مشاهدة النسخة كاملة : هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
الحمدان
09-09-2024, 01:21 PM
هذه الكعبةُ كنّا طائفيها
والمصلّين صباحاً ومساء
كم سجدنا وعبدنا الحسن فيها
كيف بالله رجعنا غرباء
دار أحلامي وحبي لقيتنا
في جمود مثلما تلقى الجديد
أنكرتنا وهي كانت إن رأتنا
يضحك النور إلينا من بعيد
ابراهيم ناجي
الحمدان
09-09-2024, 01:21 PM
درجَ الدهرُ وما أذكر بعدك
غير أيامك يا توأم نفسي
وأنا الطائرُ قلبي ما صبا
لسوى غصنك والوكر القديم
ما تبدّلنا ولا حال الصّبا
والهوى الطاهر والودّ الكريم
لم تَزَل ذكراه من بالي وبالك
كيف ينسى القلبُ أحلامَ صباه
قد صحت عيني على فجرِ جمالك
كيف يُنسى الفجرُ يا فجر الحياه
ابراهيم ناجي
الحمدان
09-09-2024, 01:21 PM
ذهب الصبا الغالي وزالت دوحة
مدت لنا ظل الوفاء ظليلا
أيام يخذلني أمامك منطقي
فإذا سكتُّ فكل شيءٍ قيلا
ويثور بي حبي فإن لفظٌ جرى
بفمي تعثر بالشفاه خجولا
يا مَن نزلت بنبعه أرد الهوى
فأذاقنيه محطماً ووبيلا
ما راعني ما ذقته وخشيت أن
ألقاك بالداء الدفين جهولا
فأشدّ ما عانى الفؤاد صبابةٌ
شبّت وظل دفينها مجهولا
ابراهيم ناجي
الحمدان
09-09-2024, 01:22 PM
طويتُ صحيفة الأمس
فَدَعها في يد الله
هي الدنيا كما كانت
وماذا ينفع الوعظ
وما عتبت ولا خانت
ولكن خانك الحظّ
أردنا الجاه والذهبا
فلم يتلطَّف المولى
وهذا العمر قد ذهبا
وأحسن ما به ولّى
ابراهيم ناجي
الحمدان
09-09-2024, 01:22 PM
ربِّ عفواً لحيرتي وارتيابي
وسؤالٍ في جانحي يتردّد
هو همس الشقاء ما هو شك
لا ولا ثورةٌ فعدلك أخلد
أين يا رب أين من قبل حيني
ألتقي مرةً بحملي الأوحد
بخليلٍ ما ردَّه كيدُ نما
مٍ ولم يَثنِه وشاةٌ وحُسَّد
وحبيبٍ إِذا تدفَّق إحسا
سي جزاني بزاخرٍ ليس ينفد
وعناقٍ أُحِسُّه في ضلوعي
دافقاً في الدماء كاليمِّ أزبد
ابراهيم ناجي
الحمدان
09-09-2024, 01:22 PM
الشعر روضٌ يانعٌ وعبيره
سارٍ إلينا من عبير الجنَّة
وأراك روضة رقةٍ ومحاسنٍ
هل روضةٌ تهدي البيان لروضة
فإِليك يا أغلى عزيزٍ يا ابنتي
وأحبَّ من تصبو إليه مهجتي
تذكار والدك المحبّ وديعةً
فإذا ذكرت فهذه أمنيتي
والخطّ مثل الرسم إن يوماً نأى
رسمي فللأثر العزيز تلفّتي
ابراهيم ناجي
الحمدان
09-09-2024, 01:23 PM
قَسَت الحياة على الطّرِيدِ
فقم بنا نَنعَى الحياه
وقسا الحبيب على الغريبِ
فلا الدموع ولا الصَّلاه
فرغ الحديث ومن رواه
طُوِي الكتاب فمن طواه
عجباً لهذا الحب من
بدء الزمان لمنتهاه
وقضائِه بين الذي
حفظ الوفاء ومن سلاه
قتلى الهوى لا يُذكرون
ولا حساب على الجناه
ابراهيم ناجي
الحمدان
09-09-2024, 01:23 PM
لا تَمحُ رَوعَتَهَا بذكر فعالها
دعها تمرّ كما بدت بجلالها
لا تنكرنَّ الشمس عند غروبها
أوَ مَا نعمت بِدِفئها وظلالها
إن كان فاتك مجدها رَأدَ الضُّحى
فاحمد لها ما كان من آصالها
ابراهيم ناجي
الحمدان
09-09-2024, 01:23 PM
إني لأقنع من ظلال أحبّتي
بحنان أخت أو بكفّ مسلّم
وبجلسة طابت لدىّ بغرفة
حملت عبير الغائب المتوسّم
يا أخت هند خبّريها أنني
صبٌّ يعيش بمهجة المتألم
صبٌّ سئمت من الحياة بدونها
أنا لا أحبُّ إذا أنا لم أسأم
ومضى النهار ولا نهار لأنه
يمتدُّ عندي كالفراغ المظلم
يا دار هند إن أذنت تكلَّمي
يا دارها عيشي لهند واسلمي
فدمى الفداء لحبّ هندٍ وحدها
وأنا المقّصِرُ إن بذلت لها دمي
ولقد حلفت لها ودمعي شاهدٌ
أني فنيت علمت أم لم تعلمي
ابراهيم ناجي
الحمدان
09-09-2024, 01:24 PM
بين سهدٍ وعذابٍ وضنى
مرّ ليلي ذاك حالي وأنا
أسأل الأنجم عن حال المنى
يا حبيبي كيف صارت بيننا
كيف أمسى يا حبيبي عهدنا
بعد ما طاب هوانا ودنا
كلُّ ما كان بعيداً ورنا
كلُّ نجمٍ من سماوات السنا
آه لو ينظر حالي الآن آه
حينما ضاقت بآلامي الحياه
ندم النجمُ على غالي سناه
ورأى كيف انطوينا فطواه
ابراهيم ناجي
الحمدان
09-09-2024, 01:24 PM
يا نسيم البحر ريانَ بطيب
ما الذي تحمل من عطر الحبيب
صافحتني من نواحيك يدٌ
تمسح الدمعة عن جفن الغريب
وتلقَّاني رشاشٌ كالبكا
وهديرٌ مثل موصول النحيب
ابراهيم ناجي
الحمدان
09-09-2024, 01:24 PM
ما حيلتي يا هند وجهك لاح لي
بأنوثةٍ جبَّارة الطغيان
يا هند أين رجولتي وعزيمتي
في قرب وجه ساحرٍ فتَّان
وأنا حزينٌ ظامئٌ قد جدَّ لي
ورِدٌ وراء مَعِينه شفتان
ابراهيم ناجي
الحمدان
09-09-2024, 01:24 PM
ما أضيع الصبر في جُرح أداريه
أريد أنسَى الذي لا شيء يُنسيه
وما مجانبتي من عاش في بصري
فأينما التفتت عيني تلاقيه
ابراهيم ناجي
الحمدان
09-09-2024, 01:25 PM
آه من مَيَّةُ آهٍ ثم آه
وحَبيبٍ سَحرتني مُقلتاه
لو تَمنَّيتُ قُبيل الموت ماذا
أتمنى قلت تقبيل ثراه
أتمنى الموت من مقلته
ما الذي يمنع أن أشتاق فاه
آه من مَيَّةُ آهٍ ثم آه
وحبيبٍ عزّني اليوم لقاه
ابراهيم ناجي
الحمدان
09-09-2024, 01:25 PM
يا من أعاتب دهري إذ أودِّعه
وما عتابي على الأقدار والقِسم
إنّ النوى غرَّبته وهي عالمة
أني رجعت أُداري النار بالضرم
ورنَّحَت بعده خطوي وما عرفت
من عثرة الحظِّ أم من عثرة القدم
خَلَت وران عليها الصمت وانقلبت
كأنما لَفَّها ثوبٌ من العدم
بالله أيامَنا هل فيك منتَفعٌ
ونحن من سَأَمٍنمشي إلى سَأم
وما أُرقِّع ثوباً فيك منخرقاً
لكن أرقِّع جُرحاً غير ملتئم
ابراهيم ناجي
الحمدان
09-09-2024, 01:25 PM
ويا لك من يوم غريبٍ وليلةٍ
عَفَت وغفت عن ظلم روحين في أسر
ويا لك من ركنٍ خَفِيٍّ وعالمٍ
خَفِيٍّ غنيٍّ بالمفاتن والسحر
ويا لك من أفقٍ مديد ومولدٍ
جديدٍ لقلبينا ويا لك من فجر
عرفتك عرفان الحياة أحسَّها
وأَبصَرَها من كان يخطو إلى القبر
عرفتك عرفان النهار لمقلةٍ
مخضَّبةِ الأحلام حالكةِ الذعر
رأت بك روح الفجر حين تبيّنت
بياض الأماني في أشعَّته الحُمر
ابراهيم ناجي
الحمدان
09-09-2024, 01:26 PM
ثلاث سنين أم ثلاث ليال
هي البرق أم مرَّت كلمح خيال
وما كان هذا العمرُ إلا صحائفاً
تلاشت ظلالاً رُحن إثر ظلال
وما كان إلا أمس لقياك إنه
لأثبت ما خطّ الزمانُ ببالي
وما العمر إلا أنت والحب والمنى
وما كان باقي العمر غيرَ ضلال
ابراهيم ناجي
الحمدان
09-09-2024, 01:26 PM
لا حبَّ إلا حيث حلَّ ولا أرى
لي غير ذلك موطناً ومقاما
وطني على طول الليالي دارُه
مهما نأى وهواي حيث أقاما
والأرضُ حين تضمُّنا مأهولةٌ
لحظاتها معمورةٌ أيّاما
لا فرق بين شَمالها وجنوبها
فهما لقلبي يحملان سلاما
وهما لعهدي حافظان وقلّما
حفظ الزمان لمهجتين ذماما
وإذا بكيتُ فقد بكيت مخافة
من أن يكون غرامُنا أحلاما
ولربما خطر النَّوى فبكيته
من قبل أن يأتي البعاد سجاما
ابراهيم ناجي
الحمدان
09-09-2024, 01:27 PM
أحبك فوق ما عشقت قلوبٌ
ولا أدري الذي من بعد حبي
وأعلم أن كُلِّي فيك فانٍ
وعيني فيك ذائبةٌ وقلبي
وأعلم أن عندك من يُنادي
خفيّاً هاتفاً وأنا الملبّي
وأعلم أن حبي ليس يشفي
وبعدي ليس يُجديني وقربي
ولما لم أجد للحب حلا
هتفتُ به كما يرضيك سِر بي
وخذني حيث هند لا تسلني
لأية غايةٍ ولأيِّ دَرب
ابراهيم ناجي
الحمدان
09-09-2024, 01:27 PM
وليلةٍ بات من أهوى ينادمني
ما كان أجملَه عندي وأجمَلها
بتنا على آية من حسنه عَجَبٍ
كتابُه من خَفايا الخُلدِ أنزَلَها
إذا تساءلتُ عمَّا خَلفَ أسطرها
رَنَا إليَّ بعينيه فأَوَّلَها
مُصَوِّباً سَهمَه مُستشرفاً كبدي
مُستهدفاً ما يشاء الفتكُ مقتلها
يا للشَّهيدة لم تعلم بمصرعها
ما كان أظلَمَ عينيه وأجهلَها
حتى إذا لم يَدَع منها سوى رمقٍ
عَدَا على الرَّمقِ الباقي فجندلها
وصَدَّ عنها وخلاَّها وقد دَمِيَت
في قبضة الموت غَشَّاها وظلّلها
وحان من ليلة التوديع آخرُها
وكان ذاك التلاقي الحُلوُ أوَّلها
ضممتها لجراحاتي التي سَلَفَت
إِلى قديمِ خطايا قد غفرتُ لها
ابراهيم ناجي
الحمدان
09-09-2024, 01:27 PM
تَشُكِّين في حبي لك الحقُّ إنني
جديرٌ بهذا الظُّلم والريبِ والشكِّ
خليقٌ بأن تَنسَي هواي فتنطوي
سعادةُ أيامي التي ذُقتُها منكِ
إذا أنا لم أذكُركِ في كل لحظةٍ
وقصّرتُ لم أسأل ثوانِيها عنك
إذا أنا لم أبذُل شجايَ وعَبرَتي
على كل وقتٍ ضائعٍ كنتُ لا أبكي
فلا حبَّ عندي أستلذُّ به الجوى
بما فيه من سقمٍ وما فيه من ضنك
أليلايَ حُبِّي فيك حُبُّ مُوَحِّدٍ
تَنَزَّهَ عن ريبٍ وجلَّ عن الشِّرك
تَبَقَّى بقاءَ القلب يَنبِضُ دائماً
وليسَ لسلوانٍ وليس إلى تَرك
ابراهيم ناجي
الحمدان
09-09-2024, 01:27 PM
يا سيِّدَ القمَّةِ أَنصِت لنا
لا يعرفُ الإِشفاقَ قلبٌ مُشيح
وانظر إلى السِّكِّين في ساحةٍ
قد زمجرت فيها دماء الذَّبيح
واسكب نَدَى الحبِّ بأفواهِنا
كم من بَكِيٍّ وظَمِيٍّ طليح
فربما يُشرقُ بعد الضَّنى
وجهٌ مليح وزمانٌ مليح
ابراهيم ناجي
الحمدان
09-09-2024, 01:28 PM
خلعتُ إيماني على شكِّها
وبدَّدته السارياتُ الثِّقال
نادتنيَ الصحراءُ وهي التي
آدَت جحيمي في السنين الطّوال
تُريد سرّي إن سرِّي هنا
في مُغلَقٍ أسرارهُ لا تنال
قالت بهذا الصمتِ ما لم يقل
وقلتُ بالزفراتِ ما لا يُقال
ابراهيم ناجي
الحمدان
09-09-2024, 01:28 PM
يا مرفأَ الروحِ لا تَدَعنِي
بلا دليلٍ ولا مَنار
موجٌ وريحٌ وزحفُ ليلٍ
فمن دمارٍ إلى دمار
إن أنتِ أخلفتِ وَعدَ حبّي
لم تُؤوِني في الديارِ دار
وليسَ لي في الهَوى اصطِبار
وليس لي دونك اختيار
ابراهيم ناجي
الحمدان
09-09-2024, 01:28 PM
قد نأى عني الذي يرحمُني
والذي يفهمُ آلامي وروحي
والذي أعبدُ منه غُرَّةً
كَنَدى الأزهار في الوجهِ الصبيح
والذي أشتَمُّ منه غادياً
عَبقَ الأنداءِ في الوادي الصدوح
آه يا هندُ جِراحي كَثُرَت
فتعالي ضَمّدِي أنتِ جروحي
ابراهيم ناجي
الحمدان
09-09-2024, 01:29 PM
ها أنا عُدتُ إلى حيثُ التقينا
في مكانٍ رَفرَفَت فيه السعاده
وبه قد رفرفَ الصمتُ علينا
إنَّ في صَمتِ الحبيبين عباده
ربَّ لَحنٍ قَصَّ في خاطِرنا
قصَّةَ الساري الذي غَنَّى سهاده
وكأَنَّ الصمتَ منهُ واحةٌ
هَيَّأَت من عُشبِها الرَّطبِ وساده
صَمَتَ السّهلُ ولكن أقبَلَت
من ثَنَايا السهلِ أصداءٌ بعيده
كلُّ لحنٍ في هدوءٍ شاملٍ
تشتهي النفسُ به أن تستعيدَه
يتهادى في عُبابٍ ساحرٍ
باعِثٍ للشَّطِّ أمواجاً مديده
ابراهيم ناجي
الحمدان
09-09-2024, 01:29 PM
جمعَ الدهرُ حبيباً وامقاً
بحبيبٍ وغداً يَنزَعُه
أطريقانِ طريقٌ دونَه
في حياتي وطريقٌ معه
كلما خلَّى حبيبي يَدَهُ
لحظةً قلتُ وحُبِّي أبقِها
أَبقِها أنفُض بها خوفَ غدٍ
وأُحِسُّ الأَمنَ منها وبِها
أبقِها أشدُد بها أزرِي إذا
ضَعُفَ الأزرُ أو العزم وهَى
أبقِها أُومن إِذا لامَستُها
أن حبي ليسَ حُلماً وانتهى
ابراهيم ناجي
الحمدان
09-09-2024, 01:29 PM
آهِ من وَجدك بالهاجرِ آه
تتمنى أن تراه لن تراه
خَدَعَتنا مُقلَتاهُ خدعتنا
وجنتاهُ خدعتنا شَفَتاه
والذي من صوتهِ في مسمعي
وخيالي غادرٌ حتى صداه
حُلُمٌ مرَّ كما مرَّ سواه
وكذا الأحلامُ تمضي والحياه
أين يا ليلايَ عهدُ الهرم
أين يا ليلاي حُلوُ الكَلِمِ
هامساتٍ بين أذني وفمي
ساريات غرِداتٍ في دمي
كلماتٌ عذبةٌ معسولةٌ
ضيّعت وارحمتا للقَسَم
ذهبت مثلَ ذهابِ الحُلُمِ
إنني أعلمُ ما لم تعلمي
كيف صدَّقنا أضاليلَ الهوى
بِنُهَى طفلٍ وإحساس صَبِي
حَسبُنا منه سماءٌ لمعت
فوقَ رأسينا وكوخٌ خشبي
حُلُمٌ ولَّى ووهمٌ لم يَدُم
ما تَبقَّى غيرُ خَيطٍ ذهبي
ذات يومٍ في أصيلٍ فاتنٍ
ذابت الشمسُ فسالت ذهبا
ابراهيم ناجي
الحمدان
09-09-2024, 01:30 PM
أجر غربتي أيها العائد
فقد ملّني الداء والعائد
أجر غربتي فبلادي الهموم
وليل بطيء الخطى راكد
تقاسمني في نواك الديار
وأنتَ لي الوطن الواحد
محياك داري ومنك نهاري
إذا ضمك الصدر والساعد
أجر شفتي من عذاب الظما
أما أذن الله أن ترحما
أتمعن في الهجر حتى ترانا
بكينا دما واحترقنا فما
ولي رمق صنته كي أراك
فاشفق على رمقي ريثما
إذا طلب الحب برهانه
من الموت لبَّيت كي تعلما
لياليّ مرت هباء عقيما
فهل تنوالى البواقي سدى
أسائل جرحي عمن جناه
وأرنو فاستخبر العوَّدا
فما اطلعوا اليوم بالبشريات
ولا عللوا بالتلاقي غدا
فلما تنكر حتى المحب
تلفت أسألُ عنك العدا
سلام على غائب عن عيوني
حملت حطامي إلى داره
وقلت لقلبي تمهل بنا
وخبئ شقاءك أو داره
تناسَ الأسى ها هنا أو يقال
حملت الظلام لأنواره
أتغدو إلى عتبات النعيم
بلفح الجحيم وإعصاره
ابراهيم ناجي
الحمدان
09-09-2024, 01:30 PM
تسائلني من أنت وهي عليمة
وهل بفتى مثلي على حاله خفا
سأخبرها من أنت إنك شاعر
قنوع إذا ما الخير جاء تفلسفا
ومن أنت حتى ترفض النعمة التي
أتيحت وتأبى مثلها متقشفا
فتى حاله غلبٌ وآخره الطوى
وخطته عريٌ ومشروعه الحفا
ابراهيم ناجي
الحمدان
09-09-2024, 01:31 PM
أيها الماضي الذي أودعته
حفرة قد خيم الموت بها
أيها الشعر الذي كفنته
مقسما لا قلت شعرا بعدها
أيها القلب الذي مزقته
صارخاً عهدك يا قلب انتهى
قسما ما مات منكم أحد
إنها رقدة يأس إنها
آه لو قام رسول ضارع
أو شفيع منكم يمضي لها
آه من يخبرها عن طائر
نسي الأوكار إلا وكرها
ابراهيم ناجي
الحمدان
09-09-2024, 01:31 PM
قدر أراد شقاءنا
لا أنتِ شئت ولا أنا
عزَّ التلاقي والحظوظ
السود حالت بيننا
قد كدت أكفر بالهوى
لو لم أكن بك مؤمنا
ابراهيم ناجي
الحمدان
09-09-2024, 01:31 PM
لو أن للموت أسباباً تقربني
إلى رضاك لهان الموت مقتحما
إن الليالي التي في العمر منك خلت
مرت يبابا وكانت كلها عقما
تلفت القلب مكروبا لها حسرا
وعض من أسف إبهامه ندما
ابراهيم ناجي
الحمدان
09-09-2024, 01:32 PM
طوى السنين وشق الغيب والظلما
برقٌ تألق في عينيك وابتسما
يا ساري البرق من نجمين يومض لي
ماذا تخبئ لي الأقدار خلفهما
أجئت بي عتبات الخلد أم شركا
نصبت لي من خداع الوهم أم حلما
كأنني ناظرٌ بحراً وعاصفة
وزورقاً بالغد المجهول مرتطما
حملتني لسماء قد سريت لها
بالروح والفكر لم أنقل لها قدما
شفّت سديماً ورقت في غلائلها
فكدت أبصر فيها اللوح والقلما
ابراهيم ناجي
الحمدان
09-09-2024, 01:32 PM
تعالَ سل القبيلة والجمالا
لأية غاية شدوا الرحالا
وكيف تبدلوا أرضاً بأرض
وكيف تغيروا حالا وحالا
تطلعت العيون لعل ماء
يتاح على الهواجر أو ظلالا
ومدّ الشيخ في الصحراء لحظاً
كلحظ الصقر في الآفاق جالا
كأن بنيه سقما أو هزالا
خيال جر هيكله خيالا
أقافلة الحياة أريتنيها
فلم تر مثلها عيني مثالا
أجل هي نحن في الدنيا حيارى
وما ندري لقافلة مآلا
رأيت حياتنا كم من غريب
على جنبيه بالإِعياء مالا
وكم من سائل لم يلق ردا
وقد سأل الهواجر والرمالا
فإن تجب القفار عليه يوماً
تردُّ له سوافيها السؤالا
أقافلة الحياة أريتنيها
خيالا أو ضلالا أو محالا
ابراهيم ناجي
الحمدان
09-09-2024, 01:32 PM
يا ربيعاً جمل الله به
روضة الدنيا ووقاها الخريف
وشعاعاً مده الله على
هذه الأمة من مدن وريف
أيها النعمة لا حدّ لها
نحن من نعماك في ظل وريف
يا شريف النفس والقلب لنا
فيك صافي القول والشعر الشريف
يا أبا الرقة لا تعدلها
رقة الوالد ذي القلب العطوف
رقة تنزل من عليائها
كشعاع البدر بالضوء اللطيف
يتمنى الشعر فيه غاية
وهو عنها عاجز الباع ضعيف
كلما حاولها أعجزه
قصر الطرف عن الصرح المنيف
أيها المصباح صرنا حوله
كفراش حام بالنور يطوف
أيها الأيك غدونا حوله
نسماً في الأيك موصول الحفيف
أنا من غناك عنهم فاستمع
من أغاريد الربى نجوى الأليف
ابراهيم ناجي
الحمدان
09-09-2024, 01:33 PM
غيث على القفر حيّانا وأحيانا
يا شاعر الجيل كان الجيل ظمآنا
كنا نعيش من الدنيا على عدة
نبني من الأمل الموعود دنيانا
فالآن قد حققت ما كان منتظراً
منها وإن لمعت بالوعد أحيانا
جاءت بأروع من هز البيان ومن
أعاد مجد القوافي مثل ما كانا
ريحانة النيل هزت نفسها طرباً
وقدمت لأمير الشعر ريحانا
ماذا نقول ونبدي بعدما سبقت
لك الشهادة من تكريم مولانا
أقمت من عبقري الشعري برهانا
وقبلها كنت للأخلاق عنوانا
بآيتين وفاء للتي ذهبت
وأنت مَن حفظ الذكرى ومن صانا
إن التي نضَّرت عيشاً نعمت به
وصيرت بيتك المعمور بستانا
لو لحظة نحو ذياك الضريح رنت
عيناك تلق الهوى لم يختلف شانا
وآية من وفاء للألى سحبت
عليهم حادثات الدهر نسيانا
عهد الرشيد وعهد المجد في زمن
به توطد ملك العرب سلطانا
وعهد بغداد حيث العيش مؤتلقٌ
يهفو خمائل أو يهتز أفنانا
جلوته وهو فتاك بجعفره
والسيف يقطر بغضاءً وعدوانا
يا للطلاء الذي يكسو النفوس لكم
كسا النفوس من التزييف ألوانا
تلك الطبيعة لا شيء يغيرها
ينام فيها خيال الفتك وسنانا
الحرص يوقظه والمجد يوقظه
والويل إن وثب الوسنان يقظانا
جوزيت عن لغة الفصحى وأمتها
عمراً مديداً وتكريماً وإحسانا
ابراهيم ناجي
الحمدان
09-09-2024, 01:33 PM
كيف أنسى زمناً كنت به
من أخ أغلى وأسمى من أبِ
ضقت ذرعاً بزماني وكذا
ضاقت الأيام والآلام بي
رائحاً في لجة طاغية
غادياً في عاصف مضطربِ
قد تغشاني ظلام لا أرى
فيه مغداي ولا منقلبي
صامداً للظلم والظلم له
معول يهدمني عن كثب
وأنا أدفعه عن منكبي
بيدي حتى تهاوى منكبي
وتماسكت فلم يبق سوى
كبرياء هي درع للأبي
هتفت بي النفس فلنمض إلى
ذلك الورد الكريم الطيب
ابراهيم ناجي
الحمدان
09-09-2024, 01:33 PM
قف يا فؤادُ على المنازل ساعا
فهنا الشباب على الأحبة ضاعا
وهنا أذلَّ إباءه متكبر
أمرت عيون قلبه فأطاعا
أحسست بالداء القديم وعادني
جرح أبيت لعهده إرجاعا
ومشى مع الأمل الذهول كأنما
طارت بلبي الحادثات شعاعا
كثرت عليّ متاعبي فمحونني
ومحون حتى السقم والأوجاعا
يا من هجرت لقد هجرت إلى مدى
فإلى اللقاء ولن أقول وداعا
ابراهيم ناجي
الحمدان
09-09-2024, 01:34 PM
بأي معجزة في الحب نتفق
يا قلب لا يتلاقى الفجر والغسقُ
يا قلب إنا لقينا اليوم معجزة
تكاد في ظلمات الليل تأتلقُ
ظللتُ أسأل نفسي كيف تعشقها
بقية من بقايا العمر تحترق
وافيتها وفلول النور دامية
تطفو وترسب أو تعلو فتعتلقُ
لم أدر حين تبدت لي إذا شفقي
أبصرته أو على المنصورة الشفق
يا من منحت الأماني البيض معذرة
إني بهذي الأماني البيض أختنقُ
أين الهدوء المرجى في جوانبها
إني رجعت وليلي كله أرق
أقبلت أنشد أمنا في هواك بها
فلم أنل وتولى قلبي الفرق
لا بالقلوب ولا الأرواح يا أملي
أنّا بشيء وراء الروح نعتنق
ويحي على كفك البيضاء إذ بسطت
عند السلام وويحي حين تنطبق
ابراهيم ناجي
الحمدان
09-09-2024, 01:34 PM
لا أراك الله حالي والليالي
كاسفات ليس فيهن شعاع
قد بلوت الويل فيها لا بلوتا
وأنا أبدأ يومي بالمساء
وعرفت الضيق ضيق القلب حتى
لم أجد في الكون ثقباً من رجاء
لا وربي ليس في الدنيا ختام
حين يغدو البعث نجوى من حبيب
حين يستيقظ قلب من منام
والمنادي أنت والحب المجيب
ابراهيم ناجي
الحمدان
09-09-2024, 01:34 PM
لا القوم راحوا بأخبار ولا جاءوا
ولا لقلبك عن ليلاك أنباءُ
جفا الربيع ليالينا وغادرها
وأقفر الروض لا ظل ولا ماءُ
يا شافي الداء قد أودى بي الداء
أما لذا الظمأ القتال إرواءُ
ولا لطائر قلب أن يقر ولا
لمركب فزع في الشط إرساءُ
عندي سماء شتاء غير ممطرةٍ
سوداء في جنبات النفس جرداء
خرساء آونة هوجاء آونة
وليس تخدع ظني وهي خرساء
وكيف تخدعني البيداء غافية
وللسواقي على البيداء إغفاء
أأنت ناديتِ أم صوت يخيل لي
فلي إليك بإذن الوهم إصغاء
لبيك لو عند روحي ما تطير به
وكيف ينهض بالمجروح إعياء
تفرق الناس حول الشط واجتمعوا
لهم به صخب عالٍ وضوضاءُ
ابراهيم ناجي
الحمدان
09-09-2024, 01:35 PM
ألمي محا ذنبي إليك وكفّرا
هبني أسأت ألم يحن أن تغفرا
روحي ممزقة وأنت تركتها
لمخالب الدنيا وأنياب الورى
روحي ممزقة لو أدركتها
جمّعت من أشلائها ما بعثرا
أو ليس لي في ظل حبك موضع
أحبو إليه وأرتمي مستنصرا
ما كنت أصبر عن لقائك ساعة
كيف اصطباري عن لقائك أشهرا
من بدّل الثغر الجميل عبوسة
ومضى إلى وجه السماء فكدرا
يا هاته الأقدار عينك لا ترى
تحت الدجى سأمان ممتنع الكرى
ظمآن لو باع الأحبة قطرة
بالعمر والدنيا جميعاً لا شترى
اخف جراحك واستعز بفتكها
غريدك الشادي المحلق في الذرى
يرنو إليك على البعاد ويعتلي
فيجره الجرح المميت إلى الثرى
قد عاش وهو معذب بإبائه
ولقد يلاقي يومه مستكبرا
حتام كتماني وطول تجلدي
يا أيها الجاني عليَّ وما درى
ومتى المآب إلى رحابك مرة
لأريك جرحي والدما والخنجرا
ابراهيم ناجي
الحمدان
09-09-2024, 01:35 PM
يا رامي السهم يدري أين موضعه
مني ويعلم ما داريت من ألم
رميتَ في ساحة موسومة بدم
منقوشة بندوب الحب والندم
لا يخدعنَّك منها وهي صامتة
صمت القبور فراغ الموت والعدم
فكم شفاه جراحات إذا انطبقت
جرح الإباء عليها غير ملتئم
فيم انتقامك من قلب عصفت به
لم يبق من موضع فيه لمنتقم
وفيم لذعة سخطٍ من جوى برمٍ
ترمي بجمرته في جوف مضطرم
ابراهيم ناجي
الحمدان
09-09-2024, 01:35 PM
يا رب ما أعجب هذي البلاد
لا ليلَ فيها كل ليلٍ صباح
وكل وجه في حماها ضِماد
ومصر لا تنبت إلا الجراح
ابراهيم ناجي
الحمدان
09-09-2024, 01:36 PM
أجل أهواك أنتِ مُنى حياتي
وأنت أحبُّ من بصري وسمعي
وهل أنساكِ كلا لست أنسى
هوى قد كان إلهامي ونبعي
لبست من التصبر عنك درعا
فها أنا تنزع الأيام درعي
وها أنا لا أورّي عنك سرا
عرفت محبتي ورأيتِ دمعي
تلاشت قوتي وغدا فؤادي
كأن خفوقه خلجات نزع
أبشره فيرقص في ضلوعي
وأنظر سود أيامي فأنعي
وقد نضب الخيال وغاض طبعي
ومات على حياض اليأس زرعي
أجرجر وحدتي في كل حشد
وأحمل غربتي في كل جمع
مزّقته فصار والله لا يقدر
حتى أن يسأل الله رفقا
لجة بعد لجة كلما صارع
ردت له أمانيه غرقى
فيلق بعد فيلق حجب الشمس
ولم يبق للنواظر أفقا
وسنان الغروب تغزوه حمرا
وسنان العذاب تطعن زرقا
وجيوش الظلام تزحف زحفا
وثقال الأقدام تسحق سحقا
ابراهيم ناجي
الحمدان
09-09-2024, 01:36 PM
خان الأحبة والرفاق ولم أخن
عهدي لهم وصفحتُ صفح كريم
أيخيفني العشب الضعيف أنا الذي
أسلمت للشوك الممض أديمي
وإذا ونى قلبي يدق مكانه
شممي وتخفق كبرياء همومي
إني لأحمل جعبتي متحديا
زمني بها وحواسدي وخصومي
أحني لعرش الله رأساً ما انحنى
بالذل يوماً في رحاب عظيم
ابراهيم ناجي
الحمدان
09-09-2024, 01:36 PM
نداؤك يا فؤادُ كفى نداء
أما تنفك تسقيني الشقاء
أنا ظمآن لم يلمع سراب
على الصحراء إلا خلتُ ماءَ
وأنت فراش ليل كلّ نور
تبعت وكلَّ برق قد أضاءَ
فؤادي قل لها لما افترقنا
على شجن وما نرجو اللقاء
حببتكِ ما شدوت لديك شعرا
ولكني اعتصرت لكِ الدماءِ
إذا أنا في هواك أضعت روحي
فلست أضيع فيك دمي هباء
غرامك كان محراب المصلى
كأني قد بلغتُ بك السماء
ابراهيم ناجي
الحمدان
09-09-2024, 01:36 PM
هيا فما في الأرض لي مطمح
ولا أرى لي بعدها شيا
ماذا بقائي ها هنا بعدما
نفضت منه اليوم كفيا
أهرب من يأسي لكأسي التي
أدفن فيها أملي الحيّا
يا أيها الهارب من جنتي
تعال أو هات جناحيا
نبكي شبابينا ونبكي المنى
وترتمي بين ذراعيا
إني على يأسي وكأسي كأبي
وعلى سرابي عاكف وشرابي
ولقد فرغتُ من التعلل بالمنى
إلا وميضاً في الرماد الخابي
ابراهيم ناجي
الحمدان
09-09-2024, 01:37 PM
نزل الستار ففيم تنتظر
خلت الحياة وأقفر العمر
لم يبقَ إلا مقفر تعس
تعوي الذئاب به وتأتمر
هو مسرح وانفض ملعبه
لم يبق لا عينٌ ولا أثر
ورواية رويت وموجزها
صحبٌ مضوا وأحبةٌ هجروا
عبروا بها صوراً فمذ عبروا
ضحك الزمان وقهقه القدر
ابراهيم ناجي
الحمدان
09-09-2024, 01:39 PM
يا فؤادي رحم الله الهوى
كان صرحاً من خيال فهوى
اسقني واشرب على أطلاله
واروِ عني طالما الدمع روى
كيف ذاك الحب أمسى خبراً
وحديثاً من أحاديث الجوى
وبساطا من ندامى حلم
هم تواروا أبداً وهو انطوى
يا رياحا ليس يهدا عصفها
نضب الزيت ومصباحي انطفا
وأنا أقتات من وهم عفا
وأفي العمر لناسٍ ما وفى
كم تقلبت على خنجره
لا الهوى مال ولا الجفن عفا
وإذا القلب على غفرانه
كلما غار به النصل عفا
يا غراما كان مني في دمي
قدراً كالموت أوفى طعمه
ما قضينا ساعة في عرسه
وقضينا العمر في مأتمه
ما انتزاعي دمعة من عينه
واغتصابي بسمة من فمه
ليت شعري أين منه مهربي
أين يمضي هارب من دمه
لست أنساك وقد أغريتني
بفمٍ عذبِ المناداة رقيق
ويد تمتد نحوي كيدٍ
من خلال الموج مُدّت لغريق
آه يا قِبلة أقدامي إذا
شكت الأقدام أشواك الطريق
وبريقاً يظمأ الساري له
أين في عينيك ذياك البريق
لست أنساك وقد أغريتني
بالذرى الشم فأدمنت الطموح
أنت روح في سمائي وأنا
لك أعلو فكأني محض روح
يا لها من قمم كنّا بها
نتلاقى وبسرّينا نبوح
نستشف الغيب من أبراجها
ونرى الناس ظلالاً في السفوح
أنتِ حسن في ضحاه لم يَزَل
وأنا عنديَ أحزان الطفَل
وبقايا الظل من ركب رحل
وخيوط النور من نجم أفل
ألمح الدنيا بعيني سئمٍ
وأرى حولي أشباح الملل
راقصات فوق أشلاء الهوى
معولات فوق أجداث الأمل
ذهب العمر هباء فاذهبي
لم يكن وعدك إلا شبحا
صفحة قد ذهب الدهر بها
أثبت الحب عليها ومحا
انظري ضِحكي ورقصي فرحا
وأنا أحمل قلباً ذبحا
ويراني الناس روحاً طائراً
والجَوى يطحنني طحن الرحى
كنت تمثال خيالي فهوى
المقادير أرادت لا يدي
ويحها لم تدر ماذا حطمت
حطمت تاجي وهدت معبدي
يا حياة اليائس المنفرد
يا يباباً ما به من أحد
يا قفاراً لافحاتٍ ما بها
من نجي يا سكون الأبد
أين من عيني حبيب ساحر
فيه نبل وجلال وحياء
واثق الخطوة يمشي ملكاً
ظالم الحسن شهي الكبرياء
عبق السحر كأنفاس الربى
ساهم الطرف كأحلام المساء
مشرق الطلعة في منطقه
لغة النور وتعبير السماء
أين مني مجلس أنت به
فتنَة تمت سناء وسنى
وأنا حب وقلب ودم
وفراش حائر منك دنا
ومن الشوق رسول بيننا
ونديم قدم الكأس لنا
وسقانا فانتفضنا لحظة
لغبارٍ آدمي مسنا
قد عرفنا صولة الجسم التي
تحكم الحي وتطغى في دماه
وسمعنا صرخة في رعدها
سوط جلاد وتعذيب إله
أمرتنا فعصينا أمرها
وأبينا الذل أن يغشى الجباه
حكم الطاغي فكنا في العصاه
وطردنا خلف أسوار الحياه
يا لمنفيين ضلا في الوعور
دميا بالشوك فيها والصخور
كلما تقسو الليالي عرفا
روعة الآلام في المنفى الطهور
طردا من ذلك الحلم الكبير
للحظوظ السود والليل الضرير
يقبسان النور من روحيهما
كلما قد ضنت الدنيا بنور
أنت قد صيرت أمري عجبا
كثرت حوليَ أطيار الربى
فإذا قلت لقلبي ساعة
قم نغرد لسوى ليلي أبى
حجبت تأبى لعيني مأربا
غير عينيك ولا مطلبا
أنتِ من أسدلها لا تدعي
أنني أسدلت هذي الحجبا
ولكم صاح بي اليأس انتزعها
فيرد القدر الساخر دعها
يا لها من خطة عمياء لو
أنني أبصر شيئاًَ لم أطعها
وليَ الويل إذا لبيتها
ولي الويل إذا لم أتبعها
قد حنت رأسي ولو كل القوى
تشتري عزة نفسي لم أبعها
يا حبيبا زرت يوما أيكه
طائر الشوق أغني ألمي
لك ابطاء الدلال المنعم
وتجني القادر المحتكم
وحنيني لك يكوي أعظمي
والثواني جمرات في دمي
وأنا مرتقب في موضعي
مرهف السمع لوقع القدم
قدم تخطو وقلبي مشبه
موجة تخطو إلى شاطئها
أيها الظالم بالله إلى كم
أسفح الدمع على موطئها
رحمة أنت فهل من رحمة
لغريب الروح أو ظامئه
ا
يا شفاء الروح روحي تشتكي
ظلم آسيها إلى بارئها
أعطني حريتي أطلق يديّ
إنني أعطيت ما استبقيت شيّ
آه من قيدك أدمى معصمي
لمَ أبقيه وما أبقى عليّ
ما احتفاظي بعهود لم تصنها
وإلام الأسر والدنيا لديّ
ها أنا جفت دموعي فاعف عنها
إنها قبلك لم تبذل لحي
وهب الطائر عن عشك طارا
جفت الغدران والثلج أغارا
هذه الدنيا قلوب جَمَدت
خبت الشعلة والجمر توارى
وإذا ما قبس القلب غدا
من رماد لا تسله كيف صارا
لا تسل واذكر عذاب المصطلي
وهو يذكيه فلا يقبس نارا
لا رعى الله مساءً قاسياً
قد أراني كل أحلامي سدى
وأراني قلب من أعبده
ساخراً من مدمعي سخر العدا
ليت شعري أي أحداث جرت
أنزلت روحك سجناً موصدا
صدئت روحك في غيهبها
وكذا الأرواح يعلوها الصدا
قد رأيت الكون قبراً ضيقا
خيّم اليأس عليه والسكوت
ورأت عيني أكاذيب الهوى
واهيات كخيوط العنكبوت
كنت ترثي لي وتدري ألمي
لو رثى للدمع تمثال صموت
عند أقدامك دنيا تنتهي
وعلى بابك آمال تموت
كنت تدعونيَ طفلاً كلما
ثار حبي وتندت مقلي
ولك الحق لقد عاش الهوى
فيّ طفلاً ونما لم يعقل
ورأى الطعنة إذ صوبتها
فمشت مجنونة للمقتل
رمت الطفل فأدمت قلبه
وأصَابت كبرياء الرجل
قلت للنفس وقد جزنا الوصيدا
عجلي لا ينفع الحزم وئيدا
ودعي الهيكل شبت ناره
تأكل الركع فيه والسجودا
يتمنّى لي وفائي عودة
والهوى المجروح يأبى أن نعودا
لي نحو اللهب الذاكي به
لفتة العود إذا صار وقود
ابراهيم ناجي
الحمدان
09-09-2024, 01:40 PM
وانتحينا معا مكاناً قصياً
نتهادى الحديث أخذاً وردا
سألتني مللتنا أم تبدلتَ سوا
نا هوىً عنيفاً ووجدا
قلت هيهات كم لعينيك عندي
من جميلٍ كم بات يهدى ويسدى
أنا ما عشت أدفع الدين شوقا
وحنيناً إلى حماك وسهدا
وقصيداً مجلجلاً كل بيت
خلفه ألف عاصف ليس يهدا
ذاك عهدي لكل قلبكم لم يق
ضِ ديون الهوى ولم يرع عهدا
والوعود التي وعدتِ فؤادي
لا أراني أعيش حتى تؤدى
ابراهيم ناجي
الحمدان
09-09-2024, 01:40 PM
الليالي يا ما أمرّ الليالي
غيبت وجهك الجميل الحبيبا
أنت قاس معذب ليت أني
أستطيع الهجران والتعذيبا
إن حبي إليك بالصفح سبّا
ق وقلبي إليك مهما أصيبا
يا حَبيبي كان اللقاء غريبا
وافترقنا فبات كل غريبا
غير أني أستنجد الدمع لا ألقى
مكان الدموع إلا لهيبا
آه لو ترجع الدموع لعيني
جف دمعي فلست أبكي حبيبا
ابراهيم ناجي
الحمدان
09-09-2024, 01:41 PM
يا من طواها الليل في بَيدائه
روحاً مفزعة على ظلمائه
تتلفتين إليَّ في أنحائه
لهف الفؤاد على الشريد التائه
إن تظمئي لي كم ظمئت إليك
جمع الوفاء شقيةً وشقيا
يا منيتي قست الحياة عليك
وجرت مقادرها الجسام عليا
أسفا عليك وأنت روح حائر
والكون أسرارٌ يضيق بها الحجى
تجتاز عابرة ويسرع عابر
وتمر أشباح يواريها الدجى
في وَجنتيك توهج وضرام
وبمقلتيك مدامع وذهول
وكذا تمر بمثلك الأيام
مجهولةً وعذابها مجهول
ولّيتِ قبل لقائنا يا جنتي
لم تظفري مني بقول مسعد
وكعادة الحظ الشقي وعادتي
أقبلت بعد ذهاب نجمي الأوحد
تتعاقب الأقدار وهي مسيئةٌ
كم عقنا ليل وخان نهار
وكأنما هذا الفضاء خطيئة
وكأن همس نسيمه استغفار
وكأنه أحزان قوم ساروا
هذي مآتمهم وثم ظلالها
عفتِ القصور وظلت الأسوار
كمناحة جمدت وذا تمثالها
ران السواد على وجود الدور
وسرى إليّ نحيبها والأدمع
وكأنني في شاطئ مهجور
قد فارقته سفينة لا ترجع
حملت لنا أملا فلما ودعت
لم يبق بعد رحيلها للناظر
إلا خيال سعادة قد أقلعت
ووداع أحبابٍ ودمع مسافر
ابراهيم ناجي
الحمدان
09-09-2024, 01:42 PM
رُبَّ ليل قد صفا الأفق به
وبما قد أبدع الله ازدهر
وسرى فيه نسيم عَبِقٌ
فكأن الليل بُستَان عطر
قلت يا رب لمن جمَّلته
ولمن هذي الثريات الغرر
فعرا الأفقَ قتام وبَدَت
سحب تحبو إلى وجه القمر
كلما تقرب تمتد له
كأكفّ شرهاتٍ تنتظر
صحت بالبدر تنبه للنذر
أدركِ الهالة حفت بالخطر
لا تبح مائدة النور لهم
لا تبحها لسواد معتكر
قهقه الرعد ودوَّى ساخراً
فكأن الرعد عربيد سكر
قمت مذعوراً وهمت قبضَتي
ثم مدت ثم ردت من خَور
لهف القلب على الحسن إذا
قهقه الغربان والذِئب سخِر
تحتمي الوردة بالشوك فإن
كثر القطاف لم تغن الإبر
آهِ من غصن غنيّ بالجنى
ومِن الطامع في ذاك الثمر
آه من شك ومن حب ومن
هاجِسات وظنونٍ وحذر
كست الأفقَ سواداً لم يكن
غير غيم جاثم فوق الفكر
طالما قلت لقلبي كلما
أنّ في جنبي أنين المحتضر
إن تكن خانت وعقَّت حبنا
فأضِفها للجراحات الأخر
ابراهيم ناجي
الحمدان
09-09-2024, 01:42 PM
طابت بكِ الأيام وافرحتاه
أنتِ الأماني والغنى والحياه
فليذهب الليل غفرنا له
ما دام هذا الصبح عقبى دجاه
يا من غَفَت والفجر من دارها
شعشع في الآفاق أبهى سناه
قد طرق الباب فتى متعب
طال به السير وكلَّت خطاه
نقَّل في الأيام أقدامه
يبغي خيالاً مائلاً في مُناه
عندك قد حطّ رحال المنى
وفي حمى حسنك ألقى عصاه
كم هدأ الليل وران الكرى
إلا أخا سهدٍ يغنِّي شجاه
ناداك من أقصى الربى فاسمعي
لمن على طول اللليالي نداه
نادى أليفاً نام عن شجوه
عذبٌ تجنيه عزيزٌ جناه
أحبّكِ الحب وغنى به
عفَّ الأماني والهوى والشفاه
وإنما الحب حديث العلى
أنشودة الخلد ونحن الرواه
ابراهيم ناجي
الحمدان
09-09-2024, 01:43 PM
أليلاي ما أبقى الهوى في من رشد
فردي على المشتاق مهجته ردّي
أينسى تلاقينا وأنت حزينة
ورأسك كابٍ من عياءٍ ومن سهد
أقول وقد وسدته راحتي كما
توسّد طفل متعب راحة المهد
تعالي إلى صدرٍ رحيبٍ وساعدٍ
حبيب وركن في الهوى غير منهد
بنفسي هذا الشعر والخُصَل التي
تهاوت على نحر من العاج مُنقد
ترامت كما شاءت وشاء لها الهوى
تميل على خدٍ وتصدف عن خد
وتلك الكروم الدانيات لقاطفٍ
بياض الأماني من عناقيدها الرّبد
فيا لك عندي من ظلامٍ محبب
تألق فيه الفرق كالزمن الرغد
ألا كلّ حسن في البرية خادم
لسلطانة العينين والجيد والقد
وكل جمال في الوجود حياله
به ذلة الشاكي ومرحمة العبد
وما راع قلبي منك إلا فراشة
من الدمع حامت فوق عرش من الورد
مجنحة صيغت من النور والندى
ترفُّ على روضٍ وتهفو إلى ورد
بها مثل ما بي يا حبيبي وسيدي
من الشجن القتال والظمأ المُردي
لقد أقفر المحراب من صلواته
فليس به من شاعرٍ ساهر بعدي
وقفنا وقد حان النوى أي موقف
نحاول فيه الصبرَ والصبرُ لا يجدي
كأن طيوف الرعب والبين موشك
ومزدحم الآلام والوجد في حشد
ومضطرم الأنفاس والضيق جاثم
ومشتبك النجوى ومعتنق الأيدي
مواكب خُرس في جحيم مؤبد
بغير رجاءٍ في سلام ولا برد
فيا أيكة مدّ الهوى من ظلالها
ربيعاً على قلبي وروضاً من السعد
تقلصت إلا طيفَ حب محيّر
على درج خابي الجوانب مسودّ
تردّد واستأنى لوعد وموثق
وأدبر مخنوقاً وقد غص بالوعد
وأسلمني لليل كالقبر بارداً
يهب على وجهي به نفس اللحد
وأسلمني للكون كالوحش راقداً
تمزقني أنيابه في الدجى وحدي
كأن على مصر ظلاماً معلقاً
بآخر من خابى المقادير مربد
ركود وإبهام وصمت ووحشة
وقد لفها الغيب المحجب في بُرد
أهذا الربيع الفخم والجنة التي
أكاد بها أستاف رائحة الخلد
تصير إذا جن الظلام ولفها
بجنح من الأحلام والصمت ممتد
مباءة خمارٍ وحانوت بائعٍ
شقيّ الأماني يشتري الرزق بالسهد
وقد وقف المصباح وقفة حارس
رقيب على الأسرارِ داعٍ إلى الجد
كأن تقياً غارقاً في عبادة
يصوم الدجى أو يقطع الليل في الزهد
فيا حارس الأخلاق في الحيّ نائمٌ
قضى يومه في حومة البؤس يستجدي
وسادته الأحجار والمضجع الثرى
ويفترش الافريز في الحر والبرد
وسيارة تمضي لأمر محجب
محجبة الأستار خافية القصد
إلى الهدف المجهول تنتهب الدجى
وتومض ومض البرق يملع عن بُعد
متى ينجلي هذا الضنى عن مسالك
مرنقة بالجوع والصبر والكد
ينقب كلب في الحطام وربما
رعى الليل هرّ ساهر وغفا الجندي
أيا مصر ما فيك العشية سامرٌ
ولا فيك من مصغِ لشاعرك الفرد
أهاجرتي طال النوى فارحمي الذي
تركت بديد الشمل منتثر العقد
فقدتك فقدان الربيع وطيبه
وعدت إلى الإعياء والسقم والوجد
وليس الذي ضيعتُ فيك بهين
ولا أنتِ في الغيّاب هينة الفقد
بعينيك أستهدي فكيف تركتني
بهذا الظلام المطبق الجهم أستهدي
بوردِكِ أستسقي فكيف تركتني
لهذي الفيافي الصم والكثب الجرد
بحبكِ استشفي فكيف تركتني
ولم يبق غير العظم والروح والجلد
وهذي المنايا الحمر ترقص في دمي
وهذي المنايا البيض تختال في فودي
وكنت إذا شاكيت خففت محملي
فهان الذي ألقاه في العيش من جهد
وكنت إذا انهار البناء رفعته
فلم تكن الأيام تقوى على هَدِّي
وكنت إذا ناديت لبَّيت صرختي
فوا أسفا كم بيننا اليوم من سدّ
سلامٌ على عينيك ماذا أجنتا
من اللطف والتحنان والعطف والود
إذا كان في لحظيك سيف ومصرع
فمنكِ الذي يحيى ومنك الذي يردي
إذا جردا لم يفتكا عن تعمد
وإن أغمدا فالفتك أروع في الغمد
هنيئاً لقلبي ما صنعت ومرحبا
وأهلا به إن كان فتكك عن عمد
فإني إذا جن الظلام وعادني
هواك فأبديت الذي لم أكن أبدي
وملتُ برأسي كابياً أو مواسياً
وعندي من الأشجان والشوق ما عندي
أقبل في قلبي مكاناً حللته
وجرحاً أناجيه على القرب والبعد
ويا دار من أهوى عليك تحية
على أكرم الذكرى على أشرف العهد
على الأمسيات الساحرات ومجلس
كريم الهوى عف المآرب والقصد
تنادمنا فيه تباريح معشر
على الدم والأشواك ساروا إلى الخلد
دموعٌ يذوب الصخر منها فإن مضوا
فقد نقشوا الأسماء في الحجر الصلد
وماذا عليهم إن بكوا أو تعذبوا
فإن دموع البؤس من ثمن المجد
ابراهيم ناجي
الحمدان
09-09-2024, 03:04 PM
سائِل بِيَ المُختارَ كُم قَد ذَعَرتُهُ
وَشَرَدتُ أَطرافاً لَهُ وَجُموعا
وَقاتَلتُهُ وَالناسُ قَد أَذعَنوا لَهُ
وَقَد أَقشَعَ الأَحياءُ عَنهُ جَميعا
عبيد الله
الحمدان
09-09-2024, 03:04 PM
أَقولُ لأَصحابي بِأَكنافِ جازِرٍ
وَرَاذانِها هَل تَأمَلونَ رجوعا
فَقالَ اِمرؤٌ هَيهاتَ لَستُ بِراجِعٍ
وَلَم تَكُ لِلتَقنيطِ مِنهُ بَديعا
فَعَمَّمتُهُ سَيفي وَذَلِكَ حالَتي
لِمَن لَم أَجِدهُ سامِعاً وَمُطيعا
عبيد الله
الحمدان
09-09-2024, 03:05 PM
إِنَّ المَلامَةَ لا تُبقي وَلا تَدَعُ
وَلا تَزيدُكَ إِلا أَنَّها جَزَعُ
لَم تُبقِ مَعذِرَةً سَعدٌ فَأَعذُرها
وَلا مُرادٌ وَكانوا بِئسَ ما صَنَعوا
وَالحارِثِيّونَ لَم أَرضَ الَّذي نَطَقوا
عِندَ الأَميرِ وَشَرُّ المَنطِقِ الشَّنِعُ
تَبادَروا أَمنَهُم نَأتي أَميرَهُم
وَلِلمذَلَّةِ في أَعناقِهِم خَضَعوا
فَقَد وَرَدتُم فَذوقوا غِبَّ مصدَرِكُم
لا يَهنِكُم بَعدَهُ رِيٌّ وَلا شِبَعُ
ماذا تَقولونَ وَاِبنُ الحَرِّ مُحتَبِسٌ
هَمَّت بِهِ مَذحِجٌ وَالأَنفُ مجتَدَعُ
قَد جُلِّلَت مَذحِجٌ ما لَيسَ يَغسِلُهُ
ماءُ الفُراتِ لأَن لَم تُشهَدِ النجعُ
الضَّارِبونَ مِنَ الأَقوامِ هامَهُمُ
بِحَيثُ يُفرَعُ عَن هاماتِها الصَّلَعُ
وَالطاعِنونَ وَلَم تَرعَش أَكُفُّهُمُ
إِذا العَوالي بِأَيدي القَومِ تُختَرَعُ
شُمُّ العَرانينِ ساداتٌ كَأَنَّهُمُ
بيضُ السُّيوفِ الَّتي لَم يَعلها الطَّبعُ
أَرجو قِيامَ أَبي نُعمانَ إِذ رَهِبوا
وَمِثلُهُ بِحَسيمِ الأَمرِ يَضطَلِعُ
بِأَن تَفكَّ عُبَيد اللَّهِ مِن كَبَلٍ
فَلَيسَ بَعدَكَ في إِخراجِهِ طَمَعُ
فَاِجهِد فدىً لَكَ وَالأَقوامُ كُلُّهُمُ
ما بَعدَها عَن مَساعي الخَيرِ مُتَّبَعُ
فَاِبسط يَدَيكَ فَإِنَّ الخَيرَ مُبتَدَرٌ
عَلياؤُهُ وَجُدودُ القَومِ تَصطَرِعُ
قَد قُدِّمَت لَكَ مَشعاةٌ وَمَأثَرَةٌ
مِن مالِكٍ وَكَذاكَ الخَيرُ مُنتَجَعُ
عبيد الله
الحمدان
09-09-2024, 03:05 PM
وَالأَمنُ وَالخَوفُ أَيّامٌ مُداوَلَةٌ
بَينَ الأَنامِ وَبَعدَ الضِّيقِ مُتَّسَعُ
عبيد الله
الحمدان
09-09-2024, 03:05 PM
أَتاني وَعيدُ اِبنِ الزُّبَيرِ فَلَم أُرَع
وَما مِثلُ قَلبي بِالوَعيدِ يُرَوّعُ
فَلا تَرمِيَنّي بِالوَعيدِ فَإِنَّني
سَأَترُكُ ما تَهوى وَأَنفُكَ أَجدَعُ
فَإِن أَنا لَم أُسعِطكَ غَيظاً بِغارَةٍ
وَأَصدَعُ ما قَد كادَ بِالأَمسِ يُرقَعُ
فَلا وَضَعَت عِندي حَصانٌ قِناعَها
وَلا قادَني لِلناسِ قَلبٌ مُشَيَّعُ
سَتَعلَمُ إِن مالَت بِيَ الرِّيحُ مَيلَةً
عَلَيكَ غَداً أَنّي أَوِ اِيّاكَ أَجزَعُ
وَفي الشامِ إِخواني وَجُلَّ عَشيرَتي
وَقَد جعلَت نَفسي إِلَيكَ تَطَلَّعُ
عبيد الله
الحمدان
09-09-2024, 03:06 PM
وَأَبيَضَ قَد نَبَّهتُهُ بَعدَ هَجعَةٍ
فَقامَ يَشُدُّ السَّرجَ وَالمَرءُ ناعِسُ
عَلَيهِ دِلاصٌ كَالأَضاةِ وَبَيضَةٌ
تُضيءُ كَما يُذكي مِنَ النارِ قابِسُ
عبيد الله
الحمدان
09-09-2024, 03:06 PM
لَو أَنَّ لي مِثلَ الفَتى المُجَشِّرِ
ثَلاثَةً بَيَّتُّهُم لا أَمتَري
ساعِدني لَيلَةَ ديرِ الأَعوَرِ
بِالطَّعنِ وَالضَّربِ وَعِندَ المَعبَرِ
لَطاحَ فيها عَمرُ بنُ مَعمَرِ
عبيد الله
الحمدان
09-09-2024, 03:06 PM
إِنّي أَنا الحرُّ وَاِبنُ الحرِّ
ذو حَسَبٍ في مذحج وَفَخرِ
وَقارح هَمّ غَداةَ الذعرِ
بِالضَّربِ أَحياناً وَطَعنِ شَزرِ
عبيد الله
الحمدان
09-09-2024, 03:06 PM
وَيَومٍ بِباجِسرى هَزَمتُ وَغودِرَت
جَماعَتُهُم صَرعى لَدى جانِبِ الجِسرِ
فَوَلَّوا سِراعاً هارِبينَ كَأَنَّهُم
رَعيلُ نِعامٍ بِالفَلا شُرَّدٍ ذُعرِ
عبيد الله
الحمدان
09-09-2024, 03:07 PM
وَيَومٍ بِحَولايا فَضَضتُ جُموعَهُم
وَأَفنَيتُ ذاكَ الجَيشَ بِالقَتلِ وَالأَسرِ
فَقَتَّلتُهُم حَتى شَفيتُ بِقَتلِهِم
حَرارَةَ نَفسٍ لا تَذِلُّ عَلى القَسرِ
وَمِن شيعَةِ المُختارِ قَبلُ شَفَيتُها
بِضَربٍ عَلى هاماتِهِم مُبطِلِ السِّحرِ
عبيد الله
الحمدان
09-09-2024, 03:07 PM
وَيَوماً بِتامَرّا وَلَو كُنتَ شاهِداً
رَأَيتَ بِتامَرّا دِماءَهُم تَجري
وَأَحفيتُ بَشراً يَومَ ذَلِكَ طَعنَةً
دُوَينَ التَراقي فَاِستَهَلُّوا عَلى بِشرِ
عبيد الله
الحمدان
09-09-2024, 03:07 PM
وَيَوماً بِسَوراءَ الَّتي عِندَ بابِلٍ
أَتاني أَخو عجلٍ بِذي لَجب مجرِ
فَثُرنا إِلَيهِم بِالسُّيوفِ فَأَدبَروا
لِئامَ المَساعِي وَالضَّرائِبِ وَالنَّجرِ
عبيد الله
الحمدان
09-09-2024, 03:08 PM
أَتَوني بِقَيّاضٍ وَقَد نامَ صُحبَتي
وَحارِسُهُم لَيثٌ هِزَبرٌ أَبو أَجرِ
فَقَتَّلتُ قَوماً مِنهُم لا أَعِزَّةً
كِراماً وَلا عِندَ الحَقائِقِ بِالصّبرِ
عبيد الله
الحمدان
09-09-2024, 03:08 PM
وَقِدماً أَبَينا أَن نُقِرَّ ظُلامَةً
وَقِدماً رَتَقنا كُلَّ فَتقٍ مِنَ الأَمرِ
وَكَم مِن غَنِيٍّ قَد سَلَبناهُ وفرَه
بِأَسيافِنا حَتّى أَقامَ عَلى العُسرِ
بِضَربٍ يزيلُ الهامَ عَن سَكَناتِهِ
وَطَعنٍ بِأَطرافِ المُثَقَّفَةِ السُّمرِ
وَمِن شيعَةِ المُختارِ قَبلُ شَفَيتُها
بِضَربٍ عَلى هاماتِهِم مُبطِلِ السِّحرِ
عبيد الله
الحمدان
09-09-2024, 03:08 PM
سَلُوا اِبنَ رُؤَيمٍ عَن جِلادي وَموقِفي
بِإيوانِ كِسرى لا أُوَلّيهِمُ ظَهرِي
أَكُرُّ عَليهِم مُعلِماً وَتَراهُمُ
كَمَعزى تَحَنّى خَشيَةَ الذِئبِ بِالصَخرِ
وَبَيَّتُّهُم في حِصنِ كِسرى اِبنِ هُرمزٍ
بِمَشحوذَةٍ بيضٍ وَخَطِيَّةٍ سُمرِ
فَأَجزَمتُهُم طَعناً وَضَرباً تَراهُمُ
يَلوذونَ مِنّا موهِناً بِذُرا القَصرِ
يَلوذونَ مِنّي رَهبَةً وَمَخافَةً
لِواذاً كَما لاذَ الحَمائِمُ مِن صَقرِ
عبيد الله
الحمدان
09-09-2024, 03:09 PM
أَلَم تَرَني بِعتُ الإِقامَةَ بِالسُّرى
وَلينَ الحَشايا بِالجِيادِ الضَّوامِرِ
أَريني فَتىً يُغَنّي غنائي وَمَوقِفي
إِذا رَهَجَ الوادِي بِوَقعِ الحَوافِرِ
صبحتُ شَباماً غارَةً مُشمَعِلَّةً
وَأُخرى حَمَلناها صَباحاً لِشاكِرِ
عبيد الله
الحمدان
09-09-2024, 03:09 PM
مَتى تَسأَلوني ما عَلَيّ وَتَمنَعوا اللَذي
لِيَ لَم أَسطَع عَلى ذَلِكُم صَبرا
أُهانُ وَأُقصى ثُمَّ تُرجى نَصيحَتي
وَأَيُّ اِمرِئٍ يُؤتي نَصيحَتهُ قَسرا
رَأَيتُ أَكُفَّ المُفضِلينَ لَدَيكُم
ملاءً وَكفّي مِن عَطائِكُم صِفرا
وَقِدماً كَفَفتُ النَّفسَ عَمّا يَريبُكُم
وَلَو شِئتُ قَد أَغنَيتُ في حَربِكُم قَدرا
وَلَو شِئتُ قَد سارَت إِلَيكُم كَتائِبٌ
أَراها مَراعاً نَحوَ عُقوتِكُم غُبرا
عَلَيها رَجالٌ لا يَخافونَ في الوَغى
سهامَ المَنايا وَالرُدَينِيَةَ السّمرا
عبيد الله
الحمدان
09-09-2024, 03:10 PM
لَقَد لَقِيَ المَرءُ التَميمِيُّ خَيلَنا
فَلاقى طِعاناً صادِقاً عِندَ نِفَّرا
وَضَرباً يُزيلُ الهامَ عَن سَكَناتِهِ
فَما إِن تَرى إِلا صَريعاً وَمُدبِرا
عبيد الله
الحمدان
09-09-2024, 03:10 PM
نَفَيت لُصوصَ الأَرضِ ما بَينَ عانَةٍ
إِلى جازَر حَتّى مَدينَة دستَرا
عبيد الله
الحمدان
09-09-2024, 03:11 PM
وَيَومَ لَقينا الخَثعَمِيَّ وَخَيلَهُ
صَبَرنا وَجالَدنا عَلى نَهرِ صَرصَرا
وَيَوماً تراني في رَخاءٍ وَغبطَةٍ
وَيَوماً تَراني شاحِبَ اللَّونِ أَغَبَرا
عبيد الله
الحمدان
09-09-2024, 03:11 PM
أَلَم تَعلَمي يا أُمَّ تَوبَةَ أَنَّني
عَلى حدثانِ الدَّهرِ غَيرُ بَليدِ
أَشُدُّ حَيازيمي لِكُلِّ كَريهَةٍ
وَأَنّي عَلى ما نابَ جِدُّ جَليدِ
وَما تَرَكَ الكَذّابُ مِن جُلِّ مالِنا
وَلا الزرقُ مِن هَمدانَ غَيرَ شَريدِ
أَفي الحَقِّ أَن يَجتاحَ مالِيَ كُلَّهُ
وَتَأَمنَ عِندي ضَيعَةُ ابنِ سَعيدِ
فَإِن لَم أُصَبِّح شاكِراً بِكَتيبَةٍ
فَعالَجتُ بِالكَفَّينِ غِلَّ حَديدِ
هُمُ هَدَموا داري وَقادوا حَليلَتي
إِلى سِجنِهِم وَالمُسلِمونَ شُهودِي
وَهُم أَعجَلوها أَن تَشُدَّ خِمارَها
فَيا عَجَبا هَلِ الزَّمانُ مُقيدِي
فَما أَنا بِاِبنِ الحُرِّ إِن لَم أَرُعهُمُ
بِخَيلٍ تَعادى بِالكُماةِ أسودِ
وَما جَبُنَت خَيلي وَلَكِن حَمَلتُها
عَلى جَحفَلٍ ذي عُدَّةٍ وَعَديدِ
وَقَد عَلِمَت خَيلي بِساباطَ أَنَّني
إِذا حيلَ دونَ الطَّعنِ غَيرُ عنودِ
أكُرُّ وَراءَ المَحجرَينِ وَأَدَّعي
مَواريثَ آباءٍ لَنا وَجُدودِ
إِذا فَرَغَت أَسيافُنا مِن كَتيبَةٍ
نَبَذنا بِأُخرى في الصَّباحِ ركودِ
وَإِن خَرَجوا مِن غَمرَةٍ رَدَّها لَهُم
دُعايَ وَتَحريضي لَهُم وَنَشيدِي
أَقولُ لَهم تِمُّوا فِدىً والِدي لَكُم
وَمالي جَميعاً طارِفي وَتَليدِي
أُفَدّيهِمُ بِالوالِدَينِ وَفيهِمُ
نَوافِذُ طَعنٍ مِثل حَرّ وقودِ
تَرَى النَّضحَ مِن وَقعِ الأَسِنَّةِ بَينَهُم
جَسيداً بِلَبّاتٍ لَهُم وَخُدودِ
وَغَيَّرَ أَلوانَ الأَسِنَّةِ بَينَنا
بِأَحمَرَ مِن صَوبِ العُروقِ فَصيدِ
فَدارَت رَحانا وَاِستَدارَت رَحاهُمُ
وَكانَ جِلادٌ دونَ كُلِّ وَعيدِ
وَأَبسَلَ أَهلُ المَأقِطين نُفوسَهُم
مُضاربَةً إِذ طارَ كُلُّ شرودِ
دَعَوني إِلى مَكروهِها فَأَجَبتُهُم
وَما أَنا إِذ يَدعونَني بِبَعيدِ
أُقَدِّمُ مَهري في الوَغى ثُمَّ أَنتَحي
عَلى قَرَبوسِ السَّرجِ غَيرَ صدودِ
إِذا ما اِتَّقوني بِالسُّيوفِ غَشيتُهُم
بِنَفسٍ لِما تَخشى النُفوسُ وَرودِ
فَما رمتُ حَتّى صُرِّعَ القَومُ نَشوَةً
سُكارى وَما ذاقوا شَرابَ حُدودِ
وَلَكِنَّ وَقعَ المشرَفِيَّةِ بَينَهُم
لِتُجهِزَ من يَدنو لِدارِ خُلودِ
كَأَنَّ رُؤوسَ الدَّارِعينَ عَشِيَّةً
مِنَ الحَنظَلِ المُلقى بِكُلِّ صَعيدِ
فَأَقلَعَتِ الغَمّاءُ عَنهُم وَفُرِّجَت
وَنَحنُ بِها مِن كاتِمٍ وَشَهيدِ
عبيد الله
الحمدان
09-09-2024, 03:11 PM
أَلا هَل أَتى الفِتيانَ بِالمِصرِ أَنَّني
أَسَرتُ بِعَينِ التَّمرِ أَروَعَ ماجِدا
وَفَرقتُ بَينَ الخَيلِ لَمّا تَواقَفَت
بِطَعنِ اِمرِئٍ قَد قامَ مَن كانَ قاعِدا
عبيد الله
الحمدان
09-09-2024, 03:11 PM
تَعَوَّدتُ إِعطاءً لِما مَلَكَت يَدي
وَكُلُّ اِمرِئٍ جارٍ عَلى ما تَعَوَّدا
خَلائِقُ لَيسَت بِالتَخَلُّقِ إِنَّني
أَرى أَكرَمَ الأَخلاقِ ما كانَ أَمجَدا
عبيد الله
الحمدان
09-09-2024, 03:12 PM
فَإِن تَكُ أُمّي مِن نِساءٍ أَفاءَها
جِيادُ القَنا وَالمُرهَفاتِ الصَّفائِحِ
فَتَبّاً لِفَضلِ الحُرِّ إِن لَم أَنَل بِهِ
كَرائِمَ أَولادِ النِّساءِ الصَّرائِحِ
عبيد الله
الحمدان
09-09-2024, 03:12 PM
وَإِن هَتَفوا بِاِسمي عَطَفتُ عَلَيهِمُ
خُيولَ كِرامِ الضَّربِ أَكثَرُها الوَجي
وَلا غَروَ إِلا قَولُ سَلمى ظَعينَتي
أَما أَنتَ يا اِبنَ الحُرِّ بِالمُتَحَرِّجِ
دَعِ القَومَ لا تَقتُلهُم وَاِنجُ سالِماً
وَشَمِّر هَداكَ اللَّهُ بِالخَيلِ وَاِخرُجِ
وَإِنّي لأَرجو يا اِبنَةَ الخَيرِ أَن أُرى
عَلى خَيرِ أَحوالِ المُؤَمِّلِ فَاِرتَجي
أَلا حَبَّذا قولي لأَحمَرِ طَيِّءٍ
وَلابنِ خُلَيدٍ قَدَدنا الصُّبحُ فَاِدلُجِ
وَقولي لِهَذا سِر وَقولي لِذا اِرتَحِل
وَقولي لِذا مِن بَعدِ ذَلِكَ أسرِجِ
وَسيري بِفِتيانٍ كِرامٍ أُحِبُّهُم
مغِذّاً وَضوءُ الصُّبحِ لَم يَتَبَلَّجِ
يُطيعونَ متلافاً مُفيداً مُعَدَّلاً
بِهِ يَرتَجي عَفوَ الغِنى كُلُّ مُرتَجِ
عبيد الله
الحمدان
09-09-2024, 03:12 PM
أَلَم تَعلَمي يا أُمَّ تَوبَة أَنَّني
أَنا الفارِسُ الحامي حَقائِقَ مَذحَجِ
وَأَنّي صَبَحتُ السِّجنَ في رَونَقِ الضُّحى
بِكُلِّ فَتىً حامي الذِّمارِ مُدَجَّجِ
فَما إِن بَرَحنا السِّجنَ حَتّى بَدا لَنا
جَبينٌ كَقرنِ الشَّمسِ غَيرُ مُشَنَّجِ
وَخَدٌّ أَسيلٌ مِن فَتاةٍ حَييَّةٍ
أَلا فَسَقاها كُلُّ مُزنٍ مُبَعِّجِ
فَما العَيشُ إِلا أَن أَزورَكِ آمِناً
كَعادَتِنا مِن قَبلِ حَربي وَمَخرَجي
وَما أَنت إِلا مُنيَةُ النَّفسِ وَالهَوى
عَلَيكِ سَلامٌ مِن حَبيبٍ مُسَحَّجِ
وَمازِلتُ مَحبوساً لِحَبسِكِ واجِماً
وَأَنّى بِما تَلقَينَ مِن بَعدِهِ شَجي
فَبِاللَّهِ هَل أَبصَرتِ مِثلِيَ فارِساً
وَقَد وَلَجُوا عَلَيك مِن كُلِّ مولجِ
وَمِثلي يُحامي دونَ مِثلَكِ إِنَّني
أَشُدُّ إِذا ما غَمرَةٌ لَم تُفَرَّجِ
أُضارِبُهُم بِالسَّيفِ عَنكِ لترجعي
إِلى الأَمنِ وَالعَيشِ الرَّفيعِ المُخَرفَجِ
إِذا ما أَحاطوا بي كَرَرتُ عَلَيهِم
كَكَرِّ أَبي شِبلَينِ في الخَيسِ مُحرَجِ
عبيد الله
الحمدان
09-09-2024, 03:13 PM
لَم يَجعَلِ اللَّهُ قَلبي حينَ ينزلُ بي
هَمّ تَضَيَّفَني ضيقاً وَلا حَرجا
ما أَنزَلَ اللَّهُ بي أَمراً فَأَكرَهُه
إِلا سَيَجعَلُ لي مِن بَعدِهِ فَرَجا
عبيد الله
الحمدان
09-09-2024, 03:13 PM
وَأَبيَض قَد نَبَّهتهُ بَعدَ هَجعَةٍ
وَقَد لَبِسَ اللَّيلُ القَميصَ الأَرَندَجا
وَجَدتُ عَلَيهِ مَغرَماً فَقَبضتُهُ
وَفَرَّجتُ ما يرجى بِهِ أَن يُضَرَّجا
وَكُنتُ إِذا قَومي دَعَوني لِنَجدَةٍ
شَدَدتُ نِطاقي حينَ أُدعى لأَسرَجا
فَأَكشِفُ غُمّاها وَأَكسبُ مَغنَما
وَأُطفي الَّذي قَد كانَ فيها مُؤَجَّجا
عبيد الله
الحمدان
09-09-2024, 03:13 PM
مَتى تَأتِنا تُلمِم بِنا في دِيارِنا
تَجِد حَطباً جَزلاً وَناراً تَأَجَّجا
وَمَنزِلَةٍ يا اِبنَ الزُّبَيرِ كَريهَةٍ
شَدَدتُ لَها مِن آخِرِ اللَّيلِ أسرجا
لفِتيانِ صِدقٍ فَوقَ جُردٍ كَأَنَّها
قِداحٌ بَراها الماسِخِيُّ وَسَحَّجا
إِذا خَرَجوا مِن غَمرَةٍ رَجَعوا لَها
بِأَسيافِهِم وَالطَّعنِ حَتّى تَفَرَّجا
عبيد الله
الحمدان
09-09-2024, 03:14 PM
أَقولُ لَهُ صَبراً عَطِيُّ فَإِنَّما
هُوَ السِّجنُ حَتّى يَجعَلَ ا للَّهُ مَخرَجا
أَرى الدَّهرَ لي يَومَينِ يَوماً مُطَرَّداً
شَريداً وَيَوماً في المُلوكِ مُتَوَّجا
أَتَطعَنُ في ديني غَداةَ أَتَيتُكُم
وَلِلدينِ تُدني الباهِلِيَّ وَحَشرَجا
أَلَم تَرَ المُلكَ قَد شينَ وَجهُهُ
وَنَبعَ بِلادِ اللَّهِ قَد صارَ عَوسَجا
عبيد الله
الحمدان
09-09-2024, 03:14 PM
يا لَكَ يَوماً قَلَّ فيهِ ثِقَتي
وَغابَ عَنّي مَعشَري وَأُسرَتي
وَمذحج طراً وَكُل إِخوَتي
وَصحبَتي الحامونَ لي في كَربَتي
يا قَيس عيلان أَصَبتُم فُرصَتي
وَما أُبالي إِن أَتَت مَنيتي
عبيد الله
الحمدان
09-09-2024, 03:14 PM
لَقَد زَعَمَ المُختارُ أَنّي وَصُحبَتي
بِمَسكِنَ قَد أَعيَت عَلَيَّ مَذاهِبي
فَكَيفَ وَتَحتي أَعوَجِيٌّ وَصُحبَتي
عَلى كُلِّ جَهميمِ الثَميلَةِ شارِبِ
إِذا ما خَشينا بَلدَةً قَرَّبَت بِنا
طَوالُ مُتونٍ مُشرِفاتُ الحَواجِبِ
عبيد الله
الحمدان
09-09-2024, 03:14 PM
فَإِن بِنتَ عَنّي أَو تُرِد لي إِهانَةً
أجِد عَنكَ في الأَرضِ العَريضَةِ مَذهَبا
فَلا تَحسَبَنَّ الأَرضَ باباً سَددتَهُ
عَلَيَّ وَلا المِصرَينِ أُمّاً وَلا أَبا
عبيد الله
الحمدان
09-09-2024, 03:15 PM
أَلا رُبَّ ذي نصحٍ يُباعِدُ عَنكُمُ
وَغِشٍّ رَأَيناهُ مُطاعاً مُقَرَّبا
عبيد الله
الحمدان
09-09-2024, 03:15 PM
إِذا ما رَأَيتُ السِنَّ لا تعظُ اِمرأً
قَديماً وَقَد قاسى الأُمورَ وَجَرَّبا
فَدَعهُ وَما اِستَهوَى عَلَيهِ فَإِنَّهُ
ضَعيفٌ وَنَكِّب عَنهُ كَيفَ تَنَكَّبا
عبيد الله
الحمدان
09-09-2024, 03:15 PM
وَلا تَحسَبَنَّ الخَيرَ لا شَرَّ بَعدَهُ
وَلا الشَرَّ سرجوجاً عَلى مَن تَرَتَّبا
وَلَكِن خَليطاً مِن نَعيمٍ وَشَدَّةٍ
فَإِن يَأتِ خَيرٌ فَاِخشَ شَراً مُعَقِّبا
عبيد الله
الحمدان
09-09-2024, 03:15 PM
مَن مبلِغُ الفِتيانِ إِنَّ أَخاهُم
أَتى دونَهُ بابٌ شَديدٌ وَحاجِبُه
بِمَنزِلَةٍ ما كانَ يَرضى بِمِثلِها
إِذا قامَ عَنَّتهُ كبولٌ تُجاوِبُه
عَلى الساقِ فَوقَ الكَعبِ أَسودُ صامِتٌ
شَديدٌ يُداني خَطوَهُ وَيُقارِبُه
وَما كانَ ذا مِن عُظمِ جُرمٍ جَنَيتُهُ
وَلَكِن سَعى الساعي بِما هُوَ كاذِبُه
وَقَد كانَ في الأَرضِ العرضَةِ مَسلَكٌ
وَأَيُّ اِمرِئٍ ضاقَت عَلَيهِ مَذاهِبُه
وَفي الدَّهرِ وَالأَيّامِ لِلمَرءِ عِبرَةٌ
وَفيما مَضى إِن نابَ يَوماً نَوائِبُه
دَعاني إِلَيهِ مصعَبٌ فَأَجَبتُهُ
نَهاري وَلَيلي كُلَّهُ أَنا دائِبُه
أَروحُ وَأَغدُو دائِماً وَكَأَنَّما
أُبادِرُ غُنماً في الحَياةِ أناهِبُه
فَكانَ حِبائي إِذ أَنَختُ بِبابِهِ
حجولٌ وَأَحراسٌ وَصَعبٌ مَراتِبُه
فَإِنِّي لَم أَنكُث لَهُم عَهدَ بَيعَةٍ
وَلَم آتِ أَمراً محدثاً أَنا راهِبُه
فَأَنَّى لَكُم مِثلي يُذَبِّبُ عَنكُمُ
إِذا الصَّفُّ دارَت لِلقِراعِ كَتائِبُه
وَإِنِّيَ مِن قَومٍ سَيُذكَرُ فيهِم
بَلائي إِذا ما غَصَّ بِالماءِ شارِبُه
كَأَنَّ عُبَيدَ اللَّهِ لَم يُمسِ لَيلَةً
مُوَطَّنَةً تَحتَ السُّروجِ جَنائِبُه
وَلَم يَدعُ فِتياناً كَأَنَّ وُجوهَهُم
مَصابيحُ في داجٍ تَوارَت كَواكِبُه
لَعَمرُكَ إِنّي بَعدَ عَهدي وَنُصرَتي
لَكالسَّيفِ فُلَّت بَعدَ حَدٍّ مَضارِبُه
وَقَد عَلِمَ المُختارُ أَنِّي لَهُ شَجىً
إِذا صَدَّ عَنهُ كُلُّ قِرنٍ يُكالِبُه
أَكُرُّ عَلَيهِ الخَيلَ تَدمَى نُحورُها
أُطاعِنُهُ طَوراً وَطَوراً أُضارِبُه
فَكَم مِن صَريعٍ قَد تَرَكتُ بِمَعرَكٍ
عُكوفاً عَلَيهِ طَيرُهُ وَثَعالِبُه
وَحِصنٍ مَنيعٍ قَد صَبَحتُ بِغارَةٍ
وَأَهلِ نَعيمٍ يضربُ الطَّبلَ لاعِبُه
عبيد الله
الحمدان
09-09-2024, 03:28 PM
الجَدُّ في الجدِّ والحِرمانُ في الكَسَلِ
فانصبْ تُصِبْ عنْ قريبٍ غايةَ الأملِ
واصبرْ على كلِّ ما يأتي الزَّمانُ بهِ
صبرَ الحُسامِ بكفِّ الدّراعِ البَطَلِ
وجانبِ الحرصَ والأطماعَ تحظَ بما
ترجو من العزِّ والتأييدِ في عَجَلِ
ولا تكونَنْ على ما فاتَ ذا حَزَنٍ
ولا تظلَّ بما أُوتيتَ ذا جَذَلِ
واستشعرِ الحِلمَ في كلِّ الأمورِ ولا
تُسرع ببادرةٍ يوماً إلى رجلِ
وإنْ بُليتَ بشخصٍ لاَ خَلاقَ لهُ
فكُنْ كأنَّكَ لمْ تسمعْ ولمْ يَقُلِ
ولا تُمارِ سفيهاً في مُحاورَةٍ
ولا حليماً لكيْ تنجو منَ الزَّلَلِ
وَلاَ يغرَّنكَ منْ يُبدي بشاشَتَهُ
إليكَ خِدعاً فإنَّ السُّمَ في العَسَلِ
وإنْ أردتَ نَجاحاً أو بلوغَ مُنىً
فاكتُمْ أمورَكَ عن حافٍ ومُنتعلِ
إنَّ الفتى من بماضي الحَزْمِ مُتَّصفٌ
وَمَا تعوّدَ نقصَ القولِ والعملِ
وَلاَ يقيمُ بأرضٍ طابَ مسكنُها
حتى يقدَّ أديمَ السَّهلِ والجَبَلِ
وَلاَ يضيعُ ساعاتِ الزَّمانِ فلنْ
يعودَ مَا فاتَ مِنْ أيامهِ الأولِ
وَلاَ يُراقِبُ إلاَّ مَنْ يُراقِبُهُ
وَلاَ يُصاحبُ إلاَّ كلَّ ذي نُبُلِ
وَلاَ يعدُّ عُيوباً في الوَرَى أبداً
بل يعتني بالذَّي فيهِ من الخَلَلِ
وَلاَ يظُنُّ بهمْ سُوءاً وَلاَ حَسَناً
بل التجاربُ تَهديهِ عَلَى مَهَلِ
وَلاَ يُؤَمِّلُ آمالاً بصبحِ غدٍ
إلاَّ على وَجَلٍ من وثبةِ الأجلِ
وَلاَ يَصدُّ عن التقوى بصيرتَهُ
لأنها للمعالي أوضحُ السُّبُلِ
فمنْ تكنْ حُللُ التقوى ملابسَهُ
لمْ يخشَ في دهرهِ يوماً من العَطَلِ
مَنْ لمْ يصنْ عِرضَهُ مما يُدَنِّسهُ
عارٍ وإن كانَ مغموراً منَ الحُلَلِ
مَنْ لم تُفدهُ صُروفُ الدهر تجربةً
فيما يحاولُ فليرعى مع الهَمَلِ
مَنْ سالَمتهُ الليالي فليثِقْ عَجِلاً
منها بحَرْبِ عدوٍّ جاءَ بالحِيَلِ
منْ ضيَّعَ الحَزْمَ لم يظفرْ بحاجتِهِ
ومنْ رمى بسهامِ العُجْبِ لمْ ينَلِ
منْ جادَ سادَ وأحيا العالمونَ لهُ
بديعَ حمدٍ بمدحِ الفِعلِ مُتَّصِلِ
منْ رامَ نيلَ العُلى بالمالِ يجمعُهُ
من غيرِ جُودٍ بُلي منْ جهلهِ وَبُلي
منْ لمْ يصُنْ نفسَهُ ساءَتْ خليقتُهُ
بكلِّ طَبْعٍ لئيم غيرِ مُنتَقلِ
منْ جالسَ الغاغَة النُّوكَى جَنَى نَدَماً
لنفسهِ ورُمي بالحادثِ الجَلَلِ
فخُذْ مقالَ خبيرٍ قد حَوى حِكَماً
إذ صغتُها بعدَ طولِ الخُبر في عَمَلي
الصفدي
الحمدان
09-09-2024, 04:26 PM
فَرغَ الكنزَ من ذخائرَ مالٍ
مالئاً من نفائسِ الحمدِ كنزَهْ
همةٌ مستهامة بالمعالي
للدنايا أَبيةٌ مُشْمئزهْ
سلطتِ المطلَ على نجازها
وضيعتْ حقي في مجازها
وِصالُها من الحياةِ مُنيتي
مَن ليَ بالفُرصةِ في انتهازِها
وجنتُها الوردةُ في احمرارها
وقدها البانةُ في إهتزازِها
شمسُ الضحى في الحسنِ لم تُضاهها
بدرُ الدجى في التِم لم يوازِها
أَعطاهُ رب العالمينَ دولةً
عزةُ أَهلِ الدينِ في إعزازِها
حازَ العُلى ببأْسهِ وجودهِ
وهو أَحق الخلقِ باحتيازِها
العماد
الحمدان
09-09-2024, 04:27 PM
تفاخرَ الإسلامُ من سلطانه
تفاخرَ الفرسِ بأَبراوازها
تَهَن من فتحِ عزازٍ نصرةً
أوقعت العداةَ في اعتزازِها
واليومَ ذلتْ حَلبٌ فإنها
كانت تنالُ العز من عزازِها
وحلبٌ تنفي كمُشُتكينها
كما انتفتْ بغدادُ عن قيمازِها
بَرَزْتَ في نصرِ الهُدى بحجةٍ
وضوحُ نهج الحق في إبرازِها
كم حاملٍ للرمحِ عادَ مبدياً
عَجْزَ عجوزِ الحي عن عكازِها
ارفعْ حظوظي من حضيضِ نقصها
وعد عن هُمازها لُمازِها
والشعرُ لابد له من باعثٍ
كحاجةِ الخيلِ إلى مهمازِها
العماد
الحمدان
09-09-2024, 04:27 PM
قلبي وصبري وغمضي والشبابُ وما
أَلفتمُ من نشاطي كلهِ خلسا
وكيف يُصبحُ أَو يُمسي محبكمُ
وشوقكم يتولاهُ صباحَ مسا
عادتْ معاهدكمْ بالجزعِ دراسةً
وإن معهدكمْ في القلبِ ما درسا
وكنتُ أَحدسَ منكم كل داهيةٍ
وما دهانا من الهجرانِ ما حدَسَا
لما هدتْ نارُ شوقي ضيفَ طيفكمُ
قريتُهُ بالكرَى اذرارَ مقتبسا
ورمتُ تأنيسَهُ حتى وهبتُ له
إنسانَ عيني أَفديهِ فما أَنِسا
أَنا الخيالُ نحولاً فالخيالُ إذا
ما زارني كيفَ يلقَى مَنْ بهِ التبسا
لهفي على زمنٍ قضيتُه طَرَباً
إذ لم أكنْ من صروفِ الدهرِ مُحترسا
عسى يعودُ شبابي ناضراً ومتى
أَرجو نضارةَ عودٍ للشبابِ عسى
وشادنٍ يغرسُ الآسادَ ناظرُهُ
فديتُهُ شادناً للأسدِ مُفترسا
في العطْفِ لينٌ وفي أَخلاقهِ شَوَسٌ
يا لينَ عطْفَيْهِ جَنبْ خُلْقَه الشوَسا
العماد
الحمدان
09-09-2024, 04:28 PM
إن بَان لبسٌ مضينا لاجئينَ إلى
الفتَى الحسامِ بنِ لاجينَ بنابلسا
يميتُ أَعداءَه بأْساً ونائلُهُ
يُحيي رجاءَ الذي من نجمهِ أَيسا
ممزق المازق المنسوج عثيره
وقد محا اليوم ليل النقع فانطمسا
لا زلتَ مستوياً فوقَ الحصانِ وفي
حصنِ الحفاظِ ومَنْ عاداكَ منتكسا
قلْ للمليكِ صلاحِ الدينِ أَكرمَ من
يمشي على الأَرضِ أَو مَنْ يركبُ الفَرسا
من بعدِ فتحكَ بيت القدس ليس سوى
صورٍ فإنْ فُتحَتْ فاقصدْ طرابلسا
أَثرْ على يومِ انطرسوسَ ذا لجبٍ
وابعثْ إلى ليلِ أَنطاكيةَ العسسا
وأَخلِ ساحلَ هذا الشامِ أَجمعه
من العداة ومَنْ في دينهِ وكؤسا
ولا تدعْ منهم نَفْساً ولا نَفَساً
فإنهم يأْخذونَ النفْسَ والنفَسا
نزلتَ بالقدسِ فاستفتحتَهُ ومتى
تقصدْ طَرابُلُساً فانزلْ على قَلسا
العماد
الحمدان
09-09-2024, 04:28 PM
يا يومَ حطينَ والأَبطالُ عابسةٌ
وبالعجاجةِ وجهُ الشمسِ قد عَبَسا
رأيتُ فيه عظيمَ الكفرِ محتقراً
مُعفراً خده والأَنفُ قد تَعَسا
يا طهرَ سيفٍ برى رأْسَ البرِنْسِ فقد
أَصابَ أَعظمَ من بالشركِ قد نجسا
وغاصَ إذْ طارَ ذاكَ الرأْسُ في دمهِ
كأنه ضفدعٌ في الماءِ قد عطسا
ما زالَ يعطسُ مزكوماً بغدرتهِ
والقتلُ تشميتُ من بالغدرِ قد عطسا
عرى ظُباهُ من الأَغمادِ مهرقةً
أَدماً من الشركِ رَداها بهِ وَكَسَا
مَنْ سيفُهُ في دماءِ القومِ منغمسٌ
من كل من لم يزلْ في الكُفرِ منغمسا
أَفناهُم قتلهمْ والأَسرُ فانتكوا
وبيتُ كفرهمُ من خُبثهم كُنسا
أَطيبُ بأَنفاسٍ تطيبُ لكم نَفْساً
وتعتاضُ منْ ذكراكمُ وحشتي أُنسا
وأسأل عنكم عافياتٍ دوارِسٍ
غَدَتْ بلسانِ الحالِ ناطقةً خَرْسا
معاهدكمْ ما بالُها كعهودِكُم
وقد كَرَرتْ من دَرْسِ آثارِها دَرْسِا
وقد كانَ في حَدْسي لكُمْ كل طارقٍ
وما جئتمُ من هجركم خالَفَ الحَدْسا
أرى حَدَثانَ الدهْرِ يُنْسَى حديثُهُ
وأَما حديثُ الغَدْرِ منكُمْ فلا يُنْسَى
تَزُولُ الجبالُ الراسباتُ وثابتٌ
رسيسُ غَرامٍ في فؤادي لكُمْ أَرْسَى
حَسبْتُ حبيبي قاسيَ القلبِ وَحْدَهُ
وقلبُ الذي يَهْوَى بحملِ الهَوى أَقْسَى
العماد
الحمدان
09-09-2024, 04:29 PM
أَما لكمُ يا مالكي الرق رِقةً
يطيبُ بها مملوككمْ منكمُ نَفْسا
وإن سروري كنتُ أَسمعَ حسهُ
فمذ سرتُ عنكم ما سمعتُ له حسا
وإن نهاري صارَ ليلاً لبعدكمْ
فما أَبصرَتْ عيني صباحاً ولا شَمْسا
بكيتُ على مستودعاتِ قلوبكمْ
كما قد بكتْ قدْماً على صخْرِها الخنسا
فلا تحبسوا عَني الجميلَ فإنني
جَعَلْتُ على حُبي لكم مُهْجَتي حَبْسا
رأَيتُ صلاحَ الدينِ أَفضلَ مَنْ غَدا
وأشرفَ مَنْ أَضحى وأكرمَ من أَمسى
العماد
الحمدان
09-09-2024, 04:30 PM
وقيلَ لنا في الأرضِ سبعةُ أَبْحُرٍ
ولسنا نرى إلا أناملَهُ الخَمْسا
سَجيتُهُ الحُسنى وشيمتُهُ الرضا
وبطشتُهُ الكُبرى وعزمتُهُ القَعْسا
فلا عدمتْ أَيامنا منه مشرقاً
ينيرُ بما يولي ليالينا الدمْسا
جنودُكَ أَملاكُ السماءِ وظنهمُ
عداتُكَ جن الأرضِ في الفتكِ لا الإِنسا
فلا يستحقُّ القدسَ غيرُكَ في الورى
فأَنتَ الذي من دونهم فتحَ القُدسا
ومنْ قبلِ فتحِ القُدسِ كنتَ مقدَّساً
فلا عَدِمَتْ أَخلاقُكَ الطُّهْر والقُدسا
وطَهرْتَهُ من رِجْسهمْ بدمائهم
فأَذهبتَ بالرِّجس الذي ذَهبَ الرِّجْسا
نَزَعْتَ لباسَ الكُفْرِ عن قُدْسِ أَرضها
وأَلبَسْتهَا الدِّينَ الذي كشفَ اللَّبسا
وعادتْ ببيتِ اللّهِ أَحكامُ دينه
فلا بَطركاً أَبقيتَ فيها ولا قَسا
وقد شاعَ في الآفاقِ عنكَ بشارةٌ
بأَن أَذان القدسِ قد أَبطَلَ النقسا
جرى بالذي تَهْوَى القضاءُ وظاهَرَتْ
ملائكةُ الرَّحمنِ أَجنادَكَ الحُمسا
وكم لبني أَيوبَ عبدٌ كعنترٍ
فإنْ ذُكروا بالبأْسِ لا يَذْكُروا عَبْسا
وقد طابَ رَياناً على طبريةٍ
فيا طيبَها مغنىً ويا حسنها مرسَى
وعكا وما عكا فقد كانَ فتحُها
لإجلائهم عن مُدْنِ ساحلهم كَنْسا
وصيدا وبيروتُ وتبنينُ كلُّها
بسيفكَ أَلفى أَنفَهُ الرَّغْمَ والتعْسْا
ويافا وأَرسوفٌ وتُبنَى وغزَّةٌ
تَخِذْتَ بها بين الطُّلى والظُّبى عُرْسا
وفي عسقلانَ الكفرُ ذلَّ بملككمْ
فمنظرُهُ بلْ أَمرُهُ اربدَّ وارجسَا
وصارَ بصورٍ عصبة يرقبونكمْ
فلا تُبطئوا عنها وحَسُّوهمُ حسَا
توكلْ على اللّهِ الذي لكَ أَصبحتْ
كلاءتُهُ دِرعاً وعصمتهُ ترْسا
ودمِّرْ على الباقينَ واجتثَّ أَصلَهُمْ
فإنكَ قد صَيرْتَ دينارَهم فَلْسا
ولا تنسَ شركَ الشرقِ غربك مروياً
بماءِ الطُّلى من صادياتِ الظبى الخمسا
العماد
الحمدان
09-09-2024, 04:30 PM
وإنَّ بلادَ الشرقِ مظلمةٌ فَخُذْ
خراسانَ والنهرينِ والتُّركَ والفُرْسا
وبعد الفرنجِ الكَرْكَ فاقصدْ بلادَهُم
بعزمكَ واملأ من دمائهمُ الرَّمْسا
أَقامتْ بغاب الساحلين جنودكم
وقد طردتْ عنه ذئابَهمُ الطُّلْسا
سحبتَ على الأُرْدُنِّ رُدْناً من القنا
رُدَينيّةً مُلْداً وخَطِّيّةً مُلْسا
حططتَ على حطِّينُ قدرَ ملوكهمْ
ولم تُبقِ من أَجناسِ كفرهمُ جِنْسا
العماد
الحمدان
09-09-2024, 04:31 PM
ونعْمَ مجالُ الخيلِ حطِّينُ لم تكنْ
معاركُها للجُرْدِ ضرْساً ولا دَهْسا
غداةَ أُسُودُ الحربِ مُعْتَقِلُوا القَنا
أَساوِدُ تبغي من نُحورِ العِدا نَهْسا
أَتوا شُكُسَ الأخلاقِ خُشْناً فليّنتْ
حُدودُ الرِّقاقِ الخُشْنُ أَخلاقَها الشُّكسا
طردتَهُمُ في المُلْتقى وعكستَهُمْ
مُجيداً بحكمِ العَزْمِ طَرْدَكَ والعَكْسا
فكيفَ مكسْتَ المشركينَ رؤوسَهُمْ
ودأْبُكَ في الإحسانِ أن تُطْلِقَ المَكْسا
كسرتَهُمْ إذْ صَحَّ عزمُكَ فيهمُ
ونكَّسْتَهمْ إذْ صارَ سهمهُمُ نَكْسا
بواقعةٍ رَجّتْ بها الأَرضُ جيشَهم
دماراً كما بُسَّتْ جبالَهُمُ بَسّا
بطونُ ذئابِ الأَرضِ صارتْ قبورُهمْ
ولم تَرْضَ أَرضٌ أَنْ تكونَ لهم رَمْسَا
وطارتْ على نارِ المواضي فراشُهُمْ
صلاءً فزادتْ من خمودِهمُ قَبْسا
وقد خشعتْ أَصواتُ أَبطالها فما
يعي السّمعَ إلاَّ من صليلِ الظُّبى هَمْسا
تُقادُ بدأْ ماءِ الدِّماءِ ملوكهمْ
أُسارَى كَسُفْنِ اليمِّ نُطّتْ بها القَلْسا
سبايا بلادُ اللّهِ مملوءةٌ بها
وقد شُرِيَتْ بَخْساً وقد عُرِضَتْ نَخْسا
يُطافُ بها الأَسواق لا راغبٌ لها
لكثرتها كم كثرةٍ تُوجب الُوَكْسا
شكا يَبَساً رأْسُ البرِنْسِ الذي به
تَنَدَّى حسامٌ حاسمٌ ذلكَ اليُبْسا
حسا دَمَهُ ماضي الغرارِ لقدرهِ
وما كان لولا غدرهُ دَمُهُ يُحْسَى
فللهِ ما أَهدَى فتكتْ بهِ
وأطهرَ سيفاً معدماً رجسَهُ النّجْسا
نسفتَ بهِ رأْسَ البرِنْسِ بضربةٍ
فأشبهَ رأسي رأْسَهُ العهْنَ والبُرْسا
تبوّغَ في أَوداجهِ دمُ بغيهِ
فصالَ عليه السّيفُ يلحسُهُ لحسا
بعثتَ إمامَ أُمةِ النارِ نحوَها
فزارَ إمام أَرناطها ذلكَ الحبسا
وللّهِ نصُّ النصرِ جاءَ لنصلهِ
فلا قُونَساً أَبقى لرأْسٍ ولا قَنْسا
حكَى عنقَ الداويَّ صُلَّ بضربةٍ
طريرُ الشبا عُوداً لمضرابهِ حسا
أَيوم وغىً تدعوه أَم يوم نائلٍ
وأَنتَ وهبتَ الغانمينَ به الخُمسا
وقد طابَ ريّاناً على طبريّةٍ
فيا طيبَها رِياً ويا حُسْنَها مرسى
العماد
الحمدان
09-09-2024, 04:53 PM
وقالوا رأَينا فاضلاً ذا نباهةٍ
أَديباً يفوقُ الفاضلينَ بفخرِهِ
يدينُ حبيب والوليد لنظمه
ويحمدُهُ عبدُ الحميدِ لنثرِهِ
ولو عاشَ قسٌ في زمانِ بيانهِ
لكان مشيداً في البيانِ بشكرِهِ
فضائلُهُ كالشمسِ نوراً ولم تزلْ
مناقبُهُ في الدهرِ أَعدادَ زهرِهِ
بيانٌ هو السحرُ الحلالُ وإننا
نَرَى معجزاً من فضلهِ حل سحرِهِ
ذوو الفضلِ هم عند الحقيقةِ أَبحرٌ
ولكنهم أَضحوا جداولَ بحرِهِ
يضوعُ مهب الحمدِ من عرفِ عرفهِ
وتأرَجُ أَرجاءُ الرجاءِ بنشرِهِ
فقلتُ لهم هذا الذي تصفونَهُ
أَبو اليُمنِ تاجُ الدينِ أَوْجَهُ عصرِهِ
أُعيذُكمُ أَنْ تغفلوا عن أُموره
وأَنْ تتركوهُ نُهبةً لمغيرِهِ
عفا اللهُ عنكم قد عفا رسمُ وُدكم
خلعتم على عهدي دِثارَ دثورِهِ
العماد
الحمدان
09-09-2024, 04:54 PM
هذا أَوان النصح إنْ كنتَ ناصحاً
أَخاً فقبيحٌ تركُهُ بغرورِهِ
وإني أَرى الأريَ المَشورَ مَشورةً
حَلَتْ موقعاً عند امرىءٍ من مُشيرِهِ
تَحمَلْتُ عبءَ الوجدِ غيرَ مُطيقهِ
وعَلمتُ صبرَ القلبِ غيرَ صَبورِهِ
صِلوا مَن قضى من وحشةِ البينِ نحبَهُ
ونَشرُ مطاوي أُنسهِ في نُشورِهِ
العماد
الحمدان
09-09-2024, 04:55 PM
رعى اللهُ نجداً إذ شكرنا بقربكم
قصارَ ليلاي العيشِ بينَ قصورِهِ
وإذْ راقتِ الأَبصارُ حُسنى حسانهِ
وأَطربتِ الأَسماع نجوى سميرِهِ
وإذ بُكرات الروضِ أَلسنةُ الصبا
تعبرُ في أَنفاسها عن عبيرِهِ
وإذ تكتب الأَنداء في شجراتهِ
وأَوراقها إملاءَ وُرقِ طيورِهِ
أَيا نجد حياك الحيا بأَحبتي
بهم كنت كالفردوسِ زين نحورِهِ
وما طابَ عَرف الريح إلا لأَنه
أَصابَ عَبيراً منك عند عبورِهِ
العماد
الحمدان
09-09-2024, 04:55 PM
ومُطْلَقَةٍ لما رأَتنيَ موثقاً
أَعِنةَ دمعٍ أُنزِعَتْ من غديرِهِ
تُناشدني باللهِ مَن لي ومَنْ ترى
يقوم لبيتٍ شدته بأُمورِهِ
فقلتُ لها باللهِ عودي فإنما
هو الكافلُ الكافي بجبرِ كسيرِهِ
هو الفلكُ الدوارُ لكن على الورى
مقدرةٌ أَحداثُهُ من مديرِهِ
عذريَ أَضحى عاذلي في خُطوبهِ
فيا مَنْ عذيرُ المُبتلى من عذيرِه
يُجرعني من كأْسهِ صرْفَ صرْفهِ
فعيشٌ مريرٌ ذوقُهُ في مُرورِهِ
ولستُ أَرى عاماً من العمرِ ينقضي
حميداً ولم أَفرحْ بمر شُهورِه
العماد
الحمدان
09-09-2024, 04:56 PM
لحى اللهُ دهراً ضاقَ بي إذ وَسِعتُه
بفضلي كما ضاقتْ صدورُ صدورِهِ
فلم أرَ فيها واحداً غيرَ واعدٍ
يخيلُ لي زَوْرَ الخيالِ بزُورِهِ
وما كنتُ أَدري أَن فضلي ناقصي
وأَن ظلامَ الحظ من فيضِ نورِهِ
كذلك طولُ الليلِ من ذي صبابةٍ
يُخبرهُ عن عيشهِ بقصورِهِ
وما كنتُ أَدري أَن عقليَ عاقلي
وأَن سراري حادثٌ من سُفورِه
وكان كتابُ الفضلِ باسمي مُعنوناً
فحاولَ حَظي مَحوَهُ من سطورِهِ
فيا ليتَ فضلي ألآسري قد عَدِمتهُ
فأَضحى فداءً في فكاكِ أَسيرِهِ
العماد
الحمدان
09-09-2024, 04:56 PM
أَرى الفضلَ معتادٌ له خَسفُ أَهلهِ
كما الأُفق معتادٌ خسوفُ بدورِهِ
أَقولُ لعزمي إن للمجدِ منهجاً
سهول الأَماني في سلوكِ وعورِهِ
فَهونْ عليكَ الصعبَ فيه فإنما
بأَخطارهِ تَحظَى بوصلِ خطيرِهِ
ومالي يا فكري سواكَ مُظاهرٌ
وقد يستعينُ المبتلى بظهيرهِ
فخل مغنىً خاضَ في غمراتهِ
وحسبكَ معنىً خضت لي في بحورِهِ
العماد
الحمدان
09-09-2024, 04:57 PM
وكنْ لي سفيرَ الخيرِ تسفرْ مطالبي
فحظ الفتى إسفارُهُ بسفيرِهِ
وقُلْ للذي في الجدبِ أَطلقَ جَدهُ
سبيلَ الحيا حتى همَى بدرورِهِ
لماذا حبستمْ مخلصاً في ولائكم
وما اللهُ ملقي مؤمنٍ في سعيرِهِ
وكم فَدْفَدٍ جاوزتُ أَجوازَهُ سُرىً
كأَني وِشاحٌ جائلٌ في خصورِهِ
بمهريةٍ تحكي بكفي زمامَها
وأَحكي لكد السيرِ بعضَ سيورِهِ
وخاطبَ أَبكارَ الفدافدِ جاعلٌ
بكَارَ المهاري في السرى من مهورِهِ
وإن رجاءً بالإمامِ أَنوطُهُ
حقيقٌ بآمالي ابتسامُ ثغورِهِ
تقر بعلياهُ الخلافةُ عينها
فناظرُها لم يكتحلْ بنظيرِهِ
أَرى اللهَ أَعطى يوسفاً حسنَ يوسفٍ
ومكنَهُ في العالمينَ لخيرِهِ
العماد
الحمدان
09-09-2024, 04:58 PM
برتني صروفُ الحادثاتِ فآوِني
تضعْ منيَ الإنعام عند شكورِهِ
كذا القلمُ المبري آوتْهُ أَنملٌ
فقامَ يؤدي شكرَها بصريرِهِ
وما زهَرٌ هامي الربابِ يحوكُهُ
تعمم هامات الربى بحريرهِ
كأَن سقيطَ الطل في صفحاتهِ
سحيراً نظيمَ الدر بينَ نثيرهِ
يقابلُ منه النرجسُ الوردَ مثلما
رأَتْ وجنةَ المعشوقِ عينُ غيورِهِ
وللوردِ خدٌّ بالبنفسجِ معذرٌ
ونرجسهُ طرفٌ رَنا بفتورِهِ
بأَبهجَ من شعرٍ مدحتكُمُ به
ومعناكُمُ مستودعٌ في ضميرِهِ
العماد
الحمدان
09-09-2024, 04:58 PM
لقد سارَ في الآفاقِ جيشُ جريرهِ
لا راحةَ في العيشِ سوى أَنْ أَغْزُو
سيفي طَرَباً إلى الطلَى يَهْتز
في ذُل ذوي الكفرِ يكونُ العز
العماد
الحمدان
09-09-2024, 04:59 PM
شادنٌ كالقضيبِ لدْنُ المهزه
سلبتْ مقلتاهُ قلبي بغُمزَهْ
كلما رُمْتُ وصلَه رامَ هجري
وإذا زدتُ ذلة زادَ عزهْ
للصبا من عِذاره نسجُ حُسْنٍ
رقمَ المسْكُ في الشقائقِ طرزَهْ
وعزيزٌ علي أن اصطباري
فيه قد عزهُ الغرامُ وبزهْ
ما رأَى ما رأيتُ مجنونُ ليلى
في هواهُ ولا كُثيرُ عَزهْ
ما ذكرنا الفسطاطَ إلا نسينا
ما رأَينا بالنيربينِ والأرْزَهْ
العماد
الحمدان
09-09-2024, 05:22 PM
أَرَاكَ الْحِمَى شَوْقِي إِلَيْكَ شَدِيدُ
وصَبْرِي وَنَوْمِي في هَوَاكَ شَريدُ
مَضَى زَمَنٌ لَمْ يَأْتِنِي عَنْكَ قَادِمٌ
بِبُشْرَى ولَمْ يَعْطِفْ عَلَيَّ بَرِيدُ
وَحِيدٌ مِنَ الْخُلانِ في أَرْضِ غُرْبَةٍ
أَلا كُلُّ مَنْ يَبْغِي الْوَفَاءَ وَحِيدُ
فَهَلْ لِغَرِيبٍ طَوَّحَتْهُ يَدُ النَّوَى
رُجُوعٌ وَهَلْ لِلْحَائِمَاتِ وُرُودُ
وَهَلْ زَمَنٌ وَلَّى وَعَيْشٌ تَقَيَّضَتْ
غَضَارَتُهُ بَعْدَ الذَّهَابِ يَعُودُ
أُعَلِّلُ نَفْسِي بِالقَدِيمِ وَإِنَّما
يَلَذُّ اقْتِبَالُ الشَّيءِ وَهْوَ جَدِيدُ
وَمَا ذِكْرِيَ الأَيَّامَ إِلَّا لأَنَّها
ذِمَامٌ لِعِرْفَان الصِّبَا وَعُهودُ
فَلَيْسَ بِمَفْقُودٍ فَتىً ضَمَّهُ الثَّرَى
وَلَكِنَّ مَنْ غَالَ الْبِعَاد فَقِيدُ
البارودي
الحمدان
09-09-2024, 05:23 PM
زُرني إذا بلغَ اشتياقُكَ حدَّهُ
أودع خيالُكَ كيْ يزورَ خيالي
ما كُنتَ مِثْلَ العابرينَ فإنهم
مرُّوا عليَّ و أنتَ سِرْتَ خِلالي
....
الحمدان
09-09-2024, 05:25 PM
ومَا فِي الأرضِ أشقَى مِن مُحِـبٍّ
وإن وَجَدَ الهَوَى هذبَ المَذَاقِ
تَــرَاهُ بَـاكِـيًـا فِـي كُـلِّ حِيـنٍ
مَـخَـافَـةَ فُـرقَـةٍ أو لِاشتِيَاقِ
فَيَبكِـي إن نَـأوا شَـوَقًا إلَيهِـم
ويَبكِي إن دَنَوا خَوفَ الفِرَاقِ
فَتَسْخَنُ عَينُهُ عِندَ التَّنَائِـي
وتَسْخَنُ عَينُهُ عِندَ التَّلَاقِي
ابن دريد
الحمدان
09-09-2024, 08:29 PM
يُكافِيكَ عَنّي إلهُ السَّماءِ
فأَدَّى جَميلُكَ فَوْقَ الثَّناءِ
رأَيْتَ سِراجاً خَبَا نُورُهُ
فَبادَرْتَ إنجادَهُ بِالضّياءِ
السراج
الحمدان
09-09-2024, 08:29 PM
دَعْوَةٌ لي في النَّحْوِ قد جَمَعَتْنا
حَلْقَةً ثُمَّ فَرَّقَتْنا السَّماءُ
فَوَهَتْ حُجَّةُ المُبّرِدِ فيها
والكِسَائىُّ رَاحَ والفَرَّاءُ
السراج
الحمدان
09-09-2024, 08:29 PM
يَارَبيعَ العُفَاةٍ هذا الشِّتاءُ
مَنْ تَولَّى شَبابُهُ والفَتاءُ
وَتَوَلَّتْ مِن كُلِّ أُفُقٍ رِياحٌ
تَتَّقيها قَبلَ السِّراجِ ذُكاءُ
سَرَقُوا لي في لَيْلَةِ العِيد دِيكاً
هُوَ لِلعيشِ والعُيُونِ سَواءُ
سَرَقُوهُ وَخلَّفُوا الفَحْمَ والثَّلْجَ
فَحَسْبي مُصِيبةٌ بَلْياءُ
قَدْ مَضَى العِيدُ مِثْلَما جَاءَ
لا قَلاءٌ عِنْدي فِيهِ ولا شِواءُ
مُنذُ عامٍ وبّيتُهُ وله قَبلَ
غَذائي غَذاؤُهُ والعَشَاءُ
السراج
الحمدان
09-09-2024, 08:30 PM
أَنمْتُ طَرْفي قَرِيراً مِنكَ في دَعَةٍ
لِمَوْعِدٍ قَدْ كَفَاني شَرَّ أَعْدائي
وَقَدْ أَتَى ضَامِنُ الشَّخْتُورِ مُلْتَمساً
إنجازَ وَعَدِكَ يا أَلفينِ مولائي
ومَنْزِلي حَفَّهُ بَحرانِ دُونَكُمُ
وما ادَّعَيْتُ لَكُمْ مَشْياً على الماءِ
السراج
الحمدان
09-09-2024, 08:30 PM
ذاكَ الأَميرُ الذي مِثلُهُ
أحَقُّ وأَوْلَى بِعَقْدِ الِلّواءِ
وإنَّكَ أفرَسُها فَارساً
إذا ضاقَ بالخَيْلِ صَدْرُ الفَضَاءِ
وبدَّلَتِ البِيضُ أَغمادَها
بِسُود النَّواصي وحُمْرِ الدِّماءِ
وأَثمَرَتِ السُّمْرُ هَامَ الكُماةِ
وعَاجَلْنَها بِأَوانِ الجَناءِ
وَشَمَّرَتِ الحَرْبُ عَن سَاقِها
وَقَدْ سَحَبَ النَّقْعُ فَضْلَ الرِّداءِ
ومُحمَرُّ بِيضِكَ فَوقَ الرُّؤوسِ
شَقَائق قَدْ نَبَتتْ فَوقَ مَاءِ
السراج
الحمدان
09-09-2024, 08:30 PM
نَامَ مَن نامَ وانفردْتُ بِهَمّي
أَينَ أَهلي يا لَيْلُ والأصدقاءُ
ما أظُنُّ الصَّباحَ حَيًّا فَيُرْجَى
لَكَ يا لَيْلُ في الصَّباحِ البَقاءُ
السراج
الحمدان
09-09-2024, 08:30 PM
عُمْرُ المُعمَّرِ والصَّغِير سَوَاءُ
والمَوْتُ دَاءٌ ليسَ مِنهُ دَوَاءُ
وإذا الرّدَى جَذَبَ الزِّحَامَ وسَيْرُنا
مُتَواصِلٌ فَمُنا خُنا البَيْداءُ
جَادَتْ بَهاءَ الدَّينِ صَنْدَلَ دِيمَةٌ
وَطْفاءُ تَقْفُو إثْرَها وَطْفاءُ
ذا صَنْدَلٌ فَوقَ الرؤوسِ مَكانُهُ
لِمْ لا وفيهِ لِلرؤوسِ شِفاءُ
السراج
الحمدان
09-09-2024, 08:31 PM
قِفْ نَبكِ أبياتَ القَريضِ فَإنَّها
أقْوتْ وكَمْ حُرِسَتْ مِن الإقواءِ
ولَقَدْ يَقِلُّ لها بأَنْ تَبَلي دَمَاً
مَحْضاً لِوَحشتِها مِن الكُرَمَاءِ
السراج
الحمدان
09-09-2024, 08:31 PM
خُطَّ في خَدِّكَ لامٌ
كَدُجًى فَوقَ ضِياءِ
ظَنَّها مَنْ ظَنَّها آخِرَ
وَجْدِي وعَنَائي
وَهْيَ لو يَنحُون ما أنْ
حَوْهُ لامُ الإبتِداءِ
السراج
الحمدان
09-09-2024, 08:32 PM
أرَى إنجازَ وَعدِكَ قَدْ تَمادَى
وَطَالَ مَغِيبُهُ فَمَتَى اللِّقاءُ
وَمَازالتْ وُعودُكَ كالأعادِي
قِصَارَ العُمْرِ دامَ لَكَ البَقاءُ
السراج
الحمدان
09-09-2024, 08:32 PM
رَفَضُوا الشِّعْرَ جَهْدَ هُمْ ورَقوْهُ
بَينَهُمْ بالهَوَانِ والإزْدِراءِ
فَلَوْ أنَّ الكِتابَ كانَ بِأَيْدِي
هِمْ مَحَوْا مِنهُ سُورةَ الشُّعَراءِ
السراج
الحمدان
09-09-2024, 08:32 PM
وَسَهَّلَ حَظُّهُ رِزْقاً عَسِيراً
أراحَ بهِ فُؤَادِي مِن عَنَائِه
وعَادَ ليَ الرِّصَاصُ بهِ لُجيناً
فَأَصَلُ سَعَادتي مِن كيميائِه
السراج
الحمدان
09-09-2024, 08:32 PM
نَفِدَ الزَّيْتُ الذي جُدْتَ بهِ
لِسِراجٍ لكَ وَقَّادِ الذَّكاءِ
ذِي لِسانٍ لَكَ رَطْبٍ بالذِي
طاب من حَمْدٍ وشُكْرٍ وَثَناءِ
وَهْوَ أمسى في ذُراكُمْ آمِناً
مِنْ هَوًى يَغدُو عليهِ أَوْ هَوَاءِ
غَيرَ أَنَّ السُّرْجَ تَحتاجُ إلى
أَنْ يُزادَ الزّيْتُ في لَيلِ الشِّتاءِ
السراج
الحمدان
09-09-2024, 08:33 PM
جَاذَبَتْ نَسْمَةُ الصَّباحِ رِدائي
عَبَثاً جَدَّ في الهوى مِنهُ دَائي
وأَذاعَتْ سِرَّ الرِّياضِ وَهَلْ يُكْتَ
سمُ بَينَ النَّسِيمِ والآنَاءِ
بَاكَرَتْها غَمامةٌ شَقّتِ الجَيْبَ
وجَادَتْ بِدَمعةِ الثَّكْلاءِ
فَثُغُورُ الكِمامِ ذاتُ ابتسامٍ
وَجُفُونُ الغَمامِ ذَاتُ بُكاءِ
السراج
الحمدان
09-09-2024, 08:33 PM
بِكِلتَا الخِلْعتَيْنِ لَكَ الهَنَاءُ
هُمَا تَشْرِيفُ مُلْككَ والشِّفاءُ
فَبُرْدٌ أَنتَ تُبليهِ وبُرْدٌ
لَهُ فَتَملُّهُ ولَكَ البَقَاءُ
السراج
الحمدان
09-09-2024, 08:33 PM
تَواضَعَ عَن مِقدارهِ وَهْوَ مُرْتَقٍ
كذا البَدْرُ يُدْني النُّورَ منهُ اعتِلاؤُهُ
أَبيٌّ غَدَتْ آباؤُهُ مَنْ عَلِمتُمُ
ألا حَبَّذا آباؤُهُ وإباؤُهُ
السراج
الحمدان
09-09-2024, 08:33 PM
ما حَلَّ عَزْمِي مِثلُ عَقْدِ قَبائهِ
بَدْرٌ يُعَدُّ البَدْرُ مِن رُقَبائهِ
يَحلُو مُقبَّلُهُ وبَرْدُ رُضَابهِ
كالأُقحوانِ غَداةَ غِبِّ سَمائِه
يَتشبّهُ الغُصْنُ الرَّطِيبُ بقدّهِ
يَا غُصْنُ فاتَكَ لَسْتَ من نُظَرائهِ
السراج
الحمدان
09-09-2024, 08:34 PM
شَكْواكَ مِن أَلَمِ المَفاصِلِ لِلّذِي
حَمَّلتَها لِلمَجدِ من أَعْباءِ
تَقِفُ البِحارُ ولَمْ تَقِفْ فارفِقْ بِها
أَو لَمْ تَكُنْ عُضْواً مِن الأَعضاءِ
السراج
الحمدان
09-09-2024, 08:34 PM
مارَثَّ لا وأَبيكَ عَهْدُ زِنادِي
بَلْ عَزَّ عَنْكَ وعَنْ أَبيكَ عَزائي
أُجْرِي الدُّموعَ على الدُّموعٍ وذو الأسى
مَنْ طالبَ العَبَراتِ بالإبطاءِ
إنْ كانَ دَمْعُ العَيْنِ لَمْ يبلُغْ دَمِي
فَوَراءَ شُهْبِ الدَمْعَ جِمْرُ دِماءِ
ماصانَ أحمدُ مالَهُ عَنْ سَائلٍ
فَيَصُونُ مافي جَفْنِه مِن ماءِ
ولَطَالَما جَلِّى سَوادَ مَطالبِ
جُوْدُ ابنِ مُوسى ذِي اليَدِ البيضاءِ
وَلكَمْ أَبى في الجُودِ معنىً قد شأَى
مَعْناً بهِ وطَوى حَديثَ الطَّائي
السراج
الحمدان
09-09-2024, 08:36 PM
ياواهِبَ الصُّلَحَاءِ من دَعَواتهِ
فَوقَ الذي يَحوِي مُجَابُ دُعائِها
سَالَتْ لكَ الرَّحمنَ في جُنْحِ الدُّجَى
تَحْتَ المُسُوحِ السُّودِ مِن ظَلمائِها
السراج
الحمدان
09-09-2024, 08:37 PM
يَدعُو الضُّيوفَ بِأَلسُنٍ مِن نارِهِ
يُمسي الكَرِيمُ بها مُجَابَ دُعاءِ
يَمحُو سَوادَ اللَّيْلِ أَلويَةٌ لها
حُمْرٌ تَسِيرُ أَمامَ كُلِّ لِواءِ
يَأْوِي لها يَمَنٌ وقَيْسٌ رايةً
حَمراءَ تَصدُرُ عَن يَدٍ بَيضاءِ
فبِأَيِّ قدْحٍ نَرتَقِي لِعَلائِهِ
ما أَبعدَ الشِّعْرَى مِن الشُّعَراءِ
السراج
الحمدان
09-09-2024, 08:37 PM
أَمَولانا الأَميرَ وأَنتَ سَمْحٌ
يُجيبُ نَداكَ مِن قَبْلِ النِّداءِ
لَقَدْ بَرَدَ الهواءُ عَلَيَّ فارحَمْ
فَما حالُ السِّراجِ مَعَ الهَواءِ
السراج
الحمدان
09-09-2024, 08:37 PM
تَجلَّى لنا البَدْرُ في خِلْعَةٍ
لَفَاضَ عليها السَّنَا والسَّناءَ
مِن الفاختياتِ لَمَّا بَدَتْ
بِها طَلْعَةُ البَدْرِ كانتْ سَماءَ
السراج
الحمدان
09-09-2024, 08:37 PM
ولقد أَدامَ الصَّاحِبُ بنُ مُحمَّدٍ
بَذْلَ القِرَى فى القَفْرةٍ البَيْداءِ
ولو أنَّ فيها حاتِماً مَنَعَ القِرَى
وغَدا ابنُ مَامَةَ باخِلاً بالماءِ
السراج
الحمدان
09-09-2024, 08:38 PM
كَفَى ضعفاءَ مِصْرٍ ظالمِيها
وأَوْرَدَ عَدْ لُهُ ذِيباً وشَاءَ
وأَظهرَ فيهِ سِرّاً من عليّ
أَضاءَ لنا ومَنْ يُخفِي ذُكاءَ
ولم نَعْجَبْ لِفَيْضِ النِّيلِ إنِي
وإبراهيمَ عَلَّمَهُ الوَفاءَ
السراج
الحمدان
09-09-2024, 08:38 PM
يابَني الآدابِ قَدْ ماتَ الرَّجَا
وقد اشْتَدَتْ وعَزَّ النُّجباءُ
سُفُنُ الآمالِ في بَحْرِ المُنَى
وَحَلَتْ مِنَّا فَأَينَ الرُّؤساء
السراج
الحمدان
09-09-2024, 08:38 PM
يَارَبّ صُنْ وجهِي عَنِ الكُرَماءِ
فَضْلاً عَنِ الحاجاتِ لِلْؤُماءِ
فلقَدْ رأيتُ القومَ جَفُّوا أَيدياً
حتَّى كَأَنْ لمْ يُخلقُوا مِن ماءِ
السراج
الحمدان
09-09-2024, 08:39 PM
سَأَلتُهُمُ وقَدْ حَثُّوا المَطايا
قِفُوا شيئاً فَساروا حَيثُ شَاؤُا
وما عَطَفُوا عَليَّ وَهُمْ غُصُونٌ
ولا التفتُوا إليَّ وَهُمْ ظِباءُ
السراج
الحمدان
09-09-2024, 08:39 PM
شَجّتْ جَبينَ مُدامها بالماءِ
فَبَنانُها مِنها خَضِيبُ دِماءِ
زَمَّتْ أَشعِتُها الدُّجَى فمضَى وَقد
سَلَبَ الحَبابُ قِلادَةَ الجَوْزاءِ
وَبَدَتْ على وَجَناتِ مَنَ طافتْ بها
فَرأَيتُ جَذْوَةَ مارِجٍ في ماءِ
حَمراءُ تُسكِرُ مِن جفونِ مُدِيرِها
ما أَشبهَ الحمَراءَ بالحَوْراءِ
السراج
الحمدان
09-09-2024, 08:39 PM
ذكرتك بالريحانِ والراحِ ذِكْرَةً
مُرَدَّدَةً كادت لها النفسُ تُزْهَقُ
فلما تناولن الغِناءَ شوادِيا
وأَتْبَعَ مَزْموماً من الضَّرْبِ مُطْلَقُ
تَتَبَّعتِ العينانِ شَخْصَكِ فِيهم
فلما نأَى ظَلَّتْ دُموعِي تَرَقْرَق
إلى الله أشكو فَقْدَها مِثْلَ ما شَكا
إلى الله فَقْدَ الماءِ عَطْشانُ مُوثَقُ
كأن فؤادي مُنْذُ بان بِها الرَّدَى
جَناحٌ وَهَتْ أَجْزاؤُه فَهْو يَخْفُقُ
تميم
الحمدان
09-09-2024, 08:39 PM
وَجْنةُ من شفّني هواه وَمن
أفنيت فيه دموعَ آماقي
كأنّما الصَّيْرَفِيّ دَنَّرَ ما
يَحْمَرُّ فيها ودَرْهَمَ الْباقي
تميم
الحمدان
09-09-2024, 08:40 PM
لست أنبيك بافتِقادِي لأني
شاغل مهجتي بخلقٍ سِواكا
لا ولا أنني أُفَرّغ قلبي
ساعةً يا نِزار مِن ذِكراكا
غير أَني إذا تَهَيّمني الشوقُ
طلبت الشفاءَ في رؤياكا
لا أراني الإله غَيْرَك مَوْلىً
لا ولا اجتاحني بوشكِ نواكا
أنا لو رُمت شكرَ بعضِ أيادِيك
لأَعْيا عَلَيّ إدراك ذاكا
تميم
الحمدان
09-09-2024, 08:40 PM
أَما تَرَى الرعدَ بكَى فاشْتَكَى
والبرق قد أومض فاستضحكا
فاشرب على غَيْم كَصِبْغِ الدجى
أضحكَ وجهَ الأرضَِ لمّا بكى
وقد حكَى العودُ أَنِينَ الهوى
لكِنّه جوّد فيما حكى
وانظر لماءِ النيلِ في مدّهِ
كأنما صُنْدِل أو مُسِّكا
وهاكها تشبِه فِكَر الذي
نظّمها في لفظِه أو حكى
تميم
الحمدان
09-09-2024, 09:05 PM
لو كانَ للأرواحِ صوتٌ يا تُرى
ما كانَ صوتُ الأنفسِ المشتاقَةْ
توّاقةٌ تلك النفوسُ يهزُّها
ومضُ الحنينِ و أدمعٌ رقراقة
كم مرةٍ فارقتَ قلباً طيباً
رُغماً وقلبُكَ لا يريدُ فراقَهْ
ترتادهُ الأطيافُ يخفتُ نبضُهُ
يبكي ويُرسلُ للسما أشواقَهْ
كم مرةٍ تأوي لترقدَ باكراً
و تظلُّ ترجو في المنامِ عناقَهْ
محمد الدامغ
الحمدان
09-09-2024, 09:26 PM
قلبي الذي في الليل ِ أرهقهُ البكا
أرخى عليك ِ رموشه ثم اتكا
أنا لستُ ممن حاد عنك ِ مسارُه
أنا ما اتخذتُ سوى سبيلك ِ مسلكا
لا تبعديني عن جناك ِ فإنني
ما زلتُ بالحبِّ المعتق ِ ممسكا
قلبي الذي شرب الصبابة َ والجوى
أمسى ببعدك ِ زاهدا متنسكا
لا والذي فطرَ القلوبَ على الهوى
ما كنتُ يوما في غرامك مشركا
لكنْ زماني قصَّ كلَّ أصابعي
وبقيتُ بالعهد الموثق ممسكا
لا تجلديني بالملامة ِ إنني
أوشكتُ تحت سياطها أنْ أهلكا
أنسيت ِ أني تحت ظلك ِ وردة ٌ
وبأنّ عودي قرب عودك ِ قد زكا
أنا قد أتيتك ِ حاملا كاسَ الرضا
وقطفتُ من قلبي إليك ِ الليلكا
لا تحسبيني بعْتُ بعضَ ودادكم
لا والذي أبكى الرضيعَ وأضحكا
يا رب أوقدْ في ضلوعي جمرة ً
يا رب سلط فوق قلبي نيزكا
إنْ خنتُ مَن أهواهُ لفتة َ عابر ٍ
أو أنَّ قلبي في الطريق تصعلكا
العفوُ مِنْ شِيَم ِ الكِرام ِ فسامحي
فالصبحُ أضحى بعد هجرك أحلكا
راض ٍ بحكمك فاحكمي وتدللي
أنا ما شكوتُ ولا فؤادي قد شكا
....
الحمدان
09-09-2024, 09:32 PM
رسالتي لك....
- قد يسوق إليكَ الله قدَرًا يُبكيك ساعةً
لئلا تبكي بعدها دهرًا
- قد يسوق إليكَ تأخيرًا لِأمرِك سَنةً
لئلا تتوقف بعدَهَا الخيرات عنك دهرًا
- قد يأخذ منك مقدار حبة
مِن خردلٍ من رزقٍ
ليغمرك بمِداد البحر أجرًا
- قد يُذيقك ألم الوَحشَةِ ليلًا
ليفتح على قلبك بابًا للأُنسِ به
لا ينقطع سرمدًا
- قد يُباعِد بينك وبين ما تمنى قلبك حِينًا
ليختبر صبرك فيتركهُ لكَ أبدًا
- قد يتركك تنادي طويلًا
ظانًا أن صوتك لا صدى
لهُ عِندَه
لِتُطيل النداء فيزداد الدعاء
فيعظُم العطاء
- سيحتار عقلك في فهم كثير
مِن الأحداث إلى أن
يؤذَن لكَ
بِرؤية حكمة الله في قضاءه
ورؤية رحمة الله في أقداره
الحمدان
09-09-2024, 09:36 PM
أَسِيرُ مَعَ الْأَيَّامِ حَيْثُ تَقُودُنِي
وَأَرْجُو فَكَاكَاً مِنْ مَصِيرٍ يُرِيدُنِي
وَأَهْرُبُ مِنْهَا تَارَةً غَيْرَ أَنَّهَا
تَشُدُّ عَلَيَّ الْقَيْدَ ثُمَّ تُعِيدُنِي
طاهر حسين
الحمدان
09-09-2024, 09:37 PM
قررتُ أقطعُ رحلتي
وأعودُ مِن حيثُ ابتدأتُ
كعائدٍ مِن رحلةِ الموتِ ـ التي طَالتْ ـ
إلى يومِ الولادةْ
كم قلتُ يا قَلبي ولم تَسمع لنا
ستُحِبُّ يومًا رغمَ أنفِكَ
ليس في الحبِّ الإرادةْ
عبدالعزيز جويدة
الحمدان
09-09-2024, 09:39 PM
قالت: أنا لا أعرف الأوزانا
وأريدُ مثلك بالقصيد لسانا
قلتُ: انطقي ما شئتِ فهو بلاغةٌ
سيفيضُ حرفكِ رقةً وبيانا
ما قلتِ من قولٍ فموزونٌ على
بحرِ الجمال ويشبهُ الألحانا
لو كان قد أصغى الخليل لقولها
لأضافه كي يُكمِلَ الأوزانا
....
الحمدان
09-09-2024, 09:41 PM
سَأمضِي فِي الحيَاةِ بحُسنِ ظنِّي
وَأبسُم لَـن أكون سوى نقيَّا
وَبِي أملٌ و يَكفينِي بَأنِّي
أعيش عَليه مُتكلًا رضيَّا
....
الحمدان
09-09-2024, 09:43 PM
بعضُ الرِّجالِ بكيدِه فاقَ النِّسَا
إخوانُ يوسفَ شاهدٌ ببيانِ
من كيدهم يعقوبُ حذَّرَ يوسُفًا
فالكيدُ لا يختصُّ بالنِّسوانِ
....
الحمدان
09-09-2024, 09:44 PM
فيا صاحبَيْ رحلي دنا الموتُ فانزِلا
برابيةٍ إنّي مقيمٌ لياليا
أقولُ لأصحابي ارفعوني فإنّه
يقِرّ بعينِي أنْ سُهيلٌ بدا ليا
....
الحمدان
09-09-2024, 09:45 PM
إنِّي رأيتُ من العيونِ عجائبـًا
وأراك أعجب من رأيت عيونـًا
ما كُنتُ أحسبُ أنّ طَرْفـًا ناعِسـًا
قد يُورِثُ العقلَ السّليم جُنونـًا
....
الحمدان
09-09-2024, 09:46 PM
عزّت عليّ مشاعري فدفنتُها
بعد الذبول فمتُّ قبل أواني
لا شيء يُطفئُ عَبرةً مخنوقةً
في القلب إلا رحمةً تغشاني
للظُّلم ألفُ طريقةٍ وأشَدُّها
أن يعبثَ الإنسانُ بالإنسانِ
....
الحمدان
09-09-2024, 09:56 PM
لم تمنعِ الأنقاضُ نُطقَ شهادةٍ
قبلَ المماتِ وكثرةَ استغفارِ
ومضى إلى الرّحمن يحمل سُبْحةً
في كفِّه عبَقَت من الأذكارِ
لو أنها نطقَتْ لقالت هكذا
يقضي التَّقِيُّ نهايةَ المشوارِ
....
الحمدان
09-09-2024, 09:59 PM
إنَّ الصَّلَاةَ عَلَىٰ النَّبِي عِبَادةٌ
أمرٌ عَظِيمٌ جاءَ فِي الآيَـاتِ
صَلُّوا عَلَيهِ وَسَلِّمُوا حُبًا لَهُ
وَزِيَادَةً فِي الأجرِ وَالحَسَنَاتِ
اللهم صل وسلم على نبينا محمد
الحمدان
09-09-2024, 10:00 PM
يَعيشُ ابنُ حَوّاءَ الزمان ويرتجي
خُلودًا بذي الدنيا وما هو نائلُه
سَيأتِيهِ حادي الموتِ في حِينِ غَفلَةٍ
وتبقىٰ على مَرّ الزمانِ شَمائلُهْ
....
الحمدان
09-09-2024, 10:01 PM
اِصبِر لِكُلِّ مُصيبَةٍ وَتَجَلَّدِ
وَاِعلَم بِأَنَّ المَرءَ غَيرُ مُخَلَّدِ
أَوَما تَرى أَنَّ المَصائِبَ جَمَّةٌ
وَتَرى المَنِيَّةَ لِلعِبادِ بِمَرصَدِ
....
الحمدان
09-09-2024, 10:02 PM
وإذا تعلقت القلوب بربها
طابت لها الدنيا برغم اساها
قل للاماني السائرات لربها
الله يسمعها ولاينساها
....
الحمدان
09-09-2024, 10:04 PM
كنّ بلسماً إن صار دهرك أرقُما
وحلاوةً إن صار غيرك علقما
أحسن وإن لم تجزَ حتى بالثنا
أي الجزاء الغيث يبغي إن همى
من ذا يُكافأ زهرةً فواحةً
أو من يثيب البلبل المترنما
....
الحمدان
09-09-2024, 10:06 PM
أوليتني نِعَمًا أبوحُ بشكرها
وكفيتني كلّ الأمورِ بأسرها
فلأشكرنّكَ ما حييتُ وإن أمُت
فلتَشكرنَّكَ أعظُمي في قبرها
....
الحمدان
09-09-2024, 10:08 PM
وكن راضياً لا تسخطن لشدةٍ
كما الشوكُ لا يعطي الرحيقَ ولا العنب
إذا المرءُ لم يرضى بما ربهُ وهب
فلن يغنهِ مالٌ وإن زاد ما كَسب
فكن راضياً تُرضي الإلهَ بأمرهِ
فدربُ الرضا نورٌ ونبتُ الرضى ذهب
وكن راضياً لا تسخطن لشدةٍ
كما الشوك لا يعطي الرحيقَ ولا العنب
وإحسانُ ظن في الإلهِ وشكرهِ
فتلك معانِ الخير خط بها الأدب
إليك غصونً دانياتٍ قطوفها
ومنبع خيرات يفيض وقد نضب
سلام وإحسان وصبر وجيرةٌ
وأفعال خير تستزاد بها الرتب
وإحسان ظنٍ في الإله وشكرهِ
فتلك معان الخير خط بها الأدب
....
الحمدان
09-09-2024, 10:09 PM
قد تَعتريكَ مِنَ الحياةِ كآبةً
تُذكي الأسي وتَشُلُ نَبضَ الخافِقِ
فتَودُ لو تَبكي وما مِن ادمُعٍ
وتظَلُ مختنِقًا وما مِن خانِق
وتظُنُ أنكَ هالِكٌ حتى اذا
اعياكَ عُسرُكَ جاءَ يُسرُ الخالقِ
....
الحمدان
09-09-2024, 10:11 PM
ما كُلُّ ما يَتَمَنّى المَرءُ يُدرِكُهُ
رُبَّ اِمرِئٍ حَتفُهُ فيما تَمَنّاهُ
إِنَّ المُنى لَغُرورٌ ضِلَّةً وَهَوىً
لَعَلَّ حَتفَ اِمرِئٍ في الشَيءِ يَهواهُ
....
الحمدان
09-09-2024, 10:13 PM
ستظلُّ تجمعُ صورتي وتلمُّها
وأنا انتثرتُ قصائداً وأغاني
وتظلُّ تبحثُ عن خيالٍ هاربٍ
شبحٍ يُشابهُني ولن تلقاني
في كلِّ ركنٍ قد تركتُ حكايةً
وزرعتُني عمداً بكلِّ مكانِ
لاشيءَ يُمكنُه إعادة ما مضى
أنا لن أعودَ وأنتَ لن تنساني
....
الحمدان
09-09-2024, 10:14 PM
كم من فؤادٍ به من دهرِهِ نُدَبٌ
يظلُ يكتمُ ما يلقى و ما يجدُ
يخوضُ معركةً في إثر معركةٍ
يمضي مع الناس لم يشعر به أحدُ
....
الحمدان
09-09-2024, 10:44 PM
رحلنا إذنْ لا شيءَ باركَ عِشقنا
ولا نحنُ فضّلنا البقاءَ مُعلَّقا
ولا نحنُ قاتلنا لأجلِ وصالنا
ولا نحنُ ساعدنا هوانا ليُشرقا
حذيفة العرجي
الحمدان
09-09-2024, 10:46 PM
مَنْ يزرعِ الخيرَ يحصُدْ ما يُسَرُّ به
وزارعُ الشرِّ منكوسٌ على الراسِ
الحطيئة
الحمدان
09-09-2024, 10:47 PM
كأن الحُسن في خدّيك طفلٌ
يناديه الزمان فلا يُجيبُ
وإن الجُرح في أعماقِ قلبي
شبابٌ لا يغيره المشيبُ
عبدالله فقيري
الحمدان
09-09-2024, 10:50 PM
ياسائس الخيل قم للخيل وانحَرهَا
ماحاجة الخيل والفرسان قد ماتوا
وفّر دموعك لا تُذْرَفْ على أحدٍ
فيم الدموع وأهل الحق ماباتوا
راحوا جميعاً فما بقي لهم أثرٌ
وخلَّفونا دمىً يابؤس من فاتوا
....
الحمدان
09-09-2024, 10:53 PM
أين العروبة والسيوف البيض
والخيل الضواري والمآثر والنّسب
أين الشعوب وأين كُهّان العرب
البعض منهم قد شجب
والبعض في خزي هرب
والناس تسال عن بقايا أمّة
تدعى العرب
كانت تعيش من المحيط إلى الخليج
ولم يعد في الكون شيء من مآثر أهلها
ولكل مأساة سبب
باعوا الخيول وقايضوا الفرسان
في سوق الخطب
فليسقط التاريخ ولتحيا الخطب
فاروق جويدة
الحمدان
09-09-2024, 10:55 PM
لا تَسَلها الهوى وأنتَ فقيرٌ
فالهَوى عندَها لِأهلِ الثَّراءِ
وَسَلِ العَقلَ إنْ أَبَيتَ مَقالي
هل تُرَوِّي الكُؤوسُ مِن دونِ ماءِ
....
الحمدان
09-10-2024, 02:16 PM
عيونٌ عن السِّحرِ المبينِ تُبينُ
لها عندَ تحريكِ القلوب سكونُ
تصولُ ببيضٍ وهي سودٌ فِرندُها
ذبولٌ فتورٌ والجفونُ جفونُ
اذا ما رأت قلباً خلياً مِن الهوى
تقولُ له كن مغرماً فيكونُ
بن عيسى
الحمدان
09-10-2024, 02:16 PM
أرى الأشواقَ تجذبني اليكم
وسائِقُها الصَّبابةُ والحنينُ
بذلتُ لكم دموعَ العينِ لكن
هواكم في حُشاشتي المصونُ
يعزُّ عليَّ بعدكمُ ولكن
مَماتي في محبَّتكم يهونُ
أحبَّتنا أذبتم بالتنائي
فؤاديَ فهو مكتئبٌ حزينُ
هواكم لا تغيره اللّيالي
وصبري عنكمُ قد لا يكونُ
بن عيسى
الحمدان
09-10-2024, 02:17 PM
خَلَوْتُ بمن أهواه بعد تَفَرُّقٍ
بأرضٍ إلى صَوْبِ النَّدَى أن يصوبها
فكان عَويلي رَعْدُهَا وابْتسامُهُ
وَمِيضاً وأهواء القُلُوبِ جنُوبها
وجادَ غمامٌ من دموعي لِرَوْضِهَا
فَضَوَّعَ أنفاسَ الخُزَامَى وطيبَها
وقرَّب مِنّي الدَّهْرُ حُبّاً رَجَوْتُهُ
وأَبْعَدَتِ الأيّامُ عَنّي رَقيبَها
بن عيسى
الحمدان
09-10-2024, 02:17 PM
العبدُ لولا تجلّي الحق في صور
شتى لكان دليلُ العقل يطغيه
لأنه بدليلِ العقل يطلبه
والشرعُ ينقض ما الأفكار تبنيه
فكلُّ عين بعلمِ الحقِ تعبدُه
فإنَّ ذلك فيهم من تحليه
محيي الدين
الحمدان
09-10-2024, 02:17 PM
لما رأيتُ وجودي في تجليه
رأيتُ ما كنتُ أبغيه وأنفيه
فما رأيتُ وجوداً كنت أظهره
إلا رأيتُ وجوداً منه أخفيه
إذا علمتُ بهذا واتصفتُ به
علمت أن له عهداً يوفيه
محيي الدين
الحمدان
09-10-2024, 02:18 PM
ألا إنَّ بذلَ الوسع في الله واجبٌ
ودار الذي ما من صداقته بدّ
وليس سوى النفسِ التي عابد لها
وكلنت من العدا لمن حاله الرشد
تعبدت يا هذا بكل فضيلةٍ
وأنت لها أهلٌ إذا حصل الجهد
وساعدك التقوى فنلت بها المنى
ولكن إذا أعطاك من ذاته الجدُّ
إذا جاءك الوفد الكريم مغلسا
وساعده من عند مرسله الرفد
فذلك بشرى منه إنك مجتبى
وإن لك الزُّلفى كما أخبر الوفد
وما الوفد إلا رسله وكتابه
وليس لما جاءت به رسله ضدّ
يقاومه فاعلم أنك واصلٌ
إليه ولا هجر هناك ولا صد
فواصِل ذوي الأرحام مما منحته
وإن أنت لم تفعل فذلكم الطرد
وحاذِر من الجودِ الإلهي إنه
له المكر في تلك المنائح والردّ
فلو كان عن ربٍّ لكان مخلصاً
كما يحلم الشطرنجُ أن يحكم النرد
ألا إنها الأفلاك في حكمها بها
قد أودع فيها الله من علمه تعدو
على كل مخلوقٍ وإن قضاءَه
عليه به فاحمد فمن شانك الحمد
محيي الدين
الحمدان
09-10-2024, 02:18 PM
أوَّل الحبِّ هوى نعلمه
عندنا فالعشقُ من حكمِ الهوى
لا تذمنّ الهوى يا عاذلي
إنما للمرء فيه ما نوى
فيه كوَّن كوني فبدا
وبه قد فلق الحبُّ النوى
فيرى صاحبه في مّوصل
ويرى عائده في نينوى
فيرى الصاحب في وصلته
ويرى العائد يشكو بالنوى
وقف الحبُّ على القلبِ إذا
ذاقه عند مقاماتِ السوى
وإذا خاطبه من ذاته
ما يرى خاطبه منه سوى
ليس للقلبِ اهتمامٌ بالذي
ناله عند المناجاةِ سوى
قولِ من قالَ له في حكمه
أنا في الحكمِ وإيّاك سوا
محيي الدين
الحمدان
09-10-2024, 02:19 PM
الله أنزه أن تُدرى حقيقته
وأن يولده من كان يعبده
و إنما قلت ذا مما لنا وردت
به النصوص التي للشرع تعضده
إن تنصروا الله ينصركم ويشهدكم
إصلاح من أنت تبغيه فتفسده
محيي الدين
الحمدان
09-10-2024, 02:19 PM
إنَّ الإله حكى لنا ما قاله
أهلُ العدالةِ والصدورُ العدَّلُ
وهو الدعاةُ لنا وقد نطقوا بما
جاء الكتابُ به إلينا المنزل
فينا من التجريح وهو حقيقته
من غيرة قامت بهم لا تجهل
لله قاموا غيرة لم يقصدوا
ردّاً عليه لما رأوه فاوّلوا
محيي الدين
الحمدان
09-10-2024, 02:19 PM
الكلُّ حقٌ ولكن ليس يعرفه
إلا الذي بدليل العقلِ فيه بلى
هذا هو الحقُّ لا تضرب له مثلا
فإنه من صفاتِ الحقِّ في الأزل
لا يحجبنك ما تتلوه من سور
بأحرف وبأصواتٍ على مهل
فكله قوله إن كنتَ ذا نظر
فيه على حدِّ إنصاف بلا ملل
إنَّ الوجودَ إذا أبصرته عجب
فكله كلماتُ الله من قبلي
محيي الدين
الحمدان
09-10-2024, 02:19 PM
استغفر الله العظيم لما أتى
واستغفر الله لهذا المرسل
فنجا من الأمر الذي قد ضرَّه
عما أتاه به النبيُّ الأعدل
وكذاك ختم الأولياء كلامه
في الأولياءِ معظم متقبل
من ذاقَ طعم كلامه لم يسترب
في قولنا فهو الكلامُ الفيصلُ
من كان يعرف حاله ومقامَه
عن بابه وركابِه لا يعدل
من عظَّم الشرعُ المطهر قلبَه
تعظيمه فهو الإمام الجوّل
صفة المهيمن ههنا قامت به
والناسُ فيها يشهدون العقل
محيي الدين
الحمدان
09-10-2024, 02:20 PM
هذا الذي قلته في الله من صفة
الله جاء به في الذكر مسطورا
على لسان رسولٍ سيِّدٍ ندسٍ
إذ طهر الله أهلَ البيتِ تطهيرا
فلم ينلهم لذا في عرضهم دنسٌ
إذ شمروا ذيلهم للنصر تشميرا
محيي الدين
الحمدان
09-10-2024, 02:20 PM
لولا الشريعة قد كنا على فلت
منه فيحكم في الفتيان بالفتن
الشرع جار به قربى لخالقنا
منا ليسعد عبد المؤمن الفطن
فاعبد إلهك ربَّ العرشِ في جهة
كأنبياء به في شرعه الحسن
بين الرسولِ وبين الروحِ قد ظهرت
هذي الأمور لتعليم لنا حسنِ
محيي الدين
الحمدان
09-10-2024, 02:20 PM
با نائبَ الحقِّ إنَّ الحقَّ أهلكم
لما أقامك في ذا المنصب الحسنِ
فإن عدلت وقاك الله فتنة
وإنْ عدلت ابتلاك الله بالمحنِ
قرينة الحال تعطى ما أردت بما
ضربته مثلا للهَمهَم الفِطن
إني لسان صغار لي وعائلة
وترجمانهمُ في السرِّ والعلن
قد أصبحوا ما لهم ثوب يردّ به
بردُ الهواء ولا فلسٌ من الثمن
وما التمست سوى مرسوم سيدهم
فإن منعتم فلا ثوبٌ سوى الكفنِ
وإنَّ ظني بكم في حقهم حسنُ
ولم يخب أحد في ظنه الحسن
محيي الدين
الحمدان
09-10-2024, 02:21 PM
إني جعلتُ رسولَ الله خيرَ شفيعٍ
فكن له يا وليّ اليومَ خيرَ سميع
وما التمستُ سوى مرسوم صاحبه
السيد الطائع المحفوظ خير مطيع
وقد رأيتُ الذي خطت أنامله
من كلِّ معنى جليلٍ قدرُه وبديع
والأمر لله فيه ثم صاحبُه
إن الجنابَ الذي ذكرته لرفيع
اللهم صل وسلم على نبينا محمد
الحمدان
09-10-2024, 02:21 PM
معاشر الناس إنَّ الله أنبتكم
من أرضه نطفا في النشىء أمشاجا
وثم أولجكم لما أماتكمُ
فيها لأمر أرادَ الحقَّ إيلاجا
وقد علمت بأنَّ الله يخرجكم
بعد المماتِ من الجداثِ إخراجا
من بعد إنزاله من أجل نشأتكم
ماء كمثلِ منيّ الناسِ ثجّاجا
وصيَّر الناسَ اقساما منوَّعة
ثلاثة في كتابِ الله أزواجا
لو أنَّ ما عندنا من علمِ صانعنا
يكون في رهجِ السواق ما راجا
محيي الدين
الحمدان
09-10-2024, 02:21 PM
قلت ربي فقال لبيك عبدي
لم أجد غير حيرةٍ لي ضلالا
قال لي هكذا هو الأمر فاعلم
لم يزد طالبوه إلا خبالا
كلُّ قلبٍ يبغي الوصول إليه
معلم بالفراقِ منه تعالى
وكذا من يقول ربي بقلبي
جدٌّ والجدُّ لم ينله فنالا
حيرةٌ مثله فقال شخيصٌ
غاطسٌ في السرابِ ماءً زلالا
ثم لما أتاه لم يلفَ إلا
عُدماً حاصلا وقد كان آلا
يثبتُ الجهلَ ههنا ثم أيضا
ههنا والجهولُ نال الوبالا
وجد الله عنده فكفاه
صاحبُ الآلِ كان أحسن آلا
محيي الدين
الحمدان
09-10-2024, 02:23 PM
إنَّ الذي بوجودي اليومَ أعرفه
هو الذي في غد بذاك أنكره
إن كان أخفاه في عيني تقلبه
فإنَّ فلبي في التقليب يبصره
من أعجب الأمر أني حين أذكره
أغيبُ عنه ويدنيني تذكره
رأيته ذاكرا لي حين أذكره
في كلِّ حالٍ وتخفيني فأظهره
إيّاه أسأل عنه حين يسألني
عني وينسى إذا أنسى فأذكره
لو أنه في وجودي حين يشهدني
ما كنتُ اشهده ما كنت أبصره
محيي الدين
الحمدان
09-10-2024, 04:14 PM
أَرقتُ فَما أَنامُ وَلا أُنيمُ
وَجاءَ بِحُزنِيَ اللَيلُ البَهيمُ
وَأَصبَحَ عامِرٌ قَد هَدَّ رُكني
وَفارَقَني بِهِ اللَطِفُ الحَميمُ
فَكانَ ثِمالَنا تَأوي إِلَيهِ
أَرامِلُنا وَعائِلُنا اليَتيمُ
وَمَدرَهَ خَصمِنا في كُلِّ أَمرٍ
لَهُ تَجذو عَلى الرُكَبِ الخُصومِ
وَقَيِّمَنا عَلى الجُلّي بِجِدٍّ
إِذا ما الكَربُ أَفظَعَ مَن يَقومُ
أَتى الرُكبانُ بِالأَخبارِ تَهوي
بِها وَبِهِم حَراجيجٌ هُجومُ
فَقالوا قَد تَرَكناهُ سَقيماً
فَما صَدَقوا وَلا صَحَّ السَقيمُ
فَعَزَّ عَلَيَّ أَنَّ القَومَ آبوا
وَأَنتَ بِواسِطٍ جَدَثٌ مُقيمٌ
جَزاكَ اللَهُ خَيراً حَيثُ أَمسَت
مِن البُلدانِ أَعظُمُكَ الرَميمُ
فَنِعمَ الشَيءُ كُنتَ وَلَيسَ شَيءٌ
مِن الدُنيا وَما فيها يَدومُ
تَضَعضَعَ جُلُّ قَومِكَ وَاِستَكانوا
لِفَقدِكَ إِنَّهُ حَدَثٌ عَظيمُ
قَضى نَحباً فَبانَ وَكانَ حَصناً
يَعوذُ بِهِ المُدَفَّعُ وَالغَريمُ
يَريشُ الأَقرَبينَ وَيَطّبيهم
وَلا يَبري كَما يَبري القَدومُ
عروة بن أذينة
الحمدان
09-10-2024, 04:14 PM
بيضٌ نَواعِمُ ما هَمَمنَ بِريبَةٍ
كَظِباءِ مَكَّةَ صَيدُهُنَّ حَرامُ
يُحسَبنَ مِن لينِ الكَلامِ زَوانِيا
وَيَصُدُّهُنَّ عَن الخَنا الإِسلامُ
عروة بن أذينة
الحمدان
09-10-2024, 04:15 PM
أَتانا البَريدُ التَغلُبِيُّ فَراعَنا
لَهُ خَبَرٌ شَفَّ الفُؤادَ فَأَنعَما
بِمَوتِ أَبي حَفصٍ فَلا آبَ راكِبٌ
بِمَوتِ أَبي حَفصٍ أَخَبَّ وَأَرسَما
عروة بن أذينة
الحمدان
09-10-2024, 04:15 PM
جادَ الرَبيعُ بِشَوطى رَسمَ مَنزِلَةٍ
أُحِبُّ مِن حُبِّها شَوطى فَأَلجاما
فَبَطنَ خاخَ فَأَجزاعَ العَقيقِ لِما
نَهوى وَمِن جَوِّ ذي عِبرَينِ أَهضاما
داراً تَوَهَّمتُها مِن بَعدِ ما بَلِيَت
فَاِستَودَعَتكَ وُسومُ الدارِ أَسقاما
عروة بن أذينة
الحمدان
09-10-2024, 04:15 PM
نُبِّئتُ أَنَّ رِجالاً خافَ بَعضُهُمُ
شَتمي وَما كُنتُ لِلأَقوامِ شَتّاما
فَإِن يَكونوا بَراءً لا تُطِف بِهِم
مِنّي شَكاةٌ وَلا أَسمِعهُمُ ذاما
وَإِن يَحينوا أَقُل قَولاً لَهُ أَثَرٌ
باقٍ يُعَنّي قَراطيساً وَأَقلاما
عروة بن أذينة
الحمدان
09-10-2024, 04:16 PM
لَقَد عَلِمتُ وَما الإِسرافُ مِن خُلُقي
أَنَّ الَّذي هُوَ رِزقي سَوفَ يَأتيني
أَسعى لَهُ فَيُعَنّيني تَطَلُّبُهُ
وَلَو جَلَستُ أَتاني لا يُعَنّيني
وَأَنَّ حَظَّ اِمرىءٍ غَيري سَيَبلُغُهُ
لا بُدَّ لا بُدَّ أَن يَحتازَهُ دوني
لا خَيرَ في طَمَعٍ يُدني لِمَنقَصَةٍ
وَغُبَّرٍ مِن كَفافِ العَيشِ يَكفيني
لا أَركَبُ الأَمرَ تُزري بي عَواقِبُهُ
وَلا يُعابُ بِهِ عِرضي وَلا ديني
كَم مِن فَقيرٍ غَنِيِّ النَفسِ تَعرِفُهُ
وَمِن غَنِيٍّ فَقيرِ النَفسِ مِسكينِ
وَمِن عَدُوٍّ رَماني لَو قَصَدتُ لَهُ
لَم يَأخُذِ النِصفَ مِنّي حينَ يَرميني
وَمِن أَخٍ لي طَوى كَشحاً فَقُلتُ لَهُ
إِنَّ اِنطِواءَكَ عَنّي سَوفَ يَطويني
إِنّي لَأَنطُقُ فيما كانَ مِن إِرَبي
وَأُكثِرُ الصَمتَ فيما لَيسَ يَعنيني
لا أَبتَغي وَصلَ مِن يَبغي مُفارَقَتي
وَلا أَلينُ لِمَن لا يَشتَهي ليني
عروة بن أذينة
الحمدان
09-10-2024, 04:17 PM
لا يُبعِدُ اللَهُ حُسّادي وَزادَهُمُ
حَتّى يَموتوا بِداءٍ فِيَّ مَكنونِ
إِنّي رَأَيتُهُمُ في كُلِّ مَنزِلَةٍ
أَجَلَّ قَدراً مِن اللاّتي يُحِبّوني
عروة بن أذينة
الحمدان
09-10-2024, 04:17 PM
مَن لِعينٍ كَثيرَةِ الهَمَلانِ
وَالحُزنِ قَد شَفَّني وَبَراني
أَن تَوَلّى أَخي وَعارِفُ حَقّي
وَأَميني في السِرِّ وَالإِعلانِ
عامِرٌ مَن كَعامِرٍ يَرقَعُ الثّامَ
وَيَكفيكَ حَضرَةَ السُلطانِ
حَيثُ لا يَنفَعُ الضَعيفُ وَلا لِلوَغلِ
في الجِدِّ بِالفِئامِ يَدانِ
فَثَوى بِالعِراقِ رَمساً غَريباً
لا بِدارٍ وَلا حَرى أَوطانِ
نائِياً عَن بَني الزُبيرِ مُقيماً
بَينَ أَنهارِ واسِطٍ وَالجِنانِ
سَيِّداً وَاِبنُ سادَةٍ يَشتَرونَ
الـحَمدَ قِدماً بِأَربُحِ الأَثمانِ
قَدَّموا أَفضَلَ المَكارِمِ مَجداً
وَلَهُم سِرُّ كُلِّ عِرقٍ هِجانِ
وَرَّثوهُ مَجدَ الحَياةِ فَثَبّى
مَجدَ بانٍ أَشادَ في البُنيانِ
بِقِيامٍ عَلى الجَسيمِ مِن الأَمرِ
وَضَغمٍ لِلمُترَفِ الحَيرانِ
وَاِنصِرافٍ عَن جَهلِ ذي الرَحمِ المفرِطِ
لَو شاءَ نالَهُ بَهوانِ
مَن يَلُم في بُكائِهِ لا أُطِعهُ
وَأَقُل مِثلُ عامِرٍ أَبكاني
مَن يُصادي سُخطي وَيَحلُمُ عَنّي
وَإِذا قُلتُ مَن لِأَمري كَفاني
عروة بن أذينة
الحمدان
09-10-2024, 04:18 PM
سُلَيمى أَزمَعَت بَينا
فَأَينَ تَقولُها أَينا
وَقَد قالَت لِأَترابٍ
لَها زُهرٍ تَلاقَينا
تَعالَينَ فَقَد طابَ
لَنا العَيشَ تَعالَينا
وَغابَ البَرَمُ اللَيلَةَ
وَالعَينُ فَلا عَينا
فَأَقبَلنَ إِلَيها
مُسرِعاتٍ يَتَهادَينا
إِلى مِثلِ مَهاةِ الرَملِ
تَكسو المَجلِسَ الزّينا
إَلى خَودٍ مُنَعَّمَةٍ
حَفَفنَ بِها وَفَدَّينا
تَمَّنَينَ مُناهُنَّ
فَكُنّا ما تَمَنَّينا
فَبَينا ذاكَ سُلَّمتُ
فَرَحّبنَ وَفَدَّينا
عروة بن أذينة
الحمدان
09-10-2024, 04:18 PM
وَتَفَرَّقوا بَعدَ الجَميعِ لِنِيَّةٍ
لا بُدَّ أَن تَتَفَرَّقَ الجيرانُ
لا تَصبر الإِبلُ الجِلادُ تَفَرَّقَت
حَتّى تَحِنَّ وَيَصبِرُ الإِنسانُ
عروة بن أذينة
الحمدان
09-10-2024, 04:18 PM
قالَت وَعَيشِ أَخي وَذِمَةِ والدي
لِأُنَبِّهَنَّ الحَيَّ إِن لَم تَخرُجِ
فَخَرَجتُ خَوفَ يَمينِها فَتَبَسَّمَت
فَعَلِمتُ أَنَّ يَمينَها لَم تُحرَجِ
فَتَناوَلَت رَأسي لِتَعرِفَ مَسَّهُ
بِمُخَضَّبِ الأَطرافِ غَيرِ مُشَنَّجِ
فَلَثَّمتُ فاها آخِذاً بِقُرونِها
شُربَ النَزيفِ بِبَردِ ماءِ الحَشرَجِ
عروة بن أذينة
الحمدان
09-10-2024, 04:19 PM
غُرابٌ وَظَبيٌ أَعضَبُ القَرنِ نادِباً
بِبَينٍ وَصُردانُ العَشِيِّ تَصيحُ
لَعَمري لَئِن شَطَّت بَعثَمَةَ دارُها
لَقَد كُنتُ مِن خَوفِ الفِراقِ أَليحُ
عروة بن أذينة
الحمدان
09-10-2024, 04:19 PM
حَلَلنا آمِنينَ بِخَيرِ عَيشٍ
وَلَم يَشعُرُ بِنا واشٍ يَكيدُ
وَلَم نَشعُر بِجِدِّ البَينِ حَتّى
أَجَدَّ البَينَ سَيّارٌ عَنودُ
وَحَتّى قيلَ قَوَّضَ آلُ بِشرٍ
وَجاءَهُم بِبَينِهُمُ البَريدُ
وَأَبرَزَتِ الهَوادِجُ ناعِماتٍ
عَلَيهِنَّ المَجاسِد وَالعُقودُ
فَلَمّا وَدَّعونا وَاِستَقَلَّت
بِهِم قُلُصٌ هَواديهِنَّ قودُ
كَتَمتُ عَواذِلي ما في فُؤادي
وَقُلتُ لَهُنَّ لَيتَهُمُ بَعيدُ
فَجالَت عَبرَةٌ أَشفَقتُ مِنها
تَسيلُ كَأَنَّ واِبِلَها فَريدُ
فَقالوا قَد جَزِعتَ فَقُلتُ كَلّا
وَهَل يَبكي مِن الطَرَبِ الجَليدُ
وَلكِنّي أَصابَ سَوادَ عَيني
عُوَيدُ قَذىً لَهُ طَرَفٌ حَديدُ
فَقالوا ما لِدَمعِهِما سَواءٌ
أَكِلتا مُقلَتَيكَ أَصابَ عودُ
لَقَبلَ دُموعِ عَينِكَ خَبَّرتَنا
بِما جَمجَمتَ زَفرَتُكَ الصَعودُ
فَقُم وَاِنظُر يَزِدكَ مِطالَ شَوقٍ
هُنالكَ مَنظَرٌ مِنهُم بَعيدُ
عروة بن أذينة
الحمدان
09-10-2024, 04:28 PM
يا رجفة الشوق يا تاريخَ أوردتي
يا رعشة َ العشق ِ يا دائي وترياقي
لو ساورتك شكوك في محبتنا
فسائلي الحبَّ في أعماق خفاقي
أنا الأسيرُ بباب هواك مِن زمن
ولستُ أسعى لإطلاقي وإعتاقي
زرعتُ عمري على كفيك يا وجعي
كما حملتُ إلى عينيك ِ أشواقي
فلا وربّك لا أنساك ِ ما طلعَتْ
يا مَنْ سكنت شراييني وأعماقي
ولن ينام لنا شوقٌ لكم أبدا
ولو تفننَ في كيي وإرهاقي
إنَّ المحبَّة أخلاق لها شرفٌ
يا مَنْ رهنتُ لكم حبي وأخلاقي
....
الحمدان
09-10-2024, 04:30 PM
يانفس طيري بالسماء وأتخبري
عن كل أحبابي وصحبي بالمسير
روحي لهم بالحال لا تتكبري
بل وأنثري حبي لهم عبر الاثير
بالشوق رشيهم وشوفي وأنظري
وصافحيهم كلهم حتى الأخير
وبعدها عودي ولا تتأخري
وطمني قلبي ليرتاح الضمير
....
الحمدان
09-10-2024, 04:33 PM
لليلِ فينا دمعةٌ تترَقرَقُ
وأنينُ ذكرى في الحشا وتأرُّقُ
ماذا جنينا من مساءاتِ الهوى
إلا حنيناً في الضلوعِ يُمزِّقُ
....
الحمدان
09-10-2024, 04:44 PM
أيَا مَن ليسَ لي منهُ مُجِيرُ
بعَفْوِكَ مِن عذابِكَ أستجيرُ
فإنْ عاقَبْتَني فبِسُوءِ فِعْلي
وإنْ تَغْفِرْ فأنتَ بهِ جَدِيرُ
....
الحمدان
09-10-2024, 04:46 PM
تقولُ عنّي كلاماً لستُ أحملهُ
يفكُّ أبوابَ أسراري على عجلِ
وإنَّ عينيَّ تحتاجانِ ملحمة ً
منّ القصائد ِ أو بحراً من الجملِ
وإنَّ طولي خرافي ٌ بنصبتهِ
وإنَّ شَعري أصابَ الليلَ بالخبل ِ
كأنَّ حبلاً بأعماقي يقيّدني
ويشعرُ الروحَ عندَ البوحِ بالوجلِ
ما زلتُ أجهلُ صمتي حينَ يغمرني
وصرتُ ابحثُ في التاريخ ِ عن خللِ
جليدُ خوفي بروحي غاطسٌ جبلاً
وما أمامكَ إلّا قمّةُ الجبلِ
أشقَيتُ قلبي والهُيامُ يقول لي
من أجل عَينٍ ألف عينٍ تُكْرم
....
الحمدان
09-10-2024, 04:55 PM
وحدي سألثمُ طيفَ من رحلوا
وكأنني أهديهُمُ قُبَلُ
البعدُ ليسَ البعد فرَّقنا
فالقلب رغم البعد متَّصِلُ
بي ألفُ آهٍ في المسا انطقلتْ
في مِلءِ روحي كُلّها شُعَلُ
يا دمعةً في العينِ سابحةً
جودي فما بي ليسَ يُحتملُ
ما عادتِ الأيام تَسْعدُني
ما عاد بي روحٌ ولا أمَلُ
يا كلمةً تاهَتْ بحنجرتي
حتى متى في الصمتِ أبتَهِلُ
....
الحمدان
09-10-2024, 04:59 PM
رسالتي لك....
الأخوة في الله ..
علاقة مبجلة وجنة معجلة
ونعمة لاتقدر بثمن ولاتكال بوزن
الأخ في الله ..
مصباحك حين تظلم دنياك وسرك حين تفيض شكواك وركنك حين تنهار قواك
الأخ الصالح ..
في الدنيا ينفع وفي الآخرة يشفع
إذا اقترب منك منح واذا ابتعد عنك مدح
واذا ظلمته صفح
جعلنا الله وإياكم منهم
الحمدان
09-10-2024, 05:02 PM
قَد كِدتُ أَجزِمُ أَنَّ حَظِّي عَاثِرٌ
حَتَّى أَتَيتَ فَقَامَ حَظِّي يَركُضُ
وَظَنَنتُ أَنِّي قَد عَزَفتُ عَنِ الهَوَى
فِإِذَا بِقَلبِي فِي غِيَابِكَ يَمرَضُ
وَظَنَنتُ عَهدَكَ عَابِرَاً كَعُهُودِهِم
فَإِذَا بِعَهدِكَ عُروَةٌ لَا تُنقَضُ
....
الحمدان
09-10-2024, 05:03 PM
لا تَدَّعي فيكَ الحنينُ جهالةً
ليسَ الحنين بِهَيِّنٍ يا صاحبي
ما كلّ من سهر الليالي عاشقٌ
فاترك هرائك واستمع لمتاعبي
....
الحمدان
09-10-2024, 05:05 PM
تَسَتَّر بالسخاء فَكلُّ عيبٍ
يُغطّيهِ كما قيل السخاءُ
ولا تَرجُ السماحة من بخيلٍ
فما في النار للظمآنِ ماءُ
ورزقُك ليس يُنقِصهُ التَأَنّي
وليس يَزيدُ في الرزقِ العناءُ
ولا حزنٌ يدومُ ولا سرورٌ
ولا بؤسٌ عليك ولا رخاءُ
إذا ما كنت ذا قلبٍ قَنوعٍ
فأَنت ومالكُ الدنيا سواءُ
الشافعي
الحمدان
09-10-2024, 05:09 PM
فَلِلَّهِ دَرُّ العارِفِ النَدبِ إِنَّهُ
تَفيضُ لِفَرطِ الوَجدِ أَجفانُهُ دَما
يُقيمُ إِذا ما اللَيلُ مَدَّ ظَلامَهُ
عَلى نَفسِهِ مَن شِدَّةِ الخَوفِ مَأتَما
فَصيحاً إِذا ما كانَ في ذِكرِ رَبِّهِ
وَفي ما سِواهُ في الوَرى كانَ أَعجَما
الشافعي
الحمدان
09-10-2024, 05:18 PM
حاولتُ أنْ أقوى وأفهمُ ماجرى
والأمـرُ يسْتَعْصي على الإدراكِ
مُذْ قد رأيتكِ باتَ ليلي سرمدًا
وأنامُ فوقَ منابتِ الاشواكِ
ماكان ضعفًا قد أطاحَ بقوتي
لكنْ ذهلتُ بحسنك الفتاك
....
الحمدان
09-10-2024, 05:31 PM
نعم السعودية العظمى
هي القصيدة العظمى
التي نظمها آل سعود للخلود
كلمة حق من يمني حر رغم أنف علج حقود أو لئيم حسود
ووالله لا يبغض السعودية ويجحدها عربي أصيل أو مسلم موحد
الشاعر ناصر العشاري .. اليمن
ما ضَرَّهَا إنْ تَعَرَّى النَّاكرونَ لها
مِن لَحمِ أكتافهِمْ فَليَستُروا العَظما
ما ضرَّها حاقدٌ بل طالَ مأتَمُهُ
يَزيدُ حين يَزيدُ النَّوحَ واللَّطمَا
أَنَّى لهُ عَرَبِيٌّ أنْ يسيئَ إلى
أعرَابِِها يا أَجَا طَيءٍ ويا سَلمَى
أَنَّى له مسلمٌ بأن يَجُرَّ أذىً
إلى حِمَى حَرَمَيْها حسبُهُ إثْما
الحمدان
09-10-2024, 07:05 PM
أَرْتَاحُ إِنْ مَرَّ مِنْ تِلْقَائِهِمْ نَسَمٌ
تَسْرِي بِهِ فِي أَرِيجِ الْعَنْبَرِ الأُصُلُ
سَارُوا فَمَا اتَّخَذَتْ عَيْنِي بِهِمْ بَدَلًا
إِلَّا الْخَيَالَ وَحَسْبِي ذَلِكَ الْبَدَلُ
فَخَلِّ عَنْكَ مَلامِي يَا عَذُولُ فَقَدْ
سَرَّتْ فُؤَادِي عَلَى ضَعْفٍ بِهِ الْعِلَلُ
البارودي
الحمدان
09-10-2024, 07:10 PM
أَيَا يَاسَمِينُ التي مِنْ حَلَبْ
وَأَهْلُكِ تركٌ وَأَهْلِي عَرَبْ
وما بيْنَنَا رغمَ ما بيْنَنَا
سُيوفٌ تُسل ونارٌ تُشبْ
لِعَيْنَيْكِ سَامَحْتُ هَذَا الزَّمَانَ
وَكُنْتُ عَلَيْهِ طَوِيلَ العَتَبْ
جمالٌ يُبطِّئ مرّ الرياح
ويرجعُ بالنهْرِ قبلَ المصبْ
غَرِيبٌ عَلَى الدَّهْرِ حسنك هذا
فُديتِ ولا حُسْنَ إلا اْغْتَرَبْ
وَمَا عَادَةٌ للبَخِيلِ العَطَاءُ
وَلا عَادَةٌ للكَرِيمِ الطَّلَبْ
وَلا الحُرُّ عَادَتُه أَنْ يَهَابَ
وَلا النَّذْلُ عَادَتُهُ أَنْ يَهَبْ
وَقَدْ يَحْدُثُ الحُبُّ مِنْ غَيْرِ قَصْدٍ
كَمَا اْتَّزَنَتْ للنَّبِيِّ الخُطَبْ
وَخَيْرُ الهَوَى مَا يَكُونُ اتِّفَاقاً
بِلا نِيَّةٍ سَبَقَتْ أَوْ سَبَبْ
وَشَتَّانَ مَاءُ الغُيُومِ الفُجَاءُ
وَمَاءٌ يُجَاءُ بِهِ فِي القِرَبْ
لِعَيْنَيْكِ فِي الخَلْقِ مُلْكٌ إِذَا ما
رَآهُ الرَّشِيدُ اْعْتَرَتْهُ الرِّيَبْ
وَشَعْرُكِ لَيْلُ اْمْرِئِ القَيْسِ لَكِنْ
بِغَيْرِ الهُمُومِ اْرْتَخَى وَاْنْسَكَبْ
وَيَا يَاسَمِينُ خُلِقْتُ خَجُولاً
سِوَى فِي اْثْنَتَينِ الهَوَى والغَضَبْ
وَلَمْ أَكْتُبِ الشِّعْرَ فِيكِ وَلكِنْ
أَحَبَّكِ مِنْ نَفْسِهِ فَانْكَتَبْ
تميم البرغوثي
الحمدان
09-10-2024, 07:13 PM
قالت مها مالهُ ما همها مالي
وهمها الهم لكن دمعها غالي
ترد عن عينها عيني وتشغلني
عن حالها بسؤالي كيف أحوالي
ويا مها دعكِ منا إنهُ زمنٌ
تَداول الناس فيه الموت كالمالِ
تداولوهُ إلى أنْ أشبهوه فهم
صم الملامحِ من شيبٍ وأطفالِ
ما أعرضوا عنهُ إلّا قابلينَ بهِ
لا فَرقَ ما بينَ إعراضٍ وإقبالِ
وإني ليتعبني يأسي وأتعبه
إذ أَن ما زاد يأسي زاد آمالي
تميم البرغوثي
الحمدان
09-10-2024, 07:16 PM
سَأَقنَعُ مِنكِ بِلَحظِ البَصَر
وَأَرضى بِتَسليمِكِ المُختَصَر
وَلا أَتَخَطّى التِماسَ المُنى
وَلا أَتَعَدّى اِختِلاسَ النَظَر
ابن زيدون
الحمدان
09-10-2024, 07:17 PM
أظُنُّكَ أطغاكَ الغِنى فنسيتَني
ونفسُكَ والدُنيا الدَنِيّةُ قد تُنْسي
فإن كُنتَ تعلو عند نفسِكَ بالغِنى
فإنّي سيُعليني عليكَ غِنى نَفْسي
أحمد بن إبراهيم
الحمدان
09-10-2024, 07:19 PM
أَمرُّ على القبور وبي حنينٌ
وشوقٌ للذي سكن الترابا
أقول وقد وقفتُ بهِ ودمعي
يُنظِّم فوق تربتهِ حُبابا
ومن حولي سكونُ الموتِ يوحي
إلى قلبي خشوعاً واضطرابا
سلاماً أَيها الثاوي بقبرٍ
تُظِّللهُ مهابتهُ حِجابا
إلياس فياض
الحمدان
09-10-2024, 07:22 PM
بِأَدْنَى ابْتِسَامٍ مِنْكَ تَحْيَا الْقَرَائِحُ
وَتَقْوَى مِنَ الْجِسْمِ الضَّعِيفِ الْجَوَارِحُ
المتنبي
الحمدان
09-10-2024, 07:26 PM
فانهض إلى صهواتِ المجدِ معتليًا
فالبازُ لمْ يأوِ إلَّا عاليَ القللِ
و دَعْ مِنَ الأمرِ أدناهُ لأبعدِهِ
في لجةِ البحرِ مَا يغني عنِ الوشَلِ
قدْ يظفرُ الفاتكُ الألوى بحاجتهِ
وَ يَقْعُدُ الْعَجْزُ بِالْهَيَّابَةِ الْوَكَلِ
وَ كُنْ عَلَى حَذَرٍ تَسْلَمْ فَرُبَّ فَتى
ألقى بهِ الأمنُ بينَ اليأسِ وَ الوجَلِ
وَ لَا يَغُرَّكَ بشرٌ منْ أخي ملقٍ
فرونقُ الآلِ لَا يشفي منَ الغللِ
لوْ يعلمُ المرءُ مَا في الناس منْ دخنٍ
لَبَاتَ مِنْ وُدِّ ذِي الْقُرْبَى عَلَى دَخَلِ
فَلا تَثِقْ بِوَدَادٍ قَبْلَ مَعْرِفَةٍ
فَالْكُحْلُ أَشْبَهُ فِي الْعَيْنَيْنِ بِالْكَحَلِ
البارودي
الحمدان
09-10-2024, 07:29 PM
قَالَ عَنتَرة بن شدَّاد :
وَاختَرْ لِنَفسِكَ مَنزِلًا تَعلُو بهِ
أَوْ مُتْ كَريمًا تحتَ ظِلِّ القَسْطَلِ
القَسْطَل : الغُبارُ فِي المَعرَكةِ
الحمدان
09-10-2024, 07:32 PM
حسناءُ باهرةُ الأوصافِ كاملةٌ
يا ليتني عن عيونِ الناسِ أُخفيها
كم كنتُ أقبِسُ منها ضوءَ بَسْمَتِها
وكم رشفتُ سُلافَ الشَّهْدِ مِن فيها
قالت تُحِبُّ مُلاقاتي فقلتُ لها
أَحَبُّ عندي مِن الدنيا ومَن فيها
....
الحمدان
09-10-2024, 07:33 PM
يا سارقًا قلبي أتَتْكَ جَوارِحي
طَوْعًا، بلا أمرٍ ولا استِئذانِ
فأنا الذي أهمَلْتَهُ وتركتَهُ
كنزًا لِلِصِّ هواكَ حين أتاني
فارفُقْ به ما دمتَ تملِكُ أمرَه
واحفَظْهُ حِفْظَ الصّدرِ لِلرّئتان
وإذا لقيتُك فأعطِنِيهِ دقائقًا
ليُجدِّدَ الحبَّ به شِرْياني
....
الحمدان
09-10-2024, 07:35 PM
ماسكاً عودي أغني لبلادي العربيهْ
فاستفزتني و قالتْ انهُ عصرُ الأغاني الوطنيهْ
كيف يا سيدتي..
كيف أثبتُ أنني رجلٌ أمامَكِ
دونَ أن أعشقَ أرضيْ ..مثلما أعشقكِ حتى الشهادَهْ
وطنٌ أنجَبَ عينيكِ..
فدى عينيهِ أطوي قامتي مثلَ القلادهْ
نحنُ قومٌ ..
يقفُ المجروح منا جبلٌ حينَ تناديهِ بلادهْ
نحنُ قومٌ أرضنا أمٌ نلبي ما تشاءْ
ولها نقفُ احتراما ً نحنُ نحترمُ النساءْ
زغردي للشمس للروح الأبيَّهْ
فخطى النصر ِ خطىً اكتوبريَّهْ
نحنُ يا سمراءْ شعبٌ عاشقٌ
نجعلُ الوردَ زنادَ البندقيَّهْ
نحنُ عطرٌ و سلامٌ
و من النصر تجلى الله أكبرْ
الله أكبر الله أكبرْ
إن تنادي الأرضُ كل الشعب صلى
الله أكبرْ الله أكبرْ
كريم العراقي
الحمدان
09-10-2024, 07:36 PM
قال أبو العتاهية بعد تجربة الحب :
لا بَارَكَ اللهُ فِيمَنْ كَانَ يُخْبِرُنِي
أَنَّ المُحِبِّينَ فِي لَهْوٍ وَلَذَّاتِ
لَمَوْتَةٌ تَأْخُذُ الإِنْسَانَ وَاحِدَةٌ
خَيْرٌ لَهُ مِنْ لِقَاءِ المَوْتِ مَرَّات
الحمدان
09-10-2024, 07:38 PM
مابال حبك كالرضيع إذا بكى
تحنو عليه مشاعري تستودعُ
وإذا سمعت شهيقه وزفيره
كادت من الأشواق عيني تدمع
والآن قد جفت ينابيع الرضا
لما بدأت عن اللقا تترفع
أنا لستُ نادمة ولكنِّي أرى
في كل ركن خيبتي تتوزع
أنا من بنيتك أحرفاً موزونة
كل القصائد كنتَ فيها مطلعُ
....
الحمدان
09-10-2024, 07:41 PM
مهما ابتعدنا زاد حبك زياده
وانت الذي وحدك لقلبي قريبي
تضل متربع بعرش السياده
مكتوب حبك ياغلا من نصيبي
لاغبت عنه جاك يعلن حداده
والقلب لامريت لحضه يطيبي
....
الحمدان
09-10-2024, 07:42 PM
أسيرُ على نهجِ الوفاءِ سَجِيَّةً
وكلُّ امرئٍ في الناسِ يجري على الأصلِ
البارودي
الحمدان
09-10-2024, 09:13 PM
إنِّي أحبُّكَ كيفَ الفعلُ والعملُ
ما عدتُ أصبرُ شوقاً كيفَ أحتملُ
فاتركْ بيوتَكَ من شعرٍ و من أدبٍ
واسكنْ بقلبيَ حيثُ الحبُّ والأملُ
إنِّي سمعتُ حديثاً لا مثيلَ لهُ
بلْ كلُّ قولِكَ شهدٌ مرُّهُ عسلُ
ما عدتُ أطربُ عندَ الناسِ قافيةً
ما مِثْلُ قولِكَ قولٌ لا ولا مَثَلٌ
....
الحمدان
09-10-2024, 09:15 PM
العمر وقفات والدنيا دروس وعبر
والعاقل اللي عرف الايام وحمولها
من جادل الجاهلين يضيع له في بحر
لاتخاطب الناس الا بمستوى عقولها
ثنتين خذها معك يا من يهمك لامر
وصى عليها الحكيم لطيب مفعولها
لا تمدح العود لين يحط فوق الجمر
ولا تمدح الناس حتى تظهر فعولها
....
الحمدان
09-10-2024, 09:17 PM
لك في عيوني سر ما اظن مستور
ولك في ضلوعي الف فزه غيوره
ولي فيك واجد كثر ما الف و أدور
وارد لك مشتاق مع كل دوره
عسى حظوظ الله تباريك بسرور
ولا يواجه قلبك الا سروره
يا أعز من مر النظر وجه وشعور
شوفكَ يرد الروح لو هو بصوره
....
الحمدان
09-10-2024, 09:18 PM
قَلبُ المُعَنَّى مِن خَيَالِكَ مَا خَلاَ
وَالنَّومُ بَعدَكَ يَا حَبيبِي ما حَلاَ
فأنَا الَّذِي بِهُيَامِهِ وَغَرَامِهِ
أهوَاكَ يَا قَمَراً عَلى رَأسِ المَلاَ
لَمَّا رَآنِي فِي هَوَاهُ مُتَيَّماً
عَرفَ الحَبِيبُ مَقَامَهُ فَتَدَلَّلاَ
فَلَكَ الدَّلاَلُ وَأنتَ بَدرٌ كَامِلٌ
وَيَحِقُّ لِلمَحبُوبِ أن يَتَدَلَّلاَ
....
الحمدان
09-10-2024, 09:23 PM
ضياءُ الشمسِ للأفلاكِ نورٌ
وضوءُ الروحِ في الآفاقِ هلَّا
إذا اجتمعت بشخصٍ مكرماتٌ
تسامى للنجومِ متى أطلاَّ
يقول الناسُ يا بلقيسُ شمسٌ
و لكني أُجاريهم بإلَّا
فجلَّ اللهُ في عالي سمانا
سقانا رحمةً غيثاً مُطِلاَّ
فصرنا للعراةِ كساةَ بوحٍ
كسونا الشمسَ آفاقاً وظِلَّا
....
الحمدان
09-10-2024, 09:26 PM
تَذَكَّرتُ لَيلى وَالسِنينَ الخَوالِيا
وَأَيّامَ لا نَخشى عَلى اللَهوِ ناهِيا
وَيَومٍ كَظِلِّ الرُمحِ قَصَّرتُ ظِلَّهُ
بِلَيلى فَلَهّاني وَما كُنتُ لاهِيا
بِثَمدينَ لاحَت نارُ لَيلى وَصُحبَتي
بِذاتِ الغَضى تُزجي المَطِيَّ النَواجِيا
فَقالَ بَصيرُ القَومِ أَلمَحتُ كَوكَباً
بَدا في سَوادِ اللَيلِ فَرداً يَمانِيا
فَقُلتُ لَهُ بَل نارُ لَيلى تَوَقَّدَت
بِعَليا تَسامى ضَوءُها فَبَدا لِيا
فَيا رَبِّ إِذ صَيَّرتَ لَيلى هِيَ المُنى
فَزِنّي بِعَينَيها كَما زِنتَها لِيا
وَإِلّا فَبَغِّضها إِلَيَّ وَأَهلَها
فَإِنّي بِلَيلى قَد لَقيتُ الدَواهِيا
عَلى مِثلِ لَيلى يَقتُلُ المَرءُ نَفسَهُ
وَإِن كُنتُ مِن لَيلى عَلى اليَأسِ طاوِيا
خَليلَيَّ إِن ضَنّوا بِلَيلى فَقَرِّبا
لِيَ النَعشَ وَالأَكفانَ وَاِستَغفِرا لِيا
وإن مت من داء الصبابة فأبلغا
شبيهة ضوء الشمس مني سلاميا
قيس بن الملوح .. من قصيدة المُؤنِسة
الحمدان
09-10-2024, 09:31 PM
وعظم الجوى أعيا الطبيب المداويا
أحبّ من الأسماء ما شابه اسمها
وأشبههُ أو كان منه مدانيا
خليليّ ما أرجو من العيش بعدما
أرى حاجتي تشرى ولا تشترى ليا
وتجرم ليلى ثمّ تزعم أنني
سلوتُ ولا يخفى على الناس ما بيا
فلمْ أرَ مثلينا خليليّ صبابةً
أشدّ على رغم الأعادي تصافيا
خليلان لا نرجو اللقاء ولا ترى
خليلين لا يرجوان التلاقيا
فأنتِ التي لو شئتِ أشقيتِ عيشتي
وأنتِ التي إن شئتِ أنعمتِ باليا
وأنتِ التي ما من صديق ولا عدا
يرى نضو ما أبقيتِ إلا رثى ليا
يميناً إذا كانت يميناً وإن تكن
شمالاً ينازعني الهوى عن شماليا
وإني لأستغشي وما بي نعسة
لعلّ خيالاً منك يلاقي خياليا
وأبكيت عيني وسط صحبي ولم أكن
أبالي دموع العين لو كنت خاليا
ألا ليت شعري ما لليلى وما ليا
وما للصبا من بعد شيبٍ علانيا
ألا أيّها الواشي بليلى ألا ترى
إلى من تشي بها ولمن أنت واشيا
فيا ربّ إذ صيّرت ليلى هي المنى
فزنّي بعينها كما زنتها ليا
وإلا فبغضها إليّ وأهلها
فإني بليلى قد لقيت الدواهيا
على مثل ليلى يقتل المرء نفسه
وإن كنتُ من ليلى على اليأس طاويا
خليليّ إن ظنوا بليلى فقرّبا
لي النعش والأكفان واستغفرا ليا
قيس بن الملوح
الحمدان
09-10-2024, 09:37 PM
ظمِئْتُ إلى النُّورِ فوقَ الغصونِ
ظمِئْتُ إلى الظِّلِّ تحتَ الشجَرْ
ظمِئْتُ إلى النَّبْعِ بَيْنَ المروج
يغنِّي ويرقصُ فوقَ الزَّهَرْ
ظمِئْتُ إلى نغَماتِ الطُّيورِ
وهَمْسِ النَّسيمِ ولحنِ المَطَرْ
ظمِئْتُ إلى الكونِ أين الوجودُ
وأَنَّى أرى العالَمَ المنتظَرْ
....
الحمدان
09-10-2024, 09:41 PM
ولعل في رشف المساء حكايةٌٌ
تطفو على سطح الكآبة أنهرا
تمحو من الهم الطويل غثاءه
وتفيض من فوق المتاعب كوثرا
....
الحمدان
09-10-2024, 09:43 PM
وأصغرُ عيبٍ في زمانِك أنه
به العلمُ جهلٌ والعفافُ فسوقُ
وكيف يُسَرُّ الحرُّ فيه بمَطلبٍ
وما فيه شيءٌ بالسرورِ حَقيقُ
إذا لم تكن هذي الحياة عزيزةٌ
فماذا إلى طول الحياة تتوقُ
ابن نباتة
الحمدان
09-10-2024, 09:45 PM
أنا ماطلبتكَ أن تعودَ لِصُحبتي
بعد القطيعةِ أو تَرِقَّ لحالي
فأنا بغيرك كاملٌ مُتكمل
وكذاك أنت على أتمّ كمالِ
لا أنت لي نقصٌ ولا أنا سالبٌ
منك الكمال فعش عزيزًا غالي
هِي قصةٌ بدأت بُحبّ صادقٍ
وتنوعت يومًا بكل جمالي
أنا لن أجادلُك الوفاء فَما مضَى
قد يستحالُ رُجوعه بجدالِ
....
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025, vBulletin Solutions, Inc Trans by mbcbaba
diamond