَلَنَا فِيكَ العُمّرُ الأَولُ وَالأَخِيرُ

يَا سِيرَةٍ رَوَاهَا الحَنِينُ بَاكِياً
إنَّ غَدُنَاَ عَلَی خُطَاكَ نَـحْوَكَ يَسِيرُ

حَتَّی إذَا كُنّتَ الهَمُّ فَأنّتَ مَاضِي
ولا َوَيلٌ لِمَنْ صَارَ مَاضِيهِ سَمِيرٌ

قُلتُ رَأيّ فِي خَوَالِي الأَيَامِ وَزِدّتُ
كُلّمَا طَالَ الزَمَانُ وَأَطَالَ التَعْمِيْرُ

سَوّفَ يُقَاسُ الحُلُمُ بِمَطلَعِ أَخِرِ شَمّس
وَعَلَى نَــــحْوِ ذَلِكَ سَيَسْتَمِرُ التَبْشِيْرُ

فَإسْأـــَل الإذَاعَاتَ عَنْ عُمّرِ الأخْبَارَ
فِي الأَصلِ كَـــانَ مَصْدَرُهَا الَخَرِيْرُ

دَعْنِي لِلشِفَاءِ فَأَنَا مُنْذُ أمْـــسَ نَاظِرِهُ
كَفلْسطِينْ تَنتَظِرُالغَيثُ وَالتَحْرِيْرُ

دَعْنِي أوَدّعُ الرُوُحَ بِقَرَارِ المَصِيْرِ
وَدَعْنِــي أصْنَعُ لِلدَاجِنِ جَنَاحَاً فَيَطِيْرُ

إن الـــــعامَ الأشخَمُ قَدّ مَضَى غَائِباً
وَقَــــدّ نَـــجَونَا بَعْدَهُ فَـــلاَ تَــــــنْسِيْرُ

وَإنَّ الـــعَامَ الأخْصَبُ قَدّ دَنَى قَادِماً
يَرَى فِينَا النَـجّمُ وَالطّرِيْرُ

وَإنَّ عـامَ فِيهِ غَزَونَا كَوَاحِدٍ مِنَا
وَإنَّ عَـامَ نَحْبِنَا هُوَالرَجُلُ العَرِيرُ

عَلَيهِ فَإنَّ لَــومَنَا لَـيْسَ المُبَرِرُ
وَإنَّ لَـــــــومَ الزَمَانُ هُوَ حَقُ التَبْريرُ

بِفَضْــــلِ رَبّنَا سَاءَ مَطرُ مَنْ حَوّلَنَا
وَخَـــــــصَتنَا سَمَائُنَا بِغَيثٍ مَائِهِ نَمِيرُ

ثُمَّ بِغَضبِ رَبنَا عُـــصِفَ بِمَا حَولَنَا
فَصَارَمَا كَـــانَ نُــــبَاحٌ اليَـــومَ هُرِيرٌ

عَلَيهِ فَــــــإنّ لِلدّهْرِ كَــــشَفِيرِ الحُفَرِ
وَالوُقُوعِ فِيـــــــهَا خطبٌ قَدَرُهُ القَدِيرُ

فَيَا مَنْ مَــــــــاتَ فِـــي الحَيَاةِ تَمَنْياً
هَــــــــكَذَا الدُنْيَا تُرَحِلُ الغَضُ الغَرِيرُ

وَيَا مَنْ عَــــاشَ فِي المَمَاتِ تَـــحِيّةً
وَإنَّ عِــــــــــــمَادَ العَرِينَ بَنَاهُ الزَّئِيرُ

عُرُوبَةُ الفَرسْدَقِ صَمَدَتْ فَمَا بُطُلَتْ
رُغّـــــــمَ أنَّ المُعَادِي وَالهَجَاءُ جَرِيرُ

وَأدَابُ المُتَنَبِي اليَومَ قَـــــدّ صَـارَتْ
قَنَاعَةُ لاَ يَــــجهَلُهَا بصِيرٌ وَلاَ ضَرِيْرٌ

عَلَيهِ هَكَذَا الصَـحَائِفُ قَــــدّ نُشِرَتْ
هَـــذَا الجِدُّ مَحْمَلُهُ وَذَا يُــــكتَبُ تَزمِيرُ

رَأيّ سَكَنَ فِي مَــــسّكَنِهِ مُــــحْتَكِماً
يُــــــنكِرُ مَعَ النَاكِرينَ أصْوَاتُ الحُمِيرُ

لِلوَجْهِ بَشَاشَة وَبَشّة مِن صِدّقِ شَاشَة
مُــــحيّا مُـــصَورٌيُـــطورُوَلاَ تَطوِيرٌ

وَللآنْفِ أنَفَة وَضَجّة مُكَبّرٌ صَوتُهَا
وَالصَفّو عَلَى هَوَاءٍ يُعَكّرِهُ التَـــــشفِيرُ

أقْبلْ يَا مُــــــقبلْ بقَسَمَاتِ المُسْتَقبَلِ
إذاَ إسْتَـــطَعْتَ رَدَّ تَـــقْلِيعُ الأَعَــاصِيرُ


لزهر دخان

الحمدان
08-05-2024, 09:36 AM
بِقَهْري خُضُوعٌ عَصَى قَاهرَكْ
فآثرَتَ ذُلّي لِكي أنْصُرَكْ

ولَو كَانَ للأرضِ عَدْلُ السَماءِ
لألْجَمْتُ في عَادِلٍ جَائِرَكْ

ولكِنْ طَغى بالضّياءِ الظلامْ
فمَنْ عَافَهُ النُّورُ لَنْ يقْهَرَكْ

وَمَالِي أُشَرَّدُ مِنْ مَوطِنِي
لِتَغْرِزَ فِي غُرْبَتِي خِنْجَرَكْ

طُمُوحِي بَسِيطٌ يُحِبُّ الحَياةَ
ومَا آكِلٌ غَضُّهُ أَخْضَرَكْ

غُبَارُكَ يُثْكِلُ وَجْهَ الصَّبَاحِ
ويَصْدَعُ بِالْلِيلِ إنْ سَامَرَكْ

بِظُلْمكَ لا تَسْتفِيق الورودُ
فَقَطْعُكَ لِلْوَرْدِ مَا عَطّرَكْ

أَنَا مِنْ عِرَاقٍ يَدَاهُ المَدَى
وفِي كُلِّ عِزٍّ مَدَاهُ اشْتَرَكْ

إذَا جِئْتَ مُسْتَعْبِدَا مَجْدَهُ
أَعَادَ غُرَورَكَ تَحْتَ الدّرَكْ

هَوَ الدِّيْنَ وَالمَهْدُ لِلاَنْبِياءِ
فإِنْ كُنْتَ أَنْكَرْتَهُ كَفّرَكْ

ويَومَا تَخُونُ بِكَ المُغْرَيَاتُ
لِتَنْزِعَ عَنْ عَورَةٍ مِئْزَرَكْ

ومَا دَامَ ظُلْمٌ بِمَكْر الزَّمَانِ
فَأَخْبِرْ بِذَلِكَ مَنْ غَرَّرَكْ


مصعب الإبراهيمي

الحمدان
08-05-2024, 09:37 AM
إِنَّا مِنْ قُرَىٰ لَا يَذْكُرُ ذَاكِرُهُم
مَنْ حَبُّوا وَمَنْ فِيهِمْ يُبْتَكَرُ

فَمَا لِيَ كُلَّمَا كَتَبْتُ الحَرْفَ
أُغْلَبُ مِنْهُ فَإِسْمُهَا يُذْكَرُ

أَمَا خِفْتَ يَا قَلْبِي عَلَيْهَا
مِنْ لِسَانٍ فِي الخَفَا مُنْكَرُ

أَمَا قَدْ حَكَّمْتُكُ يَا عَقْلُ
لَكِنَّ القَلْب آمِرٌ وَأَنْتَ مُؤْمَرُ


رشوان حسين

الحمدان
08-05-2024, 09:38 AM
فَضَاءٌ.. وَالْمُدَى أَنَّى اِتَّجَهْتُ
أَرَى حَوْلَي الْحَيَاةَ وَمَا وَعَيْتُ

وحَوْلِي مِنَ رِيَاحِ الشَّكِّ بَعْضٌ
وآياتٌ، وَأحْزَانٌ، وَنَعْتُ

يَضْيقُ الْكَوْنُ فِي عَيْنِيَّ حَيْنًا
أَسَائِلَ خَاطِرِي : هَلْ قَدْ دُفِنْتُ

وَهَلْ مَرَّتْ سِنِّينِي مُهْمَلَاتٍ
فَضَاقَ الْقَبْرُ مِمَّا قَدْ فَعَلْتُ

تُصَادِرُنِي تَرَاتِيلُ اِلْتِيَاعِي
واطعِمُ ذِكْرَيَاتِي مَا طَحَنْتُ

وَيَتَّسِعُ السُّؤَالَ جُنُونُ حَرْفٍ
وَتـمْضغُنِي الرِّيَاحُ مَتَى قَرَأْتُ

فَبَعْضِي مُؤْمِنٌ، وَالْبَعْضَ شَكٌّ
وَكُلُِّي مَذْهَبٌ أَنَّى وُجِدْتُ

أَلَوْذَ بَصْمَتِي الْمَوْجُوعِ قَهْرًا
وَأَخْشَى مِنْ حَديثِي إِذَا نَطَقْتُ

أَشَيْطَانَ أَتَانِيَّ دُونَ إِذْنٍ
وَأَمَلَانِي الْحَديثَ وَمَاوَمَا كَتَبْتُ


ميقات الراجحي

الحمدان
08-05-2024, 09:39 AM
كم مِن فتىً جثمتْ عليه همومُه
لولا التعقّل لَاحْتسى كأسَ الردى

كلُّ ابن أنثى سوف يأتي سعده
صبرا أخي فاليوم يأتي أو غدا


.......

الحمدان
08-05-2024, 09:39 AM
أصافحه من غير غلٍّ و أنثني
و ما همني إن كان يحمل لي غلا

إذا أنت جاريتَ امرءا في ملامةٍ
فلِمْ خلق الله التسامح و الفضلا


......

الحمدان
08-05-2024, 09:40 AM
تحرق الذات في هوى الكلماتِ
رب عشق فداه حرق الذاتِ

حالما صغْتَ في الحياة قصيدا
يحمل البشرى بالخلاص الآتي

و أتيتَ الدنيا تنادي ذويها:
عانقوا الصحو فهْو سر الحياة

تتمنى أن ينهض الكون من كبـ
ـوته كيما يستوي في ثباتِ

فترى الحب فيه يمشي طليقا
ماسحا دمع الحزن و الآهاتِ

و ترى الأمن قد غدا مستتبا
و فم الدنيا ضاء بالبسماتِ

منك ينساب الشعر في نشوةٍ طلْـقَ
المحَيّا،معطَّرَ النفحاتِ

لا تني تصبو للغد المشتهى، تصْبو
لإدراك أجمل الغايات

أيها الشاعر الوديع سلاما
كيف تغدو فينا أخا مأساةِ

فعشيّا تبيتُ راعيَ سهد
و تعاني الهمومَ حين الغداةِ

إنني ها هنا أراك غريبا
ضائعا، كم في القوم من ضائعات

جهلوا قدرك الرفيع و لكن
أنت من يعتلي الذرى الشامخات

كم جليلٍ في قومه خابَ حظا
و هْوَ فيهم أحق بالمكرمات

آهِ لو أنصف الزمان لحرٍّ
كنتَ أولى بأرفع الدرجاتِ

يا أخا الإلهام الرقيقِ لتسلمْ
إنك الضوء في دجى الحالكاتِ


......

الحمدان
08-05-2024, 09:41 AM
أحيا و عندي عزة الشاعر
ذي القلم الملتزم الطاهرِ

بيتي جوارَ الشمسِ شيدتُهُ
و اسمي سما رغم أذى الفاجرِ

من منهل الصدق أنا شارب
ماضيَ في الصدق كما حاضري

يحمل شعري فكرتي راجيا
نقلي كما أنا إلى الناظر

ما الشعر إن كانت مضامينه
منتوج هاذٍ لم يبِنْ هاذرِ

لا يرتوي القارئ منه و لا
يسمو به من نبضه الفاتر

يا مبهِماً في شعره لم تقل
شعرا و ذا من حظك العاثرِ


......

الحمدان
08-05-2024, 09:42 AM
نُفُوسٌ تَحمِلُ الوُدَّا
وَتَحفَظُ طَالَمَا العَهدَا

وَترعَىٰ دَائِمَاً حُبَّا
إذا مَا الدَّهرُ قَدْ مُدَّا

وَتَهفُو دَائِمَاً شَوقَا
إلىٰ مَنْ بَادَلَ الوُدَّا

وَيَبقَىٰ عَهدُهَا أبَدَا
عَلَىٰ أعنَاقِهَا حَدَّا


......

الحمدان
08-05-2024, 09:44 AM
الشِّعرُ عَنْ نَفسِي بِهِ أتَكَلَّمُ
وَأقُولُ مَا يَخبُو بِقَلبِي فَاعلَمُوا

يَا أيُّهَا الأحبَابُ لَستُ بِنَاطِقٍ
قَولاً هَزِيلاً فِي المَعَانِي أبكَمُ

بَلْ لَا أقُولُ سِوَىٰ النَّفِيسِ الأجزَلِ
مِنْ كُلِّ قَولٍ فِي المَعَانِي يَعظُمُ

لِلصُّمِ رَدَّ سَمَاعَهُمْ فَتَرَنَّمُوا
وَيَرُدُّ أبصَارَاً لِمَنْ هُمْ قَدْ عَمُوا


......

الحمدان
08-05-2024, 09:45 AM
أنَا سَيِّدُ قَرَارِي
أنَا سَيِّدُ أفكَارِي

أنَا سَيِّدُ أفعَالِي
أنَا سَيَّدُ أموَالِي

وَلَستَ تَملِكُنِي قَطعَاً
وَلَستُ أملِكُ أهوَالِي

أفنَيتُ عُمرِي وَمَالِي
كَيْ لَا أرَى سُوءَ حَالِى

وَتَرَادَفَت أحوَالِي
حَتَّىٰ رَأيتُ انتِقَالِي

مِنْ دَارِ سُوءٍ إلَىٰ
دَارٍ بَلَاهَا بِبَالِي

قُل للظَّلَامِ انجَلِي
وَلِلمَعَالِي تَعَالِي

حَسبِي عَلَيكِ اللَّيَالِي
الطَّيِّبَاتِ الخَوَالِي


......

الحمدان
08-05-2024, 09:45 AM
سَهَوتُ بِنَفسِي نَحوَ مَاضٍ تَرَاكَمَا
وَقُلتُ لَهَا وَالقَولُ زَادَ التَّألُّمَا

ألَا تَذكُرِينَ الفَرْحَ والحُزْنَ تَارةً
وَأيَّامَ* لَهوٍ عِشتُهَا مُتَنَعِّمَا

وَأيَّامَ حُزْنٍ لَمْ أذُقْ قَطُّ مِثلَهُ
وَأيَّامَ فَرْحٍ كَانَتِ الغَيثَ إذ هَمَىٰ

وَأيَّامَ بِرٍ قَد مَضَىٰ اليَومَ بِرُّهَا
وَأصبَحَ فِينَا ذِكرُهَا مُتَجَهَّمَا

وَأيَّامَ خَيرٍ طَالَ فِي الدَّهرِ خَيرُهَا
وَأغدَقَ إغدَاقَاً وَأنعَمَ أنعُمَا

تَبَصَّرتُ مَاضٍ مَا تَبَصَّرتُ مِثلَهُ
وَأيقَنتُ حَتمَاً أنَّهُ كَانَ قَيِّمَا


......

الحمدان
08-05-2024, 09:46 AM
إنَّ الهَزِيمَةَ إنْ شَدَّت جَحَافِلَهَا
وَألقَتِ الرَّوعَ فِي نَفسِي وَأبحَرَتِ

لَيسَت بِصَائِبَةٍ مِنِّي مُصِيبَتَهَا
فَالعَزمُ شَدَّ عَلَىٰ رَوعِي مَتَىٰ سَرَتِ


......

الحمدان
08-05-2024, 09:47 AM
تَدَاعَت قُيُودُ المَوتِ حَتَّى تَقَطَّعَت
وَقَيدُ حَيَاتِي مَا بِهِ مِنْ تَقَطُّعِ

وَألفَيتُ العُمرَ مِنْ بَعدِ انقِضَائِهِ
وَألفَيتُهُ حِينَمَا طَالَ مَدمَعِي

أرَىٰ بِعُيُونِ المَوتِ مَا لَيسَ يُنظَرُ
أرَىٰ مُهلِكَاتٍ مَا لَهَا مِنْ تَراجُعِ

فَإنْ طَالَ مَا أنَاْ رَائِهِ وَمُعَاينُهْ
فَقَدْ طَالَ بِالدَّهرِ وَالدَّهرُ مَرجِعِي

تَمَادَىٰ لِقَاءُ المَوتِ بِي حِينَ هَزَّنِي
وَلَكِنَّهُ لَم يَنل بِي نَيلَ مُفزِعِ

وَلَاقَيتُهُ لَو أنَّ بِي ألفُ* مَرَّةٍ
مِنَ السَّكراتِ مَا كَانَ لِي بِمُوجِعِ

أنَا سَيِّدُ الدُنيَا وَلَستُ بِمَالِكٍ
لِأذنَابِهَا لَكِنَّهَا دَائِمَاً مَعِي


......

الحمدان
08-05-2024, 09:48 AM
أيُّهَا المَرءُ الكَئِيبُ
صَاحِبُ الرَّأيِّ، الغَرِيبُ

لَا تُبَالِي بِالمَقَالِ
أو تُبَالِغ فَتَعِيبُ

كُلُّنَا رَهْنُ الفِعَالِ
وَالمَقَالُ لَا يَطِيبُ

فَاستَقِم فِي كُلِّ أمرٍ
وَاعتَزِم مَا لَا يَخِيبُ

وَاصبِرَنَّ عَلَىٰ المُصَابِ
كُن حَلِيمَاً وَالكُرُوبُ

لَا تَكُن جَزِعَاً بِبَأسٍ
إنَّمَا الجَزَعُ المُصِيبُ

كُن رِيَاحَاً فِي الأعَالِي
كَيفَمَا شَائَت هُبُوبُ

وَاعتَلِي رُكنَ المَعَالِي
إنَّهُ رُكنٌ وَجِيبُ

إنَّمَا فِي كُلِّ نَفسٍ
مَا يُشِينُ وَمَا يُهِيبُ

فَاستَبِق إظهَارَ هَيبٍ
إنْ تَقُم فِينَا الحُرُوبُ

وَاطرَحَنَّ الشَينَ دَومَاً
إنَّهُ عَارٌ مُرِيبُ

كُن لَبِيبَاً عِندَ رَأيٍ
زِينَةُ القَومِ اللَّبِيبُ


......

الحمدان
08-05-2024, 09:48 AM
وَكَم مَرَّت عَلَينَا مِنْ لَيَالِي
وَأيَامٍ تُعَدُّ مِنَ الخَوَالي

وَسِتٍّ مِنْ سِنِينٍ مُعجِفَاتٍ
مَلِيئَاتِ النِضَالِ والاقتِتَالِ

سَهَرنَا فِيهِمُ كَمْ قَدْ سَهَرنَا
وَكَانَ لَنَا بِهَا ذِكرَىٰ وَحَالِ

وَكَمْ قَدْ رَامَنَا فِيهَا صَدِيقٌ
وَكَمْ رُمنَا بِهَا صُدُقٍ عِدَالِ

وَكَمْ مَرَّت عَلَينَا مُحزِنَاتٍ
كَمَا مَرَّت عَلَينَا ذِي الكِلَالِ

تَعَثَّرنَا بِهَا فِي كُلِّ شَوكٍ
فَقُمنَا قَدْ عَلَونَا ذِي الجِبَالِ

تَرَانَا عَازِمِينَ عَلَىٰ أُمُورٍ
وَلَا نَخشَىٰ مَلَامَةَ ذِي مَقَالِ

فَنَحنُ القَادِرُونَ إِذَا عَزَمنَا
وَنَحنُ أُولُو المَهابَةِ وَالجَلَالِ

وَقَدْ مَرَّت لَيَالِينَا كَأَنَّا
تَمُرُّ سَرِيعَةً مِثلَ الخَيَالِ

وَتَبقَىٰ بَعدَهَا ذِكرَىٰ نَرَاهَا
وَكَمْ جَلَّت لَنَا ذِكرَىٰ الجَمَالِ


......

الحمدان
08-05-2024, 09:49 AM
فَإذَا رَأَيتَ البَدرَ فِي أفلَاكِهِ
فَاعلَمْ بِأنَّ البَدرَ لَيسَ يَرَاكَا

وَإذَا سَمِعتَ بَلَابِلَاً تَشدُو هُنَا
فَاعلَمْ بِأنَّ بَلَابِلَاً تَشدُو هُنَاكَا

وَاعلَمْ بِأنَّكَ مُدرِكٌ مِنْ ذَا الفَضَا
عَدَمٌ وَلَستَ تَنَالُ مَا يُرضِي هَوَاكَا

فَاليَأسُ مِمَّا لَا نَصِيبَ بِهِ نَجَاهْ
وَالحُلمُ فِيمَا لَا يُنَالُ هَلَاكَا

دَعْ مَا يَرَاهُ القَلبُ مَرغُوبَاً بِهِ
فَالقَلبُ يَعلَمُ أنَّهُ لِسِوَاكَا

دَعْ كُلَّ مَا يَهوَاهُ فَهْوَ مُخَادِعٌ
يَدعُو إلَىظ° الآلَامِ وَالأشوَاكِ


......

الحمدان
08-05-2024, 09:50 AM
ومشغوفةٍ بالعلمِ زان حديثها
إلى الغُنجِ ما قال الحكيمُ وما حكى

قتلتُ بها العُذّالَ يوم عشقتُها
بقلبٍ وعقلٍ فاسترحتُ من الأذى


......

الحمدان
08-05-2024, 09:52 AM
وَقَالُوا حَلَتْ بِئرٌ بِرِيقِ مُحَمَّدٍ
عَسَانِي بِهَا أُشفَى فَإِنِّي بِهِ صَبَّا

وَعَينُ عَلِيٍّ قَد تَجَلَّتْ بِرِيقِهِ
وَكَم عَادَ صَخْرٌ بَعدَ مَا مَسَّهُ رَطْبَا

وَلَو نَالَ مَاءُ البَحْرِ مِنْ فِيْهِ قَطْرَةً
لَصَارَ كَمَاءِ النَّهْرِ سَائِغَةً شُربَا

وَمَاءُ البِحَارِ لَو مُزِجْنَ بِرِيقِهِ
لأَصْبَحَ مَاءُ البَحْرِ مِنْ رِيقِهِ عَذْبَا


......

الحمدان
08-05-2024, 09:57 AM
الاهبي بدفئك في القلوب
فقد زاد الهبوب من الشمالي

وكوني خير مكنون لشخص
بوصل الحب منك ولا تبالي

وشدي لحنك الشاجي إلينا
على لحن الصبا لحن الكمالي

فأنت الكل والكل كمال
وأنت درة من بحر غالي

يسير القلب والدنيا فجاج
ويختار القريب من الوصالي

سقى الله الحوالي والتوالي
وأيام نسميها الخوالي


......

الحمدان
08-05-2024, 09:58 AM
شَمْسُ الشُّمُوسِ أصْبَحَت عَلَينَا
بِمَنظَرِهَا البَهِيِجِ وَثَغْرُهَا البَسَّامْ

رَعْبُوبَة مَمْلُوحَة تَنْظُرُ إلينا
كَـحُورِ العِينِ فِي دَارِ المُقَامْ

غَانٍية كَـلَيلَىٰ وأُمُّ البَنِينِ وعَبْلَة
وأنا إمرؤٌ وضَّاحٌ كَـقَيسٍ مُسْتَهَامْ

أفَـلَا تَنْظُرُ وتَرِقُّ لِحَالِنَا وتأتِينا
فَلَسْنَا نَهْنَئُ بِنَومٍ وَلا يَشْفِينَا مُدَامْ

وَهَا هُنا قَلِيلِ مِنْ وَصْفِهَا
خُودٌ بـِخُدودٍ عَسْل الرُّؤام

قَصيرَةٌ مَمْشُوُقةَ بَاهِيةٌ جَمِيلَةْ
تَأسِرُ نَاَظِرُهَا مِن عُرّبٍ وعِجَام

يا يوسُفيَّةُ الحُسْنِ وَصْلُكِ غَايَتُنَا
وأنا كَـيَعْقُوب قَدْ أُصِبتُ بإغّتِمَام

إعْطِفِي ومُدِّي ثوبُكِ لي لأشُمَّهُ
ولا تَكُونِي ألِدَّةً في الخِصَام

فَـيا سَعَادَة القَلْب بِمَجِيئِكِ إلَيْنَا
وَيا أهلاً و مَرّحَباً بالحَبيبِ المُرامْ

يا بَهْجَةْ الصَّدْرِ قَد إشّتَقْنَا إليكِ
ويا بَلْسْم الجُّروحِ وشِفَاءْ السِّقَامْ

أصْبَحْتِي عَلَينَا كَـالسِّراجِ الوُهَّاجْ
وَفِـي اللِّيْــلِ أنْتـي بَدْرُ التَـمَـام

قَد أطَلْتِي المَغِيـبَ بِبُعْدِكِ عَنَّا
ولَكْنْ يا حِبُّ لَا تَثْرِيبَ ولا مُلامْ

نَامِي هَنِيئاً فإن مُضْغَتِي مَرْعَاكِ
وأنا عينٌ لَكِ تَحْمِيكِ فِي الظَّلَامْ



......

الحمدان
08-05-2024, 09:58 AM
ذاتَ حُسنٍ تَسبي النُهى كَم جَهِلنا
قَدرَها وَالنِقابَ يَحجِبُ عَنّا

مُذ وَفَتِ وَالشُموعُ تَقَرَّبَ مِنّا
أَسفَرَت عَن جَمالٍ فَذَهَلنا

وَاِستَفاضَت مِنَ العُيونِ الدُموعُ
فَإِذا الشَمسُ تَستَحي مِن سَناها

وَالثُرَيّا يَجيدُها تَتَباهى
أَقبَلَت نَحوَنا وَلاحَ بَهاها

فَالتَقَينا بِالراحَتَينِ ضِياها
وَاِستَكفَتهُ بِالفِراشِ الشُموعُ


الصيرفي

الحمدان
08-05-2024, 09:59 AM
أَتَيتُ لِمَن أَهواهُ أَعرَضَ حاجَتي
فَقابَلَني ظُلماً بِتيهٍ وَإِعراضِ

وَجَرَّدَ مِن لَحظَيهِ سَيفاً مُهَنَّداً
أَعوذُ بِرَبِّ الناسِ مِن حَدِّهِ الماضي

حَسِبتُ بِروقِ الوَصلِ بِالفَوزِ وَمَضَت
وَلَكِنَّهُ قَد كانَ خَلبَ إيماضِ

وَكُنتُ أَظُنُّ البُعدَ يَخفِضُ لَوعَتي
وَسَفحُ دُموعي فيهِ تَخفيفَ أَمراضي

فَكانَ الهَوى في عَكسِ ما أَنا حاسِبُ
وَزادَ الجَوى في الحالَتَينِ عَلى الماضي

وَلَكِنَّني لَمّا رَأَيتُ كِتابَكُم
عَلِمتُ بِأَنَّ الدَهرَ حاوَلَ إِنهاضي

كِتابٌ كَأَنَّ النَشرَ في نَشرِ طَيِّهِ
تَرُدُّ بِهِ الأَرواحَ مِن بَعدِ إِغماضِ

وَأَما الَّذي لاحَظتُموهُ فَإِنَّهُ
مُجَرِّدُ دَعوى لَيسَ يُقَبِّلَها قاضي

وَلا سِيِّما دَعوى التَهَكُّمِ أَنَّها
عَجالَةَ طَيشٍ أَو نَتيجَةَ إِمعاضِ

وَلَو كانَ لي وَقتٌ لا ظَهَرَت خَطَأَها
وَأَدحَضَت مَبناها وَأَيَّدَت إِدحاضي

وَلَكِنَّني مِن أَبحُرِ الشِعرِ غارِقٌ
بِبِحرٍ وَسيعٌ لِإيجازٍ بِخَواضِ

وَذَلِكَ أَنّي أَبتَني لِقَصيدَةٍ
بَديعِيَّةٍ في مِدحَةِ المُصطَفى الراضي

عَلَيهِ صَلاةُ اللَهِ ما ذَرَّ شارِقٌ
وَأَحيا مَواتَ الأَرضِ مِدرارُ فَيّاضِ


الصيرفي

الحمدان
08-05-2024, 09:59 AM
يا أَيُّها الخِلُّ الَّذي لَم يَنسَني
ما دُمتَ مَوجوداً لَدَيهِ يَراني

وَإِذا بَعُدَت هَنيهَةً عَن وَجهِهِ
جَرَتِ العَوائِدُ أَنَّهُ يَنساني

أَنّي لَأَعجَبُ مِن صُدودِكَ وَالجَفا
هَل بَعدَ ذاكَ الحُبُّ مِن سَلوانِ

كَم مِن وُعودٍ ما وَفَيتُ بِبَعضِها
فَحَمَّلتُها حِرصاً عَلى النِسيانِ

لَأُنَزِّهَنَّكَ عَن تَقَصُّدِ جَفوَةٍ
إِنَّ الجَفاءَ قَطيعَةُ الخِلّانِ

هَل بَينَ عُرقوبَ وَبَينَكَ نِسبَةٌ
حاشاكَ عَن زورٍ وَعَن بُهتانِ

قَولاً بِلا فِعلٍ وَلَيتَكَ لَم تَكُن
لِتَزيدُهُ بِمَغلَظِ الأَيمانِ

فَاِحفَظ زِمامَ مَقالَةٍ إِن قُتَلها
وَاِحذِر فَدَوتُكَ كَبوَةَ الفُرسانِ

وَاِهمِز جَوادَ عَزيمَةٍ أَمضَيتُها
وَاِشخَص إِلى مَعَ البَريدِ الثاني

أَو ما عَلِمتُ بِوَحدَتي وَبِحاجَتي
لَكَ دائِماً يا صَفوَةَ الخِلّانِ

فَإِذا حَضَرتَ فَأَنتَ أَفضَلُ قادِمٍ
عِندي وَأَنتَ أَجَلُ مَن يَلقاني

إِلّا إِذا كانَ غُلاماً أَهيَفا
ساجي اللَواحِظِ ناعِسُ الأَجفانِ

ظَبياً بَديعَ الشَكلِ مَعسولَ اللَمعي
لا يُستهانُ بِطَرفِهِ الوَسنانِ

ذا وَجنَةٍ حَمرا وَقَد أَسمَرَ
يَسبي النُهى بِجَمالِهِ الفَتّانِ

الرَدفُ يُقعِدُهُ وَيَجذِبُ خَصرَهُ
فِعلُ القُوى مَعَ الضَعيفِ الفاني

وَمَنِ الَّذي ما مَيَّلَتهُ يَدُ الهَوى
إِنَّ الهَوى لَيَميلُ بِالحيطانِ

هَذاكَ أَنتَ فَقَد مَدَّدتَ مِنَ الخَطا
مُتَوَسِّعاً في حَلبَةِ المَيدانِ

وَغَدَوتَ في عِلمِ الهَوى مُتَفَنِّنا
تَستَتبِعُ الأَشياخَ بِالصِبيانِ

مِن أَيِّ جِنسٍ لا تَخلي واحِداً
لا مُسلِماً تَبقى وَلا نَصراني

أَمّا اليَهودَ فَهُم أَوائِلُ صَيدِهِ
وَلَكُم لَهُ خَرّوا عَلى الأَذقانِ

وَمِنَ البَلِيَّةِ أَنَّهُ مُستَحسِنٌ
لِلخَلقِ كُلُّهُم عَدا النِسوانِ

إِن كانَ ذا ذَقنٌ يَقولُ مَعذِرُ
أَمّا الحَليقَ فَاِمرُدِ المِردانِ

وَإِذا الضَرورَةِ أَحوَجَت يا حَبَّذا
فَالكُلُّ ذو خَرقٍ وَذو جُثمانِ

نِعمَ الظَواهِرِ هَكَذا وَلَعَلَّهُ
كَمَليحَةٍ رَقَصَت بِلا أَردانِ

قُلنا لَئِن تَكُنِ الحَقيقَةُ هَكَذا
فَالعُذرُ أَقبَحَ جَنبُ ذَنبِ الجاني

لَكِن مُرادي بِالَّذي قَد قُلتُهُ
أَنّي أَراهُ عَلى القَطيعَةِ باني

مُتَحَيِّزاً في رَبعِهِ مُتَشاغِلاً
بِذَوي المِلاحَةِ عَن لِقا الإِخوانِ

يا راحِلاً يَبغيهِ بَلَغَ شَخصُهُ
عَنّي السَلامُ وَبَثُّهُ أَشجاني

وَاِشرَح لَهُ إِن شِئتَ بَعضَ قَضِيَّتي
فَلَعَلَّهُ يَسلو عَنِ الهِجرانِ

ماذا وَإِلّا لِلكَلامِ بَقِيَّةٌ
وَسَيقَلِبُ المَوضوعَ قَلباً ثاني

فَهوَ المُخَيَّرُ في القُبولِ وَرَفضُهُ
وَالصُلحُ أَحسَنَ ما يَرى الخَصمانِ


الصيرفي

الحمدان
08-05-2024, 10:00 AM
أَبا الفَضائِلِ مَهلاً
أَنّي أَرى البُعدَ مُهلِكَ

إِنت جِئتَ يا صاحِ أَهلاً
تَجِد هُناكَ أَهلِكَ

وَإِن تَرى الهَجرَ سَهلاً
فَاللَهُ يوسِعُ سَهلِكَ


......

الحمدان
08-05-2024, 10:01 AM
دَع لِتيهِ الدَلالِ وَاِسمَح بِرَشفَه
مِن رَحيقٍ قَد رَصَعَ الدُرَّ ظَرفَه

وَإِذا ما أَكبَرَت هَذا التَمَنّي
أَنا راضٍ مِنَ الخَديد بِقَطفَه

لَيسَ في تِلكَ أَو بِهاتيكَ عَيبٌ
أَو حَرامٌ يَحتاجُ مِنكَ لِوَقفَه

إِنَّ هَذا يا صاحِ حِلٌّ مُباحٌ
في جَميعِ المَذاهِبِ المُختَلِفَه

نُص عَنهُ ذَوو الدِرايَةِ طَرا
وَفَريقٌ مِنهُم لِمَن رَدَّ سَفَّه

وَأَقاموا عَلى الجَوازِ بَراهينٌ
وَمِنها أَبراؤُهُ لِلشَعفَه

فَاِصرِفِ الفِكرَ مِن قُبَيلٍ حَرامٍ
أَو حَلالٌ فَلَيسَ في ذاكَ وَجفَه

وضإِذا ما خَشيتَ وَالظَنُّ هَذا
مِن رَقيبِ لِسانِهِ فيهِ زَلفَه

أَو ثَقيلٍ يَبغي التَحَشُّرَ فينا
فَتَعالَ نَقضي المَرامَ بِعَطفَه

وَإِذا كُنتَ تَتَّقي أَن يَرانا
أَحَدُ الناسِ خِلسَةً مِن شَرفَه

أَنا أَمشي وَأَنتَ تُقبِلُ نَحوي
كَحبيبٍ مُسافِرٍ جاءَ مِن صُدفَه

وَأَؤَدّي لَكَ السَلامَ وَتَدني
فاكَ مِن فِيٍّ كَالمَشوقِ بِلَهفَه

وَبِهَذا يَهونُ ما نَبتَغيهِ
لَثمٌ وَعَضَّ أَو مَصَّ شَفَّه

وَإِذا شِئتَ فَالرِياضُ كَثيرٌ
كَم بِها مِن خَمائِلٍ مُلتَفَّه

وَهُناكَ الحُظوظُ أَشهى وَأَبهى
حَيثُ نَلقى مِن جِنسِ حُسنِكَ أُلفَه

بَينَ آسٍ وَيا سَيمنٍ وَوَردٍ
وَشَقيقٍ لا نَسنا مُصطَفَّه

فَيَتِمُّ المُنى لِقَلبٍ عَلَيهِ
كُلُّ يَومٍ يُجَرِّدُ اللَحظَ سَيفَه


الصيرفي

الحمدان
08-05-2024, 10:02 AM
وافَت وَوَفَت وَعدَها
في لَيلَةٍ مَبروكَه

جاءَت بِثَوبٍ كَريشَةٍ
وَعُصبَةٍ مَحبوكَه

الحَبَّةُ الخَضراءُ عَلى
وَجَناتِها مَسبوكَه

وَالقامَةُ السُمرُ أَغدَت
بِكَثيبِها مَنهوكَه

وَلِحاظِها قَد أَصبَحَت
في مُهجَتي مَشبوكَه

وَمَدامِعي مِن أَجلِها
مَعَ نُطفَتي مَسفوكَه

شَبَّهتُ سَرَّتُها الَّتي
نَفسي بِها مَهتوكَه

آثارُ كَعبٍ عَلِمَت
في كَسبِهِ مَدموكَه

فيما يَليها قُبَّةٌ
مِن حَلبَةٍ مَفروكَه


......

الحمدان
08-05-2024, 10:03 AM
وَبَعدُ فإني لا عدمتكَ لَم يَزَل
يُعارِضُ دَهري أَن نالَ مَقاصِدي

فَبَينَ أَمني النَفسَ فَوزاً بِقُربِكُم
وَأَحسَبُ أَنَّ السَعدَ قامَ مَساعِدي

وَاِرسُم خَطَّ السَيرِ في زَورَقِ المُنى
وَالهَد مَهرَ الأُنسِ وَسطَ الفَدافِدِ

وَاِنصَب بوصَ الفِكرِ في تَرعَةِ الصَفا
لِصَيدِ بَياضِ الحَظِ جَذباً بِساعِدي

وَأَشوي الفِكرَ الكارِهينَ عَدِمَهُم
وَاِسلُق أَعراضَ العِدى وَالحَواسِدِ

وَاِنظُم دُرَّ الشُكرِ فيكَ قَلائِداً
وَاِجمَع عِقدَ الحَمدِ في ذي القَلائِدِ

وَأَزرَعُ فَوقَ القَلبِ حُبَّ رَغائِبِ
وَاِحصُد بِالآمالِ أَقصى الفُؤائِدِ

إِذا بِغَريمي ذي الغَرامِ بِنَغصَتي
مُزاحِمٌ بابَ الجِسمِ خَصمَ المَقاعِدِ

أَتّى غَرَّةً مِن حَلقِهِ الدَمِ طارِشاً
يُمَثِّلُ في أُخرايَ حَيضَ الخَرائِدِ

فَعوجَ مِنّي المُستَقيمُ بِجورِهِ
وَأَجلَسَني مِن فَوقِ تِلكَ المَسانِدِ

وَما زالَ يَسطو لا مَرَدَّ لِفِعلِهِ
يُحاوِلُ إِضراراً بِصاحٍ وَقاعِدِ

فَأَقعَدَني ظُلماً عَنِ الحَظِّ وَالمُنى
وَأَحرَمَني الحَظوي بِتِلكَ المَشاهِدِ


الصيرفي

الحمدان
08-05-2024, 10:03 AM
وإنّى ليَرضيني حَنانيكَ نَظرَةً
مسارِقَةً تَبدو وَلَو لَم تَبسم

فَلا عاذِلي يَدري وَلا أَنا قائِلُ
وَلا أَنتَ تَخشى مِن مَلامَةِ لَومِ

فَاِغدو قَريرَ العَينِ مِن ذَلِكَ الرِضا
وَإِن كانَ في قَلبي أَجيجَ التَضَرُّمِ

وَقالَ وَلَم يَدرِ العَذولُ بِحالَتي
وَأَينَ خِلّي البالُ مِن حالٍ مُغرَمِ

أَما لَكَ رَجعٌ عَن غِوايَةِ عاشِقٍ
وَهَل يَجتَني العُشّاقُ غَيرَ التَجَشُّمِ

فَقُلتُ دَعوني وَالهَوى إيما جَنى
فَعِندي حُلوٌ في رِضاهُم تَأَلُّمي

فَحَسبُ فُؤادي أَن يَهيمَ بِحُبِّهِم
وَحَسبي أَراهُم بِالمُنى وَالتَوَهُّمِ

وَرُبَّ وِصالٍ نِلتَهُ غَيرَ آمِلٍ
عَلى غَيرِ وَعدٍ بَعدَ طولِ التَصَرُّمِ

يُعيدُ إِلى روحي الحَياةَ نَعيمُهُ
بِلَثمٍ وَرَشفٍ مِن خُدودٍ وَمَبسَمِ

فَذَلِكَ يَومُ العيدِ عَواذِلي
تَعُضُّ بَنانَ الآسِفِ المُتَنَدِّمِ

وأَشرَبُها راحاً مِنَ النورِ أُفرِغَت
بِكَأسٍ مِنَ البِلَّورِ نيطَ بِعَندَمِ

يُشارِكُني فيها غَزالٌ مُهَفهَفٌ
إِلى أَن أَرى مَن فيهِ حُلوُ التَلَعثُمِ

يَكادُ سَنا بَرقُ الثَنايا يُثيرُها
شُعاعاً بِقُربِ الكَأسِ مِن ذَلِكَ الفَمِ



الصيرفي

الحمدان
08-05-2024, 10:04 AM
لَحى اللَهُ دَهراً لَم يَصُن عَهدَ صُحبَتي
وَخَلا نِساني أَو تَناسي مُروءَتي

وَإِذا كانَ ظُلمُ الناسِ في النَفسِ كامِنا
فَما لي وَقَد خانوا أَنغَصَ عيشَتي


......

الحمدان
08-05-2024, 10:04 AM
كَم أَطنَبَ الناسُ في وَصفِ العِذارِ وَكَم
في سَوسَنِ الرَوضِ قالوا لا يُقارِنُهُ

وَطالَما أَرتَبتُ في اِستِحسانِ مَذهَبِهِم
حَتّى اِنجَلَت لي بِتَوفيقِ مَحاسِنُهُ

وَحاصِلِ الأَمرَ دَعوى الحُسنِ قَد رَفَعَت
وَفيهِ إِثباتُها قامَت قَرائِنُهُ

وَاليَومُ بِالحُكمِ يا وَيلاهُ قَد نَطَقوا
عَلَيَّ حَتّى لاقى ما أُعايِنُهُ

وَباشِرِ اللَحظَ تَنفيذَ القَضا عِجلاً
وَحاجِباهُ عَلى قَهري تُعاوِنُهُ


......

الحمدان
08-05-2024, 10:05 AM
ما تَمَّ أَمرٌ بِلا سَبقٍ إِلى قَدرِ
فَلَيسَ إِلّا الرِضا في الصَفوِ وَالكَدَرِ

وَما اِستَحالَت شُؤونٌ مِن هُنا وَعَنا
إِلّا بِحِكمَةِ فِعالٍ وَمُقتَدِرِ

لا يَكرَهُ المَرءُ شَيئاً ساءَهُ فَعَسى
يَكونُ خَياراً لَهُ في زِيِّ ذي ضَرَرِ

وَإِن يَقُع صاحِبُ المَعروفِ كانَ لَهُ
مِن صُنعِهِ مُتكافي الغَيبِ مُستَتَرِ

وَمَن لَهُ قِسمَةٌ في الغَيبِ حَصَلَها
وَلَم يَمُت قَبلَها مِن غَيرِ ما ظَفَرِ

وَيا لِجَميلِ إِلَهِ الفَضلِِ عَودَكُم
فَقِس عَلى ما مَضى وَاِرقُب لِمُنتَظِرِ

وَدَع أُمورُكَ تَجري في أَعِنَّتَها
وَظَنَّ خَيراً وَلا تَسأَل عَنِ الخَبَرِ

ما بَينَ غَمضَةِ عَينٍ وَاِنتِباهَتَها
يَغيرُ اللَهُ مِن عُسرٍ إِلى يُسرِ

هَذي سَحابَةُ صَيفٍ عَنكَ يَقشَعُها
نورُ الشَمائِلِ وَالأَخلاقِ وَالفِطرِ


الصيرفي

الحمدان
08-05-2024, 10:06 AM
أَخا الوِدادِ أَعنى في مُكابَدَتي
أَمرُ الفَلاحَةِ ما أَشقى وَأَوحَلَهُ

قَد جاءَني الكَشفُ هَذا العامُ مُحتَوِياً
سَبعينَ أَلفاً أَرى في الرَقَمِ جَملَهُ

وَكَم فَرِحتُ وَقُلتُ القُطنَ مِنهُ وَفا
إِذا بِالغَوا فيهِ وَاِستَعلوا مَحصَلَهُ

فَراحَ نَقبي عَلى شَونٍ وَيا أَسَفي
لا القَطنُ وَفى وَلا الفَلّاحُ كَملَهُ

حَتّى أَراني كَصَرّافِ البِلادِ فَكَم
يَعُدَّ بِالأَلفِ وَالحَصرِ المَهادِ لَهُ


.....

الحمدان
08-05-2024, 10:07 AM
الهَجرُ تَنويعُهُ قَلبي مَعانيهِ
فَلَيسَ تَخفى عَلى لُبّي مَعانيهِ

وَالطَبعُ لِلمَرءِ أَصلٌ في غَريزَتِهِ
وَما التَطَبُّعُ بِالتَقليدِ يُغنيهِ

كُنّا كَغَصنَينِ بَل غُصنُتُطعِمُ مِن
حُسنِ الجَميلِ بِإِحسانٍ يُحاكيهِ

نَما وَأَثمَرَ إِقبالاً وَحُسنٌ وَلا
وَلا نَزالُ بِصافي الوُدِّ نَسقيهِ

وَقَد أَراهُ وَقاكَ اللَهُ قَد عَبَثتَ
أَيدي الذُبولِ بِما يَثني مَباديهِ

قَطَعتُ عَنّي الجَنى قُرباً وَمَسئِلَةً
وَما رَحِمتُ فُؤاداً تَستَوي فيهِ

تَأتي وَتَرجِعُ لا تَلوي عَلى عِجلِ
وَلَم تَقسِني بِدُوارِ سَتَبنيهِ

وَهَب لَكَ العُذرَ هَلّا فُرصَةٌ سَنَحَت
لا بُدَّ مِن سَبَبٍ لِلعَزمِ يُثنيهِ

قَد قارَبَ الشَهرَ لَم أَخطُر بِفِكرَتِكُم
لَولا الحِكِمدارَ إِذا أَوما بِتَنبيهِ

فَكُن كَما شِئتَ لَكِن لا تَغرُر بي
وَلا تَغرُ مِنَ الأَعدا بِتَمويهِ

فَلَستُ أَوَّلَ مَن مالَت عَواطِفُهُ
عَنِ الوِدادِ بِحُكمِ الطَبعِ وَالتيهِ

وَالقَلبُ صارَ إِذا ما السَهمُ حَلُّ بِهِ
تَكسِرُ النَصلَ مِن نَصلٍ يُباريهِ

وَالحَمدُ لِلَهِ أَنَّ الدَهرَ جَرَّدَني
مِن كُلِّ خِلٍّ يُوافيني وَأوفيهِ

كَيلا أُخالِفُ قَولَ السابِقينَ بِما
قَد استَحالوا وَيَكفي القَلبَ ما فيهِ

ثُمَّ السَلامُ إِلى عَلياكَ أَتبَعُهُ
مِنَ الدُعاءِ بِما الرَحمَنُ يوليهِ


....

الحمدان
08-05-2024, 10:08 AM
عَتِبتُ وَالعَتبُ أَرجى في الوِدادِ عَلى
مَن كانَ عَهدي بِهِ أَوفى أَخِلّائي

إِذا قَد بَلَوتُ لَهُ في شِدَّةٍ حَصَلَت
كادَت تُمَزِّقُ أَعضائي وَأَحشائي

وَكُنتُ أَحسَبُ ما يَشتَدُّ مَن أَلمى
عَلَيهِ شَقَّ إِذا ما كانَ رائي

وَأَنَّهُ سَوفَ يَأتيني وَيَنظُرُني
شَأنَ المُحِبينَ كَي أَبرا مِنَ الداءِ

أَوَّلاً أَقُل مِنَ التَسئالِ عَنِ بُعدِ
لِيَعلَمَن بِمَوتي أَو بِأَحيائي

فَلَم يَكُن ذاكَ أَو هَذا وَلا أَثَر
مِن ذَلِكَ الخِلُّ يا حَزَني وَإيذائي

وَعُذرُهُ كانَ إِن قَد فاتَ فِكرَتُهُ
أَمرُ السُؤالِ وَنِعمَ العُذرُ بِالهاءِ

وَهَل يَفوتُ مُحِبّاً ذِكرَ صاحِبِهِ
في شِدَّةِ اليَأسِ مِن باسٍ وَلِأَواءِ

لا وَالَّذي حَبَّبَ الحُسني لِكُلِّ وَفٍ
وَهَيَّأَ الحُبُّ مِن حاءٍ وَمِن باءِ

لَكِنَّهُ الدَهر مِسبارٌ يَجِسُ بِهِ
غَورَ الجُروحِ وَما في البِئرِ مِن ماءِ

فَالصَبرُ حَسبي وَيَعفو اللَهَ عَنكَ أَخي
فَإِنَّ وُدّي دانٍ رَغمَ أَقصائي


.....

الحمدان
08-05-2024, 10:09 AM
أَبا الفَضلِ لا تَبخَلُ عَلَينا بِزَورَةٍ
تَجودُ بِها في كُلِّ حينٍ لَنا مَرَّه

وَخَلِّ لَنا في الشَهرِ يَوماً لَحظَنا
بِمَلقاكَ وَالباقي لَحظُ أَبي مُرَّه


......

الحمدان
08-05-2024, 10:09 AM
شَمسُ المَكارِمِ هَذي عِندَ ما غَرُبَت
بِأَمرٍ مِن حُكمِهِ فيما قَضاءَ سَبَق

بَكى الغَمامُ وَصارَ الجَوُّ في ظُلمٍ
وَآنَسَ الحورَ في الفِردَوسِ نورُ شَفَقِ


......

الحمدان
08-05-2024, 10:11 AM
يا عَينُ جودي بِالدُموعِ وَبِالدِما
أَسَفاً عَلى عُلَمائِنا أَهلَ العَمَلِ

ما زالَ سَيفُ الحَتفِ يَنحو نَحوَهُم
حَتّى اِنتَهى لِلرَأسِ وَاِنقَطَعَ الأَمَلِ

الحمدان
08-05-2024, 10:11 AM
أديتَ واجبكَ المقدَّسَ كاملاً
وتركتَ للأجيالِ ذكركَ شاغلا

مهلاً أبا الأحرار مهلاً إن تكن
أعمارُ مثلك كالشموسِ مراحلا

إنَّا بنى الأرضِ الذين شقاؤهم
باقٍ نودِّعُ فيكَ ظلاًّ راحلا

كنا نَفئُ إليكَ في آلامنا
ونرى رجاحَتكَ الملاذَ الكاملا

والآنَ واحتنا الفسيحةُ أصبحت
حُلماً وعانقت الفناءَ الهائلا

كَم كان خصمك خاذلاً ليقينه
وأبيتَ أن تلفىَ لخصمك خاذلا

ولكم أغثتَ من الكوارث جاحداً
وفككت مغلولاً فراحَ مُخاتلا

ولكم رددتَ من السهامِ مكافحاً
ولكم غَضضتَ عن العداءِ مُجاملا

وعُرفتَ في الحالينِ أكرمَ كَيسٍ
نسىَ الإساءةَ بل أقالَ الجاهلا

قد بحَّ صوتُك هادياً ومنادياً
أمماً بنكبتها تُطيعُ الهازلا

وإذا تيقَّظَ أى شعبٍ ببنها
ألفيته الأسرَ المسئَ الغافلا

يا ليتها في الرُّزءِ تدفن عجزَها
شمماً وتدفنُ ذلةً وسلاسلا

صورٌ تزاحمَ رسمها في عبرتَيِ
لما أتيتك راثياً ومُسائلا

يا ضيعةَ الإنسانِ في استعلائه
وكأنما بالمجدِ أصبحَ زائلا

ولقد بَحثتُ فما غَنمتُ حقيقةً
ودفنتُ آمالي وعشتُ الثَّاكلا

وسَخرتُ من علمي ومن أدبي معاً
وأبيتُ أن أُدعى الحكيمَ العاقلا

وظللتُ يقذفني الخضم بموجهِ
من بعدِ ما أبصرتُ فيك الساحلا

ولو ان إنشادى الدماءُ لشاعرٍ
حملَ الجراح ولم يزل مُتفائلا

أبداً يصارعُ عقلهُ وجدَنهُ
ويَرىَ الوجودَ مآسياً ومهازلا

ويرى مماتَ النابهينَ جريمةً
مهما تُسَّوغَ والقضاءَ القاتلا

أرقد صديقي في خلودك وَحدهُ
إن لم نَجد نحنُ الخلودَ الشاملا

أرقد فحسبك ما حَملت من الأذَى
وداع الممات يُميتُ داءكَ عاجلا

فلقد خلقتَ بما صنعتَ مآثراً
ملءَ البيانِ خوالداً وحوافلا

لو يعرف الطِّبُ الصَّناعُ وسيلةً
لأعَادَ صوتك بالمواعظِ حافلا

أو يَعلمُ الجراحُ أىَّ يتيمةٍ
قُطعت لدامَ من الفجيعةِ ذاهلا

عانى وعالجَ والمماتُ مرفرف
يقظ يُخيِّبُ آسياً أو حائلا

لبنانُ لم يبرح بذكرك شامخاً
ويظل معتزاً بفكركَ طائلا

جَبلٌ من الفكرِ الأصيلِ جيوشه
زحفت بمثلكَ كالغزاةِ جحافلا

إن تنسكَ الدنيا ولن تنسى فقد
أحيالكَ الأرزَ الوضئَ مشاعلا

أهلَ الهدى صُونوا تُراثا للهدَى
فخماً وذودوا عن عُلاَها الباطلا

عاشت لكم ذُخراً ومجداً صائلا
فابنوا لها ذُخراً ومجداً صائلا

وإذا مضى علمٌ فأحيوا ذكرهُ
علماً تناسخَ نورهُ متواصِلا

الحمدان
08-05-2024, 10:12 AM
المُلكُ لِلَهِ جَلَّ القفردُ وَالشانُ
يَبقى وَيَفنى سواهُ الإِنسُ وَالجانِ

دَهرُ بُدولٍ وَدُنيا لا دَوامَ لَها
وَذو الجَلالِ مَدى الأَدهارِ دِيانِ

وَصائِلُ المَوتِ نِقادٌ عَلى يَدِهِ
يَختارُ أَحسَنَ مَوجودٍ وَيَختانِ

هَذا حَليفُ التُقى رَبُّ الفَضائِلِ مَن
لَهُ مِنَ البِرِّ ما لَم يحصِ حُسبانِ

مَحمود باشا سُلَيمانَ الَّذي شَهِدَت
بِحُسنِ تَقواهُ طِلابٌ وَأَقرانِ

العالِمُ الفاضِلُ المَحمودُ في أَثَرٍ
إِسماً وَفِعلاً وَلَم يُنقِصهُ إِحسانِ

لِداعي اللَهَ قَد لَبّى فَكانَ لَهُ
عَدنُ مَقاماً بِها حَفَّتهُ أَفنانِ

وَفي سِواها حَباهُ اللَهُ مَكرُمَةً
كُلُّ التَمَتُّعِ وَاِستَصفاهُ رِضوانِ

لَكِنَّهُ قَد نَأى عَنّا وَأَخلَفَهُ
شَهمٌ ثُمامُ لَهُ في المَجدِ صَنوانِ

بِهِ أَلى الأَهلِ وَالأَحبابِ تَعزِيَةً
وَلِلفَقيدِ جَميلُ الذِكرِ رَنّانِ

وَإِن يَكُن رَسمُ نَفسِ الشَيخِ مُنطَبِعاً
عَلى القُلوبِ وَحاشا الفِكرَ نِسيانِ

لَكِن لِكَيلا مِثالُ الشَكلِ نُحرِمُهُ
وَلا يَغيبُ عَنِ الأَعيانِ جُثمانِ

قَد اِتَّخَذنا لَهُ مِن شَخصِهِ مَثَلاً
يَبدو عَلَيهِ مِنَ الإِجلالِ بُرهانِ

فَاِنظُر لَهُ وَتَذَكَّر عَظمَ هَيبَتِهِ
وَقُل عَلَيهِ مِنَ الرَحمَنِ رَضوانِ

الحمدان
08-05-2024, 10:12 AM
فاعِلِ الخَيرِ سَوفَ بِالخَيرِ يَجزي
وَهوَ في قَبرِهِ يَكونُ اَنيسَه

وَالَّذينَ اِتَّقوا لَهُم دَرَجاتٌ
عالِياتٌ تَنَّزَهَت عَن خَسيسِه

سَبَقَتهُم مِن رَبِّهِم كُلَّ حُسنى
وَلَظاها لا يَسمَعونَ حَسيسِه

وَالَّتي حازَ ذا الضَريحِ سَناها
كَم لَها كاسِمَها فِعالَ نَفيسِه

فَدَعاها إِلى الجِوارِ لِتَزجزي
مِنهُ فَضلاً لِحُبِّها تَقديسِه

وَبِيَومِ الخَميسِ أَولى جَمادى
في جِوارِ الرَحمَنِ وافَت نَفيسِه


......

الحمدان
08-05-2024, 10:13 AM
سألنا معالي مصر هل لكِ عودةٌ
وهل سابقاتُ الدهر يدنو بعيدُها

فقالت بإسماعيلَ أوحدِ عصرِه
وجدْتُ لأيامٍ الصِّبا مَنْ يُعيدُها

الحمدان
08-05-2024, 10:14 AM
أبوةُ خيرٍ أحرزتْ كل ماجدٍ
حوى قصباتِ السبق في كل مفخرِ

رجالُ تجاريب وأبطال دولةٍ
وسادةُ أحكام وفرسان منبر

إذا أبدت الأيام يوماً جهامةَ
يقابلها من حسنهم كلّ مُسفر

الحمدان
08-05-2024, 10:14 AM
وإذا القلوبُ تعلقتْ
رأتِ الجميعَ جميلا

كسفينةٍ تسعى إلى
شِعب يكون مَهولا

لهفي على زمنِ الهنا
إنْ صَحَّ كان بخيلا

الحمدان
08-05-2024, 10:15 AM
ودعِ القلب فيك يا قاتلي
يا خيالَ المُسعدِ الزائرِ

إن روحي بالعذابِ اصطلتْ
وعلى البُرْءِ لستَ بالقادر

وسروري بالهوى لمحةٌ
مثل زهر الورق الزاهر

الحمدان
08-05-2024, 10:15 AM
من العقيقِ ومن تذكار ذي سلم
براعةُ العين في استهلالها بدمِ

ومن أهيل النقى تمَّ النقى وبدا
تناقضُ الجسم من ضرٍّ ومن ضرمِ

صحيحُ جسمي من فرط الجرى عَضُلا
ومرسل الدمع من عَيني قد اتصلا

تواترتْ قِصتي في الناس قاطبةً
حتى لضعفي رثى للي كلُّ من عذلا

تعنعنَ السحب عن عيني روايتها
كما يسلسلُ عنها القَطرُ إذ هَملا

رفعتُ أمري إلى قاضي الهوى فأبى
وقال مالي على هذا المليح ولا

يا قلبُ صبراً على ما فيك من عللٍ
ولا تشذ وتجزعْ واترك الملا

ودعْ بقيةَ ما أبقاهُ من رمقٍ
لديه لا تعتبر تعنيفَ من عدلا

فذاك لاحٍ وبالتدليس مشتهرٌ
وقولُه منكرُ زورٌ وما قُبلا

وقفتُ حُبي عليه لا يُجاوزه
وهكذا شأنُ صبٍّ في الهوى كَمُلا

الحمدان
08-05-2024, 10:16 AM
وَإِنَّكِ لَو رَأَيتِ أُمَيمَ قَومي
غَداةَ قُراقِرٍ لَنَعِمتِ عَينا

وَهُنَّ خَوارِجٌ مِن حَيِّ كَعبٍ
وَقَد شُفِيَ الحَرارَةُ وَاِشتَفَينا

وَقَد صَبَّحنَ يَومَ عُوَيرِضاتٍ
قُبَيلَ الشَرقِ بِاليَمَنِ الحُصَينا

وَبِالمَرداتِ قَد لاقَينَ غُنماً
وَمِن أَهلِ اليَمامَةِ ما بَغَينا

الحمدان
08-05-2024, 10:16 AM
تَبَدَّلَتَ مِن لَيلى وَدَسكَرَةٍ لَها
شُحوباً وَمالاً مُدبِراً وَعَجارِفا

وَإِيضاعَكَ العَصرَينِ تَبغي نَزيعَةً
بِها الوَسمُ فَذّاً وَحدَهُ وَمُؤالِفا

وَما كُنتُ ضَيّافاً وَمَن يَكُ رَبها
يُضِعها وَتَعرِفهُ الأَكارِسُ ضائِفا

الحمدان
08-05-2024, 10:16 AM
باتَت قَلوصي بِالحِجازِ مُناخَةً
إِذا سَمِعَت صَوتَ المُهَرِّجِ راعَها

إِذا ما حَبَت مِن آخِرِ اللَيلِ حَبوَةً
ضَرَبتُ بِمَلوِيٍّ مِن اخرَى ذِراعَها

وَقَد عَلِمَت نَخلي بِأَحوَسَ أَنَّني
أَقِلُّ وَإِن كانَت تِلادي اِطِّلاعَها

سَأُرضي أَبا بِشرٍ بِها وَاِبنَ مُحجَنٍ
هُما يَعلَمانِ دَرءَها وَرُداعَها

وَما إِن تَحِلُّ لِامرِئٍ ذي قَرابَةٍ
تِلادُ اِبنِ عَمٍّ أَن يَكونَ أَضاعَها

هِيَ المالُ إِلّا قِلَّةَ وَسنطَها
فَمَن ضَنَّ قاساها وَمَن مَلَّ باعَها

وَكانَت متى تَهوى مِنَ الأَرضِ تَلعَةً
عَصَت رَبَّها في أَمرِها وَأَطاعَها


معن المزني

الحمدان
08-05-2024, 10:16 AM
رَأَت نَخلَةً مِن بَطنِ أَحوسَ حَفَّها
حِجابٌ يُماشيها وِمِن دونِها لصبُ

يَشُنُّ عَلَيها الماءَ جونٌ مُدَرَّبٌ
وَمُحتَجِزٌ يَدعو إِذا ظَهَرَ الغَربُ

تُكَلِّفُني أُدماً لَدى اِبنِ مُعَقَّلٍ
حَواها لَهُ الحَدُّ المُدافِعُ وَالكَسبُ

لَعَمرُكَ إِنّي وَالغِراسَةُ هاهُنا
أَخيراً لكالحادي وَقَد نَزَلَ الرَكبُ


معن المزني

الحمدان
08-05-2024, 10:17 AM
عَفا وَخَلا مِمَن عَهِدتُ بهِ خُمُّ
وشاقَكَ بِالمَسحاءِ مِن سَرفٍ رَسمُ

عَفا وَخَلا مِن بَعدِ ما خَفَّ أَهلُهُ
وَحَنَّت بِهَ الأَرواحُ وَالهُطَّلُ السُحمُ

يَلوحُ وَقَد عَفّى مَنازِلَهُ البِلى
كَما لاحَ فَوقَ المعصَمِ الحَسَنِ الوَشمُ

مَدامِنُ حَيٍّ صالِحينَ رَمَت بِهِم
نَوى الشَحطِ إِذ رَدّوا الجِمالَ وِإِذ زَمّوا

بَعَينَينكَ راحوا وَالحُدوجُ كَأنَّها
سَفائِنُ أَو نَخلٌ مُذَلَّلَةٌ عُمُّ

وَفي الحَيِّ نُعمٌ قُرَّةُ العَينِ وَالهَوى
وَأَحسَنُ مَن يَمشي عَلى قَدَمٍ نُعمُ

وَكانَت لِهَذا القَلبِ نُعمٌ زَمانَةً
خَبالاً وَسُقماً لا يُعادِلُهُ سُقمُ

مُنَعَّمَةٌ لَم تَعد في رِسلِ ثَلَّةٍ
وَلَم تَتَجاوَب حَولَ كِلَّتِها البهمُ

سَبَتني بَعَينَي جُؤذُرٍ بَخَميلَةٍ
وَجيدٍ كَجيدِ الرِئمِ زَيَّنَهُ النظمُ

وَوَحفٍ يُثَنّي في العِقاصِ كَأَنَّهُ
عَلَيها إِذا دَنَّت غَدائِرَها كَرمُ

وَأَقنَى كَحَدِّ السَيفِ يَشرَبُ قَبلَها
وَأَشنَبَ رِفّاقِ الثَنايا لَهُ ظَلمُ

لَها كَفَلٌ رابٍ وَساقٌ عَميمَةٌ
وَكَعبٌ عَلاهُ اللَحمُ لَيسَ لَهُ حَجمُ

تَصَيَّدُ أَلبابَ الرِجالِ بِأُنسِها
وَيَقتُلُهُم مِنها التَدَلُّلُ وَالنَغمُ

لُباخِيَّةٌ عَجزاء جُم عِظامُها
نَمَت في نَعيمٍ وَانمَهَلَّ بِها الجِسمُ

توالَدَها بِيضٌ حَرائِر كَالدُمى
نَواعِم لا بيضٌ قِصارٌ وَلا خُثمُ

وَأِجدادُ صدقٍ لا يُعابُ فَعالُهُم
هُمُ النَضَدُ السِرُّ الغَطارِفَةَ الشمُّ

مَطاعِمُ في البُؤسي لِمَن يَعتَريهِمُ
إِذا يُشتَكى في العامِ ذي السَنَةِ الأَزمُ

مَصاليتُ أَبطالٌ إِذا الحَربُ شَمَّرَت
هُمُ النَضدُ السِرُّ الغَطارِفَةُ الشُمُّ

إِذا اِنتَسَبَت مَدَّت يِدَيها إِلى العُلى
وَصَدَّقَها الاِسلامُ وَالحَسَبُ الضَخمُ

كَأَنّي إِذا لَم أَلقَ نُعماً مُجاوِرٌ
قَبائِلَ مِن ياجوجَ مِن دونِها الرَدمُ

وَذي رَحِمٍ قَلمتُ أَظفارَ ضَغنِهِ
بِحِلمِيَ عَنهُ وَهُوَ لَيسَ لَهُ حِلمُ

يُحاوِلُ رَغمي لا يُحاوِلُ غَيرَهُ
وَكَالمَوتِ عِندي أَن يَعُرَّبِهِ الرَغمُ

فَاِن أَعفُ عَنهُ أَغضِ عَيناً عَلى قَذىً
وَلَيسَ لَهُ بِالصَفحِ عَن ذَنبِهِ عِلمُ

وَإِن أَنتَصِر مِنهُ أَكُن مثلَ رائِشٍ
سِهامَ عَدُوٍّ يُستَهاضُ بِها العَظمُ

وَبادَرتُ مِنهُ النايَ وَالمَرءُ قادِرٌ
عَلى سَهمِهِ ما دامَ في كَفِّهِ السَهمُ

صَبَرتُ عَلى ما كانَ بَيني وَبَينَهَ
وَما يَستَوي حَربُ الأَقارِبِ وَالسلمُ

وَيَشتِمُ عِرضي في المَغيَّبِ جاهِداً
وَلَيسَ لَهُ عِندي هَوانٌ وَلا شَتمُ

إِذا سُمتُهُ وَصلَ القَرابَةِ سامَني
قَطيعَتَها تِلكَ السَفاهَةُ وَالاثمُ

وَإِن أَدَعُهُ لِلنِّصفِ يابَ وَيَعصِني
وَيَدعو لِحُكمٍ جائِرٍ عَصرُهُ الحُكمُ

وَقَد كُنتُ أَكوي الكاشِحينَ وَأَشتَفي
وَأَقطَعُ قَطعاً لَيسَ يَنفَعُهُ الحَسمُ

وَقَد كُنتُ أَجزي النُكرَ بِالنُكرِ مِثلَهُ
وَاحلُمُ أَحياناً وَلَو عَظمَ الجُرمُ

فَلَولا اِتقاءُ اللَهِ وَالرَحِمُ الَّتي
رعايَتَها حَقَّ وَتَعطيلُها ظُلمُ

إِذا لَعلاه بارِقي وَخَطَمتُهُ
بِوَسمِ شَنارٍ لا تُشاكِلُهُ وَسمُ

وَيَسعى إِذا أَبني لِيَهدِمَ صالِحي
وَلَيسَ الَّذي يَبني كَمَن شَأنُهُ الهَدمُ

يَوَدُّ لَو أَنّي مُعدِمٌ ذو خَصاصَةٍ
وَأَكرَهُ جَهدي أَن يُخالِطَهُ العُدمُ

وَيَعتَدُّ غُنماً في الحَوادِثِ نَكبَتي
وَما إِن لَهُ فيها سَناءٌ وَلا غُنمُ

أَكونُ لَهُ أَن يُنكَبَ الدَهرَ مِدرَهاً
أَكالِبُ عَنهُ الخَصمَ إِن عَضَّهُ الخَصمُ

وَأَلحِمُ عَنهُ كُلَّ أَبلَخَ طامِحٍ
أَلَدَّ شَديدِ الشَغبِ عايَنَهُ الغَشمُ

وَيَشركُهُ في مالِهِ بَعدَ وُدِّهِ
عَلى الوَجدِ وَالاعدامِ قِسمٌ هُوَ القِسمُ

لِكَفِّ مُفيدٍ يَكسَبُ الحَمدَ وَالندي
وَيَعلَمُ أَنَّ البُخلَ يَعقِبُهُ الذَمُّ

نَجيبٌ يُجيبُ المُستَضافَ إِذا دَعا
وَيَسمو إِلى كَسبِ العَلاءِ إِذا يَسمو

فَتىً لا يَبيتُ الهَمُّ يَصدَعُ هَمَّهُ
لَدى الهَولِ وَالهَيّابِ يَقدَعهُ الهَمُّ

إِذا هُمَّ أَمضى هَمَّهُ غَيرَ مُتعَبٍ
وَيَفرَجُ عَنهُ الشَرُّ في أَمرِهِ العَزمُ

أَخو ثِقَةٍ جَلدُ القُوى ذو مَخارِجٍ
مُخالِطُ حَزمٍ حينَ يُلتَمَسُ الحَزمُ

يَكونُ لَهُ عِندَ النَوائِبِ جُنَّةً
وَمَعقِلَ عِزٍّ حَيثُ تَمتَنِعُ العُصمُ

فَما زِلتُ في لِيني لَهُ وَتَعَطُّفي
عَلَيهِ كَما تَحنو عَلى الوَلَدِ الأُمُّ

وَخَفضٍ لَهُ مِني الجَناحَ تَأَلُّقاً
لِتَدنِيَهُ مِني القَرابَةُ وَالرِحمُ

وَقَولي إِذا أَخشى عَلَيهِ مُصيبَةً
أَلا اَسلَم فَذاكَ الخالُ وَالعَقدُ وَالعَمُّ

وَصَبري عَلى أَشياءَ مِنهُ تُرِيبُني
وَكَظمي عَلى غَيظي وَقَد يَنفعُ الكَظمُ

لِأَستَلَّ مِنهُ الضِغنَ حَتّى اِستَلَلتُهُ
وَقَد كانَ ذا حِقدٍ يَضيقُ بِهِ الجِرمُ

وَأَبَرأتُ غِلَّ الصَدرِ مِنهُ تَوسُّعاً
بِحِلمي كَما يُشفى بِالادوِيَةِ الكَلمُ

فَداوَيتُهُ حَتّى اَرفأَنَّ نِفارُهُ
فَعُدنا كَأَنّا لَم يَكُن بَينَنا صَرمُ

فأَطفَأتُ نارَ الحَربِ بَيني وَبينَهُ
فَأَصبَحَ بَعدَ الحَربِ وَهوَ لَنا سِلمُ


معن المزني

الحمدان
08-05-2024, 10:17 AM
لَعَمرُكَ ما أَدري وَإِنّي لأَوجَلُ
عَلى أَيِّنا تَغدو المَنِيَةِ أَوَّلُ

وَإِنّي أَخوكَ الدائَمُ العَهدِ لَم أَحُلُ
إِن اِبزاكَ خَصمٌ أَو نَبابِكَ مَنزِلُ

أُحارِبُ مَن حارَبتَ مِن ذي عَداوَةٍ
وَأِحبِسُ مالي إِن غَرِمتَ فأَعقِلُ

وَإِن سُؤتَني يَوماً صَفَحتُ اِلى غَدٍ
لِيُعقِبَ يَومٌ مِنكَ آخِرُ مُقبِلُ

كَأَنَّكَ تَشفي مِنكَ داءً مَساءَتي
وَسُخطي وَما في رَيبَتي ما تَعَجَّلُ

لَحى اللَهُ مَن ساوى أَخاهُ بِعِرسِهِ
وَخَدَّعَهُ حاشاكَ إِن كُنتَ تَفعَلُ

وَإِنّي عَلى أِشياءَ مِنكَ تريبُني
قَديماً لَذو صَفحٍ عَلى ذاكَ مُجمِلُ

سَتَقطَعُ في الدُنيا إِذا ما قَطَعتَني
يَمينكَ فَاِنظُر أَيَّ كَفٍّ تَبَدَّلُ

إِذا أَنتَ لَم تُنصِف أَخاكَ وَجَدتَهُ
عَلى طَرَفِ الهِجرانِ إِن كانَ يَعقِلُ

وَيَركَبُ حَدَّ السَيفِ مِن أَن تَضيمَهُ
إِذا لَم يَكُن عَن شَفرَةِ السَيفِ مَزحَلُ

وَكُنتُ إِذا ما صاحِبي رامَ ظِنّتي
وَبَدَّلَ سُوءاً بِالَّذي كُنتُ أَفعَلُ

قَلَبتُ لَهُ ظَهرَ المِجَنِّ وَلَم أَدُم
عَلى ذاكَ إِلّا رَيثَ ما أَتَحَوَّل

وَفي الناسِ إِن رَثَّت حِبالُكَ واصِلٌ
وَفي الأَرضِ عَن دارِ القِلى مُتَحَوَّلُ

فَلا تَغضَبنَ قَد تُستَعارُ ظَعينَةٌ
وَتُرسِلُ أُخرى كُلَ ذَلِكَ يَفعَلُ

إِذا اِنصَرَفَت نَفسي عَن الشَيءِ لَم تَكَد
عَلَيهِ بِوَجهٍ آخِرَ الدَهرِ تُقبِلُ


معن المزني

الحمدان
08-05-2024, 10:17 AM
تَضَمَّنتُ بِالأَحسابِ ثُمَّ كَفَيتُها
وَهَل تُوكَلُ الأَحسابُ إِلّا اِلى مِثلي

وإِن يَجنِ قَومي الحَربَ يَوماً كَفَيتُها
وَما أَنا بِالجاني وَلا هِيَ مِن أَجلي

أُمِرُّ وَأُحلي وَالحَياءُ خَليقَتي
وَلا خَيرَ في مَن لا يُمِرُّ وَلا يُحلي

أَجودُ بِمالي دونَ عِرضي وَمَن يُرِد
رَزِيَّةَ عِرضي يَعتَرِضُ دونَهُ بُخلي

وَما أَنا بِالأَعشى لِيَظلِمَ قَومَهُ
أَخافُ مَليكي أَو سَيَحبِسُني

عَجِبتُ لِأَقوامٍ تَمَنّوا لِيَ الرَدى
بِلا تِرَةٍ كانَت وَدَلّاهُمُ خَتلي

فَاِن تُنسِني الآجالُ نَفسي حِمامَها
فَاِنَّ وَرائي أَن يُفَنِّدَني أَهل
ي
وَأَصبَحَ هادِيَّ العَصا حينَ أَغتَدي
وَيُسلِمُني مِن بَعدِ حِكمَتِهِ عَقلي

وَيَأَمَنُ أَعدائي شَذاتي وَلَم أَكُن
لِأَرأَمَ ذُلاً ما هَدَت قَدَمى نَعلي

وَإِنّي أَخوهُم عِندَ كُلِّ مُلِمَّةٍ
إِذا مِتُّ لَم يَلقوا أَخاً لَهُمُ عِدلي

تَجودُ لَهُم كَفّي بِما مَلَكَت يَدَي
وَقُمتُ بِلا فُحشٍ عَلَيهِمُ وَلا بُخلِ

وَأَورَهَ مِنهُم قَد تَعَدَّيتُ جَهلَهُ
وَلَو شِئتُ جَرَّ الحَبلَ عَن وَجهِهِ حَملي


معن المزني

الحمدان
08-05-2024, 10:18 AM
إِلَيكَ سَعيدَ الخَيرِ جابَت مَطِيَّتي
فُروجَ الفَيافي وَهِيَ عَوجاءُ عَيهَلُ

بأَشعثَ مِن طُولِ السُرى عَسَفَت بِهِ
إِلَيكَ عَلَنداةٌ مِنَ العَيسِ عَيطَلُ

تَرى أَنَّهُ لا قَصرَ عَنكَ وَما لَها
سَواءَكَ مِن قَصرٍ وَلا عَنكَ مَعدِلُ

فَما بَلَغَت كَفُّ اِمرِئٍ مُتَناوِلٍ
مِنَ المَجدِ إِلّا حَيثُ ما نِلتَ أَطوَلُ

وَلا بَلَغَ المُهدون نَحوكَ مِدحَةً
وَلَو صَدَقوا إِلّا الَّذي فيكَ أَفضَلُ

وَكَم مِن ثَناءٍ صالِحٍ كُنتَ أَهلَهُ
مُدِحتَ بِهِ تُجزى بِذاكَ وَتَقبلُ

وَإِنَّ المُصَفّى مِن قُرَيشٍ دِعامَةٌ
لَمَن نابَهُ حِرزٌ نَجاةٌ وَمَعقِلُ

وَقَد عَلِمَت بَطحاءُ مَكَّةَ أَنَّهُ
لَهُ العِزُّ مِنها وَالقَديمُ المُؤثَّلُ

إِذا ما تَسامَت مِن قُرَيشٍ فُروعُها
فَبَيتُكَ أَعلاها وَعِزُّكَ أَطوَلُ

أَخو شَتَواتٍ لا تَزالُ قُدورُهُ
يُحَلُّ عَلى أَرجائِها ثُمَّ يُرحَلُ

إِذا ما اِنتَحاها المُرمِلونَ رَأَيتَها
لَوَشكِ قِراها وَهِيَ بِالجَزلِ تُشعَلُ

سَمِعتَ لَها لَغطاً إِذا ما تَغَطمَطَت
كَهَدرِ الجِمالِ رُزَّماً حينَ تُجفَلُ

تَرى كُلَّ دَهماءِ السَراةِ نَبيلَةٍ
شُماخِيَّةٍ في يافِعٍ لا تُزَمَّلُ

تَرى البازِلَ الكَوماءَ فيها بِأَسرِها
مُقَبَّضَةً في قَعرِها ما تَحَلحَل

كَأَنَّ الكُهولَ الشُمطَ في حَجَراتِها
تَعاطَسُ في تَيّارِها حينَ تَحفِلُ

إِذا التَطَمَت أَمواجُها فَكأَنَّها
عَوائِذُ دُهمٌ في المَحَلَّةِ قُيَّلُ

إِذا اِحتَفَلَت أَوشازُها فَكَأَنَّما
يُزَعزِعُها مِن شِدَّةِ الغَليِ أَفكَلُ

فَتِلكَ قُدورٌ لا تَزالُ مُقيمَةً
لِمَن نابَها فيها مَعاشٌ وَمَأكَلُ

وَجارُكَ مُحفوظٌ مَنيعٌ بِنَجوَةٍ
عَن الضَيمِ لا يُقصى وَلا يَتَذَلَّلُ

وَتَأبى فَلا تُعطي عَلى الخَسفِ دِرَّةً
مُبِسّاً وَلَكِن بِالتَوَدُدِ تُخبِلُ

مِنَ القَومِ مَغشِيُّ الرَواقِ كَأَنَّهُ
إِذا سيمَ ضَيماً خادِرٌ يَتَبَسَّلُ

ضُبارِمَةٌ لَيثٌ مُدِلٌ مُؤارِبٌ
لَهُ في عَرينِ الغابِ عِرسٌ وَأَشبُلُ

أَخو العُرفِ مَعروفٌ لَهُ الدينُ وَالنَدى
حَليفانِ ما دامَت تِعارٌ وَيَذبُلُ

تَبَحبَحتَ في بَحبُوحَةِ المَجدِ مِنهُمُ
بِرابِيَةٍ تَعلو الرَوابِيَ مِن عَلُ

رَأَيتُ اِنثِلاماً بَينَنا فَرَقَعتُهُ
بِرفِقي وَإِحيائي وَقَد يُرقَعُ الثلمُ


معن المزني

الحمدان
08-05-2024, 10:18 AM
أَعاذِلَ أَقصَري وَدَعي بَياتي
فَاِنَّكَ ذاتُ لَوماتٍ حُماتِ

فَاِنَّ الصُبحَ مُنتَظَرٌ قَريبٌ
وَإِنَّكَ بِالمَلامَةِ لَن تُفاتي

نَأت لَيلى فَلَيلى لا تُواتي
وَضَنَّت بِالمَوَدَّةِ وَالبَناتِ

وَحَلَّت دَارُها سَفوانَ بَعدي
فَذا قارٍ فَمُنخَرَقَ الفُراتِ

تُراعي الريفَ ذائِبَةً عَلَيها
ظِلالُ أَلَفَّ مُختَلِطِ النَباتِ

فَدَعها أَو تَناوَلَها بِعَنسٍ
مِن العَيديّ في قُلُصِ شِخاتِ


معن المزني

الحمدان
08-05-2024, 10:18 AM
أَمِن آلِ لَيلى الطارِقُ المُتَأَوِّبُ
وَقَد سَبَقَ النسرَ السِماكُ المصَوِّبُ

سَرَت مِن قُرى الغَرّاءِ حَتّى اِهتَدَت لَنا
وَدوني حَزابِيُّ الطَوِيِّ فَيَثقُبُ

وَقَد واعَدَتنا أَن تُلاقيَ في مِنىً
فَلا الوَ أَيُ مَصدوقٌ وَلا الحُبُّ يَذهَبُ

وَلا خَيرَ في لَيلى لَهُ غَيرَ أَنَّها
لَهُ حَزَنٌ إِن شَطَّتِ الدارُ مُنصِبُ

فَلَيلى خَليلٌ حالَتِ الحَربُ دونَهُ
يُخَبِّرُ عَن لَيلى أَقاصٍ وَجُنَّبُ

إِذا قُلتَ سِيروا إِنَّ لَيلى لَعَلَّها
جَرى دونَ لَيلى مائِلُ القَرنِ أَغضَبُ

فَكائِنُ جَزَعنا مِن سَنيحٍ وَبارِحٍ
إِلَيها وَأَفواهُ الأَشاحيجِ تَنعَبُ

وَكائِن أَجَزنا دونَها مِن تَنوفَةٍ
تَكادُ بِها الريحُ المُرِبَّةُ تَلعبُ

فَقُل لِعُبَيدٍ وَابنِ وَهبِ بنِ قابِسٍ
أَلا تامُرانِ الرَكبَ أَنَّ يَتَقَرَّبوا

أَلا تَأمُرانِ الرَكبَ أَن يَدلِجُوا بِنا
أَبى النَومُ أَنّا كُلّنا يَتَصَبَّبُ

وَما كُنت أَخشى أَن تَكون مَنِيَّتي
بِبَطنِ سُواجٍ وَالنَوائِحُ غُيَّبُ

مَتى تَأتِهِم تَرفَع بَناتي بِرَنَّةٍ
وَتَصدَح بِنَوحٍ يَفرَعُ النَوحَ أَرنَبُ


معن المزني

الحمدان
08-05-2024, 10:19 AM
أَتَهجُرُ نُعماً أَم تُديمُ لَها وَصلا
وَكَم صَرَمَت نُعمٌ لِذي خُلَّةٍ حَبلا

إِذا أَنتَ عَزَّيتَ الفُؤادَ عَن الصِبا
تَذَكَّرتَ مِنها الأُنسَ وَالمَنطِقَ الرِسلا

وذا أُشُرٍ عَذباً تَرِفُّ غُروبُهُ
وسالِفَةً في طولِها جُدِلَت جَدلا

وَنَحراً كَفاثورِ اللُجَينِ وَناهِداً
وَبَطناً كَغِمدِ السَيفِ لَم يَدرِ ما الحَملا

فَاِن تَكُ نُعمٌ صَرَّمتَني فَاِنَّها
تَريشُ وَتَبرى لي إِذا جِئتُها النَبلا

تَبَدّى فَتَدنو ثُمَّ تَنأى بِوَصلِها
لِتَبلُغَ مِني أَو لِتَقتُلَني قَتلا

فَما الحَبلُ مِن نُعمٍ بِباقٍ جَديدَهُ
وَلا كائِنٍ إِلّا المَواعيدَ وَالمَطلا

وَردَ قيانُ الحَيِّ حينَ تَحَمَّلُوا
لِبَينِهِمُ أُدماً مُخَيّسَةً بُزلا

رَفَعنَ غَداةَ البَينِ خَزّاً وَيُمنَةً
وَأَكسِيَةً الديباجِ مُبطَنَةً خَملا

عَلى كُلِّ فَتلاءِ الذراعينِ جَمرَةٍ
تَمرُّ عَلى الحاذَينِ مطَّرِداً جَثلا

وَأَصهَبَ نَضاحِ المَقَذِّ مُفَرَّجٍ
جُلالٍ عَلى الحِزّانِ يَستَضلِعُ الحِملا

فَأتَبَعتُ عَينيَّ الحُمولَ صَبابَةً
وَشَوقاً وَقَد جاوَزنَ مِن عالِجٍ رَملا

عِظامَ مَغيلِ الهامِ غُلباً رِقابُها
مُعَرَّقَةَ الأَلحى يَمانِيَةً هُدلا

إِذا اِحتَثَّها الحادي القَبيصُ تَجاسَرَت
دَوامِجَ بِالمَوماةِ تَحسِبُها نَخلا

ظَعائِنُ مِن أَوسٍ وَعُثمانَ كَالدُمى
حَواصِنُ لَم يُخزِينَ عَمّاً وَلا بَغلا

أوانسُ أَتراب وَعينٌ كَأَنها
نِعاجُ الصريمِ أَو طَنَت بِالرُبا بَقلا

أَوانِسُ يَركُضنَ المُروطَ كَأَنَّما
يَطَأنَ إِذا اِستَوسَقنَ في جَدَدٍ وَحلا

فيا أَيُّها المَرءُ الَّذي لَيسَ صامِتاً
وَلا ناطِقاً إِن قالَ فَصلاً وَلا عَدلا

إِذا قُلتَ فَاِعلَم ما تَقولُ ولا تَكُن
كَحاطِبِ لَيلٍ يِجمَعُ الدِقَّ والجَزلا

مُزَينَةُ قَومي إِن سَأَلتَ فَاِنَّهُم
لَهُم عِزَّةٌ لا تَستَطيعُ لَها نَقلا

وَلَو سِرتَ حَتّى مَطلَعِ الشَمسِ لَم تَجِد
لِقَومٍ عَلى قَومي وَإِن كَرمُوا فَضلا

أَعَفَّ وَأَوفى بِالصَباحِ فَوارِساً
إِذا الخَيلُ جالَت في أَعِنَّتِها قُبلا

نَقولُ فَيُرضى قَولُنا وَنُعينُهُ
وَنَحنُ أُناسٌ نُحسِنُ القِيلَ وَالفِعلا

وَنَحنُ نَفَينا عَن تِهامَةَ بِالقَنا
وِبالَجُردِ يَمعَلنَ الرَقاقَ بِنا مَعلا

مُدَرَّبَةً قُبَّ البُطونِ تَرى لَها
مُتوناً طِوالاً أَدمِجَت وَشَوى عَبلا

إِذا اِمتُرِيَت بِالقِدِّ جاشَت وَاَزبَدَت
وَإِن واضَخَت تَعريبَها وبَلَت وَبلا

لِكُلِّ فَتىً رِخوِ النِجادِ سمَيدَعٍ
وَأَشمَطَ لَم يُخلَق جَباناً وَلا وَغل
ا
بِأَيديهِمُ سُمرُ المُتونِ مَوارِنٌ
وَمَشهورَةٌ هِندِيَّةٌ أُخضِلَت صَقلا

إِذا ما فَرَغنا مِن قِراعِ كَتيبَةٍ
نَصَبنا إِلى أُخرى تَكونُ لَنا شُغلا

فَكَم مِن عَدُوٍّ قَد أَباحَت رِماحُنا
وَكَم مِن صَديقٍ نالَ مِن سَيبِنا سَجلا


معن المزني

الحمدان
08-05-2024, 10:19 AM
تَوَهَّمتُ رَبعاً بِالمَعبِّرِ واضِحاً
أَبَت قَرَّتاهُ اليَومَ إِلّا تَراوَحا

أَرَبَّت عَلَيهِ رادَةٌ حَضرَمِيَّةٌ
وَمُرتَجِزٌ كَأَنَّ فيهِ المَصابِحا

إِذا هِيَ حَلَّت كَربَلاءَ فَلَعلا
فَجَوزَ العُذَيبِ دونَها فَالنَوابِحا

وَبانَت نَواها مِن نَواكَ وَطاوَعَت
مَعَ الشانئينَ الشامِتاتِ الكَواشِحا

فَقولا لِلَيلى هَل تُعَوِّضُ نادِماً
لَهُ رَجعَةٌ قالَ الطَلاقَ مُمازِحا

فَاِن هِيَ قالَت لا فَقولا لَها بَلى
أَلا تَتَّقينَ الجارِياتِ الذَوابِحا


معن المزني

الحمدان
08-05-2024, 10:19 AM
تَأَبَّدَ لِأَيٌ مِنهُم فَعُتائِدُهُ
فَذو سَلَمٍ أَنشاجُهُ فَسَواعِدُه

فَذتُ الحَماطِ خَرجُها فَطُلولُها
فَبَطنُ البَقيعِ قاعُهُ فَمَرابِدُه

فَمُندَفَعُ الغُلّانِ غُلّانِ مُنشِدٍ
فَنَعفُ الغُرابِ خُطبُهُ فَأَساوِدُه

فَفَدفَدُ عَبّودٍ فَخُبراءُ صائِفٍ
فَذو الجفرِ أَقوى مِنهُمُ فَفَدافِدُه

فَدَهماءُ مَرضوضٍ كَأَنَّ عِراضَها
بِها نَضوُ مَحذوفٍ جَميلٍ مَحافِدُه

تَعفَّت مَغانيها وَخَفَّ أَنيسُها
مِن أَدهَمَ مَحروسٍ قَديمٍ مَعاهِدُه

عِراقِيَةٌ تَحتَلُّ غَولاً فَعَسعَسا
مَحَلُّ العِراقِ دارُها ما تُباعِدُه


معن المزني

الحمدان
08-05-2024, 10:20 AM
تأَوَّبَهُ طَيفٌ بِذاتِ الجَراثِمِ
فَنامَ رَفيقاهُ وَلَيسَ بِنائِمِ

وَهَجَّدَهُ عَوراءُ مِن ذي قَرابَةٍ
عَلى رِيبَةٍ في سالِفٍ مُتَقادِمِ

وَأَخطَبَ في فَنواءَ يَنتِفُ ريشَهُ
وَطَيرٍ جَرَت يَومَ العَقيقِ حَوائِمِ

تَعَرَّضَ لِلأَبوابِ أَبوابِ عاصِمٍ
تَعَرُّضَ مِملالٍ لَها غَيرِ لازِمِ

فَلَمّا رَأى أَن غابَ عَنهُ شَفيعُهُ
وَأَخلَفَهُ ما يُرتَجى عِندَ عاصِمِ

وَعادَ ضَماراً بَعدَ عَينٍ وَكُذِّبَت
صَحيفَتُهُ وَحيلَ دونَ الدَراهِمِ

رَمى سَدفَ الظَلماءِ وَاَحتَفَرَ السُرى
بِمرجَمَةٍ أَو ذي هِبابٍ مُراجِمِ

بِهِ لا بِها أَرمى الفَلاةَ عَن الهَوى
وَأَفرُجُ غَمَّ المُسدِفِ المُتلاحِمِ

بِمُضطَرِبِ الضَفرَينِ مُطَّرِدِ القَرا
طَويلِ الزَمامِ ذي ذِفَرِّ عُراهِمِ

ضِبِرٍّ مضِرٍّ بِالنَواجي إِذا اِشتَكى
عَجا شِدقَهُ عَن فاطِرِ النابِ ناجِمِ

مُجِدِّ يُباري أِينُقاً جُرِّدت لَهُ
مُباعَدَةَ الأَيدي طِوالَ الخَراطِمِ

إِذا عَرَّها أُمُّ الطَريقِ تَواهَقَت
بِمُختَلِفاتِ الرَجعِ فَوقَ المَناسِمِ


معن المزني

الحمدان
08-05-2024, 10:20 AM
ظَلِلنا بِمُستَنِّ الرِياحِ غُدّيَّةً
اِلى أَن تَعالى اليَومُ في شَرِّ مَحضَرِ

لدى اِبن الزُبَيرِ حابِسينَ بِمَنزِلٍ
مِنَ الخَيرِ وَالمَعروفِ وَالرَفدِ مُقفِرِ

رَمانا أَبو بَكرٍ وَقَد طالَ يَومَنا
بِتَيسٍ مِنَ الشِتّاءِ الحِجازِيِّ أَغفَرِ

وَقالَ اِطعَموا مِنهُ وَنَحنُ ثلاثَةٌ
وَسَبعونَ اِنساناً فَيالُؤمَ مَخبَرِ

فَقُلتُ لَهُ لا تَقرِنا فَأَمامَنا
جِفانُ اِبنِ عَباسِ العُلا وَاِبنِ جَعفَرِ

وَكُن آمِناً وَاِنعَق بِتَيسكَ إِنَّهُ
لَهُ أَعنُزٌ يَنزُو عَلَيها وَأَبشَرِ


معن المزني

الحمدان
08-05-2024, 10:20 AM
أَعاذِلَ هَل يَأتي القَبائِلَ حَظُّها
مِنَ المَوتِ أَم أَخلى لَنا المَوتُ وَحدَنا

أَعاذِلَ مَن يَحتَلُّ فَيفاً وَفَيحَةً
وَثَوراً وَمَن يَحمي المَكابِلَ بَعدَنا

أَعاذِلَ خَفَّ الحَيُّ مَن أَكَمِ القُرى
وَجَزعُ الصُعَيبِ أَهلُهُ قَد تَظَعَّنا

فَما بَرِحَ المَغرورُ حَتّى اِشتَرَيتُها
مَجاليحَ سُكّاً مِن بَهيمٍ وَأَعيَنا

لَها مُورَةٌ عِندَ الشِتاءِ وَسَورَةٌ
تَسُرُّكَ إِن نَوءُ الذِراعَينِ أَدجَنا

وَلَم تُخلِدِ الكَومُ الكِرامُ مُسافِعاً
وَلَم تَحفِلِ الأُدمُ المُقيمَةُ مِحجَنا

أَعاذِلَ كانا جُنَّةً يُتَّقى بِها
وَرُمحي طِعانٍ يَمنَعانِ حِمّى لَنا


معن المزني

الحمدان
08-05-2024, 10:21 AM
لَعَمرُ أَبي رَبيعَةَ ما نَفاهُ
مِن اَرضِ بَني رَبيعَةَ مِن هَوانِ

لَكانَ هَوى الغَنِيِّ اِلى غِناهُ
وَكانَ مِنَ العَشيرَةِ في مَكانِ

تَكَنَّفَهُ الوُشاةُ فَأَزعَجوهُ
وَدَسٌّ مِن فَضالَةَ غَيرُ واني

فَلَولا أَنَّ أُمَّ أَبيهِ أُمّي
وَأَن مَن قَد هَجاهُ فَقَد هَجاني

وَأَنَّ أَبي أَبوهُ لَذاقَ مِني
مَرارَةَ مِبرَدي وَلَكانَ شاني

إِذا لأَصابَهُ مِني هِجاءٌ
يَذِلُّ بِهِ الرَوِيُّ عَلى لِساني

أَعَلِّمُهُ الرِمايَةَ كُلُّ يَومٍ
فَلَمّا اِستَدَّ ساعِدُهُ رَماني

وَكَم عَلَّمتُهُ نَظمَ القَوافي
فَلَمّا قالَ قافِيَةً هَجاني


معن المزني

الحمدان
08-05-2024, 10:21 AM
لَعَمرُكَ ما أَهوَيتُ كَفّي لِرِيبَةٍ
وَلا حَمَلَتني نَحوَ فاحِشَةٍ رِجلي

وَلا قادَني سَمعي وَلا بَصَري لَها
وَلا دَلَّني رَأيي عَلَيها وَلا عَقلي

وَإِنّيَ حَقا لم تُصِبني مُصيبَةٌ
مِنَ الدَهرِ إِلّا قَد أَصابَت فَتىً قَبلي

وَلَستُ بِماشٍ ما حَيِيت لِمُنكَرٍ
مِنَ الأَمرِ لا يَمشي إِلى مِثلِهِ مِثلي

وَلا مُؤَثِراً نَفسي عَلى ذي قرابَةٍ
وَأَوثِرُ ضَيفي ما أَقامَ عَلى أَهلي


معن المزني

الحمدان
08-05-2024, 10:21 AM
وإِنَّكَ فَرعٌ مِن قُرَيشٍ وَإِنَّما
تَمُجُّ النَدى مِنها البُحورُ الفَوارِعُ

ثَوَوا قادَةً لِلناسِ بَطحاءُ مَكَّةٍ
لَهُم وَسِقاياتُ الحَجيجِ الدَوافِعُ

فَلَمّا دُعوا لِلمَوتِ لَم تَبكِ مِنهُمُ
عَلى حادِثِ الدَهرِ العُيونُ الدَوامِعُ


معن المزني

الحمدان
08-05-2024, 10:22 AM
أَلَم تَعلَمي مَن قَد صَبَرتُ خِلافَهُ
فَتَعتَبِري لَو أَنَّ لُبَّكِ نافِعُ

أَلَم تَعلَمي عَمراً وَسُفيانَ قَبلَهُ
وَضَمرةُ أَمسى فاتَني وَمَسافِعُ

أَفاضِلُ مِن وَهبٍ وَأَبناءِ عائِدٍ
وَمِن آلِ نَصرٍ صارِخٌ مُتَتابَعُ

أولَئِكَ لا أَنتُنَّ كانوا فَوارِسي
بِهُم كُنتُ اِستَخسي العِدى وَأَدافعُ

وَقارَبتُ في أِشياءَ لَو أَنَّهُم مَعي
لِباعَدتُ حَتّى تَستَقيمَ التَوابِعُ

فَلَيَّنَ مِنى الكاشِحونَ خلافَهُم
فَأصبَحتُ لا أُعطي وَلا أَنا مانِعُ

وأَصبَحتُ أَرفي الشانئينَ رُفاهُمُ
لِيَربُوَ طِفلٌ أَو لِيُجبَرَ ظالِعُ

وَهَمَّ بِنا لَولا إِباءٌ عَلَيهُمُ
بَنو عَمِّنا إِذ زَعزَعَتنا الزَعازِعُ


معن المزني

الحمدان
08-05-2024, 10:22 AM
أَلا مَن مُبلِغٌ عَنّي رَسولاً
عُبَيدَ اللَهِ إِذ عَجِلَ الرِسالا

تَعاقَلَ دونَنا أَبناءُ ثَورٍ
وَنَحنُ الأَكثَرونَ حَصى وَمالا

إِذا اِجتَمَعوا حَضَرتَ فَجِئتَ رِدفاً
وَراءَ الماسِحينَ لَكَ السِبالا

فَلا تُعطى عَصا الخَطباءِ فيهِم
وَقَد نَكفي المقادَةَ وَالمَقالا

فَاِنَكُم وَتَركَ بَني أَبِيكُم
وَأُسرَتَكُمُ تَجُرُّونَ الحِبالا

وَودُّكُمُ العِدى مِمَّن سِواكُم
لكالحَيرانِ يَتَّبِعُ الظَلالا

فَاِنّا بِالسُروجِ وَجانِبَيها
نَشُكُّ خِلالَها حَلَقاً حِلالا

نَحُفُّ المُترَعاتِ إِذا شَتَونا
إِذا النَكباءُ عاقَبَتِ الشَمالا

نُدِرُّ الحَربَ ما دَرَّت عَصُوبا
وَنَحلُبُها وَنَمريها عِلالا


معن المزني

الحمدان
08-05-2024, 10:25 AM
إني وجدت وفي الأيام ‌تجربةٌ
للصبـر عاقبـةً مـحمودة الأثر

وقلّ من جدّ فــي أمرٍيحاوله
فاستصحب الصبر إلا فاز بالظفر

......

الحمدان
08-05-2024, 10:31 AM
سَلَبَ النومَ خيَالٌ مَرَّ بي
فِي فؤادِي لحَبيبٍ غائبِ

فاستَثارَ الطَّيفُ قلبًا مُثقَلاً
أضرمَ الحُبَّ فأهوىظ° جَانِبي

يا خَلِيلَ الروحِ هلاّ زُرتَنَا
في شروقِ الشمسِ أو فِي المَغربِ

أَو فزُرني في مَنَامِي علَّنا
نَلتقِي لَو فِي زَوايا الحُجُبِ

......

الحمدان
08-05-2024, 11:13 AM
وصَلْتُ حَثيثَ السّيْرِ فيمَنْ فَلَى الفَلا
فَلا خاطِرِي لمّا نأى وانْجَلَى انْجَلى

ولا نسَخَتْ كَرْبي بقَلْبِيَ سَلْوَةً
فلمّا سَرى فيهِ نَسيمُ سَلا سَلا


......

الحمدان
08-05-2024, 11:13 AM
تَبَلّجَ بالشّبيبةِ صُبْحُ شَيْبي
فأدْبَرَ لَيْلَها وولّى

ولمْ أسْتُرْ بُدورَ الصُّبْحِ جَهْلاً
وهلْ يَخْفى الصّباحُ إذا تجلّى

لقدْ كبَحَ المَشيبُ جُموحَ عَزْمي
بعَضِّ لِجامِ مَطيّتِهِ المُحَلّى

فَيا عهْدَ الصِّبا سِرْ في أمانِ
ويا وِرْدَ الرّدَى أهْلاً وسَهْلا


......

الحمدان
08-05-2024, 11:13 AM
تَبَلّجَ بالشّبيبةِ صُبْحُ شَيْبي
فأدْبَرَ لَيْلَها وولّى

ولمْ أسْتُرْ بُدورَ الصُّبْحِ جَهْلاً
وهلْ يَخْفى الصّباحُ إذا تجلّى

لقدْ كبَحَ المَشيبُ جُموحَ عَزْمي
بعَضِّ لِجامِ مَطيّتِهِ المُحَلّى

فَيا عهْدَ الصِّبا سِرْ في أمانِ
ويا وِرْدَ الرّدَى أهْلاً وسَهْلا


......

الحمدان
08-05-2024, 11:14 AM
انظُرْ خِضابَ الشّبابِ قد نصَلا
وزائِرَ الأُنْسِ بعْدَهُ انْفَصَلا

ومَطْلَبي والذي كلِفْتُ بهِ
أمَّلْتُ تَحْصيلَهُ فَما حصَلا

لا أملٌ مُسْعِفٌ ولا عمَلٌ
ونحْنُ في ذا والمَوْتُ قد وصَلا


......

الحمدان
08-05-2024, 11:14 AM
مهْما جرَتْ في أُذُني لَفْظَةٌ
ودِدْتُ لوْ كانَتْ ثَناءً عَليْكْ

أو ذُكِرَتْ عنْ شَفَةٍ قُبْلَةٌ
لمْ أرْضَها يوْماً سِوى في يَدَيْكْ

أوْ كانَ لي في نِعَمِ اللهِ منْ
تَحَكُّمٍ حُطّتْ جَميعاً لَدَيْكْ


......

الحمدان
08-05-2024, 11:15 AM
إنْ رأَى الحقُّ فيكَ منْكَ بقيّةْ
فاتّقِ البُعْدَ منْهُ حقَّ التّقِيّهْ

وإذا لمْ يكُنْ لذالِكَ رسْمٌ
قائِمٌ تِلْكَ حالَةٌ خفِيّهْ


......

الحمدان
08-05-2024, 11:15 AM
فَسامِحْ إذا ما لَمْ تُفِدْكَ عِبارَةٌ
وإنْ أشْكَلَتْ يوْماً فخُذْها كَما هِيا

وتَلْخيصُ ما دَنْدَنْتَ بالقَوْلِ حوْلَهُ
إذا قُمْتَ بالبَاقي فمازِلْتَ باقِيا


......

الحمدان
08-05-2024, 11:16 AM
إنْ كانتِ الجنّةُ موْجودَةٌ
في الأرضِ قُلْنا جنّةُ الزّاويَةْ

يا بُقْعَةً فازَ بِها المُشْتَري
فأمُّ مَنْ خلّفَها هاوِيَهْ


......

الحمدان
08-05-2024, 11:16 AM
أقْلامُنا الواسِطيَّهْ
ذَوابِلٌ خطّيّهْ

مصْروفَةٌ لجِهادٍ
وحِكمَةٍ وعطيّهْ

الحمدان
08-05-2024, 11:16 AM
نفَخَ المَثاني ثمّ سَوّى عودَهُ
وفْقاً بوَفْقٍ كاعْتِدالِ الأهْوِيَهْ

فطَرِبْتُ والمَلْويُّ يَلْوي فارْتمَتْ
منّي الدّموعُ كمِثْلِ وادِي مَلْوِيَهْ

لا تُنْكِروا منّي الحَنينَ فإنّما
برَتِ البَرايا نَفْخَةٌ معَ تسْوِيَهْ


......

الحمدان
08-05-2024, 11:17 AM
الأصيل ارتدى بثوب شحوب
وتحلى برقة واصفرار

حاذراً موقف الفراق ومن ذا
لا يرى للفراق تحت حذار

أنا ذا أخلع الأنام عذاراً
شاب والله للفراق عذاري

الحمدان
08-05-2024, 11:17 AM
أما قصورك كلما أنشأتها
فقصورنا عنها من الأدراك

لما دعوت لها المعادن أرسلت
أفلاذها من دون ما استمساك

ووفت بحق القبة العليا التي
نادت بها عجلاً فقالت هاك

لم أهد بابك مرمري لكنه
ثغري أشرفه بلثم ثراك


......

الحمدان
08-05-2024, 11:18 AM
أيا ربة السعد المساعد والأنس
أعيذك بالآي المعوذة الخمس

وأتلو على كرسي إبداعك الذي
ينزه في إحكامه آية الكرسي


......

الحمدان
08-05-2024, 11:18 AM
أيا ربة السعد المساعد والأنس
أعيذك بالآي المعوذة الخمس

وأتلو على كرسي إبداعك الذي
ينزه في إحكامه آية الكرسي


......

الحمدان
08-05-2024, 11:19 AM
سقى الله من غرناطة متبوأ
الألى لهم حق علي كريم

ضمنت لها حفظ العهود وإنما
ضمنت لها أن لا أزال أهيم

ربوع أحبائي ومنشأ صبوتي
ومعهد أنسي إن ذا العظيم

أحب الحمى من أجل من سكن الحمى
حديث حديث في الهوى وقديم


......

الحمدان
08-05-2024, 11:19 AM
يرى جسدي فيكم غرام ولوعةٌ
إذا سكن الليل البهيم تثور

فلولا أنيني ما اهتدى نحو مضجعي
خيالكم بالليل حين يزور

ولو شئت في طي الكتاب لزرتكم
ولم تدر عني أحرف وسطور


......

الحمدان
08-05-2024, 11:19 AM
الشيب نبه ذا النهى فتنبها
ونهى الجهول فما أفاق ولا انتهى

فإلى متى ألهو وأفرح بالمنى
والشيخ أقبح ما يكون إذا لها


......

الحمدان
08-05-2024, 11:20 AM
صبوت وهل عار على الحر إن صبا
وقيد بعشر الأربعين إلى الصبا

وليس بشيب ما ترون وإنما
كميت الصبا مما جرى عاد أشهبا


......

الحمدان
08-05-2024, 11:20 AM
يا سيد السادات جئتك قاصداً
أرجو رضاك وأحتمي بحماكا

أنا طامع بالجود منك ولم يكن
لابن الخطيب من الأنام سواك




......

الحمدان
08-05-2024, 01:42 PM
فِدىً لِاِبنِ حِصنٍ ما أُريحُ فَإِنَّهُ
ثِمالُ اليَتامى عِصمَةٌ في المَهالِكِ

سَما لِعُكاظٍ مِن بَعيدٍ وَأَهلِها
بِأَلفَينِ حَتّى دُسنَهُم بِالسَنابِكِ

فَباعَ بَنيهِم بَعضُهُم بِخُشارَةٍ
وَبِعتَ لِذُبيانَ العَلاءَ بِمالِكِ

وَقَومٍ لَحا لَحوَ العِصِيِّ فَأَصبَحوا
مَراميلَ بَعدَ الوَفرِ بيضَ المَبارِكِ

وَبِكرٍ فَلاها عَن نَعيمٍ غَريرَةٍ
مُصاحِبَةٍ عَلى الكَراهينَ فارِكِ

يَقُلنَ لَها لا تَجزَعي أَن تَبَدَّلي
بِبَعلِكِ بَعلاً وَالخُطوبُ كَذَلِكِ


الحطيئه

الحمدان
08-05-2024, 01:43 PM
أَدارَ سُلَيمى بِالدَوانِكِ فَالعُرفِ
أَقامَت عَلى الأَرواحِ وَالدِيَمِ الوُطفِ

وَقَفتُ بِها فَاِستَنزَفَت ماءَ عَبرَتي
بِها العَينُ إِلّا ما كَفَفتُ بِها طَرفي

فِراقُ حِبابٍ وَاِنتِهاءٌ عَنِ الهَوى
وَلا تَعذِليني قَد بَدا لَكِ ما أُخفي

يَقولونَ يَستَغني وَوَاللَهِ ما الغِنى
مِنَ المالِ إِلّا ما يُعِفُّ وَما يَكفي

لَعَمري لَشَدَّت حاجَةٌ قَد عَلِمتُها
أَمامي وَأُخرى قَد رَبَعتُ لَها خَلفي

فَهَلّا أَمَرتِ اِبنَي هِشامٍ فَيَربَعا
عَلى ما أَصابا مِن مِئينَ وَمِن أَلفِ

مِنَ الرومِ وَالأُحبوشِ حَتّى تَناوَلا
بِبَيعِهِما مالَ المَرازِبَةِ الغُلفِ

وَما كانَ مِمّا أَصبَحا يَجمَعانَهُ
مِنَ المالِ إِلّا بِالتَحَرُّفِ وَالصَرفِ

وَبِالطَوفِ نالا خَيرَ ما نالَهُ الفَتى
وَما المَرءُ إِلّا بِالتَقَلُّبِ وَالظَرفِ

وَنِبِّئتُ أَنَّ الجودَ مِنهُم خَليقَةٌ
يَجودونَ في يَبسِ الزَبيبِ وَفي القَطفِ

وَهَل يُخلِدَنَّ اِبنَي جَلالَةِ مالُهُم
وَحِرصُهُمُ عِندَ البِياعِ عَلى الشِفِّ


الحطيئه

الحمدان
08-05-2024, 01:43 PM
يا جَفنَةً تَرَكَ اِبنُ هَوذَةَ خَلفَهُ
مَلأى لِصُحبَتِهِ كَحَوضِ المُقتَري

كَعَريضَةِ الشيزى يُكَلَّلُ فَوقَها
شَحمُ السَنامِ غَداةَ ريحٍ صَرصَرِ

أَم مَن لِراسِيَةٍ كَأَنَّ أُوارَها
نَقعٌ تَعاوَرَهُ بَناتُ الأَخدَرِ

أَم مَن لِخَصمٍ مُضجِعينَ قِسِيَّهُم
مَيلٍ خُدودُهُمُ عِظامِ المَفخَرِ

إِنَّ الرَزِيَّةَ لا أَبا لَكِ هالِكٌ
بَينَ الدِماخِ وَبَينَ دارَةِ خَنزَرِ

تِلكَ الرَزِيَّةُ لا رَزِيَّةَ مِثلُها
فَاِقنَي حَياءَكِ لا أَبا لَكِ وَاِصبِري


الحطيئه

الحمدان
08-05-2024, 01:43 PM
جَزاكِ اللَهُ شَرّاً مِن عَجوزٍ
وَلَقّاكِ العُقوقَ مِنَ البَنينا

تَنَحَّي فَاِجلِسي مِنّا بَعيداً
أَراحَ اللَهُ مِنكِ العالَمينا

أَغِربالاً إِذا اِستودِعتِ سِرّاً
وَكانوناً عَلى المُتَحَدِّثينا

أَلَم أوضِح لَكِ البَغضاءَ مِنّي
وَلَكِن لا إِخالُكِ تَعقِلينا

حَياتُكِ ما عَلِمتُ حَياةُ سوءٍ
وَمَوتُكِ قَد يَسُرُّ الصالِحينا


الحطيئه

الحمدان
08-05-2024, 01:44 PM
يا نَدَمي عَلى سَهمِ بنِ عَوذٍ
نَدامَةَ ما سَفِهتُ وَضَلَّ حِلمي

نَدِمتُ نَدامَةَ الكُسَعِيِّ لَمّا
شَرَيتُ رِضى بَني سَهمٍ بِرَغمي

نَدِمتُ عَلى لِسانٍ فاتَ مِنّي
وَدِدتُ بِأَنَّهُ في جَوفِ عِكمِ

هُنالِكُم تَهَدَّمَتِ الرَكايا
وَضُمِّنَتِ الرَجا فَهَوَت بِذَمِّ


الحطيئه

الحمدان
08-05-2024, 01:44 PM
أَشاقَتكَ لَيلى في اللِمامِ وَما جَزَت
بِما أَزهَفَت يَومَ اِلتَقَينا وَضَرَّتِ

كَطَعمِ الشَمولِ طَعمُ فيها وَفارَةٌ
مِنَ المِسكِ مِنها في المَفارِقِ ذُرَّتِ

وَأَغيَدَ لا نِكسٍ وَلا واهِنِ القِوى
سَقَيتُ إِذا أولى العَصافِرِ صَرَّتِ

رَدَدتُ عَلَيهِ الكَأسَ وَهيَ لَذيذَةٌ
إِلى اللَيلِ حَتّى مَلَّها وَأَمَرَّتِ

وَأَشعَثَ يَهوى النَومَ قُلتُ لَهُ اِرتَحِل
إِذا ما النُجومُ أَعرَضَت وَاِسبَطَرَّتِ

فَقامَ يَجُرُّ الثَوبَ لَو أَنَّ نَفسَهُ
يُقالُ لَهُ خُذها بِنَفسِكَ خَرَّتِ

أَلا هَل لِسَهمٍ في الحَياةِ فَإِنَّني
أَرى الحَربَ عَن روقٍ كَوالِحَ فُرَّتِ

وَلَن يَفعَلوا حَتّى تَشولَ عَلَيهِمُ
بِفُرسانِها شَولَ المَخاضِ اِقمَطَرَّتِ

عَوابِسَ بِالشُعثِ الكُماةِ إِذا اِبتَغوا
عُلالَتَها بِالمُحصَداتِ أَضَرَّتِ

تُنازِعُ أَبكارَ النِساءِ ثِيابَها
إِذا أُخرِجَت مِن حَلقَةِ الدارِ كَرَّتِ

بِكُلِّ قَناةٍ صَدقَةٍ رُدَنِيَّةٍ
إِذا أُكرِهَت لَم تَنأَطِر وَاِتمَأَرَّتِ

وَإِنَّ الحُدودَ الزُرقَ مِن أَسَلاتِنا
إِذا واجَهَتهُنَّ النُحورُ اِقشَعَرَّتِ

وَلَو وَجَدَت سَهمٌ عَلى الغَيِّ ناصِراً
لَقَد حَلَبَت فيها نِساءٌ وَصَرَّتِ

وَلَكِنَّ سَهماً أَفسَدَت دارَ غالِبٍ
كَما أَعدَتِ الجَربى الصِحاحَ فَعُرَّتِ


الحطيئه

الحمدان
08-05-2024, 01:44 PM
أَلا مَن لِقَلبٍ عارِمِ النَظَراتِ
يُقَطِّعُ طولَ اللَيلِ بِالزَفَراتِ

إِذا ما الثُرَيّا آخِرَ اللَيلِ أَعنَقَت
كَواكِبُها كَالجُزعِ مُنحَدِراتِ

هُنالِكَ لا أَخشى مَقالَةَ كاشِحٍ
إِذا نُبِذَ العُزّابُ بِالحَجَراتِ

لَعَمري لَقَد جَرَّبتُكُم فَوَجَدتُكُم
قِباحَ الوُجوهِ سَيِّئي العِذَراتِ

لَهُم نَفَرٌ مِثلُ التُيوسِ وَنِسوَةٌ
مَماجينُ مِثلُ الآتُنِ النَعِراتِ

وَجَدتُكُمُ لَم تَجبُروا عَظمَ هالِكٍ
وَلا تَنحَرونَ النيبَ في الحُجُراتِ

فَإِن يَصطَنِعني اللَهُ لا أَصطَنِعكُمُ
وَلا أوتِكُم مالي عَلى العَثَراتِ

عَطاءَ الإِلَهِ إِذ بَخِلتُم بِمالِكُم
مَهاريسَ تَرعى عازِبَ القَفَراتِ

مَهاريسُ يُروي رِسلُها ضَيفَ أَهلِها
إِذا النارُ أَبدَت أَوجُهَ الخَفِراتِ

عِظامُ مَقيلِ الهامِ غُلبٌ رِقابُها
يُباكِرنَ بَردَ الماءِ بِالسَبَراتِ

يُزيلُ القَتادَ جَذبُها عَن أُصولِهِ
إِذا ما غَدَت مُقوَرَّةً خَرِصاتِ

إِذا أَجحَرَ الكَلبَ الصَقيعَ اِتَّقَينَهُ
بِأَثباجِ لا خورٍ وَلا قَفِراتِ

وَإِن لَم يَكُن إِلّا الأَماليسَ أَصبَحَت
لَها حُلُّقٌ ضَرّاتُها شَكِراتِ

وَتَرعى بَراحاً حَيثُ لا يَستَطيعُها
مِنَ الناسِ أَهلُ الشاءِ وَالحُمُراتِ

إِذا أَنفَدَ المَيّارُ ما في وِعائِهِ
وَفى كَيلُ لا نيبٍ وَلا بَكَراتِ

وَلَيسَ بِناهيها عَنِ الحَوضِ أَن تَرى
مَعَ الذادَةِ المَقشورَةِ العَجِراتِ.
نَزائِعُ آفاقِ البِلادِ يَزينُها
بَراطيلُ في أَعناقِها البَتِعاتِ

وَكَم مِن عَدُوٍّ قَد رَأى بَكَراتِها
تَقَطَّعُ فيها نَفسُهُ حَسَراتِ

وَإِن طافَ فيها الحالِبانِ اِتَّقَتهُما
بِجوفٍ عَلى أَيديهِما هَمِراتِ

إِذا وَرَدَت مِن آخِرِ اللَيلِ لَم تَعَف
حِياضَ الأَضا المَطروقَةِ الكَدِراتِ

وَغَيثٍ جُمادِيٍّ كَأَنَّ تِلاعَهُ
وَحِزّانَهُ مَكسُوَّةٌ حَبِراتِ

يَظَلُّ بِهِ الشَيخُ الَّذي كانَ فانِياً
يَدِفُّ عَلى عوجٍ لَهُ نَخِراتِ


الحطيئه

الحمدان
08-05-2024, 01:45 PM
وَلَقَد رَأَيتُكِ في النِساءِ فَسُؤتِني
وَأَبا بَنيكِ فَساءَني في المَجلِسِ

إِنَّ الذَليلَ لَمَن تَزورُ رِكابُهُ
رَهطَ اِبنِ جَحشٍ في مَضيقِ المَحبَسِ

لا يَصبِرونَ وَلا تَزالُ نِسائُهُم
تَشكو الهَوانَ إِلى البَئيسِ الأَبأَسِ

رَهطُ اِبنِ جَحشٍ في الخُطوبِ أَذِلَّةٌ
دُسمُ الثِيابِ قَناتُهُم لَم تُضرَسِ

بِالهَمزِ مِن طولِ الثِقافِ وَجارُهُم
يُعطي الظُلامَةَ في الخُطوبِ الحُوَّسِ

قَبَحَ الإِلَهُ قَبيلَةً لَم يَمنَعوا
يَومَ المُجَيمِرِ جارَهُم مِن فَقعَسِ

تَرَكوا النِساءَ مَعَ الجِيادِ لِمَعشَرٍ
شُمسِ العَداوَةِ في الحُروبِ الشُوَّسِ

أَبلِغ بَني عَبسٍ بِأَنَّ نِجارَهُم
لُؤمٌ وَأَنَّ أَباهُمُ كَالهِجرِسِ

يُعطي الخَسيسَةَ راغِماً مَن رامَها
بِالضَيمِ بَعدَ تَكَلُّحٍ وَتَعَبُّسِ


الحطيئه

الحمدان
08-05-2024, 01:45 PM
وَاللَهِ ما مَعشَرٌ لاموا اِمرَأً جُنُباً
في آلِ لَأيِ بنِ شَمّاسٍ بِأَكياسِ

عَلامَ كَلَّفتَني مَجدَ اِبنِ عَمِّكُمُ
وَالعيسُ تَخرُجُ مِن أَعلامِ أَوطاسِ

ما كانَ ذَنبُ بَغيضٍ لا أَبا لَكُمُ
في بائِسٍ جاءَ يَحدو آخِرَ الناسِ

لَقَد مَرَيتُكُمُ لَو أَنَّ دِرَّتَكُم
يَوماً يَجيءُ بِها مَسحي وَإِبساسي

وَقَد مَدَحتُكُمُ عَمداً لِأُرشِدَكُم
كَيما يَكونَ لَكُم مَتحي وَإِمراسي

وَقَد نَظَرتُكُمُ إِعشاءَ صادِرَةٍ
لِلخَمسِ طالَ بِها حَبسي وَتَنساسي

فَما مَلَكتُ بِأَن كانَت نُفوسُكُمُ
كَفارِكٍ كَرِهَت ثَوبي وَإِلباسي

لَمّا بَدا لِيَ مِنكُم غَيبُ أَنفُسِكُم
وَلَم يَكُن لِجِراحي مِنكُمُ آسي

أَزمَعتُ يَأساً مُبيناً مِن نَوالِكُمُ
وَلَن تَرى طارِداً لِلحُرِّ كَالياسِ

أَنا اِبنُ بَجدَتِها عِلماً وَتَجرِبَةً
فَسَل بِسَعدٍ تَجِدني أَعلَمَ الناسِ

ما كانَ ذَنبُ بَغيضٍ أَن رَأى رَجُلاً
ذا فاقَةٍ عاشَ في مُستَوعَرٍ شاسِ

جارٌ لِقَومٍ أَطالوا هونَ مَنزِلِهِ
وَغادَروهُ مُقيماً بَينَ أَرماسِ

مَلّوا قِراهُ وَهَرَّتهُ كِلابُهُمُ
وَجَرَّحوهُ بِأَنيابٍ وَأَضراسِ

دَعِ المَكارِمَ لا تَرحَل لِبُغيَتِها
وَاِقعُد فَإِنَّكَ أَنتَ الطاعِمُ الكاسي

وَاِبعَث يَساراً إِلى وُفرٍ مُذَمَّمَةٍ
وَاِحدِج إِلَيها بِذي عَركَينِ قِنعاسِ

سيري أُمامَ فَإِنَّ الأَكثَرينَ حَصىً
وَالأَكرَمينَ أَباً مِن آلِ شَمّاسِ

مَن يَفعَلِ الخَيرَ لا يَعدَم جَوازِيَهُ
لا يَذهَبُ العُرفُ بَينَ اللَهِ وَالناسِ

ما كانَ ذَنبِيَ أَن فَلَّت مَعاوِلَكُم
مِن آلِ لَأيٍ صَفاةٌ أَصلُها راسِ

قَد ناضَلوكَ فَسَلّوا مِن كِنانَتِهِم
مَجداً تَليداً وَنَبلاً غَيرَ أَنكاسِ


الحطيئه

الحمدان
08-05-2024, 01:45 PM
أَفيما خَلا مِن سالِفِ العَيشِ تَدَّكِر
أَحاديثَ لا يُنسيكَها الشَيبُ وَالعُمُر

طَرِبتَ إِلى مَن لا تُؤاتيكَ دارُهُ
وَمَن هُوَ ناءٍ وَالصَبابَةُ قَد تَضُر

إِلى طَفلَةِ الأَطرافِ زَيَّنَ جيدَها
مَعا الحَليِ وَالطيبِ المَجاسِدُ وَالخُمُر

مِنَ البيضِ كَالغِزلانِ وَالغُرِّ كَالدُمى
حِسانٌ عَلَيهِنَّ المَعاطِفُ وَالأُزُر

تَرى الزَعفَرانَ الوَردَ فيهِنَّ شامِلاً
وَإِن شِئنَ مِسكاً خالِصاً ريحُهُ ذَفِر

عَليلاً عَلى لَبّاتِ بيضٍ كَأَنَّها
بَناتُ المَلا مِنها المَقاليتُ وَالنُزُر

بَني عَمَّنا إِنَّ الرِكابَ بِأَهلِها
إِذا سائَها المَولى تَروحُ وَتَبتَكِر

بَني عَمَّنا ما أَسرَعَ اللَومَ مِنكُمُ
إِلَينا وَلا نَبغي عَلَيكُم وَلا نَجُر

وَنَشرَبُ رَنقَ الماءِ مِن دونِ سُخطِكُم
وَلا يَستَوي الصافي مِنَ الماءِ وَالكَدِر

غَضِبتُم عَلَينا أَن قَتَلنا بِخالِدٍ
بَني مالِكٍ ها إِنَّ ذا غَضَبٌ مُطِر

وَكُنّا إِذا دارَت عَلَيكُم عَظيمَةٌ
نَهَضنا فَلَم يَنهَض ضِعافٌ وَلا ضُجُر

وَنَحنُ إِذا ما الخَيلُ جاءَت كَأَنَّها
جَرادٌ زَفَت أَعجازَهُ الريحُ مُنتَشِر

إِذا الخَفِراتُ البيضُ أَبدَت خِدامَها
وَقامَت فَزالَت عَن مَعاقِدِها الأُزُر

نُحامي وَراءَ السَبيِ مِنكُم كَما حَمَت
أُسودٌ ضَوارٍ حَولَ أَشبالِها هُصُر

عَلى كُلِّ مَحبوكِ المَراكِلِ سابِحٍ
إِذا أُشرِعَت لِلمَوتِ خَطِّيَةٌ سُمُر

مَطاعينُ في الهَيجاءِ بيضٌ وُجوهُهُم
إِذا ضَجَّ أَهلُ الرَوعِ ساروا وَهُم وُقُر

فَأَمّا بِجادٌ رَهطُ جَحشٍ فَإِنَّهُم
عَلى النائِباتِ لا كِرامٌ وَلا صُبُر

إِذا نَهَضَت يَوماً بِجادٌ إِلى العُلى
أَبى الناشِئُ المَوهونُ وَالأَشمَطُ الغُمُر

تُدَرّونَ إِن شُدَّ العِصابُ عَلَيكُمُ
وَنَأبى إِذا شُدَّ العِصابُ فَلا نَدُر

نَعامٌ إِذا ما صيحَ في حَجَراتِكُم
وَأَنتُم إِذا لَم تَسمَعوا صارِخاً دُثُر

تَرى اللُؤمَ مِنهُم في رِقابٍ كَأَنَّها
رِقابُ ضِباعٍ فَوقَ آذانِها الغَفَر

إِذا طَلَعَت أولى المُغيرَةِ قَوَّموا
كَما قَوَّمَت نيبٌ مُخَزَّمَةٌ زُجُر

أَرى قَومَنا لا يَغفِرونَ ذُنوبَنا
وَنَحنُ إِذا ما أَذنَبوا لَهُمُ غُفُر

وَنَحنُ إِذا جَبَّبتُمُ عَن نِسائِكُم
كَما جَبَّبَت مِن عِندِ أَولادِها الحُمُر

عَطَفنا العِتاقَ الجُردَ خَلفَ نِسائِكُم
هِيَ الخَيلُ مَسقاها زُبالَةُ أَو يُسُر

يَجُلنَ بِفِتيانِ الوَغى بِأَكُفِّهِم
رُدَينِيَّةٌ سُمرٌ أَسِنَّتُها حُمرُ

إِذا أَجحَفَت بِالناسِ شَهباءُ صَعبَةٌ
لَها حَرجَفٌ مِمّا يَقِلُّ بِهِ القُتُر

نَصَبنا وَكانَ المَجدُ مِنّا سَجِيَّةً
قُدوراً وَقَد تَشقى بِأَسيافِنا الجُزُر

وَمِنّا المُحامي مِن وَراءِ ذِمارِكُم
وَنَمنَعُ أُخراكُم إِذا ضُيِّعَ الدُبُر


الحطيئه

الحمدان
08-05-2024, 01:46 PM
قالَت أُمامَةُ عِرسي وَهيَ خالِيَةٌ
إِنَّ المَطامِعَ قَد صارَت إِلى قُلَلِ

آمَرتُ نَفسي فَقالَت وَهيَ خالِيَةٌ
إِنَّ الجَوادَ اِبنُ دَفّاعٍ عَلى العِلَلِ

نِعمَ الفَتى عِندَ مُلقى زِفرِ عَيهَلَةٍ
شَبَّت لَها النارُ بَينَ اللَيلِ وَالطَفَلِ

وَالفِتيَةُ الشُعثُ قَد خَفَّت حَقائِبُهُم
شُمُّ العَرانَينِ قَد ساروا إِلى الأُصُلِ

مُبَرَّأٌ عِرضُهُ راعٍ أَمانَتَهُ
فَلَيسَ يَغتالُها بِالعَجزِ وَالدَغَلِ

في إِرثِ عادِيَةٍ عَزٍّ وَمَكرُمَةٌ
فيها مِنَ اللَهِ صُنعٌ غَيرُ ذي خَلَلِ

كَالهُندُوانِيِّ لا تَثني مَضارِبُهُ
ذاتُ الحَرابِيِّ فَوقَ الدارِعِ البَطَلِ


الحطيئه

الحمدان
08-05-2024, 01:46 PM
يا عامِ قَد كُنتَ ذا باعٍ وَمَكرُمَةٍ
لَو أَنَّ مَسعاةَ مَن جارَيتَهُ أَمَمُ

جارَيتَ قَرماً أَجادَ الأَحوَصانِ بِهِ
جَزلَ المَواهِبِ في عِرنينِهِ شَمَمُ

لا يَصعُبُ الأَمرُ إِلّا رَيثَ يَركَبُهُ
وَلا يَبيتُ عَلى مالٍ لَهُ قَسَمُ

مِصباحُ ساري ظَلامٍ يُستَضاءُ بِهِ
في إِثرِ مَوسوقَةٍ تُهدى لَها الغُنُمُ

وَمِثلُهُ مِن كِلابٍ في أَرومَتِها
يُعطى المَقاليدَ أَو يُلقى لَهُ السَلَمُ

هابَت بَنو مالِكٍ مَجداً وَمَكرُمَةً
وَغايَةً كانَ فيها المَوتُ لَو قَدِموا

وَما أَساؤوا فِراراً عَن مُجَلِّيَةٍ
لا كاهِنٌ يَمتَري فيها وَلا حَكَمُ


الحطيئه

الحمدان
08-05-2024, 01:46 PM
أَلا آلُ لَيلى أَزمَعوا بِقُفولِ
وَلَم يُنظِروا ذا حاجَةٍ لِرَحيلِ

تَنادَوا فَحَثّوا لِلتَفَرُّقِ عيرَهُم
فَبانوا بِجَمّاءِ العِظامِ قَتولِ

مُبَتَّلَةٍ يَشفي السَقيمَ كَلامُها
لَها جيدُ أَدماءِ العَشِيِّ خَذولِ

وَتَبسِمُ عَن عَذبٍ زُلالٍ كَأَنَّهُ
نِطافَةُ مُزنٍ صُفِّقَت بِشَمولِ

فَعَدِّ طِلابَ الحَيِّ عَنكَ بِجَسرَةٍ
تَخَيَّلُ في ثِنيِ الزِمامِ ذَمولِ

عُذافِرَةٍ حَرفٍ كَأَنَّ قُتودَها
عَلى هِقلَةٍ بِالشَيِّطَينِ جَفولِ

فَلَو سَلَمَت نَفسي لِعَمروِ بنِ عامِرٍ
لَقَد طالَ رَكبٌ نازِلٌ بِأَميلِ

لَعَمري لَقَد جارَيتُمُ آلَ مالِكٍ
إِلى ماجِدٍ ذي جَمَّةٍ وَفُضولِ

إِذا واضَحوهُ المَجدَ أَربى عَلَيهِمُ
بِمُستَفرِغٍ ماءَ الذِنابِ سَجيلِ

وَإِن يَرتَقوا في خُطَّةٍ يَرقَ فَوقَها
بِثَبتٍ عَلى ضاحي المَزَلِّ رَجيلِ

فَصُدّوا صُدودَ الوانِ أَبقى عَلَيكُمُ
بَني مالِكٍ إِذ سُدَّ كُلُّ سَبيلِ

فَما جَعَلَ الصُعرَ اللِئامَ خُدودُها
كَآدَمَ قَلباً مِن بَناتِ جَديلِ

فَتىً لا يُضامُ الدَهرَ ما عاشَ جارُهُ
وَلَيسَ لِأَدمانِ القِرى بِمَلولِ

هُوَ الواهِبُ الكومَ الصَفايا لِجارِهِ
وَكُلَّ عَتيقِ الحُرَّتَينِ أَسيلِ

وَأَشجَعُ في الهَيجاءِ مِن لَيثِ غابَةٍ
إِذا مُستَباةٌ لَم تَثِق بِحَليلِ

وَخَيلٍ تَعادى بِالكُماةِ كَأَنَّها
وُعولُ كِهافٍ أَعرَضَت لِوُعولِ

مُثابِرَةٍ رَهواً وَزَعتَ رَعيلَها
بِأَبيَضَ ماضي الشَفرَتَينِ صَقيلِ

أَخو ثِقَةٍ ضَشمُ الدَسيعَةِ ماجِدٌ
كَريمُ النَثا مَولاهُ غَيرُ ذَليلِ

إِذا الناسُ مَدّوا لِلفَعالِ أَكُفَّهُم
بَذَختَ بُعادِيِّ السَراةِ طَويلِ

وَجُرثومَةٍ لا يَبلُغُ السَيلُ أَصلَها
فَقَد صَدَّ عَنها الماءُ كُلَّ مَسيلِ

بَنى الأَحوَصانِ مَجدَها ثُمَّ أُسلِمَت
إِلى خَيرِ مُردٍ سادَةٍ وَكُهولِ

فَإِن عُدَّ مَجدٌ فاضِلٌ عَدَّ مِثلَهُ
وَإِن أَثَّلوا أَدرَكتُهُم بِأَثيلِ

وَليتَ تُراثَ الأَحوَصَينِ فَلَم يَضِع
إِلى اِبنَي طُفَيلٍ مالِكٍ وَعَقيلِ

فَما يَنظُرُ الحُكّامُ بِالفَضلِ بَعدَما
بَدا واضِحٌ ذو غُرَّةٍ وَحُجولِ


الحطيئه

الحمدان
08-05-2024, 01:47 PM
لَعَمري لَقَد أَمسى عَلى الأَمرِ سائِسٌ
بَصيرٌ بِما ضَرَّ العَدُوَّ أَريبُ

جَريءٌ عَلى ما يَكرَهُ المَرءُ صَدرَهُ
وَلِلفاحِشاتِ المُندِياتِ هَيوبُ

سَعيدٌ وَما يَفعَل سَعيدٌ فَإِنَّهُ
نَجيبٌ فَلاهُ في الرِباطِ نَجيبُ

سَعيدٌ فَلا تَغرُركَ خِفَّةُ لَحمِهِ
تَخَدَّدَ عَنهُ اللَحمُ فَهُوَ صَليبُ

إِذا خافَ إِصعاباً مِنَ الأَمرِ صَدرُهُ
عَلاهُ فَباتَ الأَمرُ وَهُوَ رَكوبُ

إِذا غِبتَ عَنّا غابَ عَنّا رَبيعُنا
وَنُسقى الغَمامَ الغُرَّ حينَ تَؤوبُ

فَنِعمَ الفَتى تَعشو إِلى ضَوءِ نارِهِ
إِذا الريحُ هَبَّت وَالمَكانُ جَديبُ

وَما زِلتَ تُعطي النَفسَ حَتّى كَأَنَّما
يَظَلُّ لِأَقوامٍ عَلَيكَ نُحوبُ

إِلَيكَ تَناهى كُلُّ أَمرٍ يَنوبُنا
وَعِندَ ظِلالِ المَوتِ أَنتَ حَسيبُ


الحطيئه

الحمدان
08-05-2024, 01:47 PM
أَلَستَ بِجاعِلي كَبَني جُعَيلٍ
هَداكَ اللَهُ أَو كَبَني جَنابِ

أَدِبُّ وَراءَ نُقدَةَ أَن تَراني
وَدونَكَ بِالمَدينَةِ أَلفُ بابِ

وَأَحبِسُ بِالعَراءِ المَحلِ بَيتي
وَدونَكَ عازِبٌ صَخَبُ الذُبابِ

أُحاذِرُ إِن قَدَرتَ عَلَيَّ يَوماً
عِقابَكَ وَالأَليمَ مِنَ العَذابِ


الحطيئه

الحمدان
08-05-2024, 01:47 PM
أَمِن رَسمِ دارٍ مَربَعٌ وَمَصيفُ
لِعَينَيكَ مِن ماءِ الشُؤونِ وَكيفُ

رَشاشٌ كَغَربَي هاجِرِيٍّ كِلاهُما
لَهُ داجِنٌ بِالكَرَّتَينِ عَليفُ

إِذا كَرَّ غَرباً بَعدَ غَربٍ أَعادَهُ
عَلى رَغمِهِ وافي السِبالِ عَنيفُ

تَذَكَّرتُ فيها الجَهلَ حَتّى تَبادَرَت
دُموعي وَأَصحابي عَلَيَّ وُقوفُ

يَقولونَ هَل يَبكي مِنَ الشَوقِ مُسلِمٌ
تَخَلّى إِلى وَجهِ الإِلَهِ حَنيفُ

فَلَأياً أَزاحَت عِلَّتي ذاتُ مَنسِمٍ
نَكيبٍ تَغالى في الزِمامِ خَنوفُ

مُقَذَّفَةٌ بِاللَحمِ وَجناءُ عَدوُها
عَلى الأَينِ إِرقالٌ مَعاً وَوَجيفُ

إِلَيكَ سَعيدَ الخَيرِ جُبتُ مَهامِهاً
يُقابِلُني آلٌ بِها وَتَنوفُ

وَلَولا الَّذي العاصي أَبوهُ لَعُلِّقَت
بِحَورانَ مِجذامُ العَشِيِّ عَصوفُ

وَلَولا أَصيلُ اللُبِ غَضٌّ شَبابُهُ
كَريمٌ لِأَيّامِ المَنونِ عَروفُ

إِذا هَمَّ بِالأَعداءِ لَم يَثنِ هَمَّهُ
كَعابٌ عَلَيها لُؤلُؤٌ وَشُنوفُ

حَصانٌ لَها في البَيتِ زِيٌّ وَبَهجَةٌ
وَمَشيٌ كَما تَمشي القَطاةُ قَطوفُ

وَلَو شاءَ وارى الشَمسَ مِن دونِ وَجهِهِ
حِجابٌ وَمَطوِيُّ السَراةِ مُنيفُ

وَلَكِنَّ إِدلاجاً بِشَهباءَ فَخمَةٍ
لَها لَقَحٌ في الأَعجَمينَ كَشوفُ

إِذا قادَها لِلمَوتِ يَوماً تَتابَعَت
أُلوفٌ عَلى آثارِهِنَّ أُلوفُ

فَصُفّوا وَماذِيُّ الحَديدِ عَلَيهِمُ
وَبَيضٌ كَأَولادِ النَعامِ كَثيفُ

أَنابَت إِلى جَنّاتِ عَدنٍ نُفوسُهُم
وَما بَعدَها لِلصالِحينَ حُتوفُ

خَفيفِ المِعى لا يَملَأُ الهَمُّ صَدرَهُ
إِذا سُمتَهُ الزادَ الخَبيثَ عَيوفُ


الحطيئه

الحمدان
08-05-2024, 01:47 PM
عَفا تَوأَمٌ مِن أَهلِهِ فَجَلاجِلُه
فَرُدَّ عَلى الحَيِّ الجَميعِ جَمائِلُه

وَعالَينَ رَقماً فَوقَ عَقمٍ كَأَنَّهُ
دَمُ الجَوفِ يَجري في المَذارِعِ واشِلُه

كَأَنَّ النِعاجَ الغُرَّ وَسطَ رِحالِهِم
إِذا اِستَجمَعَت وَسطَ الخُدورِ مَطافِلُه

أَبى لِاِبنِ أَروى خَلَّتانِ اِصطَفاهُما
قِتالٌ إِذا يَلقى العَدُوَّ وَنائِلُه

فَتىً يَملَأُ الشيزى وَيَروى بِكَفِّهِ
سِنانُ الرُدَينِيِّ الأَصَمِّ وَعامِلُه

يَؤُمُّ العَدُوَّ حَيثُ كانَ بِجَحفَلٍ
يُصِمُّ السَميعَ جَرسُهُ وَصَواهِلُه

إِذا حانَ مِنهُ مَنزِلُ اللَيلِ أَوقَدَت
لِأُخراهُ في أَعلى اليَفاعِ أَوائِلُه

تَرى عافِياتِ الطَيرِ قَد وَثِقَت لَها
بِشِبعٍ مِنَ السَخلِ العِتاقِ مَنازِلُه

بَناتُ الأَغَرِّ وَالوَجيهِ وَلاحِقٍ
يُقَوَّدنَ في الأَشطانِ ضَخماً جَحافِلُه

يَظَلُّ الرِداءُ العَصبُ فَوقَ جَبينِهِ
يَقي حاجِبَيهِ ما تُثيرُ قَنابِلُه

نَفَيتَ الجِعادَ الغُرَّ مِن عُقرِ دارِهِم
فَلَم يَبقَ إِلّا حَيَّةٌ أَنتَ قاتِلُه

وَكَم مِن حَصانٍ ذاتِ بَعلٍ تَرَكتَها
إِذا اللَيلُ أَدجى لَم تَجِد مَن تُباعِلُه

وَذي عَجَزٍ في الدارِ وَسَّعتَ دارَهُ
وَذي سَعَةٍ في دارِهِ أَنتَ ناقِلُه

وَإِنّي لَأَرجوهُ وَإِن كانَ نائِياً
رَجاءَ الرَبيعِ أَنبَتَ البَقلَ وابِلُه

لِزُغبٍ كَأَولادِ القَطا راثَ خَلقُها
عَلى عاجِزاتِ النَهضِ حُمرٍ حَواصِلُه


الحطيئه

الحمدان
08-05-2024, 01:48 PM
هَل تَعرِفُ الدارَ مُذ عامَينِ أَو عاما
داراً لِهِندٍ بِجَزعِ الخَرجِ فَالدامِ

تَحنو لِأَطلائِها عينٌ مُلَمَّعَةٌ
سُفعُ الخُدودِ بَعيداتٌ مِنَ الذامِ

وَقَد أُغادي بِها صَفراءَ آنِسَةٍ
لا تَأتَلي دونَ مَعروفٍ بِأَقسامِ

خَوداً لَعوباً لَها رَيّا وَرائِحَةٌ
تَشفي فُؤادَ رَذِيِّ الجِسمِ مِسقامِ

يا لَهفَ نَفسي عَلى بَيعٍ هَمَمتُ بِهِ
لَو نِلتُهُ كانَ بَيعاً رابِحاً نامي

أُريدُهُ ما نَأى عَنّي وَأَترُكُهُ
مِن بَعدِ ما كانَ مِنّي قيسَ إِبهامِ

نَفسي فِداكَ لِنُعمى تُستَرادُ لَها
وَلِلزُحوفِ إِذا هَمَّت بِإِقدامِ

وَجَحفَلٍ كَبَهيمِ اللَيلِ مُنتَجِعٍ
أَرضَ العَدُوِّ بِبُؤسى بَعدَ إِنعامِ

جَمَعتَ مِن عامِرٍ فيهِ وَمِن أَسَدٍ
وَمِن تَميمٍ وَمِن حاءٍ وَمِن حامِ

وَما رَضيتَ لَهُم حَتّى رَفَدتَهُمُ
مِن وائِلٍ رَهطِ بِسطامٍ بِأَصرامِ

فيهِ الرِماحُ وَفيهِ كُلُّ سابِغَةٍ
جَدلاءَ مُبهَمَةٍ مِن نَسجِ سَلّامِ

وَكُلُّ أَجرَدَ كَالسِرحانِ أَترَزَهُ
مَسحُ الأَكُفِّ وَسَقيٌ بَعدَ إِطعامِ

وَكُلُّ شَوهاءَ طَوعٍ غَيرِ آبِيَةٍ
عِندَ الصَباحِ إِذا هَمّوا بِإِلجامِ

مُستَحقِباتٍ رَواياها جَحافِلُها
يَسمو بِها أَشعَرِيٌّ طَرفُهُ سامي

لا يَزجُرُ الطَيرَ إِن مَرَّت بِهِ سُنُحاً
وَلا يُفيضُ عَلى قَسمٍ بِأَزلامِ


الحطيئه

الحمدان
08-05-2024, 01:48 PM
أَلا أَبلِغ بَني عَوفِ بنِ كَعبِ
وَهَل قَومٌ عَلى خُلُقٍ سَواءُ

عُطارِدَها وَبَهدَلَةَ بنَ عَوفٍ
فَهَل يَشفي صُدورَكُمُ الشِفاءُ

أَلَم أَكُ نائِياً فَدَعَوتُموني
فَجاءَ بِيَ المَواعِدُ وَالدُعاءُ

أَلَم أَكُ جارَكُم فَتَرَكتُموني
لِكَلبي في دِيارِكُمُ عُواءُ

وَآنَيتُ العَشاءَ إِلى سُهَيلٍ
أَوِ الشِعرى فَطالَ بِيَ العَشاءُ

وَلَمّا كُنتُ جارَكُمُ أَبَيتُم
وَشَرُّ مَواطِنِ الحَسَبِ الإِباءُ

وَلَمّا كُنتُ جارَهُمُ حَبَوني
وَفيكُم كانَ لَو شِئتُم حِباءُ

وَلَمّا أَن مَدَحتُ القَومَ قُلتُم
هَجَوتَ وَما يَحِلُّ لَكَ الهِجاءُ

أَلَم أَكُ مُحرِماً وَيَكونَ بَيني
وَبَينَكُمُ المَوَدَّةُ وَالإِخاءُ

فَلَم أَشتُم لَكُم حَسَباً وَلَكِن
حَدَوتُ بِحَيثُ يُستَمَعُ الحُداءُ

فَلا وَأَبيكَ ما ظَلَمَت قُرَيعٌ
بِأَن يَبنوا المَكارِمَ حَيثُ شاؤوا

فَلا وَأَبيكَ ما ظَلَمَت قُرَيعٌ
وَلا بَرِموا لِذاكَ وَلا أَساؤوا

بِعَثرَةِ جارِهِم أَن يَجبَروها
فَيَغبُرَ حَولَهُ نَعَمٌ وَشاءُ

فَيَبني مَجدَها وَيُقيمَ فيها
وَيُمشي إِن أُريدَ بِهِ المَشاءُ

وَإِنَّ الجارَ مِثلُ الضَيفِ يَغدو
لِوِجهَتِهِ وَإِن طالَ الثَواءُ

وَإِنّي قَد عَلِقتُ بِحَبلِ قَومٍ
أَعانَهُمُ عَلى الحَسَبِ الثَراءُ

هُمُ المُتَضَمِّنونَ عَلى المَنايا
بِمالِ الجارِ ذَلِكُمُ الوَفاءُ

هُمُ الآسونَ أُمَّ الرَأسِ لَمّا
تَواكَلَها الأَطِبَّةُ وَالإِساءُ

هُمُ القَومُ الَّذينَ إِذا أَلَمَّت
مِنَ الأَيّامِ مُظلِمَةٌ أَضاؤوا

هُمُ القَومُ الَّذينَ عَلِمتُموهُم
لَدى الداعي إِذا رُفِعَ اللِواءُ

إِذا نَزَلَ الشِتاءُ بِدارِ قَومٍ
تَجَنَّبَ دارَ بَيتِهِمُ الشِتاءُ

فَأَبقوا لا أَبا لَكُمُ عَلَيهِم
فَإِنَّ مَلامَةَ المَولى شَقاءُ

فَإِنَّ أَباهُمُ الأَدنى أَبوكُم
وَإِنَّ صُدورَهُم لَكُمُ بُراءُ

وَإِنَّ سُعاتَهُم لَكُمُ سُعاةٌ
وَإِنَّ نَمائَهُم لَكُمُ نَماءُ

وَإِنَّ سَنائَهُم لَكُمُ سَناءٌ
وَإِنَّ وَفائَهُم لَكُمُ وَفاءُ

وَإِنَّ بَلائَهُم ما قَد عَلِمتُم
عَلى الأَيّامِ إِن نَفَعَ البَلاءُ

وَثَغرٍ لا يُقامُ بِهِ كَفَوكُم
وَلَم يَكُ دونَهُم فيكُم كِفاءُ

بِجُمهورٍ يَحارُ الطَرفُ فيهِ
يَظَلُّ مُعَضِّلاً مِنهُ الفَضاءُ

وَلَمّا أَن دَعَوتُ لَهُ بَغيضاً
أَتاني حينَ أَسمَعَهُ الدُعاءُ

فَضَلتَ بِخَصلَتَينِ عَلى رِجالٍ
وَرِثتَهُما كَما وُرِثَ الوَلاءُ

فَجُدتَ بِنائِلٍ سَبِطٍ جَزيلٍ
تُخالِطُهُ الحَفيظَةُ وَالحَياءُ

فَأَمضى مِن سِنانٍ أَثرَبيٍّ
طَعَنتَ بِهِ إِذا كُرِهَ المَضاءُ

إِذا بَهَشَت يَداهُ إِلى كَمِيٍّ
فَلَيسَ لَهُ وَإِن زُجِرَ اِنتِهاءُ

وَقَد قالَت أُمامَةُ هَل تَعَزّى
فَقُلتُ أُمامَ قَد غُلِبَ العَزاءُ

إِذا ما العَينُ فاضَ الدَمعُ مِنها
أَقولُ بِها قَذىً وَهُوَ البُكاءُ

إِذا ما المَرءُ باتَ عَلَيهِ وَكفٌ
مِنَ الحِدثانِ لَيسَ لَهُ كِفاءُ

لَعَمرُكَ ما رَأَيتُ المَرءَ تَبقى
طَريقَتُهُ وَإِن طالَ البَقاءُ

عَلى رَيبِ المَنونِ تَداوَلَتهُ
فَأَفنَتهُ وَلَيسَ لَها فَناءُ

إِذا ذَهَبَ الشَبابُ فَبانَ مِنهُ
فَلَيسَ لِما مَضى مِنهُ لِقاءُ

يَصَبُّ إِلى الحَياةِ وَيَشتَهيها
وَفي طولِ الحَياةِ لَهُ عَناءُ

فَمِنها أَن يُقادَ بِهِ بَعيرٌ
ذَلولٌ حينَ تَهتَرِشُ الضِراءُ

وَمِنها أَن يَنوءَ عَلى يَدَيهِ
وَيَنهَضَ في تَراقيهِ اِنحِناءُ

وَيَأخُذُهُ الهِداجُ إِذا هَداهُ
وَليدُ الحَيِّ في يَدِهِ الرِداءُ

وَيَنظُرُ حَولَهُ فَيَرى بَنيهِ
حِواءً مِن وَرائِهِمِ حِواءُ

وَيَحلِفُ حَلفَةً لِبَني بَنيهِ
لَأَمسَوا مُعطِشينَ وَهُم رِواءُ

وَيَأمُرُ بِالجِمالِ فَلا تُعَشّى
إِذا أَمسى وَإِن قَرُبَ العَشاءُ

إِذا كانَ الشِتاءُ فَأَدفِؤوني
فَإِنَّ الشَيخَ يَهدِمُهُ الشِتاءُ

وَأَمّا حينَ يَذهَبُ كُلُّ قَرٍّ
فَسِربالٌ خَفيفٌ أَو رِداءُ

تَقولُ لَهُ الظَعينَةُ أَغنِ عَنّي
بَعيرَكَ حينَ لَيسَ بِهِ غَناءُ


الحطيئه

الحمدان
08-05-2024, 01:48 PM
آثَرتُ إِدلاجي عَلى لَيلِ حُرَّةٍ
هَضيمِ الحَشا حُسّانَةِ المُتَجَرَّدِ

إِذا النَومُ أَلهاها عَنِ الزادِ خِلتَها
بُعَيدَ الكَرى باتَت عَلى طَيِّ مُجسَدِ

إِذا اِرتَفَقَت فَوقَ الفِراشِ تَخالَها
تَخافُ اِنبِتاتَ الخَصرِ ما لَم تَشَدَّدِ

وَتُضحي غَضيضَ الطَرفِ دوني كَأَنَّما
تَضَمَّنَ عَينَيها قَذىً غَيرُ مُفسِدِ

إِذا شِئتُ بَعدَ النَومِ أَلقَيتُ ساعِداً
عَلى كَفَلٍ رَيّانَ لَم يَتَخَدَّدِ

لَها طيبُ رَيّا إِن نَأَتني وَإِن دَنَت
دَنَت وَعثَةً فَوقَ الفِراشِ المُمَهَّدِ

خَميصَةُ ما تَحتَ الثِيابِ كَأَنَّها
عَسيبٌ نَما في ناضِرٍ لَم يُخَضَّدِ

تُفَرِّقُ بِالمِدرى أَثيثاً نَباتُهُ
عَلى واضِحِ الذِفرى أَسيلِ المُقَلَّدِ

تَضَوَّعُ رَيّاها إِذا جِئتَ طارِقاً
كَريحِ الخُزامى في نَباتِ الخَلى النَدي

فَلَمّا رَأَت مَن في الرِحالِ تَعَرَّضَت
حَياءً وَصَدَّت تَتَّقي القَومَ بِاليَدِ

فَبِتنا وَلَم نَكذِبكَ لَو أَنَّ لَيلَنا
إِلى الحَولِ لَم نَملَل وَقُلنا لَهُ اِزدَدِ

وَفي كُلِّ مُمسى لَيلَةٍ وَمُعَرَّسٍ
خَيالٌ يُوافي الرَكبَ مِن أُمِّ مَعبَدِ

فَحَيّاكِ وَدٌّ مِن هَواكِ لَقيتُهُ
وَخوصٌ بِأَعلى ذي طُوالَةَ هُجَّدِ

وَأَنّى اِهتَدَت وَالدَوُّ بَيني وَبَينَها
وَما كانَ ساري الدَوِّ بِاللَيلِ يَهتَدي

تَسَدَّيتِنا مِن بَعدِ ما نامَ ظالِعُ ال
كِلابِ وَأَخبى نارَهُ كُلُّ مَوقِدِ

بِأَرضٍ تَرى شَخصَ الحُبارى كَأَنَّهُ
بِها راكِبٌ موفٍ عَلى ظَهرِ قَردَدِ

إِذا ما رَأَيتَ القَومَ طاشَت نِبالُهُم
وَخَلّى لَكَ القَومُ القِناصَةَ فَاِصطَدِ

وَإِنّي لَرامٍ بِالقَلوصِ أَمامَها
جَواشِنَ هَذا اللَيلِ في كُلِّ فَدفَدِ

إِذا باتَ لِلعُوّارِ بِاللَيلِ نوكُهُ
ضَجيعاً وَأَضحى نائِماً لَم يُوَسَّدِ

وَأَدماءَ حُرجوجٍ تَعالَلتُ موهِناً
بِسَوطِيَ فَاِرمَدَّت نَجاءَ الخَفَيدَدِ

تُلاعِبُ أَثناءَ الزِمامِ وَتَتَّقي
عُلالَةَ مَلوِيٍّ مِنَ القَدِّ مُحصَدِ

فَإِن آنَسَت حِسّاً مِنَ السَوطِ عارَضَت
بِيَ القَصدَ حَتّى تَستَقيمَ ضُحى الغَدِ

وَإِن نَظَرَت يَوماً بِمُؤخَرِ عَينِها
إِلى عَلَمٍ بِالغَورِ قالَت لَهُ اِبعَد

كَأَنَّ هُوِيَّ الريحِ بَينَ فُروجِها
تَجاوُبُ أَظآرٍ عَلى رُبَعٍ رَدي

تَرى بَينَ لَحيَيها إِذا ما تَزَغَّمَت
لُغاماً كَبَيتِ العَنكَبوتِ المُمَدَّدِ

وَتَرمي يَداها بِالحَصى خَلفَ رِجلِها
وَتَرمي بِهِ الرِجلانِ دابِرَةَ اليَدِ

وَتَشرَبُ بِالقَعبِ الصَغيرِ وَإِن تُقَد
بِمِشفَرِها يَوماً إِلى الرَحلِ تَنقَدِ

وَإِن حُلَّ عَنها الرَحلُ قارَبَ خَطوَها
أَمينُ القُوى كَالدُملُجِ المُتَعَضِّدِ

وَإِن بَرَكَت أَوفَت عَلى ثَفِناتِها
عَلى قَصَبٍ مِثلِ اليَراعِ المُقَصَّدِ

وَإِن ضُرِبَت بِالسَوطِ صَرَّت بِنابِها
صَريرَ الصَياصي في النَسيجِ المُمَدَّدِ

وَكادَت عَلى الأَطواءِ أَطواءِ ضارِجٍ
تُساقِطُني وَالرَحلَ مِن صَوتِ هُدهُدِ

إِذا ما اِبتَعَثنا مِن مَناخٍ كَأَنَّما
نَكُفُّ وَنَثني مِن نَواعِمَ أُبَّدِ

وَتُضحي الجِبالُ الغُبرُ دوني كَأَنَّها
مِنَ الآلِ حُفَّت بِالمُلاءِ المُعَضَّدِ

وَتَرمي بِعَينَيها إِذا تَلَعَ الضُحى
ذُباباً كَصَوتِ الشارِبِ المُتَغَرِّدِ

وَيُمسي الغُرابُ الأَعوَرُ العَينِ واقِعاً
مَعَ الذِئبِ يَعتَسّانِ ناري وَمِفأَدي

فَما زالَتِ العَوجاءُ تَجري ضُفورُها
إِلَيكَ اِبنَ شَمّاسٍ تَروحُ وَتَغتَدي

تَزورُ اِمرَأً يُؤتي عَلى الحَمدِ مالَهُ
وَمَن يُؤتِ أَثمانَ المَحامِدِ يُحمَدِ

يَرى البُخلَ لا يُبقي عَلى المَرءِ مالَهُ
وَيَعلَمُ أَنَّ البُخلَ غَيرُ مُخَلَّدِ

كَسوبٌ وَمِتلافٌ إِذا ما سَأَلتَهُ
تَهَلَّلَ وَاِهتَزَّ اِهتِزازَ المُهَنَّدِ

مَتى تَأتِهِ تَعشو إِلى ضَوءِ نارِهِ
تَجِد خَيرَ نارٍ عِندَها خَيرُ موقِدِ

وَذاكَ اِمرُؤٌ إِن يُعطِكَ اليَومَ نائِلاً
بِكَفَّيهِ لا يَمنَعكَ مِن نائِلِ الغَدِ

وَأَنتَ اِمرُؤٌ مَن تَرمِ تَهدِم صَفاتُهُ
وَيَرمي فَلا يَهدِم صَفاتَكَ مُرتَدِ

سَواءٌ عَلَيهِ أَيَّ حينٍ أَتَيتَهُ
أَفي يَومِ نَحسٍ كانَ أَو يَومِ أَسعُدِ

هُوَ الواهِبُ الكومَ الصَفايا لِجارِهِ
يَروحُ بِها العِبدانُ في عازِبٍ نَدي


الحطيئه

الحمدان
08-05-2024, 01:49 PM
جَزى اللَهُ خَيراً وَالجَزاءُ بِكَفِّهِ
عَلى خَيرِ ما يَجزي الرِجالَ بَغيضا

فَلَو شاءَ إِذ جِئناهُ صَدَّ فَلَم يُلَم
وَصادَفَ مَنأىً في البِلادِ عَريضا

تَدارَكتَنا حَتّى اِستَقَلَّت رِماحُنا
فَعِشنا وَأَلقَينا إِلَيكَ جَريضا

فَكُنتُ كَذاتِ العُشِّ جادَت بِعُشِّها
لِأَفراخِها حَتّى أَطَقنَ نُهوضا


الحطيئه

الحمدان
08-05-2024, 01:49 PM
عَفا مُسحَلانُ مِن سُلَيمى فَحامِرُه
تُمَشّي بِهِ ظِلمانُهُ وَجَآذِرُه

بِمُستَأسِدِ القُريانِ حُوٍّ نَباتُهُ
فَنَوّارُهُ ميلٌ إِلى الشَمسِ زاهِرُه

كَأَنَّ يَهوداً نَشَّرَت فيهِ بَزَّها
بُروداً وَرَقماً فاتَكَ البَيعَ تاجِرُه

خَلا النُؤيَ بِالعَلياءِ لَم يَعفُهُ البِلى
إِذا لَم تَأَوَّبهُ الجَنوبَ تُباكِرُه

رَأَت رائِحاً جَوناً فَقامَت غَريرَةٌ
بِمِسحاتِها قَبلَ الظَلامِ تُبادِرُه

فَما فَرَغَت حَتّى أَتى الماءُ دونَها
وَسَدَّت نَواحيهِ وَرُفِّعَ دابِرُه

فَهَل كُنتُ إِلّا نائِياً إِذ دَعَوتَني
مُنادى عُبَيدانَ المُحَلَّإِ باقِرُه

بِذي قَرقَرى إِذ شُهَّدُ الناسِ حَولَنا
فَأَسدَيتَ ما أَعيا بِكَفَّيكَ نائِرُه

فَلَمّا خَشيتُ الهونَ وَالعيرُ مُمسِكٌ
عَلى رَغمِهِ ما أَثبَتَ الحَبلَ حافِرُه

وَلَّيتُ لا آسى عَلى نائِلِ اِمرِئٍ
طَوى كَشحَهُ عَنّي وَقَلَّت أَواصِرُه

وَأَكرَمتُ نَفسي اليَومَ مِن سوءِ طُعمَةٍ
وَيَقنى الحَياءَ المَرءُ وَالرُمحُ شاجِرُه

وَكُنتُ كَذاتِ البَعلِ ذارَت بِأَنفِها
فَمِن ذاكَ تَبغي غَيرَهُ أَو تُهاجِرُه

وَكَلَّفتَني مَجدَ اِمرِئٍ لَن تَنالَهُ
وَما قَدَّمَت آباؤُهُ وَمَآثِرُه

تَوانَيتَ حَتّى كُنتَ مِن غِبِّ أَمرِهِ
عَلى مَفخَرٍ إِن قُمتَ يَوماً تُفاخِرُه

فَدَع آلَ شَمّاسِ بنِ لَأيٍ فَإِنَّهُم
عَلى مَرقَبٍ ما حَولَهُ هُوَ قاهِرُهد
وَفاخِر بِهِم في آلِ سَعدٍ فَإِنَّهُم
مَواليكَ أَو كاثِر بِهِم مَن تُكاثِرُه

فَإِنَّ الصَفا العادِيَّ لَن تَستَطيعَهُ
فَأَقصِر وَلَم يَلحَق مِنَ الشَرِّ آخِرُه

أَتَحصُرُ قَوماً أَن يَجودوا بِمالِهِم
فَهَلّا قَتيلَ الهُرمُزانِ تُحاصِرُه

فَلا المالُ إِن جادوا بِهِ أَنتَ مانِعٌ
وَلا العِزُّ مِن بُنيانِهِم أَنتَ عاقِرُه

وَلا هادِمٌ بُنيانَ مَن شُرِّفَت لَهُ
قُرَيعُ بنُ عَوفٍ خَلفُهُ وَأَكابِرُه

أَلَم أَكُ مِسكيناً إِلى اللَهِ مُسلِماً
عَلى رَأسِهِ أَن يَظلِمَ الناسَ زاجِرُه

فَإِن تَكُ ذا عِزٍّ حَديثٍ فَإِنَّهُم
ذَوُو إِرثِ مَجدٍ لَم تَخُنهُم زَوافِرُه

وَإِن تَكُ ذا شاءٍ كَثيرٍ فَإِنَّهُم
ذَوُو جامِلٍ لا يَهدَأُ اللَيلَ سامِرُه

وَإِن تَكُ ذا قَرمٍ أَزَبَّ فَإِنَّهُم
يُلاقى لَهُم قَرمٌ هِجانٌ أَباعِرُه

لَهُم سَورَةٌ في المَجدِ لَو تَرتَدي بِها
بَراطيلُ جَوّابٍ نَبَت وَمَناقِرُه

قَرَوا جارَكَ العَيمانَ لَمّا تَرَكتَهُ
وَقَلَّصَ عَن بَردِ الشَرابِ مَشافِرُه

سَناماً وَمَحضاً أَنبَتا اللَحمَ فَاِكتَسَت
عِظامُ اِمرِئٍ ما كانَ يَشبَعُ طائِرُه

هُمُ لاحَموني بَعدَ جَهدٍ وَفاقَةٍ
كَما لاحَمَ العَظمَ الكَسيرَ جَبائِرُه


الحطيئه

الحمدان
08-05-2024, 01:49 PM
طافَت أُمامَةُ بِالرُكبانِ آوِنَةً
يا حُسنَهُ مِن قَوامٍ ما وَمُنتَقَبا

إِذ تَستَبيكَ بِمَصقولٍ عَوارِضُهُ
حُمشِ اللِثاتِ تَرى في غَربِهِ شَنَبا

قَد أَخلَقَت عَهدَها مِن بَعدِ جِدَّتِهِ
وَكَذَّبَت حُبَّ مَلهوفٍ وَما كَذَبا

وَبَلدَةٍ جُبتُها وَحدي بِيَعمَلَةٍ
إِذا السَرابُ عَلى صَحرائِها اِضطَرَبا

بِحَيثُ يَنسى زِمامَ العَنسِ راكِبُها
وَيُصبِحُ المَرءُ فيها ناعِساً وَصِبا

مُستَهلِكِ الوِردِ كَالأُسدِيِّ قَد جَعَلَت
أَيدي المَطِيِّ بِهِ عادِيَّةً رُغُبا

يَجتازُ أَجوازَ قَفرٍ مِن جَوانِبِهِ
تَأوي إِلَيهِ وَتَلقى دونَهُ عَتَبا

إِذا مَخارِمُ أَحياءٌ عَرَضنَ لَهُ
لَم يَنبُ عَنها وَخافَ الجَورَ فَاِعتَتَبا

وَالذِئبُ يَطرُقُنا في كُلِّ مَنزِلَةٍ
عَدوَ القَرينَينِ في آثارِنا خَبَبا

قالَت أُمامَةُ لا تَجزَع فَقُلتُ لَها
إِنَّ العَزاءَ وَإِنَّ الصَبرَ قَد غُلِبا

إِنَّ اِمرَأً رَهطُهُ بِالشامِ مَنزِلُهُ
بِرَملِ يَبرينَ جاراً شَدَّ ما اِغتَرَبا

هَلّا اِلتَمَستِ لَنا إِن كُنتِ صادِقَةً
مالاً فَيُسكِنُنا بِالخُرجِ أَو نَشَبا

حَتّى يُجازِيَ أَقواماً بِسَعيِهِمِ
مِن آلِ لَأيٍ وَكانوا سادَةً نُجُبا

لَم يَعدَموا رائِحاً مِن إِرثِ مَجدِهِمِ
وَلَن يَبيتَ سِواهُم حِلمُهُم عَزَبا

لا بُدَّ في الجِدِّ أَن تَلقى حَفيظَتَهُم
يَومَ اللِقاءِ وَعيصاً دونَهُم أَشِبا

رَدّوا عَلى جارِ مَولاهُم بِمَهلِكَةٍ
لَولا الإِلَهُ وَلَولا عَطفُهُم عَطَبا

فَوَفَّروا مالَهُ مِن فَضلِ مالِهِمُ
لَولا الإِلَهُ وَلَولا سَعيُهُم ذَهَبا

لَن يَترُكوا جارَ مَولاهُم بِمَتلَفَةٍ
غَبراءَ ثُمَّتَ يَطوُوا دونَهُ السَبَبا

سيري أُمامَ فَإِنَّ الأَكثَرينَ حَصىً
وَالأَكرَمينَ إِذا ما يُنسَبونَ أَبا

قَومٌ يَبيتُ قَريرَ العَينِ جارُهُمُ
إِذا لَوى بِقُوى أَطنابِهِم طُنُبا

قَومٌ إِذا عَقَدوا عَقداً لِجارِهِمِ
شَدّوا العِناجَ وَشَدّوا فَوقَهُ الكَرَبا

قَومٌ هُمُ الأَنفُ وَالأَذنابُ غَيرُهُمُ
وَمَن يُسَوّي بِأَنفِ الناقَةِ الذَنَبا

أَبلِغ سَراةَ بَني سَعدٍ مُغَلغَلَةً
جَهدَ الرِسالَةِ لا أَلتاً وَلا كَذِبا

ما كانَ ذَنبُ بَغيضٍ لا أَبا لَكُمُ
في بائِسٍ جاءَ يَحدو أَينُقاً شُسُبا

حَطَّت بِهِ مِن بِلادِ الطورِ عادِيَةٌ
حَصّاءُ لَم تَتَّرِك دونَ العَصا شَذَبا

ما كانَ ذَنبِيَ في جارٍ جَعَلتُ لَهُ
عَيشاً وَقَد كانَ ذاقَ المَوتَ أَو كَرَبا

جارٍ أَنِفتُ لِعَوفٍ أَن تُسَبَّ بِهِ
أَلقاهُ قَومٌ دُناةٌ ضَيَّعوا الحَسَبا

أَخرَجتَ جارَهُمُ مِن قَعرِ مُظلِمَةٍ
لَو لَم تُغِثهُ ثَوى في قَعرِها حِقَبا


الحطيئه
المخضرمون

الحمدان
08-05-2024, 03:21 PM
نادَيتُ سُكّانَ القُبورِ فَأُسكِتوا
وَأَجابَني عَن صَمتِهِم تُربُ الحَصى

قالَت أَتَدري ما فَعَلتُ بِساكِني
مَزَّقتُ لَحمَهُمُ وَخَرَّقتُ الكِسا

وَحَشَوتُ أَعيُنَهُم تُراباً بَعدَما
كانَت تَأَذّى بِاليَسيرِ مِنَ القَذا

أَمّا العِظامُ فَإِنَّني مَزَّقتُها
حَتّى تَبايَنَتِ المَفاصِلُ وَالشوا

قَطّعتُ ذا زادٍ مِن هَذا كَذا
فَتَرَكتُها رمَماً يَطوفُ بِها البَلا


الحسين بن علي
رضي الله عنه
العصر الاموي

الحمدان
08-05-2024, 03:23 PM
أَلَم يَنزِلِ القُرآنُ خَلفَ بُيوتِنا
صَباحاً وَمِنَ الصَباحِ مَساءُ

يُنازِعُني وَاللَهُ بَيني وَبَينَهُ
يَزيدٌ وَلَيسَ الأَمرُ حَيثُ يَشاءُ

فَيا نُصَحاءَ اللَهِ أَنتُم وُلاتُهُ
وَأَنتُم عَلى أَديانِهِ أُمَناءُ

بِأَيِّ كِتابٍ أَم بِأَيَّةِ سُنَّةٍ
تَناوَلَها عَن أَهلِها البُعَداءُ


الحسين بن علي

الحمدان
08-05-2024, 03:24 PM
تَبارَكَ ذو العُلا وَالكِبرِياءِ
تَفَرَّدَ بِالجَلالِ وَبِالبَقاءِ

وَسَوّى المَوتَ بَينَ الخَلقِ طُرّاً
وَكُلُّهُمُ رَهائِنُ لِلفَناءِ

وَدُنيانا وَإِن مِلنا إِلَيها
وَطالَ بِها المَتاعُ إِلى اِنقِضاءِ

أَلا إِنَّ الرُكونَ عَلى غُرورٍ
إِلى دارِ الفَناءِ مِنَ الفَناءِ

وَقاطِنُها سَريعُ الظَعنِ عَنها
وَإِن كانَ الحَريصَ عَلى الثواءِ


الحسين بن علي

الحمدان
08-05-2024, 03:24 PM
لَعَمرُكَ إِنَّني لَأُحِبُّ داراً
تَحلُّ بِها سَكينَةُ وَالرَبابُ

أُحِبُّهُما وَأَبذُلُ جُلَّ مالي
وَلَيسَ بِلائِمي فيها عِتابُ

وَلَستُ لَهُم وَإِن عَتِبوا مُطيعاً
حَياتي أَو يُغَيِّبني التُرابُ


الحسين بن علي

الحمدان
08-05-2024, 03:25 PM
يُحَوَّلُ عَن قَريبٍ مِن قُصورٍ
مُزَخرَفَةٍ إِلى بَيتِ التُرابِ

فَيُسلَمَ فيهِ مَهجوراً فَريداً
أَحاطَ بِهِ شُحوبُ الإِغتِرابِ

وَهَولُ الحَشرِ أَفظَعُ كُلِّ أَمرٍ
إِذا دُعِيَ اِبنُ آدَمَ لِلحِسابِ

وَأَلفى كُلَّ صالِحَةٍ أَتاها
وَسَيِّئَةٍ جَناها في الكِتابِ

لَقَد آنَ التَزَوُّدُ إِن عَقِلنا
وَأَخذُ الحَظِّ مِن باقي الشَبابِ


الحسين بن علي

الحمدان
08-05-2024, 03:25 PM
إِذا جادَتِ الدُنيا عَلَيكَ فَجُد بِها
عَلى الناسِ طُرّاً قَبلَ أَن تَتَفَلَّتِ

فَلا الجودُ يُغنيها إِذا هِيَ أَقبَلَت
وَلا البُخلُ يُبقيها إِذا ما تَوَلَّتِ


الحسين بن علي

الحمدان
08-05-2024, 03:26 PM
فَعُقبى كُلِّ شَيءٍ نَحنُ فيهِ
مِنَ الجَمعِ الكَثيفِ إِلى شَتاتِ

وَما حُزناهُ مِن حلٍّ وَحُرمٍ
يُوَزَّعُ في البَنينِ وَفي البَناتِ

وَفيمَن لَم نُؤَهِّلهُم بِفلسٍ
وَقيمَةِ حَبَّةٍ قَبلَ المَماتِ

وَتَنسانا الأَحِبَّةُ بَعدَ عَشرٍ
وَقَد صِرنا عِظاماً بالِياتِ

كَأَنّا لَم نُعاشِرهُم بِوُدٍّ
وَلَم يَكُ فيهِمُ خِلٌّ مُؤاتِ


الحسين بن علي

الحمدان
08-05-2024, 03:26 PM
لِمَن يا أَيُّها المَغرورُ تَحوي
مِنَ المالِ المُوَفَّرِ وَالأَثاثِ

سَتَمضي غَيرَ مَحمودٍ فَريداً
وَيَخلو بَعلُ عِرسِكَ بِالتُراثِ

وَيَخذُلُكَ الوَصِيُّ بِلا وَفاءٍ
وَلا إِصلاحِ أَمرٍ ذي اِلتِياثِ

لَقَد وَفَّرتَ وِزراً مَرَّ حيناً
يَسُدُّ عَلَيكَ سُبلَ الاِنبِعاثِ

فَما لَكَ غَيرَ تَقوى اللَهِ حِرزٌ
وَلا وزرٌ وَما لَكَ مِن غِياثِ


الحسين بن علي

الحمدان
08-05-2024, 03:27 PM
تُعالِجُ بِالتَطَبُّبِ كُلَّ داءٍ
وَلَيسَ لِداءِ ذَنبِكَ مِن عِلاجِ

سِوى ضَرَعٍ إِلى الرَحمَنِ مَحضٍ
بِنِيَّةِ خائِفٍ وَيَقينِ راجِ

وَطولِ تَهَجُّدٍ بِطِلابِ عَفوٍ
بِلَيلٍ مُدلَهِمِّ السِترِ داجِ

وَإِظهارِ النَدامَةِ كُلَّ وَقتٍ
عَلى ما كُنتَ فيهِ مِنَ اِعوِجاجِ

لَعَلَّكَ أَن تَكونَ غَداً عَظيماً
بِبُلغَةِ فائِزٍ مَسرور ناجِ


الحسين بن علي

الحمدان
08-05-2024, 03:27 PM
عَلَيكَ بِظِلفِ نَفسِكَ عَن هَواها
فَما شَيءٌ أَلَذّ مِنَ الصَلاحِ

تَأَهَّب لِلمَنِيَّةِ حينَ تَغدو
كَأَنَّكَ لا تَعيشُ إِلى الرَواحِ

فَكَم مِن رائِحٍ فينا صَحيحٍ
نَعَتهُ نُعاتُهُ قَبلَ الصَباحِ

وَبادِر بِالإِنابَةِ قَبلَ مَوتٍ
عَلى ما فيكَ مِن عِظَمِ الجُناحِ

وَلَيسَ أَخو الرَزانَةِ مَن تَجافى
وَلَكِن مَن تَشَمَّرَ لِلفَلاحِ


الحسين بن علي

الحمدان
08-05-2024, 03:27 PM
وَإِن صافَيتَ أَو خالَلتَ خِلّاً
فَفي الرَحمَنِ فَاِجعَل مَن تُؤاخي

وَلا تَعدِل بِتَقوى اللَهِ شَيئاً
وَدَع عَنكَ الضَلالَةَ وَالتَراخي

فَكَيفَ تَنالُ في الدُنيا سُروراً
وَأَيّامُ الحَياةِ إِلى اِنسِلاخِ

وَإِنَّ سُرورَها فيما عَهِدنا
مَشوبٌ بِالبُكاءِ وَبِالصُراخِ

فَقَد عَمِيَ اِبنُ آدَمَ لا يَراها
عَمىً أَفضى إِلى صَمَمِ الصماخِ


الحسين بن علي

الحمدان
08-05-2024, 03:28 PM
أَخي قَد طالَ لُبثُكَ في الفَسادِ
وَبِئسَ الزادُ زادُكَ لِلمَعادِ

صَبا فيكَ الفُؤادُ فَلَم تَرعهُ
وَحِدتَ إِلى مُتابَعَةِ الفُؤادِ

وَقادَتكَ المَعاصي حَيثُ شاءَت
وَأَلفَتكَ اِمرَءاً سَلِسَ القِيادِ

لَقَد نوديتَ لِلترحالِ فَاِسمَع
وَلا تَتَصامَمَنَّ عَنِ المُنادي

كَفاكَ مَشيبُ رَأسِكَ مِن نَذيرٍ
وَغالَبَ لَونُهُ لَونَ السَوادِ


الحسين بن علي

الحمدان
08-05-2024, 03:28 PM
وَدُنياكَ الَّتي غَرَّتكَ مِنها
زَخارِفُها تَصيرُ إِلى اِنجِذاذِ

تَزَحزَح عَن مَهالِكِها بِجُهدٍ
فَما أَصغى إِلَيها ذو نَفاذِ

لَقَد مُزِجَت حَلاوَتُها بِسُمٍّ
فَما كَالحَذرِ مِنها مِن مَلاذِ

عَجِبتُ لِمُعجَبٍ بِنَعيمِ دُنيا
وَمَغبونٍ بِأَيّامٍ لِذاذِ

وَمُؤثِرٍ المُقامَ بِأَرضِ قَفرٍ
عَلى بَلَدٍ خَصيبٍ ذي رَذاذِ


الحسين بن علي

الحمدان
08-05-2024, 03:28 PM
أَنا اِبنُ عَلَيِّ الحبرِ مِن آلِ هاشِم
كَفاني بِهَذا مَفخَراً حينَ أَفخَرُ

وَجَدّي رَسولُ اللَهِ أَكرَمُ مَن مَشى
وَنَحنُ سِراجُ اللَهِ في الأَرضِ يزهرُ

وَفاطِمَة أُمّي سُلالَةُ أَحمَدٍ
وَعَمّي يُدعى ذا الجَناحَينِ جَعفَرُ

وَفينا كِتابُ اللَهِ يَنزِلُ صادِقاً
وَفينا الهُدى وَالوَحيُ وَالخَيرُ يُذكَرُ

وَنَحنَ وُلاة الناسِ نَسقي وُلاتنا
بِكَأسِ رَسولِ اللَهِ ما لَيسَ يُنكَرُ


الحسين بن علي

الحمدان
08-05-2024, 03:28 PM
هَلِ الدُنيا وَما فيها جَميعاً
سِوى ظِلٍّ يَزولُ مَعَ النَهارِ

تَفَكَّر أَينَ أَصحابُ السَرايا
وَأَربابُ الصَوافِنِ وَالعِشارِ

وَأَينَ الأَعظَمونَ يَداً وَبَأساً
وَأَينَ السابِقونَ لِذي الفَخارِ

وَأَينَ القَرنُ بَعدَ القَرنِ مِنهُم
مِنَ الخُلَفاءِ وَالشُمِّ الكِبارِ

كَأَن لَم يُخلَقوا أَو لَم يَكونوا
وَهَل أَحَدٌ يُصانُ مِنَ البَوارِ


الحسين بن علي

الحمدان
08-05-2024, 03:28 PM
أَيَعتَزُّ الفَتى بِالمالِ زَهواً
وَما فيها يَفوتُ عَنِ اِعتِزازِ

وَيَطلُبُ دَولَةَ الدُنيا جُنوناً
وَدَولَتُها مُخالِفَة المَخازي

وَنَحنُ وَكُلُّ مَن فيها كَسفرٍ
دَنا مِنّا الرَحيلُ عَلى الوَفازِ

جَهِلناها كَأَن لَم نَختَبِرها
عَلى طولِ التَهاني وَالتَعازي

وَلَم نَعلَم بِأَن لا لَبثَ فيها
وَلا تَعريجَ غَيرَ الإِجتِيازِ


الحسين بن علي

الحمدان
08-05-2024, 03:29 PM
أَفي السَبخاتِ يا مَغبونُ تَبني
وَما أَبقى السِباخُ عَلى الأَساسِ

ذُنوبُكَ جَمَّةٌ تَترى عِظاماً
وَدَمعُكَ جامِدٌ وَالقَلبُ قاسي

وَأَيّاماً عَصَيتَ اللَهَ فيها
وَقَد حُفِظَت عَلَيكَ وَأَنتَ ناسي

فَكَيفَ تُطيقُ يَومَ الدينِ حَملاً
لِأَوزارِ الكَبائِرِ كَالرَواسي

هُوَ اليَومُ الَّذي لا وُدَّ فيهِ
وَلا نَسَبٌ وَلا أَحَدٌ مُواسي


الحسين بن علي

الحمدان
08-05-2024, 03:29 PM
عَظيمٌ هَولُهُ وَالناسُ فيهِ
حَيارى مِثلَ مَبثوثِ الفَراشِ

بِهِ تَتَغَيَّرُ الأَلوانُ خَوفاً
وَتَصطَكُّ الفَرائِصُ بِاِرتِعاشِ

هُنالِكَ كُلُّ ما قَدَّمتَ يَبدو
فَعَيبُكَ ظاهِرٌ وَالسِرُّ فاشِ

تَفَقَّد نَقصَ نَفسِكَ كُلَّ يَومٍ
فَقَد أَودى بِها طَلَبُ المَعاشِ

أَلا لِم تَبتَغي الشَهَواتِ طَوراً
وَطَوراً تَكتَسي لينَ الرِياشِ


الحسين بن علي

الحمدان
08-05-2024, 03:30 PM
عَلَيكَ مِنَ الأُمورِ بِما يُؤَدّي
إِلى سُنَنِ السَلامَةِ وَالخَلاصِ

وَما تَرجو النَجاةَ بِهِ وَشيكاً
وَفَوزاً يَومَ يُؤخَذُ بِالنَواصي

فَلَيسَ تَنالُ عَفوَ اللَهِ إِلّا
بِتَطهيرِ النُفوسِ مِنَ المَعاصي

وَبِرِّ المُؤمِنينَ بِكُلِّ رِفقٍ
وَنُصحٍ لِلأَداني وَالأَقاصي

وَإِن تَشدُد يَداً بِالخَيرِ تُفلِح
وَإِن تَعدِل فَما لَكَ مِن مَناصِ


الحسين بن علي

الحمدان
08-05-2024, 03:30 PM
وَأَصلُ الحَزمِ أَن تُضحي
وَرَبُّكَ عَنكَ في الحالاتِ راضِ

وَأَن تَعتاضَ بِالتَخليطِ رُشداً
فَإِنَّ الرُشدَ مِن خَيرِ اِعتِياضِ

وَدَع عَنكَ الَّذي يُغوي وَيُردي
وَيورثُ طولَ حُزنٍ وَاِرتِماضِ

وَخُذ بِاللَيلِ حَظَّ النَفسِ وَاِطرُد
عَنِ العَينَينِ مَحبوبَ الغِماضِ

فَإِنَّ الغافِلينَ ذَوي التَواني
نَظائِرُ لِلبَهائِمِ في الغِياضِ


الحسين بن علي

الحمدان
08-05-2024, 03:30 PM
كَفى بِالمَرءِ عاراً أَن تَراهُ
مِنَ الشَأنِ الرَفيعِ إِلى اِنحِطاطِ

عَلى المَذمومِ مِن فِعلٍ حَريصاً
عَلى الخَيراتِ مُنقَطِعَ النَشاطِ

يُشيرُ بِكَفِّهِ أَمراً وَنَهياً
إِلى الخُدّامِ مِن صَدرِ البِساطِ

يَرى أَنَّ المَعازِفَ وَالمَلاهي
مُسَبِّبَةُ الجَوازِ عَلى الصِراطِ

لَقَد خابَ الشَقِيُّ وَضَلَّ عَجزاً
وَزالَ القَلبُ مِنهُ عَنِ النِياطِ


الحسين بن علي

الحمدان
08-05-2024, 03:31 PM
إِذا الإِنسانُ خانَ النَفسَ مِنهُ
فَما يَرجوهُ راجٍ لِلحِفاظِ

وَلا وَرَعٌ لَدَيهِ وَلا وَفاءٌ
وَلا الإِصغاءُ نَحوَ الإِتِّعاظِ

وَما زُهدُ الفَتى بِحَلقِ رَأسٍ
وَلا بِلِباسِ أَثوابٍ غِلاظِ

وَلَكِن بِالهُدى قَولاً وَفِعلاً
وَإِدمان التَجَشُّعِ في اللِحاظِ

وَإِعمالِ الَّذي يُنجي وَيُنمي
بِوُسعٍ وَالفِرارُ مِنَ الشواظِ


الحسين بن علي

الحمدان
08-05-2024, 03:31 PM
فَما ساءَني شَيءٌ كَما ساءَني أَخي
وَلَم أَرضَ لِلَهِ الَّذي كانَ صانِعا

وَلَكِن إِذا ما اللَهُ أَمضى قَضاءَهُ
فَلا بُدَّ يَوماً أَن تَرى الأَمرَ واقِعا

وَلَو أَنَّني شووِرتُ فيهِ لَما رَأَوا
قَريبَهُم إِلّا عَنِ الأَمرِ شاسِعا

وَلَم أَكُ أَرضى بِالَّذي قَد رَضَوا بِهِ
وَلَو جَمَعَت كُل إِلَيَّ المَجامِعا

وَلَو حُزَّ أَنفي قَبلَ ذَلِكَ حَزَّةً
بِموسى لَما أَلقَيتُ لِلصُلحِ تابِعا


الحسين بن علي

الحمدان
08-05-2024, 03:31 PM
وَلَم يَطلُب عُلُوَّ القَدرِ فيها
وَعِزَّ النَفسِ إِلّا كُلُّ طاغِ

وَإِن نالَ النُفوسَ مِنَ المَعالي
فَلَيسَ لِنَيلِها طيبُ المَساغِ

إِذا بَلَغَ المُراد عُلاً وَعِزّاً
تَوَلّى وَاِضمَحَلَّ مَعَ البَلاغِ

كَقَصرٍ قَد تَهَدَّمَ حافَتاهُ
إِذا صارَ البِناءُ إِلى الفَراغِ

أَقولُ وَقَد رَأَيتُ مُلوكَ عَصري
ألا لا يَبغِيَنَّ المُلكَ باغِ


الحسين بن علي

الحمدان
08-05-2024, 03:31 PM
أَأَقصُدُ بِالمَلامَةِ قَصدَ غَيري
وَأَمري كُلُّهُ بادي الخِلافِ

إِذا عاشَ اِمرُؤٌ خَمسينَ عاماً
وَلَم يُرَ فيهِ آثارُ العَفافِ

فَلا يُرجى لَهُ أَبَداً رَشادٌ
فَقَد أَردى بِنِيَّتِهِ التَجافي

وَلِم لا أَبذُلُ الإِنصافَ مِنّي
وَأَبلُغُ طاقَتي في الإِنتِصافِ

لِيَ الوَيلاتُ إِن نَفَعَت عِظاتي
سِوايَ وَلَيسَ لي إِلّا القَوافي


الحسين بن علي

الحمدان
08-05-2024, 03:31 PM
إِغنَ عَنِ المَخلوقِ بِالخالِقِ
تَسُدُّ عَلى الكاذِبِ وَالصادِقِ

وَاِستَرزِقِ الرَحمَنَ مِن فَضلِهِ
فَلَيسَ غَير اللَهِ مِن رازِقِ

مَن ظَنَّ أَنَّ الناسَ يغنونَهُ
فَلَيسَ بِالرَحمَنِ بِالرائِقِ

أَو ظَنَّ أَنَّ المالَ مِن كَسبِهِ
زَلَّت بِهِ النَعلان مِن حالِقِ


الحسين بن علي

الحمدان
08-05-2024, 03:32 PM
إِذا ما عَضَّكَ الدَهرُ
فَلا تَجنَح إِلى خَلقِ

وَلا تَسأَل سِوى اللَهِ
تَعالى قاسِم الرِزقِ

فَلَو عِشتَ وَطَوَّفتَ
مِنَ الغَربِ إِلى الشَرقِ

لَما صادَفتَ مَن يَقدِر
أَن يسعد أَو يشقي


الحسين بن علي

الحمدان
08-05-2024, 03:32 PM
أَلا إِنَّ السِباقَ سِباقُ زُهدٍ
وَما في غَيرِ ذَلِكَ مِن سِباقِ

وَيَفنى ما حَواهُ المُلكُ أَصلاً
وَفِعلُ الخَيرِ عِندَ اللَهِ باقِ

سَتَألَفُكَ النَدامَةُ عَن قَريبٍ
وَتَشهَقُ حَسرَةً يَومَ المَساقِ

أَتَدري أَيُّ ذاكَ اليَومِ فَكِّر
وَأَيقِن أَنَّهُ يَومُ الفِراقِ

فِراقٌ لَيسَ يُشبِهُهُ فِراقٌ
قَدِ اِنقَطَعَ الرَجاءُ عَنِ التَلاقي


الحسين بن علي

الحمدان
08-05-2024, 03:32 PM
عَجِبتُ لِذي التَجاربِ كَيفَ يَسهو
وَيَتلو اللَهوَ بَعدَ الإِحتِباكِ

وَمُرتَهنُ الفَضائِحِ وَالخَطايا
يُقَصِّرُ بِاِجتِهادٍ لِلفِكاكِ

وَموبِقُ نَفسِهِ كَسَلاً وَجَهَلاً
وَمورِدُها مَخوفاتِ الهَلاكِ

بِتَجديدِ المَآثِمِ كُلَّ يَومٍ
وَقَصدٍ لِلمُحَرَّمِ بِاِنتِهاكِ

سَيَعلَمُ حينَ تَفجُؤُهُ المَنايا
وَيَكثُفُ حَولَهُ جَمعُ البَواكي


الحسين بن علي

الحمدان
08-05-2024, 03:33 PM
لَئِن كانَتِ الدُنيا تُعَدُّ نَفيسَةً
فَدارُ ثَوابِ اللَهِ أَعلى وَأَنبَلُ

وَإِن كانَتِ الأَبدانُ لِلمَوتِ أُنشِئَت
فَقَتلُ اِمرِئٍ بِالسَيفِ في اللَهِ أَفضَلُ

وَإِن كانَتِ الأَرزاقُ شَيئاً مُقَدَّراً
فَقِلَّةُ سَعي المَرءِ في الرِزقِ أَجمَلُ

وَإِن كانَتِ الأَموالُ لِلتَركِ جَمعُها
فَما بالُ مَتروكٍ بِهِ المَرءُ يَبخَلُ


الحسين بن علي

الحمدان
08-05-2024, 03:33 PM
كُلَّما زيدَ صاحِبُ المالِ مالاً
زيدَ في هَمِّهِ وَفي الإِشتِغالِ

قَد عَرَفناكِ يا مُنَغّصَةَ العَيشِ
وَيا دارَ كُلِّ فانٍ وَبالي

لَيسَ يَصفو لِزاهِدٍ طَلَبُ الزُهدِ
إِذا كانَ مُثقَلاً بِالعِيالِ


الحسين بن علي

الحمدان
08-05-2024, 03:33 PM
يا دَهرُ أُفٍّ لَكَ مِن خَليلِ
كَم لَكَ في الإِشراقِ وَالأَصيلِ

مِن صاحِبٍ وَماجِدٍ قَتيلِ
وَالدَهرُ لا يَقنَعُ بِالبَديلِ

وَالأَمرُ في ذاكَ إِلى الجَليلِ
وَكُلُّ حَيٍّ سالِكُ السَبيلِ


الحسين بن علي

الحمدان
08-05-2024, 03:33 PM
فَإِنَّ سُدورَهُ أَمسى غُروراً
وَحَلَّ بِهِ مُلِمّاتُ الزَوالِ

وَعُرّي عَن ثِيابٍ كانَ فيها
وَأُلبِسَ بَعد أَثوابَ اِنتِقالِ

وَبَعدَ رُكوبِهِ الأَفراسَ تيهاً
يُهادى بَينَ أَعناقِ الرِجالِ

إِلى قَبرٍ يُغادَرُ فيهِ فَرداً
نَأى مِنهُ الأَقارِبُ وَالمَوالي

تَخَلّى عَن مُوَرِّثِهِ وَوَلّى
وَلَم تحجِبهُ مَأثَرَةُ المَعالي


الحسين بن علي

الحمدان
08-05-2024, 03:34 PM
يا نَكَباتِ الدَهرِ دولي دولي
وَاِقصِري إِن شِئتِ أَو أَطيلي

رَمَيتني رَميَةً لا مقيلَ
بِكُلِّ خَطبٍ فادِحٍ جَليلِ

وَكُلِّ عِبءٍ أَيَّدٍ ثَقيلِ
أَوَّلَ ما رُزِئتُ بِالرَسولِ

وَبَعدُ بِالطاهِرَةِ البَتولِ
وَالوالِدِ البرِّ بِنا الوَصولِ

وَبِالشَقيقِ الحَسَنِ الجَليلِ
وَالبَيتِ ذي التَأويلِ وَالتَنزيلِ

وَزورنا المَعروفَ مِن جِبريلِ
فَما لَهُ في الرزءِ مِن عَديلِ

ما لَكَ عَنّي اليَومَ مِن عَدولٍ
وَحَسبِيَ الرَحمَنُ مِن مُنيلِ


الحسين بن علي

الحمدان
08-05-2024, 03:34 PM
وَلَم يَمرُر بِهِ يَومٌ فَظيعٌ
أَشَدُّ عَلَيهِ مِن يَومِ الحِمامِ

وَيَومُ الحَشرِ أَفظَعُ مِنهُ هَولاً
إِذا وَقَفَ الخَلائِقُ بِالمَقامِ

فَكَم مِن ظالِمٍ يَبقى ذَليلاً
وَمَظلومٍ تَشَمَّرَ لِلخِصامِ

وَشَخصٍ كانَ في الدُنيا فَقيراً
تَبَوَّأَ مَنزِلَ النُجبِ الكِرامِ

وَعَفوُ اللَهِ أَوسَعُ كُلّ شَيءٍ
تَعالى اللَهُ خَلّاقُ الأَنامِ


الحسين بن علي

الحمدان
08-05-2024, 03:35 PM
إِلَهٌ لا إِلَهَ لَنا سِواهُ
رَؤوفٌ بِالبَرِيَّةِ ذو اِمتِنانِ

أُوَحِّدُهُ بِإِخلاصٍ وَحَمدٍ
وَشُكرٍ بِالضَميرِ وَبِاللِسانِ

وَأَفنَيتُ الحَياةَ وَلَم أَصُنها
وَزُغتُ إِلى البَطالَةِ وَالتَواني

وَأَسأَلُهُ الرِضا عَنّي فَإِنّي
ظَلَمتُ النَفسَ في طَلَبِ الأَماني

إِلَيهِ أَتوبُ مِن ذَنبي وَجَهلي
وَإِسرافي وَخَلعي لِلعنانِ


الحسين بن علي

الحمدان
08-05-2024, 03:35 PM
ما يَحفَظِ اللَهُ يَصُن
ما يَصنَعِ اللَهُ يَهُن

مَن يُسعِدِ اللَهُ يَلِن
لَهُ الزَمانُ إِن خَشُن

أَخي اِعتَبِر لا تَغتَرِر
كَيفَ تَرى صَرفَ الزَمَن

يُجزى بِما أوتي مَن
فعل قَبيحٍ أَو حَسَن

أَفلَحَ عَبدٌ كُشِفَ ال
غِطاءُ عَنهُ فَفَطن

وَقَرَّ عَيناً مَن رَأى
أَنَّ البَلاءَ في اللَسن

فَمازَ مِن أَلفاظِهِ
في كُلِّ وَقتٍ وَوَزن

وَخافَ مِن لِسانِهِ
عَزباً حَديداً فَحَزن

وَمَن يَكُ مُعتَصِماً
بِاللَهِ ذي العَرشِ فَلَن

يَضُرُّهُ شَيءٌ وَمن
يَعدي عَلى اللَهِ وَمَن

مَن يَأمَنِ اللَه يَخَف
وَخائِفُ اللَهِ أَمن

وَما لِما يُثمِرُهُ ال
خَوفُ مِنَ اللَهِ ثَمَن

يا عالِمَ السِرِّ كَما
يَعلَمُ حَقّاً ما عَلَن

صَلِّ عَلى جَدّي أَبي ال
قاسِمِ ذي النورِ المُبَن

أَكرَمُ مِن حَيٍّ وَمِن
لُفِّفَ مَيتاً في الكَفَن

وَاِمنُن عَلَينا بِالرِضا
فَأَنتَ أَهلٌ لِلمِنَن

وَاِعفِنا في دينِنا
مِن كُلِّ حُسرٍ وَغُبُن

ما خابَ مَن خابَ كَمَن
يَوماً إِلى الدُنيا رَكَن

طوبى لِعَبدٍ كُشِفَت
عَنهُ غِياباتِ الوَسَن

وَالمَوعِدُ اللَه وَما
يَقضي بِهِ اللَهُ مَكَن


الحسين بن علي

الحمدان
08-05-2024, 03:36 PM
اللَهُ يَعلَمُ أَنَّ ما
بِيَدي يَزيدَ لِغَيرِهِ

وَبِأَنَّهُ لَم يَكتَسِبهُ
بِخَيرِهِ وَبِميرِهِ

لَو أَنصَفَ النَفسَ الخَؤون
لَقَصّرَت مِن سَيرِهِ

وَلَكانَ ذَلِكَ مِنهُ أَدنى
شَرِّهِ مِن خَيرِهِ


الحسين بن علي

الحمدان
08-05-2024, 03:37 PM
فَما رَسمٌ شَجاني قَد
مَحَت آياتِ رَسمَيهِ

سَفورٌ دَرَّجَت ذَيلَينِ
في بوغاءِ قاعَيهِ

هَتوفٌ حَرجَفٌ تَترى
عَلى تَلبيدِ ثَوبَيهِ

وَولّاجٌ مِنَ المُزنِ
دَنا نَوءُ سِماكَيهِ

أَتى مُثعَنجرَ الوَدقِ
بِجودٍ في خلالَيهِ

وَقَد أَحمَد بَرقاهُ
فَلا ذَمٌّ لِبَرقَيهِ

وَقَد جَلَّلَ رَعداهُ
فَلا ذَمٌّ لِرَعدَيهِ

ثَجيجُ الرَعدِ ثَجّاجٍ
إِذا أَرخى نِطاقَيهِ

فَأَضحى دارِساً قَفراً
لِبَينونَةِ أَهليهِ

غُلامٌ كرَّمَ الرّحمنُ
بِالتّطهيرِ جَدَّيهِ

كَساهُ القَمرُ القمقامُ
مِن نورِ سَنائيهِ

وَقَد أَرصَنت مِن شِعري
وَقَوّمتُ عروضيهِ


الحسين بن علي

الحمدان
08-05-2024, 03:37 PM
وَقَعنا في الخَطايا وَالبَلايا
وَفي زَمَنِ اِنتِقاضٍ وَاِشتِباهِ

تَفانى الخَيرُ وَالصُلَحاءُ ذَلّوا
وَعَزَّ بِذُلِّهِم أَهلُ السَفاهِ

وَباءَ الآمِرونَ بِكُلِّ عُرف
فَما عَن مُنكَرٍ في الناسِ ناهِ

فَصارَ الحُرُّ لِلمَملوكِ عَبداً
فَما لِلحُرِّ مِن قَدرٍ وَجاهِ

فَهَذا شُغلُهُ طَمَعٌ وَجَمعٌ
وَهَذا غافِلٌ سَكرانُ لاهِ


الحسين بن علي

الحمدان
08-05-2024, 03:37 PM
فَإِنَّ اللَهَ تَوّابٌ رَحيمٌ
وَلِيُّ قَبولِ تَوبَةِ كُلِّ غاوي

أُؤَمِّلُ أَن يُعافِيَني بِعَفوٍ
وَيُسخِنَ عَينَ إِبليسَ المُناوي

وَيَنفَعَني بِمَوعِظَتي وَقَولي
وَيَنفَعَ كُلَّ مُستَمِعٍ وَراوي

ذُنوبي قَد كَوَت جَنبيّ كَيّا
أَلا إِنَّ الذُنوبَ هِيَ المَكاوي

فَلَيسَ لِمَن كَواهُ الذَنبُ عَمداً
سِوى عَفوِ المُهَيمِنِ مِن مُداو


الحسين بن علي

الحمدان
08-05-2024, 03:38 PM
يُبَدِّرُ ما أَصابَ وَلا يُبالي
أَسُحتاً كانَ ذَلِكَ أَم حَلالا

فَلا تَغتَرَّ بِالدُنيا وَذَرها
فَما تسوى لَكَ الدُنيا خِلالا

أَتَبخَلُ تائِهاً شَرِهاً بِمالٍ
يَكونُ عَلَيكَ بَعدَ غَدٍ وَبالا

فَما كانَ الَّذي عُقباهُ شَرٌّ
وَما كانَ الخَسيسُ لَدَيكَ مالا

فَبِتُّ مِنَ الأُمورِ بِكُلِّ خَيرٍ
وَأَشرَفِها وَأَكمَلِها خِصالا


الحسين بن علي

الحمدان
08-05-2024, 03:38 PM
وَكُن بَشّاً كَريماً ذا اِنبِساطٍ
وَفيمَن يَرتَجيكَ جَميلَ رَأيِ

بَعيداً عَن سَماعِ الشَرِّ سَمحاً
نَقِيَّ الكَفِّ عَن عَيبٍ وَثَأيِ

مُعيناً لِلأَرامِلِ وَاليَتامى
أَمينَ الجَيبِ عَن قُربٍ وَنَأيِ

وَصولاً غَيرَ مُحتَشِمٍ زَكِيّاً
حَميدَ السَعيِ في إِنجازِ وَأيِ

تَلَقَّ مَواعِظي بِقبولِ صِدقٍ
تَفُز بِالأَمنِ عِندَ حُلولِ لَأيِ


الحسين بن علي

الحمدان
08-05-2024, 04:03 PM
إِنّا بِالشِعبِ الَّذي دونَ سَلعٍ
لَقَتيلاً دَمُهُ ما يُطَلُّ

خَلَّفَ العِبءَ عَلَيَّ وَوَلّى
أَنا بِالعِبءِ لَهُ مُستَقِلُّ

وَوَراءَ الثَأرِ مِنّي اِبنُ أُختٍ
مَصِعٌ عُقدَتُهُ ما تُحَلُّ

مُطرِقٌ يَرشَحُ مَوتاً كَما أَطرَقَ
أَفعى يَنفُثُ السَمَّ صِلُّ

خَبَرٌ ما نابَنا مُصمَإِلٌّ
جَلَّ حَتّى دَقَّ فيهِ الأَجَلُ

بَزَّني الدَهرُ وَكانَ غَشوماً
بِأَبيٍّ جارُهُ ما يُذَلُّ

شامِسٌ في القُرِّ حَتّى إِذا ما
ذَكَتِ الشِعرى فَبَردٌ وَظِلُّ

يابِسُ الجَنبَينِ مِن غَيرِ بُؤسٍ
وَنَديُّ الكَفَّينِ شَهمٌ مُدِلُّ

ظاعِنُ بِالحَزمِ حَتّى إِذا ما
حَلَّ الحَزمُ حَيثُ يَحُلُّ

غَيثُ مُزنٍ غامِرٌ حَيثُ يُجدي
وَإِذا يَسطو فَلَيثٌ أَبَلُّ

مُسبِلٌ في الحَيِّ أَحوى رِفَلُ
وَإِذا يَغزو فَسِمعٌ أَزَلُّ

وَلَهُ طَعمانِ أَريٌ وَشَريٌ
وَكِلا الطَعمَينِ قَد ذاقَ كُلُّ

يَركَبُ الهَولَ وَحيداً وَلا يَصحَبُهُ
إِلّا اليَمانيُّ الأَفَلُّ

وَفُتُوٍّ هَجَّروا ثُمَّ أَم أَسروا
لَيلَهُم حَتّى إِذا اِنجابَ حَلّوا

كُلُّ ماضٍ قَد تَرَدّى بِماضٍ
كَسَنا البَرقِ إِذا ما يُسَلُّ

فَاِحتَسَوا أَنفاسَ نَومٍ فَلَمّا
ثَمِلوا رُعتُهُم فَاِشمَعَلّوا

فَاِدَّرَكنا الثَأرَ مِنهُم وَلَمّا
يَنجُ مِلَحَيّنِ إِلّا الأَقَلُّ

فَلَئِن فَلَّت هُذَيلٌ خَباهُ
لَبِما كانَ هُذَيلاً يَفُلُّ

وَبِما أَبرَكَهُم في مُناخٍ
جَعجَعٍ يَنقَبُ فيهِ الأَظَلُّ

وَبِما صَبَّحَها في ذُراها
مِنهُ بَعدَ القَتلِ نَهبٌ وَشَلُّ

صَلِيَت مِنّي هُذَيلٌ بِخِرقٍ
لا يَمَلُّ الشَرَّ حَتّى يَمَلّوا

يُنهِلُ الصَعدَةَ حَتّى إِذا ما
نَهِلَت كانَ لَها مِنهُ عَلُّ

تَضحَكُ الضَبعُ لِقَتلى هُذَيلٍ
وَتَرى الذِئبُ لَها يَستَهِلُّ

وَطِتاقُ الطَيرُ تَهفوا بِطاناً
تَتَخَطّاهُمُ فَما تَستَقِلُّ

حَلَّتِ الخَمرُ وَكانَت حَراماً
وَبِلَأيِ ما أَلَمَّت تَحِلُّ

فَاِسقِنيها يا سَوادَ بنَ عَمروٍ
إِنَّ جِسمي بَعدَ خالِ لَخَلُّ


تأبط شراً

الحمدان
08-05-2024, 04:03 PM
قَريبَةُ قَد نَأَت غَيرَ السُؤالِ
وَأَمسَت مِنكَ نائِيَةَ الوِصالِ

وَأَمسَت مِنكَ نائِيَةً وَحَلَّت
بِبَلدَةِ شِنَّإٍ صُهبِ السِبالِ

لَعَمرُ أَبي قَريبَةَ غَيرَ فَخرٍ
أَبيها ذي الكَرامَةِ وَالجَلالِ

وَمَرقَبَةٍ نَمَيتُ إِلى ذُراها
تُذِلُّ الطَيرَ مُشرِفَةِ القَذالِ

عَلَوتُ بِرَيدِها طَفَلاً كَأَنّي
حِوالَ اللُطفِ مَكسورُ الشَمالِ

بِفِتيانٍ ذَوي كَرَمٍ وَصِدقٍ
وَهُم أَهلُ المُعَصَّبِ وَالثُمالِ

فَلا تَتَمَنَّني وَتَمَنَّ جِلفاً
قُراقِرَةً هِجَفّاً كَالخَيالِ

بِنَفسِيَ واحِداً يَوماً وَيَوماً
بِسُربَةِ مَعشَرٍ مِثلِ السَعالي

فَأَطعَنُهُ بِمَسنونٍ طَريرٍ
عَلَيهِ مِثلُ بارِقَةِ الهِلالِ


تأبط شراً

الحمدان
08-05-2024, 04:03 PM
وَنارٍ قَد حَضَأتُ بُعَيدَ هَدءٍ
بِدارٍ ماأُريدُ بِها مُقاما

سِوى تَحليلِ راحِلَةٍ وَعَيرٍ
أُكالِءُهُ مَخافَةَ أَن يَناما

أَتوا ناري فَقُلتُ مَنونَ أَنتُم
فَقالوا الجِنَّ قُلتُ عِموا ظَلاما

فَقُلتُ إِلى الطَعامِ فَقالَ مِنهُم
زَعيمٌ نَحسُدُ الإِنسَ الطَعاما


تأبط شراً

الحمدان
08-05-2024, 04:04 PM
كن كاتما للضر والبؤسى تنلْ
قصدا وتعلُ الجيل يامتعلمُ

لا تكثر الشكوى وكن متجلدا
حتى يظن الناس أنك منعمُ

فالعلم لا يعطى لمن يخشى طوى
بل ربنا عبدا صبورا يلهمُ

داوم على درس العلوم مطالعا
ياويح طمس للطوى يتجمجمُ

لا تشتغل بالرزق إذ رب الورى
متكفل رزق الذي يتعلمُ

واخش الإله لدينه متحافظا
إذ لا ينال العلم عاص مجرمُ

ناء الكواعب والغواني اعتزل
إن تدن منها من ردى لا تسلمُ

لا تشتر الدنيا بأخرى يا فتى
من باع نورا بالدجى فسيندمُ


حمد بامبا

الحمدان
08-05-2024, 04:05 PM
قالوا سفيه لصرفي عنهم بصري
ورغبتي عن ذوي العصيان في البشر

قالوا سفيه لتفويضي إلى ملك
أمري عن الكون في صفوو في كدر

قالوا سفيه لحبي خالقي ملكي
ولم أكن للبرايا أشتكي ضرري

قالوا سفيه لكوني لم أخف أحدا
و ما رجوت سوى الرحمن ذي القدر

قالوا سفيه لقفوي نهج ملجإنا
للشيخ سيدي فحل الخير في الخبر

فقلت خلواسبيلي واتركوا عذلي
مالي سوى طاعة الرحمن من وطر

مالي سوى الله إذ مااللحد غيبني
وجاءني الملكان الدهرمن وزر

مالي غدا حين عزرائيل يقبضني
روحي نصيرسوى مولاي في العصر

مالي غدايوم حشرالخلق كلهم
رب لطيف سوى مولاي ذي البشر

مالي إذاالضرأضناني و أزمنني
غوث رحيم سوى مولاي يازمريِ

إن سفهوني عن ورد أخذت به
للشيخ سيدي شيخ البدو و الحضر

فلا أكون رشيدا مثل رشدهم
فسوف يمتاز يوماأعظم السير

الحمد لله إذ كانت سفاهتنا
إدامة الورد والأذكار و الفكر


حمد بامبا

الحمدان
08-05-2024, 04:05 PM
أغŒدرك قومي أن بالأرض مغنما
وأن بها كنزا وفي تربها التبر

وفي غابها خصب وحسن وبهجة
وفي جوفها زيت وفي بحرها الدر

تمتع فغŒها من أضاع حقوقنا
ومن جار فغŒنا وهو کاللغŒث غŒزأر

وأغŒتم أطفالا وأجرى دماءنا
و وطد ركن الجهل والجهل أخطر

ويخفي كنوز الأرض وهي لوامع
ويسرقها سرا وجهرا وغŒقهر

وقد بات أهلها جغŒاعا وكلما
قسا الجوع صاحوا غŒهتفون متى الفجر

بني وطني إن البلاد فقغŒرة
بفقد رجال العلم والعلم نغŒر

أنادي بإنشاء المدارس ليتني
أرغŒ بذرة الآمال تنمو وتثمر

أنادي فلا غŒجدي النداء سوغŒ الحزن
ومن منجم الأحزان غŒستورد الجمر

أتسمع آذان بها الصم والوقر
وهل توقظ الأشعار من ضمه القبر


عمر محمد عبدالرحمن

الحمدان
08-05-2024, 04:07 PM
فِدىً لِاِبنِ حِصنٍ ما أُريحُ فَإِنَّهُ
ثِمالُ اليَتامى عِصمَةٌ في المَهالِكِ

سَما لِعُكاظٍ مِن بَعيدٍ وَأَهلِها
بِأَلفَينِ حَتّى دُسنَهُم بِالسَنابِكِ

فَباعَ بَنيهِم بَعضُهُم بِخُشارَةٍ
وَبِعتَ لِذُبيانَ العَلاءَ بِمالِكِ

وَقَومٍ لَحا لَحوَ العِصِيِّ فَأَصبَحوا
مَراميلَ بَعدَ الوَفرِ بيضَ المَبارِكِ

وَبِكرٍ فَلاها عَن نَعيمٍ غَريرَةٍ
مُصاحِبَةٍ عَلى الكَراهينَ فارِكِ

يَقُلنَ لَها لا تَجزَعي أَن تَبَدَّلي
بِبَعلِكِ بَعلاً وَالخُطوبُ كَذَلِكِ


الحطيئه

الحمدان
08-05-2024, 04:07 PM
أَدارَ سُلَيمى بِالدَوانِكِ فَالعُرفِ
أَقامَت عَلى الأَرواحِ وَالدِيَمِ الوُطفِ

وَقَفتُ بِها فَاِستَنزَفَت ماءَ عَبرَتي
بِها العَينُ إِلّا ما كَفَفتُ بِها طَرفي

فِراقُ حِبابٍ وَاِنتِهاءٌ عَنِ الهَوى
وَلا تَعذِليني قَد بَدا لَكِ ما أُخفي

يَقولونَ يَستَغني وَوَاللَهِ ما الغِنى
مِنَ المالِ إِلّا ما يُعِفُّ وَما يَكفي

لَعَمري لَشَدَّت حاجَةٌ قَد عَلِمتُها
أَمامي وَأُخرى قَد رَبَعتُ لَها خَلفي

فَهَلّا أَمَرتِ اِبنَي هِشامٍ فَيَربَعا
عَلى ما أَصابا مِن مِئينَ وَمِن أَلفِ

مِنَ الرومِ وَالأُحبوشِ حَتّى تَناوَلا
بِبَيعِهِما مالَ المَرازِبَةِ الغُلفِ

وَما كانَ مِمّا أَصبَحا يَجمَعانَهُ
مِنَ المالِ إِلّا بِالتَحَرُّفِ وَالصَرفِ

وَبِالطَوفِ نالا خَيرَ ما نالَهُ الفَتى
وَما المَرءُ إِلّا بِالتَقَلُّبِ وَالظَرفِ

وَنِبِّئتُ أَنَّ الجودَ مِنهُم خَليقَةٌ
يَجودونَ في يَبسِ الزَبيبِ وَفي القَطفِ

وَهَل يُخلِدَنَّ اِبنَي جَلالَةِ مالُهُم
وَحِرصُهُمُ عِندَ البِياعِ عَلى الشِفِّ


الحطيئه

الحمدان
08-05-2024, 04:08 PM
يا جَفنَةً تَرَكَ اِبنُ هَوذَةَ خَلفَهُ
مَلأى لِصُحبَتِهِ كَحَوضِ المُقتَري

كَعَريضَةِ الشيزى يُكَلَّلُ فَوقَها
شَحمُ السَنامِ غَداةَ ريحٍ صَرصَرِ

أَم مَن لِراسِيَةٍ كَأَنَّ أُوارَها
نَقعٌ تَعاوَرَهُ بَناتُ الأَخدَرِ

أَم مَن لِخَصمٍ مُضجِعينَ قِسِيَّهُم
مَيلٍ خُدودُهُمُ عِظامِ المَفخَرِ

إِنَّ الرَزِيَّةَ لا أَبا لَكِ هالِكٌ
بَينَ الدِماخِ وَبَينَ دارَةِ خَنزَرِ

تِلكَ الرَزِيَّةُ لا رَزِيَّةَ مِثلُها
فَاِقنَي حَياءَكِ لا أَبا لَكِ وَاِصبِري


الحطيئه

الحمدان
08-05-2024, 04:08 PM
جَزاكِ اللَهُ شَرّاً مِن عَجوزٍ
وَلَقّاكِ العُقوقَ مِنَ البَنينا

تَنَحَّي فَاِجلِسي مِنّا بَعيداً
أَراحَ اللَهُ مِنكِ العالَمينا

أَغِربالاً إِذا اِستودِعتِ سِرّاً
وَكانوناً عَلى المُتَحَدِّثينا

أَلَم أوضِح لَكِ البَغضاءَ مِنّي
وَلَكِن لا إِخالُكِ تَعقِلينا

حَياتُكِ ما عَلِمتُ حَياةُ سوءٍ
وَمَوتُكِ قَد يَسُرُّ الصالِحينا


الحطيئه

الحمدان
08-05-2024, 04:08 PM
يا نَدَمي عَلى سَهمِ بنِ عَوذٍ
نَدامَةَ ما سَفِهتُ وَضَلَّ حِلمي

نَدِمتُ نَدامَةَ الكُسَعِيِّ لَمّا
شَرَيتُ رِضى بَني سَهمٍ بِرَغمي

نَدِمتُ عَلى لِسانٍ فاتَ مِنّي
وَدِدتُ بِأَنَّهُ في جَوفِ عِكمِ

هُنالِكُم تَهَدَّمَتِ الرَكايا
وَضُمِّنَتِ الرَجا فَهَوَت بِذَمِّ


الحطيئه

الحمدان
08-05-2024, 04:09 PM
أَشاقَتكَ لَيلى في اللِمامِ وَما جَزَت
بِما أَزهَفَت يَومَ اِلتَقَينا وَضَرَّتِ

كَطَعمِ الشَمولِ طَعمُ فيها وَفارَةٌ
مِنَ المِسكِ مِنها في المَفارِقِ ذُرَّتِ

وَأَغيَدَ لا نِكسٍ وَلا واهِنِ القِوى
سَقَيتُ إِذا أولى العَصافِرِ صَرَّتِ

رَدَدتُ عَلَيهِ الكَأسَ وَهيَ لَذيذَةٌ
إِلى اللَيلِ حَتّى مَلَّها وَأَمَرَّتِ

وَأَشعَثَ يَهوى النَومَ قُلتُ لَهُ اِرتَحِل
إِذا ما النُجومُ أَعرَضَت وَاِسبَطَرَّتِ

فَقامَ يَجُرُّ الثَوبَ لَو أَنَّ نَفسَهُ
يُقالُ لَهُ خُذها بِنَفسِكَ خَرَّتِ

أَلا هَل لِسَهمٍ في الحَياةِ فَإِنَّني
أَرى الحَربَ عَن روقٍ كَوالِحَ فُرَّتِ

وَلَن يَفعَلوا حَتّى تَشولَ عَلَيهِمُ
بِفُرسانِها شَولَ المَخاضِ اِقمَطَرَّتِ

عَوابِسَ بِالشُعثِ الكُماةِ إِذا اِبتَغوا
عُلالَتَها بِالمُحصَداتِ أَضَرَّتِ

تُنازِعُ أَبكارَ النِساءِ ثِيابَها
إِذا أُخرِجَت مِن حَلقَةِ الدارِ كَرَّتِ

بِكُلِّ قَناةٍ صَدقَةٍ رُدَنِيَّةٍ
إِذا أُكرِهَت لَم تَنأَطِر وَاِتمَأَرَّتِ

وَإِنَّ الحُدودَ الزُرقَ مِن أَسَلاتِنا
إِذا واجَهَتهُنَّ النُحورُ اِقشَعَرَّتِ

وَلَو وَجَدَت سَهمٌ عَلى الغَيِّ ناصِراً
لَقَد حَلَبَت فيها نِساءٌ وَصَرَّتِ

وَلَكِنَّ سَهماً أَفسَدَت دارَ غالِبٍ
كَما أَعدَتِ الجَربى الصِحاحَ فَعُرَّتِ


الحطيئه

الحمدان
08-05-2024, 04:09 PM
أَلا مَن لِقَلبٍ عارِمِ النَظَراتِ
يُقَطِّعُ طولَ اللَيلِ بِالزَفَراتِ

إِذا ما الثُرَيّا آخِرَ اللَيلِ أَعنَقَت
كَواكِبُها كَالجُزعِ مُنحَدِراتِ

هُنالِكَ لا أَخشى مَقالَةَ كاشِحٍ
إِذا نُبِذَ العُزّابُ بِالحَجَراتِ

لَعَمري لَقَد جَرَّبتُكُم فَوَجَدتُكُم
قِباحَ الوُجوهِ سَيِّئي العِذَراتِ

لَهُم نَفَرٌ مِثلُ التُيوسِ وَنِسوَةٌ
مَماجينُ مِثلُ الآتُنِ النَعِراتِ

وَجَدتُكُمُ لَم تَجبُروا عَظمَ هالِكٍ
وَلا تَنحَرونَ النيبَ في الحُجُراتِ

فَإِن يَصطَنِعني اللَهُ لا أَصطَنِعكُمُ
وَلا أوتِكُم مالي عَلى العَثَراتِ

عَطاءَ الإِلَهِ إِذ بَخِلتُم بِمالِكُم
مَهاريسَ تَرعى عازِبَ القَفَراتِ

مَهاريسُ يُروي رِسلُها ضَيفَ أَهلِها
إِذا النارُ أَبدَت أَوجُهَ الخَفِراتِ

عِظامُ مَقيلِ الهامِ غُلبٌ رِقابُها
يُباكِرنَ بَردَ الماءِ بِالسَبَراتِ

يُزيلُ القَتادَ جَذبُها عَن أُصولِهِ
إِذا ما غَدَت مُقوَرَّةً خَرِصاتِ

إِذا أَجحَرَ الكَلبَ الصَقيعَ اِتَّقَينَهُ
بِأَثباجِ لا خورٍ وَلا قَفِراتِ

وَإِن لَم يَكُن إِلّا الأَماليسَ أَصبَحَت
لَها حُلُّقٌ ضَرّاتُها شَكِراتِ

وَتَرعى بَراحاً حَيثُ لا يَستَطيعُها
مِنَ الناسِ أَهلُ الشاءِ وَالحُمُراتِ

إِذا أَنفَدَ المَيّارُ ما في وِعائِهِ
وَفى كَيلُ لا نيبٍ وَلا بَكَراتِ

وَلَيسَ بِناهيها عَنِ الحَوضِ أَن تَرى
مَعَ الذادَةِ المَقشورَةِ العَجِراتِ.
نَزائِعُ آفاقِ البِلادِ يَزينُها
بَراطيلُ في أَعناقِها البَتِعاتِ

وَكَم مِن عَدُوٍّ قَد رَأى بَكَراتِها
تَقَطَّعُ فيها نَفسُهُ حَسَراتِ

وَإِن طافَ فيها الحالِبانِ اِتَّقَتهُما
بِجوفٍ عَلى أَيديهِما هَمِراتِ

إِذا وَرَدَت مِن آخِرِ اللَيلِ لَم تَعَف
حِياضَ الأَضا المَطروقَةِ الكَدِراتِ

وَغَيثٍ جُمادِيٍّ كَأَنَّ تِلاعَهُ
وَحِزّانَهُ مَكسُوَّةٌ حَبِراتِ

يَظَلُّ بِهِ الشَيخُ الَّذي كانَ فانِياً
يَدِفُّ عَلى عوجٍ لَهُ نَخِراتِ


الحطيئه

الحمدان
08-05-2024, 04:09 PM
وَلَقَد رَأَيتُكِ في النِساءِ فَسُؤتِني
وَأَبا بَنيكِ فَساءَني في المَجلِسِ

إِنَّ الذَليلَ لَمَن تَزورُ رِكابُهُ
رَهطَ اِبنِ جَحشٍ في مَضيقِ المَحبَسِ

لا يَصبِرونَ وَلا تَزالُ نِسائُهُم
تَشكو الهَوانَ إِلى البَئيسِ الأَبأَسِ

رَهطُ اِبنِ جَحشٍ في الخُطوبِ أَذِلَّةٌ
دُسمُ الثِيابِ قَناتُهُم لَم تُضرَسِ

بِالهَمزِ مِن طولِ الثِقافِ وَجارُهُم
يُعطي الظُلامَةَ في الخُطوبِ الحُوَّسِ

قَبَحَ الإِلَهُ قَبيلَةً لَم يَمنَعوا
يَومَ المُجَيمِرِ جارَهُم مِن فَقعَسِ

تَرَكوا النِساءَ مَعَ الجِيادِ لِمَعشَرٍ
شُمسِ العَداوَةِ في الحُروبِ الشُوَّسِ

أَبلِغ بَني عَبسٍ بِأَنَّ نِجارَهُم
لُؤمٌ وَأَنَّ أَباهُمُ كَالهِجرِسِ

يُعطي الخَسيسَةَ راغِماً مَن رامَها
بِالضَيمِ بَعدَ تَكَلُّحٍ وَتَعَبُّسِ


الحطيئه

الحمدان
08-05-2024, 04:10 PM
وَاللَهِ ما مَعشَرٌ لاموا اِمرَأً جُنُباً
في آلِ لَأيِ بنِ شَمّاسٍ بِأَكياسِ

عَلامَ كَلَّفتَني مَجدَ اِبنِ عَمِّكُمُ
وَالعيسُ تَخرُجُ مِن أَعلامِ أَوطاسِ

ما كانَ ذَنبُ بَغيضٍ لا أَبا لَكُمُ
في بائِسٍ جاءَ يَحدو آخِرَ الناسِ

لَقَد مَرَيتُكُمُ لَو أَنَّ دِرَّتَكُم
يَوماً يَجيءُ بِها مَسحي وَإِبساسي

وَقَد مَدَحتُكُمُ عَمداً لِأُرشِدَكُم
كَيما يَكونَ لَكُم مَتحي وَإِمراسي

وَقَد نَظَرتُكُمُ إِعشاءَ صادِرَةٍ
لِلخَمسِ طالَ بِها حَبسي وَتَنساسي

فَما مَلَكتُ بِأَن كانَت نُفوسُكُمُ
كَفارِكٍ كَرِهَت ثَوبي وَإِلباسي

لَمّا بَدا لِيَ مِنكُم غَيبُ أَنفُسِكُم
وَلَم يَكُن لِجِراحي مِنكُمُ آسي

أَزمَعتُ يَأساً مُبيناً مِن نَوالِكُمُ
وَلَن تَرى طارِداً لِلحُرِّ كَالياسِ

أَنا اِبنُ بَجدَتِها عِلماً وَتَجرِبَةً
فَسَل بِسَعدٍ تَجِدني أَعلَمَ الناسِ

ما كانَ ذَنبُ بَغيضٍ أَن رَأى رَجُلاً
ذا فاقَةٍ عاشَ في مُستَوعَرٍ شاسِ

جارٌ لِقَومٍ أَطالوا هونَ مَنزِلِهِ
وَغادَروهُ مُقيماً بَينَ أَرماسِ

مَلّوا قِراهُ وَهَرَّتهُ كِلابُهُمُ
وَجَرَّحوهُ بِأَنيابٍ وَأَضراسِ

دَعِ المَكارِمَ لا تَرحَل لِبُغيَتِها
وَاِقعُد فَإِنَّكَ أَنتَ الطاعِمُ الكاسي

وَاِبعَث يَساراً إِلى وُفرٍ مُذَمَّمَةٍ
وَاِحدِج إِلَيها بِذي عَركَينِ قِنعاسِ

سيري أُمامَ فَإِنَّ الأَكثَرينَ حَصىً
وَالأَكرَمينَ أَباً مِن آلِ شَمّاسِ

مَن يَفعَلِ الخَيرَ لا يَعدَم جَوازِيَهُ
لا يَذهَبُ العُرفُ بَينَ اللَهِ وَالناسِ

ما كانَ ذَنبِيَ أَن فَلَّت مَعاوِلَكُم
مِن آلِ لَأيٍ صَفاةٌ أَصلُها راسِ

قَد ناضَلوكَ فَسَلّوا مِن كِنانَتِهِم
مَجداً تَليداً وَنَبلاً غَيرَ أَنكاسِ


الحطيئه

الحمدان
08-05-2024, 04:10 PM
أَفيما خَلا مِن سالِفِ العَيشِ تَدَّكِر
أَحاديثَ لا يُنسيكَها الشَيبُ وَالعُمُر

طَرِبتَ إِلى مَن لا تُؤاتيكَ دارُهُ
وَمَن هُوَ ناءٍ وَالصَبابَةُ قَد تَضُر

إِلى طَفلَةِ الأَطرافِ زَيَّنَ جيدَها
مَعا الحَليِ وَالطيبِ المَجاسِدُ وَالخُمُر

مِنَ البيضِ كَالغِزلانِ وَالغُرِّ كَالدُمى
حِسانٌ عَلَيهِنَّ المَعاطِفُ وَالأُزُر

تَرى الزَعفَرانَ الوَردَ فيهِنَّ شامِلاً
وَإِن شِئنَ مِسكاً خالِصاً ريحُهُ ذَفِر

عَليلاً عَلى لَبّاتِ بيضٍ كَأَنَّها
بَناتُ المَلا مِنها المَقاليتُ وَالنُزُر

بَني عَمَّنا إِنَّ الرِكابَ بِأَهلِها
إِذا سائَها المَولى تَروحُ وَتَبتَكِر

بَني عَمَّنا ما أَسرَعَ اللَومَ مِنكُمُ
إِلَينا وَلا نَبغي عَلَيكُم وَلا نَجُر

وَنَشرَبُ رَنقَ الماءِ مِن دونِ سُخطِكُم
وَلا يَستَوي الصافي مِنَ الماءِ وَالكَدِر

غَضِبتُم عَلَينا أَن قَتَلنا بِخالِدٍ
بَني مالِكٍ ها إِنَّ ذا غَضَبٌ مُطِر

وَكُنّا إِذا دارَت عَلَيكُم عَظيمَةٌ
نَهَضنا فَلَم يَنهَض ضِعافٌ وَلا ضُجُر

وَنَحنُ إِذا ما الخَيلُ جاءَت كَأَنَّها
جَرادٌ زَفَت أَعجازَهُ الريحُ مُنتَشِر

إِذا الخَفِراتُ البيضُ أَبدَت خِدامَها
وَقامَت فَزالَت عَن مَعاقِدِها الأُزُر

نُحامي وَراءَ السَبيِ مِنكُم كَما حَمَت
أُسودٌ ضَوارٍ حَولَ أَشبالِها هُصُر

عَلى كُلِّ مَحبوكِ المَراكِلِ سابِحٍ
إِذا أُشرِعَت لِلمَوتِ خَطِّيَةٌ سُمُر

مَطاعينُ في الهَيجاءِ بيضٌ وُجوهُهُم
إِذا ضَجَّ أَهلُ الرَوعِ ساروا وَهُم وُقُر

فَأَمّا بِجادٌ رَهطُ جَحشٍ فَإِنَّهُم
عَلى النائِباتِ لا كِرامٌ وَلا صُبُر

إِذا نَهَضَت يَوماً بِجادٌ إِلى العُلى
أَبى الناشِئُ المَوهونُ وَالأَشمَطُ الغُمُر

تُدَرّونَ إِن شُدَّ العِصابُ عَلَيكُمُ
وَنَأبى إِذا شُدَّ العِصابُ فَلا نَدُر

نَعامٌ إِذا ما صيحَ في حَجَراتِكُم
وَأَنتُم إِذا لَم تَسمَعوا صارِخاً دُثُر

تَرى اللُؤمَ مِنهُم في رِقابٍ كَأَنَّها
رِقابُ ضِباعٍ فَوقَ آذانِها الغَفَر

إِذا طَلَعَت أولى المُغيرَةِ قَوَّموا
كَما قَوَّمَت نيبٌ مُخَزَّمَةٌ زُجُر

أَرى قَومَنا لا يَغفِرونَ ذُنوبَنا
وَنَحنُ إِذا ما أَذنَبوا لَهُمُ غُفُر

وَنَحنُ إِذا جَبَّبتُمُ عَن نِسائِكُم
كَما جَبَّبَت مِن عِندِ أَولادِها الحُمُر

عَطَفنا العِتاقَ الجُردَ خَلفَ نِسائِكُم
هِيَ الخَيلُ مَسقاها زُبالَةُ أَو يُسُر

يَجُلنَ بِفِتيانِ الوَغى بِأَكُفِّهِم
رُدَينِيَّةٌ سُمرٌ أَسِنَّتُها حُمرُ

إِذا أَجحَفَت بِالناسِ شَهباءُ صَعبَةٌ
لَها حَرجَفٌ مِمّا يَقِلُّ بِهِ القُتُر

نَصَبنا وَكانَ المَجدُ مِنّا سَجِيَّةً
قُدوراً وَقَد تَشقى بِأَسيافِنا الجُزُر

وَمِنّا المُحامي مِن وَراءِ ذِمارِكُم
وَنَمنَعُ أُخراكُم إِذا ضُيِّعَ الدُبُر


الحطيئه

الحمدان
08-05-2024, 04:10 PM
قالَت أُمامَةُ عِرسي وَهيَ خالِيَةٌ
إِنَّ المَطامِعَ قَد صارَت إِلى قُلَلِ

آمَرتُ نَفسي فَقالَت وَهيَ خالِيَةٌ
إِنَّ الجَوادَ اِبنُ دَفّاعٍ عَلى العِلَلِ

نِعمَ الفَتى عِندَ مُلقى زِفرِ عَيهَلَةٍ
شَبَّت لَها النارُ بَينَ اللَيلِ وَالطَفَلِ

وَالفِتيَةُ الشُعثُ قَد خَفَّت حَقائِبُهُم
شُمُّ العَرانَينِ قَد ساروا إِلى الأُصُلِ

مُبَرَّأٌ عِرضُهُ راعٍ أَمانَتَهُ
فَلَيسَ يَغتالُها بِالعَجزِ وَالدَغَلِ

في إِرثِ عادِيَةٍ عَزٍّ وَمَكرُمَةٌ
فيها مِنَ اللَهِ صُنعٌ غَيرُ ذي خَلَلِ

كَالهُندُوانِيِّ لا تَثني مَضارِبُهُ
ذاتُ الحَرابِيِّ فَوقَ الدارِعِ البَطَلِ


الحطيئه

الحمدان
08-05-2024, 04:11 PM
يا عامِ قَد كُنتَ ذا باعٍ وَمَكرُمَةٍ
لَو أَنَّ مَسعاةَ مَن جارَيتَهُ أَمَمُ

جارَيتَ قَرماً أَجادَ الأَحوَصانِ بِهِ
جَزلَ المَواهِبِ في عِرنينِهِ شَمَمُ

لا يَصعُبُ الأَمرُ إِلّا رَيثَ يَركَبُهُ
وَلا يَبيتُ عَلى مالٍ لَهُ قَسَمُ

مِصباحُ ساري ظَلامٍ يُستَضاءُ بِهِ
في إِثرِ مَوسوقَةٍ تُهدى لَها الغُنُمُ

وَمِثلُهُ مِن كِلابٍ في أَرومَتِها
يُعطى المَقاليدَ أَو يُلقى لَهُ السَلَمُ

هابَت بَنو مالِكٍ مَجداً وَمَكرُمَةً
وَغايَةً كانَ فيها المَوتُ لَو قَدِموا

وَما أَساؤوا فِراراً عَن مُجَلِّيَةٍ
لا كاهِنٌ يَمتَري فيها وَلا حَكَمُ


الحطيئه

الحمدان
08-05-2024, 04:11 PM
أَلا آلُ لَيلى أَزمَعوا بِقُفولِ
وَلَم يُنظِروا ذا حاجَةٍ لِرَحيلِ

تَنادَوا فَحَثّوا لِلتَفَرُّقِ عيرَهُم
فَبانوا بِجَمّاءِ العِظامِ قَتولِ

مُبَتَّلَةٍ يَشفي السَقيمَ كَلامُها
لَها جيدُ أَدماءِ العَشِيِّ خَذولِ

وَتَبسِمُ عَن عَذبٍ زُلالٍ كَأَنَّهُ
نِطافَةُ مُزنٍ صُفِّقَت بِشَمولِ

فَعَدِّ طِلابَ الحَيِّ عَنكَ بِجَسرَةٍ
تَخَيَّلُ في ثِنيِ الزِمامِ ذَمولِ

عُذافِرَةٍ حَرفٍ كَأَنَّ قُتودَها
عَلى هِقلَةٍ بِالشَيِّطَينِ جَفولِ

فَلَو سَلَمَت نَفسي لِعَمروِ بنِ عامِرٍ
لَقَد طالَ رَكبٌ نازِلٌ بِأَميلِ

لَعَمري لَقَد جارَيتُمُ آلَ مالِكٍ
إِلى ماجِدٍ ذي جَمَّةٍ وَفُضولِ

إِذا واضَحوهُ المَجدَ أَربى عَلَيهِمُ
بِمُستَفرِغٍ ماءَ الذِنابِ سَجيلِ

وَإِن يَرتَقوا في خُطَّةٍ يَرقَ فَوقَها
بِثَبتٍ عَلى ضاحي المَزَلِّ رَجيلِ

فَصُدّوا صُدودَ الوانِ أَبقى عَلَيكُمُ
بَني مالِكٍ إِذ سُدَّ كُلُّ سَبيلِ

فَما جَعَلَ الصُعرَ اللِئامَ خُدودُها
كَآدَمَ قَلباً مِن بَناتِ جَديلِ

فَتىً لا يُضامُ الدَهرَ ما عاشَ جارُهُ
وَلَيسَ لِأَدمانِ القِرى بِمَلولِ

هُوَ الواهِبُ الكومَ الصَفايا لِجارِهِ
وَكُلَّ عَتيقِ الحُرَّتَينِ أَسيلِ

وَأَشجَعُ في الهَيجاءِ مِن لَيثِ غابَةٍ
إِذا مُستَباةٌ لَم تَثِق بِحَليلِ

وَخَيلٍ تَعادى بِالكُماةِ كَأَنَّها
وُعولُ كِهافٍ أَعرَضَت لِوُعولِ

مُثابِرَةٍ رَهواً وَزَعتَ رَعيلَها
بِأَبيَضَ ماضي الشَفرَتَينِ صَقيلِ

أَخو ثِقَةٍ ضَشمُ الدَسيعَةِ ماجِدٌ
كَريمُ النَثا مَولاهُ غَيرُ ذَليلِ

إِذا الناسُ مَدّوا لِلفَعالِ أَكُفَّهُم
بَذَختَ بُعادِيِّ السَراةِ طَويلِ

وَجُرثومَةٍ لا يَبلُغُ السَيلُ أَصلَها
فَقَد صَدَّ عَنها الماءُ كُلَّ مَسيلِ

بَنى الأَحوَصانِ مَجدَها ثُمَّ أُسلِمَت
إِلى خَيرِ مُردٍ سادَةٍ وَكُهولِ

فَإِن عُدَّ مَجدٌ فاضِلٌ عَدَّ مِثلَهُ
وَإِن أَثَّلوا أَدرَكتُهُم بِأَثيلِ

وَليتَ تُراثَ الأَحوَصَينِ فَلَم يَضِع
إِلى اِبنَي طُفَيلٍ مالِكٍ وَعَقيلِ

فَما يَنظُرُ الحُكّامُ بِالفَضلِ بَعدَما
بَدا واضِحٌ ذو غُرَّةٍ وَحُجولِ


الحطيئه

الحمدان
08-05-2024, 04:11 PM
لَعَمري لَقَد أَمسى عَلى الأَمرِ سائِسٌ
بَصيرٌ بِما ضَرَّ العَدُوَّ أَريبُ

جَريءٌ عَلى ما يَكرَهُ المَرءُ صَدرَهُ
وَلِلفاحِشاتِ المُندِياتِ هَيوبُ

سَعيدٌ وَما يَفعَل سَعيدٌ فَإِنَّهُ
نَجيبٌ فَلاهُ في الرِباطِ نَجيبُ

سَعيدٌ فَلا تَغرُركَ خِفَّةُ لَحمِهِ
تَخَدَّدَ عَنهُ اللَحمُ فَهُوَ صَليبُ

إِذا خافَ إِصعاباً مِنَ الأَمرِ صَدرُهُ
عَلاهُ فَباتَ الأَمرُ وَهُوَ رَكوبُ

إِذا غِبتَ عَنّا غابَ عَنّا رَبيعُنا
وَنُسقى الغَمامَ الغُرَّ حينَ تَؤوبُ

فَنِعمَ الفَتى تَعشو إِلى ضَوءِ نارِهِ
إِذا الريحُ هَبَّت وَالمَكانُ جَديبُ

وَما زِلتَ تُعطي النَفسَ حَتّى كَأَنَّما
يَظَلُّ لِأَقوامٍ عَلَيكَ نُحوبُ

إِلَيكَ تَناهى كُلُّ أَمرٍ يَنوبُنا
وَعِندَ ظِلالِ المَوتِ أَنتَ حَسيبُ


الحطيئه

الحمدان
08-05-2024, 04:11 PM
أَلَستَ بِجاعِلي كَبَني جُعَيلٍ
هَداكَ اللَهُ أَو كَبَني جَنابِ

أَدِبُّ وَراءَ نُقدَةَ أَن تَراني
وَدونَكَ بِالمَدينَةِ أَلفُ بابِ

وَأَحبِسُ بِالعَراءِ المَحلِ بَيتي
وَدونَكَ عازِبٌ صَخَبُ الذُبابِ

أُحاذِرُ إِن قَدَرتَ عَلَيَّ يَوماً
عِقابَكَ وَالأَليمَ مِنَ العَذابِ


الحطيئه

الحمدان
08-05-2024, 04:12 PM
أَمِن رَسمِ دارٍ مَربَعٌ وَمَصيفُ
لِعَينَيكَ مِن ماءِ الشُؤونِ وَكيفُ

رَشاشٌ كَغَربَي هاجِرِيٍّ كِلاهُما
لَهُ داجِنٌ بِالكَرَّتَينِ عَليفُ

إِذا كَرَّ غَرباً بَعدَ غَربٍ أَعادَهُ
عَلى رَغمِهِ وافي السِبالِ عَنيفُ

تَذَكَّرتُ فيها الجَهلَ حَتّى تَبادَرَت
دُموعي وَأَصحابي عَلَيَّ وُقوفُ

يَقولونَ هَل يَبكي مِنَ الشَوقِ مُسلِمٌ
تَخَلّى إِلى وَجهِ الإِلَهِ حَنيفُ

فَلَأياً أَزاحَت عِلَّتي ذاتُ مَنسِمٍ
نَكيبٍ تَغالى في الزِمامِ خَنوفُ

مُقَذَّفَةٌ بِاللَحمِ وَجناءُ عَدوُها
عَلى الأَينِ إِرقالٌ مَعاً وَوَجيفُ

إِلَيكَ سَعيدَ الخَيرِ جُبتُ مَهامِهاً
يُقابِلُني آلٌ بِها وَتَنوفُ

وَلَولا الَّذي العاصي أَبوهُ لَعُلِّقَت
بِحَورانَ مِجذامُ العَشِيِّ عَصوفُ

وَلَولا أَصيلُ اللُبِ غَضٌّ شَبابُهُ
كَريمٌ لِأَيّامِ المَنونِ عَروفُ

إِذا هَمَّ بِالأَعداءِ لَم يَثنِ هَمَّهُ
كَعابٌ عَلَيها لُؤلُؤٌ وَشُنوفُ

حَصانٌ لَها في البَيتِ زِيٌّ وَبَهجَةٌ
وَمَشيٌ كَما تَمشي القَطاةُ قَطوفُ

وَلَو شاءَ وارى الشَمسَ مِن دونِ وَجهِهِ
حِجابٌ وَمَطوِيُّ السَراةِ مُنيفُ

وَلَكِنَّ إِدلاجاً بِشَهباءَ فَخمَةٍ
لَها لَقَحٌ في الأَعجَمينَ كَشوفُ

إِذا قادَها لِلمَوتِ يَوماً تَتابَعَت
أُلوفٌ عَلى آثارِهِنَّ أُلوفُ

فَصُفّوا وَماذِيُّ الحَديدِ عَلَيهِمُ
وَبَيضٌ كَأَولادِ النَعامِ كَثيفُ

أَنابَت إِلى جَنّاتِ عَدنٍ نُفوسُهُم
وَما بَعدَها لِلصالِحينَ حُتوفُ

خَفيفِ المِعى لا يَملَأُ الهَمُّ صَدرَهُ
إِذا سُمتَهُ الزادَ الخَبيثَ عَيوفُ


الحطيئه

الحمدان
08-05-2024, 04:12 PM
عَفا تَوأَمٌ مِن أَهلِهِ فَجَلاجِلُه
فَرُدَّ عَلى الحَيِّ الجَميعِ جَمائِلُه

وَعالَينَ رَقماً فَوقَ عَقمٍ كَأَنَّهُ
دَمُ الجَوفِ يَجري في المَذارِعِ واشِلُه

كَأَنَّ النِعاجَ الغُرَّ وَسطَ رِحالِهِم
إِذا اِستَجمَعَت وَسطَ الخُدورِ مَطافِلُه

أَبى لِاِبنِ أَروى خَلَّتانِ اِصطَفاهُما
قِتالٌ إِذا يَلقى العَدُوَّ وَنائِلُه

فَتىً يَملَأُ الشيزى وَيَروى بِكَفِّهِ
سِنانُ الرُدَينِيِّ الأَصَمِّ وَعامِلُه

يَؤُمُّ العَدُوَّ حَيثُ كانَ بِجَحفَلٍ
يُصِمُّ السَميعَ جَرسُهُ وَصَواهِلُه

إِذا حانَ مِنهُ مَنزِلُ اللَيلِ أَوقَدَت
لِأُخراهُ في أَعلى اليَفاعِ أَوائِلُه

تَرى عافِياتِ الطَيرِ قَد وَثِقَت لَها
بِشِبعٍ مِنَ السَخلِ العِتاقِ مَنازِلُه

بَناتُ الأَغَرِّ وَالوَجيهِ وَلاحِقٍ
يُقَوَّدنَ في الأَشطانِ ضَخماً جَحافِلُه

يَظَلُّ الرِداءُ العَصبُ فَوقَ جَبينِهِ
يَقي حاجِبَيهِ ما تُثيرُ قَنابِلُه

نَفَيتَ الجِعادَ الغُرَّ مِن عُقرِ دارِهِم
فَلَم يَبقَ إِلّا حَيَّةٌ أَنتَ قاتِلُه

وَكَم مِن حَصانٍ ذاتِ بَعلٍ تَرَكتَها
إِذا اللَيلُ أَدجى لَم تَجِد مَن تُباعِلُه

وَذي عَجَزٍ في الدارِ وَسَّعتَ دارَهُ
وَذي سَعَةٍ في دارِهِ أَنتَ ناقِلُه

وَإِنّي لَأَرجوهُ وَإِن كانَ نائِياً
رَجاءَ الرَبيعِ أَنبَتَ البَقلَ وابِلُه

لِزُغبٍ كَأَولادِ القَطا راثَ خَلقُها
عَلى عاجِزاتِ النَهضِ حُمرٍ حَواصِلُه


الحطيئه

الحمدان
08-05-2024, 04:12 PM
هَل تَعرِفُ الدارَ مُذ عامَينِ أَو عاما
داراً لِهِندٍ بِجَزعِ الخَرجِ فَالدامِ

تَحنو لِأَطلائِها عينٌ مُلَمَّعَةٌ
سُفعُ الخُدودِ بَعيداتٌ مِنَ الذامِ

وَقَد أُغادي بِها صَفراءَ آنِسَةٍ
لا تَأتَلي دونَ مَعروفٍ بِأَقسامِ

خَوداً لَعوباً لَها رَيّا وَرائِحَةٌ
تَشفي فُؤادَ رَذِيِّ الجِسمِ مِسقامِ

يا لَهفَ نَفسي عَلى بَيعٍ هَمَمتُ بِهِ
لَو نِلتُهُ كانَ بَيعاً رابِحاً نامي

أُريدُهُ ما نَأى عَنّي وَأَترُكُهُ
مِن بَعدِ ما كانَ مِنّي قيسَ إِبهامِ

نَفسي فِداكَ لِنُعمى تُستَرادُ لَها
وَلِلزُحوفِ إِذا هَمَّت بِإِقدامِ

وَجَحفَلٍ كَبَهيمِ اللَيلِ مُنتَجِعٍ
أَرضَ العَدُوِّ بِبُؤسى بَعدَ إِنعامِ

جَمَعتَ مِن عامِرٍ فيهِ وَمِن أَسَدٍ
وَمِن تَميمٍ وَمِن حاءٍ وَمِن حامِ

وَما رَضيتَ لَهُم حَتّى رَفَدتَهُمُ
مِن وائِلٍ رَهطِ بِسطامٍ بِأَصرامِ

فيهِ الرِماحُ وَفيهِ كُلُّ سابِغَةٍ
جَدلاءَ مُبهَمَةٍ مِن نَسجِ سَلّامِ

وَكُلُّ أَجرَدَ كَالسِرحانِ أَترَزَهُ
مَسحُ الأَكُفِّ وَسَقيٌ بَعدَ إِطعامِ

وَكُلُّ شَوهاءَ طَوعٍ غَيرِ آبِيَةٍ
عِندَ الصَباحِ إِذا هَمّوا بِإِلجامِ

مُستَحقِباتٍ رَواياها جَحافِلُها
يَسمو بِها أَشعَرِيٌّ طَرفُهُ سامي

لا يَزجُرُ الطَيرَ إِن مَرَّت بِهِ سُنُحاً
وَلا يُفيضُ عَلى قَسمٍ بِأَزلامِ


الحطيئه

الحمدان
08-05-2024, 04:13 PM
أَلا أَبلِغ بَني عَوفِ بنِ كَعبِ
وَهَل قَومٌ عَلى خُلُقٍ سَواءُ

عُطارِدَها وَبَهدَلَةَ بنَ عَوفٍ
فَهَل يَشفي صُدورَكُمُ الشِفاءُ

أَلَم أَكُ نائِياً فَدَعَوتُموني
فَجاءَ بِيَ المَواعِدُ وَالدُعاءُ

أَلَم أَكُ جارَكُم فَتَرَكتُموني
لِكَلبي في دِيارِكُمُ عُواءُ

وَآنَيتُ العَشاءَ إِلى سُهَيلٍ
أَوِ الشِعرى فَطالَ بِيَ العَشاءُ

وَلَمّا كُنتُ جارَكُمُ أَبَيتُم
وَشَرُّ مَواطِنِ الحَسَبِ الإِباءُ

وَلَمّا كُنتُ جارَهُمُ حَبَوني
وَفيكُم كانَ لَو شِئتُم حِباءُ

وَلَمّا أَن مَدَحتُ القَومَ قُلتُم
هَجَوتَ وَما يَحِلُّ لَكَ الهِجاءُ

أَلَم أَكُ مُحرِماً وَيَكونَ بَيني
وَبَينَكُمُ المَوَدَّةُ وَالإِخاءُ

فَلَم أَشتُم لَكُم حَسَباً وَلَكِن
حَدَوتُ بِحَيثُ يُستَمَعُ الحُداءُ

فَلا وَأَبيكَ ما ظَلَمَت قُرَيعٌ
بِأَن يَبنوا المَكارِمَ حَيثُ شاؤوا

فَلا وَأَبيكَ ما ظَلَمَت قُرَيعٌ
وَلا بَرِموا لِذاكَ وَلا أَساؤوا

بِعَثرَةِ جارِهِم أَن يَجبَروها
فَيَغبُرَ حَولَهُ نَعَمٌ وَشاءُ

فَيَبني مَجدَها وَيُقيمَ فيها
وَيُمشي إِن أُريدَ بِهِ المَشاءُ

وَإِنَّ الجارَ مِثلُ الضَيفِ يَغدو
لِوِجهَتِهِ وَإِن طالَ الثَواءُ

وَإِنّي قَد عَلِقتُ بِحَبلِ قَومٍ
أَعانَهُمُ عَلى الحَسَبِ الثَراءُ

هُمُ المُتَضَمِّنونَ عَلى المَنايا
بِمالِ الجارِ ذَلِكُمُ الوَفاءُ

هُمُ الآسونَ أُمَّ الرَأسِ لَمّا
تَواكَلَها الأَطِبَّةُ وَالإِساءُ

هُمُ القَومُ الَّذينَ إِذا أَلَمَّت
مِنَ الأَيّامِ مُظلِمَةٌ أَضاؤوا

هُمُ القَومُ الَّذينَ عَلِمتُموهُم
لَدى الداعي إِذا رُفِعَ اللِواءُ

إِذا نَزَلَ الشِتاءُ بِدارِ قَومٍ
تَجَنَّبَ دارَ بَيتِهِمُ الشِتاءُ

فَأَبقوا لا أَبا لَكُمُ عَلَيهِم
فَإِنَّ مَلامَةَ المَولى شَقاءُ

فَإِنَّ أَباهُمُ الأَدنى أَبوكُم
وَإِنَّ صُدورَهُم لَكُمُ بُراءُ

وَإِنَّ سُعاتَهُم لَكُمُ سُعاةٌ
وَإِنَّ نَمائَهُم لَكُمُ نَماءُ

وَإِنَّ سَنائَهُم لَكُمُ سَناءٌ
وَإِنَّ وَفائَهُم لَكُمُ وَفاءُ

وَإِنَّ بَلائَهُم ما قَد عَلِمتُم
عَلى الأَيّامِ إِن نَفَعَ البَلاءُ

وَثَغرٍ لا يُقامُ بِهِ كَفَوكُم
وَلَم يَكُ دونَهُم فيكُم كِفاءُ

بِجُمهورٍ يَحارُ الطَرفُ فيهِ
يَظَلُّ مُعَضِّلاً مِنهُ الفَضاءُ

وَلَمّا أَن دَعَوتُ لَهُ بَغيضاً
أَتاني حينَ أَسمَعَهُ الدُعاءُ

فَضَلتَ بِخَصلَتَينِ عَلى رِجالٍ
وَرِثتَهُما كَما وُرِثَ الوَلاءُ

فَجُدتَ بِنائِلٍ سَبِطٍ جَزيلٍ
تُخالِطُهُ الحَفيظَةُ وَالحَياءُ

فَأَمضى مِن سِنانٍ أَثرَبيٍّ
طَعَنتَ بِهِ إِذا كُرِهَ المَضاءُ

إِذا بَهَشَت يَداهُ إِلى كَمِيٍّ
فَلَيسَ لَهُ وَإِن زُجِرَ اِنتِهاءُ

وَقَد قالَت أُمامَةُ هَل تَعَزّى
فَقُلتُ أُمامَ قَد غُلِبَ العَزاءُ

إِذا ما العَينُ فاضَ الدَمعُ مِنها
أَقولُ بِها قَذىً وَهُوَ البُكاءُ

إِذا ما المَرءُ باتَ عَلَيهِ وَكفٌ
مِنَ الحِدثانِ لَيسَ لَهُ كِفاءُ

لَعَمرُكَ ما رَأَيتُ المَرءَ تَبقى
طَريقَتُهُ وَإِن طالَ البَقاءُ

عَلى رَيبِ المَنونِ تَداوَلَتهُ
فَأَفنَتهُ وَلَيسَ لَها فَناءُ

إِذا ذَهَبَ الشَبابُ فَبانَ مِنهُ
فَلَيسَ لِما مَضى مِنهُ لِقاءُ

يَصَبُّ إِلى الحَياةِ وَيَشتَهيها
وَفي طولِ الحَياةِ لَهُ عَناءُ

فَمِنها أَن يُقادَ بِهِ بَعيرٌ
ذَلولٌ حينَ تَهتَرِشُ الضِراءُ

وَمِنها أَن يَنوءَ عَلى يَدَيهِ
وَيَنهَضَ في تَراقيهِ اِنحِناءُ

وَيَأخُذُهُ الهِداجُ إِذا هَداهُ
وَليدُ الحَيِّ في يَدِهِ الرِداءُ

وَيَنظُرُ حَولَهُ فَيَرى بَنيهِ
حِواءً مِن وَرائِهِمِ حِواءُ

وَيَحلِفُ حَلفَةً لِبَني بَنيهِ
لَأَمسَوا مُعطِشينَ وَهُم رِواءُ

وَيَأمُرُ بِالجِمالِ فَلا تُعَشّى
إِذا أَمسى وَإِن قَرُبَ العَشاءُ

إِذا كانَ الشِتاءُ فَأَدفِؤوني
فَإِنَّ الشَيخَ يَهدِمُهُ الشِتاءُ

وَأَمّا حينَ يَذهَبُ كُلُّ قَرٍّ
فَسِربالٌ خَفيفٌ أَو رِداءُ

تَقولُ لَهُ الظَعينَةُ أَغنِ عَنّي
بَعيرَكَ حينَ لَيسَ بِهِ غَناءُ


الحطيئه

الحمدان
08-05-2024, 04:13 PM
آثَرتُ إِدلاجي عَلى لَيلِ حُرَّةٍ
هَضيمِ الحَشا حُسّانَةِ المُتَجَرَّدِ

إِذا النَومُ أَلهاها عَنِ الزادِ خِلتَها
بُعَيدَ الكَرى باتَت عَلى طَيِّ مُجسَدِ

إِذا اِرتَفَقَت فَوقَ الفِراشِ تَخالَها
تَخافُ اِنبِتاتَ الخَصرِ ما لَم تَشَدَّدِ

وَتُضحي غَضيضَ الطَرفِ دوني كَأَنَّما
تَضَمَّنَ عَينَيها قَذىً غَيرُ مُفسِدِ

إِذا شِئتُ بَعدَ النَومِ أَلقَيتُ ساعِداً
عَلى كَفَلٍ رَيّانَ لَم يَتَخَدَّدِ

لَها طيبُ رَيّا إِن نَأَتني وَإِن دَنَت
دَنَت وَعثَةً فَوقَ الفِراشِ المُمَهَّدِ

خَميصَةُ ما تَحتَ الثِيابِ كَأَنَّها
عَسيبٌ نَما في ناضِرٍ لَم يُخَضَّدِ

تُفَرِّقُ بِالمِدرى أَثيثاً نَباتُهُ
عَلى واضِحِ الذِفرى أَسيلِ المُقَلَّدِ

تَضَوَّعُ رَيّاها إِذا جِئتَ طارِقاً
كَريحِ الخُزامى في نَباتِ الخَلى النَدي

فَلَمّا رَأَت مَن في الرِحالِ تَعَرَّضَت
حَياءً وَصَدَّت تَتَّقي القَومَ بِاليَدِ

فَبِتنا وَلَم نَكذِبكَ لَو أَنَّ لَيلَنا
إِلى الحَولِ لَم نَملَل وَقُلنا لَهُ اِزدَدِ

وَفي كُلِّ مُمسى لَيلَةٍ وَمُعَرَّسٍ
خَيالٌ يُوافي الرَكبَ مِن أُمِّ مَعبَدِ

فَحَيّاكِ وَدٌّ مِن هَواكِ لَقيتُهُ
وَخوصٌ بِأَعلى ذي طُوالَةَ هُجَّدِ

وَأَنّى اِهتَدَت وَالدَوُّ بَيني وَبَينَها
وَما كانَ ساري الدَوِّ بِاللَيلِ يَهتَدي

تَسَدَّيتِنا مِن بَعدِ ما نامَ ظالِعُ ال
كِلابِ وَأَخبى نارَهُ كُلُّ مَوقِدِ

بِأَرضٍ تَرى شَخصَ الحُبارى كَأَنَّهُ
بِها راكِبٌ موفٍ عَلى ظَهرِ قَردَدِ

إِذا ما رَأَيتَ القَومَ طاشَت نِبالُهُم
وَخَلّى لَكَ القَومُ القِناصَةَ فَاِصطَدِ

وَإِنّي لَرامٍ بِالقَلوصِ أَمامَها
جَواشِنَ هَذا اللَيلِ في كُلِّ فَدفَدِ

إِذا باتَ لِلعُوّارِ بِاللَيلِ نوكُهُ
ضَجيعاً وَأَضحى نائِماً لَم يُوَسَّدِ

وَأَدماءَ حُرجوجٍ تَعالَلتُ موهِناً
بِسَوطِيَ فَاِرمَدَّت نَجاءَ الخَفَيدَدِ

تُلاعِبُ أَثناءَ الزِمامِ وَتَتَّقي
عُلالَةَ مَلوِيٍّ مِنَ القَدِّ مُحصَدِ

فَإِن آنَسَت حِسّاً مِنَ السَوطِ عارَضَت
بِيَ القَصدَ حَتّى تَستَقيمَ ضُحى الغَدِ

وَإِن نَظَرَت يَوماً بِمُؤخَرِ عَينِها
إِلى عَلَمٍ بِالغَورِ قالَت لَهُ اِبعَد

كَأَنَّ هُوِيَّ الريحِ بَينَ فُروجِها
تَجاوُبُ أَظآرٍ عَلى رُبَعٍ رَدي

تَرى بَينَ لَحيَيها إِذا ما تَزَغَّمَت
لُغاماً كَبَيتِ العَنكَبوتِ المُمَدَّدِ

وَتَرمي يَداها بِالحَصى خَلفَ رِجلِها
وَتَرمي بِهِ الرِجلانِ دابِرَةَ اليَدِ

وَتَشرَبُ بِالقَعبِ الصَغيرِ وَإِن تُقَد
بِمِشفَرِها يَوماً إِلى الرَحلِ تَنقَدِ

وَإِن حُلَّ عَنها الرَحلُ قارَبَ خَطوَها
أَمينُ القُوى كَالدُملُجِ المُتَعَضِّدِ

وَإِن بَرَكَت أَوفَت عَلى ثَفِناتِها
عَلى قَصَبٍ مِثلِ اليَراعِ المُقَصَّدِ

وَإِن ضُرِبَت بِالسَوطِ صَرَّت بِنابِها
صَريرَ الصَياصي في النَسيجِ المُمَدَّدِ

وَكادَت عَلى الأَطواءِ أَطواءِ ضارِجٍ
تُساقِطُني وَالرَحلَ مِن صَوتِ هُدهُدِ

إِذا ما اِبتَعَثنا مِن مَناخٍ كَأَنَّما
نَكُفُّ وَنَثني مِن نَواعِمَ أُبَّدِ

وَتُضحي الجِبالُ الغُبرُ دوني كَأَنَّها
مِنَ الآلِ حُفَّت بِالمُلاءِ المُعَضَّدِ

وَتَرمي بِعَينَيها إِذا تَلَعَ الضُحى
ذُباباً كَصَوتِ الشارِبِ المُتَغَرِّدِ

وَيُمسي الغُرابُ الأَعوَرُ العَينِ واقِعاً
مَعَ الذِئبِ يَعتَسّانِ ناري وَمِفأَدي

فَما زالَتِ العَوجاءُ تَجري ضُفورُها
إِلَيكَ اِبنَ شَمّاسٍ تَروحُ وَتَغتَدي

تَزورُ اِمرَأً يُؤتي عَلى الحَمدِ مالَهُ
وَمَن يُؤتِ أَثمانَ المَحامِدِ يُحمَدِ

يَرى البُخلَ لا يُبقي عَلى المَرءِ مالَهُ
وَيَعلَمُ أَنَّ البُخلَ غَيرُ مُخَلَّدِ

كَسوبٌ وَمِتلافٌ إِذا ما سَأَلتَهُ
تَهَلَّلَ وَاِهتَزَّ اِهتِزازَ المُهَنَّدِ

مَتى تَأتِهِ تَعشو إِلى ضَوءِ نارِهِ
تَجِد خَيرَ نارٍ عِندَها خَيرُ موقِدِ

وَذاكَ اِمرُؤٌ إِن يُعطِكَ اليَومَ نائِلاً
بِكَفَّيهِ لا يَمنَعكَ مِن نائِلِ الغَدِ

وَأَنتَ اِمرُؤٌ مَن تَرمِ تَهدِم صَفاتُهُ
وَيَرمي فَلا يَهدِم صَفاتَكَ مُرتَدِ

سَواءٌ عَلَيهِ أَيَّ حينٍ أَتَيتَهُ
أَفي يَومِ نَحسٍ كانَ أَو يَومِ أَسعُدِ

هُوَ الواهِبُ الكومَ الصَفايا لِجارِهِ
يَروحُ بِها العِبدانُ في عازِبٍ نَدي


الحطيئه

الحمدان
08-05-2024, 04:13 PM
جَزى اللَهُ خَيراً وَالجَزاءُ بِكَفِّهِ
عَلى خَيرِ ما يَجزي الرِجالَ بَغيضا

فَلَو شاءَ إِذ جِئناهُ صَدَّ فَلَم يُلَم
وَصادَفَ مَنأىً في البِلادِ عَريضا

تَدارَكتَنا حَتّى اِستَقَلَّت رِماحُنا
فَعِشنا وَأَلقَينا إِلَيكَ جَريضا

فَكُنتُ كَذاتِ العُشِّ جادَت بِعُشِّها
لِأَفراخِها حَتّى أَطَقنَ نُهوضا


الحطيئه

الحمدان
08-05-2024, 04:14 PM
عَفا مُسحَلانُ مِن سُلَيمى فَحامِرُه
تُمَشّي بِهِ ظِلمانُهُ وَجَآذِرُه

بِمُستَأسِدِ القُريانِ حُوٍّ نَباتُهُ
فَنَوّارُهُ ميلٌ إِلى الشَمسِ زاهِرُه

كَأَنَّ يَهوداً نَشَّرَت فيهِ بَزَّها
بُروداً وَرَقماً فاتَكَ البَيعَ تاجِرُه

خَلا النُؤيَ بِالعَلياءِ لَم يَعفُهُ البِلى
إِذا لَم تَأَوَّبهُ الجَنوبَ تُباكِرُه

رَأَت رائِحاً جَوناً فَقامَت غَريرَةٌ
بِمِسحاتِها قَبلَ الظَلامِ تُبادِرُه

فَما فَرَغَت حَتّى أَتى الماءُ دونَها
وَسَدَّت نَواحيهِ وَرُفِّعَ دابِرُه

فَهَل كُنتُ إِلّا نائِياً إِذ دَعَوتَني
مُنادى عُبَيدانَ المُحَلَّإِ باقِرُه

بِذي قَرقَرى إِذ شُهَّدُ الناسِ حَولَنا
فَأَسدَيتَ ما أَعيا بِكَفَّيكَ نائِرُه

فَلَمّا خَشيتُ الهونَ وَالعيرُ مُمسِكٌ
عَلى رَغمِهِ ما أَثبَتَ الحَبلَ حافِرُه

وَلَّيتُ لا آسى عَلى نائِلِ اِمرِئٍ
طَوى كَشحَهُ عَنّي وَقَلَّت أَواصِرُه

وَأَكرَمتُ نَفسي اليَومَ مِن سوءِ طُعمَةٍ
وَيَقنى الحَياءَ المَرءُ وَالرُمحُ شاجِرُه

وَكُنتُ كَذاتِ البَعلِ ذارَت بِأَنفِها
فَمِن ذاكَ تَبغي غَيرَهُ أَو تُهاجِرُه

وَكَلَّفتَني مَجدَ اِمرِئٍ لَن تَنالَهُ
وَما قَدَّمَت آباؤُهُ وَمَآثِرُه

تَوانَيتَ حَتّى كُنتَ مِن غِبِّ أَمرِهِ
عَلى مَفخَرٍ إِن قُمتَ يَوماً تُفاخِرُه

فَدَع آلَ شَمّاسِ بنِ لَأيٍ فَإِنَّهُم
عَلى مَرقَبٍ ما حَولَهُ هُوَ قاهِرُهد
وَفاخِر بِهِم في آلِ سَعدٍ فَإِنَّهُم
مَواليكَ أَو كاثِر بِهِم مَن تُكاثِرُه

فَإِنَّ الصَفا العادِيَّ لَن تَستَطيعَهُ
فَأَقصِر وَلَم يَلحَق مِنَ الشَرِّ آخِرُه

أَتَحصُرُ قَوماً أَن يَجودوا بِمالِهِم
فَهَلّا قَتيلَ الهُرمُزانِ تُحاصِرُه

فَلا المالُ إِن جادوا بِهِ أَنتَ مانِعٌ
وَلا العِزُّ مِن بُنيانِهِم أَنتَ عاقِرُه

وَلا هادِمٌ بُنيانَ مَن شُرِّفَت لَهُ
قُرَيعُ بنُ عَوفٍ خَلفُهُ وَأَكابِرُه

أَلَم أَكُ مِسكيناً إِلى اللَهِ مُسلِماً
عَلى رَأسِهِ أَن يَظلِمَ الناسَ زاجِرُه

فَإِن تَكُ ذا عِزٍّ حَديثٍ فَإِنَّهُم
ذَوُو إِرثِ مَجدٍ لَم تَخُنهُم زَوافِرُه

وَإِن تَكُ ذا شاءٍ كَثيرٍ فَإِنَّهُم
ذَوُو جامِلٍ لا يَهدَأُ اللَيلَ سامِرُه

وَإِن تَكُ ذا قَرمٍ أَزَبَّ فَإِنَّهُم
يُلاقى لَهُم قَرمٌ هِجانٌ أَباعِرُه

لَهُم سَورَةٌ في المَجدِ لَو تَرتَدي بِها
بَراطيلُ جَوّابٍ نَبَت وَمَناقِرُه

قَرَوا جارَكَ العَيمانَ لَمّا تَرَكتَهُ
وَقَلَّصَ عَن بَردِ الشَرابِ مَشافِرُه

سَناماً وَمَحضاً أَنبَتا اللَحمَ فَاِكتَسَت
عِظامُ اِمرِئٍ ما كانَ يَشبَعُ طائِرُه

هُمُ لاحَموني بَعدَ جَهدٍ وَفاقَةٍ
كَما لاحَمَ العَظمَ الكَسيرَ جَبائِرُه


الحطيئه

الحمدان
08-05-2024, 04:14 PM
طافَت أُمامَةُ بِالرُكبانِ آوِنَةً
يا حُسنَهُ مِن قَوامٍ ما وَمُنتَقَبا

إِذ تَستَبيكَ بِمَصقولٍ عَوارِضُهُ
حُمشِ اللِثاتِ تَرى في غَربِهِ شَنَبا

قَد أَخلَقَت عَهدَها مِن بَعدِ جِدَّتِهِ
وَكَذَّبَت حُبَّ مَلهوفٍ وَما كَذَبا

وَبَلدَةٍ جُبتُها وَحدي بِيَعمَلَةٍ
إِذا السَرابُ عَلى صَحرائِها اِضطَرَبا

بِحَيثُ يَنسى زِمامَ العَنسِ راكِبُها
وَيُصبِحُ المَرءُ فيها ناعِساً وَصِبا

مُستَهلِكِ الوِردِ كَالأُسدِيِّ قَد جَعَلَت
أَيدي المَطِيِّ بِهِ عادِيَّةً رُغُبا

يَجتازُ أَجوازَ قَفرٍ مِن جَوانِبِهِ
تَأوي إِلَيهِ وَتَلقى دونَهُ عَتَبا

إِذا مَخارِمُ أَحياءٌ عَرَضنَ لَهُ
لَم يَنبُ عَنها وَخافَ الجَورَ فَاِعتَتَبا

وَالذِئبُ يَطرُقُنا في كُلِّ مَنزِلَةٍ
عَدوَ القَرينَينِ في آثارِنا خَبَبا

قالَت أُمامَةُ لا تَجزَع فَقُلتُ لَها
إِنَّ العَزاءَ وَإِنَّ الصَبرَ قَد غُلِبا

إِنَّ اِمرَأً رَهطُهُ بِالشامِ مَنزِلُهُ
بِرَملِ يَبرينَ جاراً شَدَّ ما اِغتَرَبا

هَلّا اِلتَمَستِ لَنا إِن كُنتِ صادِقَةً
مالاً فَيُسكِنُنا بِالخُرجِ أَو نَشَبا

حَتّى يُجازِيَ أَقواماً بِسَعيِهِمِ
مِن آلِ لَأيٍ وَكانوا سادَةً نُجُبا

لَم يَعدَموا رائِحاً مِن إِرثِ مَجدِهِمِ
وَلَن يَبيتَ سِواهُم حِلمُهُم عَزَبا

لا بُدَّ في الجِدِّ أَن تَلقى حَفيظَتَهُم
يَومَ اللِقاءِ وَعيصاً دونَهُم أَشِبا

رَدّوا عَلى جارِ مَولاهُم بِمَهلِكَةٍ
لَولا الإِلَهُ وَلَولا عَطفُهُم عَطَبا

فَوَفَّروا مالَهُ مِن فَضلِ مالِهِمُ
لَولا الإِلَهُ وَلَولا سَعيُهُم ذَهَبا

لَن يَترُكوا جارَ مَولاهُم بِمَتلَفَةٍ
غَبراءَ ثُمَّتَ يَطوُوا دونَهُ السَبَبا

سيري أُمامَ فَإِنَّ الأَكثَرينَ حَصىً
وَالأَكرَمينَ إِذا ما يُنسَبونَ أَبا

قَومٌ يَبيتُ قَريرَ العَينِ جارُهُمُ
إِذا لَوى بِقُوى أَطنابِهِم طُنُبا

قَومٌ إِذا عَقَدوا عَقداً لِجارِهِمِ
شَدّوا العِناجَ وَشَدّوا فَوقَهُ الكَرَبا

قَومٌ هُمُ الأَنفُ وَالأَذنابُ غَيرُهُمُ
وَمَن يُسَوّي بِأَنفِ الناقَةِ الذَنَبا

أَبلِغ سَراةَ بَني سَعدٍ مُغَلغَلَةً
جَهدَ الرِسالَةِ لا أَلتاً وَلا كَذِبا

ما كانَ ذَنبُ بَغيضٍ لا أَبا لَكُمُ
في بائِسٍ جاءَ يَحدو أَينُقاً شُسُبا

حَطَّت بِهِ مِن بِلادِ الطورِ عادِيَةٌ
حَصّاءُ لَم تَتَّرِك دونَ العَصا شَذَبا

ما كانَ ذَنبِيَ في جارٍ جَعَلتُ لَهُ
عَيشاً وَقَد كانَ ذاقَ المَوتَ أَو كَرَبا

جارٍ أَنِفتُ لِعَوفٍ أَن تُسَبَّ بِهِ
أَلقاهُ قَومٌ دُناةٌ ضَيَّعوا الحَسَبا

أَخرَجتَ جارَهُمُ مِن قَعرِ مُظلِمَةٍ
لَو لَم تُغِثهُ ثَوى في قَعرِها حِقَبا


الحطيئه
المخضرمون

الحمدان
08-05-2024, 04:37 PM
ومَن يَكُ مثلي يَلقَهُ المَوتُ خالياً
منَ المالِ والأهلين في رَأسِ فَدفَدِ

أَلا لَيتَ شِعري أَيّ دَخلٍ يُصيبُني
وإنَّ ذنوبي تَلقَني وهو مَوعِدي

سَعَيتُ لعبدِ اللَّهِ بَعضَ حَشاشَتي
وَنِلتُ حِزاماً مُهدياً بِمُهَنَّدي

وَإنِّي لَذو أَنفٍ حَمِيٍّ مُرَقَّعٍ
وَإنَّ لَثَأري حيثُ كنتُ بِمَرصَدِ

وقالوا أَخوكُم جَهرَةً وابنُ عَمِّكُم
ألا فَاجعَلوني مَثلاً بَعد أبعَدِ

أَنا ابنُ الأُلى شدُّوا وَراءَ أَكُفِّهِم
وَلَستُ بِفَقعِ القاعِ من بَين قُردُدِ

أَضَعتُم أَبي قتلاً فَكُنتُم بِثَأرِهِ
عَلى قَومِكُم يا آلَ عَمرِو بن مَرثَدِ

فَها أَنَذا كَاللَّيثِ يَحمي عَرينَه
وَإن كُنتُ عانٍ في وِثاقي مُصَفَّدِ

فَإِن تَقطَعوا كَفِّي أَلا رُبَّ ضَربَةٍ
ضَرَبتُ وَقَلبي ثابِتٌ غير مُرعِدِ

أَضَعتُم أَبي إذ مالَ شِقُّ وِسادِه
عَلى جَنَفٍ قد ضاعَ مَن لَم يُوَسَّدِ

فَإِن تَطعَنوا الشَّيخَ الذي لم تُفَوِّقوا
مَنِيَّتَهُ وَغِبتُ إِذ لَم أُشَهَّدِ

فَطَعنَةُ خِلس مِنكُمُ قَد تَركتُها
تَمجُّ عَلى أَقطارِها سُمَّ أَسودِ

فَإِن تَقتُلوني تَقتُلوا غَيرَ ناكِصٍ
ولا يرم هام عَلَى الحيرِ مُلهَدِ

أَلا فَاقتُلوني إِنَّني غَيرُ رَاجِعٍ
إِلَيكُم وَلا أُعطي عَلَى الذُّلِّ مِقوَدي


الشنفره

الحمدان
08-05-2024, 04:37 PM
وَمُستَبسِلٍ ضافي القَميصِ ضَمَمتُهُ
بِأَزرَقَ لا نِكسٍ وَلا مُتَعَوَجِ

عَليهِ نَسارِيٌّ عَلى خوطِ نَبعَةٍ
وَفوقٍ كَعُرقوبِ القَطاةِ مُدَحرَجِ

وَقارَبتُ مِن كَفَّيَّ ثُمَّ نَزَعتُها
بِنَزعٍ إِذا ما اِستُكرِهَ النَزعُ مُحلِجِ

فَصاحَت بِكَفَّيَّ صَيحَةً ثُمَّ راجَعَت
أَنينَ المَريضِ ذي الجِراحِ المُشَجَّجِ


الشنفره

الحمدان
08-05-2024, 04:38 PM
أَلا أَمُّ عَمرو أَجمَعَت فَاِستَقَلَّتِ
وَما وَدَّعَت جيرانَها إِذ تَوَلَّتِ

وَقَد سَبَقَتنا أُمُّ عَمرو بِأَمرِها
وَكَانَت بِأَعناقِ المَطِيَّ أَظَلَّتِ

بِعَينَيَّ ما أَمسَت فَباتَت فَأَصبحَتَ
فَقَضَّت أُموراً فَاِستَقَلَّت فَوَلَّتِ

فَوَا كَبِدا عَلى أُمَيمَةَ بَعدَما
طَمِعتُ فَهَبها نِعمَةَ العَيشِ زَلَّتِ

فَيا جارَتي وَأَنتِ غَيرُ مُليمَةٍ
إِذ ذُكِرتُ وَلا بِذاتِ تَقَلَّتِ

لَقَد أَعجَبَتني لا سَقوطاً قِناعُها
إِذا ما مَشَت وَلا بِذاتِ تَلَفُّتِ

تَبيتُ بُعَيدَ النَومِ تُهدي غَبوقَها
لِجارَتِها إِذا الهَدِيَّةُ قَلَّتِ

تَحُلُّ بِمَنجاةٍ مِنَ اللَومِ بَيتَها
إِذا ما بُيوتٌ بِالمَذَمَّةِ حُلَّتِ

كَأَنَّ لَها في الأَرضِ نِسياً تَقُصُّهُ
عَلى أَمَّها وَإِن تُكَلَّمكَ تَبلَتِ

أُمَيمَةُ لا يُخزى نَثاها حَليلَها
إِذا ذُكَرِ النِسوانُ عَفَّت وَجَلَّتِ

إِذا هُوَ أَمسى آبَ قُرَّةَ عَينِهِ
مَآبَ السَعيدِ لَم يَسَل أَينَ ظَلَّتِ

فَدَقَّت وَجَلَّت وَاِسبَكَرَّت وَأُكمِلَت
فَلَو جُنَّ إِنسانٌ مِنَ الحُسنِ جُنَّتِ

فَبِتنا كَأَنَّ البَيتَ حُجَّرَ فَوقَنا
بِرَيحانَةٍ ريحَت عِشاءً وَطَلَّتِ

بِرَيحانَةٍ مِن بَطنِ حَليَةَ نَوَّرَت
لَها أَرَجٌ ما حَولَها غَيرُ مُسنِتِ

وَباضِعَةٍ حُمرِ القِسِيَّ بَعَثتُها
وَمَن يَغزُ يَغنَم مَرَّةً وَيُشَمَّتِ

خَرَجنا مِنَ الوادي الَّذي بَينَ مِشعَلٍ
وَبَينَ الجَبا هَيهاتَ أَنشَأتُ سُرَبتي

أُمَشّي عَلى الأَرضِ الَّتي لَن تَضُرَّني
لِأَنكِيَ قَوماً أَو أُصادِفَ حُمَّتي

أُمَشّي عَلى أَينِ الغَزاةِ وَبُعدَها
يُقَرَّبُني مِنها رَواحي وَغُدوَتي

وَأُمَّ عِيالٍ قَد شَهِدتُ تَقوتُهُم
إِذا أَطعَمَتهُم أَوتَحَت وَأَقَلَّتِ

تَخافُ عَلَينا العَيلَ إِن هِيَ أَكثَرَت
وَنَحنُ جِياعٌ أَيَّ آلٍ تَأَلَّتِ

وَما إِن بِها ضِنُّ بِما في وِعائِها
وَلَكِنَّها مِن خيفَةِ الجوعِ أَبقَتِ

مُصَعِلكَةٌ لا يَقصُرُ السِترُ دونَها
وَلا تُرتَجى لِلبَيتِ إِن لَم تُبَيَّتِ

لَها وَفضَةٌ مِنها ثَلاثونَ سَيحَفاً
إِذا آنَسَت أولى العَدِيَّ اقشَعَرَّتِ

وَتَأتي العَدِيَّ بارِزاً نِصفُ ساقِها
تَجولُ كَعَيرِ العانَةِ المُتَلَفَّتِ

إِذا فَزِعوا طارَت بِأَبيَضَ صارِمٍ
وَرامَت بِما في جَفرِها ثُمَّ سَلَّتِ

حُسامٌ كَلَونِ المِلح صافٍ حَديدُهُ
جُرازٍ كَأَقطاع الغَدير المُنَعَّتِ

تَراها أمامَ الحَيِّ حينَ تَشايَحوا
لدى مَنكِبَيها كُلُّ أبيَضَ مُصلِتِ

تَراها كَأَذنابِ الحَسيلِ صَوادِراً
وَقَد نَهِلَت مِنَ الدِماءِ وَعَلَّتِ

قَتَلنا قَتيلاً مُهدِياً بِمُلَبَّدٍ
جِمارَ مِنًى وَسطَ الحَجيج المُصَوَّتِ

فَإِن تُقبِلوا تُقبِل بِمَن نيلَ مِنهُمُ
وَإِن تُدبِروا فَأُمُّ مَن نيلَ فَيأتِ

جَزَينا سَلامانَ بنَ مُفرِجَ قَرضَها
بِما قَدَّمَت أَيديهِمُ وَأَزَلَّتِ

وَهُنَّئَ بي قَومٌ وَما إِن هَنَأتُهُم
وَأَصبَحتُ في قَومٍ وَلَيسوا بِمُنيَتي

شَفَينا بِعَبدِ اللَهِ بَعضَ غَليلِنا
وَعَوفٍ لَدى المَعدى أَوانَ اِستَهَلَّتِ

إِذا ما أَتَتني مِيتَتي لَم أُبالِها
وَلَم تُذرِ خالاتي الدُموعَ وَعَمَّتي

وَلَو لَم أَرِم في أَهلِ بَيتي قاعِداً
إِذَن جاءَني بَينَ العَمودَين حُمَّتي

أَلا لا تَعُدني إِن تَشَكَّيتُ خُلَّتي
شَفاني بِأَعلى ذي البُرَيقَين غَدَوتي

وَإنّي لَحُلوٌ إِن أُرِيَدت حَلاوَتي
وَمُرٌّ إِذا نَفسُ العَزوفِ استَمَرَّتِ

أَبيٌّ لِما آبي سَريعٌ مَباءَتي
إِلى كُلَّ نَفسٍ تَنتَحي في مَسَرَّتي


الشنفره

الحمدان
08-05-2024, 04:39 PM
أَنا السّمع الأَزَلُّ فلا أُبالي
ولو صَعُبَت شَناخيبُ العِقابِ

وَلا ظَمَأٌ يُؤخِّرُني وحَرٌّ
ولا خَمصٌ يُقَصِّرُ من طِلابِ


الشنفره

الحمدان
08-05-2024, 04:39 PM
دَعيني وَقولي بَعدُ ما شِئتِ إِنَّني
سَيُغدَى بِنَعشي مَرَّةً فَأُغَيَّبُ

خَرَجنا فَلَم نَعَهد وَقَلَّت وَصاتُنا
ثَمانِيَة ما بَعَدها مُتَعَتَّبُ

سَراحينُ فِتيانٍ كَأَنَّ وُجوهَهُم
مَصابيحُ أَو لَونٌ مِنَ الماءِ مُذهَبُ

نَمُرُّ بِرَهوِ الماءِ صَفحاً وَقَد طَوَت
ثَمائِلُنا وَالزادُ ظَنٌّ مُغَيَّبُ

ثَلاثاً عَلى الأَقدامِ حَتّى سَما بِنا
عَلى العَوصِ شَعشاعً مِنَ القَومِ مِحرَبُ

فَثاروا إِلَينا في السَوادِ فَهَجهَجوا
وَصَوَّتَ فينا بِالصَباحِ المُثَوَّبُ

فَشَنَّ عَلَيهِم هَزَّةَ السَيف ثابِتٌ
وَصَمَّمَ فيهِم بِالحُسام المُسَيَّبُ

وَظِلتُ بِفِتيانٍ مَعي أَتَّقيهُمُ
بِهِنَّ قَلِيلاً ساعَةً ثُمَّ خُيَّبوا

وَقَد خَرَّ مِنهُم رَاجِلانِ وَفارِسٌ
كَمِيٌّ صَرَعناهُ وَخومٌ مُسَلَّبُ

يَشُنُّ إِلَيهِ كُلُّ ريعٍ وَقَلعَةٍ
ثَمانِيَةً وَالقَومُ رِجلٌ وَمِقنَبُ

فَلَمّا رَآنا قَومُنا قيلَ أَفلِحوا
فَقُلنا اِسأَلوا عَن قائِلٍ لا يُكَذَّبُ


الشنفره الأزدي
العصر الجاهلي

الحمدان
08-05-2024, 05:29 PM
ومافي الأرضِ أشْقَىْ من مُحِبٍّ
وإِن وجدَ الهوى حلوَ المذاَقِ

تراهُ باكياً في كلِّ وقتٍ
مخافةَ فرقةٍ أو لاشتياقِ

فيبكي إِن نَأوا شوقاً إِليهم
ويبكي لإِن دَنَوا خوفَ الفراقِ

فتسخُنُ عينهُهُ عندَ التنائيْ
وتسخنُ عينُه عند التلاقي


......

الحمدان
08-05-2024, 05:30 PM
إذا الخِلّ لَمْ يَهْجُرْكَ إلاّ مَلالَة
فليسَ لهُ إلا الفراقَ عتابُ

إذَا لَمْ أجِدْ مِنْ خُلّة ما أُرِيدُهُ
فعندي لأخرى عزمةٌ وركابُ

وَلَيْسَ فرَاقٌ ما استَطَعتُ، فإن
يكُن فراقٌ على حالٍ فليسَ إيابُ


......

الحمدان
08-05-2024, 05:30 PM
أَلا إِن قلبي من فراق أحبتي
وإن كنت لا أبدي الصبابة جازع

ودمعي بين الحزن والصبر فاضحي
واستري عن العُذّال عاصٍ وطائع


......

الحمدان
08-05-2024, 05:31 PM
بلادي هواها في لساني وفي دمي
يُمجّدُها قلبي ويدعو لها فمي

ولا خيرَ فيمن لا يحبُّ بلادَهُ
ولا في حليفِ الحب إن لم يتيم

ومن تؤوِهِ دارٌ فيجحدُ فضلها
يكن حيواناً فوقه كل أعجمِ

ألم ترَ أنَّ الطيرَ إن جاءَ عشهُ
فآواهُ في أكنافِهِ يترنم

وليسَ من الأوطانِ من لم يكن لها
فداء وإن أمسى إليهنَّ ينتمي

على أنها للناس كالشمس لم تزلْ
تضيءُ لهم طراً وكم فيهمُ عمي

ومن يظلمِ الأوطان أو ينسَ حقها
تجبه فنون الحادثات بأظلم

ولا خيرَ فيمنْ إن أحبَّ دياره
أقام ليبكي فوقَ ربعٍ مهدم

وقد طويتْ تلك الليالي بأهلها
فمن جهلَ الأيامَ فليتعلم

وما يرفع الأوطانَ إلا رجالها
وهل يترقى الناسُ إلا بسُلَّمِ

ومن يكُ ذا فضلٍ فيبخل بفضلهِ
على قومهِ يستغنَ عنه ويذمم

ومن يتقلبْ في النعيم شقيْ بهِ
إذا كان من آخاهُ غيرُ منعم


......

الحمدان
08-05-2024, 05:31 PM
ومن لم تكنْ أوطانهُ مفخراًُ لهُ
فليس له في موطنِ المجدِ مفخرُ

ومن لم يبنْ في قومهِ ناصحاً لهم
فما هو إِلا خائنٌ يتسترُ

ومن كانَ في أوطانهِ حامياً لها
فذكراهُ مسكٌ في الأنامِ وعنبرُ

ومن لم يكنْ من دونِ أوطانهِ حمى
فذاك جبانٌ بل أَخَسُّ وأحقرُ


......

الحمدان
08-05-2024, 05:32 PM
ولي وطنٌ آليتُ ألا أبيعَهُ
وألا أرى غيري له الدهرَ مالكا

عهدتُ به شرخَ الشبابِ ونعمةً
كنعمةِ قومٍ أصبحُوا في ظلالِكا

وحبَّبَ أوطانَ الرجالِ إِليهمُ
مآربُ قضاها الشبابُ هنالكا

إِذا ذَكَروا أوطانهم ذكرَّتهمُ
عهودَ الصِّبا فيها فَحنُّوا لذاكا

فقد ألفتهٌ النفسُ حتى كأنهُ
لها جسدٌ إِن بان غودرَ هالكا

موطنُ الإِنسانِ أمٌ فإِذا
عقَّهُ الإِنسانُ يوماً عقَّ أمَّه


......

الحمدان
08-05-2024, 05:33 PM
كتابُ حياةِ البائسينَ فصولُ
تليها حَواشٍ للأسى وذيولُ

وما العمرُ إِلا دمعةٌ وابتسامةٌ
وما زادَ عن هذي وتلكَ فضولُ

ولولا يدُ الإِنسانِ ما كان للأسى
إِلى شاعرِ الطيرِ البريءِ وُصُولُ


......

الحمدان
08-05-2024, 05:33 PM
ولا حزنٌ يدوم ولا سرورٌ
ولا بؤسٌ عليك ولا رخاء

إذا ما كنت ذا قلب قنوع
فأنت ومالك الدنيا سواء


......

الحمدان
08-05-2024, 05:34 PM
أرى الحزن لا يجدي على من فقدته
ولو كان في حزني مزيد لزدته

تغيّرت الأحوال بعدك كلها
فلست أرى الدنيا على ما عهدته

عقدتُ بك الأيمان بالنّجح واثقاً
فحلّت يد الأقدار ما قد عقدته

وكان اعتقادي أنك الدهر مسعدي
فخانتني الأيام فيما اعتقدته

أردت لك العمر الطويل فلم يكن
سوى ما أراد الله لا ما أردته

فيا وحشة من مؤنس قد عدمته
ويا وحدة من صاحب قد فقدته

وداع دعاني باسمه ذاكراً له
فأطربني ذكر اسمه فاستعدته

فقدت أحبّ الناس عندي وخيرهم
فمن لائمي فيه إذا ما نشدته


......

الحمدان
08-05-2024, 09:06 PM
‏قال حسان بن ثابت في رثاء النبي
صل الله عليه وسلم


نبِّ المساكين أنّ الخير فارقهم
مع النَّبيّ تولّى عنهم سحرا

كان الضياء وكان النور نتبعه
بعد الإله وكان السمع والبصرا

فليتنا يوم وارَوه بملحده
وغيَّبوه وألقَوا فوقه المدرا

لم يترك الله منا بعده أحدًا
ولم يعِش بعـده أُنثـى ولا ذكـرا

الحمدان
08-05-2024, 09:08 PM
‏أتيـتُ نحـوكَ لـمّا الدّهر أتعبَني
فما لبثتُ وزادت بي جِراحاتي

وإنّي أتيتُك بأشتاتي لتجمعـها
مالي أراكَ قد شتّتَ أشـتاتـي

......

الحمدان
08-05-2024, 09:10 PM
وَقَـد زَعَموا أَنَّ الـمُحِبَّ إِذا دَنــا
يَمَلُّ، وَأَنَّ النَأيَ يَشفي مِنَ الوَجدِ

بِـكُـلٍّ تَداوَينا فَـلَـم يُشـفَ ما بِنا
عَلى أَنَّ قُربَ الدارِ خَيرٌ مِنَ البُعدِ

......

الحمدان
08-06-2024, 04:51 PM
ما يُحسِنُ المَرءُ غَيرَ الغِشِّ وَالحَسَدِ
وَما أَخوكَ سِوى الضُرغامَةِ الأَسَدِ

لا خَيرَ في الناسِ إِن أَلقوا سِيادَتَهُم
إِلَيكَ طَوعاً فَخالِفهُم وَلا تَسُدِ

فَلَيسَ يَرضَونَ عَن والٍ وَلا مَلِكٍ
وَلَو أَتَوا بِالأَماني في قُوى مَسَدِ

جَاوُوا الفَخارَ بِأَموالٍ لَهُم نُفُقٍ
وَلَم يَجيئوا بِأَخلاقٍ لَهُم كُسُدِ

وَإِن تَكُن هَذِهِ الأَرواحُ خالِصَةً
فَهُنَّ يَفسُدنَ في أَرواحِنا الفُسُدِ

وَقَد رَأَينا كَثيراً بَينَنا جَسَدا
بِغَيرِ رَوحٍ فَهَل رَوحٌ بِلا جَسَدِ

تَطَهَّرَت بِنَبيذِ التَمرِ طائِفَةٌ
وَقَد أَجازوا طُهوراً بِالدَمِ الجَسَدِ

فَالحَمدُ لِلَّهِ ما نَفسي بِساميَّةٍ
وَلا بَناني عَلى أَيدي العُفاةِ سَدِ


ابو علاء المعري

الحمدان
08-06-2024, 04:51 PM
إِن كانَ قَلبُكَ فيهِ خَوفُ بارِئِهِ
فَلا تُجاوِز حِذارَ اللَهِ بِالحَسَدِ

هُما نَقيضانِ لا يَستَجمِعانِ بِهِ
وَالظَبيُ غَيرُ مُقيمٌ في ذَرا الأَسَدِ

وَالرَوحُ في حُبِّ دُنياها مُعَذَّبَةٌ
حَتّى يُقالُ لَها بِيني عَنِ الجَسَدِ

ما لا تُطيقُ هَلاكٌ حينَ تَحمِلُهُ
وَالدَرُّ يَهلِكُ دونَ النَظمِ في المَسَدِ


ابو علاء المعري

الحمدان
08-06-2024, 04:52 PM
لا بُدَّ لِلروحِ أَن تَنأى عَنِ الجَسَدِ
فَلا تُخَيِّم عَلى الأَضغانِ وَالحَسَدِ

وَاِجعَل لِعَزمَتِكَ الظَلماءَ ناجِيَةً
نُجومُها كَعُلوبِ النِسعِ وَالمَسَدِ

فَهَل تُحاذِر مِن طَعنِ السِماكِ رَداً
أَم بِالهِلالِ تُوَقّى مَخلِبَ الأَسَدِ

مَن لا يُسئِد وَيَسنِد في حَنادِسِهِ
وَيُسدِ خَيراً إِلى العافينَ لا يَسُدِ

حَملُ المَدَجَّجِ تَركاً فَوقَ هامَتِهِ
أَشَفُّ لِلرَأسِ مِن وَضعٍ عَلى الوُسُدِ

وَضَربَةُ القِرنِ في الهَيجاءِ مُنتَصِراً
أَولى بِهِ مِن خِصامِ الجيرَةِ الفُسُدِ

وَمُغرَمٌ بِالمَخازي طّالِبٌ صَلَةً
مُغَرّى بِتَنفيقِ أَشعارٍ لَهُ كُسُدِ


ابو علاء المعري

الحمدان
08-06-2024, 04:53 PM
إِذا كُنتَ مِن فَرطِ السِفاهِ مُعَطِّلاً
فَيا جاحِدُ اِشهَد أَنَّني غَيرُ جاحِدِ

أَخافُ مِنَ اللَهِ العُقوبَةَ آجِلاً
وَأَزعُمُ أَنَّ الأَمرَ في يَدِ واحِدِ

فَإِنّي رَأَيتُ المُلحِدينَ تَعودُهُم
نَدامَتُهُم عِندَ الأَكُفِّ اللَواحِدِ


ابو علاء المعري

الحمدان
08-06-2024, 04:53 PM
خُطوبٌ تَأَلَّت لا يَزالُ مُعَذَّباً
أَخوها وَحَلَّت كُلَّ كَفٍّ وَساعِدِ

وَما فَوقَ هَذي الأَرضِ إِلّا مُؤَهَّلٌ
لِهَمٍّ فَقارِب في الظُنونِ وَباعِدِ

إِذا جَلَّ خَطبٌ ساعَدَ المَرءَ ضِدَّهُ
وَلا خَيرَ في الإِخوانِ إِن لَم تُساعِدِ

وَقَد يَهجُرُ الحَتفُ القِيامَ إِلى الوَغى
وَيَطرُقُ أَبياتَ النِساءِ القَواعِدِ

فَإِن رُمتَ جوداً فَلِيَجِئ مِنكَ مُطلَقاً
وَأَكرِمهُ عَن تَقيُّدِهِ بِالمَواعِدِ

فَأَهنَأُ غَيمٍ جادَ في الأَرضِ نائِلاً
غَمامٌ سَقاها في صَموتِ الرَواعِدِ

وَإِنَّ المَنايا لا يَغِبُّ نُزولُها
فَتَخفِضَ أَربابَ الجُدودِ الصَواعِدِ


ابو علاء المعري

الحمدان
08-06-2024, 04:53 PM
إِذا ما رَأَيتُم عُصبَةً هَجَرِيَّةً
فَمِن رَأيِها لِلناسِ هَجرُ المَساجِدِ

وَلِلدَهرِ سُرٌّ مُرقِدٌ كُلَّ ساهِرٍ
عَلى غِرَّةٍ أَو موقِظٌ كُلَّ هاجِدِ

يَقولونَ تَّأثيرُ القِرانِ مُغَيَّرٌ
مِنَ الدَينِ آثارَ السُراةَ الأَماجِدِ

مَتّى يَنزِلِ الأَمرُ السَماويُّ لا يُفِد
سِوى شَبَحٍ رُمحُ الكَميّ المَناجِدِ

وَإِن لَحِقَ الإِسلامَ خَطبٌ يُغَضُّهُ
فَما وَجَدَت مَثَلاً لَهُ نَفسُ واجِدِ

إِذا عَظَّموا كَيوانَ عَظَّمتُ واحِداً
يَكونُ لَهُ كَيوانُ أَوَّلَ ساجِدِ


ابو علاء المعري

الحمدان
08-06-2024, 04:53 PM
أَعَن واقِدٍ خَبَّرَتني وَاِبنُ جَمرَةٍ
وَآلِ شَهابِ خامِدٌ كُلُّ واقِدِ

وَما الناسُ إِلّا خائِفو اللَهَ وَحدَهُ
إِذا وَقَعَ التُمِيُّ في كَفِّ ناقِدِ

رَقَوا وَرَقَدنا فَاِعتَلوا هُوَيَّنا
وَتِلكَ المَراقي غَيرُ هَذي المَراقِدِ

فِراقُ دُرٍّ أَعطاكَ غَيرَ مُقَصِّرِ
نِظامَ الثُرَيّا أَو فَريدَ الفَراقِدِ

إِذا خَلَجَتني مِن حَياةٍ مَنيَّةٌ
فَلَستُ عَلى الباغي العَدُوِّ بِحاقِدِ

وَأَفرَقُ مِن يَومٍ تُصَمُّ غَواتُهُ
فَتَعولُ إِعوالَ النِساءِ الفَواقِدِ


ابو علاء المعري

الحمدان
08-06-2024, 04:54 PM
لَقَد رَكَزوا الأَرماحَ غَيرَ حَميدَةٍ
فَبُعداً لِخَيلٍ في الوَغى لَم تُطارِدِ

تَداعَوا فَقالوا ناسِكٌ وَاِبنُ ناسِكٍ
وَما هُوَ إِلّا مارِدٌ وَاِبنُ مارِدِ

وَمازالَ عَرّافُ الكَواكِبِ ذاكِراً
إِماماً كَنَجمٍ في الدُجُنَّةِ فارِدِ

وَما يَجمَعُ الأَشتاتَ إِلّا مُهَذَّبٌ
مِنَ القَومِ يُحمى بارِداً فَوقَ بارِدِ

إِذا نالَ ما يَرجوهُ مِن زُحَلَ الَّذي
بَدا شُرَّهُ لَم يَبغِهِ مِن عُطارِدِ

وَإِن يَكُ في الدُنِّيا سَعودٌ فَإِنَّما
تَكونُ قَليلاً كَالشَذوذِ الشَوارِدِ

أَرى كَدراً عَمَّ المَوارِدَ كُلَّها
فَمُت أَو تَجَرَّع مِن خَبيثِ المَوارِدِ


ابو علاء المعري

الحمدان
08-06-2024, 04:54 PM
حَوائِجُ نَفسي كَالغَواني قَصائِرٌ
وَحاجاتُ غَيري كَالنِساءِ الرَدائِد

إِذا أَغضَبَ الخَيلَ الشَكيمُ فَما لَها
عَلَيهِ اِقتِدارٌ غَيرَ أَزمِ الحَدائِدِ

وَما يَسبَحُ الإِنسانُ في لُجِّ غَمرَةٍ
مِنَ العِزِّ إِلّا بَعدَ خَوضِ الشَدائِدِ

وَما كَفَّ عَقلي أَن يُؤَمِّلَ بائِداً
مِنَ الأَمرِ إِنّي بائِدٌ وَاِبنُ بائِدِ

أَحيدُ فَتُشويني السِهامِ وَلَو رَمَت
قِسيُّ حِمامي لَم تَجِدُني بِحائِدِ

لَعَمرُكَ ما شامَ الغَمائِمَ شائِمي
وَلا طَلَبَ الرَوضَ السَحابيَّ رائِدِ

تُذادُ عَنِ الحَوضِ الغَرائِبُ ضِنَّةً
وَحَوضُ الرَدى ما دونَهُ كَفُّ ذائِدِ

وَكَيفَ أُرَجّي مِن زَمانٍ زِيادَةً
وَقَد حَذَفَ الأَصليَّ حَذفَ الزَوائِدِ

أَواكَ ضَنٍ فَاِهرَب مِنَ الأُنسِ طالَما
تَتَبَرَّمَ مُضَناً مِن حَديثِ العَوائِدِ

وَقَد يُخلَفُ الظَنَّ المُعيدُ إِصابَةً
كَما أَعوَنَ الدَجّالُ في آلِ صائِدِ

وَما أَعجَبَتني لِاِبنِ آدَمَ شيمَةٌ
عَلى كُلِّ حالٍ مِن مَسودٍ وَسائِدِ

وَتُسَليكَ عَن نَيلِ الفَوائِدِ ساعَةٌ
ثَنَت وَصفَ حَيٍّ بَعدَها كاسِمِ فائِدِ

وَما يَبلُغُ الأَحياءُ عَزّاً بِكَثرَةٍ
وَهَل لِحَصى المَعزاءِ قَدرُ الفَرائِدِ

لَهُ العَدَدُ الوافي وَلَكِن دَنَت لَهُ
فَما أَخَذَتهُ ناظِماتُ القَلائِدِ

تُقَسَّمُ أَطواقُ المَنايا وَلَم تَزَل
تَبُتُّ سُلوكاً مِن عُقودِ الخَرائِدِ

وَخالَفَ ناسٌ في السَجايا لِيُشهِروا
كَما جُعِلَ التَصريعُ خَتمَ القَصائِدِ


ابو علاء المعري

الحمدان
08-06-2024, 04:54 PM
تَرومُ بِجَهلِكَ لُقيا الكِرامِ
وَلَستُ لِذي كَرَمٍ واجِدا

وَتَحسَبُ أَنَّ التَقِيَّ الَّذي
تُشاهِدُهُ راكِعاً ساجِدا

تَنَبَّه فَأَنتَ عَلى غِرَّةٍ
إِخالُكَ مُستَيقِظاً هاجِدا


ابو علاء المعري

الحمدان
08-06-2024, 04:54 PM
لَقَد غادَرَ العَيشُ هَذا السَوادَ
يُعاني مِنَ الدَهرِ بيضاً وَسودا

وَتَنعَكِسُ الحالُ حَتّى تَرى
ظِباءَ الأَراكِ يُخِفنَ الأُسودا

يُنَفَّقُ فِكري عَلَيَّ التُقى
وَيَأبى لَهُ الطَبعُ إِلّا كَسودا

يَسودُ الفَتى كارِهاً قَومَهُ
وَيَأمُرُهُ اللُبُّ أَن لا يَسودا

فَإِنَّ خُمولَكَ دِرعٌ عَلَيكَ
وُقيتَ بِها عائِباً أَو حَسودا


ابو علاء المعري

الحمدان
08-06-2024, 04:55 PM
كَأنَّما العالَمُ ضَأنٌ غَدَت
لِلرَعيِ وَالمَوتُ أَبو جَعدَه

فَهادِجٌ حامِلُ عُكّازَةٍ
وَفارِسٌ مُعتَقِلٌ صُعدَه

وَآخَرٌ يُدرِكُ مَن قَبلُهُ
وَيَترُكُ الدُنِّيا لِمَن بَعدَه

عَيشٌ كَما تَعهَدُ لا مُخلِفٌ
وَعيدَهُ بَل مُخلِفٌ وَعدَه

هَل يَأمَنُ البِرجيسُ في عِزِّهِ
مِن قَدَرٍ يُعدِمُهُ سَعدَه

كَأَنَّما النَجمُ لِخَوفِ الرَدى
تَأخُذُهُ مِن فَرَقٍ رِعدَه

كَم لِاِبنٍ في الأَرضِ لَم يُدَكَّر
لُبَناهُ مُذ بانَ وَلا دَعدَه

أُحاذِرُ السَيلَ وَمَن لي بِمُن
جاةٍ إِذا أَسمَعَني رَعدَه

وَالوَقتُ لا يَفتَأُ في مَرِّهِ
مُقَرِّباً مِن أَجَلٍ بُعدَه

فَراقِبِ الخالِقَ بِالغَيبِ في
النِيامَةِ وَالقِيامَةِ وَالقَعدَه


ابو علاء المعري

الحمدان
08-06-2024, 04:55 PM
يا صاعِ لَستُ أُريدُ صاعَ مَكيلَةٍ
فَأَضيفَهُ لَكِن أَرَخَّمُ صاعِدا

لا تَدنُوَنَّ مِنَ الشُرورِ وَأَهلِها
فَتَكونَ مِن أَهلِ العُلى مُتَباعِدا

فَالمَرءُ يَقعُدُ بِالمَكارِمِ قائِماً
وَيَقومُ في طَلَبِ المَعالي قاعِدا

خَيرُ المَواهِبِ ما أَتاكَ مُيَسَّراً
غَيرَ المُرازِحِ بِالمِطالِ مَواعِدا

وَالغَيثُ أَهنَأُ ما تَراهُ عَطيَّةً
ما لَم يَحُثُّ بَوارِقاً وَرَواعِدا

خَمسٌ بِراحَتِها تُعانُ وَراحَةٌ
بِأَشاجِعٍ تَدعو لِأَيدٍ ساعِدا

عَونٌ لَهُ عَونٌ إِلى أَن يَبلُغَ
الخَلّاقَ جَلَّ مُظاهِراً وَمُساعِدا


ابو علاء المعري

الحمدان
08-06-2024, 04:55 PM
أُبيدُ عَلى التَناسُبِ كُلَّ يَومٍ
كَأَنّي لَم أُجِب بيداً فَبيدا

وَأَقصاني مِنَ الرُؤَساءِ كَوني
وَكَونُهُمُ لِخالِقِنا عَبيدا

صَلاتي في الظَهائِرِ لا اِصطِلائي
بِهِنَّ أَرومُ زَبداً في زَبيدا

قَضاءُ اللَهِ يُفحِمُني وَشيكاً
وَلَو كُنتُ الحُطَيئَةَ أَو لَبيدا

كَأَنَّ ذَوي التَنَعُّمِ في البَرايا
نَعامٌ راحَ يَلتَقِطُ الهَبيدا


ابو علاء المعري

الحمدان
08-06-2024, 04:55 PM
قَضاءُ اللَهِ يَبتَعِثُ المَنايا
فَيُهلِكنَ الأَساوِدَ وَالأُسودا

فَعيشا مُفضِلَينِ أَوِ اِستَميحا
وَسودا مَعشَراً أَو لا تَسودا

فَما بَهَجَ الصَديقَ الدَهرُ إِلّا
وَكَرَّ فَسَرَّ ذا الضَغنِ الحَسودا

يُسَيِّرُ بيضَهُ وَالسَودَ حَتّى
يُبيدَ بِرَغمِها بيضاً وَسودا


ابو علاء المعري

الحمدان
08-06-2024, 04:56 PM
تَرجو يَهودُ المَسيحَ يَأتي
وَتَأمُلُ الدَهرَ أَن يَهودا

وَكَيفَ تُرعى لَهُم عُهودٌ
مِن بَعدِ ما ضَيّيَعوا العُهودا

وَكُلُّ ما عِندَهُم دَعاوٍ
حَتّى يَقيموا بِهِ الشُهودا

غَدَوا وَأَشياخَهُم لِجَهلٍ
كَوِلدَةٍ أَوطَنوا المُهودا

وَلَيسَ بَيتي عَلى الرَوابي
وَإِنَّما آلَفُ الوهودا


ابو علاء المعري

الحمدان
08-06-2024, 04:56 PM
أَنُحتُ جَهلاً وَقَد ناحَت مُطَوَّقَةٌ
مِنَ الحَمامِ عَلى خَضراءَ مَقلودَه

قامَت على الناعِمِ الأَملودِ هاتِفَةً
وَما تُشاقُ إِلى بَيضاءَ أُملودَه

وَأُمُّ دَفرٍ لَعَمري شَرُّ والِدَةٍ
وَبِنتُها أُمَّ لَيلى شَرُّ مَولودَه

فَاِجلَد أَخاكَ عَلَيها إِن أَلَمَّ بِها
فَإِنَّها أَخَذَت وَاللُبَّ مَجلودَه


ابو علاء المعري

الحمدان
08-06-2024, 04:56 PM
الصَبرُ أَروَحُ مِن حاجٍ تَكَلُّفُهُ
تُرجي لَهُ الخَيلَ وَالمَهرِيَّةَ القودا

وَالهَمُّ لِلحَيِّ إِلفٌ لا يُفارِقُهُ
حَتّى يَعودَ مَعَ الأَمواتِ مَفقودا

تِلكَ النَوابِحُ خالَت بَدرَ لَيلَتِها
قُرصاً وَظَنَّت ثُرَيّا اللَيلِ عُنقودا


ابو علاء المعري

الحمدان
08-06-2024, 04:56 PM
نادى حَشا الأُمِّ بِالطِفلِ الَّذي اِشتَمَلَت
عَلَيهِ وَيحَكَ لا تَظهَر وَمُت كَمَدا

فَإِن خَرَجتَ إِلى الدُنيا لَقيتَ أَذىً
مِنَ الحَوادِثِ بَلحَ القَيظَ وَالجَمَدا

وَما تَخَلَّصُ يَوماً مِن مَكارِهِها
وَأَنتَ لا بُدَّ فيها بالِغٌ أَمَدا

وَرُبَّ مِثلَكَ وافاها عَلى صِغَرٍ
حَتّى أَسَنَّ فَلَم يَحمَد وَلا حَمِدا

لا تَأمَنِ الكَفُّ مِن أَيّامِها شَلَلاً
وَلا النَواظِرُ كَفّاً عَنِّ أَو رَمَدا

فَإِن أَبيتَ قَبولَ النُصحِ مُعتَدِياً
فَاِصنَع جَميلاً وَراعِ الواحِدَ الصَمَدا

فَسَوفَ تَلقى بِها الآمالَ واسِعَةً
إِذا أَجَزتَ مَداً مِنها رَأَيتَ مَدى

وَتَركَبُ اللُجَّ تَبغي أَن تُفيدَ غِناً
وَتَقطَعُ الأَرضَ لا تُلفي بِها ثَمَدا

وَإِن سَعِدَت فَما تَنفَكُّ في تَعَبٍ
وَإِن شَقيتَ فَمَن لِلجِسمِ لَو هَمَدا

ثُمَّ المَنايا فَإِمّا أَن يُقالُ مَضى
ذَميمَ فِعلٍ وَإِمّا كَوكَبٌ خَمَدا

وَالمَرءُ نَصلُ حُسامٍ وَالحَياةُ لَهُ
سَلٌّ وَأَصوَنُ لِلهِندِيِّ أَن غُمِدا

فَلَو تَكَلَّمَ ذاكَ الطِفلُ قالَ لَهُ
إِلَيكَ عَنّي فَما أُنشِئتُ مُعتَمِدا

فَكَيفَ أَحمِلُ عَتباً إِن جَرى قَدَرٌ
عَلَيَّ أَدرَكَ ذا جِدٍّ وَمَن سَمَدا


ابو علاء المعري

الحمدان
08-06-2024, 04:57 PM
حورِفتُ في كُلِّ مَطلوبٍ هَمَمتُ بِهِ
حَتّى زَهِدتُ فَما خُلّيتُ وَالزُهُدا

فَالحَمدُ لِلَّهِ صابي ما يُزايِلُني
وَلَستُ أَصدُقُ إِن سَمَّيتُهُ شُهُدا

وَما أَظُنُّ جِنانَ الخُلدِ يُدرِكُها
إِلّا مَعاشِرُ كانوا في التُقى جُهدا

يَمضي النَهارُ فَما أَنفَكُّ في شُغلٍ
وَلا أَطيقُ إِذا جَنَّ الدُجى سُهُدا

أَمّا المِهادُ فَجَنبي فيهِ مُضطَجِعٌ
وَالدينُ عِقدُ جُنوبٍ تَهجُرُ المُهُدا


ابو علاء المعري

الحمدان
08-06-2024, 04:57 PM
الصَدرُ بَيتٌ إِذا ما السِرُّ زايَلَهُ
فما يَكُنُّ بِبَيتٍ بَعدَهُ أَبَدا

فَاِحفَظ ضَميرَكَ عَن خِلٍّ تُجانِسُهُ
فَكَم خَفِيٍّ شَفاهُ ماكِرٌ فَبَدا

وَلِلحَقودِ عَلاماتٌ يَبِنُّ بِها
كَما رَأَيتَ بِشَدقِ الهادِرِ الزَبَدا

يَستَحسِنُ المَرءُ دُنياهُ فَتُقلَتُه
وَالعَينُ تَستَحسِنُ الهِندِيَّ وَالرُبَدا

فَاِزجُر هَواكَ وَحاذِر أَن تُطاوِعَهُ
فَإِنَّهُ لَغَويٌّ طالَما عُبِدا


ابو علاء المعري

الحمدان
08-06-2024, 04:58 PM
الخَيرُ كَالعَرفَجِ المَمطورِ ضَرَّمَهُ
راعٍ يَإِطُّ وَلَمّا أَن ذَكا خَمَدا

وَالشَرُّ كَالنارِ شُبَّت لَيلَها بِغَضاً
يَأتي عَلى جَمرِها دَهرٌ وَما هَمَدا

أَما تَرى شَجَرَ الإِثمارِ مُتعَبَةً
لَم تُجنِ حَتّى أَذاقَت غارِساً كَمَدا

وَالشاكُ في كُلِّ أَرضٍ حانَ مَنبِتُهُ
بِالطَبعِ لا الغَمَرَ يَستَسقي وَلا الثَمَدا

لا تَشكُرَنَّ الَّذي يُوَلّيكَ عارِفَةً
حَتّى يَكونَ لِما أَولاكَ مُعتَمِدا

وَلا تُشَيمَن حُساماً كَي تَريقَ دَماً
كَفاكَ سَيفٌ لِهَذا الدَهرِ ما غُمِدا

وَشاعَ في الناسِ قَولٌ لَستُ أَعهَدُهُ
وَذاكَ أَنَّ رِجالاً ذامَتِ الصَمِدا

أَيُحمَدُ المَرءُ لَم يَهمُم بِمَكرُمَةٍ
يَوماً وَيُترَكُ مَولى العُرفِ ما حُمِدا


ابو علاء المعري

الحمدان
08-06-2024, 04:58 PM
أَرى حَيوانَ الأَرضِ غَيرَ أَنيسِها
إِذا اِقتاتَ لَم يَفرَح بِظُلمٍ وَلا جَدا

أَتَعلَمُ أُسدُ الغيلِ بَعدَ اِفتِراسِها
تُحاوِلُ دُرّاً أَو تُحاوِلُ عَسجَدا

وَما اِتَّخَذَ الأَبرادَ سِرحانُ قَفرَةٍ
وَلا شَبَّ ناراً أَينَ غارَ وَأَنجَدا

وَأَضعَفُ مَن تَلقاهُ مِن آلِ آدَمٍ
إِذا ما شَتا يَبغي وَقوداً وَبُرجُدا

وَأُنصِفُهُم ما هابَتِ الوَحشُ سُبَّةً
وَلا وَقَعَت مِن خَشيَةِ اللَهِ سُجَّدا


ابو علاء المعري

الحمدان
08-06-2024, 04:58 PM
أَلا تَرحَمُ الأَشياخَ لَمّا تَأَوَّدوا
يَقولونَ قَد كُنّا الغَرانِقَةَ المُردا

تَرَدّوا بِخُضرٍ مِن حَديدٍ وَأَقبَلوا
عَلى الخَيلِ تَردي وَهيَ مِن فَوقِها تَردى

وَجاؤوا بِها سَومَ الجَرادِ مُغيرَةً
يَقودونَ لِلمَوتِ المُطَهَّمَةَ الجُردا

تَرى الهِمَّ لا شَيءٌ سِوى الأَكلَ هَمَّهُ
لَهُ جَسَدٌ ما اِسطاعَ حَرّاً وَلا بَردا

يُقِلُّ العَصا مُستَثقِلَ الطِمرِ بَعدَما
عَلا فَرَساً وَاِجتابَ ماذيَّةً سَردا

وَلا تَترُكُ الأَيّامُ مَرداً لِظَبيَّةٍ
مِنَ الأُدمِ تَختارُ الكِباثَ وَلا المَرادا

وَلَم يُلفِ مِنها فارِدُ القُمرِ مَخلَصاً
وَقَد بَلَغَت أَحداثُها القَمَرا الفَردا

وَجَدنا دُرَيداً مِن هَوازِنَ لَم يَجِد
صُروفَ اللَيالي حِنَ تَأكُلُهُ دُردا

رَعَت قَبلُ نِبتاً جَدَّ عَدنانَ وَاِعتَرَت
إِياداً فَأَبلَت مِن قَبائِلِها بُردا

يُخَوَّفُ بِالذِئبِ المُسِنُّ وَقَد مَضى
لَهُ زَمَنٌ لا يَرهَبُ الأَسَدَ الوَردا

نَزَلنا بِدارٍ كَالضُيوفِ وَلَم نُرِد
بَراحاً لَها حَتّى أَجَدَّت لَنا طَردا


ابو علاء المعري

الحمدان
08-06-2024, 04:58 PM
سَلوا مَعشَرَ المَوتى الَّذي جاءَ وافِداً
إِلَيكُم يَخبَر فَهوَ أَقرَبُكُم عَهدا

يُحَدِّثُكُم أَنَّ البِلادَ مُقيمَةٌ
عَلى ما عَهِدتُم ذَلِكَ الهَضبَ وَالوَهدا

وَلَم تَفتاءِ الدُنِّيا تَغُرُّ خَليلِها
وَتُبَدِّلُهُ مِن غَمضِ أَجفانِها سَهَدا

تُريهُ الدُجى في هَيئَةِ النورِ خِدعَةً
وَتُطعِمُهُ صاباً فَيَحسِبُهُ شَهَدا

وَقَد حَمَلَتهُ فَوقَ نَعشٍ وَطالَما
سَرى فَوقَ عَنسٍ أَو عَلا فَرَساً نَهِدا

وَلَم تَتَّرِك مِن حيلَةٍ لِتَغُرُّهُ
وَلم يُبقِ في إِخلاصِهِ حُبُّها جُهدا


ابو علاء المعري

الحمدان
08-06-2024, 04:58 PM
صاحِ ما تَضحَكُ البُروقُ شَماتاً
بِحِمامٍ وَلا تُبَكّي الرُعودُ

يا مَحَلّي عَلَيكَ مِنّي سَلامٌ
سَوفَ أَمضي وَيُنجِزُ المَوعودُ

لَيتَ شَعري عَمَّن يَحُلُّكَ بَعدي
أَقيامٌ لِصالِحٍ أَم قَعودُ

أَيُرَجَّونَ أَن أَعودَ إِلَيهِم
لا تُرَجّوا فَإِنَّني لا أَعودُ

وَلِجِسمي إِلى التُرابِ هُبوطٌ
وَلِرَوحي إِلى الهَواءِ صُعودُ

وَعَلى حالِها تَدومُ اللَيالي
فَنَحوسٌ لِمَعشَرٍ أَو سَعودُ


ابو علاء المعري

الحمدان
08-06-2024, 04:59 PM
مولاكَ مَولاكَ الَّذي ما لَهُ
نِدٌّ وَخابَ الكافِرُ الجاحِدُ

آمِن بِهِ وَالنَفسُ تُرقى وَإِن
لَم يَبقَ إِلّا نَفَسٌ واحِدُ

تَرجُ بِذاكَ العَفوَ مِنهُ إِذا
أَلحَدَت ثُمَّ اِنصَرَفَ اللاحِدُ


ابو علاء المعري

الحمدان
08-06-2024, 04:59 PM
أُقعُد فَما نَفَعَ القِيامُ
وَلا ثَنى خَيراً قُعودُ

غَنَّتكَ دُنياكَ الخلوبُ
وَحُبُّها في الكَفِّ عودُ

أَمّا إِساءَتُها فَقَد
كانَت وَحُسناها رُعودُ

وَالمَرءُ يَهبِطُ هاوِياً
وَالعَيشُ مِن كَلَفٍ صَعودُ

وَالشَخصُ مِثلُ اليَومِ يَم
ضي في الزَمانِ فَلا يَعودُ

أَسعِد بِلا مِنٍّ فَإِنَّ
الجَودَ بِالنُعمى سُعودُ

وَالغَيثُ أَهنَوءُهُ الَّذي
يَهمي وَلَيسَ لَهُ رُعودُ


أبو العلاء المعري

الحمدان
08-06-2024, 04:59 PM
آلَيتُ ما مُثري الزَمانِ وَإِن طَغى
مُثرٍ وَلا مَسعودُهُ مَسعودُ

ما سَرَّ غاوينا الجَهولَ وَإِنَّما
هَتَفَ الحَمامُ بِهِ وَناحَ العودُ

كاساتُهُ المَلأى وَعَزفُ قِيانِهِ
لِلحادِثاتِ بَوارِقٌ وَرُعودُ

هَلِكَت سُعودٌ في القَبائِلِ جَمَّةٌ
وَأَقامَ في جَوِّ السَماءِ سُعودُ

بَدرٌ يُصَوَّرُ ثُمَّ يَمحُقُ نورُهُ
وَيُغَرِّبُ المِرّيخُ ثُمَّ يَعودُ

لا تَحمِلَن ثِقلاً عَلَيَّ فَإِنَّني
وَهناً وَقُدّامَ الرِكابِ صَعودُ

وَالوَعدُ يُرقَبُ وَالنَجاحُ لِمِثلِنا
أَن يَستَمِرَّ بِمَطلِهِ المَوعودُ

وَمِنَ العَجائِبِ ظَنُّ قَومٍ أَنَّهُ
يُثني الفَتى بِالغَيِّ وَهُوَ قَعودُ


أبو العلاء المعري

الحمدان
08-06-2024, 05:00 PM
ما سَرَّني أَنّي إِمامُ زَمانِهِ
تُلقى إِلَيَّ مِنَ الأُمورِ مَقالِدُ

يا حارِ إِنَّ العُمرَ حارٍ فَاِنتَبِه
يا خالِدُ اِتَّقِ لَيسَ يُعرَفُ خالِدُ

فَعَلامَ تَجتَنِبُ الحِمامَ بِجَهلِها
مُهَجٌّ تُطاعِنُ في الوَغى وَتُجالِدُ

يَرجو الأَبُ الطِفلَ الصَغيرَ وَطالَما
هَلَكَ الوَليدُ وَعاشَ فينا الوالِدُ


أبو العلاء المعري

الحمدان
08-06-2024, 05:00 PM
اللَهُ أَكبَرُ ما اِشتَرَيتُ بِضاعَةً
إِلّا وَأَدرَكَ سوقَها الإِكسادُ

بدَنٌ بِلا بَدَنٍ يَعيشُ وَكَم طَوى
جَسَدٌ سَنيهِ وَما عَلَيهِ جِسادُ

أَضحَت تَظُنُّ بِكَ الدِيانَةَ وَالغِنى
وَالعِلمَ فَاِهتاجَت لَكَ الحُسّادُ

وَلَقَد صَفِرتَ مِنَ الثَلاثِ كَأَنَّما
أَدَمٌ حَواكَ مِنَ الخُلوِّ مَسادُ

شَغيلَ السَعادَةَ عَنكَ أَهلُ مَمالِكٍ
رُزِقوا الَّذي حُرِمَ الكِرامُ وَسادوا

رَقَدوا وَلَم تَرقُد وَنالوا ما اِبتَغوا
وَعَجِزتَ عَنهُ وَلِلكَيانِ فَسادُ

وَمِنَ المَعاشِرِ مَن يَظَلُّ كَأَنَّهُ
ضَمِنُ الفُؤادَ يَسادُ حينَ يَسادُ

خَمِدَت خَواطِرُ مِنهُمُ وَتَكاثَفَت
أَرواحُهُم فَكَأَنَّها أَجسادُ

مُهِّدَت لَهُم فُرشٌ وَباتَ لَدَيهُمُ
وُسُدٌ وَبِتَّ وَما لَدَيكَ وِسادُ

مَن يُؤتَ حَظّاً يَبتَهِج وَيَكُن لَهُ
عِزٌّ فَتَرهَبَ ضَأنَه الآسادُ

وَلَو اِدَّعى ظَبيُّ الفَلاةِ وَلائَهُ
لَعَداهُ مِن قُنّاصِهِ الإيسادُ


أبو العلاء المعري