مشاهدة النسخة كاملة : هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
الحمدان
07-28-2024, 11:54 AM
لا تُعوِجا عَلى رُسومِ دِيارٍ
دارِساتٍ بِذي النَقا أَو بُغَيدا
قَد غَنينا بِهِنَّ عَصراً طَويلاً
وَأَصَبنا بِهِنَّ مَلهىً وَصَيدا
يا اِبنَةَ القَومِ لا تُراعي بِرَيبٍ
وَاِسلَمي رَخصَةَ الأَنامِلِ رَودا
لا تَخافي عَلَيَّ صَرفَ اللَيالي
إِنَّ بَيني وَبَينَهُنَّ عُبَيدا
إِنَّ بَيني وَبَينَهُنَّ أَبا عَمروٍ
كَفاني عِزّاً وَكَهفاً وَطَودا
ابو نواس
الحمدان
07-28-2024, 11:54 AM
أَرَبعَ البَلى إِنَّ الخُشوعَ لَبادِ
عَليكَ وَإِنّي لَم أَخُنكَ وِدادي
فَمَعذِرَةً مِنّي إِلَيكَ بِأَن تَرى
رَهينَةَ أَرواحٍ وَصَوبِ غَوادي
وَلا أَدرَأُ الضَرّاءَ عَنكَ بِحيلَةٍ
فَما أَنا مِنها قائِلٌ لِسُعادِ
وَإِن كُنتُ مَهجورَ الفِنا فَبِما رَمَت
يَدُ الدَهرِ عَن قَوسِ المَنونِ فُؤادي
وَإِن كُنتَ قَد بَدَّلتَ بُؤسي بِنِعمَةٍ
فَقَد بُدِّلَت عَيني قَذىً بِرُقادي
سَأَرحَلُ مِن قودِ المَهاري شِمِلَّةً
مُسَخَّرَةً ما تُستَحَثُّ بِحادي
مِنَ الريحِ ماقامَت وَإِن هِيَ أَعصَفَت
نُهوزٌ بِرَأسٍ كَالعَلاةِ وَهادي
فَكَم حَطَّمَت مِن جَندَلٍ بِمَفازَةٍ
وَخاضَت كَتَيّارِ الفُراتِ بِوادِ
وَما ذاكَ في جَنبِ الأَميرِ وَزَورِهِ
لِيَعدِلَ مِن عَنسي مَدَبَّ قُرادِ
رَأَيتُ لِفَضلٍ في السَماحَةِ هِمَّةً
أَطالَت لَعَمري غَيظَ كُلَّ جَوادِ
فَتىً لا تَلوكُ الخَمرُ شَحمَةَ مالِهِ
وَلَكِن أَيادٍ عُوَّدٌ وَبَوادِ
تَرى الناسَ أَفواجاً إِلى بابِ دارِهِ
كَأَنَّهُمُ رَجلاً دَباً وَجَرادِ
فَيومٌ لِإِلحاقِ اَلفَقيرِ بِذي الغِنى
وَيومُ رِقابٍ بوكِرَت لِحَصادِ
أَظَلَّت عَطاياهُ نِزاراً وَأَشرَفَت
عَلى حِميَرٍ في دارِها وَمُرادِ
وَكُنّا إِذا ما الحائِنُ الجَدِّ غَرَّهُ
سَنى بَرقِ غاوٍ أَو ضَجيجُ رِعادِ
تَرَدّى لَهُ الفَضلُ اِبنَ يَحيى اِبنِ خالِدٍ
بِماضي الظُبى يَزهاهُ طولُ نِجادِ
أَمامَ خَميسٍ أُرجُوانٍ كَأَنَّهُ
قَميصٌ مَحوكٌ مِن قَناً وَجِيادِ
فَما هُوَ إِلّا الدَهرُ يَأتي بِصَرفِهِ
عَلى كُلِّ مَن يَشقى بِهِ وَيُعادي
سَلامٌ عَلى الدُنيا إِذا مافُقِدتُمُ
بَني بَرمَكٍ مِن رائِحينَ وَغادِ
بِفَضلِ بنِ يَحيى أَشرَقَت سُبُلُ الهُدى
وَأَمَّنَ رَبّي خَوفَ كُلِّ بِلادِ
فَدونَكَها يا فَضلُ مِنّي كَريمَةً
ثَنَت لَكَ عَطفاً بَعدَ عِزِّ قِيادِ
خَليلِيَّةٌ في وَزنِها قُطرُبِيَّةٌ
نَظائِرُها عِندَ المُلوكِ عَتادي
وَما ضَرَّها أَن لا تُعَدَّ لِجَروَلٍ
وَلا المُزَني كَعبٍ وَلا لِزِيادِ
ابو نواس
الحمدان
07-28-2024, 11:54 AM
وُقيتَ بِيَ الرَدى زِدني قُيودا
وَثَنِّ عَلَيَّ سَوطاً أَو عَمودا
وَوَكِّل بي وَبِالأَبوابِ دوني
مِنَ الرُقَباءِ شَيطاناً مَريدا
وَأَعفِ مَسامِعِ مِن صَوتِ رِجسٍ
ثَقيلٍ شَخصُهُ يُدعى سَعيدا
فَقَد تَرَكَ الحَديدَ عَلَيَّ ريشاً
وَأَوقَرَ بُغضُهُ قَلبي حَديدا
ابو نواس
الحمدان
07-28-2024, 11:54 AM
قولا لِهارونَ إِمامِ الهُدى
عِندَ احتِفالِ المَجلِسِ الحاشِدِ
نَصيحَةُ الفَضلِ وَإِشفاقُهُ
أَخلى لَهُ وَجهَكَ مِن حاسِدِ
بِصادِقِ الطاعَةِ دَيّانِها
وَواحِدِ الغائِبِ وَالشاهِدِ
أَنتَ عَلى ما بِكَ مِن قُدرَةٍ
فَلَستَ مِثلَ الفَضلِ بِالواجِدِ
أَوجَدَهُ اللَهُ فَما مِثلُهُ
لِطالِبٍ ذاكَ وَلا ناشِدِ
وَلَيسَ اللَهِ بِمُستَنكِرٍ
أَن يَجمَعَ العالَمَ في واحِدِ
ابو نواس
الحمدان
07-28-2024, 11:55 AM
رَفَعَ الصَوتَ فَنادى
يا أَبا عيسى الجَوادا
كُن عِماداً يا اِبنَ مَن
كانَ غِياثاً وَعِمادا
وَتَدارَك جَسَداً قَد
ماتَ أَو قَد قيلَ كادا
قُل لَهُ إِن قالَ هَل تابَ
نَعَم تابَ وَزادا
وَاِضمَنِ التَوبَةَ عَمَّن
كُلَّما أَطراكَ عادا
ابو نواس
الحمدان
07-28-2024, 11:55 AM
أَقولُ وَالغَيثُ دانٍ
يَكادُ يُدفَعُ بِاليَد
يا غَيثُ أَبرِق وَأَرعِد
مُحَمَّدٌ مِنكَ أَجوَد
عَلى الأَمينِ يَمينٌ
بِاللَهِ رَبِّ مُحَمَّد
أَن لا يَقولَ لِراجٍ
رَجاهُ لا عَن تَعَمُّد
ابو نواس
الحمدان
07-28-2024, 11:55 AM
إِذا كانَ ريبُ الدَهرِ غالَ إِمامَنا
فَلَم يُخطِهِ لَمّا رَماهُ فَأَقصَدا
فَإِنَّ الَّذي كُنّا نُؤَمِّلُ بُعدُهُ
وَنَذخَرُهُ لِلنائِباتِ مُحَمَّدا
إِمامُ هُدىً عَمَّ الأَنامُ بِعَدلِهِ
وَجارَ عَلى الأَموالِ في الحُكمِ وَاعتَدى
فَأَبقاهُ رَبُّ الناسِ ماحَنَّ والِهٌ
وَما فَرفَرَ القُمرِيُّ يَوماً وَغَرَّدا
ابو نواس
الحمدان
07-28-2024, 11:56 AM
لَقَد كُنتُ حيناً صَبوراً جَليدا
عَلى ما يَنوبُ قَوِيّاً شَديدا
فَصَيَّرَني الحُبُّ ما أَستَطيعُ
أُقِلُّ بِكَفّي مِنَ الأَرضِ عودا
فَما عُذرُ مَن قَد غَدا يَستَطيعُ
رُكوبَ السَبيلِ إِلى أَن تَجودا
تُواصِلُ لي بِالخِلافِ الخِلافَ
وَتَنظِمُ لي بِالصُدودِ الصُدودا
وَلَيسَت تُريدُ عَلى ما أَقولُ
سِوى ما تَرى مِن نُحولي شُهودا
ابو نواس
الحمدان
07-28-2024, 11:56 AM
كَتَبَت عَلى فَصٍّ لِخاتَمِها
مَن مَلَّ مَحبوباً فَلا رَقَدا
فَكَتَبتُ في فَصٍّ لِيَبلُغَها
مَن نامَ لَم يَعقِل كَمَن سَهِدا
فَمَحَتهُ وَاِكتَتَبَت لِيَبلُغَني
لا نامَ مَن يَهوى وَلا هَجَدا
فَمَحَيتُهُ ثُمَّ اِكتَتَبتُ أَنا
وَاللَهِ أَوَّلُ مَيِّتٍ كَمَدا
فَمَحَتهُ وَاِكتَتَبَت تُعارِضُني
وَاللَهِ لا كَلَّمتُهُ أَبَدا
ابو نواس
الحمدان
07-28-2024, 11:56 AM
وَقَسرِيَّةٍ أَبصَرتُها فَهَوَيتُها
هَوى عُروَةَ العُذرِيَّ وَالعاشِقِ النَجدي
فَلَمّا تَمادى هَجرُها قُلتُ واصِلي
فَقالَت بِهَذا الوَجهَ تَرجو الهَوى عِندي
فَقُلتُ لَها لَو كانَ في السوقِ أَوجُهٌ
تُباعُ بِنَقدٍ حاضِرٍ وَسِوى نَقدِ
لَغَيَّرتُ وَجهي وَاشتَرَيتُ مَكانَهُ
لَعَلَّكِ أَن تَهوَي وِصالِيَ مِن بَعدِ
وَإِن كُنتُ ذا قُبحٍ فَإِنِّيَ شاعِرٌ
فَقالَت وَلَو أَصبَحتَ نابِغَةَ الجَعدي
ابو نواس
الحمدان
07-28-2024, 11:56 AM
نَهارُكَ مِن حُسنٍ وَلَيلُكَ واحِدُ
فَذا أَنتَ حَيرانٌ وَذا أَنتَ ساهِدُ
وَفيها رَعاكَ اللَهُ عَنكَ تَثاقُلٌ
وَما ذاكَ إِلّا أَنَّها فيكَ زاهِدُ
وَأَنتَ الفَتى في مِثلِ وَصلِ حِبالِهِ
تَنافَسَتِ الحورُ الحِسانُ الخَرائِدُ
وَلَكِن كَما قالَ الهُمامُ وَإِنَّني
أَقولُ وَفي الأَمثالِ لِلهَمِّ طارِدُ
أَلا رُبَّ مَشغوفٍ بِنا لا يَنالُنا
وَآخَرُ قَد نَشفى بِهِ يَتَباعَ
ابو نواس
الحمدان
07-28-2024, 11:57 AM
يا تارِكي جَسَداً بِغَيرِ فُؤادِ
أَسرَفتَ في هَجري وَفي إِبعادي
إِن كانَ يَمنَعُكَ الزِيارَةَ أَعيُنٌ
فَاِدخُل عَلَيَّ بِعِلَّةِ العُوّادِ
إِنَّ القُلوبَ مَعَ العُيونِ إِذا جَنَت
جاءَت بَلِيَّتُها عَلى الأَجسادِ
أَشكو إِلَيكَ جَفاءَ أَهلِكَ إِنَّهُم
ضَرَبوا عَلَيَّ الأَرضَ بِالأَسدادِ
ابو نوس
العصر العباسي
الحمدان
07-28-2024, 11:59 AM
وكم كُنتُ أستجدي وِصالَكَ كُلما
أهَلّ هِلالُ الليلِ والناسُ هُجَّعُ
رحلتَ كما رحل النهار وأنني
لأُقسِمُ إن طالَ الظلامُ ستَرجِعُ.
الحارث الخراز
الحمدان
07-28-2024, 12:00 PM
و لا ندري عنِ الأقدارِ شيئًا
و في الأقدارِ منفعةٌ و ضُرُّ
فقد يأتي من المكروهِ خيرٌ
كما يأتِي من المحبوبِ شَرُّ.
عبدالخالق الزهراني
الحمدان
07-28-2024, 12:01 PM
عبدٌ فقيرٌ إلهي جاءَ مُبتَهِلًا
أنْ تغفرَ الذنبَ يا ربِّي وتؤويهِ
ضاقتْ بهِ الأرضُ يا ربّي بما رحُبتْ
فمَنْ سِواكَ إلهي سَوفَ ينجيهِ.
عفاف عطالله
الحمدان
07-28-2024, 12:02 PM
ماخيّبَ اللهُ ظنّاً منْ خليقَتِهِ
ألْطافُ ربّك في أقْدارِهِ تَجْري
ياقَلْبُ صبراً وتسْليماً على ثِقةٍ
لعلّ في الغَيْبِ أفْراحاً ولا ندْري
يحيى رياني
الحمدان
07-28-2024, 12:03 PM
وكلُّ سعيٍ سيجزي الله ساعِيَهُ
هيهاتَ يذهبُ سعي المحسنينَ هَبا
أحمد شوقي
الحمدان
07-28-2024, 12:04 PM
ربّاهُ إنّ رِضاكَ غايةُ مَطلَبي
ما ضَرّني سَخِطَ البريّةُ أم رَضوا
يا جابِرَ العثراتِ كُن لي جابرًا
كَم عاثِرٍ إن تَرضَ عنهُ سَيَنهَضُ
......
الحمدان
07-28-2024, 01:53 PM
أما والذي لا يعلم الغيب غيره
ويحي العظام البيض وهي رميم
لقد كنت أطوي البطن والزاد يشتهى
مخافة يوما أن يقال لئيم
وما كان بي ما كان والليل ملبس
رواق له فوق الإكام بهيم
ألف بحلسي الزاد من دون صحبتي
وقد آب نجم واستقل نجوم
حاتم الطائي
الحمدان
07-28-2024, 01:54 PM
وددت وبيت الله لو أن أنفه
هواء فما مت المخاط عن العظم
ولكنما لاقاه سيف ابن عمه
فأب ومر السيف منه على الخطم
حاتم الطائي
الحمدان
07-28-2024, 01:54 PM
أبا الخيبري وأنت امرؤ
حسود العشيرة شتامها
فماذا أردت إلى رمة
بدوية صخب هامها
تبغي أذاها وإعسارها
وحولك غوث وأنعامها
وإنا لنطعم أضيافنا
من الكوم بالسيف نعتامها
حاتم الطائي
الحمدان
07-28-2024, 01:55 PM
وما من شيمتي شتم ابن عمي
وما أنا مخلف من يرتجيني
سأمنحه على العلات حتى
أرى ماوي أن لا يشتكيني
وكلمة حاسد من غير جرم
سمعت وقلت مري فانقذيني
وعابوها علي فلم تعبني
ولم يعرق لها يوما جبيني
وذي وجهين يلقاني طليقا
وليس إذا تغيب يأتسيني
نظرت بعينه فكففت عنه
محافظة على حسبي وديني
فلوميني إذا لم أقر ضيفا
وأكرم مكرمي وأهن مهيني
حاتم الطائي
الحمدان
07-28-2024, 01:55 PM
ولا أزرف ضيفي إن تأوبني
ولا أداني له ما ليس بالداني
له المؤاساة عندي إن تأوبني
وكل زاد وإن أبقيته فاني
حاتم الطائي
الحمدان
07-28-2024, 01:56 PM
وقائلة أهلكت في الجود مالنا
ونفسك حتى ضر نفسك جودها
فقلت دعيني إنما تلك عادة
لكل كريم عادة يستعيدها
حاتم الطائي
الحمدان
07-28-2024, 02:40 PM
قطعيني رحمةً ثمَّ ادفنيني
إنما التشريدُ تعذيبُ الغبينِ
هِمْتُ في الدنيا على وجهي أنادي
بفؤادٍ يشتفي من كلِّ وادِ
فأبى الحرمانُ حتى رجعَ صوتي
وتماديتِ بهجرٍ فات موتي
رُبَّ موتٍ هو نُعْمَى لا تُنالْ
كم تمناها فؤادي في الخيالْ
إنْ تملَّاك قليلًا في رَجاءْ
غبتِ كالشمس توارت في الشتاءْ
وتعود الشمسُ جودًا في الربيعْ
وأنا المحرومُ كالأعشى الوضيع
جُنَّ قلبي في التياع المضطربْ
وبَكتْ نفسي بصمتِ المنتحبْ
وتولتني من الحيرِة ما لا
تعرف الإيمانَ صُلحًا أو قتالَا
فإذا بي كدتُ لا أعرف نفسي
وكأنَّ الرزءَ تكويني وحسِّي
وإذا الإيمان عبءٌ لي جديدْ
حينما الإيمانُ مُلكٌ للسعيدْ
حالتِ الدنيا فخيرُ الناس ضُرِّي
رُبَّ حُلْوٍ لعليلٍ شبهُ مُرِّ
آهِ من ضيقٍ تعالى فوقَ صَدْري
دافنًا روحي فصدري مثلُ قبري
وكأني والأسى يغلب حسِّي
وظلامُ الهجر في مرأًى ولمس
كشريدٍ والرعودُ القاصفهْ
أسلمتْه لجنون العاصفهْ
......
الحمدان
07-28-2024, 02:41 PM
شربتُ مراراتِ الحياة ومَنْ يذقْ
شرابي يرَ السُّلوانَ في جوِّه الفَنِّي
كأني من الرهبانِ أزهدُ ناسك
فإنْ كنتُ لا أُغْنَى فإنيَ مَنْ يُغْني
وكم طُفْتُ بالشُّهدِ الشهيِّ على الورَى
ومِنْ عجَبٍ أُسْقَى الجحودَ مع المَنِّ
فيا نعمة الدنيا عفاءً فإنَّني
لأحقِرُ ما وزَّعتِ حَوْلي من الغَبْنِ
خذلت ولائي واستبحتِ مواهبي
وإني على فقري إليكِ لمستغنِ
سأقتل نفسي في الكفاح تخلُّصًا
من الدَّيْن لو أني أسيرُكِ مِنْ دَين
أوزِّع نفسي في صوالح جمةٍ
أشيدُ بها للعلم والفكر والفنِّ
وأخلق أمثالَ الجمالِ لمهجتي
وأقبس من روح الرشاقةِ والحسن
وما لَكِ من فضلٍ عليَّ فإنها
روائعُ ما يهوى ويُبدعُه ذهني
......
الحمدان
07-28-2024, 02:43 PM
عدد الابيات : 343
بنور تجلى وجه قدسك دهشتي
وفيك على أن لا خفا بك حيرتي
فيا أقرب الأشياء من كل نظرة
لأبعد شيء أنت عن كل رؤية
ظهرت فلما أن بهرت تجليا
بطنت بطوناً كاد يقضي بردتي
فأوقعت بين العقل والحس عندما
خفيت خلافا لا يزول بصلحه
إذا ما أدعى عقل وجودك منكراً
على الحس ما ينفيه قال له أثبت
فمن ها هنا منشأ الخلاف ويص
عب الوفاق بخلف في اقتضاء الجبلة
فإنت قلت لم أبصرك في كل صورة
أراها أحالت ذاك عين بصيرتي
وإن قلت أني مبصر لك أنكرت
مقالي ولم تشهد بذلك مقلتي
تجليت مني في حتى ظهرت لي
خفيت خفاء دق عن كل فكرة
على أنه لم يبق لي جبل رأى
تجليك لي ألا ودك بصعقة
وناجيتني في السر مني فأصبحت
وقد طويت عما سواك طويتي
فما في فضل عنك يخطر فيه لي
سواك فوقتي فيك غير موقت
وديعة روح القدس نفسك ردها
فمن واجبات العقل رد الوديعة
وما ردها إلا بتكميلها بما
يليق بها من كسب كل فضيلة
فمهما تجلت من كدورات عالم
الطبيعة شفت جوهراً وتجلت
نصحتك جهدي أن قبلت فلا تكن
على حكم غشى حاملاً لنصيحة
وعابة مقدوري فقلت وإنما
قبولك مما ليس في وسعد قدرتي
وهل ممكن إسعاد من كل قد جرى
له قلم في اللوح يوماً بشقوة
يظن الفتى لذات دنياه نعمة
وما هي إلا نقمة في الحقيقة
ويبلغ منه الجهل ما ليس يبلغ
العدو بحد السيف عند الحضيضة
ونفسك فاحفظها وصنها فإنما
سعادتها في فعل كل مشقة
وخالف هواها ما استطعت فأنه
عدو لها يبغي لها كل نكبة
لعمري لقد أنذرت إنذار مشفق
وجاوزت في الإيضاح حد الوصية
فقم واسع وانهض واجتهد وابغ مطلقاً
بداك على ما فيك شر صنيعة
فإنك من نور مضيء وكظلمة
بما فيك من جسم ونفس نفيسة
تسوس الحياة الجسم وهي مسوسة
بما فيك من أسرار علم مصونة
فشيطان رجم أنت أو ملك بما
تعانيه من فعل قبيح وعفة
ألا أن لي بالنفس مني شاغلاً
به تم لي ما دمع من ملكية
جلت شبهة الأعراض عني بديهة
توقد كالمصباح في جوهريتي
رأيت بها النور الإلهي لائحاً
وراء ستور للأمور دقيقة
فحققت ما قد كنت فيه مشككاً
وعاينت ما قد كان في سر خفية
وأدركت ما المقصود من بدأتي وما
المراد بإحيائي وموتي ورجعتي
بمرآة نفس لاح في صقالها
المقابل للكونين كل حقيقة
ولم يبق عندي ريبة في الذي استراب
منه أناس في أمور كثيرة
فألقت عصاها النفس مني وأيقنت
بأن سفرت عن وجه نجعي سفرتي
يدل على ما قلته حالة الكرى
إذا ركد الإحساس منك برقدةٍ
فما شفيت نفس أطاعته رهبة
وما سعدت نفس عصته لرغبة
ولكن بنور العلم تسلم هذه
وتعطب جهلاً تيك أقبح عطبه
فيا عجباً ممن يروم لنفسه
خلاصاً ولم يرغب بها عن جريرة
ومن تائب من ذلة لا ترى له
دموع كأفواه الغمام المكبة
ومن مخبر لا يعجز اللَه قدره
عليه ولا يخشى بوادر نقمة
ومن أشرقت أنوار مرآة عقله
على ظلمات الطبع منه تجلت
وثبت غرس العقل في القلب مثمراً
لباغي الحيا استقباح كل رذيلة
وما وصلت نفس إلى عالم الصفا
بما دون تحصيل العلوم الجلية
وتمييزها عن نوعها بمعارف
يروجها في عالم البشرية
وقد يملأ الأناء فيمتلئ
به الماء حتى لا مزيد لقطرة
فأخرجتني عني بإدخال محنة
وأوحشتني مني بأنس محبة
وأسقيتني من خمر حبك شربة
خماري بها باق إلى يوم بعثتي
محاني بها سكري واثبتني معاً
فأعجب شيء أن ما حي مثبتي
وأقربتني من رمز طرسي أسطراً
فتمت بها تفصيل عقدك جملتي
وأقررتني مني على بأنني
صحيفة سر طيها فيه نشرتي
وأفشيت بي سري إلي فأصبحت
وقد أعربت إذ أفصحت عنه عجمتي
وأفهمتني مني بأن ليس موطني
مكاناً به في عالم الحس نشأتي
فأبهت ما أفهمت إذ ليس مدرك
لذلك إلا من خصصت بحكمة
ومن ذا الذي خصصت منك بحكمة
ولم تك قد عممت منك برحمة
فكم أظهرت تلك الإشارات خافيا
وإن عزبت عن فهم قومٍ ودقت
وما لاح ذاك البرق إلا ليهتدي
به الركب لكن ظلمة الجهل أعمت
لقد سمع الواعي وقل الذي وعى
لسكرٍ به أهوى أصمت فأصمت
وكم لك داع منك فيك مبصر
لعقلك لكن لست تصغي لدعوة
وكل مريض الجسم يمكن برؤه
ويعجز أن يشفى مريض البديهة
ويستبعد الجهال كوناً بموطن
إذ كان لا في جنب منبت شعبة
ولو علموا ما عالم العقل منهم
وأنهم بالحس في دار غربة
إذا ولد المولود سروا بفرحة
ومن حقه أن يبدلوها بترحة
ويبكونه عند الممات جهالة
ومن حقه أطهار كل مسرة
ولم يعلموا أن الولادة غربة
أبيحت له عن خير دار وأسرة
وموتته عود له نحو أهله
وأوطانه الأصلية المستلذة
وأعجم من هذا مقال جميعهم
ترى عابدي الأوثان أجهل أمة
وما عظم الأوثان من كان قلبهم
كتعظيم أجسام لهم مضمحلة
فكل غدا معبوده الجسم فاستووا
ولكنهم لم يستووا عند نية
لقد وقعوا مع علمهم في ظلالة
إذا اعتبرت أربت على كل ضلة
فيا ليت شعري كيف صمت عقولهم
وداعيك فيهم مسمع من كل كل فطنة
وكل فعال لم أكن متقرباً
إلي به أعظمت فيه خطيتي
فقربي به بعد وربحي خسارة
وعزي به ذل ونفعي مضري
لأني فيه قمت غير موجه
لدى فعله وجهي إلى وجه وجهتي
فدنت بأمر حرمته شريعتي
وأحييت حكماً قد أماتته سنتي
فكانت بتركي في مناهيه غفلتي
نهاية تأديبي وفرط عقوبتي
تشتت عقلي فيك بعد تجمع
كما اجتمعت بلواي بعد تشتت
هوىً فيك لي لا منتهى لامتداده
لدي ولا منه خلاص بلوة
أزيد بلىً إذ يستجد ولم يكن
بتجديد صبري فيه أبل بليتي
ويبدي أولا منه وآخر
فقد شف جسمي سر عودٍ وبدأةٍ
ألا لا تلمني أن شطحت فإنه
قليل لسكر حل بي منك شطحتي
ولا تنهني أن تهت سكراً معربداً
فأنت الذي استحسنت فيك هنيكتي
ولا تلحأن غنيت فيك تطرباً
فلو وجدت وجدي الجبال لغنت
ومن عجب حمل الجبال هوى به
طلعت وعن حملي قديماً تأبت
فمن قيس ليلى العامرية في الهوى
ومن قيس لبنى أو كثير عزة
إذا تليت ذكري فقابل ال
مجنون ذكري بالسجود لحرمتي
وأوجب كل منهم الوقف عندما
وسلم أن لا قصة مثل قصتي
فمن فضل كاسي شرب غيري ولم يكن
يقاس بسكري سكر شارب فضلتي
يبلبل بالي لا لنوح حمامة
وينهل دمعي لا لإيماض برقة
لو كنت محتاجاً للتنمم باعث
يحرك أشجاني لبانت نقيصتي
ولكنني مني وفي نواعش
تحركني في كل سرٍ وجهرة
فلا رقدة تغدو علي بفترةٍ
ولا يقظة تغدو علي بغفلة
فمن يشك يوماً في هواه فإنني
لي الشكر أولى في الهوى من شكيتي
تسترت جهدي في هواك وطاقتي
فلما منعت الصبر أبديت صفحتي
فأعلنت ما أسررت فيك فلم يكن
بقول ولا فعل سواك فضيحتي
فما لاشتياقي في افتضاحي مدخل
ولا لدموع فيك لي مستهلة
وقد كان لي في الصبر ستر على الهوى
بهتكك ستر الصبر أظهرت عورتي
فلا تذهب في الحب يشبه مذهبي
ولا ملة فيه تقاس بملتي
بكل لساني عن صفاتي وإنما
يعبر عني أنني ذات وحدة
فكل نعيم دون وصلي شقوة
وكل ملذ مؤلم عند لذتي
وكل سبيل ليس يفضي سلوكه
إلي فقد أفضى إلى كل خيبة
ولالا هوىً لي فيك يحملني على
حنوي لم أعهد إليك بلفظة
وكنت إذا زلت بك النعل هاوياً
أقول ألا فاذهب إلى حيث ألقت
ولكن ما ينجيك ينجي هويتي
كما أن ما يؤذيك نفس أذيتي
وهل أنا إلا أنت ذاتاً ووحدة
وهل أنت إلا نفس عين هويتي
ولولا اعتبار الجسم بالنسبة التي
إليه له ما صح عني سيرتي
ولست بذي شكل فيوجب كثرة
لذاتي ولا جزءاً فتمكن قسمتي
ويقع ما بيني وبينك نسبة
يظن بها غيري لموضع شبهة
وإني لم أهبط إلى الأرض يبتغي
بذلك وضعي بل هبوطي ورفعتي
وتقرير هذا أن دعيت خليفة
وما كنت أدعى قبل ذا بخليفة
وصير ملكي عالم الجسم محنة
لغاية تدبيري ومبلغ حلمتي
فإن أنا أحسنت الولاية أحسنت
إلى العالم العلوي عودي وعزلتي
وعاينت ما لا عاينت مقلة ولا
أحاطت به أذن وعت حس سمعة
وآثرت لذاتي ونيل مآربي
واتبعت نفسي كل شيءٍ أحبت
سددت على نفسي سبيل تخلصي
إلى الملأ الأعلى الذي هو نزهتي
وأوقعتها في أسر من لا يرى لها
مكاناً ولا يحنو عليها بعطفة
فلا ندم يجزي ولا حسرة يرى
بها فرج يرجى لكشف لشدة
فيا ويح نفس آثرت طيب زائل
على طيب باق لا يحد بمدة
يموت الفتى بالجهل من قبل موته
ويحيى بروح العلم من بعد ميتة
فما مات حي العلم يوماً ولم يكن
بحي ممات الجهل مقدار لحظة
وانظر أحوال الرجال وقوفهم
على برزخ ما بين نار وجنة
فأما إلى آلام نفس خبيئة
وأما إلى لذات نفس نفيسة
فآلام تلك الترك في دار غربة
ولذات هذا العود من بعد غربة
وهل حسرة في النفس أعظم غصة
من البعد عن أهل ودار وجيرة
كما أنه لا شيء أعظم لذة
لذي غربة من ملتقى بعد فرقة
كأني لم أحجب بها وكأنما
هي احتجبت بي فازدهى الناس عشقتي
وغودرت لا يثني على حسن فعلي ال
جميل ولا يلوي على حسن طلعتي
ولو قايسوا بالحسن بيني وبينها
لكانت لديهم لا تسام بحبة
وشق القلب الجاهلات التي بها
محبتها قالت بهم عن محبتي
وما ذاك شيء يسقط العذر لامرئ
أطاع الهوى وانقاد عبداً لشهوةٍ
وهل نافع شق الفؤاد ندامة
لذي قدمٍ زلت ولم تتشبت
فكيف يليق الوصل مني لمؤثر
على طيب وصل وصل من هي عبدتي
إذا رضيت عنه يهون عليه في
رضاها وأدنى ذاك تسهيل غصة
على أنها أعدى عداه ترتبت
له حيلة منها لا مكان فرصة
فهام بها عشقاً وآثر وصلها
فزل فنادمته إلى ألف لعنة
ولولا الشقا والجهل ما آثر العدى
رضاها وجانب طيب وصل الأحبة
وهل أمني بالفضل مثلي وإنما
بمثل طباع السوء نحو الدنية
وتأبى الطباع الفاضلات ارتكابها
الأمور التي تفضي إلى حط رتبة
فكم حسرات في نفوس يثيرها
بعادي إذا ما العيس للبين ذمت
وكم عبرة تجري علي تأسفاً
وقد فات ما لا يسترد بعبرة
وكم قارع سناً علي ندامة
وآخر مكوي بنيران حسرة
وكم أنةٍ تغدو علي ورنة
بروح إذا ما استشعر القوم فرقتي
وهل هاجري وجداً بغيري بالغ
رضاي لصب طالب دار هجرة
لشتان من بين المقامين إنما
المبرز من لاهمه غير عشرتي
ألم تر أني منتهي قصد مبدعي
ولم تبدع الأشياء إلا لخدمتي
وإن لإكرامي وتعظيم حرمتي
أشار إلى الأملاك نحوي بسجدة
وصير ما في عالم الكون كله
بحكم إراداتي وطوع مشيتي
فإن كنت في وصل دعيت فلا تمل
إلى وصل غيري واغتنم وصل صحبتي
وخذ جانباً من رفقة بك وكلوا
ببعدك عن وصلي وإثبات جفوتي
فعند ارتفاع الحجب ما بيننا ترى
محاسن وجه الغانيات وبهجتي
ولا عجنت إلا بحبك طينتي
ولا لهجت إلا بكذرك لهجتي
وردت ورود الهيم فيك من الهوى
شريعة حب هيجت لي غلتي
ولا عجب إن هيجت لي غلة
فما تملك منك أولا محنة
إذا كان بي أمر أرى فيه لي أذى
رضاك فما أحلاه في قلب ذلتي
لذاك ما أرضاك مني فعلته
ولو غضبت منه كرام عشيرتي
وما بعت فيك النفس إلا لعل أن
أفوز بوصلٍ منك تربح صفقتي
فإن أنت أمضيت التبايع بيننا
فبعت وإن لم تمض أكسدت سلعتي
وما قدر نفس لي لديك حقيرة
فأجعلها مهراً لأشرف وصلة
ولكن مقل بادل فيك جهده
أحق بوصل من أخي كل ثروة
توحشت من أبناء نوعي ولم يكن
لشيء سوى أنسي بقربك وحشتي
تغربت عن أهلي إليك وإنني
ليعذب لي في طيب أنسك غربتي
فكم خلوة قد فزت فيها بجلوة
خرجت بها عني إليك بفرحة
وطلقت فيها عالم الحس بتة
لتعلم أني لا أقول برجعة
وفارقت أوطاني وأهل وجيرتي
لتعلم أني باذل فيك مهجتي
ولولا دخولي في رضاك بكل ما أس
تطعت لعزت فيك عني خرجتي
وكان بودي لو قبلت تقربي
إليك ولكن لست أهلاً لقربة
وهل أنا ألا نطفة من سلالة
لطين وما مقدار قيمة نطفة
لعمري لقد حاولت أمراً مرامه
عزيز ولكن أنت أهل العطية
وليس اعترافي باتضاعي بمانعي
سؤالك أمراً دونه قدر قيمتي
وليس على قدر سؤال فإنني
أرى أن قدري دون مقدار ذرة
ولكن على مقدار إحسانك الذي
عممت به تخصيص كوني بخلقتي
ولا أنا مما يخجل الطرد وجهه
فيأنف من عود مخافة طردة
على كل ليس لي عنك مذهب
فيصرفني عن جعل بابك قبلتي
فما شئت فاصنع وارض عني فإنني
أرى كل صنع منك إسباغ نعمة
كفاني اعترافي توبة
وحسبي رضاً على قبولك توبتي
وهل أنا إلا دوحة قد غرستها
فإن لم يصبها وابل منك جفت
إذا حصلت لي كيف ما كان نسبة
إليك فلا أخشى ضياعاً لنسبتي
فيا حيرتي كم حيرة فيك لي غدت
مخصصة بي ما به منك عمت
وكم نعمة أسبغت من سر حكمة
أنرت بها من ناطق كل ظلمتي
وأحببت مني ما أماتت جهالتي
حياةً محال بموتتي
ومن حييت من موتة الجهل نفسه
بعلم نجت من قطع كل منية
وكم مرجة من بحر علم أثرتها
لدي بريح منك أجرت سفينتي
فمرت تشق الكون حين مهبها
ملححة حتى أفادت معيتي
وأدركت معنى آخراً دق فهمه
أريد بوضع الصورة الألفية
ومن لم يحط علماً بمعنى وصورة
له فبصير العين أعمى البصيرة
فزرع ولكن لم يفد حصد حبه
ومخض ولكن لم يفد مخض زبدة
إذا جهل الإنسان تحقيق أمره
فكيف بتحقيق الأمور الغريبة
فيا عجباً للمرء يجهل نفسه
ويطمع في فهم المعاني البعيدة
وما ناهض بالنفس يزداد رتبة
من العلم تسميها كوان مقوت
وما موقظ من رقدة الجهل عقله
لتحصيله تكميلها مثل ميت
إذا كملت نفس الفتى بصفاته ال
جميلة من قول وفعل ترقت
وأصبح يدعي عالم العقل عالماً
لها وتخطت نفسه كل خطة
وبالعلم بالنفس النفيسة يدرك ال
محصل فهم العلة الأولية
ومن لم يحط علماً بذاك فإنه
وإن كان حيا حكمه حكم ميت
وما الحي عن العقل من كان غالباً
على نفسه حكم القوى البدنية
ولكنه من شرفت قدره على
بني نوعه أوصاف نفس زكية
ففي العالم العلوي ذا ملك وذا
لدى العالم السفلي شيطان جنة
وما اختلفا بالنوع حتى يظن ما
به اختلفا فعلاً لخلق الغريزة
وكل أبوه آدم ويخص ذا
لذا خص ذا من سر معنى النبوة
ومن أعجب الأشياء فرعاً أرومة
وما اتحدا بالطبع في الثمرية
بأي لسان أوثر الشكر مثنياً
عليك بما أوليتني من فضلة
وأكملت من عقلي ووصفي وصورتي
وفهمي وأحشائي وحولي وقوتي
وصفحك عني أن عصيت تكرماً
ووعدك لي عن طاعتي بالمثوبة
وهل ممكن إحصاء ذرات كلما
على الأرض من كثبان رمل مهيلة
وأحصاء ما في البحر من كل قطرة
بحيث يحيط المحصي منها بعدة
وذلك أمر مستحيل وكلما اس
تحال فمنفي لحكم الضرورة
وما كل هذا لو أتيت بضعفه
من الشكر أدنى شكر أصغر حبة
فكيف بشكري كل عضو وقوة
جعلت لنفعي عند تأليف بنيتي
وشكر التي قد حجبت بي وأنها
لأظهر لي من نور شمس تبدت
بعيدة أطلال الديار قريبة
وأعجب شيء بعد دار قريبة
بها مثل ما بي من هواها وعندها
من الود ما ليس دون مودتي
وقد أدركتها رقة لي أطمعت
بنيل المنى لولا مخافة وفقتي
وقلت لها مني علي بنظرة
أنا بها من حسن وجهك منيتي
ألم تعلمي ما حل بي منك من جوى
وكابدت من أشجان قلب ولوعة
فإن الجبال الشم وهي رواسخ
لو احتملت بعض الذي بي لدكت
فأحزان قلبي لا تجود بسلوة
وأجفان عيني لا تسح بدمعة
ولولا حنيني لم تحن مطية
ولولا نواحي لم تنح ورق أيكة
ولولا خطابي لم يقع عين عابد
علي لما مني الصبابة أبلت
فلا ماء إلا بعض فيض مدامعي
ولا نار إلا دون أنفاس زفرتي
فقالت بعيني ما لقيت وإنه
ليؤلم قلبي أن تشاك بشوكة
وإني على ما في من صلف لها
لراغبة في الوصل أعظم رغبة
ولكن وشاة السوء فيك كثيرة
وليست مع الواشين تمكن رؤيتي
وأنت فعغرى بالحسان وإنني
لأكره ما بي أن أرى وجه ضرتي
ومن لم يصني صنت وجهي ببرقه
وصور فيه صورة دون صورتي
ليمتحن الخطاب لي إذ يرونها
أيلهون عني أم يتمنون خطبتي
وما هي إلا عبدة لي جميلة
تظن وما أفعالها بجميلة
فما كان إلا أن رأى الناس وجهها
فهاموا بها في فج وجه ووجهة
ويعلم ما قد كان بالأمس والذي
يكون غداً أو كائن بعد برهة
ويخبر بالأمر المغيب مثل ما
يخبر عن ما كان منك بحضرة
ويعلم ما مفهوم معنى معبر
لسامعة عنه بوحي النبوة
وما الوحي إلا خلع نفس قوية
ملابس أحساس على العقل غطت
وأنى لها نحو المحيط بذاتها
على عالم العقل الذي عنه شبت
وإدراك ما يلقى إليها هناك من
إشارات رمز للعقول دقيقة
وأفهام أفهام النفوس لطائف ال
معاني التي ذاتها قد تهيت
وما أطرب الأرواح منا لدى الفنا
سوى نغمات أدركتها قديمة
وذلك أن النفس قبل اتصالها
بتدبيرها الجسم الذي قد تولت
وعى سمعها من طيب ألحان نغمة
ينغمها الأفلاك أعظم لذة
إذا أقبلت أجرامها بأصكاكها
يرجعها في قطعها كل ذروة
وشذت لبعد العهد عنها فلم تكن
تذكرها إلا بتجديد نغمة
فلما أحست بالسماع بمثلها
تذكرت العهد القديم فحنت
وحاولت التجريد عن عالم الفنا
إلى العالم الباقي الذي عنه شذت
فجاذبها الجسم الزمام وأقبلت
تجاذب فاهتزت لذاك برقصة
ولا شك في أن العقول محيلة ال
سامع والأبصار للحس رنت
فإن لم يكن في عالم العقل ما يرى
ويسمع كانت تلك غير مفيدة
وذلك تعطيل وليس بحكمة
يعطلها عماله قد أعدت
وقد يطرب الدولاب عند حنينه
فكيف حنين النغمة الفلكية
وناهيك أن الطفل عند بكائه
يغني فيغشاه سكينة سكتة
ويذهل عما كان فيه من الأذى
وتبدو لنا منه مخايل طربة
ولولا إدكار النفس منه لدى الغنى
عهوداً قديمات لها ما استلذت
وقد تطرب العجماء عند استماعها ال
غناء وتنسى عنده كل غمة
وإلا فما بال المطي إذا ونت
عن السير هيجت في الفلاة بحدوة
فتصغي بالحادي بأسماعها كما
يكون استماع العاقل المتنصت
وتوسع مد الخطو حتى كأنها
سفائن بحر مقلعات بلجة
ويرتاح بعض الطير عند سماعه
تجاوب أوتار إذا هي خشت
وما ذاك إلا أن أفلاكها على
مراكزها لما استدارت فعنت
فصارت بحكم الطبع تشتاق ما به
يخصصها من دون كل مصوت
فلا تحسب الأشياء مهملة كما
توهم أصحاب العقول الضعيفة
وللحوت بل للدود في العود بل لما
سوى ذاك أفلاك عليها أديرت
وفيها لها آفاق جو فسيحة
عليها نراها نحن غير فسيحة
فما خص نوع لا يتم سواه من
مراكز أفلاك وأوضاع هيئة
وكل له عقل يسدده إلى
مقاصد أفعال وترك شديدة
وما النحل في أوضاعها لبيوتها
مسدسة من حكمة بخيلة
وقد يعجز المرء المهندس وضعها
بآلاته الحكمية الهندسية
وجعل لعاب العنكبوت لصيده ال
ذباب شباكاً ليس إلا لخبرة
ويفهم بعض الذر مقصود بعضه
بقوة إدراك لنفس زكية
وحسبك ألف النوع بالنوع شاهد
بمعرفة في طبعه مستحثة
فإن ازدواج الشكل بالشكل مشعر
بقوة تمييز وصحة فطرة
ولو لم يكن ألا تفاهمها إذا
تناغت بأصوات لها أعجمية
لكان لنا فيه دليل يدلنا
على أن ذا لا عن نفوس بليدة
فمن ظن شيئاً غير هذا فإنه
لتقصيره عن فكرة مستقيمة
وقد شهد الذكر الحكيم بأنها
مسبحة والذكر أعظم حجة
وهل يصدق التسبيح من غير عاقل
ولكن عيون الجهل غير بصيرة
تأمل صلاة الشمس عند وقوفها
لدى الظهر في وسط السماء بخشية
وإثباتها وقت الزوال بركعة
وإتمامها عند الغروب بسجدة
كذا جملة الأفلاك راكعة بما
جرت سجدة للَه في كل طرفة
وما الذي أعمى عيون قلوبهم
ونورك فيهم مستطير الأشعة
لقد عظمت تلك الرزية موقعاً
لدى كل ذي عقل سليم وجلت
أرى كل ذي سكر سيصحو من الهوى
سواي فصحوي فيك علة سكرتي
فما اتفقت لي مذ عرفتك خلوة
بنفسي إلا همت فيك بجلوة
ولا عرضت لي في دجى الفكر هجمة
فأغفيت إلا فزت فيك بيقظة
ولا استغرقتني في المحاسن بهتة
فثارت بحسن غير حسنك بهتتي
ولا سنحت في باطن القلب خشية
فكانت لشيء غير هجرك خشيتي
ولا خضعت نفسي لأمر ترومه
فكانت لشيء غير وصالك خضعتي
ولا استقبلتني من جنابك نفحة
أسرت حديثاً عنك إلا وسرت
وأصغي إلى تحصيله في مسامع ال
مشاعر من كل منبت شعرة
وأحسست في نفسي بلطف دبيب ما
سقطت من محيا الحب لما تمشت
وهل شارب كأساً من الحب جاهل
بما أحدثت في عقله حين دبت
فقد حقق الدعوى القياس وأين من
كثافة جسم الخمر لطف المحبة
إذا غبت عني كنت عندك حاضراً
ومن عجب أن غيبتي فيك حضرتي
فيا با طناً ألقاه في كل ظاهر
ويا أولا ما زال آخر فكرتي
تشابه إعلاني وسري ومشهدي
وغيبي وستري في هواك وشهرتي
تجمع الأضداد في ولم يكن
بمستغرب لي في الهوى كل بدعة
فنوعي في شخصي لأني نتيجة
لشكل قياس عن ضروب عقيمة
ملأت جهاتي الست منك فأنت لي
محيط وأيضاً أنت مركز نقطتي
فصرت إذا وجهت وجهي مصلياً
فرايض أوقاتي فنفسي كعبتي
فصار صيامي لي ونسكي وطاعتي
ونحري وتعريفي وحجي وعمرتي
وحولي طوافي واجب وخلاله اس
تلامي لركني من مناسك حجتي
وذكري وتسبيحي وحمدي وقربتي
لنفسي وتقديسي وصفو سيرتي
ولو هم مني خاطر بالتفاتة
لم كان لي إلا ألي تلفتي
ولو لم أود الفرض مني ألي لم
يصح بوجه لي ولم تبر ذمتي
وكنت على أني أوحد ظاهراً
ففي باطني قد دنت بالثنوية
كذا من يكن قد صح عقد وداده
ولم يتهم يوماً بسقم عقيدة
وينفي اتصال النفس بالعقل واقفاً
على حس ما في عالم الحس أبلت
فإن قهرت فيه قوى الجسم ألحقت
بعالمها مملوءة بالمسرة
وتبقى كما قد جاء تهوى وليتها
هوت ما هوت ثم ارعوت واستقرت
ولكنها تبقى بنيران حسرة ال
بعاد تقاسي ضيق أغلال كرية
مذبذبة لا عالم العقل أدركت
ولا عالم الأجسام فيه تبقت
فترجع إلى أحدى الحنين حنينها
إلى عالم العقل الذي عنه صدت
وهيهات أن يطوي لسير حنينها
إلي الذي قد حال من بعد شقة
وأنى لها والحس قد حال بينها
وبين حماه أن تفوز بنظرة
إذا ذكرته هز هامس طائف
من الشوق لو هز الجبال لهدت
وما ذاك بالمدني إليه ولا الذي
إذا لم يكن يدني فربح بوقفة
أسى كلما قيل انقضت منه لوعة
أعيدت بأخرى مثلها مستحثة
تزول الجبال الشم وهي مقيمة
على حالة منكوسة مستمرة
وذلك أمر نسأل اللَه عصمة
منجية منه ومن كل حيرة
ألم يك فيما نال آدم عبرة
ومتعظ للعاقل المتثبت
على قربه من ربه واصطفائه
ومنحته إياه أعظم منحة
وإبعاده من بعد ذاك وصده
وتجريعه إياه أعظم غصة
ولم يأت ذنباً عامداً غير أنه
بأول حكم اللَه طالب رخصة
فأخطأ في التأويل جهلاً فحطمه
إلى الأرض من أعلى الجنان المنيفة
ولم يخف ما لا قى إذا انحط هابطاً
إلى الأرض من هول الأمور العظيمة
وما زال يدعو اللَه سراً وجهرةً
وحاول منه العفو عنه بتوبة
وكيف بمن يأتي ذنوباً كثيرةً
ويقضي وما وافى بتوبة مخبت
وكم جاهل لم يزدجر الذي جرى
على آدم من فعله كل خزية
لقد شمل الخير الوجود بأسره
فما كان من نشر فذاك لندرة
ولم يكن المقصود بالذات إنما
أتى بطريق الضمن والتبعية
ألم أن الغيث خير وأنه
ليحصل منه وكف بعض الأكنة
وإن لهيب النار المثوب محرق
ويحصل منه نضج كل معيشة
فقد يتبع الخير الكثير الذي نرى
لنا فيهما شر يسير المضرة
ولو روعي الضر الذي فيهما لنا
ولم يخلقنا لاختل نظم الخليقة
وكان هلاك الحرث والنسل عاجلاً
وذاك بلا شك خراب البسيطة
ولم يك إلا عالم الأمر وحده
ولم يخف ما في ذاك من نقص خلقة
وفي الحشرات الساقطات منافع
يحيط بها أهل العقول السليمة
ولو لم تكن ما عاش من نوعنا امرؤ
لفضل بخارات الهيولي الردية
فمن ذلك الفضل الردي تكونت
وفي مدخل الأوساخ في الأرض حلت
وغودر ما نلقيه منا غذاؤنا
لصفو الهوى من شوب كل أذية
لتنتعش الأرواح منا بطيبة
ويصفو لنا ورد الحياة الهنية
وقد ركب الأجسام منا وكل ما
تركب منحل ولو بعد برهة
وألبس منا كل جزء بحيز
لأركاننا الذاتية العنصرية
وما جمعنا بعد افتراق بمعجز
وهل آخر يخلو عن الأولية
وإن معاد الشيء بعد انعدامه
لأسهل من إنشاء إنشاء بدأة
ومطلع شمس النفس من مشرق الخلا
سيطلعها من مغرب العدمية
سبحان من يحيى بقدرته الذي
يميت كما أحياه أول مرة
الغزالي .. العصر المملوكي
مصر
الحمدان
07-28-2024, 05:26 PM
وَعَينُ الرِضا عَن كُلِّ عَيبٍ كَليلَةٌ
وَلَكِنَّ عَينَ السُخطِ تُبدي المَساوِيا
وَلَستُ بِهَيّابٍ لِمَن لا يَهابُني
وَلَستُ أَرى لِلمَرءِ ما لا يَرى لِيا
فَإِن تَدنُ مِنّي تَدنُ مِنكَ مَوَدَّتي
وَإِن تَنأَ عَنّي تَلقَني عَنكَ نائِيا
كِلانا غَنيٌّ عَن أَخيهِ حَياتَهُ
وَنَحنُ إِذا مِتنا أَشَدُّ تَغانِيا
الشافعي
الحمدان
07-28-2024, 05:27 PM
إِذا في مَجلِسٍ نَذكُر عَلِيّاً
وَسِبطَيهِ وَفاطِمَةَ الزَكِيَّه
يُقالُ تَجاوَزوا يا قَومُ هَذا
فَهَذا مِن حَديثِ الرافِضِيَّه
بَرِئتُ إِلى المُهَيمِنِ مِن أُناسٍ
يَرَونَ الرَّفضَ حُبَّ الفاطِمِيَّه
الشافعي
الحمدان
07-28-2024, 05:27 PM
لا تَحمِلَّنَّ لِمَن يَمَنُّ
مِنَ الأَنامِ عَلَيكَ مِنَّه
وَاِختَر لِنَفسِكَ حَظَّها
وَاِصبِر فَإِنَّ الصَبرَ جُنَّه
مِنَنُ الرِجالِ عَلى القُلوبِ
أَشَدُّ مِن وَقعِ الأَسِنَّه
الشافعي
الحمدان
07-28-2024, 05:27 PM
زِن مِن وَزَنكَ بِما وَزَنكَ
وَما ما وَزَنكَ بِهِ فَزِنهُ
مَن جا إِلَيكَ فَرُح إِلَيهِ
وَمَن جَفاكَ فَصُدَّ عَنهُ
مَن ظَنَّ أَنَّكَ دونَهُ
فَاِترُك هَواهُ إِذَن وَهِنهُ
وَاِرجِع إِلى رَبِّ العِبادِ
فَكُلُّ ما يَأتيكَ مِنهُ
الشافعي
الحمدان
07-28-2024, 05:28 PM
لا يَكُن ظَنُّكَ إِلّا سَيِّئاً
إِنَّ سوءَ الظَنِّ مِن أَقوى الفِطَن
ما رَمى الإِنسانَ في مَخمَصَةٍ
غَيرُ حُسنِ الظَنِّ وَالقَولِ الحَسَن
الشافعي
الحمدان
07-28-2024, 05:28 PM
تَحَكَّموا فَاِستَطالوا في تَحَكُّمِهِم
وَعَمّا قَليلٍ كَأَنَّ الأَمرَ لَم يَكُنِ
وَلَو أَنصَفوا أنُصِفوا لَكِن بَغَوا فَبَغى
عَلَيهِمُ الدَهرُ بِالأَحزانِ وَالمِحَنِ
فَأَصبَحوا وَلِسانُ الحالِ يُنشِدُهُم
هَذا بِذاكَ وَلا عَتبٌ عَلى الزَمَنِ
الشافعي
الحمدان
07-28-2024, 05:28 PM
وَلَمّا قَسا قَلبي وَضاقَت مَذاهِبي
جَعَلتُ الرَجا مِنّي لِعَفوِكَ سُلَّما
تَعاظَمَني ذَنبي فَلَمّا قَرَنتُهُ
بِعَفوِكَ رَبّي كانَ عَفوُكَ أَعظَما
فَما زِلتَ ذا عَفوٍ عَنِ الذَنبِ لَم تَزَل
تَجودُ وَتَعفو مِنَّةً وَتَكَرُّما
فَلَولاكَ لَم يَصمُد لِإِبليسَ عابِدٌ
فَكَيفَ وَقَد أَغوى صَفِيَّكَ آدَما
فَلِلَّهِ دَرُّ العارِفِ النَدبِ إِنَّهُ
تَفيضُ لِفَرطِ الوَجدِ أَجفانُهُ دَما
يُقيمُ إِذا ما اللَيلُ مَدَّ ظَلامَهُ
عَلى نَفسِهِ مَن شِدَّةِ الخَوفِ مَأتَما
فَصيحاً إِذا ما كانَ في ذِكرِ رَبِّهِ
وَفي ما سِواهُ في الوَرى كانَ أَعجَما
وَيَذكُرُ أَيّاماً مَضَت مِن شَبابِهِ
وَما كانَ فيها بِالجَهالَةِ أَجرَما
فَصارَ قَرينَ الهَمِّ طولَ نَهارِهِ
أَخا الشُهدِ وَالنَجوى إِذا اللَيلُ أَظلَما
يَقولُ حَبيبي أَنتَ سُؤلي وَبُغيَتي
كَفى بِكَ لِلراجينَ سُؤلاً وَمَغنَما
أَلَستَ الَّذي غَذَّيتَني وَهَدَيتَني
وَلا زِلتَ مَنّاناً عَلَيَّ وَمُنعِما
عَسى مَن لَهُ الإِحسانُ يَغفِرُ زَلَّتي
وَيَستُرُ أَوزاري وَما قَد تَقَدَّما
الشافعي
الحمدان
07-28-2024, 05:30 PM
بِمَوقِفِ ذُلّي دونَ عِزَّتِكَ العُظمى
بِمَخفِيِّ سِرٍّ لا أُحيطُ بِهِ علِما
بِإِطراقِ رَأسي بِاِعتِرافي بِذِلَّتي
بِمَدِّ يَدي أَستَمطِرُ الجودَ وَالرُحمى
بِأَسمائِكَ الحُسنى الَّتي بَعضُ وَصفِها
لِعِزَّتِها يَستَغرِقُ النَثرَ وَالنَظما
بِعَهدٍ قَديمٍ مِن أَلَستُ بِرَبِّكُم
بِمَن كانَ مَجهولاً فَعُرِّفَ بِالأَسما
أَذِقنا شَرابَ الأُنسِ يا مَن إِذا سَقى
مُحِبّاً شَراباً لا يُضامُ وَلا يَظما
الشافعي
الحمدان
07-28-2024, 05:31 PM
أَجودُ بِمَوجودٍ وَلَو بِتُ طاوِياً
عَلى الجوعِ كَشحاً وَالحَشا يَتَأَلَّمُ
وَأُظهِرُ أَسبابَ الغِنى بَينَ رِفقَتي
لَيَخفاهُمُ حالي وَإِنّي لَمُعدَمُ
وَبَيني وَبَينَ اللَهِ أَشكو فاقَتي
حَقيقاً فَإِنَّ اللَهَ بِالحالِ أَعلَمُ
الشافعي
الحمدان
07-28-2024, 05:31 PM
عُفّوا تَعُفُّ نِساؤُكُم في المَحرَمِ
وَتَجَنَّبوا ما لا يَليقُ بِمُسلِمِ
إِنَّ الزِنا دَينٌ فَإِن أَقرَضتَهُ
كانَ الوَفا مِن أَهلِ بَيتِكَ فَاِعلَمِ
يا هاتِكاً حُرَمَ الرِجالِ وَقاطِعاً
سُبُلَ المَوَدَّةِ عِشتَ غَيرَ مُكَرَّمِ
لَو كُنتَ حُرّاً مِن سُلالَةِ ماجِدٍ
ما كُنتَ هَتّاكاً لِحُرمَةِ مُسلِمِ
مَن يَزنِ يُزنَ بِهِ وَلَو بِجِدارِهِ
إِن كُنتَ يا هَذا لَبيباً فَاِفهَمِ
الشافعي
الحمدان
07-28-2024, 05:31 PM
أَأَنثُرُ دُرّاً بَينَ سارِحَةِ البَهمِ
وَأَنظِمُ مَنثوراً لِراعِيَةِ الغَنَمِ
لَعَمري لَئِن ضُيِّعتُ في شَرِّ بَلدَةٍ
فَلَستُ مُضيعاً فيهِمُ غُرَرَ الكَلِم
لَئِن سَهَّلَ اللَهُ العَزيزُ بِلِطفِهِ
وَصادَفتُ أَهلاً لِلعُلومِ وَلِلحِكَم
بَثَثتُ مُفيداً وَاِستَفَدتُ وِدادَهُم
وَإِلّا فَمَكنونٌ لَدَيَّ وَمُكتَتِم
وَمَن مَنَحَ الجُهّالَ عِلماً أَضاعَهُ
وَمَن مَنَعَ المُستَوجِبينَ فَقَد ظَلَم
الشافعي
الحمدان
07-28-2024, 05:32 PM
ثَلاثٌ هُنَّ مُهلِكَةُ الأَنامِ
وَداعِيَةُ الصَحيحِ إِلى السِقامِ
دَوامُ مُدامَةٍ وَدَوامُ وَطءٍ
وَإِدخالُ الطَعامِ عَلى الطَعامِ
الشافعي
الحمدان
07-28-2024, 05:32 PM
إِذا المَرءُ أَفشى سِرَّهُ بِلِسانِهِ
وَلامَ عَليهِ غَيرَهُ فَهُوَ أَحمَقُ
إِذا ضاقَ صَدرُ المَرءِ عَن سِرِّ نَفسِهِ
فَصَدرُ الَّذي يُستَودَعُ السِرَّ أَضيَقُ
الشافعي
الحمدان
07-28-2024, 05:32 PM
فَإِذا سَمِعتَ بِأَنَّ مَجدوداً حَوى
عُوداً فَأَثمَرَ في يَدَيهِ فَصَدِّقِ
وَإِذا سَمِعتَ بِأَنَّ مَحروماً أَتى
ماءً لِيَشرَبَهُ فَغاصَ فَحَقِّقِ
لَو كانَ بِالحِيَلِ الغِنى لَوَجَدتَني
بِنُجومِ أَقطارِ السَماءِ تَعَلُّقي
لَكِنَّ مَن رُزِقَ الحِجا حُرِمَ الغِنى
ضِدّانِ مُفتَرِقانِ أَيَّ تَفَرُّقِ
وَأَحَقُّ خَلقِ اللَهِ بِالهَمِّ اِمرُؤٌ
ذو هِمَّةٍ يُبلى بِرِزقٍ ضَيِّقِ
وَمِنَ الدَليلِ عَلى القَضاءِ وَحُكمِهِ
بُؤسُ اللَبيبِ وَطيبُ عَيشِ الأَحمَقِ
إِنَّ الَّذي رُزِقَ اليَسارَ فَلَم يَنَل
أَجراً وَلا حَمداً لِغَيرُ مُوَفَّقِ
وَالجَدُّ يُدني كُلَّ أَمرٍ شاسِعٍ
وَالجَدُّ يَفتَحُ كُلَّ بابٍ مُغلَقِ
الشافعي
الحمدان
07-28-2024, 05:32 PM
سَهَري لِتَنقيحِ العُلومِ أَلَذُّ لي
مِن وَصلِ غانِيَةٍ وَطيبِ عِناقِ
وَصَريرُ أَقلامي عَلى صَفَحاتِها
أَحلى مِنَ الدَوكاءِ وَالعُشّاقِ
وَأَلَذُّ مِن نَقرِ الفَتاةِ لِدَفِّها
نَقري لِأُلقي الرَملَ عَن أَوراقي
وَتَمايُلي طَرَباً لِحَلِّ عَويصَةٍ
في الدَرسِ أَشهى مِن مُدامَةِ ساقِ
وَأَبيتُ سَهرانَ الدُجى وَتَبِيتُهُ
نَوماً وَتَبغي بَعدَ ذاكَ لِحاقي
الشافعي
الحمدان
07-28-2024, 05:33 PM
اِرحَل بِنَفسِكَ مِن أَرضٍ تُضامُ بِها
وَلا تَكُن مِن فِراقِ الأَهلِ في حُرَقِ
فَالعَنبَرُ الخامُ رَوثٌ في مَواطِنِهِ
وَفي التَغَرُّبِ مَحمولٌ عَلى العُنُقِ
وَالكُحلُ نَوعٌ مِنَ الأَحجارِ تَنظُرُهُ
في أَرضِهِ وَهوَ مُرميٌّ عَلى الطُرُقِ
لَمّا تَغَرَّبَ حازَ الفَضلَ أَجمَعَهُ
فَصارَ يُحمَلُ بَينَ الجَفنِ وَالحَدَقِ
الشافعي
الحمدان
07-28-2024, 05:33 PM
كَيفَ الوصولُ إِلى سُعادٍ وَدونَها
قُلَلُ الجِبالِ وَدونَهُنَّ حُتوفُ
وَالرَجلُ حافِيَةٌ وَلا لي مَركَبٌ
وَالكَفُّ صِفرٌ وَالطَريقُ مَخوفُ
الشافعي
الحمدان
07-28-2024, 05:33 PM
لَقَد زانَ البِلادَ وَمَن عَلَيها
إِمامُ المُسلِمينَ أَبو حَنيفَه
بِأَحكامٍ وَآثارٍ وَفِقهٍ
كَآياتِ الزَبورِ عَلى الصَحيفَه
فَما بِالمَشرِقَينِ لَهُ نَظيرٌ
وَلا بِالمَغرِبَينِ وَلا بِكوفَه
فَرَحمَةُ رَبِّنا أَبَداً عَلَيهِ
مَدى الأَيّامِ ما قُرِأَت صَحيفَه
الشافعي
الحمدان
07-28-2024, 05:34 PM
شَهِدتُ بِأَنَّ اللَهَ لا رَبَّ غَيرَهُ
وَأَشهَدُ أَنَّ البَعثَ حَقٌّ وَأَخلَصُ
وَأَنَّ عُرى الإيمانِ قَولٌ مُبَيَّنٌ
وَفِعلٌ زَكِيٌّ قَد يَزيدُ وَينقُصُ
وَإِنَّ أَبا بَكرٍ خَليفَةُ رَبِّهِ
وَكانَ أَبو حَفصٍ عَلى الخَيرِ يَحرِصُ
وَأَشهَدُ رَبّي أَنَّ عُثمانَ فاضِلٌ
وَأَنَّ عَلِيّاً فَضلُهُ مُتَخَصِّصُ
أَئِمَّةُ قَومٍ يُهتَدى بِهُداهُم
لَحى اللَهُ مَن إِيّاهُمُ يَتَنَقَّصُ
الشافعي
الحمدان
07-28-2024, 05:34 PM
العِلمُ مَغرَسُ كُلِّ فَخرٍ فَاِفتَخِر
وَاِحذَر يَفوتُكَ فَخرُ ذاكَ المَغرَسِ
وَاِعلَم بِأَنَّ العِلمَ لَيسَ يَنالُهُ
مَن هَمُّهُ في مَطعَمٍ أَو مَلبَسِ
لا أَخو العِلمِ الَذي يُعنى بِهِ
في حالَتَيهِ عارِيا أَو مُكتَسي
فَاِجعَل لِنَفسِكَ مِنهُ حَظّاً وافِراً
وَاِهجُر لَهُ طيبَ الرُقادِ وَعَبسِ
فَلَعَلَّ يَوماً حَضَرتَ بِمَجلِسٍ
كُنتَ الرَئيسَ وَفَخرَ ذاكَ المَجلِسِ
الشافعي
الحمدان
07-28-2024, 05:34 PM
لِقَلعُ ضِرسٍ وَضَربُ حَبسِ
وَنَزعُ نَفسٍ وَرَدُّ أَمسِ
وَقَرُّ بَردٍ وَقَودُ فَردِ
وَدَبغُ جِلدٍ بِغَيرِ شَمسِ
وَأَكلُ ضَبٍّ وَصَيدُ دُبٍّ
وَصَرفُ حَبٍّ بِأَرضِ خَرسِ
وَنَفخُ نارٍ وَحَملُ عارٍ
وَبَيعُ دارٍ بِرُبعِ فِلسِ
وَبَيعُ خُفٍّ وَعَدمُ إِلفٍ
وَضَربُ إِلفٍ بِحَبلِ قَلسِ
أَهوَنُ مِن وَقفَةِ الحُرِّ
يَرجو نَوالاً بِبابِ نَحسِ
الشافعي
الحمدان
07-28-2024, 05:35 PM
يا واعِظَ الناسِ عَمّا أَنتَ فاعِلُهُ
يا مَن يُعَدُّ عَلَيهِ العُمرُ بِالنَفَسِ
اِحفَظ لِشَيبِكَ مِن عَيبٍ يُدَنِّسُهُ
إِنَّ البَياضَ قَليلُ الحَملِ لِلدَنَسِ
كَحامِلٍ لِثِيابِ الناسِ يَغسِلُها
وَثَوبُهُ غارِقٌ في الرِجسِ وَالنَجَسِ
تَبغي النَجاةَ وَلَم تَسلُك طَريقَتَها
إِنَّ السَفينَةَ لا تَجري عَلى اليَبَسِ
رُكوبُكَ النَعشَ يُنسيكَ الرُكوبَ عَلى
ما كُنتَ تَركَبُ مِن بَغلٍ وَمِن فَرَسِ
يَومَ القِيامَةِ لا مالٌ وَلا وَلَدٌ
وَضَمَّةُ القَبرِ تُنسي لَيلَةَ العُرسِ
الشافعي
الحمدان
07-28-2024, 05:35 PM
قَلبي بِرَحمَتِكَ اللَهُمَّ ذو أُنُسِ
في السِرِّ وَالجَهرِ وَالإِصباحِ وَالغَلَسِ
ماتَقَلَّبتُ مِن نَومي وَفي سِنَتي
إِلّا وَذِكرُكَ بَينَ النَفسِ وَالنَفَسِ
لَقَد مَنَنتَ عَلى قَلبي بِمَعرِفَةٍ
بِأَنَّكَ اللَهُ ذو الآلاءِ وَالقُدسِ
وَقَد أَتَيتُ ذُنوباً أَنتَ تَعلَمُها
وَلَم تَكُن فاضِحي فيها بِفِعلِ مَسي
فَاِمنُن عَلَيَّ بِذِكرِ الصالِحينَ وَلا
تَجعَل عَلَيَّ إِذاً في الدينِ مِن لَبَسِ
وَكُن مَعي طولَ دُنيايَ وَآخِرَتي
وَيَومَ حَشري بِما أَنزَلتَ في عَبَسِ
الشافعي
الحمدان
07-28-2024, 05:35 PM
صَديقٌ لَيسَ يَنفَعُ يَومَ بُؤسِ
قَريبٌ مِن عَدوٍّ في القِياسِ
وَما يَبقى الصَديقُ بِكلِّ عَصرٍ
وَلا الإِخوانُ إِلّا لِلتَآسي
عَمَرتُ الدَهرَ مُلتَمِساً بِجُهدي
أَخا ثِقَةٍ فَأَلهاني اِلتِماسي
تَنَكَّرَتِ البِلادُ وَمَن عَلَيها
كَأَنَّ أُناسَها لَيسوا بِناسي
الشافعي
الحمدان
07-28-2024, 05:35 PM
إِذا المُشكِلاتُ تَصَدَّينَ لي
كَشَفتُ حَقائِقَها لِلنَظَر
لِسانٌ كَشَقشَقَةِ الأَرحَبيي
وَكالحُسامِ اليَمانِيّ الذَكَر
وَلَستُ بِإِمَّعَةٍ في الرِجالِ
أُسائِلُ هَذا وَذا ما الخَبَر
وَلَكِنَّني مُدرَهُ الأَصغَرَينِ
جَلّابُ خَيرٍ وَفَرّاجُ شَرّ
الشافعي
الحمدان
07-28-2024, 05:36 PM
كُن ساكِناً في ذا الزَمانِ بِسَيرِهِ
وَعَنِ الوَرى كُن راهِباً في دَيرِهِ
وَاِغسِل يَدَيكَ مِنَ الزَمانِ وَأَهلِهِ
وَاِحذَر مَوَدَّتَهُم تَنَل مِن خَيرِهِ
إِنّي اِطَّلَعتُ فَلَم أَجِد لي صاحِباً
أَصحَبُهُ في الدَهرِ وَلا في غَيرِهِ
فَتَرَكتُ أَسفَلَهُم لَكَثرَةِ شَرِّهِ
وَتَرَكتُ أَعلاهُم لِقِلَّةِ خَيرِهِ
الشافعي
الحمدان
07-28-2024, 05:36 PM
لَقَد أَصبَحَت نَفسي تَتوقُ إِلى مِصرِ
وَمِن دونِها أَرضُ المَهامَه وَالقَفرِ
فَوَاللَهِ لا أَدري أَلِلفَوزِ وَالغِنى
أُساقُ إِلَيها أَم أُساقُ إِلى القَبرِ
الشافعي
الحمدان
07-28-2024, 05:36 PM
قيلَ لي قَد أَسى عَلَيكَ فُلانٌ
وَمُقامُ الفَتى عَلى الذُلِّ عارُ
قُلتُ قَد جاءَني وَأَحدَثَ عُذراً
دِيَةُ الذَنبِ عِندَنا الاِعتِذارُ
الشافعي
الحمدان
07-28-2024, 05:37 PM
تاهَ الأُعَيرِجُ وَاِستَعلى بِهِ الخَطَرُ
فَقُل لَهُ خَيرُ ما اِستَعمَلتَهُ الحَذَرُ
أَحسَنتَ ظَنَّكَ بِالأَيّامِ إِذ حَسُنَت
وَلَم تَخَف سوءَ ما يَأتي بِهِ القَدَرُ
وَسالَمَتكَ اللَيالي فَاِغتَرَرتَ بِها
وَعِندَ صَفوِ اللَيالي يَحدُثُ الكَدَرُ
الشافعي
الحمدان
07-28-2024, 05:37 PM
عَلَيَّ ثِيابٌ لَو تُباعُ جَميعُها
بِفَلسٍ لَكانَ الفَلسُ مِنهُنَّ أَكثَرا
فيهِنَّ نَفسٌ لَو تُقاسُ بِبَعضِها
نُفوسُ الوَرى كانَت أَجَلَّ وَأَكبَرا
ما ضَرَّ نَصلَ السَيفِ إِخلاقُ غِمدِهِ
إِذا كانَ عَضباً حَيثُ وَجَّهتَهُ فَرى
الشافعي
الحمدان
07-28-2024, 05:37 PM
أَمطِري لُؤلُؤاً جِبالَ سَرَنديبَ
وَفيضي آبارُ تَكرورَ تِبرا
أَنا إِن عِشتُ لَستُ أَعدَمُ قوتاً
وَإِذا مُتُّ لَستُ أَعدَمُ قَبرا
هِمَّتي هِمَّةُ المُلوكِ وَنَفسي
نَفسُ حُرٍّ تَرى المَذَلَّةَ كُفرا
وَإِذا ما قَنِعتُ بِالقوتِ عُمري
فَلِماذا أَزورُ زَيداً وَعَمرا
الشافعي
الحمدان
07-28-2024, 05:37 PM
يا مَن يُعانِقُ دُنيا لا بَقاءَ لَها
يُمسي وَيُصبِحُ في دُنياهُ سَفّارا
هَلّا تَرَكتَ لِذي الدُنيا مُعانَقَةً
حَتّى تُعانِقَ في الفِردَوسِ أَبكارا
إِن كُنتَ تَبغي جِنانَ الخُلدِ تَسكُنُها
فَيَنبَغي لَكَ أَن لا تَأمَنَ النارا
الشافعي
الحمدان
07-28-2024, 05:38 PM
وَلَولا الشِعرُ بِالعُلَماءِ يُزري
لَكُنتُ اليَومَ أَشعَرَ مِن لَبيدِ
وَأَشجَعَ في الوَغي مِن كُلِّ لَيثٍ
وَآلِ مُهَلَّبٍ وَبَني يَزيدِ
وَلَولا خَشيَّةُ الرَحمَنِ رَبّي
حَسِبتُ الناسَ كُلَّهُمُ عَبيدي
الشافعي
الحمدان
07-28-2024, 05:38 PM
إِن كُنتَ تَغدو في الذُنوبِ جَليداً
وَتَخافُ في يَومِ المَعادِ وَعيدا
فَلَقَد أَتاكَ مِنَ المُهَيمِنِ عَفوُهُ
وَأَفاضَ مِن نِعَمٍ عَلَيكَ مَزيدا
لا تَيأَسَنَّ مِن لُطفِ رَبِّكَ في الحَشا
في بَطنِ أُمِّكَ مُضغَةً وَوَليدا
لَو شاءَ أَن تَصلى جَهَنَّمَ خالِداً
ما كانَ أَلهَمَ قَلبَكَ التَوحيدا
الشافعي
الحمدان
07-28-2024, 05:38 PM
إنِّي صَحِبْتُ أناساً مَا لَهُمْ عَدَدُ
وَكُنْتُ أَحْسبُ أنِّي قَدْ مَلأَتُ يدِي
لَمَّا بَلَوْتُ أخِلائي وَجَدْتُهُمُ
كالدَّهرِ في الغَدرِ لَم يُبقوا على أحدِ
إن غِبتُ فَشرُّ الناسِ يَشتُمُني
وَإنْ مَرِضْتُ فَخَيْرُ النَّاسِ لَمْ يَعُدِ
وإن رأوني بخيرٍ ساءهُم فَرحَي
وإن رأوني بِشَرٍّ سَرَّهم نَكدي
الشافعي
الحمدان
07-28-2024, 05:39 PM
ولَمّا أَتَيتُ الناسَ أَطلُبُ عِندَهُم
أَخا ثِقَةٍ عِندَ اِبتِلاءِ الشَدائِدِ
تَقَلَّبتُ في دَهري رَخاءً وَشِدَّةً
وَنادَيتُ في الأَحياءِ هَل مِن مُساعِدِ
فَلَم أَرى فيما ساءَني غَيرَ شامِتٍ
وَلَم أَرَ فيما سَرَّني غَيرَ حاسِدِ
الشافعي
الحمدان
07-28-2024, 05:39 PM
تَمَنّى رِجالٌ أَن أَموتَ وَإِن أَمُت
فَتِلكَ سَبيلٌ لَستُ فيها بِأَوحَدِ
وَما مَوتُ مَن قَد ماتَ قَبلي بِضائِري
وَلا عَيشُ مَن قَد عاشَ بَعدي بِمُخلِدي
لَعَلَّ الَّذي يَرجو فَنائي وَيَدَّعي
بِهِ قَبلَ مَوتي أَن يَكونَ هُوَ الرَدي
الشافعي
الحمدان
07-28-2024, 05:39 PM
لَيتَ الكِلابَ لَنا كانَت مُجاوِرَةً
وَلَيتَنا لا نَرى مِمّا نَرى أَحَدا
إِنَّ الكِلابَ لَتَهدي في مَواطِنِها
وَالخَلقُ لَيسَ بِهادٍ شَرُّهُم أَبَدا
فَاِهرُب بِنَفسِكَ وَاِستَأنِس بِوِحدَتِها
تَبقى سَعيداً إِذا ما كُنتَ مُنفَرِدا
الشافعي
الحمدان
07-28-2024, 05:40 PM
فقيهاً وصوفياً فكن ليسَ واحداً
فَإني وَحَقِّ اللَّهِ إيَّاكَ أَنْصَحُ
فذلك قاسٍ، لم يذق قلبه تقىْ
وهذا جَهولٌ، كَيفَ ذو الجَهلِ يَصلُحُ
الشافعي
الحمدان
07-28-2024, 05:40 PM
ماذا يخبِّرُ ضيفُ بيتكَ أهلهُ
إن سيلَ كيفَ معادهُ ومعاجه
أيقولُ: جاوزتُ الفراتَ ولم أنل
ريَّاً لديهِ وقد طغت أمواجهُ
وَرِقِيتُ في دَرَجِ الْعلاَ فَتَضَايَقَتْ
عمَّا أريدُ شعابهُ وفجاجه
ولتخبرنَّ خصاصتي بتملُّقي
والماء يخبرُ عن قذاهُ زجاجةُ
عنْدِي يَوَاقِيتُ الْقَرِيضِ وَدُرُّهُ
وَعَلَيّ إكْلِيلُ الْكَلاَم وَتَاجُهُ
تربي على روضِ الرُّبا أزهارهُ
وَيَرُفُّ في نَادِي النَّدى دِيبَاجُهُ
وَالشَّاعِرُ المِنْطِيقُ أسْوَدُ سالخٌ
وَالشعْرُ مِنْهُ لُعَابُهُ وَمُجَاجُهُ
وَعَدَاوَةُ الشّعَرَاءِ دَاءٌ مُعْضِلٌ
وَلَقَدْ يَهُونُ عَلَى الْكَرِيمِ عِلاَجُهُ
الشافعي
الحمدان
07-28-2024, 05:40 PM
إِذا رُمتَ المَكارِمَ مِن كَريمٍ
فَيَمِّم مَن بَنى لِلَّهِ بَيتا
فَذاكَ اللَيثُ مَن يَحمي حِماهُ
وَيُكرِمُ ضَيفَهُ حَيّاً وَمَيتا
الشافعي
الحمدان
07-28-2024, 05:40 PM
وَأَنطَقَتِ الدَراهِمُ بَعدَ صَمتٍ
أُناساً بَعدَما كانوا سُكوتا
فَما عَطَفوا عَلى أَحَدٍ بِفَضلٍ
وَلا عَرَفوا لِمَكرُمَةٍ ثُبوتا
الشافعي
الحمدان
07-28-2024, 05:41 PM
ومن هابَ الرِّجال تهيبوهُ
ومنْ حقرَ الرِّجال فلن يهابها
ومن قضتِ الرِّجالُ لهُ حقوقاً
وَمَنْ يَعْصِ الرِّجَالَ فَما أصَابَا
الشافعي
الحمدان
07-28-2024, 05:41 PM
سَأَضرِبُ في طولِ البِلادِ وَعَرضِها
أَنالُ مُرادي أَو أَموتُ غَريبا
فَإِن تَلِفَت نَفسي فَلِلَّهِ دَرُّها
وَإِن سَلِمَت كانَ الرُجوعُ قَريبا
الشافعي
الحمدان
07-28-2024, 05:42 PM
ما في المَقامِ لِذي عَقلٍ وَذي أَدَبِ
مِن راحَةٍ فَدَعِ الأَوطانَ وَاِغتَرِبِ
سافِر تَجِد عِوَضاً عَمَّن تُفارِقُهُ
وَاِنصَب فَإِنَّ لَذيذَ العَيشِ في النَصَبِ
إِنّي رَأَيتُ وُقوفَ الماءِ يُفسِدُهُ
إِن ساحَ طابَ وَإِن لَم يَجرِ لَم يَطِبِ
وَالأُسدُ لَولا فِراقُ الأَرضِ مااِفتَرَسَت
وَالسَهمُ لَولا فِراقُ القَوسِ لَم يُصِبِ
وَالشَمسُ لَو وَقَفَت في الفُلكِ دائِمَةً
لَمَلَّها الناسُ مِن عُجمٍ وَمِن عَرَبِ
وَالتِبرُ كَالتُربِ مُلقىً في أَماكِنِهِ
وَالعودُ في أَرضِهِ نَوعٌ مِنَ الحَطَبِ
فَإِن تَغَرَّبَ هَذا عَزَّ مَطلَبُهُ
وَإِن تَغَرَّبَ ذاكَ عَزَّ كَالذَهَبِ
الشافعي
الحمدان
07-28-2024, 05:42 PM
أَنتَ حَسبي وَفيكَ لِلقَلبِ حَسبُ
وَلِحَسبي إِن صَحَّ لِيَ فيكَ حَسبُ
لا أُبالي مَتى وِدادُكَ لي صَحَّ
مِنَ الدَهرِ ما تَعَرَّضَ خَطبُ
الشافعي
الحمدان
07-28-2024, 05:42 PM
خَبِّرا عَنِّي المُنَجِّمَ أَنِّي
كافِرٌ بِالَّذي قَضَتهُ الكَواكِبُ
عالِماً أَنَّ ما يَكونَ وَما كانَ
قَضاءٌ مِنَ المُهَيمِنِ واجِبُ
الشافعي
الحمدان
07-28-2024, 05:42 PM
بَلَوتُ بَني الدُنيا فَلَم أَرى فيهُمُ
سِوى مَن غَدا وَالبُخلُ مِلءَ إِهابِهِ
فَجَرَّدتُ مِن غَمدِ القَناعَةِ صارِماً
قَطَعتُ رَجائي مِنهُمُ بِذُبابِهِ
فَلا ذا يَراني واقِفاً في طَريقِهِ
وَلا ذا يَراني قاعِداً عِندَ بابِهِ
غَنيٌّ بِلا مالٍ عَنِ الناسِ كُلِّهِم
وَلَيسَ الغِنى إِلّا عَنِ الشَيءِ لا بِهِ
إِذا ما ظالِمُ استَحسَنَ الظُلمَ مَذهَباً
وَلَجَّ عُتُوّاً في قَبيحِ اِكتِسابِهِ
فَكِلهُ إِلى صَرفِ اللَيالي فَإِنَّها
سَتُبدي لَهُ ما لَم يَكُن في حِسابِهِ
فَكَم قَد رَأَينا ظالِماً مُتَمَرِّداً
يَرى النَجمَ تيهاً تَحتَ ظِلِّ رِكابِهِ
فَعَمَّا قَليلٍ وَهُوَ في غَفَلاتِهِ
أَناخَت صُروفُ الحادِثاتِ بِبابِهِ
فَأَصبَحَ لا مالٌ لَهُ وَلا جاهٌ يُرتَجى
وَلا حَسَناتٌ تَلتَقي في كِتابِهِ
وَجوزِيَ بِالأَمرِ الَّذي كانَ فاعِلاً
وَصَبَّ عَلَيهِ اللَهُ سَوطَ عَذابِهِ
الشافعي
الحمدان
07-28-2024, 05:43 PM
إِذا سَبَّني نَذلٌ تَزايَدتُ رِفعَةً
وَما العَيبُ إِلّا أَن أَكونَ مُسابِبُه
وَلَو لَم تَكُن نَفسي عَلَيَّ عَزيزَةً
لَمَكَنتُها مِن كُلِّ نَذلٍ تُحارِبُه
وَلَو أَنَّني أَسعى لِنَفعي وَجَدتَني
كَثيرَ التَواني لِلَّذي أَنا طالِبُه
وَلَكِنَّني أَسعى لِأَنفَعَ صاحِبي
وَعارٌ عَلى الشَبعانِ إِن جاعَ صاحِبُه
الشافعي
الحمدان
07-28-2024, 05:43 PM
خَبَت نارُ نَفسي بِاشتِعالِ مَفارِقي
وَأَظلَمَ لَيلي إِذ أَضاءَ شِهابُها
أَيا بومَةً قَد عَشَّشَت فَوقَ هامَتي
عَلى الرُغمِ مِنّي حينَ طارَ غُرابُها
رَأَيتِ خَرابَ العُمرِ مِنّي فَزُرتِني
وَمَأواكِ مِن كُلِّ الدِيارِ خَرابُها
أَأَنعَمُ عَيشاً بَعدَ ما حَلَّ عارِضِي
طَلائِعُ شَيبٍ لَيسَ يُغني خَضابُها
إِذا اِصفَرَّ لَونُ المَرءِ وَاِبيَضَّ شَعرُهُ
تَنَغَّصَ مِن أَيّامِهِ مُستَطابُها
فَدَع عَنكَ سَوآتِ الأُمورِ فَإِنَّها
حَرامٌ عَلى نَفسِ التَقيِّ اِرتِكابُها
وَأَدِّ زَكاةَ الجاهِ وَاِعلَم بِأَنَّها
كَمِثلِ زَكاةِ المالِ تَمَّ نِصابُها
وَأَحسِن إِلى الأَحرارِ تَملِك رِقابَهُم
فَخَيرُ تِجاراتِ الكِرامِ اِكتِسابُها
وَلا تَمشِيَن في مَنكِبِ الأَرضِ فاخِراً
فَعَمّا قَليلٍ يَحتَويكَ تُرابُها
وَمَن يَذُقِ الدُنيا فَإِنّي طَعَمتُها
وَسيقَ إِلَينا عَذبُها وَعَذابِها
فَلَم أَرَها إِلّا غُروراً وَباطِلاً
كَما لاحَ في ظَهرِ الفَلاةِ سَرابُها
وَماهِيَ إِلّا جِيَفَةٌ مُستَحيلَةٌ
عَلَيها كِلابٌ هَمُّهُنَّ اِجتِذابُها
فَإِن تَجتَنِبها كُنتَ سِلماً لِأَهلِها
وَإِن تَجتَذِبها نازَعَتكَ كِلابُها
فَطوبى لِنَفسٍ أُولِعَت قَعرَ دارِها
مُغَلِّقَةَ الأَبوابِ مُرخَىً حِجابُها
الشافعي
الحمدان
07-28-2024, 05:44 PM
مَعشَرٍ جَهِلوا حَقَّ الأَديبِ
فَباعوا الرَأسَ بِالذَنَبِ
وَالناسُ يَجمَعُهُم شَملٌ وَبَينَهُم
في العَقلِ فَرقٌ وَفي الآدابِ وَالحَسَبِ
كَمِثلِ ما الذَهَبِ الإِبريزِ يَشرَكُهُ
في لَونِهِ الصُفرُ وَالتَفضيلُ لِلذَهَبِ
وَالعودُ لَو لَم تَطِب مِنهُ رَوائِحُهُ
لَم يَفرِقِ الناسُ بَينَ العودِ وَالحَطَبِ
الشافعي
الحمدان
07-28-2024, 05:44 PM
أَرَى حُمُراً تَرعَى وَتُعلَفُ ما تَهوى
وَأُسداً جِياعاً تَظمَأُ الدَّهرَ لا تُروى
وَأَشرافَ قَومٍ لا يَنالونَ قوتَهُم
وَقَوماً لِئاماً تَأكُلُ المَنَّ وَالسَلوى
قَضاءٌ لِدَيّانِ الخَلائِقِ سابِقٌ
وَلَيسَ عَلى مُرِّ القَضا أَحَدٌ يَقوى
فَمَن عَرَفَ الدَهرَ الخَؤونَ وَصَرفَهُ
تَصَبَّرَ لِلبَلوى وَلَم يُظهِرِ الشَكوى
الشافعي
الحمدان
07-28-2024, 05:44 PM
أَتَهزَأُ بِالدُعاءِ وَتَزدَريهِ
وَما تَدري بِما صَنَعَ الدُّعاءُ
سِهامُ اللَيلِ لا تُخطِي وَلَكِن
لَها أَمَدٌ وَلِلأَمَدِ اِنقِضاءُ
الشافعي
الحمدان
07-28-2024, 05:45 PM
الناس بالناس مادام الحياء بهم
والسعد لاشك تارات وهبات
وأفضل الناس مابين الورى رجل
تقضى علي يده للناس حاجات
لاتمنعن يد المعروف عن أحد
مادمت مقتدرا فالسعد تارات
وأشكر فضائل صنع الله إذ جعلت
إليك لا لك عند الناس حاجات
قد مات قوم وما ماتت مكارمهم
وعاش قوم وهم في الناس أموات
الشافعي
الحمدان
07-28-2024, 05:45 PM
إِنَّ امْرَأً وَجَدَ الْيَسَارَ فَلَمْ يُصِبْ
حَمْدًا وَلَا شُكْرًا لَغَيْرُ مُوَفَّقِ
الْجَدُّ يُدْنِي كُلَّ أَمْرٍ شَاسِعٍ
وَالْجَدُّ يَفْتَحُ كُلَّ بَابٍ مُغْلَقِ
وَإِذَا سَمِعْتَ بِأَنَّ مَكْدُودًا أَتَى
مَاءً لِيَشْرَبَهُ فَغَاضَ فَحَقِّقِ
وَأَحَقُّ خَلْقِ اللهِ بِالْهَمِّ امْرُؤٌ
ذُو هِمَّةٍ يُبْلَى بِعَيْشٍ ضَيِّقِ
وَمِنَ الدَّلِيلِ عَلَى الْقَضَاءِ وَكَوْنِهِ
بُؤْسُ اللَّبِيبِ وَطِيبُ عَيْشِ الْأَحْمَقِ
الشافعي
الحمدان
07-28-2024, 05:45 PM
مَا شِئْتَ كَانَ، وإنْ لم أشَأْ
وَمَا شِئْتُ إن لَمْ تَشأْ لَمْ يكنْ
خَلقْتَ العِبَادَ لِمَا قَدْ عَلِمْتَ
فَفِي العِلْمِ يَجري الفَتَى وَالْمُسِنْ
فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ، وَمِنْهُمْ سَعِيد
وَمِنْهُمْ قَبِيحٌ، وَمِنْهُمْ حَسَنْ
عَلَى ذَا مَنَنْتَ، وَهَذا خَذلْتَ،
وذاكَ أعنتَ، وذا لم تُعِنْ
الشافعي
الحمدان
07-28-2024, 05:45 PM
أَكْثَرَ النَّاسُ في النِّسَاءِ وَقالُوا
إنَّ حُبَّ النِّسَاءِ جَهْدُ الْبَلاءِ
ليسَ حبُ النساءِ جهداً ولكنَ
قُرْبُ مَنْ لاَ تُحِبُّ جُهْدُ الْبَلاءِ
الشافعي
الحمدان
07-28-2024, 05:46 PM
صَبْراً جَمِيلاً ما أقربَ الفَرَجَا
من رَاقَبَ اللَّهَ فِي الأمورِ نَجَا
منْ صدق الله لم ينلهُ أذى
ومن رجَاهُ يكونُ حيثُ رَجَا
الشافعي
الحمدان
07-28-2024, 05:46 PM
ومتعبُ العيسَ مرتاحاً إلى بلدِ
والموتُ يطلُبُه من ذَلِكَ البلدِ
وضاحك والمنايا فوقَ هامته
لو كانَ يعلمُ غيباً ماتَ من كمدِ
من كانَ لَمْ يُؤْتَ عِلْماً في بقاءِ غدٍ
ماذا تفكرهُ في رزقِ بعد غدِ
الشافعي
الحمدان
07-28-2024, 05:46 PM
عفا الله عن عبدِ أعانَ بدعوةٍ
خليلين كانا دائمين على الودِّ
إلى أن مشى واشي الهوى بنميمةٍ
إلى ذَاكَ مِنْ هذَا فَزَالاَ عَنِ الْعَهْدِ
الشافعي
الحمدان
07-28-2024, 05:46 PM
اذْهَبْ فَوُدُّكَ مِنْ فُؤَادِي طَالِقٌ
أَبَدًا وَلَيْسَ طَلَاقَ ذَاتِ الْبَيْنِ
فَإِنِ ارْعَوَيْتَ فَإِنَّهَا تَطْلِيقَةٌ
وَيَدُومُ وُدُّكَ لِي عَلَى ثِنْتَيْنِ
وَإِنِ امْتَنَعْتَ شَفَعْتُهَا بِمِثَالِهَا
فَتَكُونُ تَطْلِيقَيْنِ فِي حَيْضَيْنِ
وَإِذَا الثَّلَاثُ أَتَتْكَ مِنِّي بَتَّةً
لَمْ تُغْنِ عَنْكَ وِلَايَةُ السِّيبَيْنِ
الشافعي
الحمدان
07-28-2024, 05:47 PM
أُفَكِّرُ فِي نَوَى إِلْفِي وَصَبْرِي
وَأَحْمَدُ هِمَّتِي وَأَذُمُّ دَهْرِي
وَمَا قَصَّرْتُ فِي طَلَبٍ وَلَكِنْ
لِرَبِّ النَّاسِ أَمْرٌ فَوْقَ أَمْرِي
الشافعي
الحمدان
07-28-2024, 05:47 PM
سَيُفْتَحُ بَابٌ إِذَا سُدَّ بَابُ
نَعَمْ، وَتهُونُ الأُمُورُ الصِّعَابُ
وَيتَّسِعُ الحَالُ مِنْ بَعْدِ مَا
تَضِيقُ المَذَاهِبُ فِيهَا الرِّحَابُ
مَعَ الهَمِّ يُسْرَانِ هَوِّنْ عَلَيْكَ
فَلاَ الْهَمُّظ، يُجْدِي، وَلاَ الاكْتِئَابُ
فَكَمْ ضِقْتَ ذَرْعاً بِمَا هِبْتَهُ
فَلَمْ يُرَ مِنْ ذَاكَ قَدْرٌ يُهَابُ
وَكَمْ بَرَدٍ خِفْتَهُ مِنْ سَحَابٍ
فَعُوفِيت وَانْجَابَ عَنْكَ السَّحَابُ
وَرِزْقٍ أَتَاكَ وَلَمْ تَأْتِهِ
وَلاَ أَرَّقَ العَيْنَ مِنْهُ الطِّلابُ
وَنَاءٍ عَنٍ الأَهْلِ مِنْ بَعْدِ مَا
عَلاهُ مِنَ المَوْجِ طَامٍ عُبَابُ
إِذَا احْتَجَبَ النَّاسُ عَنْ سَائِلٍ
فَمَا دُونَ سَائِلِ رَبِّي حِجَابُ
يَعُودُ بِفَضْلٍ عَلَى مَنْ رَجَاهُ
وَرَاجِيهِ فِي كُلِّ حِينٍ يُجَابُ
فَلاَ تَأْسَ يَوْماً عَلَى فَائِتٍ
وَعِنْدَكَ مِنْهُ رِضَىّ وَاحْتِسَابُ
فَلاَ بُدَّ مِنْ كَوْنِ مَا خُطَّ فِي
كِتَابِكَ تُحْبَى بِهِ أَوْ تُصَابُ
فَمَنْ حَائِلٌ دُونَ مَا فِي الكِتَابِ
وَمَنْ مُرْسِلٌ مَا أَبَاهُ الكِتَابُ؟
إِذَا لَمْ تَكُنْ تَارِكَاً زِينَةٌ
إِذَا الْمَرْءُ جَاءَ بِهَا يُسْتَرابُ
تَقَعْ فِي مَوَاقِع تردى بِهَا
وَتَهْوَى إِلَيْكَ السِّهَامُ الصّيَابُ
تَبَيَّنْ زَمَانَكَ ذَا واقْتَصِدْ
فَإِنَّ زَمَانَكَ هَذَا عَذَابُ
وَأَقْلِلْ عِتَابَاً فَمَا فِيهِ مَنْ
يُعَاتِبُ حِينَ يَحِقُّ العِتَابُ
مَضَى النَّاسُ طُرّاً وَبَادُوا سِوَى
أَرَاذِل عَنْهُمْ تُجَلُّ الكِلاَبُ
يُلاَقِيكَ بِالبِشْرِ دَهْمَاؤُهُمْ
وَتَسْلِيمُ مَنْ رَقَّ مِنْهُمْ سِبَابُ
فَأَحْسِنْ، وَمَا الحُرُّ مُسْتَحْسِنٌ
صِيَانٌ لَهُمْ عَنْهُمُ وَاجْتِنَابُ
فَإِنْ يُغْنِهِ اللّه عَنْهُمْ يَفرْ
وَإِلاَّ فَذَاكَ فِيْمَا الخَطَا وَالصَّوابُ
فَدَعْ مَا هَوَيتَ، فَإِنَّ الهَوَى
يَقُودُ النُّفَوسَ إِلَى مَا يُعَابُ
وَمَيِّزْ كَلاَمَكَ قَبْلَ الكَلاَمِ
فَإِنَّ لِكُلِّ كَلاَمٍ جَوَابُ
فَرُبَّ كَلامٍ يَمُضُّ الحَشَا
وَفِيهِ مِنَ المَزْحِ مَا يُسُتَطَابُ
الشافعي .. العصر العباسي
الحمدان
07-28-2024, 06:26 PM
ويلفُّنِي وَجَعُ الحَنِينِ وَأدَّعِي
صَبرًا، وَجَوفِي بِالأَسَى يَتَقَطَّعُ
وَأَذُوبُ مِن شَوقِي لَهُم لَكِنَّنِي
مِن فَرطِ حُزنِي أَعيُنِي لَا تَدمَعُ
يَا لَيتَ مَن غَابُوا سَلَونَا بَعدَهُم
أو لَيتَ مَن نَبكِيه يَومًا يَرجِعُ
.....
الحمدان
07-28-2024, 07:43 PM
أريدُ بندقيّه
خاتم أمّي بعتهُ
منْ أجل بندقيّه
محفظتي رهنتُها
منْ أجل بندقيّه
اللغةُ التي بها درسنا
الكتبُ التي بها قرأنا
قصائدُ الشعرِ التي حفظنا
ليست تساوي درهماً
أمامَ بندقيّه
أصبحَ عندي الآنَ بندقيّه
إلى فلسطينَ خذوني معكمْ
إلى ربّىً حزينةً ، كوجهِ مجدليّه
إلى القباب الخُضر و الحجارةِ النبيّه
عشرونَ عاماً و أنا
أبحثُ عن أرضٍ و عن هويّه
أبحثُ عن بيتي الذي هناكْ
عن وطني المحاطَ بالأسلاكْ
أبحثُ عن طفولتي
و عن رفاق حارتي
عن كتبي ، عن صوري
عن كلِّ ركنٍ دافئٍ و كلِّ مزهريّه
أصبحَ عندي الآنَ بندقيّه
إلى فلسطينَ خذوني معكم
يا أيّها الرجال
أريدُ أن أعيش أو أموتَ كالرجال
أريدُ ، أن أنبتَ في ترابها
زيتونةً ، أو حقلَ برتقال
أو زهرةً شذيّه
قولوا ، لمن يسألُ عن قضيّتي
بارودتي ، صارت هي القضيّه
أصبحَ عندي الآنَ بندقيّه
أصبحتُ في قائمة الثوّارْ
أفترشُ الأشواكَ و الغبارْ
و ألبسُ المنيّه
مشيئةُ الأقدارْ ، لا تردُّني
أنا الذي أغيّرُ الأقدارْ
يا أيّها الثوارْ
في القدسْ ، في الخليلْ
في بيسانَ ، في الأغوارْ
في بيتِ لحمٍ ، حيثُ كنتم أيّها الأحرارْ
تقدموا ، تقدموا
فقصةُ السلام ، مسرحيّه
و العدلُ مسرحيّه
إلى فلسطينَ طريقٌ واحدٌ
يمرُّ من فوهةِ بندقيّه
نزار قباني
الحمدان
07-28-2024, 10:33 PM
ضاعت الأعمار في كسب الذنوب
واكتساب الدين طبعا للقلوب
واحتوينا للمساوى والعيوب
وعصينا الله علام الغيوب
كم حوينا من مثالب وعيوب
ومعايب ومصايب ومعاطب
هل ترانا بعد هذا سنتوب
أوترانا بعد هذا نؤب
ابن طاهر
الحمدان
07-28-2024, 10:33 PM
إلى الله أشكو داء قلبي وقالبي
وما بهما من علة ومعايب
قطعت رجائي من جميع الخلائق
وإن كان ذا ود قريب مصاحب
فليس لهم حول ولا قوة ولا
لانفسهم نفع ولا دفع راهب
إلى الله ربي أشتكي ما أصابني
وما حل بي أو أختشى من معاطب
الهي مليكي خالقي رازقي الذي
به دفع مرهوبي وجلب الرغائب
فياحىّ يا قيوم يا ذا العلاويا
كثير العطايا من فنون المحابب
تفضل بغفران الذنوب جميعها
واصلاح قلبي مع جميع المآرب
وأختم بخير منك فضلا ومنة
على عبدك الجاني الكثير المثالب
فإلى الهي غير جودك ملجأ
ومالي سواك يا كثير المواهب
فيا رب يا رحمن مالي حيلة
ويارب ذا الإحسان ضاقت مذاهبي
فاصلح شؤوني في فنوني جميعها
وكن لي الهي حين ألقى لجانبي
أعوذ بوجه الله من كل ما اختشى
وإحسانه من كل شر وناكب
سألتك لي ربي وكل قرابتي
وأحبابنا والمسلمين الأجانب
وأستغفر الله العظيم عدادما
خلق ربنا في شرقها والمغارب
ويارب صل ثم سلم على الذي
بعثت الينا من لؤي بن غالب
وأصحابه والآل والتابعين ما
تنفس شخص أوحد بالركائب
ولله ربي الحمد والشكر والثنا
على نعم لم يحصها عد حاسب
ابن طاهر
الحمدان
07-28-2024, 10:34 PM
إذا شئت الدواء لكل داء
عليك بحسن ظنك والرجاء
وما تشكوه من داء دواء
يكون دواؤه ترك الدواء
إذا ما الداء تعلمه وتدري
تحول علمه عين الشفاء
وإن ضاقت بك الأحوال فاحظ
أمورا خطها قلم القضاء
وإن دام السرور عليك يوما
ولم تسمح عيونك بالبكاء
فَقُل يَا رَبِّ فَرِّحنَا بِأُخرَى
كما فرحتنا في ذي الدناء
فإن الله ذو كرم عظيم
وما الأعمال إلا كالهباء
ابن طاهر
الحمدان
07-28-2024, 10:34 PM
ألايا رب يا سامع دعائي
ومن بيديه دائي مع دوائي
تفضل يا كريم على فقير
قليل الصبر عند الابتلاء
فهب لي من عطائك كل خير
وعجل يا إلهي بالشفاء
وكن لي سيدي في كل حال
وفي الدنيا وفي يوم الجزاء
عظيم الفضل أطلب منك فضلا
كثير الخير حقق لي رجائي
كريم الوجه لاخيبت ظني
عظيم المن هب فوق المناء
عظيم الشأن ذا الاحسان هب لي
فلا حجر عليك في العطاء
وهب لي منك عافية وعفوا
ولاربى تكلني للسواء
وأختم لي بخير عند موتي
وكن لي حين أدفن في الثراء
ووفقني وقومني على سنة
المختار خير الأنبياء
عليه الله صلى ثم سلم
عداد الأذكياء والأغبياء
ابن طاهر
اليمن
الحمدان
07-28-2024, 10:35 PM
مَضَى غَيْرَ مَذْمُومٍ زَمانُ شَبابِي
ومَا كانَ فِقْداني لَهُ بِحِسابي
مَضَى طاهِرَ الأَذْيالِ ما شابَ صَفْوَهُ
قَذَى كَدَرٍ أَبْداهُ فَرْطُ تَصابي
تَقَضَّى بِرَبْعِ المكْرُماتِ مُجانِباً
مَواطِنَ لا تَأْتي بِغَيْرِ صَوابِ
رباعُ عُلُومٍ أو رِياضُ فَوائِد
يُدارُ بِها ما دُرْتُ كأْسُ شَرابِ
أدارِسُ أَتْرابي بِها في مَدارِسٍ
دُروسَ حَديثٍ أو دُرُوسَ كِتابِ
وأنْشُرُ في أَرْجائِها مِنْ فَوائِدي
فَرائِدَ تَجْنِيها اكُفُّ صِحابي
وَسَلْ عَنْ مَقالي ذا الْمَعالِي جَمالَها
رَئيسَ العَوالِي طابَ كُل مَطابِ
فَريدَ بَني الأَيّامِ في كُلِّ غايَةٍ
سَعَى نَحْوَها مَنْ سَلَّ عَضْبِ قِرابِ
فأضْحَى بِرَغْمِ الحاسِدِينَ بِمَنْزِلٍ
يُقَصِّرُ عَنْ أَدْنى مَدَاهُ حِسابي
ومَنْ حَجَبَ الشِّمْسَ المنِيرَةَ ضَوْءَها
فما ضَرَّها يَوْماً طَنِينُ ذُبابِ
جَمالَ الهُدَى وافَى نِظامُك رافِلاً
يُرَنحُ عِطْفاً مِنْ بَديعِ خِطابِ
وها أَنَا قَدْ قَبَلْتُه بمَدائِحي
لِنَفْسي ومَدْحُ النَّفْسِ لَمْعُ سَرابِ
فإنْ كانَ حَقّاً فَهُوَ غَيْرُ مُحَقَّقٍ
وإنْ كانَ زُوراً فَهُوَ شَرُّ كِذابِ
عبدالولي الشميري
الحمدان
07-28-2024, 10:35 PM
في حادِياتِ اللّيالي للْفَتَى عَجَبُ
وَفي نَوائِبِها تَفَاوَتُ الرِّيَبُ
فَطالَما أَظْهَرَتْ للناسِ خَيْرَ فَتىً
مِنْ قَبْلِها كانَ بالتَّزْويرِ يَحْتَجِب
لَولا التجارِبُ ظَنَّ النّاسُ في شَبَهٍ
بأنَّه الفِضَّةُ البَيْضاءُ والذّهَبُ
إن المعادِنَ لَوْلا الحَفْرُ واحِدَةٌ
والكُلُّ مِنْها لِوَجْهِ الأَرْضِ يَنْتَسِبُ
والحُلْوُ والْمُرُّ في الشَّيْئَيْنِ مُحْتَجِبٌ
فإِنْ بَلَوْتَهُما لم يُجْهَلِ السَّبَبُ
والخَيْرُ والشَّرُّ لا يَدْرِي الفَتَى بِهِما
حَتَّى يساوِرَهُ في دَهْرِهِ النُّوَبُ
كَمْ مِنْ فَتىً تَعْشَقُ الأَبْصارَ رَوْنَقَهُ
وَدَمْعُها بَعْدَ خُبْرٍ مِنْهُ يَنْسَكِبُ
ومِنْ فَتىً تَزدَريهِ وَهُوَ إنْ صَدَقَتْ
مِنْهُ التَّجارِبُ للْمَعْروفِ يُكْتَسَبُ
اُبْلُ الرِّجالَ وَدَعْ عَنْكَ الغُرورَ بِما
يَقْضِي بِهِ حَسَبُ الفِتيانِ والنَّسَبُ
فإنْ وَجَدْتَ جَميلاً بَعْدَ تَجْربَةٍ
فاشْدُدْ يَدَيْكَ فَهَذا عِنْدِيَ الحَسَبُ
وإنْ وَجَدْتَ قَبِيحاً بَعْدَ مَخْبَرَةٍ
فَذاكَ لَمْعُ سَرابٍ كُلُّهُ كَذِبُ
وإِنَّني قَدْ حَلَبْتُ الدَّهْرُ أَشْطُرَهُ
وَقَدْ بَلَوْتُ الأَخِلاّ فَوْقَ ما يَجِبُ
وَقَدْ خَبِرتُ الوَرَى في كُلِّ حادِثَةٍ
فَلَمْ يكُنْ عِنْدَهُمْ في مَطْلَبٍ أَرَبُ
وكُلُّهُمْ مُظْهِرٌ حُبّاً لذي نَشَبٍ
إنْ عادَ يوماً علَيْهمْ ذَلِكَ النّشَبُ
يَدُومُ صَفْوُ الإخا مِنْهُمْ فإن سَلَبَتْ
يَدُ الزَّمانِ الذي يَرْجُونَهُ سَلَبُوا
إنْ كُنْتَ تَبْغي وِدادَ النّاسِ كُنْ رَجُلاً
فيهمْ لَهُ رَغَبٌ إن شِئْتَ أو رَهَبُ
فإنْ تَكُنْ راغِباً في مِثْلِ ذا رَغِبوا
وإن تكُنْ راغِباً عَنْ مِثْلِهِ رَغِبوا
ما لامْرِىء في وِدادِ النّاسِ مِنْ سَبَبٍ
إنْ لَمْ يكُنْ عِنْدَهُ يَوْماً لَهُ سَبَبُ
ومَنْ يَقُلْ غَيْرَ ذا قُلْ أَنْتَ في غَرَرٍ
وَلَسْتَ مِنْ مَعْشَرٍ للنّاس قَدْ صَحبُوا
سَتَعْرِفُ الأَمْرَ إنْ نابَتْكَ نائِبَةٌ
أَوْ أَمْكَنَتْ فُرْصَةٌ في مِثْلِها يَثِبُوا
فَلُذْ بِحَبْلِ التُّقَى والعِلْمِ مُطَّرِحاً
كَسْبَ الإخاءِ فَهَذا الأَمْرُ مُضْطَرِبُ
لا تَقْتَحِمْ لِوِدادِ النّاسِ مَهْلَكَةً
يَغْتَالُكَ الوَيْلُ والتَّنْكِيدُ والنَّصَبُ
ولَسْتُ مُسْتَثْنِياً مِنْهُمْ سِوَى نَفَرٍ
في رَبْعِهِمْ للأَخِلاّ يُرْفَعُ الطَّنَبُ
يَصْفُونَ إِنْ كُدِّرَتْ أَخْلاقُهُمْ كَرَماً
وإنْ يَشُبْ مَحْضَ وُدِّي القَوْمُ يَشِبُوا
يُقَدِّمونَ قَضا حَاجِ الصَّديقِ عَلَى
حاجَاتِهِمْ إِذْ رَأَوْهُ بَعْضَ ما يَجِبُ
ومِنْهُمُ العالِمُ السَّبّاقُ في رُتَبٍ
حَتَّى حَوَى غايَةً تَعْنُو لَهَا والرتَبُ
حِيناً يَحُلُّ رُموزَ العِلْمِ إِنْ خَفِيَتْ
وتارةً عِنْدَهُ الأَشْعارُ والخُطَبُ
يَمْشِي عَلَى نَمَطِ الأَعْرابِ إِنْ نَظَمَتْ
يَراعُهُ كَلِماتٍ شَأْنُها عَجَبُ
انْظُرْ إلى مِدَحٍ منْهُ مُجَوَّدَةٍ
كأنّما نُظِمَتْ في سِلْكِها الشُّهُبُ
وانْظُرْ حَماسَةَ نَظْمٍ منه رائِعَةً
كأَنَّها في الطُّروسِ البِيضُ والنِّيَبُ
تَحْكِي لَنا مِنْ خُطوبِ الدَّهْرِ مُعْضِلَةً
وفِتْنَةً نارُها في السَّفْحِ تَلْتَهِبُ
مِنْ جاحِدٍ نِعْمَةَ الْمَوْلَى الإمامِ وقَدْ
أَوْلاهُ مِنْ سَيْبها ما لَيْسَ يَحْتَسِبُ
لمْ يَنْهَهُ كَرَمٌ لَمْ تُثْنِهِ نِعَمٌ
لم تُلْهِهِ نِقَمٌ في كَفِّها العَطَبُ
ولم يَنَلْ مِنْهُ ما يَرْجُوهُ مِنْ ظَفَرٍ
بِذلِكَ الحَرْبِ لا بَلْ نالَهُ الحَرَبُ
خَفِّفْ عَلَيْكَ ابنَ يَحْيَى ما دَهَاك بهِ
رَيْبُ الزَّمانِ فَما في رَيْبِهِ رَيَبُ
كانَتْ سَحابَةَ صَيْفٍ ما تَأَلَّفَ في
أطْرافِها البَرْقُ حَتَّى انْجابَتِ السُّحُبُ
أو مِثْلَ صَوْت رياحٍ زَعْزَعٍ زَحَفَتْ
عَلَى الجِبال فَما مَادَتْ لَها كُثُبُ
من يَنْطَحِ الصَّخْرَةَ الصَّماءَ تَهْشِمُهُ
والصَّخْرُ بالنَّطْحِ يَوْماً لَيْسَ يَنْشَعِبُ
عبدالولي الشميري
الحمدان
07-28-2024, 10:36 PM
أيا بَيْنُ كَمْ كَدَّرْتَ صَفْوَ الْمَشارِبِ
ويا هَجْرُ كَمْ هَيَّجْتَ لَوْعَةَ غائِبِ
ويا دَهْرُ كَمْ جَرَّعْتَنِي فَقْدَ صاحِبٍ
بِكأْسِ النَّوَى مِنْ بَعْدِهِ فَقَدُ صاحِبِ
إِلى اللهِ أَشْكُو ما جَنَتْهُ يَدُ النّوَى
عَلَى كَبِدِي والدَّهْرُ جَمُّ العَجائِبِ
أَحِنُّ إِلى وَصْلٍ تَقَادَمَ عَهْدُهُ
وإِنَّ حَنِينَ المرْءِ أَحْقَرُ واجِبِ
وأَنْدُبُ دَهْرَ الجَمْعِ بَعْدَ تَفَرُّقٍ
وأبْكي عَلَيْهِ بالدُّمُوعِ السَّواكِبِ
فيا مَنْزِلَ اللُّقْياءِ صَافَحَكَ الحَيا
بجَوْدٍ مُلِثٍّ أَدْكَنِ الرِّدْنِ ساكِبِ
بعَيْشِكَ هَلْ منْ عَوْدَةٍ فُرْقَةٍ
تَعُودُ لِصَبٍّ مُغْرَمِ القَلْبِ ذائِبِ
أناخَ عَلَيْهِ كَلْكَلُ البَيْنِ كُلِّهِ
وأنْحَى عَلَيْهِ الهَجْرُ من كُلِّ جانِبِ
وصارَ حَليفاً للتَّلَهُّفِ والأَسَى
بِبَيْنِ جَمالِ الدِّينِ زَيْنِ الْمَواكِبِ
فَتىً قَدْ سَما فَوْقَ السِّماكِ مَكانُهُ
سُرادِقُهُ مَعْقُودَةٌ بالكَواكِبِ
لَهُ منْ طَريفِ الْمَجْدِ كُلُّ طرِيقَةٍ
وتالِدُهُ مِنْهُ كَريمُ الْمَناسِبِ
تَبَحْبَحَ في بَحْبوحَةِ العِزِّ وارْتَدَى
بمُطْرفِ مَجْدٍ في صَمِيمِ المناصِبِ
وَجَلِّى بِمضْمارِ السّباقِ وقَصَّرَتْ
لَدَى شَوْطِهِ أَبْنَا لُؤَيِّ بنِ غالِبِ
فَيا سَيِّداً سَادَ الوَرَى بفِعالِهِ
وقامَ بِرَبْعِ الْمَجْدِ غَيْرَ مُراقِبِ
أَتَاني نِظامٌ مِنْكَ كالدُّرِّ دُونَهُ
نِظامُ هَمامٍ أَو سَوادِ بنِ قاربِ
وَوافَى وأَشْغالِي بِهَا الدَّهْرُ مُوثَقٌ
وشُغْلُ الفَتَى مُغْرىً بَمحْوِ المناقِبِ
وإِسْبالُ وَبْلِ السّتْرِ مِنْكَ مُؤَمَّلٌ
عَلَى ما تَرَى في طَيٍّ ذا مِنْ مَثالِبِ
ودُمْ يا بْنَ خَيْرِ الرُّسْلِ في ظِلِّ نِعْمَةٍ
مِنَ اللهِ إِنَّ اللهَ أكْرَمُ واهِبِ
ولا تَنْسَني عِنْدَ الدُّعاءِ فإِنَّني
إلى دَعَواتٍ مِنْكَ أَعْظَمُ راغِبِ
عبدالولي الشميري
الحمدان
07-28-2024, 10:36 PM
تَهَدّمَ مِنْ رَبْعِ الْمَعارِفِ جانِبُهْ
وأَصْبَحَ في شُغْلٍ عَنْ العِلْمِ طالِبُهْ
وأُكسِفَ بَدْرُ التَّمِّ بَعْدَ طلُوعِهِ
وَكُدِّرَ مِنْهُ صَفْوُهُ ومَشارِبُهْ
وأَقْبَلَ مِنْ لَيْلِ الجَهَالَةِ دَامِسٌ
وأَدْبَرَ من صُبْح الْمَعَارِفِ ثاقِبُهْ
وقَطَّعَ أَنْساعَ الرَّواحِلِ رَاجِلٌ
وكَسَّرَ أَقْتاباً مِن الرَّحْلِ رَاكِبُهْ
وأَقْسَمَ لا يَعْلُو عَلَى ظَهْرِ أنْجَبٍ
وَقَدْ قَامَ فِينا لابْنِ أَحْمَدَ نادِبُهْ
إمامٌ إذا الإِشْكالُ عنّ وأعْضَلَتْ
غَرائِبُ عِلْمٍ فَرَّجَتْها غَرائِبُهْ
إمامٌ رَقَا في دَارَةِ العِلْمِ مَنْزِلاً
يُقَصِّرُ عَنْهُ عُجْمُهُ وأَعارِبُهْ
إمامٌ بهِ ازْدانَ الزَّمانُ وشَيَّدَتْ
مَناقِبَ أَبْناءِ الرَّسُولِ مَنَاقِبُهْ
لِتَبْكِ بِمِلْءِ الجَفْنِ سُنَّةُ أَحْمَدٍ
فَطَالِبُها ضاقَتْ عَلَيْهِ مَذاهِبُهْ
لِتَبْكِ عَلَيْهِ الأُمَّهاتُ فإِنَّها
أصِيبَتْ بِثُكْلٍ لَيْسَ ثُكْلٌ يُقارِبُهْ
لِتَبْكِ عُيونُ العِلْمِ طُرّاً لماجدٍ
بِهِ ارْتَفَعَتْ بَعْدَ السُّقُوطِ جَوانِبُهْ
أعَيْنَيَّ جُودا فابْنُ أَحْمَدَ قَدْ قَضَى
وَقَدْ آنَ أنْ يجْرِي مِنَ الدَّمْعِ ساكِبُهْ
هَوَى بَدْرُ تَمِّ المكْرُماتِ وأَنْشَبَتْ
بعَليَاهُ مِنْ لَيْلِ الْمِحاقِ مَخَالِبُهْ
أَسىً كانَ في طَيِّ الزَّمانِ يَجُنُّهُ
أَغَارَتْ عَلَى كُلِّ الفُنُونِ كَتَائِبُهْ
وَحَسْبُكَ رُزْءٌ ما سَمِعْتُ بِمِثْلِهِ
ولا مَرّ بِي والدَّهْرُ جَمٌّ عَجَائِبُهْ
تَبَدَّدَ شَمْلُ العِلْمِ بَعْدَ اجْتِماعِهِ
وَنَيّبَه خَطْبٌ تَحِلُّ نَوائِبُهْ
لَقَدْ فَجِعَ الدّينُ الحَنِيفُ بمُفْرَدٍ
تَناهَتْ بِهِ غَاياتُهُ وَمَرَاكِبُهْ
قَضَى جَدُّهُ الْمُخْتَارُ في مِثْلِ يَوْمِهِ
بِشَهْرِ رَبيعٍ واهِبُ الفَضْلِ سالِبُهْ
وما ذَاكَ إِلاّ أَنّهُ في جِوارِهِ
بِجَنَّةِ عَدْنٍ وَهْوَ فِيها مُصَاحِبُهْ
وَما ماتَ مَنْ أَبْقَى لَنا كُلَّ سَيِّدٍ
تُزاحِمُ هَاماتِ السِّماكِ مَناكِبُهْ
مَيامِينَ سَباقِينَ في كُلِّ غايَةٍ
بِهِمْ خَضَعَتْ منَ كُلِّ صَعْبٍ مَراكِبُهْ
نُجُومُ سَمَاءٍ كُلَّما انْقَضَّ كَوْكَبٌ
بَدا كَوْكَبٌ تَأْوِي إِلَيْهِ كَواكِبُهْ
عبدالولي الشميري
الحمدان
07-28-2024, 10:37 PM
أَي مَنْ صَارَ يَرْتَكِبُ المعَاصِي
ويَرْجُو أن يُجابَ لَهُ الدُّعاءُ
تَعَلَّقْ بالرَّجاءِ بِحُسْنِ ظَنٍّ
فإِنَّ العَبْدَ يَنْفَعُهُ الرَّجاءُ
بِرَجْوَى اللهِ يُفْرَجُ كُلُّ كَرْبٍ
وتَنْكَشِفُ الْمَضرَّةُ والبَلاءُ
عبدالولي الشميري
الحمدان
07-28-2024, 10:37 PM
الشِّعْرُ فَيْضُ خَيالٍ فيهِ عاطِفةٌ
يُمْلِيهِ شَجْوٌ وأفراحٌ، وأَحزانُ
والشِّعْرُ مَعْنًى، وإبداعٌ وقافِيَةٌ
ووَثْبَةُ اللُّغَةِ الفُصْحى وأوزانُ
وما سِواهُ فُحُولُ الشِّعرِ تُنْكِرُهُ
ويَتَّقِي شَرَّهُ الإنسانُ والجانُ
عبدالولي الشميري
الحمدان
07-28-2024, 10:37 PM
يَظُنُّونَ أنَّ الحُبَّ حَرَّمَهُ الشَّرْعُ
وليسَ بهِ إلَّا العُقُوبةُ والمَنْعُ
وأَوْهَمَنا قَومٌ مَحا اللهُ جَهْلَهُمْ
بأنَّ لنا دِينًا إلى الحُبِّ لا يَدعو
عبدالولي الشميري
الحمدان
07-28-2024, 10:37 PM
شوطُنا فوقَ احتمالِ الاحتمالْ
فوقَ صبرِ الصَّبرِ، لكن لا انخذالْ
نغتلي، نبكي على مَنْ سَقَطوا
إنَّما نمضي لإتمام المَجَالْ
دمُنا يَهمي على أوتارِنا
ونُغَنّي للأماني بانفعالْ
مُرَّةٌ أحزانُنا، لكنها
يا عذابَ الصَّبْرِ أحزانُ الرِّجالْ
نبلعُ الأحجارَ، ندمى إنَّما
نعزفُ الأشواقَ، نشدو للجَمالْ
ندفنُ الأحبابَ، نأسى إنَّما
نتحدَّى نحتذي، وجهَ المُحَالْ
مُذْ بدأنا الشَّوطَ جَوْهَرنا الحَصى
بالدَّمِ الغالي وفَردَسنا الرّمالْ
وإلى أينَ؟ عَرفْنا المُبتدا
والمسافاتُ، كما ندري طوالْ
وكنيسانَ انطلقنا في الذُّرا
نسفحُ الطيبَ يميناً وشمَالْ
نبتني لليمنِ المنشودِ مِنْ
سُهدِنا جسراً وندعوهُ: تعالْ
وانزرعْنَا تحتَ أمطارِ الفَنَا
شجراً مِلءَ المَدى أعيْا الزَّوالْ
شجراً يَحضُنُ أعماقَ الثَّرى
ويُعيرُ الرِّيحَ أطرافَ الظِّلالْ
واتَّقدنا في حشا الأرضِ هوىً
وتحوَّلنا حقولاً وتِلالْ
مِشمِشا، بُناً، وروداً وندىً
وربيعاً ومَصِيفاً وغِلالْ
نحنُ هذي الأرضُ،فيها نلتظي
وهيَ فينا عنفوانٌ واقتتالْ
من روابي لحمِنا هذي الرُّبا
من رُبا أعظُمِنا هذي الجبالْ
ليسَ ذا بدءَ التَّلاقي بالرَّدى
قد عشقناهُ وأضنانا وِصالْ
وانتقى مِنْ دَمِنَا عمَّتَهُ
واتَّخذنا وجهَهُ النَّاريْ نِعالْ
نَعرفُ الموتَ الذي يَعرفُنا
مَسَّنا قَتْلاَ.. ودُسناهُ قِتالْ
وتَقَحَّمْنا الدَّواهي صُورَاً
أَكَلَتْ مِنّا، أَكَلناها نِضالْ
موتُ بعضِ الشَّعبِ يُحيي كلّهُ
إنَّ بعضَ النَّقصِ روحُ الاكتمالْ
هاهُنا بعضُ النُّجومِ انطفأتْ
كي تزيدَ الأنجمُ الأُخْرى اشتعالْ
تفقدُ الأشجارُ منْ أغصانِها
ثمَّ تزدادُ اخضراراً واخضلالْ
إَّنما يا موتُ هل تدري متى
ترتخي فوقَ سريرٍ من مَلالْ
في حنايانا سُؤالٌ، ما لَهُ
من مُجيبٍ وهو يَغلي في اتِّصالْ
ولماذا ينطفي أحبابُنا
قبلَ أن يستنفذَ الزَّيتَ الذُّبالْ
ثُمَّ ننسى الحُزنَ بالحُزنِ، ومَنْ
يا ضياعَ الرَّدّ يُنسينا السؤالْ
عبدالله البردوني
الحمدان
07-28-2024, 10:38 PM
دعيني أنم لحظة يا هموم
فقد أوشك الفجر أن يطلعا
وكاد الصباح يشق الدجى
ولم يأذن القلب أن أهجعا
دعيني دعيني أنم غفوة
عسى أجد الحلم الممتعا
دعيني أطل على الصباح
ومازلت في أرقي موجعا
ومازال يتعبني مضجعي
ويضني تقلبي المضجعا
لك الله يا ليلة الذكريات
ولي, ما أمر وما أفزعا
عبدالله البردوني
الحمدان
07-28-2024, 10:39 PM
ما أصدق السيف إن لم ينضه الكذبُ
وأكذب السيف إن لم يصدق الغضبُ
بيض الصفائح أهدى حين تحملها
أيد إذا غلبت يعلو بها الغلبُ
وأقبح النصرنصرالأقوياء بلا
فهم سوى فهم كم باعوا وكم كسبوا
أدهى من الجهل علم يطمئن إلى
أنصافِ ناس ٍطغوا بالعلم واغتصبوا
قالوا هم البشر الأرقى وما أكلوا
شيئاً كما أكلوا الإنسانَ أو شرِبوا
ماذا جرى يا أبا تمام تسألني
عفواً سأروي ولا تسأل وما السببُ
يدمي السؤالُ حياءً حين نسأله
كيف احتفت بالعِدا (حيفا) أو(النقبُ)
من ذا يلبي؟ أما إصرار معتصم
كلا وأخزى من (الأفشين) ما صلبوا
اليوم عادت علوج (الروم) فاتحة
وموطن العرب المسلوب والسلبُ
ماذا فعلنا؟ غضبنا كالرجال ولم
نصدق وقد صدق التنجيم والكتبُ
فأطفأت شهب (الميراج) أنجمنا
وشمسنا وتحدت نارها الحطبُ
وقاتلت دوننا الأبواق صامدة
أما الرجال فماتوا ثم أو هربوا
حكامنا إن تصدوا للحمى اقتحموا
وإن تصدى له المستعمر انسحبوا
هم يفرشون لجيش الغزو أعينهم
ويدعون وثوباً قبل أن يثبوا
الحاكمون و(واشنطن) حكومتهم
واللامعون وما شعوا ولا غربوا
القاتلون نبوغ الشعب ترضيةً
للمعتدين وما أجدتهم القرب
لهم شموخ (المثنى) ظاهراً ولهم
هوى إلى (بابك الخرمي) ينتسب
ماذا ترى يا (أبا تمام) هل كذبتُ
أحسابنا أو تناسى عرقه الذهب
عروبة اليوم أخرى لا ينم على
وجودها اسم ولا لون ولا لقب
تسعون ألفاً لـ(عمورية) اتقدوا
وللمنجم قالوا: إننا الشهب
قيل: انتظار قطاف الكرم ما انتظروا
نُضج العناقيد, لكن قبلها التهبوا
واليوم تسعون مليوناً وما بلغوا
نضجاً وقد عصر الزيتون والعنبُ
تنسى الرؤوسُ العوالي نار نخوتها
إذا امتطاها إلى أسياده الذنب
(حبيبُ) وافيتُ من صنعاءَ يحملني
نسرٌ وخلف ضلوعي يلهثُ العرب
ماذا أحدث عن صنعاء يا أبتي؟
مليحة عاشقاها: السلُّ والجربُ
ماتت بصندوق (وضاح) بلا ثمنٍ
ولم يمتْ في حشاها العشقُ والطربُ
كانت تراقبُ صبحَ البعث فانبعثتْ
في الحلم ثم ارتمت تغفو وترتقبُ
لكنها رغم بخل الغيثِ ما برحت
حبلى وفي بطنها (قحطان) أو (كرب)
وفي أسى مقلتيها يغتلي (يمنٌ)
ثانٍ كحلم الصبا، ينأى ويقتربُ
(حبيب) تسألُ عن حالي وكيف أنا
شبابةٌ في شفاهِ الريحِ تنتحبُ
كانت بلادك (رحلاً)، ظهر (ناجية)
أما بلادي فلا ظهر ولا غببُ
أرعيت كل جديب لحم راحلة
كانت رعته وماء الروض ينسكبُ
ورحت من سفر مضن إلى سفرٍ
أضنى لأن طريق الراحة التهب
لكن أنا راحلٌ في غير ما سفر
رحلي دمي وطريقي الجمر والحطبُ
إذا امتطيت ركاباً للنوى فأنا
في داخلي أمتطي ناري وأغترب
قبري ومأساة ميلادي على كتفي
وحولي العدم المنفوخ والصخب
(حبيب) هذا صداكَ اليوم أنشدهُ
لكن لماذا ترى وجهي وتكتئب
ماذا أتعجب من شيبي على صغري
إني ولدت عجوزاً كيف تعتجب
واليوم أذوي وطيش الفن يعزفني
والأربعون على خدي تلتهب
كذا إذا ابيض إيناع الحياة على
وجه الأديب أضاء الفكر والأدبُ
وأنت من شبت قبل الأربعين على
نار (الحماسةِ) تجلوها وتنتخبُ
وتجتدي كل لص مترفٍ هبة
وأنت تعطيه شعراً فوق ما يهبُ
شرقت غربت من (والٍ) إلى (ملك)
يحثك الفقر أو يقتادك الطلب
طوفت حتى وصلت (الموصل) انطفأت
فيك الاماني ولم يشبع لها أرب
لكن موت المجيد الفذ يبدأه
ولادة من صباها ترضع الحقب
(حبيب) ما زال في عينيك أسئلة
تبدو وتنسى حكاياها فتنتقب
وماتزال بحلقي ألف مبكيةٍ
من رهبة البوح تستحيي وتضطرب
يكفيك أن عدانا أهدروا دمنا
ونحن من دمنا نحسو ونحتلب
سحائب الغزو تشوينا وتحجبنا
يوماً ستحبلُ من إرعادنا السحب
ألا ترى يا (أبا تمام) بارقنا
(إن السماء تُرجى حين تحتجب)
عبدالله البردوني
الحمدان
07-28-2024, 10:39 PM
تركتني هاهنا بين العذاب
ومضت، يا طول حزني واكتئابي
تركتني للشقا وحدي هنا
واستراحت وحدها بين التراب
حيث لا جور ولا بغي ولا
ذرة تنبي وتنبي بالخراب
حيث لا سيف ولا قنبلة
حيث لا حرب ولا لمع حراب
حيث لا قيد ولا سوط ولا
ظالم يطغى ومظلوم يحابي
خلفتني أذكر الصفو كما
يذكر الشيخ خيالات الشباب
ونأت عني وشوقي حولها
ينشد الماضي وبي أواه ما بي
ودعاها حاصد العمر إلى
حيث أدعوها فتعيا عن جوابي
حيث أدعوها فلا يسمعني
غير صمت القبر والقفر اليباب
موتها كان مصابي كله
وحياتي بعدها فوق مصابي
أين مني ظلها الحاني وقد
ذهبت عني إلى غير إياب
سحبت أيامها الجرحى على
لفحة البيد وأشواك الهضاب
ومضت في طرق العمر فمن
مسلك صعب إلى دنيا صعاب
وانتهت حيث انتهى الشوط بها
فاطمأنت تحت أستار الغياب
آه يا أمي وأشواك الأسى
تلهب الأوجاع في قلبي المذاب
فيك ودعت شبابي والصبا
وانطوت خلفي حلاوات التصابي
كيف أنساك وذكراك على
سفر أياتي كتاب في كتاب
إن ذكراك ورائي وعلى
وجهتي حيث مجيئي وذهابي
كم تذكرت يديك وهما
في يدي أو في طعامي وشرابي
كان يضنيك نحولي وإذا
مسني البرد فزنداك ثيابي
وإذا أبكاني الجوع ولم
تملكي شيئاً سوى الوعد الكذاب
هدهدت كفاك رأسي مثلما
هدهد الفجر رياحين الروابي
كم هدتني يدك السمرا إلى
حقلنا في الغول في قاع الرحاب
وإلى الوادي إلى الظل إلى
حيث يلقي الروض أنفاس الملاب
وسواقي النهر تلقي لحنها
ذائباً كاللطف في حلو العتاب
كم تمنينا وكم دللتني
تحت صمت الليل والشهب الخوابي
كم بكت عيناك لما رأتا
بصري يطفا ويطوى في الحجاب
وتذكرت مصيري والجوى
بين جنبيك جراح في التهاب
ها أنا يا أمي اليوم فتى
طائر الصيت بعيد في الشهاب
أملأ التاريخ لحناً وصدى
وتغني في ربا الخلد ربابي
فاسمعي يا أم صوتي وارقصي
من وراء القبر كالحور الكعاب
ها أنا يا أم أرثيك وفي
شجو هذا الشعر شجوي وانتحابي
عبدالله البردوني
الحمدان
07-28-2024, 10:40 PM
تقولين لي: أين بيتي مزاح؟
من النار زاد رمادي جراح؟
تقولين لي أين؟ وبيتي صدى
من القبر، جدرانه من نواح
وتيه وراء ضياع الضياع
وخلف الدجى ووراء الرياح
هناك قراري على اللا قرار
وفي لا غدو وفي لا رواح
وراء النوى حيث لا برعمٌ
جنينٌ ولا موعد من جناح
أموت وأستولد الأغنيات
وأبذلها للبلى في سماح
وأحلم حيث الرؤى ترتمي
على غاية من لهاث النباح
وحيث الأفاعي تبيع الفحيح
وتمتص جوع الحصى في ارتياح
لماذا أجيب؟ وتستنبتين
سؤالاً يبرعم حلم الصباح
فأصغي وأسمع من لا مكان
صدى واعداً زنبقي الصداح
وأشتم صيفاً خجول القطاف
تلعثم في وجنتيك وفاح
وناغى على شاطئي مقلتيك
منى رضعاً، ووعوداً شحاح
أحلن رمادي حريقاً صموتاً
وأورقن في شفتيه فباح
لأنا التقينا، ولدنا الشروق
وأهدى لنا كل نجم وشاح
فماج بنا منزل من شذا
ومن أغنيات الصبا والمراح
عبدالله البردوني
الحمدان
07-28-2024, 10:41 PM
الدّجى يهمي … وهذا الحزن يهمي
مطرا من سهده ، يظمى ويظمي
يتعب الليل نزيفا … وعلى
رغمه يدمى ، وينجرّ ويدمي
يرتدي أشلاءه ، يمشي على
مقلتيه حافيا ، يهذي ويومي
يرتمي فوق شظايا جلده
يطبخ القبح ، بشدقيه ويرمي
أيها الليل … أنادي إنّما
هل أنادي لا أظنّ الصوت وهمي
إنّه صوتي … ويبدو غيره
حين أصغي باحثا عن وجه حلمي
من أنا أسأل شخصا داخلي
هل أنا أنت ؟ ومن أنت ؟ وما اسمي
أيّها الحارس تدري من أنا
إشتروا نومي طويل ليل همي
ألأني حارس يا سيّدي
زوّجوها ثانيا المال يعمي
من أنا الليل يبني للرؤى
قامة كالرّمح ، من جلدي وعظمي
لا تعي سكران تسع أعلنت
أوّل الأخبار ، ما سموه رسمسي
من أنا صار ابن عمي تاجرا
واشترى شيخ ثريّ ، بنت عمّي
هل تنام الصبح ؟ سيارتها
عبرت قدّام عيني ، فوق لحمي
إصغ لي أرجوك أغرى أمّها
شيّدت قصرين ، من أشلاء هدمي
من أنا يا تكس ؟ أفلست وما شبعوا
من من حماة الأمن يحمي
من هنا ، سر ، ها هنا قف ، رخصّي
ما الذي حمّلت ، فتّش ، هات قسمي
خمسة للقات ، خمسون لهم
وانتهى دخلي ، وأنهى السلّ أمّي
عاجن الفرن أتدري ؟ سنة
وأنا أعجن أحزاني وغمي
من أنا كانت ترى والدتي
ذلّ بعض الناس تحت البعض حتمي
غبت عن قصدي رفيقي غائب
من ليال رأيه في الحبس جهمي
ما الذي أفعله ؟، كلّ له
شاغل ثان وفهم غير فهمي
داخلي يسقط في خارجه
غربتني أكبر من صوتي وحجمي
(نقم) يرنو بعيدا سيّدي
هل ترى في ضائع الأرقام رقمي
طحت وجهي لأنّي جبل
خيل كسرى عجنته خيل نظمي
أعشبت أرمدة الأزمان في
مقلتيّ جلمدت شمسي ونجمي
تذهب الريح وتأتي وأرى
جبهتي فيها وهذا حدّ علمي
من هنا أسأله من ذا هنا
غير ثوب ، فيه ما أدعوه جسمي
من أنا والليلة الجرحى على
رغمها تهمي كما أهمي برغمي
هل كفى يا أرض غيثا لم تعد
تغسل الأمطار أوجاعي وعقمي
عبدالله البردوني
الحمدان
07-28-2024, 10:41 PM
من أرض بلقيس هذا اللحن والوتر
من جوها هذه الأنسام والسحر
من صدرها هذه الآهات. من فمها
هذي اللحون. ومن تاريخها الذكر
من “السعيدة” هذي الأغنيات ومن
ظلالها هذه الأطياف والصور
أطيافها حول مسرى خاطري زمر
من الترانيم تشدو حولها زمر
من خاطر “اليمن” الخضرا ومهجتها
هذي الأغاريد والأصداء والفكر
هذا القصيد أغانيها ودمعتها
وسحرها وصباها الأغيد النضر
يكاد من طول ما غنى خمائلها
يفوح من كل حرف جوها العطر
يكاد من كثر ما ضمته أغصنها
يرف من وجنتيها الورد والزهر
كأنه من تشكي جرحها مقل
يلح منها البكا الدامي وينحدر
يا أمي اليمن الخضرا وفاتنتي
منك الفتون ومني العشق والسهر
ها أنت في كل ذراتي وملء دمي
شعر “تعنقده” الذكرى وتعتصر
وأنت في حضن هذا الشعر فاتنة
تطل منه، وحيناً فيه تستتر
وحسب شاعرها منها إذا احتجبت
عن اللقا أنه يهوى ويدكر
وأنها في مآقي شعره حلم
وأنها في دجاه اللهو والسمر
فلا تلم كبرياها فهي غانية
حسنا، وطبع الحسان الكبر والخفر
من هذه الأرض هذي الأغنيات ومن
رياضها هذه الأنغام تنتثر
من هذه الأرض حيث الضوء يلثمها
وحيث تعتنق الأنسام والشجر
ما ذلك الشدو؟ من شاديه؟ إنهما
من أرض بلقيس هذا اللحن والوتر
عبدالله البردوني
الحمدان
07-28-2024, 10:41 PM
ماذا يريد المرء ما يشفيه
يحسو روا الدنيا و لا يرويه
و يسير في نور الحياة و قلبه
ينساب بين ضلالة و التيه
و المرء لا تشقيه إلاّ نفسه
حاشى الحياة بأنّها تشقيه
ما أجهل الإنسان يضني بعضه
بعضا و يشكو كلّ ما يضنيه
و يظنّ أن عدوّه في غيره
و عدوّه يمسي و يضحي فيه
غرّ و يدمي قلبه من قلبه
و يقول إن غرامه يدميه
غرّ و كم يسعى ليروي قلبه
بهنا الحياة و سعيه يظميه
يرمي به الحزن المرير إلى الهنا
حتّى يعود هناؤه يرزيه
و لكم يسيء المرء ما قد سرّه
قبلا و يضحكه الذي يبكيه
ما أبلغ الدنيا و أبلغ درسها
و أجلّها و أجلّ ما تلقيه
و من الحياة مدارس و ملاعب
أيّ الفنون يريد أن تحويه
بعض النفوس من الأنام بهائم
لبست جلود الناس للتمويه
كم آدمي لا يعدّ من الورى
إلاّ بشكل الجسم و التشبيه
يصبو فيحتسب الحياة صبيّة
و شعوره الطفل الذي يصبيه
قم يا صريع الوهم واسأل بالنهى
ما قيمة الإنسان ما يعليه
واسمع تحدّثك الحياة فإنّها
أستاذة التأديب و التّفقيه
وانصب فمدرسة الحياة بليغة
تملي الدروس و جلّ ما تمليه
سلها و إن صمتت فصمت جلالها
أجلى من التصريح و التنويه
عبدالله البردوني
اليمن
الحمدان
07-28-2024, 10:42 PM
وكنتَ.. وكنتُ.. وكانَ الهوى
على غفوة من رصيد القدرْ
وكنت أنا عنك في غفلة
إخالك من بعض هذا البشر
ولم أكُ بعدُ سوى غرة
وإن كنت جاوزت حد الصغر
وأحسست في خافقي هزةً
تلاشى كياني بها وانحسر
وألفيتني غير تلك التي
وأنكرت أمسي كأن قد غبر
وتهت أنا في ضباب السنين
وغامت رؤى وتجلَّت صور
وأنكرتَني وأنا لم أزل
على الدرب أبحث لي عن أثر
ودربي عليَّ سبيل سويّ
سويّ به الصعب والمنحدر
وقلت لعينيَّ ثم انثنيتَ
تكاتمني بعض ما قد ظهر
وقلت لعينيكَ ثم انطويتُ
على السر أدفنه في حذر
ومسَّت يداك يدي للوداع
ومرت ليال وجاءت أُخَر
وعزَّ علينا اللقا فانثنيت
ولا أمل ثَمّ أو مصطبر
وخبَّ بنا الركْبُ ركْبُ الزمان
يباعد ثم يُعَفِّي الأثر
وما زال يسعى بها سعيه
أما آن أن يرعوي أو يقرّْ
وكنتَ.. وكنتُ.. وكانَ اللقاء
على غفلةٍ من رقيب القدر
وقلت لقلبي فكان الجواب
تُتَمْتِمُهُ خلجات النظر
ومست يداك يدي للبقاء
على العهد ما امتد فينا العمر
وأقسم قلبي يمين الولاء
وآلى على نفسه أن يبر
وكنتَ وكنتُ وكانَ الفداء
لقلبكَ قلبي وضاع العمر
وعشْتُ على الوهم دنيا هراء
وَخُلَّبَ بَرْقٍ وطيفًا يَمُر
أَقولُ عسى ولعلَّ الرجاء
يُطالعني عَبْرَ هذي الصُّوَر
وما زِلْتُ الهث أَقْفو السراب
ولـمّا يَلُحْ نبعي المنْتَظَر
عاتكة الخزرجي
الحمدان
07-28-2024, 10:42 PM
إني لأستحييك يا سيدي
أن بت أشكوك و أشكو إليك
حسبك أن قد ضاق بي مرقدي
من لهفة الروح و وجدي عليك
وا حسرتا أفلته من يدي
قلبا..أما لي من شفيع لديك
حسبك أن أشمت بي حسدي
وذي حياتي كلها في يديك
عاتكة الخزرجي
الحمدان
07-28-2024, 10:43 PM
أخال بالورد من أنفاسه نسماً
فأنتشي إن عبير الورد حيّاني
وكم تعففت عن تقبيل وجنته
لأنها وحبيب الروح سيّان
عاتكة الخزرجي
العراق
الحمدان
07-29-2024, 01:11 PM
قُل لِلدِيارِ سَقى أَطلالَكَ المَطَرُ
قَد هِجتِ شَوقاً وَماذا تَنفَعُ الذِكَرُ
أُسقيتِ مُحتَفِلاً يَستَنُّ وابِلُهُ
أَو هاطِلاً مُرثَعِناً صَوبُهُ دِرَرُ
إِذِ الزَمانُ زَمانٌ لا يُقارِبُهُ
هَذا الزَمانُ وَإِذ في وَحشِهِ غِرَرُ
إِنَّ الفُؤادَ مَعَ الظُعنِ الَّتي بَكَرَت
مِن ذي طُلوحٍ وَحالَت دونَها البُصَرُ
قالوا لَعَلَّكَ مَحزونٌ فَقُلتُ لَهُم
خَلّوا المَلامَةَ لا شَكوى وَلا عِذَرُ
إِنَّ الخَليطَ أَجَدَّ الَبَينَ يَومَ غَدَوا
مِن دارَةِ الجَأبِ إِذ أَحداجُهُم زُمَرُ
لَمّا تَرَفَّعَ مِن هَيجِ الجَنوبِ لَهُم
رَدّوا الجِمالَ لِإِصعادٍ وَما اِنحَدَروا
مِن كُلِّ أَصهَبَ أَسرى في عَقيقَتِهِ
نَسقٌ مِنَ الرَوضِ حَتّى طُيِّرَ الوَبَرُ
بُزلٌ كَأَنَّ الكُحَيلَ الصِرفَ ضَرَّجَها
حَيثُ المَناكِبُ يَلقى رَجعَها القَصَرُ
أَبصَرنَ أَنَّ ظُهورَ الأَرضِ هائِجَةٌ
وَقَلَّصَ الرَطبُ إِلّا أَن يُرى سِرَرُ
هَل تُبصِرانِ حُمولَ الحَيِّ إِذ رُفِعَت
حَيٌّ بِغَيرِ عَباءِ المَوصِلِ اِختَدَروا
قالوا نَرى الآلَ يَزهى الدَومَ أَو ظُعُناً
يا بُعدَ مَنظَرِهِم ذاكَ الَّذي نَظَروا
ماذا يَهيجُكَ مِن دارٍ وَمَنزِلَةٍ
أَم ما بُكاؤُكَ إِذ جيرانُكَ اِبتَكَروا
نادى المُنادي بِبَينِ الحَيِّ فَاِبتَكَروا
مِنّا بُكوراً فَما اِرتابوا وَما اِنتَظَروا
حاذَرتُ بَينَهُمُ بِالأَمسِ إِذ بَكَروا
مِنّا وَما يَنفَعُ الإِشفاقُ وَالحَذَرُ
كَم دونَهُم مِن ذُرى تيهٍ مُخَفِّقَةٍ
يَكادُ يَنشَقُّ عَن مَجهولِها البَصَرُ
إِنّا بِطِخفَةَ أَو أَيّامِ ذي نَجَبٍ
نِعمَ الفَوارِسُ لَمّا اِلتَفَّتِ العُذَرُ
لَم يُخزِ أَوَّلَ يَربوعٍ فَوارِسُهُم
وَلا يُقالُ لَهُم كَلّا إِذا اِفتَخَروا
سائِل تَميماً وَبَكراً عَن فَوارِسِنا
حينَ اِلتَقى بِإِيادِ القُلَّةِ الكَدَرُ
لَولا فَوارِسُ يَربوعٍ بِذي نَجبٍ
ضاقَ الطَريقُ وَعَيَّ الوِردُ وَالصَدَرُ
إِن طارَدوا الخَيلَ لَم يُشوُوا فَوارِسَها
أَو واقَفوا عانَقوا الأَبطالَ فَاِهتُصِروا
نَحنُ اِجتَبَينا حِياضَ المَجدِ مُترَعَةً
مِن حَومَةٍ لَم يُخالِط صَفوَها كَدَرُ
إِنّا وَأُمُّكَ ما تُرجى ظُلامَتُنا
عِندَ الحِفاظِ وَما في عَظمِنا خَوَرُ
تَلقى تَميماً إِذا خاضَت قُرومُهُمُ
حَومَ البُحورِ وَكانَت غَمرَةً جُسروا
هَل تَعرِفونَ بِذي بَهدى فَوارِسَنا
يَومَ الهُذَيلِ بِأَيدي القَومِ مُقتَسَرُ
الضارِبينَ إِذا ما الخَيلُ ضَرَّجَها
وَقعُ القَنا وَاِلتَقى مِن فَوقِها الغَبَرُ
إِنَّ الهُذَيلَ بِذي بَهدى تَدارَكَهُ
لَيثٌ إِذا شَدَّ مِن نَجداتِهِ الظَفَرُ
أَرجو لِتَغلِبَ إِذ غَبَّت أُمورُهُمُ
أَلّا يُبارِكَ في الأَمرِ الَّذي اِئتَمَروا
خابَت بَنو تَغلِبٍ إِذ ضَلَّ فارِطُهُم
حَوضَ المَكارِمِ إِنَّ المَجدَ مُبتَدَرُ
الظاعِنونَ عَلى العَمياءِ إِن ظَعَنوا
وَالسائِلونَ بِظَهرِ الغَيبِ ما الخَبَرُ
وَما رَضيتُم لِأَجسادٍ تُحَرِّقُهُم
في النارِ إِذ حَرَّقَت أَرواحَهُم سَقَرُ
الآكِلونَ خَبيثَ الزادِ وَحدَهُمُ
وَالنازِلونَ إِذا واراهُمُ الخَمَرُ
يَحمي الَّذينَ بِبَطحاوَي مِنىً حَسَبي
تِلكَ الوُجوهُ الَّتي يُسقى بِها المَطَرُ
أَعطوا خُزَيمَةَ وَالأَنصارَ حُكمَهُمُ
وَاللَهُ عَزَّزَ بِالأَنصارِ مَن نَصَروا
إِنّي رَئيتُكُمُ وَالحَقُّ مَغضَبَةٌ
تَخزَونَ أَن يُذكَرَ الجَحّافُ أَو زُفَرُ
قَوماً يُرَدّونَ سَرحَ القَومِ عادِيَةً
شُعثَ النَواصي إِذا ما يُطرَدُ العَكَرُ
إِنَّ الأُخَيطِلَ خِنزيرٌ أَطافَ بِهِ
إِحدى الدَواهي الَّتي تُخشى وَتُنتَظَرُ
قادوا إِلَيكُم صُدورَ الخَيلِ مُعلِمَةً
تَغشى الطِعانَ وَفي أَعطافِها زَوَرُ
كانَت وَقائِعُ قُلنا لَن تُرى أَبَداً
مِن تَغلِبٍ بَعدَها عَينٌ وَلا أَثَرُ
حَتّى سَمِعتُ بِخِنزيرٍ ضَغا جَزَعاً
مِنهُم فَقُلتُ أَرى الأَمواتَ قَد نُشِروا
أَحيائُهُم شَرُّ أَحياءٍ وَأَلأَمُهُ
وَالأَرضُ تَلفُظُ مَوتاهُم إِذا قُبِروا
رِجسٌ يَكونُ إِذا صَلّوا أَذانُهُمُ
قَرعُ النَواقيسِ لا يَدرونَ ما السُوَرُ
فَما مَنَعتُم غَداةَ البِشرِ نِسوَتَكُم
وَلا صَبَرتُم لِقَيسٍ مِثلَ ما صَبَروا
أَسلَمتُمُ كُلَّ مُجتابٍ عَباءَتَهُ
وَكُلَّ مُخضَرَةِ القُربَينِ تُبتَقَرُ
هَلّا سَكَنتُم فَيُخفي بَعضَ سَوأَتِكُم
إِذ لا يُغَيَّرُ في قَتلاكُمُ غِيَرُ
يا اِبنَ الخَبيثَةِ ريحاً مَن عَدَلتَ بِنا
أَم مَن جَعَلتَ إِلى قَيسٍ إِذا ذَخَروا
قَيسٌ وَخِندِفُ أَهلُ المَجدِ قَبلَكُمُ
لَستُم إِلَيهِم وَلا أَنتُم لَهُم خَطَرُ
موتوا مِنَ الغَيظِ غَمّاً في جَزيرَتِكُم
لَم يَقطَعوا بَطنَ وادٍ دونَهُ مُضَرُ
ما عُدَّ قَومٌ وَإِن عَزّوا وَإِن كَرَموا
إِلّا اِفتَخَرنا بِحَقٍّ فَوقَ ما اِفتَخَروا
نَرضى عَنِ اللَهِ أَنَّ الناسَ قَد عَلِموا
أَن لَن يُفاخِرَنا مِن خَلقِهِ بَشَرُ
وَما لِتَغلِبَ إِن عَدَّت مَساعيها
نَجمٌ يُضيءُ وَلا شَمسٌ وَلا قَمَرُ
كانَت بَنو تَغلِبٍ لا يَعلُ جَدُّهُمُ
كَالمُهلَكينَ بِذي الأَحقافِ إِذ دَمَروا
صُبَّت عَلَيهِم عَقيمٌ ما تُناظِرُهُم
حَتّى أَصابَهُمُ بِالحاصِبِ القَدَرُ
تَهجونَ قَيساً وَقَد جَذّوا دَوابِرَكُم
حَتّى أَعَزَّ حَصاكَ الأَوسُ وَالنَمِرُ
إِنّي نَفَيتُكَ عَن نَجدٍ فَما لَكُمُ
نَجدٌ وَمالَكَ مِن غورِيِّهِ حَجَرُ
تَلقى الأُخَيطِلَ في رَكبٍ مَطارِفُهُم
بَرقُ العَباءِ وَما حَجّوا وَما اِعتَمَروا
الضاحِكينَ إِلى الخِنزيرِ شَهوَتَهُ
يا قُبِّحَت تِلكَ أَفواهاً إِذا اِكتَشَروا
وَالمُقرِعينَ عَلى الخِنزيرِ مَيسِرَهُم
بِئسَ الجَزورُ وَبِئسَ القَومُ إِذ يَسَروا
وَالتَغلِبِيُّ لَئيمٌ حينَ تَجهَرُهُ
وَالتَغلِبِيُّ لَئيمٌ حينَ يُختَبَرُ
وَالتَغلَبِيُّ إِذا تَمَّت مُروأَتُهُ
عَبدٌ يَسوقُ رِكابَ القَومِ مُؤتَجَرُ
نِسوانُ تَغلِبَ لا حِلمٌ وَلا حَسَبٌ
وَلا جَمالٌ وَلا دينٌ وَلا خَفَرُ
ما كانَ يَرضى رَسولُ اللَهِ دينَهُمُ
وَالطَيِّبانِ أَبو بَكرٍ وَلا عُمَرُ
جاءَ الرَسولُ بِدينِ الحَقِّ فَاِنتَكَثوا
وَهَل يَضيرُ رَسولَ اللَهِ أَن كَفَروا
يا خُزرَ تَغلِبَ إِنَّ اللُؤمَ حالَفَكُم
ما دامَ في مارِدينَ الزَيتُ يَعتَصَرُ
تَسَربَلوا اللُؤمَ خَلقاً مِن جُلودِهِمُ
ثُمَّ اِرتَدوا بِثِيابِ اللُؤمِ وَاِتَّزَروا
الشاتِمينَ بَني بَكرٍ إِذا بَطِنوا
وَالجانِحينَ إِلى بَكرٍ إِذا اِفتَقَروا
جرير
الحمدان
07-29-2024, 01:12 PM
طَرِبتَ وَهاجَ الشَوقَ مَنزِلَةٌ قَفرُ
تَراوَحَها عَصرٌ خَلا دونَهُ عَصرُ
أَقولُ لِعَمروٍ يَومَ جُمدى نَعامَةٍ
بِكَ اليَومَ بَأسٌ لا عَزاءٌ وَلا صَبرُ
أَلا تَسأَلانِ الجَوَّ جَوَّ مُتالِعٍ
أَما بَرِحَت بَعدي يَجودَةُ وَالقَصرُ
أَقولُ وَذاكُم لِلعَجيبِ الَّذي أَرى
أَمالَ اِبنَ مالٍ ما رَبيعَةُ وَالفَخرُ
أَساؤوا فَكانَت مِن رَبيعَةَ عادَةً
بِأَن لا يَزالوا نازِلينَ وَلا يَقروا
يُحالِفُهُم فَقرٌ قَديمٌ وَذِلَّةٌ
وَبِئسَ الحَليفانِ المَذَلَّةُ وَالفَقرُ
فَصَبراً عَلى ذُلٍّ رَبيعَ بنَ مالِكٍ
وَكُلُّ ذَليلٍ خَيرُ عادَتِهِ الصَبرُ
وَأَكثَرَ ما كانَت رَبيعَةُ أَنَّها
خِباءانِ شَتّى لا أَنيسٌ وَلا قَفرُ
بِأَيِّ قَديمٍ يا رَبيعَ بنَ مالِكٍ
وَأَنتُم ذُنابى لا يَدانِ وَلا صَدرُ
إِذا قيلَ يَوماً يالَ حَنظَلَةَ اِركَبوا
نَزَلتَ بِقِرواحٍ وَطَمَّ بِكَ البَحرُ
جرير
الحمدان
07-29-2024, 01:12 PM
أَزُرتَ دِيارَ الحَيِّ أَم لا تَزورُها
وَأَنّى مِنَ الحَيِّ الجِمادُ فَدورُها
وَما تَنفَعُ الدارُ المُحيلَةُ ذا الهَوى
إِذا اِستَنَّ أَعرافاً عَلا الدارَ مورُها
كَأَنَّ دِيارَ الحَيِّ مِن قِدَمِ البِلى
قَراطيسُ رُهبانٍ أَحالَت سُطورُها
كَما ضَرَبَت في مِعصَمٍ حارِثِيَّةٌ
يَمانِيَّةٌ بِالوَشمِ باقٍ نُؤورُها
تَفوتُ الرُماةَ الوَحشُ وَهيَ غَريرَةٌ
وَتَخشى نَوارُ الوَحشَ ما لا يَضيرُها
لَئِن زَلَّ يَوماً بِالفَرَزدَقِ حِلمُهُ
وَكانَ لِقَيسٍ حاسِداً لا يَضيرُها
مِنَ الحينِ سُقتَ الخورَ خورَ مُجاشِعٍ
إِلى حَربِ قَيسٍ وَهيَ حامٍ سَعيرُها
كَأَنَّكَ يا اِبنَ القَينِ واهِبُ سَيفِهِ
لِأَعدائِهِ وَالحَربُ تَغلي قُدورُها
فَلا تَأمَنَنَّ الحَيَّ قَيساً فَإِنَّهُم
بَنو مُحصَناتٍ لَم تُدَنَّس حُجورُها
مَيامينَ خَطّارونَ يَحمونَ نِسوَةً
مَناجيبُ تَغلو في قُرَيشٍ مُهورُها
أَلا إِنَّما قَيسٌ نُجومٌ مُضيأَةٌ
يَشُقُّ دُجى الظَلماءِ بِاللَيلِ نورُها
تُعَدُّ لِقَيسٍ مِن قَديمِ فِعالِهِم
بُيوتٌ أَواسيها طِوالٌ وَسورُها
فَوارِسُ قَيسٍ يَمنَعونَ حِماهُمُ
وَفيهُم جِبالُ العِزِّ صَعبٌ وُعورُها
وَقَيسٌ هُمُ قَيسُ الأَعِنَّةِ وَالقَنا
وَقَيسٌ حُماةُ الخَيلِ تَدمى نُحورُها
سُلَيمٌ وَذُبيانٌ وَعَبسٌ وَعامِرٌ
حُصونٌ إِلى عِزٍّ طِوالٌ عُمورُها
أَلَم تَرَ قَيساً لا يُرامُ لَها حِمىً
وَيَقضي بِسُلطانٍ عَلَيكَ أَميرُها
مُلوكٌ وَأَخوالُ المُلوكِ وَفيهِمُ
غُيوثُ الحَيا يُحيِ البِلادَ مَطيرُها
فَإِنَّ جِبالَ العِزِّ مِن آلِ خِندِفٍ
لِقَيسٍ فَقَد عَزَّت وَعَزَّ نَصيرُها
أَلَم تَرَ قَيساً حينَ خارَت مُجاشِعٌ
تُجيرُ وَلا تَلقى قَبيلاً يُجيرُها
بَني دارِمٍ مَن رَدَّ خَيلاً مُغيرَةً
غَداةَ الصَفا لَم يَنجُ إِلّا عُشورُها
وَرَدتُم عَلى قَيسٍ بِخورِ مُجاشِعٍ
فَبُؤتُم عَلى ساقٍ بَطيءٍ جُبورُها
كَأَنَّهُمُ بِالشِعبِ مالَت عَلَيهِمُ
نِضادٌ فَأَجبالُ السُتورِ فَنيرُها
لَقَد نَذَرَت جَدعَ الفَرَزدَقِ جَعفَرٌ
إِذا حُزَّ أَنفُ القَينِ حَلَّت نُذورُها
ذَوُو الحَجَراتِ الشُمِّ مِن آلِ جَعفَرٍ
يُسَلَّمُ جانيها وَيُعطى فَقيرُها
حَياتُهُمُ عِزٌّ وَتُبنى لِجَعفَرٍ
إِذا ذَكَرَت مَجدَ الحَياةِ قُبورُها
وَعَرَّدتُمُ عَن جَعفَرٍ يَومَ مَعبَدٍ
فَأَسلَمَ وَالقَلحاءُ عانٍ أَسيرُها
أَتَنسَونَ يَومَي رَحرَحانَ وَأُمُّكُم
جَنيبَةُ أَفراسٍ يَخُبُّ بَعيرُها
وَتَذكُرُ ما بَينَ الضِبابِ وَجَعفَرٍ
وَتَنسَونَ قَتلى لَم تُقَتَّل ثُؤورُها
لَقَد أَكرَهَت زُرقَ الأَسِنَّةِ فيكُمُ
ضُحىً سَمهَرِيّاتٌ قَليلٌ فُطورُها
فَقالَ غَناءً عَنكَ في حَربِ جَعفَرٍ
تُغَنّيكَ زَرّاعاتُها وَقُصورُها
إِذا لَم يَكُن إِلّا قُيونَ مُجاشِعٍ
حُماةٌ عَنِ الأَحسابِ ضاعَت ثُغورُها
أَلَم تَرَ أَنَّ اللَهَ أَخزى مُجاشِعاً
إِذا ذُكِرَت بَعدَ البَلاءِ أُمورُها
بِأَنَّهُمُ لا مَحرَمٌ يَتَّقونَهُ
وَأَن لا يَفي يَوماً لِجارٍ مُجيرُها
لَقَد بُنِيَت يَوماً بُيوتُ مُجاشِعٍ
عَلى الخُبثِ حَتّى قَد أُصِلَّت قُعورُها
فَكَم فيهِمُ مِن سَوأَةٍ ذاتِ أَفرُخٍ
تُعَدُّ وَأُخرى قَد أُتِمَّت شُهورُها
بَنو نَخَباتٍ لا يَفونَ بِذِمَّةٍ
وَلا جارَةٌ فيهِم تُهابُ سُتورُها
وَخَبَّثَ حَوضَ الخورِ خورِ مُجاشِعٍ
رَواحُ المَخازي نَحوَها وَبُكورُها
أَفَخراً إِذا رابَت وَطابُ مُجاشِعٍ
وَجاءَت بِتَمرٍ مِن حُوارينَ عيرُها
بَنو عُشَرٍ لا نَبعَ فيهِ وَخَروَعٍ
وَزِنداهُمُ أَثلٌ تَناوَحَ خورُها
وَيَكفي خَزيرُ المِرجَلَينِ مُجاشِعاً
إِذا ما السَرايا حَسَّ رَكضاً مُغيرُها
لَقَد عَلِمَ الأَقوامُ أَنَّ مُجاشِعاً
إِذا عُرِفَت بِالخِزيِ قَلَّ نَكيرُها
وَلا يَعصِمُ الجيرانَ عَقدُ مُجاشِعٍ
إِذا الحَربُ لَم يَرجِع بِصُلحٍ سَفيرُها
وَفَقَّأَ عَينَي غالِبٍ عِندَ كيرِهِ
نَوازي شَرارِ القَينِ حينَ يُطيرُها
وَداوَيتُ مِن عَرِّ الفَرَزدَقِ نُقبَةً
بِنِفطٍ فَأَمسَت لا يُخافُ نُشورُها
وَأَنهَلتُهُ بِالسُمِّ ثُمَّ عَلَلتُهُ
بِكَأسٍ مِنَ الذَيفانِ مُرٌّ عَصيرُها
وَآبَ إِلى الأَقيانِ أَلأَمُ وافِدٍ
إِذا حُلَّ عَن ظَهرِ النَجيبَةِ كورُها
أَيَوماً لِماخورِ الفَرَزدَقِ خَزيَةٌ
وَيَوماً زَواني بابِلٍ وَخُمورُها
إِذا ما شَرِبتَ البابِلِيَّةَ لَم تُبَل
حَياءً وَلا يُسقى عَفيفاً عَصيرُها
وَما زِلتَ يا عِقدانُ بانِيَ سَوأَةٍ
تُناجي بِها نَفساً لَئيماً ضَميرُها
رَأَيتُكَ لَم تَعقِد حِفاظاً وَلا حِجىً
وَلَكِن مَواخيراً تُؤَدّى أُجورُها
أَثَرتُ عَلَيكَ المُخزِياتِ وَلَم يَكُن
لِيَعدَمَ جاني سَوأَةٍ مَن يُثيرُها
لَقيتَ شُجاعاً لَم تَلِدهُ مُجاشِعٌ
وَأَخوَفُ حَيّاتِ الجِبالِ ذُكورُها
وَتَمدَحُ سَعداً لا عَلَيتَ وَمِنقَراً
لَدى حَومَلِ السيدانِ يَحبو عَقيرُها
وَدُرتَ عَلى عاسي العُروقِ وَلَم يَكُن
لِيَسقِيَ أَفواهَ العُروقِ دُرورُها
دَعَت أُمُّكَ العَمياءُ لَيلَةَ مِنقَرٍ
ثُبوراً لَقَد زَلَّت وَطالَ ثُبورُها
أَشاعَت بِنَجدٍ لِلفَرَزدَقِ خَزيَةً
وَغارَت جِبالُ الغَورِ في مَن يَغورُها
لَعَمرُكَ ما تُنسى فَتاةُ مُجاشِعٍ
وَلا ذِمَّةٌ غَرَّ الزُبَيرَ غَرورُها
يُلَجِّجُ أَصحابُ السَفينِ بِغَدرِكُم
وَخوصٌ عَلى مَرّانَ تَجري ضُفورُها
تَراغَيتُمُ يَومَ الزُبَيرِ كَأَنَّكُم
ضِباعٌ أُصِلَّت في مَغارٍ جُعورُها
وَلَو كُنتَ مِنّا ما تَقَسَّمَ جارَكُم
سِباعٌ وَطَيرٌ لَم تَجِد مَن يُطيرُها
وَلَو نَحنُ عاقَدنا الزُبَيرَ لَقيتَهُ
مَكانَ أُنوقٍ ما تُنالُ وُكورُها
تُدافِعُ قِدماً عَن تَميمٍ فَوارِسي
إِذا الحَربُ أَبدى حَدَّ نابٍ هَريرُها
فَمَن مُبلِغٌ عَنّي تَميماً رِسالَةً
عَلانِيَةً وَالنَفسُ نُصحٌ ضَميرُها
عَطَفتُ عَلَيكُم وُدَّ قَيسٍ فَلَم يَكُن
لَهُم بَدَلٌ أَقيانُ لَيلى وَكيرُها
جرير
الحمدان
07-29-2024, 01:13 PM
لَقَد سَرَّني أَن لا تَعُدُّ مُجاشِعٌ
مِنَ الفَخرِ إِلّا عَقرَ نابٍ بِصَوأَرِ
أَنابُكَ أَم قَومٌ تَفُضُّ سُيوفُهُم
عَلى الهامِ ثِنيَي بَيضَةِ المُتَجَبِّرِ
لَعَمري لَنِعمَ المُستَجارونَ نَهشَلٌ
وَحَيُّ القِرى لِلطارِقِ المُتَنَوِّرِ
فَوارِسُ لا يَدعونَ يالَ مُجاشِعٍ
إِذا بَرَزَت ذاتُ العَريشِ المُخَدَّرِ
لَعَمري لَقَد أَردى هِلالَ بنَ عامِرٍ
بِتَنهِيَةِ المِرباعِ رَهطُ المُجَشَّرِ
وَما زِلتَ مُذ لَم تَستَجِب لَكَ نَهشَلٌ
تُلاقي صُراحِيّاً مِنَ الذُلِّ فَاِصبِرِ
وَعافَت بَنو شَيبانَ حَوضَ مُجاشِعٍ
وَشَيبانُ أَهلُ الصَفوِ غَيرِ المُكَدَّرِ
وَلَو غَضِبَت في شَأنِ حَدراءَ نَهشَلٌ
سَمَوها بِدُهمِ أَو غَزَوها بِأَنسُرِ
وَلَو في رِياحٍ حَلَّ جارُ مُجاشِعٍ
لَما باتَ رَهناً لِلقَليبِ المُغَوَّرِ
وَما غَرَّهُم مِن ثَأرِهِم عُقَدُ المُنى
وَلا عَقدَ إِلّا عَقدُ جارٍ مُشَمِّرِ
وَقَد سَرَّني أَلّا تَعُدَّ مُجاشِعٌ
مِنَ المَجدِ إِلّا عَقرَ نابٍ بِصَوأَرِ
وَأَنتُم قُيونٌ تَصلُقونَ سُيوفَنا
وَنَعصى بِها في كُلِّ يَومٍ مُشَهَّرِ
فَوارِسُ كَرّارونَ في حَومَةِ الوَغى
إِذا خَرَجَت ذاتُ العَريشِ المُخَدَّرِ
جرير
الحمدان
07-29-2024, 01:13 PM
يا عَينُ جودي بِدَمعٍ هاجَهُ الذِكَرُ
فَما لِدَمعِكَ بَعدَ اليَومِ مُدَّخَرُ
إِنَّ الخَليفَةَ قَد وارى شَمائِلَهُ
غَبراءُ مَلحودَةٌ في جولِها زَوَرُ
أَمسى بَنوها وَقَد جَلَّت مُصيبَتُهُم
مِثلَ النُجومِ هَوى مِن بَينِها القَمَرُ
كانوا شُهوداً فَلَم يَدفَع مَنِيَّتَهُ
عَبدُ العَزيزِ وَلا رَوحٌ وَلا عُمَرُ
وَخالِدٌ لَو أَرادَ الدَهرُ فِديَتَهُ
أَغلَوا مُخاطَرَةً لَو يُقبَلُ الخَطَرُ
قَد شَفَّني رَوعَةُ العَبّاسِ مِن فَزَعٍ
لَمّا أَتاهُ بِدَيرِ القَسطَلِ الخَبَرُ
جرير
الحمدان
07-29-2024, 01:13 PM
لَقَد نادى أَميرُكَ بِاِبتِكارِ
وَلَم يَلوُوا عَلَيكِ وَلَم تُزاري
وَقَد رَفَعَ الظَعائِنُ يَومَ رَهبى
بِروحٍ مِن فُؤادِكِ مُستَطارِ
ذَكَرتُكِ بِالجَمومِ وَيَومَ مَرَّوا
عَلى مَرّانَ راجَعَني اِدِّكاري
وَتَيمٌ يَفخَرونَ وَضَربُ تَيمٍ
كَضَربِ الزَيفِ بارَ عَلى التِجارِ
وَتُعرَفُ بِالمَنازِلِ يا اِبنَ تَيمٍ
لَئيمَ الضَربِ مُطَّرِفَ النِجارِ
رُوَيداً لِاِفتِخارِكَ يا اِبنَ تَيمٍ
رَقيقاً ما عَتَقتَ مِنَ الإِسارِ
تَذَكَّر هَل تُفاخِرُ يا اِبنَ تَيمٍ
بِفَرعٍ أَو لِأَصلِكَ مِن قَرارِ
فَما عَرَفوا السِباقَ وَما تَجَلَّت
وُجوهُ التَيمِ مِن قَتَمِ الغُبارِ
أَتَطلُبُ سابِقَ الحَلَباتِ تَيمٌ
تَقَدَّمَ في المَواطِنِ إِذ يُجاري
صَريحاً لَم تَلِد أَبَوَيهِ تَيمٌ
وَلَم يُنسَب لِأُختِ بَني حُذارِ
لَعَمرُ أَبيكَ ما شَجَراتُ تَيمٍ
مِنَ النَبعِ العَتيقِ وَلا النُضارِ
وَقَد عَلِمَت تَميمٌ أَنَّ تَيماً
بَعيدٌ حينَ يُنسَبُ مِن نِزارِ
فَأَنتُم عائِذونَ بِآلِ سَعدٍ
بِعَقدِ الحِلفِ أَو سَبَبِ الجِوارِ
نَعُدُّ تَميمَنا وَتَعُدُّ تَيماً
فَقَد أُرديتَ في اللُجَجِ الغِمارِ
لَنا عَمروٌ عَلَيكَ وَآلُ سَعدٍ
وَثَروَةُ دارِمٍ وَحَصى الجِمارِ
وَجَوّازُ الحَجيجِ لَنا عَلَيكُم
وَعادِيُّ المَكارِمِ وَالمَنارِ
وَخالي مِن خُزَيمَةَ يا اِبنَ تَيمٍ
عَظيمُ البَيتِ مُرتَفِعُ السَواري
لَقَد وُجِدَ اِبنُ بَرزَةَ يَومَ جارى
بَطيئاً عَن مُرافَعَةِ الخِطارِ
فَكَيفَ تَرى جِذابي يا اِبنَ تَيمٍ
وَقَد قُرِّنتُمُ قَرَنَ البِكارِ
فَلَستَ مُفارِقاً قَرَنَيَّ حَتّى
يَطولَ تَصَعُّدي بِكَ وَاِنحِداري
وَما بِالمَيسِ يَرحَلُ وَفدُ تَيمٍ
وَلَكِن بِالسَوِيَّةِ وَالحِصارِ
وَجَدنا التَيمَ مِن سَبَإٍ وَتَيمٌ
مُجاوِرَةُ القُرودِ مَعَ الوِبارِ
فَإِن تَجزوا بِنِعمَتِنا شَكَرتُم
رِياحاً أَو فَوارِسَ ذي الخِمارِ
أَتَعدِلُ لَيلَ أَيسَرَ مُستَنيماً
بِلَيلِ المُلجَماتِ عَلى سَفارِ
تَوالى في المَرابِطِ مُقرَباتٍ
طَواهُنَّ المُغارُ عَلى اِقوِرارِ
نُعَشّيها الغَبوقَ عَلى بَنينا
وَنُطعِمُها المُحيلَ عَلى الصَغارِ
وَقَد عَلِمَ اِبنُ أَبحَرَ أَنَّ خَيلي
غَداةَ الجُمدِ صادِقَةُ الغِوارِ
قَرَعنَ بِنا كَتائِبَ آلِ نَصرٍ
وَزَحفَ المُنذِرَينِ وَذي المُرارِ
وَهاماتِ الجَبابِرِ قَد صَدَعنا
كَأَنَّ عِظامَها فِلَقُ المَحارِ
فَما شَهِدَت رِجالُ التَيمِ حَرباً
وَلا أَيّامَ طِخفَةَ وَالنِسارِ
جرير
الحمدان
07-29-2024, 01:14 PM
طَرِبَ الحَمامُ بِذي الأَراكِ فَهاجَني
لا زِلتَ في غَلَلٍ وَأَيكٍ ناضِرِ
شَبَّهتُ مَنزِلَةً بِراحَ وَقَد أَتى
حَولُ المُحيلِ خِلالَ جَفنٍ دائِرِ
نُشِرَت عَلَيكَ فَبَشَّرَت بَعدَ البِلى
ريحٌ يَمانِيَةٌ بِيَومٍ ماطِرِ
إِن قالَ صُحبَتُكَ الرَواحَ فَقُل لَهُم
حَيّوا الغُزَيزَ وَمَن بِهِ مِن حاضِرِ
نَهوى الخَليطَ وَلَو أَقَمنا بَعدَهُم
إِنَّ المُقيمَ مُكَلَّفٌ بِالسائِرِ
إِنَّ المَطِيَّ بِنا يَخِدنَ ضُحى غَدٍ
وَاليَومَ يَومُ لُبانَةٍ وَتَزاوُرِ
سَنَحَ الهَوى فَكَتَمتُ صَحبي حاجَةً
بَلَغَت تَجَلُّدَ ذي العَزاءِ الصابِرِ
جَزَعاً بَكيتُ عَلى الشَبابِ وَشاقَني
عِرفانُ مَنزِلَةٍ بِجِزعَي ساجِرِ
أَمّا الفُؤادُ فَلَن يَزالَ مُتَيَّماً
بِهَوى جُمانَةَ أَو بَرِيّا العاقِرِ
طَرَقَت بِمُختَرَقِ الفَلاةِ مُشَرَّداً
جَعَلَ الوِسادَ ذِراعَ حَرفٍ ضامِرِ
يا أُمَّ طَلحَةَ ما لَقينا مِثلَكُم
في المُنجِدينَ وَلا بِغَورِ الغائِرِ
رُهبانُ مَديَنَ لَو رَأوكِ تَنَزَّلوا
وَالعُصمُ مِن شَعَفِ العُقولِ الفادِرِ
لِمَنِ الحُمولُ مِنَ الإِيادِ تَحَمَّلَت
كَالدَومِ أَو ظَلَلِ السَفينِ العابِرِ
يَحدو بِهِنَّ مُشَمِّرٌ عَن ساقِهِ
مِثلُ المَنيحِ نَحى قِداحَ الياسِرِ
قَرَّبنَ مُفرِعَةَ الكَواهِلِ بُزَّلاً
مِن كُلِّ مُطَّرِدِ الجَديلِ عُذافِرِ
نَهِدِ المَحالِ إِذا حُدينَ مُفَرَّجٍ
سَبطِ المَشافِرِ مُخلِفٍ أَو فاطِرِ
مِنهُ بِمُجتَمَعِ الأَخادِعِ نابِعٌ
يَغشى الذَفارى كَالكَحيلِ القاطِرِ
وَإِذا الأَزِمَّةُ أُعلِقَت أَزرارُها
جَرجَرنَ بَينَ لَهاً وَبَينَ حَناجِرِ
زالَ الجِمالُ بِنَخلِ يَثرِبَ بِالضُحى
أَو بِالرَواجِحِ مِن إِباضَ العامِرِ
لَيتَ الزُبَيرَ بِنا تَلَبَّسَ حَبلُهُ
لَيسَ الوَفِيُّ لِجارِهِ كَالغادِرِ
وَجَدَ الزُبَيرُ بِذي السِباعِ مُجاشِعاً
لِلحَيثَلوطِ وَنَزوَةً مِن ضاطِرِ
باتوا وَقَد قُتِلَ الزُبَيرُ كَأَنَّهُم
خورٌ صَوادِرُ عَن نَجيلِ قُراقِرِ
وَلَدَت قُفَيرَةُ أُمُّ صَعصَعَةَ اِبنَها
فَوقَ المُزَنَّمِ بَينَ وَطبَي جازِرِ
عَزَبَت قُفَيرَةُ في العَزيبِ وَراوَحَت
بِالكَفِّ بَينَ قَوادِمٍ وَأَواخِرِ
عَلِقَ الأُخَيطِلُ في حِبالي بَعدَما
عَثَرَ الفَرَزدَقُ لا لَعاً لِلعاثِرِ
لَقِيَ الأُخَيطِلُ ما لَقيتَ وَقَبلَهُ
طاحَ البَعيزُ بِغَيرِ عِرضٍ وافِرِ
وَإِذا رَجَوا أَن يَنقُضوا مِنّي قُوىً
مَرَسَت قُوايَ عَلَيهِمُ وَمَرائِري
وَمُنوا بِمُلتَهِمِ العِنانِ مُناقِلٍ
عِندَ الرِهانِ مُقَرِّبٍ وَمُحاضِرِ
إِنّي نَزَلتُ بِمُفرَعٍ مِن خِندِفٍ
في أَهلِ مَملَكَةٍ وَمُلكٍ قاهِرِ
كانَت فَواضِلُنا عَلَيكَ عَظيمَةً
مِن سَيبِ مُقتَدِرٍ عَزيزٍ قادِرِ
ماذا تَقولُ وَقَد عَرَفتَ لِخِندِفٍ
زُهرَ النُجومِ وَكُلَّ بَحرٍ زاخِرِ
إِنَّ القَصائِدَ قَد وَطِئنَ مُجاشِعاً
وَوَطِئنَ تَغلِبَ ما لَها مِن زاجِرِ
نُبِّئتُ تَغلِبَ يَعبُدونَ صَليبَهُم
بِالرَقَّتَينِ إِلى جَنوبِ الماخِرِ
يَستَنصِرونَ بِمارَ سَرجِسَ وَاِبنِهِ
بَعدَ الصَليبِ وَما لَهُم مِن ناصِرِ
كَذَبَ الأُخَيطِلُ ما تَوَقَّفَ خَيلُنا
عِندَ اللِقاءِ وَما تُرى في السامِرِ
رُجُعاً نَقُصُّ لَها الحَديدَ مِنَ الوَجى
بَعدَ اِبتِراءِ سَنابِكٍ وَدَوابِرِ
سائِل بِهِنَّ أَبا رَبيعَةَ كُلَّهُم
وَاِسأَل بَني غُبَرٍ غَداةَ الحائِرِ
وَطِئَت جِيادُ بَني تَميمٍ تَغلِباً
يَومَ الهُذَيلِ غَداةَ حَيِّي هاجِرِ
وَإِذا رَجَعنَ وَقَد وَطِئنَ عَدُوَّنا
قُرَّبنَ بَينَ أَجِلَّةٍ وَأَياصِرِ
حَدَرَتكَ مِن شَرَفَي خَزارٍ خَيلُنا
وَالحَربُ ذاتُ تَقَحُّمٍ وَتَراتِرِ
خَسِرَ الأُخَيطِلُ وَالصَليبُ وَتَغلِبٌ
وَيُكالُ ما جَمَعوا بِمُدٍّ خاسِرِ
وَاِبتَعتَ ويلَ أَبيكَ أَلأَمَ شَربَةٍ
بِفَسادِ تَغلِبَ بِئسَ رِبحُ التاجِرِ
أَدِّ الجِزى وَدَعِ الفَخارَ بِتَغلِبٍ
وَاِخسَء بِمَنزِلَةِ الذَليلِ الصاغِرِ
أُنبِئتُ تَغلِبَ بَعدَما جَدَّعتُهُم
يَتَعَذَّرونَ وَما لَهُم مِن عاذِرِ
وَالتَغلِبِيَّةُ حينَ غَبَّ غَبيبُها
تَهوي مَشافِرُها لَشَرِّ مَخافِرِ
إِنَّ الأُخَيطِلَ لَن يَقومَ لِبُزَّلٍ
أَنيابُها كَشَبا الزُجاجِ قَساوِرِ
فينا الخِلافَةُ وَالنُبُوَّةُ وَالهُدى
وَذَوُو المَشورَةِ كُلَّ يَومِ تَشاوُرِ
وَرَجا الأُخَيطِلُ أَن يُكَدِّرَ بَحرَنا
فَأَصابَ حَومَةَ ذي لَجاجٍ غامِرِ
بَينَ الحَواجِبِ وَاللِحى مِن تَغلِبٍ
لُؤمٌ تُوُرِّثَ كابِراً عَن كابِرِ
يا اِبنَ الخَبيثَةِ أَينَ مَن أَعدَدتُمُ
لِبَني فَزارَةَ أَو لِحَيِّي عامِرِ
وَإِذا لَقيتَ قُرومَ فَرعَي خِندِفٍ
يَبذَخنَ بَعدَ تَزايُفٍ وَتَخاطُرِ
خَلَّيتَ عَن سَنَنِ الطَريقِ وَلَم تَزَل
فيهِم مُلوكُ أَسِرَّةٍ وَمَنابِرِ
جرير
الحمدان
07-29-2024, 01:14 PM
حَيّوا المَقامَ وَحَيّوا ساكِنَ الدارِ
ما كِدتَ تَعرِفُ إِلّا بَعدَ إِنكارِ
إِذا تَقادَمَ عَهدُ الحَيِّ هَيَّجَني
خَيالُ طَيِّبَةِ الأَردانِ مِعطارِ
لا يَأمَنَنَّ قَوِيٌّ نَقضَ مِرَّتِهِ
إِنّي أَرى الدَهرَ ذا نَقضٍ وَإِمرارِ
قَد أَطلُبُ الحاجَةَ القُصوى فَأَدرِكُها
وَلَستُ لِلجارَةِ الدُنيا بِزَوّارِ
إِلّا بِغُرٍّ مِنَ الشيزى مُكَلَّلَةٍ
يَجري السَديفُ عَلَيها المُربِعُ الواري
إِذا أَقولُ تَرَكتُ الجَهلَ هَيَّجَني
رَسمٌ بِذي البَيضِ أَو رَسمٌ بِدُوّارِ
تُمسي الرِياحُ بِهِ حَنّانَةً عُجُلاً
سَوفَ الرَوائِمِ بَوّاً بَينَ أَظآرِ
هَل بِالنَقيعَةِ ذاتِ السِدرِ مِن أَحَدٍ
أَو مَنبِتِ الشيحِ مِن رَوضاتِ أَعيارِ
سُقيتِ مِن سَبَلِ الجَوزاءِ غادِيَةً
وَكُلَّ واكِفَهِ السَعدَينِ مِدرارِ
قَد كُدتُ إِنَّ فُراقَ الحَيِّ يَشعَفُني
أَنسى عَزايَ وَأُبدي اليَومَ أَسراري
لَولا الحَياءُ لَهاجَ الشَوقَ مُختَشِعٌ
مِثلُ الحَمامَةِ مِن مُستَوقِدِ النارِ
لَمّا رَمَتني بِعَينِ الرَيمِ فَاِقتَتَلَت
قَلبي رَمَيتُ بِعَينِ الأَجدَلِ الضاري
مِلءُ العُيونِ جَمالاً ثُمَّ يونِقُني
لَحنٌ لَبيثٌ وَصَوتٌ غَيرُ خَوّارِ
قَومي تَميمٌ هُمُ القَومُ الَّذينَ هُمُ
يَنفونَ تَغلِبَ عَن بُحبوحَةِ الدارِ
النازِلونَ الحِمى لَم يُرعَ قَبلَهُمُ
وَالمانِعونَ بِلا حِلفٍ وَلا جارِ
ساقَتكَ خَيلي مِنَ الأَشرافِ مُعلِمَةً
حَتّى نَزَلتَ جَحيشاً غَيرَ مُختارِ
لَن تَستَطيعَ إِذا ما خِندِفٌ خَطَرَت
شُمَّ الجِبالِ وَلُجَّ المُزبِدِ الجاري
تَرمي خُزَيمَةُ مَن أَرمي وَيَغضَبُ لي
أَبناءُ مُرٍّ بَنو غَرّاءَ مِذكارِ
إِنَّ الَّذينَ اِجتَنَوا مَجداً وَمَكرُمَةً
تِلكُم قُرَيشِيَ وَالأَنصارُ أَنصاري
وَالحَيُّ قَيسٌ بِأَعلى المَجدِ مَنزِلَةً
فَاِستَكرَموا مِن فُروعٍ زَندُها واري
قَومي فَأَصلُهُمُ أَصلي وَفَرعُهمُ
فَرعي وَعَقدُهُمُ عَقدي وَإِمراري
مِنّا فَوارِسُ ذي بَهدى وَذي نَجَبٍ
وَالمُعلِمونَ صَباحاً يَومَ ذي قارِ
مُستَرعِفينَ بِجَزءٍ في أَوائِلِهِم
وَقَعنَبٍ وَحُماةٍ غَيرِ أَغمارِ
قَد غَلَّ في الغُلِّ بِسطاماً فَوارِسُنا
وَاِستَودَعوا نِعمَةً في آلِ حَجّارِ
ما أَوقَدَ الناسُ مِن نيرانِ مَكرُمَةٍ
إِلّا اِصطَلَينا وَكُنّا موقِدي النارِ
إِنّا لَنَبلو سُيوفاً غَيرَ مُحدَثَةٍ
في كُلِّ مُعتَقِدِ التاجَينِ جَبّارِ
إِنّي لَسَبّاقُ غاياتٍ أَفوزُ بِها
إِذاً أُطيلُ لَها شُغلي وَإِضماري
يا خُزرَ تَغلِبَ إِنّي قَد وَسَمتُكُمُ
عَلى الأُنوفِ وُسوماً ذاتَ أَحبارِ
لا تَفخَرُنَّ فَإِنَّ اللَهَ أَنزَلَكُم
يا خُزرَ تَغلِبَ دارَ الذُلِّ وَالعارِ
ما فيكُمُ حَكَمٌ تُرضى حُكومَتُهُ
لِلمُسلِمينَ وَلا مُستَشهَدٌ شاري
قَومٌ إِذا حاوَلوا حَجّاً لِبَيعَتِهِم
صَرّوا الفُلوسَ وَحَجّوا غَيرَ أَبرارِ
جِئني بِمِثلِ بَني بَدرٍ لِقَومِهِمُ
أَو مِثلِ أُسرَةِ مَنظورِ بنِ سَيّارِ
أَو مِثلِ آلِ زُهَيرٍ وَالقَنا قِصَدٌ
وَالخَيلُ في رَهَجٍ مِنها وَإِعصارِ
أَو عامِرِ بِن طُفَيلٍ في مُرَكَّبِهِ
أَو حارِثٍ يَومَ نادى القَومُ يا حارِ
أَو فارِسٍ كَشُرَيحٍ يَومَ تَحمِلُهُ
نَهدُ المَراكِلِ يَحمي عَورَةَ الجارِ
أَو آلِ شَمخٍ وَهَل في الناسِ مِثلُهُمُ
لِلمُعتَفينَ وَلا طُلّابِ أَوتارِ
نَبَّأتَ أَنَّكَ بِالخابورِ مُمتَنِعٌ
ثُمَّ اِنفَرَجتَ اِنفِراجاً بَعدَ إِقرارِ
قَد كانَ دوني مِنَ النيرانِ مُقتَبَسٌ
أَخزَيتَ قَومَكَ وَاِستَشعَلتَ مِن ناري
لَم تَدرِ أُمُّكَ ما الحُكمُ الَّذي حَكَمَت
إِذ مَسَّها سَكَرٌ مِن دَنِّها الضاري
جرير
الحمدان
07-29-2024, 01:14 PM
بانَ الخَليطُ غَداةَ الجِنابِ
وَلَم تَقضِ نَفسُكَ أَوطارَها
فَلا تُكثِروا طولَ شَكِّ الخِلاجِ
وَشُدّوا عَلى العيسِ أَكوارَها
سَأَرمي بِها قاتِماتِ الفِجاجِ
وَنَهجُرُ هِنداً وَزوّارَها
أَلا قَبَّحَ اللَهُ يَومَ الزُبَيرِ
بَلاءَ القُيونِ وَأَخبارَها
فَإِنّا وَجَدنا اِبنَ جَوخى القُيونِ
لَئيمَ المُواطِنِ خَوّارَها
وَلَو خُيِّرَ القَينُ بَينَ الحَياةِ
وَبَينَ المَنيَّةِ لَاِختارَها
أَنِمتَ بِعَينٍ عَلى خِزيَةٍ
فَأَغضِ عَلى الذُلِّ أَشفارَها
وَقَد يَعلَمُ الحَيُّ مِن مالِكٍ
مُناخَ الدُهَيمِ وَأَيسارَها
أَخَذنا عَلى الخورِ قَد تَعلَمونَ
رِدافَ المُلوكِ وَأَصهارَها
وَنَكفيهِمُ ثُمَّ لا يَشكُرونَ
مِراسَ الحُروبِ وَأَضرارَها
أَنا اِبنُ الفَوارِسِ يَومَ الغَبيطِ
وَما تَعرِفُ العوذُ أَمهارَها
لَحِقنا بِأَبجَرَ وَالحَوفَزانِ
وَقَد مَدَّتِ الخَيلُ إِعصارَها
وَرايَةِ مَلكٍ كَظِلِّ العُقابِ
ضَرَبنا عَلى الرَأسِ جَبّارَها
وَكُنّا إِذا حَومَةٌ أَعرَضَت
نَخوضُ إِلى المَوتِ أَغمارَها
فَأَفسَدتَ تَغلِبَ كُلَّ الفَسادِ
وَشُمتَ القُيونَ وَأَكيارَها
وَحامى الفَوارِسُ يَومَ الكُحَيلِ
وَلَم تَحمِ تَغلِبُ أَدبارَها
تَرَكتُم لِقَيسٍ بَناتِ الصَريحِ
وَعونَ النِساءَ وَأَبكارَها
وَضَعتُم بِحَزَّةَ حَملَ السِلاحِ
وَلَم تَضَعِ الحَربُ أَوزارَها
فَإِنَّ البَرِيَّةَ لَو جُمِّعَت
لَأَلفَيتَ تَغلِبَ أَشرارَها
وَلَو أَصبَحَ الناسُ حَرباً عِدىً
لِقَيسٍ وَخِندِفَ ما ضارَها
أَخَذنا عَلَيكُم عُيونَ البُحورِ
وَبَرَّ البِلادِ وَأَمصارَها
وَنَحنُ وَرِثنا فَخَلِّ الطَريقَ
جَوابِيَ عادٍ وَآبارَها
وَأَدعو الإِلَهَ وَتَدعو الصَليبَ
وَأَدعو قُرَيشاً وَأَنصارَه
ا
كَفَوا خُزرَ تَغلِبَ نَصرَ الرَسولِ
وَنَقضَ الأُمورِ وَإِمرارَها
جرير
الحمدان
07-29-2024, 01:15 PM
ما ذاتُ أَرواقٍ تَصَدّى لِجُؤذَرٍ
بِحَيثُ تَلاقى عازِبٌ فَالأَواعِسُ
بِأَحسَنَ مِنها يَومَ قالَت أَلا تَرى
لِمَن حَولَنا فيهِم غَيورٌ وَنافِسُ
تَرى ثَمَّ شِرباً بارِداً لا يَنالُهُ
عَلى هَولِهِ إِلّا رَدٍ أَو مُخالِسُ
بَني مالِكٍ لا يُردِكُم حَينُ قَينِكُم
فَيَقبِسَكُم مِن حَرِّ ناري قابِسُ
وَإِيّاكُمُ وَالقَينَ لا يَشأَمَنَّكُم
كَما كانَ مَشؤوماً لِذُبيانَ داحِسُ
بَني مالِكٍ فاتَ الفَرَزدَقَ مَجدُنا
وَماتَ اِبنُ لَيلى وَهوَ مِن ذاكَ يائِسُ
فَما زالَ مَعقولاً عِقالٌ عَنِ العُلى
وَما زالَ مَحبوساً عَنِ المَجدِ حابِسُ
جرير
الحمدان
07-29-2024, 01:15 PM
إِذا ذَكَرَت نَفسي شَريكاً تَقَطَّعَت
عَلى مَضرَحِيٍّ لِلمَقامَةِ رائِسِ
وَكانَ أَخا المَولى إِذا خافَ عَثرَةً
شَريكٌ وَخَصمَ الأَصيَدِ المُتَشاوِسِ
فَما كانَ أَبلانا مِنَ الدَهرِ نَبوَةً
لَدى البابِ أَو عَضَّ السِنينَ الأَحامِسِ
لَقَد غادَروا بِالعيصِ عِلقَ مَضِنَّةٍ
وَلَم تَرَ عَيني مِثلَهُ عِلقَ لابِسِ
وَقالوا أَلا تَبكي تَميمٌ أَخاهُمُ
أَبا الصَلتِ زَينَ الوَفدِ سَمَّ الفَوارِسِ
جرير
الحمدان
07-29-2024, 01:15 PM
أَلا حَيِّ أَطلالَ الرُسومِ الدَوارِسِ
وَآرِيَّ أَمهارٍ وَمَوقِدَ قابِسِ
لَقَد خَبَّرَتني النَفسُ أَنّي مُزايِلٌ
شَبابي وَوَصلَ المُنفِساتِ الأَوانِسِ
وَأَصبَحتُ مِن هِندٍ عَلى قُربِ دارِها
أَخا اليَأسِ أَو راجٍ قَليلاً كَآيِسِ
وَطامِحَةِ العَينَينِ مَطروفَةِ الهَوى
عَنِ الزَوجِ أَو مَنسوبَةِ الحالِ عانِسِ
بَني عاصِمٍ أَوفوا بِذِمَّةِ جارِكُم
وَلَم تَضرِبوا مِنها بِرَطبٍ وَيابِسِ
إِذا ما دَعا جَنباءُ قالَ اِبنُ دَيسَقٍ
لَعا لَكَ فيها عالِياً غَيرَ تاعِسِ
جَرَت لِأَخي كَلبٍ غَداةَ تَأَبَّسَت
عُبَيدٌ بِرَدِّ البُزلِ مِنها القَناعِسِ
أَلا إِنَّ حَمّاداً سَيوفي بِذِمَّةٍ
عَلَيكَ وَرَدِّ الأَبلَخِ المُتَشاوِسِ
أَلَستُم لِئاماً إِذ تَرومونَ جارَكُم
وَلَولاهُمُ لَم تَدفَعوا كَفَّ لامِسِ
فَإِنَّكَ لاقٍ لِلأَغَرِّ اِبنِ دَيسَقٍ
فَوارِسَ سَلّابينَ بَزَّ الفَوارِسِ
فَلا أَعرِفَنَّ الخَيلَ تَعدوا عَلَيكُمُ
فَتَطعُنَ في ذي جَوشَنٍ مُتَقاعِسِ
إِذا اِطَّرَدوا لَم يَخفَ داءُ ظُهورِهِم
عَلى ما بِنا مِن نَحضِها المُتَكاوِسِ
جرير
الحمدان
07-29-2024, 01:15 PM
أَقَمنا وَرَبَّتنا الدِيارُ وَلا أَرى
كَمَربَعِنا بَينَ الحَنِيَّينِ مَربَعا
أَلا حَبَّ بِالوادي الَّذي رُبَّما نَرى
بِهِ مِن جَميعِ الحَيِّ مَرأىً وَمَسمَعا
أَلا لا تَلوما القَلبَ أَن يَتَخَشَّعا
فَقَد هاجَتِ الأَحزانُ قَلباً مُفَزَّعا
وَجودا لِهِندٍ بِالكَرامَةِ مِنكُما
وَما شِئتُما أَن تَمنَعا بَعدُ فَاِمنَعا
وَما حَفَلَت هِندٌ تَعَرُّضَ حاجَتي
وَلا نَومَ عينَيَّ الغِشاشَ المُرَوَّعا
بِعَينِيَ مِن جارٍ عَلى غُربَةِ النَوى
أَرادَ بِسُلمانينَ بَيناً فَوَدَّعا
لَعَلَّكَ في شَكٍّ مِنَ البَينِ بَعدَما
رَأَيتَ الحَمامَ الوُرقَ في الدارِ وُقَّعا
كَأَنَّ غَماماً في الخُدورِ الَّتي غَدَت
دَنا ثُمَّ هَزَّتهُ الصَبا فَتَرَفَّعا
فَلَيتَ رِكابَ الحَيِّ يَومَ تَحَمَّلوا
بِحَومانَةِ الدَرّاجِ أَصبَحنَ ظُلَّعا
بَني مالِكٍ إِنَّ الفَرَزدَقَ لَم يَزَل
فَلُوَّ المَخازي مِن لَدُن أَن تَيَفَّعا
رَمَيتُ اِبنَ ذي الكيرَينِ حَتّى تَرَكتُهُ
قَعودَ القَوافي ذا عُلوبٍ مُوَقَّعا
وَفَقَّأتُ عَينَي غالِبٍ عِندَ كيرِهِ
وَأَقلَعتُ عَن أَنفِ الفَرَزدَقِ أَجدَعا
مَدَدتُ لَهُ الغاياتِ حَتّى نَخَستُهُ
جَريحَ الذُنابى فانِيَ السِنِّ مُقطَعا
ضَغا قِردُكُم لَمّا اِختَطَفتُ فُؤادَهُ
وَلِاِبنِ وَثيلٍ كانَ خَدُّكَ أَضرَعا
وَما غَرَّ أَولادُ القُيونِ مُجاشِعاً
بِذي صَولَةٍ يَحمي العَرينَ المُمَنَّعا
وَيا لَيتَ شِعري ما تَقولُ مُجاشِعٌ
وَلَم تَتَّرِك كَفّاكَ في القَوسِ مَنزَعا
وَأَيَّةُ أَحلامٍ رَدَدنَ مُجاشِعاً
يُعَلّونَ ذيفاناً مِنَ السُمِّ مُنقَعا
أَلا رُبَّما باتَ الفَرَزدَقُ قائِماً
عَلى حَرِّ نارٍ تَترُكُ الوَجهَ أَسفَعا
وَكانَ المَخازي طالَما نَزَلَت بِهِ
فَيُصبِحُ مِنها قاصِرَ الطَرفِ أَخضَعا
وَإِنَّ ذِيادَ اللَيلِ لا تَستَطيعُهُ
وَلا الصُبحَ حَتّى يَستَنيرَ فَيَسطَعا
تَرَكتُ لَكَ القَينَينِ قَينَي مُجاشِعٌ
وَلا يَأخُذانِ النِصفَ شَتّى وَلا مَعا
وَقَد وَجَداني حينَ مُدَّت حِبالُنا
أَشَدَّ مُحاماةً وَأَبعَدَ مَنزَعا
وَإِنّي أَخو الحَربِ الَّتي يُصطَلى بِها
إِذا حَمَلَتهُ فَوقَ حالٍ تَشَنَّعا
وَأَدرَكتُ مَن قَد كانَ قَبلي وَلَم أَدَع
لِمَن كانَ بَعدي في القَصائِدِ مَصنَعا
تَفَجَّعَ بِسطامٌ وَخَبَّرَهُ الصَدى
وَما يَمنَعُ الأَصداءَ أَلّا تَفَجَّعا
سَيَترُكُ زيقٌ صِهرَ آلِ مُجاشِعٍ
وَيَمنَعُ زيقٌ ما أَرادَ لِيَمنَعا
أَتَعدِلُ مَسعوداً وَقَيساً وَخالِداً
بِأَقيانِ لَيلى لا نَرى لَكَ مَقنَعا
وَلَمّا غَرَرتُم مِن أُناسٍ كَريمَةً
لَؤُمتُم وَضِقتُم بِالكَرائِمِ أَذرُعا
فَلَو لَم تُلاقوا قَومَ حَدراءَ قَومَها
لَوَسَّدَها كيرَ القُيونِ المُرَقَّعا
رَأى القَينُ أَختانَ الشَناءَةِ قَد جَنَوا
مِنَ الحَربِ جَرباءَ المَساعِرِ سَلفَعا
وَإِنَّكَ لَو راجَعتَ شَيبانَ بَعدَها
لَأُبتَ بِمَصلومِ الخَياشيمِ أَجدَعا
إِذا فَوَّزَت عَن نَهرَبينَ تَقاذَفَت
بِحَدراءَ دارٌ لا تُريدُ لِتَجمَعا
وَأَضحَت رِكابُ القَينِ مِن خَيبَةِ السُرى
وَنَقلِ حَديدِ القَينِ حَسرى وَظُلَّعا
وَحَدراءُ لَو لَم يُنجِها اللَهُ بُرِّزَت
إِلى شَرِّ ذي حَرثٍ دَمالاً وَمَزرَعا
وَقَد كانَ نِجساً طُهِّرَت مِن جِماعِهِ
وَآبَ إِلى شَرِّ المَضاجِعِ مَضجَعا
حُمَيدَةُ كانَت لِلفَرَزدَقِ جارَةً
يُنادِمُ حَوطاً عِندَها وَالمُقَطَّعا
سَأَذكُرُ ما لَم تَذكُروا عِندَ مِنقَرٍ
وَأُثني بِعارٍ مِن حُمَيدَةَ أَشنَعا
دَعاكُم حَوارِيُّ الرَسولِ فَكُنتُمُ
عَضاريطَ يا خُشبَ الخِلافِ المُصَرَّعا
أَغَرَّكَ جارٌ ضَلَّ قائِمُ سَيفِهِ
فَلا رَجَعَ الكَفَّينِ إِلّا مُكَنَّعا
وَآبَ اِبنُ ذَيّالٍ جَميعاً وَأَنتُمُ
تَعُدّونَ غُنماً رَحلَهُ المُتَمَزَّعا
فَلا تَدعُ جاراً مِن عِقالٍ تَرى لَهُ
ضَواغِطَ يُلثِقنَ الإِزارَ وَأَضرُعاد
فَلا قَينَ شَرٌّ مِن أَبي القَينِ مَنزِلاً
وَلا لُؤمَ إِلّا دونَ لُؤمِكِ صَعصَعا
تَعُدّونَ عَقرَ النيبِ أَفضَلَ سَعيِكُم
بَني ضَوطَرى هَلّا الكَمِيَّ المُقَنَّعا
وَتَبكي عَلى ما فاتَ قَبلَكَ دارِماً
وَإِن تَبكِ لا تَترُك بِعَينِكَ مَدمَعا
لَعَمرُكَ ما كانَت حُماةُ مُجاشِعٍ
كِراماً وَلا حُكّامُ ضَبَّةَ مَقنَعا
أَتَعدِلُ يَربوعاً خَناثى مُجاشِعٍ
إِذا هُزَّ بِالأَيدي القَنا فَتَزَعزَعا
تُلاقي لِيَربوعٌ إِيادَ أَرومَةٍ
وَعِزّاً أَبَت أَوتادُهُ أَن تُنَزَّعا
وَجَدتَ لِيَربوعٍ إِذا ما عَجَمتَهُم
مَنابِتَ نَبعٍ لَم يُخالِطنَ خِروَعا
هُمُ القَومُ لَو باتَ الزُبَيرُ إِلَيهِمُ
لَما باتَ مَفلولاً وَلا مُتَطَلَّعا
وَقَد عَلِمَ الأَقوامُ أَنَّ سُيوفَنا
عَجَمنَ حَديدَ البَيضِ حَتّى تَصَدَّعا
أَلا رُبَّ جَبّارٍ عَلَيهِ مَهابَةٌ
سَقَيناهُ كَأسَ المَوتِ حَتّى تَضَلَّعا
نَقودُ جِياداً لَم تَقُدها مُجاشِعٌ
تَكونُ مِنَ الأَعداءِ مَرأىً وَمَسمَعا
تَدارَكنَ بِسطاماً فَأُنزِلَ في الوَغى
عِناقاً وَمالَ السَرجُ حَتّى تَقَعقَعا
دَعا هانِئٌ بَكراً وَقَد عَضَّ هانِئاً
عُرى الكَبلِ فينا الصَيفَ وَالمُتَرَبَّعا
وَنَحنُ خَضَبنا لِاِبنِ كَبشَةَ تاجَهُ
وَلاقى اِمرَأً في ضَمَّةِ الخَيلِ مِصقَعا
وَقابوسَ أَعضَضنا الحَديدَ اِبنَ مُنذِرٍ
وَحَسّانَ إِذ لا يَدفَعُ الذُلَّ مَدفَعا
وَقَد جَعَلَت يَوماً بِطِخفَةَ خَيلُنا
مَجَرّاً لِذي التاجِ الهُمامِ وَمَصرَعا
وَقَد جَرَّبَ الهِرماسُ أَنَّ سُيوفَنا
عَضَضنَ بِرَأسِ الكَبشِ حَتّى تَصَدَّعا
وَنَحنُ تَدارَكنا بَحيراً وَقَد حَوى
نِهابَ العُنابَينِ الخَميسُ لِيَربَعا
فَعايَنَ بِالمَرّوتِ أَمنَعَ مَعشَرٍ
صَريخَ رِياحٍ وَاللِواءَ المُزَعزَعا
فَوارِسَ لا يَدعونَ يالَ مُجاشِعٍ
إِذا كانَ يَوماً ذا كَواكِبَ أَشنَعا
وَمِنّا الَّذي أَبلى صُدَيَّ بنَ مالِكٍ
وَنَفَّرَ طَيراً عَن جُعادَةَ وُقَّعا
فَدَع عَنكَ لَوماً في جُعادَةَ إِنَّما
وَصَلناهُ إِذ لاقى اِبنَ بَيبَةَ أَقطَعا
ضَرَبنا عَميدَ الصِمَّتَينِ فَأَعوَلَت
جُداعُ عَلى صَلتِ المَفارِقِ أَنزَعا
أَخَيلُكَ أَم خَيلي بِبَلقاءَ أَحرَزَت
دَعائِمَ عَرشِ الحَيِّ أَن يَتَضَعضَعا
وَلَو شَهِدَت يَومَ الوَقيطَينِ خَيلُنا
لَما قاظَتِ الأَسرى القِطاطَ وَلَعلَعا
رَبَعنا وَأَردَفنا المُلوكَ فَظَلَّلوا
وِطابَ الأَحاليبِ الثُمامَ المُنَزَّعا
فَتِلكَ مَساعٍ لَم تَنَلها مُجاشِعٌ
سُبِقتَ فَلا تَجزَع مِنَ المَوتِ مَجزَعا
جرير
الحمدان
07-29-2024, 01:16 PM
بانَ الخَليطُ فَعَينُهُ لا تَهجَعُ
وَالقَلبُ مِن حَذَرِ الفِراقِ مُرَوَّعُ
وَدَّ العَواذِلُ يَومَ رامَةَ أَنَّهُم
قَطَعوا الحِبالَ وَلَيتَها لا تَقطَعُ
قالَ العَواذِلُ غَيرَ جِدِّ نَصاحَةٍ
أَعلى الشَبابِ وَقَد بَليتَ تَفَجَّعُ
يا لَيتَ لَو رَفَعَت بِنا عيدِيَّةٌ
أَعناقُهُنَّ عَلى الطَريقِ تَزَعزَعُ
صَبَّحنَ دومَةَ بَعدَ خِمسٍ جاهِدٍ
غَلَساً وَفَضلُ نُسوعِها يَتَنَوَّعُ
تَعلو السَماوَةُ تَلتَظي حِزّانُها
وَالآلُ فَوقَ ذُرى وُعالٍ يَلمَعُ
يَكفي الأَدِلَّةَ بَعدَ سوءِ ظُنونِهِم
مَرُّ المَطِيِّ إِذا الحُداةُ تَشَنَّعوا
وَالأَرحَبِيُّ إِذا الظِلالُ تَقاصَرَت
يُغري الغَرِيَّ وَذاتُ غَربٍ مَيلَعُ
حَرفٌ تُحاذِرُ في خِشاشٍ ناشِبٍ
حَصِداً يَسورُ كَما يَسورُ الأَشجَعُ
شَذِبُ المَكارِبِ مِن جُذوعِ سُمَيحَةٍ
يَمطو الجَديلَ وَسُرطُمانٌ شَعشَعُ
وَتُثيرُ مُظهِرَةً وَقَد وَقَدَ الحَصى
شاةَ الكِناسِ إِذا اِسمَأَلَّ التُبَّعُ
وَتَرى الحَصى زَجِلاً يُطيرُ نَفِيَّهُ
قَبضُ المَناسِمِ وَالحَصى يَتَصَعصَعُ
وَالعيسُ تَعتَصِرُ الهَواجِرُ بُدنَها
عَصرَ الصُنَوبَرِ كُلُّ غَرٍّ يَنبَعُ
سِرنا مِنَ الأُدَمى وَرَملِ مُخَفِّقٍ
نَرجو الحَيا وَجَنابَ غَيثٍ يُربَعُ
كَم قَد تَتابَعَ مِنكُمُ مِن أَنعُمٍ
وَالمَحلُ يَذهَبُ أَن تَعودَ الأَمرُعُ
أَثبَتُّمُ زَلَلَ المَراقي بَعدَما
كادَت قُوى سَبَبِ الحِبالِ تَقَطَّعُ
أَشكو إِلَيكَ فَأَشكِني ذُرِّيَّةً
لا يَشبَعونَ وَأُمُّهُم لا تَشبَعُ
كَثُروا عَلَيَّ فَما يَموتُ كَبيرُهُم
حَتّى الحِسابِ وَلا الصَغيرُ المُرضَعُ
وَإِذا نَظَرتُ يَريبُني مِن أُمِّهِم
عَينٌ مُهَجَّجَةٌ وَخَدٌّ أَسفَعُ
وَإِذا تَقَسَّمَتِ العِيالُ غَبوقَها
كَثُرَ الأَنينُ وَفاضَ مِنها المَدمَعُ
رِشني فَقَد دَخَلَت عَلَيَّ خَصاصَةٌ
مِمّا جَمَعتَ وَكُلُّ خَيرٍ تَجمَعُ
جرير
الحمدان
07-29-2024, 01:16 PM
جُزيتَ الطَيِّباتِ أَخاً لِقَومٍ
أَخاً يا عُروَ كُنتَ لَهُم جِماعا
وَثَغرٍ قَد شَهِدتَ فَلَم تُضِعهُ
وَلَولا ما شَهِدتَ لَكانَ ضاعا
وَكَم مِن مَأزِقٍ جَلَّيتَ عَنهُ
إِذا كانَ الرِجالُ بِهِ رَعاعا
تَخَيَّرَتِ المَنايا يَومَ زارَت
نَواصِيَنا تُقَمِّعُها اِنقِماعا
جرير
الحمدان
07-29-2024, 01:16 PM
إِذا أَوضَعَ الرُكبانُ غَوراً وَأَنجَدوا
بِها فَاِرجُزا يا اِبنَي مُعَيَّةَ أَو دَعا
بَني العَبدِ لَو كُنتُم صَريحاً لِمالِكٍ
لَوَرَّعتُمُ دونَ الظَعائِنِ مِربَعا
تَدارَكَ مِنهُم مِربَعٌ يَومَ عاقِلٍ
ظَعائِنَ قَد راءى بِهِنَّ وَسَمَّعا
أَلا إِنَّما كانَت غَضوبُ مُحامِياً
غَداةَ اللِوى لَم يَدفَعِ الشَرَّ مَدفَعا
فِدىً لَكَ إِذ جَدَّعتَ بِالسَيفِ أَنفَها
وَأَبدَيتَ مِنها عاسِياً غَيرَ أَجدَعا
جرير
الحمدان
07-29-2024, 01:17 PM
ذَكَرتَ ثَرى نَواظِرَ وَالخُزامى
فَكادَ القَلبُ يَنصَدِعُ اِنصِداعا
أُلامُ عَلى الصَبابَةِ وَالمَهارى
تَحِنُّ إِذا تَذَكَّرَتِ النِزاعا
رَأَينَ تَغَيُّري فَذُعِرنَ مِنهُ
كَذُعرِ الفارِسِ البَقَرَ الرِتاعا
كَأَنَّ الرَحلَ فَوقَ قَرا جَفولٍ
أَقامَ الماتِحانِ لَهُ الشِراعا
ذَكَرتُ إِذا نَظَرتُ إِلى يَدَيها
يَدَي عَسراءَ شَمَّرَتِ القِناعا
سَما عَبدُ العَزيزِ إِلى المَعالي
وَفاتَ العالَمينَ نَدىً وَباعا
أَلَستَ اِبنَ الأَئِمَّةِ مِن قُرَيشٍ
وَأَرحَبَها بِمَكرُمَةٍ ذِراعا
فَقَد أَوصى الوَليدُ أَخا حِفاظٍ
فَما نَسِيَ الوَصاةَ وَلا أَضاعا
إِذا جَدَّ الرَحيلُ بِنا فَرُحنا
فَنَسأَلُ ذا الجَلالِ بِكَ المَتاعا
جرير
الحمدان
07-29-2024, 01:17 PM
إِذا أولى النُجومِ بَدَت فَغارَت
وَقُلتُ أَنى مِنَ اللَيلِ اِنتِصافُ
حَسِبتُ النَومَ طارَ مَعَ الثُرَيّا
وَما غَلُظَ الفِراشُ وَلا اللِحافُ
أَبا حَفصٍ مَخافَةَ كُلِّ ظُلمٍ
عَلَيكَ وَكَيفَ يَهجَعُ مَن يَخافُ
وَأَدعو اللَهَ فيكَ وَأَن يُجَلّي
عَمايَةَ ما يُزايِلُها اِنكِشافُ
وَأَن يَجِدوكَ إِذ هَزّوكَ صَلتاً
عَفيفاً مِن سَجِيَّتِكَ العَفافُ
جرير
الحمدان
07-29-2024, 01:17 PM
طَرِبتَ وَما هَذا الصِبا وَالتَكالُفُ
وَهَل لِمَهوى إِذ راعَهُ البَينُ صارِفُ
طَرِبتَ بِأَبرادٍ وَذَكَّرَكَ الهَوى
عِراقِيَّةٌ ذِكرٌ لِقَلبِكَ شاعِفُ
تَعُلُّ ذَكِيَّ المِسكِ وَحفاً كَأَنَّهُ
عَناقيدُ ميلٌ لَم يَنَلهُنَّ قاطِفُ
وَأَحذَرُ يَومَ البَينِ أَن يُعرَفَ الهَوى
وَتُبدي الَّذي تُخفي العُيونُ الذَوارِفُ
إِذا قيلَ هَذا البَينُ راجَعتُ عَبرَةً
لَها بِجِرِبّانِ البَنيقَةِ واكِفُ
يَقولُ بِنَعفِ الأَخرَبِيَّةِ صاحِبي
مَتى يَرعَوي غَربُ النَوى المُتَقاذِفُ
وَإِنّي وَإِن كانَت إِلى الشامِ نِيَّتي
يَماني الهَوى أَهلَ المَجازَةِ آلِفُ
وَإِنَّ الَّذي بُلِّغتِ رَقّاهُ نِسوَةٌ
نَفِسنَ عَلَيكِ الحُسنَ سودٌ زَحالِفُ
وَتُرمى فَتُشويها الرُماةُ وَقَتَّلَت
قُلوباً بِنَبلٍ لَم تَشِنها المَراصِفُ
صَرَمتُ اللَواتي كُنَّ يَقتَدنَ ذا الهَوى
شَبيهٌ بِهِنَّ الرَبرَبُ المُتَآلِفُ
طَلَبنا أَميرَ المُؤمِنينَ وَدونَهُ
تَنائِفُ غُبرٌ واصَلَتها تَنائِفُ
بِمائِرَةِ الأَعضادِ إِمّا لِشَدقَمٍ
وَإِمّا بَناتُ الداعِرِيِّ العَلائِفُ
يَخِدنَ بِنا وَخداً وَقَد خَضَبَ الحَصى
مَناسِمُ أَيدي اليَعمَلاتِ الرَواعِفُ
بَلَغنا أَميرَ المُؤمِنينَ وَلَم يَزَل
عَلى عِلَّةٍ فيهِنَّ رَحلٌ وَرادِفُ
وَيَرجوكَ مَن لَم تَستَطِعكَ رِكابُهُ
وَيَرجوكَ ذو حَقٍّ بِبابِكَ ضائِفُ
وَإِنّي لِنُعماكَ الَّتي قَد تَظاهَرَت
وَفَضلِكَ يا خَيرَ البَرِيَّةِ عارِفُ
فَلا الجَهدُ ما عاشَ الخَليفَةُ مُرهِقي
وَلا أَنا لي عِندَ الخَليفَةِ كاسِفُ
إِذا قيلَ شَكوى بِالإِمامِ تَصَدَّعَت
عَلَيهِ مِنَ الخَوفِ القُلوبُ الرَواجِفُ
أَتانا حَديثٌ كانَ لا صَبرَ بَعدَهُ
أَتَت كُلَّ حَيٍّ قَبلَ ذاكَ المَتالِفُ
فَلَمّا دَعَونا لِلخَليفَةِ رَبَّنا
وَكانَ الحَيا تُزجى إِلَيهِ الضَعائِفُ
أَتَتنا لَكَ البُشرى فَقَرَّت عُيونُنا
وَدارَت عَلى أَهلِ النِفاقِ المَخاوِفُ
فَأَنتَ لِرَبِّ العالَمينَ خَليفَةٌ
وَلِيٌّ لِعَهدِ اللَهِ بِالحَقِّ عارِفُ
هَداكَ الَّذي يَهدي الخَلائِفَ لِلتُقى
وَأُعطيتَ نَصراً لَم تَنَلهُ الخَلائِفُ
وَأَدَّت إِلَيكَ الهِندُ ما في حُصونِها
وَمِن أَرضِ صينِ اِستانُ تُجبى الطَرائِفُ
وَأَرضَ هِرَقلَ قَد قَهَرتَ وَداهِراً
وَتَسعى لَكُم مِن آلِ كِسرى النَواصِفُ
وَذَلِكَ مِن فَضلِ الَّذي جَمَّعَت لَهُ
صُفوفُ المُصَلّى وَالهَدِيُّ العَواكِفُ
وَنازَعتَ أَقواماً فَلَمّا قَهَرتَهُم
وَأُعطيتَ نَصراً عادَ مِنكَ العَواطِفُ
لَقَد وَجَدوا مِنكُم حِبالاً مَتينَةً
فَذَلّوا وَلانَت لِلقِيادِ السَوالِفُ
وَأَنتَ اِبنُ عيصِ الأَبطَحَينِ وَتَنتَمي
لِفَرعٍ صَميمٍ لَم تَنَلهُ الزَعانِفُ
نَمَتكَ إِلى العُليا فَوارِسُ داحِسٍ
وَصيدُ مَنافٍ المُقرَماتُ المَطارِفُ
لَهُ باذِخاتٌ مِن لُؤَيِّ بنِ غالِبٍ
يُقَصِّرُ عَنها المُدَّعي وَالمُخالِفُ
نَجيبٌ أَريبٌ كانَ جَدُّكَ مُنجِباً
وَأَدَّت إِلَيكَ المُنجِباتُ العَفائِفُ
وَما زالَ مِن آلِ الوَليدِ مُذَبِّبٌ
أَخو ثِقَةٍ عَن كُلُّ ثَغرٍ يُقاذِفُ
جرير
الحمدان
07-29-2024, 01:17 PM
أَلا حَيِّ أَهلَ الجَوفِ قَبلَ العَوائِقِ
وَمِن قَبلِ رَوعاتِ الحَبيبِ المُفارِقِ
سَقى الحاجِزَ المِحلالَ وَالباطِنَ الَّذي
يَشُنُّ عَلى القَبرَينِ صَوبَ الغَوادِقِ
وَلَمّا لَقينا خَيلَ أَبجَرَ أَعلَنوا
بِدَعوى لُجَيمٍ غَيرَ ميلِ العَواتِقِ
صَبَرنا لَهُم وَالصَبرُ مِنّا سَجِيَّةٌ
بِأَسيافِنا تَحتَ الظِلالِ الخَوافِقِ
فَلَمّا رَأَوا أَلّا هَوادَةَ بَينَنا
دَعَوا بَعدَ كَربٍ يا عُمَيرَ بنِ طارِقِ
وَمُبدٍ لَنا ضِغناً وَلَولا رِماحُنا
بِأَرضِ العِدى لَم يَرعَ صَوبَ البَوارِقِ
عَرَفتُم لِعَتّابٍ عَلَيكُم وَرَهطِهِ
نِدامَ المُلوكِ وَاِفتِراشَ النَمارِقِ
هُمُ الداخِلونَ البابَ لا تَدخُلونَهُ
عَلى المَلكِ وَالحامونَ عِندَ الحَقائِقِ
وَأَنتُم كِلابُ النارِ تُرمى وُجوهُكُم
عَنِ الخَيرِ لا تَغشَونَ بابَ السُرادِقِ
وَإِنّا لَنَحميكُم إِذا ما تَشَنَّعَت
بِنا الخَيلُ تَردي مِن شَنونٍ وَزاهِقِ
جرير
الحمدان
07-29-2024, 01:18 PM
لا تَحسِبي سَباسِبَ العِراقِ
وَنَغَضانَ القُلُصِ المَناقي
كَأَنَّما يَرقَينَ في مَراقي
نَومَ الضُحى واضِعَةَ الرِواقِ
هانَ عَلى ذاتِ الحَشا الخَفّاقِ
ما لَقِيَت نَفسي مِنَ الإِشفاقِ
وَما تُلاقي قَدَمي وَساقي
مِنَ الحَفا وَعَدَمِ السُواقِ
جارِيَةٌ مِن ساكِني الأَسواقِ
لَبّاسَةٌ لِلقُمُصِ الرِقاقِ
أَبغَضُ ثَوبَيها إِلَيها الباقي
تَأكُلُ مِن كيسِ اِمرِئٍ وَرّاقِ
قَد وَثِقَت إِن ماتَ بِالنَفاقِ
فَهوَ عَلَيها هَيِّنُ الفِراقِ
تَضحَكُ عَن ذي أُشُرٍ بَرّاقِ
كَالأُقحُوانِ اِهتَزَّ في البِراقِ
جرير
الحمدان
07-29-2024, 01:18 PM
ما يُنسِني الدَهرُ لا يَبرَح لَنا شَجَناً
يَومٌ تَدارَكَهُ الأَجمالُ وَالنوقُ
ما زالَ في القَلبِ وَجدٌ يَرتَقي صُعُداً
حَتّى أَصابَ سَوادَ العَينِ تَغريقُ
أَينَ الأولى أَنزَلوا النُعمانَ ضاحِيَةً
أَم أَينَ أَبناءُ شَيبانَ الغَرانيقُ
صاهَرتَ قَوماً لِئاماً في صُدورِهِمُ
ضِغنٌ قَديمٌ وَفي أَخلاقِهِم ضيقُ
قُل لِلأُخَيطِلِ إِذ جَدَّ الجِراءُ بِنا
أَقصِر فَإِنَّكَ بِالتَقصيرِ مَحقوقُ
لا تَطلُعُ الشَمسُ إِلّا وَهوَ في تَعَبٍ
وَلا تَغَيَّبُ إِلّا وَهوَ مَسبوقُ
نَفسي الفِداءُ لِقَيسٍ يَومَ تَعصِبكُم
إِذ لا يَبُلُّ لِسانَ الأَخطَلِ الريقُ
بيضٌ بِأَيديهِمُ شُهبٌ مُجَرَّبَةٌ
لِلهامِ جَذٌ وَلِلأَعناقِ تَطبيقُ
وَالتَغلِبِيّونَ بِئسَ الفَحلُ فَحلُهُمُ
فَحلاً وَأُمُّهُمُ زَلّاءُ مِنطيقُ
تَحتَ المَناطِقِ أَستاهٌ مُصَلَّبَةٌ
مِثلَ الدَوا مَسَّها الأَنقاسُ وَالليقُ
جرير
الحمدان
07-29-2024, 01:18 PM
أَمسى خَليطُكَ قَد أَجَدَّ فِراقا
هاجَ الحَزينَ وَذَكَّرَ الأَشواقا
هَل تُبصِرانِ ظَعائِناً بِعُنَيزَةٍ
أَم هَل تَقولُ لَنا بِهِنَّ لَحاقا
حَثَّ الحُداةُ بِهِم وَراءَ حُمولِهِم
بُزلاً تَجاسَرُ لَم يَكُنَّ حِقاقا
يا رُبَّ قائِلَةٍ تَقولُ وَقائِلٍ
أَسُراقَ إِنَّكَ قَد خَزيتَ سُراقا
إِنَّ الَّذينَ عَوَوا عُواءَكَ قَد لَقوا
مِنّي صَواعِقَ تُخضِعُ الأَعناقا
فَإِذا لَقيتَ مُجَيلِساً مِن بارِقٍ
لاقَيتَ أَطبَعَ مَجلِسٍ أَخلاقا
الناقِصينَ إِذا يُعَدُّ حَصاهُمُ
وَالجامِعينَ مَذَلَّةً وَنِفاقا
وَلَقَد هَمَمتُ بِأَن أُدَمِّرَ بارِقاً
فَرَقَبتُ فيهِم عَمَّنا إِسحاقا
جرير
الحمدان
07-29-2024, 01:19 PM
أَسَرى لِخالِدَةَ الخَيالُ وَلا أَرى
طَلَلاً أَحَبَّ مِنَ الخَيالِ الطارِقِ
إِنَّ البَلِيَّةَ مَن يُمَلُّ حَديثُهُ
فَاِنشَح فُؤادَكَ مِن حَديثِ الوامِقِ
أَهواكِ فَوقَ هَوى النُفوسِ وَلَم يَزَل
مُذ بِنتِ قَلبِيَ كَالجَناحِ الخافِقِ
طَرَباً إِلَيكَ وَلَم تُبالي حاجَتي
لَيسَ المُكاذِبُ كَالخَليلِ الصادِقِ
هَل رامَ بَعدَ مَحَلِّنا رَوضُ القَطا
فَرُوَيَّتانِ إِلى غَديرِ الخانِقِ
ما يُقحِمونَ عَلَيَّ مِن مُتَمَرِّدٍ
إِلّا سَبَقتُ فَنِعمَ قَومُ السابِقِ
جرير
الحمدان
07-29-2024, 01:19 PM
أَلا حَيِّ دارَ الهاجِرِيَّةِ بِالزُرقِ
وَأَحبِب بِها داراً عَلى البُعدِ وَالسُحقِ
سَقَتكِ الغَوادي هَل بِرَبعِكِ قاطِنٌ
أَمِ الحَيُّ ساروا نَحوَ فَيحانَ فَالعَمقِ
فَقَد كُنتِ إِذ لَيلى تَحُلُّكِ مَرَّةً
لَنا بِكِ شَوقٌ غَيرُ طَرقٍ وَلا رَنقِ
أَلا قُل لِبَرّادٍ إِذا ما لَقيتَهُ
وَبَيِّن لَهُ إِنَّ البَيانَ مِنَ الصِدقِ
أَحَقٌّ بَلاغاتٌ أَتَتني مَشابِهاً
وَبَيِّن لَهُ إِنَّ البَيانَ مِنَ الصِدقِ
فَإِيّاكَ لا تَبدُر إِلَيكَ قَصيدَةٌ
تُغَنّي بِها الرُكبانُ في الغَربِ وَالشَرقِ
فَلَولا أَبو زَيدٍ وَزَيدٌ أَكَلتُمُ
جَنى ما اِجتَنَيتُم مِن مَريرٍ وَمِن حَذقِ
بَني أَرقَمٍ لا توعِدوني فَإِنَّني
أَرى لَكُمُ حَقّاً فَلا تَجهَلوا حَقّي
وَرُبّوا الَّذي بَيني وَبَينَ قَديمِكُم
وَكُفّوا الأَذى عَنّي يَلِن لَكُمُ خُلقي
فَإِنّي لَسَهلٌ لِلصَديقِ مُلاطِفٌ
وَلِلكاشِحِ العادي شَجاً داخِلَ الحَلقِ
جرير
الحمدان
07-29-2024, 01:19 PM
لَنِعمَ الفَتى وَالخَيلُ تَنحِطُ في القَنا
نَعى اِبنُ زِيادٍ لِلعُقَيلِيِّ طارِقِ
فَيا صِمَّ مَن لِلخَيلِ تَنحِطُ في القَنا
وَيا صِمَّ مَن لِلمُندِياتِ الطَوارِقِ
وَقَد كانَ مِقداماً عَلى حارَةِ الوَغى
وَلوجاً إِذا ما هيبَ بابُ السُرادِقِ
رَأَيتُ جِيادَ الخَيلِ بَعدَكَ عُرِّيَت
وَحُلَّت رِحالُ اليَعمَلاتِ المَحانِقِ
جرير
الحمدان
07-29-2024, 01:20 PM
لَعَمري لَقَد أَشجى تَميماً وَهَدَّها
عَلى نَكَباتِ الدَهرِ مَوتُ الفَرَزدَقِ
عَشِيَّةَ راحوا لِلفِراقِ بِنَعشِهِ
إِلى جَدَثٍ في هُوَّةِ الأَرضِ مُعمَقِ
لَقَد غادَروا في اللَحدِ مَن كانَ يَنتَمي
إِلى كُلِّ نَجمٍ في السَماءِ مُحَلِّقِ
ثَوى حامِلُ الأَثقالِ عَن كُلِّ مُغرَمٍ
وَدامِغُ شَيطانِ الغَشومِ السَمَلَّقِ
عِمادُ تَميمٍ كُلِّها وَلِسانُها
وَناطِقُها البَذّاخُ في كُلِّ مَنطِقِ
فَمَن لِذَوي الأَرحامِ بَعدَ اِبنِ غالِبٍ
لِجارٍ وَعانٍ في السَلاسِلِ موثَقِ
وَمَن لِيَتيمٍ بَعدَ مَوتِ اِبنِ غالِبٍ
وَأُمِّ عِيالٍ ساغِبينَ وَدَردَقِ
وَمَن يُطلِقُ الأَسرى وَمَن يَحقُنُ الدِما
يَداهُ وَيَشفي صَدرَ حَرّانَ مُحنَقِ
وَكَم مِن دَمٍ غالٍ تَحَمَّلَ ثِقلَهُ
وَكانَ حَمولاً في وَفاءٍ وَمَصدَقِ
وَكَم حِصنِ جَبّارٍ هُمامٍ وَسوقَةٍ
إِذا ما أَتى أَبوابَهُ لَم تُغَلَّقِ
تَفَتَّحُ أَبوابُ المُلوكِ لِوَجهِهِ
بِغَيرِ حِجابٍ دونَهُ أَو تَمَلُّقِ
لِتَبكِ عَلَيهِ الإِنسُ وَالجِنُّ إِذ ثَوى
فَتى مُضَرٍ في كُلِّ غَربٍ وَمَشرِقِ
فَتىً عاشَ يَبني المَجدَ تِسعينَ حِجَّةً
وَكانَ إِلى الخَيراتِ وَالمَجدِ يَرتَقي
فَما ماتَ حَتّى لَم يُخَلِّف وَرائَهُ
بِحَيَّةِ وادٍ صَولَةٍ غَيرَ مُصعَقِ
جرير
الحمدان
07-29-2024, 01:20 PM
لَقَد عَلِموا أَنَّ الكَتيبَةَ كَبشُها
بِحَجرٍ إِذا لاقى الكَمِيُّ اِبنُ مالِكِ
هُوَ الذائِدُ الحامي الحَقيقَةَ بِالقَنا
وَفي المَحلِ زادُ المُرمِلينَ الصَعالِكِ
مَشى وَعَصى بِالسَيفِ وَاللَيلُ مُظلِمٌ
إِلى بَطَلٍ قَد هابَهُ كُلُّ فاتِكِ
جرير
الحمدان
07-29-2024, 01:21 PM
قولي لَهُم يا عَبلَ قَد خابَ قَينُكُم
وَغَيَّرَ وَجهَ القَينِ ذَروُ السَنابِكِ
فَما ضَرَّ ما قُلتُم مَهاةً تَصَرَّفَت
بِعَطفِ النَقا تَرعى هُجولَ الدَكادِكِ
لِعَبلَةَ فَرعُ الحَيِّ قَد تَعلَمونَهُ
وَأَطيَبُ عِرقٍ في الثَرى المُتَدارِكِ
لَها خُنزُوانٌ في خُزَيمَةَ لَم تَزَل
تَنَقَّلُ مِنهُ في سَنامِ وَحارِكِ
تَنافَسُ فيها عَبدُ شَمسٍ وَهاشِمٌ
إِذا قيلَ مَن صِهرُ الكَريمِ المُشارِكِ
جرير
الحمدان
07-29-2024, 01:21 PM
أَلا تَصحو وَتُقصِرُ عَن صِباكا
وَهاذا الشَيبُ أَصبَحَ قَد عَلاكا
أَمِن دِمَنٍ بَلَينَ بِبَطنِ قَوٍّ
بَكَيتَ لَها وَشَجوٌ ما بَكاكا
تَباعَدُ مِن وِصالِكَ أَيَّ بُعدٍ
وَلَو تَدنو قَتَلتَ بِها هَواكا
إِذا ما جُرِّدَت فَنَقا كَثيبٍ
وَفي القَرِّيِّ هَيكَلَةً ضِناكا
أَلا يا حَبَّذا جَرَعاتُ قَوٍّ
وَحَيثُ يُقابِلُ الأَثَلُ الأَراكا
وَقَد لاحَ المَشيبُ فَما أَراهُ
عَداكَ وَقَد صَبَوتَ وَلا نَهاكا
فَلَيتَكَ قَد قَضَيتَ بِذاتِ عِرقٍ
وَمِن نَجدٍ وَساكِنِهِ مُناكا
تُذادُ عَنِ المَشارِعِ كُلَّ يَومٍ
وَوِردُكَ لَو وَرَدتَ بِهِ كَفاكا
أَتَهوى مَن دَعاكَ لِطولِ شَجوٍ
وَمَن أَضنى فُؤادَكَ إِذ دَعاكا
فَكَيفَ بِمَن أَصابَ فُؤادَ صَبٍّ
بِذَلِكَ لَو يَشاءُ لَقَد شَفاكا
وَقَد كانَت قُفَيرَةُ ذاتَ قَرنٍ
تَرى في زَيغِ أَكعُبِها اِصطِكاكا
أَتَفخَرُ بِالحُبى وَخَزيتَ فيها
وَقَبلَ اليَومِ ما فُضِحَت حُباكا
قَدِ اِنبَعَثَ الأُخَيطِلُ غَيرَ فانٍ
وَلا غُمرٍ وَقَد بَلَغَ اِحتِناكا
وَما قَرَأَ المُفَصَّلَ تَغلِبِيٌّ
وَلا مَسَّ الطَهورَ وَلا السِواكا
وَلا عَرَفوا مَواقِفَ يَومِ جَمعٍ
وَلا حَوضَ السِقايَةِ وَالأَراكا
أَيوعِدُني الأُخَيطِلُ مِن بَعيدٍ
وَقَد لاقى أَسِنَّتَنا شِباكا
رُوَيدَ الجَهلِ إِنَّ لَنا بِناءً
إِذا ما رُمتَهُ قَصُرَت يَداكا
تَعَلَّم إِنَّ أَصلِيَ خِندِفِيٌّ
سَتَعلَمُ مُبتَنايَ مُبتَناكا
لَنا البَدرُ المُنيرُ وَكُلُّ نَجمٍ
وَلا بَدراً تَعُدُّ وَلا سِماكا
وَإِنَّكَ لَو تَصَعَّدُ في جِبالي
تَباعَدَ مِن نُزولِكَ مُرتَقاكا
تُلاقي العيصَ ذا الشَبَواتِ دوني
وَوِردَ الخَيلِ تَعتَرِكُ اِعتِراكا
وَحَيّاً يُقرِبونَ بَناتِ قَيدٍ
بِها مَنَعوا المُلَيحَةِ وَاللُكاكا
إِذا ما عُدَّ فَضلُ حَصى تَميمٍ
تَحاقَرَ حينَ تَجمَعُهُ حَصاكا
حَمَت قَيسٌ بِدِجلَةَ عَسكَرَيها
فَأُنهِبَ يَومَ دِجلَةَ عَسكَراكا
هُمُ حَدَروكَ مِن نَجدٍ فَأَمسَت
مَعَ الخِنزيرِ قاصِيَةً نَواكا
تُكَفِّرُ بِاليَدَينِ إِذا اِلتَقَينا
وَتُلقي مِن مَخافَتِنا عَصاكا
عَطاءُ اللَهِ تَكرِمَةً وَفَضلاً
بِسُخطِكَ لَيسَ ذَلِكَ عَن رِضاكا
رَشَتكَ مُجاشِعٌ سَكَراً بِفَلسٍ
فَلا يَهنيكَ رِشوَةُ مَن رَشاكا
أَلَيسَ اللَهُ فَضَّلَ سَعيَ قَومٍ
هَداهُم لِصِراطِ وَما هَداكا
تُكَفِّرُ بِاليَدَينِ إِذا اِلتَقَينا
وَأَدِّ إِلى خَليفَتِنا جِزاكا
أَتَزعُمُ ذا المَناخِرِ كانَ سَبطاً
يَهودِيّاً وَنَزعُمُهُ أَباكا
جرير
الحمدان
07-29-2024, 01:21 PM
أَجَدَّ اليَومَ جيرَتُكَ اِرتِحالا
وَلا تَهوى بِذي العُشُرِ الزِيالا
قِفا عُوِجا عَلى دِمَنٍ بِرَهبى
فَحَيّوا رَسمَهُنَّ وَإِن أَحالا
وَشَبَّهتُ الحُدوجَ غَداةَ قَوٍّ
سَفينَ الهِندِ رَوَّحَ مِن أَوالا
جَعَلنَ القَصدَ عَن شَطِبٍ يَمينَن
وَعَن أَجمادِ ذي بَقَرِن شِمالا
جَمَعنَ لَنا مَواعِدَ مُعجِباتٍ
وَبُخلاً دونَ سُؤلِكَ وَاِعتِلالا
أَوانِسُ لَم يَعِشنَ بِعَيشِ سَوءٍ
يُجَدِّدنَ المَواعِدَ وَالمِطالا
فَقَد أَفنَينَ عُمرَكَ كُلَّ يَومٍ
بِوَعدٍ ما جَزَينَ بِهِ قِبالا
وَلَو يَهوَينَ ذاكَ سَقَينَ عَذباً
عَلى العِلّاتِ آوِنَةً زُلالا
وَلَكِنَّ الحُماةَ حَمَوكَ عَنهُ
فَما تُسقى عَلى ظَمَإٍ بِلالا
أَلا تَجزينَ وُدّي في لَيالٍ
وَأَيّامٍ وَصَلتُ بِهِ طِوالا
أُحِبُّ الظاعِنينَ غَداةَ قَوٍّ
وَلا أَهوى المُقيمَ بِهِ الحِلالا
لَقَد ذَرَفَت دُموعُكَ يَومَ رَدّوا
لِبَينِ الحَيِّ فَاِحتَمَلوا الجِمالا
وَفي الأَظعانِ مِثلُ مَها رُماحٍ
نَصَبنَ لَهُ المَصايِدَ وَالحِبالا
فَما أَشوَينَ حينَ رَمَينَ قَلبي
سِهاماً لَم يَرِشنَ لَها نِبالا
وَلَكِن بِالعُيونِ وَكُلِّ خَدٍّ
تَخالُ بِهِ لِبَهجَتِهِ صِقالا
لَعَمرُكَ ما يَزيدُكَ قُربُ هِندٍ
إِذا ما زُرتَها إِلّا خَبالا
وَقَد قالَ الوُشاةُ فَأَفزَعونا
بِبَعضِ القَولِ نَكرَهُ أَن يُقالا
رَأَيتُكَ يا أُخَيطِلُ إِذ جَرَينا
وَجُرِّبَتِ الفَراسَةُ كُنتَ فالا
وَقَد نُخِسَ الفَرَزدَقُ بَعدَ جَهدٍ
فَأَلقى القَوسَ إِذ سَإِمَ النِضالا
وَنَحنُ الأَفضَلونَ فَأَيَّ يَومٍ
تَقولُ التَغلِبِيُّ رَجا الفِضالا
أَلَم تَرَ أَنَّ عِزَّ بَني تَميمٍ
بَناهُ اللَهُ يَومَ بَنى الجِبالا
بَنى لَهُمُ رَواسِيَ شامِخاتٍ
وَعالى اللَهُ ذُروَتَهُ فَطالا
بَنى لي كُلُّ أَزهَرَ خِندِفِيٌّ
يُباري في سُرادِقِهِ الشَمالا
تَنَصَّفُهُ البَرِيَّةُ وَهوَ سامٍ
وَيُمسي العالَمونَ لَهُ عِيالا
تَواضَعَتِ القُرومُ لِخِندَفِيٍّ
إِذا شِئنا تَخَمَّطَ ثُمَّ صالا
وَيَسعى التَغلِبيُّ أَذا اِجتَبَينا
بِجِزيَتِهِ وَيَنتَظِرُ الهِلالا
لَقَيتُم بِالجَزيرَةِ خَيلَ قَيسٍ
فَقُلتُم مارَ سَرجِس لا قِتالا
فَلا خَيلٌ لَكُم صَبَرَت لِخَيلٍ
وَلا أَغنَت رِجالُكُمُ رِجالا
وَأَسلَمتُم شُعَيثَ بَني مُلَيلٍ
أَصابَ السَيفُ عاتِقَهُ فَمالا
شَرِبتَ الخَمرَ بَعدَ أَبي غُوَيثٍ
فَلا نَعِمَت لَكَ النَشَواتُ بالا
تَسوفُ التَغلِبيَّةُ وَهيَ سَكرى
قَفا الخِنزيرِ تَحسِبُهُ غَزالا
تَظَلَّ الخَمرُ تَخلِجُ أَخدَعَيها
وَتَشكو في قَوائِمِها اِمذِلالا
أَتَحسِبُ فَلسَ أُمِّكَ كانَ مَجداً
وَجَذَّكُمُ عَنِ النَقدِ الجُفالا
تَناوَل ما وَجَدتَ أَباكَ يَبني
فَأَمّا الخِندِفيَّ فَلَن تَنالا
أَلَيسَ أَبو الأُخَيطِلِ تَغلِبِيّاً
فَبِئسَ التَغلِبِيَّ أَباً وَخالا
إِذا ماكانَ خالُكَ تَغلِبيّاً
فَبادِل إِن وَجَدتَ لَهُ بِدالا
وَيَربوعٌ تَحُلُّ ذُرى الرَوابي
وَتَبني فَوقَها عَمَداً طِوالا
وَقَد عَلِقَ الأُخَيطَلُ حَبلَ سَوءٍ
فَأَبرَحَ يَومُهُنَّ بِهِ وَطالا
أَلَم تَرَ يا أُخَيطِلُ حَربَ قَيسٍ
تَمُرُّ إِذا اِبتَغَيتَ لَها العِلالا
أَذا لَم تَصحُ نَشوَتُكُم فَذوقوا
سُيوفَ الهِندِ وَالأَسَلَ النِهالا
جرير
الحمدان
07-29-2024, 01:22 PM
إِنَّ الَّذي بَعَثَ النَبِيَّ مُحَمَّداً
جَعَلَ الخِلافَةَ في الإِمامِ العادِلِ
وَلَقَد نَفَعتَ بِما مَنَعتَ تَحَرُّجاً
مَكسَ العُشورِ عَلى جُسورِ الساحِلِ
قَد نالَ عَدلُكَ مَن أَقامَ بِأَرضِنا
فَإِلَيكَ حاجَةُ كُلِّ وَفدٍ راحِلِ
إِنّي لَآمُلُ مِنكَ خَيراً عاجِلاً
وَالنَفسُ مولَعَةٌ بِحُبِّ العاجِلِ
وَاللَهُ أَنزَلَ في الكِتابِ فَريضَةً
لِاِبنِ السَبيلِ وَلِلفَقيرِ العائِلِ
جرير
العصر الاموي
الحمدان
07-29-2024, 01:22 PM
هَنيئاً مَريئاً غَيرَ داءٍ مُخامِرٍ
لِعَزَّةَ مِن أَعراضِنا ما اِستَحَلَّتِ
أَسيئي بِنا أَو أَحسِني لا مَلومَةً
لَدَينا وَلا مَقلِيَّةً إِن تَقَلَّتِ
كثير عزه
العصر الاموي
الحمدان
07-29-2024, 01:23 PM
أبْكي زماني،ولا أبكي لِأَنْسَاهُ
حتّى وإنْ شئْتُ في عَيْنيكِ أَلْقَاهُ
أبكي الزَّمانَ الذي كُنّا نُراوِدُهُ
ونُشْعِلُ اللّيْلَ ضَوْءً في زَوَايَاهُ
كُنَّا نَسيرُ فَيَرْعى الحُلْمُ خُطْوَتَنَا
وفي الفِراقِ نَضُمُّ الحُلْمَ نَرعاهُ
نَعْدو منَ الشَّوقِ والأحْزانُ تَسْبقُنا
فالشَّوْقُ قَيْسٌ وبعضُ الحُزْنِ ليلاهُ
كُنّا ننامُ، نَـهــُزُّ الأرْضَ نُشْعِلها
والقلْبُ مِنْ نارِنا تـَهْـتَـزُّ دُنياهُ
هلْ تَذْكُرِينَ كَلاماً كنتُ أحْفظهُ
ما في فمي لَفظُهُ،ما فيكِ مَعْنَاهُ
تذكّري واذكُري أحلى مشاعرِنا
أمْ تذكرينَ من الإحْساسِ أقساهُ
إنِّي بما اقتَرَفَتْ كفّايَ معترفٌ
هلّا غَــفَــرْتِ لِخَطّــاءٍ خطاياهُ
كانَ الذي كانَ،ما فكرْتُ أوقِظُهُ
عُمْري تَشَظّى وقلْبي من شظاياهُ
ماذا أريدُ منَ التذكارِ سيّدتي
وهلْ نُعيدُ به ما الأمسَ عِشناهُ
نريدُنا هكذا،نمضي معاً أبداً
نمضي صديقينِ لا عَبْداً ومَوْلاهُ
نمضي صديقيْنِ نرمي خَلْفـَنَـا زمناً
أبكي نَــقُــولُ معاً إنَّا قَتــلْـنـاهُ
منير باهي
الحمدان
07-29-2024, 03:22 PM
يَا سَـائِلِي أَيْنَ حَـلَّ الجُـودُ وَالكَـرَمُ
عِنْـدِي بَـيَـانٌ إذَا طُـلاَّبُـهُ قَـدِمُـوا
هَذَا الذي تَعْـرِفُ البَطْـحَاءُ وَطْـأَتَـهُ
وَالبَـيْـتُ يَعْـرِفُـهُ وَالحِـلُّ وَالحَـرَمُ
هَذَا ابْنُ خَيْرِ عِبَادِ اللَهِ كُلِّهِمُ
هَذَا التَّقِيُّ النَّقِيُّ الطَّاهِرُ العَلَمُ
هَذَا الذي أحْمَدُ المُخْتَارُ وَالِدُهُ
صَلَّي عَلَیهِ إلَهِي مَا جَرَي القَلَمُ
لَوْ يَعْلَمُ الرُّكْنُ مَنْ قَدْ جَاءَ يَلْثِمُهُ
لَخَرَّ يَلْثِمُ مِنْهُ مَا وَطَي القَدَمُ
هَذَا علی رَسُولُ اللَهِ وَالِدُهُ
أَمْسَتْ بِنُورِ هُدَاهُ تَهْتَدِي الاُمَمُ
هَذَا الَّذِي عَمُّهُ الطَّيَّارُ جَعْفَرٌ
وَالمَقْتُولُ حَمْزَةُ لَيْثٌ حُبُّهُ قَسَمُ
هَذَا ابْنُ سَيِّدَةِ النِّسْوَانِ فَاطِمَةٍ
وَابْنُ الوَصِيِّ الَّذِي في سَيْفِهِ نِقَمُ
إذَا رَأتْهُ قُرَيْشٌ قَالَ قَائِلُهَا
إلَی مَكَارِمِ هَذَا يَنْتَهِي الكَرَمُ
يَكَادُ يُمْسِكُهُ عِرْفَانَ راحته
رُكْنُ الحَطِيمِ إذَا مَا جَاءَ يَسْتَلِمُ
وَلَيْسَ قُولُكَ: مَنْ هَذَا؟ بِضَائِرِهِ
العُرْبُ تَعْرِفُ مَنْ أنْكَرْتَ وَالعَجَمُ
يُنْمَي إلَی ذَرْوَةِ العِزِّ الَّتِي قَصُرَتْ
عَنْ نَيْلِهَا عَرَبُ الإسْلاَمِ وَالعَجَمُ
يُغْضِي حَيَاءً وَيُغْضَي مِنْ مَهَابَتِهِ
فَمَا يُكَلَّمُ إلاَّ حِينَ يَبْتَسِمُ
يَنْجَابُ نُورُ الدُّجَي عَنْ نُورِ غُرِّتِهِ
كَالشَّمْسِ يَنْجَابُ عَنْ إشْرَاقِهَا الظُّلَمُ
بِكَفِّهِ خَيْزُرَانٌ رِيحُهُ عَبِقٌ
مِنْ كَفِّ أَرْوَعَ فِي عِرْنِينِهِ شَمَمُ
مَا قَالَ: لاَ قَطُّ، إلاَّ فِي تَشَهُّدِهِ
لَوْلاَ التَّشَهُّدُ كَانَتْ لاَؤهُ نَعَمُ
مُشتَقَّةٌ مِنْ رَسُولِ اللَهِ نَبْعَتُهُ
طَابَتْ عَنَاصِرُهُ وَالخِيمُ وَالشِّيَمُ
حَمَّالُ أثْقَالِ أَقْوَامٍ إذَا فُدِحُوا
حُلْوُ الشَّمَائِلِ تَحْلُو عِنْدَهُ نَعَمُ
إنْ قَالَ قَالَ بمِا يَهْوَي جَمِيعُهُمُ
وَإنْ تَكَلَّمَ يَوْماً زَانَهُ الكَلِمُ
هَذَا ابْنُ فَاطِمَةٍ إنْ كُنْتَ جَاهِلَهُ
بِجَدِّهِ أنبِيَاءُ اللَهِ قَدْ خُتِمُوا
اللهُ فَضَّلَهُ قِدْماً وَشَرَّفَهُ
جَرَي بِذَاكَ لَهُ فِي لَوْحِهِ القَلَمُ
مَنْ جَدُّهُ دَانَ فَضْلُ الآنْبِيَاءِ لَهُ
وَفَضْلُ أُمَّتِهِ دَانَتْ لَهَا الاُمَمُ
عَمَّ البَرِيَّةَ بِالإحْسَانِ وَانْقَشَعَتْ
عَنْهَا العِمَأيَةُ وَالإمْلاَقُ وَالظُّلَمُ
كِلْتَا يَدَيْهِ غِيَاثٌ عَمَّ نَفْعُهُمَا
يُسْتَوْكَفَانِ وَلاَ يَعْرُوهُمَا عَدَمُ
سَهْلُ الخَلِيقَةِ لاَ تُخْشَي بَوَادِرُهُ
يَزِينُهُ خَصْلَتَانِ: الحِلْمُ وَالكَرَمُ
لاَ يُخْلِفُ الوَعْدَ مَيْمُوناً نَقِيبَتُهُ
رَحْبُ الفِنَاءِ أَرِيبٌ حِينَ يُعْتَرَمُ
مِنْ مَعْشَرٍ حُبُّهُمْ دِينٌ وَبُغْضُهُمُ
كُفْرٌ وَقُرْبُهُمُ مَنْجيً وَمُعْتَصَمُ
يُسْتَدْفَعُ السُّوءُ وَالبَلْوَي بِحُبِّهِمُ
وَيُسْتَزَادُ بِهِ الإحْسَانُ وَالنِّعَمُ
مُقَدَّمٌ بَعْدَ ذِكْرِ اللَهِ ذِكْرُهُمْ
فِي كُلِّ فَرْضٍ وَمَخْتُومٌ بِهِ الكَلِمُ
إنْ عُدَّ أهْلُ التُّقَي كَانُوا أئمَّتَهُمْ
أوْ قِيلَ: مَنْ خَيْرُ أَهْلِ الارْضِ قِيلَ: هُمُ
لاَ يَسْتَطِيعُ جَوَادٌ بُعْدَ غَأيَتِهِمْ
وَلاَ يُدَانِيهِمُ قَوْمٌ وَإنْ كَرُمُوا
هُمُ الغُيُوثُ إذَا مَا أزْمَةٌ أزَمَتْ
وَالاُسْدُ أُسْدُ الشَّرَي وَالبَأْسُ مُحْتَدِمُ
يَأبَي لَهُمْ أَنْ يَحِلَّ الذَّمُّ سَاحَتَهُمْ
خِيمٌ كَرِيمٌ وَأيْدٍ بِالنَّدَي هُضُمُ
لاَ يَقْبِضُ العُسْرُ بَسْطاً مِنْ أكُفِّهِمُ
سِيَّانِ ذَلِكَ إنْ أثْرَوْا وَإنْ عَدِمُوا
أيٌّ القَبَائِلِ لَيْسَتْ فِي رَقَابِهِمُ
لاِوَّلِيَّةِ هَذَا أوْ لَهُ نِعَمُ
مَنْ يَعْرِفِ اللَهَ يَعْرِفْ أوَّلِيَّةَ ذَا
فَالدِّينُ مِنْ بَيْتِ هَذَا نَالَهُ الاُمَمُ
بُيُوتُهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ يُسْتَضَاءُ بِهَا
فِي النَّائِبَاتِ وَعِنْدَ الحُكْمِ إنْ حَكَمُوا
فَجَدُّهُ مِنْ قُرَيْشٍ فِي أُرُومَتِهَا
مُحَمَّدٌ وَعليّ بَعْدَهُ عَلَمُ
بَدرٌ له شَاهِدٌ وَالشِّعْبُ مِنْ أُحُدٍ
والخَنْدَقَانِ وَيَومُ الفَتْحِ قَدْ عَلِمُوا
وَخَيْبَرٌ وَحُنَيْنٌ يَشْهَدَانِ لَهُ
وَفِي قُرَيْضَةَ يَوْمٌ صَيْلَمٌ قَتَمُ
مَوَاطِنٌ قَدْ عَلَتْ فِي كُلِّ نائِبَةٍ
علی الصَّحَابَةِ لَمْ أَكْتُمْ كَمَا كَتَمُو
الفرزدق
الحمدان
07-29-2024, 03:22 PM
غَدَوتُ وَقَد أَزمَعتُ وَثبَةَ ماجِدٍ
لِأَفدِيَ بِاِبني مِن رَدى المَوتِ خالِيا
غُلامٌ أَبوهُ المُستَجارُ بِقَبرِهِ
وَصَعصَعَةُ الفَكّاكُ مَن كانَ عانِيا
وَكُنتَ اِبنَ أَشياخٍ يُجيرونَ مَن جَنى
وَيُحيُونَ بِالغَيثِ العِظامَ البَوالِيا
يُداوُونَ بِالأَحلامِ وَالجَهلِ مِنهُمُ
وَيُؤسى بِهِمصَدعُ الَّذي كانَ واهِيا
رَهَنتُ بَني السيدِ الأَشائِمِ موفِياً
بِمَقتولِهِم عِندَ المُفاداةِ غالِيا
وَقُلتُ أَشِطّوا يا بَني السيدِ حُكمَكُم
عَلَيَّ فَإِنّي لا يَضيقُ ذِراعِيا
إِذا خُيِّرَ السيدِيُّ بَينَ غَوايَةٍ
وَرُشدٍ أَتى السيدِيُّ ما كانَ غاوِيا
وَلَو أَنَّني أَعطَيتُ ما ضَمَّ واسِطٌ
أَبى قَدَرُ اللَهِ الَّذي كانَ ماضِيا
وَلَمّا دَعاني وَهوَ يَرسُفُ لَم أَكُن
بَطيئاً عَنِ الداعي وَلا مُتَوانِيا
شَدَدتُ عَلى نِصفَي إِزاري وَرُبَّما
شَدَدتُ لِأَحداثِ الأُمورِ إِزارِيا
دَعاني وَحَدُّ السَيفِ قَد كانَ فَوقَهُ
فَأَعطَيتُ مِنهُ اِبنَي جَميعاً وَمالِيا
وَلَم أَرَ مِثلي إِذ يُنادى اِبنُ غالِبٍ
مُجيباً وَلا مِثلَ المُنادي مُنادِيا
فَما كانَ ذَنبي في المَنِيَّةِ إِن عَصَت
وَلَم أَتَّرِك شَيئاً عَزيزاً وَرائِيا
الفرزدق
الحمدان
07-29-2024, 03:23 PM
وَمَرَّ بِنا المُختارُ مُختارُ طَيِّئٍ
فَرَوّى مُشاشاً كانَ ظَمآنَ صادِيا
أَقَمنا لَهُ صَهباءَ كَالمِسكِ ريحُها
إِقامَتَهُ حَتّى تَرَحَّلَ غادِيا
فَسارَ وَقَد كانَت عَلَيهِ غَباوَةٌ
يَخالُ حُزونَ الأَرضِ سَهلاً وَوادِيا
الفرزدق
الحمدان
07-29-2024, 03:23 PM
إِنّي حَلَفتُ بِرَبِّ البُدنِ مُشعَرَةً
وَما بِجُمعٍ مِنَ الرُكبانِ وَالظُعُنِ
لَتَأتِيَنَّ عَلى الدَيّانِ جادِعَةٌ
شَنعاءُ تَبلُغُ أَهلَ السَيفِ مِن عَدَنِ
حَتّى يَبيتَ عَلَيهِم حَيزُ أَدرَكَهُم
مِنّا جَوادِعُ قَد أُلحِقنَ بِالسُنَنِ
إِنَّ القَوافِيَ لَن يَرجِعنَ فَاِستَمِعوا
إِذا بَلَغنَ شِعابَ الغَورِ ذي القُنَنِ
لَو وازَنوا حَضَناً مالَت حُلومُهُمُ
بِالراسِياتِ الثِقالِ الشُمِّ مِن حَضَنِ
كَم فيهِمُ مِن كُهولٍ راجِحينَ بِهِم
يَومَ اللِقاءِ وَشُبّانٍ ذَوي سُنَنِ
بَني الحُصَينِ وَهُم رَدّوا نِساءَكُمُ
عَلَيكُمُ يَومَ غِبٍّ ثابِتِ الدِمَنِ
رَدّوا عَلَيكُم سَباياكُم مُقَرَّنَةً
وَقَد تُقُسَّمنَ في زَوفٍ وَفي قَرَنِ
كانَت هَوامِلُ في زَوفٍ مُعَطَّلَةً
إِنَّ الهَوابِلَ قَد يَرجِعنَ لِلوَطَنِ
كانَ اليَهودُ مَعَ الدَيّانِ دينَهُمُ
وَدينُهُم كانَ شَرَّ الدينِ في الزَمَنِ
بَني زِيادٍ رَأَيتُ اللَهَ زادَكُمُ
لُؤماً وَأُمُّكُمُ مَخلوعَةُ الرَسَنِ
لا وَالَّذي هُوَ بِالإِسلامِ أَكرَمَنا
وَجاعِلُ المَيتِ بَعدَ المَوتِ في الجَنَنِ
ما كانَ يَبني بَنو الدَيّانِ مَكرُمَةً
وَلَم تَكُن لِبَني الدَيّانِ مِن حَسَنِ
الفرزدق
الحمدان
07-29-2024, 03:23 PM
لَحا اللَهُ ماءً حَنبَلٌ قَيِّمٌ لَهُ
قَفا ضَبَّةٍ تَحتَ الصَفاةِ مَكونِ
إِذا ما وَرَدتَ الماءَ فَاِدلِف لِحَنبَلٍ
بِقَعبِ سَويقٍ أَو بِقَعبِ طَحينِ
أَوَيتُ لِأَبناءِ الطَريقِ مِنِ اِمرِئٍ
شَروبُ الأَداوي لِلرَكِيِّ دَفونِ
وَلَو عَلِمَ الحَجّاجُ عِلمَكَ لَم تَبِع
يَمينُكَ ماءً مُسلِماً بِثَمينِ
لَحاوَلتَ جَدعاً أَو لَأُلفيتَ مُقعَداً
تَزَحُّفَ تَمشي مِشيَةَ اِبنِ وَضينِ
الفرزدق
الحمدان
07-29-2024, 03:23 PM
اِعمِد إِذا كُنتَ مُختاراً نَدى رَجُلٍ
إِلى جَميلٍ فَتى الجودِ اِبنِ حُمرانا
الطاعِنِ الطَعنَةَ النَجلاءَ قَد حَجَزَت
عَنها بِصَدرِ قَناةِ الرُمحِ مَن حانا
بِهِ اِطمَأَنَّت قُلوبُ القَومِ إِذ نَشَزَت
إِذا الجَبانُ رَأى لِلمَوتِ أَلوانا
شَوامِخٌ لِبَني شَمخٍ إِذا اِرتَفَعَت
لا تُرتَقى وَأَشَدُّ الناسِ أَركانا
إِذا أَتَيتَ بَني شَمخٍ وَجَدتَ لَهُم
لِلمَكرُماتِ عَلى المَعروفِ أَعوانا
تَغدو النِساءَ إِلى شَمخٍ إِذا فَزِعَت
وَأَكلَحَ البَأسُ أَفواهاً وَأَسنانا
بِهِم تُواري نِساءُ الحَيِّ أَسوُقَها
إِذا دَعَوا يَومَ بَأسٍ يا لِذُبيانا
مِنهُم فَوارِسُ قَيسٍ وَالَّذينَ لَهُم
قِبصُ الحَصى وَثِقالُ الوَزنِ ميزانا
أَنتَ اِبنُ أُمِّ اِمرِئٍ تَنمي إِذا نُسِبَت
حَيثُ اِنتَمَت بِأَبيها بِنتُ حَسّانا
نالَت بِهِ الشَمسَ لَو كادَت تَناوَلَها
بِالمَجدِ إِن كانَ مَجدٌ عِندَها كانا
الفرزدق
الحمدان
07-29-2024, 03:24 PM
لَو جَمَعوا مِنَ الخِلّانِ أَلفاً
فَقالوا أَعطِنا بِهُمُ أَبانا
لَقُلتُ لَهُم إِذاً لَغَبَنتُموني
وَكَيفَ أَبيعُ مَن شَرِطَ الضَمانا
خَليلٌ لا يَرى المِئَةَ الصَفايا
وَلا الخَيلَ الجِيادَ وَلا القِيانا
عَطاءً دونَ أَضعافٍ عَلَيها
وَيَعلِفُ قِدرَهُ العُبطَ السِمانا
وَما أَرجو لِطَيبَةَ غَيرَ رَبّي
وَغَيرَ اِبنِ الوَليدِ بِما أَعانا
أَعانَ بِدَفعَةٍ أَرضَت أَباها
فَكانَت عِندَهُ غَلَقاً رِهانا
لَئِن أَخرَجتَ طَيبَةَ مِن أَبيها
إِلَيَّ لَأَرفَعَنَّ لَكَ العِنانا
كَمِدحَةِ جَروَلٍ لِبَني قُرَيعٍ
إِذا مِن فِيَّ أُخرِجُها لِسانا
وَأُمِّ ثَلاثَةٍ جاءَت إِلَيكُم
بِها وَهمٌ مُحاذِرَةً زَمانا
وَكانوا خَمسَةً إِثنانِ مِنهُم
لَها وَتَحَزُّماً كانا ثِبانا
وَكانَت تَنظُرُ العَوّا تُرَجّي
لِأَعزَلَها لَها مَطَراً فَخانا
تَراكَ المُرضِعاتُ أَباً وَأُمّاً
إِذا رَكِبَت بِئانُفِها الدُخانا
الفرزدق
الحمدان
07-29-2024, 03:24 PM
أَأَسلَمتَني لِلمَوتِ أُمُّكَ هابِلٌ
وَأَنتَ دَلَنظى المَنكِبَينِ سَمينُ
خَميصٌ مِنَ الوُدِّ المُقَرَّبِ بَينَنا
مِنَ الشُنءِ رابي القُصرَيَينِ بَطينُ
فَإِن كُنتَ قَد سالَمتَ دوني فَلا تُقِم
بِدارٍ بِها بَيتُ الذَليلِ يَكونُ
وَلا تَأمَنَنَّ الحَربَ إِنَّ اِشتِغارُها
كَضَبَّةَ إِذ قالَ الحَديثُ شُجونُ
الفرزدق
الحمدان
07-29-2024, 03:25 PM
لا بارَكَ اللَهُ في قَومٍ وَلا شَرِبوا
إِلّا أُجاجاً أَتَونا مِن سِجِستانا
مُنافِقينَ اِستَحَلّوا كُلَّ فاحِشَةٍ
كانوا عَلى غَيرِ تَقوى اللَهِ أَعوانا
أَلَم يَكُن مُؤمِنٌ فيهِم فَيُنذِرَهُم
عَذابَ قَومٍ أَتَوا لِلَّهِ عِصيانا
وَكَم عَصا اللَهَ مِن قَومٍ فَأَهلَكَهُم
بِالريحِ أَو غَرَقاً بِالماءِ طوفانا
وَما لِقَومٍ عَدِيُّ اللَهِ قائِدُهُم
يَستَفتِحونَ إِذا لاقوا بَهيمانا
أَلّا يُعَذِّبَهُم رَبّي وَيَجعَلَهُم
لِلناسِ مَوعِظَةً يا أُمَّ حَسّانا
تَرى سَرابيلَهُم في البَأسِ مُحكَمَةً
مِن نَسجِ داوُدَ أَعطاها سُلَيمانا
تَقيهِمُ البَأسَ يَومَ البَأسِ إِذ رَكِبوا
سَوابِغٌ كَالأَضا بيضاً وَأَبدانا
الفرزدق
الحمدان
07-29-2024, 03:25 PM
جادَ الدِيارَ الَّتي بِالرَمسِ خالِيَةً
أَنواءُ أَوطَفَ جَرّارِ العَثانينِ
وَما بِها بَعدَ آثارِ الحَلالِ بِها
غَيرُ الرَمادِ وَغَيرُ المُثَّلِ الجونِ
أَنا اِبنُ ضَبَّةَ تَنميني مَعاقِلُها
وَمِن بَني دارِمٍ شُمِّ العَرانينِ
الفرزدق
الحمدان
07-29-2024, 03:25 PM
عَجِبتُ إِلى قَيسٍ تُضاهي كِلابُها
وَهُنَّ عَلى الأَذقانِ تَحتَ لِباني
لَعَمرُكَ ما أَدري أَطالِبُ سالِمٍ
إِلى اللُؤمِ أَدنى أَم أَبو اِبنِ دُخانِ
لَئيمانِ كانا مَولَيَينِ كِلاهُما
ذَليلٌ غَداةَ الرَوعِ وَالحَدَثانِ
وَهَبتُ بَني بَدرٍ لِأَسماءَ بَعدَما
جَرَت فَوقَهُ رَيحانِ يَختَلِفانِ
إِذا ما حَلَلنا حَلَّ مَن كانَ خَلفَنا
وَيَتبَعُنا إِن نَظعَنِ الثَقَلانِ
أَنا اِبنُ بَني سَعدٍ تَكونُ إِذا اِرتَمى
بِقَيسٍ لِغارَي خِندِفَ الرَحَوانِ
إِذا وَلَجَت قَيسٌ تِهامَةَ قُرِّروا
بِها وَبِنَجدٍ هُم عَبيدُ هَوانِ
الفرزدق
الحمدان
07-29-2024, 03:25 PM
أَرى الزِعُلَ اِبنَ عُروَةَ حينَ يَجري
إِذا جارى إِلى أَمَدِ الرِهانِ
وَسَوفَ يَرى اِبنُ عُروَةَ حينَ نَجري
إِلى الغاياتِ يَومَ يَرى مَكاني
فَمَن يَكُ مِن ذُرى عِزٍّ وَمَجدٍ
فَمِن آبائِكَ الغُرَرِ الرِزانِ
وَرِثتَ فَلَم تُضَيِّع مَأثُراتٍ
وَقَصَّرَ عَن بِنائِكَ كُلُّ بانِ
وَتَنهَضُ حينَ تَنهَضُ لِلمَعالي
وَتَنطِقُ حينَ تَنطِقُ بِالبَيانِ
وَتُعطي العُرفَ عَفواً سائِليهِ
وَتُروي الزاعِبِيَّةَ في الطِعانِ
وَتَضرِبُ حينَ تَضرِبُ لِلمَعالي
مَكانَ الجَوزِ مِن عَقدِ العِنانِ
الفرزدق
الحمدان
07-29-2024, 03:26 PM
وَأُقسِمُ أَن لَولا قُرَيشٌ وَما مَضى
إِلَيها وَكانَ اللَهُ بِالحُكمِ أَعلَما
لَكانَ لَنا مَن يَلبَسُ اللَيلَ مِنهُمُ
وَضَوءُ النَهارِ مِن فَصيحٍ وَأَعجَما
وَمِنّا الَّذي أَحيا الوَئيدَ وَلَم يَزَل
أَبِيّاً عَلى الأَعداءِ أَن يَتَهَضَّما
وَجارٍ مَنَعناهُ وَلَولا حِبالُنا
لَأَصبَحَ شِلوَ الحَربِ غِبّاً مُقَسَّما
رَفَعنا لَهُ حَتّى جَرى النَجمُ دونَهُ
وَحَلَّ عَلى رُكنِ المَجَرَّةِ سُلَّما
الفرزدق
الحمدان
07-29-2024, 03:26 PM
عدد الابيات : 133
تَحِنُّ بِزَوراءِ المَدينَةِ ناقَتي
حَنينَ عَجولٍ تَبتَغِ البَوَّ رائِمِ
وَيا لَيتَ زَوراءَ المَدينَةِ أَصبَحَت
بِأَحفارِ فَلجٍ أَو بِسَيفِ الكَواظِمِ
وَكَم نامَ عَنّي بِالمَدينَةِ لَم يُبَل
إِلَيَّ اِطِّلاعَ النَفسِ دونَ الحَيازِمِ
إِذا جَشَأَت نَفسي أَقولُ لَها اِرجِعي
وَرائِكِ وَاِستَحيِي بَياضَ اللَهازِمِ
فَإِنَّ الَّتي ضَرَّتكَ لَو ذُقتَ طَعمَها
عَلَيكَ مِنَ الأَعباءِ يَومَ التَخاصُمِ
وَلَستَ بِمَأخوذٍ بِلَغوٍ تَقولُهُ
إِذا لَم تَعَمَّد عاقِداتِ العَزائِمِ
وَلَمّا أَبَوا إِلّا الرَحيلَ وَأَعلَقوا
عُرىً في بُرىً مَخشوشَةٍ بِالخَزائِمِ
وَراحوا بِجُثماني وَأَمسَكَ قَلبَهُ
حُشاشَتُهُ بَينَ المُصَلّى وَواقِمِ
أَقولُ لِمَغلوبٍ أَماتَ عِظامَهُ
تَعاقُبُ أَدراجِ النُجومِ العَوائِمِ
إِذا نَحنُ نادَينا أَبى أَن يُجيبُنا
وَإِن نَحنُ فَدَّيناهُ غَيرَ الغَماغِمِ
سَيُدنيكَ مِن خَيرِ البَرِيَّةِ فَاِعتَدِل
تَناقُلُ نَصَّ اليَعمُلاتِ الرَواسِمِ
إِلى المُؤمِنِ الفَكّاكِ كُلَّ مُقَيَّدٍ
يَداهُ وَمُلقي الثِقلِ عَن كُلِّ غارِمِ
بِكَفَّينِ بَيضاوَينِ في راحَتَيهِما
حَيا كُلُّ شَيءٍ بِالغُيوثِ السَواجِمِ
بِخَيرِ يَدَي مَن كانَ بَعدَ مُحَمَّدٍ
وَجارَيهِ وَالمَظلومِ لِلَّهِ صائِمِ
فَلَمّا حَبا وادي القُرى مِن وَرائِنا
وَأَشرَفنَ أَقتارَ الفِجاجِ القَوائِمِ
لَوى كُلُّ مُشتاقٍ مِنَ القَومِ رَأسَهُ
بِمُغرَورِقاتٍ كَالشِنانِ الهَزائِمِ
وَأَيقَنَ أَنّا لا نَرُدُّ صُدورَها
وَلَمّا تُواجِهّا جِبالُ الجَراجِمِ
أَكُنتُم ظَنَنتُم رِحلَتي تَنثَني بِكُم
وَلَم يَنقُدِ الإِدلاجُ طَيَّ العَمائِمِ
لَبِئسَ إِذاً حامي الحَقيقَةِ وَالَّذي
يُلاذُ بِهِ في المُعضِلاتِ العَظائِمِ
وَمائِن كَأَنَّ الدِمنَ فَوقَ جَمامِهِ
عِباءٌ كَسَتهُ مِن فُروجِ المَخارِمِ
رِياحٌ عَلى أَعطانِهِ حَيثُ تَلتَقي
عَفا وَخَلا مِن عَهدِهِ المُتَقادِمِ
وَرَدتُ وَأَعجازُ النُجومِ كَأَنَّها
وَقَد غارَ تاليها هَجائِنُ هاجِمِ
بِغيدٍ وَأَطلاحٍ كَأَنَّ عُيونَها
نِطاقٌ أَظَلَّتها قِلاتُ الجَماجِمِ
كَأَنَّ رِحالَ المَيسِ ضَمَّت حِبالُها
قَناطِرَ طَيِّ الجَندَلِ المُتَلاجِمِ
إِلَيكَ وَلِيَّ الحَقِّ لاقى غُروضَها
وَأَحقابَها إِدراجُها بِالمَناسِمِ
نَواهِضَ يَحمِلنَ الهُمومَ الَّتي جَفَت
بِنا عَن حَشايا المُحصَناتِ الكَرائِمِ
لِيَبلُغنَ مِلءَ الرَرضِ نوراً وَرَحمَةً
وَعَدلاً وَغَيثَ المُغبِراتِ القَواتِمِ
جُعِلتَ لِأَهلِ الرَرضِ أَمناً وَرَحمَةً
وَبُرءً لِئاثارِ القُروحِ الكَوالِمِ
كَما بَعَثَ اللَهُ النَبِيَّ مُحَمَّداً
عَلى فَترَةٍ وَالناسُ مِثلَ البَهائِمِ
وَرِثتُم قَناةَ المُلكِ غَيرَ كَلالَةٍ
عَنِ اِبنِ مَنافٍ عَبدِ شَمسٍ وَهاشِمِ
أَبَأنا بِهِم قَتلى وَما في دِمائِهِم
وَفاءٌ وَهُنَّ الشافِياتُ الحَوائِمِ
جَزى اللَهُ قَومي إِذ أَرادَ خِفارَتي
قُتَيبَةُ سَعيَ الرَفضَلينَ الأَكارِمِ
هُمُ سَمِعوا يَومَ المُحَصسَبِ مِن مِنىً
نِدائي إِذِ اِلتَفَّت رِفاقُ المَواسِمِ
هُمُ طَلَبوها بِالسُيوفِ وَبِالقَنا
وَجُردٍ شَجٍ أَفواهُها بِالشَكائِمِ
تُقادُ وَما رُدَّت إِذا ما تَوَهَّسَت
إِلى البَأسِ بِالمُستَبسِلينَ الضَراغِمِ
كَأَنَّكَ لَم تَسمَع تَميمَن إِذا دَعَت
تَميمُن وَلَم تَسمَع بِيَومِ اِبنِ خازِمِ
وَقَبلَكَ عَجَّلنا اِبنَ عَجلى حِمامَهُ
بِأَسيافِنا يَصدَعنَ هامَ الجَماجِمِ
وَما لَقِيَت قَيسُ اِبنُ عَيلانَ وَقعَةً
وَلا حَرَّ يَومٍ مِثلَ يَومِ الأَراقِمِ
عَشِيَّةَ لاقى اِبنُ الحُبابُ حِسابَهُ
بِسِنجارَ أَنضاءَ السُيوفِ الصَوارِمِ
نَبَحتَ لِقَيسٍ نَبحَةً لَم تَدَع لَها
أُنوفَن وَمَرَّت طَيرُها بِالأَشائِمِ
نَدِمتَ عَلى العِصيانِ لَمّا رَأَيتَنا
كَأَنّا ذُرى الأَطوادِ ذاتِ المَخارِمِ
عَلى طاعَةٍ لَو أَنَّ أَجبالَ طَيِّئٍ
عَمَدنَ لَها وَالهَضبَ هَضبَ التَهائِمِ
لِيَنقُلنَها لَم يَستَطِعنَ الَّذي رَسا
لَها عِندَ عالٍ فَوقَ سَبعينَ دائِمِ
وَأَلقَيتَ مِن كَفَّيكَ حَبلَ جَماعَةٍ
وَطاعَةَ مَهدِيٍّ خَديدِ النَقائِمِ
فَإِن تَكُ قَيسٌ في قُتَيبَةَ أُغضِبَت
فَلا عَطَسَت إِلّا بِأَجدَعَ راغِمِ
وَما كانَ إِلّا باهِلِيّاً مُجَدَّعاً
طَغى فَسَقَيناهُ بِكَأسِ اِبنِ خازِمِ
لَقَد شَهِدَت قَيسٌ فَما كانَ نَصرُها
قُتَيبَةَ إِلّا عَضَّها بِالأَباهِمِ
فَإِن تَقعُدوا تَقعُد لِئامٌ أَذِلَّةٌ
وَإِن عُدتُمُ عُدنا بِبيضٍ صَوارِمِ
أَتَغضَبُ أَن أُذنا قُتَيبَةَ حُزَّتا
جِهارَن وَلَم تَغضَب لِيَومِ اِبنِ خازِمِ
وَما مِنهُما إِلّا بَعَثنا بِرَأسِهِ
إِلى الشَأمِ فَوقَ الشاحِجاتِ الرَواسِمِ
تَذَبذَبُ في المِخلاةِ تَحتَ بُطونِها
مُحَذَّفَةَ الرَذنابِ جُلحَ المَقادِمِ
سَتَعلَمُ أَيُّ الوَدِيَينِ لَهُ الثَرى
قَديمَن وَأَولى بِالبُحورِ الخَضارِمِ
أَوادٍ بِهِ صِنُّ الوِبارِ يُسيلُهُ
إِذا بالَ فيهِ الوَبرُ فَوقَ الخَراشِمِ
كَوادٍ بِهِ البَيتُ العَتيقُ تَمُدُّهُ
بُحورٌ طَمَت مِن عَبدِ شَمسٍ وَهاشِمِ
فَما بَينَ مَن لَم يُعطِ سَمعاً وَطاعَةً
وَبَينَ تَميمٍ غَيرُ حَزِّ الحَلاقِمِ
وَكانَ لَهُم يَومانِ كانا عَلَيهِمُ
كَأَيّامِ عادِن بِالنُحوسِ الرَشائِمِ
وَيَومٌ لَهُم مِنّا بِحَومانَةَ اِلتَقَت
عَلَيهِم ذُرى حَوماتِ بَحرٍ قُماقِمِ
تَخَلّى عَنِ الدُنيا قُتَيبَةُ إِذ رَأى
تَميماً عَلَيها البيضُ تَحتَ العَمائِمِ
غَداةَ اِضمَحَلَّت قَيسُ عَيلانَ إِذ دَعا
كَما يَضمَحِلُّ الآلُ فَوقَ المَخارِمِ
لِتَمنَعَهُ قَيسٌ وَلا قَيسَ عِندَهُ
إِذا ما دَعا أَو يَرتَقي في السَلالِمِ
تُحَرِّكُ قَيسٌ في رُؤوسٍ لَئيمَةٍ
أُنوفَن وَآذاناً لِئامَ المَصالِمِ
وَلَمّا رَأَينا المُشرِكينَ يَقودُهُم
قُتَيبَةُ زَحفاً في جُموعِ الزَمازِمِ
ضَرَبنا بِسَيفٍ في يَمينِكَ لَم نَدَع
بِهِ دونَ بابِ الصينِ عَيناً لِظالِمِ
بِهِ ضَرَبَ اللَهُ الَّذينَ تَحَزَّبوا
بِبَدرٍ عَلى أَعناقِهِم وَالمَعاصِمِ
فَإِنَّ تَميماً لَم تَكُن أُمُّهُ اِبتَغَت
لَهُ صِحَّةً في مَهدِهِ بِالثَمائِمِ
كَأَنَّ أَكُفَّ القابِلاتِ لِأُمِّهِ
رَمَينَ بِعادِيِّ الأُسودِ الدَراغِمِ
تَأَزَّرَ بَينَ القابِلاتِ وَلَم يَكُن
لَهُ تَوأَمٌ إِلّا دَهاءٌ لِحازِمِ
وَضَبَّةُ أَخوالي هُمُ الهامَةُ الَّتي
بِها مُضَرٌ دَمّاغَةٌ لِلجَماجِمِ
إِذا هِيَ ماسَت في الحَديدِ وَأَعلَمَت
تَميمٌ وَجاشَت كَالبُحورِ الخَضارِمِ
فَما الناسُ في جَمعَيهِمُ غَيرُ حِشوَةٍ
إِذا خَمَدَ الأَصواتُ غَيرَ الغَماغِمِ
كَذَبتَ اِبنِ دِمنَ الأَرضِ وَاِبنَ مَراغَها
لَآلُ تَميمٍ بِالسُيوفِ الصَوارِمِ
جَلَوا هُمَماً فَوقَ الوُجوهِ وَأَنزَلوا
بِعَيلانَ أَيّاماً عِظامَ المَلاحِمِ
تُعَيِّرُنا أَيَّمَ قَيسٍ وَلَم نَدَع
لِعَيلانَ أَنفاً مُستَقيمَ الخَياشِمِ
فَما أَنتَ مِن قَيسٍ فَتَنبَحَ دونَها
وَلا مِن تَميمٍ في الرُؤوسِ الأَعاظِمِ
وَإِنَّكَ إِذ تَهجو تَميمَن وَتَرتَشي
تَبابينَ قَيسٍ أَو سُحوقَ العَمائِمِ
كَمُهريقِ ماءٍ بِالفَلاةِ وَغَرَّهُ
سَرابٌ أَثارَتهُ رِياحُ السَمائِمِ
بَلى وَأَبيكَ الكَلبِ إِنّي لَعالِمٌ
بِهِم فَهُمُ الأَدنَونَ يَومَ التَلاحُمِ
فَقَرِّب إِلى أَشياخِنا إِذ دَعَوتَهُم
أَباكَ وَدَعدِع بِالجِداءِ التَوائِمِ
فَلَو كُنتَ مِنهُم لَم تَعِب مِدحَتي لَهُم
وَلَكِن حِمارٌ وَشيُهُ بِالقَوائِمِ
مَنَعتُ تَميماً مِنكَ إِنّي أَنا اِبنُها
وَراجِلُها المَعروفُ عِندَ المَواسِمِ
أَنا اِبنُ تَميمٍ وَالمُحامي وَرائَها
إِذا أَسلَمَ الجاني ذِمارَ المَحارِمِ
إِذا ما وُجوهُ الناسِ سالَت جِباهُها
مِنَ العَرَقِ المَعبوطِ تَحتَ العَمائِمِ
أَبي مَن إِذا ما قيلَ مَن أَنتَ مُعتَزٍ
إِذا قيلَ مِمَّن قَومُ هَذا المُراجِمِ
أَدِرسانَ قَيسٍ لا أَبا لَكَ تَشتَري
بِأَعراضِ قَومٍ هُم بُناةِ المَكارِمِ
وَما عَلِمَ الرَقوامُ مِثلَ أَسيرِنا
أَسيرَن وَلا إِجدافِنا بِالكَواظِمِ
إِذا عَجَزَ الأَحياءُ أَن يَحمِلوا دَماً
أَناخَ إِلى أَجداثِنا كُلُّ غارِمِ
تَرى كُلُّ مَظلومٍ إِلَينا فِرارُهُ
وَيَهرُبُ مِنّا جَهدَهُ كُلُّ ظالِمِ
أَبَت عامِرٌ أَن يَأخُذوا بِأَسيرِهِم
مِئينَ مِنَ الأَسرى لَهُم عِندَ دارِمِ
وَقالوا لَهُم زيدوا عَلَيهِم فَإِنَّهُم
لَغاءٌ وَإِن كانوا ثُغامَ اللَهازِمِ
رَأَوا حاجِباً أَغلى فِداءً وَقَومَهُ
أَحَقَّ بِأَيّامِ العُلى وَالمَكارِمِ
فَلا نَقتُلُ الأَسرى وَلَكِن نَفُكُّهُم
إِذا أَثقَلَ الأَعناقَ حَملُ المَغارِمِ
فَهَل ضَربَةُ الرومِيِّ جاعِلَةٌ لَكُم
أَباً عَن كُلَيبٍ أَو أَباً مِثلَ دارِمِ
كَذاكَ سُيُفُ الهِندِ تَنبو ظُباتُها
وَيَقطَعنَ أَحياناً مَناطَ التَمائِمِ
وَيَومَ جَعَلنا الظِلَّ فيهِ لِعامِرٍ
مُصَمَّمَةً تَفأى شُؤونَ الجَماجِمِ
فَمِنهُنَّ يَومٌ لِلبَريكَينِ إِذ تَرى
بَنو عامِرٍ أَن غانِمٌ كُلُّ سالِمِ
وَمِنهُنَّ إِذ أَرخى طُفَيلُ اِبنُ مالِكٍ
عَلى قُرزُلٍ رِجلي رَكوضِ الهَزائِمِ
وَنَحنُ ضَرَبنا مِن شُتَيرِ اِبنِ خالِدٍ
عَلى حَيثُ تَستَسقيهِ أُمُّ الجَماجِمِ
وَيَومَ اِبنِ ذي سَيدانَ إِذ فَوَّزَت بِهِ
إِلى المَوتِ أَعجازُ الرِماحِ الغَواشِمِ
وَنَحنُ ضَرَبنا هامَةَ اِبنِ خُوَيلِدٍ
يَزيدَ عَلى أُمِّ الفِراخِ الجَواثِمِ
وَنَحنُ قَتَلنا اِبنَي هُتَيمٍ وَأَدرَكَت
بُجَيراً بِنا رُكضُ الذُكورِ الصَلادِمِ
وَنَحنُ قَسَمنا مِن قُدامَةَ رَأسَهُ
بِصَدعٍ عَلى يافوخِهِ مُتَفاقِمِ
وَعَمراً أَخا عَوفٍ تَرَكنا بِمُلتَقىً
مِنَ الخَيلِ في سامٍ مِنَ النَقعِ قاتِمِ
وَنَهنُ تَرَكنا مِن هِلالِ اِبنِ عامِرٍ
ثَمانينَ كَهلاً لِلنُسورِ القَشاعِمِ
بِدَهنا تَميمٍ حَيثُ سُدَّت عَلَيهِمُ
بِمُعتَرَكٍ مِن رَملِها المُتَراكِمِ
وَنَحنُ مَنَعنا مِن مَصادٍ رِماحَنا
وَكُنّا إِذا يَلقَينَ غَيرَ حَوائِمِ
رُدَينِيَّةً صُمَّ الكُعوبِ كَأَنَّها
مَصابيحُ في تَركيبِها المُتَلاحِمِ
وَنَحنُ جَدَعنا أَنفَ عَيلانَ بِالقَنا
وَبِالراسِياتِ البيضِ ذاتِ القَوائِمِ
وَلَو أَنَّ قَيساً قَيسَ عَيلانَ أَصبَحَت
بِمُستَنِّ أَبوالِ الرُبابِ وَدارِمِ
لَكانوا كَأَقذاءٍ طَفَت في غُطامِطٍ
مِنَ البَحرِ في آذِيِّها المُتَلاطِمِ
فَإِنّا أُناسٌ نَشتَري بِدِمائِنا
دِيارَ المَنايا رَغبَةً في المَكارِمِ
أَلَسنا أَحَقَّ الناسِ يَومَ تَقايَسوا
إِلى المَجدِ بِالمُستَأثِراتِ الجَسائِمِ
مُلوكٌ إِذا طَمَّت عَلَيكَ بُحورُها
تَطَحطَحتَ في آذِيِّها المُتَصادِمِ
إِذا ما وُزِنّا بِالجِبالِ رَأَيتَنا
نَميلُ بِأَنضادِ الجِبالِ الأَضاخِمِ
تَرانا إِذا صَعَّدتَ عَينَكَ مُشرِفاً
عَلَيكَ بِأَطوادٍ طِوالِ المَخارِمِ
وَلَو سُؤِلَت مَن كُفأُنا الشَمسُ أَومَأَت
إِلى اِبنَي مَنافٍ عَبدِ شَمسٍ وَهاشِمِ
وَكَيفَ تُلاقي دارِماً حَيثُ تَلتَقي
ذُراها إِلى حَيثُ النُجومِ التَوائِمِ
لَقَد تَرَكَت قَيساً ظُباتُ سُيوفِنا
وَأَيدٍ بِأَعجازِ الرِماحِ اللَهاذِمِ
وَقائِعَ أَيّامٍ أَرَينَ نِسائَهُم
نَهاراً صَغيراتِ النُجومِ العَوائِمِ
بِذي نَجَبٍ يَومٌ لِقَيسٍ شَريدُهُ
كَثيرُ اليَتامى في ظِلالِ المَآتِمِ
وَنَحنُ تَرَكنا بِالدَفينَةِ حاضِراً
لِئالِ سُلَيمٍ هامُهُم غَيرُ نائِمِ
حَلَفتُ بِرَبِّ الراقِصاتِ إِلى مِنىً
يَقينَ نَهاراً دامِياتِ المَناسِمِ
عَلَيهِنَّ شُعثٌ ما اِتَّقوا مِن وَريقَةٍ
إِذا ما اِلتَظَت شَهبائُها بِالعَمائِمِ
لَتَحتَلِبَن قَيسُ اِبنُ عَيلانَ لَقحَةً
صَرىً ثَرَّةً أَخلافُها غَيرَ رائِمِ
لَعَمري لَئِن لامَت هَوازِنُ أَمرَها
لَقَد أَصبَحَت حَلَّت بِدارِ المَلاوِمِ
وَلَولا اِرتِفاعي عَن سُلَيمٍ سَقَيتُها
كِئاسَ سِمامٍ مُرَّةً وَعَلاقِمِ
فَما أَنتُمُ مِن قَيسِ عَيلانَ في الذُرى
وَلا مِن أَثافيها العِظامِ الجَماجِمِ
إِذا حُصِّلَت قَيسٌ فَأَنتُم قَليلُها
وَأَبعَدُها مِن صُلبِ قَيسٍ لِعالِمِ
وَأَنتُم أَذَلُّ قَيسِ عَيلانَ حُبوَةً
وَأَعجَزُها عِندَ الأُمورِ العَوارِمِ
وَما كانَ هَذا الناسُ حَتّى هَداهُمُ
بِنا اللَهُ إِلّا مِثلَ شاءِ البَهائِمِ
فَما مِنهُمُ إِلّا يُقادُ بِأَنفِهِ
إِلى مَلِكٍ مِن خِندِفٍ بِالخَزائِمِ
عَجِبتُ إِلى قَيسٍ وَما قَد تَكَلَّفَت
مِنَ الشِقوَةِ الحَمقاءِ ذاتِ النَقائِمِ
يَلوذُنَ مِنّي بِالمَراغَةِ وَاِبنِها
وَما مِنهُما مِنّي لِقَيسٍ بِعاصِمِ
فَيا عَجَبا حَتّى كُلَيبٌ تَسُبُّني
وَكانَت كُلَيبٌ مَدرَجاً لِلمَشاتِمِ
الفرزدق
الحمدان
07-29-2024, 03:26 PM
وَمِن عَجَبِ الأَيّامِ وَالدَهرِ أَن تُرى
كُلَيبٌ تَبَغّى الماءَ بَينَ الصَرائِمِ
فَيا ضَبَّ إِن جارَ الإِمامَ عَلَيكُمُ
فَجوروا عَلَيهِ بِالسُيوفِ الصَوارِمِ
أَما فيكُمُ وَفدٌ وَلا فاتِكٌ بِهِ
فَماذا الَّذي تَرجونَ عِندَ العَظائِمِ
الفرزدق
الحمدان
07-29-2024, 03:27 PM
أَلَستُم عائِجينَ بِنا لَعَنّا
نَرى العَرَصاتِ أَو أَثَرَ الخِيامِ
فَقالوا إِن فَعَلتَ فَأَغنِ عَنّا
دُموعاً غَيرَ راقِيَةِ السِجامِ
فَكَيفَ إِذا رَأَيتُ دِيارَ قَومي
وَجيرانِن لَنا كانوا كِرامِ
أُكَفكِفُ عَبرَةَ العَينَينِ مِنّي
وَما بَعدَ المَدامِعِ مِن كَلامِ
سَيُبلِغُهُنَّ وَحيُ القَولِ عَنّي
وَيُدخِلُ رَأسَهُ تَحتَ القِرامِ
أُسَيِّدُ ذو خُرَيِّطَةٍ نَهاراً
مِنَ المُتَلَقِّطي قَرَدَ القُسامِ
فَقُلنَ لَهُ نُواعِدُهُ الثُرَيّا
وَذاكَ عَلَيهِ مُرتَفِعُ الزِحامِ
رَآني الغانِياتُ فَقُلنَ هَذا
أَبونا جاءَ مِن تَحتِ السِلامِ
فَإِن يَضحَكنَ أَو يَسخَرنَ مِنّي
فَإِنّي كُنتُ مِرقاصَ الخِدامِ
وَلَو جَدّاتُهُنَّ سَأَلنَ عَنّي
رَجَعنَ إِلَيَّ أَضعافَ السَلامِ
رَأَينَ شُروخَهُنَّ مُؤَزَّراتٍ
وَشَرخَ لِدِيَّ أَسنانَ الهِرامِ
تَقولُ بَنِيَّ هَل يَكُ مِن رُجَيلٍ
لِقَومٍ مِنكَ غَيرُ ذَوي سَوامِ
فَتَنهَضَ نَهضَةً لِبَنيكَ فيها
غِنىً لَهُمُ مِنَ المَلِكِ الشَآمي
فَقُلتُ لَهُم وَكَيفَ وَلَيسَ أَمشي
عَلى قَدَمَيَّ وَيحَكُمُ مَرامي
وَهَل لي حيلَةٌ لَكُمُ بِشَيءٍ
إِذا رِجلايَ أَسلَمَتا قِيامي
رَمَتني بِالثَمانينَ اللَيالي
وَسَهمُ الدَهرِ أَصوَبُ سَهمِ رامي
وَغَيَّرَ لَونَ راحِلَتي وَلَوني
تَرَدِّيَّ الهَواجِرَ وَاِعتِمامي
وَإِقبالُ المَطِيَّةِ كُلَّ يَومٍ
مِنَ الجَوزاءِ مُلتَهِبِ الضِرامِ
وَإِدلاجي إِذا الظَلماءُ جارَت
إِلى طَردِ النَهارِ دُجى الظَلامِ
أَقولُ لِناقَتي لَمّا تَرامَت
بِنا بيدٌ مُسَربَلَةُ القَتامِ
أَغيثي مَن وَراءَكِ مِن رَبيعٍ
أَمامَكِ مُرسَلٍ بِيَدَي هِشامِ
يَدَي خَيرِ الَّذينَ بَقوا وَماتوا
إِماماً وَاِبنِ أَملاكٍ عِظامِ
بِهِ يُحيِ البِلادَ وَمَن عَلَيها
مِنَ النَعَمِ البَهائِمِ وَالرَنامِ
مِنَ الوَسمِيِّ مُبتَرِكٌ بُعاقٌ
يَسوقُ عِشارَ مُرتَجِزٍ رُكامِ
فَإِن تُبلِغكِ أَربَعُكِ اللَواتي
بِهِنَّ إِلَيكِ رَرجِع كُلَّ عامِ
تَكوني مِثلَ مَيِّتَةٍ فَحَيَّت
وَقَد بَلِيَت بِتَنضاحِ الرِهامِ
قَدِ اِستَبطَأتُ ناجِيَةً ذَمولاً
وَإِنَّ الهَمَّ بي فيها لَسامي
أَقولُ لَها إِذا عَطَفَت وَعَضَّت
بِمورِكَةِ الوِراكِ مَعَ الزِمامِ
إِلامَ تَلَفَّتينَ وَأَنتِ تَحتي
وَخَيرُ الناسِ كُلَّهُمُ أَمامي
مَتى تَأتي الرُصافَةَ تَستَريحي
مِنَ التَهجيرِ وَالدَبَرِ الدَوامي
وَيُلقى الرَحلُ عَنكِ وَتَستَغيثي
بِمِلءِ الأَرضِ وَالمَلِكِ الهُمامِ
كَأَنَّ أَراقِماً عَلِقَت يَداها
مُعَلَّقَةً إِلى عَمَدِ الرُخامِ
تَزِفُّ إِذا العُرى لَقِيَت بُراها
زَفيفَ الهادِجاتِ مِنَ النَعامِ
إِذا رَضراضَةٌ وَطِأَت عَلَيها
خَضَبنَ بُطونَ مُثعَلَةٍ رِثامِ
إِذا شَرَكُ الطَريقِ تَرَسَّمَتهُ
تَأَوَّدُ تَحتَهُ حَذَرَ الكَلامِ
كَأَنَّ العَنكَبوتَ تَبيتُ تَبني
عَلى الخَيشومِ مِن زَبَدِ اللُغامِ
أَخِشَّةَ كُلَّ جُرشُعَةٍ وَغَوجٍ
مِنَ النَعَمِ الَّذي يَحمي سَنامي
كَأَنَّ العيسَ حينَ أُنِخنَ هَجراً
مُفَقَّأَةٌ نَواظِرُها سَوامي
تُثيرُ قَعاقِعَ الأَلحى إِذا ما
تَلاقَت هاجِدَ العَرَقِ النِيامِ
فَما بَلَغَت بِنا إِلّا جَريضاً
بِنِقيٍ في العِظامِ وَلا السَنامِ
كَأَنَّ النَجمَ وَالجَوزاءَ يَسري
عَلى آثارِ صادِرَةٍ أَوامِ
وَصادِيَةُ الصُدورِ نَضَحتُ لَيلاً
لَهُنَّ سِجالَ آجِنَةٍ طَوامي
كَأَنَّ نِصالَ يَثرِبَ ساقَطَتها
عَلى الأَرجاءِ مِن ريشِ الحَمامِ
عَمَدتُ إِلَيكَ خَيرَ الناسَ حَيّاً
لِتَنعَشَ أَو يَكونَ بِكَ اِعتِصامي
إِلى مَلِكِ المُلوكِ جَمَعتُ هَمّي
عَلى المُتَرَدَّفاتِ مِنَ السَمامِ
مِنَ السَنَةِ الَّتي لَم تُبقِ شَيئاً
مِنَ الأَنعامِ بالِيَةَ الثُمامِ
وَحَبلُ اللَهِ حَبلُكَ مَن يَنَلهُ
فَما لِعُرىً إِلَيهِ مِنِ اِنفِصامِ
فَإِنّي حامِلٌ رَحلي وَرَحلي
إِلَيكَ لا الوُهونِ مِنَ العِظامِ
عَلى سُفُنِ الفَلاةِ مُرَدَّفاتٍ
جُناةَ الحَربِ بِالذَكَرِ الحُسامِ
يَداكَ يَدٌ رَبيعَ الناسِ فيها
وَفي الأُخرى الشُهورُ مِنَ الحَرامِ
فَإِنَّ الناسَ لَولا أَنتَ كانوا
حَصى خَرَزٍ تَساقَطَ مِن نِظامِ
وَلَيسَ الناسُ مُجتَمِعينَ إِلّا
لِخِندِفَ في المَشورَةِ وَالخِصامِ
وَبَشَّرَتِ السَماءُ الأَرضَ لَمّا
تَحَدَّثنا بِإِقبالِ الإِمامِ
إِلى أَهلِ العِراقِ وَإِنَّما هُم
بَقايا مِثلُ أَشلاءٍ وَهامِ
أَتانا زائِراً كانَت عَلَينا
زِيارَتَهُ مِنَ النِعَمِ العِظامِ
أَميرُ المُؤمِنينَ بِهِ نُعِشنا
وَجُذَّ حِبالُ آصارِ الإِثامِ
فَجاءَ بِسُنَّةِ العُمَرَينِ فيها
شِفاءٌ لِلصُدورِ مِنَ السَقامِ
رَآكَ اللَهُ أَولى الناسِ طُرّاً
بِأَعوادِ الخِلافَةِ وَالسَلامِ
إِذا ما سارَ في أَرضٍ تَراها
مُظَلَّلَةً عَلَيهِ مِنَ الغَمامِ
رَأَيتُكَ قَد مَلَأتَ الأَرضَ عَدلاً
وَضَوءً وَهيَ مُلبَسَةُ الظَلامِ
رَأَيتُ الظُلمَ لَمّا قُمتَ جُذَّت
عُراهُ بِشَفرَتَي ذَكَرٍ هُذامِ
تَعَنَّ فَلَستَ مُدرِكَ ما تَعَنّى
إِلَيهِ بِساعِدَي جُعَلِ الرَغامِ
سَتَخزى إِن لَقيتَ بِغَورِ نَجدٍ
عَطِيَّةَ بَينَ زَمزَمَ وَالمَقامِ
عَطِيَّةَ فارِسَ القَسعاءِ يَوماً
وَيَوماً وَهيَ راكِدَةُ الصِيامِ
إِذا الخَطَفى لَقيتَ بِهِ مُعيداً
فَأَيُّهُما يُضَمِّرُ لِلضِمامِ
الفرزدق
الحمدان
07-29-2024, 03:27 PM
أَبَني لُجَيمٍ إِنَّكُم أَلجَمتُمُ
فَلَمَن يُجاريكُم أَشَدُّ لِجامِ
فَأَساً تُصيبُ لَهاتَهُ يَلقى الَّذي
تَلقى نَواجِذُهُ أَشَدَّ زِحامِ
فَلَأَمدَحَنَّ بَني حَنيفَةَ مِدحَةً
بِالحَقِّ أَهلَ رَواجِحِ الأَحلامِ
سَبَقوا إِذا اِستَبَقَت مَعَدٌّ بِالَّتي
سَمَقَت مَكارِمُها عَلى الرَقوامِ
فَبَنو حَنيفَةَ يَمنَعونَ نِسائَهُم
بِسُيوفِ مُهتَضِمِ العُداةِ كِرامِ
قَومٌ وَأُمِّكَ ما تُسَلُّ سُيوفُهُم
إِلّا لِيَومِ مَنِيَّةٍ وَحِمامِ
القاتِلونَ مُلوكَ كُلِّ قَبيلَةٍ
وَالجوعُ قَد قَتَلوهُ بِالإِطعامِ
وَالضارِبونَ الكَبشَ يَبرُقُ بَيضُهُ
وَالمُثبِتونَ مَواطِئَ الأَقدامِ
فَلَوَ أَنَّهُ مَطَرُ السَماءِ لِعُصبَةٍ
بِالمَجدِ قَد سَبَقوا بِكُلِّ غَمامِ
الفرزدق
الحمدان
07-29-2024, 03:27 PM
أَهاجَ لَكَ الشَوقَ القَديمَ خَيالُهُ
مَنازِلُ بَينَ المُنتَضى وَمُنيمِ
وَقَد حالَ دوني السِجنُ حَتّى نَسيتُها
وَأَذهَلَني عَن ذِكرِ كُلِّ حَميمِ
عَلى أَنَّني مِن ذِكرِها كُلَّ لَيلَةٍ
كَذي حُمَةٍ يَعتادُ داءَ سَليمِ
إِذا قيلَ قَد ذَلَّت لَهُ عَن حَياتِهِ
تُراجِعُ مِنهُ خابِلاتِ شَكيمِ
إِذا ما أَتَتهُ الريحُ مِن نَحوِ أَرضِها
فَقُل في بَعيدِ العائِلاتِ سَقيمِ
فَإِن تُنكِري ما كُنتِ قَد تَعرِفينَهُ
فَما الدَهرُ مِن حالٍ لَنا بِذَميمِ
لَهُ يَومُ سَوءٍ لَيسَ يُخطِئُ حَظُّهُ
وَيَومٌ تَلاقى شَمسُهُ بِنَعيمِ
وَقَد عَلِمَت أَنَّ الرِكابَ قَدِ اِشتَكَت
مَواقِعَ عُريانٍ مَكانَ كُلومِ
تُقاتِلُ عَنها الطَيرَ دونَ ظُهورِها
بِأَفواهِ شُدقٍ غَيرِ ذاتِ شُحومِ
أَضَرَّ بِهِنَّ البُعدُ مِن كُلِّ مَطلَبٍ
وَحاجاتُ زَجّالٍ ذَواتُ هُمومِ
وَكَم طَرَّحَت رَحلاً بِكُلِّ مَفازَةٍ
مِنَ الأَرضِ في دَوِّيَّةٍ وَحُزومِ
كَأَحقَبَ شَحّاجٍ بِغَمرَةِ قارِبٍ
بِليتَيهِ آثارٌ ذَواتُ كُدومِ
إِذا زَخَرَت قَيسٌ وَخِندِفُ وَاِلتَقى
صَميماهُما إِذ طاحَ كُلُّ صَميمِ
وَما أَحَدٌ مِن غَيرِهِم بِطَريقِهِم
مِنَ الناسِ إِلّا مِنهُمُ بِمُقيمِ
وَكَيفَ يَسيرُ الناسُ قَيسٌ وَرائَهُم
وَقَد سُدَّ ما قُدّامَهُم بِتَميمِ
سَيَلقى الَّذي يَلقى خُزَيمَةُ مِنهُمُ
لَهُم أُمُّ بَذّاخينَ غَيرَ عَقيمِ
هُما الأَطيَبانِ الأَكثَرانِ تَلاقَيا
إِلى حَسَبٍ عِندَ السَماءِ قَديمِ
فَمَن يَرَ غارَينا إِذا ما تَلاقَيا
يَكُن مَن يَرى طَودَيهِما كَأَميمِ
أَبَت خِندِفٌ إِلّا عُلُوّاً وَقَيسُها
إِذا فَخَرَ الأَقوامُ غَيرَ نُجومِ
وَنَحنُ فَضَلنا الناسَ في كُلِّ مَشهَدٍ
لَنا بِحَصىً عالٍ لَهُم وَحُلومِ
فَإِن يَكُ هَذا الناسُ حَلَّفَ بَينَهُم
عَلَينا لَهُم في الحَربِ كُلَّ غَشومِ
فَإِنّا وَإِيّاهُم كَعَبدٍ وَرَبِّهِ
إِذا فَرَّ مِنهُ رَدَّهُ بِرُغومِ
وَقَد عَلِمَ الداعي إِلى الحَربِ أَنَّني
بِجَمعِ عِظامِ الحَربِ غَيرُ سَؤومِ
إِذا مُضَرُ الحَمراءُ يَوماً تَعَطَّفَت
عَلَيَّ وَقَد دَقَّ اللِجامَ شَكيمي
أَبَوا أَن أَسومَ الناسَ إِلّا ظُلامَةً
وَكُنتُ اِبنَ ضِرغامِ العَدُوِّ ظَلومِ
الفرزدق
الحمدان
07-29-2024, 03:27 PM
أَبلِغ مُعاوِيَةَ الَّذي بِيَمينِهِ
أَمرُ العِراقِ وَأَمرُ كُلَّ شَآمِ
إِنَّ الهُمومَ وَجَدتَها حينَ اِلتَقَت
في الصَدرِ طارِقِهُنَّ غَيرُ نِيامِ
يَسهَرنَ مَن طَرَقَ الهُمومُ فُؤادَهُ
وَيَرومُ وارِدُهُنَّ كُلَّ مَرامِ
يَأمُرنَني بِنَدى مُعاوِيَةَ الَّذي
قادَ اِبنُ خَمسَتِهِ لِكُلِّ لُهامِ
أَو يَستَقيمَ إِلى أَبيهِ فَإِنَّهُ
ضَوءُ النَهارِ جَلا دُجى الأَظلامِ
غَمَرَ الخَلائِفَ قَبلَهُ وَهُوَ الَّذي
قَتَلَ النِفاقَ أَبوهُ بِالإِسلامِ
وَرِثوا تُراثَ مُحَمَّدٍ كانوا بِهِ
أَولى وَكانَ لَهُم مِنَ الأَقسامِ
لَمّا تُخوصِمَ في الخِلافَةِ بِالقَنا
وَبِكُلِّ مُختَضَبِ الحَديدِ حُسامِ
كانَت خِلافَتُها لِئالِ مُحَمَّدٍ
لِأَبي الوَليدِ تُراثُها وَهِشامِ
أَخلِص دُعاءَكَ تَنجُ مِمّا تَتَّقي
لِلَّهِ يَومَ لِقائِهِ بِسَلامِ
وَهُوَ الَّذي اِبتَدَعَ السَماءَ وَأَرضَها
وَرَسولَهُ وَخَليفَةَ الآنامِ
مَلِكٌ بِهِ قُصِمَ المُلوكُ وَعِندَهُ
عِلمُ الغُيوبِ وَوَقتُ كُلِّ حِمامِ
أَرجو الدُعاءَ مِنَ الَّذي تَلَّ اِبنَهُ
لِجَبينِهِ فَفَداهُ ذو الإِنعامِ
إِسحاقُ حَيثُ يَقولُ لَمّا هابَهُ
لِأَبيهِ حَيثُ رَأى مِنَ الأَحلامِ
أَمضي وَصَدِّق ما إِمِرتَ فَإِنَّني
بِالصَبرِ مُحتَسِباً لِخَيرُ غُلامِ
إِنَّ المُبارَكَ كانَ حَيثُ جَعَلتَهُ
غَيثُالفَقيرِ وَناعِشَ الأَيتامِ
وَلَتَعلَمَنَّ مَنِ الكَذوبُ إِذا اِلتَقى
عِندَ الإِمامِ كَلامُهُم وَكَلامي
قالَ الَّذي يَروي عَلَيَّ كَلامَهُم
الطارِحاتِ بِهِ عَلى الأَقدامِ
هَل يَنتَهي زَجَلٌ وَلَم تَعمِد لَهُ
مِثلَ الَّذي وَقَعَت بِذي الأَهدامِ
شَنعاءُ جادِعَةُ الأُنوفِ مُذِلَّةٌ
كانَت لَهُ نَزَلَت بِكُلِّ غَرامِ
الفرزدق
الحمدان
07-29-2024, 03:28 PM
أَناخَ إِلَيكُم طالِبٌ طالَ ما نَأَت
بِهِ الدارُ دانٍ بِالقَرابَةِ عالِمِ
تَذَكَّرَ أَينَ الجابِرونَ قَناتَهُ
فَقالَ بَنو عَمّي أَبانُ اِبنُ دارِمِ
رَمَوا لِيَ رَحلي إِذ أَنَختُ إِلَيهِمُ
بِعُجمِ الأَوابي وَاللِقاحِ الرَوايِمِ
وَقالوا اِبنُ لَيلى سَوفَ يَضمَنُ لِلَّتي
بِها يُطلَقُ الجاني شَديدُ الشَكائِمِ
لَهُم عَدَدٌ في قَومِهِم شافِعُ الحَصى
وَدَثرٌ مِنَ الأَنعامِ غَيرُ الأَصارِمِ
فَإِنّي وَإِيّاهُم كَذي الدَلوِ أَورَدَت
عَلى مائِحٍ مَن يَأتِهِ غَيرُ لائِمِ
تَجاوَزتُ أَقواماً إِلَيكُم وَإِنَّهُم
لَيَدعونَني فَاِختَرتُكُم لِلعَظائِمِ
وَكُنتُم أُناساً كانَ يُشفى بِمالِكُم
وَأَحلامِكُم صَدعُ الثَأى المُتَفاقِمِ
هُمُ ما هُمُ عِندَ الحَفيظَةِ وَالقِرى
وَضَربِ كِباشِ القَومِ فَوقَ الجَماجِمِ
وَإِنَّ مُناخي فيكُمُ سَوفَ يَلتَقي
بِهِ الرَكبُ مِن نَجدٍ وَأَهلِ المَواسِمِ
وَأَينَ مُناخي بَعدَكُم إِن نَبَوتُمُ
عَلَيَّ وَهَل تَنبو ظُباطُ الصَوارِمِ
أَلَيسَ أَبي أَدنى أَباكُم وَأَنتُمُ
بِما كانَ يَلقى سَيفُهُ كُلَّ جارِمِ
فَما إِخوَةٌ مِنّا نُبايِعُكُم بِهِم
بِحَبسٍ عَلى المَولى وَتَنكيلِ ظالِمِ
الفرزدق
الحمدان
07-29-2024, 03:28 PM
ما اِبنُ سُلَيمٍ سائِراً بِجِيادِهِ
إِلى غارَةٍ إِلّا أَفادَكَ مَغنَما
إِذا ما تَرَدّى عابِساً فادَ سَيفُهُ
دِماءً وَيُعطي مالَهُ إِن تَبَسَّما
يَكُرُّ بِأَسلابِ المُلوكِ وَبِالمَها
وَبِالخَيلِ لا يَصهُلنَ إِلّا تَحَمحُما
أَلا رُبَّ يَومٍ داجِنِ اللَيلِ كاسِفٍ
تَراهُ مِنَ التَأجيجِ وَالرَهجِ مُظلِما
لَهُ رَهَجٌ عالي الزُهاءَ كَأَنَّهُ
غَيابَةُ دَجنٍ ذي طَخاءٍ تَغَيَّما
تَرى حَدَقَ الأَبطالِ فيهِ كَأَنَّما
تُكَحَّلُ جادِيّاً مَدوفاً وَعَندَما
الفرزدق
الحمدان
07-29-2024, 03:28 PM
أَخَذنا بِالنُجومِ عَلى كُلَيبٍ
وَبِالقَمَرِ الَّذي جَلّى الغَماما
عَلى عَهدِ اِبنِ مَريَمَ كانَ قَومي
هُمُ الفَرعَ المُقَدَّمَ وَالسَناما
إِذا سامَت تَميمٌ يَومَ هَيجا
سَمَوا بي لا أَلَفَّ وَلا كَهاما
أَخو حَربٍ أَقومُ لَها مِضَمٌّ
إِذا كَرِهَ المُزَجَّونَ الضِماما
بِكُلِّ طِمِرَّةٍ وَبِكُلِّ طَرفٍ
يَدُقُّ شَكيمَ ناجِذِهِ اللِجاما
الفرزدق
الحمدان
07-29-2024, 03:28 PM
لَمّا أَتانا المُشفِقونَ فَأَنذَروا
أَميرَينِ مَخشِيّاً عَلَينا رَداهُما
وَقالَت أَلا طُف في صَديقِكَ فَاِلتَمِس
شُعَيبَينِ يَربو ساعَةً مَن سَقاهُما
جَزى اللَهُ عَنّا اِبنَي عُمَيرَةَ إِذ نَأَت
أَقارِبُنا خَيراً إِذا ما جَزاهُما
هُما مَتَّعانا حينَ رُحنا عَشِيَّةً
بِخِبرَينِ لَم يُنفَس عَلَينا جَداهُما
بِخِبرَينِ وَفراوَينِ صَيدٍ وَلَيسَتا
بِضَأنٍ وَلَم تُخرَز بِغَرفٍ كِلاهُما
كَأَنَّهُما قَلتا صَفاً أَتأَقَتهُما
سُعودُ الثُرَيّا ما يَبُضُّ نَداهُما
الفرزدق
الحمدان
07-29-2024, 03:29 PM
أَلَم تَرَ أَنّا يَومَ حِنوِ ضَرِيَّةٍ
حَمَينا وَقُلنا السَبيُ لا يُتَقَسَّمُ
ضَرَبنا بِأَكنافِ السَماءِ بُيوتَنا
عَلى ذِروَةٍ أَركانُها لا تُهَدَّمُ
حَلَبنا بِأَخلافِ السَماءِ عَلَيهِمُ
شَآبيبُ مَوتٍ تَستَهِلُّ وَتَرزِمُ
الفرزدق
الحمدان
07-29-2024, 03:29 PM
إِنَّ الَّذي أَعطى الرِجالَ حُظوظَهُم
عَلى الناسِ أَعطى خِندِفاً بِالخَزائِمِ
لِخِندِفَ قَبلَ الناسِ بَيتانِ فيهِما
عَديدُ الحَصى وَالمَأثُراتِ العَظائِمِ
أَخَذتُ عَلى الناسِ اِثنَتَينِ لِيَ الحَصى
مَعَ المَجدِ ما لي فيهِما مِن مُخاصِمِ
أَبونا خَليلُ اللَهِ وَاِبنُ خَليلِهِ
أَبونا أَبو المُستَخلَفينَ الأَكارِمِ
وَما أَحَدٌ مِن فَخرِنا بِالَّذي لَنا
عَلى الناسِ مِمّا يَعرِفونَ بِراغِمِ
وَهَل مِن أَبٍ في الناسِ يَدعونَ بِاِسمِهِ
لَهُ اِبنانِ كانا مِثلَ سَعدٍ وَدارِمِ
إِذا ما هَبَطنا بَلدَةً كانَ أَهلُها
بِها وُلِدوا يَظعَن بِها كُلُّ جارِمِ
لَنا العِزُّ مَن تَحلُل عَلَيهِ بُيوتُنا
يَمُت غَرَقاً أَو يَحتَمِل أَنفَ راغِمِ
فَإِنَّ بَني سَعدٍ هُمُ اللَيلُ فيهِمُ
حُلومٌ رَسَت وَالظالِمو كُلِّ ظالِمِ
فَإِنَّ بَني سَعدٍ هُمُ الهامَةُ الَّتي
بِها مُضَرٌ دَمّاغَةٌ لِلجَماجِمِ
أَبَت لِبَني سَعدٍ جِبالٌ رَسَت بِهِم
شَوامِخُها لا تُرتَقى بِالسَلالِمِ
وَما أَحَدٌ مِمَّن هَجاني عَلِمتُهُ
يَكونُ وَفاءً عِرضُهُ لي بِدائِمِ
وَما كُنتُ أَخشى طَيِّأَن أَن تَسُبَّني
وَهُم نَبَطٌ لَم تَعتَصِب بِالعَمائِمِ
نَبيطُ القُرى لَم تَختَمِر أُمَّهاتُهُم
وَلا وَجَدَت مَسَّ الحَديدِ الكَوالِمِ
وَما يَعلَمُ الطائِيُّ مِمَّن أَبٌ لَهُ
وَلَو سَأَلوا عَن طَيِّئٍ كُلَّ عالِمِ
وَما يَمنَعُ الطائِيُّ إِلّا رَصاصَةٌ
بِها نَقشُ سُلطانٍ عَلى الناسِ قائِمِ
مَتى يَهبِطُ الطائِيُّ أَرضاً وَلَم يَكُن
بِهِ وَشمُ مَوشومٍ يَكُن غُنمَ غانِمِ
مَتى يُمنَعِ الطائِيُّ مِن حَيثُ يَرتَقي
يَكُن مَغنَماً مِن طَيِّئٍ في المَقاسِمِ
وَإِنَّ هِجائي طَيِّئً وَهيَ طَيِّئٌ
نَبيطُ القُرى إِحدى الكِبارِ العَظائِمِ
بَنى اللُؤمُ بَيتاً فَاِستَقَرَّت عِمادُهُ
عَلى طَيِّءِ الأَنباطِ ضَربَةَ لازِمِ
إِذا اِقتَسَمَ اللُؤمَ اللِئامُ وَجَدتُهُ
يَكونُ أَبا الطائِيِّ دونَ العَماعِمِ
وَما طَيِّئٌ وَاللُؤمُ فَوقَ رِقابِهِم
وَلَم تَرِمِ الأَحمالُ عَنها بِرائِمِ
الفرزدق
الحمدان
07-29-2024, 03:29 PM
دِيارٌ بِالأُجَيفِرِ كانَ فيها
أَوانِسُ مِثلُ آرامِ الصَريمِ
وَما أَحَدٌ يُساميني بِفَخرٍ
إِذا زَخَرَت بُحورُ بَني تَميمِ
إِلى المُتَخَيَّرينَ أَباً وَخالاً
إِذا نُسِبَ السَميمُ إِلى الصَميمِ
تَرى غُلبَ الفِحالِ لَنا خُضوعاً
إِذا نَهَضَت لِمُفتَخَرٍ قُرومي
الفرزدق
الحمدان
07-29-2024, 03:29 PM
إِنَّ أَمامي خَيرَ مَن وَطِئَ الحَصى
لِذي هِمَّةٍ يَرجو الغِنى أَو لِغارِمِ
فَقالوا فَعَلنا حَسبُنا اللَهُ وَاِنتَهَوا
جَديلَةَ أَمرٍ يَقطَعُ الشَكَّ عازِمِ
إِذا لَم يَكُن حِصنٌ سِوى الخَيلِ وَالقَنا
يُلاذُ بِهِ وَالمُرهَفاتِ الصَوارِمِ
وَلَمّا مَضَوا عَن خَيرِ سُنَّةِ مَعشَرٍ
وَقامَ سُلَيمانٌ أَتَت خَيرَ قائِمِ
فَأَلقَت لَهُ الأَيّامُ كُلَّ خَبيأَةٍ
عَلى ذِروَةٍ لا تُرتَقى بِالسَلالِمِ
الفرزدق
الحمدان
07-29-2024, 03:30 PM
إِذا دَمَعَت عَيناكَ وَالشَوقُ قائِدُن
لِذي الشَوقِ حَتّى تَستَبينَ المُكَتَّما
ظَلِلتَ تُبَكّي الحَيَّ وَالرَبعُ دارِسٌ
وَقَد مَرَّ بَعدَ الحَيِّ حَولٌ تَجَرَّما
وَشَبَّهتَ رَسمَ الدارِ إِذ أَنتَ واقِفٌ
عَلَيها تَكُفُّ الدَمعَ بُرداً مُسَهَّما
الفرزدق
الحمدان
07-29-2024, 03:30 PM
أَما وَالَّذي ما شاءَ سَدّى لِعَبدِهِ
إِلى اللَهِ يُفضي مَن تَأَلّى وَأَقسَما
لَئِن أَصبَحَ الواشونَ قَرَّت عُيونُهُم
بِهَجرٍ مَضى أَو صُرمِ حَبلٍ تَجَذَّما
لَقَد تُصبِحُ الدُنيا عَلَينا قَصيرَةً
جَميعاً وَما نُفشي الحَديثَ المُكَتَّما
فَقُل لِطَبيبِ الحُبِّ إِن كانَ صادِقاً
بِأَيِّ الرُقى تَشفي الفُؤادَ المُتَيَّما
فَقالَ الطَبيبُ الهَجرُ يَشفي مِنَ الهَوى
وَلَن يَجمَعُ الهِجرانُ قَلباً مُقَسَّما
الفرزدق
الحمدان
07-29-2024, 03:30 PM
لَقَد كِدتُ لَولا الحِلمُ تُدرِكُ حِفظَتي
عَلى الوَقَبى يَوماً مَقالَةُ دَيسَمِ
وَنَهنَهتُ نَفسي عَن مُعاذٍ وَقَد بَدَت
مُقاتِلُ مَجهورِ الرَكِيَّةِ مُسلَمِ
وَلَولا بَنو هِندٍ لَنالَت عُقوبَتي
قُدامَةَ أَولى ذا الفَمِ المُتَثَلِّمِ
وَلَكِنَّني اِستَبقَيتُ أَعرادَ مازِنٍ
لِأَيّامِها مِن مُستَنيرٍ وَمُظلِمِ
أُناسٍ بِثَغرٍ ما تَزالُ رِماحُهُم
شَوارِعَ مِن غَيرِ العَشيرَةِ في الدَمِ
لَعَصَّبتُهُ مِمّا أَقولُ عِصابَةً
طَويلاً أَذاها مِن عِصابَةِ قَيِّمِ
عَلامَ بَنَت أُختُ اليَرابيعِ بَيتَها
عَلَيَّ وَقالَت لي بِلَيلٍ تَعَمَّمِ
إِذا أَنا لَم أَجعَل مَكانَ لَبونِها
لَبوناً وَأَفقَء ناظِرَ المُتَظَلِّمِ
وَنابُ اليَرابيعِ الَّتي حَنَّ سَقبُها
إِلى أُمِّهِ مِن ضَيعَةٍ عِندَ دَهثَمِ
تَجاوَزتُما أَنعامَ بَكرِ اِبنِ وائِلٍ
إِلى لِقحَتَي راعي نُعَيمِ اِبنِ دِرهَمِ
فَلَولا اِبنُ مَسعودٍ سَعيدٌ رَمَيتُهُ
بِنافِذَةٍ تَستَكرِهُ الجِلدَ بِالدَمِ
الفرزدق
الحمدان
07-29-2024, 03:30 PM
إِن يُقتَلِ النَصرِيُّ تَحتَ لِوائِكُم
فَلَيسَت تَميمٌ بَعدَها بِتَميمِ
يُقَطِّعُ هِندِيَّ الصَفيحِ مُساوِراً
سِوارَ اِمرِئٍ في الحَربِ غَيرِ لَئيمِ
أَرى الأُسدَ أَنباطَ العِراقَ وَمَذحِجاً
وَما طَيِّئٌ مِن مَذحِجٍ بِصَميمِ
الفرزدق
الحمدان
07-29-2024, 03:31 PM
لَئِن قَيسُ عَيلانَ اِشتَكَتني لِمِثلِ ما
بِها يَتَشَكّى حينَ مَضَّت كُلومُها
وَقَد تَرَكَت مِرداةُ خِندِفَ في يَدي
جَماجِمَ مِن قَيسٍ عِظاماً هُزومُها
إِذا وَقَعَت فَوقَ الجَماجِمِ لَم يَقُم
إِلى يَومِ بَعثِ الأَوَّلينَ أَميمُها
أَبى حَسَبي إِلّا اِنتِصاباً وَغَرَّني
إِذا شالَ أَحسابَ الرِجالِ بَهيمُها
أَنا اِبنُ تَميمٍ وَالمُحامي الَّذي بِهِ
تُحامي إِذا غَربٌ تَفَرّى أَديمُها
سَتَأبى تَميمٌ أَن رُضامَ إِذا اِلتَقَت
عَلَيَّ بِأَعناقٍ طِوالٍ قُرومُها
وَنَحنُ قَتَلنا عامِرَن يَومَ مُلزَقٍ
فَباتَت عَلى قُبلِ البُيوتِ هُجومُها
وَنَجّى طُفَيلاً مِن عُلالَةِ قُرزُلٍ
قَوائِمُ يَحمي لَحمَهُ مُستَقيمُها
تَراخَت بِهِ عَن طالِباتٍ كَأَنَّها
جَرادُ فَضاءٍ طَرَ عَنها حَميمُها
إِذا ما تَميمٌ رَصلَحَت ذاتَ بَينِها
وَتَمَّت إِلى سَعدِ السُعودِ تَميمُها
تَجِد مَن عَوى مِن كَلبِ كُلِّ قَبيلَةٍ
وَأُسرَتِهِ هانَت عَلَيَّ رُغومُها
تَزيدُ بَنو سَعدٍ عَلى عَدَدِ الحَصى
وَأَثقَلُ مِن وَزنِ الجِبالِ حُلومُها
وَلَو وَطِأَت سَعدٌ لِيَأجوجَ رَدمَها
بِأَقدامِها لَاِرفَضَّ عَنها رُدومُها
الفرزدق
الحمدان
07-29-2024, 03:31 PM
صُل يا جُنَيدِ الخَيرِ لِلَّهِ صَولَةً
وَأَقرَر عُيوناً ما يَجِفُّ سِجامُها
فَقَد فَضَّلَ اللَهُ الجُنَيدَ وَفُضِّلَت
يَداهُ عَلى الأَيدي الطِوالِ اِهتِضامُها
وَما غَضِبَت لِلَّهِ أَيدي قَبيلَةٍ
عَلى مُشرِكٍ إِلّا الجُنَيدُ حُسامُها
وَلا ذُكِرَت عِندَ المُلوكِ قَماقِمٌ
بِفَضلِ نَدىً إِلّا الجُنَيدُ هُمامُها
قَبيلَتُهُ مُرِّيَّةٌ غالِبِيَّةٌ
لَها وَعَلَيها حُلُّها وَحَرامُها
لَهُم في قُرَيشٌ نِسبَةٌ غالِبِيَّةٌ
إِلَيهِم تَناهَت حَربُها وَسَلامُها
تَفَرَّعَ مِن غَيظِ اِبنِ مُرَّةَ مَجدُها
قَديماً وَهُم أَعناقُ قَيسٍ وَهامُها
الفرزدق
الحمدان
07-29-2024, 03:31 PM
بَني جارِمٍ إِنَّ الصَغيرَ بِقَدرِهِ
تَسوقُ إِلى الأَمرِ الكَبيرِ جَرائِمُه
فَأَغنوا سَفيهَ القَومِ لا يَغرُرَنَّكُم
كَما غُرَّ مِن لَم تُغنِ عَنهُ تَمائِمُه
بَني جارِمٍ ما مِن ثَلاثَةِ مَعشَرٍ
بِأَلأَمَ مِنكُم حينَ عُدَّت مَلاوِمُه
الفرزدق
الحمدان
07-29-2024, 03:31 PM
لَم أَرَ كَالرَهطِ الَّذينَ تَتابَعوا
عَلى الجِذعِ وَالحُرّاسُ غَيرُ نِيامِ
مَضَوا وَهُمُ مُستَيقِنونَ بِأَنَّهُم
إِلى قَدَرٍ آجالُهُم وَحِمامِ
وَما مِنهُمُ إِلّا يُخَفِّضُ جَأشَهُ
إِلَيهِ بِقَلبٍ صارِمٍ وَحُسامِ
وَلَمّا اِلتَقَوا لَم يَلتَقوا بِمُنَفَّهٍ
كَبيرٍ وَلا رَخصِ العِظامِ غُلامِ
بِمِثلِ أَبيهِ حينَ مَرَّت لِداتُهُ
لِخَمسينَ قُل في جُرأَةٍ وَتَمامِ
الفرزدق
الحمدان
07-29-2024, 03:32 PM
أَبا حاتِمٍ قَد كانَ عَمُّكَ رامَني
زِياداً فَأَلفاني اِمرَأً غَيرَ نائِمِ
أَبا حاتِمٍ ما حاتِمٌ في زَمانِهِ
بِأَفضَلَ جوداً مِنكَ عِندَ العَظائِمِ
فَهَل أَنتَ إِن أَعتَبتُكَ اليَومَ تارِكي
وَبُؤتُ بِذَنبي يا اِبنَ باني الدَعائِمِ
أَبوكَ الَّذي ما كانَ في الناسِ مِثلُهُ
إِذا نَزَلَت بِالمِصرِ إِحدى الصَيالِمِ
بَهاليلُ مَعروفونَ بِالحِلمِ وَالتُقى
وَآسادُها في المَأزِقِ المُتَلاحِمِ
الفرزدق
الحمدان
07-29-2024, 03:32 PM
أَلَم تَرَيا أَنَّ الجَوادَ اِبنَ مَعمَرٍ
لَهُ راحَتا غَيثٍ يَفيضُ مُديمُها
إِذ جائَهُ السُؤآلُ فادَت عَلَيهِمُ
سِجالُ يَدَيهِ فَاِستَقَلَّ عَديمُها
نَمَتهُ بَنو تَيمِ اِبنِ مُرَّةَ لِلعُلى
وَحاطَت حِماهُ مِن قُرَيشٍ قُرومُها
وَما يَبلُغُ البَحرانِ مِن آلِ غالِبٍ
إِذا هُزَّ يَوماً لِلنَوالِ كَريمُها
وَهُم ساسَةُ الإِسلامِ وَالقادَةُ الأُلى
يَقومُ عَلى الحُكّامِ يَوماً حُكومُها
الفرزدق
الحمدان
07-29-2024, 03:32 PM
لَنِعمَ تُراثَ المَرءِ أَورَثَ قَومَهُ
عُمَيرُ اِبنِ عَمرٍ وَالحِصانِ السُلاجِمِ
بَنوهُ بَنو غَرّاءَ قَد صَعَّدَت بِهِم
إِلى بَيتِ سَعدٍ ذي العَلاءِ وَدارِمِ
نَماهُم إِلى عِرنَينِ سَعدٍ مُحَرِّقٌ
وَمِن وائِلٍ أَهلُ النُهى وَالعَظائِمِ
عُمَيرٌ أَبوهُم ذو المَساعي وَجَدُّهُم
ضُبَيعَةُ ضَرّابُ الطُلى وَالجَماجِمِ
هُمُ الهامَةُ العَلياءُ مِن آلِ وائِلٍ
وَفُرسانُها في المَأزِقِ المُتَلاحِمِ
عُمَيرٌ أَبوكُم فَاِفخَروا بِفَعالِهِ
إِذا عَدَّدَ الأَقوامُ أَهلَ المَكارِمِ
وَجارِيَةُ القَرمُ النَجيبُ بَنى لَهُم
مَآثِرَ مَجدٍ راسِياتِ الدَعائِمِ
الفرزدق
الحمدان
07-29-2024, 03:33 PM
لعَمرُكَ ما لَيثٌ بِخَفّانَ خادِرٌ
بِأَشجَعَ مِن بِشرِ اِبنِ عُتبَةَ مُقدِما
أَباءَ بِشَيبانَ الثُؤورَ وَقَد رَأى
بَني فاتِكٍ هابوا الوَشيجَ المُقَوَّما
الفرزدق
الحمدان
07-29-2024, 03:33 PM
بِحَقِّ اِمرِئٍ أَضحى أَبوهُ اِبنَ دارِمٍ
وَضَبَّةَ مِنها المُجِباتُ الكَرائِمُ
تَكونُ لَهُ شَمسُ النَهارِ وَيَنجَلي
لَهُ البَدرُ طَوعاً وَالنُجومُ التَوائِمُ
مَكارِمُ ما كانَت كُلَيبٌ تَنالُها
إِذا قامَ مِنها المَقرِفونَ الأَلائِمُ
عَطِيَّةُ تَرجو أَن تَكونَ كَغالِبٍ
سَواءٌ كُلَيبٌ لا أَباكَ وَدارِمُ
الفرزدق
الحمدان
07-29-2024, 03:33 PM
وَداعٍ بِنَبحِ الكَلبِ يَدعو وَدونَهُ
غَياطِلُ مِن دَهماءَ داجٍ بَهيمُها
دَعا وَهوَ يَرجو أَن يُنَبِّهَ أَذرُعاً
فَتىً كَاِبنِ لَيلى حينَ غارَت نُجومُها
بَعَثتُ لَهُ دَهماءَ لَيسَت بِناقَةٍ
تَدُرُّ إِذا ما هَبَّ نَحساً عَقيمُها
كَأَنَّ المَحالَ الغُرَّ في حَجَراتِها
عَذارٍ بَدَت لَمّا أُصيبَ حَميمُها
الفرزدق
الحمدان
07-29-2024, 03:33 PM
أَعَينَيَّ ما بَعدَ اِبنِ موسى ذَخيرَةٌ
فَجودا إِذا أَنفَدتُما الماءَ بِالدَمِ
وَهيجا إِذا نامَ الخَلِيُّ وَأَسعِدا
عَلَيهِ بِنَوحٍ مِنكُما كُلَّ مَأتَمِ
وَما لَكُما لا تَبكِيانِ وَقَد بَكَت
لَهُ كُلُّ عَينٍ مِن فَصيحٍ وَأَعجَمِ
فَأَيُّ فَتىً بَعدَ اِبنِ موسى نُعِدُّهُ
لِيَومِ لِقاءٍ أَو حَمالَةِ مَغرَمِ
فَتىً بَينَ صِدّيقِ النَبِيِّ فُروعُهُ
وَطَلحَةَ مَحمودِ الخَلائِقِ خِضرِمِ
وَلَو شاءَ إِذ وَلّى الكَتائِبُ حَولَهُ
تَعالى عَلى باقي العُلالَةِ مِرجَمِ
وَلَكِن رَأى أَنَّ الحَياةَ ذَميمَةٌ
وَأَنَّ المَنايا تَرتَقي كُلَّ سُلَّمِ
وَأَنَّ فِرارَ المُسلِمينَ خَزايَةٌ
وَأُحدوثَةٌ تَنمي إِلى كُلِّ مَوسِمِ
وَعِندَ اِبنِ موسى السالِمِيَّ كَأَنَّهُ
عَتيقٌ بِكَفَّي قانِصٍ مُتَقَرِّمِ
وَلاحِقَةُ الآطالِ جُردٌ مُتونُها
تَبُذُّ هَواديها يَدَي كُلِّ مُلجِمِ
عَناجيجُ مِن آلِ الصَريحِ كَأَنَّما
يَخَلنَ اِلتِهابَ الشَدِّ أَسلابَ مَغنَمِ
فَقالَ لِمَن يَرجو الإِيابَ اِستَغِث بِها
وَكَرَّ كَمَخضوبِ الذِراعَينِ ضَيغَمِ
بِسَيفِ أَبي بَكرٍ وَطَلحَةَ يَختَلي
بِهِ حَلَقَ الماذِيِّ عَن كُلِّ مِعصَمِ
فَقُل لِعِتاقِ الخَيلِ تَمنَع ظُهورَها
فَقَد غيلَ عَنها مَن يَقولُ لَها اِقدِمِ
عَلى غَمَراتِ المَوتِ تَشكو عِتاقُها
إِذا ساوَرَت وَقعَ القَنا وَالتَحَمحُمِ
يَجودُ بِنَفسٍ لا يُجادُ بِمِثلِها
إِذا غَيَّرَ السيما بِهِ كُلُّ مُعلَمِ
فَقَد نَقَضَ الأَيّامُ بَعدَ مُحَمَّدٍ
عَلى القَومِ مِن مِرّاتِهِم كُلَّ مُبرَمِ
الفرزدق
الحمدان
07-29-2024, 03:34 PM
كَيفَ تَرى بَطشَةَ اللَهِ الَّتي بَطَشَت
بِاِبنِ المُهَلَّبِ إِنَّ اللَهَ ذو نِقَمِ
قادَ الجِيادَ مِنَ البَلقاءِ مُنقَبِضاً
شَهراً تَقَلقَلُ في الأَرسانِ وَاللُجُمُ
حَتّى أَتَت أَرضَ هاروتٍ لِعاشِرَةٍ
فيها اِبنُ دَحمَةَ في الحَمراءِ كَالأَجَمِ
لَمّا رَأَوا أَنَّ أَمرَ اللَهِ حاقَ بِهِم
وَأَنَّهُم مِثلُ ضُلّالٍ مِنَ النَعَمِ
فَأَصبَحوا لا تُرى إِلّا مَساكِنُهُم
كَأَنَّهُم مِن ثَمودِ الحِجرِ أَو إِرَمِ
كَم فَرَّجَ اللَهُ عَنّا كَربَ مُظلِمَةٍ
بِسَيفِ مَسلَمَةَ الضَرّابِ لِلبُهَمِ
وَيَومَ غيمَ مِنَ الهِندِيِّ كُنتَ لَهُ
ضَوءً وَقَد كانَ مُسوَدّاً مِنَ الظُلَمِ
تَأتي قُرومُ أَبي العاصي إِذا صَرَفَت
أَنيابُها حَولَ سامٍ رَأسُهُ قَطَمِ
يا عَجَبا لِعُمانِ الأَسدِ إِذ هَلَكوا
وَقَد رَأَوا عِبَراً في سالِفِ الأُمَمِ
لَو أَنَّهُم عَرَبٌ أَو كانَ قائِدُهُم
مُدَبِّراً ما غَزا العِقبانَ بِالرَخَمِ
الفرزدق
الحمدان
07-29-2024, 03:34 PM
وَقائِمَةٍ قامَت فَقالَت لِنائِحٍ
تَفيضُ بِعَينَيهِ الدُموعُ السَواجِمُ
لَقَد صَبَرَ الجَرّاحُ حَتّى مَشَت بِهِ
إِلى رَحمَةِ اللَهِ السُيوفُ الصَوارِمُ
فَأَصبَحَ في القَومِ الَّذينَ مُحَمَّدٌ
أَخوهُم وَمَن يَلحَق بِهِم فَهوَ سالِمُ
جُزوا بِالسَريراتِ الَّتي في قُلوبِهِم
جَزاهُم بِها مُحصي السَرائِرِ عالِمُ
إِلى الغُرفَةِ العُليا رَفيقُ مُحَمَّدٍ
مُقيماً وَلا مِنها هُوَ الدَهرَ رائِمُ
لِتَبكِ عَلى الجَرّاحِ خَيلُ إِغارَةٍ
وَيَومٌ تُرى فيهِ النُجومُ التَوائِمُ
فَلِلَّهِ أَرضٌ قَد أَجَنَّت يَمينَهُ
وَكانَ بِها يُنكى العَدُوُّ المُراجِمُ
فَلَو تَعلَمُ الأَنعامُ شَيئاً بَكَينَهُ
وَكانَ عَلى الجَرّاحِ تَبكي البَهائِمُ
الفرزدق
الحمدان
07-29-2024, 03:34 PM
حَلَفتُ بِرَبِّ الجارِياتِ إِذا جَرَت
وَحَيثُ دَنَت مِن مَروَةِ البَيتِ زَمزَمُ
لَما زادَني مِن خَشيَةٍ إِذ حَبَستَني
عَلى الخَشيَةِ الأولى الَّتي كُنتَ تَعلَمُ
إِذا ذَكَرَت نَفسي يَدَيكَ نَزَت بِها
كَراسيعُ زالَت وَالقَطيعُ المُحَرَّمُ
أَعوذُ بِقَبرٍ فيهِ أَكفانُ مُنذِرٍ
وَهُنَّ لِأَيدي المُستَجيرينَ مَحرَمُ
أَلَم تَرَني نادَيتُ بِالصَوتِ مالِكاً
لِيَسمَعَ لَمّا غَصَّ بِالريقَةِ الفَمُ
سَتَعلَمُ أَنَّ الكاذِبينَ إِذا اِفتَرَوا
عَلَيَّ إِذا كُرَّ الحَديثُ المُرَجَّمُ
بَني مُنذِرٍ لا جارَ مِن قَبرِ مِنذِرٍ
أَعَزَّ بِجارٍ حينَ يَدعو وَأَسلَمُ
فَهَل يُخرِجَنّي مُنذِرٌ مِن مُخَيِّسٍ
وَعُذرٌ بِهِ لي صَوتُهُ يَتَكَلَّمُ
أَعوذُ بِبِشرٍ وَالمُعَلّى كِلَيهِما
بَني مالِكٍ أَوفى جِوارَن وَأَكرَمُ
مِنَ الحارِثِ المُنجي عِياضَ اِبنَ دَيهَثٍ
فَرَدَّ أَبو لَيلى لَهُ وَهوَ أَظلَمُ
وَما كانَ جاراً غَيرَ دَلوٍ تَعَلَّقَت
بِعِقدِ رِشاءٍ عَقدُهُ لا يُجَذَّمُ
فَرَدَّ أَخا عَمروِ اِبنِ سَعدٍ بِذَودِهِ
جَميعاً وَهُنَّ المَغنَمُ المُتَقَسَّمُ
فَمَن يَكُ جارَ اِبنِ المُعَلّى فَقَد عَلا
عَلى الناسِ لا يَخشى وَلا يَتَهَضَّمُ
وَأَيُّ أَبٍ بَعدَ المُعَلّى وَمُنذِرٍ
وَبِشرٍ يُنادى لِلَّتي هِيَ أَفقَمُ
هُمُ النَفَرُ الكافونَ بَيعَةَ ما جَنَت
بِهِم يُرأَبُ الصَدعُ المُفَرَّقُ وَالدَمُ
وَكَيفَ بِمَن خَمسونَ قَيداً وَحَلقَةً
عَلَيهِ مَعَ اللَيلِ الَّذي هُوَ أَدهَمُ
أَبيتُ أُقاسي اللَيلَ وَالقَومُ مِنهُمُ
مَعي ساهِرٌ لي لا يَنامُ وَنُوَّمُ
وَلَو أَنَّها صُمُّ الجِبالِ تَحَمَّلَت
كَما حَمَلَت رِجلايَ كادَت تُحَطَّمُ
أَمالِكُ إِن أَخرُج بِكَفَّيكَ صالِحاً
تَكُن مِثلُ ذي نُعمى لِمَن كانَ يُنعِمُ
فَلَو أَنَّ ضَيفَ البارِقَينِ وَلَعلَعٍ
مَكانِكَ مِنّي نازِلٌ حينَ يَضغَمُ
كَأَنَّ شِهابَي قابِسٍ تَحتَ جَبهَةٍ
لَهُ مِن صِلابِ الرَعنِ بَل هُوَ أَجهَمُ
لَكانَ فُؤادي مِنهُ أَيسَرَ خَشيَةً
وَأَوثَقَ مِنّي لِلمَنِيَّةِ مُسلَمُ
إِذا كَشَرَت أَنيابُهُ عَن أَسِنَّةٍ
لَهُ بَينَ لَحيَي مُلجَمٍ لا يُثَلَّمُ
لَهُ اِبنانِ لا يَنفَكُّ يَجري إِلَيهِما
بِأَوصالِ مَعفورٍ بِهِ يَتَقَرَّمُ
وَأَوَّلُ ما ذاقا لَدُن فَطَمَتهُما
دَمٌ وَبَنانٌ مِن صَريعٍ وَمِعصَمُ
نَقولُ لِأَوصالِ الرِجالِ إِلَيهِما
وَما لَهُما إِلّا مِنَ القَومِ مَطعَمُ
وَلَم تَرَ مَخضوبَينِ أَجرَأَ مِنهُما
أَباً وَيَدَي أُمٍّ لَهُ حينَ تَفطِمُ
وَعَلَّمَني مَشيَ المُقَيَّدِ خالِدٌ
وَما كُنتُ أَدنى خَطوِهِ أَتَعَلَّمُ
أَقولُ لِرِجلَيَّ اللَتَينِ عَلَيهِما
عُرىً وَحَديدٌ يَحبِسُ الخَطوَ أَبهَمُ
أَما في بَني الجارودِ مِن رائِحٍ لَنا
كَما راحَ دُفّاعُ الفُراتِ المُثَلَّمُ
وَمَن يَطَّلِب سَعيَ المُعَلّى يَجِد لَهُ
صَعوداً عَلى كَفَّيهِ مَن يَتَجَثَّمُ
مَساعِيَ كانَت لِلمُعَلّى نَمى بِها
إِلى المَجدِ حَتّى أَدرَكَ الشَمسَ سُلَّمُ
فَثِنتانِ مَجدُ الجاهِلِيَّةِ فيهِمُ
وَهُم قَبلَ هَذا الناسِ لِلَّهِ أَسلَموا
تُعَدُّ بُيوتٌ في قَبائِلِ أَهلِها
وَبَيتاكُمُ مِن كُلِّ بَيتَينِ أَعظَمُ
عَسى اللَهُ أَن يَرتاحَ لي فَيَكُفَّني
بِرَحمَةِ مَن هُو مِن أَبي هُوَ أَرحَمُ
أَعوذُ بِبِشرٍ وَالمُعَلّى وَمُنذِرٍ
سِماكانِ كانا ذو سِلاحٍ وَمُرزِمِ
وَثالِثُهُنَّ المُهتَدى بِبَياضِهِ
إِلى الخَيرِ في لَيلٍ وَساريهِ مُظلِ
الفرزدق
الحمدان
07-29-2024, 03:34 PM
أَباهِلُ هَل أَنتُم مُغَيِّرُ لَونِكُم
وَمانِعَكُم أَن تُجعَلوا في المَقاسِمِ
هِجاأُكُمُ قَوماً أَبوهُم مُجاشِعٌ
لَهُ المَأثُراتُ البيضُ ذاتُ المَكارِمِ
فَإِنّي لَأَستَحيِي وَإِنّي لَعابِئٌ
لَكُم بَعضَ مُرّاتِ الهِجاءِ العَوارِمِ
أَلَم تَذكُروا أَيّامَكُم إِذ تَبيعُكُم
بَغيضٌ وَتُعطي مالَكُم في المَغارِمِ
يُعَجِّلنَ يَرهَصنَ البُطونَ إِلَيكُمُ
بِأَعجازِ قِعدانِ الوِطابِ الرَواسِمِ
بَني عامِرٍ هَلّا نَهَيتُم عَبيدَكُم
وَأَنتُم صِحاحٌ مِن كُلومِ الجَرائِمِ
فَإِنّي أَظُنُّ الشِعرَ مُطَّلِعٌ بِكُم
مَناقِبَ غَورٍ عامِداً لِلمَواسِمِ
وَإِن يَطَّلِع نَجداً تَعَضّوا بَنانَاكُم
عَلى حينَ لا تُغني نَدامَةَ نادِمِ
وَما تَرَكَت مِن قَيسِ عَيلانَ بِالقَنا
وَبِالهُندُوانِيّات غَيرِ الشَراذِمِ
بَناتُ الصَريحِ الدُهمُ فَوقَ مُتونِها
إِذا ثَوَّبَ الداعي رِجالُ الأَراقِمِ
أَظَنَّت كِلابُ اللُؤمِ أَن لَستُ شاتِماً
قَبائِلَ إِلّا اِبنَي دُخانٍ بِدارِمِ
لَبِئسَ إِذاً حامي الحَقيقَةِ وَالَّذي
يُلاذُ بِهِ مِن مُضلِعاتِ العَظائِمِ
وَكَم مِن لَئيمٍ قَد رَفَعتُ لَهُ اِسمَهُ
وَأَطعَمتُهُ بِاِسمي وَلَيسَ بِطاعِمِ
وَكانَ دَقيقَ الرَحطِ فَاِزدادَ رِقَّةً
وَلُؤماً وَخِزياً فاضِحاً في المَقاوِمِ
أَباهِلَ إِنَّ الذُلَّ بِاللُؤمِ قَد بَنى
عَلَيكُم خِباءَ اللُؤمِ ضَربَةَ لازِمِ
أَباهِلَ هَل مِن دونِكُم إِن رُدِدتُمُ
عَبيداً إِلى أَربابِكُم مِن مُخاصِمِ
أَباهِلَ ما أَنتُم بِأَوَّلِ مَن رَمى
إِلَيَّ وَإِن كُنتُم لِئامَ الأَلائِمِ
فَإِن تَرجِعوني حَيثُ كُنتُم رَدَدتُمُ
فَقَد رُدَّ بِالمَهدِيِّ كُلُّ المَظالِمِ
وَهَل كُنتُمُ إِلّا عَبيداً نَفَيتُمُ
مُقَلَّدَةً أَعناقُها بِالخَواتِمِ
إِذا أَنتُما يا اِبنَي رَبيعَةَ قُمتُما
إِلى هُوَّةٍ لا تُرتَقى بِالسَلالِمِ
فَإِيّاكُما لا أَدفَعَنَّكُما مَعاً
إِلى قَعرِها بَعدَ اِعتِراقِ المَلاوِمِ
وَإِنَّ هِجاءَ الباهِلِيِّينَ دارِماً
لَإِحدى الأُمورِ المُنكَراتِ العَظائِمِ
وَهَل في مَعَدٍّ مِن كِفاءٍ نَعُدُّهُ
لَنا غَيرَ بَيتَي عَبدِ شَمسٍ وَهاشِمِ
أَلَسنا أَحَقَّ الناسِ حينَ تَقايَسوا
إِلى المَجدِ بِالمُستَأثَراتِ الجَسايِمِ
وَإِن تَبعَثوني بَعدَ سَبعينَ حِجَّةً
أَكُن كَعَذابِ النارِ ذاتِ الجَحائِمِ
وَإِنَّ هِجائي اِبنَي دُخانٍ وَأَنتُما
كَأَملَسَ مِن وَقعِ الأَسِنَّةِ سالِمِ
فَلَم تَدَعِ الأَيّامُ فَاِستَمِعا الَّتي
تُصَمُّ وَتُعمي بِالكِبارِ الخَواطِمِ
وَقَد عَلِمَت ذُهلا رَبيعَةَ أَنَّكُم
عَبيدٌ وَكُنتُم أَعبُداً لِلَّهازِمِ
فَقَد كُنتُمُ في تَغلِبٍ بِنتِ وائِلٍ
عَبيداً لَهُم يُعطَونَ خَرجَ الدَراهِمِ
الفرزدق
الحمدان
07-29-2024, 03:35 PM
سَتَبلُغُ عَنّي غُدوَةَ الريحِ أَنَّها
مَسيرَةُ شَهرٍ لِلرِياحِ الهَواجِمِ
تَميماً إِذا مَرَّت عَلَيها مِنَ الَّذي
جَرى جَريَ مَرقومٍ قَصيرِ القَوائِمِ
وَلَمّا جَرى بي غالِبٌ وَجَرى بِهِ
عَطِيَّةُ لَم يَسطَع وُثوبَ الجَراثِمِ
تَلَقّاهُ مُشتَدُّ الحُساسِ وَرَدَّهُ
وَقامَت بِهِ القَعساءُ دونَ المَكارِمِ
وَلَمّا جَرَينا لَم نَجِد جالِياً لَهُ
وَلا جالِسَن عِندَ المَدى مِثلَ دارِمِ
وَلَو سُؤِلَت مَن كُفُؤُ الشَمسِ أَومَأَت
إِلى اِبنَي مَنافٍ عَبدِ شَمسٍ وَهاشِمِ
نَماني بَنو سَعدِ اِبنِ ضَبَّةَ فَاِنتَسِب
إِلى مِثلِهِم أَخوالِ هاجٍ مُزاحِمِ
إِذا زَخَرَت حَولي الرُبابُ وَجاءَني
لِمُرٍّ أَواذِيُّ البُحورِ الخَضارِمِ
وَإِن شِئتُ مِن حَيَّي خُزَيمَةَ جاءَني
وَخِندِفَ قَمقامُ البُحورِ اللُهامِمِ
وَلَمّا دَعَوتُ اِبنَ المَراغَةِ لِلَّتي
رَهَنتُ لَها اِبنَي أَيُّنا لِلعَظائِمِ
أَحَقُّ أَباً وَاِبناً وَقَوماً إِذا جَرى
إِلى المَوتِ بِالمُستَأثَراتِ الجَسائِمِ
وَكَيفَ تُجاري دارِماً حينَ تَلتَقي
ذُراها إِلى شَعفِ النُجومِ التَوائِمِ
جَرى اِبنا عِقالٍ بي وَعَمرٌ وَحاجِبٌ
وَسَلمى وَجَدٌّ نِعمَ جَدُّ المُزاحِمِ
رَأى المُحتَبينَ الغُرَّ مِن آلِ دارِمٍ
عَلَوهُ بِئاذِيِّ البُحورِ الخَضارِمِ
هُمُ أَيَّهوا بي إِذ عَطِيَّةُ قائِمٌ
لِيَنهَقَ خَلفَ الجامِحاتِ الصَلادِمِ
خَناذيذَ يَنميها لَأَعوَجَ مُشرِفٌ
عَلى الخَيلِ حَطّامٌ فُؤوسَ الشَكائِمِ
سَيَأتي تَميماً حَيثُ قُمتُ وَرائَها
وَمِن دونِها في المَأزِقِ المُتَلاحِمِ
إِذا ما وُجوهُ القَومِ سالَت جِباهُها
مِنَ العَرَقِ المَغنوطِ تَحتَ الحَلاقِمِ
نَفَحتُ لِقَيسٍ نَفحَةً لَم تَدَع لَها
أُنوفاً وَمَرَّت طَيرُها بِالأَشائِمِ
وَلَو أَنَّ كَعباً أَو كِلاباً سَأَلتُمُ
عَلى عَهدِهِم قالا لَكُم قَولَ عالِمِ
لَقالا لَكُم كَنَت هَوازِنُ حِقبَةً
عَلى عَهدِ أَكّالِ المُرارِ القُماقِمِ
قَديماً يَرُبّونَ النِحاءَ لِيَفتَدوا
بِهِنَّ بَنيهِم مِن غَوِيٍّ وَسالِمِ
إِذا النَحيُ لَم تَعجَل بِهِ عامِرِيَّةٌ
فَداها اِبنُها أَو بِنتُها في المَقاسِمِ
وَقَد عَلِمَت قَيسُ اِبنُ عَيلانَ أَنَّها
إِذا سَكَتَ الأَصواتُ غَيرَ الغَماغِمِ
مَوالٍ أَذِلّاءُ النُفوسِ ظُهورُهُم
لَهُم جُنَنٌ عِندَ السُيوفِ السَوارِمِ
تُوَتِّرُ لي قَيسٌ قِياسَ حِظائِها
وَما أَنا عَمّا ساءَ قَيساً بِنائِمِ
الفرزدق
الحمدان
07-29-2024, 03:35 PM
بَكَت عَينُ مَحزونٍ فَطالَ اِنسِجامُها
وَطالَت لَيالي حادِثٍ لا يَنامُها
حَوادِثُ مِن لَيلِ المَنينِ أَصَبنَني
فَصارَ عَلى الأَخيارِ مِنّا سِهامُها
كَأَنَّ المَنايا يَطَّلِبنَ نُفوسَنا
بِذَحلٍ إِذا ما حُمَّ يَوماً حِمامُها
فَإِن نَبكِ لا نَبكِ المُصيباتِ إِذ أَتى
بِها الدَهرُ وَالأَيّامُ جَمٌّ خِصامُها
وَلَكِنَّنا نَبكي تَنَهُّكَ خالِدٍ
مَحارِمَ مِنّا لا يَحِلُّ حَرامُها
فَقُل لِبَني مَروانَ ما بالُ ذِمَّةً
وَحُرمَةَ حِلٍّ لَيسَ يُرعى ذِمامُها
أَلا في سَبيلِ اللَهِ سَفكُ دِمائِنا
بِلا جُرمَةٍ مِنّا يَبينُ اِجتِرامُها
مَدَدنا بِثَديٍ ما جُزينا بِدَرِّهِ
وَأَيدٍ بِنا اِستَعلَت وَتَمَّ تَمامُها
وَثارَ بِقَتلِ اِبنِ المُهَلَّبِ خالِدٌ
وَفينا بَقِيّاتُ الهُدى وَإِمامُها
أَرى مُضَرَ المِصرَينِ قَد ذَلَّ نَصرُها
وَلَكِنَّ قَيساً لا يُذَلُّ شَآمُها
فَمَن مُبلِغٌ بِالشامِ قَيساً وَخِندِفاً
أَحاديثَ ما يُشفى بِبُرءٍ سَقامُها
أَحاديثَ مِنّا نَشتَكيها إِلَيهِمُ
وَمُظلِمَةً يَغشى الوُجوهَ ظَلامُها
فَإِن مَن بِها مَن يُنكِرَ الضَيمَ مِنهُمُ
فَيَغضَبَ مِنها كَهلُها وَغُلامُها
يَعُد مِثلُها مِن مِثلِهِم فَيُنَكِّلوا
فَيَعلَمَ أَهلُ الجَورِ كَيفَ اِنتِقامُها
بِغَلباءَ مِن جُمهورِها مُضَرِيَّةٍ
تُزايِلُ فيها أَذرُعَ القَومِ لامُها
وَبيضٍ عَلاهُنَّ الدِجالُ كَأَنَّها
كَواكِبَ يَجلوها لِسارٍ ظَلامُها
دَمُ اِبنِ يَزيدٍ كانَ حِلّاً لِخالِدٍ
أَلَهفي لِنَفسٍ لَيسَ يُشفى حُيامُها
فَغَيَّر أَميرَ المُؤمِنينَ فَإِنَّها
يَمانِيَةٌ حَمقاءُ أَنتَ هِشامُها
أَبِاِبنِ يَزيدٍ وَاِبنِ زَحرٍ تَحَلَّلَت
دِماءُ تَميمٍ وَاِستُبيحَ سَوامُها
أَنُقتَلُ فيكُم إِذ قَتَلنا عَدُوَّكُم
عَلى دينِكُم وَالحَربُ بادٍ قَتامُها
وَغَبراءَ عَنكُم قَد جَلَونا كَما جَلا
صَدى حِليَةِ المَأثورِ عَنهُ تِلامُها
لَقَد كانَ فينا لَو شَكَرتُم بَلاءَنا
وَأَيّامَنا الَّتي تُعَدُّ جِسامُها
لَنا فيكُمُ أَيدٍ وَأَسبابُ نِعمَةٍ
إِذا الفِتنَةُ العَشواءُ شُبَّ اِحتِدامُها
زِمامُ الَّتي تَخشى مَعَدٌّ وَغَيرُها
إِذا ما أَبى أَن يَستَقيمَ هُمامُها
غَضِبنا لَكُم يا آلَ مَروانَ فَاِغضَبوا
عَسى أَنَّ أَرواحاً يَسوغُ طَعامُها
وَلا تَقطَعوا الأَرحامَ مِنّا فَإِنَّها
ذُنوبٌ مِنَ الأَعمالِ يُخشى إِثامُها
لَقَد عَلِمَ الأَحياءُ في كُلِّ مَوطِنٍ
إِذا عُدَّتِ الأَحياءُ أَنّا كِرامُها
وَأَنّا إِذا الحَربُ العَوانُ تَضَرَّمَت
نَليها إِذا ما الحَربُ شُبَّ ضِرامُها
قِوامُ عُرى الإِسلامُ وَالأَمرِ كُلِّهِ
وَهَل طاعَةٌ إِلّا تَميمٌ قِوامُها
وَلَكِن فَدَت نَفسي تَميماً مِنَ الَّتي
يُخافُ الرَدى فيها وَيُرهَبُ ذامُها
إِلى اللَهِ تَشكو عِزَّنا الأَرضُ فَوقَها
وَتَعلَمُ أَنّا ثِقلُها وَغَرامُها
شَكَتنا إِلى اللَهِ العَزيزِ فَأَسمَعَت
قَريباً وَأَعيا مَن سِواهُ كَلامُها
نَصولُ بِحَولِ اللَهِ في الأَمرِ كُلِّهِ
إِذا خيفَ مِن مَصدوعَةٍ ما اِلتِئامُها
أَلَم يَكُ في الإِسلامِ مِنّا وَمِنكُمُ
حَواجِزُ أَركانٍ عَزيزٍ مَرامُها
فَتَرعى قُرَيشٌ مِن تَميمٍ قَرابَةً
وَتَجزِيَ أَيّاماً كَريماً مَقامُها
وَقَد عَلِمَت أَبناءُ خِندِفَ أَنَّنا
ذُراها وَأَنّا عِزُّها وَسَنامُها
وَأَنتُم وُلاةُ اللَهِ وَلّاكُمُ الَّتي
بِهِ قُوِّمَت حَتّى اِستَقامَ نِظامُها
صِلوا مِن تَميمٍ ما تَميمٍ تَجِدُّهُ
إِذا ما حِبالُ الدينِ رَثَّت رِمامُها
الفرزدق
الحمدان
07-29-2024, 03:35 PM
أَلا أَيُّها القَومُ الَّذينَ أَتاهُمُ
غَداةَ ثَوى الجَرّاحُ إِحدى العَظايِمِ
إِلى مَن يُلَوّي بَعدَهُ الهامُ إِذ ثَوى
حَيا الناسِ وَالقَرمِ الَّذي لِلمَراجِمِ
رَفيقُ نَبِيِّ اللَهِ في الغُرفَةِ الَّتي
إِلَيها اِنتَهى مِن عَيشِهِ كُلُّ ناعِمِ
وَماتَ مَعَ الجَرّاحِ مَن يَحشُدُ القِرى
وَمَن يَضرِبُ الأَبطالَ فَوقَ الجَماجِمِ
فَما تَرَكَ الجَرّاحُ إِذ ماتَ بَعدَهُ
مُجيراً عَلى الأَيّامِ ذاتِ الجَرائِمِ
إِذا اِلتَقَتِ الأَقرانُ وَالخَيلُ وَاِلتَقَت
أَسِنَّتُها بَينَ الذُكورِ الصَلادِمِ
وَمَن بَعدَهُ تَدعو النِساءُ إِذا سَعَت
وَقَد رَفَعَت عَنهُ ذُيولَ المَخادِمِ
وَكانَ إِلى الجَرّاحِ يَسعى إِذا رَأَت
حِياضَ المَنايا عَينُهُ كُلُّ جارِمِ
وَقَد عَلِمَ الساعي إِلَيهِ لِيَعطِفَن
لَهُ حَبلَ مَنّاعٍ مِنَ الخَوفِ سالِمِ
لِتَبكِ النِساءُ الساعِياتُ إِذا دَعَت
لَها حامِياً يَوماً ذِمارَ المَحارِمِ
وَتَبكِ عَلَيهِ الشَمسُ وَالقَمَرُ الَّذي
بِهِ يَدَعُ السارينَ ميلَ العَمائِمِ
وَقَد كانَ ضَرّاباً عَراقيبِها الَّتي
ذُراها قِرىً تَحتَ الرِياحِ العَوارِمِ
الفرزدق
الحمدان
07-29-2024, 03:36 PM
فَقَد بَلَّغتِني مَن كُنتُ أَرجو
جَداهُ رَجاةَ هَطّالٍ سَجومِ
وَكَم مِن قاتِلٍ لِلجوعِ فيكُم
ضَروبٍ بِالحُسامِ عَلى الصَميمِ
وَكَم قَد غَيَّرَ الأَبدانَ مِنّا
عَلى شُعبِ الرِحالِ مِنَ السَمومِ
وَكائِن قَد شَنَفنَ مُقَلِّصاتٍ
إِلى صَوتٍ وَما هُوَ غَيرُ يَومِ
تَجاوَبُ وَهيَ في دَيجورِ لَيلٍ
تَفَجُّعَ هامَتَينِ عَلى الأَرومِ
الفرزدق
الحمدان
07-29-2024, 03:36 PM
وَجَدنا الأَبرَشَ الكَلبِيَّ تَنمي
بِهِ أَعراقُ ذي حَسَبٍ كَريمِ
نَماهُ أَبوهُ في حَيثُ اِستَقَرَّت
قُضاعَةُ فَوقَ عادِيٍّ جَسيمِ
عَلى الأَحسابِ يَفضُلُ طولَ باعٍ
أَغَرَّ وَلَيسَ بِالحَسَبِ البَهيمِ
إِلَيكَ يَصيرُ مِن كَلبٍ حَصاها
وَحِلفُ الأَكثَرينَ بَني تَميمِ
هُمُ حُلَفاأُكَ الأَدنَونَ غَمّوا
أُنوفَ عَدُوِّ قَومِكَ بِالرُغومِ
وَكائِن فيكَ مِن ساعاتِ يَومٍ
مِنَ الفَرّاءِ بادِيَةِ النُجومِ
مَرَيتَ بِسَيفِكَ المَسلولِ فيهِم
مَواطِنَ كُلِّ مُبدِيَةِ الغُمومِ
وَكائِن مِن وَقائِعَ يَومَ بَأسٍ
لِكَلبٍ كُنَّ في عَرَبٍ وَرومِ
أَشَدُّ الناسِ يَومَ البَأسِ كَلبٌ
وَأَثقَلُهُ مَوازينُ الحُلومِ
فَإِنّي وَالَّذي حَجَّت قُرَيشٌ
بِحَلفَةِ لا أَلَدَّ وَلا أَثيمِ
يَحِنُّ إِلَيهِ فيهِ مُخَدَّماتٌ
وَدامٍ مِن مَناكِبِها كَليمِ
فَإِنّي وَالرِكابُ حَليفُ كَلبٍ
كَريمٌ ساقَهُنَّ إِلى كَريمِ
إِلَيكَ نُعَرِّقُ الأَشرافَ مِنها
عَلى ظَهرِ المُطَبَّقِ وَالصَميمِ
إِذا بَلَّغتِني رَحلي وَنَفسي
إِلى الكَلبِيِّ ناقَ فَلا تَقومي
الفرزدق
الحمدان
07-29-2024, 03:36 PM
إِنَّ الَّذينَ اِستَحَلّوا كُلَّ فاحِشَةٍ
مِنَ المَحارِمِ بَعدَ النَقضِ لِلذِمَمِ
قَومٍ أَتَوا مِن سَجِستانٍ عَلى عَجَلٍ
مُنافِقونَ بِلا حِلٍّ وَلا حَرَمِ
ما كانَ فيهِم وَقَد هُمَّت أُمورُهُمُ
مَن يُستَجارُ عَلى الإِسلامِ وَالحُرَمِ
يَستَفتِحونَ بِمَن لَم تَسمُ سورَتُهُ
بَينَ الطَوالِعِ بِالأَيدي إِلى الكَرَمِ
الفرزدق
الحمدان
07-29-2024, 03:36 PM
وَإِنَّ تَميماً مِنكَ حَيثُ تَوَجَّهَت
عَلى السِلمِ أَو سَلِّ السُيوفِ خِصامُها
هُمُ الإِخوَةُ الأَدنَونَ وَالكاهِلُ الَّذي
بِهِ مُضَرٌ عِندَ الكِظاظِ اِزدِحامُها
هِشامٌ خِيارُ اللَهِ لِلناسِ وَالَّذي
بِهِ يَنجَلي عَن كُلِّ أَرضٍ ظَلامُها
وَأَنتَ لِهَذا الناسِ بَعدَ نَبِيِّهِم
سَماءٌ يُرَجّى لِلمُحولِ غَمامُها
وَأَنتَ الَّذي تَلوي الجُنودُ رُؤوسَها
إِلَيكَ وَلِلأَيتامِ أَنتَ طَعامُها
إِلَيكَ اِنتَهى الحاجاتُ وَاِنقَطَعَ المُنى
وَمَعروفُها في راحَتَيكَ تَمامُها
الفرزدق
العصر الاموي
الحمدان
07-29-2024, 05:24 PM
أَفي رَسمِ دارٍ دارِسٍ أَنتَ واقِفُ
بِقاعٍ تُعَفّيهِ الرِياحُ العَواصِفُ
بِها جازَتِ الشَعثاءَ فَالخَيمَةَ الَّتي
قَفا مَحرَضٍ كَأَنَّهُنَّ صَحائِفُ
سَحا تُربَها أَرواحُها فَكَأَنَّما
أَحالَ عَليها بِالرَغامِ النَواسِفُ
وَقَفتُ بِها لا مَن أُسائِلُ ناطِقٌ
وَلا أَنا إِن لَم يَنطِقِ الرَسمُ صارِفُ
وَلا أَنا عَمَّن يَألَفُ الرَبعَ ذاهِلٌ
وَلا التَبلُ مَردودٌ وَلا القَلبُ عازِفُ
وَلا أَنا ناسٍ مَجلِساً زارَنا بِهِ
عِشاءً ثَلاثٌ كاعِبانِ وَناصِفُ
أَسيلاتُ أَبدانٍ دِقاقٌ خُصورُها
وَثيراتُ ما التَفَّت عَلَيهِ المَلاحِفُ
إِذا قُمنَ أَو حاوَلنَ مَشياً تَأَطُّراً
إِلى حاجَةٍ مالَت بِهِنَّ الرَوادِفُ
نَواعِمُ لَم يَدرينَ ما عَيشُ شِقوَةٍ
وَلا هُنَّ نَمّاتُ الحَديثِ زَعانِفُ
إِذا مَسَّهُنَّ الرَشحُ أَو سَقَطَ النَدى
تَضَوَّعَ بِالمِسكِ السَحيقِ المَشارِفُ
يَقُلنَ إِذا ما كَوكَبٌ غارَ لَيتَهُ
بِحَيثُ رَأَيناهُ عِشاءً يُخالِفُ
لَبِثنا بِهِ لَيلَ التَمامِ بِلَذَّةٍ
نَعِمنا بِهِ حَتّى جَلا الصُبحُ كاشِفُ
فَلَمّا هَمَمنا بِالتَفَرُّقِ أَعجَلَت
بَقايا اللُباناتِ الدُموعُ الذَوارِفُ
وَأَصعَدنَ في وَعثِ الكَثيبِ تَأَوُّداً
كَما اِجتازَ في الوَحلِ النِعاجُ الخَوارِفُ
فَأَتبَعتُهُنَّ الطَرفَ مُتَّبِلَ الهَوى
كَأَنّي يُعانيني مِنَ الجِنِّ خاطِفُ
تُعَفّي عَلى الآثارِ أَن تُعرَفَ الخُطى
ذُيولُ ثِيابٍ يُمنَةٍ وَمَطارِفُ
دَعاهُ إِلى هِندٍ تَصابٍ وَنَظرَةٌ
تَدُلُّ عَلى أَشياءَ فيها مَتالِفُ
سَبَتهُ بِوَحفٍ في العِقاصِ كَأَنَّهُ
عَناقيدُ دَلّاها مِنَ الكَرمِ قاطِفُ
وَجيدِ خَذولٍ بِالصَريمَةِ مُغزِلٍ
وَوَجهِ حَميٍّ أَضرَعَتهُ المَخالِفُ
فَكُلُّ الَّذي قَد قُلتِ يَومَ لَقيتُكُم
عَلى حَذَرِ الأَعداءَ لِلقَلبِ شاغِفُ
وَحُبُّكِ داءٌ لِلفُؤادِ مُهَيِّجٌ
سَفاهاً إِذا ناحَ الحَمامُ الهَواتِفُ
وَنَشرُكِ شافٍ لِلَّذي بي مِنَ الجَوى
وَذِكرُكِ مُلتَذٌ عَلى القَلبِ طارِفُ
وَقُربُكِ إِن قارَبتِ لِلشَملِ جامِعٌ
وَإِن بِنتِ يَوماً بانَ مَن أَنا آلَفُ
فَإِن راجَعَتهُ في التَراسُلِ لَم يَزَل
لَهُ مِن أَعاجيبِ الحَديثِ طَرائِفُ
وَإِن عاتَبَتهُ مَرَّةً كانَ قَلبُهُ
لَها ضَلعُهُ حَتّى تَعودَ العَواصِفُ
فَكُلُّ الَّذي قَد قُلتِ كانَ اِدِّكارُهُ
عَلى القَلبِ قَرحاً يَنكَأُ القَلبَ قارِفُ
أَثيبي اِبنَةَ المَكنِيِّ عَنهُ بِغَيرِهِ
وَعَنكِ سَقاكِ الغادِياتُ الرَوادِفُ
عَلى أَنَّها قالَت لِأَسماءَ سَلِّمي
عَلَيهِ وَقولي حُقَّ ما أَنتَ ذائِفُ
أَرى الدارَ قَد شَطَّت بِنا عَن نَوالِكُم
نَوىً غُربَةً فَاِنظُر لِأَيٍّ تُساعِفُ
فَقُلتُ أَجَل لا شَكَّ قَد نَبَأَت بِهِ
ظِباءٌ جَرَت فَاِعتافَ مَن هُوَ عائِفُ
فَقالَت لَها قولي أَلَستَ بِزائِرٍ
بِلادي وَإِن قَلَّت هُناكَ المَعارِفُ
كَما لَو مَلَكنا أَن نَزورَ بِلادَكُم
فَعَلنا وَلَم تَكثُر عَلَينا التَكالِفُ
فَقُلتُ لَها قولي لَها قَلَّ عِندَنا
لَنا جُشَمُ الظَلماءِ فيما نُصادِفُ
وَنَصّى إِلَيكِ العَيسَ شاكِيَةَ الوَجى
مَناسِمُها مِمّا تُلاقي رَواعِفُ
بَراهُنَّ نَصّي وَالتَهَجُّرُ كُلَّما
تَوَقَّدَ مَسمومٌ مِنَ اليَومِ صائِفُ
تَحَسَّرَ عَنهُنَّ العَرائِكُ بَعدَما
بَدَأنَ وَهُنَّ المُقفِراتُ العَلائِفُ
وَإِنّي زَعيمٌ أَن تُقَرِّبَ فِتيَةً
إِليكِ مُعيداتُ السَفارِ عَواطِفُ
عمر بن أبي ربيعة
الحمدان
07-29-2024, 05:25 PM
هَل تَعرِفُ اليَومَ رَسمَ الدارِ وَالطَلَلا
كَما عَرَفتَ بِجَفنِ الصَيقَلِ الخِلَلا
دارٌ لِمَروَةَ إِذ أَهلي وَأَهلُهُمُ
بِالكانِسِيَّةِ نَرعى اللَهوَ وَالغَزَلا
أَمسى شَبابُكِ عَنّا الغَضَّ قَد رَحَلا
وَلاحَ في الرَأسِ شَيبٌ حَلَّ فَاِشتَعَلا
إِنَّ الشَبابَ الَّذي كُنّا نَزُنُّ بِهِ
وَلّى وَلَم نَقضِ مِن لَذّاتِهِ أَمَلا
وَلّى الشَبابُ حَميداً غَيرَ مُرتَجَعٍ
وَاِستَبدَلَ الرَأسُ مِنّي شَرَّ ما بَدَلا
شَيبٌ تَفَرَّعَ أَبكاني مَواضِحُهُ
أَضحى وَحالَ سَوادُ الرَأسِ فَاِنتَقَلا
لَيتَ الشَبابَ بِنا حَلَّت رَواحِلُهُ
وَأَصبَحَ الشَيبُ عَنّا اليَومَ مُنتَقِلا
أَودى الشَبابُ وَأَمسى المَوتُ يَخلُفُهُ
لا مَرحَباً بِمَحَلِّ الشَيبِ إِذ نَزَلا
ما بالُ عِرسِيَ قَد طالَت مُطالَبَتي
أَمسَت تَجَنّى عَلَيَّ الذَنبَ وَالعِلَلا
ذَكَّرَتني الدِيارُ شَوقاً قَديماً
بَينَ خَيصٍ وَبَينَ أَعلى يَسوما
بِالشَليلِ الَّذي أَتى عَن يَميني
قَد تَعَفَّت إِلّا ثَلاثاً جُثوما
وَنَخيباً مُسَحَّجاً أَوطَنَ العَر
صَةَ فَرداً أَبى بِها أَن يَريما
وَعِراصاً تُذري الرِياحُ عَلَيها
ذا بُروقٍ جَوناً أَجَشَّ هَزيما
وَدُعاءَ الحَمامِ تَدعو هَديلاً
بَينَ غُصنَينِ هاجَ قَلباً سَقيما
غَرِداً فَاِستَمَعتُ لِلصَوتِ فَاِنهَل
لَت دُموعي حَتّى ظَلِلتُ كَظيما
عُجتُ فيهِ وَقُلتُ لِلرَكبِ عوجوا
وَدُموعُ العَينَينِ تُذرى سُجوما
فَثَنَوا هِزَّةَ المَطيِّ وَقالوا
كَيفَ نَرجو مِن عَرصَةٍ تَكليما
وَمَقاماً قُمنا بِهِ نَتَّقي العَي
نَ لَهَونا بِهِ وَذُقنا النَعيما
مِن لَدُن فَحمَةِ العِشاءِ إِلى أَن
لاحَ وَردٌ يَسوقُ جَوناً بَهيما
وَقُميرٌ بَدا اِبنُ خَمسٍ وَعِشرينَ
لَهُ قالَتِ الفَتاتانِ قوما
ثُمَّ قالَت وَدَمعُها يَغسِلُ الكُحلَ
مِراراً يَخالُ دُرّاً نَظيما
لا يَكونَنَّ آخِرَ العَهدِ هَذايا
اِبنَ عَمّي وَلا تُطيعَن نَموما
ثُمَّ قالَت لِتِربِها إِنَّ قَلبي
مِن هَواهُ أَمسى مُصاباً كَليما
رُبَّ لَيلٍ سَمَرتُ فيهِ قَصيرٍ
وَرَفيقٍ قَد كانَ كُفؤاً كَريم
ثُمَّ أَحيَيتُهُ أُنازِعُ فيهِ
شادِناً أَحوَراً أَغَنَّ رَخيما
باتَ وَهناً يَمُجُّ في فِيَّ مِسكاً
شابَ ثَلجاً وَعاتِقاً مَختوما
ثُمَّ إِنَّ الصَباحَ دَلَّ عَلَينا
إِذ رَأَينا مِنَ السَباحِ نُجوما
عمر بن أبي ربيعة
الحمدان
07-29-2024, 05:26 PM
بِوَجرَةَ أَطلالٌ تَعَفَّت رُسومُها
وَأَقفَرَ مِن بَعدِ الأَنيسِ قَديمُها
تَلوحُ عَلى طولِ الزَمانِ عِراصُها
كَما لاحَ في كَفِّ الفَتاةِ وُشومُها
وَقَفتُ بِهَ وَالعَينُ شامِلَةُ القَذى
كَعَينٍ طَريفٍ ما يَجِفُّ سُجومُها
فَذَلِكَ هاجَ الشَوقَ مِن أُمِّ نَوفَلٍ
وَذِكرى لِنَفسٍ جَمَّةً ما تَريمُها
فَقَد أَدرَكَت عِندي مِنَ الوُدِّ فَوقَ ما
تَمَنَّت بِغَيبٍ أَو تَمَنّى حَميمُها
وَإِن قاسَمَت في وُدِّهِ ذَهَبَت بِهِ
جَميعاً وَلَم يَرجِع بِشَيءٍ قَسيمُها
ذَكَّرَتني الدِيارُ شَوقاً قَديماً
بَينَ خَيصٍ وَبَينَ أَعلى يَسوما
بِالشَليلِ الَّذي أَتى عَن يَميني
قَد تَعَفَّت إِلّا ثَلاثاً جُثوما
وَنَخيباً مُسَحَّجاً أَوطَنَ العَر
صَةَ فَرداً أَبى بِها أَن يَريما
وَعِراصاً تُذري الرِياحُ عَلَيها
ذا بُروقٍ جَوناً أَجَشَّ هَزيما
وَدُعاءَ الحَمامِ تَدعو هَديلاً
بَينَ غُصنَينِ هاجَ قَلباً سَقيما
غَرِداً فَاِستَمَعتُ لِلصَوتِ فَاِنهَل
لَت دُموعي حَتّى ظَلِلتُ كَظيما
عُجتُ فيهِ وَقُلتُ لِلرَكبِ عوجوا
وَدُموعُ العَينَينِ تُذرى سُجوما
فَثَنَوا هِزَّةَ المَطيِّ وَقالوا
كَيفَ نَرجو مِن عَرصَةٍ تَكليما
وَمَقاماً قُمنا بِهِ نَتَّقي العَي
نَ لَهَونا بِهِ وَذُقنا النَعيما
مِن لَدُن فَحمَةِ العِشاءِ إِلى أَن
لاحَ وَردٌ يَسوقُ جَوناً بَهيما
وَقُميرٌ بَدا اِبنُ خَمسٍ وَعِشرينَ
لَهُ قالَتِ الفَتاتانِ قوما
ثُمَّ قالَت وَدَمعُها يَغسِلُ الكُحلَ
مِراراً يَخالُ دُرّاً نَظيما
لا يَكونَنَّ آخِرَ العَهدِ هَذايا
اِبنَ عَمّي وَلا تُطيعَن نَموما
ثُمَّ قالَت لِتِربِها إِنَّ قَلبي
مِن هَواهُ أَمسى مُصاباً كَليما
رُبَّ لَيلٍ سَمَرتُ فيهِ قَصيرٍ
وَرَفيقٍ قَد كانَ كُفؤاً كَريم
ثُمَّ أَحيَيتُهُ أُنازِعُ فيهِ
شادِناً أَحوَراً أَغَنَّ رَخيما
باتَ وَهناً يَمُجُّ في فِيَّ مِسكاً
شابَ ثَلجاً وَعاتِقاً مَختوما
ثُمَّ إِنَّ الصَباحَ دَلَّ عَلَينا
إِذ رَأَينا مِنَ السَباحِ نُجوما
عمر بن أبي ربيعة
الحمدان
07-29-2024, 05:26 PM
أَباكِرَةٌ في الظاعِنينَ رَميمُ
وَلَم يُشفَ مَتبولُ الفُؤادِ سَقيمُ
أَمِ اِتَّعَدَ الحَيُّ الرَواحَ فَإِنَّني
لِكُلِّ الَّذي يَنوى الأَميرُ وَجومُ
فَراحوا وَراحَت وَاِستَمَرَّت كَأَنَّها
غَمامَةُ دَجنٍ تَنجَلي وَتَغيمُ
مُبَتَّلَةٌ صَفراءُ مَهضومَةُ الحَشا
غَذاها سُرورٌ دائِمٌ وَنَعيمُ
قَدِ اِعتَدَلَت فَالنِصفُ مِن غُصنِ بانَةٍ
وَنِصفٌ كَثيبٌ لَبَّدَتهُ سَجومُ
مُنَعَّمَةٌ أَهدى لَها الجيدَ شادِنٌ
وَأَهدَت لَها العَينَ القَتولَ بَغومُ
تَراخَت بِها دارٌ وَأَصبَحَتِ العُدى
لَدَيها كَما شاؤوا وَقالَ نَمومُ
رَميمُ الَّتي قالَت لِجاراتِ بَيتِها
ضَمِنتُ لَكُم أَن لا يَزالُ يَهيمُ
ضُمِنتُ لَكُم أَن لا يَزالَ كَأَنَّهُ
لِطَيفِ خَيالٍ مِن رَميمَ غَريمُ
وَقالَت لِأَترابٍ لَها شَبَهِ الدُمى
تَنَكَّبنَ شَيئاً وَالدُموعُ سُجومُ
وَلِلفِتيَةِ اِنحازوا قَليلاً فَإِنَّهُ
لَنا في أُمورٍ قَد خَلَونَ ظَلومُ
وَقالَت لَهُنَّ اِربَعنَ شَيئاً لَعَلَّني
وَإِن لامَني في ما اِرتَأَيتُ مُليمُ
فَقالَت نَرى مُستَنكَراً أَن تَزورُنا
وَتَشريفُ مَمشانا إِلَيكَ عَظيمُ
وَأَنتَ عَلَينا إِن نَأَيتَ وَإِن دَنَت
بِكَ الدارُ فَاِعلَم يا اِبنَ عَمِّ كَريمُ
فَقُلتُ لَها وُدّي وَتَكرِمَتي لَكُم
عَلى كُلِّ ما أُصفيكِ مِنكِ طُعومُ
وَلَم أَنسَ ما قالَت وَإِن شَطَّتِ النَوى
بِها وَأَميرٌ ما يَزالُ شَتومُ
عَشيَّةَ رُحنا مِلغَميمِ وَصُحبَتي
تَخُبُّ بِهِم عَيسٌ لَهُنَّ رَسيمُ
فَقُلتُ لِأَصحابي اِنفُذوا إِنَّ مَوعِداً
لَكُم مَرَّ وَليَربَع عَلَيَّ حَكيمُ
ذَكَّرَتني الدِيارُ شَوقاً قَديماً
بَينَ خَيصٍ وَبَينَ أَعلى يَسوما
بِالشَليلِ الَّذي أَتى عَن يَميني
قَد تَعَفَّت إِلّا ثَلاثاً جُثوما
وَنَخيباً مُسَحَّجاً أَوطَنَ العَر
صَةَ فَرداً أَبى بِها أَن يَريما
وَعِراصاً تُذري الرِياحُ عَلَيها
ذا بُروقٍ جَوناً أَجَشَّ هَزيما
وَدُعاءَ الحَمامِ تَدعو هَديلاً
بَينَ غُصنَينِ هاجَ قَلباً سَقيما
غَرِداً فَاِستَمَعتُ لِلصَوتِ فَاِنهَل
لَت دُموعي حَتّى ظَلِلتُ كَظيما
عُجتُ فيهِ وَقُلتُ لِلرَكبِ عوجوا
وَدُموعُ العَينَينِ تُذرى سُجوما
فَثَنَوا هِزَّةَ المَطيِّ وَقالوا
كَيفَ نَرجو مِن عَرصَةٍ تَكليما
وَمَقاماً قُمنا بِهِ نَتَّقي العَي
نَ لَهَونا بِهِ وَذُقنا النَعيما
مِن لَدُن فَحمَةِ العِشاءِ إِلى أَن
لاحَ وَردٌ يَسوقُ جَوناً بَهيما
وَقُميرٌ بَدا اِبنُ خَمسٍ وَعِشرينَ
لَهُ قالَتِ الفَتاتانِ قوما
ثُمَّ قالَت وَدَمعُها يَغسِلُ الكُحلَ
مِراراً يَخالُ دُرّاً نَظيما
لا يَكونَنَّ آخِرَ العَهدِ هَذايا
اِبنَ عَمّي وَلا تُطيعَن نَموما
ثُمَّ قالَت لِتِربِها إِنَّ قَلبي
مِن هَواهُ أَمسى مُصاباً كَليما
رُبَّ لَيلٍ سَمَرتُ فيهِ قَصيرٍ
وَرَفيقٍ قَد كانَ كُفؤاً كَريم
ثُمَّ أَحيَيتُهُ أُنازِعُ فيهِ
شادِناً أَحوَراً أَغَنَّ رَخيما
باتَ وَهناً يَمُجُّ في فِيَّ مِسكاً
شابَ ثَلجاً وَعاتِقاً مَختوما
ثُمَّ إِنَّ الصَباحَ دَلَّ عَلَينا
إِذ رَأَينا مِنَ السَباحِ نُجوما
عمر بن أبي ربيعة
الحمدان
07-29-2024, 05:26 PM
قُل لِلمَنازِلِ بِالكَديدِ تَكَلَّمي
دَرَسَت وَعَهدُ جَديدِها لَم يَقدُمِ
لَعِبَت بِجَدَّتِها الرِياحُ وَتارَةً
تَعتادُها دِيَمٌ بِأَسحَمَ مُرهِمِ
دارَ الَّتي صادَت فُؤادَكَ إِذ بَدَت
بِالخَيفِ لَمّا اِلتَفَّ أَهلُ المَوسِمِ
قالَت لآنِسَةٍ رَداحٍ عِندَها
كَالرِئمِ في عَقدِ الكَثيبِ الأَيهَمِ
هَذا الَّذي مَنَحَ الحِسانَ فُؤادَهُ
وَشَرِكنَهُ في مُخِّهِ وَالأَعظُمِ
قالَت نَعَم فَتَنَكَّبي بي إِنَّهُ
ذَرِبُ اللِسانِ إِخالُهُ لَم يُسلِمِ
فَبَعَثتُ جارِيَتي فَقُلتُ لَها اِذهَبي
فَاِشكي إِلَيها ما عَلِمتِ وَسَلِّمي
قولي يَقولُ تَحَوَّبي في عاشِقٍ
كَلِفٍ بِكُم حَتّى المَماتِ مُتَيَّمِ
فُكّي رَهينَتَهُ فَإِن لَم تَفعَلي
فَاِبكي عَلى قَتلِ اِبنِ عَمِّكِ وَاِسلَمي
وَيَقولُ إِنَّكِ قَد عَلِمتِ بِأَنَّكُم
أَصبَحتُمُ يا بِشرُ أَوجَهَ ذي دَمِ
فَتَبَسَّمَت عَجَباً وَقالَت حَقُّهُ
أَن لا يُعَلِّمُنا بِما لَم نَعلَمِ
عِلمي بِهِ وَاللَهُ يَغفِرُ ذَنبَهُ
فيما بَدا لي ذو هَوىً مُتَقَسِّمِ
طَرفٌ يُنازِعُهُ إِلى أَدنى الهَوى
وَيَبُتُّ خُلَّةَ ذي الوِصالِ الأَقدَمِ
وَتَغاطَسَت عَمّا بِنا وَلَقَد تَرى
أَن قَد تَخَلَّلَتِ الفُؤادَ بِأَسهُمِ
قالَت لَها ماذا أَرُدُّ عَلى فَتىً
أَقصَدتِهِ بِعَفافَةٍ وَتَكَرُّمِ
قالَت أَقولُ لَهُ بِأَنَّكَ مازِحٌ
كَلِفٌ بِكُلِّ مُغَوِّرٍ وَمُتَهِّمِ
قالَت لَها بَل قَد أَرَدتِ بِعادَهُ
لَمّا عَرَفتِ بِأَن مَلَكتِ فَتَمِّمي
ذَكَّرَتني الدِيارُ شَوقاً قَديماً
بَينَ خَيصٍ وَبَينَ أَعلى يَسوما
بِالشَليلِ الَّذي أَتى عَن يَميني
قَد تَعَفَّت إِلّا ثَلاثاً جُثوما
وَنَخيباً مُسَحَّجاً أَوطَنَ العَر
صَةَ فَرداً أَبى بِها أَن يَريما
وَعِراصاً تُذري الرِياحُ عَلَيها
ذا بُروقٍ جَوناً أَجَشَّ هَزيما
وَدُعاءَ الحَمامِ تَدعو هَديلاً
بَينَ غُصنَينِ هاجَ قَلباً سَقيما
غَرِداً فَاِستَمَعتُ لِلصَوتِ فَاِنهَل
لَت دُموعي حَتّى ظَلِلتُ كَظيما
عُجتُ فيهِ وَقُلتُ لِلرَكبِ عوجوا
وَدُموعُ العَينَينِ تُذرى سُجوما
فَثَنَوا هِزَّةَ المَطيِّ وَقالوا
كَيفَ نَرجو مِن عَرصَةٍ تَكليما
وَمَقاماً قُمنا بِهِ نَتَّقي العَي
نَ لَهَونا بِهِ وَذُقنا النَعيما
مِن لَدُن فَحمَةِ العِشاءِ إِلى أَن
لاحَ وَردٌ يَسوقُ جَوناً بَهيما
وَقُميرٌ بَدا اِبنُ خَمسٍ وَعِشرينَ
لَهُ قالَتِ الفَتاتانِ قوما
ثُمَّ قالَت وَدَمعُها يَغسِلُ الكُحلَ
مِراراً يَخالُ دُرّاً نَظيما
لا يَكونَنَّ آخِرَ العَهدِ هَذايا
اِبنَ عَمّي وَلا تُطيعَن نَموما
ثُمَّ قالَت لِتِربِها إِنَّ قَلبي
مِن هَواهُ أَمسى مُصاباً كَليما
رُبَّ لَيلٍ سَمَرتُ فيهِ قَصيرٍ
وَرَفيقٍ قَد كانَ كُفؤاً كَريم
ثُمَّ أَحيَيتُهُ أُنازِعُ فيهِ
شادِناً أَحوَراً أَغَنَّ رَخيما
باتَ وَهناً يَمُجُّ في فِيَّ مِسكاً
شابَ ثَلجاً وَعاتِقاً مَختوما
ثُمَّ إِنَّ الصَباحَ دَلَّ عَلَينا
إِذ رَأَينا مِنَ السَباحِ نُجوما
عمر بن أبي ربيعة
الحمدان
07-29-2024, 05:27 PM
ذَكَّرَتني الدِيارُ شَوقاً قَديماً
بَينَ خَيصٍ وَبَينَ أَعلى يَسوما
بِالشَليلِ الَّذي أَتى عَن يَميني
قَد تَعَفَّت إِلّا ثَلاثاً جُثوما
وَنَخيباً مُسَحَّجاً أَوطَنَ العَر
صَةَ فَرداً أَبى بِها أَن يَريما
وَعِراصاً تُذري الرِياحُ عَلَيها
ذا بُروقٍ جَوناً أَجَشَّ هَزيما
وَدُعاءَ الحَمامِ تَدعو هَديلاً
بَينَ غُصنَينِ هاجَ قَلباً سَقيما
غَرِداً فَاِستَمَعتُ لِلصَوتِ فَاِنهَل
لَت دُموعي حَتّى ظَلِلتُ كَظيما
عُجتُ فيهِ وَقُلتُ لِلرَكبِ عوجوا
وَدُموعُ العَينَينِ تُذرى سُجوما
فَثَنَوا هِزَّةَ المَطيِّ وَقالوا
كَيفَ نَرجو مِن عَرصَةٍ تَكليما
وَمَقاماً قُمنا بِهِ نَتَّقي العَينَ
لَهَونا بِهِ وَذُقنا النَعيما
مِن لَدُن فَحمَةِ العِشاءِ إِلى أَن
لاحَ وَردٌ يَسوقُ جَوناً بَهيما
وَقُميرٌ بَدا اِبنُ خَمسٍ وَعِشرينَ
لَهُ قالَتِ الفَتاتانِ قوما
ثُمَّ قالَت وَدَمعُها يَغسِلُ الكُحلَ
مِراراً يَخالُ دُرّاً نَظيما
لا يَكونَنَّ آخِرَ العَهدِ هَذايا
اِبنَ عَمّي وَلا تُطيعَن نَموما
ثُمَّ قالَت لِتِربِها إِنَّ قَلبي
مِن هَواهُ أَمسى مُصاباً كَليما
رُبَّ لَيلٍ سَمَرتُ فيهِ قَصيرٍ
وَرَفيقٍ قَد كانَ كُفؤاً كَريم
ثُمَّ أَحيَيتُهُ أُنازِعُ فيهِ
شادِناً أَحوَراً أَغَنَّ رَخيما
باتَ وَهناً يَمُجُّ في فِيَّ مِسكاً
شابَ ثَلجاً وَعاتِقاً مَختوما
ثُمَّ إِنَّ الصَباحَ دَلَّ عَلَينا
إِذ رَأَينا مِنَ السَباحِ نُجوما
عمر بن أبي ربيعة
الحمدان
07-29-2024, 05:27 PM
يا ثُرَيّا الفُؤادِ رُدّي السَلاما
وَصِلينا وَلا تَبُتّي الزِمامَ
وَاِذكُري لَيلَةَ المَطارِفِ وَالوَب
لِ وَإِرسالَنا إِلَيكِ الغُلاما
بِحَديثٍ إِن أَنتِ لَم تَقبَليهِ
لَم أُنازِعكِ ما حَيِيتُ الكَلاما
وَاِذكُري مَجلِساً لَدى جانِبِ القَص
رِ عَشيّاً وَمُقسَمي أَقساما
في لَيالٍ مِنهُنَّ لَيَلةَ باتَت
ناقَتي والِهاً تَجُرُّ الزِماما
يَغسِلُ القَطرُ رَحلَها لا أُبالي
أَن تَبُلَّ السَماءُ عَضباً حُساما
إِن تَكوني نَزَحتِ أَو قَدُمَ العَه
دُ فَما زايلَ الوِدادُ العِظاما
مَن يَكُن ناسِياً فَلَم أَنسَ مِنها
وَهيَ تُذري لِذاكَ دَمعاً سِجاما
يَومَ قالَت وَدَمعُها يَغسِلُ الكُحلَ
أَرَدتَ الغَداةَ مِنّا اِنصِراما
حُلتَ عَن عَهدِنا وَطاوَعتَ حُسّا
داً قَديماً كانوا عَلَيكَ رِغاما
قُلتُ لَم تُصرَمي وَلَم نُطِعِ الواشي
وَقَد زِدتِ ذا الفُؤادَ غَراما
عمر بن أبي ربيعة
الحمدان
07-29-2024, 05:27 PM
طالَ لَيلي لِسُرى طَيفٍ أَلَم
فَنَفى النَومَ وَأَجداني السَقَم
طَيفِ ريمٍ شَطَّهُ أَوطانُهُ
فَهيَ لَم تَدنُ وَلَيسَت بِأَمَم
مَن رَسولٌ ناصِحٌ يُخبِرُنا
عَن مُحِبٍّ مُستَهامٍ قَد كَتَم
حُبَّهُ حَتّى تَبَلّى جِسمُهُ
وَبَراهُ طولُ أَحزانٍ وَهَم
ذاكَ مَن يَبخَلُ عَنّي بَالَّذي
لَو بِهِ جادَ شَفاني مِن سَقَم
كُلَّما ساءَلتُهُ خَيراً أَبى
وَبِلاءٍ شَدَّ ظَهراً وَاِعتَصَم
لَجَّ فيما بَينَنا قَولاً بِلا
لَيتَ لا مَن قالَها نالَ الصَمَم
وَلَوَ أَنّي كانَ ما أَطلُبُهُ
عِندَنا يَطلُبهُ قُلتُ نَعَم
وَأَراهُ كُلَّ يَومٍ يَجتَني
عِلَلاً في غَيرِ جُرمٍ يُجتَرَم
ظَنُّها بي ظَنُّ سوءٍ فاحِشٍ
وَبِها ظَنّي عَفافٌ وَكَرَم
وَإِذا قالَ مَقالاً جِئتُهُ
وَإِذا قُلتُ تَأَبّى وَظَلَم
كَيفَ هَذا يَستَوي في حُكمِهِ
أَنَّهُ بَرٌّ وَأَنّي مُتَّهَم
قَد تَراضَيناهُ عَدلاً بَينَنا
وَجَعَلناهُ أَميراً وَحَكَم
فَعَلَيهِ الآنَ أَن يُنصِفَنا
وَيُجِدَّ اليَومَ ما كانَ صَرَم
أَو يَرُدَّ الحُكمَ عَنهُ بِالرِضا
فَعَلَينا حُكمُهُ فيما اِحتَكَم
وَلَهُ الحُكمُ عَلى رَغمِ العِدى
لا نُبالي سُخطَ مَن فيهِ رَغَم
عمر بن أبي ربيعة
الحمدان
07-29-2024, 05:27 PM
أَوقَفتُ مِن طَلَلٍ عَلى رَسمِ
بِلِوى العَقيقِ يَلوحُ كَالوَشمِ
أَقوى وَأَقفَرَ بَعدَ ساكِنِهِ
غَيرَ النَعامِ يَرودُ وَالأُدمِ
فَوَقَفتُ مِن طَرَبٍ أُسائِلُهُ
وَالدَمعُ مِنّي بَيِّنُ السَجمِ
وَذَكَرتُ نُعماً إِذ وَقَفتُ بِهِ
وَبَكيتُ مِن طَرَبٍ إِلى نُعمِ
يا نُعمُ آتيهِ أُسائِلُهُ
فَيَزيدُني سُقماً عَلى سُقمِ
ما بالُ سَهمِكِ لَيسَ يُخطِئُني
وَيَطيشُ عَنكِ حَزيمَةً سَهمي
يا نُعمَ ما لاقَيتُ بَعدَكُمُ
لِمَجالِسِ اللَذّاتِ مِن طَعمِ
أَمّا النَهارُ فَأَنتِ ما شَجَني
وَاللَيلُ أَنتِ طَوائِفُ الحُلمِ
لا تُظهِري سِرّي فَإِنَّ حَديثَكُم
في مَحسَنٍ أَنأى مِنَ النَجمِ
إِنّي رَأَيتُ الحُبَّ يَنقُصُهُ
طولُ الزَمانِ وَحُبُّكُم يَنمي
سَأَرُبُّ وَصلَكِ إِن مَنَنتِ بِهِ
في المُخِّ يا سُكنى وَفي العَظمِ
عمر بن أبي ربيعة
الحمدان
07-29-2024, 05:28 PM
يا راكِباً نَحوَ المَدينَةِ جَسرَةً
أُجُداً تُلاعِبُ حَلقَةً وَزِماما
إِقرَء عَلى أَهلِ البَقيعِ مِنِ اِمرِئٍ
كَمِدٍ عَلى أَهلِ البَقيعِ سَلاما
كَم غَيَّبوا فيهِ كَريماً ماجِداً
شَهماً وَمُقتَبِلَ الشَبابِ غُلاما
وَنَفيسَةٍ في أَهلِها مَرجُوَّةً
جَمَعَت صَباحَةَ صورَةٍ وَتَماما
عمر بن أبي ربيعة
الحمدان
07-29-2024, 05:28 PM
أَشارَت إِلَينا بِالبَنانِ تَحِيَّةً
فَرَدَّ عَلَيها مِثلَ ذاكَ بَنانُ
فَقالَت وَأَهلُ الخَيفِ قَد حانَ مِنهُمُ
خُفوفٌ وَما يُبدي المَقالَ لِسانُ
نَوىً غَربَةٌ قَد كُنتُ أَيقَنتُ أَنَّها
وَجَدِّكَ فيها عَن نَواكَ شَطانُ
تَعالَ فَزُرنا زَورَةً قَبلَ بَينَنا
فَقَد غابَ عَنّا مَن نَخافُ جَبانُ
فَقُلتُ لَها خَيرُ اللِقاءِ بِبَلدَةٍ
مِنَ الأَرضِ لا يُخشى بِها الحَدَثانُ
نُكَذِّبُ مَن قَد ظَنَّ أَنّا سَنَلتَقي
وَنَأمَنُ مَن في صَدرِهِ شَنَآنُ
سَنَمكُثُ عَنهُم لَيلَةً ثُمَّ مَوعِدٌ
لَكُم بَعدَ أُخرى لَيلَتَينِ عِدانِ
وَيُبدي الهَوى رَكبٌ هُداةٌ وَأَينَقٌ
بِهِنَّ عَلَينا في رِضاكِ هَوانُ
سَلامِيَّةٌ كَالجِنِّ أَو أَرحَبِيَّةٌ
عَلائِفُ أَمثالُ السَمامِ هِجانُ
مُعيداتُ حَبسٍ عِندَ كُلِّ لُبانَةٍ
مُقَيَّدَةٌ قُبُّ البُطونِ سِمانُ
لَهُنَّ فَلا يُنكِرنَهُ كُلَّما دَعا
هَوىً مِن أَماراتِ الشَقاءِ عِنانُ
فَلَمّا هَبَطنا مِن غِفارٍ وَغَيَّبَت
ذُرى الأَرضِ عَنّا طَخيَةٌ وَدُخانُ
أَثارَت لَنا ناراً أَتى دونَ ضَوئها
مَعَ اللَيلِ بيدٌ أَعرَضَت وَمِتانُ
فَقُلتُ اِلحَقوا بِالحَيِّ قَبلَ مَنامِهِم
سَيَبدو لَنا مِمّا نُريدُ بَيانُ
وَقُلتُ لِأَترابٍ لَها كُلُّ قَولِها
لَدَيهِنَّ فيما قَد يَرَينَ حَنانُ
هَلُمَّ إِلى ميعادِهِ فَاِنتَظَرنَهُ
فَقَد حانَ مِنهُ أَن يَجيءَ أَوانُ
فَجاءَت تَهادى كَالمَهاةِ وَحَولَها
مَناصِفُ أَمثالُ الظِباءِ حِسانُ
فَلَمّا اِلتَقَينا باحَ كُلٌّ بِسِرِّهِ
مَعَ العِلمِ أَن لَيسَ الحَديثُ يُخانُ
فَبِتُّ مُبيتاً لَيسَ مِثلَ مَكانِنا
لِمَن لَذَّ إِن خافَ العُيونَ مَكانُ
إِلى مُستَرادٍ مِن كَثيبٍ وَرَوضَةٍ
سُتِرنا بِها إِنَّ المُعانَ مُعانُ
فَلَمّا تَقَضّى اللَيلُ إِلّا أَقَلَّهُ
هَبَبنا وَنادى بِالرَحيلِ سِنانُ
رَجِعنا وَلَم يَنشُر عَلَينا حَديثَنا
عَدُوٌّ وَلَم تَنطِق بِهِ شَفَتانُ
وَقالَت وَدَمعُ العَينِ يَجري كَما جَرى
سَريعاً مِنَ السِلكِ الضَعيفِ جُمانُ
أَأَلحَقُّ أَنَّ اليَومَ أَنَّ لِقاءَكُم
تَنَظُّرُ حَولٍ بَعدَ ذاكَ زَمانُ
عمر بن أبي ربيعة
الحمدان
07-29-2024, 05:28 PM
ذَكَرَ البَلاطَ وَكُلَّ ساكِنِ قَريَةٍ
بَعدَ الهُدوءِ تَهيجُهُ أَوطانُه
ثُمَّ اِلتَقَينا بِالمُحَصَّبِ غُدوَةً
وَالقَلبُ يَخلُجُهُ لَها أَشطانُه
قالَت لِأَترابٍ لَها شِبهُ الدُمى
قَد غابَ عَن عُمَرَ الغَداةَ بَيانُه
ما لي أَراهُ لا يُسَدِّدِ حُجَّةً
حَتّى يُسَدِّدَها لَهُ أَعوانُه
مِثلُ الَّذي أَبصَرتُ يَومَ لَقيتُها
عَيَّ الخَطيبُ بِهِ وَكُلُّ لِسانُه
أَسعَرتَ نَفسَكَ حُبَّ هِندٍ فَالهَوى
حَتّى تَلَبَّسَ فَوقَهُ أَكفانُه
هِندٌ وَهِندٌ لا تَزالُ بَخيلَةً
وَالقَلبُ يُسعِرُهُ لَها أَشجانُه
عمر بن أبي ربيعة
الحمدان
07-29-2024, 05:28 PM
أَلا حَيِّ الَّتي قامَت
عَلى خَوفٍ تُحَيِّينا
فَفاضَت عَبرَةٌ مِنها
فَكادَ الدَمعُ يُبكينا
لَئِن شَطَّت بِها دارٌ
عَنوجٌ بِالهَوى حينا
لَقَد كُنّا نُؤاتيها
وَقَد كانَت تُؤاتينا
فَلا قُربٌ لَها يَشفي
وَلَيسَ البُعدُ يُسلينا
وَقَد قالَت لِتِربَيها
وَرَجعُ القَولِ يَعنينا
أَلا يا لَيتَما شِعري
وَما قَد كانَ يَمنينا
أَموفٍ بِالَّذي قالَ
وَما قَد كانَ يُعطينا
فَقالَت تِربُها ظَنّي
بِهِ أَن سَوفَ يَجزينا
وَيَعصي قَولَ مَن يَنهى
وَمَن يَعذُلُهُ فينا
كَما نَعصي إِلَيهِ عِندَ
جِدِّ القَولِ ناهينا
عمر بن أبي ربيعة
الحمدان
07-29-2024, 05:29 PM
وَغَضيضِ الطَرفِ مِكسالِ الضُحى
أَحوَرِ المُقلَةِ كَالريمِ الأَغَن
مَرَّ بي في نَفَرٍ يُحفِفنَهُ
مِثلَما حَفَّ النَصارى بِالوَثَن
راعَني مَنظَرُهُ لَمّا بَدا
رُبَّما أَرتاعُ بِالشَيءِ الحَسَن
قُلتُ مَن هَذا فَقالَت بَعضُ مَن
فَتَنَ اللَهُ بِكُم فيمَن فَتَن
بَعضُ مَن كانَ أَسيراً زَمَناً
ثُمَّ أَضحى لِهَواكُم قَد مَجَن
قُلتُ حَقّاً ذا فَقالَت قَولَةً
أَورَثَت في القَلبِ هَمّاً وَشَجَن
يَشهَدُ اللَهُ عَلى حُبّي لَكُم
وَدُموعي شاهِدٌ لي وَحَزَن
قُلتُ يا سَيِّدَتي عَذَّبتِني
قالَتِ اللَهُمَّ عَذِّبني إِذَن
عمر بن أبي ربيعة
الحمدان
07-29-2024, 05:29 PM
أَيُّها العاتِبُ الَّذي رامَ هَجري
وَاِبتَداني بِهَجرِهِ وَالتَجَنّي
أَبِعِلمٍ أَتَيتَ ما جِئتَ مِنّي
عَمرَكَ اللَهَ سادِراً أَم بِظَنِّ
وَلَوَ اِنَّ الَّذي عَرَضتَ عَلَينا
كانَ مِن عِندِ غَيرِكُم لَم يَرُعني
أَنتِ كُنتِ المُنى وَرُؤيَتُكِ الخُلدُ
فَقَري عَيناً بِهِ وَاِطمَئِنّي
وَاِعلَمي أَنَّ ذا مِنَ الأَمرِ حَقٌّ
قِسمَةٌ حازَها لَكِ اللَهُ مِنّي
فَلَقَد نِلتِ مِن فُؤادي مَحَلّاً
لَو تَمَنَّيتِ زادَ فَوقَ التَمَنّي
عمر بن أبي ربيعة
الحمدان
07-29-2024, 05:29 PM
أَجَدَّ غَداً لِبَينِهِمُ القَطينُ
وَفاتَتنا بِهِم دارٌ شَطونُ
تَبِعتُهُمُ بِطَرفِ العَينِ حَتّى
أَتى مِن دونِهِم خَرقٌ بَطينُ
فَظَلَّ الوَجدُ يُسعِرُني كَأَنّي
أَخو رِبعٍ يُؤَرَّقُ أَو طَعينُ
يَقولُ مُجالِدٌ لَمّا رَآني
يُراجِعُني الكَلامَ فَما أُبينُ
أَحَقّاً أَنَّ حَيّاً سَوفَ يَقضي
وَقَد كَثُرَت بِصاحِبِيَ الظُنونُ
تُقَرِّبُني وَلَيسَ تَشُكُّ أَنّي
عَدا فيهِنَّ بي الداءُ الدَفينُ
إِلى أَن ذَرَّ قَرنُ الشَمسِ حَتّى
تَغيبَ لِوُدِّنا مِنهُم حُيونُ
أَقولُ لِصاحِبَيَّ ضُحىً أَنَخلٌ
بَدا لَكُما بِعُمرَةَ أَم سَفينُ
أَمِ الأَظعانُ يَرفَعُهُنَّ رَبعٌ
مِنَ الرَقراقِ جالَ بِها الحَرونُ
عَلى البَغلاتِ أَمثالٌ وَحورٌ
لَمِثلِ نَواعِمِ البُقّارِ عينُ
نَواعِمُ لَم يُخالِطهُنَّ بُؤسٌ
وَلَم يُخلَط بِنِعمَتِهِنَّ هونُ
عمر بن أبي ربيعة
الحمدان
07-29-2024, 05:29 PM
إِنَّ مَن تَهوى مَعَ الفَجرِ ظَعَن
لَلهَوى وَالقَلبُ مِتباعُ الوَطَن
بانَتِ الشَمسُ وَكانَت كُلَّما
ذُكِرَت لِلقَلبِ عاوَدتُ دَدَن
نَظَرَت عَيني إِلَيها نَظرَةً
مِهبَطَ الحُجّاجِ مِن بَطنِ يَمَن
مَوهِناً تَمشي بِها بَغلَتُها
في عَثانينَ مِنَ الحَجِّ ثُكَن
فَرَآها القَلبُ لا شَكلَ لَها
رُبَّما يُعجَبُ بِالشَيءِ الحَسَن
قُلتُ قَد صَدَّت فَماذا عِندَكُم
أَحسَنُ الناسِ لِقَلبٍ مُرتَهَن
وَلَئِن أَمسَت نَواها غَربَةً
لا تُؤاتيني وَلَيسَت مِن وَطَن
فَلَقِدماً قَرَّبَتني نَظرَتي
لِعَناءٍ آخِرَ الدَهرِ مُعَن
ثُمَّ قالَت بَل لِمَن أَبغُضُكُم
شِقوَةَ العَيشِ وَتَكليفَ الحَزَن
بَل كَريمٌ عَلَّقَتهُ نَفسُهُ
بِكَريمٍ لَو يُرى أَو لَو يُدَن
سَوفَ آتي زائِراً أَرضَكُمُ
بِيَقينٍ فَاِعلَميهِ غَيرِ ظَن
فَأَجابَت هَذِهِ أُمنِيَّةٌ
لَيتَ أَنّا نَشتَريها بِثَمَن
وَهيَ إِن شِئتَ تَسيرُ نَحوَنا
لَو تُريدُ الوَصلَ أَو تُعقَلَ عَن
نَصَّكَ العيسُ إِلَينا أَربَعاً
تَملِكُ العَينَ إِذا العاني وَهَن
عمر بن أبي ربيعة
الحمدان
07-29-2024, 05:30 PM
قَد هاجَ قَلبَكَ بَعدَ السُلوَةِ الوَطَنُ
وَالشَوقُ يُحدِثُهُ لِلنازِحِ الشَجَنُ
مَن كانَ يَسأَلُ عَنّا أَينَ مَنزِلُنا
فَالأُقحُوانَةُ مِنّا مَنزِلٌ قَمَنُ
وَما لِدارٍ عَفَت مِن بَعدِ ساكِنِها
وَما لِعَيشٍ بِها إِذ ذاكُمُ ثَمَنُ
إِذا الجِمارُ حَرىً مِمَّن يَسيرُ بِهِ
وَالحَجُّ قُدماً بِهِ مَعروفٌ الثُكَنُ
إِذ نَلبَسُ العَيشَ صَفواً لا يُكَدِّرُهُ
جَفوُ الوُشاةِ وَلا يَنبو بِنا زَمَنُ
إِذا اِجتَمَعنا هَجَرنا كُلَّ فاحِشَةٍ
عِندَ اللِقاءِ وَذاكُم مَجلِسٌ حَسَنُ
فَذاكَ دَهرٌ مَضَت عَنّا ضَلالَتُهُ
وَكُلُّ دَهرٍ لَهُ في سَيرِهِ سَنَنُ
لَيتَ الهَوى لَم يُقَرِّبني إِلَيكِ وَلَم
أَعرِفكِ إِذ كانَ حَظّي مِنكُمُ الحَزَنُ
عمر بن أبي ربيعة
الحمدان
07-29-2024, 05:30 PM
هَيهاتِ مِن أَمَةِ الوَهّابِ مَنزِلُنا
إِذا حَلَلنا بِسَيفِ البَحرِ مِن عَدَنِ
وَحَلَّ أَهلُكِ أَجياداً فَلَيسَ لَنا
إِلّا التَذَكُّرُ أَو حَظٌّ مِنَ الحَزَنِ
لا دارُكُم دارُنا يا وَهبَ إِن نَزَحَت
نَواكِ عَنّا وَلا أَوطانُكُم وَطَني
فَلَستُ أَملِكُ إِلّا أَن أَقولَ إِذا
ذُكِّرتُ لا يُبعِدَنكِ اللَهُ يا سَكَني
يا وَهبَ إِن يَكُ قَد شَطَّ البِعادُ بِكُم
وَفَرَّقَ الشَملَ مِنّا صَرفَ ذا الزَمَنِ
فَكَم وَكَم مِن حَديثٍ قَد خَلَوتُ بِهِ
في مَسمَعٍ مِنكُم أَو مَنظَرٍ حَسَنِ
وَكَم وَكَم مِن دَلالٍ قَد شُغِفتُ بِهِ
مِنكُم مَتى يَرَهُ ذو العَقلِ يُفتَتَنُ
بَل ما نَسيتُ بِبَطنِ الخَيفِ مَوقِفَها
وَمَوقِفي وَكِلانا ثَمَّ ذو شَجَنِ
وَقَولَها لِلثُرَيّا يَومَ ذي خُشُبٍ
وَالدَمعُ مِنها عَلى الخَدَّينِ ذو سَنَنِ
بِاللَهِ قولي لَهُ في غَيرِ مَعتَبَةٍ
ماذا أَرَدتَ بِطولِ المَكثِ في اليَمَنِ
إِن كُنتَ حاوَلتَ دُنيا أَو نَعِمتَ بِها
فَما أَخَذتَ بِتَركِ الحَجِّ مِن ثَمَنِ
فَلَو شَهِدتَ غَداةَ البَينِ عَبرَتَنا
لَأَن تُغَرِّدَ قُمرِيٌّ عَلى فَنَنِ
لَاِستَيقَنَت غَيرَ ما ظَنَّت بِصاحِبِها
وَأَيقَنَت أَنَّ لَحجاً لَيسَ مِن وَطَني
عمر بن أبي ربيعة
الحمدان
07-29-2024, 05:30 PM
بانَت سُلَيمى وَقَد كانَت تُواتيني
إِنَّ الأَحاديثَ تَأتيها وَتَأتيني
فَقُلتُ لَمّا اِلتَقَينا وَهيَ مُعرِضَةٌ
عَنّي لِيَهنَكِ مَن تُدنينَهُ دوني
مَنَّيتِنا فَرَجاً إِن كُنتِ صادِقَةً
يا بِنتَ مَروَةَ حَقّاً ما تُمَنّيني
ماذا عَلَيكِ وَقَد أَجدَيتِهِ سَقَماً
مِن حَضرَةِ المَوتِ نَفسي أَن تَعوديني
وَتَجعَلي نُطفَةً في القَعبِ بارِدَةً
فَتَغمِسي فاكِ فيها ثُمَّ تَسقيني
فَهيَ شِفائي إِذا ما كُنتُ ذا سَقَمٍ
وَهيَ دَوائي إِذا ما الداءُ يُضنيني
عمر بن أبي ربيعة
الحمدان
07-29-2024, 05:31 PM
ضَحِكَت أُمُّ نَوفَلٍ إِذ رَأَتني
وَزُهَيراً وَسالِفَ اِبنَ سِنانِ
عَجِبَت إِذ رَأَت لِداتِيَ شابوا
وَقَتيراً مِنَ المَشيبِ عُلاني
إِن تَرَيني أَقصَرتُ عَن طَلَبِ الغَييِ
وَطاوَعتُ عاذِلي إِذ نَهاني
وَتَرَكتُ الصِبا وَأَدرَكَني الحِلمُ
وَحَرَّمتُ بَعضَ ما قَد كَفاني
وَدَعاني إِلى الرَشادِ فُؤادٌ
كانَ لِلغَيِّ مَرَّةً قَد دَعاني
وَجَوارٍ مُستَقتِلاتٍ إِلى اللَه
وِ حِسانٍ كَناضِرِ الأَغصانِ
قُتُلٍ لِلرِجالِ يَرشُقنَ بِالطَرفِ
حِسانٍ كَخُذَّلِ الغِزلانِ
بُدَّنٍ في خَدالَةٍ وَبَهاءٍ
طَيِّباتِ الأَعطافِ وَالأَردانِ
قَد دَعاني وَقَد دَعاهُنَّ لِلَّه
وِ شُجونٌ مِن أَعجَبِ الأَشجانِ
فَاِهتَصِرنا مِنَ الحَديثِ ثِماراً
ما جَنى مِثلَها لَعَمرُكِ جانِ
ذاكَ طَوراً وَتارَةً أَبعَثُ القَينَةَ
وَهناً بِالمِزهَرِ الحَنّانِ
وَأَنُصُّ المَطِيَّ بِالرَكبِ يَطلِبنَ
سِراعاً بَواكِرَ الأَظعانِ
فَنَصيدُ الغَريرَ مِن بَقَرِ الوَحشِ
وَنَلهو بِلَذَّةِ الفِتيانِ
في زَمانٍ لَو كُنتِ فيهِ ضَجيعي
غَيرَ شَكٍّ عَرَفتِ لي عِصياني
وَتَقَلَّبتِ في الفِراشِ وَلا تَعرِفُ
إِلّا الظُنونُ أَينَ مَكاني
عمر بن أبي ربيعة
الحمدان
07-29-2024, 05:31 PM
إِذا خَدِرَت رِجلي ذَكَرتُكِ صادِقاً
وَصَرَّحتُ إِذ أَدعوكِ بِاِسمِكِ لا أُكني
وَإِنّي لَتَغشاني لِذِكرَكِ رَوعَةٌ
يَخِفُّ لَها ما بَينَ كَعبي إِلى قَرني
وَأَفرَحُ بِالأَمرِ الَّذي لا أُبينُه
يَقيناً سِوى أَن قَد رَجَمتُ بِهِ ظَنّي
وَقُلتُ عَسى عِندَ اِصطِباري وَجَدتُهُ
لِذِكرَتِها إِيّايَ صَرَّت لَها أُذني
فَيا نُعمُ قَلبي في الأَسارى إِلَيكُم
رَهينٌ وَقَد شَطَّ المَزارُ بِكُم عَنّي
قَدَرتِ عَلى نَفعي وَضُرّي فَأَجمِلي
وَفُكّي بِمَنٍّ عَن إِسارِكُمُ رَهني
لَكِ الوُدُّ مِنّي ما حَيِيتُ مَعَ الهَوى
هَنيئاً نِلا مَنٍّ وَقَلَّ لَكُم مِنّي
أَبَيتُ فَلَم أَسمَع بِها قَولَ كاشِحٍ
قَديماً فَأَنِّب ما بَدا لَكَ أَو دَعني
عمر بن أبي ربيعة
الحمدان
07-29-2024, 05:31 PM
أَصبَحَ القَلبُ في الحِبالِ رَهينا
مُقصَداً يَومَ فارَقَ الظاعَنينا
عَجِلَت حُمَّةُ الفِراقِ عَلَينا
بِرَحيلٍ وَلَم نَخَف أَن تَبينا
لَم يَرُعني إِلّا الفَتاةُ وَإِلّا
دَمعُها في الرِداءِ سَحّاً سَنينا
وَلَقَد قُلتُ يَومَ مَكَّةَ سِرّاً
قَبلَ وَشكٍ مِن بَينِكُم نَوَّلينا
أَنتِ أَهوى العِبادِ قُرباً وَبُعداً
لَو تُنيلينَ عاشِقاً مَحزونا
قادَهُ الطَرفُ يَومَ سِرنا إِلى الحَينِ
جِهاراً وَلَم نَخَف أَن يَحينا
فَإِذا نَعجَةٌ تُراعي نِعاجاً
وَمَهاً نِجلَ المَناظِرِ عينا
فَسَبَتني بِمُقلَةٍ وَبِجيدٍ
وَبِوَجهٍ يُضيءُ لِلناظِرينا
قُلتُ مَن أَنتُمُ فَصَدَّت وَقالَت
أَمُبِدٌّ سُؤالَكَ العالَمينا
قُلتُ بِاللَهِ ذي الجَلالَةِ لَمّا
أَن تَبَلتِ الفُؤادَ أَن تَصدِقينا
أَيُّ مَن تَجمَعُ المَواسِمُ قَولي
وَأَبيني لَنا وَلا تَكتُمينا
نَحنُ مِن ساكِني العِراقِ وَكُنّا
قَبلَها قاطِنينَ مَكَّةَ حينا
قَد صَدَقناكَ إِذ سَأَلتَ فَمَن أَنتَ
عَسى أَن يَجُرَّ شَأنٌ شُؤونا
وَنَرى أَنَّنا عَرَفناكَ بِالنَعتِ
بِظَنٍّ وَما قُتِلنا يَقينا
بِسَوادِ الثَنَيَّتَينِ وَنَعتٍ
قَد نَراهُ لِناظِرٍ مُستَبينا
عمر بن أبي ربيعة
الحمدان
07-29-2024, 05:32 PM
أَصبَحَ القَلبُ بِالقَتولِ حَزينا
هائِمُ اللُبِّ لَو قَضَتهُ الدُيونا
قالَ أَبشِر لَمّا أَتاها رَسولٌ
قَد رَأَينا مِنها لَكَ اليَومَ لينا
إِن تَكُن بِالصَفاءِ يا صاحِ هَمَّت
فَلَقَد عَنَّتِ الفُؤادَ سِنينا
أَرسَلَت أَنَّنا نَخافُ شَناتٍ
آفِكاتٍ مِن حَولِنا وَعُيونا
إِجتَنَبنا في الأَرضِ إِن كُنتَ تَخشى
إِن لَقَيناكَ مَرَّةً أَن تَخونا
فَلَكِ اللَهُ وَالأَمانَةُ وَالمي
ثاقُ أَن لا نَخونَكُم ما بَقينا
ثُمَّ أَن لا يَزالَ مَن كُنتِ تَهوي
نَ حَبيباً ما عِشتِ عِندي مَكينا
ثُمَّ لا تُحرَبُ الأَمانَةُ عِندي
أَغدَرُ الناسِ مَن يَخونُ الأَمينا
ثُمَّ أَن نَصرِفَ المَناسيبَ حَتّى
نَترِكَ الناسَ يَرجُمونَ الظُنونا
ثُمَّ أَن أَرفُضَ النِساءَ سِواكُم
هَل رَضيتُم قالَت نَعَم قَد رَضينا
عمر بن أبي ربيعة
الحمدان
07-29-2024, 05:32 PM
إِرحَمينا يا نُعمُ مِمّا لَقينا
وَصِلينا فَأَنعُمي أَو دَعينا
عَنكِ إِن تَسأَلي فِدىً لَكِ نَفسي
ثُمَّ تَأتينَ غَيرَ ما تَزعُمينا
إِنَّ خَيرَ النِساءِ عِندي وِصالاً
مَن تُؤاتي بِوَصلِها ما هَوينا
وَاِذكُري العَهدَ وَالمَواثيقَ مِنّا
يَومَ آلَيتِ لا تُطيعينَ فينا
قَولَ واشٍ أَتاكِ عَنّا بِصَرمٍ
أَو نَصيحٍ يُريدُ أَن تَقطَعينا
وَيَميني بِمَثلِ ذَلِكَ أَنّي
لا أُصافي سِواكِ في العالَمينا
ثُمَّ غَيَّرتِ ما فَعَلتِ بِفَعلٍ
كانَ فيهِ خِلافُ ما تَعِدينا
فَلَئِن كُنتِ قَد تَغَيَّرتِ بَعدي
وَرَضيتِ الغَداةَ أَن تَصرِمينا
وَنَسَيتِ الَّذي عَهِدتِ إِلَينا
في أُمورٍ خَلَونَ أَن تَعلَمينا
لا تَزالينَ آثَرَ الناسِ عِندي
فَاِعلَمي ذاكَ في الهَوى ما حَيِيّنا
عمر بن أبي ربيعة
الحمدان
07-29-2024, 05:33 PM
لَم تَرَ العَينُ لِلثُرَيّا شَبيهاً
بِمَسيلِ التِلاعِ لَمّا اِلتَقَينا
أَعمَلَت طَرفَها إِلَيَّ وَقالَت
حُبَّ بِالسائِرينَ زَوراً إِلَينا
ثُمَّ قالَت لِأُختِها قَد ظَلَمنا
إِن رَجَعناهُ خائِباً وَاِعتَدَينا
وَضَرَبنا الحَديثَ ظَهراً لِبَطنٍ
وَأَتينا مِن أَمرِنا ما اِشتَهَينا
في خَلاءٍ مِنَ الأَنيسِ وَأَمنٍ
فَشَفَينا غَلَيلَهُ وَاِشتَفَينا
فَلَبِثنا بِذاكَ عَشراً تِباعاً
فَقَضَينا دُيونَنا وَاِقتَضَينا
كانَ ذا في مَسيرِنا وَرَجَعنا
عَلِمَ اللَهُ مِنهُ ما قَد نَوَينا
عمر بن أبي ربيعة
الحمدان
07-29-2024, 05:33 PM
هَل تَعرِفُ الدارَ وَالأَطلالَ وَالدِمَنا
زِدنَ الفُؤادَ عَلى عِلّاتِهِ حَزَنا
دارٌ لِأَسماءَ إِذ كانَت تَحَلُّ بِها
وَأَنتَ إِذ ذاكَ إِذ كانَت لَنا وَطَنا
لَم يُحبِبِ القَلبُ شَيئاً مِثلَ حُبُّكُمُ
وَلَم تَرَ العَينُ شَيئاً بَعدَكُم حَسَنا
ما إِن أُبالي إِذا ما اللَهُ قَرَّبَكُم
مَن كانَ شَطَّ مِنَ الأَحبابِ أَو قَطَنا
فَإِن نَأَيتُم أَصابَ القَلبُ نَأيُكُمُ
وَإِن دَنَت دارُكُم كُنتُم لَنا سَكَنا
إِن تَبخَلي لا يُسَلّو القَلبَ بُخلُكُمُ
وَإِن تَجودي فَقَد عَنّيتِنا زَمَنا
أَمسى الفُؤادُ بِكُم يا هِندُ مُرتَهَناً
وَأَنتِ كُنتِ الهَوى وَالهَمَّ وَالوَسَنا
إِذ تَستَبيكَ بِمَصقولٍ عَوارِضُهُ
وَمُقلَتَي شادِنٍ لَم يَعدُ أَن شَدَنا
عمر بن أبي ربيعة
الحمدان
07-29-2024, 05:33 PM
قُل لِلمَنازِلِ بِالظَهرانِ قَد حانا
أَن تَنطِقي فَتُبيني القَولَ تِبيانا
رُدّي عَلَينا بِما قُلنا تَحيَّتَنا
وَحَدِّثينا مَتى بانَ الَّذي بانا
قالَت وَمَن أَنتَ أُذكُر قالَ ذو شَجَنٍ
قَد هاجَ مِنهُ نَحيبُ الحُبِّ أَحزانا
قالَت فَأَنتَ الَّذي أَرسَلتَ جارِيَةً
وَهناً إِلى الرَكبِ تُدعى أُمَّ سُفيانا
ثُمَّ أَنَختَ وَراءَ العِرقِ أَبعِرَةً
أَتَينَ مِن رَكبِهِ الأَعلى وَرُكبانا
ثُمَّ أَتَيتَ تَخَطّى الرَكبَ مُستَتِراً
حَتّى لَقيتَ لَدى البَطحاءِ إِنسانا
قُلتُ نَعَم فَأَبيني في مُحاوَرَةٍ
وَحَدِّثيني حَديثَ الرَكبِ مَن كانا
ذاكَ الزَمانُ الَّذي فيهِ مَوَدَّتُكُم
فَقَد تَبَدَّلَ بَعدَ العَهدِ أَزمانا
وَقَد مَضَت حِجَجٌ مِن بَعدُ أَربَعَةٌ
وَأَشهُرٌ وَاِنتَقَصنا العامَ شَعبانا
فَبُتُّ ما إِن أَرى شَيئاً أُسَرُّ بِهِ
إِلّا الحَديثَ وَغَمزَ الكَفِّ أَحيانا
حَتّى إِذا الرَكبُ ريعوا قُمتُ مُنصَرِفاً
مَشيَ النَزيفِ يَكُفُّ الدَمعُ تَهتانا
عمر بن أبي ربيعة
الحمدان
07-29-2024, 05:34 PM
تَقولُ وَليدَتي لَمّا رَأَتني
طَرِبتُ وَكُنتُ قَد أَقصَرتُ حينا
أَراكَ اليَومَ قَد أَحدَثتَ شَوقاً
وَهاجَ لَكَ الهَوى داءً دَفينا
وَكُنتَ زَعَمتَ أَنَّكَ ذو عَزاءٍ
إِذا ما شِئتَ فارَقتَ القَرينا
بِرَبِّكَ هَل أَتاكَ لَها رَسولٌ
فَشاقَكَ أَم لَقيتَ لَها خَدينا
فَقُلتُ شَكا إِلَيَّ أَخٌ مُحِبٌّ
كَبَعضِ زَمانِنا إِذ تَعلَمينا
فَقَصَّ عَلَيَّ ما يَلقى بِهِندٍ
فَذَكَّرَ بَعدَ ما كُنّا نَسينا
وَذو الشَوقِ القَديمِ وَإِن تَعَزّى
مَشوقٌ حينَ يَلقى العاشِقينا
وَكَم مِن خُلَّةٍ أَعرَضتُ عَنها
لِغَيرِ قِلىً وَكُنتُ بِها ضَنينا
أَرَدتُ فِراقَها وَصَبَرتُ عَنها
وَلَو جُنَّ الفُؤادُ بِها جُنونا
عمر بن أبي ربيعة
الحمدان
07-29-2024, 05:34 PM
أَحِنُّ إِذا رَأَيتُ جَمالَ سُعدى
وَأَبكي إِن رَأَيتُ لَها قَرينا
وَقَد أَفِدَ الرَحيلُ فَقُل لِسُعدى
لَعَمرُكِ خَبِّري ما تَأمُرينا
أَلا يا لَيلُ إِنَّ شِفاءَ نَفسي
نَوالُكِ إِن بَخِلتِ فَزَوِّدينا
عمر بن أبي ربيعة
الحمدان
07-29-2024, 05:35 PM
أَيُّها المُنكِحُ الثُرَيّا سُهَيلاً
عَمرَكَ اللَهَ كَيفَ يَلتَقِيانِ
هِيَ شامِيَّةٌ إِذا ما اِستَقَلَّت
وَسُهيلٌ إِذا اِستَقَلَّ يَمانِ
عمر بن أبي ربيعة
الحمدان
07-29-2024, 05:35 PM
عاوَدَ القَلبَ بَعضُ ما قَد شَجاهُ
مِن حَبيبٍ أَمسى هَوانا هَواهُ
يا لِقَومي وَكَيفَ صَبرِيَ عَمَّن
لا تَرى النَفسُ طيبَ عَيشٍ سِواهُ
أَرسَلَت إِذ رَأَت بِعادِيَ أَن لا
يَقبَلَن بي مُحَرِّشاً إِن أَتاهُ
لا تُطِع بي فَدَتكَ نَفسي عَدوّاً
لِحَديثٍ عَلى هَواهُ اِفتَراهُ
لا تُطِع بي مَن لَو رَآني وَإِيّاكَ
أَسيرَي ضَرورَةٍ ما عَناهُ
وَاِجتِنابي بَيتَ الحَبيبِ وَما الخُلدُ
بِأَشهى إِلَيَّ مِن أَن أَراهُ
ما ضِراري نَفسي بِهَجرَةِ مَن لَي
سَ مُسيئاً وَلا بَعيداً ثَراهُ
دونَ أَن يَسمَعَ المَعاذِرَ مِنّي
أَو يُرى عاتِباً فَعِندي رِضاهُ
عمر بن أبي ربيعة
الحمدان
07-29-2024, 05:35 PM
تَأَوَّبَ عَينَهُ وَهناً قَذاها
وَداواها الطَبيبُ فَما شَفاها
وَأَحدَثَ قَلبُهُ خَطَراتِ حُبٍّ
وَأَحدَثَ شَوقُهُ حُزناً عَراها
لِمَن لا دارُهُ تَدنو وَلا قَد
عَدَت مِن دونِ رُؤيَتِهِ عِداها
وَشاقَنِيَ المُنى لِلِقاءِ هِندٍ
وَعَرضُ الأَرضِ واسِعَةٌ سِواها
فَلَمّا أَن بَدَت شَمسٌ تَجَلَّت
مِنَ الأَستارِ أَبرَزَها دُجاها
ذَكَرتُ الشَوقَ وَالأَهواءَ يَوماً
يَهيجُ لِنَفسِ مَتبولٍ مُناها
وَكُنتُ إِذا رَأَيتُ فَتاةَ مَلكٍ
مُنَعَّمَةً أَرِبتُ بِأَن أَراها
وَرِمتُ الوَصلَ إِنَّ لَهُنَّ وَصلاً
شِفاءُ النَفسِ إِن شَيءٌ شَفاها
عمر بن أبي ربيعة
الحمدان
07-29-2024, 05:36 PM
لِعائِشَةَ اِبنَةَ التَيمِيِّ عِندي
حِمىً في القَلبِ ما يُرعى حِماها
يُذَكِّرُني اِبنَةَ التَيمِيِّ ظَبيٌ
يَرودُ بِرَوضَةٍ سَهلٍ رُباها
فَقُلتُ لَهُ وَكادَ يُراعُ قَلبي
فَلَم أَرَ قَطُّ كَاليَومِ اِشتِباها
سِوى حَمشٍ بِساقِكَ مُستَبينٍ
وَأَنَّ شَواكَ لَم يُشبِه شَواها
وَأَنَّكَ عاطِلٌ عارِ وَلَيسَت
بِعارِيَةٍ وَلا عُطُلٍ يَداها
وَأَنَّكَ غَيرَ أَفرَعَ وَهيَ تُدلي
عَلى المَتنَينِ أَسحَمَ قَد كَساها
وَلَو قَعَدَت وَلَم تَكَلَف بِوُدٍّ
سِوى ما قَد كَلِفتُ بِهِ كَفاها
أَظَلُّ إِذا أُكَلِّمُها كَأَنّي
أُكَلِّمُ حَيَّةً غَلَبَت رُقاها
تَبيتُ إِلَيَّ بَعدَ النَومِ تَسري
وَقَد أَمسيتُ لا أَخشى سُراها
عمر بن أبي ربيعة
العصر الاموي
الحمدان
07-29-2024, 06:19 PM
أيجمل ما يؤتى إلى فتيانكم
وأنتم رجال فيكم عدد النمل
وتصبح تمشي في الدماء عفيرة
جهاراً وزفت في النساء إلى بعل
ولو أننا كنا رجالاً وكنتم
نساءً لكنا لا نقر بذا الفعل
فموتوا كراماً أو أميتوا عدوكم
ودبوا لنار الحرب بالحطب الجزل
وإلا فخلوا بطنها وتحملوا
إلى بلدٍ قفرٍ وموتوا من الهزل
فللبين خير من مقامٍ على أذى
وللموت خير من مقامٍ على الذل
وإن أنتم لم تغضبوا بعد هذه
فكونوا نساءً لا تعاب من الكحل
ودونكم طيب العروس فإنما
خلقتم لأثواب العروس وللغسل
فبعداً وسحقاً للذي ليس دافعاً
ويختال يمشي بيننا مشية الفحل
هزيله الجديسيه
العصر الجاهلي
الحمدان
07-29-2024, 06:20 PM
يذكّرنا في الود أَيّامَ شَعثَمِ
لَياليَ أَسبابُ الهوى لم تُجَذَّمِ
وَما ذِكرهُ عصرَ الصَبا وَقَد اِكتَسَت
مفارِقَه لَوني خَليسٍ وأَسحَم
وأَنّي عداني أَن أَزورَك فاِعلمي
شَبابُ حُروب كالحَريقِ المُضَرَّمِ
الأَهل أَتى عنا حِجازيَّ قومِنا
عَلى النأي أَبناءَ الخَميسِ العَرَمرَمِ
وَمُنذُ لَقينا المُرزُبانَ وقَومَه
بكل فَتىً عاري الأَشاجعِ ضَيغَمِ
عَلى كل محبوكِ السَراة مُصَدَّرٍ
ومن كل مِضخامِ الحرارَة صَلدَم
عليهم من الماذيِّ كلُّ مَفاضَةٍ
كَمَتنن الغَدير سَردُها لم يُخَضرِم
فَلَمّا التَقَينا لم تهنه زيادنا
وَلَم تُلفَ أَنكاساً ولَم تَتَلعثَمِ
إِذا ما بدرنا بَدرةً نَصبوا لنا
فِسيّا كأَعناقِ المطيِّ المُخَدَّمِ
يَصيحونَ في أَدبارِها وورُودها
بِحِلٍّ وتَرجيفِ الوَشيجِ المقوَّمِ
هناءة بن مالك الأزدي
العصر الجاهلي
الحمدان
07-29-2024, 06:21 PM
سَيأَتي على الناسِ من بعدِنا
زَمانٌ به الأَرفَعُ الأَسفَلُ
وَيَغدو به العَبدُ مُستَعليا
عَلى من يجودُ ومن يَفصِلُ
هناءة بن مالك الأزدي
الحمدان
07-29-2024, 06:21 PM
لَو كانَ يَبقى على الأَيام ذو شَرفٍ
لِمَجدِهِ لَم يُمت فَهمٌ وَما وَلدا
حلَت على مالكِ الأَملاكِ جائِحَةٌ
هَدَّت بِناءَ العُلا وَالمَجدِ فاِنفصدا
إِذا جَذيمَةُ لا تَبعد وقد غَلَبَت
بِهِ المَنايا وقد أَودى وقد بَعُدا
لَو كانَ يُفدى ببيتِ العِزِّ ذو كَرَمٍ
فَداك من حَلَّ سَهلَ الأَرضِ والخَلَدا
يا راعيَ المُلكِ أَضحى الملكُ بعدكَ لا
تَدرى الرُعاة أَجارَ الملكُ أَم قَصدا
هناءة بن مالك الأزدي
الحمدان
07-29-2024, 06:21 PM
أَشَمّ كَنَصْلِ السَّيْفِ جَعْدٌ مُرَجَّلٌ
شُغِفْتُ بِهِ لَوْ كَانَ شَيْءٌ مُدَانِيَا
وَأُقْسِمُ لَوْ خُيِّرْتُ بَيْنَ لِقَائِهِ
وَبَيْنَ أَبِي لاخْتَرْتُ أَنْ لا أَبَا لِيَا
هند بنت الخس
الحمدان
07-29-2024, 06:22 PM
وَجَدْتُ وَخَيْرُ الْقَوْلِ فِي الْحُكْمِ نَافِعٌ
ذَوِي الطُّولِ مِمَّا قَدْ يُعَمُّ وَيُلْبَسُ
وَلَيْسَ الْفَتَى عِنْدِي بِشَيْءٍ أَعُدُّهُ
إِذَا كَانَ ذَا مَالٍ مِنَ الْعَقْلِ مُفْلِسُ
وَذُو الْجُبْنِ مِمَّا يُسَعِّرُ الْحَرْبَ نَفْخُهُ
يُهَيِّجُ مِنْهَا نَارَهَا ثُمَّ يُخْنِسُ
وَكَمْ مِنْ كَثِيرِ الْمَالِ يَقْبِضُ كَفَّهُ
وَكَمْ مِنْ قَلِيلِ الْمَالِ يُعْطِي وَيُسْلِسُ
وَكَمْ مِنْ صَغِيرٍ نَزْدَرِيهِ لَعَلَّهُ
يُهَيِّجُ كَبِيراً شَرُّهُ مُتَبَجِّسُ
وَكَمْ مِنْ مُرَاءٍ ذِي صَلاحٍ وَعِفَّةٍ
يُخَاتِلُ بِالتَّقْوَى هُوَ الذِّئْبُ الَامْلَسُ
وَآخَرَ ذِي طِمْرَيْنِ صَاحِبِ نِيَّةٍ
يَجُودُ بِأَعْمَالِ التُّقَى ثُمَّ يُنْفِسُ
وَكَمْ مِنْ سَفِيهٍ لِلْجَمَاعَةِ مُفْسِدٍ
يَدِبُّ لِشَّرٍّ بَيْنَهُمْ وَيُوَسْوِسُ
وَذُو الظُّلْمِ مَذْمُومٌ الثَّنَا ظَاهِرُ الْخَنَا
غَنِيٌّ عَنِ الْحُسْنَى وَبِالشَّرِّ يَعْرِسُ
هند بنت الخس
الحمدان
07-29-2024, 06:22 PM
لَقَدْ أَيْقَنَتْ نَفْسُ الْفَتَى غَيْرَ بَاطِلٍ
وَإِنْ عَاشَ حِينًا أَنَّهُ سَوْفَ يَهْلِكُ
وَيَشْرَبُ بِالْكَأْسِ الذُّعَافِ شَرَابُهَا
وَيَرْكَبُ حَدَّ الْمَوْتِ كَرْهًا وَيُسْلَكُ
وَكَمْ مِنْ أَخِي دُنْيَا يُثَمِّرُ مَالَهُ
سَيُرَثُ ذَاكَ الْمَالُ رَغْمًا وَيُتْرَكُ
عَلَيْكَ بِأَفْعَالِ الْكِرَامِ وَلِينِهِمْ
وَلا تَكُ مِشْكَاسًا تَلِجُّ وَتَمْحَكُ
وَلا تَكُ مَزَّاحًا لَدَى الْقَوْمِ لُعْبَةً
تَظَلُّ أَخَا هُزْءٍ بِنَفْسِكَ يَضْحَكُ
تَخُوضُ بِجَهْلٍ سَادِرًا فِي فُكَاهَةٍ
وَتَدْخُلُ فِي غَيِّ الْغُوَاةِ وَتُشْرِكُ
أَلا رُبَّ ذِي حَظٍّ يُبَصَّرُ فِعْلُهُ
وَآخَرَ مَصْرُوفٌ وَفِي الْحَظِّ يُؤْفَكُ
هند بنت الخس
العصر الجاهلي
الحمدان
07-29-2024, 06:22 PM
دعينا لأضيافٍ وَقَد نَزلوا بِنا
رفيدةُ والقينُ بن حبس وعامرُ
وَقَد نَزلت بهراءُ خلف بيوتنا
كَما نَزَلت تَبغي قرانا الأساورُ
فَما أن لَبِثنا ساعةً بقراهمُ
وَقد يحمد الرفدَ السريعُ المبادرُ
هند الاياديه
العصر الجاهلي
الحمدان
07-29-2024, 06:29 PM
تَدرينَ ما كانَ لو تَدرينَ ما كانَا
كُنَّا نُقايِضُ بالأحزانِ أحزانَا
وكانت اللَّوْحَةُ البيضاءُ شاحِبَةَ
المعنى ، ولا يجدُ الرَّسَّامُ ألوانَا
بحثًا عَنِ اللَّونِ فرَّ العُمْرُ مِنْ يَدِهِ
حَتَّى رأى اللَّوْنَ والفرشاةَ شريانَا
فَمَنْ يُجيبُ سؤالَ الشَّمسِ لو سَألَتْ
هَلْ نستعيدُ خُطانَا أمْ خَطايانَا
كُنَّا ضَحيَّةَ أحلامٍ نطارِدُها
أمْ أنَّ أحلامَنَا كانت ضَحايانَا
......
الحمدان
07-29-2024, 06:31 PM
أوَلستَ أنتَ وعدتني مهما حصل
ستكون أنتَ كما وَثِقتُ وأَعرِفك
يا أيُّها الوعدُ الّذي قد ضرّني
لا أنتَ أنتَ ولستَ حتّىٰ تُشبِهك
......
الحمدان
07-29-2024, 06:33 PM
وَلربَّما تبكي لأنَّكَ عاجزٌ
فَاربأ بضعفكَ أن يُشاهدهُ الوَرى
واذهب إلى الرَّحمنِ أخبرهُ بمَا
بكَ قد ألمَّ وكلَّ ماَ لكَ قد جَرى
واخرج إليهم ضاحكًا مُتبسِّمًا
وكأنَّ مثلكَ في السَّعادةِ لَم يُرَا
فالنَّاسُ بينَ تَقلُّبٍ وتَغيُّرٍ
واللهُ رَبُّكَ لم وَلن يتغيَّرً
......
الحمدان
07-29-2024, 06:35 PM
هَلَّا سألتِ الخيلَ يا ابنةَ مالكٍ
إن كنتِ جاهِلةً بما لم تَعلَمي
يُخْبِرْكِ مَن شَهِدَ الوقيعةَ أنَّني
أغشىٰ الوغىٰ، وأعفُّ عند المَغنَمِ
......
الحمدان
07-29-2024, 06:36 PM
واسَيتُهمْ زمنـًا فلمّا جئتُهمْ
أشكو المواجعَ أغلقُوا الأبوابا
قل للذين تَغيّروا وتنكّروا
عمّا قليلٍ تُصبحونَ تُرابا
فواز اللعبون
الحمدان
07-29-2024, 06:38 PM
يُنادُونني في السِّلم يا بْنَ زَبيبةٍ
وعندَ صدامِ الخيلِ يا ابنَ الأطايبِ
ولولا الهوى ما ذلَّ مثلي لمثلهم
ولا خَضعتْ أُسدُ الفَلا للثَّعالبِ
ستذكرني قومي إذا الخيلُ أصبحتْ
تجولُ بها الفرسانُ بينَ المضاربِ
عنتره بن شداد
الحمدان
07-29-2024, 06:40 PM
سُئل اعرابي :
كم مرة وقعت في الحب ؟
فأجاب :
كلما اتيحت لي الفرصة !
فأنشد يقول :
القلب مفتوحٌ لكل نزيلةٍ
تبغى الإقامة والمكان رحيبُ
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025, vBulletin Solutions, Inc Trans by mbcbaba
diamond