مشاهدة النسخة كاملة : هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
الحمدان
02-18-2024, 06:49 PM
مَنْ عَاشَ صِفْرًا مِنَ الأَخْلَاقِ والأَدَب
يَـحيَا فَقِيرًا وَلَو يَمْشِي على الذَّهَبِ
مَا قِـيْمَــةُ الـمرْءِ إلَّا طِــيبُ جَـوْهَـرِهِ
لا مَا حَوَاهُ مِنَ الأَمْوَالِ و الـحَسَـبِ
جهاد جحا
الحمدان
02-18-2024, 06:55 PM
وهَذَا اللّيلُ أوسَعَني حَنيناً
فَمَزّقَ ما تَبَقّى مِنْ ثَبَاتِي
تَلُوحُ الذّكرَياتُ بِكُلَّ دَربٍ
لِأَهرُبَ مِنْ شَتَاتِي لِلشّتاتِ
ومَابٍي غيرُ شوقٍ لا يُداوى
وبَعضُ الشّوقِ أَشبَهُ بِالمَمَاتِ
الحمدان
02-18-2024, 06:56 PM
من أين تشرقُ هذي الشمسُ فاتنةً
من مشرقِ الكونِ أم من وجهِ محبوبي
إذا استهلّتْ صباحُ الخيرِ من فمهِ
روى فؤاديَ شيءٌ غيرُ مسكوبِ
الحمدان
02-18-2024, 06:58 PM
ما أتفهَ العُمرَ نحيا كي نُبدّدهُ
بين الضغائنِ والأحقادِ والحسدِ
واللهِ لو كانَ فينا عاقٍلٌ فَطٍنٌ
لم يحملِ الناسُ أحقادًا على أحدِ
لا العمرُ يبقى ولا الأيامُ باقيةٌ
تفنى القلوبُ ويبقى الحُب للأبدِ
الحمدان
02-19-2024, 11:19 AM
لا تطلب الودّ ممن ليس يعرفه
أو تسأل الشوق قلبًا قُدَّ من حجرِ
لا يُرتجى الماءُ من بئرٍ معطلةٍ
أو يُجتَنى ثمرٌ من عاقرِ الشجر
الحمدان
02-19-2024, 11:36 AM
صَبَاحُ الخَيرِ وَالدّنيَا الجَمِيله
وَخَيراتٌ وَأجوَاءٌ عَـلِيلَه
صَباحُ تَفَـاؤلٍ بَـزَوالِ هَمٍ
وَتَحقِيق لِغَـايَاتٍ نَبِيلَـه
صَباحُ الطّيّبِينَ يَفيضُ رِزقًا
بِتَقرِيبِ الأمَاني المُستَحِيلَه
الحمدان
02-19-2024, 11:49 AM
خَبَت نارُ نَفسي بِاشتِعالِ مَفارِقي
وَأَظلَمَ لَيلي إِذ أَضاءَ شِهابُها
أَيا بومَةً قَد عَشَّشَت فَوقَ هامَتي
عَلى الرُغمِ مِنّي حينَ طارَ غُرابُها
رَأَيتِ خَرابَ العُمرِ مِنّي فَزُرتِني
وَمَأواكِ مِن كُلِّ الدِيارِ خَرابُها
أَأَنعَمُ عَيشاً بَعدَ ما حَلَّ عارِضِي
طَلائِعُ شَيبٍ لَيسَ يُغني خَضابُها
إِذا اِصفَرَّ لَونُ المَرءِ وَاِبيَضَّ شَعرُهُ
تَنَغَّصَ مِن أَيّامِهِ مُستَطابُها
فَدَع عَنكَ سَوآتِ الأُمورِ فَإِنَّها
حَرامٌ عَلى نَفسِ التَقيِّ اِرتِكابُها
وَأَدِّ زَكاةَ الجاهِ وَاِعلَم بِأَنَّها
كَمِثلِ زَكاةِ المالِ تَمَّ نِصابُها
وَأَحسِن إِلى الأَحرارِ تَملِك رِقابَهُم
فَخَيرُ تِجاراتِ الكِرامِ اِكتِسابُها
وَلا تَمشِيَن في مَنكِبِ الأَرضِ فاخِراً
فَعَمّا قَليلٍ يَحتَويكَ تُرابُها
وَمَن يَذُقِ الدُنيا فَإِنّي طَعَمتُها
وَسيقَ إِلَينا عَذبُها وَعَذابِها
فَلَم أَرَها إِلّا غُروراً وَباطِلاً
كَما لاحَ في ظَهرِ الفَلاةِ سَرابُها
وَماهِيَ إِلّا جِيَفَةٌ مُستَحيلَةٌ
عَلَيها كِلابٌ هَمُّهُنَّ اِجتِذابُها
فَإِن تَجتَنِبها كُنتَ سِلماً لِأَهلِها
وَإِن تَجتَذِبها نازَعَتكَ كِلابُها
فَطوبى لِنَفسٍ أُولِعَت قَعرَ دارِها
مُغَلِّقَةَ الأَبوابِ مُرخَىً حِجابُها
الشافعي
الحمدان
02-19-2024, 11:49 AM
بَلَوتُ بَني الدُنيا فَلَم أَرى فيهُمُ
سِوى مَن غَدا وَالبُخلُ مِلءَ إِهابِهِ
فَجَرَّدتُ مِن غَمدِ القَناعَةِ صارِماً
قَطَعتُ رَجائي مِنهُمُ بِذُبابِهِ
فَلا ذا يَراني واقِفاً في طَريقِهِ
وَلا ذا يَراني قاعِداً عِندَ بابِهِ
غَنيٌّ بِلا مالٍ عَنِ الناسِ كُلِّهِم
وَلَيسَ الغِنى إِلّا عَنِ الشَيءِ لا بِهِ
إِذا ما ظالِمُ استَحسَنَ الظُلمَ مَذهَباً
وَلَجَّ عُتُوّاً في قَبيحِ اِكتِسابِهِ
فَكِلهُ إِلى صَرفِ اللَيالي فَإِنَّها
سَتُبدي لَهُ ما لَم يَكُن في حِسابِهِ
فَكَم قَد رَأَينا ظالِماً مُتَمَرِّداً
يَرى النَجمَ تيهاً تَحتَ ظِلِّ رِكابِهِ
فَعَمَّا قَليلٍ وَهُوَ في غَفَلاتِهِ
أَناخَت صُروفُ الحادِثاتِ بِبابِهِ
فَأَصبَحَ لا مالٌ لَهُ وَلا جاهٌ يُرتَجى
وَلا حَسَناتٌ تَلتَقي في كِتابِهِ
وَجوزِيَ بِالأَمرِ الَّذي كانَ فاعِلاً
وَصَبَّ عَلَيهِ اللَهُ سَوطَ عَذابِهِ
الشافعي
الحمدان
02-19-2024, 11:50 AM
خَبِّرا عَنِّي المُنَجِّمَ أَنِّي
كافِرٌ بِالَّذي قَضَتهُ الكَواكِبُ
عالِماً أَنَّ ما يَكونَ وَما كانَ
قَضاءٌ مِنَ المُهَيمِنِ واجِبُ
الشافعي
الحمدان
02-19-2024, 11:50 AM
أَنتَ حَسبي وَفيكَ لِلقَلبِ حَسبُ
وَلِحَسبي إِن صَحَّ لِيَ فيكَ حَسبُ
لا أُبالي مَتى وِدادُكَ لي صَحَّ
مِنَ الدَهرِ ما تَعَرَّضَ خَطبُ
الشافعي
الحمدان
02-19-2024, 11:51 AM
أَرى الغِرَّ في الدُنيا إِذا كانَ فاضِلاً
تَرَقّى عَلى روسِ الرِجالِ وَيخطُبُ
وَإِن كانَ مِثلي لا فَضيلَةَ عِندَهُ
يُقاسُ بِطِفلٍ في الشَوارِعِ يَلعَبُ
الشافعي
الحمدان
02-19-2024, 11:53 AM
وإنّ نوالي في المُلمّاتِ واصلٌ
أباعِدَ أهلِ الحيِّ قبل الأقـاربِ
لقد هذّبتني يقظةُ الرأي والنُهىٰ
إذا هذّبتْ غيري ضروبُ التجاربِ.
صفي الدين الحلي
الحمدان
02-19-2024, 12:07 PM
لولاكَ ياربِّ ماسُرَّت خواطرنا
ولا تحقق أمرٌ قد رجوناهُ
أدعوك ياربِّ في فألٍ وفي ثقةٍ
ياربِّ نوِّل فؤادي ما تمناهُ
أنت العليم وتدري ما نكابده
وأنت ربي وحسبي أنّك اللهُ
الحمدان
02-19-2024, 05:50 PM
حَلَّت سُلَيمى بِخَبتٍ أَو بِفَرتاجِ
وَقَد تُجاوِز أَحياناً بَنى ناجِ
إِذ لا تُرَجّي سُلَيمى أَن يَكونَ لَها
مَن بِالخَوَرنَقِ مِن قَينٍ وَنَسّاجِ
وَلا يَكونُ عَلى أَبوابِها حَرَسٌ
وَلا تُكَفِّفُ قِبطِيّاً بِديباجِ
تَمشي بِعِدلَينِ مِن لُؤمٍ وَمَنقَصَةٍ
مَشيَ المُقَيَّدِ في اليَنبوتِ وَالحاجِ
عمرو بن كلثوم
الحمدان
02-19-2024, 05:51 PM
أَلا مَن مُبلِغٌ عَمرَو بنَ هِندٍ
فَما رُعِيَت ذَمامَةُ مَن رَعَيتا
أَتَغصِبُ مالِكاً بِذُنوبِ تَيمٍ
لَقَد جِئتَ المَحارِمَ وَاِعتَدَيتا
فَلَولا نِعمَةٌ لِأَبيكَ فينا
لَقَد فُضَّتْ قَناتُكَ أَو ثَوَيتا
أَتَنسى رِفدَنا بِعُوَيرِضاتٍ
غَداةَ الخَيلُ تَخفِرُ ما حَوَيتا
وَكُنّا طَوعَ كَفِّكَ يا اِبنَ هِندٍ
بِنا تَرمي مَحارِمَ مَن رَمَيتا
سَتَعلَمُ حينَ تَختَلِفُ العَوالي
مَنَ الحامونَ ثَغرَكَ إِن هَوَيتا
وَمَن يَغشى الحُروبَ بِمُلهِباتٍ
تُهَدِّمُ كُلَّ بُنيانٍ بَنَيتا
إِذا جاءَت لَهُم تِسعونَ أَلفاً
عَوابِسُهُنَّ وَرداً أَو كُمَيتا
عمرو بن كلثوم
الحمدان
02-19-2024, 06:27 PM
لما عفوت ولم أحقد على أحدٍ
أرحت نفسي من غمّ العداوات
إني أحيي عدوي عند رؤيته
لأدفع الشرّ عنّي بالتّحيات
وأظهر البشر للإنسان أبغضه
كأنه قد ملا قلبي محبّات
والناس داءٌ وداء الناس قربهم
وفي الجفاء لهم قطع الأخوات
فلست أسلم ممن لست أعرفه
فكيف أسلم من أهل المودّات
الشافعي
الحمدان
02-19-2024, 07:23 PM
هَل بَعدَ شَيبكَ مِن عُذرٍ لِمُعتَذِرِ
فَازجُر عَنِ الغَيِّ قَلباً غَيرَ مُنزَجِرِ
ما أَنتَ وَالبِيضُ في شِعرٍ تَفُوهُ بِهِ
بَعدَ البَياضِ الَّذي قَد لاحَ في الشَعَرِ
فَلا تَكُن مِن ظَعينِ الجِزعِ ذا جَزَعٍ
وَلا بِمَن حَلَّ وَادي السِدرِ ذا سَدَرِ
وَاَردع فُؤادكَ عَن وَجدٍ يُخامِرُهُ
إِذا نَزَلنَ ذَواتُ الخُمرِ بِالخَمَر
فَالراجِحُ اللُبِّ يَأبى أَن يُحَمِّلَهُ
وِزراً هَوى الرُجَّحِ الأَكفالِ وَالأُزُرِ
أَو يَطَّبِيهِ وَشملُ الحَيِّ مُنشَعِبٌ
رَبعٌ بِشِعبِ يَعارٍ دارِسُ الأُثَرِ
قَد كانَ مَأوى ظِباءِ الأُنسِ فَاتَّخَذَت
عُفرُ الظِباءِ بِهِ مَأوى مِنَ العَفَرِ
فَلَيسَ يَبرَحُ مُحتَلاً بِدِمنتِهِ
سِربٌ مِن الغِيدِ أَو سِربٌ مِنَ البَقَرِ
فَكُلُّ جازِئَةٍ مِنهُنَّ جاثِمَةٌ
بِحَيثُ كانَ ذَواتُ الدَلِّ وَالخَفَرِ
جِنسانِ ما أَشتَبها إِلّا لِأَنَّهُما
نَوافِرٌ قَلَّما يَألفَن بِالنَفَرِ
يا ظَبيَةً لا تَبيتُ اللَيلَ ساهِرَةً
هَلا رَثَيتِ لِمَوقُوفٍ عَلى السَهَرِ
أَورَدتِهِ بِالمُنى وِرداً عَلى ظَمَإٍ
وَما شَفَيتِ غَليلَ الصَدرِ في الصَدَرِ
لَقَد بَخِلتِ وَفَضلُ البُخلِ مَكرُمَةٌ
مِنَ الأُناثِ كَفَضلِ الجُودِ في الذَكَرِ
لا حَبَّذا صَفَرٌ شَهراً فَقَد صَفِرَت
يَدايَ مِن زَورَةِ الأَحبابِ في صَفَرِ
كَأَنَّ أَعشارَ قَلبي يَومَ بَينِهِمِ
تُذكى بِزِندَين مِن مَرخٍ وَمِن عُشَر
يا سَاكِنينَ بِحَيثُ الخَبتُ مِن هَجَرٍ
أَطَلتُمُ الهَجرَ مُذ صِرتُم إِلى هَجَرِ
عُودوا غِضاباً وَلا تَنأى دِيارُكُم
فَقِلَّةُ الماءِ تُرضي الكُدرَ بِالكَدِرِ
يا دَهرُ لا تَستَقِل جُرماً بِنَأيِهِمِ
فَإِنَّ جُرمَكَ جُرمٌ غَيرُ مُغتَفَرِ
ما لُمتُ غَيرَكَ في تَغييرِ وُدِّهِمِ
لِأَنَّ صَرفَكَ مَجبُولٌ عَلى الغِيَرِ
سَحَبتُ بُردَيكَ في غَيٍّ وَفي رَشَدٍ
وَذُقتُ طَعمَيكَ مِن حُلوٍ وَمِن صَبِرِ
فَما حَمَدتُكَ في بُؤسي وَلا رَغَدي
وَلا شَكَرتُكَ في نَفعي وَلا ضَرَري
لَكِنَّ شُكري لِمَن لَو لا مَكارِمُهُ
لَكُنتَ فَلَّلت مِن نابي وَمن ظُفُري
فَتّىً يَعَمُّ جَميعَ الخَلقِ نائِلُهُ
كَما تَعُمُّ السَماءُ الأَرضَ بِالمَطَرِ
يُنبيكَ بِالبِشرِ عَن بُشرى مُؤَمَّلَةٍ
فَالبِشرُ أَحسَنُ ما في أَوجُهِ البَشَرِ
يَعلَو الأَسِرَّةَ مِنهُ بَدرُ مَملَكَةٍ
أَبهى مِنَ البَدرِ لا يُعطي سِوى البِدَرِ
حَجِّي إِلَيهِ وَتَطوافي بِحَضرَتَهِ
نَظيرُ حَجِّي وَتَطوافي وَمُعتَمَرِي
حَتّى إِذا ما اِستَلَمنا ظَهرَ رَاحَتِهِ
قامَت مَقامَ اِستِلامِ الرُكنِ وَالحَجَرِ
زُرهُ نَزُر مِن أَبي العُلوانِ خَيرَ فَتىً
يُزارُ مِن وُلْدِ قَحطانٍ وَمِن مُضَرِ
وَالقَ المُعِزَّ بنَ فَخرِ المُلكِ تَلقَ فَتىً
يُحَقِّقُ الخُبرُ عَنهُ صِحَّةَ الخَبَرِ
حَكى أَباهُ فَقالَ الناسُ كُلُّهُمُ
مِن أَطيَب العُودِ يُجنى أَطيَبُ الثَمَرِ
بَنى مِنَ الفَخرِ ما لَم يَبنِهِ أَحَدٌ
إِلّا الطَراخينُ مِن أَجدادِهِ الغُرَرِ
ماتُوا وَعاشُوا بِحُسنِ الذِكرِ بَعدَهُمُ
وَالذكرُ يَحيى بِهِ الأَمواتُ في الحُفَرِ
لا يُصبِحُونَ حَليبَ الدَرِّ ضَيفَهُمُ
أَو يُمزَجَ الدَرُّ لِلضِيفانِ بِالدُرَرِ
سُودُ المَرائِرِ لا يُفشَونَ يَومَ وَغىً
إِلّا عَلى لَحِقِ الآطالِ كَالمِرَرِ
هُمُ اللُيوثُ وَلَكن لا تَرى لَهُمُ
مِثلَ الليوثِ أَظافيراً سِوى الظَفَرِ
أَو مُرهَفاتٌ إِذا هَزوا مَضارِبَها
هَزُوا بِهِنَّ قُلُوبَ البَدوِ وَالحَضَرِ
وَذُبَّلٌ مِن رِماحِ الخَطِّ حامِلَة
مِنَ الأَسِنَّةِ نيراناً بِلا شَرَرِ
إِذا هَوَوا في مُتونِ الدارِعينَ بِها
حَسِبتَهُم غَمَسوا الأَشطانَ في الغُدُرِ
مِن كُلِّ مَن تُرِك الذِكرُ الجَميلُ لَهُ
مُخَلَّداً في غِرارِ الصارِمِ الذَكَرِ
رُوحي الفِداءُ لَهُم قَوماً تُرابُهُمُ
عَلَيَّ أَكرَمُ مِن سَمعِي وَمِن بَصَرِي
ذَمَمتُ شَرخَ شَبابي عِندَ غَيرِهِمِ
وَعُدتُ أَحمَدُ طِيبَ العَيشِ في الكِبَرِ
يا ابنَ السَمادِعَةِ الشُمسِ الَّذينَ هُم
في كُلِّ وِزرٍ لَنا أَحمى مِنَ الوَزَرِ
غالَيتُ في الحَمدِ حَتّى صِرتَ مُشتَرِياً
مِنَ القَريضِ سُطُورَ الحِبرِ بِالحَبَرِ
لا خَلقَ أَكرَمُ عَفواً مِنكَ عَن زَلَلٍ
وَلا أَعَفُّ عَنِ الفَحشاءِ وَالنُكُرِ
تَبيعُ نَفسَكَ في كَسبِ النَفيسِ بِها
إِنَّ الخَطيرَ لَمِقدامٌ عَلى الخَطَرِ
لَو كُنتَ في الزَمَنِ الماضي لَما تَرَكُوا
ذِكراً يُسَيَّرُ إِلّا عَنكَ في السِيَرِ
يا مَن تَأَلَّمَ قَلبي مِن تَأَلُّمِهِ
فَباتَ في غَمَراتِ الهَمِّ وَالفِكَرِ
شَكَوتَ فَاِشتَكَتِ الدُنيا وَلا عَجَباً
إِنَّ الكُسُوفَ لَمَحتُومٌ عَلى القَمَرِ
فَاِسلَم رَفيعَ بِناءٍ المَجدِ شاهِقَهُ
وَعِش طَويلَ رِداءِ العِزِّ وَالعُمُرِ
وَلا سَلَكت طَريقاً غَيرَ مُتَّسِعٍ
وَلا هَمَمتَ بِأَمرٍ غَيرَ مُتَدِرِ
ابن أبي حصينه
العصر المملوكي
الحمدان
02-19-2024, 07:24 PM
يا حامل الهم إنَّ الهم قتال
الدار فانية والرَّكبُ رَحال
غدًا سترحل عن دنياك تتركها
فليس في القبر لا أهل ولا مال
فوض أمورك للرحمن في ثقة
فلم تخب عند رب العرش آمال
الحمدان
02-20-2024, 12:22 PM
لا تَشْكُ للناس جُرْحًا أَنْتَ صَاحِبُهُ
لا يُؤْلِمُ الجَرْحُ إلا مَن بِهِ ألَمُ
شَكْوَاكَ لِلنَّاسِ يا ابنَ النَّاس منْقصَةٌ
ومَن مِنَ النَّاسِ صَاحِ مَا بِهِ سَقَمُ
فإِنْ شَكَوْتَ لِمَنْ طَابَ الزَّمَانُ لَهُ
عَيْنَاكَ تَغْلِي وَمَنْ تَشْكُو لَهُ صَنَمُ
وإِذَا شَكَوْتَ لِمَنْ شَكْوَاكَ تُسْعِدُهُ
أَضَفْتَ جُرْحًا لِجُرْحِكَ اِسْمُهُ النَّدَمُ
الحمدان
02-20-2024, 12:23 PM
الجذعُ حنَّ إليكَ يا خيرَ الورى
كيف النفوسُ إليكَ لا تشتاقُ
صلَّى عليكَ اللهُ ما لاحتْ لنا
شمسٌ وما اهتزتْ بها أوراقُ
الحمدان
02-20-2024, 01:11 PM
يا ليتني بينَ الحجيجِ مُلبياً
فازوا ضيوفَ اللهِ بالغُفرانِ
لبيكَ ربي بالفؤادِ أقولها
وجوارحي نطقت بها ولساني
الحمدان
02-20-2024, 01:12 PM
صرنا نجيء وملءَ العين أسئلة
وملءَ أرواحنا حزن يعاصيها
تُرى هو الوقت؟ أم أنَّ الرياح بنا
جَرت على غير ما نهوى مجاريها
الحمدان
02-20-2024, 01:44 PM
من الشعراء الذين قتلهم شعرهم
و الابيات الدالة على ذلك...!!!!
1-طَرَفة بن العبد..!!
الذي أمر بقتله ملك الحيرة عمرو بن هند بسبب هجاء طرفة للملك ببيتين قال فيهما:
فليت لنا مكان الملك عمرو
رَغَوثاً حول قبتنا تخورُ
لعمرك إن قابوس بن هند
ليخلط مُلكَه نَوك كثير
2-بشار بن برد.. !!!
كان مقتله بسبب هجائه للخليفة العباسي المهدي ووزيره يعقوب بن داود وتحريضه لبني أمية على بني العباس
إذ قال:
بني أمية هبوا طال نومكم
إن الخليفة يعقوب بن داود
ضاعت خلافتكم يا قوم فالتمسوا
خليفة الله بين الزق والعود
3-أبو الطيب المتنبي...!
فقد جنى عليه شعره وكان سبباً في مصرعه فقد كان هجا رجلاً من بني أسد يقال له ضبة وذلك في قصيدته التي مطلعها
ما أنصف القوم ضبة وأمه الطرطبة
رَمَوا بِرَأسِ أَبيهِ وباكوا الام غلبة
4-دعبل الخزاعي...!!!
سبب مقتله أنه كان كلما اتى خليفة من بني العباس هجاه بقصيدة فحينتولى المأمون هجاه فهم بقتله ثم عفا عنه. ثم اتى المعتصم ( ثامن الخلفاء)
فهجاه دعبل الخزاعي بقوله:
ملوك بني العباس في الكتب سبعة
ولم تأتنا في ثامن منهم
الكتب كذلك أهل الكهف في الكهف
سبعة وثامنهم عندنا كلب
وأني لأجزي الكلب عن ذكره بكم
لأن لكم ذنب وليس للكلب ذنب
5- الأعشى الهمداني..!!
سبب مقتله أنه هجا الحجاج بن يوسف
بقصيدة قال فيها..
بين الاشج وبين قيس باذخ
بخ بخ لوالده والمولود ما
قصرت بك ان تنال العلا
أخلاق مكرمة وارث جدود
فقال الحجاج حين سمعها: والله لا ادعه يبخبخ بعدها، فاستدعاه وقتله!!
6- علي بن جبلةالعكوك..!!
سبب مقتله أنه حينما مدح علي بن جبلةالعكوك الامير ابي دلف بسبعين بيتا اصبحت من عيون الشعر العربي.. وصلت القصيدة الى المأمون تملكته الغيرة وقال له: ماذا تركت لنا ياابن الفاعلة ان استعرنا منه المكارم. ولكن المأمون خشي ان يقول الناس قتل الشاعر بدافع الغيرة فاستشار من حوله فاخبروه ان له مدائح تقدح في الشرعمن ضمنها:
انت الذي تنزل الايام منزلها
وتنقل الدهر من حال الى
حال وما مددت باقلام لها شبهة
الا قضيت بأرزاق وآجال
ولأن هذا لا يكون إلا لله وجدها المأمون حجة لقتله.. فقطع رأسه!!
7-المقنع الكندي...!!
سبب قتله كان هذا الشاعر ممن يتهورون في شعرهم وبالذات الغزلي فقد تغزل بزوجة الوليد بن عبد الملك فقال
لما سافرت صدع البين والتفرق قلبي
وتولت أم البنين بلبي ثوت
النفس في الحمول لديها
وتولى بالجسم مني صحبي
8- دوقلة المنبجي...!!!
نعلم أن الشاعر قد كتب طوال حياته قصيدة واحدةــ يتيمة وهذه القصيدة كانت ثمنا لحياته القصيدة القاتلة هنا هي اليتيمة, تلك القصيدة التي ذاع صيتها بهذا الاسم بعد أن سميت بأسماء أخرى كدعد حيث قال :
هــل بالطلــول لــسائــل ردُّ
أم هـــل لهـــا بـتكلّم ٍ عهـدُ
دَرَس الجديدُ جديدُ معهدها
فــكأنمـــا هــي ريطــة جردُ
الحمدان
02-20-2024, 01:58 PM
هَذا الّذي تَعرِفُ البَطْحاءُ وَطْأتَهُ
وَالبَيْتُ يعْرِفُهُ وَالحِلُّ وَالحَرَمُ
هذا ابنُ خَيرِ عِبادِ الله كُلّهِمُ،
هذا التّقيّ النّقيّ الطّاهِرُ العَلَمُ
هذا ابنُ فاطمَةٍ، إنْ كُنْتَ جاهِلَهُ
بِجَدّهِ أنْبِيَاءُ الله قَدْ خُتِمُوا
وَلَيْسَ قَوْلُكَ: مَن هذا؟ بضَائرِه
العُرْبُ تَعرِفُ من أنكَرْتَ وَالعَجمُ
كِلْتا يَدَيْهِ غِيَاثٌ عَمَّ نَفعُهُمَا
يُسْتَوْكَفانِ، وَلا يَعرُوهُما عَدَمُ
سَهْلُ الخَلِيقَةِ، لا تُخشى بَوَادِرُهُ
يَزِينُهُ اثنانِ: حُسنُ الخَلقِ وَالشّيمُ
حَمّالُ أثقالِ أقوَامٍ، إذا افتُدِحُوا
حُلوُ الشّمائلِ، تَحلُو عندَهُ نَعَمُ
ما قال: لا قطُّ، إلاّ في تَشَهُّدِهِ،
لَوْلا التّشَهّدُ كانَتْ لاءَهُ نَعَمُ
عَمَّ البَرِيّةَ بالإحسانِ، فانْقَشَعَتْ
عَنْها الغَياهِبُ والإمْلاقُ والعَدَمُ
إذا رَأتْهُ قُرَيْشٌ قال قائِلُها
إلى مَكَارِمِ هذا يَنْتَهِي الكَرَمُ
يُغْضِي حَياءً، وَيُغضَى من مَهابَتِه
فَمَا يُكَلَّمُ إلاّ حِينَ يَبْتَسِمُ
بِكَفّهِ خَيْزُرَانٌ رِيحُهُ عَبِقٌ
من كَفّ أرْوَعَ، في عِرْنِينِهِ شمَمُ
يَكادُ يُمْسِكُهُ عِرْفانَ رَاحَتِهِ
رُكْنُ الحَطِيمِ إذا ما جَاءَ يَستَلِمُ
الله شَرّفَهُ قِدْماً، وَعَظّمَهُ
جَرَى بِذاكَ لَهُ في لَوْحِهِ القَلَمُ
أيُّ الخَلائِقِ لَيْسَتْ في رِقَابِهِمُ،
لأوّلِيّةِ هَذا، أوْ لَهُ نِعمُ
مَن يَشكُرِ الله يَشكُرْ أوّلِيّةَ ذا؛
فالدِّينُ مِن بَيتِ هذا نَالَهُ الأُمَمُ
يُنمى إلى ذُرْوَةِ الدّينِ التي قَصُرَتْ
عَنها الأكفُّ، وعن إدراكِها القَدَمُ
مَنْ جَدُّهُ دان فَضْلُ الأنْبِياءِ لَهُ؛
وَفَضْلُ أُمّتِهِ دانَتْ لَهُ الأُمَمُ
مُشْتَقّةٌ مِنْ رَسُولِ الله نَبْعَتُهُ،
طَابَتْ مَغارِسُهُ والخِيمُ وَالشّيَمُ
يَنْشَقّ ثَوْبُ الدّجَى عن نورِ غرّتِهِ
كالشمس تَنجابُ عن إشرَاقِها الظُّلَمُ
من مَعشَرٍ حُبُّهُمْ دِينٌ، وَبُغْضُهُمُ
كُفْرٌ، وَقُرْبُهُمُ مَنجىً وَمُعتَصَمُ
مُقَدَّمٌ بعد ذِكْرِ الله ذِكْرُهُمُ
في كلّ بَدْءٍ، وَمَختومٌ به الكَلِمُ
إنْ عُدّ أهْلُ التّقَى كانوا أئِمّتَهمْ
أوْ قيل من خيرُ أهل الأرْض قيل هم
لا يَستَطيعُ جَوَادٌ بَعدَ جُودِهِمُ
وَلا يُدانِيهِمُ قَوْمٌ، وَإنْ كَرُمُوا
هُمُ الغُيُوثُ، إذا ما أزْمَةٌ أزَمَتْ
وَالأُسدُ أُسدُ الشّرَى، وَالبأسُ محتدمُ
لا يُنقِصُ العُسرُ بَسطاً من أكُفّهِمُ؛
سِيّانِ ذلك: إن أثَرَوْا وَإنْ عَدِمُوا
يُستدْفَعُ الشرُّ وَالبَلْوَى بحُبّهِمُ،
وَيُسْتَرَبّ بِهِ الإحْسَانُ وَالنِّعَمُ
مُقَدَّمٌ بَعْدَ ذِكْرِ اللَهِ ذِكْرُهُمْ
فِي كُلِّ فَرْضٍ وَمَخْتُومٌ بِهِ الكَلِمُ
إنْ عُدَّ أهْلُ التُّقَي كَانُوا أئمَّتَهُمْ
أوْ قِيلَ مَنْ خَيْرُ أَهْلِ الارْضِ قِيلَ هُمُ
لاَ يَسْتَطِيعُ جَوَادٌ بُعْدَ غَأيَتِهِمْ
وَلاَ يُدَانِيهِمُ قَوْمٌ وَإنْ كَرُمُوا
هُمُ الغُيُوثُ إذَا مَا أزْمَةٌ أزَمَتْ
وَالاُسْدُ أُسْدُ الشَّرَي وَالبَأْسُ مُحْتَدِمُ
يَأبَي لَهُمْ أَنْ يَحِلَّ الذَّمُّ سَاحَتَهُمْ
خِيمٌ كَرِيمٌ وَأيْدٍ بِالنَّدَي هُضُمُ
لاَ يَقْبِضُ العُسْرُ بَسْطاً مِنْ أكُفِّهِمُ
سِيَّانِ ذَلِكَ إنْ أثْرَوْا وَإنْ عَدِمُوا
أيٌّ القَبَائِلِ لَيْسَتْ فِي رَقَابِهِمُ
لاِوَّلِيَّةِ هَذَا أوْ لَهُ نِعَمُ
مَنْ يَعْرِفِ اللَهَ يَعْرِفْ أوَّلِيَّةَ ذَا
فَالدِّينُ مِنْ بَيْتِ هَذَا نَالَهُ الاُمَمُ
بُيُوتُهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ يُسْتَضَاءُ بِهَا
فِي النَّائِبَاتِ وَعِنْدَ الحُكْمِ إنْ حَكَمُوا
فَجَدُّهُ مِنْ قُرَيْشٍ فِي أُرُومَتِهَا
مُحَمَّدٌ وَعليّ بَعْدَهُ عَلَمُ
بَدرٌ له شَاهِدٌ وَالشِّعْبُ مِنْ أُحُدٍ
والخَنْدَقَانِ وَيَومُ الفَتْحِ قَدْ عَلِمُوا
وَخَيْبَرٌ وَحُنَيْنٌ يَشْهَدَانِ لَهُ
وَفِي قُرَيْضَةَ يَوْمٌ صَيْلَمٌ قَتَمُ
مَوَاطِنٌ قَدْ عَلَتْ فِي كُلِّ نائِبَةٍ
علی الصَّحَابَةِ لَمْ أَكْتُمْ كَمَا كَتَمُو
الفرزدق
الحمدان
02-20-2024, 06:41 PM
مَن يطلُب العيشَ الكريمَ بِذِلَّةٍ
يلقَ المهانةَ في بَقِيَّةِ عُمرِهِ
أوَ يَرفَعُ الإنسانَ قيمةُ ثوبِهِ
إن كان لم يملك أزمَّة أمرِهِ
كالكلب في الطوقِ المُذهَّبِ لم يزل
كلبا وإن أغناه سيدُ قصرِهِ
الحمدان
02-20-2024, 06:41 PM
لا تبدِ رأيكَ فيما لستَ تُحسِنُهُ
فيُظهِرُ الرأيُ جهلاً كنتَ تُخفيهِ
فقولُ لا علم لي خيرٌ وأكرمُ من
قولٍ يبوءُ بِذُلٍّ حين تُبديهِ
الحمدان
02-20-2024, 06:42 PM
إن تُغْلَقِ الدُّنيا أمامَ وجوهِنا
بابُ الذي خَلَقَ الدُّنَى لم يُغْلَقِ
عَلَّقْتُ آمالي بِمَن خَلَقَ الدَّوَا
والدَّاءَ والأسبابَ كُلَّ تَعَلُّقِي
الحمدان
02-20-2024, 06:42 PM
عِشْ مُنتَهَى الرِّفْقِ لا تُوقِدْ سَنا اللَّهَبِ
وصُنْ جَنَانَكَ عن شَيءٍ مِنَ الغَضَبِ
قد تُحرِقُ النَّارُ من أَذْكَى شرارتَها
مِن حيثُ ظَنَّ سناها غايةَ الطَلَبِ
ولا تُجادِلْ فبعضُ الخَلْقِ ليسَ لَهُ
من الجِدَالِ سِوى شَيْءٍ مِنَ الصَخَبِ
الحمدان
02-20-2024, 06:43 PM
إنَّ العقولَ إذا تسمّمَ وِردُها
صدَرَت وملء إِهابِها الأسقامُ
فارعوا بني قومي بنيكم إنما
تعدو الذئابُ إذا غفا النوَّامُ
الحمدان
02-20-2024, 06:43 PM
مريضُ الظنّ موبوءٌ بسوءٍ
وليس له من الأدواءِ طِبُّ
يسيءُ لأقربِ الأحبابِ منه
ومالَهُمُ بما قد ظنَّ ذَنْبُ
الحمدان
02-20-2024, 06:44 PM
لا تنزلِ الناس أعلى من منازلهم
إنَّ الزيادة تشويهٌ وإيذاءُ
فالماءُ للزرعِ مِقدارٌ يعيشُ به
ولا حياةَ لما قد أغرق الماءُ
الحمدان
02-20-2024, 06:44 PM
آفةُ العَقلِ في اتِّهام النوايا
وادِّعاءِ السِّقام عند الصِّحاحِ
إن يكن جُلُّ مانراه صوابا
فلماذا التفتيش في الأرواحِ ؟!
الحمدان
02-20-2024, 06:44 PM
قُل للَّذي مَلأ التَّشاؤُمُ قلبَهُ
ومَضَى يُضَيِّقُ حَولَنا الآفَاقَا
سِرُّ السَّعَادَةِ حُسنُ ظَنِّكَ بالذي
خَلَقَ الحياةَ وقَسَّمَ الأَرزَاقا
الحمدان
02-20-2024, 06:45 PM
قُل للروحِ نامي واطمئني
وان بلَغَت مواجعُها مداها
سيجبُرُ كسرَها ربٌ لطيفٌ
ويمنحُهَا برحمتهِ مُنَاها
الحمدان
02-20-2024, 06:45 PM
يومٌ يظلُّ بسِفرِ الدَّهر عنوانا
تخطُّه بدماءِ القدس قتلانا
يومٌ عبوسٌ كأن الموتَ ألبسَهُ
ثوبَ التتار وأصلاهُ مُصلانا
يومٌ مضى مُضرِماً منَّا الكبود فلا
نسطيعُ دفعاً له أو عنه سُلوانا
وكيف نسلوا وملءُ العين منظره
طفلٌ توشَّح صبح اليوم أكفانا
ياصورةً بثَّها التلفازُ مفجعةً
تُثيرُ في خلد المحزون أشجانا
لوأنَّ صُمَّ جبالِ الطُّور تُبصِرُهُ
لانت ْ ولكنَّ قلبَ الوغدِ مالانا
أبٌ جريحٌ وطفلٌ خائفٌ وردىً
يُزخُّ من ثَكنَات الحقد نيرانا
لايستطيعان دفعْاً والرصاصُ إذا
راما الهروبَ ترامى فوق ما كانا
والوالدُ القلِقُ المسكينُ يسألُهُم
عطفاً فكانوا عن الإشفاق عُميانا
والطفلُ يصرُخُ لكن لا مُجيبَ له
إلا أزيز الردى ظلماً وطغيانا
أبوه يُخفيهِ عنهم خلفهُ جَزعَاً
عليه يفديه أرواحًا وأبدانا
يبدو الذُّهولُ على عينيه مرتسماً
والذعرُ أعظمُ ما قاسى وما عانى
مات الصغيرُ كما ماتت كرامتنا
وأرضنا .. وبقايا من بقايانا
طفلٌ له مثلُ أطفالِ الورى حلُمٌ
لوكان يُغرسُ أحيا الأرضَ بستانا
ولوسقته ديار المسلمين نما
بين القفار أزاهيراً وريحانا
لله! ما أمَّلتْ أُمٌّ تشاطرُهُ
في السعْدِ سَعْداً وفي الأحزانِ أحزانا
وكيفَ تلقاهُ محمولاً وسيلُ دمٍ
يصب منه على الأثواب وديانا
قد كان بالأمس ملءَ البيتِ يعمُرُهُ
لولاهُ كان دهاليزاً وجُدرانا
في كلِّ شبرٍ له فيهِ إذا نظرتْ
ذِكرى تؤجِّجُ في الأعماق بركانا
قد كان بُستانها تأوي إليه إذا
كلَّتْ فتلقاه أفنانا وغُدرانا
واليوم تبكيه دمعاً ليسَ يعرفه
من كان يحمل للإسلام نُكرانا
ولايُحسُّ به غِرٌّ يُراودهُ
حُلمُ السلام على أعتابِ من خانا
قومٌ لهم في سبيلِ الشرِّ سابقةٌ
وكان تاريخُهُم غدراً وعُدوانا
كم حَرَّفوا كتباً وقتلوا رُسُلاً
وأفسدوا الأرض إسراراً وإعلانا
تاريخُهُم عفنٌ، ما فيه من شَرَفٍ
قاسى الأمرَّ بهم موسى بن عمرانا
قومٌ على عَتبِ التاريخِ تلفظهم
أبوابه فغدوا في الكون غربانا
لها نعيقٌ بإعلامٍ يضللنا
يبث من خبثه جهراً خزايانا
والغرقديون في أعقابهم زمر
ينافحون زُرافاتٍ ووحدانا
يُهمِّشونَ قضايانا بزُخرُفةٍ
عن السلام لننساها قضايانا
هيهاتَ، من يعشق البيت الحرام يجدْ
في قلبه للقاء القدس تحنانا
هيهات، من يقرأ القرآن تُبدِ له
حروفُهُ أنَّ في صهيون أضغانا
قد أخبر اللهُ عنهم أنهم بشَرٌ
لا يرتضون سوى الكُفران أديانا
وأنهم حَسَداً من عندِ أنفُسِهِم
ودَّوا لو ارتدَّ أهل الدين كفرانا
وأنهم ليس ترضيهم حقيقتنا
ولو أحلنا تراب الأرض عقيانا
وأنهم جبناء الأرض ما ابتدروا
للحرب إلا وكان الحربُ خسرانا
ما ذلنا اليوم منهم بأسُ ألويةٍ
لكننا قد أذلتنا خطايانا
يا أمَّةَ الحقِ آن الوعدُ فانتفضي
يكفيك من هدأة الفرسان ما كانا
آن الأوانُ، وحانت منكِ ملحمةٌ
تعيدُ مسجدنا الأقصى ومسرانا
والوعدُ حقٌّ، ووعدُ الحق قد ظهرتْ
آياتُهُ، فإلى الأقصى سرايانا
قد أخبرَ اللهُ أنَّ النصرَ منعقدٌ
وأنَّ جندَ بني صهيون أسرانا
مُحمَّد بن جمالِ الدُّرةِ انسكبتْ
لكَ المشاعرُ حرَّى من حنايانا
وهبَّ ضوعُكَ من روضِ الجهاد فما
زال القصيدُ يسحُّ الدمعَ هتانا
وليس للشعرِ إن أنشدتُ من أَلَقٍ
إن لم ينَمِّ أحاسيساً ووجدانا
إنْ أنجبتْ أُمَّةَ الإسلامِ خالدَها
ففي البقيَّةِ أُسْدٌ تُصنعُ الآنا
عبدالعزيز الجاسر
الحمدان
02-21-2024, 12:25 PM
أَلقى عَصاهُ وَأَرخى مِن عِمامَتِهِ
وَقالَ ضَيفٌ فَقُلتُ الشَيبُ قالَ أَجَل
فَقُلتُ أَخطَأتَ دارَ الحَيِّ قالَ وَلِم
مَضَت لَكَ الأَربَعونَ الوُفرُ ثُمَّ نَزَل
فَما شَجيتُ بِشَيءٍ ما شَجيتُ بِهِ
كَأَنَّما اِعتَمَّ مِنهُ مَفرِقي بِجَبَل
الحمدان
02-21-2024, 12:25 PM
وَقَد قَطَعَ الواشونَ ما كانَ بَينَنا
وَنَحنُ إِلى أَن يوصَلَ الحَبلُ أَحوَجُ
رَأَوا عَورَةً فَاِستَقبَلوها بِأَلبِهِم
فَلَم يَنهَهُم حِلمٌ وَلَم يَتَحَرَّجوا
وَكانوا أُناساً كُنتُ آمَنُ غَيبَهُم
فَراحوا عَلى ما لا نُحِبُّ فَأَدلَجوا
الحمدان
02-21-2024, 12:26 PM
لَو كانَ يَقعُدُ فَوقَ الشَمسِ مِن أَحَدٍ
قَومٌ لِمَجدِهِمُ أَو جودِهِم قَعَدوا
قَومٌ أَبوهُم سِنانٌ حينَ تَنسِبُهُم
طابوا وَطابَ مِنَ الأَولادِ ما وَلَدوا
إِنسٌ إِذا أَمِنوا جِنٌّ إِذا فَزِعوا
مُرَزَّؤونَ بَهاليلٌ إِذا حَشَدوا
الحمدان
02-21-2024, 12:26 PM
لَمَستُ بِكَفّي كَفَّهُ أَبتَغي الغِنى
وَلَم أَدرِ أَنَّ الجودَ مِن كَفِّهِ يُعدي
فَرُحتُ وَقَد أَشبَهتُ في الجودِ حاتَماً
فَضَيَّعتُ ما أَعطى وَأَتلَفتُ ما عِندي
فَلا أَنا مِنهُ ما أَفادَ ذَوُو الغِنى
أَفَدتُ وَأَعداني فَأَتلَفتُ ما عِندي
الحمدان
02-21-2024, 12:27 PM
خَليلَيَّ مِن كَلبٍ أَعينا أَخاكُما
عَلى دَهرِهِ إِنَّ الكَريمَ مُعينُ
وَلا تَبخَلا بُخلَ اِبنَ قَزعَةَ إِنَّهُ
مَخافَةَ أَن يُرجي نَداهُ حَزينُ
إِذا جِئتَهُ في حاجَةٍ سَدَّ بابَهُ
فَلَم تَلقَهُ إِلّا وَأَنتَ كَمينُ
فَقُل لِأَبي يَحيى مَتى تُدرِكُ العُلا
وَفي كُلِّ مَعروفٍ عَلَيكَ يَمينُ
الحمدان
02-21-2024, 12:27 PM
هُوَ البَحرُ مِن أَيِّ النَواحي أَتَيتَهُ
فَلُجَّتُهُ المَعروفُ وَالجودُ ساحِلُه
كَريمٌ إِذا ما جِئتَ لِلخَيرِ طالِباًّ
حَباكَ بِما تَحوي عَلَيهِ أَنامِلُه
وَلَو لَم تَكُن في كَفِّهِ غَيرُ نَفسِهِ
لَجادَ بِها فَليَتَّقِ اللَهَ سائِلُه
الحمدان
02-21-2024, 12:28 PM
صَبَرتُ وَكانَ الصَبرُ مِنّي سَجِيَّةً
وَذَلِكَ أَنَّ اللَهَ أَثنى عَلى الصَبرِ
وَكُنتَ أَخي ما دامَ عودُكَ يابِساً
فَلَمّا اِستَوى وَاِخضَرَّ صِرتَ مَعَ اليُسرِ
لَعَمرُكَ لَو ذَوَّقتَني ثَمَرَ الغِنى
أَذَقتُكَ ما يُرضيكَ مِن ثَمَرِ الشُكرِ
فَإِن نِلتُ ما يُغني مِنَ اليَومِ أَو غَدٍ
أَنَلتُكَ ما يَبقى إِلى آخِرِ الحَشرِ
أَلَم تَرَ أَنَّ الفَقرَ يُرجى لَهُ الغِنى
وَأَنَّ الغِنى يُخشى عَلَيهِ مِنَ الفَقرِ
أَلَم تَرَ أَنَّ البَحرَ يَنضُبُ ماؤُهُ
وَتَأتي عَلى حيتانِهِ نُوَبُ الدَهرِ
وَما لَكَ يَومَ الحَشرِ زادٌ سِوى الَّذي
تُقَدِّمُهُ قَبلَ المَماتِ إِلى الحَشرِ
إِذا أَنتَ لَم تَزرَع وَأَبصَرتَ حاصِداً
نَدِمتَ عَلى التَفريطِ في زَمَنِ البَذرِ
دعبل الخزاعي
العصر العباسي
الحمدان
02-21-2024, 04:28 PM
إنّ الأمور ولو سارت خلاف هوى
عبد جهول فإنّ الحُكم مخفـيّا
عھم قدّر الله أمرًا كنت تحسبهُ
شرًا فأمسى بثوب الخير مكسيّا
فلترضَ باللهِ في ضُر ومنفعةٍ
إنّ الـرّضيّ من الرّحمن مرضيّا
وإن بُليت فكن دومًا على ثقـةٍ
إن الصبور على الأقدار مجزيّا
الحمدان
02-21-2024, 04:50 PM
أَلا عَلِّلاني قَبلَ نَوحِ النَوائِحِ
وَقبلَ اطِّلاعِ النَفسِ بَينَ الجَوانِحِ
وَقَبلَ غَدٍ يا لَهفَ نَفسي عَلى غَدٍ
إِذا راحَ أَصحابي وَلَستُ بِرائِحِ
إِذا راحَ أَصحابي بِفَيضِ دُموعِهِم
وغُودِرتُ في لَحدٍ عَليَّ صَفائِحي
يَقولونَ هَل أَصلَحتُمُ لأَخيكُمُ
وَما الرَمسُ في الأَرضِ القِواءِ بِصالِحِ
يَقولونَ لا تَبعُد وَهُم يَدفِنونَني
وَليسَ مَكانُ البُعدِ إِلا ضَرائِحي
هدبة بن الخشرم
الحمدان
02-21-2024, 04:51 PM
وَما أَتَصَدّى لِلخَليلِ وَما أَرى
مُريداً غِنى ذي الثَروَةِ المُتَقَطِّبِ
وَما أَتبَعُ الأَلوى المُدَلّي بودِّهِ
عَليَّ وَما أَنأى مِنَ المُتَقَرِّبِ
وَلَستُ بِمفراحٍ إِذا الدَهرُ سَرَّني
وَلا جازِعٍ مِن صرفِهِ المُتَقَلِّبِ
وَلا أَتمَنّى الشَرَّ والشَرُّ تارِكي
وَلَكِن مَتّى أُحمَل عَلى الشَرِ أَركَبِ
وَحَرَّبَني مَولايَ حَتّى غَشيتُهُ
مَتّى ما يُحَرِّبكَ ابنُ عَمِّكَ تَحرَبِ
وَما يَعرِفُ الأَقوامُ لِلدَهرِ حَقَّهُ
وَما الدَهرُ مِمّا يَكرَهونَ بِمُعتِبِ
وَلِلدَّهرِ مِن أَهلِ الفَتى وتِلادِهِ
نَصيبٌ كَحَزِّ الجازِرِ المُتَشَعِّبِ
هدبة بن الخشرم
الحمدان
02-21-2024, 04:51 PM
طَرِبتَ وأَنتَ أَحياناً طَروبُ
وَكيفَ وَقَد تعَلّاكَ المَشيبُ
يُجِدّ النأَيُ ذِكرَكِ في فؤَادي
إِذا ذَهِلَت عَنِ النأي القُلوبُ
يؤَرِّقُني اكتِئابُ أَبي نُمَيرٍ
فَقَلبي مِن كآبَتِهِ كَئيبُ
فَقُلتُ لَهُ هَداكَ اللَهُ مَهلاً
وَخَيرُ القَولِ ذو اللُّبِّ المُصيبُ
عَسى الكَربُ الَّذي أَمسَيتُ فيهِ
يَكونُ وَراءَهُ فَرَجٌ قَريبُ
فَيأَمنَ خائِفٌ ويُفَكَّ عانٍ
وَيأَتي أَهلَهُ النائي الغَريبُ
أَلا لَيتَ الرياحَ مُسَخَّراتٌ
بِحاجَتِنا تُباكِرُ أَو تَؤوبُ
فَتُخبِرنا الشَمالُ إِذا أَتَتنا
وَتُخبِر أَهلَنا عَنّا الجَنُوبُ
فإِنّا قَد حَلَلنا دارَ بَلوى
فَتُخطِئُنا المَنايا أَو تُصِيبُ
فإِن يَكُ صَدرُ هَذا اليَومِ وَلّى
فإِنَّ غَداً لِناظِرِهِ قَريبُ
وَقَد عَلِمَت سُليَمى أَنَّ عودي
عَلى الحَدَثانِ ذو أَيدٍ صَليبُ
وأَنَّ خَليقَتي كَرَمٌ وأَنّي
إِذا أَبدَت نَواجِذَها الحروبُ
أُعينُ عَلى مَكارِمها وَأَغشى
مَكارِهَها إِذا كَعَّ الهَيوبُ
وأَنّي في العَظائِمِ ذو غَناءٍ
وأُدعى لِلفعالِ فأَستَجيبُ
وأَنّي لا يَخافُ الغَدرَ جاري
وَلا يَخشى غوائِلي الغَريبُ
وَكَم مِن صاحِبٍ قَد بانَ عنّي
رُميتُ بِفَقدِهِ وَهوَ الحَبيبُ
فَلَم أُبدِ الَّذي تَحنوا ضُلوعي
عَليهِ وإِنَّني لأَنا الكَئيبُ
مَخافَةَ أَن يَراني مُستَكيناً
عَدوٌ أَو يُساءَ بِهِ قَريبُ
وَيَشمَتَ كاشِحٌ وَيَظُنَّ أَنّي
جَزوعٌ عِندَ نائِبَةٍ تَنوبُ
فَبَعدَكَ سَدَّتِ الأَعداءُ طُرقاً
إِليَّ وَرابَني دَهرٌ يَريبُ
وأَنكَرتَ الزَمانَ وَكُلَّ أَهلي
وَهَرَّتني لِغيبِتكَ الكَليبُ
وَكُنتُ تُقَطَّعُ الأَبصارُ دوني
وإِن وَغِرَت مِنَ الغَيظِ القُلوبُ
وَقَد أَبقى الحَوادِثُ مِنكَ رُكناً
صَليباً ما تؤَيِّسُهُ الخُطوبُ
عَلى أَنَّ المَنيَّةَ قَد توافي
لِوَقتٍ والنوائِبُ قَد تَنوبُ
هدبه بن الخشرم
الحمدان
02-22-2024, 11:58 AM
زارني في المنامِ طيفُكِ سِرّا
فبكى مثل عابِدٍ زارَ قبرَا
ورثى لي وضمّنِيْ ودعى لي:
جعلَ اللهُ بعدَ عُسرِكَ يُسرَا
قلتُ آمينَ قال لي لا تقُلها
قد غدت في شريعةِ اليومِ وِزرَا
قلتُ دعنا مِن الحديثِ وأعتِقْ
كبِداً مِن لظى فِراقِكَ حرّى
طالَ صبري على النّوى وفؤادي
قالَ عْذرَاً ولا أرىْ لكَ عُذرَا
كيف تقوَى على الهوى وتُداريْ؟!
وأنا بالذي بقلبِكَ أَدرَى
لا تقلْ لي أليسَ حُلوٌ هوانا؟!
فالمسافاتُ تجعلُ الحلوَ مُرّا
لم أعُدْ قادِراً على لجمِ شوقي
لا تقُلْ لي ألستَ تملِكُ صبرَا؟!
كُن قريبَاً أكُنْ مُعافَىً وإلّا
ستراني أُذوبُ كالشمعِ قهرَا
كلما قلتُ للشجونِ دعيني
أجبرتني على اشتياقك قسرَا
لم أزل في لقاكَ أُغمِضُ عيناً
مُرهق الجفنِ ثمّ أفتحُ أُخرى
خوف أن لا أراكَ حدّ ارتوائِي
بعد أن عِشتُ في انتظارِكَ دهرَا
يا أمانِي مِنَ الحياةِ وذُخري
ليس لي في الحياةِ غيركَ ذخرَا
أنت بعضي وأنت كلّ رجائِي
وأنا بامتلاكِ روحك أحرَى
لا تدَعنِيْ وقد سريتَ لجوفي
إذ تنفستُ منِ زفيرِكَ عطرَا
لا رعى اللهُ منزِلاً لستَ فيهِ
فرشهُ باتَ دون وطئِكَ جمَرَا
لا رعى اللهُ ليلةً أظهرَتْ لي
كلما احترتُ دونَ وجهِكَ بدرَا
لا رعى اللهُ ساعةً لستُ فيها
أمْخُرُ الشِّعرَ فيكَ بحرَاً فبَحرَا
أيها الطيفُ والصباحُ قريبٌ
ليت ذا الليلَ كان قربكَ شهرَا
فإذا جئتَ مَن سبَتني فؤادي
قل لها: دونَ وصلِهِ لن يُسرّا
جئتهُ والمساءُ يزرعُ شوقاً
بينَ جنبيهِ ثمّ يُثمِرُ شِعرَا
هيثم الرصاص
الحمدان
02-22-2024, 11:59 AM
رأيتُك في المنامِ اليومَ حَيّا
ففاضَت أدمُعي عِندَ اللِّقاءِ
فجِسمي فوقَ هَذِي الأرضِ يَحيا
وتَحيا الرُّوحُ عندك في السَّماءِ
الحمدان
02-22-2024, 05:25 PM
إن الأمور إذا ما الله يسَّرها
أتتكَ من حيث لا ترجو وتحتسب
ثق بالإلهِ ولا تركن إلى أحدٍ
فالله أكرم من يُرجى ويرتقبُ
الحمدان
02-22-2024, 05:30 PM
الجَدّ يدرك ما لايدرك الطلبّ
والجِدُّ من غير جَدٍّ كله تعبُ
وكلّ شئ فبالأقدار موقعهُ
ما للأمور سوى أقدارها سببُ
إن الأمور إذا مالله يسرها
أتتك من حيث لا ترجو وتحتسب
وكل ما لم يقدره الإلهُ فما
يفيد حرص الفتى فيه ولا النَّصبُ
ثقْ بالإله ولا تركن إلى أحد
فالله أكرمُ منْ يُرجىَ ويرتقبُ
الحمدان
02-22-2024, 05:41 PM
وتمـرُّ أقـدارٌ عليك كـئيـبةٌ !
فيراك ربّ القلب تصبرُ راضِيا
ولسَوف يُعطي بالرِضا ما تَرتَضِي
مِن بعد أن تُمسي وتُصبحُ دَاعيا
الجَبرُ بعد الكَسرِ عادةُ ربِّنا
لن يترُكَ الرّحمنُ قلبكَ باكِيا !
الحمدان
02-22-2024, 05:57 PM
في آخِرِ الَّلحنِ لا يدري لِمَنْ نَشَدَا
حَرْفٌ تَشَظَّى على الكَلْمَاتِ وَاعْتُقِدَا
إِنِّي اصطَفيْتُ خيالي هادياً ونبي
للسَّيْرِ في عَالَمِ المَعْنَى يَشِعُّ هُدَى
يُوْصِ البلاغة أَنْ تبدي مفاتنها
أو يَرْقُصُ الّلَفظُ مِنْ لَحْنِ الهوى رَغَدَا
ما بَاحَ معناي جمر الشَّوقِ في لُغَتِي
إِلَّا وأمضاهُ قَلْبُ الحزنِ مُعْتَمَدَا
أنَا الغريقُ بأمواجِ السَّرابِ وَمَا
جَاءَ المغيثُ وَإِنْ ضَاقَ الصُّرَاخُ صَدَى
لواعجُ الشّوق نحو الموتِ تعصفُ بي
وَيَنبِضُ القلبُ قِطْرانَ النَّوى بَرَدَا
أعيشُ في غفلةٍ منِّي تعتِّقُـني
أحزانِي السُّودُ في نَارِ الأسى كَمَدَا
بـُـؤْسٌ يَلوحُ على بوحي ويحملهُ
ثِقْلٌ وَيَغشَاهُ من أحزانه عَـــدَدَا
تَغِيبُ في حضني الدِّنْيَا وَتَشبُعني
موتاً كما الوَطَنِ الموؤود مُلْتَحَدَا
لَمْ يُسْعِفِ الفجرُ في الأيَّامِ بَسْمَتَهُ
وحول عمري يَطُوفُ الليلُ مُتَّقَدَا
أضعتُ ألفاً من الأعوامِ في حقبي
وجهي تعالى على تلويحِهِ نَكَدَا
ماعدتُ أَشْعِرُ نبض القلب في جَسَدَي
والخوفُ من رَجفَةِ الأيَّامِ ما بَرَدَا
أنا المُسَافِرُ في ظلماء خارطتي
في كَوكَبِ الوهمِ والآمالِ ماوجدا
كَأَنَّي التَّيه في مجهول رحلته
منْ يُوْقِظُ الغائب المفقود بعد سُدَى
زياد النهيمي
الحمدان
02-22-2024, 05:58 PM
تِلكَ الحُروفُ وكَمْ تُدارِي صَبابتي
إن عِشتُ شَوقاً أنتخِي أوراقِي
وأبُثُّ مَا فِي خاطِري وكَأنَّها
حُضنٌ يُداوِي حُرقةَ الأشواقِ
باللهِ كَيفَ بِدونِ عَذبِ حُروفِها
أن أرتَوي يا مَعشرَ العُشَّاقِ
بيتٌ لقَيسٍ عن دِيارٍ مَرَّها
كَم زادني شَوقاً لدارِ رِفاقي
وكُثَيْرُ حَلَّتْ عَزَّةٌ بِديَارهِ
والشِّعرُ في صِدقِ المَحبَّةِ باقي
ولقد ذَكرتُكِ عَلَّمَتْني شَجاعةً
فِي الحُبِّ لا أنْوِي خَيالَ فِراقِ
ماذا يكونُ الشِّعرُ لَولا حرُوفُها
نَظْمٌ يُعانِي العجْزَ من إملاقِ
لغةٌ على وَزنِ الشُّعورِ حَديثُها
لغةٌ تبثُّ الحقَّ مِن أعماقِ
لغةٌ بِها وَحْيُ الإله تَكَلَّما
فكَأنَّها شَمسٌ عَلى الإشراقِ
حُسنٌ على حُسنٍ عِبارةُ وَصْفِها
فاقَتْ جَمِيعَ مَحَاسِنِ الأعراقِ
أوَ بَعدما هذا الجَمالُ تُضيَّعُ
ما عَادَ للكَلماتِ من أشداقِ
باللهِ يا عَربِيُّ قُلْ وافخَر بِها
لُغتي، حَديثي، عِزَّتي، أَخلاقِي
عبدالرحمن آل غوماندر
الفلبين
الحمدان
02-23-2024, 08:29 PM
وَلَو قدَ جِئتَ يَومَ الفَصلِ فَردًا
وَأَبصَـرتَ المَنَـازِلَ فِـيـهِ شَتَّـى
لَأَعـظَمـتَ النَّـدَامَـةَ فِيـهِ لَهـفًا
عَلَى مَا فِي حَيَاتِكَ قَد أَضَعتَا
تَـفِـرُّ مِـن الـهَـجِـيـرِ وَتَـتَّـقِـيـهِ
فَـهَـلَّا عَـن جَـهَـنَّـمَ قَـد فَـرَرتَا
وَلَسـتَ تُطِـيـقُ أَهوَنَـهَا عَـذَابًا
وَلَو كُنـتَ الحَدِيدَ بِهَـا لَـذُبـتَـا
فَــلَا تُـكــذَب فَـإنَّ الأَمــرَ جِــدٌّ
وَلَيسَ كَمَا احتَسَبتَ وَلَا ظَنَنتَا
الحمدان
02-24-2024, 01:17 AM
عيناكِ نهرٌ والجفونُ ضفافٌ
وأنا المتيّمُ و الهوى أصنافُ
يغفو البنفسجُ في كوى أحداقِها
وعلى الضّفافِ يعرّشُ الصفصافُ
وأنا المحاصرُ من عساكرِ رمشِها
أنّى اتجهتُ تردّني الأطيافُ
كيف الهروبُ وليس ليْ مِنْ مخرجٍ
في كل زاوية بها سيّاف
ابحرت في عينيك دون درايةٍ
كيف العبورُ وخانني المجدافُ
فتتيهُ في عُرضِ المياهِ مراكبي
ضاقتْ بي الأعماق والأطرافُ
وتسير خلفي ذكرياتي عنوةً
أودى بها التجوالُ والتطوافُ
قد هدّني الإبحار دون نتيجةٍ
خارتْ قوايَ وكلّت الأكتافُ
ووقفت فوقَ الماءِ أندبُ خيبتي
فمتى يجيء العدلُ والإنصافُ
الحمدان
02-24-2024, 01:23 AM
جئت أبوح الى عيناكِ سرا
فكانت عينيكى كل اسرارى
اصبحتِ انتِ الوطن الذى يسكننى
وبيتى واهلى وكل سكانى
وكتبت اسمك فى صفحات الهوى
ومن سواكِ سكن بوجدانى
رسمتك فوق الأغانى أجملها
وكتبتك فوق الشعر اشعارى
فمن غير طفيك اعانقة
يملأ ليلى بسحرك واسحارى
فان كان الحب كأس الكل ذائقه
فارتضيت حبك جنتى ونارى
الحمدان
02-24-2024, 01:29 AM
وشممتُ خديها وطيب َ ثيابها
فعلمتُ أنّ الطيّبَ في الانفاس
فودّدتُ تقبيل الشفاه لأنها
وردٌ تفتّح في شذى الاحساسِ
يا بنتَ عمي ما العيونُ وسحرُها
الّا فضاء ذابَ في القرطاسِ
الحمدان
02-24-2024, 01:35 AM
من أجمل الألغاز التي تُروى عن العرب في الجاهلية قبل الإسلام
ما جاء في ديوان امرؤ القيس بن حُجر الكِنديّ
جاء في ديوان امرؤ القيس بن حُجر الكِنديّ أن عبيد بن الأبرص لقي امرؤ القيس فقال له :
كيف معرفتك بالأوابد؟
فقال امرؤ القيس :
قل ما شئت تجدني كما أحببت
فقال عبيد بن الأبرص مُلغزاً :
ما حيّةٌ ميتةٌ قامت بميِتتِها
درداءُ ما أنبتتْ سناً وأضراسا؟
فقال امرؤ القيس :
تلك الشعيرةُ تُسقى في سنابلها
خرجتْ بعد طول المُكث أكداسا
فقال عبيد :
مالسُّودُ والبيضُ والأسماءُ واحدةٌ
لا يستطيعُ لهُنّ النّاسُ تَمسَاسَا؟
فقال امرؤ القيس :
تلك السحابُ إذا الرّحمانُ أرسلها
روى بها من مُحول الأرضِ أيْبَاسَا
فقال عبيد :
ما مُرتجاتٌ على هَولٍ مراكِبُها
يقطعنَ طولَ المدى سَيراً وَإمرَاسَا؟
فقال امرؤ القيس :
تِلكَ النّجُومُ إذا حانَتْ مَطالِعُهَا
شبّهتُهَا في سَوَادِ اللّيلِ أقبَاسَا
قال عبيد بن الأبرص :
ما القَاطِعاتُ لأرضٍ لا أنيس بها
تأتي سِراعاً وما تَرجِعنَ أنْكاسَا؟
فقال امرؤ القيس :
تلك الرّياحُ إذا هَبّتْ عَوَاصِفُها
كفى بأذيالهَا للتُّربِ كنّاسَا
فقال عبيد :
ما الفَاجِعاتُ جَهَاراً في عَلانِيَةٍ
أشدُّ من فَيْلَقٍ مَملُوءةٍ بَاسَا؟
فقال امرؤ القيس :
تِلكَ المَنايَا فَمَا يُبقِينَ مِنْ أحدٍ
يكفِتنَ حمقَى وما يُبقينَ أكيَاسَا
فقال عبيد :
مَا السّابِقَاتُ سِرَاعَ الطَّيرِ في مَهَلٍ
لا تستَكينَ وَلَو ألجَمتَها فَاسَا؟
فقال امرؤ القيس :
تِلكَ الجِيادُعليَها القَومُ قد سبحوا
كانوا لهُنّ غَدَاةَ الرَّوْعِ أحلاسَا
فقال عبيد :
مَاالقَاطِعَاتُ لأرْضِ الجَوّ في طَلَقٍ
قبل الصّباحِ وَما يَسرِينَ قِرْطَاسَا؟
فقال امرؤ القيس :
تِلكَ الأمَانيُّ يَترُكنَ الفَتى مَلِكاً
دونَ السّمَاءِ وَلم تَرْفَعْ لَه رَاسَا
فقال عبيد :
مَا الحاكمُونَ بلا سَمْعٍ وَلا بَصَرٍ
ولا لِسَانٍ فَصِيحٍ يُعْجِبُ النّاسَا؟
فقال امرؤ القيس :
تِلكَ الموَازِينُ وَالرّحْمَانُ أنْزَلهَا
ربُّ البَرِيّةِ بَينَ النّاسِ مِقيَاسَا.
هذه هي الألغاز بين فحــول شعراء العرب وهذه هي لغتنا العربية العظيمة في احتوائها موسوعـــة من المفردات بين الترادف والتضاد والمعرب والدخيل والمولد
الحمدان
02-24-2024, 01:39 AM
طالَ الغِيابُ وحانَ قُربُ لِقائهِ
فَتَهَيَّؤُوا وَاسْتَقْبِلُوا رَمضانا
هَبَّتْ نسائمُهُ فذابَتْ مُهجتي
شوقاً له وتساقطَتْ ألحانا
الحمدان
02-24-2024, 04:37 PM
ويصفو الدهرُ أيامًا فأنسى
بأنّي من عناء العمر ذُقْتُ
تعاقبَ وقتُنا فَرَحًا وحُزْنًا
وليس يدومُ في الحالين وَقْتُ
وأصمتُ حين تؤلمني جراحي
وأقسى من أنينِ الجُرْحِ صمْتُ
كتَمْتُ البَوْحَ حتى صرتُ وحدي
وعند اللهِ حين خَلَوْتُ بُحْتُ
الحمدان
02-24-2024, 04:38 PM
يقولُ إبليسُ لِي لا تنتَظرْ فرَجًا
بيضُ الحِكاياتِ وهمٌ كلُّها سُودُ!
خسِئتَ واللهِ! بعدَ العُسرِ مَيسَرةٌ
وبعدَ كلِّ بلاءٍ مُؤلمٍ عِيدُ
إذا حِبالُ الأمَانِي كلّها قُطِعتْ
وضِقْت عَيشًا فحَبلُ اللهِ مَمدُودُ
حذيفة العرجي
الحمدان
02-25-2024, 11:26 AM
تعمدني بنصحك في انفرادي
وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوعٌ
من التوبيخ لا أرضى استماعه
وإن خالفتني وعصيت قولي
فلا تجزع إذا لم تعط طاعهال
الشافعي
الحمدان
02-25-2024, 11:36 AM
وهذه الحياة تراها ممر
سنرحلُ يومًا ويبقى الأثر
فيا سعدَ قومٍ بها شمّروا
أعدّو جميلاً لذاك المقر.
الحمدان
02-25-2024, 11:47 AM
طالَ الغِيابُ وحانَ قُربُ لِقائهِ
فَتَهَيَّؤُوا وَاسْتَقْبِلُوا رَمضانا
هَبَّتْ نسائمُهُ فذابَتْ مُهجتي
شوقاً له وتساقطَتْ ألحانا
اللهم بلغنا رمضان
الحمدان
02-25-2024, 12:03 PM
تَظَلُّ بِعَينَيها إِلى الجَبَلِ الَّذي
عَلَيهِ مُلاءُ الثَلجِ بيضِ البَنائِقِ
تَظَلُّ إِلى الغاسولِ تَرعى حَزينَةً
ثَنايا بُراقٍ ناقَتي بِالحَمالِقِ
أَلا لَيتَ شِعري هَل أَزورَنَّ نِسوَةً
بِرَعنِ سَنامٍ كاسِراتِ النَمارِقِ
بِوادٍ يُشَمِّمنَ الخُزامى تُرى لَها
مَعاصِمُ فيها السورُ دُرمُ المَرافِقِ
كَفى عُمَرٌ ما كانَ يُخشى اِنحِرافُهُ
إِذا أَجحَفَت بِالناسِ إِحدى البَوائِقِ
وَما حَجَرٌ يُرمى بِهِ أَهلُ جانِبٍ
لِفِتنَتِهِم مِثلَ الَّذي بِالمَشارِقِ
يَلينُ لِأَهلِ الدينِ مِن لينِ قَلبِهِ
لَهُم وَغَليظٌ قَلبُهُ لِلمُنافِقِ
وَما رُفِعَت إِلّا أَمامَ جَماعَةٍ
عَلى مِثلِهِ حَزماً عِمادُ السُرادِقِ
جَمَعتَ كَثيراً طَيِّباً ما جَمَعتَهُ
بِغَدرٍ وَلا العَذراءُ ذاتُ السَوارِقِ
وَلا مالِ مَولىً لِلوَلِيِّ الَّذي جَنى
عَلى نَفسِهِ بَعضَ الحُتوفِ اللَواحِقِ
وَلَكِن بِكَفَّيكَ الكَثيرِ نَداهُما
وَنَفسِكَ قَد أَحكَمتَ عِندَ الوَثائِقِ
بِخَيرِ عِبادِ اللَهِ بَعدَ مُحَمَّدٍ
لَهُ كانَ يَدعو اللَهَ كُلُّ الخَلايِقِ
لِيَجعَلَهُ اللَهُ الخَليفَةَ وَالَّذي
لَهُ المِنبَرُ الأَعلى عَلى كُلِّ ناطِقِ
وَفُضَّ بِسَيفِ اللَهِ عَنهُ وَدَفعِهِ
كَتايِبُ كانَت مِن وَراءِ الخَنادِقِ
الفرزدق
الحمدان
02-25-2024, 12:04 PM
سَرَت ما سَرَت مِن لَيلِها ثُمَّ واقَفَت
أَبا قَطَنٍ غَيرَ الَّذي لِلمُخارِقِ
فَباتَت وَباتَ الطَلُّ يَضرِبُ رَحلَها
مُوافِقَةً يا لَيتَها لَم تُوافِقِ
فَقَد تَلتَقي الأَسماءُ في الناسِ وَالكُنى
كَثيراً وَلَكِن لا تَلاقى الخَلايِقِ
الفرزدق
الحمدان
02-25-2024, 12:04 PM
لَقَد خابَ مِن أَولادِ دارِمَ مَن مَشى
إِلى النارِ مَشدودَ الخِناقَةِ أَزرَقا
إِذا جاءَني يَومَ القِيامَةِ قائِدٌ
عَنيفٌ وَسَوّاقٌ يَسوقُ الفَرَزدَقا
أَخافُ وَراءَ القَبرِ إِن لَم يُعافِني
أَشَدَّ مِنَ القَبرِ اِلتِهاباً وَأَضيَقا
إِذا شَرِبوا فيها الصَديدَ رَأَيتَهُم
يَذوبونَ مِن حَرِّ الصَديدِ تَمَزُّقا
الفرزدق
الحمدان
02-25-2024, 12:04 PM
وَكانَت أَثافي قِدرِنا رَأسَ بَعلِها
وَعَمَّيهِ في أَيدٍ سَقَطنَ وَأَسوُقِ
أَلَم تَرَ أَنّا بِالمَشاعِرِ يُهتَدى
بِنا وَلَنا مَجدُ الفَخورِ المُصَدَّقِ
أَبي مُضَرٌ مِنهُ الرَسولُ الَّذي هَدى
بِهِ اللَهُ مَن صَلّى بِغَربٍ وَمَشرِقِ
إِذا خِندِفٌ بِالأَبطَحَينِ تَغَطرَفَت
وَرائي وَقَيسٌ ذَيَّلَت بِالمُشَرِّقِ
فَما أَحَدٌ إِلّا يَرانا أَمامَهُ
وَأَربابَهُ مَن فَوقِهِ حينَ نَلتَقي
وَمَن يَلقَ بَحرَينا إِذا ما تَناطَحا
بِخِندِفَ أَو قَيسِ اِبنِ عَيلانَ يَغرَقِ
هُما جَبَلا اللَهِ اللَذانِ ذُراهُما
مَعَ النَجمِ في أَعلى السَماءِ المُحَلِّقِ
فَتَحنا بِإِذنِ اللَهُ كُلَّ مَدينَةٍ
مِنَ الهِندِ أَو بابٍ مِنَ الرومِ مُغلَقِ
الفرزدق
الحمدان
02-25-2024, 12:05 PM
نَحنُ أَرَينا الباهِلِيَّةَ ما شَفَت
بِهِ نَفسَها مِن رَأسِ ثَأرٍ مُعَلَّقِ
حَمَلنا إِلَيها مِن مُعاوِيَةَ الَّتي
هِيَ الأُمُّ تَغشى كُلَّ فَرخِ مُنَقنِقِ
وَنَحنُ أَزَحنا عَن خُوَيلَةِ جَحدَرٍ
شَجاً كانَ مِنها في مَكانِ المُخَنَّقِ
وَكانَت إِذا اِبنا مِسمَعٍ ذُكِرا لَها
جَرَت دُفَعٌ مِن دَمعِها المُتَرَقرِقِ
فَساغَ لَها بُردَ الشَبابِ وَلَم يَكُن
يَسوغُ لَها في صَدرِها المُتَحَرِّقِ
أَتَتها وَلا تَمشي ثَمانونَ لِحيَةً
جَماجِمُها مِن مُختَلىً وَمُفَلَّقِ
فَكائِن بِقَندابيلَ مِن جَسَدٍ لَهُم
وَبِالعَقرِ مِن رَأسٍ يُدَهدى وَمِرفَقِ
يُدَهدى مِنَ الحِصنِ الَّذي سَرِعوا بِهِ
إِلى الأَرضِ شَتّى مِن قَتيلٍ وَمُرهَقِ
فَما مِن بَلاءٍ أَو وَفاءٍ سِوى الَّتي
فَعَلنا بِقَندابيلَ إِذ نَحنُ نَرتَقي
إِلَيهِم وَهُم في سورِها بِسُيوفِنا
وَعَسّالَةٍ يَخرِقنَهُم كُلَّ مَخرَقِ
فَإِن يَكُ قَتلٌ بِاِبنِ أَرطاةَ شافِياً
وَمُرقِئَ عَينٍ دَمعُها ذو تَرَقرُقِ
فَلَم يُبقِ مِن آلِ المُهَلَّبِ ضَربُنا
بِكُلِّ يَمانٍ ذي حُسامٍ وَرَونَقِ
لَهُم غَيرَ أَنواحٍ قِيامٍ نِسائُها
إِلى جَنبِ أَجسادٍ عُراةٍ وَدَردَقِ
وَذاتِ حَليلٍ أَنكَحَتها رِماحُنا
حَلالاً لِمَن يَبني بِها لَم تُطَلَّقِ
الفرزدق
الحمدان
02-25-2024, 12:05 PM
لَعَمري لَقَد قادَ اِبنُ أَحوَزَ قَودَةً
بِها ذَلَّ لِلإِسلامِ كُلُّ طَريقِ
ثَنَيتَ ذُكورَ الخَيلِ مِن أَهلِ واسِطٍ
وَكُلَّ مُفَدّاةِ الرِهانِ سَبوقِ
حَوافِيَ يُحذَينَ الحَديدَ كَأَنَّها
إِذا صَرَّخَ الداعي كِلابُ سَلوقِ
جَعَلنا بِقِندابيلَ بَينَ رُؤوسِهِم
وَأَجسادِهِم شَهباءَ ذاتَ خُروقِ
بِكُلِّ مُضيءٍ كَالهِلالِ وَفَخمَةٍ
لَها غَبيَةٌ مِن عارِضٍ وَبُروقِ
وَشَهباءَ قادَتها صَناديدُ فِتنَةٌ
نَطَحنا فَأَمسَت غَيرَ ذاتِ فُتوقِ
الفرزدق
الحمدان
02-25-2024, 12:06 PM
فَسيري فَأُمّي أَرضَ قَومِكِ إِنَّني
أَرى حُقبَةً خَوقاءَ جَمّاً فُثوقُها
وَأَثني عَلى سَعدٍ بِما هِيَ أَهلُهُ
وَخَيرُ أَحاديثِ الغَريبِ صَدوقُها
عِظامُ المَقاري يَأمَنُ الجارُ فَجعَها
إِذا ما الثُرَيّا أَخلَفَتها بُروقُها
خَلا أَنَّ أَعرافَ الكَوادِنِ مِنقَراً
قَبيلَةُ سوءٍ بارَ في الناسَ سوقُها
تَحَمَّلَ باني مِنقِرٍ عَن مُقاعِسٍ
مِنَ اللُؤمِ أَعباءً ثِقالاً وَسوقُها
إِوَزَّى بِها لا يَأطِرُ الحَملُ مَتنَهُ
وَيَعجِزُ عَن حَملِ العُلا لا يُطيقُها
أَلَم تَعلَموا يا آلَ طَوعَةَ إِنَّما
يَهيجُ جَليلاتِ الأُمورِ دَقيقُها
تَنابِلَةٌ سودُ الوُجوهِ كَأَنَّهُم
حَميرُ بَني غَيلانَ إِذ ثارَ صيقُها
الفرزدق
الحمدان
02-25-2024, 12:06 PM
عَلى مَن وَراءَ الرَدمِ لَو دُكَّ عَنهُمُ
لَماجوا كَما ماجَ الجَرادَ وَطَوَّفوا
فَهُم يَعدِلونَ الأَرضَ لَولاهُمُ اِستَوَت
عَلى الناسِ أَو كادَت تَسيرُ فَتُنسَفُ
وَلَو أَنَّ سَعداً أَقبَلَت مِن بِلادِها
لَجاءَت بِيَبرينَ اللَيالي تَزَحَّفُ
الفرزدق
الحمدان
02-25-2024, 12:07 PM
وَمِنّا الَّذي لا يَنطِقُ الناسُ عِندَهُ
وَلَكِن هُوَ المُستَأذَنُ المُتَنَصَّفُ
تَراهُم قُعوداً حَولَهُ وَعُيونُهُم
مُكَسَّرَةٌ أَبصارُها ما تَصَرَّفُ
وَبَيتانِ بَيتُ اللَهِ نَحنُ وَلاتُهُ
وَبَيتٌ بِأَعلى إيلِياءَ مُشَرَّفُ
لَنا حَيثُ آفاقِ البَرِيَّةِ تَلتَقي
عَديدُ الحَصى وَالقَسوَرِيُّ المُخَندِفُ
إِذا هَبَطَ الناسُ المُحَصَّبَ مِن مِنىً
عَشِيَّةَ يَومِ النَحرِ مِن حَيثُ عُرِّفوا
تَرى الناسَ ما سِرنا يَسيرونَ خَلفَنا
وَإِن نَحنُ أَومَأنا إِلى الناسِ وَقَّفوا
أُلوفُ أُلوفٍ مِن دُروعٍ وَمِن قَناً
وَخَيلٌ كَرَيعانِ الجَرادِ وَحَرشَفُ
وَإِن نَكَثوا يَوماً ضَرَبنا رِقابَهُم
عَلى الدينِ حَتّى يُقبِلَ المُتَأَلَّفُ
فَإِنَّكَ إِذ تَسعى لِتُدرِكَ دارِماً
لَأَنتَ المُعَنّى يا جَريرُ المُكَلَّفُ
أَتَطلُبُ مِن عِندَ النُجومِ وَفَوقَها
بِرِبقٍ وَعَيرٍ ظَهرُهُ مُتَقَرِّفُ
أَبى لِجَريرٍ رَهطُ سوءٍ أَذِلَّةٌ
وَعِرضٌ لَئيمٌ لِلمَخازي مُوَقَّفُ
إِذا ما اِحتَبَت لي دارِمٌ عِندَ غايَةٍ
جَرَيتَ إِلَيها جَريَ مَن يَتَغَطرَفُ
كِلانا لَنا قَومٌ لَنا يُحلِبونَهُ
بِأَحسابِهِم حَتّى يَرى مَن يُخَلَّفُ
إِلى أَمَدٍ حَتّى يُزايِلَ بَينَهُم
وَيوجِعُ مِنّا النَخسُ مَن هُوَ مُقرِفُ
عَطَفتُ عَلَيكَ الحَربَ إِنّي إِذا وَنى
أَخو الحَربِ كَرّارٌ عَلى القِرنُ مُعطِفُ
تُبَكّي عَلى سَعدٍ وَسَعدٌ مُقيمَةٌ
بِيَبرينَ مِنهُم مَن يَزيدُ وَيُضعِفُ
الفرزدق
الحمدان
02-25-2024, 12:09 PM
من جرَّب الكيّ لا ينسى مواجعه
ومن رأى السُّم لا يشقى كمن شربا
حبلُ الفجيعةِ مُلتَـفٌّ على عُنقي
من ذا يعاتب مشنوقًا إذا اضطربا
الحمدان
02-25-2024, 12:10 PM
تركناهُم فما عادوا
و عُدنا مثلما كنّا
طوينا ليلنا سهَرًا
نُداوي الهمّ و الغمّا
رجعنا بعدَما ابتعدوا
كأنّا لم نكُن منّا
بحثنا عنهُمُ دهرًا
فضَاع العُمر إذْ ضِعنا
سعَينا في تراضِيهم
فمَا لانوا و ما لِنّا
حنينُ القلب يسألهم
أما اشتقتم كما اشتقنا ؟
الحمدان
02-25-2024, 12:12 PM
أخاف وراء القبر إن لم يُعافني
أشدّ من القبر التهابا وأضيقا
إذا قادني يوم القيامة قائدٌ
عنيفٌ وسواقٌ يسوق الفرزدقا
لقد خاب من أولاد آدم من مشى
إلى النار مَغلولَ القلادة موثقا
إذا شربوا فيها الحميم رأيتهم
يذبون من حرّ الحميم تمزُّقا
الفرزدق
الحمدان
02-25-2024, 12:13 PM
قال إسحاق: دخلت على الفضل فقال لي: يا إسحاق، كثر والله شيبك! فقلتُ: أنا وذاك
أصلحك الله كما قال أخو ثقيف:
الشيبُ إن يظهر فإنَّ وراءهُ
عُمرًا يكون خِلالهُ متنفسُ
لم ينتقِص مني المشيبُ قُلامةً
ولنحنُ حِين بدا ألبُّ وأكيسُ
فقال: هاتِ يا غُلام دواةً وقرطاسًا، أكتبهما
لي لأتسلَّى بهما
الحمدان
02-25-2024, 05:50 PM
تَأتي الدَلالَ سَجِيَّةً وَتَصَنُّعاً
وَأَراكَ في حالَي دَلالِكَ مُبدِعا
تِه كَيفَ شِئتَ فَما الجَمالُ بِحاكِمٍ
حَتّى يُطاعَ عَلى الدَلالِ وَيُسمَعا
لَكَ أَن يُرَوِّعَكَ الوُشاةُ مِنَ الهَوى
وَعَلَيَّ أَن أَهوى الغَزالَ مُرَوَّعا
قالوا لَقَد سَمِعَ الغَزالُ لِمَن وَشى
وَأَقولُ ما سَمِعَ الغَزالُ وَلا وَعى
أَنا مَن يُحِبُّكَ في نِفارِكَ مُؤنِساً
وَيُحِبُّ تيهَكَ في نِفارِكَ مَطمَعا
قَدَّمتُ بَينَ يَدَيَّ أَيّامَ الهَوى
وَجَعَلتُها أَمَلاً عَلَيكَ مُضَيَّعا
وَصَدَقتُ في حُبّي فَلَستُ مُبالِياً
أَن أُمنَحَ الدُنيا بِهِ أَو أُمنَعا
يا مَن جَرى مِن مُقلَتَيهِ إِلى الهَوى
صِرفاً وَدارَ بِوَجنَتَيهِ مُشعشَعا
اللَهَ في كَبِدٍ سَقَيتَ بِأَربَعٍ
لَو صَبَّحوا رَضوى بِها لَتَصَدَّعا
أحمد شوقي
الحمدان
02-25-2024, 05:51 PM
رُدَّتِ الروحُ عَلى المُضنى مَعَك
أَحسَنُ الأَيّامِ يَومٌ أَرجَعَك
مَرَّ مِن بُعدِكَ ما رَوَّعَني
أَتُرى يا حُلوُ بُعدي رَوَّعَك
كَم شَكَوتُ البَينَ بِاللَيلِ إِلى
مَطلَعِ الفَجرِ عَسى أَن يُطلِعَك
وَبَعَثتُ الشَوقَ في ريحِ الصَبا
فَشَكا الحُرقَةَ مِمّا اِستَودَعَك
يا نَعيمي وَعَذابي في الهَوى
بِعَذولي في الهَوى ما جَمَعَك
أَنتَ روحي ظَلَمَ الواشي الَّذي
زَعَمَ القَلبَ سَلا أَو ضَيَّعَك
مَوقِعي عِندَكَ لا أَعلَمُه
آهِ لَو تَعلَمُ عِندي مَوقِعَك
أَرجَفوا أَنَّكَ شاكٍ موجَعٌ
لَيتَ لي فَوقَ الضَنا ما أَوجَعَك
نامَتِ الأَعيُنُ إِلّا مُقلَةً
تَسكُبُ الدَمعَ وَتَرعى مَضجَعَك
أحمد شوقي
الحمدان
02-25-2024, 05:52 PM
عَلَّموهُ كَيفَ يَجفو فَجَفا
ظالِمٌ لاقَيتُ مِنهُ ما كَفى
مُسرِفٌ في هَجرِهِ ما يَنتَهي
أَتُراهُم عَلَّموهُ السَرَفا
جَعَلوا ذَنبي لَدَيهِ سَهَري
لَيتَ يَدري إِذ دَرى الذَنبَ عَفا
عَرَفَ الناسُ حُقوقي عِندَهُ
وَغَريمي ما دَرى ما عَرَفا
صَحَّ لي في العُمرِ مِنهُ مَوعِدٌ
ثُمَّ ما صَدَّقتُ حَتّى أَخلَفا
وَيَرى لي الصَبرَ قَلبٌ ما دَرى
أَنَّ ما كَلَّفَني ما كَلَّفا
مُستَهامٌ في هَواهُ مُدنَفٌ
يَتَرَضّى مُستَهاماً مُدنَفا
يا خَليلَيَّ صِفا لي حيلَةً
وَأَرى الحيلَةَ أَن لا تَصِفا
أَنا لَو نادَيتُهُ في ذِلَّةٍ
هِيَ ذي روحي فَخُذها ما اِحتَفى
أحمد شوقي
الحمدان
02-25-2024, 06:41 PM
ولقد رأيتُكَ في منامي ليلةً
فنَسيتُ ما قد كانَ مِن أحزانِ
وحَسِبتُ نومي في حضوركَ يقظةً
حتى أَفَقْتُ على فراقٍ ثانِ
لو كنتُ أعلمُ أن الحُلمَ يجمعُنا
لأغمضتُ طول الدهرِ أجفاني
الحمدان
02-25-2024, 06:42 PM
أَحْسِنْ بِنا الظَّنَّ إنّا فيكَ نُحْسِنُهُ
إنَّ القُلوبَ بِحُسْنِ الظَّنِّ تَنْسَجِمُ
وَالْمَسْ لَنا العُذْرَ فِي قَوْلٍ وَفِي عَمَلٍ
نَلْمَسْ لَكَ العُذْرَ إنْ زَلَّتْ بِكَ القدمُ
الحمدان
02-25-2024, 06:44 PM
هذا الزمانُ لئامُ الناسِ تعلوهُ
غِرٌّ خليعٌ ودجَّالٌ ومعتوهُ
فيه المنافقُ محبوبٌ ومعتبَرٌ
وقائلُ الحقِ بين الناسِ مكـروهُ
الحمدان
02-25-2024, 06:59 PM
يا مَن سِقامي من سِقام جُفونهِ
وسوادُ خطِّي من سواد عيونهِ
قد كنتُ لا أرضى الوصال وفوقَهُ
واليوم أقنعُ بالخيال ودُونهِ
الحمدان
02-25-2024, 06:59 PM
وقالوا دع مُراقبة الثريَّا
ونَمْ فالليل مسعودُ الجناحِ
فقلتُ وهل أفاق القلبُ حتى
أُفرِّقَ بين ليلي والصباحِ
الحمدان
02-25-2024, 07:03 PM
واتركِ الدنيا فمن عاداتِها
تخفضُ العالي وتُعليْ من سَفَلْ
كم جهولٍ وهو مثرٍ مكثرٌ
وحكيمٍ ماتَ منها بالِعللْ
كم شجاعٍ لم ينلْ منها الغِنى
وجبانٍ نالَ غاياتِ الأملْ
فاتركِ الحيلةَ فيها واتئدْ
إِنما الحيلةُ في تركِ الحيلْ
ابن الوردي
الحمدان
02-26-2024, 02:57 PM
أَخلِصْ لربِّك فيما كان مِن عملٍ
ولْيَتّفِقْ منك إسرارٌ
وإعلانُفكلُّ فكرٍ لغيرِ اللهِ وسوسةٌ
وكلُّ ذكرٍ لغيرِ اللهِ نسيانُ
بهاء الدين زهير
الحمدان
02-26-2024, 02:58 PM
أمَّاهُ لو طالَ الزَّمانُ فلَم أَزل
طِفلًا يتوقُ لضمَّةٍ وحنانِ
وَيفيضُ بي همِّي وحُضنُكِ مَلجأٌ
رحبٌ يُذيب تحشُّدَ الأحزانِ
وَرضَعتُ صبرَك مَاردًا لَا ينْثني
همدت عليه مَواجعُ الأزْمَانِ
أمَّـــاهُ: عُذرًا يَا أعزَّ حَبِيبَـةٍ
ردُّ الجَمائلِ ليس بالإمكانِ
الحمدان
02-27-2024, 12:27 AM
يُطالبني بحربٍ أو بصلحِ
بمغفرةٍ أحدثهُ ومزحِ
وينسى أنني أمرأة سأنسى
إذا ما ثرت آرائي وطرحي
سأشطب في خصامي كل فعلٍ
يُهدِّئُ ذكرهُ من روعِ جُرحي
وأعلمُ أنني سأُبيد حقلا
ولن أبكي لقمحكَ أو لقمحي
ولن أبقي قديماً أو جديدًا
فذي أشلاء معركتي وفتحي
وخير وسيلة للصدِّ غزوٌ
فلا هدفٌ سأحرزهُ بنزحي
ولا بابٌ سيغلقهُ هروبي
فلي طبعُ التشبث لا التنحي
أنا أمرأةٌ يشاطرني عنادي
حكاياتي وأحزاني وفرحي
وعندي معجمٌ للنصر أُخفي
بهِ سيفي وقرطاسي ورمحي
فهل شهد الزمان نشوب حربٍ
بماء الورد تُحسم أو بمدحِ
تعوذ يا حبيبي باسمِ ربي
وقل أخطأتُ واستسلم لربحي
فماذا لو خسرت بكلِ حربٍ
لتشري حينها قلبي و صَفحي
الحمدان
02-27-2024, 04:13 AM
عثر الزمان وما درى ماذا فعل
ولو استقال من الجناية لم يقل
قد أمر الأرجاس آل امية
وعن المناصب آل أحمد قد عزل
فطغت امي وقد ترائت انها
بالملك قد وطأت بأخمصها زحل
فدعت لبيعتها كريماً لا يرى
إلا الحضيض لها وما شمخت محل
هيهات ان ينقاد من سن الغبا
لامية خوف المنون ويستذل
قسماً بمنصبه السني وانه
قسم عظيم لو يشأ حربا أذل
فتطلبت قتل ابن طه ضلةً
بالاغتيال ولو ببطن البيت حل
لم يقطع الحج ابن فاطم رغبةً
عنه ولا خوف المنون قد ارتحل
لكنه بالارتحال وحله
الاحرام مأمورٌ من الملك الأجل
فخروجه من مكة ورحيله
للطف في مرضاة رب لم يزل
أفلا ترى جعل الوقوف بكربلا
في يوم موقفها بمشهده أجل
ليس التفاضل بين ذين محدداً
حتى يحاط بنفسه أو بالمثل
فإليه قد فرض الإله بكربلا
حجاً على كل الخطوب قد اشتمل
إحرام عمرة حجه ميقاتها
البيت الحرام وفيه أحرم إذ أحل
احرام عمرته اغتدى برد الشجى
وبدمعه حزناً على الدين اغتسل
لبى لدى الاحرام شوقاً قالا
لبيك يا قيوم يا من لم يزل
ونوى بها مرضاة خلاق الورى
متحملا في الله ما لم يحتمل
وغدا يطوف طوافها في صحبه
في مهمةٍ من بعد آخر في وجل
وسعى لها بنهوضه في آله
يسعى لاعلان الرشاد على عجل
وقد اغتدى تقصير عمرته التي
لم تعتمر من قبل تقصير الأجل
وعقيبها قد حج حج تمتع
في كربلا بالنائبات وما فصل
وقد اغتدى احرامه في نسج ما
حال الرضا من كل خطب قد نزل
وبه على النفس العزيزة حرم
اللذات وجداً للرشاد وما أحل
ووقوفه في الطف عن عرفاتها
بوقوفه بين الأسنة والأسل
وعن الدعاء لدى الوقوف بها غدا
يدعو إلى نهج الهدى من عنه ضل
ولدى المبيت بمشعر الطف انطوى
منه الضمير على الوفاء بما يذل
نحر الضلال بنحر أكرم فتيةٍ
إذ بان أهدى الفرقتين من الأضل
جمرات نار الحرب من حرب رمى
بعصابةٍ قد اطفأت منها الشعل
وطوافه للحج لما طاف في
تلك العراص على الجسوم على مهل
وعن الدعاء لدى الطواف بهم دعا
قوموا أهل ترضون حراتي تذل
تخذ المصلى في صلاة طوافه
ظهر الجواد عن المقام إذا حمل
مستقبلا في كل حال وجهةً
إذ وجهه فيها لوجه الله جل
وسعى وقد ملك الفرات لخدره
إض صيح قد هتكوا الخباء على وجل
وعلى النسا للذب طاف طوافها
حتى اسيلت نفسه فوق الأسل
وبقطع حبل وريده إحلاله
وعن انتضا الإحرام سلبهم الحلل
وقد اكتسى حللا تطرز بالدما
من عثير نسج النسيم على عجل
وثلاثةً بالطف عن وادي منى
امسى على الرمضا عفيراً ما استظل
والنفر منه قد اغتدى في نفره
رأساً ومنه الجسم في الرمضاء ظلال
الجشي
الحمدان
02-27-2024, 03:11 PM
قل للذي بصروفِ الدّهرِ عيّرنا
هل عاندَ الدّهرُ إلاّ من له خطرُ
أمَا ترى البحرَ تعلو فوقه جيفٌ
وتستقـرُ بأقـصى قـاعـهِ الـدّررُ
وفي السّماءِ نجومٌ لا عدادَ لها
وليسَ يَكسفُ إلاّ الشّمسُ والقمرُ
الحمدان
02-27-2024, 03:13 PM
وإذا الكلابُ عَوَتْ علـــيكَ فدارِها
بِلُقَيْمَةٍ تُمسِ الكلابُ صِحَابا
تلقي التحــــيةَ إن مررتَ حفاوةً
وإذا رأتكَ تُحَـرِّكُ الأذنابا
لكنَّ من زَجَرَ الكلابَ معاديًا
نَبَحَتْ عليه وكشَّرَتْ أنيابا
دارِ السفيهَ بمِنْحةٍ وتجاهلٍ
بعضُ التجاهلِ قد يكونُ صوابا
الحمدان
02-27-2024, 03:15 PM
تَأَمَّل فِي الحَيَاةِ تَرَى أُمُورَاً
سَتَعجَبُ إِن بَدَى لَكَ كَيفَ كَانَت
فَكَم مِن كُربَةٍ أَبكَت عُيُونَاً
فَهَوَّنَهَا الكَرِيمُ لَنَا فَهَانَت
وَكَم مِن حَاجَةٍ كَانَت سَرَابَاً
أَرَادَ اللهُ لُقيَاهَا فَحَانَت
وَكَم ذُقنَا المَرَارَةَ مِن ظُرُوفٍ
بِرَغمِ قَسَاوَةِ الأَيَّامِ لَانَت
هِيَ الدُّنيَا لَنَا فِيهَا شُؤونٌ
فَإِن زَيَّنتَهَا بِالصَّبرِ زَانَت
الحمدان
02-28-2024, 03:31 PM
عَجَبَاً لِمَنْ ضَبَطَ الجِهَازَ وَوَقَّتَه
لِدَوَامِهِ وَالفَجْرَ عَمْدَاً فَوَّتَه
مَسْكِينُ أَمْسَكَ حَبْلَ لُقْمَةِ عَيشِهِ
لَكِنَّ حَبْلَ نَجَاتِهِ قَدُ أَفْلَتَه
أَوَ مَا دَرَى أَنَّ الذي عَنْ فَرْضِهِ
يَسْهُو فَإنَّ اللهَ يَمْحَقُ سِلْعَتَه
لَو ذَاقَ طَعْمَ حُضُورِهَا فِي مَسْجِدٍ
مَا فَضَّل النَّومَ الهَنِيَّ وَلَذَّتَه
فِي فَضْلِهَا وَوُجُوبِهَا وَالأَجْرُ كَمْ
جَاءَتْ أحَادِيثٌ صِحَاحٌ مُثْبَتَة
وَاللهِ رَبِّ العَرْشِ إنَّ حَيَاتَنَا
مِنْ غَيرِهَا مَشْهُودَةً لَمُشَتَّتَة
الحمدان
02-28-2024, 03:35 PM
هُنا بمكة آي الله قـد نزلَتْ
هُنا تربىظ° رسـول الله خيرُ نبي
هنـا الصحابـة عاشوا يصنعون لنا
مجدًا فريدًا علىظ° الأيام لم يشِبِ
الحمدان
02-28-2024, 03:35 PM
رمضَان أقبِل إن جرحي نازف
فَلَعل برء الجُرح في رمضَانِ
ولعله يَشفِي الجِراحَ صِيَامه
وقــيَـامُـهُ وتــلاوةُ الـقُـرآنِ
الحمدان
02-28-2024, 03:36 PM
وهل للرُّوح سلوانٌ
إذا بالشَّوقِ تعتصرُ
إذا بات الحنينُ بها
تبيتُ اليومَ تنتظرُ
زيارةَ بيتِ خالقها
تطوفُ البيت تعتمرُ
فهذه حاجتي ربِّي
فؤادي مسَّهُ الضَّررُ
فيسِّر لي المجيءَ لها
وقُل للُّطف ينهمرُ
الحمدان
02-28-2024, 04:45 PM
اجمل ما قيل في عزة النفس قول :
بهاء الدين زهير
إذا سألت فَسَل من فيهِ مَكرُمةٌ
لا تَطلب الماءَ إلا مِن مَجاريه.
الجرجاني
إذا قيل: هذا مَوْرِدٌ، قُلتُ: قدْ أرى
وَلكنَّ نفسَ الحُرِّ تَحْتَمِلُ الظَّما.
ابو عبدالله الجهني
واللهِ لو نهرٌ بِبابِكَ فائِضٌ
لأموتٌ مِن عطَشٍ ولا أتسوَّلٌ
الحمدان
02-28-2024, 04:46 PM
أحبك مدمنا وجهي وطيفي
أحبك جالسا بيني وبيني
أحبك قهوة شربتْ هوانا
وكان الشاهدُ المشهود بُني
أحبك قبلة لا ثلج فيها
حريقُ الروح عنها لا تسلني
عليك الحب يا ربّ انفعالي
وسرَّ شقاوتي وأمير حسني
عليك الشعر يا وجع القوافي
وبلسمَ آهة بفم المغني
الحمدان
02-28-2024, 04:47 PM
دخلت فتاة مراهقة على الشاعر نزار قباني وقالت له إنها تعشقه
فأجابها:
إكبري عشرين عاماً ثم عودي
إن هذا الحب لا يرضي ضميري.
نحن عصران.. فلا تستعجلي
القفز، يا زنبقتي، فوق العصور.
أنت في أول سطر في الهوى
وأنا أصبحت في السطر الأخير
الحمدان
02-28-2024, 04:56 PM
تَمَنّى رِجالٌ أَن أَموتَ وَإِن أَمُت
فَتِلكَ سَبيلٌ لَستُ فيها بِأَوحَدِ
وَما مَوتُ مَن قَد ماتَ قَبلي بِضائِري
وَلا عَيشُ مَن قَد عاشَ بَعدي بِمُخلِدي
لَعَلَّ الَّذي يَرجو فَنائي وَيَدَّعي
بِهِ قَبلَ مَوتي أَن يَكونَ هُوَ الرَدي
الشافعي
الحمدان
02-28-2024, 04:56 PM
لَيتَ الكِلابَ لَنا كانَت مُجاوِرَةً
وَلَيتَنا لا نَرى مِمّا نَرى أَحَدا
إِنَّ الكِلابَ لَتَهدي في مَواطِنِها
وَالخَلقُ لَيسَ بِهادٍ شَرُّهُم أَبَدا
فَاِهرُب بِنَفسِكَ وَاِستَأنِس بِوِحدَتِها
تَبقى سَعيداً إِذا ما كُنتَ مُنفَرِدا
الحمدان
02-28-2024, 05:03 PM
وَجهٌ عَليهِ مِنَ الحَيَاءِ سَكِينَةٌ
وَمَحبَّةٌ تَجرِي مَعَ الَأنفَاسِ
وَإذَا أَحَبَّ اللهُ يَومًا عَبدَهُ
أَلقَى عَليهِ مَحَبَّةً في النَّاسِ
الحمدان
02-28-2024, 05:04 PM
إِني أُطيلُ حديثنا إذ يبْتدِي
وأنا بِطَبعي لا أطيلُ كلامِي
خيرُ الكلام أقلُّه في مذهَبي
إلا حديثُكَ ملجَئي وسَلامِي
الحمدان
02-28-2024, 05:04 PM
مهما تغيبُ عن العيونِ وتقبلُ
أنتَ الذي في القلبِ لا تتبدّلُ
كلّ الذين أحبّهم في كفّةٍ
والكفّةُ الأخرى بحبّكَ تثقلُ
الحمدان
02-28-2024, 05:05 PM
وَأَحسَنُ مِنكَ لَم تَرَ قَطُّ عَيني
وَأَجمَلُ مِنكَ لَم تَلِدِ النِساءُ
خُلِقتَ مُبَرَّءً مِن كُلِّ عَيبٍ
كَأَنَّكَ قَد خُلِقتَ كَما تَشاءُ
الحمدان
02-28-2024, 05:37 PM
تكلمْ وسدِّدْ ما استطعتَ فإنّما
كَلاَمُكَ حَيٌّ والسُّكوتُ جَمَادُ
فإن لم تجد قولًا سَديدًا تقولُهُ
فَصَمْتُكَ عن غير السَّدادِ سَدَادُ
الحمدان
02-28-2024, 05:37 PM
واتركِ الدنيا فمن عاداتِها
تخفضُ العالي وتُعليْ من سَفَلْ
كم شجاعٍ لم ينلْ منها المنى
وجبانٍ نالَ غاياتِ الأملْ
ابن الوردي
الحمدان
02-28-2024, 05:38 PM
لم يثنِ عنك الردى يا قلبي الحذرُ
هذا الذي لم تزل يا قلبُ تنتظِرُ
هو الفِراقُ وآهٍ بالفراقِ فلا
تقل إذا حلَّ إني سوفَ أصطبرُ
يا نومُ ودّع جفوناً كنتَ تألفُها
فليسَ بعدكَ إلا الدمعُ والسهَرُ
يا قلب إن كنت للمكروه متصلاً
فكلُّ هذا جناهُ السمعُ والبصرُ
الحمدان
02-28-2024, 05:39 PM
وَنهرُبُ للخَيَال إذَا ابتَعَدنَا
عَنِ الأحبِابِ والأشْوَاق نَارَا
وَيَقتُلُنَا الحَنِينُ بِجنْحِ ليلٍ
إذَا مَا شَوقنَا باللَيلِ ثَارَا
وَتَنهَمرُ الدُّموعُ لِفَقدِ خِلٍّ
ودَمعُ الفَقدِ شَوقًا وانكِسَارَا
ومَا لِلقَلبِ مِنْ طِبٍّ يَقِيهِ
إذا مَا البِينُ مَزَّقَهُ وَجَارَا
فَكَيفَ لَنَا نَعِيشُ ونَحنُ نَدرِي
حَيَاةُ القَلبِ بَعدَهُمُ دَمَارَا
فَيَا رَبَّاهُ وَحدَكَ مَنْ يُدَاوِي
وَجُرحَ القَلبِ تَملَؤهُ ازدِهَارا
الحمدان
02-28-2024, 05:40 PM
إني لأفرح بالعزيز إذا سأل
ويسر قلبي إن تواصل أو وصل
ويزيد أُنسي إن سمعت حديثه
كالدر يجري إن تتابعت الجمل
وأظل أذكر رائعات حروفه
مهما تفارقنا وطال بنا الأجل
هذي أحاديث المحبة بيننا
ويخونني التعبير في باقي الجمل
فإذا قصرت فسامحوني أحبتي
إني معرض للمشاغل و الزلل
فلتذكروني بالدعاء فحبكم
أودعته بين الحنايا والمقل
الحمدان
02-28-2024, 05:41 PM
ما وَقعت عيني على منظرٍ
كوجهِه حُسناً ولا قدِّهِ
مَن ينسبُ الخمرُ إلى طرفهِ
وتَنتمي السوقُ إلى خدِّهِ
قدرةُ عينيهِ على مهجتي
كقدرةِ المولى على عبدهِ
وحسنه ما كان من قبله
حسن ولا يحسن مِن بعدهِ
الحمدان
02-28-2024, 05:43 PM
غزاني بنبلٍ والهوى يتجدد
وجسمي بما فيه من السقمِ يشهدُ
وما زلتُ أطغي الدمع أحسب أنه
سيطفئُ ناراً في الحشا تتوقدُ
ولم أدرِ أن القلب والعين والحشا
سواءٌ وأنّ الدمع حزنٌ مصعدُ
فأصبحت لا أرجو السلو ولا أرى
دموعي حتى ينفدَ العمرَ منفدُ
الحمدان
02-28-2024, 05:44 PM
عيناكَ قافيَةٌ يَحِنُّ لَها قَصيدي
يا آخرَ الأسفارِ في عَهْدي الجَديدِ
ما زِلتُ في رئـَةِ الظلّام مسبّحتًا
أستغفر الأشواقَ مِنْ عِشْقٍ تليدِ
وعلى فِراشِ الشّعْرِ أُسنِدُ خافِقـًا
يشكو إليك الشّوقَ في نَزعٍ شديدِ
لما ذكرتُكَ وهْوَ يَشكو لي الهوى
أنشبتُ ظُفرَ الشّعرِ في حَبْل الوري
الحمدان
02-28-2024, 05:44 PM
يا قلبُ قلْ : منْ بالهوى أفتاك َ
ومن الذي بالحبِّ قدْ أغراكا ؟!
أوردتني سُبُلَ الردى وتركتني
في لوعةٍ منْ ذا الهوى رُحْمَاكا
لولاكَ مـا عشتُ الحياةَ مسهدا
لـولاكَ مـا ذقـتُ الأسى لـولاكــا
إنَّ الـذي ملَّـكْـتـهـ مـِنْ أمـرنـا
باتْ يكنُّ لـنـا أسى وهـلاكـا
الحمدان
02-28-2024, 05:49 PM
أغصُ بالحرف شوقاً حين اذكرهُ
وأكتفي بلقاءٍ في خيالاتي
وما تمنيت شيئاً مثل رُؤيتهِ
حلماً أُحقق فيه كل غاياتي
أضمُ روحي لصدري بعد غربتهِ
واستلذُ بحضن الذات للذاتِ
لعل نبض فؤادي بين أضلعهِ
يبوح إنْ قصرتْ في البوح أبياتي
الحمدان
02-28-2024, 06:00 PM
امٌّ يكيـد لهـا مـن نسلهـا العقـب
ولا نقيصـةُ إلا مـا جنـى النسـبُ
كانت لهم سببـاً فـي كـل مكرمـة
وهـم لنكبتهـا مـن دهرهـا سبـب
لاعيب في العرب العرباء إن نطقـوا
بيـن الأعاجـم إلا أنهـم عــرب
والطير تصدح شتـى كالأنـام ومـا
عند الغراب يزكى البلبـل الطـرب
أتى عليهـا طـوال الدهـر ناصعـة
كطلعة الشمس لم تعلق بهـا الريـب
ثم استفاضـت ديـاج فـي جوانبهـا
كالبدر قد طمست من نوره السحـب
ثم استضاءت فقالـوا الفجـر يعقبـه
صبح فكـان ولكـن فجرهـا كـذب
ثم اختفت وعليهـا الشمـس شاهـدة
كأنهـا جمـرة فـي الجـو تلتهـب
سلوا الكواكـب كـم جيـل تداولهـا
و لـم تـزل نيّـراتٍ هـذه الشهـب
وسائلوا الناس كم في الأرض من لغة
قديمة جددت مـن زهوهـا الحقـب
ونحن في عجب يلهـو الزمـان بنـا
لم نعتبـر ولبئـس الشيمـة العجـب
إن الأمور لمـن قـد بـات يطلبهـا
فكيـف تبقـى إذا طلابهـا ذهـبـوا
كان الزمـان لهـا و اللسـنُ جامعـة
فقـد غدونـا لـه و الأمـر ينقلـب
وكـان مـن قبلنـا يرجوننـا خلفـاً
فاليوم لو نظروا مـن بعدهـم ندبـوا
أنتـرك الغـرب يلهينـا بزخـرفـه
و مشرق الشمـس يبكينـا و ينتحـب
و عندنـا نهـر عــذب لشـاربـه
فكيف نتركه فـي البحـر ينسـرب
وأيمـا لغـة تنسـي امـرأً لـغـةً
فإنهـا نكبـةٌ مـن فيـهِ تنسـكـب
لكم بكى القول في ظل القصور على
أيـامِ كانـت خيـام البيـد و الطنـب
والشمـس تلفحـه والريـح تنفحـه
و الظـل يعـوذه المـاء والعـشـب
أرى نفوس الـورى شتـى و قيمتهـا
عنـدي تأثّرهـا لا العـزّ و الطلـب
ألم تر الحطب استعلى فصار لظـىً
لمّا تأثر من مـس اللظـى الحطـب
فهل نضيع مـا أبقـى الزمـان لنـا
و ننفض الكف لا مجـدٌ و لا حسـب
إنا إذاً سبّـة فـي الشـرق فاضحـةٌ
و الشـرق وإن كنـا بــه خــرب
هيهات ينفعنـا هـذا الصيـاح فمـا
يجدي الجبان إذا روّعتـه الصخَـب
ومن يكن عاجـزاً عـن دفـع نائبـة
فقصـر ذلـك أن تلقـاه يحتـسـب
إذا اللغـات ازدهـت فقـد ضمنـت
للعـرب أي فخـارٍ بينهـا الكـتـب
وفي المعادنِ مـا تمضـي برونفـه
يد الصدا غير ان لا يصـدأ الذهـب
مصطفى صادق الرافعي
الحمدان
02-28-2024, 06:03 PM
إلهي قد أتيتك بانكساري
ومالي حيلة إلا رجائي
إلهي أنت تعلم ما أعاني
فمُنَّ بنفحة فيها دوائي
إلهي أنت مقصودي وذخري
وجودُك سيِّدي يمحو شقائي
وقفت ببابِك الأعلى ذليلًا
وحاشا أن أرد بلا عطاء
إلهي إنني عبد فقير
فحقق بغيتي واكشف بلائي
إلهي أنت تعطي من تشاء
بمحض الفضل منك بلا عناء
إلهي لا تعاملني بفعلي
وعاملني بجودك والسَّخاء
الحمدان
03-01-2024, 01:12 AM
أحبُّك في القنوط وفي التمنِّي
كأني منك صرت وأنت منِّي
أحبُّك فوق ما وسعت ضلوعي
وفوقَ مدى يدي وبلوغ ظنِّي
الحمدان
03-01-2024, 02:02 AM
لَيسَ البَلِيَّةُ في أَيّامِنا عَجَباً
بَلِ السَلامَةُ فيها أَعجَبُ العَجَبِ
لَيسَ الجَمالُ بِأَثوابٍ تُزَيِّنُنا
إِنَّ الجَمالَ جَمالُ العَقلِ وَالأَدَبِ
لَيسَ اليَتيمُ الَّذي قَد ماتَ والِدُهُ
إِنَّ اليَتيمَ يَتيمُ العِلمِ وَالأَدَبِ
الحمدان
03-01-2024, 02:03 AM
كُن اِبنَ مَن شِئتَ واِكتَسِب أَدَباً
يُغنيكَ مَحمُودُهُ عَنِ النَسَبِ
فَلَيسَ يُغني الحَسيبُ نِسبَتَهُ
بِلا لِسانٍ لَهُ وَلا أَدَبِ
إِنَّ الفَتى مَن يُقولُ ها أَنا ذا
لَيسَ الفَتى مَن يُقولُ كانَ أَبي
الحمدان
03-01-2024, 02:04 AM
أَيُّها الفاجِرُ جَهلاً بِالنَسَب
إِنَّما الناسُ لِأُمٍّ وَلِأَب
هَل تراهُم خُلِقوا مَن فِضَّةٍ
أَم حَديدٍ أَم نُحاسٍ أَم ذَهَب
بَل تَراهُم خُلِقوا مِن طينَةٍ
هَل سِوى لَحمٍ وَعَظمٍ وَعَصَب
إِنَّما الفَخرُ لِعَقلٍ ثابِتٍ
وَحياءٍ وَعَفافٍ وَأَدَب
علي بن أبي طالب
الحمدان
03-01-2024, 02:04 AM
إِنِّي أَقُوْلُ لِنَفْسِيُ وَهْيَ ضَيِّقة
ٌ وقدْ أناخَ عليها الدهر بالعجبِ
صبراً على شدة الأيام إنَّ لها
عُقْبَى وَمَا الصَّبْرُ إلاَّ عِنْدَ ذِي الحَسَبِ
سيفتح الله عن قرب بنافعة
ٍ فِيْها لِمِثْلِكَ رَاحَاتٌ مِنَ التَّعَبِ
علي بن أبي طالب
الحمدان
03-02-2024, 03:54 AM
وهل للرُّوح سلوانٌ
إذا بالشَّوقِ تعتصرُ
إذا بات الحنينُ بها
تبيتُ اليومَ تنتظرُ
زيارةَ بيتِ خالقها
تطوفُ البيت تعتمرُ
فهذه حاجتي ربِّي
فؤادي مسَّهُ الضَّررُ
فيسِّر لي المجيءَ لها
وقُل للُّطف ينهمرُ
الحمدان
03-02-2024, 09:58 PM
عيناكِ نهرٌ والجفونُ ضفافٌ
وأنا المتيّمُ و الهوى أصنافُ
يغفو البنفسجُ في كوى أحداقِها
وعلى الضّفافِ يعرّشُ الصفصافُ
وأنا المحاصرُ من عساكرِ رمشِها
أنّى اتجهتُ تردّني الأطيافُ
كيف الهروبُ وليس ليْ مِنْ مخرجٍ
في كل زاوية بها سيّاف
ابحرت في عينيك دون درايةٍ
كيف العبورُ وخانني المجدافُ
فتتيهُ في عُرضِ المياهِ مراكبي
ضاقتْ بي الأعماق والأطرافُ
وتسير خلفي ذكرياتي عنوةً
أودى بها التجوالُ والتطوافُ
قد هدّني الإبحار دون نتيجةٍ
خارتْ قوايَ وكلّت الأكتافُ
ووقفت فوقَ الماءِ أندبُ خيبتي
فمتى يجيء العدلُ والإنصافُ
الحمدان
03-02-2024, 10:01 PM
أسكنته في العين حين عشقتُه
وحضنته بالرمشِ والأجفـــانِ...
وفتحتُ قلبي كي يكونَ سريرَه
لمّا أتاني عاشقــــا يهوانــــي..!
أرويه كاسات الهيام ، ليرتوي
وأضمـه بالحب و التحنــــان...
مَن ذا يلومُ القلبَ في تِحنانِه..؟
من ذا يفسر نشوةَ الولهـــانِ..؟!
أطلقتُ روحي كي تذوبَ بروحِه
لنعيش في جسدٍ بكلِّ أمـــانِ..!
هو عيدُ ميلادي ، وموعدُ حبنا
منه ابتدأنا رحلة الوجـــدانِ...!
يا من تفرَّد في الوجودِ بلطفِه
أنا إنْ رحلتُ ، فحبُّه عنوانــي...
أحيا ، لعل الوصل يجمعُ شملنا
يا نبضَ روحي ، يا بديعَ زماني
الحمدان
03-02-2024, 10:07 PM
رمضانُ يُوشِكُ أن يَهُبَّ هَبُوبُهُ
وتَذُوبَ في نَفَحــــاتِهِ أرواحُنا
هذي نســــــائمُهُ وتلك طُيُوبُهُ
كالأُمنِيَاتِ البِيضِ إذ تجتاحُنا
يا ربَّ بلغناهُ، واهــــدِ فعــــالنَا
للخيرِ واقبلها، وطهِّـرْ ســـاحَنا
واجعلهُ مغفــــرةً لنا، أطلقْ بهِ
من كلِّ أوزارِ الذنوبِ سراحَنا
الحمدان
03-03-2024, 03:08 PM
حُورٌ حَرائِرُ ما هَمَمنَ بِرِيبَةٍ
كظِباءِ مكّةَ صَيدُهُنّ حَرامُ
يُحسَبنَ مِن لِينِ الحديثِ زَوانِيًا
ويَصُدُّهُنَّ عن الخَنَا الإسلامُ
الحمدان
03-03-2024, 04:20 PM
يا مَن غَدَوتُ بِهِ في الناسِ مُشتَهِراً
قَلبي عَلَيكَ يُقاسي الهَمَّ وَالفِكَرا
إِن غِبتَ لَم أَلقَ إِنساناً يُؤَنِّسُني
وَإِن حَضَرتَ فَكُلُّ الناسِ قَد حَضَرا
الحمدان
03-03-2024, 04:21 PM
يا نازِحاً وَضَميرُ القَلبِ مَثواهُ
أَنسَتكَ دُنياكَ عَبداً أَنتَ مَولاهُ
أَلهَتكَ عَنهُ فُكاهاتٌ تَلَذُّ بِها
فَلَيسَ يَجري بِبالٍ مِنكَ ذِكراهُ
عَلَّ اللَيالِيَ تُبقيني إِلى أَمَلٍ
الدَهرُ يَعلَمُ وَالأَيّامُ مَعناهُ
الحمدان
03-03-2024, 04:21 PM
إِنّي ذَكَرتُكِ بِالزَّهْراءَ مُشتاقاً
وَالأُفقُ طَلقٌ وَمَرأى الأَرضِ قَد راقا
وَلِلنَسيمِ اِعتِلالٌ في أَصائِلِهِ
كَأَنَّهُ رَقَّ لي فَاعتَلَّ إِشفاقا
وَالرَوضُ عَن مائِهِ الفِضِيِّ مُبتَسِمٌ
كَما شَقَقتَ عَنِ اللَبّاتِ أَطواقا
يَومٌ كَأَيّامِ لَذّاتٍ لَنا انصَرَمَت
بِتنا لَها حينَ نامَ الدَهرُ سُرّاقا
نَلهو بِما يَستَميلُ العَينَ مِن زَهَرٍ
جالَ النَدى فيهِ حَتّى مالَ أَعناقا
كَأَنَّ أَعيُنَهُ إِذ عايَنَت أَرَقي
بَكَت لِما بي فَجالَ الدَمعُ رَقراقا
وَردٌ تَأَلَّقَ في ضاحي مَنابِتِهِ
فَازدادَ مِنهُ الضُحى في العَينِ إِشراقا
سَرى يُنافِحُهُ نَيلوفَرٌ عَبِقٌ
وَسنانُ نَبَّهَ مِنهُ الصُبحُ أَحداقا
كُلٌّ يَهيجُ لَنا ذِكرى تَشَوُّقِنا
إِلَيكِ لَم يَعدُ عَنها الصَدرُ أَن ضاقا
لا سَكَّنَ اللَهُ قَلباً عَقَّ ذِكرَكُمُ
فَلَم يَطِر بِجَناحِ الشَوقِ خَفّاقا
لَو شاءَ حَملي نَسيمُ الصُبحِ حينَ سَرى
وافاكُمُ بِفَتىً أَضناهُ ما لاقى
لَو كانَ وَفّى المُنى في جَمعِنا بِكُم
لَكانَ مِن أَكرَمِ الأَيّامِ أَخلاقا
يا عَلقِيَ الأَخطَرَ الأَسنى الحَبيبَ إِلى
نَفسي إِذا ما اِقتَنى الأَحبابُ أَعلاقا
كانَ التَجارِي بِمَحضِ الوُدِّ مُذ زَمَنٍ
مَيدانَ أُنسٍ جَرَينا فيهِ أَطلاقا
فَالآنَ أَحمَدَ ما كُنّا لِعَهدِكُمُ
سَلَوتُمُ وَبَقينا نَحنُ عُشّاقا
الحمدان
03-03-2024, 04:21 PM
أَلا لَيتَ شِعري هَل أُصادِفُ خَلوَةً
لَدَيكِ فَأَشكو بَعضَ ما أَنا واجِدُ
رَعى اللَهُ يَوماً فيهِ أَشكو صَبابَتي
وَأَجفانُ عَيني بِالدُموعِ شَواهِدُ
الحمدان
03-03-2024, 04:22 PM
لَعَمري لَئِن قَلَّت إِلَيكَ رَسائِلي
لَأَنتَ الَّذي نَفسي عَلَيهِ تَذوبُ
فَلا تَحسَبوا أَنّي تَبَدَّلتُ غَيرَكُم
وَلا أَنَّ قَلبي مِن هَواكَ يَتوبُ
الحمدان
03-03-2024, 04:22 PM
يا ظَبيَةً لَطُفَت مِنّي مَنازِلُها
فَالقَلبُ مِنهُنَّ وَالأَحداقُ وَالكَبِدُ
حُبّي لَكِ الناسُ طُرّاً يَشهَدونَ بِهِ
وَأَنتِ شاهِدَةٌ إِن يَثنِهِم حَسَدُ
لَم يَعزُبِ الوَصلُ فيما بَينَنا أَبَداً
لَو كُنتِ واجِدَةً مِثلَ الَّذي أَجِدُ
الحمدان
03-03-2024, 04:23 PM
لَئِن قَصَّرَ اليَأسُ مِنكِ الأَمَل
وَحالَ تَجَنّيكِ دونَ الحِيَل
وَناجاكِ بِالإِفكِ فِيِّ الحَسودُ
فَأَعطَيتِهِ جَهرَةً ما سَأَل
وَراقَكِ سِحرُ العِدا المُفتَرى
وَغَرَّكِ زورُهُمُ المُفتَعَل
وَأَقبَلتِهِم فِيَّ وَجهَ القَبولِ
وَقابَلَهُم بِشرُكِ المُقتَبَل
فَإِنَّ ذِمامَ الهَوى لَم أَزَل
أُبَقّيهِ حِفظاً كَما لَم أَزَل
فَدَيتُكِ إِن تَعجَلي بِالجَفا
فَقَد يَهَبُ الريثَ بَعضُ العَجَل
عَلامَ اِطّبَتكِ دَواعي القِلى
وَفيمَ ثَنَتكِ نَواهي العَذَل
أَلَم أَلزَمِ الصَبرَ كَيما أَخِفَّ
أَلَم أُكثِرِ الهَجرَ كَي لا أُمَلّ
أَلَم أَرضَ مِنكِ بِغَيرِ الرِضى
وَأُبدي السُرورَ بِما لَم أَنَل
أَلَم أَغتَفِر موبِقاتِ الذُنوبِ
عَمداً أَتَيتِ بِها أَم زَلَل
وَما ساءَ ظَنِّيَ في أَن يُسيءَ
بِيَ الفِعلَ حُسنُكِ حَتّى فَعَل
عَلى حينَ أَصبَحتِ حَسبَ الضَميرِ
وَلَم تَبغِ مِنكِ الأَماني بَدَل
وَصانَكِ مِنّي وَفِيٌّ أَبِيٌّ
لِعِلقِ العَلاقَةِ أَن يُبتَذَل
سَعَيتِ لِتَكديرِ عَهدٍ صَفا
وَحاوَلتِ نَقصَ وِدادٍ كَمَل
فَما عوفِيَت مِقَتي مِن أَذىً
وَلا أُعفِيَت ثِقَتي مِن خَجَل
وَمَهما هَزَزتُ إِلَيكِ العِتابَ
ظاهَرتِ بَينَ ضُروبِ العِلَل
كَأَنَّكِ ناظَرتِ أَهلَ الكَلامِ
وَأوتيتِ فَهماً بِعلمِ الجَدَل
وَلَو شِئتِ راجَعتِ حُرَّ الفَعالِ
وَعُدتِ لِتِلكَ السَجايا الأُوَل
فَلَم يَكُ حَظِّيَ مِنكِ الأَخَسَّ
وَلا عُدَّ سَهمِيَ فيكِ الأَقَلّ
عَلَيكِ السَلامُ سَلامُ الوَداعِ
وَداعِ هَوىً ماتَ قَبلَ الأَجَل
وَما بِاِختِيارٍ تَسَلَّيتُ عَنكِ
وَلَكِنَّني مُكرَهٌ لا بَطَل
وَلَم يَدرِ قَلبِيَ كَيفَ النُزوعُ
إِلى أَن رَأى سيرَةً فَامتَثَل
وَلَيتَ الَّذي قادَ عَفواً إِلَيكِ
أَبِيَّ الهَوى في عَنانِ الغَزَل
يُحيلُ عُذوبَةَ ذاكَ اللَمى
وَيَشفي مِنَ السُقمِ تِلكَ المُقَل
الحمدان
03-03-2024, 04:23 PM
سَقى الغَيثُ أَطلالَ الأَحِبَّةِ بِالحِمى
وَحاكَ عَلَيها ثَوبَ وَشيٍ مُنَمنَما
وَأَطلَعَ فيها لِلأَزاهيرِ أَنجُما
فَكَم رَفَلَت فيها الخَرائِدُ كَالدُمى
إِذِ العَيشُ غَضٌّ وَالزَمانُ غُلامُ
أَهيمُ بِجَبّارٍ يَعِزُّ وَأَخضَعُ
شَذا المِسكِ مِن أَردانِهِ يَتَضَوَّعُ
إِذا جِئتُ أَشكوهُ الجَوى لَيسَ يَسمَعُ
فَما أَنا في شَيءٍ مِنَ الوَصلِ أَطمَعُ
وَلا أَن يَزورَ المُقلَتَينِ مَنامُ
قَضَيبٌ مِنَ الرَيحانِ أَثمَرَ بِالبَدرِ
لَواحِظُ عَينَيهِ مُلِئنَ مِنَ السِحرِ
وَديباجُ خَدَّيهِ حَكى رَونَقَ الخَمرِ
وَأَلفاظُهُ في النُطقِ كَاللُؤلُؤِ النَثرِ
وَريقَتُهُ في الإِرتِشافِ مُدامُ
سَقى جَنَباتِ القَصرِ صَوبُ الغَمائِمِ
وَغَنّى عَلى الأَغصانِ وُرقُ الحَمائِمِ
بِقُرطُبَةَ الغَرّاءَ دارِ الأَكارِمِ
بِلادٌ بِها شَقَّ الشَبابُ تَمائِمي
وَأَنجَبَني قَومٌ هُناكَ كِرامُ
فَكَم لِيَ فيها مِن مَساءٍ وَإِصباحِ
بِكُلِّ غَزالٍ مُشرِقِ الوَجهِ وَضّاحِ
يُقَدِّمُ أَفواهَ الكُؤوسِ بِتُفّاحِ
إِذا طَلَعَت في راحِهِ أَنجُمُ الراحِ
فَإِنّا لَإِعظامِ المُدامِ قِيامُ
وَيَومٍ لَدى النَبتِيِّ في شاطِئِ النَهرِ
تُدارُ عَلَينا الراحُ في فِتيَةٍ زُهرِ
وَليسَ لَنا فَرشٌ سِوى يانِعِ الزَهرِ
يَدورُ بِها عَذبُ اللَمى أَهيَفُ الخَصرِ
بِفيهِ مِنَ الثَغرِ الشَنيبِ نِظامُ
وَيَومٍ بِجَوفِيِّ الرَصافَةِ مُبهِجِ
مَرَرنا بِرَوضِ الأُقحُوانِ المُدَبَّجِ
وَقابَلَنا فيهِ نَسيمُ البَنَفسَجِ
وَلاحَ لَنا وَردٌ كَخَدٍّ مُضَرَّجِ
نَراهُ أَمامَ النورِ وَهوَ إِمامُ
وَأَكرِم بِأَيّامِ العُقابِ السَوالِفِ
وَلَهوٍ أَثَرناهُ بِتِلكَ المَعاطِفِ
بِسودِ أَثيثِ الشَعرِ بيضِ السَوالِفِ
إِذا رَفَدوا في وَشيِ تِلكَ المَطارِفِ
فَلَيسَ عَلى خَلعِ العِذارِ مُلامُ
وَكَم مَشهَدٍ عِندَ العَقيقِ وَجِسرِهِ
قَعَدنا عَلى حُمرِ النَباتِ وَصُفرِهِ
وَظَبيٍ يُسَقّينا سُلافَةَ خَمرِهِ
حَكى جَسَدي في السُقمِ رِقَّةَ خَصرِهِ
لَواحِظُهُ عِندَ الرُنُوِّ سِهامُ
فَقُل لِزَمانٍ قَد تَوَلّى نَعيمُهُ
وَرَثَّت عَلى مَرِّ اللَيالي رُسومُهُ
وَكَم رَقَّ فيهِ بِالعَشِيِّ نَسيمُهُ
وَلاحَت لِساري اللَيلِ فيهِ نُجومُهُ
عَلَيكَ مِنَ الصَبِّ المَشوقِ سَلامُ
الحمدان
03-03-2024, 04:24 PM
وَرامِشَةٍ يَشفي العَليلَ نَسيمُها
مُضَمَّخَةُ الأَنفاسِ طَيِّبَةُ النَشرِ
أَشارَ بِها نَحوي بَنانٌ مُنَعَّمٌ
لِأَغيَدَ مَكحولِ المَدامِعِ بِالسِحرِ
سَرَت نَضرَةٌ مِن عَهدِها في غُصونِها
وَعُلَّت بِمِسكٍ مِن شَمائِلِهِ الزُهرِ
إِذا هُوَ أَهدى الياسَمينَ بِكَفِّهِ
أَخَذتُ النُجومَ الزُهرَ مِن راحَةِ البَدرِ
لَهُ خُلُقٌ عَذبٌ وَخَلقٌ مُحَسَّنٌ
وَظَرفٌ كَعَرفِ الطيبِ أَو نَشوَةِ الخَمرِ
يُعَلِّلُ نَفسي مِن حَديثٍ تَلَذُّهُ
كَمِثلِ المُنى وَالوَصلِ في عُقُبِ الهَجرِ
الحمدان
03-03-2024, 04:24 PM
كَما تَشاءُ فَقُل لي لَستُ مُنتَقِلاً
لا تَخشَ مِنِّيَ نِسياناً وَلا بَدَلا
وَكَيفَ يَنساكَ مَن لَم يَدرِ بَعدَكَ ما
طَعمُ الحَياةِ وَلا بِالبُعدِ عَنكَ سَلا
أَتلَفتَني كَلَفاً أَبلَيتَني أَسَفاً
قَطَّعتَني شَغَفاً أَورَثتَني عِلَلا
إِن كُنتُ خُنتُ وَأَضمَرتُ السُلُوَّ فَلا
بَلَغتُ يا أَمَلي مِن قُربَكَ الأَمَلا
وَاللَهُ لا عَلِقَت نَفسي بِغَيرِكُمُ
وَلا اِتَّخَذتُ سِواكُم مِنكُمُ بَدَلا
الحمدان
03-03-2024, 04:25 PM
هَل راكِبٌ ذاهِبٌ عَنهُم يُحَيِّيني
إِذ لا كِتابَ يُوافيني فَيُحيِيني
قَد مِتُّ إِلّا ذَماءً فِيَّ يُمسِكُهُ
أَنَّ الفُؤادَ بِلُقياهُم يُرَجّيني
ما سَرَّحَ الدَمعَ مِن عَيني وَأَطلَقَهُ
إِلّا اعتِيادُ أَسىً في القَلبِ مَسجونِ
صَبراً لَعَلَّ الَّذي بِالبُعدِ أَمرَضَني
بِالقُربِ يَوماً يُداويني فَيَشفيني
كَيفَ اِصطِباري وَفي كانونَ فارَقَني
قَلبي وَهانَحنُ في أَعقابِ تِشرينِ
شَخصٌ يُذَكِّرُني فاهُ وَغُرَّتَهُ
شَمسُ النَهارِ وَأَنفاسُ الرَياحينِ
لَئِن عَطِشتُ إِلى ذاكَ الرُضابِ لَكَم
قَد باتَ مِنهُ يُسَقّيني فَيُرويني
وَإِن أَفاضَ دُموعي نَوحُ باكِيَةٍ
فَكَم أَراهُ يُغَنّيني فَيُشجيني
وَإِن بَعُدتُ وَأَضنَتني الهُمومُ لَقَد
عَهِدتُهُ وَهوَ يُدنيني فَيُسليني
أَو حَلَّ عَقدَ عَزائي نَأيُهُ فَلَكَم
حَلَلتُ عَن خَصرِهِ عَقدَ الثَمانينِ
يا حُسنَ إِشراقِ ساعاتِ الدُنُوِّ بَدَت
كَواكِباً في لَيالي بُعدِهِ الجونِ
وَاللَهِ ما فارَقوني بِاِختِيارِهِمِ
وَإِنَّما الدَهرُ بِالمَكروهِ يَرميني
وَما تَبَدَّلتُ حُبّاًّ غَيرَ حُبِّهِمِ
إِذاًّ تَبَدَّلتُ دينَ الكُفرِ مِن ديني
أَفدي الحَبيبَ الَّذي لَو كانَ مُقتَدِراً
لَكانَ بِالنَفسِ وَالأَهلينَ يَفديني
يا رَبِّ قَرِّب عَلى خَيرٍ تَلاقينا
بِالطالِعِ السَعدِ وَالطَيرِ المَيامينِ
الحمدان
03-03-2024, 04:25 PM
أَيوحِشُني الزَمانُ وَأَنتَ أُنسي
وَيُظلِمُ لي النَهارُ وَأَنتَ شَمسي
وَأَغرِسُ في مَحَبَّتِكَ الأَماني
فَأَجني المَوتَ مِن ثَمَراتِ غَرسي
لَقَد جازَيتَ غَدراً عَن وَفائي
وَبِعتَ مَوَدَّتي ظُلماً بِبَخسِ
وَلَو أَنَّ الزَمانَ أَطاعَ حُكمي
فَدَيتُكَ مِن مَكارِهِهِ بِنَفسي
الحمدان
03-03-2024, 04:26 PM
يا مُخجِلَ الغُصُنِ الفَينانِ إِن خَطَرا
وَفاضِحَ الرَشإِ الوَسنانِ إِن نَظَرا
يَفديكَ مِنّي مُحِبٌّ شَأنُهُ عَجَبٌ
ما جِئتَ بِالذَنبِ إِلّا جاءَ مُعتَذِرا
لَم يُنجِني مِنكَ ما استَشعَرتُ مِن حَذَرٍ
هَيهاتَ كَيدُ الهَوى يَستَهلِكُ الحَذَرا
ما كانَ حُبُّكَ إِلّا فِتنَةً قُدِرَت
هَل يَستَطيعُ الفَتى أَن يَدفَعَ القَدَرا
الحمدان
03-03-2024, 04:26 PM
أَحينَ عَلِمتَ حَظَّكَ مِن وِدادي
وَلَم تَجهَل مَحَلَّكَ مِن فُؤادي
وَقادَنِيَ الهَوى فَاِنقَدتُ طَوعاً
وَما مَكَّنتُ غَيرَكَ مِن قِيادي
رَضيتَ لِيَ السَقامَ لِباسَ جِسمٍ
كَحَلتُ الطَرفَ مِنهُ بِالسُهادِ
أَجِل عَينَيكَ في أَسطارِ كُتبي
تَجِد دَمعي مِزاجاًّ لِلمِدادِ
فَدَيتُكَ إِنَّني قَد ذابَ قَلبي
مِنَ الشَكوى إِلى قَلبٍ جَمادِ
الحمدان
03-03-2024, 04:26 PM
ما ضَرَّ لَو أَنَّكَ لي راحِمُ
وَعِلَّتي أَنتَ بِها عالِمُ
يَهنيكَ يا سُؤلي وَيا بُغيَتي
أَنَّكَ مِمّا أَشتَكي سالِمُ
تَضحَكُ في الحُبِّ وَأَبكي أَنا
أَللَهُ فيما بَينَنا حاكِمُ
أَقولُ لَمّا طارَ عَنّي الكَرى
قَولَ مُعَنّىً قَلبُهُ هائِمُ
يا نائِماً أَيقَظَني حُبُّهُ
هَب لي رُقاداً أَيُّها النائِمُ
الحمدان
03-03-2024, 04:27 PM
خَليلَيَّ لا فِطرٌ يَسُرُّ وَلا أَضحى
فَما حالُ مَن أَمسى مَشوقاً كَما أَضحى
لَئِن شاقَني شَرقُ العُقابِ فَلَم أَزَل
أَخُصُّ بِمَمحوضِ الهَوى ذَلِكَ السَفحا
وَما اِنفَكَّ جوفِيُّ الرُصافَةِ مُشعِري
دَواعِيَ ذِكرى تُعقِبُ الأَسَفَ البَرحا
وَيَهتاجُ قَصرُ الفارِسِيِّ صَبابَةً
لِقَلبِيَ لاتَألو زِنادَ الأَسى قَدحا
وَلَيسَ ذَميماً عَهدُ مَجلِسِ ناصِحٍ
فَأَقبَلَ في فَرطِ الوَلوعِ بِهِ نُصحا
كَأَنِّيَ لَم أَشهَد لَدى عَينِ شَهدَةٍ
نِزالَ عِتابٍ كانَ آخِرُهُ الفَتحا
وَقائِعُ جانيها التَجَنّي فَإِن مَشى
سَفيرُ خُضوعٍ بَينَنا أَكَّدَ الصُلحا
وَأَيّامُ وَصلٍ بِالعَقيقِ اِقتَضَيتُهُ
فَإِلّا يَكُن ميعادُهُ العيدَ فَالفِصحا
وَآصالُ لَهوٍ في مُسَنّاةِ مالِكٍ
مُعاطاةَ نَدمانٍ إِذا شِئتَ أَو سَبحا
لَدى راكِدٍ يُصبيكَ مِن صَفَحاتِهِ
قَواريرُ خُضرٍ خِلتَها مُرِّدَت صَرحا
مَعاهِدُ لَذّاتٍ وَأَوطانُ صَبوَةٍ
أَجَلتُ المُعَلّى في الأَماني بِها قِدحا
أَلا هَل إِلى الزَهراءِ أَوبَةُ نازِحٍ
تَقَضّى تَنائيها مَدامِعَهُ نَزحا
مَقاصيرُ مُلكٍ أَشرَقَت جَنَباتُها
فَخِلنا العِشاءَ الجَونَ أَثناءَها صُبحا
يُمَثِّلُ قُرطَيها لِيَ الوَهمُ جَهرَةً
فَقُبَّتَها فَالكَوكَبَ الرَحبَ فَالسَطحا
مَحَلُّ اِرتِياحٍ يُذكِرُ الخُلدَ طيبُهُ
إِذا عَزَّ أَن يَصدى الفَتى فيهِ أَو يَضحى
هُناكَ الجِمامُ الزُرقُ تُندي حِفافَها
ظِلالٌ عَهِدتُ الدَهرَ فيها فَتىً سَمحا
تَعَوَّضتُ مِن شَدوِ القِيانِ خِلالَها
صَدى فَلَواتٍ قَد أَطارَ الكَرى ضَبحا
وَمِن حَملِيَ الكَأسَ المُفَدّى مُديرُها
تَقَحُّمُ أَهوالٍ حَمَلتُ لَها الرُمحا
أَجَل إِنَّ لَيلي فَوقَ شاطِئِ نيطَةٍ
لَأَقصَرُ مِن لَيلي بِآنَةَ فَالبَطحا
الحمدان
03-03-2024, 04:27 PM
عَلامَ صَرَمتَ حَبلَكَ مِن وَصولِ
فَدَيتُكَ وَاعتَزَزتَ عَلى ذَليلِ
وَفيمَ أَنِفتَ مِن تَعليلِ صَبٍّ
صَحيحِ الوُدِّ ذي جِسمٍ عَليلِ
فَهَلّا عُدتَني إِذ لَم تُعَوَّد
بِشَخصِكَ بِالكِتابِ أَوِ الرَسولِ
لَقَد أَعيا تَلَوُّنُكَ اِحتِيالي
وَهَل يُغني اِحتِيالٌ في مَلولِ
الحمدان
03-03-2024, 04:28 PM
غَريبٌ بِأَقصى الشَرقِ يَشكُرُ لِلصَبا
تَحَمُّلَها مِنهُ السَلامَ إِلى الغَربِ
وَما ضَرَّ أَنفاسَ الصَبا في اِحتِمالِها
سَلامَ هَوىً يُهديهِ جِسمٌ إِلى قَلبِ
الحمدان
03-03-2024, 04:28 PM
يا دَمعُ صُب ما شِئتَ أَن تَصوبا
وَيا فُؤادي آنَ أَن تَذوبا
إِذِ الرَزايا أَصبَحَت ضُروبا
لَم أَرَ لي في أَهلِها ضَريبا
قَد مَلَأَ الشَوقُ الحَشا نُدوبا
في الغَربِ إِذ رُحتُ بِهِ غَريبا
عَليلَ دَهرٍ سامَني تَعذيبا
أَدنى الضَنى إِذ أَبعَدَ الطَبيبا
لَيتَ القَبولَ أَحدَثَت هُبوبا
ريحٌ يَروحُ عَهدُها قَريبا
بِالأُفُقِ المُهدي إِلَينا طيبا
تَعَطَّرَت مِنهُ الصَبا جُيوبا
يُبرِدُ حَرَّ الكَبِدِ المَشبوبا
يا مُتبِعاً إِسادَهُ التَأويبا
مُشَرِّقاً قَد سَئِمَ التَغريبا
أَما سَمِعتَ المَثَلَ المَضروبا
أَرسِل حَكيماً وَاِستَشِر لَبيبا
إِذا أَتَيتَ الوَطَنَ الحَبيبا
وَالجانِبَ المُستَوضَحَ العَجيبا
وَالحاضِرَ المُنفَسِحَ الرَحيبا
فَحَيِّ مِنهُ ما أَرى الجَنوبا
مَصانِعٌ تَجتَذِبُ القُلوبا
حَيثُ أَلِفتُ الرَشَأَ الرَبيبا
مُخالِفاً في وَصلِهِ الرَقيبا
كَم باتَ يَدري لَيلَهُ الغِربيبا
لَمّا اِنثَنى في سُكرِهِ قَضيبا
تَشدو حَمامُ حَليِهِ تَطريبا
أَرشُفُ مِنهُ المَبسِمَ الشَنيبا
حَتّى إِذا ما اِعتَنَّ لي مُريبا
شَبابُ أُفقٍ هَمَّ أَن يَشيبا
بادَرتُ سَعياً هَل رَأَيتَ الذيبا
هَصَرتُهُ حُلوَ الجَنى رَطيبا
أَهاجِرِي أَم موسِعي تَأنيبا
مَن لَم أُسِغ مِن بَعدِهِ مَشروبا
ما ضَرَّهُ لَو قالَ لا تَثريبا
وَلا مَلامَ يَلحَقُ القُلوبا
قَد طالَ ما تَجَرَّمَ الذُنوبا
وَلَم يَدَع في العُذرِ لي نَصيبا
إِن قَرَّتِ العَينُ بِأَن أَؤوبا
لَم آلُ أَن أَستَرضِيَ الغَضوبا
حَسبِيَ أَن أُحَرِّمَ المَغيبا
قَد يَنفَعُ المُذنِبَ أَن يَتوبا
الحمدان
03-03-2024, 04:29 PM
أَضحى التَنائي بَديلاً مِن تَدانينا
وَنابَ عَن طيبِ لُقيانا تَجافينا
أَلّا وَقَد حانَ صُبحُ البَينِ صَبَّحَنا
حَينٌ فَقامَ بِنا لِلحَينِ ناعينا
مَن مُبلِغُ المُلبِسينا بِاِنتِزاحِهِمُ
حُزناً مَعَ الدَهرِ لا يَبلى وَيُبلينا
أَنَّ الزَمانَ الَّذي مازالَ يُضحِكُنا
أُنساً بِقُربِهِمُ قَد عادَ يُبكينا
غيظَ العِدا مِن تَساقينا الهَوى فَدَعَوا
بِأَن نَغَصَّ فَقالَ الدَهرُ آمينا
فَاِنحَلَّ ما كانَ مَعقوداً بِأَنفُسِنا
وَاِنبَتَّ ما كانَ مَوصولاً بِأَيدينا
وَقَد نَكونُ وَما يُخشى تَفَرُّقُنا
فَاليَومَ نَحنُ وَما يُرجى تَلاقينا
يا لَيتَ شِعري وَلَم نُعتِب أَعادِيَكُم
هَل نالَ حَظّاً مِنَ العُتبى أَعادينا
لَم نَعتَقِد بَعدَكُم إِلّا الوَفاءَ لَكُم
رَأياً وَلَم نَتَقَلَّد غَيرَهُ دينا
ما حَقَّنا أَن تُقِرّوا عَينَ ذي حَسَدٍ
بِنا وَلا أَن تَسُرّوا كاشِحاً فينا
كُنّا نَرى اليَأسَ تُسلينا عَوارِضُهُ
وَقَد يَئِسنا فَما لِليَأسِ يُغرينا
بِنتُم وَبِنّا فَما اِبتَلَّت جَوانِحُنا
شَوقاً إِلَيكُم وَلا جَفَّت مَآقينا
نَكادُ حينَ تُناجيكُم ضَمائِرُنا
يَقضي عَلَينا الأَسى لَولا تَأَسّينا
حالَت لِفَقدِكُمُ أَيّامُنا فَغَدَت
سوداً وَكانَت بِكُم بيضاً لَيالينا
إِذ جانِبُ العَيشِ طَلقٌ مِن تَأَلُّفِنا
وَمَربَعُ اللَهوِ صافٍ مِن تَصافينا
وَإِذ هَصَرنا فُنونَ الوَصلِ دانِيَةً
قِطافُها فَجَنَينا مِنهُ ما شينا
لِيُسقَ عَهدُكُمُ عَهدُ السُرورِ فَما
كُنتُم لِأَرواحِنا إِلّا رَياحينا
لا تَحسَبوا نَأيَكُم عَنّا يُغَيِّرُنا
أَن طالَما غَيَّرَ النَأيُ المُحِبّينا
وَاللَهِ ما طَلَبَت أَهواؤُنا بَدَلاً
مِنكُم وَلا اِنصَرَفَت عَنكُم أَمانينا
يا سارِيَ البَرقِ غادِ القَصرَ وَاِسقِ بِهِ
مَن كانَ صِرفَ الهَوى وَالوُدُّ يَسقينا
وَاِسأَل هُنالِكَ هَل عَنّى تَذَكُّرُنا
إِلفاً تَذَكُّرُهُ أَمسى يُعَنّينا
وَيا نَسيمَ الصَبا بَلِّغ تَحِيَّتَنا
مَن لَو عَلى البُعدِ حَيّا كانَ يُحَيّينا
فَهَل أَرى الدَهرَ يَقضينا مُساعَفَةً
مِنهُ وَإِن لَم يَكُن غِبّاً تَقاضينا
رَبيبُ مُلكٍ كَأَنَّ اللَهَ أَنشَأَهُ
مِسكاً وَقَدَّرَ إِنشاءَ الوَرى طينا
أَو صاغَهُ وَرِقاً مَحضاً وَتَوَّجَهُ
مِن ناصِعِ التِبرِ إِبداعاً وَتَحسينا
إِذا تَأَوَّدَ آدَتهُ رَفاهِيَةً
تومُ العُقودِ وَأَدمَتهُ البُرى لينا
كانَت لَهُ الشَمسُ ظِئراً في أَكِلَّتِه
بَل ما تَجَلّى لَها إِلّا أَحايينا
كَأَنَّما أُثبِتَت في صَحنِ وَجنَتِهِ
زُهرُ الكَواكِبِ تَعويذاً وَتَزيينا
ما ضَرَّ أَن لَم نَكُن أَكفاءَهُ شَرَفاً
وَفي المَوَدَّةِ كافٍ مِن تَكافينا
يا رَوضَةً طالَما أَجنَت لَواحِظَنا
وَرداً جَلاهُ الصِبا غَضّاً وَنَسرينا
وَيا حَياةً تَمَلَّينا بِزَهرَتِها
مُنىً ضُروباً وَلَذّاتٍ أَفانينا
وَيا نَعيماً خَطَرنا مِن غَضارَتِهِ
في وَشيِ نُعمى سَحَبنا ذَيلَهُ حينا
لَسنا نُسَمّيكِ إِجلالاً وَتَكرِمَةً
وَقَدرُكِ المُعتَلي عَن ذاكَ يُغنينا
إِذا اِنفَرَدتِ وَما شورِكتِ في صِفَةٍ
فَحَسبُنا الوَصفُ إيضاحاًّ وَتَبيينا
يا جَنَّةَ الخُلدِ أُبدِلنا بِسِدرَتِها
وَالكَوثَرِ العَذبِ زَقّوماً وَغِسلينا
كَأَنَّنا لَم نَبِت وَالوَصلُ ثالِثُنا
وَالسَعدُ قَد غَضَّ مِن أَجفانِ واشينا
إِن كانَ قَد عَزَّ في الدُنيا اللِقاءُ بِكُم
في مَوقِفِ الحَشرِ نَلقاكُم وَتَلقونا
سِرّانِ في خاطِرِ الظَلماءِ يَكتُمُنا
حَتّى يَكادَ لِسانُ الصُبحِ يُفشينا
لا غَروَ في أَن ذَكَرنا الحُزنَ حينَ نَهَت
عَنهُ النُهى وَتَرَكنا الصَبرَ ناسينا
إِنّا قَرَأنا الأَسى يَومَ النَوى سُوَراً
مَكتوبَةً وَأَخَذنا الصَبرَ تَلقينا
أَمّا هَواكِ فَلَم نَعدِل بِمَنهَلِهِ
شُرَباً وَإِن كانَ يُروينا فَيُظمينا
لَم نَجفُ أُفقَ جَمالٍ أَنتِ كَوكَبُهُ
سالينَ عَنهُ وَلَم نَهجُرهُ قالينا
وَلا اِختِياراً تَجَنَّبناهُ عَن كَثَبٍ
لَكِن عَدَتنا عَلى كُرهٍ عَوادينا
نَأسى عَلَيكِ إِذا حُثَّت مُشَعشَعَةً
فينا الشَمولُ وَغَنّانا مُغَنّينا
لا أَكؤُسُ الراحِ تُبدي مِن شَمائِلِنا
سِيَما اِرتِياحٍ وَلا الأَوتارُ تُلهينا
دومي عَلى العَهدِ ما دُمنا مُحافِظَةً
فَالحُرُّ مَن دانَ إِنصافاً كَما دينا
فَما اِستَعَضنا خَليلاً مِنكِ يَحبِسُنا
وَلا اِستَفَدنا حَبيباً عَنكِ يَثنينا
وَلَو صَبا نَحوَنا مِن عُلوِ مَطلَعِهِ
بَدرُ الدُجى لَم يَكُن حاشاكِ يُصبينا
أَبكي وَفاءً وَإِن لَم تَبذُلي صِلَةً
فَالطَيّفُ يُقنِعُنا وَالذِكرُ يَكفينا
وَفي الجَوابِ مَتاعٌ إِن شَفَعتِ بِهِ
بيضَ الأَيادي الَّتي ما زِلتِ تولينا
عَلَيكِ مِنّا سَلامُ اللَهِ ما بَقِيَت
صَبابَةٌ بِكِ نُخفيها فَتَخفينا
ابن زيدون
الحمدان
03-03-2024, 04:44 PM
وكتبْتُ فيكِ قصيدةً فمحوتها
وكتبتُ ثانيةً أجدتُ ثناءَها
فأتيتُ في فرحٍ إليكِ أقولها
كالطفل أتقنَ في الحروف هجاءَها
وسُئلتُ عنكِ فقلت منزلها الحشا
تغفو فأبسطُ من يديّ رداءَها
أتغيبُ عني وهي بين جوانحي
لو أنها أرضٌ لكنت سماءَها
الحمدان
03-03-2024, 04:48 PM
ذكرَ الحبيبةَ حينَ مرَّ بصورةٍ
في الهاتفَ المحمولِ ثمّ تذكّرَا
أيّامهُ وصِحابهُ.. ضَحكاتهمْ
عهداً تولّى لا يسيرُ القهقرَى
وبقيّةً قدْ أُودعَتْ بفؤادِهِ
تركَتهُ ناقفَ حنْظلٍ مُتحسّرا
هيَ هكذا الأيّامُ ليسَ لشربها
صفوٌ وإنْ طالَ الصّفاءُ تكدّرا
جُبلَ ابن آدمَ ساخطاً متذمّراً
لا شيءَ يملأُ عينَهُ إلّا الثّرى
يشكو زمانهُ ثمّ يبكيهِ غداً
شتّانَ بينَ الذّكرياتِ وما جرى
لمعتْ عيونُ مُحدّثي، فرأيتُ في
عينيهِ طيفاً بالتماعتها انبرى
فسألتهُ منْ طيفُ هاتيكَ الّتي
سكنتْ بقلبكَ قبلَ عينكَ يا ترى؟
فعلامةُ العشّاقِ قلبٌ مرهفٌ
طرفٌ يرفُّ بسهدهِ متحيّرا
ليعودَ مكسورَ الجناحِ بليلهِ
لا اصطاد نوماً أو غزالاً أحورا
والحبُّ ما استوفى نصيبَ مسهّدٍ
إلّا وضمّخَ تحت جفنيهِ الكرى
فيفوحُ ليلُ السّهدِ منْ أجفانهِ
هوَ أوَلُ الواشينَ عنْهُ تخَبّرَا
ليلى.. ودافعَ غصّةً في حلقهِ
عبثاً يغالبٌ عبرةً، واستعبرا
عبثاً أحثّ خطايَ في أعقابها
مثلَ السّراب إذا دنوت تبخّرا
عامان هذا ثالثٌ لم ينطوي
بعدُ، ولكنّي بليتُ تصبّرا
والصّبرُ ثوبٌ كلّما رقّعتهُ
شطّ المزارُ فقدّ ثوبي من ورَا
أشتاقُ وهيَ أمامَ عيني لم تغبْ
كيفَ اشتياقي واللقاءُ تعذّرا؟
ليلايَ من هطلتْ بعمري صيّباً
فاخضرّ من ليلى الفؤادُ وأزهرا
بنتٌ إذا ابتسمت ببارق ثغرها
خلتُ النجومَ قد استحالت ضمّرا
تزهو بقدٍّ أهيفٍ ومهفهفٍ
رشأٌ بمشيتهِ يميسُ تبخترا
لدنٌ غضيضٌ فالإهاب إخالهُ
من رقّة الماءِ الزلالِ استعورا
سمراءُ ما هبَّ النّسيمُ مشرّقاً
إلّا وجدتُ بها النسيمُ تعطّرا
"سمراءُ غنّاها الجمالُ ترنّماً
خلقَ الجمالُ على الجميلةِ أسمرا"*
لم ينئ عنّي طيفها رغمَ النّوى
لكأنّها تأوي بعيني في الكرى
حمّلتُ أوزار المحبّة فاصطنعت
الحبّ عجل ّ السّامريِّ وما ذرى
حتّى غدوتُ بإثرها كالسّامريِّ
وراءها أمشي وأقبضُ ما أرى
فبصرتُ ما لم يبصروا ونبذت ما
لم ينبذوا في القلبِ مسحور الثّرى
وعبدتُ وهماً باركتهُ ضلالتي
قد سوّلتْ نفسِي وذلكَ ما جرَى
فأحيلَ بينا في الحياةِ فلا مساسَ
وذكرياتيَ استحالتْ مِجْمرَا
طرفٌ كليلٌ عن سوايَ أحدُّ من
صلتٍ يُسلُّ على العصاةِ مكبّرا
أودعتهمْ قلبي فخانوا عهدهُ
طبعُ الغواني أن تخونَ وتغدرا
مع أنّهُ جارٌ لهم ونزيلهمْ
يا كيفَ أُهدِرَ في الجوارِ وأخفرا ؟
لم يبق لي إلّا صُداعي صاحباً
ألفيتهُ أوفى الخليقةِ معشرا
لمَ هكذا حظّي عييٌّ عاثرٌ
ما سارَ إلّا واقفاً أو مدبرا ؟
لكأنّهُ بسعادتي مستكثرٌ
لم هكذا حظّي عليَّ استكثرا ؟
هيَ هكذا الأقدارُ، نؤتاهُ الّذي
لا نهتويهِ ومن نُودُّ تنفّرا !
من يشتري حظّي ليصبحَ حظّهُ
فاز الّذي يشري وخاب من اشترى
الحمدان
03-03-2024, 10:17 PM
يـاكـثـر مانـاس تـحْـسِبـهـا وتـحْسِبها
والتجربه تكشف ادناها على اقصاها
ماتـعرف الـنـاس لـيـن انّـك تـجربـها
حـكـمه قـبـل لا نـجـرّبـها سمـعـنـاها
نـاسٍ وفـا طـيـبـها فالطيب يكـتـبها
وناسٍ رداها مع أهل الطيب يمحاها
الحمدان
03-04-2024, 09:33 PM
طَمَحتَ بِأَجفاني فَأَنسَيتَها الغُمضا
وَأَجنَيتَني مِن وَجنَتَيكَ هَوىً غَضّا
أَيَقبَلُ شَوقي سَلوَةً عَن مُقَبَّلٍ
يَسومُ خِتامَ الصَبرِ خاتَمُهُ فَضّا
أَموسى أَيا بَعضي وَكُلّي حَقيقَةً
وَلَيسَ مُجازاً قَولِيَ الكُلَّ وَالبَعضا
خَفَضتَ مَكاني إِذ جَزَمتَ وَسائِلي
فَكَيفَ جَمَعتَ الجَزمَ عِندِيَ وَالخَفضا
شَدَدتُ بِحَبلِ الشَمسِ مِنكَ أَنامِلي
لِحَظّي وَإِنَّ الحَظَّ يَقطَعُها عَضّا
ابن سهيل الأندلسي
الحمدان
03-04-2024, 09:34 PM
قُل لِمَن أَسهَرَ بِالعَينِ الجُفون
مِثلُكَ التَصبارُ عَنهُ لا يَكون
خَفَقَ النَهرُ بِحِمصٍ بَعدَما
بِنتَ وَالطَيرُ بَدَت مِنها شُجون
وَاللَيالي بَعدَما كُنّا بِها
في نَهارٍ أُلبِسَت داجي الدُجون
يا أَخا الفَضلِ وَيا رَبَّ العُلا
وَالمَعاني الغُرِّ في تِلكَ الفُنون
أَينَ عَيشي بِكَ في ظِلِّ المُنى
في فُنونٍ دائِماتٍ وَفُتون
بِخَليجٍ لَم نَزَل نُجري بِهِ
قَصَبَ السَبقِ بِغاياتِ المُجون
حَيثُ مَدَّ النَهرُ مِنهُ مِعصَماً
يَتَمَنّى لَثمَهُ زَهرُ الغُصون
وَجَرى الظِلُّ عَلَيهِ سَجسَجاً
مِثلَما أَبصَرتَ كُحلاً في العُيون
أَتَرى الخَضراءَ تُنسي مِثلَهُ
رَجَّمَ الإِخوانُ في هَذا الظُنون
يَنقَضي العامُ وَيَتلو آخَرٌ
وَالنَوى لا تَنقَضي هَذا جُنون
إِن أَساءَ الخِلُّ مِنهُ أَدَباً
فَبِفِرطِ الشَوقِ وَالوَجدِ يَهون
ابن سهيل الأندلسي
الحمدان
03-04-2024, 09:34 PM
بِأَبي جُفونُ مُعَذِّبي وَجُفوني
فَهِيَ الَّتي جَلَبَت إِلَيَّ مَنوني
ما كُنتُ أَحسَبُ أَنَّ جَفني قَبلَها
يَقتادُني مِن نَظرَةٍ لِفُتونِ
يا قاتَلَ اللَهُ العُيونَ لِأَنَّها
حَكَمَت عَلَينا بِالهَوى وَالهونِ
وَلَقَد كَتَمتُ الحُبَّ بَينَ جَوانِحي
حَتّى تَكَلَّمَ في دُموعِ شُؤوني
هَيهاتَ لا تَخفى عَلاماتُ الهَوى
كادَ المُريبُ بِأَن يَقولَ خُذوني
ابن سهيل الأندلسي
الحمدان
03-04-2024, 09:35 PM
أَشَمسٌ في غِلالَةِ أُرجُوانِ
وَبَدرٌ طالِعٌ في غُصنِ بانِ
وَثَغرٌ ما أَرى أَم نَظمُ دُرٍّ
وَلَحظٌ ما حَوى أَم صارِمانِ
وَخَدٌّ فيهِ تُفّاحٌ وَوَردٌ
عَلَيهِ مِنَ العَقارِبِ حارِسانِ
وَيَعذُلُني العَواذِلُ فيهِ جَهلاً
عَزيزٌ ما يَقولُ العاذِلانِ
فَقالوا عَبدُ موسى قُلتُ حَقّاً
فَقالوا كَيفَ ذا قُلتُ اِشتَراني
فَقالوا هَل عَلَيكَ بِذا ظَهيرٌ
فَقُلتُ نَعَم عَلَيَّ وَشاهِدانِ
فَقالوا هَل رَضيتَ تَكونُ عَبداً
لَقَد عَرَّضتَ نَفسَكَ لِلهَوانِ
فَقُلتُ نَعَم أَنا عَبدٌ ذَليلٌ
لِمَن أَهوى فَخَلّوني وَشاني
بِنَفسي مَن يُفَدّيني بِنَفسٍ
جُعِلتُ فِداهُ لَمّا أَن فَداني
سَأَلتُكَ حاجَةً إِن تَقضِها لي
فَقالَ نَعَم قَضَيتُ وَحاجَتانِ
فَقُلتُ أَشَمُّ مِن خَدَّيكَ وَرداً
فَقالَ وَما تَضُمُّ الوَجنَتانِ
فَقُلتُ أَخافَ صُدغَكَ أَن يَراني
وَما أَنا مِن لِحاظِكَ في أَمانِ
فَقالَ أَعاشِقٌ وَيَخافُ رَمياً
جَبُنتَ وَما عَهِدتُكَ بِالجَبانِ
كَذاكَ الصَبُّ يَعذِرُ كُلَّ صَبٍّ
تَحَكَّم ما تَشاءُ وَفي ضَماني
فَكانَ تَحَكُّماً لا وِزرَ فيهِ
أَيَكتُبُهُ عَلَيَّ الكاتِبانِ
أَديرا الراحَ وَيحَكُما سُلافاً
فَإِن دارَت عَلَيَّ فَعاطِياني
ابن سهيل الأندلسي
الحمدان
03-04-2024, 09:35 PM
جاهَدتَ في تَمهيدِ حِمصٍ راحِلاً
عَنها وَزِنتَ فِنائَها فِناءَها
كَالنَجمِ حَلَّ مُحَسِّناً في أُفقِهِ
واِنقَضَّ مِنهُ حامِياً وَمُحَصَّنا
كَالسَيفِ أَغمِدهُ يَكُن لَكَ حِليَةً
أَو لا فَجَرِّدهُ يَكُن لَكَ مَأمَنا
كَالبَيتِ كانَ مِنَ القَصيدَةِ بَيتَها
واِزدادَ حُسناً حينَ جاءَ مُضَمَّنا
كَالغَيثِ في البَلَدِ المُحيلِ أَتى عَلى
حُسنِ الدُعاءِ وَسارَ عَن حُسنِ الثَنا
وَلَقَد تَهادَتكَ البِلادُ فَأَنتَ رَي
حانٌ هُناكَ وَأَنتَ نُوّارٌ هُنا
باراكَ قَومٌ في العُلا وَلِعِلَّةٍ
عَزَّ الجُمانُ إِذا الَحَصى لا يُقتَنى
زُجُّ القَناةِ مُشابِهٌ لِسِنانِها
حَتّى يَهُمَّ مُحارِبٌ أَن يُطعَنا
دَع مَن يُنازِعُكَ الغَناءَ فَإِنَّهُ
خَرِسٌ يُنازِعُ مَعبَداً حُسنَ الغِنا
ابن سهيل الأندلسي
الحمدان
03-04-2024, 09:36 PM
يَميناً بِديني إِنَّهُ الحُبُّ فيكَ أَو
بِقِبلَةِ نُسكي إِنَّهُ وَجهُكَ الحَسَن
لَحُبُّكَ مِن قَلبي وَإِن سَلَّطَ الضَنى
عَلى جَسَدي أَشفى مِنَ الروحِ لِلبَدَن
فَيا وَطَنَ السُلوانِ وَالعِشقِ غُربَةً
أَلا عَودَةً بِاللَهِ في ذَلِكَ الوَطَن
لَقَد طالَ حَربُ النَومِ فيكَ لِناظِري
أَلا هُدنَةً مِنهُ وَدَعها عَلى دَخَن
يَظُنُّ هَوى موسى بِأَنّي قَتيلُهُ
سَأَجعَلُ نَفسي فيهِ وَاللَهِ حَيثُ ظَنّ
ابن سهيل الأندلسي
العصر المملوكي
الحمدان
03-04-2024, 09:36 PM
ضَمانٌ عَلى عَينَيكَ أَنِّيَ عانِ
صَرَفتُ إِلى أَيدي العَناءِ عِناني
وَقَد كُنتُ أَرجو الوَصلَ نَيلَ غَنيمَةٍ
فَحَسبِيَ فيهِ اليَومَ نَيلُ أَمانِ
أَطَعتُ هَوى طَرفي لِحَتفي لَو أَنَّي
غَضَضتُ جُفوني ما عَضَضتُ بَناني
وَمَن لي بِجِسمٍ أَشتَكي مِنهُ بِالضَنى
وَقَلبٍ فَأَشكو مِنهُ بِالخَفَقانِ
وَما عِشتُ حَتّى الآنَ إِلّا لِأَنَّني
خَفيتُ فَلَم يَدرِ الحِمامُ مَكاني
وَلَو أَنَّ عُمري عُمرُ نوحٍ وَبِعتُهُ
بِساعَةِ وَصلٍ مِنكَ قُلتُ كَفاني
وَما ماءُ ذاكَ الثَغرِ عِندي غالِياً
بِماءِ شَبابي وَاِقتِبالِ زَماني
إِذا اليَأسُ ناجى النَفسَ مِنكَ بِلَن وَلا
أَجابَت ظُنوني رُبَّما وَعَساني
خَليلَيَّ عِندي لِلسُلُوِّ بَلادَةٌ
فَإِن شِئتُما عِلمَ الهَوى فَسَلاني
خُذا عَدَداً مَن ماتَ مِن أَوَّلِ الهَوى
فَإِن كانَ فَرداً فَاِحسُباني ثاني
فَإِن قالَ شَخصٌ أَينَ أَعشَقُ عاشِقٍ
تَخَيَّلتُهُ دونَ الأَنامِ عَناني
مَراضِعُ موسى أَو وِصالُ سَمِيَّهِ
نَظيرانِ في التَحريمِ يَشتَبِهانِ
أَقولُ وَقَد طالَ السُهادُ بِذِكرِهِ
وَقَد كَلَّ نَسرُ الشُهبِ بِالطَيَرانِ
وَقَد خَفَقَ البَرقُ الطَروبُ كَأَنَّهُ
حُسامُ شُجاعٍ أَو فُؤادُ جَبانِ
يَشُقُّ حِدادَ اللَيلِ مِنهُ بِراحَةٍ
مُخَضَّبَةٍ أَو دِرعَهُ بِسِنانِ
تَراءى لِعَيني خُلَّباً وَاِنتَجَعتُهُ
فَأَمطَرَني مِن مُقلَتي وَسَقاني
أَشارَ تِجاهي بِالسَلامِ فَلَو دَعا
بِها البَرقُ قَبلي عاشِقاً لَدَعاني
فَبِتُّ بِأَشواقي قَتيلاً وَإِنَّما
نَجيعِيَ دَمعي فاضَ أَحمَرَ قانِ
كَأَنَّ نُجومَ اللَيلِ حَولي مَآتِمٌ
غُرابُ الدُجى ما بَينَهُنَّ نَعاني
خَرَرتُ لِذِكراهُ عَلى التُربِ ساجِداً
فَإِن لاحَ مِن قُربٍ فَكَيفَ تَراني
ابن سهيل الاندلسي
الحمدان
03-04-2024, 09:52 PM
أَحِنُّ إِلى دَهرٍ مَضَى غَيرَ عَائِدِ
حزينٌ على ذِكرَى حبيبٍ مُعَانِدِ
وَأَرقُبُ مِنهُ الوَصلَ بَعدَ قَطِيعَةٍ
وما لي على الأَحزَانِ مِن رِفْدِ رَافِدِ
وأَبكي وَحِيدًا في ليالِ مَوَاجِعٍ
وَقَومِيَ حَولِي بَينَ سَاهٍ وَرَاقِدِ
...
الحمدان
03-04-2024, 10:02 PM
أسرتِ وحررتِ الفتى بجمالك
فليس بمملوك وليس بمالك
تحرر من ظلم الحسان وإن غدى
متى يرى حسنا قاسه بمثالك
قتلت الفتى لما تجنبت قتله
وسرت وهذي روحه في رحالك
ويعلم إن يسألك تعطيه روحه
ولكن يذوق الموت دون سؤالك
وكم غالب في الحرب ليس بغالب
وكم هالك في الحرب ليس بهالك
أحلّ لك العشاق سفك دمائهم
فما العفو عنهم بعدها بحلالك
ووجهك إنّ الشمسَ ليست منيرة
وشعرك إن الليلَ ليس بحالك
وعينيك لو أحييتنا بعد موتنا
ولم تعشقينا ما رضينا بذلك
تميم البرغوثي
الحمدان
03-04-2024, 10:04 PM
فتمنّعنا وفينا رغبةٌ
وجَفلنا رغم أنّا في انجذاب
وخشينا تعترينا لهفةٌ
ثمّ نكبو، فصددنا كلّ بابْ
وجفا القلب الذي لو كنتَ من
موتهِ ناديتهُ لبّى وآبْ
....
الحمدان
03-04-2024, 10:07 PM
يا ليتَ أنّكَ مِنْ عُمومِ قبيلتي
أو ليتَ أنَّكَ من أخصِّ قرابتي
ياليت أُمِّي في عيونك خالةٌ
أو ليت أُمَّكَ في القرابةِ عمّتي
أو ليت تجمعنا عروق عمومةٍ
أو ليت بيتك واقعٌ في حارتي
ياليت يجمعنا جوارٌ دائما
او أنّ بلدتك الحبيبة بلدتي
....
الحمدان
03-04-2024, 10:11 PM
لا تَعتَبِ الدَّهرَ في حالٍ رماكَ بهِ
إنِ استردَّ فقِدْمًا طالما وَهَبَا
حاسِبْ زمانَكَ في حالَيْ تصرُّفِهِ
تجِدْهُ أعطاكَ أضعافَ الذي سَلَبا
واللهُ قد جعل الأيامَ دائرةٌ
فلا ترى راحةً تبقى ولا تَعَبَا
ورأسُ مالِكَ وهيَ الروحُ قَد سَلِمَت
لا تأسفنَّ لشيءٍ بعدها ذَهَبَا
بهاء الدين زهير
الحمدان
03-04-2024, 10:14 PM
دع الأيام تفعلُ ما تشاءُ
وطب نفساً إذا حكم القضاءُ
ولا تجزع لنازلة الليالي
فما لحوادث الدنيا بقاءُ
وكن رجُلاً على الأهوال جلداً
وشيمتك السماحة والوفاءُ
الشافعي
الحمدان
03-04-2024, 10:18 PM
لماذا اراكَ على كُل شيءٍ
بقايا ..بقايا؟
إذا جاءني الليل ألقاكَ طيفًا
وينساب عطرك بين الحنايا
لماذا أراك على كل وجهٌ
فأجري إليكَ.. وتأبى خطايا
وكم كنت أهربُ كي لا أراكَ
فألقاكَ نبضًا سرى في دمايا
فكيف النجوم هوت في التراب
وكيف العبير غدا كالشظايا
....
الحمدان
03-04-2024, 10:19 PM
وَلَمّا بَرَزنا لِلوَداعِ وَأَيقَنَت
نُفوسٌ دَهاها البَينُ ما اللَهُ صانِعُ
وَقفنا وَرُسلُ الشَوقِ بَيني وَبَينَها
حَواجِبُ أَدّت بثَّنا وَأَصابِعُ
فَلا حُزننا غَطّى عليه تَجلُّدٌ
وَلا حُسنُها غَطَّت عَلَيهِ البَراقِعُ
....
الحمدان
03-04-2024, 10:22 PM
أَلا لَيتَنا نَحيا جَميعاً وَإِن نَمُت
يُجاوِرُ في المَوتى ضَريحي ضَريحُها
فَما أَنا في طولِ الحَياةِ بِراغِبٍ
إِذا قيلَ قَد سوّي عَلَيها صَفيحُها
أَظَلُّ نَهاري مُستَهاماً وَيَلتَقي
مَعَ اللَيلِ روحي في المَنامِ وَروحُها
....
الحمدان
03-04-2024, 10:23 PM
وَأَشهَى الوصلِ مَا كَانَ اختِلَاسًا
وَخَيرُ الحُبِّ مَا فيهِ احتِشَامُ
وَمَا أحلَى الوصالَ لَو أنَّ شيئًا
مِنَ الدُّنيا لِلَذَّتِهِ دوامُ
بكيتُ مِنَ الفراقِ بغيرِ أرضِي
وقَد يبكِي الغريبُ المُستَهامُ
أَعَاذِلَتِي، وقَد فارقتُ إِلفِي:
أمِثلِي في صَبَابَتِهِ يُلَامُ؟!
أَأَفقِدُهُ فلا أبكِي عليهِ؟
يكونُ أرقُّ مِن قَلبِي الحَمَامُ
....
الحمدان
03-05-2024, 02:12 PM
لأنَّكَ الله لا يأسٌ سيهزمُني
فأنتَ أنتَ غياثي في المُلِماتِ
لأنَّكَ الله فالآمالُ مُشرِقةٌ
مَهما تطاولَ حَوليْ لَيليَ العاتي
لأنَّكَ الله لا أرجو سواكَ وهَلْ
إلاّكَ يسمعُ يا مولايْ آهاتي؟!
إلى رحِابكَ قد يَمَّمتُ يا أمَلِي
فأنتَ وحدَكَ تَقضيْ كُلَّ حاجاتي
الحمدان
03-05-2024, 06:45 PM
حتَّى مـَتى أنتَ في لهوٍ وفي لَعبٍ
والمــوتُ نـحوَكـَ يَـهوي فاغِـرًا فـاهُ
ما كــلُّ ما يَـتمنَّى المـرءُ يُــدرِكُهُ
رُبَّ امـرىءٍ حــتفُهُ فـيما تمنَّــاهُ
كـم مِن فـتىً قد دَنـتْ للمـوتِ رِحلتُهُ
وَخـيرُ زادِ الفـتى للـموتِ تـَـقواهُ
ما أقـربَ المـوتَ في الدُّنـيا وأفــظَعَهُ
وما أمَــرَّ جـَنى الـدُّنـيا وأحــلاهُ
أبو العتاهية
الحمدان
03-05-2024, 06:50 PM
تُنَاجِيكَ أَجْدَاثٌ وَهُنَّ سُكُوتُ
وَسُكَّانُهَا تَحْتَ التُّرَابِ خُفُوتُ
أَيَا جَامِعَ الدُّنْيَا لِغَيْرِ بَلَاغَةٍ
لِمَنْ تَجْمَعُ الدُّنْيَا وَأَنْتَ تَمُوتُ
الحمدان
03-05-2024, 07:23 PM
يَـا رَبِّ حَمْدًا لَيسَ غَيرُكَ يُحمَدُ
يَـا مَن لَهُ كُلُّ الخَلائِقِ تَصمُدُ
أبوَابُ غَيرُكَ رَبِّنَا قَد أُوصِدَت
وَرَأيتُ بَابِكَ وَاسِعَاً لا يُوصَدُ
الحمدان
03-05-2024, 07:24 PM
ㅤ
رَبَّاهُ.. فَارَقَنِي الأحِبَّةُ كُلُّهُم،
وبَقَيتُ فِي ظُلَمِ الكُرُوبِ وَحِيدَا..
خُذنِي إلَيكَ.. الدَّمعُ أرَّقَ مُقلَتِي؛
أحيَا بِجَنَّاتِ الخُلُودِ سَعِيدَا..
إنِّي اعتَصَمتُ بِحَبلِكَ.. اللَّهُمَّ لَا..
تَخذُل ضَعِيفًا خَائِفًا وطَرِيدَا!
ورَجَوتُكَ اللَّهُمَّ مِيتَةَ "حَمزَةٍ"،
أرقَىٰ بِهَا نَحوَ السَّمَاءِ شَهِيدَا..
حُزنِي وآلَامِي.. وأنَّةُ خَافِقِي،
وشُرُودُ فِكرِي أن أبِيتَ شَرِيدَا!
بَوحِي.. وآمَالِي يُشَتِّتُهَا الهَوَىٰ،
أم بُحَّةُ الصَّوتِ الحَزِينِ هُجُودَا!
دَمعِي يُمَازِجُهُ دَمِي.. فَكَأنَّمَا،
تَكوِي الدُّمُوعُ إذَا تَفِيضُ وَرِيدَا!
....
الحمدان
03-06-2024, 04:58 PM
ويهزُني شوقٌ اليكَ أصدّه
فيعودُ أقوى إذ صدَدّتُ ويكبَرُ
وأُشيحُ عنكَ نواظري لكنني
في خِلسةٍ أهفو اليكَ وانظرُ
الحمدان
03-06-2024, 05:12 PM
زمـانـك ياصديقي سـال حِـقدَا
وفـيه الـشوك قـد زرعـوه عَـمدَا
فــإن حـاولـت زرع الورد يـوما
تــرى الأشــواك أزواجًــا وفــردَا
فكيف تـعيش فـي زمـن قـبيحٍ
بــه لـلـحقد بــات الـنـاس جُـندَا
تـحـآول فـيـه أ ن تـبـ ني جـميلا
وتــزرع فـي دروب الحب وردا
وإن الـقـبيح أصـبـح نـهـج عـصر
وبــعــدك لــلــذي تـبـنـيـه هـَــدَّا
إذا مـارمـت نـشـر الحــب يـوما
وقـلـبك بـالـجمال هـمـى ومَــدَّا
يـحـاربك الـقـبيح بـكـل صِـلـفٍ
ويـجعل منك حيث مضيت نِدَّا
وتـمـلأ دربــك الأشــواك حـتـى
تــرى ان إنـطوائِكَ صـار أجْـدَى
الحمدان
03-07-2024, 09:12 PM
إِن شِئتَ غُفرَان الذُّنُوبِ عُمُومَا
أو شِئتَ أن تُكفَى أذًى وهمُومَا
فاعمَل بقولِ اللهِ فِي قُرآنِه
{صَلُّوا عَلَيْه وَسَلِّمُوا تَسْلِيْمَا}
صَلَّى عليكَ اللهُ يَا مَن ذِكرُه
طِبٌّ يُدَاوِي في الفؤادِ كُلُومَا
الحمدان
03-07-2024, 10:32 PM
إنَّ الصَّلاةَ على النبيِّ وسيلةٌ
فيها النَّجاةُ لكلِّ عَبدٍ مُسلِمِ
صَلُّوا على القمرِ المُنيرِ فإنهُ
نُورٌ تبدَّى في الغمامِ المُظلمِ
الحمدان
03-08-2024, 07:25 PM
كن بلسما فالجارحون كثيرُ
ومواسيا إنّ الزمانَ مريرُ!
كن طيِّبَ الآثارِ إنك راحلٌ
فلعلها يومَ النشور تُجيرُ
الحمدان
03-08-2024, 07:38 PM
وتشاء أنت من البَشائِر قَطرة
ويشاء ربك أن يُغِيثَك بالمطر
وتشاء انت من الأماني نَجْمة
ويشاءُ ربك أن يُناولَكَ القَمر
وتَشاءُ أنت من الحياةِ غَنِمةً
ويشاء رَبٌك أن يَسُوقَ لَكَ الدُرر
الحمدان
03-08-2024, 07:41 PM
لكَ الأرواحُ يارمضَانُ تُهفُـو
وتَغتسِلُ النُّفوسُ وتَستَقِيمُ
لَئِن أقبَلـتَ مُشتَـــاقاً إليــنا
فَمِلءُ قُلوبِنَــا شَوقٌ عَظِيـمُ
الحمدان
03-08-2024, 07:44 PM
يا نفس أمَّا الورعون فقد جدّوا
وأما الخائفون فقد استعدوا
وأما الصالحون فقد راحوا
وأما الواعظون فقد صاحوا
يا نفس اتعبي قليلًا تستريحي
في الفردوسِ كثيرًا
ابن الجوزي | الياقوتة
الحمدان
03-08-2024, 07:54 PM
أجارتنا بالغدر والركب متهم
أيعلم خال كيف بات المتيم
رحلتم وعمر الليل فينا وفيكم
سواءً ولكن ساهرات ونوم
تناءيتم من ظاعنين وخلفوا
قلوباً أبت أن تعرف الصبر عنهم
ولما جلى التوديع عما حذرته
ولا زال نظرة تتغنم
بكيت على الوادي فحرمت ماؤه
وكيف يحل الماء أكثره دم
الحمدان
03-08-2024, 07:55 PM
أنوح على نفسي وأبكي خطيئةً
تقود خطايا أثقلت مني الظهرا
فيا لذة كانت قليل بقاؤها
ويا حسرةً دامت ولم تبق لي عذرا
الحمدان
03-09-2024, 03:14 PM
يا خيرَ من صعدَ المنابر واعتلى
والزَّيغُ بعد مقالَةٍ منه انْجلى
بحرُ البلاغةِ يستقي من حوضكم
وكذا البيانُ وكلُّ قولٍ قد عَلا
صلَّى عليك اللَّه ما داعٍ دعا
أو رام حفظًا من حديثٍ أو تَلا
الحمدان
03-09-2024, 03:16 PM
بمحمدٍ حرفي يطيبُ ويفخـرُ
فهو الرسولُ الهاشميُّ الأطهرُ
صـلَّى عـَليه اللَّهُ في عـلـيائــهِ
فعليه صلُّوا يا كـرامُ وأكثروا
الحمدان
03-10-2024, 11:06 PM
سَلامٌ عَلى الإِسلامِ بَعدَ مُحَمَّدٍ
سَلامٌ عَلى أَيّامِهِ النَضِراتِ
عَلى الدينِ وَالدُنيا عَلى العِلمِ وَالحِجا
عَلى البِرِّ وَالتَقوى عَلى الحَسَناتِ
لَقَد كُنتُ أَخشى عادِيَ المَوتِ قَبلَهُ
فَأَصبَحتُ أَخشى أَن تَطولَ حَياتي
فَوالَهفي وَالقَبرُ بَيني وَبَينَهُ
عَلى نَظرَةٍ مِن تِلكُمُ النَظَراتِ
وَقَفتُ عَلَيهِ حاسِرَ الرَأسِ خاشِعاً
كَأَنّي حِيالَ القَبرِ في عَرَفاتِ
لَقَد جَهِلوا قَدرَ الإِمامِ فَأَودَعوا
تَجاليدَهُ في موحِشٍ بِفَلاةِ
وَلَو ضَرَحوا بِالمَسجِدَينِ لَأَنزَلوا
بِخَيرِ بِقاعِ الأَرضِ خَيرَ رُفاتِ
تَبارَكتَ هَذا الدينُ دينُ مُحَمَّدٍ
أَيُترَكُ في الدُنيا بِغَيرِ حُماةِ
تَبارَكتَ هَذا عالِمُ الشَرقِ قَد قَضى
وَلانَت قَناةُ الدينِ لِلغَمَزاتِ
زَرَعتَ لَنا زَرعاً فَأَخرَجَ شَطأَهُ
وَبِنتُ وَلَمّا نَجتَنِ الثَمَراتِ
فَواهاً لَهُ أَلّا يُصيبَ مُوَفَّقاً
يُشارِفُهُ وَالأَرضُ غَيرُ مَواتِ
مَدَدنا إِلى الأَعلامِ بَعدَكَ راحَنا
فَرُدَّت إِلى أَعطافِنا صَفِراتِ
وَجالَت بِنا تَبغي سِواكَ عُيونُنا
فَعُدنَ وَآثَرنَ العَمى شَرِقاتِ
وَآذَوكَ في ذاتِ الإِلَهِ وَأَنكَروا
مَكانَكَ حَتّى سَوَّدوا الصَفَحاتِ
رَأَيتَ الأَذى في جانِبِ اللَهِ لَذَّةً
وَرُحتَ وَلَم تَهمُم لَهُ بِشَكاةِ
لَقَد كُنتَ فيهِم كَوكَباً في غَياهِبٍ
وَمَعرِفَةٍ في أَنفُسٍ نَكِراتِ
أَبَنتَ لَنا التَنزيلَ حُكماً وَحِكمَةً
وَفَرَّقتَ بَينَ النورِ وَالظُلُماتِ
وَوَفَّقتَ بَينَ الدينِ وَالعِلمِ وَالحِجا
فَأَطلَعتَ نوراً مِن ثَلاثِ جِهاتِ
وَقَفتَ لِهانوتو وَرينانَ وَقفَةً
أَمَدَّكَ فيها الروحُ بِالنَفَحاتِ
وَخِفتَ مَقامَ اللَهِ في كُلِّ مَوقِفٍ
فَخافَكَ أَهلُ الشَكِّ وَالنَزَغاتِ
حافظ ابراهيم
الحمدان
03-10-2024, 11:06 PM
طوفوا بِأَركانِ هَذا القَبرِ وَاِستَلِموا
وَاِقضوا هُنالِكَ ما تَقضي بِهِ الذِمَمُ
هُنا جَنانٌ تَعالى اللَهُ بارِئُهُ
ضاقَت بِآمالِهِ الأَقدارُ وَالهِمَمُ
هُنا فَمٌ وَبَنانٌ لاحَ بَينَهُما
في الشَرقِ فَجرٌ تُحَيّي ضَوءَهُ الأُمَمُ
هُنا فَمٌ وَبَنانٌ طالَما نَثَرا
نَثراً تَسيرُ بِهِ الأَمثالُ وَالحِكَمُ
هُنا الكَمِيُّ الَّذي شادَت عَزائِمُهُ
لِطالِبِ الحَقِّ رُكناً لَيسَ يَنهَدِمُ
هُنا الشَهيدُ هُنا رَبُّ اللِواءِ هُنا
حامي الذِمارِ هُنا الشَهمُ الَّذي عَلِموا
يا أَيُّها النائِمُ الهاني بِمَضجَعِهِ
لِيَهنِكَ النَومُ لا هَمٌّ وَلا سَقَمُ
باتَت تُسائِلُنا في كُلِّ نازِلَةٍ
عَنكَ المَنابِرُ وَالقِرطاسُ وَالقَلَمُ
تَرَكتَ فينا فَراغاً لَيسَ يَشغَلُهُ
إِلّا أَبِيٌّ ذَكِيُّ القَلبِ مُضطَرِمُ
مُنَفَّرُ النَومِ سَبّاقٌ لِغايَتِهِ
آثارُهُ عَمَمٌ آمالُهُ أَمَمُ
إِنّي أَرى وَفُؤادي لَيسَ يَكذِبُني
روحاً يَحُفُّ بِها الإِكبارُ وَالعِظَمُ
أَرى جَلالاً أَرى نوراً أَرى مَلَكاً
أَرى مُحَيّاً يُحَيّينا وَيَبتَسِمُ
اللَهُ أَكبَرُ هَذا الوَجهُ أَعرِفُهُ
هَذا فَتى النيلِ هَذا المُفرَدُ العَلَمُ
غُضّوا العُيونَ وَحَيّوهُ تَحِيَّتَهُ
مِنَ القُلوبِ إِذا لَم تُسعِدِ الكَلِمُ
وَأَقسِموا أَن تَذودوا عَن مَبادِئِهِ
فَنَحنُ في مَوقِفٍ يَحلو بِهِ القَسَمُ
لَبَّيكَ نَحنُ الأُلى حَرَّكتَ أَنفُسَهُم
لَمّا سَكَنتَ وَلَمّا غالَكَ العَدَمُ
جِئنا نُؤَدّي حِساباً عَن مَواقِفِنا
وَنَستَمِدُّ وَنَستَعدي وَنَحتَكِمُ
قيلَ اِسكُتوا فَسَكَتنا ثُمَّ أَنطَقَنا
عَسفُ الجُفاةِ وَأَعلى صَوتَنا الأَلَمُ
قَدِ اِتُّهِمنا وَلَمّا نَطَّلِب جَلَلاً
إِنَّ الضَعيفَ عَلى الحالَينِ مُتَّهَمُ
قالوا لَقَد ظَلَموا بِالحَقِّ أَنفُسَهُم
وَاللَهُ يَعلَمُ أَنَّ الظالِمينَ هُمُ
إِذا سَكَتنا تَناجَوا تِلكَ عادَتُهُم
وَإِن نَطَقنا تَنادَوا فِتنَةٌ عَمَمُ
قَد مَرَّ عامٌ بِنا وَالأَمرُ يَحزُبُنا
آناً وَآوِنَةً تَنتابُنا النِقَمُ
فَالناسُ في شِدَّةٍ وَالدَهرُ في كَلَبٍ
وَالعَيشُ قَد حارَ فيهِ الحاذِقُ الفَهِمُ
وَلِلسِياسَةِ فينا كُلَّ آوِنَةٍ
لَونٌ جَديدٌ وَعَهدٌ لَيسَ يُحتَرَمُ
بَينا نَرى جَمرَها تُخشى مَلامِسُهُ
إِذا بِهِ عِندَ لَمسِ المُصطَلي فَحَمُ
تُصغي لِأَصواتِنا طَوراً لِتَخدَعَنا
وَتارَةً يَزدَهيها الكِبرُ وَالصَمَمُ
فَمِن مُلايَنَةٍ أَستارُها خُدَعٌ
إِلى مُصالَبَةٍ أَستارُها وَهَمُ
ماذا يُريدونَ لا قَرَّت عُيونُهُمُ
إِنَّ الكِنانَةَ لا يُطوى لَها عَلَمُ
كَم أُمَّةٍ رَغِبَت فيها فَما رَسَخَت
لَها عَلى حَولِها في أَرضِها قَدَمُ
ما كانَ رَبُّكَ رَبُّ البَيتِ تارِكَها
وَهيَ الَّتي بِحِبالٍ مِنهُ تَعتَصِمُ
لَبَّيكَ إِنّا عَلى ما كُنتَ تَعهَدُهُ
حَتّى نَسودَ وَحَتّى تَشهَدَ الأُمَمُ
فَيَعلَمَ النيلُ أَنّا خَيرُ مَن وَرَدوا
وَيَستَطيلَ اِختِيالاً ذَلِكَ الهَرَمُ
هَذا الغِراسُ الَّذي والَيتَ مَنبِتَهُ
بِخَيرِ ما والَتِ الأَضواءُ وَالنَسَمُ
أَمسى وَأَضحى وَعَينُ اللَهِ تَحرُسُهُ
حَتّى نَما وَحَلاهُ المَجدُ وَالشَمَمُ
فَاُنظُر إِلَيهِ وَقَد طالَت بَواسِقُهُ
تَهنَأ بِهِ وَلِأَنفِ الحاسِدِ الرَغَمُ
يا أَيُّها النَشءُ سيروا في طَريقَتِهِ
وَثابِروا رَضِيَ الأَعداءُ أَو نَقِموا
فَكُلُّكُم مُصطَفى لَو سارَ سيرَتَهُ
وَكُلُّكُم كامِلٌ لَو جازَهُ السَأَمُ
قَد كانَ لا وانِياً يَوماً وَلا وَكِلاً
يَستَقبِلُ الخَطبَ بَسّاماً وَيَقتَحِمُ
وَأَنتَ يا قَبرُ قَد جِئنا عَلى ظَمَإٍ
فَجُد لَنا بِجَوابٍ جادَكَ الدِيَمُ
أَينَ الشَبابُ الَّذي أودِعتَ نَضرَتَهُ
أَينَ الخِلالُ رَعاكَ اللَهُ وَالشِيَمُ
وَما صَنَعتَ بِآمالٍ لَنا طُوِيَت
يا قَبرُ فيكَ وَعَفّى رَسمَها القِدَمُ
أَلا جَوابٌ يُرَوّي مِن جَوانِحِنا
ما لِلقُبورِ إِذا ما نودِيَت تَجِمُ
نَم أَنتَ يَكفيكَ ما عانَيتَ مِن تَعَبٍ
فَنَحنُ في يَقظَةٍ وَالشَملُ مُلتَئِمُ
هَذا لِواؤُكَ خَفّاقٌ يُظَلِّلُنا
وَذاكَ شَخصُكَ في الأَكبادِ مُرتَسِمُ
حافظ ابراهيم
مصر
الحمدان
03-11-2024, 09:55 PM
أَلا هَل أَتى عَنّا سُعادَ وَدونَها
مَهامِهُ بيدٍ تَعتَلي بالصَعالِكِ
بِأَنّا صَبَحنا القَومَ في حُرَّ دارِهِم
حِمامَ المَنايا بِالسُيوفِ البَواتِكِ
قَتَلنا بعَمرو مِنهُمُ خَيرَ فارِسٍ
يَزيدَ وَسَعداً وَاِبنَ عَوفٍ بِمالِكِ
ظَلَلنا نُفَرّي بِالسُيوفِ رُؤوسَهُم
وَنَرشُقُهُم بِالنَبلِ بَينَ الدَكادِكِ
الشنفره
الحمدان
03-11-2024, 09:56 PM
يا صاحِبَيَّ هَلِ الحِذارُ مُسَلِّمي
أَو هل لِحَتفِ مَنِيَّةٍ مِن مَصرِفِ
إِنِّي لأَعلَمُ أَنَّ حَتفِيَ في التي
أَخشى لَدى الشُّربِ القَليلِ المُنزِفِ
الشنفره
الحمدان
03-11-2024, 09:56 PM
وَنائِحَةٍ أَوحَيتُ في الصُبح سَمعَها
فَريعَ فُؤادي وَاِشمَأَزَّ وَأَنكَرا
فَخَفَّضتُ جَأشي ثُمَّ قُلتُ حَمامَةٌ
دَعَت ساقَ حُرٍّ في حَمامٍ تَنَفَّرا
وَمَقرونَةٍ شِمالُها بِيَمينِها
أُجَنَّبُ بَزّي ماؤُها قَد تَقَصَّرا
وَنَعلٍ كَأَشلاءِ السُمانى تَرَكتُها
عَلى جَنبِ مَورٍ كَالنَحيزَةِ أَغبَرا
فَإِن لا تَزُرني حَتَفتي أَو تُلاقِني
أَمَشّي بِدَهوٍ أَو عِدافٍ بَنَوُّرا
أُمَشّي بِأَطرافِ الحَماطِ وَتارَةً
تُنَفَّصُ رِجلي بُسبُطاً فَعَصَنصَرا
أُبَغّي بَني صَعبِ بنِ مُرٍّ بِلادَهُم
وَسَوفَ أُلاقيهِم إِن اللَهُ أَخَّرا
وَيَوماً بِذاتِ الرَسَّ أَو بَطنِ مِنجَلٍ
هُنالِكَ نَبغي القاصِيَ المُتَغَوَّرا
الشنفره
الحمدان
03-11-2024, 09:56 PM
ومَن يَكُ مثلي يَلقَهُ المَوتُ خالياً
منَ المالِ والأهلين في رَأسِ فَدفَدِ
أَلا لَيتَ شِعري أَيّ دَخلٍ يُصيبُني
وإنَّ ذنوبي تَلقَني وهو مَوعِدي
سَعَيتُ لعبدِ اللَّهِ بَعضَ حَشاشَتي
وَنِلتُ حِزاماً مُهدياً بِمُهَنَّدي
وَإنِّي لَذو أَنفٍ حَمِيٍّ مُرَقَّعٍ
وَإنَّ لَثَأري حيثُ كنتُ بِمَرصَدِ
وقالوا أَخوكُم جَهرَةً وابنُ عَمِّكُم
ألا فَاجعَلوني مَثلاً بَعد أبعَدِ
أَنا ابنُ الأُلى شدُّوا وَراءَ أَكُفِّهِم
وَلَستُ بِفَقعِ القاعِ من بَين قُردُدِ
أَضَعتُم أَبي قتلاً فَكُنتُم بِثَأرِهِ
عَلى قَومِكُم يا آلَ عَمرِو بن مَرثَدِ
فَها أَنَذا كَاللَّيثِ يَحمي عَرينَه
وَإن كُنتُ عانٍ في وِثاقي مُصَفَّدِ
فَإِن تَقطَعوا كَفِّي أَلا رُبَّ ضَربَةٍ
ضَرَبتُ وَقَلبي ثابِتٌ غير مُرعِدِ
أَضَعتُم أَبي إذ مالَ شِقُّ وِسادِه
عَلى جَنَفٍ قد ضاعَ مَن لَم يُوَسَّدِ
فَإِن تَطعَنوا الشَّيخَ الذي لم تُفَوِّقوا
مَنِيَّتَهُ وَغِبتُ إِذ لَم أُشَهَّدِ
فَطَعنَةُ خِلس مِنكُمُ قَد تَركتُها
تَمجُّ عَلى أَقطارِها سُمَّ أَسودِ
فَإِن تَقتُلوني تَقتُلوا غَيرَ ناكِصٍ
ولا يرم هام عَلَى الحيرِ مُلهَدِ
أَلا فَاقتُلوني إِنَّني غَيرُ رَاجِعٍ
إِلَيكُم وَلا أُعطي عَلَى الذُّلِّ مِقوَدي
الشنفره
الحمدان
03-11-2024, 09:57 PM
وَمُستَبسِلٍ ضافي القَميصِ ضَمَمتُهُ
بِأَزرَقَ لا نِكسٍ وَلا مُتَعَوَجِ
عَليهِ نَسارِيٌّ عَلى خوطِ نَبعَةٍ
وَفوقٍ كَعُرقوبِ القَطاةِ مُدَحرَجِ
وَقارَبتُ مِن كَفَّيَّ ثُمَّ نَزَعتُها
بِنَزعٍ إِذا ما اِستُكرِهَ النَزعُ مُحلِجِ
فَصاحَت بِكَفَّيَّ صَيحَةً ثُمَّ راجَعَت
أَنينَ المَريضِ ذي الجِراحِ المُشَجَّجِ
الشنفره
الحمدان
03-11-2024, 09:57 PM
أَلا أَمُّ عَمرو أَجمَعَت فَاِستَقَلَّتِ
وَما وَدَّعَت جيرانَها إِذ تَوَلَّتِ
وَقَد سَبَقَتنا أُمُّ عَمرو بِأَمرِها
وَكَانَت بِأَعناقِ المَطِيَّ أَظَلَّتِ
بِعَينَيَّ ما أَمسَت فَباتَت فَأَصبحَتَ
فَقَضَّت أُموراً فَاِستَقَلَّت فَوَلَّتِ
فَوَا كَبِدا عَلى أُمَيمَةَ بَعدَما
طَمِعتُ فَهَبها نِعمَةَ العَيشِ زَلَّتِ
فَيا جارَتي وَأَنتِ غَيرُ مُليمَةٍ
إِذ ذُكِرتُ وَلا بِذاتِ تَقَلَّتِ
لَقَد أَعجَبَتني لا سَقوطاً قِناعُها
إِذا ما مَشَت وَلا بِذاتِ تَلَفُّتِ
تَبيتُ بُعَيدَ النَومِ تُهدي غَبوقَها
لِجارَتِها إِذا الهَدِيَّةُ قَلَّتِ
تَحُلُّ بِمَنجاةٍ مِنَ اللَومِ بَيتَها
إِذا ما بُيوتٌ بِالمَذَمَّةِ حُلَّتِ
كَأَنَّ لَها في الأَرضِ نِسياً تَقُصُّهُ
عَلى أَمَّها وَإِن تُكَلَّمكَ تَبلَتِ
أُمَيمَةُ لا يُخزى نَثاها حَليلَها
إِذا ذُكَرِ النِسوانُ عَفَّت وَجَلَّتِ
إِذا هُوَ أَمسى آبَ قُرَّةَ عَينِهِ
مَآبَ السَعيدِ لَم يَسَل أَينَ ظَلَّتِ
فَدَقَّت وَجَلَّت وَاِسبَكَرَّت وَأُكمِلَت
فَلَو جُنَّ إِنسانٌ مِنَ الحُسنِ جُنَّتِ
فَبِتنا كَأَنَّ البَيتَ حُجَّرَ فَوقَنا
بِرَيحانَةٍ ريحَت عِشاءً وَطَلَّتِ
بِرَيحانَةٍ مِن بَطنِ حَليَةَ نَوَّرَت
لَها أَرَجٌ ما حَولَها غَيرُ مُسنِتِ
وَباضِعَةٍ حُمرِ القِسِيَّ بَعَثتُها
وَمَن يَغزُ يَغنَم مَرَّةً وَيُشَمَّتِ
خَرَجنا مِنَ الوادي الَّذي بَينَ مِشعَلٍ
وَبَينَ الجَبا هَيهاتَ أَنشَأتُ سُرَبتي
أُمَشّي عَلى الأَرضِ الَّتي لَن تَضُرَّني
لِأَنكِيَ قَوماً أَو أُصادِفَ حُمَّتي
أُمَشّي عَلى أَينِ الغَزاةِ وَبُعدَها
يُقَرَّبُني مِنها رَواحي وَغُدوَتي
وَأُمَّ عِيالٍ قَد شَهِدتُ تَقوتُهُم
إِذا أَطعَمَتهُم أَوتَحَت وَأَقَلَّتِ
تَخافُ عَلَينا العَيلَ إِن هِيَ أَكثَرَت
وَنَحنُ جِياعٌ أَيَّ آلٍ تَأَلَّتِ
وَما إِن بِها ضِنُّ بِما في وِعائِها
وَلَكِنَّها مِن خيفَةِ الجوعِ أَبقَتِ
مُصَعِلكَةٌ لا يَقصُرُ السِترُ دونَها
وَلا تُرتَجى لِلبَيتِ إِن لَم تُبَيَّتِ
لَها وَفضَةٌ مِنها ثَلاثونَ سَيحَفاً
إِذا آنَسَت أولى العَدِيَّ اقشَعَرَّتِ
وَتَأتي العَدِيَّ بارِزاً نِصفُ ساقِها
تَجولُ كَعَيرِ العانَةِ المُتَلَفَّتِ
إِذا فَزِعوا طارَت بِأَبيَضَ صارِمٍ
وَرامَت بِما في جَفرِها ثُمَّ سَلَّتِ
حُسامٌ كَلَونِ المِلح صافٍ حَديدُهُ
جُرازٍ كَأَقطاع الغَدير المُنَعَّتِ
تَراها أمامَ الحَيِّ حينَ تَشايَحوا
لدى مَنكِبَيها كُلُّ أبيَضَ مُصلِتِ
تَراها كَأَذنابِ الحَسيلِ صَوادِراً
وَقَد نَهِلَت مِنَ الدِماءِ وَعَلَّتِ
قَتَلنا قَتيلاً مُهدِياً بِمُلَبَّدٍ
جِمارَ مِنًى وَسطَ الحَجيج المُصَوَّتِ
فَإِن تُقبِلوا تُقبِل بِمَن نيلَ مِنهُمُ
وَإِن تُدبِروا فَأُمُّ مَن نيلَ فَيأتِ
جَزَينا سَلامانَ بنَ مُفرِجَ قَرضَها
بِما قَدَّمَت أَيديهِمُ وَأَزَلَّتِ
وَهُنَّئَ بي قَومٌ وَما إِن هَنَأتُهُم
وَأَصبَحتُ في قَومٍ وَلَيسوا بِمُنيَتي
شَفَينا بِعَبدِ اللَهِ بَعضَ غَليلِنا
وَعَوفٍ لَدى المَعدى أَوانَ اِستَهَلَّتِ
إِذا ما أَتَتني مِيتَتي لَم أُبالِها
وَلَم تُذرِ خالاتي الدُموعَ وَعَمَّتي
وَلَو لَم أَرِم في أَهلِ بَيتي قاعِداً
إِذَن جاءَني بَينَ العَمودَين حُمَّتي
أَلا لا تَعُدني إِن تَشَكَّيتُ خُلَّتي
شَفاني بِأَعلى ذي البُرَيقَين غَدَوتي
وَإنّي لَحُلوٌ إِن أُرِيَدت حَلاوَتي
وَمُرٌّ إِذا نَفسُ العَزوفِ استَمَرَّتِ
أَبيٌّ لِما آبي سَريعٌ مَباءَتي
إِلى كُلَّ نَفسٍ تَنتَحي في مَسَرَّتي
الشنفره
الحمدان
03-13-2024, 09:26 PM
خاض بني هلال معارك كثيره ومن ضمنها معركه اصيب فيها الفارس ذياب بن غانم الزعبي وكان بني هلال في هذه المعركه ثلاثين رجل هرب منهم عشره وعشره خافوا ولم يتقدموا وتقدم لهم عشره منهم ابوزيد الهلالي وذياب بن غانم وسرور بن قايد وهو من فرسان بني هلال وكان العدو قد نصب كمين لبني هلال وجهز الف رجل للقاء بني هلال وبعد ان التقوا واشتبكوا تقدم واحد من العدو واسمه ( وهق ) وضرب ذياب ضربه جرحته وافقدته الوعي وعندما صحي انشد قصيده يمتدح فيها فعل جماعته الذين صمدوا ويذكر فعل عدوه وهق الذي اصابه يقول ذياب :
يقول الفتى الزعبي ذياب بن غانـم
لي راي ٍ اقسى من حديد المبـارد
ولي حربة ٍ سميتها (سـم ساعـه)
اعرض بها فالكـون ماكـان كايـد
حنا بلينـا فالخـلا بالـف فـارس
وحنـا ثلاثـيـن ولا زاد زايــد
اهل عشر منا تدب الخيـل بالقنـا
كز ٍ ليـا شـروا هشيـم الوقايـد
ابا زيد من ايمنهم وانا من شمالهم
كما النار لا شبت ببعض الحصايـد
واهل عشر منا هملوا روس خيلهم
واهل عشر منا موكديـن الشهايـد
ينخون خيـال ٍ بهـم مـا عرفتـه
يقولون يا وهق يـا ابـا العوايـد
ضربني وهق وانا مشيـح ٍ لغيـره
وليا الدرع غاد ٍ فوق متني بجايـد
ضربني برمح ٍ تسعة ابواع طولـه
وقنطاره اللي من ورى الباع زايـد
سديته بسماي وثوبـي ومشلحـي
ايضـا ولا سـده جميـع السدايـد
ولكن طاحت الدهما وانا طحت فوقها
يا طيحة ٍ مـا هـي لنـا بالعوايـد
ولكن قامت ا لدهما تومـي بعدتـه
وانا كما شن ٍ علـى القـاع بايـد
وانا رفعت الراس من بعـد سـدره
ليا الخيل يدبها سـرور بـن قايـد
على سرج قبا عندل بنـت عنـدل
مرفوعة الذرعان من خيـل قايـد
قل عشت يا قرم ٍ ثنـا دون ربعـه
بيوم ٍ بـه المسنـاد والـرد كايـد
حنا عصافير ٍ وابـا زيـد سـدره
نلوذ بـه عـن مرهفـات الحدايـد
ذياب ابن غانم
الحمدان
03-13-2024, 09:37 PM
رثت سعد ىبنت الزناتي ابوها في قصيده تقول فيها
تقول فتاة الحـيّ سعدى وهاضهـا
لهـا فـي ضعـون الباكييـن عـويـل
أيا سايلٍ عن قبـر الزناتـي خليفـه
خذالنعـت منـي لاتـكـون هبـيـل
تــراه العـالـي الــواردات وفـوقــه
من الربط عيّسـاوي بنـاه طويـل
وله يميل الغـور مـن سايـل النقـا
بهـالـواد شـــرقٍ والـبــراع دلـيــل
أيـا لهـف كبـدي يالزناتـي خليفـه
قـد كـان لعقـاب الجيـاد سلـيـل
قتيل لفتى الهيجاء ذياب بن غانم
جـراحـه كـأفـواه الـمــزاد تـسـيـل
ياجـارنـا مــات الـزنـاتـي خلـيـفـه
لاتــرحــل ألا ان يــريــد رحــيـــل
الحمدان
03-14-2024, 01:36 AM
يا نجد لاجاك الحيا صيحي لنا
وشبي لنا بدار المقوقي نار
يا نجد لاجاك الحيا وصي لنا
لازان وقتك وارسلي عمار
حلفت انا يا نجد ما ارخصك عندي
مير الدهر والوقت فينا جار
سبع سنين ما لمع فيك بارق
مات الحلال ويبست الأشجار
طاهر زمخشري
الحمدان
03-14-2024, 01:36 AM
ألا يا صبا نجد متى هجت من نجد
لقد زادني مسراك وجداً على وجد
رعى الله من نجد أناساً أحبهم
فلو نقضوا عهدي حفظت لهم ودي
سقى الله نجداً والمقيم بأرضها
سحابا غواد خاليات من الرعد
إذا هتفت ورقاء في رونق الضحى
على غصن بان أو غصون من الرند
بكيت كما يبكي الوليد ولم أكن
جليداً وأبديت الذي لم أكن أبدي
عبدالله بن الدمينة
الحمدان
03-14-2024, 01:38 AM
سقى الله نجدا والسلام على نجد
وياحبذا نجدا على النأي والبعد
نظرت إلى نجد وبغداد دونها
لعلي أرى نجدا وهيهات من نجد
ونجد بها قوم هواهم زيارتي
ولا شيء احلى من زيارتهم عندي
مروان الأصغر ابن أبي الجنوب
الحمدان
03-15-2024, 03:09 AM
"سقى اللهُ ليلًا ضَمَّني بعدَ فُرقةٍ
وأدنى فؤادي مِن فؤادِ مُعذِّبي
فبِتْنا جميعًا لو تُراقُ زُجاجةٌ
مِن الماءِ فيما بيننا، لَم تَسَرَّبِ
علي بن الجهم
الحمدان
03-15-2024, 03:09 AM
ما لنا في هذهِ الدُّنيا سِوى
بعضِنا فاشدُد لقلبِي أضلُعك
لا تخف فالليلُ لم يسهر سدىً
رُبما كان الضياءُ مطلعك
ها أنا آتيك طيفًا سادرًا
أدفُن الآلام حتى أرفعك
فإذا أشرقت مِن فوق الأسى
صحت من تحت الأسى ما أروعك
الحمدان
03-15-2024, 03:10 AM
سأنظرُ نحو دارِك حين أخشى
على كبدي التَّفتُّتَ مِن بعيدِ
كما نظرَ الأسيرُ إلى طليقٍ
يؤمُّ بلادَهُ لِحضورِ عيدِ
سيتْلَفُ في الهوى وَجْدًا فؤادي
ولو كانَ الفؤادُ مِن الحديدِ
الحمدان
03-15-2024, 03:10 AM
هَلْ مِنْ طَبِيبٍ لِدَاءِ الْحُبِّ أَوْ رَاقِي
يَشْفِي عَلِيلاً أَخَا حُزْنٍ وَإِيرَاقِ
قَدْ كَانَ أَبْقَى الْهَوَى مِنْ مُهْجَتِي رَمَقاً
حَتَّى جَرَى الْبَيْنُ فَاسْتَوْلَى عَلَى الْبَاقِي
حُزْنٌ بَرَانِي وَأَشْوَاقٌ رَعَتْ كَبِدِي
يَا وَيْحَ نَفْسِيَ مِنْ حُزْنٍ وَأَشْوَاقِ
أُكَلِّفُ النَّفْسَ صَبْرَاً وَهْيَ جَازِعَةٌ
وَالصَّبْرُ فِي الحُبِّ أَعْيَا كُلَّ مُشْتَاقِ
لا فِي سَرَنْدِيبَ لِي خِلٌّ أَلُوذُ بِهِ
وَلا أَنِيسٌ سِوَى هَمِّي وَإِطْرَاقِي
أَبِيتُ أَرْعَى نُجُومَ اللَّيْلِ مُرْتَفِقَاً
فِي قُنَّةٍ عَزَّ مَرْقَاهَا عَلَى الرَّاقِي
تَقَلَّدَتْ مِنْ جُمَانِ الشَّهْبِ مِنْطَقَةً
مَعْقُودَةً بِوِشَاحٍ غَيْرِ مِقْلاقِ
كَأَنَّ نَجْمَ الثُّرَيَّا وَهْوَ مُضْطَرِبٌ
دُونَ الْهِلالِ سِرَاجٌ لاحَ فِي طَاقِ
البارودي
الحمدان
03-15-2024, 03:11 AM
وسكنتَني حتى ظننتكَ أَجْمَعِيْ
وظننـتُني بَعْضًا يُمـثّلُ أَجْمَعَكْ
فكأنّ روحكَ حيَّةٌ في أضلعي
وكأنّ أنْفاسِي تُحرّكُ أضْلُعكْ
فإذا رآكَ النّاسُ تَمْشِي واحدًا
حيّوْك فَرْدًا ثُمّ حيّوْني معكْ
الحمدان
03-15-2024, 03:11 AM
تُرَى يا زَمَانَ الوَصلِ هَل أنتَ رَاجِعُ؟
وَهَل مَاضِيَ الأفعَالِ مِنكَ مُضارعُ؟
وَلَولاَ دُمُوعٌ أشعَلَ الجَمرُ بَاطِنِي
وَلَولاَ جَمَارِي أغرَقَتنِي المَدَامِعُ
وَمِثلِي كَثَكلَى فَارَقَت أنسَ حِبِّهَا
وَمِثلِيَ مُوسَى فَارَقَتهُ المَرَاضِعُ
ابن سهل الأندلسي
الحمدان
03-15-2024, 03:12 AM
أيْ بنيَّ اسمعْ وصايا جَمعتْ
حكماً خُصَّتْ بها خيرُ المللْ
اطلبِ العلمَ ولا تكسلْ فما
أبعدَ الخيرَ على أهلِ الكسلْ
واحتفلْ للفقهِ في الدينِ ولا
تشتغلْ عنهُ بمالٍ أوْ خَوَلْ
واهجرِ النومَ وحصِّلْهُ فَمَنْ
يعرفِ المطلوبَ يحقرْ ما بذلْ
لا تقلْ قدْ ذهبَتْ أربابُهُ
كلُّ مَنْ سارَ على الدربِ وصلْ
في ازديادِ العلمِ إرغامُ العِدى
وجمالُ العلمِ يا صاحِ العملْ
جمِّلِ المنطقَ بالنَّحوِ فَمَنْ
يُحرمِ الإعرابَ في النطقِ اختبلْ
وانظمِ الشعرَ ولازمْ مذهبي
فاطراحُ الرفدِ في الدنيا أقلْ
فهْوَ عنوانٌ على الفضلِ وما
أحسنَ الشعرَ إذا لمْ يُبتذلْ
ابن الوردي
الحمدان
03-15-2024, 03:12 AM
وَأَشهَى الوصلِ مَا كَانَ اختِلَاسًا
وَخَيرُ الحُبِّ مَا فيهِ احتِشَامُ
وَمَا أحلَى الوصالَ لَو أنَّ شيئًا
مِنَ الدُّنيا لِلَذَّتِهِ دوامُ
بكيتُ مِنَ الفراقِ بغيرِ أرضِي
وقَد يبكِي الغريبُ المُستَهامُ
أَعَاذِلَتِي، وقَد فارقتُ إِلفِي:
أمِثلِي في صَبَابَتِهِ يُلَامُ؟!
أَأَفقِدُهُ فلا أبكِي عليهِ؟
يكونُ أرقُّ مِن قَلبِي الحَمَامُ
الحمدان
03-15-2024, 03:13 AM
البرد أرق مضجعي وفؤادي
هو برد روحكِ يا ظعينَ سُهادي
صُبِّي عليَّ حميمَ عشقٍ مُغدقٍ
لا تتركيني في ثلوجِ رقادي
واستلِّ سيفكِ بالحنينِ مضرّجًا
فلتقتليني ولتقيمِ حِدادي
فلتمطريني أو تزولي جملةً
لا تكوني كالسّراب البادِ
الحمدان
03-16-2024, 01:32 AM
قُل للفُؤاد وقَد تَمادَى غَمُّه
مَالي أراك مُسَهّداً مَهمُوما
أومَا عَلِمتَ بأنّ ربَّكَ قَائلٌ
صَلُّوا عَليه وسَلِّمُوا تَسلِيمَا
فبِهَا يُفَرّجُ كلّ كرب فادِح
وتَكُونُ ذُخراً للمَعَاد عظيما
الحمدان
03-16-2024, 02:12 AM
نَصَرنا رَسولَ اللَهِ وَالدينَ عَنوَةً
عَلى رَغمِ عاتٍ مِن مَعَدٍّ وَحاضِرِ
بِضَربٍ كَإيزاغِ المَخاضِ مُشاشُهُ
وَطَعنٍ كَأَفواهِ اللِقاحِ السَوادِرِ
وَسَل أُحُداً لَمّا اِستَقَلَّت شِعابُهُ
بِضَربٍ لَنا مِثلَ اللِيوثِ الخَوادِرِ
أَلَسنا نَخوضُ الخَوضَ في حَومَةِ الوَغى
إِذا طابَ وِردُ المَوتِ بَينَ العَساكِرِ
وَنَضرِبُ هامَ الدارِعينَ وَنَنتَمي
إِلى حَسَبٍ مِن جِذمِ غَسّانَ قاهِرِ
وَلَولا حَياءُ اللَهِ قُلنا تَكَرُّماً
عَلى الناسِ بِالخَيفَينِ هَل مِن مُنافِرِ
فَأَحياؤُنا مِن خَيرِ مَن وَطِئَ الثَرى
وَأَمواتُنا مِن خَيرِ أَهلِ المَقابِرِ
حسان بن ثابت
الحمدان
03-16-2024, 02:13 AM
أَلا مَن مُبلِغٌ عَنّي أُبَيّاً
لَقَد أُلقيتَ في سُحقِ السَعيرِ
تَمَنّى بِالضَلالَةِ مِن بَعيدٍ
وَتُقسِمُ إِن قَدَرتَ مَعَ النُذورِ
تَمَنَّيكَ الأَماني مِن بَعيدٍ
وَقَولُ الكُفرِ يَرجِعُ في غُرورِ
فَقَد لاقَتكَ طَعنَةُ ذي حِفاظٍ
كَريمِ البَيتِ لَيسَ بِذي فُجورِ
لَهُ فَضلٌ عَلى الأَحياءِ طُرّاً
إِذا نابَت مُلِمّاتُ الأُمورِ
حسان بن ثابت
الحمدان
03-16-2024, 02:13 AM
فَمَن يَكُ بَينَ هُذَيلِ الخَنا
وَبَينَ ثُمالَةَ لا يَنزِعِ
صِغارُ الجَماجِمِ ثُطُّ اللِحى
كَأَنَّهُمُ القَملُ بِالبَلقَعِ
إِذا وَرَدَ الناسُ حَوضَ الرَسولِ
ذَيدَت هُذَيلُ عَنِ المَشرَعِ
حسان بن ثابت
الحمدان
03-16-2024, 02:13 AM
إِنَّ الصَنيعَةَ لا تَكونُ صَنيعَةً
حَتّى يُصابَ بِها طَريقُ المَصنَعِ
فَإِذا صَنَعتَ صَنيعَةً فَاِعمَل بِها
لِلَّهِ أَو لِذَوي القَرابَةِ أَو دَعِ
حسان بن ثابت
الحمدان
03-16-2024, 02:14 AM
أَبَعدَ قَتيلٍ بِالمَدينَةِ أَظلَمَت
لَهُ الأَرضُ تَهتَزُّ العَضاهُ بِأَسوُقِ
عَلَيكَ سَلامٌ مِن أَميرٍ وَبارَكَت
يَدُ اللَهِ في ذاكَ الأَديمِ المُمَزَّقِ
فَمَن يَجرِ أَو يَركَب جَناحَي نَعامَةٍ
لِيُدرِكَ ما قَدَّمتَ بِالأَمسِ يُسبَقُ
قَضَيتَ أُموراً ثُمَّ غادَرتَ بَعدَها
نَوافِجَ في أَكمامِها لَم تُفَتَّقِ
وَما كُنتُ أَخشى أَن تَكونَ وَفاتُهُ
بِكَفَّي سَبَنتى أَزرَقِ العَينِ مُطرِقِ
حسان بن ثابت
الحمدان
03-16-2024, 02:14 AM
أَبوكَ أَبو سوءٍ وَخالُكَ مِثلُهُ
وَلَستَ بِخَيرٍ مِن أَبيكَ وَخالِكا
وَإِنَّ أَحَقَّ الناسِ أَن لا تَلومَهُ
عَلى اللُؤمِ مَن أَلفى أَباهُ كَذَلِكا
حسان بن ثابت
الحمدان
03-16-2024, 02:14 AM
أَلَستُ خَيرَ مَعَدٍّ كُلِّها نَفَراً
وَمَعشَراً إِن هُمُ عُمّوا وَإِن حُصِلوا
قَومٌ هُمُ شَهِدوا بَدراً بِأَجمَعِهِم
مَعَ الرَسولِ فَما أَلوا وَما خَذَلوا
وَبايَعوهُ فَلَم يَنكُث بِهِ أَحَدٌ
مِنهُم وَلَم يَكُ في إيمانِهِم دَخَلُ
وَيَومَ صَبَّحَهُم في الشِبِ مِن أُحُدٍ
ضَربٌ رَهينٌ كَحَرِّ النارِ مُشتَعِلُ
وَيَومَ ذي قَرَدٍ يَومَ اِستَثارَ بِهِم
عَلى الجِيادِ فَما خاموا وَلا نَكَلوا
وَذا العَشيرَةِ حاسوها بِخَيلِهِمُ
مَعَ الرَسولِ عَلَيها البيضُ وَالأَسَلُ
وَيَومَ وَدّانَ أَجلَوا أَهلَهُ رَقَصاً
بِالخَيلِ حَتّى نَهانا الحَزنُ وَالجَبَلُ
وَلَيلَةً طَلَبوا فيها عَدُوَّهُمُ
لِلَّهِ وَاللَهُ يُجزيهِم بِما عَمِلوا
وَغَزوَةً يَومَ نَجدٍ ثَمَّ كانَ لَهُم
مَعَ الرَسولِ بِها الأَسلابُ وَالنَفَلُ
وَلَيلَةً بِحُنَينٍ جالَدوا مَعَهُ
فيها يَعُلُّهُمُ بِالحَربِ إِذ نَهِلوا
وَغَزوَةَ القاعِ فَرَّقنا العَدُوَّ بِهِ
كَما تَفَرَّقَ دونَ المَشرَبِ الرَسَلُ
وَيَومَ بُويِعَ كانوا أَهلَ بَيعَتِهِ
عَلى الجِلادِ فَآسَوهُ وَما عَدَلوا
وَغَزوَةَ الفَتحِ كانوا في سَرِيَّتِهِ
مُرابِطينَ فَما طاشوا وَلا عَجِلوا
وَيَومَ خَيبَرَ كانوا في كَتيبَتِهِ
يَمشونَ كُلُّهُمُ مُستَبسِلٌ بَطَلُ
بِالبيضِ تَرعَشُ في الأَيمانِ عارِيَةً
تَعوَجُّ في الضَربِ أَحياناً وَتَعتَدِلُ
وَيَومَ سارَ رَسولُ اللَهِ مُحتَسِباً
إِلى تَبوكُ وَهُم راياتُهُ الأُوَلُ
وَساسَةُ الحَربِ إِن هَربٌ بَدَت لَهُمُ
حَتّى بَدا لَهُمُ الإِقبالُ وَالقَفَلُ
أولَئِكَ القَومُ أَنصارُ النَبِيِّ وَهُم
قَومي أَصيرُ إِلَيهِم حينَ أَتَّصِلُ
ماتوا كِراماً وَلَم تُنكَث عُهودُهُمُ
وَقَتلُهُم في سَبيلِ اللَهِ إِذ قُتِلوا
حسان بن ثابت
الحمدان
03-16-2024, 02:15 AM
بَكَت عَيني وَحَقَّ لَها بُكاها
وَما يُغني البُكاءُ وَلا العَويلُ
عَلى أَسَدِ الإِلَهِ غَداةَ قالوا
أَحَمزَةُ ذَلِكَ الرَجُلُ القَتيلُ
أُصيبَ المُسلِمونَ بِهِ جَميعاً
هُناكَ وَقَد أُصيبَ بِهِ الرَسولُ
أَبا يَعلى لَكَ الأَركانُ هُدَّت
وَأَنتَ الماجِدُ البَرُّ الوَصولُ
عَلَيكَ سَلامُ رَبِّكَ في جِنانٍ
مُخالِطُها نَعيمٌ لا يَزولُ
حسان بن ثابت
الحمدان
03-16-2024, 02:15 AM
بَقِيَّتُكُم عَمرٌ أَبَحناهُ بِالقَنا
بِيَثرِبَ نَحمي وَالحُماةُ قَليلُ
وَنَحنُ قَتَلناكُم بِكُلِّ مَهَنَّدٍ
وَنَحنُ وُلاةُ الحَربِ حينَ نَصولُ
وَنَحنُ قَتَلناكُم بِبَدرٍ فَأَصبَحَت
مَعاشِرُكُم في الهالِكينَ تَجولُ
حسان بن ثابت
الحمدان
03-16-2024, 02:16 AM
أَخِلّاءُ الرَخاءِ هُمُ كَثيرٌ
وَلَكِن في البَلاءِ هُمُ قَليلُ
فَلا يَغرُركَ خُلَّةُ مَن تُؤاخي
فَما لَكَ عِندَ نائِبَةٍ خَليلُ
وَكُلُّ أَخٍ يَقولُ أَنا وَفِيٌّ
وَلَكِن لَيسَ يَفعَلُ ما يَقولُ
سِوى خِلٍّ لَهُ حَسَبٌ وَدينٌ
فَذاكَ لِما يَقولُ هُوَ الفَعولُ
حسان بن ثابت
الحمدان
03-16-2024, 02:16 AM
حَصانٌ رَزانٌ ما تُزِنُّ بِريبَةٍ
وَتُصبِحُ غَرثى مِن لُحومِ الغَوافِلِ
عَقيلَةُ حَيٍّ مِن لُؤَيِّ بنِ غالِبٍ
كِرامِ المَساعي مَجدُهُم غَيرُ زائِلِ
مُهَذَّبَةٌ قَد طَيَّبَ اللَهُ خَيمَها
وَطَهَّرَها مِن كُلِّ سورٍ وَباطِلِ
فَإِن كُنتُ قَد قُلتُ الَّذي قَد زَعَمتُمُ
فَلا رَفَعَت صَوتي إِلَيَّ أَنامِلي
فَكَيفَ وَوِدّي ما حَيِيتُ وَنُصرَتي
لِآلِ رَسولِ اللَهِ زَينِ المَحافِلِ
لَهُ رَتَبٍ عالٍ عَلى الناسِ كُلِّهِم
تَقاصَرُ عَنهُ سَورَةَ المُتَطاوِلِ
فَإِنَّ الَذي قَد قيلَ لَيسَ بِلائِطٍ
وَلَكِنَّهُ قَولُ اِمرِئٍ بِيَ ماحِلِ
حسان بن ثابت
الحمدان
03-16-2024, 02:16 AM
فَكَفَّ يَدَيهِ ثُمَّ أَغلَقَ بابَهُ
وَأَيقَنَ أَنَّ اللَهَ لَيسَ بِغافِلِ
وَقالَ لِأَهلِ الدارِ لا تَقتُلوهُمُ
عَفا اللَهُ عَن ذَنبِ اِمرِئٍ لَم يُقاتِلِ
فَكَيفَ رَأَيتَ اللَهَ أَلقى عَلَيهُمُ ال
عَداوَةَ وَالبَغضاءَ بَعدَ التَواصُلِ
وَكَيفَ رَأَيتَ الخَيرَ أَدبَرَ بَعدَهُ
عَلى الناسِ إِدبارَ السَحابِ الحَوافِلِ
حسان بن ثابت
الحمدان
03-16-2024, 02:17 AM
لَعَمري لَقَد شانَت هُذَيلَ بنَ مُدرِكٍ
أَحاديثُ كانَت في خُبَيبٍ وَعاصِمِ
أَحاديثُ لِحيانٌ صَلوا بِقَبيحِها
وَلِحيانُ جَرّامونَ شَرَّ الجَرائِمِ
أُناسٌ هُمُ مِن قَومِهِم في صَميمِهِم
بِمَنزِلَةِ الزِمعانِ دُبرِ القَوادِمِ
هُمُ غَدَروا يَومَ الرَجيعِ وَأَسلَمَت
أَمانَتُهُم ذا عِفَّةٍ وَمَكارِمِ
رَسولَ رَسولِ اللَهِ غَدراً وَلَم تَكُن
هُذَيلٌ تُوَقّى مُنكَراتِ المَحارِمِ
فَسَوفَ يَرَونَ النَصرَ يَوماً عَلَيهُمُ
بِقَتلِ الَذي تَحميهِ دونَ الحَرائِمِ
أَبابيلُ دَبرٍ شَمَّسٍ دونَ لَحمِهِ
حَمَت لَحمَ شَهّادٍ عِظامَ المَلاحِمِ
لَعَلَّ هُذَيلاً أَن يَرَوا بِمُصابِهِ
مَصارِعَ قَتلى أَو مَقاماً لِماتَمِ
وَنوقِعَ فيهِم وَقعَةً ذاتَ صَولَةٍ
يُوافي بِها الرُكبانُ أَهلَ المَواسِمِ
بِأَمرِ رَسولِ اللَهِ إِنَّ رَسولَهُ
رَأى رَأيَ ذي حَزمٍ بِلِحيانَ عالِمِ
قُبَيِّلَةٌ لَيسَ الوَفاءُ يُهِمُّهُم
وَإِن ظُلِموا لَم يَدفَعوا كَفَّ ظالِمِ
إِذا الناسُ حَلّوا بِالفَضاءِ رَأَيتَهُم
بِمَجرى سَبيلِ الماءِ بَينَ المَخارِمِ
مَحَلُّهُمُ دارُ البَوارِ وَرَأيُهُم
إِذا نابَهُم أَمرٌ كَرَأيِ البَهائِمِ
حسان بن ثابت
الحمدان
03-16-2024, 02:17 AM
هَل توفِيَنَّ بَنو أُمَيَّةَ ذِمَّةً
عَقداً كَما أَوفى جِوارُ هِشامِ
مِن مَعشَرٍ لا يَغدُرونَ بِجارِهِم
لِلحارِثِ بنِ حُبَيِّبِ بنِ سِحامِ
وَإِذا بَنو حِسلٍ أَجاروا ذِمَّةً
أَوفَوا وَأَدَّوا جارَهُم بِسَلامِ
حسان بن ثابت
الحمدان
03-16-2024, 02:17 AM
قَد عَفا جاسِمٌ إِلى بَيتِ راسٍ
فَالجَوابي فَجانِبِ الجَولانِ
فَحِمى جاسِمٍ فَأَبنِيَةِ الصُف
فَرِ مَغنى قَنابِلَ وَهِجانِ
فَالقُرَيّاتِ مِن بِلاسَ فَدارَي
يا فَسَكّاءَ فَالقُصورَ الدَواني
قَد دَنا الفِصحُ فَالوَلائِدُ يَنظِمنَ
سِراعاً أَكِلَّةَ المَرجانِ
يَتَبارَينَ في الدُعاءِ إِلى اللَ
هِ وَكُلُّ الدُعاءِ لِلشَيطانِ
ذاكَ مَغناً لِآلِ جَفنَةَ في الدَي
رِ وَحَقٌّ تَصَرَّفُ الأَزمانُ
صَلَواتُ المَسيحِ في ذَلِكَ الدَي
رِ دُعاءُ القِسّيسِ وَالرُهبانِ
قَد أَراني هُناكَ حَقَّ مَكينٍ
عِندَ ذي التاجِ مَقعَدي وَمَكاني
حسان بن ثابت
الحمدان
03-16-2024, 02:18 AM
إِذا ما تَرَعرَعَ فينا الغُلامُ
فَما إِن يُقالُ لَهُ مَن هُوَه
إِذا لَم يَسُد قَبلَ شَدِّ الإِزارِ
فَذَلِكَ فينا الَذي لا هُوَه
وَلي صاحِبٌ مِن بَني الشَيصَبانِ
فَطَوراً أَقولُ وَطَوراً هُوَه
حسان بن ثابت
الحمدان
03-16-2024, 02:18 AM
لَوَ اِنَّ فَتىً نالَ السَماءَ بِكَفِّهِ
لَنالَ عُديٌّ بابَهُ بِسَلالِمِه
حسان بن ثابت
الحمدان
03-16-2024, 02:19 AM
جزى اللهُ ربُّ الناسِ خيرَ جزائِـهِ
رفيقيـنِ قالا خيمتِـيْ أُمّ معبَـدِ
هما نَزَلاها بالهُدى واهتـدَتْ بـهِ
فقَدْ فازَ مَنْ أمْسَى رَفيـقَ مُحَمـدِ
فَيَا لقُصـيٍّ مـا زَوَى اللهُ عنْكُـمُ
بِهِ من فَخـارٍٍ لا يُبـارَى وَسُـؤدَدِ
لِيَهْنِِ بَنِي كَعـْبٍ مَقـامُ فَتاتِـهمْ
وَمَقْعَدُهـا للمُؤمِنِيـنَ بمَـرْصَـدِ
سَلُوا أُخْتكُمْ عَن شاتـِها وإنائِهـا
فإنّكُمُ إنْ تَسْألـوا الشّـاةَ تَشْهـدِ
دَعَاهَا بشـاةٍ حَائـلٍ فتَحَلبـَتْ
لَهُ بِصريحٍٍ ضَـرّةُ الشّـاةِ مُزبِِـدِ
فَغَادَرَهَـا رَهْنـاً لَدَيْهـا لِحالـبٍ
يُرددُهـا فِـي مَصْـدرٍٍ ثُمّ مَـوردِ
حسان بن ثابت
الحمدان
03-16-2024, 02:19 AM
إِقنَي حَياءَكَ في عِزٍّ وَفي كَرَمٍ
فَإِنَّما كانَ شَمّاسٌ مِنَ الناسِ
قَد كانَ حَمزَةُ لَيثَ اللَهِ فَاِصطَبِري
فَذاقَ يَومَإِذٍ مِن كاسِ شَمّاسِ
حسان بن ثابت
الحمدان
03-16-2024, 02:22 AM
يا ربّ : إنّ القلب ملكك إن تشأ
رددت محيل القلب ريّان مخصبا
و يا ربّ في ضيق الزّمان و عسره
أرى الصّبر آفاقا أعزّ و أرحبا
و يا ربّ هذي مهجتي و جراحها
سيبقين إلاّ عنك سرّا محجّبا
الحمدان
03-16-2024, 02:23 AM
رمضانُ من بين الشهُورِ جَمالهُ
كَجمالِ يوسفَ في بَنِي يعْقُوبَا
من لم يشاهد ذا الجمالِ بحسِّهِ
سيكونُ في جُبِّ الهوى محجُوبا.
الحمدان
03-16-2024, 02:25 AM
إنّ الأعَزّ أبانا كان قال لنا
أوصيكمُ بثلاثٍ إنّني تَلِفُ
الضيفُ أُوصِيكُمُ بالضيفِ إنّ لَهُ
حَقًّا عليّ فأُعطيهِ وأعتَرِفُ
وَالجارُ أُوصِيكُمُ بالجارِ إنّ لَهُ
يومًا منَ الدّهرِ يُثنيهِ فينصَرفُ
وقاتِلوا القَومَ إنّ القَتلَ مَكرُمَةٌ
إذا تَلوّى بكفّ المعصمِ العُرُفُ.
الأعشى
الحمدان
03-16-2024, 02:26 AM
وأبدى لي الأصحاب ما لست جاهلًا
بأن اشتداد الكرب فردًا تعامله
وأن لا وفاء غير في الأنس والرخاء
وإلا فكلُّ قد توالت مشاغله
الحمدان
03-16-2024, 02:36 AM
عاشِر من الناسِ من تهوى طبيعتَهُ
وما عليكَ ملامٌ حين تندفعُ
الحُـرُّ للحُرِّ ميالٌ برغبتِهِ
والنذل بالنذلِ مفتونٌ و مقتنعُ
والناسُ للناسِ والآفاقُ شاسعةٌ
والطيرُ قالوا على أشكالِها تقعُ
الحمدان
03-16-2024, 02:37 AM
أشغلتَني وسليت كلّ مشاعري
يامقلتَيَّ وقبلتي وجهاتي
منْ أنتَ ياهذا ؟وكيف غزوتَني ؟
في الشّعرِ في الأحلامِ في الصّلواتِ
منْ أنتَ كيف أتيتَ كيف وجدتَني؟
لتُكيلَ أهاتِ الهوى زفْراتي
شيخة الحكمي
الحمدان
03-16-2024, 02:38 AM
شَكَوتُ وَما الشَّكوى لِمثلِيَ عَادَة
ولَـكن تفيضُ النَّفسُ عندَ امتلائِهَا
إذا فاضَتِ النَّفسُ الأبيَّةُ بالأسَى
فليسَ لهَا غَيرُ اللَّهِ مجيبُ دائِهَا
أبُو تَمَّام
الحمدان
03-16-2024, 03:36 AM
إن قصَّرَتْ لا تلُمْها، إنَّها بشرٌ
مَن ذا يعيشُ حياةً دونَ تقصيرِ؟
و إن عتبتَ فلا تجرح مشاعرَها
يا طيِّبَ القلبِ رِفقًا بالقواريرِ.
الحمدان
03-16-2024, 03:38 AM
إِنَّ المَفَاتِنَ فَيْ عَيْنَيْك مُخْمَرَّةٌ
مِنْ نَظرَةٍ مِنك يَغْدُوْ المَرْءُ سَكرَانَا
عَيْنَاكِ مَنْظُوْمَةٌ تَحْوِيْ قَصَائِدَهَا
كَيْ تَبْعَثُ السِّحْرَ نَتْلُوْ مِنْهُ دِيوَانَا
قُلْ لِلقَوَافِيْ إِذَا مَالَتْ بِأَحْرُفِهَا
الشَّوْقُ بَحْرٌ وَفَيْ عَيْنَيْك مَرسَانَا
الحمدان
03-16-2024, 03:44 AM
ما زلت مجهولاً وحُبُّكَ يَكبُرُ
وأجوبُ هذا الليلَ فيك أفكِّرُ
مُتسائلاً عنِّي ولستُ أدلَّني
وأعودُ مجهولَ الخُطى أتعثَّرُ
يا شاغلَ العينينِ كيفَ سلبتني ؟
ووقعتُ في محظورِ ما أتحذَّرُ
يا سارقَ الأنفاسِ كيفَ عبثتَ بي ؟
وأنا الكتومُ الحاذِقُ المُتحذِّرُ
جِدْ لي جواباً للسؤالِ لكي ترى
إنّي أحبَُكَ فوق مَا تتصوَّرُ
آمَنتُ أنَّ الحُبَّ فيك نُبوءتي
وهواكَ شبهُ الموتِ لا يتكرَّرُ
فَفَديتُ فيك الأصغرينِ ولم أزلْ
أخشى بأنِّي بالوفاءِ مُقصِّرُ
هذي معاذيري أتَتْك فعُدْ لها
وارحَمْ عليلاً بالهَوى يتعذَّرُ
منفَايَ أنتَ ومنْ سِواك يُعيدُ لي
روحي، ومنْ ذا عَن جفاكَ يُصَبِّرُ ؟
الحمدان
03-17-2024, 12:36 AM
أستغفرُ الله عند الكربِ أذكرها
أستغفرُ الله يومَ الحشر تنجيني
أستغفرُ الله إن الذنب مَنقصَةٌ
في الخيرِ والعلمِ والأرزاقِ والدينِ
أستغفرُ الله من ذنبٍ يُعاودُني
كنوبة السقمِ من حِينٍ إلى حينِ
أستغفر الله ربَّ الناسِ أسألُه
خيراً كثيراً مع الغفرانِ يأتيني
الحمدان
03-17-2024, 02:38 AM
يا لِلمَنايا وَيا لِلبَينِ وَالحَينِ
كُلُّ اِجتِماعٍ مِنَ الدُنيا إِلى بَينِ
يُبلي الزَمانُ حَديثاً بَعدَ بَهجَتِهِ
وَالدَهرُ يَقطَعُ ما بَينَ القَريبَينِ
لَقَد رَأَيتَ يَدَ الدُنيا مُفَرَّقَةً
لا تَأمَنَنَّ يَدَ الدُنيا عَلى اِثنَينِ
الحَمدُ لِلَّهِ حَمداً دائِماً أَبَداً
لَقَد تَزَيَّنَ أَهلُ الحِرصِ بِالشينِ
لا زَينَ إِلّا لِراضٍ عَن تَقَلُّلِهِ
إِنَّ القُنوعَ لَثَوبُ العِزِّ وَالزَينِ
الدارُ لَو كُنتَ تَدري يا أَخا مَرَحٍ
دارٌ أَمامَكَ فيها قُرَّةُ العَينِ
حَتّى مَتى نَحنُ في الأَيّامِ نَحسُبُها
وَإِنَّما نَحنُ فيها بَينَ يَومَينِ
يَومٌ تَوَلّى وَيَومٌ نَحنُ نَأمَلُهُ
لَعَلَّهُ أَجلَبُ اليَومَينِ لِلحَينِ
أبو العتاهية
الحمدان
03-17-2024, 02:38 AM
جَمَعوا فَما أَكَلوا الَّذي جَمَعوا
وَبَنوا مَساكِنَهُم فَما سَكَنوا
فَكَأَنَّهُم ظُعُنٌ بِها نَزَلوا
لَمّا اِستَراحوا ساعَةً ظَعَنوا
أبو العتاهية
الحمدان
03-17-2024, 02:39 AM
عَجَباً ما يَنقَضي مِنّي لِمَن
مالَهُ إِن سيمَ مَعروفاً حَزِن
لَم يَضِر بُخلُ بَخيلٍ غَيرَهُ
فَهُوَ المَغبونُ لَو كانَ فَطِن
يَأَخا الدُنيا تَأَهَّب لِلبِلى
فَكَأَنَّ المَوتَ قَد حَلَّ كَأَن
كَم إِلى كَم أَنتَ في أُرجوحَةٍ
تَتَمَنّى زَمَناً بَعدَ زَمَن
وَمَتى ما تَتَرَجَّح في المُنى
تَتَعَرَّض لِمَضَلّاتِ الفِتَن
حَبَّذا الإِنسانُ ما أَكرَمَهُ
مَن يُسِئ يَخذَل وَمَن يُحسِن يُعَن
رُبَّ يَأسٍ قَد نَفى عَنكَ المُنى
فَاستَراحَ القَلبُ مِنها وَسَكَن
ساهِلِ الناسَ إِذا ما غَضِبوا
وَإِذا عَزَّ صَديقُكَ فَهُن
وَإِذا ما المَرءُ صَفّى صِدقَهُ
وافَقَ الظاهِرُ مِنهُ ما بَطَن
وَإِذا ما وَرَعُ المَرءِ صَفا
اِستَسَرَّ الخَيرُ مِنهُ وَعَلن
عَجَباً مِن مُطمَئِنٍّ آمِنٍ
أَوطَنَ الدُنيا وَلَيسَت بِوَطَن
أبو العتاهية
الحمدان
03-17-2024, 02:39 AM
لَشَتّانَ ما بَينَ المَخافَةِ وَالأَمنِ
وَشَتّانَ ما بَينَ السُهولَةِ وَالحَزنِ
تَنَزَّه عَنِ الدُنيا وَإِلّا فَإِنَّها
سَتَأتيكَ يَوماً في خَطاطيفِها الحُجنِ
إِذا حُزتَ ما يَكفيكَ مِن سَدِّ خَلَّةٍ
فَصِرتَ إِلى ما فَوقَهُ صِرتَ في سِجنِ
أَيا جامِعَ الدُنيا سَتَكفيكَ جَمعَها
وَيا بانِيَ الدُنيا سَيَخرَبُ ما تَبني
أَلا إِنَّ مَن لا بُدَّ أَن يَطعَمَ الرَدى
وَشيكاً حَقيقٌ بِالبُكاءِ وَبِالحُزنِ
تَعَجَّبتُ إِذ أَلهو وَلَم أَرَ طَرفَةً
لِعَينِ امرِئٍ مِن سَكرَةِ المَوتِ لا تَدني
وَلِلدَهرِ أَيّامٌ عَلَينا مُلِحَّةٌ
تُصَرِّحُ لي بِالمَوتِ عَنهُنَّ لا تَكني
أَيا عَينُ كَم حَسَّنتِ لي مِن قَبيحَةٍ
وَما كُلُّ ما تَستَحسِنينَ بِذي حُسنِ
كَأَنَّ امرَأً لَم يَغنَ في الناسِ ساعَةً
إِذا نُفِضَت عَنهُ الأَكُفُّ مِنَ الدَفنِ
أَلا هَل إِلى الفِردَوسِ مِن مُتَشَوِّقٍ
تَحِنُّ إِلَيها نَفسُهُ وَإِلى عَدنِ
وَما يَنبَغي لي أَن أُسَرَّ بِلَيلَةٍ
أَبيتُ بِها مِن ظالِمٍ لي عَلى ضِغنِ
وَمَن طابَ لي نَفساً بِقُربٍ قَبِلتُهُ
وَمَن ضاقَ عَن قُربي فَفي أَوسَعِ الإِذنِ
لَعَمرُكَ ما ضاقَ امرُؤٌ بَرَّ وَاتَّقى
فَذو البِرِّ وَالتَقوى مِنَ اللَهِ في ضَمنِ
وَأَبعِد بِذي رَأيٍ مِنَ الحُبِّ لِلتُقى
إِذا كانَ لا يُقصي عَلَيها وَلا يُدني
أبو العتاهية
الحمدان
03-17-2024, 02:39 AM
إِنّي أَرِقتُ وَذِكرُ المَوتِ أَرَّقَني
وَقُلتُ لِلدَمعِ أَسعِدني فَأَسعِدني
يا مَن يَموتُ فَلَم تُحزِنهُ ميتَتُهُ
وَمَن يَموتُ فَما أَولاهُ بِالحَزَنِ
تَبغي النَجاةَ مِنَ الأَجداثِ مُحتَرِساً
وَإِنَّما أَنتَ وَالعِلّاتُ في قَرَنِ
يا صاحِبَ الروحِ ذي الأَنفاسِ في بَدَنِ
بَينَ النَهارِ وَبَينَ اللَيلِ مُرتَهَنِ
لَقَلَّما يَتَخَطّاكَ اِختِلافُهُما
حَتّى يُفَرِّقَ بَينَ الروحِ وَالبَدَنِ
طيبُ الحَياةِ لِمَن خَفَّت مَؤونَتُهُ
وَلَم تَطِب لِذَوي الأَثقالِ وَالمُؤَنِ
لَم يَبقَ مِمّا مَضى إِلّا تَوَهُّمُهُ
كَأَنَّ مَن قَد مَضى بِالأَمسِ لَم يَكُنِ
وَإِنَّما المَرءُ في الدُنيا بِساعَتِهِ
سائِل بِذالِكَ أَهلَ العِلمِ بِالزَمَنِ
ما أَوضَحَ الأَمرَ لِلمُلقي بِعِبرَتِهِ
بَينَ التَفَكُّرِ وَالتَجريبِ وَالفِطَنِ
أَلَستَ يا ذا تَرى الدُنيا مُوَلِّيَةً
فَما يَغُرُّكَ فيها مِن هَنٍ وَهَنِ
لَأَعجَبَنَّ وَأَنّي يَنقَضي عَجَبي
الناسُ في غَفلَةٍ وَالمَوتُ في سَنَنِ
وَظاعِنٍ مِن بَياضِ الرَيطِ كُسوَتُهُ
مُطَيَّبٍ لِلمَنايا غَيرِ مُدَّهِنِ
غادَرتُهُ بَعدَ تَشيِيعَيهِ مُنجَدِلاً
في قُربِ دارٍ وَفي بُعدٍ مِنَ الوَطَنِ
لا يَستَطيعُ اِنتِقاصاً في مَحَلَّتِهِ
مِنَ القَبيحِ وَلا يَزدادُ في الحَسَنِ
الحَمدُ لِلَّهِ شُكراً ما أَرى سَكَناً
يَلوي بِبَحبوحَةِ المَوتى عَلى سَكَنِ
ما بالُ قَومٍ وَقَد صَحَّت عُقولُهُمُ
فيما اِدَّعوا يَشتَرونَ الغَيَّ بِالثَمَنِ
لِتَجذِبَنّي يَدُ الدُنيا بِقُوَّتِها
إِلى المَنايا وَإِن نازَعتُها رَسِيَ
وَأَيُّ يَومٍ لِمَن وافى مَنِيَّتَهُ
يَومٌ تَبَيَّنُ فيهِ صورَةُ الغَبَنِ
لِلَّهِ دُنيا أُناسٍ دائِنينَ لَها
قَدِ اِرتَعَوا في رِياضِ الغَيِّ وَالفِتَنِ
كَسائِماتٍ رَواعٍ تَبتَغي سِمناً
وَحَتفُها لَو دَرَت في ذَلِكَ السِمَنِ
أبو العتاهية
الحمدان
03-17-2024, 02:40 AM
أَغَرَّكَ أَنّي صِرتُ في زِيِّ مِسكينِ
وَصِرتَ إِذِ استَغنَيتَ عَنّي تُنَحّيني
تَباعَدتُ إِذ باعَدتَني وَاطَّرَحتَني
وَكُنتُ قَريبَ الدارِ إِذ كُنتَ تَبغيني
فَإِن كُنتَ لا تَصفو صَبَرتُ عَلى القَذى
وَغَمَّضتُ عَيني مِن قَذاكَ إِلى حينِ
وَحَسَّنتُ أَو قَبَّحتُ كَيما تَلينَ لي
فَحَسَّنتَ تَقبيحي وَقَبَّحتَ تَحسيني
رَضيتُ بِإِقلالي فَعِش أَنتَ موسِراً
فَإِنَّ قَليلي عَن كَثيرَكَ يَكفيني
وَبَعدُ فَلا يَذهَب بِكَ التيهُ في الغِنى
لَعَلَّ الَّذي أَغناكَ عَنّي سَيُغنيني
وَما العِزُّ إِلّا عِزُّ مَن عَزَّ بِالتُقى
وَما الفَضلُ إِلّا فَضلُ ذي الفَضلِ وَالدينِ
وَفي اللَهِ ما أَغنى وَفي اللَهِ ما كَفى
وَفي الصَبرِ عَمّا فاتَني ما يُسَلّيني
وَعِندي مِنَ التَسليمِ لِلَّهِ وَالرِضى
إِذا عَرَضَ المَكروهُ لي ما يُعَزّيني
وَحَسبي فَإِنّي لا أُريدُ لِصاحِبٍ
قَبيحاً وَلا أُعنى بِما لَيسَ يَعنيني
وَإِنّي أَرى أَن لا أُنافِسَ ظالِماً
وَأُرضي بِكُلِّ الحَقِّ مَن لَيسَ يُرضيني
أبو العتاهية
الحمدان
03-17-2024, 02:40 AM
إِنَّ الزَمانَ يَغُرُّني بِأَمانِهِ
وَيُذيقُني المَكروهَ مِن حَدَثانِهِ
وَأَنا النَذيرُ مِنَ الزَمانِ لِكُلِّ مَن
أَمسى وَأَصبَحَ واثِقاً بِزَمانِهِ
ما الناسُ إِلّا لِلكَثيرِ المالِ أَو
لِمُسَلِّتٍ ما دامَ في سُلطانِهِ
فَإِذا الزَمانُ رَمى الفَتى بِمُلُمَّةٍ
كانَ الثِقاتُ عَلَيهِ مِن أَعوانِهِ
أَقلِل زِيارَتَكَ الصَديقَ وَلا تُطِل
هِجرانَهُ فَيَلِجَّ في هِجرانِهِ
وَاِعلَم بِأَنَّكَ لا تُلائِمُ كُلَّ مَن
أَلقى إِلَيكَ تَلَهُّفاً بِلِسانِهِ
إِنَّ الضَديقَ يَلِجُّ في غِشيانِهِ
لِصَديقِهِ فَيَمَلُّ مِن غِشيانِهِ
حَتّى تَراهُ بَعدَ طولِ مَسَرَّةٍ
بِمَكانِهِ مُستَثقِلاً لِمَكانِهِ
وَأَخَفُّ ما يُلفى الفَتى ثِقلاً عَلى
إِخوانِهِ ما كَفَّ عَن إِخوانِهِ
وَإِذا تَوانى عَن صِيانَةِ نَفسِهِ
رَجُلٌ تُنُقِّصَ وَاِستُخِفَّ بِشانِهِ
أبو العتاهية
الحمدان
03-17-2024, 02:41 AM
رَكَنتَ إِلى الدُنيا عَلى ما تَرى مِنها
وَأَنتَ مُذُ استَقبَلتَها مُدبِرٌ عَنها
وَلِلنَفسِ دونَ العارِفاتِ صُعوبَةٌ
فَإِن صَعُبَت يَوماً عَلَيكَ فَهَوِّنها
وَلِلنَفسِ طَيرٌ يَنتَفِضنَ إِلى الهَوى
بِأَجنِحَةٍ تَهوي إِلَيهِ فَسَكِّنها
أبو العتاهية
الحمدان
03-17-2024, 02:41 AM
أَلا مَن لِمَهمومِ الفُؤادِ حَزينِهِ
إِذا ابتَزَّ مِنهُ العَزمَ ضَعفُ يَقينِهِ
وَإِذ هُوَ لا يَدري لَعَلَّ كِتابَهُ
سَيُعطاهُ مَنشوراً بِغَيرِ يَمينِهِ
وَيَلتَمِسُ الإِحسانَ بَعدَ إِساءَةٍ
فَلا تَحسَبَنَّ اللَهَ غَيرَ مُعينِهِ
إِذا ما اتَّقى اللَهُ امرُؤٌ في أُمورِهِ
وَكانَ إِلى الفِردَوسِ جُلُّ حَنينِهِ
سَعى يَبتَغي عَوناً عَلى البِرِّ وَالتُقى
لِيَبتاعَهُ مِن مالِهِ بِثَمينِهِ
فَصَفَّ الخَدينَ ما استَطَعتَ مِنَ القَذى
أَلا إِنَّما كُلُّ امرِئٍ بِخَدينِهِ
وَخَيرُ قَرينٍ أَنتَ مُقتَرِنٌ بِهِ
قَرينٌ نَصيحٌ مُنصِفٌ لِقَرينِهِ
وَكُلُّ امرِئٍ فيهِ وَفيهِ فَدارِهِ
عَلى ذاكَ وَاحمِل غَثَّهُ لِسَمينِهِ
لِكُلِّ مَقامٌ قائِمٌ لا يَجوزُهُ
فَدَع غَيَّ قَلبٍ خائِضٍ في فُتونِهِ
وَأَفضَلُ هَديٍ هَديَ سَمتِ مُحَمَّدٍ
نَبِيٍّ تَنَقّاهُ الإِلَهُ لِدينِهِ
عَلَيهِ السَلامُ كانَ في النُصحِ رَحمَةً
وَفي بِرِّهِ بِالعالَمينَ وَلينِهِ
إِمامُ هُداً يَنجابُ عَن وَجهِهِ الدُجى
كَأَنَّ الثُرَيّا عُلِّقَت بِجَبينِهِ
بِحَبلِ رَسولِ اللَهِ أَوثَقتُ عِصمَتي
وَخيرَتِهِ في خَلقِهِ وَأَمينِهِ
أبو العتاهية
الحمدان
03-17-2024, 02:41 AM
ما خَيرُ دارٍ يَموتُ ساكِنُها
وَأَغفَلُ الغافِلينَ آمِنُها
أَلَم تَرَ القادَةَ الَّتي سَلَفَت
قَد خَرِبَت بَعدَها مَدائِنُها
أبو العتاهية
الحمدان
03-17-2024, 02:42 AM
أَيا جامِعي الدُنيا لِمَن تَجمَعونَها
وَتَبنونَ فيها الدورَ لا تَسكُنونَها
وَكَم مِن مُلوكٍ قَد رَأَينا تَحَصَّنَت
فَعَطَّلَتِ الأَيّامُ مِنها حُصونَها
وَكَم مِن ظُنونٍ لِلنُفوسِ كَثيرَةٍ
فَكَذَّبَتِ الأَحداثُ مِنها ظُنونَها
وَإِنَّ العُيونَ قَد تَرى غَيرَ أَنَّهُ
كَأَنَّ القُلوبَ لَم تُصَدِّق عُيونَها
أَلا رُبَّ آمالٍ إِذا قيلَ قَد دَنَت
رَأَيتَ صُروفَ الدَهرِ قَد حُلنَ دونَها
أَيا آمِنَ الأَيّامِ مُستَأنِساً بِها
كَأَنَّكَ قَد واجَهتَ مِنها خُؤونَها
لَعَمرُكَ ما تَنفَكُّ تَهدي جَنازَةً
إِلى عَسكَرِ الأَمواتِ حَتّى تَكونَها
ذَوي الوُدِّ مِن أَهلِ القُبورِ عَلَيكُم
سَلامٌ أَما مِن دَعوَةٍ تَسمَعونَها
سَكَنتُم ظُهورَ الأَرضِ حيناً بِنَضرَةٍ
فَما لَبِثَت حَتّى سَكَنتُم بُطونَها
وَكُنتُم أُناساً مِثلَنا في سَبيلِنا
تَضِنّونَ بِالدُنيا وَتَستَحسِنونَها
وَما زالَتِ الدُنيا مَحَلَّ تَرَحُّلٍ
تَجوسُ المَنايا سَهلَها وَحُزونَها
وَقَد كانَ لِلدُنيا قُرونٌ كَثيرَةٌ
وَلَكِنَّ رَيبَ الدَهرِ أَفنى قُرونَها
وَلِلناسِ آجالٌ قِصارٌ سَتَنقَضي
وَلِلناسِ أَرزاقٌ سَيَستَكمِلونَها
أبو العتاهية
الحمدان
03-17-2024, 02:42 AM
إِذا ما سَأَلتَ المَرءَ هُنتَ عَلَيهِ
يَراكَ حَقيراً مَن رَغِبتَ إِلَيهِ
فَلا تَسأَلَنَّ المَرءَ إِلّا ضَرورَةً
وَوَفِّر عَلَيهِ كُلَّ ذاتِ يَدَيهِ
وَمَن جاءَ يَبغي ما لَدَيكَ فَأَرضِهِ
بِجُهدِكَ وَاترُك ما يَكونُ لَدَيهِ
أبو العتاهية
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025, vBulletin Solutions, Inc Trans by mbcbaba
diamond