المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به


الصفحات : 1 2 3 4 5 6 7 [8] 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140

الحمدان
12-28-2022, 04:44 PM
أيا طالب الدنيا وتارك الاخرى
ستعلم بعد الموت أيهما أحرى

ألم يقرعوا بالحق سمعك قل بلى
وذكرت بالآيات لو تنفع الذكرى

أما وقر الطيش الذي فيك واعظ
كأنك في اذنيك وقر ولا وقرا

أمن حجر صلد فؤادك قسوة
أم الله لم يودعك لبا ولا حجرا

وما زال موت المرء يخرب داره
وموت فريد العصر قد خرب العصرا

وصك بمثل الصخر سمعي نعيه
فشبهت بالخنساء إذ فقدت صخرا


الزمخشري

الحمدان
12-28-2022, 04:44 PM
إذا سألوا عن مذهبي لم أبح به
وأكتمه كتمانه لي أسلم

فإن حنفيا قلت قالوا بأنني
ابيح الطلا وهو الشراب المحرم

وإن مالكيا قلت قالوا بأنني
ابيح لهم أكل الكلاب وهم هم

وإن شافعيا قلت قالوا بأنني
ابيح نكاح البنت والبنت تحرم

وإن حنبليا قلت قالوا بأنني
ثقيل حلولي بغيض مجسم

وإن قلت من أهل الحديث وحزبه
يقولون تيس ليس يدري ويفهم

تعجبت من هذا الزمان وأهله
فما أحد من ألسن الناس يسلم

وأخرني دهري وقدم معشرا
على أنهم لا يعلمون وأعلم


الزمخشري

الحمدان
12-28-2022, 11:00 PM
وَقَفنا بالركائب يومَ سلعٍ
على دارٍ لنا أمست خلاءا

نردد زفرة ونجيل طرفاً
يجاذبنا على الطلل البكاءا

وقفنا والنياق لها حنين
كأن النوق أعظمنا بلاءا

هوىً إنْ لم يكن منها وإلا
فمن إلْفٍ لنا عنا تناءى

وقفنا عند مرتبع قديم
فجدَّدنا بموقفنا العزاءا

وقلت لصاحبي هل من دواء
فقد هاج الهوى في الركب داءا

ودار طالما أوقفت فيها
فغادرت الظِّماء بها رواءا

لها حق على المشتاق منا
فأسرع يا هذيم لها الأداءا

أرق يا سعد دمعك إنَّ دمعي
دمٌ إنْ كانَ منك الدمع ماءا

وما لك لا تريق لها دموعاً
وإنِّي قد أرقت لها دماءا

تكاد تميتني الأطلال يأساً
بأهليها وتحييني رجاءا

هوىً ما سرَّها إذ سرّ يوماً
وكم سرّ الهوى من حيث ساءا

كأن العيس تشجيها المغاني
فتشجينا حنيناً أو رغاءا

وقد عاجت مطايانا سراعاً
فما رحّلتها إلاَّ بِطاءا




عبدالغفار الأخرس
العصر الأندلسي

الحمدان
12-28-2022, 11:02 PM
‏يذكّرنا هوى سلمى بصربٍ
إذا خطلت من القطنَ النجاب

وأسفرت الربى من بعد غيمٍ
تجلّى عن مفاتِنها النِقابُ

الحمدان
12-29-2022, 05:11 PM
بذلتُ له الوُدَّ المصُون وأدمُعي
فلم يقتنع حتى وهبتُ له القلبا

بدا لي فقلتُ اردُدْهُ قال ملكْتُه
ولو لم تهَبهُ لي تملَّكتُه غصبا

الحمدان
12-29-2022, 05:12 PM
الحُبُّ ما مَنَعَ الكَلامَ الأَلسُنا
وَأَلَذُّ شَكوى عاشِقٍ ما أَعلَنا

لَيتَ الحَبيبَ الهاجِري هَجرَ الكَرى
مِن غَيرِ جُرمٍ واصِلي صِلَةَ الضَنا

وَتَوَقَّدَت أَنفاسُنا حَتّى لَقَد
أَشفَقتُ تَحتَرِقُ العَواذِلُ بَينَنا

المتنبي

الحمدان
12-29-2022, 05:12 PM
وقد كنتُ أرجو أن أراها دقيقةً
فيا حَرَّ ما ألْقىظ° ويا بُعدَ ما أرْجو

فإن أنجُ من هذا الوباءِ فقد رمىظ°
فؤادي هواها بالذي منه لا أنْجو

الحمدان
12-29-2022, 05:13 PM
وإذا تفاخرت الشُّعوب بما أتىظ°
بلغاتِها، وبمنطِق الأفـواهِ

فلنَا الّذي لايبلغُون جمَاله
لغةٌ بها يُتلى كلامُ اللهِ

الحمدان
12-29-2022, 05:14 PM
اليسر منك وأنت ربي إن تشأ
‏لجعلتَ أخوف ما أخافُ أمانا

‏بك أستغيث فهب لنفسي قرّةً
‏واجعل عطاءك رحمةً وحنانا

‏حتى أسبحكَ الحياةً محبةً
‏وأعيش عمري أحمد الرحمانا

الحمدان
12-30-2022, 01:40 AM
‏نشتاقُ ياربي لدَمعةِ سائلٍ
تخلو ببابِكَ في الليالي المُظلِمَةْ

و تنوءُ منْ حَمْلِ الذنوبِ و نفسُها
تأتي إليكَ كليلةً مُتَنَدِّمَةْ

مَحزونةَ العبراتِ صادقةَ الرجا
مكسورةً و ضعيفةً مُستسلِمَةْ

تَستَمطرُ الرحماتِ في غسقِ الدجى
فتنالُ من جودِ العطايا مَرحَمَهْ

الحمدان
12-30-2022, 01:41 AM
بذلتُ له الوُدَّ المصُون وأدمُعي
فلم يقتنع حتى وهبتُ له القلبا

بدا لي فقلتُ اردُدْهُ قال ملكْتُه
ولو لم تهَبهُ لي تملَّكتُه غصبا

الحمدان
12-30-2022, 01:43 AM
‏وَكُن معدِناً لِلحُلمِ، وَاِصفَح عَنِ الأَذى
فَإِنَّكَ راءٍ ما عَلِمتَ وَسامِعُ

وَأَحبِب، إِذا أَحبَبتَ، حُبّاً مقارِباً
فَإِنَّكَ لا تَدري مَتى أَنتَ نازِعُ!

وَأبعض إِذا أبغضت غَيرَ مُباعِدٍ
فَإِنَّكَ لا تَدري مَتى أَنتَ راجِعُ

المقنع الكندي

الحمدان
12-30-2022, 01:53 AM
وَإِذا رُزِقتَ مِن النَّوافِل ثَروَةً
فَاِمنَح عَشيرَتَكَ الأَداني فَضلَها

وَاِستَبِقها لِدِفاع كُلِّ مُلِمَّةٍ
وَاِرفُق بِناشِئَها وَطاوِع كَهلَها

وَاِحلَم إِذا جَهَلَت عَلَيكَ غُواتُها
حَتّى تَرُدَّ بِفَضلِ حِلمِكَ جَهلَها

وَاِعلَم بِأَنَّكَ لا تَكونُ فَتاهُمُ
حَتّى تُرى دَمِثَ الخَلائِقِ سَهلَها


المقنع الكندي

الحمدان
12-30-2022, 01:54 AM
نَزَلَ المَشيبُ فَأَينَ تَذهَبُ بَعدَهُ
وَقَد ارعَويتَ وَحانَ مِنكَ رَحيلُ

كانَ الشَبابُ خَفيفَةٌ أَيّامُهُ
وَالشَيبُ مَحمَلُه عَلَيكَ ثَقيلُ

لَيسَ العَطاءُ من الفُضولِ سَماحَةً
حَتّى تَجودَ وَما لَدَيكَ قَليلُ


المقنع الكندي

الحمدان
12-30-2022, 01:54 AM
وَكُن معدِناً لِلحُلمِ وَاِصفَح عَنِ الأَذى
فَإِنَّكَ راءٍ ما عَلِمتَ وَسامِعَ

وَأَحبِب إِذا أَحبَبتَ حُبّاً مقارِباً
فَإِنَّكَ لا تَدري مَتى أَنتَ نازِعُ

وَاِبعض إِذا اِنعِضت غَيرَ مُباعِدٍ
فَإِنَّكَ لا تَدري مَتى أَنتَ راجِع


المقنع الكندي

الحمدان
12-30-2022, 01:55 AM
إِنّي أُحَرِّض أَهلَ البُخلِ كُلِّهُم
لَو كانَ يَنفَعُ أَهلَ البُخلِ تَحريضي

ما قَلَّ ماليَ إِلّا زادَني كَرَماً
حَتّى يَكونَ برزقِ اللَهِ تَعويضي

وَالمالُ يَرفَعُ مَن لَولا دَراهِمُهُ
أَمسى يُقَلِّب فينا طرفَ مَخفوضِ

لَن تُخرِج البيضُ عَفواً مِن اكُفِّهُم
إِلا عَلى وَجَعٍ مِنهُم وَتَمريضِ

كَأَنَّها مِن جُلودِ الباخِلينَ بِها
عِندَ النَوائِبِ تُحذى بِالمَقاريضِ


المقنع الكندي

الحمدان
12-30-2022, 01:56 AM
أُبلُ الرِجالَ أَرَدتَ إِخاءَهُم
وَتَوَسَّمَنَّ فَغالَهُم وَتَفَقَّدِ

فَإِذا ظَفَرتَ بِذي اللَبابَةِ وَالتُقى
فيهِ اليَدَينِ قَريرَ عَيٍ فَاِشدُدِ

وَإِذا رَأَيتَ وَلا مَحالَةَ زَلَّة
فَعَلى أَخيكَ بِفَضلِ حِلمِكِ فَاِردُدِ

وَدَع التَذلُّلَ وَالتَخَشعَ تَبتَغي
قربَ الَّذي إِن تدنُ مِنهُ يبعُد


المقنع الكندي العصر الاموي

الحمدان
01-01-2023, 01:38 AM
مضى عامٌ، وعامٌ جاءَ يسعى
على ساقَينِ مِنْ خَشَبِ الأمانيْ

فما أسلَمْتُ للأيّامِ قلْبي
ولا لاحَقتُ خَيطاً مِنْ دُخان

ولكنّيْ أواجِهُ ما تبَقّى
بإيماني وبالسَّبْعِ المَثاني

الحمدان
01-10-2023, 08:55 PM
أُحِبُّ الصالِحينَ وَلَستُ مِنهُم
لَعَلّي أَن أَنالَ بِهِم شَفاعَه

وَأَكرَهُ مَن تِجارَتُهُ المَعاصي
وَلَو كُنّا سَواءً في البِضاعَه


الإمام الشافعي رحمه الله

الحمدان
01-10-2023, 08:56 PM
يا راكِباً قِف بِالمُحَصَّبِ مِن مِنىً
وَاِهتِف بِقاعِدِ خَيفِها وَالناهِضِ

سَحَراً إِذا فاضَ الحَجيجُ إِلى مِنىً
فَيضاً كَمُلتَطِمِ الفُراتِ الفائِضِ

إِن كانَ رَفضاً حُبُّ آلِ مُحَمَّدٍ
فَليَشهَدِ الثَقَلانِ أَنّي رافِضي



الشافعي رحمه الله

الحمدان
01-10-2023, 08:56 PM
إِذا لَم تَجودوا وَالأُمورُ بِكُم تَمضي
وَقَد مَلَكَت أَيديكُمُ البَسطَ وَالقَبضا

فَماذا يُرَجَّى مِنكُمُ إِن عَزَلتُمُ
وَعَضَّتكُمُ الدُنيا بِأَنيابِها عَضّا

وتَستَرجِعُ الأَيّامُ ما وَهَبَتكُمُ
وَمِن عادَةِ الأَيّامِ تَستَرجِعُ القَرضا


الشافعي

الحمدان
01-10-2023, 08:56 PM
شَكَوتُ إِلى وَكيعٍ سوءَ حِفظي
فَأَرشَدَني إِلى تَركِ المَعاصي

وَأَخبَرَني بِأَنَّ العِلمَ نورٌ
وَنورُ اللَهِ لا يُهدى لِعاصي


الشافعي

الحمدان
01-10-2023, 08:57 PM
شَهِدتُ بِأَنَّ اللَهَ لا رَبَّ غَيرَهُ
وَأَشهَدُ أَنَّ البَعثَ حَقٌّ وَأَخلَصُ

وَأَنَّ عُرى الإيمانِ قَولٌ مُبَيَّنٌ
وَفِعلٌ زَكِيٌّ قَد يَزيدُ وَينقُصُ

وَإِنَّ أَبا بَكرٍ خَليفَةُ رَبِّهِ
وَكانَ أَبو حَفصٍ عَلى الخَيرِ يَحرِصُ

وَأَشهَدُ رَبّي أَنَّ عُثمانَ فاضِلٌ
وَأَنَّ عَلِيّاً فَضلُهُ مُتَخَصِّصُ

أَئِمَّةُ قَومٍ يُهتَدى بِهُداهُم
لَحى اللَهُ مَن إِيّاهُمُ يَتَنَقَّصُ


الشافعي

الحمدان
01-13-2023, 07:23 AM
أمسك فؤادك عن حزن وعن ألمٍ
فالله ربك لا يرضى لك الشططا

إن كان يعلم بالأوراق إن سقطت
أليس يعلم بالدمع الذي سقطا

الحمدان
01-13-2023, 07:26 AM
وتشتكي الروح من حزنٍ يؤرّقها
من كان أَسمعَ من ربي لشكواها !؟

أنت الودودُ الرحيم البرّ خالقنا
أنّى تخيب قلوبٌ أنت مولاها ...!؟

الحمدان
01-13-2023, 07:53 AM
متى ستعرف كم أهواك يا رجل
أبيع من أجله الدنيـــا وما فيها

يا من تحديت في حبي له مدن
بحالهــا وسأمضي في تحديهـا

لو تطلب البحر في عينيك أسكبه
أو تطلب الشمس في كفيك أرميها

أنـا أحبك فوق الغيم أكتبه
وللعصافيـر والأشجـار أحكيهـا

أنـا أحبك فوق الماء أنقشه
وللعناقيـد والأقـداح أسقيهـــا

أنـا أحبك يـا سيفـا أسال دمي
يـا قصة لست أدري مـا أسميها

أنـا أحبك حاول أن تسـاعدني
فإن من بـدأ المأساة ينهيهـــا

وإن من فتح الأبواب يغلقه
وإن من أشعل النيـران يطفيهــا

يا من يدخن في صمت ويتركني
في البحر أرفع مرسـاتي وألقيهـا

ألا تراني ببحر الحب غارقـة
والموج يمضغ آمـالي ويرميهــا

إنزل قليلا عن الأهداب يا رجل
مــا زال يقتل أحلامي ويحييهـا

كفاك تلعب دور العاشقين معي
وتنتقي كلمــات لست تعنيهــا

كم اخترعت مكاتيبـا سترسله
وأسعدتني ورودا سوف تهديهــا

وكم ذهبت لوعد لا وجود لـه
وكم حلمت بأثـواب سأشريهــا

وكم تمنيت لو للرقص تطلبني
وحيـرتني ذراعي أين ألقيهـــا

ارجع إلي فإن الأرض واقفـة
كأنمــا هي فرت من ثوانيهــــا

إرجـع فبعدك لا عقد أعلقــه
ولا لمست عطوري في أوانيهــا

لمن جمالي لمن شال الحرير لمن
ضفـائري منذ أعـوام أربيهــا

إرجع كما أنت صحوا كنت أم مطر
فمــا حياتي أنا إن لم تكن فيهـا


نزار قباني

الحمدان
01-14-2023, 09:11 PM
أَرَسماً جَديداً مِن نَوارَ تَعَرُّفُ
تُسائِلُهُ إِذ لَيسَ بِالدارِ مَوقِفُ

تَبَغَّ اِبنَ عَمِّ الصِدقِ حَيثُ لَقيتَهُ
فَإِنَّ اِبنَ عَمِّ السَوءِ إِن سَرَّ يُخلَفُ

إِذا ماتَ مِنّا سَيِّدٌ قامَ بَعدَهُ
نَظيرٌ لَهُ يُغني غِناهُ وَيُخلِفُ

وَإِنّي لَأَقري الضَيفَ قَبلَ سُؤالِهِ
وَأَطعَنَ قِدماً وَالأَسِنَّةُ تَرعُفُ

وَإِنّي لَأَخزى أَن تُرى بِيَ بِطنَةٌ
وَجاراتُ بَيتي طاوِياتٌ وَنُحَّفُ

وَإِنّي لَأُغشي أَبعَدَ الحَيَّ جَفنَتي
إِذا حَرَّكَ الأَطنابَ نَكباءُ حَرجَفُ

وَإِنِّيَ أَرمي بِالعَداوَةِ أَهلَها
وَإِنِّيَ بِالأَعداءِ لا أَتَنَكَّفُ

وَإِنّي لَأُعطي سائِلي وَلَرُبَّما
أُكَلَّفُ ما لا أَستَطيعُ فَأَكلَفُ

وَإِنّي لَمَذمومٌ إِذا قيلَ حاتِمٌ
نَبا نَبوَةً إِنَّ الكَريمَ يُعَنَّفُ

سَآبى وَتَأبى بي أُصولٌ كَريمَةٌ
وَآباءُ صِدقٍ بِالمَوَدَّةِ شُرِّفوا

وَأَجعَلُ مالي دونَ عِرضِيَ إِنَّني
كَذَلِكُمُ مِمّا أُفيدُ وَأُتلِفُ

وَأَغفِرُ إِن زَلَّت بِمَولايَ نَعلَةٌ
وَلا خَيرَ في المَولى إِذا كانَ يُقرِفُ

سَأَنصُرُهُ إِن كانَ لِلحَقِّ تابِعاً
وَإِن جارَ لَم يَكثُر عَلَيَّ التَعَطُّفُ

وَإِن ظَلَموهُ قُمتُ بِالسَيفِ دونَهُ
لَأَنصُرَهُ إِنَّ الضَعيفَ يُؤَنَّفُ

وَإِنّي وَإِن طالَ الثَواءُ لَمَيِّتٌ
وَيَعطِمُني ماوِيَّ بَيتٌ مُسَقَّفُ

وَإِنّي لَمَجزِيٌّ بِما أَنا كاسِبٌ
وَكُلُّ اِمرِئٍ رَهنٌ بِما هُوَ مُتلِفُ


حاتم الطائي

الحمدان
01-14-2023, 09:12 PM
إِنَّ اِمرَأَ القَيسِ أَضحى مِن صَنيعَتِكُم
وَعَبدَ شَمسٍ أَبَيتَ اللَعنِ فَاِصطَنِعِ

إِنَّ عَدِيّاً إِذا مَلَّكتَ جانِبَها
مِن أَمرِ غَوثٍ عَلى مَرأىً وَمُستَمَعِ

أَتبِع بَني عَبدِ شَمسٍ أَمرَ صاحِبِهِم
أَهلي فِداؤُكَ إِن ضَرّوا وَإِن نَفَعوا

لا تَجعَلَنّا أَبَيتَ اللَعنَ ضاحِكَةً
كَمَعشَرٍ صُلِموا الآذانَ أَو جُدِعوا

أَو كَالجَناحِ إِذا سُلَّت قَوادِمُهُ
صارَ الجَناحُ لِفَضلِ الريشِ يَتَّبِعُ


حاتم الطائي

الحمدان
01-14-2023, 09:12 PM
وَإِنّي لَأَستَحيِي صِحابِيَ أَن يَرَوا
مَكانَ يَدي في جانِبِ الزادِ أَقرَعا

أُقَصِّرُ كَفّي أَن تَنالَ أَكُفَّهُم
إِذا نَحنُ أَهوَينا وَحاجاتُنا مَعا

وَإِنَّكَ مَهما تُعطِ بَطنَكَ سُؤلَهُ
وَفَرجَكَ نالا مُنتَهى الذَمِّ أَجمَعا

أَبيتُ خَميصَ البَطنِ مُضطَمِرَ الحَشى
حَياءً أَخافُ الذَمَّ أَن أَتَضَلَّعا


حاتم الطائي

الحمدان
01-14-2023, 09:13 PM
لَم يُنسِني أَطلالَ ماوِيَّةٍ ناسي
وَلا أَكثَرُ الماضي الَّذي مِثلُهُ يُنسي

إِذا غَرَبَت شَمسُ النَهارِ وَرَدتُها
كَما يَرِدُ الظَمآنُ آبِيَةَ الخِمسِ


حاتم الطائي

الحمدان
01-14-2023, 09:13 PM
وَلَقَد بَغى بِجِلادِ أَوسٍ قَومُهُ
ذُلّاً وَقَد عَلِمَت بِذَلِكَ سِنبِسُ

حاشا بَني عَمروِ بنِ سِنبِسَ إِنَّهُم
مَنَعوا ذِمارَ أَبيهِمِ أَن يَدنَسوا

وَتَواعَدوا وِردَ القُرَيَّةِ غُدوَةً
وَحَلَفتُ بِاللَهِ العَزيزِ لَنُحبَسُ

وَاللَهُ يَعلَمُ لَو أَتى بِسُلافِهِم
طَرفُ الجَريضِ لَظَلَّ يَومٌ مُشكِسُ

كَالنارِ وَالشَمسِ الَّتي قالَت لَها
بَيدَ اللُوَيمِسِ عالِماً ما يَلمِسُ

لا تَطعَمَنَّ الماءَ إِن أَورَدتَهُم
لِتَمامِ طَميِكُمُ فَفوزوا وَاِحبُسوا

أَو ذو الحُصَينِ وَفارِسٌ ذو مِرَّةٍ
بِكَتيبَةٍ مَن يُدرِكوهُ يَغرِسُ

وَمُوَطَّءُ الأَكنافِ غَيرُ مُلَعَّنٍ
في الحَيِّ مَشّاءٌ إِلَيهِ المَجلِسُ


حاتم الطائي

الحمدان
01-14-2023, 09:13 PM
أَلا أَرِقَت عَيني فَبِتُّ أُديرُها
حِذارَ غَدٍ أَحجى بِأَن لا يَضيرُها

إِذا النَجمُ أَضحى مَغرِبَ الشَمسِ مائِلاً
وَلَم يَكُ بِالآفاقِ بَونٌ يُنيرُها

إِذا ما السَماءُ لَم تَكُن غَيرَ حَلبَةٍ
كَجِدَّةِ بَيتِ العَنكَبوتِ يُنيرُها

فَقَد عَلِمَت غَوثٌ بِأَنّا سَراتُها
إِذا أُعلِمَت بَعدَ السِرارِ أُمورُها

إِذا الريحُ جاءَت مِن أَمامِ أَخائِفٍ
وَأَلوَت بِأَطنابِ البُيوتِ صُدورُها

وَإِنّا نُهينُ المالَ في غَيرِ ظِنَّةٍ
وَما يَشتَكينا في السِنينَ ضَريرُها

إِذا ما بَخيلُ الناسِ هَرَّت كِلابُهُ
وَشَقَّ عَلى الضَيفِ الضَعيفِ عَقورُها

فَإِنّي جَبانُ الكَلبِ بَيتي مُوَطِّاً
أَجودُ إِذا ما النَفسُ شَحَّ ضَميرُها

وَإِنَّ كِلابي قَد أُهِرَّت وَعُوِّدَت
قَليلٌ عَلى مَن يَعتَريني هَريرُها

وَما تَشتَكي قِدري إِذا الناسُ أَمحَلَت
أُؤَثِّفُها طَوراً وَطَوراً أُميرُها

وَأُبرِزُ قِدري بِالفَضاءِ قَليلُها
يُرى غَيرَ مَضنونٍ بِهِ وَكَثيرُها

وَإِبلِيَ رَهنٌ أَن يَكونَ كَريمُها
عَقيراً أَمامَ البَيتِ حينَ أُثيرُها

أُشاوِرُ نَفسَ الجودِ حَتّى تُطيعَني
وَأَترُكُ نَفسَ البُخلِ لا أَستَشيرُها

وَلَيسَ عَلى ناري حِجابٌ يَكُنُّها
لِمُستَوبِصٍ لَيلاً وَلَكِن أُنيرُها

فَلا وَأَبيكَ ما يَظَلُّ اِبنُ جارَتي
يَطوفُ حَوالَي قِدرِنا ما يَطورُها

وَما تَشتَكيني جارَتي غَيرَ أَنَّها
إِذا غابَ عَنها بَعلُها لا أَزورُها

سَيَبلُغُها خَيري وَيَرجِعُ بَعلُها
إِلَيها وَلَم يُقصَر عَلَيَّ سُتورُها

وَخَيلٍ تَعادى لِلطِعانِ شَهِدتُها
وَلَو لَم أَكُن فيها لَساءَ عَذيرُها

وَغَمرَةِ مَوتٍ لَيسَ فيها هَوادَةٌ
يَكونُ صُدورَ المَشرَفِيِّ جُسورُها

صَبَرنا لَها في نَهكِها وَمُصابِها
بِأَسيافِنا حَتّى يَبوخَ سَعيرُها

وَعَرجَلَةٍ شُعثِ الرُؤوسِ كَأَنَّهُم
بَنو الجِنِّ لَم تُطبَخ بِقِدرٍ جَزورُها

شَهِدتُ وَعَوّاناً أُمَيمَةُ أَنّنا
بَنو الحَربِ نَصلاها إِذا اِشتَدَّ نورُها

عَلى مُهرَةٍ كَبداءَ جَرداءَ ضامِرٍ
أَمينٍ شَظاها مُطمَئِنٍّ نُسورُها

وَأَقسَمتُ لا أُعطي مَليكاً ظُلامَةً
وَحَولي عَدِيٌّ كَهلُها وَغَريرُها

أَبَت لِيَ ذاكُم أُسرَةٌ ثُعَلِيَّةٌ
كَريمٌ غِناها مُستَعِفٌّ فَقيرُها

وَخوصٍ دِقاقٍ قَد حَدَوتُ لِفِتيَةٍ
عَلَيهِنَّ إِحداهُنَّ قَد حَلَّ كورُها


حاتم الطائي العصر الجاهلي

الحمدان
01-14-2023, 09:14 PM
أَلا أَبلِغا وَهمَ بنَ عَمروٍ رِسالَةً
فَإِنَّكَ أَنتَ المَرءُ بِالخَيرِ أَجدَرُ

رَأَيتُكَ أَدنى الناسِ مِنّا قَرابَةً
وَغَيرَكَ مِنهُم كُنتُ أَحبو وَأَنصُرُ

إِذا ما أَتى يَومٌ يُفَرِّقُ بَينَنا
بِمَوتٍ فَكُن يا وَهمُ ذو يَتَأَخَّرُ


حاتم الطائي

الحمدان
01-14-2023, 09:14 PM
عَمروُ اِبنُ أَوسٍ إِذا أَشياعُهُ غَضِبوا

فَأَحرَزوهُ بِلا غُرمٍ وَلا عارِ

إِنَّ بَني عَبدِ وُدٍّ كُلَّما وَقَعَت

إِحدى الهَناتِ أَتَوها غَيرَ أَغمارِ


حاتم الطائي

الحمدان
01-14-2023, 09:15 PM
أَلا سَبيلٌ إِلى مالٍ يُعارِضُني

كَما يُعارِضُ ماءُ الأَبطَحِ الجاري

أَلا أُعانُ عَلى جودي بِمَيسَرَةٍ

فَلا يَرُدُّ نَدى كَفَّيَّ إِقتاري


حاتم الطائي

الحمدان
01-14-2023, 09:15 PM
أَوقِد فَإِنَّ اللَيلَ لَيلٌ قَرُّ

وَالريحَ يا موقِدُ ريحٌ صِرُّ

عَسى يَرى نارَكَ مَن يَمُرُّ

إِن جَلَبَت ضَيفاً فَأَنتَ حُرُّ


حاتم الطائي

الحمدان
01-21-2023, 03:53 PM
القصيدة التي حملت أسماء سور القرآن الكريم

في عام 1979 م/1400هجري نظّم القسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية مسابقة شعرية بمناسبة مرور 1400 سنة على هجرة النبي صلى اللّظ°ه عليه و آله و سلم ، فاشترك في هذه المسابقة ألف ومئتان من الشعراء، ولم يكن الفائز الأول في حلبتها عربيا، بل كان إفريقيّا من السنغال شاعر اسمه عبدالله باه.
وفيما يلي قصيدته الفائزة والتي أسماها
"نونية القرآن" .

والقصيدة تتضمن كل سور القرآن الكريم مرتبة حسب ورودها في المصحف الشريف

لله درك من شاعر
لله درك من مبدع

القصيدة :-

افتح كتاب الله إن الفاتحة
فتحٌ وبرهانٌ وسبع مثاني

بقرٌ وعمران كظلِّ سحابة
وعلى النساء موائد الرحمن

اجعل من الأنعام قُربى وارعها
في ذروة الأعراف والوديان

للهِ أنفال وآل محمدٍ
والتوبة تغشى يونس بأمان

أوما علمت بأنَّ هودا مرسل
وبأنّ يوسف أجمل الشبّان

وإذا سمعت الرعد حنَّ بصوتهِ
فاعلم بأنّ الماء ذو جريان

واسمع لإبراهيم لاتسمع لما
قد قال أهل الحِجر من نُكران

والنحل لمّا ربها أوحى لها
تاقت إلى الإسراء في الأوطان

ولقد علمنا أنّ كهفاً آمناً
وبأنَّ مريم أطهر النسوان

وبأنَّ طهَ أمَّ كلَّ الانبياء
في المسجد الاقصى بلا نقصان

وبأن حج البيت ركنٌ خامس
والمؤمنون أتوهُ في إذعان

والنور يكسوهم لحُسنِ خصالهم
ولهم كمال الوصف في الفرقان

وانهل من الشعراء علماً نافعاً
تكسب لساناً ناطقاً وبيان

واعلم بأنَّ النّمل جاء حديثها
قصصاً وبيت العنكبوت مهانِ

والروم في أدنى البلاد تدنَّسَت
واعمل بما أوصى به لقمان

واسجد لربك خاشعاً متذللاً
واحذر من احزابٍ ذوي خسران

سبأ وفاطر ثمّ ياسين بعدها
والصافات تقي من الشيطان

صادٌ تعلَّم والزمر لاتنسها
غافر ورتّل فُصِلَت باتقان

شورى فالزمها وهذا نهجنا
والزخرف احفظ لاتكُن ولهان

والساعة آتية ومن اشراطها
ماجاء في القرآن من دخّان

وبها ترى كل الخلائق جاثية
حتى قُرى الأحقاف تجتمعان

واعلم بأن محمد فتح الدُنى
والفتح الاعظم جاء بعد ثمان

وأقام في الحجرات طول حياتهِ
ومرتلاً(قافٍ) بكل أوان

والذاريات مفصلاً آياتها
والطور مسكٌ فاح في الاركان

والنجم نورٌ للخلائق تهتدي
وكذا القمر نورٌ من الرحمن

والله أخبر أن يوم الواقعة
فَصلٌ وأن الحكم للديان

جعل الحديد منزلاُ سبحانه
وسمع لخولة يوم يجتدلان

والحشر آتٍ ألف يوم طولهُ
وبه ترى الثقلان يمتحنانِ

وبه ترى الأملاك صفاً واحداً
في يوم جمعة ماله من ثانِ

واهل النفاق تهتكت استارهم
يوم التغابُن يُعرَفُ البهتان

أما الطلاق فلا تبادر لفظهُ
واجعلهُ كالتحريم في الميزانِ

والمُلك لله والقلم مخلوقهُ
الأول تعالى خالق الثقلان

والحآقّة حقٌ ومن أسمائها
يوم المعارج يخسف القمران

نوحٌ نبيٌّ مرسلٌ من ربه
والجِنّ حق جاء في القران

وإذا المزمِّل والمدثر جاءتا
يوم القيامة يبعث الإنسان

والمرسلات أتت تبشّرُ بالنبأ
والنازعات تزلزل الابدان

عبسى من الأعمى فقال الوحي لا
لا يامحمد ياعظيم الشأنِ

وإذا أتى التكوير آن الانفطار
يتلو وللمطففين نيرانِ

وترى انشقاقاً في السما ذات البروج
والطارق الأعلى تراهُ دانِ

وترى وجوهاً ذِكرها في الغاشية
وترى طلوع الفجر في البلدان

والشمس بعد الليل تُشرِقُ بالضحى
والانشراح لفائزٍ بجنان

والتين والزيتون حلوٌ طَلعُها
وبدأ بإقرأ في العلق أمران

في ليلة القدر المبارك أُنزلَت
في الوتر لا في الشفع من رمضان

ثم توالى للرسول منجّماً
والبيّنة في قولنا برهان

وإذا رأيت الأرض حولك زلزلت
والعاديات تصيح في الميدان

لعلمت أن القارعة قد آذنت
فلما التكاثُر يا أخا العرفانِ

والعصر إن الهمز شينٌ فعلهُ
والويل للهمّاز والطعّان

والفيل أدبر في شرودٍ عندما
عجزت قُريشٌ عن حِمى الأوطان

من يمنع الماعون يحرم شربةً
من ماء نهر الكوثر السيّان

والكافرون تنكست راياتهم
والنصر يوم الفتح للإيمانِ

ولقد علمنا أنَّ تبت والمسد
ويلٌ يذوق عذابهُ الزوجانِ

فاحرص على الإخلاص والزم حبلهُ
فبغيرهِ لايقبل الاحسانِ

واعلم بأنَّ الله مالك أمرهِ
ربّ الفلق والناس والأكوان

وبذا أكون قد ختمت قصيدتي
سمّيتها نونية القرآن

الحمدان
01-21-2023, 04:01 PM
يا صاحب الهم إن الهم منفرج
أبشر بخير فإن الفارج الله

اليأس يقطع أحياناً بصاحبه
لاتياسن فإن الكافي الله

الله يحدث بعد العسر ميسرة
لاتجزعن فان الصانع الله

إذا إبتليت فثق بالله وأرض به
إن الذي يكشف البلوى هو الله

والله .. مالك غير الله من أحد
فحسبك في كلٍ لك الله

الحمدان
01-21-2023, 09:24 PM
لِخَولَةَ أَطلالٌ بِبُرقَةِ ثَهمَدِ
تَلوحُ كَباقي الوَشمِ في ظاهِرِ اليَدِ

وُقوفاً بِها صَحبي عَلَيَّ مَطيَّهُم
يَقولونَ لا تَهلِك أَسىً وَتَجَلَّدِ

كَأَنَّ حُدوجَ المالِكيَّةِ غُدوَةً
خَلايا سَفينٍ بِالنَواصِفِ مِن دَدِ

عَدَوليَّةٌ أَو مِن سَفينِ اِبنِ يامِنٍ
يَجورُ بِها المَلّاحُ طَوراً وَيَهتَدي

يَشُقُّ حَبابَ الماءِ حَيزومُها بِها
كَما قَسَمَ التُربَ المُفايِلُ بِاليَدِ

وَفي الحَيِّ أَحوى يَنفُضُ المَردَ شادِنٌ
مُظاهِرُ سِمطَي لُؤلُؤٍ وَزَبَرجَدِ

خَذولٌ تُراعي رَبرَباً بِخَميلَةٍ
تَناوَلُ أَطرافَ البَريرِ وَتَرتَدي

وَتَبسِمُ عَن أَلمى كَأَنَّ مُنَوِّراً
تَخَلَّلَ حُرَّ الرَملِ دِعصٌ لَهُ نَدي

سَقَتهُ إِياةُ الشَمسِ إِلّا لِثاتِهِ
أُسِفَّ وَلَم تَكدِم عَلَيهِ بِإِثمِدِ

وَوَجهٌ كَأَنَّ الشَمسَ حَلَّت رِدائَها
عَلَيهِ نَقِيُّ اللَونِ لَم يَتَخَدَّدِ

وَإِنّي لَأَمضي الهَمَّ عِندَ اِحتِضارِهِ
بِعَوجاءَ مِرقالٍ تَروحُ وَتَغتَدي

أَمونٍ كَأَلواحِ الأَرانِ نَصَأتُها
عَلى لاحِبٍ كَأَنَّهُ ظَهرُ بُرجُدِ

جَماليَّةٍ وَجناءَ تَردي كَأَنَّها
سَفَنَّجَةٌ تَبري لِأَزعَرَ أَربَدِ

تُباري عِتاقاً ناجِياتٍ وَأَتبَعَت
وَظيفاً وَظيفاً فَوقَ مَورٍ مُعَبَّدِ

تَرَبَّعَتِ القُفَّينِ في الشَولِ تَرتَعي
حَدائِقَ مَوليِّ الأَسِرَّةِ أَغيَدِ

تَريعُ إِلى صَوتِ المُهيبِ وَتَتَّقي
بِذي خُصَلٍ رَوعاتِ أَكلَفَ مُلبِدِ

كَأَنَّ جَناحَي مَضرَحيٍّ تَكَنَّفا
حِفافَيهِ شُكّا في العَسيبِ بِمَسرَدِ

فَطَوراً بِهِ خَلفَ الزَميلِ وَتارَةً
عَلى حَشَفٍ كَالشَنِّ ذاوٍ مُجَدَّدِ

لَها فَخِذانِ أُكمِلَ النَحضُ فيهِما
كَأَنَّهُما بابا مُنيفٍ مُمَرَّدِ

وَطَيُّ مَحالٍ كَالحَنيِّ خُلوفُهُ
وَأَجرِنَةٌ لُزَّت بِدَأيٍ مُنَضَّدِ

كَأَنَّ كِناسَي ضالَةٍ يُكنِفانِها
وَأَطرَ قِسيٍّ تَحتَ صُلبٍ مُؤَيَّدِ

لَها مِرفَقانِ أَفتَلانِ كَأَنَّها
تَمُرُّ بِسَلمَي دالِجٍ مُتَشَدَّدِ

كَقَنطَرَةِ الروميِّ أَقسَمَ رَبُّها
لَتُكتَنَفَن حَتّى تُشادَ بِقَرمَدِ

صُهابيَّةُ العُثنونِ موجَدَةُ القَرا
بَعيدَةُ وَخدِ الرِجلِ مَوّارَةُ اليَدِ

أُمِرَّت يَداها فَتلَ شَزرٍ وَأُجنِحَت
لَها عَضُداها في سَقيفٍ مُسَنَّدِ

جُنوحٌ دِفاقٌ عَندَلٌ ثُمَّ أُفرِعَت
لَها كَتِفاها في مُعالىً مُصَعَّدِ

كَأَنَّ عُلوبَ النِسعِ في دَأَياتِها
مَوارِدُ مِن خَلقاءَ في ظَهرِ قَردَدِ

تَلاقى وَأَحياناً تَبينُ كَأَنَّها
بَنائِقُ غُرٌّ في قَميصٍ مُقَدَّدِ

وَأَتلَعُ نَهّاضٌ إِذا صَعَّدَت بِهِ
كَسُكّانِ بوصيٍّ بِدِجلَةَ مُصعِدِ

وَجُمجُمَةٌ مِثلُ العَلاةِ كَأَنَّما
وَعى المُلتَقى مِنها إِلى حَرفِ مِبرَدِ

وَخَدٌّ كَقِرطاسِ الشَآمي وَمِشفَرٌ
كَسِبتِ اليَماني قَدُّهُ لَم يُجَرَّدِ

وَعَينانِ كَالماوَيَّتَينِ اِستَكَنَّتا
بِكَهفَي حِجاجَي صَخرَةٍ قَلتِ مَورِدِ

طَحورانِ عُوّارَ القَذى فَتَراهُما
كَمَكحولَتَي مَذعورَةٍ أُمِّ فَرقَدِ

وَصادِقَتا سَمعِ التَوَجُّسِ لِلسُرى
لِهَجسٍ خَفِيٍّ أَو لِصَوتٍ مُنَدَّدِ

مُؤَلَّلَتانِ تَعرِفُ العِتقَ فيهِما
كَسامِعَتَي شاةٍ بِحَومَلَ مُفرَدِ

وَأَروَعُ نَبّاضٌ أَحَذُّ مُلَملَمٌ
كَمِرداةِ صَخرٍ في صَفيحٍ مُصَمَّدِ

وَأَعلَمُ مَخروتٌ مِنَ الأَنفِ مارِنٌ
عَتيقٌ مَتى تَرجُم بِهِ الأَرضَ تَزدَدِ

وَإِن شِئتُ لَم تُرقِل وَإِن شِئتُ أَرقَلَت
مَخافَةَ مَلويٍّ مِنَ القَدِّ مُحصَدِ

وَإِن شِئتُ سامى واسِطَ الكورِ رَأسُها
وَعامَت بِضَبعَيها نَجاءَ الخَفَيدَدِ

عَلى مِثلِها أَمضي إِذا قالَ صاحِبي
أَلا لَيتَني أَفديكَ مِنها وَأَفتَدي

وَجاشَت إِلَيهِ النَفسُ خَوفاً وَخالَهُ
مُصاباً وَلَو أَمسى عَلى غَيرِ مَرصَدِ

إِذا القَومُ قالوا مَن فَتىً خِلتُ أَنَّني
عُنيتُ فَلَم أَكسَل وَلَم أَتَبَلَّدِ

أَحَلتُ عَلَيها بِالقَطيعِ فَأَجذَمَت
وَقَد خَبَّ آلُ الأَمعَزِ المُتَوَقِّدِ

فَذالَت كَما ذالَت وَليدَةُ مَجلِسٍ
تُري رَبَّها أَذيالَ سَحلٍ مُمَدَّدِ

وَلَستُ بِحَلّالِ التِلاعِ مَخافَةً
وَلَكِن مَتى يَستَرفِدِ القَومُ أَرفِدِ

فَإِن تَبغِني في حَلقَةِ القَومِ تَلقَني
وَإِن تَقتَنِصني في الحَوانيتِ تَصطَدِ

مَتى تَأتِني أُصبِحكَ كَأساً رَويَّةً
وَإِن كُنتَ عَنها ذا غِنىً فَاِغنَ وَاِزدَدِ

وَإِن يَلتَقِ الحَيُّ الجَميعُ تُلاقِني
إِلى ذِروَةِ البَيتِ الرَفيعِ المُصَمَّدِ

نَدامايَ بيضٌ كَالنُجومِ وَقَينَةٌ
تَروحُ عَلَينا بَينَ بُردٍ وَمَجسَدِ

رَحيبٌ قِطابُ الجَيبِ مِنها رَقيقَةٌ
بِجَسِّ النَدامى بَضَّةُ المُتَجَرَّدِ

إِذا نَحنُ قُلنا أَسمِعينا اِنبَرَت لَنا
عَلى رِسلِها مَطروقَةً لَم تَشَدَّدِ

إِذا رَجَّعَت في صَوتِها خِلتَ صَوتَها
تَجاوُبَ أَظآرٍ عَلى رُبَعٍ رَدي

وَما زالَ تَشرابي الخُمورَ وَلَذَّتي
وَبَيعي وَإِنفاقي طَريفي وَمُتلَدي

إِلى أَن تَحامَتني العَشيرَةُ كُلُّها
وَأُفرِدتُ إِفرادَ البَعيرِ المُعَبَّدِ

رَأَيتُ بَني غَبراءَ لا يُنكِرونَني
وَلا أَهلُ هَذاكَ الطِرافِ المُمَدَّدِ

أَلا أَيُّهَذا اللائِمي أَحضُرَ الوَغى
وَأَن أَشهَدَ اللَذّاتِ هَل أَنتَ مُخلِدي

فَإِن كُنتَ لا تَسطيعُ دَفعَ مَنيَّتي
فَدَعني أُبادِرها بِما مَلَكَت يَدي

وَلَولا ثَلاثٌ هُنَّ مِن عيشَةِ الفَتى
وَجَدِّكَ لَم أَحفِل مَتى قامَ عُوَّدي

فَمِنهُنَّ سَبقي العاذِلاتِ بِشَربَةٍ
كُمَيتٍ مَتى ما تُعلَ بِالماءِ تُزبِدِ

وَكَرّي إِذا نادى المُضافُ مُحَنَّباً
كَسيدِ الغَضا نَبَّهتَهُ المُتَوَرِّدِ

وَتَقصيرُ يَومَ الدَجنِ وَالدَجنُ مُعجِبٌ
بِبَهكَنَةٍ تَحتَ الطِرافِ المُعَمَّدِ

كَأَنَّ البُرينَ وَالدَماليجَ عُلِّقَت
عَلى عُشَرٍ أَو خِروَعٍ لَم يُخَضَّدِ

كَريمٌ يُرَوّي نَفسَهُ في حَياتِهِ
سَتَعلَمُ إِن مُتنا غَداً أَيُّنا الصَدي

أَرى قَبرَ نَحّامٍ بَخيلٍ بِمالِهِ
كَقَبرِ غَويٍّ في البَطالَةِ مُفسِدِ

تَرى جُثوَتَينِ مِن تُرابٍ عَلَيهِما
صَفائِحُ صُمٌّ مِن صَفيحٍ مُنَضَّدِ

أَرى المَوتَ يَعتامُ الكِرامَ وَيَصطَفي
عَقيلَةَ مالِ الفاحِشِ المُتَشَدِّدِ

أَرى العَيشَ كَنزاً ناقِصاً كُلَّ لَيلَةٍ
وَما تَنقُصِ الأَيّامُ وَالدَهرُ يَنفَدِ

لَعَمرُكَ إِنَّ المَوتَ ما أَخطَأَ الفَتى
لَكَالطِوَلِ المُرخى وَثِنياهُ بِاليَدِ

فَما لي أَراني وَاِبنَ عَمِّيَ مالِكاً
مَتى أَدنُ مِنهُ يَنأَ عَنّي وَيَبعُدِ

يَلومُ وَما أَدري عَلامَ يَلومُني
كَما لامَني في الحَيِّ قُرطُ بنُ مَعبَدِ

وَأَيأَسَني مِن كُلِّ خَيرٍ طَلَبتُهُ
كَأَنّا وَضَعناهُ إِلى رَمسِ مُلحَدِ

عَلى غَيرِ ذَنبٍ قُلتُهُ غَيرَ أَنَّني
نَشَدتُ فَلَم أُغفِل حَمولَةَ مَعبَدِ

وَقَرَّبتُ بِالقُربى وَجَدِّكَ إِنَّني
مَتى يَكُ أَمرٌ لِلنَكيثَةِ أَشهَدِ

وَإِن أُدعَ لِلجُلّى أَكُن مِن حُماتِها
وَإِن يَأتِكَ الأَعداءُ بِالجَهدِ أَجهَدِ

وَإِن يَقذِفوا بِالقَذعِ عِرضَكَ أَسقِهِم
بِكَأسِ حِياضِ المَوتِ قَبلَ التَهَدُّدِ

بِلا حَدَثٍ أَحدَثتُهُ وَكَمُحدِثٍ
هِجائي وَقَذفي بِالشَكاةِ وَمُطرَدي

فَلَو كانَ مَولايَ اِمرَأً هُوَ غَيرَهُ
لَفَرَّجَ كَربي أَو لَأَنظَرَني غَدي

وَلَكِنَّ مَولايَ اِمرُؤٌ هُوَ خانِقي
عَلى الشُكرِ وَالتَسآلِ أَو أَنا مُفتَدِ

وَظُلمُ ذَوي القُربى أَشَدُّ مَضاضَةً
عَلى المَرءِ مِن وَقعِ الحُسامِ المُهَنَّدِ

فَذَرني وَخُلقي إِنَّني لَكَ شاكِرٌ
وَلَو حَلَّ بَيتي نائِياً عِندَ ضَرغَدِ

فَلَو شاءَ رَبّي كُنتُ قَيسَ بنَ خالِدٍ
وَلَو شاءَ رَبّي كُنتُ عَمروَ بنَ مَرثَدِ

فَأَصبَحتُ ذا مالٍ كَثيرٍ وَزارَني
بَنونَ كِرامٌ سادَةٌ لِمُسَوَّدِ

أَنا الرَجُلُ الضَربُ الَّذي تَعرِفونَهُ
خَشاشٌ كَرَأسِ الحَيَّةِ المُتَوَقِّدِ

فَآلَيتُ لا يَنفَكُّ كَشحي بِطانَةً
لِعَضبٍ رَقيقِ الشَفرَتَينِ مُهَنَّدِ

حُسامٍ إِذا ما قُمتُ مُنتَصِراً بِهِ
كَفى العَودَ مِنهُ البَدءُ لَيسَ بِمِعضَدِ

أَخي ثِقَةٍ لا يَنثَني عَن ضَريبَةٍ
إِذا قيلَ مَهلاً قالَ حاجِزُهُ قَدّي

إِذا اِبتَدَرَ القَومُ السِلاحَ وَجَدتَني
مَنيعاً إِذا بَلَّت بِقائِمِهِ يَدي

وَبَركٍ هُجودٍ قَد أَثارَت مَخافَتي
بَوادِيَها أَمشي بِعَضبٍ مُجَرَّدِ

فَمَرَّت كَهاةٌ ذاتُ خَيفٍ جُلالَةٌ
عَقيلَةُ شَيخٍ كَالوَبيلِ يَلَندَدِ

يَقولُ وَقَد تَرَّ الوَظيفُ وَساقُها
أَلَستَ تَرى أَن قَد أَتَيتَ بِمُؤيِدِ

وَقالَ أَلا ماذا تَرَونَ بِشارِبٍ
شَديدٍ عَلَينا بَغيُهُ مُتَعَمِّدِ

وَقالَ ذَروهُ إِنَّما نَفعُها لَهُ
وَإِلّا تَكُفّوا قاصِيَ البَركِ يَزدَدِ

فَظَلَّ الإِماءُ يَمتَلِلنَ حُوارَها
وَيُسعى عَلَينا بِالسَديفِ المُسَرهَدِ

فَإِن مُتُّ فَاِنعيني بِما أَنا أَهلُهُ
وَشُقّي عَلَيَّ الجَيبَ يا اِبنَةَ مَعبَدِ

وَلا تَجعَليني كَاِمرِئٍ لَيسَ هَمُّهُ
كَهَمّي وَلا يُغني غَنائي وَمَشهَدي

بَطيءٍ عَنِ الجُلّى سَريعٍ إِلى الخَنى
ذَلولٍ بِأَجماعِ الرِجالِ مُلَهَّدِ

فَلَو كُنتُ وَغلاً في الرِجالِ لَضَرَّني
عَداوَةُ ذي الأَصحابِ وَالمُتَوَحِّد

وَلَكِن نَفى عَنّي الرِجالَ جَراءَتي
عَلَيهِم وَإِقدامي وَصِدقي وَمَحتِدي

لَعَمرُكَ ما أَمري عَلَيَّ بِغُمَّةٍ
نَهاري وَلا لَيلي عَلَيَّ بِسَرمَدِ

وَيَومٍ حَبَستُ النَفسَ عِندَ عِراكِهِ
حِفاظاً عَلى عَوراتِهِ وَالتَهَدُّدِ

عَلى مَوطِنٍ يَخشى الفَتى عِندَهُ الرَدى
مَتى تَعتَرِك فيهِ الفَرائِصُ تُرعَدِ

وَأَصفَرَ مَضبوحٍ نَظَرتُ حِوارَهُ
عَلى النارِ وَاِستَودَعتُهُ كَفَّ مُجمِدِ

سَتُبدي لَكَ الأَيّامُ ما كُنتَ جاهِلاً
وَيَأتيكَ بِالأَخبارِ مَن لَم تُزَوِّدِ

وَيَأتيكَ بِالأَخبارِ مَن لَم تَبِع لَهُ
بَتاتاً وَلَم تَضرِب لَهُ وَقتَ مَوعِدِ



طرفة بن العبد

الحمدان
01-21-2023, 10:04 PM
أَصَحَوتَ اليَومَ أَم شاقَتكَ هِر
وَمِنَ الحُبِّ جُنونٌ مُستَعِر

لا يَكُن حُبُّكِ داءً قاتِلاً
لَيسَ هَذا مِنكِ ماوِيَّ بِحُر

كَيفَ أَرجو حُبَّها مِن بَعدِ ما
عَلِقَ القَلبُ بِنُصبٍ مُستَسِر

أَرَّقَ العَينَ خَيالٌ لَم يَقِر
طافَ وَالرَكبُ بِصَحراءِ يُسُر

جازَتِ البيدَ إِلى أَرحُلِنا
آخِرَ اللَيلِ بِيَعفورٍ خَدِر

ثُمَّ زارَتني وَصَحبي هُجَّعٌ
في خَليطٍ بَينَ بُردٍ وَنَمِر

تَخلِسُ الطَرفَ بِعَينَي بَرغَزٍ
وَبِخَدَّي رَشَإٍ آدَمَ غِر

وَلَها كَشحا مَهاةٍ مُطفِلٍ
تَقتَري بِالرَملِ أَفنانَ الزَهَر

وَعَلى المَتنينِ مِنها وارِدٌ
حَسَنُ النَبتِ أَثيثٌ مُسبَطِرّ

جابَةُ المِدرى لَها ذو جُدَّةٍ
تَنفُضُ الضالَ وَأَفنانَ السَمُر

بَينَ أَكنافِ خُفافٍ فَاللِوى
مُخرِفٌ تَحنو لِرَخصِ الظِلفِ حُر

تَحسِبُ الطَرفَ عَلَيها نَجدَةٌ
يا لِقَومي لِلشَبابِ المُسبَكِر

حَيثُما قاظوا بِنَجدٍ وَشَتَوا
حَولَ ذاتِ الحاذِ مِن ثِنيَي وُقُر

فَلَهُ مِنها عَلى أَحيانِها
صَفوَةُ الراحِ بِمَلذوذٍ خَصِر

إِن تُنَوِّلهُ فَقَد تَمنَعُهُ
وَتُريهِ النَجمَ يَجري بِالظُهُر

ظَلَّ في عَسكَرَةٍ مِن حُبِّها
وَنَأَت شَحطَ مَزارِ المُدَّكِر

فَلَئِن شَطَّت نَواها مَرَّةً
لَعَلى عَهدِ حَبيبٍ مُعتَكِر

بادِنٌ تَجلو إِذا ما اِبتَسَمَت
عَن شَتيتٍ كَأَقاحِ الرَملِ غُر

بَدَّلَتهُ الشَمسُ مِن مَنبَتِهِ
بَرَداً أَبيَضَ مَصقولَ الأُشُر

وَإِذا تَضحَكُ تُبدي حَبَباً
كَرُضابِ المِسكِ بِالماءِ الخَصِر

صادَفَتهُ حَرجَفٌ في تَلعَةٍ
فَسَجا وَسطَ بِلاطٍ مُسبَطِر

وَإِذا قامَت تَداعى قاصِفٌ
مالَ مِن أَعلى كَثيبٍ مُنقَعِر

تَطرُدُ القُرَّ بِحُرٍّ صادِقٍ
وَعَكيكَ القَيظِ إِن جاءَ بِقُر

لا تَلُمني إِنَّها مِن نِسوَةٍ
رُقَّدِ الصَيفِ مَقاليتٍ نُزُر

كَبَناتِ المَخرِ يَمأَدنَ كَما
أَنبَتَ الصَيفُ عَساليجَ الخُضَر

فَجَعوني يَومَ زَمّوا عيرَهُم
بِرَخيمِ الصَوتِ مَلثومٍ عَطِر

وَإِذا تَلسُنُني أَلسُنُها
إِنَّني لَستُ بِمَوهونٍ فَقِر

لا كَبيرٌ دالِفٌ مِن هَرَمٍ
أَرهَبُ اللَيلَ وَلا كَلُّ الظُفُر

وَبِلادٍ زَعِلٍ ظِلمانُها
كَالمَخاضِ الجُربِ في اليَومِ الخَدِر

قَد تَبَطَّنتُ وَتَحتي جَسرَةٌ
تَتَّقي الأَرضَ بِمَلثومٍ مَعِر

فَتَرى المَروَ إِذا ما هَجَّرَت
عَن يَدَيها كَالفِراشِ المُشفَتِر

ذاكَ عَصرٌ وَعَداني أَنَّني
نابَني العامَ خُطوبٌ غَيرُ سِر

مِن أُمورٍ حَدَثَت أَمثالُها
تَبتَري عودَ القَويِّ المُستَمِر

وَتَشَكّى النَفسُ ما صابَ بِها
فَاِصبِري إِنَّكِ مِن قَومٍ صُبُر

إِن نُصادِف مُنفِساً لا تُلفِنا
فُرُحَ الخَيرِ وَلا نَكبو لِضُر

أُسدُ غابٍ فَإِذا ما فَزَعوا
غَيرُ أَنكاسٍ وَلا هوجٍ هُذُر

وَلِيَ الأَصلُ الَّذي في مِثلِهِ
يُصلِحُ الآبِرُ زَرعَ المُؤتَبِر

طَيِّبو الباءَةِ سَهلٌ وَلَهُم
سُبُلٌ إِن شِئتَ في وَحشٍ وَعِر

وَهُمُ ما هُم إِذا ما لَبِسوا
نَسجَ داوُودَ لِبَأسٍ مُحتَضِر

وَتَساقى القَومُ كَأساً مُرَّةً
وَعَلا الخَيلَ دِماءٌ كَالشَقِر

ثُمَّ زادوا أَنَّهُم في قَومِهِم
غُفُرٌ ذَنبَهُمُ غَيرُ فُخُر

لا تَعِزُّ الخَمرُ إِن طافوا بِها
بِسِباءِ الشَولِ وَالكومِ البُكُر

فَإِذا ما شَرِبوها وَاِنتَشوا
وَهَبوا كُلَّ أَمونٍ وَطِمِر

ثُمَّ راحوا عَبَقُ المِسكِ بِهِم
يُلحِفونَ الأَرضَ هُدّابَ الأُزُر

وَرِثوا السُؤدُدَ عَن آبائِهِم
ثُمَّ سادوا سُؤدُداً غَيرَ زَمِر

نَحنُ في المَشتاةِ نَدعو الجَفَلى
لا تَرى الآدِبَ فينا يَنتَقِر

حينَ قالَ الناسُ في مَجلِسِهِم
أَقُتارٌ ذاكَ أَم ريحُ قُطُر

بِجِفانٍ تَعتَري نادِيَنا
مِن سَديفٍ حينَ هاجَ الصِنَّبِر

كَالجَوابي لا تَني مُترَعَةً
لِقِرى الأَضيافِ أَو لِلمُحتَضِر

ثُمَّ لا يَخزُنُ فينا لَحمُها
إِنَّما يَخزُنُ لَحمُ المُدَّخِر

وَلَقَد تَعلَمُ بَكرٌ أَنَّنا
آفَةُ الجُزرِ مَساميحٌ يُسُر

وَلَقَد تَعلَمُ بَكرٌ أَنَّنا
واضِحو الأَوجُهِ في الأَزمَةِ غُر

وَلَقَد تَعلَمُ بَكرٌ أَنَّنا
فاضِلو الرَأيِ وَفي الرَوعِ وُقُر

وَلَقَد تَعلَمُ بَكرٌ أَنَّنا
صادِقو البَأسِ وَفي المَحفِلِ غُر

يَكشِفونَ الضُرَّ عَن ذي ضُرِّهِم
وَيُبِرّونَ عَلى الآبي المُبِر

فُضُلٌ أَحلامُهُم عَن جارِهِم
رُحُبُ الأَذرُعِ بِالخَيرِ أُمُر

ذُلُقٌ في غارَةٍ مَسفوحَةٍ
وَلَدى البَأسِ حُماةٌ ما نَفِر

نُمسِكُ الخَيلَ عَلى مَكروهِها
حينَ لا يُمسِكُها إِلّا الصُبُر

حينَ نادى الحَيُّ لَمّا فَزَعوا
وَدَعا الداعي وَقَد لَجَّ الذُعُر

أَيُّها الفِتيانُ في مَجلِسِنا
جَرِّدوا مِنها وِراداً وَشُقُر

أَعوَجيّاتٍ طِوالاً شُزَّباً
دوخِلَ الصَنعَةُ فيها وَالضُمُر

مِن يَعابيبَ ذُكورٍ وُقُحٍ
وَهِضَبّاتٍ إِذا اِبتَلَّ العُذُر

جافِلاتٍ فَوقَ عوجٍ عُجُلٍ
رُكَّبَت فيها مَلاطيسُ سُمُر

وَأَنافَت بِهَوادٍ تُلُعٍ
كَجُذوعٍ شُذَّبَت عَنها القِشَر

عَلَتِ الأَيدي بِأَجوازٍ لَها
رُحُبِ الأَجوافِ ما إِن تَنبَهِر

فَهيَ تَردي فَإِذا ما أَلهَبَت
طارَ مِن إِحمائِها شَدُّ الأَزُر

كائِراتٍ وَتَراها تَنتَحي
مُسلَحِبّاتٍ إِذا جَدَّ الحُضُر

ذُلُقُ الغارَةِ في إِفزاعِهِم
كَرِعالِ الطَيرِ أَسراباً تَمُر

نَذَرُ الأَبطالَ صَرعى بَينَها
ما يَني مِنهُم كَمِيٌّ مُنعَفِر

فَفِداءٌ لِبَني قَيسٍ عَلى
ما أَصابَ الناسَ مِن سُرٍّ وَضُر

خالَتي وَالنَفسُ قِدماً أَنَّهُم
نَعِمَ الساعونَ في القَومِ الشُطُر

وَهُمُ أَيسارُ لُقمانٍ إِذا
أَغلَتِ الشَتوَةُ أَبداءَ الجُزُر

لا يُلِحّونَ عَلى غارِمِهِم
وَعَلى الأَيسارِ تَيسيرُ العَسِر

كُنتُ فيكُم كَالمُغَطّي رَأسَهُ
فَاِنجَلى اليَومَ قِناعي وَخُمُر

وَلَقَد كُنتُ عَلَيكُم عاتِباً
فَعَقَبتُم بِذُنوبٍ غَيرِ مُر

سادِراً أَحسَبُ غَيِّي رَشَداً
فَتَناهَيتُ وَقَد صابَت بِقُر


طرفة بن العبد

الحمدان
01-21-2023, 10:05 PM
يا لَكِ مِن قُبَّرَةٍ بِمَعمَرِ
خَلا لَكِ الجَوَّ فَبيضي وَاِصفِري

قَد رُفِعَ الفَخُّ فَماذا تَحذَري
وَنَقِّري ما شِئتِ أَن تُنَقَّري

قَد ذَهَبَ الصَيّادُ عَنكِ فَاِبشِري
لا بُدَّ يَوماً أَن تُصادي فَاِصبِري


طرفة بن العبد

الحمدان
01-23-2023, 07:05 PM
يا طارق الباب رفقاً حين تطرقهُ
فإنه لم يعد في الدار أصحابُ

تفرقوا في دروبِ الأرض وانتثروا
كأنه لم يكن انسٌ واحبـابُ

أرحم يديك فما في الدار من أحد
لا ترج رداً فأهل الود ُ قد راحوا

ولترحم الدار .. لا توقظ مواجعها
للدور روحٌ .. كما للناس أرواحُ

الحمدان
01-25-2023, 03:06 AM
عربيــــة كـــــــــل القلوب تُشَجِّعُ
وإذا دعــــى داعــي العروبة نفزع

هـــــــــــذي عوائدنا ستبقى شيمة
مهمــــــــــا السياسة للخلاف توزع

كـــــــــل انتصار سوف يفرحنا معا
فـــــــــي الإنتكاس جميعنا نَتَوَجَّع

مامـــــــــن نظــام سوف يلغي أننا
عـــــــــــــــرب نؤازر بعضنا أويمنع

لهـــــــــــــم السياسة والسيادة إنما
صلـــــــــــة الأخوة ملكنا فليسمعوا

عـرب سنبقى والعروبة فــــي الدما
تجــري- برغـــــــم المبكيات-وتجمع

الحمدان
01-25-2023, 03:11 AM
حملــــــــوني بالتنائي فوق حملي
والحشا من نار شوقي اليوم يغلي

أي حب مثـــــــل هذا الحب يدمي.
كيف أضحـــى عاذل العشاق يُملي

كلمـا حـــذرت قلبي مـــــن جفاهم
زاد قلبي فــي الهوى لومي وعذلي

ليت قلبي كــــــــان صخرا لايحسُّ
ليتني ساءلت صبا كــــــــــان قبلي

ليتني قــــد كنــــت بالأشواق أدري
ليتني في الحب قد صدقت جهلي

الحمدان
01-28-2023, 08:39 PM
‏وَأَغَضُّ طَرفي ما بَدَت لي جارَتي

حَتّى يُواري جارَتي مَأواها

إِنّي اِمرُؤٌ سَمحُ الخليقَةِ ماجِدٌ

لا أُتبِعُ النَفس اللجوجَ هَواها

ولَئن سَأَلتَ بذاكَ عبلَةَ خبَّرَت

أَن لا أُريدُ مِنَ النِساءِ سِواها

وأُجيبُها إِمّا دعَت لِعَظيمَةٍ

وَأُغيثُها وأَعِفُّ عَمّا ساها

عنترة

الحمدان
01-28-2023, 08:57 PM
‏هوّن عليك الأمرَ لا تعبأ بِه
إن الصعاب تهون
بالتهوينِ

أمسٌ مضى واليوم يسهل
بالرضا
وغدٌ ببطن الغيب شبهُ جنينِ

وعليك بذر الحب لا قطف الجنى
والله للساعين خير مُعينِ

الحمدان
01-28-2023, 09:00 PM
‏جهلت عيونُ الناس ما في داخلي
فوجدتُ ربي بالفؤاد بصيرا

ربي معي، فمن الذي أخشى إذن
مادام ربي يحسنُ التدبيرا

وهو الذي قد قال في قرآنهِ
وكفى بربك هادياً ونصيرا

الحمدان
01-28-2023, 09:11 PM
ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي
جعلت الرجا مني لعفوك سلما

تعاظمني ذنبي فلما قرنته
بعفوك ربي كان عفوك أعظما

حسن بن عبدالله
01-29-2023, 12:23 AM
أخي العزيز الحمدان
شكرا لك على هذه التواجد الفعال
والمشاركات النافعه والمفيده
فبارك الله فيك وجزاك الله خير

الحمدان
02-01-2023, 07:21 PM
أرحب اخي الغالي ومديرنا الرائع
ابو حوفان
شرفت متصفحي بمرورك الرائع
وفقك الله لكل خير وبارك

الحمدان
02-01-2023, 07:22 PM
شربت مرارةً وبكيت جمراً
على فقدٍ لأيامٍ خوالي

لأيام بها الخيرات طراً
بها آباؤنا حازوا المعالي

ونالوا من ذرا العلياء شأوا ً
فصاروا في التدين خير آلِ

وكانوا كلما استسقوا لجدبٍ
سقاهم ربهم إثر ابتهالِ

فأضحوا شامةً من بعد تيه
وعموا بالصفا كل الفعالِ

كبير القوم لا يؤذي صغيراً
وجل الناس للقرآن تالِ

وأفقرهم تعففه شعار
وأغنى القوم لا يشقى بمالِ

وكانوا عن حمى ديني حماةً
وقد ضربوا لنا خير مثالِ

فصرنا بعدهم قومًا وحوشاً
تناوش بعضنا بعضًا لقالِ

فأرقنا بمرقدنا ذنوبٌ
ونخشى أن نُردَّ إلى سفالِ

ونلقى قحطنا في كل عامٍ
فما بال الملا فينا وبالِ

فإن الله ذو أخذٍ وبيلٍ
شديد ربنا عند المحالِ

فآهٍ ثم آهٍ ثم آهٍ
لأزمانٍ مضت مثل الخيالِ

ألا قوموا فندعوا اليوم ربًّا
رحيمًا محسنًا برًّا بفالِ

ونبدأ في الدعا بالحمد
إنا لنحمد بالغدو والآصالِ

إلهي إن في الأمطار شحًّا
ونذرًا لا يدانيه مقالي

وإن الأرض تشكو اليوم جدبًا
وتشكو غورة الماء الزلالِ

فأمست في رباع القوم قفرًا
وعظمًا بين أنياب السعالِ

وماتت من بهائمنا ألوفٌ
لأن السعر في الأعلاف غالي

وأقبلت الديار على بلاءٍ
لعامٍ من صدى الأمطار خالي

إلهي ليس للأنعام عشبٌ
لترعى في حواشيه الجزالِ

ولا نبتٌ يباس في ثراها
ولا كلاءٌ يرام على الجبالِ

فأمست بعد طاوية بطونًا
وباركةً بلا شد العقالِ

وصار الطير لا ينوي نزولًا
فلا ماء يرام إلى بلادي

أغثنا، أغثنا يا إله الكون إنا
عبيد نبتغي حسن النوال

وإن بنا من اللأواء جهداَ
وإنك عالم عن كل حال

فلا تمنع بذنب القوم قطرًا
ولا تمنع عبادك من سجالِ

ألا رباه أرسلها رياحًا
تقل بها من السحب الثقالِ

وسقها رحمةً في أرض قفرٍ
تباكت طول أيامٍ عضالِ

ألا غيثًا مغيثًا يا إلهي
وسحًّا نافعًا يا ذا الجلالِ

هنيئًا في ثناياه مريئًا
مغيثا أو مريعا في الكمالِ

وأغدقه وأطبقه وجلل
مواقع قطره بين التلال

لتحيي بلدةً ميتًا تعالت
بها أصوات من في القحط بالِ

وتسقيه أناسيا كثيرا
وأنعام غدت دون احتمال

فصب الماء في الآكام صبا
وأنبت زرعنا فوق الرمال

وأحي الأرض بالخيرات دوما
لتلزم قطرنا مثل الظلال

وتبلغ فرحة الإمطار دورًا
مزملةً بأنَّات العيالِ

فيشحذ كل ملهوفٍ غياثًا
بزخاتٍ كحبات اللآلي

ألا إنا دعوناك اضطرارًا
وأنت بدعوة المضطر والي

وإن قد رفعناها أكفًّا
فلا ترْدُدْ أكفًّا للسؤالِ.


الشيخ د سعود الشريم
أمام وخطيب الحرم المكي

الحمدان
02-01-2023, 07:22 PM
لِلَّهِ دَرُّ ذَوي العُقولِ المُشعِباتِ
أَخَذوا جَميعاً في حَديثِ التُرُّهاتِ

وَأَما وَرَبِّ المَسجِدَينِ كِلَيهِما
وَأَما وَرَبِّ مِنىً وَرَبِّ الراقِصاتِ

وَأَما وَرَبِّ البَيتِ ذي الأَستارِ وَالـ
ـمَسعى وَزَمزَمَ وَالهَدايا المُشعَراتِ

إِنَّ الَّذي خُلِقَت لَهُ الدُنيا وَما
فيها لَنازِلَةٌ تَجِلُّ عَنِ الصِفاتِ

فَليَنظُرِ الرَجُلُ اللَبيبُ لِنَفسِهِ
فَجَميعُ ما هُوَ كائِنٌ لا بُدَّ آتِ

عِش ما بَدا لَكَ أَن تَعيشَ بِغَبطَةٍ
ما أَقرَبَ المَحيا الطَويلِ مِنَ المَماتِ

فَتَجافَ عَن دارِ الغُرورِ وَعَن دَوا
عيها وَكُن مُتَوَقِّعاً لِلحادِثاتِ

أَينَ المُلوكُ ذَوُو المَنابِرِ وَالدَسا
كِرِ وَالعَساكِرِ وَالقُصورِ المُشرِفاتِ

وَالمُلهِياتُ فَمَن لَها وَالغادِيا
تُ الرائِحاتُ مِنَ الجِيادِ الصافِناتِ

هُم بَينَ أَطباقِ التُرابِ فَنادِهِم
أَهلَ الدِيارِ الخالِياتِ الخاوِياتِ

هَل فيكُمُ مِن مُخبِرٍ حَيثُ اِستَقَر
رَ قَرارُ أَرواحِ العِظامِ البالِياتِ

فَلَقَلَّ ما لَبِثَ العَوائِدُ بَعدَكُم
وَلَقَلَّ ما ذَرَفَت عُيونُ الباكِياتِ

وَالدَهرُ لا يُبقي عَلى نَكَباتِهِ
صُمَّ الجِبالِ الراسِياتِ الشامِخاتِ

مَن كانَ يَخشى اللَهَ أَصبَحَ رَحمَةً
لِلمُؤمِنينَ وَرَحمَةً لِلمُؤمِناتِ

وَإِذا أَرَدتَ ذَخيرَةً تَبقى فَنا
فِس في اِدِّخارِ الباقِياتِ الصالِحاتِ

وَخَفِ القِيامَةَ ما اِستَطَعتَ فَإِنَّما
يَومُ القِيامَةَ يَومُ كَشفِ المُخبَآتِ


أبو العتاهية

الحمدان
02-03-2023, 10:50 PM
أحِينَ عَلِمْتَ حَظّكَ من وِدادي؛
وَلَمْ تَجْهَلْ مَحَلّكَ منْ فُؤادِي

وَقادَنِي الهَوى، فانقَدْتُ طَوْعاً،
وَمَا مَكّنْتُ غَيرَكَ مِنْ قِيَادِي

رضيتَ ليَ السّقامَ لباسَ جسْمٍ،
كَحَلْتُ الطَّرْفَ مِنْهُ بِالسُّهَادِ

أجِلْ عينَيْكَ في أسطارِ كتبي،
تجدْ دمْعي مزَاجاً للمِدادِ

فدَيْتُكَ ! إنّني قدْ ذابَ قلْبي
مِنَ الشّكْوَى إلى قَلْبٍ جَمَادِ


ابن زويد

الحمدان
02-04-2023, 02:25 PM
أنظر إلى الاطلال كيف تغيرت
من بعد ساكنها وكيف تنكرت

سحبَ البلى أذياله برسومه
فتساقطت أحجارها وتكسرت

ومضت جماعةُ أهلها لسبيلهم
وتغيبت أخبارُهم وتنكرت


لما نظرتُ تفكراً لديارهم
سَحَّت جُفُونى عَبرة وتحدرت

لو كنت أعقِل ما أفقتُ من البكا
حسبى هناك ومقلتى ما أبصرت

نصبت لنا الدنيا زخارف حسنها
مكراً بنا وخديعة ما فَترَت

وهى التى لم تَحلُ قط لذائقٍ
إلا تغير طعمها وتمررت

خدَّاعة بجمالها إن أقبلت
فجَّاعة بزوالها إن أدبرت

خدَّاعةً سلاَّبةً لهِباتها
طلاَّبةً لخرابِ ما قد عمَّرت

وإذا بنت أمراً لصاحبِ ثروةٍ
نصبت مجانقها عليه فدمّرت

الإمام النووي
بستان العارفين

الحمدان
02-05-2023, 02:59 PM
لاقيته والحال أنكد ما أرى
فأعادني والحال أوفق ما أشا

من بعد ما غابت بنو أيوب عن
داعٍ تحارف بعدهم وتحرشفا

واخْتلَّ ذهناً فهو من إقتارهِ
لا من غناه كما يقال تكبشا

أمشي إلى القوت الزهيد وربَّما
أعلو فلا قدمِي ولا حالِي مشى

وأبيتُ أرعى النيِّرات تخالني
بالسرجِ عن ماضي الكرام مفتّشا

حتَّى مددت إليه راحة عائل
طاوٍ فعجلنا نداه وكرشا

إن أنقش الصحف الطوال بمدحه
فلقد أخذت من الدراهم أنقشا

يا كاتمَ الجدوى وتلك شهيرة
كالمسكِ إن تكتم نوافحه فشى

يا من جلبت لسوق أنعمه الثنا
سلعاً فعاش بها الرجا وتعيَّشا

خذْ من مديحِي كلُّ باسمةَ الربى
مرت على سمع الحسود فأجهشا

من نظم مصري أقام بجلق
ما كان في هذا الطراز مجيشا


ابن نباته المصري

الحمدان
02-05-2023, 02:59 PM
ووعد بعض الناس وعد كما
يقال لا حسِّي ولا مِسِّي

فلا يكل قصدي عليه سوى
في البشرِ والترحيبِ والأنس

لا زلت دانِي الجود في القدرِ عن
عدوّ وافيه على الأمس



ابن نباته المصري

الحمدان
02-05-2023, 03:00 PM
لله ظبي كنيسةٍ لاحظته
فكأنما لاحظت ظبي كناسي

يجلو محاسنه ويتلو صحفه
ناهيكَ من شمسٍ ومن شمَّاس

عجباً له في دين عيسى كيفَ قد
أضحى يعارض حكمه بقياس

هذاك أحيى الناس من موتٍ وذا
في الحبِّ قد وافى بموت الناس

من أجل مبسمه الشهيّ تفتَّحت
في كفهِ أبداً شفاه الكاس

وكأنما مدُّ اليدين صليبه
تبغي عناق قوامه الميَّاس


ابن نباته المصري

الحمدان
02-05-2023, 03:00 PM
لئن ضاع مثلي عند مثلك إنني
لعمر المعالي عند غيرك أضيع

متى تنجع الشكوى إذا أنا لم أجد
لديك اعتناءً غير أنك تسمع

وما كان صعباً لو مننت بلفظة
تردّ بها عني الخطوب وتردع

وقلت امرؤ للشكر والأجر قابلٌ
وللبرِّ فيه والصنيعة موضع

ومغترب عن قومه ودياره
أساعده والله يعطي ويمنع

سأصبر حتى تنتهي مدة الجفا
وما الصبر إلا بعض ما أتجرع

عسى ظلمة الحيّ التي قد تعرضت
سحابة صيفٍ عن قريب تقشع

على أنني راضٍ بما أنا صانع
وصول الولا لو أنني أتقطّع

حبست لضيق الرزق حبس حمامة
فها أنا فيكم بالمدائح أسجع

وأصبح فكري كالعبير سواده
إذا نفحته جذوةٌ يتضوّع



ابن نباته المصري
العصر المملوكي

الحمدان
02-05-2023, 03:00 PM
عملتْ لمن جود أقلامه
ربيع ومنطقه بارع

إذا طلع الخطّ رمّلته
فيا حبَّذا الرّمل والطالع

ابن نباته المصري

الحمدان
02-05-2023, 03:01 PM
دَع من شفيعٍ صحبةً ما أذنبت
واهنأ بمحبوبِ الجمال بديع

وإذا الحبيبُ أتى بذنبٍ واحدٍ
جاءت محاسنه بألفِ شفيع


ابن نباته المصري

الحمدان
02-06-2023, 06:23 PM
وَصَفَ أعرابي تزوج امرأتين ماوقع له منهما فقال :

تزوجت اثنتين لفرط جهلي
بما يشقى به زوج اثنتينِ

فقلت أصير بينهما خروفا
أنعم بين أكرم نعجتينِ

فصرت كنعجة تضحي وتمسي
تداول بين أخبث ذئبتينِ

رضا هذي يهيج سخط هذي
فما أعري من إحدى السخطتينِ

وألقى في المعيشة كل ضر
كذاك الضر بين الضرتينِ

لهذي ليلة ولتلك أخرى
عتاب دائم في الليلتينِ

فإن أحببت أن تبقى كريما
من الخيرات مملوء اليدينِ

فعش عزبا فإن لم تستطعه
فضربا في عراض الجحفلينِ

الحمدان
02-07-2023, 03:20 AM
أتاني، أبيت اللعن، أنك لمتني
وتلك التي أهتم منها وانصب

فبت كأن العائدات فرشن لي
هراسا به يعلى فراشي ويقشب

حلفت فلم أترك لنفسك ريبة
وليس وراء الله للمرء مذهب

لئن كنت قد بلغت عني خيانة
لمبلغك الواشي أغش وأكذب

ولكنني كنت امرأ لي جانب
من الأرض فيه مستراد ومذهب

ملوك وإخوان إذا ما أتيتهم
أحكم في أموالهم وأقرب

كفعلك في قوم أراك اصطفيتهم
فلم ترهم في شكر ذلك أذنبوا

فلا تتركني بالوعيد كأنني
إلى الناس مطلي به القار أجرب

ألم تر أن الله أعطاك سورة
ترى كل ملك دونها يتذبذب


النابغة الذبياني

الحمدان
02-07-2023, 03:21 AM
قال في النعمان مدحا لم يصل إليه مادح من قبل وفضله على كل الملوك.


فإنك شمس والملوك كواكب
إذا طلعت لم يبد منهن كوكب

ولست بمستبق أخا لا تلمه
على شعث أي الرجال المهذب

فإن أك مظلوما فعبد ظلمته
وإن تك ذا عتبى فمثلك يعتب


النابغة الذبياني

الحمدان
02-07-2023, 03:21 AM
كليني لهم، يا أميمة، ناصب
وليل أقاسيه بطيء الكواكب

تطاول حتى قلت ليس بمنقض
وليس الذي يهدي النجوم بآيب

علي لعمرو نعمة، بعد نعمة
لوالده، ليست بذات عقارب

وثقت له بالنصر إذ قيل قد غزت
كتائب من غسان غير أشائب

إذا ما غزوا بالجيش حلق فوقهم
عصائب طير تهتدي بعصائب

جوانح قد أيقن أن قبيله
إذا ما التقى الجمعان، أول غالب

ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم
بهن فلول من قراع الكتائب

تورثن من أزمان يوم حليمة
إلى اليوم قد جربن كل التجارب



النابغة الذبياني

الحمدان
02-07-2023, 03:22 AM
لهم شيمة لم يعطها الله غيرهم
من الجود والأحلام غير عوازب

محلتهم ذات الإله، ودينهم
قويم فما يرجون غير العواقب

رقاق النعال طيب حجزاتهم
يحيون بالريحان يوم السباسب

تحييهم بيض الولائد بينهم
وأكسية الأضريج فوق المشاجب

يصونون أجساداً قديما نعيمها
بخالصة الأردان خضر المناكب

ولا يحسبون الخير لا شر بعده
ولا يحسبون الشر ضربة لازب




النابغة الذبياني

الحمدان
02-07-2023, 09:52 PM
لا تَبغِ شَرَّ اِمرِئٍ شَرّاً مِنَ الداءِ
وَاِقدَح بِحِلمٍ وَلا تَقدَح بِشَحناءِ

ما لي وَأَنتَ ضَعيفٌ غَيرَ مُرتَقَبٍ
أُبقي عَلَيكَ وَتَفري غَيرَ إِبقاءِ

مَهلاً فَإِنَّ حِياضَ الحَربِ مُترَعَةٌ
مِنَ الذُعافِ مُرارٌ تَحتَ حَلواءِ

أَحينَ طُلتَ عَلى مَن قالَ قافِيَةً
وَطالَ شِعري بِحَيٍّ بَعدَ أَحياءِ

أَلزَمتَ عَينَكَ مِن بَغضائِنا حَوَلاً
لَو قَد وَسَمتُكَ عادَت غَيرَ حَولاءِ

اِطلُب رِضايَ وَلا تَطلُب مُشاغَبَتي
لا يَحمِلُ الضَرِعُ المُقوَرُّ أَعبائي

أَنا المُرَعَّثُ لا أَخفى عَلى أَحَدٍ
ذَرَّت بِيَ الشَمسُ لِلداني وَلِلنائي

يَغدو الخَليفَةُ مِثلي في مَحاسِنِهِ
وَلَستَ مِثلي فَنَم ياماضِغَ الماءِ

إِنّي إِذا شَغَلَت قَوماً فِقاحُهُمُ
رَحبُ المَسالِكِ نَهّاضٌ بِبَزلاءِ

يَثوي الوُفودُ وَأُدعى قَبلَ يَومِهُمُ
إِلى الحِباءِ وَلَم أَحضُر بِرَقّاءِ

لَو كانَ يَحيى تَميمِيّاً أَسَأتُ بِهِ
لَكِنَّهُ قُرَشِيٌّ فَرخُ بَطحاءِ

يَحيى فَتىً هاشِمِيٌّ عَزَّ جانِبُهُ
فَلا يُلامُ وَإِن أَجرى مَعَ الشاءِ

نِعمَ الفَتى مِن قُرَيشٍ لا نُدافِعُهُ
عَنِ النَبِيِّ وَإِن كانَ اِبنَ كَلّاءِ

ما زالَ في سُرَّةِ البَطحاءِ مَنبِتُهُ
مُقابَلاً بَينَ بَرديٍّ وَحَلفاءِ

يآ أَسَدَ الحَيِّ إِن راحوا بِمَأدُبَةٍ
وَثَعلَبَ الحَيِّ إِن ذافوا لِأَعداءِ

لا تَحسَبَنّي كَأَيرٍ بِتَّ تَمسَحُهُ
كَيما يَقومُ وَيَأبى غَيرَ إِغفاءِ

قَد سَبَّحَ الناسُ مِن وَسمي أَبا عُمَرٍ
فَهَل رَبَعتَ عَلى تَسبيحَ قَرّاءِ

كَوَيتُ قَوماً بِمِكواتي فَما صَبَروا
عَلى العِقابِ وَقَد دَبّوا بِدَهياءِ

وَرُبَّما أَغرَقَ الأَدنى فَقُلتُ لَهُ
إِن كانَ مِن نَفَري أَو نَجلَ آبائي

قُل ما بَدا لَكَ مِن زورٍ وَمِن كَذِبٍ
حِلمي أَصَمُّ وَأُذني غَيرُ صَمّاءِ

يَنزو اللَئيمُ وَلَو أَلقَيتَ مِئزَرَهُ
لاحَت بِوَجعائِهِ آثارُ كَوّاءِ

ما زِلتَ تَطعَنُ بِالمَلعونِ في دُبُرٍ
حَتّى اِشتَرَيتَ حُلاقاً في اِستِ خَرّاءِ

هَلّا مَنَعتُم بَني وَأدانَ أُمَّكُمُ
مِنَ المُوَسَّمِ إِذ يَسري بِقَنفاءِ

بِتُّم نِياماً وَباتَ العِلجُ يَنفُضُها
في لَيلَةٍ مِثلِ ضَوءِ الصُبحِ قَمراءِ

وَيلُ اِمِّهِ نَبَطِيّاً فَضَّ خاتَمَها
بِفَيشَةٍ مِثلِ رَأسِ الكَلبِ جَوفاءِ


بشار بن برد

الحمدان
02-07-2023, 09:53 PM
مَنَّيتَني بِشراً وَبِشرُ فَتىً
لا يَشتَري الحَمدَ بِإِعطاءِ

عِلجٌ بِعِلجٍ مِن بَني دابِقٍ
صاحِبِ تَقديرٍ وَإِبقاءِ

في نَفسِهِ شُغلٌ وَفي بَيتِهِ
فُضوحُ إِخوانٍ وَآباءِ

يا بِشرُ ما بالُ الَتي وَقَفَت
بِالفَتحِ تَبكي بَينَ أَعداءِ

يا بِشرُ حَمّامُ بَني يَشكُرٍ
حَدَّثَني عَنها بِأَشياءِ


بشار بن برد

الحمدان
02-07-2023, 09:53 PM
أَجارَتَنا ما بِالهَوانِ خَفاءُ
وَلا دونَ شَخصي يَومَ رُحتُ عَطاءُ

أَحِنُّ لِما أَلقى وَإِن جِئتُ زائِراً
دُفِعتُ كَأَنّي وَالعَدُوَّ سَواءُ

وَمَنَّيتِنا جوداً وَفيكِ تَثاقُلٌ
وَشَتّانَ أَهلُ الجودِ وَالبُخَلاءُ

عَلى وَجهِ مَعروفِ الكَريمِ بَشاشَةٌ
وَلَيسَ لِمَعروفِ البَخيلِ بَهاءُ


بشار بن برد

الحمدان
02-07-2023, 09:54 PM
وَأُعرِضُ عَن مَطاعِمَ قَد أَراها
فَأَترُكُها وَفي بَطني اِنطِواءُ

فَلا وَأَبيكَ ما في العَيشِ خَيرٌ
وَلا الدُنيا إِذا ذَهَبَ الحَياءُ

بشار بن برد

الحمدان
02-07-2023, 09:54 PM
يَعيشُ المَرءُ ما اِستَحيا بِخَيرٍ
وَيَبقى العودُ ما بَقِيَ اللِحاءُ

إِذا لَم تَخشَ عاقِبَةَ اللَيالي
وَلَم تَستَحيِ فَاِفعَل ما تَشاءُ


بشار بن برد

الحمدان
02-09-2023, 04:13 AM
لا حبَّ إلا حيث حلَّ ولا أرى
لي غير ذلك موطناً ومقاما

وطني على طول الليالي دارُه
مهما نأى وهواي حيث أقاما

والأرضُ حين تضمُّنا مأهولةٌ
لحظاتها معمورةٌ أيّاما

لا فرق بين شَمالها وجنوبها
فهما لقلبي يحملان سلاما

وهما لعهدي حافظان وقلّما
حفظ الزمان لمهجتين ذماما

وإذا بكيتُ فقد بكيت مخافة
من أن يكون غرامُنا أحلاما

ولربما خطر النَّوى فبكيته
من قبل أن يأتي البعاد سجاما


إبراهيم ناجي

الحمدان
02-09-2023, 09:02 PM
أُراقِبُ مِن طَيفِ الحَبيبِ وِصالا
وَيَأبى خَيالٌ أَن يَزورَ خَيالا

وَهَل أَبقَتِ الأَشجانُ إِلّا مُمَثَّلاً
تُعاوِدُهُ أَيدي الضَنا وَمِثالا

أَلَمَّ بِنا وَاللَيلُ قَد شابَ رَأسُهُ
وَقَد مَيَّلَ الغَربُ النُجومَ وَمالا

وَأَنّى اِهتَدى في مُدلَهِمِّ ظَلامِهِ
يَخوضُ بِحاراً أَو يَجوبُ رِمالا

تَأَوَّبَ مِن نَحوِ الأَحِبَّةِ طارِداً
رُقادي وَما أَسدى إِلَيَّ نَوالا

أَوائِلُ مَسَّ الغَمضِ أَجفانَ ناظِري
كَما قارَبَ القَومُ العِطاشُ صِلالا

وَما كانَ إِلّا عارِضاً مِن طَماعَةٍ
أَزالَ الكَرى عَن مُقلَتَيَّ وَزالا

سَقى اللَهُ أَظعاناً أَجَزنَ عَلى الحِمى
خِفافاً كَأَقواسِ النِصالِ عِجالا

يُغالِبنَ أَعناقَ الرُبى عَجرَفيَّةً
قِراعُ رِجالٍ في اللِقاءِ رِجالا

وَجَدتُ اِصطِباري دونَهُنَّ سَفاهَةً
وَأَبصَرتُ رُشدي بَعدَهُنَّ ضَلالا

وَما ضَرَّ مَن أَمسى زِمامي بِكَفِّهِ
عَلى النَأيِ لَو أَرخى لَنا وَأَطالا

تَذَكَّرتُ أَيّامَ القَرينَةِ وَالهَوى
يُجَدِّدُ أَقراناً لَنا وَحِبالا

مَضَينَ بِعَيشٍ لا يَعُدنَ بِمِثلِهِ
وَأَعقَبنَنا مَرَّ الزَمانِ خَيالا

سَلي عَن فَمي فَصلَ الخِطابِ وَعَن يَدي
رِماحاً كَحَيّاتِ الرِمالِ طِوالا

وَبيضاً تُرَوّى بِالدِماءِ مُتونُها
إِذا ما لَقينَ الدارِعينَ نِهالا

فَما لِيَ أَرضى بِالقَليلِ ضَراعَةً
وَأوسِعُ دَينَ المَشرَفيَّ مِطالا

تُريدُ اللَيالي أَن تَخِفَّ بِمِقوَدي
وَأَيُّ جَوادٍ لَو أَصابَ مَجالا

سَآخُذُها إِمّا اِستِلاباً وَفَلتَةً
وَإِمّا طِراداً في الوَغى وَقِتالا

فَإِن أَنا لَم أَركَب إِلَيها مُخاطِراً
وَأُعظِمُ قَولاً دونَها وَقِتالا

فَهَذا حُسامي لِم أُرِقَّ ذُبابَهُ
مَضاءً وَهَذا ذابِلي لِمَ طالا

وَأَطلُبُها بِالراقِصاتِ كَأَنَّما
أُثَوِّرُ مِنها رَبرَباً وَرِئالا

إِذا أَسقَطَ السَيرُ العَنيفُ نِعالَها
مِنَ الأَينِ أَحذَتها الدِماءُ نِعالا

وَكُلُّ غَضَنيٍّ إِذا قُلتُ قَد وَنى
مِنَ الشَدِّ جَلّى في الغُبارِ وَجالا

وَأَكبَرُ هَمّي أَن أُلاقِيَ فاضِلاً
أُصادِفُ مِنهُ لِلغَليلِ بَلالا

فِدىً لِأَبي الفَتحِ الأَفاضِلُ إِنَّهُ
يَبَرُّ عَلَيهِم إِن أَرَمَّ وَقالا

إِذا جَرَتِ الآدابُ جاءَ أَمامَها
قَريعاً وَجاءَ الطالِبونَ إِفالا

فَتىً مُستَعادُ القَولِ حُسناً وَلَم يَكُن
يَقولُ مُحالاً أَو يُحيلُ مَقالا

لِيَقرِيَ أَسماعَ الرِجالِ فَصاحَةً
وَيورِدُ أَفهامَ العُقولِ زُلالا

وَيُجري لَنا عَذباً نَميراً وَبَعضُهُم
إِذا قالَ أَجرى لِلمَسامِعِ آلا

أَسَفُّهُمُ إِن مُيِّزَ القَومُ خِلَّةً
وَأَثقَبُهُم يَومَ الجِدالِ نِصالا

وَما كانَ إِلّا السَيفَ أَطلَقَ غَربَهُ
وَزادَ غِرارَي مَضرَبَيهِ صِقالا

وَلَمّا رَأَيتُ الوَفرَ دونَ مَحَلِّهِ
جَزاءً وَقَد أَسدى يَداً وَأَنالا

بَعَثتُ لَهُ وَفراً مِنَ الشِعرِ باقِياً
وَكَنزاً مِنَ الحَمدِ الجَزيلِ وَمالا

فَسِم آخِراً مِنهُ كَوَسمِكَ أَوَّلاً
وَشُنَّ عَلَيهِ رَونَقاً وَجَمالا

وَمِثلُكَ إِن أَولى الجَميلَ أَتَمَّهُ
وَإِن بَدَأَ الإِحسانَ زادَ وَوالى



الشريف الرضي
العصر العباسي

الحمدان
02-09-2023, 09:02 PM
حُبُّ العُلى شُغلُ قَلبٍ ما لَهُ شُغُلُ
وَآفَةُ الصَبِّ فيهِ اللَومُ وَالعَذَلُ

قالَت ضَنيتَ فَقُلتُ الشَوقُ يَجمَعُنا
وَيَعرُقُ الوَجدُ ما لا تَعرُقُ العِلَلُ

وَإِن تَحَوَّنَ جِسمي ما عَلِمتُ بِهِ
فَالرُمحُ يَنآدُ طَوراً ثُمَّ يَعتَدِلُ

كَيفَ التَخَلُّصُ مِن عَينٍ لَها عَلَقٌ
بِالظاعِنينَ وَمِن قَلبٍ بِهِ خَبَلُ

وَمَن لِوَجدِيَ أَن يَقتادَني طَمَعٌ
إِلى الحَبيبِ وَأَن يَعتاقَني طَلَلُ

لا تَبعَدَنَّ مَطايانا الَّتي حَمَلَت
تِلكَ الظَعائِنَ مُرخاةً لَها الجُدُلُ

سَيرُ الدُموعِ على آثارِها عَنَقٌ
وَسَيرُها الوَخدُ وَالتَبغيلُ وَالرَمَلُ

دونَ القِبابِ عَفافٌ في جَلابِبِها
وَالصَونُ يَحفَظُ ما لا تَحفَظُ الكِلَلُ

فَلا الحُدوجُ يُرى وَجهُ المُقيمِ بِها
وَلا تُحِسُّ بِصَوتِ الظاعِنِ الإِبِلُ

وَفي البَراقِعِ غِزلانٌ مُرَبَّبَةٌ
يَرمينَنا بِعُيونٍ نَبلُها الكَحَلُ

إِذا الحِسانُ حَمَلنَ الحَليَ أَسلِحَةً
فَإِنَّما حَليُها الأَجيادُ وَالمُقَلُ

أَلا وِصالٌ سِوى طَيفٍ يُؤَرِّقُني
وَلا رَسائِلَ إِلّا البيضُ وَالأَسَلُ

وَعادَةُ الشَوقِ عِندي غَيرُ غافِلَةٍ
قَلبٌ مَروعٌ وَدَمعٌ واكِفٌ هَطِلُ

وَأَفجَعُ الناسِ مَن وَلّى حَبائِبُهُ
وَلا عِناقٌ وَلا ضَمٌّ وَلا قُبَلُ

لا ناصِرٌ غَيرَ دَمعي إِن هُمُ ظَلَموا
وَالدَمعُ عَونٌ لِمَن ضاقَت بِهِ الحِيَلُ

وَالعَذلُ أَثقَلُ مَحمولٍ عَلى أُذُنٍ
وَهوَ الخَفيفُ عَلى العُذّالِ إِن عَذَلوا

مَن لي بِبارِقِ وَعدٍ خَلفَهُ مَطَرٌ
وَكَيفَ لي بِعِتابٍ بَعدَهُ خَجَلُ

النَفسُ أَدنى عَدوٍّ أَنتَ حاذِرُهُ
وَالقَلبُ أَعظَمُ ما يُبلى بِهِ الرَجُلُ

وَالحُبُّ ما خَلَصَت مِنهِ لَذاذَتُهُ
لا ما تُكَدِّرُهُ الأَوجاعُ وَالعِلَلُ

قَد عَوَّدَ النَومُ عَيني أَن تُفارِقَهُ
وَهَوَّنَ السَيرَ عِندي الأَينُقُ الذُلُلُ

فَما تَشَبَّت بي دارٌ وَلا بَلَدٌ
أَنا الحُسامُ وَما تَحظى بِهِ الخِلَلُ

اللَيلُ أَحمَلُ ظَهرٍ أَنتَ راكِبُهُ
إِنَّ الصَباحَ لَطِرفٌ وَالدُجى جَمَلُ

وَلّى الشَبابُ وَهَذا الشَيبُ يَطرُدُهُ
يَفدي الطَريدَةَ ذاكَ الطارِدُ العَجِلُ

ما نازِلُ الشَيبِ في رَأسي بِمُرتَحِلٍ
عَنّي وَأَعلَمُ أَنّي عَنهُ مُرتَحِلُ

مَن لَم يَعِظهُ بَياضُ الشَعرِ أَدرَكَهُ
في غِرَّةٍ حَتفُهُ المَقدورُ وَالأَجَلُ

مَن أَخطَأَتهُ سِهامُ المَوتِ قَيَّدَهُ
طولُ السِنينَ فَلا لَهوٌ وَلا جَذَلُ

وَضاقَ مِن نَفسِهِ ما كانَ مُتَّسِعاً
حَتّى الرَجاءُ وَحَتّى العَزمُ وَالأَمَلُ

ما عِفَّتي في الهَوى يَوماً بِمانِعَتي
أَن لا تَعِفَّ بِكَفِّيَ القَنا الذُبُلُ

وَلِلرِجالِ أَحاديثٌ فَأَحسَنُها
ما نَمَّقَ الجودُ لا ما نَمَّقَ البَخَلُ

وَلا اِقتِحامي عَلى الغاراتِ يَعصِمُني
مِنَ المَنونِ وَلا رَيثٌ وَلا عَجَلُ

وَميتَتي في النَوى وَالقُربِ واحِدَةٌ
إِذا تَكافَأَتِ الغاياتُ وَالسُبُلُ

يَستَشعِرُ الطِرفُ زَهواً يَومَ أَركَبُهُ
كَأَنَّهُ بِنُجومِ اللَيلِ مُنتَعِلُ

وَالخَيلُ عالِمَةٌ ما فَوقَ أَظهُرِها
مِنَ الرِجالِ جَبانٌ كانَ أَو بَطَلُ

أَغَرُّ أَدهَمُ صِبغُ اللَيلِ صِبغَتُهُ
تَضَلُّ في خَلقِهِ الأَلحاظُ وَالمُقَلُ

مُناقِلٌ في عِنانِ الريحِ جَريَتُهُ
كَأَنَّهُ قَبَسٌ أَو بارِقٌ عَمِلُ

قَصيرُ ما بَينَ أولاهُ وَآخِرِهِ
كَأَنَّما العُنقُ مَعقودٌ بِها الكَفَلُ

إِذا الرَبيعُ كَسا البَيداءَ بُردَتَهُ
ضاقَت رِكابي وِهادُ الأَرضِ وَالقُلَلُ

وَالوارِداتُ مِياهَ القاعِ سانِحَةٌ
عَلى جَوانِبِها الحَوذانُ وَالنَفَلُ

وَكَالثُغورِ أَقاحيها إِذا غَرَبَت
شَمسُ النَهارِ وَأَلقَت صِبغَها الأُصُلُ

وِردٌ وَمَرعىً إِذا شاءَت مَشافِرُها
مُستَجمِعانِ وَلا كَدٌّ وَلا عَمَلُ

وَغافِلينَ عَنِ العَلياءِ قائِدُهُم
في كُلِّ غَيٍّ فَتيُّ العَقلِ مُكتَهِلُ

شَنّوا الخِضابَ حِذاراً أَن يُطالِبَهُم
بِحِلمِهِ الشَيبُ أَو يُقصيهِمُ الغَزَلُ

عارينَ إِلّا مِنَ الفَحشاءِ يَستُرُهُم
ثَوبُ الخُمولِ وَتَنبو عَنهُمُ الحُلَلُ

قَومٌ بِأَسماعِهِم عَن مَنطِقي صَمَمٌ
وَفي لَواحِظِهِم عَن مَنظَري قَبَلُ

يُبَدِّدونَ إِذا أَقبَلتُ لَحظَهُمُ
شُربَ المُرَوَّعِ لا عَلٌّ وَلا نَهَلُ

يُبدونَ وُدّي وَيَحموني ثَراءَهُمُ
لَو كانَ حَقّاً تَساوَت بَينَنا الدُوَلُ

كَفى حَسودِيَ كَبتاً أَنَّهُ رَجُلٌ
أَغرى بِهِ الهَمُّ مُذ أَغرى بِيَ الجَدَلُ

ما بالُ شِعري مَلوماً لا يُجانِبُهُ
عَن كُلِّ ما يَقتَضيهِ القَولُ وَالعَمَلُ

لا حاجَةٌ بي إِلى مالٍ يُعَبِّدُني
لَهُ الرَجاءُ وَيُضنيني بِهِ الشَغَلُ

حَسبي غِنى نَفسِيَ الباقي وَكُلُّ غِنىً
مِنَ المَغانِمِ وَالأَموالِ يَنتَقِلُ

تَغَيَّرَ الناسُ في سَمعٍ وَفي نَظَرٍ
وَاِستُحسِنَ الغَدرُ حَتّى اِستُقبِحَ الخِلَلُ

فَما طِلابُكَ إِنساناً تُصاحِبُهُ
كُلُّ الأَنامِ كَما لا تَشتَهي هَمَلُ

يَستَبشِرونَ إِذا صَحَّت جُسومُهُمُ
وَبِالعُقولِ إِذا فَتَّشتَها عِلَلُ

ما هَيَّجَتني العِدا إِلّا وَكُنتُ لَها
سَماءَ كُلِّ جَوادٍ أَرضُهُ القُلَلُ

يَمشي الحُسامُ بِكَفّي في رُؤوسِهِمُ
وَيَخرُقُ الرُمحُ ما تَعيا بِهِ الفُتُلُ

قَومي هُمُ الناسُ لا جيلٌ سَواسِيَةٌ
الجودُ عِندَهُمُ عارٌ إِذا سُئِلوا

أَبي الوَصيُّ وَأُمّي خَيرُ والِدَةٍ
بِنتُ الرَسولِ الَّذي ما بَعدَهُ رُسُلُ

وَأَينَ قَومٌ كَقَومي إِن سَأَلتَهُمُ
سَوابِقَ الخَيلِ في يَومِ الوَغى نَزَلوا

كَالصَخرِ إِن حَلُموا وَالنارِ إِن غَضِبوا
وَالأُسدِ إِن رَكِبوا وَالوَبلِ إِن بَذَلوا

الطاعِنينَ مِنَ الجَبّارِ مَقتَلَهُ
وَالضارِبينَ وَذَيلُ النَقعِ مُنسَدِلُ

وَالراكِبينَ المَطايا وَالجِيادَ مَعاً
لا الشَكلُ تَحبِسُها يَوماً وَلا العُقُلُ

تُغضي عُيونُ الأَعادي عَن رِماحِهِمُ
وَلِلأَسِنَّةِ فيهِم أَعيُنٌ نُجُلُ

لَيسَ المَعادُ إِلى الدُنيا بِمُتَّفِقٍ
وَلا رُجوعٌ لِمَن يَمضي بِهِ الأَجَلُ

وَاللَهُ أَكرَمُ مَولَىً أَنتَ آمِلُهُ
يَوماً وَأَعظَمُ مَن يُعطي ومَن يَسَلُ

عَفوٌ وَحِلمٌ وَنَعماءٌ وَمَقدِرَةٌ
وَمُستَجيبٌ وَمِعطاءٌ وَمُحتَمِلُ

وَكَيفَ نَأمُلُ أَن تَبقى الحَياةُ لَنا
وَغَيرُ راجِعَةٍ أَيّامُنا الأُوَلُ



الشريف الرضي

الحمدان
02-10-2023, 07:11 PM
‏إذا سبّك الوغد اللئيم مسبّة
مقبّحة يحمى لها الصدر والقلب

فلا تمتعض منها وطامن لها الحشا
ولا تمتليء غيظا وقل عضّني كلب

إذا أنت شاتمت السفيه شفيته
وعاد عليك اللوم والذم والعتب


الأحنف العكبري

الحمدان
02-10-2023, 07:13 PM
ألَا بِبَابِكَ مَا أطَلتُ وقُوفِي ،

يَا مَن تُلَبِي حَاجَةَ المَلْهُوفِ ..

ذُلُّ الوقُوفِ بِبابِ عِزِّكَ عِزَّةٌ ،

يَا رَبِّ فَاقبَل ذِلَتِي وَوقُوفِي ..

الحمدان
02-13-2023, 01:38 PM
كيف السبيل وقد شطت بنا الدار
أم كيف أصبر والأحباب قد ساروا

ومنزل الأنس أضحى بعد ساكنه
مستوحشا حين غابت عنه أقمار

ما كان أحسننا والدار تجمعنا
والشمل متصل والعيش مدرار

يا ساكنين بقلب أينما رحلوا
وراحلين بقلبي أينما ساروا

غبتم فأظلمت الدنيا لغيبتكم
وضاق من بعدكم رحب وأقطار

ليت الغراب الذي نادى بفرقتنا
عار من الريش لا تحويه أوكار

بعد النعيم بعدنا عن منازلنا
وبعد أحبابنا شطت بنا الدار

الحمدان
02-17-2023, 05:16 PM
إذا ما تبيَّنَتِ العُبوسةُ في امرئٍ
فلا تُلحهُ واسألْ سُؤالَ حَكيمِ

أجَلْ... سَلْهُ قَبل اللَّومِ فيما انقباضُه
وفيما رَمى الدُّنيا بطَرفِ كَظيمِ

لعلَّ طِلابَ الخَيرِ سِرُّ انقباضِه
وعلَّةُ حزنٍ في الفؤادِ مقيمِ

فما تحمدُ العينانِ كل بشاشةٍ
ولا كُلُّ وجهٍ عابسٍ بذَميمِ

قطوبُ كريمٍ خابَ في النَّاسِ سَعيُه
أحبَّ من البُشرى بفوزِ لَئيم



عباس محمود العقاد

الحمدان
02-17-2023, 05:17 PM
ولا تحسَبنَّ الحُزنَ يَبقَى فإنَّهُ
شِهابُ حَرقٍ، واقدٌ ثُمَّ خامدُ

ستألَفُ فِقدانَ الَّذي قدْ فقدتَهُ
كإلْفِكَ وِجْدان الَّذي أنتَ وَاجِدُ

علَى أنَّه لابُدَّ مِن لذْع لَوعةٍ
تَهبُّ أحايينا كَما هَبَّ رَاقدُ

ومَن لَم يَزَل يَرعَى الشَّدائدَ فِكرهُ
عَلى مَهلٍ هَانت عَليهِ الشَّدائدُ


ابن الرومي

الحمدان
02-17-2023, 05:17 PM
أقُولُ وقَدْ نَاحتْ بِقُرْبي حمامَةٌ
أيا جَارتا هَل تَشعرينَ بحَالي؟

مـعاذَ الهَوى مَا ذُقتِ طارقةَ النَّوى
ولا خَطَرَتْ مِنكِ الهُمومُ ببالِ

أتحملُ محزونَ الفؤادِ قوادمٌ
عَلى غُصُنٍ نائي المسافةِ عالِ؟

أيا جَارتا، مَا أنصفَ الدَّهرُ بيننا‍
تَعَالَيْ أُقَاسِمْكِ الهُمُومَ، تَعَالِي

تَعَالَي تَرَيْ رُوحاً لَديَّ ضَعِيفَةً
تَرَدّدُ في جِسْمٍ يُعَذّبُ بَالي

أيَضحَكُ مأسُورٌ، وتَبكي طَلِيقَةٌ
ويسكتُ محزونٌ ويندبُ سالِ؟

لقد كنتُ أولى منكِ بالدَّمعِ مقلةً
ولَكِنّ دَمْعي في الحَوَادِثِ غَالِ


أبو فراس الحمداني

الحمدان
02-19-2023, 03:26 PM
يــا أهـل أنـدلس حـثـوا مـطا يـاكـم
فما المقام بها إلا من الغلط

الثـوب يـنـسـل مـن أطـرافه وأرى
ثـوب الجـزيرة منسولا من الوسط

ونــحـن بـيـن عـدو لا يـفـارقـنـا
كيف الحياة مع الحيات في سفط


ابن العسال

حسن بن عبدالله
02-19-2023, 10:22 PM
أخي العزيز الحمدان
شكرا لك على هذه التواجد الفعال
والمشاركات النافعه والمفيده
فبارك الله فيك وجزاك الله خير

الحمدان
02-20-2023, 10:43 AM
ما رأينا في أماسينا سوى
حاطباتِ الأمسِ دون الموعدِ

ذاهلاتٍ عن أحاديث الهوى
آخذاتٍ عنه شُحَّ الموردِ

كبّلونا بالنّوايا كلّما
كشفوا عن ظنّنا المُتّقدِ.

الحمدان
02-20-2023, 10:44 AM
أرحب اخي الغالي ومديرنا الرائع
ابو حوفان
أشكرك جزيل الشكر لتعقيبك الرائع والمميز
لك مني أجمل تحيه وتقدير لاعدمتك

الحمدان
02-20-2023, 10:46 AM
أما آنَ أن ترثي لحالةٍِ مُكمَدِ؟
فينسخُ هجرَ اليومِ وصلُكَ في غدِ

وما كنتمو عودتمُ الصبَّ جفوةً
وصعبٌ على الإنسانِ ما لم يُعوَّدِ


ابن سهل الأندلسي

الحمدان
02-20-2023, 10:48 AM
لعمرك ما فرّطتُ، ما زال خافقي
بذكركمُ يمشي على الشوك مسعدا

أقلّي من اللوم الذي تحملينه
على مقلةٍ أبقت هواكم لها اِثمدا.

الحمدان
02-20-2023, 10:50 AM
قسماً بحِلمكَ.. ليسَ ثَمَّ مكانُ
هذي الخريطةُ كلّها أحزانُ

ما بينَ مفقودٍ بها أو فاقدٍ
عظُمَ المُصابُ، وزُلزلَ الإنسانُ

لطفاً بخلقكَ، مِنّةً وتكرماً
مَنْ في السّوادِ، وموتُهُم ألوانُ

منكَ النجاةُ، وفيكَ ما نلقى، وإن
ترحم، فأنتَ البَرُّ والرحمنُ

الحمدان
02-20-2023, 10:52 AM
من جميل فخر أبي طالب في سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله:



إذا اجتمعت يوماً قريشٌ لمَفخرٍ
فعبدُ منافٍ سرّها وصميمُها

وإن حُصّلت أشرافُ عبد منافها
ففي هاشمٍ أشرافها وقديمُها

وإن فخرت يوماً فإنَّ مُحمّداً
هو المُصطفى من سرّها وكريمُها

الحمدان
02-20-2023, 10:54 AM
نامَ الخَلِيُّ وبِتُّ الليلَ مُرتَفِقَا
أرعَى النجومَ عَميدًا مُثبَتًا أرِقَا

أسهو لِهَمِّي ودائي فهيَ تُسهِرُني
بانَت بِقَلبي وأمسَى عِندَها غَلِقَا


الأعشى

الحمدان
02-20-2023, 10:56 AM
يَا خَجلَةَ العَبدِ مِن إِحسَانِ سَيِّدِهِ ،

يَا حَسرَةَ القَلبِ مِن أَلطَافِ مَعنَاه ..

فَكَم أَسَـأْتُ وبِالإِحسَانِ قَابَلَنِي ،

وَا خَجلَتِي وَا حَيَائِي حِينَ أَلقَاهُ

الحمدان
02-20-2023, 10:57 AM
رَبَـاهُ صَدْرِي ضَاقَ مِن أحْزَانِي ..

والهَمُّ أتعَبنِي وقَدْ أبَكَانِي !

رَبَـاهُ قَلبِي لَسْتُ أدْرِي مَا بـهِ ،

فَإلَيْكَ شَأنِي يَا عِظِيْمَ الشَانِ !

الحمدان
02-23-2023, 02:53 AM
أَنا اليَومَ لي وَالحَمدُ لِلَّهِ أَشهُرُ
يَروحَ عَلَيَّ الهَمُّ مِنكُم وَيَبكُرُ

تَذَكَّر أَمينَ اللَهِ حَقّي وَحُرمَتي
وَما كُنتَ تولِيني لَعَلَّكَ تَذكُرُ

لَيالِيَ تُدني مِنكَ بِالقُربِ مَجلِسي
وَوَجهَكَ مِن ماءِ البَشاشَةِ يَقطُرُ

فَمَن لِيَ بِالعَينِ الَتي كُنتَ مَرَّةً
إِليَّ بِها في سالِفِ الدَهرِ تَنظُرُ


أبو العتاهية

الحمدان
02-23-2023, 02:54 AM
إِحذَر مِنَ الدُنيا مَغَبَّتَها
كَم صالِحٍ عَبَثَت بِهِ فَفَسَد

ما بَينَ فَرحَتِها وَتَرحَتِها
إِلّا كَما قامَ اِمرُؤٌ وَقَعَد


أبو العتاهية

الحمدان
02-23-2023, 02:54 AM
قُل لِمَن ضَنَّ بِوِدِّه
وَكَوى القَلبَ بِصَدِّه

ما ابتَلى اللَهُ فُؤادي
بِكَ إِلّا شُؤمَ جَدِّه

أَيُّها السارِقُ عَقلي
لا تَضِنَّنَّ بِرَدِّه

ما أَرى حُبَّكَ إِلّا
بالِغاً بي فَوقَ حَدِّه


أبو العتاهية

الحمدان
02-23-2023, 02:54 AM
أَكثَرَ موسى غَيظَ حُسّادِهِ
وَزَيَّنَ الأَرضَ بِأَولادِهِ

وَجاءَنا مِن صُلبِهِ سَيِّدٌ
أَصيَدُ في تَقطيعِ أَجدادِهِ

فَاكتَسَتِ الأَرضُ بِهِ بَهجَةً
وَاستَبشَرَ المَلكُ بِميلادِهِ

وَابتَسَمَ المِنبَرُ عَن فَرحَةٍ
عَلَت بِها ذُروَةُ أَعوادِهِ

كَأَنَّني بَعدَ قَليلٍ بِهِ
بَينَ مَواليهِ وَقُوّادِهِ

في مَحفِلٍ تَخفُقُ راياتُهُ
قَد طَبَّقَ الأَرضَ بِأَجنادِهِ


أبو العتاهية

الحمدان
02-23-2023, 02:55 AM
الشَيبُ كُرهٌ وَكُرهٌ أَن يُفارِقَني
أَعجِب بِشَيءِ عَلى
البَغضاءِ مَودودُ

يَمضي الشَبابُ وَقَد يَأتي لَهُ خَلَفٌ
وَالشَيبُ يَذهَبُ مَفقوداً بِمَفقودِ


أبو العتاهية

الحمدان
02-23-2023, 05:25 PM
ومن علقت نيل الأماني همومه
تجشّم في آثارها المطلب الوعرا

فلا تشك أحدث الزمان فإنّني
أراه بمن يشكو حوادثه مغرى

وهل نصرت من قبل شكواك فاضلاً
لتأمل منهنّ المعونة والنصرا

وما غلب الأيام مثل مجرّب
إذا غلبته غاية غلب الصبرا


الثعالبي

الحمدان
02-23-2023, 05:32 PM
أقول والقلبُ مكدودٌ بأحزان
والصبرُ أبعدُ ممَّا بينَ أجفاني

حتَّى متى أنا يُدمي العضّ أنملَتي
غيظاً على زمنٍ قد رام إزماني

في كلِّ يومٍ أراني في نوائبِهِ
كأنَّني إصبعي والدهر أسناني


الثعالب العصر العباسي

الحمدان
02-23-2023, 05:32 PM
أبلى جديديَّ هذان الجديدانِ
والشأنُ في أن هذا الشيبَ ينعاني

كأنَّما اعتمَّ رأسي منه بالجبلِ
ال راسي فأوهمني ثقلاً وأوهاني


الثعالبي

الحمدان
02-23-2023, 05:33 PM
من مبلغُ الصدرَ مولانا أبا الحَسَنِ
مسافِراً نُكْثَةُ الأيَّامِ والزمنِ

خفَّفْتُ ظهريَ من ثِقْلِ الكروبِ كما
أثْقَلْتَهُ بالأيادي الغُرِّ والمننِ

صنائعٌ منكَ جَلَّتْ في الأنامِ وقَدْ
دقَّتْ معانيكَ في الأشعارِ والفطنِ

وقد أتاني قريضٌ قد نَفَثْتَ بهِ
كالسحرِ والراحِ والريحانِ في قَرَنِ

واللهُ يجزيكَ عن عبدٍ ومُصْطَنَعٍ
قد كانَ مَيْتاً بأيدي البثِّ والحَزَنِ

فعاشَ من كلماتٍ منكَ كُنَّ له
كالروحِ عائدةً منهُ إلى بَدَنِ


الثعالبي

الحمدان
02-23-2023, 05:33 PM
هي القناعةُ فالزَمْها تعِشْ ملكاً
لو لم يكنْ منكَ إلاّ راحةُ البدنِ

وانظُرْ إلى مالكِ الدنيا بأجْمعِها
هل راحَ منها بغيرِ القُطْنِ والكفنِ


الثعالبي

الحمدان
02-25-2023, 08:55 PM
صدر قرار بإزالة منزل مواطن سعودي بجوار مسجد رسول الله صل الله عليه وآله وسلم لعمل توسعة للحرم، فأنشد قصيدة مؤثرة يصف فيها حاله وحزنه ولوعته؛ وحق له أن يبكي فراق جوار سيد الخلق أجمعين صلى الله عليه واله وصحبه
فقال :

ولمّا رأيت الرقم فوق جدارها
وأيقنت أنَّ الهدم أصبح ساريا

بعثتُ إليكم بالبريد رسالتي
وأرفقتها شرحاً عن الدار وافيا

وأخليتها والعين تذرف دمعها
والابن يصرخ والبنات بواكيا

فإن جاءت الآلات تهدم منزلي
وأصبح بنياني على الأرض هاويا

فلا ترفعوا ذاك الركام بقسوة
ستلقون قلبي تحته كان باقيا

فمَن لي بجارٍ يشرح الصدر ذكره
ومَن لي بدارٍ كان للخير دانيا

فإن كنتَ تبكي إن سمعتَ مصيبتي
فإني سأبقى طيلة العمر باكيا

سلامٌ على دار الرسول وأهلها
فقد صرتُ بعد القرب بالدارنائيا

"""""""""'""'''''""""""""

فرد عليه الشاعر عبدالله عقلان

أيا صاحب الدار التي جاء ذكرها
بطيبة والأشواق تهفو دوانيا

قرأتُ لك الأبيات حين أرسلتها
ففاضت دموع العين عبر القوافيا

فدارُك يا هذا بوصفك جنةٌ
وقلبك فيها رغم بعدك باقيا

ألا ليت من قاموا بهذا ترفّقوا
وراعوا حنيناً في فؤادك خافيا

أما علموا أنَّ القلوب منازلٌ
وأعظمها ما كان لله صافيا

وما علموا أن الجوار معادن
وجيرة خير الخلق أسمى الأمانيا

ففي ذكره للنفس أُنسٌ وراحةٌ
وفي قربه تغلوا دياراً خواليا

فصلِّ وسلم يا إلهي على النبي
محمد خير الخلق للناس هاديا

"""""""""'""'''''""""""""

ولما سمع بقصته رجل من أبناء مصر أجابه بأبيات قائلاً :

ياصاحب الدار التي بلغني ذكرها
لما سمعتُ مصابك هان مصابيا

قد حق لك البكاء بحرقة
غير أن الدمع لن يفيدك حاليا

آجارك الله على مبتلاك يا أخي
وطيّب قلبك حتى تصبح راضيا

كيف بحالك أنت يامسكين مفارقا
إذا كنتُ قد بتُّ بالدمع باكيا

وإن كنتُ أبكي فراق أحمد زائرا
فكيف الحال وقد كان أحمد جاريا

والله لا أرى لفراقك خير خلفة
إلا جوار أحمد بالجنان العاليا

فيا رب اخلف صاحبي بجواره
في الفردوس بعد عمر صافيا

واحشرني معه فقد رق قلبي لحاله
وأنت أعلم يا إلهي بحاليا

وصلِّ على من جمعنا حبه
واسقني من حوضه واسق أهليا

جمعنا الله وإياكم ووالدينا وأهلينا وأحبابنا مع سيد الخلق سيدنا ورسولنا وحبيبنا محمد (صل الله عليه وآله وسلم)

الحمدان
02-27-2023, 12:48 AM
إِذا ما خَلَوتَ الدَهرَ يَوماً فَلا تَقُل
خَلَوتُ وَلَكِن قُل عَلَيَّ رَقيبُ

وَلا تَحسَبَنَّ اللَهَ يُغفِلُ ما مَضى
وَلا أَنَّ ما يَخفى عَلَيهِ يَغيبُ

لَهَونا لَعَمرُ اللَهِ حَتّى تَتابَعَت
ذُنوبٌ عَلى آثارِهِنَّ ذُنوبُ

فَيا لَيتَ أَنَّ اللَهَ يَغفِرُ ما مَضى
وَيَأذَنُ في تَوباتِنا فَنَتوبُ

إِذا ما مَضى القَرنُ الَّذي كُنتَ فيهِم
وَخُلِّفتَ في قَرنٍ فَأَنتَ غَريبُ

وَإِنَّ امرَأً قَد سارَ خَمسينَ حِجَّةً
إِلى مَنهَلٍ مِن وِردِهِ لَقَريبُ

نَسيبُكَ مَن ناجاكَ بِالوِدِّ قَلبُهُ
وَلَيسَ لِمَن تَحتَ التُرابِ نَسيبُ

فَأَحسِن جَزاءً ما اجتَهَدتَ فَإِنَّما
بِقَرضِكَ تُجزى وَالقُروضُ ضُروبُ


أبو العتاهية

الحمدان
02-27-2023, 12:49 AM
لِكُلِّ أَمرٍ جَرى فيهِ القَضا سَبَبُ
وَالدَهرُ فيهِ وَفي تَصريفِهِ عَجَبُ

ما الناسُ إِلّا مَعَ الدُنيا وَصاحِبِها
فَكَيفَ ما اِنقَلَبَت يَوماً بِهِ اِنقَلَبوا

يُعَظِّمونَ أَخا الدُنيا وَإِن وَثَبَت
يَوماً عَلَيهِ بِما لا يَشتَهي وَثَبوا

لا يَحلِبونَ لِحَيٍّ دَرَّ لَقحَتِهِ
حَتّى يَكونَ لَهُم صَفّو الَّذي حَلَبوا


أبو العتاهية

الحمدان
02-27-2023, 12:50 AM
أَلا لِلَّهِ أَنتَ مَتى تَتوبُ
وَقَد صَبَغَت ذَوائِبَكَ الخُطوبُ

كَأَنَّكَ لَستَ تَعلَمُ أَيُّ حَثٍّ
يَحُثُّ بِكَ الشُروقُ وَلا الغُروبُ

أَلَستَ تَراكَ كُلَّ صَباحِ يَومٍ
تُقابِلُ وَجهَ نائِبَةٌ تَنوبُ

لَعَمرُكَ ما تَهُبُّ الريحُ إِلّا
نَعاكَ مُصَرِّحاً ذاكَ الهُبوبُ

إِلا لِلَّهِ أَنتَ فَتىً وَكَهلاً
تَلوحُ عَلى مَفارِقِهِ الذُنوبُ

هُوَ المَوتُ الَّذي لا بُدَّ مِنهُ
فَلا تَلعَب بِكَ الأَمَلُ الكَذوبُ

وَكَيفَ تُريدُ أَن تُدعى حَكيماً
وَأَنتَ لِكُلِّ ما تَهوى رَكوبُ

وَما تَعمى العُيونُ عَنِ الخَطايا
وَلَكِن إِنَّما تَعمى القُلوبُ

وَتُصبِحُ صاحِكاً ظَهراً لِبَطنٍ
وَتَذكُر ما اِجتَرَمتَ فَلا تَذوبُ

أَلَم تَرَ إِنَّما الدُنيا حُطامٌ
تَوَقَّدُ بَينَنا فيها الحُروبُ

إِذا نافَستَ فيهِ كَساكَ ذُلّاً
وَمَسَّكَ في مُطالِبِهِ اللُغوبُ

أَراكَ تَغيبُ ثُمَّ تَأوبُ يَوماً
وَيوشِكُ أَن تَغيبَ وَلا تَأوبُ

أَتَطلُبُ صاحِباً لا عَيبَ فيهِ
وَأَيُّ الناسِ لَيسَ لَهُ عُيوبُ

رَأَيتُ الناسَ صالِحُهُم قَليلٌ
وَهُم وَاللَهُ مَحمودٌ ضُروبُ

وَلَستُ مُسَمِّياً بَشَراً وَهوباً
وَلَكِنَّ الإِلَهَ هُوَ الوَهوبُ

فَحاشَ لِرَبِّنا عَن كُلِّ نَقصٍ
وَحاشَ لِسائِليهِ أَن يَخيبوا


أبو العتاهية

الحمدان
02-27-2023, 12:50 AM
ما اِستَعبَدَ الحِرصُ مَن لَهُ أَدَبُ
لِلمَرءِ في الحِرصِ هِمَّةٌ عَجَبُ

لِلَّهِ عَقلُ الحَريصِ كَيفَ لَهُ
في كُلِّ ما لا يَنالَهُ أَرَبُ

ما زالَ حِرصُ الحَريصِ يُطعِمُهُ
في دَركِهِ الشَيءَ دونَهُ العَطَبُ

ما طابَ عَيشُ الحَريصُ قَطُّ وَلا
فارَقَهُ التَعسُ مِنهُ وَالنَصَبُ

البَغيُ وَالحِرصُ وَالهَوى فِتَنٌ
لَم يَنجُ مِنها عُجمٌ وَلا عَرَبُ

لَيسَ عَلى المَرءِ في قَناعَتِهِ
إِن هِيَ صَحَّت أَذىً وَلا نَصَبُ

مَن لَم يَكُن بِالكَفافِ مُقتَنِعاً
لَم تَكفِهِ الأَرضُ كُلُّها ذَهَبُ

مَن أَمكَنَ الشَكَّ مِن عَزيمَتِهِ
لَم يَزَلِ الرَأيُ مِنهُ يَضطَرِبُ

مَن عَرَفَ الدَهرَ لَم يَزَل حَذِراً
يَحذَرُ شِدّاتِهِ وَيَرتَقِبُ

مَن لَزِمَ الحِقدَ لَم يَزَل كَمِداً
تُغرِقُهُ في بُحورِها الكُرَبُ

المَرءُ مُستَأنِسٌ بِمَنزِلَةٍ
تَقتُلُ سُكّانَها وَتَستَلِبُ

وَالمَرءُ في لَهوِهِ وَباطِلِهِ
وَالمَوتُ في كُلِّ ذاكَ مُقتَرِبُ

يا خائِفَ المَوتِ لَستَ خائِفُهُ
وَالعُجبُ وَاللَهُ مِنكَ وَاللَعِبُ

دارُكَ تَنعي إِلَيكَ ساكِنَها
قَصرُكَ تُبلي جَديدَةَ الحِقَبُ

يا جامِعَ المالِ مُنذُ كانَ غَداً
يَأتي عَلى ما جَمَعتَهُ الحَرَبُ

إِيّاكَ أَن تَأمَنَ الزَمانَ فَما
زالَ عَلَينا الزَمانُ يَنقَلِبُ

إِيّاكَ وَالظُلمَ إِنَّهُ ظُلَمٌ
إِيّاكَ وَالظَنَّ إِنَّهُ كَذِبٌ

بَينا تَرى القَومَ في مَحَلَّتِهِم
إِذ قيلَ بادوا بِلىً وَقَد ذَهَبوا

يا بانِيَ القَصرِ يا مُشَيِّدَهُ
قَصرُكَ يُبلي جَديدَهُ الحِقَبُ

إِنّي رَأَيتُ الشَريفَ مُعتَرِفاً
مُصطَبِراً لِلحُقوقِ إِذ تَجِبُ

وَقَد عَرَفتُ اللِئامَ لَيسَ لَهُم
عَهدٌ وَلا خِلَّةٌ وَلا حَسَبُ

إِحذَر عَلَيكَ اللِئامَ إِنَّهُمُ
لَيسَ يُبالونَ مِنكَ ما رَكِبوا

فَنِصفُ خُلقِ اللِئامِ مُذ خُلِقوا
دُلٌّ ذَليلٌ وَنِصفُهُ شَغَبُ

فِرَّ مِنَ اللُؤمِ وَاللِئامِ وَلا
تَدنُ مِنهُم فَإِنَّهُم جَرَبُ


أبو العتاهية

ابو فيصل العنزي
02-27-2023, 08:04 PM
تسلم الايادي على القصائد الرائعه
بارك الله فيك
ودمتم بخير

الحمدان
02-28-2023, 01:56 AM
تسلم الايادي على القصائد الرائعه
بارك الله فيك
ودمتم بخير



أخي الغالي ابو فيصل العنزي
شرفتني بتواجدك بمتصفحي
لك مني أجمل تحيه وتقدير لاعدمتك

الحمدان
02-28-2023, 12:10 PM
ويكتب اللهُ خيراً أنت تجهلـهُ
وظاهرُ الأمرِ حرمانٌ من النعمِ

ولو علمت مراد الله من عِوضٍ
لقلتَ حمداً إلهي واسع الكرمِ

فسلّم الأمرَ للرحمن وارضَ بـهِ
هو البصيرُ بحالِ العبد من ألمِ

الحمدان
03-11-2023, 10:36 AM
بروحي مكفوف اللواحظ لم يدع
سبيلاً إلى صبرٍ يفوز بخيره

سوالفه تغني الورى ختل طرفه
ومن لم يمت بالسيف مات بغيره


ابن نباته المصري

الحمدان
03-11-2023, 10:37 AM
أمولايَ شمس الدِّين شكراً لأنعمٍ
هما قطرها حتى اسْتوى ناهضاً شكري

وكانَ نباتي قد ذوى عنه معشرٌ
فأحياه محيي النبت بالشمس والقطر

نسبي لبيتكَ زادني شرفاً
في البدوِ مذكور وفي الحضر

حسب النبات بكلِّ ناحية
شرفاً إذا وصفوه بالخضر


ابن نباته المصري

الحمدان
03-11-2023, 10:55 AM
إِذا الخِلُّ لَم يَهجُركَ إِلّا مَلالَةً
فَلَيسَ لَهُ إِلّا الفِراقَ عِتابُ

بِمَن يَثِقُ الإِنسانُ فيما يَنوبُهُ
وَمِن أَينَ لِلحُرِّ الكَريمِ صِحابُ

وَقَد صارَ هَذا الناسُ إِلّا أَقَلَّهُم
ذِئاباً عَلى أَجسادِهِنَّ ثِيابُ

تَغابَيتُ عَن قَومي فَظَنّوا غَباوَتي
بِمَفرِقِ أَغبانا حَصىً وَتُرابُ.


أبوفراس الحمداني

الحمدان
03-11-2023, 08:31 PM
يا لُطفَ نفسي للعُشَّاقِ تَحسَبُهُم
يوم النَّوَى نُزِعَتْ من قَلبِهِم قِطَعُ

الحُبُّ قاتِلُهُم بالصَّبرِ إن صَبَروا
والحُبُّ قاتِلُهُم بالهَمِّ إن جَزَعُوا

إنْ ودَّعُوا ذاهِبًا لم تلقَ حُزنَهُمُ
مِن أنَّهُ سار، بل مِن أنَّهُم رَجَعوا

ربِّي، متى تَهَبُ الأحزانَ مُختَرِعًا
في هذه الأرضِ للنِّسيانِ يَختَرِعُ

الحمدان
03-11-2023, 08:35 PM
لكلِّ فتى من الدنيا كمالُ
فما نقصَ الورى إلا الفعالُ

ومن لم يرشدوهُ في صباهُ
تحكَمَ في شِيبتهِ الضَّلالُ

فما قلب الصغيرِ سوى كتابٍ
تسطرُ في صحائفهِ الخِلالُ

ونفسُ المرء في جنبيهِ نصلٌ
ولسنَ بغير حاملها النِصالُ

فكم رجلٍ ترى فيهِ صبياً
وكم من صبْيةٍ وهمُ رجالُ

وإن هيَ لم تكنْ صُقلتْ طواها
على صدإ فما يُجدي الصِّقالُ

ومن لم يغذُهُ أبواهُ طفلاً
هوى العلياءِ أسقمهُ الهزالُ


الرافعي

الحمدان
03-12-2023, 03:05 PM
أتَيتُ بِمَنطِقِ العَرَبِ الأَصيلِ
وَكانَ بِقَدرِ ما عايَنتُ قيلي

فَعارَضَهُ كَلامٌ كانَ مِنهُ
بِمَنزِلَةِ النِساءِ مِنَ البُعولِ

وَهَذا الدُرُّ مَأمونُ التَشَظّي
وَأَنتَ السَيفُ مَأمونُ الفُلولِ

وَلَيسَ يَصِحُّ في الأَفهامِ شَيءٌ
إِذا اِحتاجَ النَهارُ إِلى دَليلِ


المتنبي

الحمدان
03-12-2023, 03:39 PM
شاء الهوى أم شئت أنت
فمضيت في صمت مضيت

أم هز غصنك طائر
غيري فطرت إليه طرت

وتركتني شبحاً أمد
إليك حبي أين رحت

وغدوت كالمحموم لا أهذي
بغير هواك أنت

أجر .. أفر .. أتوه .. أهرب
في الزحام يضيع صوت

واضيعتي أأنا تركتك
تذهبين بكل صمت

هذا أوانك يا دموعي
فاظهري أين اختبأت

فإذا غفوت لكي أراك
فربما في الحلم جئت

في دمعتي في آهتي
في كل شيء عشت أنت

رجع الربيع وفيه
شوق للحياة وما رجعت

كوني كنجم الصبح
قد صدق الوعود وما صدقت

أنا في انتظارك كل يوم
ها هنا في كل وقت



إدريس جماع

الحمدان
03-12-2023, 03:40 PM
في ربيع الحب كنا
نتساقى ونغنى

نتناجى ونناجى الطير
من غصن لغصن

ثم ضاع الأمس منى
وانطوى بالقلب حسرة..

أننا طيفان في حلم
سماوي سرينا

واعتصرنا نشوة العمر
ولكن ما ارتوينا

انه الحب فلا تسأل
ولا تعتب علينا

كانت الجنة مسرانا
فضاعت من يدينا

ثم ضاع الأمس منى
وانطوى بالقلب حسرة ..

أطلقت روحي من الأشجان
ما كان سجينا

أنا ذوبت فؤادي
لك لحنا وأنينا

فارحم العود
إذا غنوا به لحنا حزينا

ثم ضاع الأمس منى
وانطوى بالقلب حسرة ..

ليس لي غير ابتساماتك
من زاد وخمر

بسمة منك تشع النور
في ظلمات دهري

وتعيد الماء والأزهار
في صحراء عمري

ثم ضاع الأمس منى
وانطوى بالقلب حسرة



إدريس جمّاع

الحمدان
03-12-2023, 03:40 PM
في ربيع الحب كنا
نتساقى ونغنى

نتناجى ونناجى الطير
من غصن لغصن

ثم ضاع الأمس منى
وانطوى بالقلب حسرة..

أننا طيفان في حلم
سماوي سرينا

واعتصرنا نشوة العمر
ولكن ما ارتوينا

انه الحب فلا تسأل
ولا تعتب علينا

كانت الجنة مسرانا
فضاعت من يدينا

ثم ضاع الأمس منى
وانطوى بالقلب حسرة ..

أطلقت روحي من الأشجان
ما كان سجينا

أنا ذوبت فؤادي
لك لحنا وأنينا

فارحم العود
إذا غنوا به لحنا حزينا

ثم ضاع الأمس منى
وانطوى بالقلب حسرة ..

ليس لي غير ابتساماتك
من زاد وخمر

بسمة منك تشع النور
في ظلمات دهري

وتعيد الماء والأزهار
في صحراء عمري

ثم ضاع الأمس منى
وانطوى بالقلب حسرة



إدريس جمّاع

الحمدان
03-12-2023, 03:42 PM
ماله ايقظ الشجون فقاست
وحشة الليل واستثار الخيالا

ماله فى مواكب الليل يمشى
ويناجى اشباحه والظلالا

هين تستخفه بسمة الطفل
قوي يصارع الاجيالا

حاسر الرأس عند كل جمال
مستشف من كل شئ جمالا

ماجن حطم القيود وصوفى
قضى العمر نشوة وابتهالا

خلقت طينة الأسى وغشتها
نار وجد فاصبحت صلصالا

ثم صاح القضاء كونى فكانت
طينة البؤس شاعراً مثالا

يتغنى مع الرياح اذاغنت
فيشجى خميله والتلالا

صاغ من كل ربوة منبراً يسكب
فى سمعه الشجون الطوالا

هو طفل شاد الرمال قصورا
هى آماله ودك الرمالا

كالعود ينفح العطر للناس
ويفنى تحرقاً واشتعالا



إدريس جمّاع.. السودان

الحمدان
03-13-2023, 06:45 AM
وكُلُّ بابٍ وإنْ طالتْ مَغالِقُهُ
يومًا لهُ من جميلِ الصَّبرِ مفتاحُ

كم مِن كروبٍ ظنَنّا لا انفراجَ لها
حتّى رأينا جليلَ الهمِّ ينزاحُ

فاصبر لربِّكَ لا تيأس فرحمتُهُ
للخلقِ ظلٌّ وللأيَّامِ إصباحُ

الحمدان
03-13-2023, 05:56 PM
وشّيتُها ذهباً وراقَ الماءُ
في كأسها فتسابقَ النّدماءُ

رقّتْ محاسنُها فلا هي أحرفٌ
تُتلى ولا هي غادةٌ صهباءُ

القاصراتُ الطّرفِ من خَفَرٍ لها
دِيَمٌ وأنت لمائهنّ إناءُ

يوشينَ بالمعنى ويمسكُ بعضها
خجلاً فلا ألفٌ يُرى أو باءُ

يا ماءَ بدرٍ لو لمستَ قصائدي
سُقيا لزهر قصائدي يا ماءُ

آنستُ نارَكَ فالتمسْ لخواطري
قبساً يضيءُ القلبَ يا سيناءُ

تَرِبتْ يداي إذا حُرِمتُك شافعاً
و مُنعتُ حوضَكَ أيّها السّقّاءُ

يا أيّها المكتوبُ في أعماقنا
أنت الكتابُ وكلّنا قُرّاءُ

إي يا بن عبدالله ما بلغَ الهوى
منك الذي يرجو ولا الشّعراءُ

كم غادر الشّعراءُ من نظمٍ وكم
راحوا على طُرقِ البيانِ وجاؤوا

وتظلُّ في كلّ القلوبِ محمّداً
الصّمتُ فيكم والكلامُ سَواءُ

‏صِلْني فَوافقري إذا لم ترضَ عن
وصلي وترضَ القبّةُ الخضراءُ

وإذا قريشٌ لم تسَعْكَ بيوتُها
فالشِّعبُ قلبي والفِدا الأحشاءُ

يا أمَّ معبدَ ليتَ قلبي خيمةٌ
لتدوسَه بنعالها النّزلاءُ

يا سيّداً ومحمّداً يا فوقَ أنْ
ترقى إليك الأعينُ العمياءُ

هم حاولوكَ فلم ينالوا وانتهوا
و سموتَ حتّى لا تُرى فاستاؤوا

لم يعرفوا قدرَ النّبوّةِ فارتقوْا
عبثاً لكي يصلوا إليك فباؤوا

وتسلّقوا سورَ الجمال فأُتبِعوا
بشهابِ صدقٍ من يديك فساؤوا

لتظلّ في خَلدِ الزّمان محمّداً
مهما جنتْهُ رسومُهم وأساؤوا

هم حاربوكَ فأنت أوّلُ ضوئنا
ليموتَ في أُفقِ الشّعوبِ ضياءُ

هم حاربونا فاستفاقتْ غزَّةٌ
في كلّ قلبٍ واستجدّ لواءُ

ولكي يظلّ الدّينُ هانتْ أنفسٌ
و توسّدتْ هذا التّرابَ دماءُ

فنموتُ ألفاً كي تعيشَ عقيدةٌ
و نُهدُّ ألفاً كي يتمّ بناءُ

فلْيحبسوا صوتاً سيوقظُ ليلَهم
من صبحِ أرضِ الرّافدينِ قُباءُ

ولْيشعلوا ناراً سيطفئُ نارَها
" حم " والأنفالُ والإسراءُ

وستعلنُ الدّنيا خلافتَنا فلا
نامتْ عيونٌ أهلُها جبناءُ

إن شئتَ سلْ عنّا تجبْكَ الصّينُ عن
أخبارنا وتردّدُ الحمراءُ

سلْ أيُّ بحرٍ ما لهُ من رَوحنا
موجٌ ونجمٍ ما له لألاءُ؟!

نسقي الورودَ الظّامئاتِ بطيبنا
و من العيونِ الباكياتِ الماءُ

فإذا لبسنا للحروبِ دروعَنا
فمن الدّماء المسكُ والعرفاءُ

طافتْ على وجه الثّرى حملاتُنا
فلهديها في العالمين رُخاءُ

فسيوفُنا حمراءُ من وهجِ الهدى
و قلوبُنا من وهجهِ بيضاءُ

في بيعةِ الرّضوان كانَ لقاؤنا
و على تخومِ الرّومِ كان لقاءُ

فرجالُنا عند المعارك عامرٌ
و نساؤنا عندّ اللّقا خنساءُ

وقوافلُ الخيلِ الأصائلِ حُوّمٌ
عمْروٌ على صهواتها وبراءُ

فسطاطُ عمْروٍ في صحائفِ حسننا
و يمامُ مِصرٍ كلّه شهداءُ

غنّى لنا رملُ الحجازِ وأزهرتْ
جرّاءَ خيلِ محمّدٍ سيناءُ

إنْ يحمدِ القومُ السُّرى في صبحهم
فلخالدٍ عندَ الصّباحِ بلاءُ

من كان في هذا الوجودِ محمّداً
أو منه فالدّنيا له دهماءُ

مولاي ذكرُ الخالدين مفازةٌ
تُرجى ووصلُكَ للقلوبِ رجاءُ

الباقياتُ الصّالحاتُ وما حوتْ
من غير حبّكَ ما لهنّ بقاءُ

فعليك من ديم الصّلاةِ هواطلٌ
مُزنٌ ومن دِيَم السّلام رواءُ



أنس إبراهيم الدغيم

الحمدان
03-13-2023, 07:01 PM
مالي على البعد صبرٌ يبعث الأملَ
هيهات أيُها البدرُ الذي كملَ

تبكيكَ عينُ محب أنت ناظرها
وكيف لا واصطباري عنك قد رحلَ

يا قرة العين إن البعد أسقمني
وقرب الموت من عيني والأجلَ

يا ليت لي نظرةً أشفي بها سقمي
من ناظريك وأشفي
بهالداءوالعِللَ

أنت الحبيب الذي أُصفي الوداد له
لولاك ما كان دمعي قطُ منهملَ

ربِ هب لي متاباً منك يحشرني
مع من أُحب لعلي أبلغ الأملَ

الحمدان
03-18-2023, 11:58 AM
بانَ الخَليطُ وَلَو طُوِّعتُ ما بانا
وَقَطَّعوا مِن حِبالِ الوَصلِ أَقرانا

حَيِّ المَنازِلَ إِذ لا نَبتَغي بَدَلاً
بِالدارِ داراً وَلا الجيرانِ جيرانا

قَد كُنتُ في أَثَرِ الأَظعانِ ذا طَرَبٍ
مُرَوَّعاً مِن حِذارِ البَينِ مِحزانا

يا رَبُّ مُكتَإِبٍ لَو قَد نُعيتُ لَهُ
باكٍ وَآخَرَ مَسرورٍ بِمَنعانا

لَو تَعلَمينَ الَّذي نَلقى أَوَيتِ لَنا
أَو تَسمَعينَ إِلى ذي العَرشِ شَكوانا

كَصاحِبِ المَوجِ إِذ مالَت سَفينَتُهُ
يَدعو إِلى اللَهِ إِسراراً وَإِعلانا

يا أَيُّها الراكِبُ المُزجي مَطِيَتَهُ
بَلِّغ تَحِيَّتَنا لُقّيتَ حُملانا

بَلِّغ رَسائِلَ عَنّا خَفَّ مَحمَلُها
عَلى قَلائِصَ لَم يَحمِلنَ حيرانا

كَيما نَقولُ إِذا بَلَّغتَ حاجَتَنا
أَنتَ الأَمينُ إِذا مُستَأمَنٌ خانا

تُهدي السَلامَ لِأَهلِ الغَورِ مِن مَلَحٍ
هَيهاتَ مِن مَلَحٍ بِالغَورِ مُهدانا

أَحبِب إِلَيَّ بِذاكَ الجِزعِ مَنزِلَةً
بِالطَلحِ طَلحاً وَبِالأَعطانِ أَعطانا

يا لَيتَ ذا القَلبَ لاقى مَن يُعَلِّلُهُ
أَو ساقِياً فَسَقاهُ اليَومَ سُلوانا

أَو لَيتَها لَم تُعَلِّقنا عُلاقَتَها
وَلَم يَكُن داخِلَ الحُبُّ الَّذي كانا

هَلّا تَحَرَّجتِ مِمّا تَفعَلينَ بِنا
يا أَطيَبَ الناسِ يَومَ الدَجنِ أَردانا

قالَت أَلِمَّ بِنا إِن كُنتَ مُنطَلِقاً
وَلا إِخالُكَ بَعدَ اليَومِ تَلقانا

يا طَيبَ هَل مِن مَتاعٍ تُمتِعينَ بِهِ
ضَيفاً لَكُم باكِراً يا طَيبَ عَجلانا

ما كُنتُ أَوَّلَ مُشتاقٍ أَخا طَرَبٍ
هاجَت لَهُ غَدَواتُ البَينِ أَحزانا

يا أُمَّ عَمروٍ جَزاكِ اللَهُ مَغفِرَةً
رُدّي عَلَيَّ فُؤادي كَالَّذي كانا

أَلَستِ أَحسَنَ مَن يَمشي عَلى قَدَمٍ
يا أَملَحَ الناسِ كُلِّ الناسِ إِنسانا

يَلقى غَريمُكُمُ مِن غَيرِ عُسرَتِكُم
بِالبَذلِ بُخلاً وَبِالإِحسانِ حِرمانا

لا تَأمَنَنَّ فَإِنّي غَيرُ آمِنِهِ
غَدرَ الخَليلِ إِذا ما كانَ أَلوانا

قَد خُنتِ مَن لَم يَكُن يَخشى خِيانَتَكُم
ما كُنتُ أَوَّلَ مَوثوقٍ بِهِ خانا

لَقَد كَتَمتُ الهَوى حَتّى تَهَيَّمَني
لا أَستَطيعُ لِهَذا الحُبُّ كِتمانا

كادَ الهَوى يَومَ سَلمانينَ يَقتُلُني
وَكادَ يَقتُلُني يَوماً بِبَيدانا

وَكادَ يَومَ لِوى حَوّاءَ يَقتُلُني
لَو كُنتُ مِن زَفَراتِ البَينِ قُرحانا

لا بارَكَ اللَهُ فيمَن كانَ يَحسِبُكُم
إِلّا عَلى العَهدِ حَتّى كانَ ما كانا

مِن حُبَّكُم فَاِعلَمي لِلحُبِّ مَنزِلَةً
نَهوى أَميرُكُمُ لَو كانَ يَهوانا

لا بارَكَ اللَهُ في الدُنيا إِذا اِنقَطَعَت
أَسبابُ دُنياكَ مِن أَسبابِ دُنيانا

يا أُمَّ عُثمانَ إِنَّ الحُبُّ عَن عَرضٍ
يُصبي الحَليمَ وَيُبكي العَينَ أَحيانا

ضَنَّت بِمَورِدَةٍ كانَت لَنا شَرَعاً
تَشفي صَدى مُستَهامِ القَلبِ صَديانا

كَيفَ التَلاقي وَلا بِالقَيظِ مَحضَرُكُم
مِنّا قَريبٌ وَلا مَبداكِ مَبدانا

نَهوى ثَرى العِرقِ إِذ لَم نَلقَ بَعدَكُمُ
كَالعِرقِ عِرقاً وَلا السُلّانِ سُلّانا

ما أَحدَثَ الدَهرُ مِمّا تَعلَمينَ لَكُم
لِلحَبلِ صُرماً وَلا لِلعَهدِ نِسيانا

أَبُدِّلَ اللَيلُ لا تَسري كَواكِبُهُ
أَم طالَ حَتّى حَسِبتُ النَجمَ حَيرانا

يا رُبُّ عائِذَةٍ بِالغَورِ لَو شَهِدَت
عَزَّت عَلَيها بِدَيرِ اللُجِّ شَكوانا

إِنَّ العُيونَ الَّتي في طَرفِها حَوَرٌ
قَتَلنَنا ثُمَّ لَم يُحيِينَ قَتلانا

يَصرَعنَ ذا اللُبَّ حَتّى لا حِراكَ بِهِ
وَهُنَّ أَضعَفُ خَلقِ اللَهِ أَركانا

يا رُبُّ غابِطِنا لَو كانَ يَطلُبُكُم
لاقى مُباعَدَةً مِنكُم وَحِرمانا

أَرَينَهُ المَوتَ حَتّى لا حَياةَ بِهِ
قَد كُنَّ دِنَّكَ قَبلَ اليَومِ أَديانا

طارَ الفُؤادُ مَعَ الخَودِ الَّتي طَرَقَت
في النَومِ طَيِّبَةَ الأَعطافِ مِبدانا

مَثلوجَةَ الريقِ بَعدَ النَومِ واضِعَةً
عَن ذي مَثانٍ تَمُجُّ المِسكَ وَالبانا

بِتنا نَرانا كَأَنّا مالِكونَ لَنا
يا لَيتَها صَدَّقَت بِالحَقِّ رُؤيانا

قالَت تَعَزَّ فَإِنَّ القَومَ قَد جَعَلوا
دونَ الزِيارَةِ أَبواباً وَخُزّانا

لَمّا تَبَيَّنتُ أَن قَد حيلَ دونَهُمُ
ظَلَّت عَساكِرُ مِثلُ المَوتِ تَغشانا

ماذا لَقيتُ مِنَ الأَظعانِ يَومَ قِنىً
يَتبَعنَ مُغتَرِباً بِالبَينِ ظَعّانا

أَتبَعتُهُم مُقلَةً إِنسانُها غَرِقٌ
هَل يا تُرى تارِكٌ لِلعَينِ إِنسانا

كَأَنَّ أَحداجَهُم تُحدى مُقَفِّيَةً
نَخلٌ بِمَلهَمَ أَو نَخلٌ بِقُرّانا

يا أُمَّ عُثمانَ ما تَلقى رَواحِلُنا
لَو قِستِ مُصبَحَنا مِن حَيثُ مُمسانا

تَخدي بِنا نُجُبٌ دَمّى مَناسِمَها
نَقلُ الحَزابِيِّ حِزّاناً فَحِزّانا

تَرمي بِأَعيُنِها نَجداً وَقَد قَطَعَت
بَينَ السَلَوطَحِ وَالرَوحانِ صُوّانا

يا حَبَّذا جَبَلُ الرَيّانِ مِن جَبَلٍ
وَحَبَّذا ساكِنُ الرَيّانِ مَن كانا

وَحَبَّذا نَفَحاتٌ مِن يَمانِيَةٍ
تَأتيكَ مِن قِبَلِ الرَيّانِ أَحيانا

هَبَّت شَمالاً فَذِكرى ما ذَكَرتُكُمُ
عِندَ الصَفاةِ الَّتي شَرقَيَّ حَورانا

هَل يَرجِعَنَّ وَلَيسَ الدَهرُ مُرتَجِعاً
عَيشٌ بِها طالَما اِحلَولى وَما لانا

أَزمانَ يَدعونَني الشَيطانَ مِن غَزَلي
وَكُنَّ يَهوَينَني إِذ كُنتُ شَيطانا

مَن ذا الَّذي ظَلَّ يَغلي أَن أَزورَكُمُ
أَمسى عَلَيهِ مَليكُ الناسِ غَضبانا

ما يَدَّري شُعَراءُ الناسِ وَيلَهُمُ
مِن صَولَةِ المُخدِرِ العادي بِخَفّانا

جَهلاً تَمَنّى حُدائي مِن ضَلالَتِهِم
فَقَد حَدَوتُهُمُ مَثنى وَوُحدانا

غادَرتُهُم مِن حَسيرٍ ماتَ في قَرَنٍ
وَآخَرينَ نَسوا التَهدارَ خِصيانا

ما زالَ حَبلِيَ في أَعناقِهِم مَرِساً
حَتّى اِشتَفَيتُ وَحَتّى دانَ مَن دانا

مَن يَدعُني مِهُمُ يَبغي مُحارَبَتي
فَاِستَيقِنَنَّ أُجِبهُ غَيرَ وَسنانا

ما عَضَّ نابِيَ قَوماً أَو أَقولَ لَهُم
إِيّاكُمُ ثُمَّ إِيّاكُمُ وَإِيّانا

إِنّي اِمرُؤٌ لَم أُرِد فيمَن أُناوِئُهُ
لِلناسِ ظُلماً وَلا لِلحَربِ إِدهانا

أَحمي حِمايَ بِأَعلى المَجدِ مَنزِلَتي
مِن خِندِفٍ وَالذُرى مِن قَيسِ عَيلانا

قالَ الخَليفَةُ وَالخِنزيرُ مُنهَزِمٌ
ما كُنتَ أَوَّلَ عَبدٍ مُحلِبٍ خانا

لَقى الأُخَيطِلُ بِالجَولانِ فاقِرَةً
مِثلَ اِجتِداعِ القَوافي وَبرَ هِزّانا

يا خُزرَ تَغلِبَ ماذا بالُ نِسوَتِكُم
لا يَستَفِقنَ إِلى الدَيرَينِ تَحنانا

لَن تُدرِكوا المَجدَ أَو تَشروا عَباءَكُمُ
بِالخَزِّ أَو تَجعَلوا التَنّومَ ضَمرانا



جرير

الحمدان
03-20-2023, 06:34 PM
من جميل فخر أبي طالب
في سيدنا رسول الله صل
الله عليه وسلم قوله:


إذا اجتمعت يوماً قريشٌ لمَفخرٍ
فعبدُ منافٍ سرّها وصميمُها

وإن حُصّلت أشرافُ عبد منافها
ففي هاشمٍ أشرافها وقديمُها

وإن فخرت يوماً فإنَّ مُحمّداً
هو المُصطفى من سرّها وكريمُها

الحمدان
03-20-2023, 07:48 PM
‏أحقاً شِبتَ يا أحلى الشبابِ
‏وغطى الثلجُ رأسَكَ في غيابي

‏وظنَّ الناسُ أنَّكَ صرتَ كهلاً
‏بما ضيَّعتَ من عُمُرٍ ببابي

‏فدعني أحضنُ الشيباتِ.. دعني
‏أُحدِّثُهنَّ عن شَيخِ الشبابِ

‏فحتَّى لو بلغتَ القرنَ عُمراً
‏فعشرينيُّ أنتَ على حسابي


حذيفة العرجي

الحمدان
03-20-2023, 07:50 PM
‏فلا تحملي وزري، وأنت ضعيفة
فحمل دمي يوم الحساب ثقيل

فيا جنة الدنيا! ويا منتهى المنى
ويا نور عـيني! هل إليكِ سـبيلُ؟!


الصمة القشيري

الحمدان
03-20-2023, 08:35 PM
ونالكَ فضلُ الله والملكِ الذي
أرى كل ملكٍ دونهُ يتهيبُ

إذا ذكروهُ كبرَ الشرقُ بهجةً
و إن لقبوهُ أكبرَ الشرقِ مغربُ

يصدعُ قلبَ الحاسدينَ وإنهُ
إلى كل قلبٍ في الورى لمحببُ

ويرضي رعاياهُ فيردي عدوهُ
وما زالَ في الحالينِ يُرجى ويُرهبُ

حباكَ بها غراءَ يفترُ ثغرها
وكنتَ لها بعلاً وغيركَ يخطبُ

وكم أمَّلتها أنفسٌ فتحجبتْ
وبنتُ العلا إلى عن الكفءِ تحجبُ

سموتَ إليها وما ونيتَ وقد أرى
ذوائبَ قومٍ دونها تتذبذبُ

فطر فوقها ما العزّ عنكَ بمبعدٍ
وفضلُ أمير المؤمنينَ مقربُ

كأني بربِّ الروضةِ اليومَ باسماً
وصدِّيقهُ يزهى وجدكَ يعجبُ

ويثربُ مما أدركتْ من رجائها
بمقدمكَ الميمون باتتْ ترحب


الرافعي

الحمدان
03-20-2023, 08:50 PM
فديتكَ زائراً في كلِّ عامٍ
تحيِّ بالسلامةِ والسلامِ

وتُقبِلُ كالغمامِ يفيضُ حيناً
ويبقَ بعدَهُ أثرُ الغَمامِ

وكم في الناسِ من دَنِفٍ مَشوقٍ
إليكَ وكمْ شجيِّ مُستهامِ

رمزتُ لهُ بألحاظِ الليالي
وقد عيَّ الزمانُ عنِ الكلامِ

فظلَّ يعدُّ يوماً بعدَ يومٍ
كما اعتادوا لأيَّامِ السِّقامِ

ومدَّ لهُ رواقُ الليلِ ظِلاً
ترفُّ عليهِ أجنحَةُ الظلامِ

فباتَ وملءَ عينيهِ منامٌ
لتنْفُضَ عنهُما كَسَلَ المَنامِ

ولم أرَ قبلَ حبَّكِ من حبيبٍ
كفى العُشاقَ لوعاتِ الغرامِ

فلو تدرِ العوالمُ ما درينا
لحنتْ للصلاةِ وللصيامِ

بني الإسلامَ هذا خيرُ ضيفٍ
إذا غَشَيَ الكرِيمُ ذرى الكِرامِ

يلُمكمْ على خيرِ السجايا
ويجمعكُم على الهِمَمِ العِظامِ

فشُدُّوا فيهِ أيديكُم بعزمٍ
كما شدَّ الكَمِيُّ على الحُسامِ

وقوموا في لياليهِ الغوالي
فما عاجتْ عليكُم للمُقامِ

وكم نفرٍ تغرهمُ الليالي
وما خُلقوا ولا هيَ للدَوامِ

وخلوا عادةَ السفهاءِ عنْكم
فتِلكَ عوائدُ القَومِ اللئامِ

يُحلُّونَ الحَرَامَ إذا ما أرَادوا
وقد بَانَ الحلالُ منَ الحرامِ

وما كلُّ الأنامِ ذوي عُقولٍ
إذا عدَّوا البَهائِمَ في الأَنامِ

ومن روتْهُ مرضَعةُ المعاصي
فقد جاءَتهُ أيَّامُ الفِطامِ



الرافعي

حسن بن عبدالله
03-22-2023, 12:44 AM
أخي العزيز الحمدان
شكرا لك على هذه التواجد الفعال
والمشاركات النافعه والمفيده
فبارك الله فيك وجزاك الله خير

الحمدان
03-23-2023, 12:42 AM
أخي العزيز الحمدان
شكرا لك على هذه التواجد الفعال
والمشاركات النافعه والمفيده
فبارك الله فيك وجزاك الله خير



أرحب اخي الغالي ومديرنا الرائع
ابو حوفان
أشكرك جزيل الشكر لتعقيبك الرائع والمميز
لك مني أجمل تحيه وتقدير لاعدمتك

الحمدان
03-23-2023, 12:43 AM
مرحبا أهلاً وسهلاً بالصيام
باحبيبا زارنا في كل عام

قد لقيناك بحب مفعم
كل حب في سوا المولى حرام

فاقبل اللهم ربي صومنا
ثم زدنا من عطاياك الحسام

الحمدان
03-24-2023, 12:56 AM
حياة ٌ ما نريدُ لها زِيالاً
ودنيا لا نَوَدّ لها انتقالاً

وعيشٌ في أُصول الموتِ سمٌّ
عُصارتُه، وإن بَسَط الظلالاً

وأَيامٌ تطيرُ بنا سحاباً
وإن خِيلَتْ تَدِبّ بنا نِمالاً

نريها في الضمير هوى وحبّاً
ونُسمِعها التبرُّمَ والملالا

قِصارٌ حين نجري اللهوَ فيها
طوالٌ حين نقطعها فعالاً

ولم تضق الحياة ُبنا، ولكن
زحامُ السوءِ ضيَّقها مَجالاً

ولم تقتل براحتها بَنيها ولكن سابقوا الموتَ اقتتالاً

ولو زاد الحياة الناسُ سعياً
وإخلاصاً لزادتهم جمالاً

كأنّ الله إذ قَسم المعالي
لأهل الواجب ادّخر الكمالا



أحمد شوقي

الحمدان
03-24-2023, 12:57 AM
مقادير من جفنيك حوّلن حاليا
فذقت الهوى من بعد ما كنت خاليا

نفذن علىّ اللب بالسهم مرسلا
وبالسحر مقضيا وبالسيف قاضيا

وألبستني ثوب الضنى فلبسته
فأحبِب به ثوبا وإن ضم باليا

وما الحب إلا طاعة وتجاوز
وإن اكثروا اوصافه والمعانيا

وما هو إلا العين بالعين تلتقى
وإن نوّعوا اسبابه والدواعيا

وعند الهوى موصفه لا صفاته
إذا سالوني ما الهوى قلت مابيا

وبي رشا قد كان دنياى حاضرا
فغادرني اشتاق دنياى نائيا

سمحت بروحي في هواه رخيصة
ومن يهو لا يؤثر على الحب غاليا

ولم تجر الفاظ الواشة برية
كهذى التي يجرى بها الدمع واشيا

اقول لمن ودعت والركب سائر
برغم فؤادي سائر بفؤاديا

امانا لقلبي من جفونك في الهوى
كفى بالهوى كاسا وراحا وساقيا

ولا تجعليه بين خديك والنوى
من الظلم ان يغدو لنارَيك صاليا

ولي ملك ملء الفؤاد محبب
جمعت الهوى في مدحه والقوافيا

وما الشعر إلا خطرة او سريرة
تصوغهما لفظا إلى النفس ساريا

فتى الشرق فت العالمين مكارما
ومن قبل فت النيران معاليا

سموت فلم تستبق للمجد غاية
تسوم السها هذى الخطى والمساعيا

واطيبُ من قرب الحبيب على رضى
مقامك في دار السعادة راضيا

وما زلت في ملك الخليفة اولا
وإن كنت في نادى الخليفة ثانيا

ولو سئل الإسلام ماذا يريده
لما اختار إلا ان تديما التلاقيا

فبينكما في الدين ودّ ورحمة
وفي الملك عهد الله ان لا تجافيا

وللودّ دل لا يكدِّر صفوه
ولكن كثيرا ما يغر الأعاديا

تقبل عزيز المالكين تحية
تقدّمها مصر وتهدى التهانيا

طلعت عليها والضحى في ربوعها
فيا حسنه يوما بشمسيه زاهيا

عروس سماء الشرق انت جمالها
إذا زُيّنت كنت الحلى والمجاليا

تغيّب حينا حسنها وشبابها
وقد ملات منها الغداة النواحيا

نشرت جلال الملك فيها وعزه
واعلامه موسومة والعواليا

واقبلتَ كالدنيا إذا هي اقبلت
وكالدهر حال الصفو لو دام صافيا

تشير بوجه ذى جلال وراحة
يفيضان في الناس الهدى والأياديا

فهذا هو البدر استقرّ به السرى
وهذا سحاب الجود القى المراسيا


أحمد شوقي

الحمدان
03-24-2023, 01:58 AM
ألا ترى الشعر يعلو وجهه الخجل..
يا نجد عفوك أنت الفخر والغزل..

عبدالعزيز أصاب العرب بغيتهم..
لما طلعت عليهم أنت والأمل..

عبدالعزيز وما أومت أكفهم..
إلا إليك إذا قالوا من الرجل؟..

العرب في كل بيت من بيوتهم..
عرس وأنت لرب البيت تبتهل..


بشاره الخوري
الاخطل الصغير

الحمدان
03-24-2023, 01:59 AM
يا جاعل البيد أمنا بعد وحشتها..

لو أدرك العرب ما أدركت لاستلموا..

لا التاج يبقى ولا الأعمار باقية..

تبقى الرجولة والإقدام والكرم..

جعلت باسمك تلك البيد آمنة..

حتى مع الذئب راحت تسرح الغنم..

الحمدان
03-28-2023, 02:04 AM
قفا نبك من ذِكرى حبيب ومنزل
بسِقطِ اللِّوى بينَ الدَّخول فحَوْمل

فتوضح فالمقراة لم يَعفُ رسمها*
لما نسجتْها من جنوب وَشَمْأل

ترى بَعَرَ الأرْآمِ في عَرَصاتِها*
وقيعانها كأنه حبَّ فلفل

كأني غَداة البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَلّوا
لدى سَمُراتِ الحَيّ ناقِفُ حنظل

وقوفاًبها صَحْبي عَليَّ مَطِيَّهُمْ
يقُولون لا تهلكْ أسى وتجمّل

وإنَّ شفائي عبرة مهراقة*
فهلْ عند رَسمٍ دارِسٍ من مُعوَّل

كدأبكَ من أمِّ الحويَرثِ قبلها
وجارتها أمَّ الربابِ بمأسل

فَفاضَت دُموعُ العَينِ مِنّي صَبابَة
على النَحرِ حَتى بَلَّ دَمعِيَ مِحمَلي



امرؤ القيس

الحمدان
04-03-2023, 10:46 PM
ويا وطني لقيتكَ بعد يأس
كأني قد لقيتُ بك الشبابا

وكل مسافر سيؤوبُ يوما
إذا رزقَ السلامة والإِيابا

وكلُّ عيشٍ سوف يطوى
وإِن طالَ الزمانُ به وطابا

كأن القلبَ بعدَهُمُ غريبٌ
إِذا عادَتْه ذكرى الأهلِ ذابا

ولا يبنيكَ عن خُلُقِ الليالي
كمن فقد الأحبةَ والصِّحابا

أحمد شوقي

الحمدان
04-03-2023, 10:47 PM
وطنٌ ولكنْ للغريبِ وأمةٌ
ملهى الطغاةِ وملعبُ الأضدادِ

يا أمةً أعيتْ لطولِ جهادِها
أسكونُ موتٍ أم سكونُ رُقادِ؟

ياموطنا عاثَ الذئابُ بأرضهِ
عهدي بأنكَ مربضُ الآسادِ

ماذا التمهلُ في المسير كأننا
نمشي على حَسَكٍ وشَوْكِ قتادِ؟

هل نرتقي يوما وملءُ نفوسِنا
وجلُ المسوقِ وذلةُ المنقادِ؟

هل نرقى يوماً وحشورُ رجالِنا
ضعفُ الشيوخِ وخفةُ الأولادِ؟

واهًا لأصفادِ الحديدِ فإِننا
من آفةِ التفريقِ في أصفادِ

الشاعر القروي

الحمدان
04-03-2023, 10:47 PM
ويا وطني لقيتكَ بعد يأس*
كأني قد لقيتُ بك الشبابا

وكل مسافر سيؤوبُ يوما
إذا رزقَ السلامة والإِيابا

وكلُّ عيشٍ سوف يطوى
* وإِن طالَ الزمانُ به وطابا

كأن القلبَ بعدَهُمُ غريبٌ*
إِذا عادَتْه ذكرى الأهلِ ذابا

ولا يبنيكَ عن خُلُقِ الليالي*
كمن فقد الأحبةَ والصِّحابا

أحمد شوقي

الحمدان
04-03-2023, 10:48 PM
يا أمةً أعيتْ لطولِ جهادِها
أسكونُ موتٍ أم سكونُ رُقادِ؟

ماذا التمهلُ في المسير كأننا
نمشي على حَسَكٍ وشَوْكِ قتادِ؟

هل نرتقي يوما وملءُ نفوسِنا
وجلُ المسوقِ وذلةُ المنقادِ؟

هل نرقى يوماً وحشورُ رجالِنا
ضعفُ الشيوخِ وخفةُ الأولادِ

الحمدان
04-05-2023, 01:01 AM
بلادي لا يزالُ هواكِ مني
كما كانَ الهوى قبلَ الفِطامِ

أقبلُ منكِ حيثُ رمى الأعادي
رُغاما طاهرا دونَ الرَّغامِ

وأفدي كُلَّ جلمودٍ فتيت
وهى بقنابلِ القومِ اللئامِ

لحى اللهُ المطامعَ حيثُ حلتْ
فتلكَ أشدُّ آفات السلامِ



خليل مطر

الحمدان
04-05-2023, 01:02 AM
ومن لم تكنْ أوطانهُ مفخراًُ لهُ
فليس له في موطنِ المجدِ مفخرُ

ومن لم يبنْ في قومهِ ناصحا لهم
فما هو إِلا خائنٌ يتسترُ

وَمن كانَ في أوطانهِ حاميا لها
فذكراهُ مسكٌ في الأنامِ وعنبرُ

ومن لم يكنْ من دونِ أوطانهِ حمى
فذاك جبانٌ بل أَخَسُّ وأحقرُ

الحمدان
04-06-2023, 01:58 AM
ثلاثون عامًا ثم عامان إثرها

‏حفظت بها ديني وسمتي وخامتي

‏فالله كم آثرت حقًّا جواره

‏فإن جوار البيت طوقُ حمامتي

‏ففي بيتِ ربِّ البيتِ أُنسٌ وبُلغةٌ

‏وفي بيته عني أزلتُ سآمتي

‏وما فتِئت نفسي ترومُ مثابةً


أ. د. سعود الشريم

الحمدان
04-15-2023, 03:56 AM
إِذا ما المَرءُ لَم يَحفَظ ثَلاثاً
فَبِعهُ وَلَو لِكَفٍّ مِن رَمادِ

وَفاءً لِلصَديقِ وَبَذلِ مالٍ
وَكِتمانُ السَرائِرِ في الفُؤادِ

علي بن أبي طالب

الحمدان
04-15-2023, 03:57 AM
أَنا الَّذي سَمَتني أُمي حَيدَرَه
ضِرغامُ آجامٍ وَلَيثُ قَسوَرَه

عَبلُ الذِراعَينِ شَديدُ القِصَرَه
كَلَيثِ غاباتٍ كَريهِ المَنظَرَه

عَلى الأَعادي مِثلَ رِيحٍ صَرصَرَه
أَكيلُكُم بِالسَيفِ كَيلَ السَندَرَه

أَضرِبُكُم ضَرباً يَبينُ الفَقَرَه
وَأَترُكُ القِرنَ بِقاعِ جُزُرِهِ

أَضرِبُ بِالسَيفِ رِقابَ الكَفَرَه
ضَربَ غُلامٍ ماجِدٍ حَزوَرَه

مَن يَترُكِ الحَقَّ يَقوِّم صِغَرَه
أَقتُلُ مِنهُم سَبعَةً أَو عَشَرَة

فَكُلَّهُم أَهلُ فُسوقٍ فَجَرَه


علي بن أبي طالب

الحمدان
04-15-2023, 03:57 AM
إِذا شِئتَ أَن تَستَقرِضِ المالَ مُنفِقاً
عَلى شَهَواتِ النَفسِ في زَمَنِ العُسرِ

فَسَل نَفسَكَ الإِنفاقَ مِن كَنزِ صَبرِها
عَلَيكَ وَإِنظاراً إِلى زَمَنِ اليُسرِ

فَإِن سَمَحَت كُنتَ الغَنيَّ وَإِن أَبَت
فَكُلُّ مَمنوعٍ بَعدَها واسِعُ العُذرِ


علي بن أبي طالب رضي الله عنه

الحمدان
04-15-2023, 03:58 AM
أَي يَومَيَّ مِنَ المَوتَ أَفِر
يَومَ لا يَقدِرُ أَو يَومَ قَدِر

يَومَ ما قُدِّرَ لا أَرهَبُهُ
وَإِذا قَدِّرَ لا يُنجي الحَذَر

علي بن أبي طالب رضي الله عنه

الحمدان
04-17-2023, 02:35 AM
لكل شيء إذا ما تم نقصان
فلا يغر بطيب العيش إنسان
هي الأمور كما شاهدتها دول
من سره زمن ساءته أزمان
وهذه الدار لا تبقي على أحد
ولا يدوم على حال لها شان
يمزق الدهر حتما كل سابغة
إذا نبت مشرفيات وخرصان
وينتضي كل سيف للفناء ولو
كان ابن ذي يزن والغمد غمدان
أين الملوك ذوو التيجان من يمن
وأين منهم أكاليل وتيجان
وأين ما شاده شداد في إرم
وأين ما ساسه في الفرس ساسان
وأين ما حازه قارون من ذهب
وأين عاد وشداد وقحطان
أتى على الكل أمر لا مرد له
حتى قضوا فكأن القوم ما كانوا
وصار ما كان من ملك ومن ملك
كما حكى عن خيال الطيف وسنان
دار الزمان على "دارا" وقاتله
وأم كسرى فما أواه إيوان
كأنما الصعب لم يسهل له سبب
يوما ولا ملك الدنيا سليمان
فجائع الدهر أنواع منوعة
وللزمان مسرات وأحزان
وللحوادث سلوان يهونها
وما لما حل بالإسلام سلوان
دهى الجزيرة أمر لا عزاء له
هوى له أحد وانهد ثهلان
أصابها العين في الاسلام فارتزئت
حتى خلت منه أقطار وبلدان
فاسأل بلنسية ما شان مرسية
وأين شاطبة أم أين جيان
وأين قرطبة دار العلوم فكم
من عالم قد سما فيها له شان
وأين حمص وما تحويه من نزه
ونهرها العذب فياض وملان
قواعد كن اركان البلاد فما
عسى البقاء إذا لم تبق أركان؟
تبكي الحنيفية البيضاء من أسف
كما بكى لفراق الإلف هيمان
على ديار من الإسلام خالية
قد أسلمت ولها بالكفر عمران
حتى المحاريب تبكي وهي جامدة
حتى المنابر ترثي وهي عيدان
يا غافلا وله في الدهر موعظة
إن كنت في سنة فالدهر يقظان
وماشيا مرحا يلهيه موطنه
أبعد حمص تغر المرء أوطان؟!
تلك المصيبة أنست ما تقدمها
وما لها مع طول الدهر نسيان
يا أيها الملك البيضاء رايته
أدرك بسيفك أهل الكفر لا كانوا
يا راكبين عتاق الخيل ضامرة
كأنها في مجال السبق عقبان
وحاملين سيوف الهند مرهفة
كأنها في ظلام النقع نيران
وراتعين وراء البحر في دعة
لهم بأوطانهم عز وسلطان
أعندكم نبأ من أهل أندلس
فقد سرى بحديث القوم ركبان
كم يستغيث بنو المستضعفين وهم
أسرى وقتلى فما يهتز إنسان
ماذا التقاطع في الإسلام بينكم
وأنتم يا عباد الله إخوان؟
ألا نفوس أبيات لها همم
أما على الخير أنصار وأعوان
يا من لذلة قوم بعد عزهم
أحال حالهم كفر وطغيان
فلو تراهم حيارى لا دليل لهم
عليهم من ثياب الذل ألوان
ولو رأيت بكاهم عند بيعهم
لهالك الأمر واستهوتك أحزان
يا رب أم وطفل حيل بينهما
كما تفرق أرواح وأبدان
وطفلة ما رأتها الشمس إذ برزت
كأنما هي ياقوت ومرجان
يقودها العلج للمكروه مكرهة
والعين باكية والقلب حيران
لمثل هذا يذوب القلب من كمد
إن كان في القلب إسلام وإيمان

أبو البقاء الرندي الاندلسي

الحمدان
04-20-2023, 12:10 AM
تَأويني هم فَبِت أُخاطِبُه
وَبت أَراعي النجم ثُمَّ أُراقِبُه

لما رابَني من رَيب دَهر أَضرَني
فَأَنيابُه يبرينَني وَمَخالِبُه

وَأَسهَرَني طول التَفكر إِنَّني
عَجِبت لِدَهر ما تَقضى عَجائِبُه

أَرى عاجِزاً يُدعى جَليداً لِغشمه
وَلَو كلف التَقوى لِفلت مضارِبه

وَعفاً يُسمى عاجِزاً لِعَفافِهِ
وَلَولا التَقى ما أَعجَزَتهُ مَذاهِبُه

وَأَحمَق مَصنوعاً لَهُ في أُمورِهِ
يَسودُهُ اِخوانُهُ وَأَقارِبُهُ

عَلى غَيرِ حزم في الاِمورِ وَلا تقى
وَلا نائِل جَزل تعد مَواهِبُه

وَلَيسَ بِعَجز المَرءِ إِخطاؤُهُ الغِنى
وَلا بِاِحتِيالِ اِدرك المالُ كاسِبُه

وَلكِنَّهُ قَبض الإِله وَبَسطُه
فَلا ذا يُجاريه وَلا ذا يُغالِبُه

اِذا كَمل الرَحمن لِلمَرءِ عَقلُهُ
فَقَد كَمَلت أَخلاقُهُ وَمَناقِبُه



صالح عبدالقدوس

الحمدان
04-20-2023, 12:10 AM
عَزاءُكُ أَيُّها العَين السَكوب
وَدَمعُك اِنَّها نوب تَنوبُ

وَكنت كَريمَتي وَسراج وَجهي
وَكانَت لي بِكَ الدُنيا تَطيبُ

فَإِن أَكُ قَد ثَكَلتكُ في حَياتي
وَفارَقَني بِكَ الأَلفُ الحَبيبُ

فَكُل قَرينَة لا بُدَّ يَوماً
سَيَشعَب الفَها عَنها شَعوب

عَلى الدُنيا السَلامُ فَما لِشَيخ
ضَرير العَينِ في الدُنيا نَصيبُ

يَموتُ المَرءُ وَهو يَعد حَيّاً
وَيخلف ظنهُ الامَل الكَذوبُ

يَمنيني الطَبيبُ شفاء عَيني
وَما غَير الإِلهِ لَها طَبيبُ

اِذا ما ماتَ بَعضُكَ فَابك بَعضاً
فَان البَعضَ من بَعض قَريبُ


صالح عبدالقدوس العصر العباسي

الحمدان
04-20-2023, 12:11 AM
تَوَدُّ عَدوي ثُمَّ تَزعُم أَنَّني
صَديقُكَ لَيسَ النوك مِنكَ بِعازِب

بَلَوتك في أَشياءَ مِنها منحتَني
أَماني مجاج وَفيكَ مَخالِب

وَلَيسَ أَخي من ودني رَأى عَينَهُ
وَلكِن أَخي من وَدَّني في المَغايِبِ

وَمن مالِهِ مالي اِذا كنت معدماً
وَمالي لَهُ إِن عَض دَهر بِغارب

فَما أَنتَ إِلّا كَيفَ اِنتَ وَمَرحَبا
وَبِالبيضِ رواغ كَروغ الثَعالب



صالح عبدالقدوس

الحمدان
04-20-2023, 12:11 AM
اِذا كُنت لا تَرجى بِدَفع ملمة
وَلم يَكُ لِلمَعروفِ عِندَكَ موضِع

وَلا اِنتَ ذو جاه يعاش بِجاهِهِ
وَلا اِنتَ يَوم البَعث لِلنّاسِ تشفع

فَعيشك في الدُنيا وَمَوتك واحِد
وَعود خلال من حَياتِكَ اِنفَع



صالح عبدالقدوس

الحمدان
04-20-2023, 12:20 AM
‏خفّف عن الناس ما يلقون من ألمِ
فإن عجزتَ فأخرجْ طيّب الكلمِ

و انسُج من الفأل أثواباً لتفرحهم
و كن كنورٍ لهم في أحلك الظُّلَمِ

لا يُسعدُ النّاسَ في قولٍ وفي عملٍ
إلا امرؤٌ طيب الأخلاق و الشّيمِ

الحمدان
04-20-2023, 12:22 AM
لا تحسبنَّ بأنها
تأتي بما-دومًا-تُحِبْ

بعضُ الأمورِ كما نرى
قد لا تكونُ كما يجبْ

فإذا أساءكَ نازلٌ
فاسجدْ لربكَ واقتربْ

فغداً سيُبدلُ ربنا
ما لا نُحبُّ بما نُحِبْ..

الحمدان
04-20-2023, 12:55 AM
‏الصَّبر يقطع ما ترى فاصبر لها ..
فعسى بها أن تنجلي ولعلَّها

إن الأمور إذا التوت وتعقّدت ..
نزل القضاء من السماء فحلَّها

الحمدان
04-21-2023, 02:57 AM
لا النُطقُ يكفي ولا حتّى كِتاباتي
‏ولامحاسِن قَولي أو عِباراتي

‏مِليارُ تهنئةٍ للعيدِ أغدقُها
‏من أولِ اليومِ حتى عيدُك الاتِي

تقبل الله منا و منكم الصيام و القيام و الدعاء و سائر الأعمال و أسبغ علينا و عليكم نعمه

الحمدان
04-23-2023, 11:16 PM
أين قلبي وأين آثارُ قلبي
من خفوقٍ يعتادهُ ووجيبِ

هان خطبُ الجوى عليه فهانت
فاجعات الخطوب بعد الخطوب

لم أعد شاكياً فمات أنيني
لم أعد باكياً فمات نحيبي

كيف أحيا إذن ألا إن عيشى
في زمان السلو عيش الغريب

حبّنا مات فليبلغ عذولي
موت هذا الهوى لعين الرقيب

حبّنا مات فابك أنت عليه
فهلاك الهوى هلاك الحبيب

يا غريمي وكنت قبلاً نديمي
يا خصيمي وكنت قبلا صديقي

كيف دارت بك الليالي فتمسى
بعد نور الوفاء نار العقوق

حبنا مات لا تكذّب حبيباً
يصطلى وحده بنار الحريق

شفّنى من هواك وجدٌ ضلولٌ
عاثر الخطو في سواء الطريق

قد سلونا معاً فماتت شجونٌ
منك كانت رفيقةً لشجوني

هل سلونا معا فما بال روحي
حائر الروح في شعاب الحنين

حبّنا مات فابك أنت عليه
يا صريع الفتون بعد الفتون

لم تدع غضبتي عليك رجاء
في بكاءٍ أو زفرة أو أنين

يا جمال الجمال أين جحيمي
وهواك الهوى وأين نعيمي

محنتي فيك أفقدتني شعوري
بعذابي وفرحتي وهمومي

كان أمر الهوى غيوماً وصحواً
أين صحوى وأين أين غيومي

عشت حتى فقدتُ شهوة روحي
وفؤادي إلى النعيم المقيم

شاب رأسى على الشباب سلامٌ
وعلى الغادرين ألف سلام

شاب رأسي هل شاب في الحب رأسي

وإلى اليوم لم تشب أحلامي
يا جمال الجمال أمرى أمرى

في صيالي وصبوتي وهيامي
أنا ما شبت إنما شاب شعرٌ

لفحَته شرارةٌ من غرامي
يا جمال الجمال للشوق روحٌ

هائم الروح بالجمال النبيل
أين دارٌ حوت جمالك صرفاً

كاحتواء التفاح روح الشمول
أين دارٌ حوتك قد طال بحثى

عنك في كل منزل وقبيل
أين دار حوتك يا وجد قلبي

كيف اسعى إليك أين سبيلي
يا جمال الجمال قد أقبل الصلحُ

وقرّت ممالكٌ وشعوبُ
واستبقنا معاً لنعلن حرباً

زادها العذبُ أعينٌ وقلوبُ
إن تكن حربهُم بلاء وويلاً

وكروباً في إثرهن كروب
فصيالي عليك وثبةُ ليثٍ

يشتهى وقع هولها المحبوب
يا جمال الجمال والحسن رزقٌ

هو خير الأرزاق والثمرات
وحيك الوحي فليكن من جزائي

أن أناجي هواك في صلواتي
عندك الحسن والفصاحة عندي

يا فصيح الألحاظ والبسمات
لا تقاتل هواي بالصد عني
إن شوقي إليك روحُ حياتي

زكي مبارك. مصر

الحمدان
04-23-2023, 11:17 PM
وفدتُ على بغدادَ والقلب موجعٌ
فهل فرّجت كربى وهل أبرأت دائي

تركت الخطوب السود في مصر فانبرت
سهام العيون السود تصدع أحشائي

تركت دخاناً لو أراد دفعتهُ
بعزمة مفتول الذراعين مضاء

وجئت إلى نارٍ ستشوى جوانحي
وتصهر أضلاعي وتسحق أحنائي

فيا ويح قلبي عضّه الدهر فاكتوى
بلفحة قتّالين جورٍ وإصباء

سمعتُ حماماتٍ ينُحن فعزّني
حنيني إلى صحب بمصر أشحّاء

همُ أسلموني لا عفا الحب عنهم
إلى ليلةٍ من غمرة الحزن ليلاء

أنادمهم بالوهم والقلب عارفٌ
بأني لدى كأس من الدمع حمراء


زكي مبارك

الحمدان
04-23-2023, 11:17 PM
وكنت أحبّه حبّا متيناً
فلما لجّ غيّرني علَيهِ

لحا اللَه اللجاجة قد أضاعت
فتىً ما كان أحوجني إليه


زكي مبارك

الحمدان
04-25-2023, 03:07 AM
والمـال إن لم تدخره محصنا
بالعلــم كـان نهايـة الإمـــــلاق

والعلــم إن لم تكتنفه شمائــل
تعليه كان مطيـــة الإخـفــــاق


لا تحسبن العلــم ينفع وحـــده
مـا لم يتـوج ربــــه بخــــــلاق

من لي بتربية النساء فإنهــــا
في الشرق علة ذلك الإخفــــاق

الأم مــدرسـة إذا أعــددتـهـــا
أعـددت شعبا طيب الأعــراق

الأم روض إن تعهــده الحيـــا
بالـــريّ أورق أيمـــا إيــــراق

الأم أستــاذ الأساتــذة الألــــى
شغلت مآثرهم مدى الآفـــــاق


حافظ ابراهيم

الحمدان
04-25-2023, 03:07 AM
ما العمر ان لم تكتنفه مآثرٌ
يُثنى عليك بها مدى الايامِ

إن الحياة وان تطاول عهدها
رهنُ بدايتها بيوم ختامي

حسن ابو عِلَة

الحمدان
04-25-2023, 03:08 AM
إِذا عاشَ الفَتى ستينَ عاماً
فَنِصفُ العُمرِ تَمحَقُهُ اللَيالي

وَنِصفُ النِصفِ يَذهَبُ لَيسَ يَدري
لِغَفلَتِهِ يَميناً مِن شِمالِ

وَثُلثُ النِصفِ آمالٌ وَحِرصٌ
وَشُغلٌ بِالمَكاسِبِ وَالعيالِ

وَباقي العُمرِ أَسقامٌ وَشَيبٌ
وَهَمٌّ بِاِرتِحالٍ وَاِنتِقالِ


علي بن أبي طالب

الحمدان
04-25-2023, 07:50 AM
أَصبَحتَ مُطَّرَحاً في مَعشَرٍ جَهِلوا
حَقَّ الأَديبِ فَباعوا الرَأسَ بِالذَنَبِ

وَالناسُ يَجمَعُهُم شَملٌ وَبَينَهُم
في العَقلِ فَرقٌ وَفي الآدابِ وَالحَسَبِ

كَمِثلِ ما الذَهَبِ الإِبريزِ يَشرَكُهُ
في لَونِهِ الصُفرُ وَالتَفضيلُ لِلذَهَبِ

وَالعودُ لَو لَم تَطِب مِنهُ رَوائِحُهُ
لَم يَفرِقِ الناسُ بَينَ العودِ وَالحَطَبِ


الإمام الشافعي

الحمدان
04-25-2023, 07:51 AM
خَبَت نارُ نَفسي بِاشتِعالِ مَفارِقي
وَأَظلَمَ لَيلي إِذ أَضاءَ شِهابُها

أَيا بومَةً قَد عَشَّشَت فَوقَ هامَتي
عَلى الرُغمِ مِنّي حينَ طارَ غُرابُها

رَأَيتِ خَرابَ العُمرِ مِنّي فَزُرتِني
وَمَأواكِ مِن كُلِّ الدِيارِ خَرابُها

أَأَنعَمُ عَيشاً بَعدَ ما حَلَّ عارِضِي
طَلائِعُ شَيبٍ لَيسَ يُغني خَضابُها

إِذا اِصفَرَّ لَونُ المَرءِ وَاِبيَضَّ شَعرُهُ
تَنَغَّصَ مِن أَيّامِهِ مُستَطابُها

فَدَع عَنكَ سَوآتِ الأُمورِ فَإِنَّها
حَرامٌ عَلى نَفسِ التَقيِّ اِرتِكابُها

وَأَدِّ زَكاةَ الجاهِ وَاِعلَم بِأَنَّها
كَمِثلِ زَكاةِ المالِ تَمَّ نِصابُها

وَأَحسِن إِلى الأَحرارِ تَملِك رِقابَهُم
فَخَيرُ تِجاراتِ الكِرامِ اِكتِسابُها

وَلا تَمشِيَن في مَنكِبِ الأَرضِ فاخِراً
فَعَمّا قَليلٍ يَحتَويكَ تُرابُها

وَمَن يَذُقِ الدُنيا فَإِنّي طَعَمتُها
وَسيقَ إِلَينا عَذبُها وَعَذابِها

فَلَم أَرَها إِلّا غُروراً وَباطِلاً
كَما لاحَ في ظَهرِ الفَلاةِ سَرابُها

وَماهِيَ إِلّا جِيَفَةٌ مُستَحيلَةٌ
عَلَيها كِلابٌ هَمُّهُنَّ اِجتِذابُها

فَإِن تَجتَنِبها كُنتَ سِلماً لِأَهلِها
وَإِن تَجتَذِبها نازَعَتكَ كِلابُها

فَطوبى لِنَفسٍ أُولِعَت قَعرَ دارِها
مُغَلِّقَةَ الأَبوابِ مُرخَىً حِجابُها



الإمام الشافعي

الحمدان
04-25-2023, 07:52 AM
إِذا سَبَّني نَذلٌ تَزايَدتُ رِفعَةً
وَما العَيبُ إِلّا أَن أَكونَ مُسابِبُه

وَلَو لَم تَكُن نَفسي عَلَيَّ عَزيزَةً
لَمَكَنتُها مِن كُلِّ نَذلٍ تُحارِبُه

وَلَو أَنَّني أَسعى لِنَفعي وَجَدتَني
كَثيرَ التَواني لِلَّذي أَنا طالِبُه

وَلَكِنَّني أَسعى لِأَنفَعَ صاحِبي
وَعارٌ عَلى الشَبعانِ إِن جاعَ صاحِبُه


الإمام الشافعي

الحمدان
04-25-2023, 07:52 AM
يُخاطِبُني السَفيهُ بِكُلِّ قُبحٍ
فَأَكرَهُ أَن أَكونَ لَهُ مُجيبا

يَزيدُ سَفاهَةً فَأَزيدُ حِلماً
كَعودٍ زادَهُ الإِحراقُ طيبا


الإمام الشافعي

الحمدان
04-25-2023, 07:53 PM
أَجابَ دَمعي وَما الداعي سِوى طَلَلِ
دَعا فَلَبّاهُ قَبلَ الرَكبِ وَالإِبِلِ

ظَلِلتُ بَينَ أُصَيحابي أُكَفكِفُهُ
وَظَلَّ يَسفَحُ بَينَ العُذرِ وَالعَذَلِ

أَشكو النَوى وَلَهُم مِن عَبرَتي عَجَبٌ
كَذاكَ كُنتُ وَما أَشكو سِوى الكَلَلِ

وَما صَبابَةُ مُشتاقٍ عَلى أَمَلٍ
مِنَ اللِقاءِ كَمُشتاقٍ بِلا أَمَلِ

مَتى تَزُر قَومَ مَن تَهوى زِيارَتَها
لا يُتحِفوكَ بِغَيرِ البيضِ وَالأَسَلِ

وَالهَجرُ أَقتَلُ لي مِمّا أُراقِبُهُ
أَنا الغَريقُ فَما خَوفي مِنَ البَلَلِ

ما بالُ كُلِّ فُؤادٍ في عَشيرَتِها
بِهِ الَّذي بي وَما بي غَيرُ مُنتَقِلِ

مُطاعَةُ اللَحظِ في الأَلحاظِ مالِكَةٌ
لِمُقلَتَيها عَظيمُ المُلكِ في المُقَلِ

تَشَبَّهُ الخَفِراتُ الآنِساتُ بِها
في مَشيِها فَيَنَلنَ الحُسنَ بِالحِيَلِ

قَد ذُقتُ شِدَّةَ أَيّامي وَلَذَّتَها
فَما حَصَلتُ عَلى صابٍ وَلا عَسَلِ

وَقَد أَراني الشَبابُ الروحَ في بَدَني
وَقَد أَراني المَشيبُ الروحَ في بَدَلي

وَقَد طَرَقتُ فَتاةَ الحَيِّ مُرتَدِياً
بِصاحِبٍ غَيرِ عِزهاةٍ وَلا غَزِلٍ

فَباتَ بَينَ تَراقينا نُدَفِّعُهُ
وَلَيسَ يَعلَمُ بِالشَكوى وَلا القُبَلِ

ثُمَّ اِغتَدى وَبِهِ مِن رَدعِها أَثَرٌ
عَلى ذُؤابَتِهِ وَالجَفنِ وَالخِلَلِ

لا أَكسِبُ الذِكرَ إِلّا مِن مَضارِبِهِ
أَو مِن سِنانٍ أَصَمِّ الكَعبِ مُعتَدِلِ

جادَ الأَميرُ بِهِ لي في مَواهِبِهِ
فَزانَها وَكَساني الدِرعَ في الحُلَلِ

وَمِن عَلِيِّ بنِ عَبدِ اللَهِ مَعرِفَتي
بِحَملِهِ مَن كَعَبدِ اللَهِ أَو كَعَلي

مُعطي الكَواعِبِ وَالجُردِ السَلاهِبِ وَال
بيضِ القَواضِبِ وَالعَسّالَةِ الذَبُلِ

ضاقَ الزَمانُ وَوَجهُ الأَرضِ عَن مَلِكٍ
مِلءِ الزَمانِ وَمِلءِ السَهلِ وَالجَبَلِ

فَنَحنُ في جَذَلٍ وَالرومُ في وَجَلٍ
وَالبَرُّ في شُغُلٍ وَالبَحرُ في خَجَلِ

مِن تَغلِبَ الغالِبينَ الناسَ مَنصِبُهُ
وَمِن عَدِيٍّ أَعادي الجُبنِ وَالبَخَلِ

وَالمَدحُ لِاِبنِ أَبي الهَيجاءِ تُنجِدُهُ
بِالجاهِلِيَّةِ عَينُ العِيِّ وَالخَطَلِ

لَيتَ المَدائِحَ تَستَوفي مَناقِبَهُ
فَما كُلَيبٌ وَأَهلُ الأَعصُرِ الأُوَلِ

خُذ ما تَراهُ وَدَع شَيئاً سَمِعتَ بِهِ
في طَلعَةِ الشَمسِ ما يُغنيكَ عَن زُحَلِ

وَقَد وَجَدتَ مَجالَ القَولِ ذا سَعَةٍ
فَإِن وَجَدتَ لِساناً قائِلاً فَقُلِ

إِنَّ الهُمامَ الَّذي فَخرُ الأَنامِ بِهِ
خَيرُ السُيوفِ بِكَفَّي خَيرَةِ الدُوَلِ

تُمسي الأَمانِيُّ صَرعى دونَ مَبلَغِهِ
فَما يَقولُ لِشَيءٍ لَيتَ ذَلِكَ لي

أُنظُر إِذا اِجتَمَعَ السَيفانِ في رَهَجٍ
إِلى اِختِلافِهِما في الخَلقِ وَالعَمَلِ

هَذا المُعَدُّ لِرَيبِ الدَهرِ مُنصَلِتاً
أَعَدَّ هَذا لِرَأسِ الفارِسِ البَطَلِ

فَالعُربُ مِنهُ مَعَ الكُدرِيِّ طائِرَةٌ
وَالرومُ طائِرَةٌ مِنهُ مَعَ الحَجَلِ

وَما الفِرارُ إِلى الأَجبالِ مِن أَسَدٍ
تَمشي النَعامُ بِهِ في مَعقِلِ الوَعَلِ

جازَ الدُروبَ إِلى ما خَلفَ خَرشَنَةٍ
وَزالَ عَنها وَذاكَ الرَوعُ لَم يَزُلِ

فَكُلَّما حَلَمَت عَذراءُ عِندَهُمُ
فَإِنَّما حَلَمَت بِالسَبيِ وَالجَمَلِ

إِن كُنتَ تَرضى بِأَن يُعطو الجِزى بَذَلوا
مِنها رِضاكَ وَمَن لِلعورِ بِالحَوَلِ

نادَيتُ مَجدَكَ في شِعري وَقَد صَدَرا
يا غَيرَ مُنتَحِلٍ في غَيرِ مُنتَحِلِ

بِالشَرقِ وَالغَربِ أَقوامٌ نُحِبُّهُمُ
فَطالِعاهُم وَكونا أَبلَغَ الرُسُلِ

وَعَرِّفاهُم بِأَنّي في مَكارِمِهِ
أُقَلِّبُ الطَرفَ بَينَ الخَيلِ وَالخَوَلِ

يا أَيُّها المُحسِنُ المَشكورُ مِن جِهَتي
وَالشُكرُ مِن قِبَلِ الإِحسانِ لا قِبَلي

ما كانَ نَومِيَ إِلّا فَوقَ مَعرِفَتي
بِأَنَّ رَأيَكَ لا يُؤتى مِنَ الزَلَلِ

أَقِل أَنِل أَقطِعِ اِحمِل عَلِّ سَلِّ أَعِد
زِد هَشَّ بَشَّ تَفَضَّل أَدنِ سُرَّ صِلِ

لَعَلَّ عَتبَكَ مَحمودٌ عَواقِبُهُ
فَرُبَّما صَحَّتِ الأَجسامُ بِالعِلَلِ

وَما سَمِعتُ وَلا غَيري بِمُقتَدِرٍ
أَذَبَّ مِنكَ لِزورِ القَولِ عَن رَجُلِ

لِأَنَّ حِلمَكَ حِلمٌ لا تَكَلَّفُهُ
لَيسَ التَكَحُّلُ في العَينَينِ كَالكَحَلِ

وَما ثَناكَ كَلامُ الناسِ عَن كَرَمٍ
وَمَن يَسُدُّ طَريقَ العارِضِ الهَطِلِ

أَنتَ الجَوادُ بِلا مَنٍّ وَلا كَدَرٍ
وَلا مِطالٍ وَلا وَعدٍ وَلا مَذَلِ

أَنتَ الشُجاعُ إِذا ما لَم يَطَأ فَرَسٌ
غَيرَ السَنَوَّرِ وَالأَشلاءِ وَالقُلَلِ

وَرَدَّ بَعضُ القَنا بَعضاً مُقارَعَةً
كَأَنَّهُ مِن نُفوسِ القَومِ في جَدَلِ

لا زِلتَ تَضرِبُ مَن عاداكَ عَن عُرُضٍ
بِعاجِلِ النَصرِ في مُستَأخِرِ الأَجَلِ


المتنبي

حسن بن عبدالله
04-27-2023, 10:54 PM
أخي العزيز الحمدان
شكرا لك على هذه التواجد الفعال
والمشاركات النافعه والمفيده
فبارك الله فيك وجزاك الله خير

الحمدان
05-02-2023, 11:44 PM
ضلالاً لهذا الموت من ظنَ نفسهُ؟
و مُنذُ متى يخشى المنايا مُريدُها؟

فوالله إن مِتنا و عِشنا و لم تَكُن
على ما أردناها المنايا نُعيدُها

و نَستعْرِضُ الاعمارَ خيلاً امامنا
فلا نعتلي إلا التي نَستجيدُها

كتقليبِ ثوبٍ مِن ثيابٍ كثيرةٍ
قديمُ المنايا عِندَنا و جديدُها

إلا أن نرى موتاً يليقُ بمِثلِنا
لينشأ من موتِ الكِرامِ خلودها.

الحمدان
05-02-2023, 11:45 PM
‏ويا ليت ما بيني وبينَكِ خُطوة
‏وعيني في عينيكِ والحُبُّ سابغُ

‏أناجيكِ بالشِعرِ اللطيفِ كأنّهُ
‏سماءُ الليالي البيضِ والبدرُ بازغُ

‏وتُخفينَ في سترِ الحياءِ تبسمًا
‏وألقىظ° اتّهامًا منكِ أنّي أُبالِغُ ..

‏وأعلمُ أني في القوافي مقصّرٌ
‏عن الوصفِ لكنّي بهنّ أراوِغُ

الحمدان
05-04-2023, 03:32 AM
غنى النفس معروف بترك المطامع

وليس لمن لا يحمد الله جامع

ولا للفتى أرجا من الدين والتقى

وحلم عن المجرم وحسن التواضع

فهل تدفع البلوى وهل يمنع القضا

فما للذى يأتى من الله دافع

سوى ان عشت دنياك أو مت واحد

ولا انت في غد لا حد بشافع

ولا عز إلا في لقا كل متعب

بسمى القنا والمرهفات القواطع

واحذرك عن درب الردا لا تبى الردا

فتصبح طريح بين واش وشافع

فكم واحد يمدحك في حد حضره

وهو ربما في عرضك ان غبت راتع

ياشيت مالى حيله غير اننى

على شاطىء الجرعا أمام الخراوع

فقلت الركب شدوا اكوار كنس

عوجوا برابر سان روس الجراشع

ارسوم لسلمى آنس البوم ربعها

وامست إخلاف الأنس قفز ابلاقع

فلما حق العرف لى من منازل

أشارت بتسليمى إليه الأصابع

خليلى قم لى دجى الليل بعد ما

جفا النوم عينى والبرايا هواجع

فلا الوجد معدوم ولا الصبر موجد

ولا الهم عن وادي فؤادي بناجع

خليلي قم في دجى الليل بعدم

جفا النوم جفني والبرايا هواجع

سبعة اسابيع على دور ثامن

بنجم الثريا ثم بالصرف تابع

لكن ربابه حين ما ينثر السدى

جنح الدجى ريلان صم المسامع

إلى ما نشا عقب العشا بعدما غشى

صبا له من المشرق نسيم الذعاذع

وزلزل وعزل به رباب ونزل

بسجر وزجر مثل ضرب المدافع

وصكب وسكب ثم بالغيث ركب

وغطلس توطا امن الواطا والمرافع

فوق الغثا شروى أنابيش عنصل

على كل جزع فوقه السيل جارع

ابسيح وتسكاب إلى حيث مايشا

يجى الحول والما في خباريه ناقع

جنوبيها برك شمال يحدها

بنساح لها وادى ابريك مزارع

سقاها الحيا في ليلة بعد ليله

من المزن هنان حقوق الروامع

كم واحد تخشا الخميسين با سه

جعلناه قوت للنسور الهلايع

وبالمن ما نتبع عطانا ولا بعد

على الغيض قلنا ذا به البر ضايع

فيا نفس ريحى واطمإني جلاده

وكل ابن أنثى من لظى الموت جارع

فيا الله ياعلام الاسرار والعلن

يالى لنا فى ما قف الحشر جامع

عن عازة تقتادنى صوب مبغض

وعن ما ينازعنى رفيج منازع

سبعة اسابيع على دور ثامن

بنجم الثريا ثم بالصرف تابع

ابنو عريض خالى اللون مظلم

منه الفرج يرجا إلى شيف طالع

لكن ربابه حين ما ينثر السدى

جنح الدجى ريلان صم المسامع

نهاره كما ليل يهيم وليله

نهار من ايضاح البروق اللوامع

إلى ما نشا عقب العشا بعدما غشى

صبا له من المشرق نسيم الذعاذع

حبذا إلى هذا وهذا رفا لذا

وهذا لهذا بالموازين تابع

وزلزل وعزل به رباب ونزل

بسجر وزجر مثل ضرب المدافع

وخيم كم الحندس وغيم وديم

إلى حيث ما يبقا بالاوطان جاضع

وصكب وسكب ثم بالغيث ركب

وغطلس توطا امن الواطا والمرافع

وثار اغبار الارض من ضرب ودقه

وأضحت منه الجازيات الرواتع

فوق الغثا شروى أنابيش عنصل

على كل جزع فوقه السيل جارع

سعا البطن والبطنان والعرض بعدم

من الوبل تخضر الغصون الرعارع

ابسيح وتسكاب إلى حيث مايشا

يجى الحول والما في خباريه ناقع

لنا ديرة من حل في ربعها أمن

ولا بات في قلبه من الخوف رامع

جنوبيها برك شمال يحدها

بنساح لها وادى ابريك مزارع

إلى ما انقضى النيروز فيها وخوظت

مطافبل غزلان المها كل خايع

سقاها الحيا في ليلة بعد ليله

من المزن هنان حقوق الروامع

ديرة شيوخ من عرانين وايل

لها باللقا يوم الملاقا وقايع

كم واحد تخشا الخميسين با سه

جعلناه قوت للنسور الهلايع

باموالنا نشرى من الحمد ما غلا

وبارواحنا يوم التلاقى نبايع

وبالمن ما نتبع عطانا ولا بعد

على الغيض قلنا ذا به البر ضايع

ذا قول من لا هو براعى سفاهه

ولا داس يوم لابسات المقانع

فيا نفس ريحى واطمإني جلاده

وكل ابن أنثى من لظى الموت جارعه

من الله مرتهب إلى الله راغب

وبالله معتصم والى الله راجع

فيا الله ياعلام الاسرار والعلن

يالى لنا فى ما قف الحشر جامع

يغنى عن الادنى والاقصى مدى البقا

وانت الذى للناس ترفع وتاضع

عن عازة تقتادنى صوب مبغض

وعن ما ينازعنى رفيج منازع

فبابك مقصود سيد البرايا محمد

عدد ما خفا نجم وما شيف طالع



محسن الهزاني

الحمدان
05-04-2023, 11:38 PM
شرب على غير الظما يجرح الحشا
وقرب على غير الموده لاش

ألا واعلى ياعلي هوجا هجينه
وثلاث ليال لا مقيل ولاش

إلى الدوحه الوحدانة المستظلة
بظلالها ريش النعام فراش

وأيضا بها مسك وطيب وعنبر
وعيني غزال مكنع بعشاش

له حبة أحلى من الما على الظما
وألذ من مطعوم كل معاش

واحلى من اللي ينقر الطير راسها
ينوشها فوق الجريد نواش

وألذ من در الاباكير في الشتا
إلى جات من بعض الفياض تحاش


(راشد الخلاوي)

الحمدان
05-04-2023, 11:44 PM
يقول الخلاوي والخلاوي راشد

وهو قاعد ٍ يبني جديد القصايد

قصايد لابد الملا تستفيدها

لامسى غريم الروح للروح صايد

لعل الذي يروونها يذكرونني

بترحيمة تودع عظامي جدايد

وأوصيك يا ولدي وصاة ٍتضمها

إلى عاد مالي من مدى العمر زايد

وصية عود ثالثت رجله العصا

وقصرت خطاه اللي من أول بعايد

وصية عود ٍزل حلو شبابه

وعانيه بالدنيا و عانيك واحد

يبديك بالغالي على شق نفسه

شفيق من ايام الرضا عنك ناشد

لا تأخذ الهزلى على شان مالها

ولاتقتبس من نارهم بالوقايد

لا تأخذ الا بنت قوم ٍحميده

عسى ولد ٍمنها يحوش الحمايد

ولياك بنت النذل لا تشتقي بها

ولو زينو لك جيدها بالقلايد

يجزى عمل راعى الحساني بمثلها

ويجزى عمل راعي النكد بالنكايد

ولا تتقي في خصلة مابها ذرا

ولاتنزل الا عند راعي الوكايد

ولا تسفه المنيوب إلى جاك عاني

إياك ياولدي ومطل الوعايد

أبيك تسوي بي سواتي بوالدي

وأنت على غيره بمثلي وزايد

فلي من قديم العمر نفس عزيزه

أعض على عصيانها بالنواجد

قد أوزمتها ماكاد خوف إلى بدا

علي من أيام الردى لا تعاود

ويا طول ما وسدت راسي نكاده

من خوفتي يعتاد لين الوسايد

فمن عود العين الرقاد تعودت

ومن عود العين المساري تعاود

ومن عود القوم المناعير مطمع

تلوه بالانضا والجياد العدايد

ومن عود الصبيان أكل ٍببيته

عادوه في عسر الليالي الشدايد

ومن عود الصبيان ضرب بالقنا

نخوه يوم الكون يابا العوايد

ومن كثر الطلعات للصيد ربما

يوافيه غرات يجي منه صايد

ومن تابع المشراق والكن والذرا

يموت ما حاشت يديه الفوايد

الأيام ما باق ٍبها كثر ما مضى

والاعمار ما اللي فات منها بعايد

نعد الليالي والليالي تعدنا

والأعمار تفنى والليالي بزايد

إلى دقت الوسطى البهام تذكرت

زمان مضى ماهو لمثلي بعايد

فلا بد ما سحم الظهور تعودنا

بليل ٍولالي عن لقاهن ذايد

ويمعطن من ظهري هبر ٍ لكنه

خبايب ليف ٍ بين عوج الجرايد

راشد الخلاوي

الحمدان
05-05-2023, 03:26 PM
أسمى صفاتِكَ أنْ تكون كريما

وتكونَ بَراً بالعباد رحيما

أسمى صفاتِكَ أنْ تكونَ مميَّزاً

بسداد رأيكَ في الأمور، حكيما

تسعى بكَ الدنيا، وأنتَ تقودُها

بالحقِّ، تُسْعِدُ قلبها المهموما

تلقى الخطوبَ وأنتَ أرفَعُ هامةً

منها، وتأنَف أنْ تعيش ذَميما

أسمى صفاتكَ أنْ ترى الدنيا بلا

غَبَشٍ، وأنْ يبقى الفؤادُ سليما

أنْ تجعل التاريخَ يَمْلأُ كأسَه

وتكونَ أنتَ رحيقَها المختوما

ترمي بسهمكَ، لا لِتَقْتُلَ آمناً

لكنْ لتحرُسَ خائفاً محروما

تسعى إلى كَسْبِ العلومِ تقرُّباً

للهِ، لا ليُقَالَ: صار عليما

أسمى صفاتكَ أنْ تحلِّقَ عالياً

بجناح عدلكَ، تنصر المظلوما

يا حاملَ الدُّنيا على كتفِ الرِّضا

يا من رأيتُكَ للجَفاءِ غَريما

يا ساعياً للخير في العصر الذي

ما زال حَبْلُ وفائه مصروما

للخير أغصانٌ تطيب ثمارُها

فامنحْ جَناها خائفاً وعَديما

واحملْ إلى أفيائها الطفلَ الذي

ما زال في حُفَرِ الشقاء مقيما

فلَرُبَّ ماسحِ أَدْمُعٍ من مقلةٍ

تبكي، رأى فضلاً بهنَّ عَميما

انظرْ إلى وجه اليتيمِ، ولا تكنْ

إلا صديقاً لليتيمِ حميما

وارسمْ حروفَ العطف حَوْل جبينهِ

فالعَطْفُ يمكن أنْ يُرى مرسوما

وامسح بكفِّكَ رأسه، سترى على

كفَّيكَ زَهْراً بالشَّذَا مَفْغُوما

ولسوف تُبصر في فؤادكَ واحةً

للحبِّ، تجعل نَبْضَه تنغيما

ولسوف تبصر ألفَ ألفِ خميلةٍ

تُهديك من زَهْر الحياةِ شَميما

ولسوف تُسعدكَ الرياضُ بنشرها

وتريكَ وجهاً للحنانِ وسيما

انظرْ إلى وجه اليتيم وهَبْ له

عَطْفاً يعيش به الحياةَ كريما

وافتحْ له كَنْزَ الحنانِ، فإنما

يرعى الحنانُ، فؤادَه المكلوما

لولا الحنانُ لَمَا رأيتَ سعادةً

لولا السماءُ لَمَا رأيتَ نجوما

لولا الرّياحُ لَمَا رأيتَ لَواقحاً

لولا البحارُ لَمَا رأيتَ غيوما

لولا الغصونُ لما رأيتَ ظِلالَها

لولا الرعودُ لَمَا سمعتَ هَزيما

لولا الربيعُ لما رأيتَ زُهورَه

تشدو، ولا لامَسْتَ فيه نَسيما

يا كافلَ الأيتامِ، كأسُكَ أصبحتْ

مَلأَى، وصار مزاجُها تسنيما

ما اليُتْمُ إلاَّ ساحةٌ مفتوحةٌ

منها نجهِّز للحياةِ عظيما

ونحوِّل الحرمانَ فيها نعمةً

كُبْرى تُزيل عن الفؤادِ هموما

قَسَمَ الإلهُ على العباد حظوظَهم

فالكلُّ يأخذ حَظَّه المقسوما

وسعادةُ الإنسانِ أن يرضى بما

قَسَمَ الإلهُ، ويُعلنَ التَّسليما

قالوا: اليتيمُ، فقلتُ: أَيْتَمُ مَنْ أرى

مَنْ كان للخلُقِ النَّبيل خَصيما

قالوا: اليتيمُ، فقلتُ أَيْتَمُ مَنْ أرى

مَنْ عاشَ بين الأكرمينَ لَئيما

كم رافلٍ في نعمةِ الأبويْن، لم

يسلكْ طريقاً للهدى معلوما

يا كافلَ الأيتام، كفُّكَ واحةٌ

لا تُنْبِتُ الأشواكَ والزَّقُّوما

ما أَنْبَتَتْ إلاَّ الزُّهورَ نديَّةً

والشِّيحَ والرَّيحانَ والقَيْصُوما

أَبْشِرْ فإنَّ الأَرْضَ تُصبح واحةً

للمحسنين، وتُعلن التكريما

أبشرْ بصحبةِ خيرِ مَنْ وَطىءَ الثرى

في جَنَّةٍ كمُلَتْ رضاً ونَعيما

قالوا: اليتيمُ، وأرسلوا زَفَراتهم

وبكوا كما يبكي الصحيحُ سَقيما

قلت: امنحوه مع الحنانِ كرامةً

فلرُبَّ عَطْفٍ يُوْرِثُ التَّحطيما

ولَرُبَّ نَظْرةِ مُشفقٍ بعثتْ أسىً

في قَلبه، جَعَلَ الشفيقَ مَلُوما

قالوا: اليتيمُ، فَمَاج عطرُ قصيدتي

وتلفَّتتْ كلماتُها تَعظيما

وسمعْتُ منها حكمةً أَزليَّةً

أهدتْ إِليَّ كتابَها المرقوما:

حَسْبُ اليتيم سعادةً أنَّ الذي

نشرَ الهُدَى في الناسِ عاشَ يَتيما



عبد الرحمن العشماوي

الحمدان
05-05-2023, 06:12 PM
قمرٌ أطلعتْ أخاهُ السماءُ
وغزالٌ ما شابهتهُ الظباءُ

إن رنا يفضحُ النسا وإن قي
ل تأبى تغارُ منه النساءُ

يدعي البانُ قدَّهُ وتثني
هِ وما البانُ والقدودُ سواءُ

ويرى الوردَ أنهُ مثلُ خدي
هِ وتأبى خدودهُ الحمراءُ

هلْ سبيل إلى لقاهُ وإن لم
يشف ما بي من الغرامِ اللقاءُ

فأناجيهِ مثلما عردَ الطي
رُ وناجتْ أليفها الورقاءُ

يا مليكَ الهوى اتقِ اللهَ في النا
سِ فقد قطعَ القلوبَ الجفاءُ

إن تكن راعي المحاسن فينا
فأنا من رعيتي الشعراءُ


مصطفى صادق الرافعي

الحمدان
05-05-2023, 06:12 PM
سهرتُ والليلُ أمسى للورى سكنا
فمن يدلُّ على أجفاني الوسنا

أرعى كواكِبها حتى إذا أفلتْ
ألقيتُ للطيرِ في تحنانها الأذنا

واسألِ الحبَّ عن روحي وعن بدني
فلا أرى لي لا روحاً ولا بدنا

وما نظرتُ لأعضائي وقد بليتْ
إلا حسبتُ ثيابها فوقَها كفنا

يا من يعزُّ على نفسي تدلله
كم ذا أكابدُ فيكَ الذلَّ والوهنا

دروا بما بي ولولا الدمعُ كانَ دما
لما تظنوهُ إلا عارضاً هتنا

وربَّ ذي سفهٍ قد هبَّ يعذلُني
فقالَ أنتَ الفتى المضنى فقلتُ أنا

وهل أخافُ على سرِّ الهوى أحداً
وقدْ خلقتُ على الأسرارِ مؤتمنا

فدع غرامكَ يطويني وينشرني
ودعْ عذولي يطوي جنبهُ الضغنا

من كان مثلي لم يحفلْ بمثلهمُ
ومن أحبَّ استلانَ المركبَ الخشنا

كأنما الحسنُ أمسى فيكَ مجتمعاً
فأينما نظرتْ عيني رأتْ حسنا

وإن تكنْ للعاشقينَ فما
يزالُ أمرُ الهوى في ما بيننا فتنا

فاسأل محياكَ كم أخجلتَ من قمرٍ
وسل قوامكَ ذا المياسِ كم غصنا

وكم يبيعكَ أهلُ العشقِ أفئدةً
وأنتَ لا عوضاً تعطي ولا ثمنا

فيمَ اقتصاصكَ في قلبي تعذبني
وما جنيتُ ولا قلبي عليكَ جنى

أما كفاني ما ألقاهُ من زمني
حتى أغالبَ فيكَ الشوقَ والزمنا

إني وإياكَ كالمنفيِّ عن وطنٍ
أيُّ البلادِ رأى لم ينسهِ الوطنا

وما أطافَ بقلبي في الهوى أملٌ
إلا بعثتَ عليهِ الهمَّ والحزنا

ليهنكَ اليومَ أني ممسكٌ كبدي
وإنها قطعٌ تجري هنا وهنا

وفي الجوانحِ شيءٌ لستُ أعرفهُ
لكنْ أهل الهوى يدعونهُ شجنا

يبيبتُ ينبضُ قلبي من تقلبهِ
حتى إذا ذكروا من هاجهُ سكنا

فهلْ رثيتَ لمن لو بثَّ لوعتهُ
معَ الصباحِ لأبكى الطيرَ والفننا

وهل تعللنا يوماً بموعدةٍ
وإن تكن لا تفي سرّاً ولا علنا

أوأن نفسي على كفيكَ لانحدرتْ
ولو دفنتُ لما باليتَ من دُفنا

وذو الشقاوةِ مقرونٌ بشِقْوَتهِ
أنى تقلبَ جرتْ خلفهُ المحنا


مصطفى صادق الرافعي

الحمدان
05-06-2023, 06:09 AM
أغارُ عليكَ من عَينِي ومِنّي
وَمِنكَ وَمِن زَمانِكَ والمَكانِ

وَلو أنّي خَبَأتُكَ فِي عُيُونِي
إلى يَومِ القِيامَةِ ما كَفَاني


ولادة بنت المستكفي

الحمدان
05-10-2023, 03:14 PM
اللَهُ أَكبَرُ كَم في الفَتحِ مِن عَجَبٍ
يا خالِدَ التُركِ جَدِّد خالِدَ العَرَبِ

صُلحٌ عَزيزٌ عَلى حَربٍ مُظَفَّرَةٍ
فَالسَيفُ في غِمدِهِ وَالحَقُّ في النُصُبِ

يا حُسنَ أُمنِيَّةٍ في السَيفِ ما كَذَبَت
وَطيبَ أُمنِيَّةٍ في الرَأيِ لَم تَخِبِ

خُطاكَ في الحَقِّ كانَت كُلُّها كَرَماً
وَأَنتَ أَكرَمُ في حَقنِ الدَمِ السَرِبِ

حَذَوتَ حَربَ الصَلاحِيّينَ في زَمَنٍ
فيهِ القِتالُ بِلا شَرعٍ وَلا أَدَبِ

لَم يَأتِ سَيفُكَ فَحشاءً وَلا هَتَكَت
قَناكَ مِن حُرمَةِ الرُهبانِ وَالصُلُبِ

سُئِلتَ سِلماً عَلى نَصرٍ فَجُدتَ بِها
وَلَو سُئِلتَ بِغَيرِ النَصرِ لَم تُجِبِ

مَشيئَةٌ قَبِلَتها الخَيلُ عاتِبَةٌ
وَأَذعَنَ السَيفُ مَطوِيّاً عَلى عَضَبِ

أَتَيتَ ما يُشبِهُ التَقوى وَإِن خُلِقَت
سُيوفُ قَومِكَ لا تَرتاحُ لِلقُرُبِ

وَلا أَزيدُكَ بِالإِسلامِ مَعرِفَةً
كُلُّ المُروءَةِ في الإِسلامِ وَالحَسَبِ

مَنَحتَهُم هُدنَةٌ مِن سَيفِكَ اِلتُمِسَت
فَهَب لَهُم هُدنَةٌ مِن رَأيِكَ الضَرِبِ

أَتاهُمُ مِنكَ في لَوزانَ داهِيَةٌ
جاءَت بِهِ الحَربُ مِن حَيّاتِها الرُقُبِ

أَصَمٌّ يَسمَعُ سِرَّ الكائِدينَ لَهُ
وَلا يَضيقُ بِجَهرِ المُحنَقِ الصَخِبِ

لَم تَفتَرِق شَهَواتُ القَومِ في أَرَبٍ
إِلا قَضى وَطَراً مِن ذَلِكَ الأَرَبِ

تَدَرَّعَت لِلِقاءِ السِلمِ أَنقَرَةٌ
وَمَهَّدَ السَيفُ في لوزانَ لِلخُطَبِ

فَقُل لِبانٍ بِقَولٍ رُكنَ مَملَكَةٍ
عَلى الكَتائِبِ يُبنى المُلكُ لا الكُتُبِ

لا تَلتَمِس غَلَباً لِلحَقِّ في أُمَمٍ
الحَقُّ عِندَهُمُ مَعنىً مِنَ الغَلَبِ

لا خَيرَ في مِنبَرٍ حَتّى يَكونَ لَهُ
عودٌ مِنَ السُمرِ أَو عودٌ مِنَ القُضُبِ

وَما السِلاحُ لِقَومٍ كُلُّ عُدَّتِهِم
حَتّى يكونوا مِنَ الأَخلاقِ في أُهُبِ

لَو كانَ في النابِ دونَ الخُلقِ مَنبَهَةٌ
تَساوَتِ الأُسدُ وَالذُؤبانُ في الرُتَبِ

لَم يُغنِ عَن قادَةِ اليونانَ ما حَشَدوا
مِنَ السِلاحِ وَما ساقوا مِنَ العُصَبِ

وَتَركُهُم آسِيا الصُغرى مُدَجَّجَةً
كَثُكنَةِ النَحلِ أَو كَالقُنفُذِ الخَشَبِ

لِلتُركِ ساعاتُ صَبرٍ يَومَ نَكبَتِهِم
كُتِبنَ في صُحُفِ الأَخلاقِ بِالذَهَبِ

مَغارِمٌ وَضَحايا ما صَرَخنَ وَلا
كُدِّرنَ بِالمَنِّ أَو أُفسِدنَ بِالكَذِبِ

بِالفِعلِ وَالأَثَرِ المَحمودِ تَعرِفُها
وَلَستَ تَعرِفُها بِاِسمٍ وَلا لَقَبِ

جُمِعنَ في اِثنَينِ مِن دينٍ وَمِن وَطَنٍ
جَمعَ الذَبائِحِ في اِسمِ اللَهِ وَالقُرَبِ

فيها حَياةٌ لِشَعبٍ لَم يَمُت خُلُقاً
وَمَطمَعٌ لِقَبيلٍ ناهِضٍ أَرَبِ


أحمد شوقي

الحمدان
05-10-2023, 03:14 PM
سَلو قَلبي غَداةَ سَلا وَثابا
لَعَلَّ عَلى الجَمالِ لَهُ عِتابا

وَيُسأَلُ في الحَوادِثِ ذو صَوابٍ
فَهَل تَرَكَ الجَمالُ لَهُ صَوابا

وَكُنتُ إِذا سَأَلتُ القَلبَ يَوماً
تَوَلّى الدَمعُ عَن قَلبي الجَوابا

وَلي بَينَ الضُلوعِ دَمٌ وَلَحمٌ
هُما الواهي الَّذي ثَكِلَ الشَبابا

تَسَرَّبَ في الدُموعِ فَقُلتُ وَلّى
وَصَفَّقَ في الضُلوعِ فَقُلتُ ثابا

وَلَو خُلِقَت قُلوبٌ مِن حَديدٍ
لَما حَمَلَت كَما حَمَلَ العَذابا

وَأَحبابٍ سُقيتُ بِهِم سُلافاً
وَكانَ الوَصلُ مِن قِصَرٍ حَبابا

وَنادَمنا الشَبابَ عَلى بِساطٍ
مِنَ اللَذاتِ مُختَلِفٍ شَرابا

وَكُلُّ بِساطِ عَيشٍ سَوفَ يُطوى
وَإِن طالَ الزَمانُ بِهِ وَطابا

كَأَنَّ القَلبَ بَعدَهُمُ غَريبٌ
إِذا عادَتهُ ذِكرى الأَهلِ ذابا

وَلا يُنبيكَ عَن خُلُقِ اللَيالي
كَمَن فَقَدَ الأَحِبَّةَ وَالصَحابا

أَخا الدُنيا أَرى دُنياكَ أَفعى
تُبَدِّلُ كُلَّ آوِنَةٍ إِهابا

وَأَنَّ الرُقطَ أَيقَظُ هاجِعاتٍ
وَأَترَعُ في ظِلالِ السِلمِ تابا

وَمِن عَجَبٍ تُشَيِّبُ عاشِقيها
وَتُفنيهِمِ وَما بَرَحَت كَعابا

فَمَن يَغتَرُّ بِالدُنيا فَإِنّي
لَبِستُ بِها فَأَبلَيتُ الثِيابا

لَها ضَحِكُ القِيانِ إِلى غَبِيٍّ
وَلي ضَحِكُ اللَبيبِ إِذا تَغابى

جَنَيتُ بِرَوضِها وَرداً وَشَوكاً
وَذُقتُ بِكَأسِها شُهداً وَصابا

فَلَم أَرَ غَيرَ حُكمِ اللَهِ حُكماً
وَلَم أَرَ دونَ بابِ اللَهِ بابا

وَلا عَظَّمتُ في الأَشياءِ إِلّا
صَحيحَ العِلمِ وَالأَدَبِ اللُبابا

وَلا كَرَّمتُ إِلّا وَجهَ حُرٍّ
يُقَلِّدُ قَومَهُ المِنَنَ الرَغابا

وَلَم أَرَ مِثلَ جَمعِ المالِ داءً
وَلا مِثلَ البَخيلِ بِهِ مُصابا

فَلا تَقتُلكَ شَهوَتُهُ وَزِنها
كَما تَزِنُ الطَعامَ أَوِ الشَرابا

وَخُذ لِبَنيكَ وَالأَيّامِ ذُخراً
وَأَعطِ اللَهَ حِصَّتَهُ اِحتِسابا

فَلَو طالَعتَ أَحداثَ اللَيالي
وَجَدتَ الفَقرَ أَقرَبَها اِنتِيابا

وَأَنَّ البِرَّ خَيرٌ في حَياةٍ
وَأَبقى بَعدَ صاحِبِهِ ثَوابا

وَأَنَّ الشَرَّ يَصدَعُ فاعِليهِ
وَلَم أَرَ خَيِّراً بِالشَرِّ آبا

فَرِفقاً بِالبَنينِ إِذا اللَيالي
عَلى الأَعقابِ أَوقَعَتِ العِقابا

وَلَم يَتَقَلَّدوا شُكرَ اليَتامى
وَلا اِدَّرَعوا الدُعاءَ المُستَجابا

عَجِبتُ لِمَعشَرٍ صَلّوا وَصاموا
عَواهِرَ خِشيَةً وَتُقى كِذابا

وَتُلفيهُمْ حِيالَ المالِ صُمّاً
إِذا داعي الزَكاةِ بِهِم أَهابا

لَقَد كَتَموا نَصيبَ اللَهِ مِنهُ
كَأَنَّ اللَهَ لَم يُحصِ النِصابا

وَمَن يَعدِل بِحُبِّ اللَهِ شَيئاً
كَحُبِّ المالِ ضَلَّ هَوىً وَخابا

أَرادَ اللَهُ بِالفُقَراءِ بِرّاً
وَبِالأَيتامِ حُبّاً وَاِرتِبابا

فَرُبَّ صَغيرِ قَومٍ عَلَّموهُ
سَما وَحَمى المُسَوَّمَةَ العِرابا

وَكانَ لِقَومِهِ نَفعاً وَفَخراً
وَلَو تَرَكوهُ كانَ أَذىً وَعابا

فَعَلِّم ما اِستَطَعتَ لَعَلَّ جيلاً
سَيَأتي يُحدِثُ العَجَبَ العُجابا

وَلا تُرهِق شَبابَ الحَيِّ يَأساً
فَإِنَّ اليَأسَ يَختَرِمُ الشَبابا

يُريدُ الخالِقُ الرِزقَ اِشتِراكاً
وَإِن يَكُ خَصَّ أَقواماً وَحابى

فَما حَرَمَ المُجِدَّ جَنى يَدَيهِ
وَلا نَسِيَ الشَقِيَّ وَلا المُصابا

وَلَولا البُخلُ لَم يَهلِك فَريقٌ
عَلى الأَقدارِ تَلقاهُمُ غِضابا

تَعِبتُ بِأَهلِهِ لَوماً وَقَبلي
دُعاةُ البِرِّ قَد سَئِموا الخِطابا

وَلَو أَنّي خَطَبتُ عَلى جَمادٍ
فَجَرتُ بِهِ اليَنابيعَ العِذابا

أَلَم تَرَ لِلهَواءِ جَرى فَأَفضى
إِلى الأَكواخِ وَاِختَرَقَ القِبابا

وَأَنَّ الشَمسَ في الآفاقِ تَغشى
حِمى كِسرى كَما تَغشى اليَبابا

وَأَنَّ الماءَ تُروى الأُسدُ مِنهُ
وَيَشفي مِن تَلَعلُعِها الكِلابا

وَسَوّى اللَهُ بَينَكُمُ المَنايا
وَوَسَّدَكُم مَعَ الرُسلِ التُرابا

وَأَرسَلَ عائِلاً مِنكُم يَتيماً
دَنا مِن ذي الجَلالِ فَكانَ قابا

نَبِيُّ البِرِّ بَيَّنَهُ سَبيلاً
وَسَنَّ خِلالَهُ وَهَدى الشِعابا

تَفَرَّقَ بَعدَ عيسى الناسُ فيهِ
فَلَمّا جاءَ كانَ لَهُم مَتابا

وَشافي النَفسِ مِن نَزَعاتِ شَرٍّ
كَشافٍ مِن طَبائِعِها الذِئابا

وَكانَ بَيانُهُ لِلهَديِ سُبلاً
وَكانَت خَيلُهُ لِلحَقِّ غابا

وَعَلَّمَنا بِناءَ المَجدِ حَتّى
أَخَذنا إِمرَةَ الأَرضِ اِغتِصابا

وَما نَيلُ المَطالِبِ بِالتَمَنّي
وَلَكِن تُؤخَذُ الدُنيا غِلابا

وَما اِستَعصى عَلى قَومٍ مَنالٌ
إِذا الإِقدامُ كانَ لَهُم رِكابا

تَجَلّى مَولِدُ الهادي وَعَمَّت
بَشائِرُهُ البَوادي وَالقِصابا

وَأَسدَت لِلبَرِيَّةِ بِنتُ وَهبٍ
يَداً بَيضاءَ طَوَّقَتِ الرِقابا

لَقَد وَضَعَتهُ وَهّاجاً مُنيراً
كَما تَلِدُ السَماواتُ الشِهابا

فَقامَ عَلى سَماءِ البَيتِ نوراً
يُضيءُ جِبالَ مَكَّةَ وَالنِقابا

وَضاعَت يَثرِبُ الفَيحاءُ مِسكاً
وَفاحَ القاعُ أَرجاءً وَطابا

أَبا الزَهراءِ قَد جاوَزتُ قَدري
بِمَدحِكَ بَيدَ أَنَّ لِيَ اِنتِسابا

فَما عَرَفَ البَلاغَةَ ذو بَيانٍ
إِذا لَم يَتَّخِذكَ لَهُ كِتابا

مَدَحتُ المالِكينَ فَزِدتُ قَدراً
فَحينَ مَدَحتُكَ اِقتَدتُ السَحابا

سَأَلتُ اللَهَ في أَبناءِ ديني
فَإِن تَكُنِ الوَسيلَةَ لي أَجابا

وَما لِلمُسلِمينَ سِواكَ حِصنٌ
إِذا ما الضَرُّ مَسَّهُمُ وَنابا

كَأَنَّ النَحسَ حينَ جَرى عَلَيهِم
أَطارَ بِكُلِّ مَملَكَةٍ غُرابا

وَلَو حَفَظوا سَبيلَكَ كان نوراً
وَكانَ مِنَ النُحوسِ لَهُم حِجابا

بَنَيتَ لَهُم مِنَ الأَخلاقِ رُكناً
فَخانوا الرُكنَ فَاِنهَدَمَ اِضطِرابا

وَكانَ جَنابُهُم فيها مَهيباً
وَلَلأَخلاقِ أَجدَرُ أَن تُهابا

فَلَولاها لَساوى اللَيثُ ذِئباً
وَساوى الصارِمُ الماضي قِرابا

فَإِن قُرِنَت مَكارِمُها بِعِلمٍ
تَذَلَّلَتِ العُلا بِهِما صِعابا

وَفي هَذا الزَمانِ مَسيحُ عِلمٍ
يَرُدُّ عَلى بَني الأُمَمِ الشَبابا



أحمد شوقي

الحمدان
05-10-2023, 03:36 PM
زيـادَةُ المَرء فـي دُنيـاهُ نقصـانُ
وربْحُـهُ غَيرَ محض الخَير خُسـرانُ
وكُل وِجـدانِ حَظٍّ لا ثَبـاتَ لَـهُ
فإنَّ مَعنـاهُ فـي التَّحقيق فُقْـدانُ
يا عامِـراً لخَـرابِ الدَّهرِ مُجتهِـداً

باللهِ هـل لخَـرابِ العمر عُمـرانُ
ويا حَريـصاً على الأموالِ تَجمَعُهـا

أُنْسِيـتَ أنَّ سُرورَ المـالِ أحْـزانُ
زَعِ الفـؤادَ عـنِ الدُّنيـا وزينتهـا

فصَفْوُها كَدَرٌ والوَصـلُ هِجْـرانُ
وأَرعِ سَمعَـكَ أمثـالاً أُفَـصِّـلُها

كمـا يُفَصَّـلُ يَاقـوتٌ ومَرْجـانُ
أحسِنْ إلـى النّـاسِ تَستَعبِدْ قُلوبَهُمُ

فطالَمـا استعبدَ الإنسـانَ إحسانُ
يا خادمَ الجسم كم تشقـى بِخدمته

أتطلب الربح فيمـا فيـه خسران
أقبل على النفس واستكمل فضائلها

فأنـت بالنفس لا بالجسم إنسـان
وإنْ أسـاءَ مُسـيءٌ فلْيَكنْ لكَ في

عُـروضِ زَلَّتِهِ صَفْـحٌ وغُفـرانُ
وكُنْ علـى الدَّهر مِعواناً لـذي أمَلٍ

يَرجـو نَداكَ فإنَّ الحُـرَّ مِعْـوانُ
واشدُدْ يَدْيـكَ بحَبـلِ الله مُعتَصِمـاً

فإنَّـهُ الرُّكْنُ إنْ خانَتْـكَ أركـانُ
مَـنْ يَتَّقِ الله يُحْمَـدُ فـي عَواقِبِـه

وَيكفِهِ شَرَّ مَـنْ عزُّوا ومَـنْ هانُوا
مَـنِ استعـانَ بغَيرِ اللهِ فـي طَلَـبٍ

فـإنَّ ناصِـرَهُ عَجـزٌ وخِـذْلانُ
مـن كان للخير منّاعـا فليس لـه

علـى الحقيقة إخـوان وأَخـدانُ
مـَنْ جادَ بالمـالِ مالَ النَّاسُ قاطِبَـة

إلَيـهِ والمـالُ للإنسـان فَتّـانُ
مَنْ سالَمَ النّاسَ يسلَمْ مـن غوائِلِهمْ

وعـاشَ وَهْوَ قَريرُ العَينِ جَـذْلانُ
مَنْ كانَ للعَقلِ سُلطـانٌ عَلَيهِ غَـدا

وما علـى نَفسِهِ للحِرْصِ سُلطـانُ
مَنْ مّدَّ طَرْفاً لفَرطِ الجَهلِ نحـو هَوى

أغضـى على الحَقِّ يَوماً وهْوَ خَزْيانُ
مَنْ عاشَرَ النّاسَ لاقـى مِنهُمُ نَصبَـاَ

لأنَّ سوسَـهُـمُ بَغْـيٌ وعُـدْوانُ
ومَنْ يُفَتِّشْ عـنِ الإخـوانِ يقلِهِـمُ

فَجُلُّ إخْـوانِ هَذا العَصرِ خَـوّانُ
منِ استشارَ صُروفَ الدَّهرِ قـامَ لـهُ

علـى حقيقةِ طَبعِ الدهـر بُرهـانُ
مَنْ يَزْرَعِ الشَّـرَّ يَحصُدْ في عواقبِـهِ

نَـدامَـةً ولِحَصـدِ الزَّرْعِ إبّـانُ
مَنِ استَنـامَ إلى الأشـرار نامَ وفـي

قَميصِـهِ مِنهُـمُ صِـلٌّ وثُعْبـانُ
كُنْ رَيَّـقَ البِشْـرِ إنْ الحُـرَّ هِمَّتُـهُ

صَحيفَةٌ وعَلَيهـا البِشْـرُ عُنْـوانُ
ورافِـقِ الرِّفْقَ في كُلِّ الأمورِ فلَـمْ

يندّمْ رَفيـقٌ ولـم يذمُمْهُ إنسـانُ
ولا يَغُرَّنْـكَ حَـظٌّ جَـرَّهْ خـرَقٌ

فالخَرْقُ هَـدمٌ ورِفـقُ المَرءِ بُنْيـانُ
أحسِنْ إذا كـانَ إمكانٌ ومَقـدِرةٌ فلن

يَـدومَ على الإحسـانِ إمكانُ
فالرَّوضُ يَـزدانُ بالأنْـوَارِ فاغِمـةً

والحُرُّ بالعـدلْ والإحسـانِ يَـزْدانُ
صُنْ حُرَّ وَجهِـكَ لا تهتِكْ غِـلامتهُ

فكُـل حُـرٍّ لِحُـرِّ الوَجـهِ صَـوّانُ
فإنْ لَقِيـتَ عـدُوّاً فَالْقَـهُ أبَـداً

والوَجـهُ بالبِشْرِ والإشـراقِ غَضّـانُ
دَعِ التكاسُلَ في الخَـيراتِ تطلُبُـها

فليـسَ يسعَدُ بالخَــيراتِ كَسْـلانُ
لا ظِلَّ للمَرءِ يعرى من تُقىً ونُهـىَ

وإن أظلَّتْـهُ أوراقٌ وأغصـانُ
والنّاسُ أعـوانُ مَنْ وَالتْـهُ دولَتُـهُ

وهُمْ علَيـهِ إذا عـادَتْـهُ أعـوانُ
سَحْبـانُ من غَيرِ مالٍ باقِلٌ حَصـرٌ

وبـاقِلٌ فـي ثَراءِ المـالِ سَحْبـانُ
لا تُودِعِ السِـرَّ وَشَّـاءً يبـوحُ بهِ

فما رعـى غَنَماً فـي البدَّوِّ سِرْحـانُ
لا تَحسَبِ النَّاسَ طَبْعاً واحِداً فَلهُمْ

غـرائـزٌ لسْتَ تُحصِيـهن ألـوانُ
ما كُـلُّ مـاءٍ كصَـدّاءٍ لـوارِدِه

نَعَمْ ولا كُـلُّ نَبْتٍ فهـو سَعْـدانُ
لا تَخدِشَـنَّ بِمَطْلٍٍ وَجْـهَ عارِفَـةٍ

فـالبِـرُّ يَخدِشُـهُ مَطْـلٌ ولَيّـانُ
لا تَستشِـرْ غيرَ نَدْبٍ حتازِمٍ يَقِـظٍ

قـدِ اسْتَـوى فيـه إسْرارٌ وإعْـلانُ
فللِتـدابيـرِ فُرْسـانٌ إذا ركِبـُوا

فيهـا أبَـرُّوا كمـا للِحَربِ فُرْسـانُ
ولـلأمـور مَواقيـتٌ مُـقَـدَّرَةٌ

وكُـلُّ أمـرٍ لـهُ حَـدُّ ومِـيـزانُ
فلا تكُـنْ عَجِـلاً بـالأمرِ تطلُبُـهُ

فليـسَ يُحمَدُ قبـل النُّضْجِ بُحْـرانُ
كفى مِنَ العيـشِ ما قدْ سَدَّ من عَوَزٍ

ففيـهِ للـحُـرِّ إن حققـت غُنيـانُ
وذو القَنـاعَةِ راضٍ مـن مَعيشَتِـهِ

وصاحبُ الحِرْصِ إن أثـرى فَغَضبْـانُ
حَسْبُ الفـتى عقلُـهُ خِـلاًّ يُعاشِرُهُ

إذا تـحـامـاهُ إخـوانٌ وخُـلاّنُ
هُما رضيـعا لِبـانٍ حِكَمةٌ وتُقـىً

وساكِـنـا وَطَـنٍ مـالٌ وطُغْيـانُ
إذا نَبـا بـكريـمٍ موطِـنٌ فلَـهُ

وراءهُ فـي بسيـط الأرض أوطـانُ
يا ظالمـا فرحـا بالعـزِّ ساعَـدَه

إن كنت فـي صلـة فالظهر يقظـانُ
ما استَمْرأ الظُّلْمَ لو أنصْتَ آكِلُـهُ

وهلْ يلَـذُّ مَـذاقَ المـرء خُـطْبـانُ
يا أيُّـها العَالِـمُ المَرضِـيُّ سيرَتُـهُ

أبشِـرْ فـأنـتَ بغَـيرِ المـاءِ رَيـانُ
ويا أخَا الجَهلِ لو أصبَحْتَ في لُجَجٍ

فأنـتَ ما بينَـهـا لاشَـكَّ ضمـآنُ
لا تحسَبَـنَّ سُروراً دائمـاً أبَـداً

مَـنْ سَـرَّهُ زمَـنٌ ساءتْـهُ أزمـانُ
إذا جفـاك خليـلٌ كنت تألفـه

فـاطلب سـواه فكـل الناس إخوانُ
وإن نبَتْ فيك أوطان نشأت بهـا

فـارحـل فكـل بـلاد الله أوطـانُ
يا رافِلاً في الشَّبابِ الرحب مُنتشِياً

مِـنْ كأسِهِ هلْ أصابَ الرُّشْدَ نَشْـوانُ
لا تَغتَـرِرْ بشَبـابٍ رائـقٍ نظِـر

فـكَـم تَقـدَّمَ قَبـَل الشّيْبِ شُبّـانُ
ويا أخَا الشَّيبِ لو ناصَحتَ نفسَكَ

لم يكُـنْ لمثِـلكَ فـي اللَّـذاتِ إنعـامُ
هبِ الشَّبيبَةَ تُبْذي عُذرَ صاحبـها

ما عُـذْرُ أشَيـبَ يَستهويـهِ شَيْطـانُ
كُـلُّ الذُّنـوبِ فإنَّ الله يغفِرهـا

إن شَيَّـعَ المَـرءَ إخـلاصٌ وإيـمـانُ
وكُـلُّ كَسْـرٍ فإنَّ الديـن يَجبُرُهُ

ومـا لِكَسـرِ قَنـاةِ الدِّيـنِ جُبْـرانُ
خذهـا سوائـر أمثـالٍ مهذَّبـةً

فيهـا لمـن يبتغـي التِّبيـانَ تِبيـانُ
ما ضرَّ حسَّـانَها والطبع صائِغُهـا

إنْ يقُلْهـا قَـريـعُ الشِّـعرِ حَسّـانُ



نونية ابو الفتح البستي

الحمدان
05-11-2023, 11:04 PM
غرضت من الحياة فكل عمري
تصرم بالحوادث والخطوب

فما طفرت يدي بسرور يوم
بغير هموم حادثة مشوب

صبا كالسكر أعقبه شباب
تقضى بالوقائع والحروب

ووافى بعده شيب بغيض
فلا سقيا لأيام المشيب

أراني طيب لذاتي ولهوي
يعد من الجهالة والعيوب

وأداني إلى كبر وضعف
وأدواء خفين على الطبيب

إذا رمت النهوض ظننت أني
حملت ذرى الشناخب من عسيب

فإن أنا قمت بعد الجهد أمشي
فمشي حين أعجل كالدبيب

تسيرني العصا هونا وخلفي
مسير الموت كالريح الهبوب

وأفنى الموت إخواني وقومي
وأترابي فها أنا كالغريب

وفيما قد لقيت ردى وموت
ولكن ليس قلبي كالقلوب



اسامة بن منقذ

الحمدان
05-11-2023, 11:04 PM
أشتاق لأهلي وأوطاني وقد ملكت
دوني وأفنى الردى أهلي وأحبابي

فأستريح إلى رؤيا القبور ففي
أمثالها حل إخواني وأترابي

ولست أحيا حياة أستلذ بها
من بعدهم ولحاق القوم أولى بي


اسامة بن منقذ

الحمدان
05-11-2023, 11:05 PM
وصاحب صاحبني في الصبا

حتى ترديت رداء المشيب

لم يبد لي ستين حولا ولا

بلوت من أخلاقه ما يريب

أفسده الدهر ومن ذا الذي

يحافظ العهد بظهر المغيب

ثم افترقنا لم أصب مثله

عمري ومثلي أبداً لا يصيب

فأعجب لها من فرقة باعدت

بين أليفين وكل حبيب


اسامة بن منقذ العصر الايوبي

الحمدان
05-11-2023, 11:06 PM
شكا ألم الفراق الناس قلبي

وروع بالنوى حي وميت

وأما مثل ما ضمت ضلوعي

فإني ما سمعت ولا رأيت


اسامة بن منقذ

الحمدان
05-11-2023, 11:07 PM
إذا اغتمضتْ عينايَ فالقلبُ ساهرٌ

يظلّ طوالَ الليل يرعى ويرصُدُ

وما إن تنامُ العين، لكن إخالُها

تديرُ بقلبي نظرةً حين أرقدُ

الحمدان
05-12-2023, 09:16 PM
وَاللَه ما طَلَعَت شَمسٌ وَلا غَرُبَت
إِلّا وحُبُّكَ مَقرونٌ بِأَنفاسي

وَلا خلوتُ إِلى قَومٍ أُحدِّثهم
إِلّا وَأَنتَ حَديثي بَينَ جُلّاسي

اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى

الحمدان
05-12-2023, 09:23 PM
والله لولا الله ما اهتدينا
ولا تصدَّقنا ولا صلَّينا

فأنزلن سكينةً علينا
وثبِّت الأقدام إن لاقينا

يا ربَّنا يا واهب العناية
يا محسناً باللطفِ والوقايه

من برِّك التوفيق والهدايه
فأوصلن منك الهدى إلينا

إجابة الدعاء يا ستار
شأنك للداعين يا غفار

بذا أتي الآيات والأخبار
ونحن عن محمَّدٍ روينا

يا ربنا ندعوك بالقرآن
وبالنبي الطاهر العدنانا

عمِّر لنا القلوب بالإيمان
حتى نقرَّ بالقبول عينا

يا ربنا بالكتب العظام
والأنبياء السادة الكرام

بالأولياء الخلَّصِ الإعلامِ
إغفر لنا بالفضل ما جنينا

بسرِّك المضمر في الغيوب
وسرِّه المفرغ في القلوب

أستر لنا كثائف العيوب
ولا تسلِّط أحداً علينا

يا من إليك المشتكى فيما يرى
من كلِّ كربٍ يعتري الدهر الورى

عن كلِّ كربٍ منه تشتدُّ الغرى
بنشر سرِّ لطفك انطوينا

يا من به قد قامت الأشياء
وثبتت بأمره السماء

اغث فقد تعدَّت الأعداء
فرام بسهم البطش من رمينا

لقد رمينا فاحكم الغصابة
وقد دعونا فارزق الإجابة

جئنا نناديك مع الإنابة
وكم اجبت حال ما نادينا

قمنا نصلي بصحيح النيِّه
على النبيِّ سيِّد البريِّه

صلِّ عليه واهده التحيَّة
مع السلام كلَّما صلينا



بهاء الدين الصيادي العراق

الحمدان
05-12-2023, 09:28 PM
والله لو صاحب الإنسانُ جبريلا
لن يسلم المرء من قالَ ومن قيلا
َ
قد قيل فى الله أقوال مصنفةٌ
تتلى ولو رتل القرآنُ ترتيلا
َ
وقالوا إن له ولدًا وصاحبة
زورًا عليه وبهتانًا وتضليلا
َ
هذا قولهمُ فى الله خالقهم
فكيف لو قيل فينا بعض ماقيلاً

....

الحمدان
05-13-2023, 08:06 PM
وُلِدَ الهُدى فَالكائِناتُ ضِياءُ
وَفَمُ الزَمانِ تَبَسُّمٌ وَثَناءُ

الروحُ وَالمَلَأُ المَلائِكُ حَولَهُ
لِلدينِ وَالدُنيا بِهِ بُشَراءُ

وَالعَرشُ يَزهو وَالحَظيرَةُ تَزدَهي
وَالمُنتَهى وَالسِدرَةُ العَصماءُ

وَحَديقَةُ الفُرقانِ ضاحِكَةُ الرُبا
بِالتُرجُمانِ شَذِيَّةٌ غَنّاءُ

وَالوَحيُ يَقطُرُ سَلسَلًا مِن سَلسَلٍ
وَاللَوحُ وَالقَلَمُ البَديعُ رُواءُ

نُظِمَت أَسامي الرُسلِ فَهيَ صَحيفَةٌ
في اللَوحِ وَاسمُ مُحَمَّدٍ طُغَراءُ

اسمُ الجَلالَةِ في بَديعِ حُروفِهِ
أَلِفٌ هُنالِكَ وَاسمُ طَهَ الباءُ

يا خَيرَ مَن جاءَ الوُجودَ تَحِيَّةً
مِن مُرسَلينَ إِلى الهُدى بِكَ جاؤوا

بَيتُ النَبِيّينَ الَّذي لا يَلتَقي
إِلّا الحَنائِفُ فيهِ وَالحُنَفاءُ

خَيرُ الأُبُوَّةِ حازَهُمْ لَكَ آدَمٌ
دونَ الأَنامِ وَأَحرَزَت حَوّاءُ

هُم أَدرَكوا عِزَّ النُبُوَّةِ وَانتَهَت
فيها إِلَيكَ العِزَّةُ القَعساءُ

خُلِقَت لِبَيتِكَ وَهوَ مَخلوقٌ لَها
إِنَّ العَظائِمَ كُفؤُها العُظَماءُ

بِكَ بَشَّرَ اللَهُ السَماءَ فَزُيِّنَت
وَتَضَوَّعَت مِسكًا بِكَ الغَبراءُ

وَبَدا مُحَيّاكَ الَّذي قَسَماتُهُ
حَقٌّ وَغُرَّتُهُ هُدىً وَحَياءُ

وَعَلَيهِ مِن نورِ النُبُوَّةِ رَونَقٌ
وَمِنَ الخَليلِ وَهَديِهِ سيماءُ

أَثنى المَسيحُ عَلَيهِ خَلفَ سَمائِهِ
وَتَهَلَّلَت وَاهتَزَّتِ العَذراءُ

يَومٌ يَتيهُ عَلى الزَمانِ صَباحُهُ
وَمَساؤُهُ بِمُحَمَّدٍ وَضّاءُ

الحَقُّ عالي الرُكنِ فيهِ مُظَفَّرٌ
في المُلكِ لا يَعلو عَلَيهِ لِواءُ

ذُعِرَت عُروشُ الظالِمينَ فَزُلزِلَت
وَعَلَت عَلى تيجانِهِم أَصداءُ

وَالنارُ خاوِيَةُ الجَوانِبِ حَولَهُمْ
خَمَدَت ذَوائِبُها وَغاضَ الماءُ

وَالآيُ تَترى وَالخَوارِقُ جَمَّةٌ
جِبريلُ رَوّاحٌ بِها غَدّاءُ

نِعمَ اليَتيمُ بَدَت مَخايِلُ فَضلِهِ
وَاليُتمُ رِزقٌ بَعضُهُ وَذَكاءُ

في المَهدِ يُستَسقى الحَيا بِرَجائِهِ
وَبِقَصدِهِ تُستَدفَعُ البَأساءُ

بِسِوى الأَمانَةِ في الصِبا وَالصِدقِ لَم
يَعرِفهُ أَهلُ الصِدقِ وَالأُمَناءُ

يا مَن لَهُ الأَخلاقُ ما تَهوى العُلا
مِنها وَما يَتَعَشَّقُ الكُبَراءُ

لَو لَم تُقِم دينًا لَقامَت وَحدَها
دينًا تُضيءُ بِنورِهِ الآناءُ

زانَتكَ في الخُلُقِ العَظيمِ شَمائِلٌ
يُغرى بِهِنَّ وَيولَعُ الكُرَماءُ

أَمّا الجَمالُ فَأَنتَ شَمسُ سَمائِهِ
وَمَلاحَةُ الصِدّيقِ مِنكَ أَياءُ

وَالحُسنُ مِن كَرَمِ الوُجوهِ وَخَيرُهُ
ما أوتِيَ القُوّادُ وَالزُعَماءُ

فَإِذا سَخَوتَ بَلَغتَ بِالجودِ المَدى
وَفَعَلتَ ما لا تَفعَلُ الأَنواءُ

وَإِذا عَفَوتَ فَقادِرًا وَمُقَدَّرًا
لا يَستَهينُ بِعَفوِكَ الجُهَلاءُ

وَإِذا رَحِمتَ فَأَنتَ أُمٌّ أَو أَبٌ
هَذانِ في الدُنيا هُما الرُحَماءُ

وَإِذا غَضِبتَ فَإِنَّما هِيَ غَضبَةٌ
في الحَقِّ لا ضِغنٌ وَلا بَغضاءُ

وَإِذا رَضيتَ فَذاكَ في مَرضاتِهِ
وَرِضا الكَثيرِ تَحَلُّمٌ وَرِياءُ

وَإِذا خَطَبتَ فَلِلمَنابِرِ هِزَّةٌ
تَعرو النَدِيَّ وَلِلقُلوبِ بُكاءُ

وَإِذا قَضَيتَ فَلا ارتِيابَ كَأَنَّما
جاءَ الخُصومَ مِنَ السَماءِ قَضاءُ

وَإِذا حَمَيتَ الماءَ لَم يورَد وَلَو
أَنَّ القَياصِرَ وَالمُلوكَ ظِماءُ

وَإِذا أَجَرتَ فَأَنتَ بَيتُ اللهِ لَم
يَدخُل عَلَيهِ المُستَجيرَ عَداءُ

وَإِذا مَلَكتَ النَفسَ قُمتَ بِبِرِّها
وَلَوَ اَنَّ ما مَلَكَت يَداكَ الشاءُ

وَإِذا بَنَيتَ فَخَيرُ زَوجٍ عِشرَةً
وَإِذا ابتَنَيتَ فَدونَكَ الآباءُ

وَإِذا صَحِبتَ رَأى الوَفاءَ مُجَسَّمًا
في بُردِكَ الأَصحابُ وَالخُلَطاءُ

وَإِذا أَخَذتَ العَهدَ أَو أَعطَيتَهُ
فَجَميعُ عَهدِكَ ذِمَّةٌ وَوَفاءُ

وَإِذا مَشَيتَ إِلى العِدا فَغَضَنفَرٌ
وَإِذا جَرَيتَ فَإِنَّكَ النَكباءُ

وَتَمُدُّ حِلمَكَ لِلسَفيهِ مُدارِيًا
حَتّى يَضيقَ بِعَرضِكَ السُفَهاءُ

في كُلِّ نَفسٍ مِن سُطاكَ مَهابَةٌ
وَلِكُلِّ نَفسٍ في نَداكَ رَجاءُ

وَالرَأيُ لَم يُنضَ المُهَنَّدُ دونَهُ
كَالسَيفِ لَم تَضرِب بِهِ الآراءُ

يأَيُّها الأُمِيُّ حَسبُكَ رُتبَةً
في العِلمِ أَن دانَت بِكَ العُلَماءُ

الذِكرُ آيَةُ رَبِّكَ الكُبرى الَّتي
فيها لِباغي المُعجِزاتِ غَناءُ

صَدرُ البَيانِ لَهُ إِذا التَقَتِ اللُغى
وَتَقَدَّمَ البُلَغاءُ وَالفُصَحاءُ

نُسِخَت بِهِ التَوراةُ وَهيَ وَضيئَةٌ
وَتَخَلَّفَ الإِنجيلُ وَهوَ ذُكاءُ

لَمّا تَمَشّى في الحِجازِ حَكيمُهُ
فُضَّت عُكاظُ بِهِ وَقامَ حِراءُ

أَزرى بِمَنطِقِ أَهلِهِ وَبَيانِهِمْ
وَحيٌ يُقَصِّرُ دونَهُ البُلَغاءُ

حَسَدوا فَقالوا شاعِرٌ أَو ساحِرٌ
وَمِنَ الحَسودِ يَكونُ الاستِهزاءُ

قَد نالَ بِالهادي الكَريمِ وَبِالهُدى
ما لَم تَنَل مِن سُؤدُدٍ سيناءُ

أَمسى كَأَنَّكَ مِن جَلالِكَ أُمَّةٌ
وَكَأَنَّهُ مِن أُنسِهِ بَيداءُ

يوحى إِلَيكَ الفَوزُ في ظُلُماتِهِ
مُتَتابِعًا تُجلى بِهِ الظَلماءُ

دينٌ يُشَيَّدُ آيَةً في آيَةٍ
لَبِناتُهُ السوراتُ وَالأَدواءُ

الحَقُّ فيهِ هُوَ الأَساسُ وَكَيفَ لا
وَاللهُ جَلَّ جَلالُهُ البَنّاءُ

أَمّا حَديثُكَ في العُقولِ فَمَشرَعٌ
وَالعِلمُ وَالحِكَمُ الغَوالي الماءُ

هُوَ صِبغَةُ الفُرقانِ نَفحَةُ قُدسِهِ
وَالسينُ مِن سَوراتِهِ وَالراءُ

جَرَتِ الفَصاحَةُ مِن يَنابيعَ النُهى
مِن دَوحِهِ وَتَفَجَّرَ الإِنشاءُ

في بَحرِهِ لِلسابِحينَ بِهِ عَلى
أَدَبِ الحَياةِ وَعِلمِها إِرساءُ

أَتَتِ الدُهورُ عَلى سُلافَتِهِ وَلَم
تَفنَ السُلافُ وَلا سَلا النُدَماءُ

بِكَ يا ابنَ عَبدِ اللهِ قامَت سَمحَةٌ
بِالحَقِّ مِن مَلَلِ الهُدى غَرّاءُ

بُنِيَت عَلى التَوحيدِ وَهيَ حَقيقَةٌ
نادى بِها سُقراطُ وَالقُدَماءُ

وَجَدَ الزُعافَ مِنَ السُمومِ لِأَجلِها
كَالشَهدِ ثُمَّ تَتابَعَ الشُهَداءُ

وَمَشى عَلى وَجهِ الزَمانِ بِنورِها
كُهّانُ وادي النيلِ وَالعُرَفاءُ

إيزيسُ ذاتُ المُلكِ حينَ تَوَحَّدَت
أَخَذَت قِوامَ أُمورِها الأَشياءُ

لَمّا دَعَوتَ الناسَ لَبّى عاقِلٌ
وَأَصَمَّ مِنكَ الجاهِلينَ نِداءُ

أَبَوا الخُروجَ إِلَيكَ مِن أَوهامِهِمْ
وَالناسُ في أَوهامِهِمْ سُجَناءُ

وَمِنَ العُقولِ جَداوِلٌ وَجَلامِدٌ
وَمِنَ النُفوسِ حَرائِرٌ وَإِماءُ

داءُ الجَماعَةِ مِن أَرِسطاليسَ لَم
يوصَف لَهُ حَتّى أَتَيتَ دَواءُ

فَرَسَمتَ بَعدَكَ لِلعِبادِ حُكومَةً
لا سوقَةٌ فيها وَلا أُمَراءُ

اللهُ فَوقَ الخَلقِ فيها وَحدَهُ
وَالناسُ تَحتَ لِوائِها أَكفاءُ

وَالدينُ يُسرٌ وَالخِلافَةُ بَيعَةٌ
وَالأَمرُ شورى وَالحُقوقُ قَضاءُ

الإِشتِراكِيّونَ أَنتَ إِمامُهُمْ
لَولا دَعاوي القَومِ وَالغُلَواءُ

داوَيتَ مُتَّئِدًا وَداوَوا ظَفرَةً
وَأَخَفُّ مِن بَعضِ الدَواءِ الداءُ

الحَربُ في حَقٍّ لَدَيكَ شَريعَةٌ
وَمِنَ السُمومِ الناقِعاتِ دَواءُ

وَالبِرُّ عِندَكَ ذِمَّةٌ وَفَريضَةٌ
لا مِنَّةٌ مَمنونَةٌ وَجَباءُ

جاءَت فَوَحَّدَتِ الزَكاةُ سَبيلَهُ
حَتّى التَقى الكُرَماءُ وَالبُخَلاءُ

أَنصَفَت أَهلَ الفَقرِ مِن أَهلِ الغِنى
فَالكُلُّ في حَقِّ الحَياةِ سَواءُ

فَلَوَ اَنَّ إِنسانًا تَخَيَّرَ مِلَّةً
ما اختارَ إِلّا دينَكَ الفُقَراءُ

يأَيُّها المُسرى بِهِ شَرَفًا إِلى
ما لا تَنالُ الشَمسُ وَالجَوزاءُ

يَتَساءَلونَ وَأَنتَ أَطهَرُ هَيكَلٍ
بِالروحِ أَم بِالهَيكَلِ الإِسراءُ

بِهِما سَمَوتَ مُطَهَّرَينِ كِلاهُما
نورٌ وَرَيحانِيَّةٌ وَبَهاءُ

فَضلٌ عَلَيكَ لِذي الجَلالِ وَمِنَّةٌ
وَاللهُ يَفعَلُ ما يَرى وَيَشاءُ

تَغشى الغُيوبَ مِنَ العَوالِمِ كُلَّما
طُوِيَت سَماءٌ قُلِّدَتكَ سَماءُ

في كُلِّ مِنطَقَةٍ حَواشي نورُها
نونٌ وَأَنتَ النُقطَةُ الزَهراءُ

أَنتَ الجَمالُ بِها وَأَنتَ المُجتَلى
وَالكَفُّ وَالمِرآةُ وَالحَسناءُ

اللهُ هَيَّأَ مِن حَظيرَةِ قُدسِهِ
نَزُلًا لِذاتِكَ لَم يَجُزهُ عَلاءُ

العَرشُ تَحتَكَ سُدَّةً وَقَوائِمًا
وَمَناكِبُ الروحِ الأَمينِ وِطاءُ

وَالرُسلُ دونَ العَرشِ لَم يُؤذَن لَهُمْ
حاشا لِغَيرِكَ مَوعِدٌ وَلِقاءُ

الخَيلُ تَأبى غَيرَ أَحمَدَ حامِيًا
وَبِها إِذا ذُكِرَ اسمُهُ خُيَلاءُ

شَيخُ الفَوارِسِ يَعلَمونَ مَكانَهُ
إِن هَيَّجَت آسادَها الهَيجاءُ

وَإِذا تَصَدّى لِلظُبا فَمُهَنَّدٌ
أَو لِلرِماحِ فَصَعدَةٌ سَمراءُ

وَإِذا رَمى عَن قَوسِهِ فَيَمينُهُ
قَدَرٌ وَما تُرمى اليَمينُ قَضاءُ

مِن كُلِّ داعي الحَقِّ هِمَّةُ سَيفِهِ
فَلِسَيفِهِ في الراسِياتِ مَضاءُ

ساقي الجَريحِ وَمُطعِمُ الأَسرى وَمَن
أَمِنَت سَنابِكَ خَيلِهِ الأَشلاءُ

إِنَّ الشَجاعَةَ في الرِجالِ غَلاظَةٌ
ما لَم تَزِنها رَأفَةٌ وَسَخاءُ

وَالحَربُ مِن شَرَفِ الشُعوبِ فَإِن بَغَوا
فَالمَجدُ مِمّا يَدَّعونَ بَراءُ

وَالحَربُ يَبعَثُها القَوِيُّ تَجَبُّرًا
وَيَنوءُ تَحتَ بَلائِها الضُعَفاءُ

كَم مِن غُزاةٍ لِلرَسولِ كَريمَةٍ
فيها رِضىً لِلحَقِّ أَو إِعلاءُ

كانَت لِجُندِ اللهِ فيها شِدَّةٌ
في إِثرِها لِلعالَمينَ رَخاءُ

ضَرَبوا الضَلالَةَ ضَربَةٌ ذَهَبَت بِها
فَعَلى الجَهالَةِ وَالضَلالِ عَفاءُ

دَعَموا عَلى الحَربِ السَلامَ وَطالَما
حَقَنَت دِماءً في الزَمانِ دِماءُ

الحَقُّ عِرضُ اللهِ كلُّ أَبِيَّةٍ
بَينَ النُفوسِ حِمىً لَهُ وَوِقارُ

هَل كانَ حَولَ مُحَمَّدٍ مِن قَومِهِ
إِلا صَبِيٌّ واحِدٌ وَنِساءُ

فَدَعا فَلَبّى في القَبائِلِ عُصبَةٌ
مُستَضعَفونَ قَلائِلٌ أَنضاءُ

رَدّوا بِبَأسِ العَزمِ عَنهُ مِنَ الأَذى
ما لا تَرُدُّ الصَخرَةُ الصَمّاءُ

وَالحَقُّ وَالإيمانُ إِن صُبّا عَلى
بُردٍ فَفيهِ كَتيبَةٌ خَرساءُ

نَسَفوا بِناءَ الشِركِ فَهوَ خَرائِبٌ
وَاستَأصَلوا الأَصنامَ فَهيَ هَباءُ

يَمشونَ تُغضي الأَرضُ مِنهُمْ هَيبَةً
وَبِهِمْ حِيالَ نَعيمِها إِغضاءُ

حَتّى إِذا فُتِحَت لَهُمْ أَطرافُها
لَم يُطغِهِمْ تَرَفٌ وَلا نَعماءُ

يا مَن لَهُ عِزُّ الشَفاعَةِ وَحدَهُ
وَهوَ المُنَزَّهُ ما لَهُ شُفَعاءُ

عَرشُ القِيامَةِ أَنتَ تَحتَ لِوائِهِ
وَالحَوضُ أَنتَ حِيالَهُ السَقاءُ

تَروي وَتَسقي الصالِحينَ ثَوابَهُمْ
وَالصالِحاتُ ذَخائِرٌ وَجَزاءُ

أَلِمِثلِ هَذا ذُقتَ في الدُنيا الطَوى
وَانشَقَّ مِن خَلَقٍ عَلَيكَ رِداءُ

لي في مَديحِكَ يا رَسولُ عَرائِسٌ
تُيِّمنَ فيكَ وَشاقَهُنَّ جَلاءُ

هُنَّ الحِسانُ فَإِن قَبِلتَ تَكَرُّمًا
فَمُهورُهُنَّ شَفاعَةٌ حَسناءُ

أَنتَ الَّذي نَظَمَ البَرِيَّةَ دينُهُ
ماذا يَقولُ وَيَنظُمُ الشُعَراءُ

المُصلِحونَ أَصابِعٌ جُمِعَت يَدًا
هِيَ أَنتَ بَل أَنتَ اليَدُ البَيضاءُ

ما جِئتُ بابَكَ مادِحًا بَل داعِيًا
وَمِنَ المَديحِ تَضَرُّعٌ وَدُعاءُ

أَدعوكَ عَن قَومي الضِعافِ لِأَزمَةٍ
في مِثلِها يُلقى عَلَيكَ رَجاءُ

أَدرى رَسولُ اللهِ أَنَّ نُفوسَهُمْ
رَكِبَت هَواها وَالقُلوبُ هَواءُ

مُتَفَكِّكونَ فَما تَضُمُّ نُفوسَهُمْ
ثِقَةٌ وَلا جَمَعَ القُلوبَ صَفاءُ

رَقَدوا وَغَرَّهُمُ نَعيمٌ باطِلٌ
وَنَعيمُ قَومٍ في القُيودِ بَلاءُ

ظَلَموا شَريعَتَكَ الَّتي نِلنا بِها
ما لَم يَنَل في رومَةَ الفُقَهاءُ

مَشَتِ الحَضارَةُ في سَناها وَاهتَدى
في الدينِ وَالدُنيا بِها السُعَداءُ

صَلّى عَلَيكَ اللهُ ما صَحِبَ الدُجى
حادٍ وَحَنَّت بِالفَلا وَجناءُ

وَاستَقبَلَ الرِضوانَ في غُرُفاتِهِمْ
بِجِنانِ عَدنٍ آلُكَ السُمَحاءُ

خَيرُ الوَسائِلِ مَن يَقَع مِنهُم عَلى
سَبَبٍ إِلَيكَ فَحَسبِيَ الزَهراءُ



أحمد شوقي

الحمدان
05-13-2023, 08:06 PM
خَدَعوها بِقَولِهِم حَسناءُ
وَالغَواني يَغُرُّهُنَّ الثَناءُ

أَتُراها تَناسَت اِسمِيَ لَمّا
كَثُرَت في غَرامِها الأَسماءُ

إِن رَأَتني تَميلُ عَنّي كَأَن لَم
تَكُ بَيني وَبَينَها أَشياءُ

نَظرَةٌ فَاِبتِسامَةٌ فَسَلامٌ
فَكَلامٌ فَمَوعِدٌ فَلِقاءُ

يَومَ كُنّا وَلا تَسَل كَيفَ كُنّا
نَتَهادى مِنَ الهَوى ما نَشاءُ

وَعَلَينا مِنَ العَفافِ رَقيبٌ
تَعِبَت في مِراسِهِ الأَهواءُ

جاذَبَتني ثَوبي العصِيَّ وَقالَت
أَنتُمُ الناسُ أَيُّها الشُعَراءُ

فَاِتَّقوا اللَهَ في قُلوبِ العَذارى
فَالعَذارى قُلوبُهُنَّ هَواءُ

نَظرَةٌ فَاِبتِسامَةٌ فَسَلامٌ
فَكَلامٌ فَمَوعِدٌ فَلِقاءُ

فَفِراقٌ يَكونُ فيهِ دَواءٌ
أَو فِراقٌ يَكونُ مِنهُ الداءُ



أحمد شوقي

الحمدان
05-14-2023, 01:04 AM
لا الشعر يطفئ أوجــــاعي ولاهلعي
فالحزن يسكن في دربي ومجتمعي

ياسيدي كلنــا نبكي علـــــــى وطن
وخــــــاصم الشعر فيه أذن مستمع

مــــــــــاعـاد للشعر وقــــع أوله أثر
كــــــــــل المشاعر أحبار على الرقع

يـراع شعـرك إذ تجـــــــري جداوله
ماعــــــــاد يـروي ولايجـدي لمنتفع

أذواق عصرك في أوحالها انحدرت
وأصبــــــــــح الشعر للآذان كالبدع

عكاظ ولت وقوم الأمس قد ذهبوا
ولـــــم يعــــــد غير أفاك بنا ودعي

فاحفـــــظ يراعك لاترهق هواجسه
لن يثمر الزرع.جف الماء في(الترع)

مــــــن ثار يوما فقد كان(الأنا)هدفا
ليشبع النفس مــــــن مال ومن متع

ولــــم يثر لحمــــى الأوطان أوطلبا
لحق شعب بكى مـــــن حاكم جشع

مـــاحقق الشعب مـــن ثوراته هدفا
ولاتعلـــم مــــــن أمس عساه يعــي.

ولــــم نجــــــد ثائـرا حـــرا نسانده
لـــذا سأصحب حزني قابلا وجعي

الحمدان
05-14-2023, 01:05 AM
أيها الباكي ومــــــا في الحب حيلة
هكذا الأقـــــدار قــــــــد تأتي ثقيلة

قلبك المكسور مـن واساه يـــــــوما
إن يكن للوصل لــــــــــم يلق وسيلة

فــــاحتمل جرح الهوى مادمت تقوى
مـــــــن سجون الحب فلتخل سبيله

لــــــــــــن تداويــــــه بأشعار التباكي
لا ولن يلق لمـــن يهــــــــــــوى بديله

قــــــــــــل لــــه ياقلب إن الحب داء
فـــــــــــــإذا يغشاك فابك كـــــل ليلة

إن مــــــن تعشقه قــــــــــــــاسٍ ولاهٍ
فطريق الوصل تبـــــــــــدو مستحيلة

فــــــــــــاقبل الإحزان كأسا واستقيها
أوفـــــــــــــألزِم قلبك الولهان مَيلَــــــه

الحمدان
05-14-2023, 01:07 AM
قلبي وروحــــي مثل طائر حولكم
تحنو عليكـــــــم بالحـنــــان تحلق

سأظــــل أدعو الله يحرس دربكم
وحـــــروف شعري بالمشاعر تنطق

يــــــارب فاحفظهم فأنت رفيقهم
والطف بهم أنت الرحيـــم المشفق

واجعل لهـــم درب السلامة دربهم
من ذا سواك لكــــــــــل خير يغدق

واكتـــب(لحمـودي)الشفـاء وردهم
لننال بعد البعد وصــــــــــــلا يُعتِق

ربــاه إنــــي عنـــــد بابك واقف
متضرع ودمـــــــــوع عينـي تسبق

فالطـــــف بمركبهـم فلطفك وحده
طوق النجـــــــاة إذا الرزايا تحـدق

الحمدان
05-14-2023, 01:20 AM
أناديكَ يا قلبُ مذ ودعوا
فما لي أنادي ولا تسمعُ

أما أنتَ أخضعتني للهوى
وما كنتُ لولا الهوى أخضعُ

أما قد أطعتكَ في حبهِ
وكنتُ لهُ العبدُ بل أطوعُ

ألم ائتمنكَ على أضلعي
وكانتْ مغانيكَ الأضلعُ

أما أنتَ بيتُ حياتي وهلْ
لنفسي من بعدها مطمعُ


الرافعي

الحمدان
05-14-2023, 01:28 AM
إلجأ لربك إن ضاقت بك السبلُ
واسق الدّعاء بما جادت به المقلُ

وكنْ على ثقةٍ فيمن تلوذُ بِهِ
سَهمُ الدّعاءِ إذا أطلقتَهُ يَصلُ

الحمدان
05-15-2023, 01:32 AM
أرى الحزن لا يجدي على من فقدته
ولو كان في حزني مزيد لزدته

تغيّرت الأحوال بعدك كلها

فلست أرى الدنيا على ما عهدته

عقدتُ بك الأيمان بالنّجح واثقاً

فحلّت يد الأقدار ما قد عقدته

وكان اعتقادي أنك الدهر مسعدي

فخانتني الأيام فيما اعتقدته

أردت لك العمر الطويل فلم يكن

سوى ما أراد الله لا ما أردته

فيا وحشة من مؤنس قد عدمته

ويا وحدة من صاحب قد فقدته

وداع دعاني باسمه ذاكراً له

فأطربني ذكر اسمه فاستعدته

فقدت أحبّ الناس عندي وخيرهم

فمن لائمي فيه إذا ما نشدته

الحمدان
05-15-2023, 01:42 AM
تضعضعَ في هذا المصابِ المباغتِ
منَ الدِّينِ لولا نورهُ كلُّ ثابتِ

فأَيامُ نورِ الدِّينِ دامتْ منيرةً
لنا خَلَفاً من كلِّ مُودٍ وفائتِ

فما بالنا نُبدي التّصامُمَ غفلةً
وداعي المنايا ناطقٌ غيرُ صامتِ

نُؤمِّلُ في دار الفناء بقاءَنا
ونرجو من الدنيا صداقةَ ماقتِ

وما الناسُ إلاّ كالغصون يدُ الردى
تُقرِّبُ منها كلَّ عودٍ لناحتِ

لقد أَبلغتْ رُسْلُ المنايا وأَسمعتْ
ولكنّها لم تحظَ منا بناصتِ

فلهفي على تلكَ الشّمائلِ إنّها
لقد كرُمتْ في الحسنِ عن نعتِ ناعتِ

الحمدان
05-15-2023, 01:43 AM
إنْ لم تَجُدْ بالوصلِ متُّ بحسرتي
إنَّ الفراقَ منيّتي يا مُنْيَتي

لكَ ناظرٌ ذو صِحّةٍ في عِلّةٍ
ما صَحّني إلاَّ لديهِ وعلتي

كم منّةٍ لكَ في الوصالِ قوية
وأَراكَ في البُحْران تضعفُ منَّتي

الحمدان
05-15-2023, 07:56 PM
واحرَّ قَلباهُ مِمَّن قَلبُهُ شَبِمُ
وَمَن بِجِسمي وَحالي عِندَهُ سَقَمُ

مالي أكَتِّمُ حُبّاً قَد بَرى جَسَدي
وتَدَّعي حبَّ سيفِ الدَولَةِ الأمَمُ

إن كانَ يَجمَعُنا حبٌّ لِغُرَّتِهِ
فليتَ أنَّا بِقَدْرِ الحبِّ نَقتسِمُ

قَد زُرتُهُ وسيوفُ الهندِ مُغمَدَةٌ
وقد نظرتُ إليه والسُيوفُ دَمُ

فَكانَ أحْسنَ خَلق الله كلِّهِمُ
وكانَ أحسنَ مافي الأحسَنِ الشِّيَمُ

فوتُ العدوِّ الذي يَمَّمْتُه ظَفَرٌ
في طيّه أسَفٌ في طيّه نِعَمُ

قد نابَ عنكَ شديدُ الخوفِ واصْطنَعَتْ
لكَ المهابةُ ما لا تَصنعُ البُهَمُ

ألزَمتَ نفسَكَ شيئاً ليس يَلْزَمُها
أن لا يوارِيَهمْ أَرضٌ ولا عَلَمُ

أكُلَّما رُمتَ جيشاً فانْثَنى هَرَباً
تَصرَّفَت بكَ في آثارِه الهِمَمُ

عليكَ هَزمُهُمُ في كلِّ مُعتركٍ
وما عليكَ بِهِمْ عارٌ إذا انهزَموا

أما تَرى ظَفراً حُلْواً سِوى ظَفَر
تَصافحَتْ فيه بيضُ الهِندِ واللمَمُ

يا أعدلَ الناسِ إلا في معامَلتي
فيكَ الخِصامُ وَأنتَ الخَصْمُ والحَكَمُ

أعيذُها نظراتٍ منكَ صادقةً
أن تَحْسبَ الشَّحمَ فيمَن شَحْمُهُ وَرَمُ

وما انتفاعُ أخي الدُّنيا بناظرِهِ
إذا استَوَت عندَهُ الأنوارُ والظُّلَمُ

سيَعلَمُ الجمعُ ممَّن ضمَّ مَجلسُنا
بأنَّني خيرُ مَن تسعى بهِ قَدَمُ

أنا الذي نظَر الأعمى إلى أدبي
وأسْمعَت كلماتي مَن بهِ صَمَمُ

أنامُ مِلْءَ جُفُوني عن شوارِدِها
ويَسْهَرُ الخلقُ جرَّاها وَيَختَصِمُ

وجاهلٍ مدَّه في جهلِهِ ضَحِكي
حَتّى أتَتْه يدٌ فرَّاسةٌ وفَمُ

إذا رأيتَ نيوبَ الليث بارزةً
فَلا تَظُنَّنَّ أنَّ اللَيثَ يبتَسِمُ

وَمُهجةٍ مُهجتي مِن هَمّ صاحبها
أدركْتُها بجَوادٍ ظهرهُ حَرَمُ

رِجلاه في الرَّكضِ رجلٌ واليدانِ يدٌ
وفعلُه ما تريدُ الكفُّ وَالقَدَمُ

ومُرهَفٍ سِرتُ بين الجَحْفَلينِ بهِ
حتى ضَربتُ وموجُ الموتِ يَلتَطِمُ

الخيلُ والليلُ والبيداءُ تَعْرِفُني
والسيفُ والرمحُ والقرطاسُ والقَلمُ

صَحِبتُ في الفلواتِ الوحشَ مُنفرِداً
حتى تعجَّبَ مني القُورُ والأكَمُ

يا مَن يَعِزُّ علينا أن نُفارقهم
وِجْدانُنا كل شيءٍ بعْدَكُم عَدَمُ

ما كان أخلقنا منكم بتَكرمَةٍ
لو أنَّ أمرَكُمُ مِن أمرِنا أمَمُ

إن كانَ سرَّكمُ ما قال حاسدُنا
فما لجُرح إذا أرضاكُمُ ألَمُ

وبيننا لَو رعيتُم ذاك مَعرفةٌ
إن المعارِفَ في أهلِ النُّهى ذِمَمُ

كَم تَطلُبونَ لنا عيباً فَيُعجِزُكُم
وَيَكرَهُ اللهُ ما تأتونَ والكَرَمُ

ما أبعدَ العيبَ وَالنقصانَ عن شَرَفي
أنا الثُّريا وذانِ الشيبُ والهَرَمُ

ليتَ الغمامَ الذي عندي صواعقُهُ
يُزيلُهُنَّ إِلى مَن عندَهُ الدِّيَمُ

أرى النَّوى يَقتضيني كلَّ مرحلَةٍ
لا تَستقلُّ بِها الوَخّادَةُ الرُّسُمُ

لئنْ تَرَكْنَ ضميراً عن ميامِنِنا
ليَحْدُثَنَّ لِمَنْ وَدَّعتُهم نَدَمُ

إذا ترحَّلتَ عن قومٍ وقد قدَروا
ألا تُفارِقهُمْ فالرَّاحلونَ هُمُ

شرُّ البلادِ مكانٌ لا صديقَ بهِ
وشرُّ ما يَكسِبُ الإنسانُ ما يَصِمُ

وشرُّ ما قنَّصَتْه راحتي قَنَصٌ
شُهْبُ البُزاةِ سواءٌ فيه والرَّخَمُ

بأي لفظٍ تَقولُ الشعرَ زِعْنِفَةٌ
تَجوزُ عندَك لا عُرْبٌ ولا عَجَمُ

هذا عتابُكَ إلّا أنَّهُ مِقَةٌ
قد ضُمِّنَ الدُرَّ إلّا أنَّهُ كَلِمُ


المتنبي

الحمدان
05-16-2023, 02:57 PM
دينٌ وهذا اليومُ يومُ وفاءِ
كم منَّةٍ للميت في الأحياءِ

إن لم يكن يُجزى الجزاءَ جميعه
فلعلّ في التذكار بعض جزاءِ

يا ساكنَ الصحراء منفرداً بها
مستوحشاً في غربةٍ وتنائي

هل كنت قبلاً تستشفّ سكونها
وترى مقامك في العراء النائي

فأتيتَ والدنيا سرابٌ كلها
تروي حديثَ الحبّ في الصحراءِ

ووصفت قيساً في شديد بلائه
ظمآن يطلب قطرةً من ماءِ

ظمآن حين الماء ليلى وحدَها
عزَّت عليه ولمَ تُتح لظماءِ

هيمان يضرب في الهواجر حالماً
بظلال تلك الجنة الفيحاءِ

فإذا غفا فلطيفها وإذا هفا
فلوجهها المستعذبِ الوضّاءِ

يا للقلوب لقصةٍ بقيت على
قِدم الدهور جديدةَ الأنباءِ

هي قصةُ الطيف الحزين وصورة ال
قلب الطعين مجللاً بدماءِ

هي قصة الدنيا وكم من آدم
منا له دمعٌ على حوّاءِ

كل به قيس إذا جنَّ الدجى
نزع الإِباءَ وباح بالبرحاءِ

فإذا تداركه النهارُ طوى المدا
معَ في الفؤاد وظُنَّ في السُّعداءِ

لا تعلم الدنيا بما في قلبه
من لوعةٍ ومرارةٍ وشقاءِ

كلٌّ له ليلى ومن لم يَلقها
فحياته عبثٌ ومحضُ هباءِ

كلٌّ له ليلى يرى في حبها
سرّ الدٌّنى وحقيقةَ الأشياءِ

ويرى الأماني في سعير غرامها
ويرى السعادةَ في أتمِّ شقاءِ

الكونُ في إحسانها والعمرُ عِن
د حنانها والخلدٌ يومُ لقاءِ

يا للقلوب لقصةٍ محزونةٍ
لم تُروَ إلا رُوِّحَت ببكاءِ

خلدت على الدنيا وزادت روعةً
ممّا كساها سيدُ الشعراءِ

خلدت على الدنيا وزادت روعةً
من جودة التمثيل والإلقاءِ

من فنّ زينبها ومن علامها
زين الشباب وقدوةِ النبغاءِ


ابراهيم ناجي

الحمدان
05-16-2023, 02:58 PM
يا أمتي كم دموع في مآقينا
نبكي شهيديك أم نبكي أمانينا

يا أمتي إن بكينا اليوم معذرةً
في الضعف بعض المآسي فوق أيدينا

واهاً على السرب مختالاً بموكبه
وللنسور على الأوكار غادينا

قالوا الضباب فلم يعبأ جبابرة
لا يدركون العلا إلا مضحينا

والمانش يعجب منهم حينما طلعوا
على غواربه الحيرى مطلّينا

فاستقبلتهم فرنسا في بشاشتها
تجزي البسالة ورداً أو رياحينا

قالوا النسور فهبَّ القوم وادَّكروا
نسرا لهم ملأ الدنيا ميادينا

وهلل السين إذ هلَّت طلائعنا
طلائع المجد من أبناء وادينا

حان الأمان ووافَى السربُ فافتقدوا
نسرين ظنوهما قد أبطآ حينا

لكنه كان إبطاء الردّى فهما
لمّا دعا المجد قد خَفَّا ملبينا

فليبك من شاء وليُشبع محاجره
ولينتحب ما يشاءُ الحزن باكينا

يبكي الحبيب وتبكي فقد واحدها
من لا ترى بعده دنيا ولا دينا

هُنيهة ثم يسلو الدمعَ ساكبُه
لا يدفع الدمعُ شيئاً من عوادينا

فكلما حلَّ رزءٌ صاحَ صائحنا
فداك يا مصر لا زلنا قرابينا

فداك يا مصر هذا النجم منطفئاً
والنسر محترقاً واللليث مطعونا


إبراهيم ناجي

الحمدان
05-16-2023, 02:58 PM
هجرتِ فلم نجد ظلاً يقينا
أحُلماً كان عطفُكِ أم يقينا

أهجراً في الصبابة بعد هجرٍ
أرى أيامَهُ لا ينتهينا

لقد أسرفتِ فيه وجُرتِ حتى
على الرَّمق الذي أبقيتِ فينا

كأن قلوبنا خُلِقَت لأمرٍ
فمذ أبصرنَ من نهوى نسينا

شُغِلنَ عن الحياة ونِمنَ عنها
وبِتن بمن نحبُّ موكلينا

فإن مُلِئت عروق من دماءٍ
فإنَّا قد ملأناها حنينَا


إبراهيم ناجي

الحمدان
05-16-2023, 02:59 PM
يا وحدتي جئت كي أنسَى وها أنذا
ما زلت أسمع أصداءً وأصواتا

مهما تصاممتُ عنها فهي هاتفةٌ
يا أيها الهاربُ المسكينُ هيهاتا

جرَّت عليَّ الأماني مِن مجاهلها
وجمَّعت ذِكراً قد كُنَّ أشتاتا

ما أسخف الوحدةَ الكبرى وأضيعها
إذا الهواتف قد أرجعن ما فاتا

بَعثن ما كان مطوياً بمرقدِه
ولم يزَلنَ إلى أن هبَّ ما ماتا

تلفَّت القلبُ مطعوناً لوحدته
وأين وحدته باتت كما باتا

حتى إذا لم يجد ريّاً ولا شبعاً
أفضى إلى الأمل المعطوب فاقتاتا


إبراهيم ناجي .. مصر

الحمدان
05-16-2023, 03:28 PM
يا رامي السهم يدري أين موضعه
مني ويعلم ما داريت من ألم

رميتَ في ساحة موسومة بدم
منقوشة بندوب الحب والندم

لا يخدعنَّك منها وهي صامتة
صمت القبور فراغ الموت والعدم

فكم شفاه جراحات إذا انطبقت
جرح الإباء عليها غير ملتئم

فيم انتقامك من قلب عصفت به
لم يبق من موضع فيه لمنتقم

وفيم لذعة سخطٍ من جوى برمٍ
ترمي بجمرته في جوف مضطرم


إبراهيم ناجي

الحمدان
05-16-2023, 03:29 PM
دينٌ وهذا اليومُ يومُ وفاءِ
كم منَّةٍ للميت في الأحياءِ

إن لم يكن يُجزى الجزاءَ جميعه
فلعلّ في التذكار بعض جزاءِ

يا ساكنَ الصحراء منفرداً بها
مستوحشاً في غربةٍ وتنائي

هل كنت قبلاً تستشفّ سكونها
وترى مقامك في العراء النائي

فأتيتَ والدنيا سرابٌ كلها
تروي حديثَ الحبّ في الصحراءِ

ووصفت قيساً في شديد بلائه
ظمآن يطلب قطرةً من ماءِ

ظمآن حين الماء ليلى وحدَها
عزَّت عليه ولمَ تُتح لظماءِ

هيمان يضرب في الهواجر حالماً
بظلال تلك الجنة الفيحاءِ

فإذا غفا فلطيفها وإذا هفا
فلوجهها المستعذبِ الوضّاءِ

يا للقلوب لقصةٍ بقيت على
قِدم الدهور جديدةَ الأنباءِ

هي قصةُ الطيف الحزين وصورة ال
قلب الطعين مجللاً بدماءِ

هي قصة الدنيا وكم من آدم
منا له دمعٌ على حوّاءِ

كل به قيس إذا جنَّ الدجى
نزع الإِباءَ وباح بالبرحاءِ

فإذا تداركه النهارُ طوى المدا
معَ في الفؤاد وظُنَّ في السُّعداءِ

لا تعلم الدنيا بما في قلبه
من لوعةٍ ومرارةٍ وشقاءِ

كلٌّ له ليلى ومن لم يَلقها
فحياته عبثٌ ومحضُ هباءِ

كلٌّ له ليلى يرى في حبها
سرّ الدٌّنى وحقيقةَ الأشياءِ

ويرى الأماني في سعير غرامها
ويرى السعادةَ في أتمِّ شقاءِ

الكونُ في إحسانها والعمرُ عِن
د حنانها والخلدٌ يومُ لقاءِ

يا للقلوب لقصةٍ محزونةٍ
لم تُروَ إلا رُوِّحَت ببكاءِ

خلدت على الدنيا وزادت روعةً
ممّا كساها سيدُ الشعراءِ

خلدت على الدنيا وزادت روعةً
من جودة التمثيل والإلقاءِ

من فنّ زينبها ومن علامها
زين الشباب وقدوةِ النبغاءِ


ابراهيم ناجي

الحمدان
05-16-2023, 03:30 PM
هجرتِ فلم نجد ظلاً يقينا
أحُلماً كان عطفُكِ أم يقينا

أهجراً في الصبابة بعد هجرٍ
أرى أيامَهُ لا ينتهينا

لقد أسرفتِ فيه وجُرتِ حتى
على الرَّمق الذي أبقيتِ فينا

كأن قلوبنا خُلِقَت لأمرٍ
فمذ أبصرنَ من نهوى نسينا

شُغِلنَ عن الحياة ونِمنَ عنها
وبِتن بمن نحبُّ موكلينا

فإن مُلِئت عروق من دماءٍ
فإنَّا قد ملأناها حنينَا


إبراهيم ناجي

الحمدان
05-16-2023, 03:30 PM
طلبت الكتابة يا جنتي
وماذا تريدين أن أكتبا

وما في الجوانح خاف عليك
وقلبك يعلم ما غيبا

سأكتب أنك أنت الربيع
وأنك أنضر ما في الربى

وأنك أنت الجمال الفريد
وفجر الشباب وحلم الصبا

أهلل باسمك عند الصباح
وأطوي على ذكرك المغربا

يا ويلتا من عمري الباقي
هذا سواد تحت أحداقي

هذا بياض الشيب واعجبي
من مغرب في زِي إشراق

ويلي على كأسٍ معربدة
وعلى دم في الكأس مهراق

وعلى سراب خادع وعلى
متألق اللمحات براق

طاف الزمان به على نفر
مالوا بهاماتٍ وأعناق

صرعوا وأنت تظنهم سكروا
مات الندامى أيها الساقي

يا دهر لم أشك الكلال ولا
ملكت خطوب الدهر إرهاقي

عذبت أيامي بعفتها
وقتلتها بصفاء أخلاقي

يا كم غرست وكم سقيت وكم
نضرت من زهر وأوراق

ما حيلتي والأرض مجدبة
سيان إقلالي وإغداقي

أين الذين رفعت فانحدروا
وبنيتهم بنيان خلاق

إن الوفاء بضاعة كسدَت
ومآل صاحبها لإملاق

إن كنت لم أغنم فقد ظفروا
مني بمغفرتي وإشفاقي

لكنني والجرح يُلهب لي
حسي ويكوي كَي إحراق

هيهات أنسى أنهم عبثوا
ووفيتُ لم أعبث بميثاقي



إبراهيم ناجي

الحمدان
05-16-2023, 03:31 PM
يا فؤادي رحم الله الهوى
كان صرحاً من خيال فهوى

اسقني واشرب على أطلاله
واروِ عني طالما الدمع روى

كيف ذاك الحب أمسى خبراً
وحديثاً من أحاديث الجوى

وبساطا من ندامى حلم
هم تواروا أبداً وهو انطوى

يا رياحا ليس يهدا عصفها
نضب الزيت ومصباحي انطفا

وأنا أقتات من وهم عفا
وأفي العمر لناسٍ ما وفى

كم تقلبت على خنجره
لا الهوى مال ولا الجفن عفا

وإذا القلب على غفرانه
كلما غار به النصل عفا

يا غراما كان مني في دمي
قدراً كالموت أوفى طعمه

ما قضينا ساعة في عرسه
وقضينا العمر في مأتمه

ما انتزاعي دمعة من عينه
واغتصابي بسمة من فمه

ليت شعري أين منه مهربي
أين يمضي هارب من دمه

لست أنساك وقد أغريتني
بفمٍ عذبِ المناداة رقيق

ويد تمتد نحوي كيدٍ
من خلال الموج مُدّت لغريق

آه يا قِبلة أقدامي إذا
شكت الأقدام أشواك الطريق

وبريقاً يظمأ الساري له
أين في عينيك ذياك البريق

لست أنساك وقد أغريتني
بالذرى الشم فأدمنت الطموح

أنت روح في سمائي وأنا
لك أعلو فكأني محض روح

يا لها من قمم كنّا بها
نتلاقى وبسرّينا نبوح

نستشف الغيب من أبراجها
ونرى الناس ظلالاً في السفوح

أنتِ حسن في ضحاه لم يَزَل
وأنا عنديَ أحزان الطفَل

وبقايا الظل من ركب رحل
وخيوط النور من نجم أفل

ألمح الدنيا بعيني سئمٍ
وأرى حولي أشباح الملل

راقصات فوق أشلاء الهوى
معولات فوق أجداث الأمل

ذهب العمر هباء فاذهبي
لم يكن وعدك إلا شبحا

صفحة قد ذهب الدهر بها
أثبت الحب عليها ومحا

انظري ضِحكي ورقصي فرحا
وأنا أحمل قلباً ذبحا

ويراني الناس روحاً طائراً
والجَوى يطحنني طحن الرحى

كنت تمثال خيالي فهوى
المقادير أرادت لا يدي

ويحها لم تدر ماذا حطمت
حطمت تاجي وهدت معبدي

يا حياة اليائس المنفرد
يا يباباً ما به من أحد

يا قفاراً لافحاتٍ ما بها

من نجي يا سكون الأبد
أين من عيني حبيب ساحر

فيه نبل وجلال وحياء
واثق الخطوة يمشي ملكاً

ظالم الحسن شهي الكبرياء

عبق السحر كأنفاس الربى
ساهم الطرف كأحلام المساء

مشرق الطلعة في منطقه
لغة النور وتعبير السماء

أين مني مجلس أنت به
فتنَة تمت سناء وسنى

وأنا حب وقلب ودم
وفراش حائر منك دنا

ومن الشوق رسول بيننا
ونديم قدم الكأس لنا

وسقانا فانتفضنا لحظة
لغبارٍ آدمي مسنا

قد عرفنا صولة الجسم التي
تحكم الحي وتطغى في دماه

وسمعنا صرخة في رعدها
سوط جلاد وتعذيب إله

أمرتنا فعصينا أمرها
وأبينا الذل أن يغشى الجباه

حكم الطاغي فكنا في العصاه
وطردنا خلف أسوار الحياه

يا لمنفيين ضلا في الوعور
دميا بالشوك فيها والصخور

كلما تقسو الليالي عرفا
روعة الآلام في المنفى الطهور

طردا من ذلك الحلم الكبير
للحظوظ السود والليل الضرير

يقبسان النور من روحيهما
كلما قد ضنت الدنيا بنور

أنت قد صيرت أمري عجبا
كثرت حوليَ أطيار الربى

فإذا قلت لقلبي ساعة
قم نغرد لسوى ليلي أبى

حجبت تأبى لعيني مأربا
غير عينيك ولا مطلبا

أنتِ من أسدلها لا تدعي
أنني أسدلت هذي الحجبا

ولكم صاح بي اليأس انتزعها
فيرد القدر الساخر دعها

يا لها من خطة عمياء لو
أنني أبصر شيئاًَ لم أطعها

وليَ الويل إذا لبيتها
ولي الويل إذا لم أتبعها

قد حنت رأسي ولو كل القوى
تشتري عزة نفسي لم أبعها

يا حبيبا زرت يوما أيكه
طائر الشوق أغني ألمي

لك ابطاء الدلال المنعم
وتجني القادر المحتكم

وحنيني لك يكوي أعظمي
والثواني جمرات في دمي

وأنا مرتقب في موضعي
مرهف السمع لوقع القدم

قدم تخطو وقلبي مشبه
موجة تخطو إلى شاطئها

أيها الظالم بالله إلى كم
أسفح الدمع على موطئها

رحمة أنت فهل من رحمة
لغريب الروح أو ظامئها

يا شفاء الروح روحي تشتكي
ظلم آسيها إلى بارئها

أعطني حريتي أطلق يديّ
إنني أعطيت ما استبقيت شيّ

آه من قيدك أدمى معصمي
لمَ أبقيه وما أبقى عليّ

ما احتفاظي بعهود لم تصنها
وإلام الأسر والدنيا لديّ

ها أنا جفت دموعي فاعف عنها
إنها قبلك لم تبذل لحي

وهب الطائر عن عشك طارا
جفت الغدران والثلج أغارا

هذه الدنيا قلوب جَمَدت
خبت الشعلة والجمر توارى

وإذا ما قبس القلب غدا
من رماد لا تسله كيف صارا

لا تسل واذكر عذاب المصطلي
وهو يذكيه فلا يقبس نارا

لا رعى الله مساءً قاسياً
قد أراني كل أحلامي سدى

وأراني قلب من أعبده
ساخراً من مدمعي سخر العدا

ليت شعري أي أحداث جرت
أنزلت روحك سجناً موصدا

صدئت روحك في غيهبها
وكذا الأرواح يعلوها الصدا

قد رأيت الكون قبراً ضيقا
خيّم اليأس عليه والسكوت

ورأت عيني أكاذيب الهوى
واهيات كخيوط العنكبوت

كنت ترثي لي وتدري ألمي
لو رثى للدمع تمثال صموت

عند أقدامك دنيا تنتهي
وعلى بابك آمال تموت

كنت تدعونيَ طفلاً كلما
ثار حبي وتندت مقلي

ولك الحق لقد عاش الهوى
فيّ طفلاً ونما لم يعقل

ورأى الطعنة إذ صوبتها
فمشت مجنونة للمقتل

رمت الطفل فأدمت قلبه
وأصَابت كبرياء الرجل

قلت للنفس وقد جزنا الوصيدا
عجلي لا ينفع الحزم وئيدا

ودعي الهيكل شبت ناره
تأكل الركع فيه والسجودا

يتمنّى لي وفائي عودة
والهوى المجروح يأبى أن نعودا

لي نحو اللهب الذاكي به
لفتة العود إذا صار وقودا

إبراهيم ناجي

الحمدان
05-16-2023, 03:32 PM
العمر أكثره سدى وأقله
صفو يتاح كأنه عمرانِ

كم لحظة قصرت ومدت ظلها
بعد الذهاب كدوحة البستان

وتمر في الذكرى خيال شبابها
فكأن يقظتها شباب ثانِ

مَن ذلك الطيف الرقيقِ بجانبي
كفّاه في كفيّ هاجعتان

لكأننا والأرض تُطوى تحتنا
نجمان في الظلماء منفردان

لكأننا والريح دون مسارنا
خطان في الأقدار منطلقان

إني التفت إلى مكانك بعدما
خليته فبكيت سوء مكاني

هل كان ذاك القرب إلا لوعة
ونداء مسغبةٍ إلى حرمان

حمى مقدرة على الإنسان
تبقى بقاء الأرض في الدوران

وكأنما هذي الحياة بناسها
وضجيجها ضرب من الهذيان


إبراهيم ناجي

الحمدان
05-16-2023, 05:12 PM
صَحا قَلبُهُ عَن سُكرِهِ فَتَأَمَّلا
وَكانَ بِذِكرى أُمِّ عَمروٍ مُوَكَّلا

وَكانَ لَهُ الحَينُ المُتاحُ حَمولَةً
وَكُلُّ اِمرِئٍ رَهنٌ بِما قَد تَحَمَّلا

أَلا أَعتِبُ اِبنَ العَمِّ إِن كانَ ظالِماً
وَأَغفِرُ عَنهُ الجَهلَ إِن كانَ أَجهَلا

وَإِن قالَ لي ماذا تَرى يَستَشيرُني
يَجِدني اِبنَ عَمٍّ مِخلَطَ الأَمرِ مِزيَلا

أُقيمُ بِدارِ الحَزمِ ما دامَ حَزمُها
وَأَحرِ إِذا حالَت بِأَن أَتَحَوَّلا

وَأَستَبدِلُ الأَمرَ القَوِيَّ بِغَيرِهِ
إِذا عَقدُ مَأفونِ الرِجالِ تَحَلَّلا

وَإِنّي اِمرُؤٌ أَعدَدتُ لِلحَربِ بَعدَما
رَأَيتُ لَها ناباً مِنَ الشَرِّ أَعصَلا

أَصَمَّ رُدَينِيّاً كَأَنَّ كُعوبَهُ
نَوى القَسبِ عَرّاصاً مُزَجّاً مُنَصَّلا

عَلَيهِ كَمِصباحِ العَزيزِ يَشُبَّهُ
لِفِصحٍ وَيَحشوهُ الذُبالَ المُفَتَّلا

وَأَملَسَ صولِيّاً كَنَهيِ قَرارَةٍ
أَحَسَّ بِقاعٍ نَفحَ ريحٍ فَأَجفَلا

كَأَنَّ قُرونَ الشَمسِ عِندَ اِرتِفاعِها
وَقَد صادَفَت طَلقاً مِنَ النَجمِ أَعزَلا

تَرَدَّدَ فيهِ ضَوءُها وَشُعاعُها
فَأَحسِن وَأَزيِن بِاِمرِئٍ أَن تَسَربَلا

وَأَبيَضَ هِندِياً كَأَنَّ غِرارَهُ
تَلَألُؤُ بَرقٍ في حَبِيٍّ تَكَلَّلا

إِذا سُلَّ مِن جَفنٍ تَأَكَّلَ أَثرُهُ
عَلى مِثلِ مِصحاةِ اللُجَينِ تَأَكُّلا

كَأَنَّ مَدَبَّ النَملِ يَتَّبِعُ الرُبى
وَمَدرَجَ ذَرٍّ خافَ بَرداً فَأَسهَلا

عَلى صَفحَتَيهِ مِن مُتونِ جِلائِهِ
كَفى بِالَّذي أُبلي وَأَنعَتُ مُنصُلا

وَمَبضوعَةً مِن رَأسِ فَرعٍ شَظِيَّةٍ
بِطَودٍ تَراهُ بِالسَحابِ مُجَلَّلا

عَلى ظَهرِ صَفوانٍ كَأَنَّ مُتونَهُ
عُلِلنَ بِدُهنٍ يُزلِقُ المُتَنَزِّلا

يُطيفُ بِها راعٍ يُجَشِّمُ نَفسَهُ
لِيُكلِئَ فيها طَرفَهُ مُتَأَمِّلا

فَلاقى اِمرَأً مِن مَيدَعانَ وَأَسمَحَت
قَرونَتُهُ بِاليَأسِ مِنها فَعَجَّلا

فَقالَ لَهُ هَل تَذكُرَنَّ مُخَبِّراً
يَدُلُّ عَلى غُنمٍ وَيُقصِرُ مُعمِلا

عَلى خَيرِ ما أَبصَرتَها مِن بِضاعَةٍ
لِمُلتَمِسٍ بَيعاً بِها أَو تَبَكُّلا

فُوَيقَ جُبَيلٍ شامِخِ الرَأسِ لَم تَكُن
لِتَبلُغَهُ حَتّى تَكِلَّ وَتَعمَلا

فَأَبصَرَ أَلهاباً مِنَ الطَودِ دونَها
تَرى بَينَ رَأسَي كُلِّ نيقَينِ مَهبِلا

فَأَشرَطَ فيها نَفسَهُ وَهوَ مُعصِمٌ
وَأَلقى بِأَسبابٍ لَهُ وَتَوَكَّلا

وَقَد أَكَلَت أَظفارَهُ الصَخرُ كُلَّما
تَعايا عَلَيهِ طولُ مَرقى تَوَصَّلا

فَما زالَ حَتّى نالَها وَهوَ مُعصِمٌ
عَلى مَوطِنٍ لَو زَلَّ عَنهُ تَفَصَّلا

فَأَقبَلَ لا يَرجو الَّتي صَعَدَت بِهِ
وَلا نَفسَهُ إِلّا رَجاءً مُؤَمَّلا

فَلَمّا نَجا مِن ذَلِكَ الكَربِ لَم يَزَل
يُمَظِّعُها ماءَ اللِحاءِ لِتَذبُلا

فَأَنحى عَلَيها ذاتَ حَدٍّ دَعا لَها
رَفيقاً بِأَخذٍ بِالمَداوِسِ صَيقَلا

عَلى فَخِذَيهِ مِن بُرايَةِ عودِها
شَبيهُ سَفى البُهمى إِذا ما تَفَتَّلا

فَجَرَّدَها صَفراءَ لا الطولُ عابَها
وَلا قِصَرٌ أَزرى بِها فَتَعَطَّلا

كَتومٌ طِلاعُ الكَفِّ لا دونَ مَلَئِها
وَلا عَجسُها عَن مَوضِعِ الكَفِّ أَفضَلا

إِذا ما تَعاطَوها سَمِعتَ لِصَوتِها
إِذا أَنبَضوا عَنها نَئيماً وَأَزمَلا

وَإِن شَدَّ فيها النَزعُ أَدبَرَ سَهمُها
إِلى مُنتَهىً مِن عَجسِها ثُمَّ أَقبَلا

فَلَمّا قَضى مِمّا يُريدُ قَضاءَهُ
وَصَلَّبَها حِرصاً عَلَيها فَأَطوَلا

وَحَشوَ جَفيرٍ مِن فُروعٍ غَرائِبٍ
تَنَطَّعَ فيها صانِعٌ وَتَنَبَّلا

تُخُيِّرنَ أَنضاءً وَرُكِّبنَ أَنصُلاً
كَجَمرِ الغَضا في يَومِ ريحٍ تَزَيَّلا

فَلَمّا قَضى في الصُنعِ مِنهِنَّ فَهمَهُ
فَلَم يَبقَ إِلّا أَن تُسَنَّ وَتُصقَلا

كَساهُنَّ مِن ريشٍ يَمانٍ ظَواهِراً
سُخاماً لُؤاماً لَيِّنَ المَسِّ أَطحَلا

يَخُرنَ إِذا أُنفِزنَ في ساقِطِ النَدى
وَإِن كانَ يَوماً ذا أَهاضيبَ مُخضِلا

خُوارَ المَطافيلِ المُلَمَّعَةِ الشَوى
وَأَطلائِها صادَفنَ عِرنانَ مُبقِلا

فَذاكَ عَتادي في الحُروبِ إِذا اِلتَظَت
وَأَردَفَ بَأسٌ مِن حُروبٍ وَأَعجَلا

وَذَلِكَ مِن جَمعي وَبِاللَهِ نِلتُهُ
وَإِن تَلقَني الأَعداءُ لا أُلقَ أَعزَلا

وَقَومي خِيارٌ مِن أُسَيِّدَ شِجعَةٌ
كِرامٌ إِذا ما المَوتُ خَبَّ وَهَروَلا

تَرى الناشِئَ المَجهولَ مِنّا كَسَيِّدٍ
تَبَحبَحَ في أَعراضِهِ وَتَأَثَّلا

وَقَد عَلِموا أَن مَن يُرِد ذاكَ مِنهُمُ
مِنَ الأَمرِ يَركَب مِن عِنانِيَ مِسحَلا

فَإِنّي رَأَيتُ الناسَ إِلّا أَقَلَّهُم
خِفافُ العُهودِ يُكثِرونَ التَنَقُّلا

بَني أُمِّ ذي المالِ الكَثيرِ يَرَونَهُ
وَإِن كانَ عَبداً سَيِّدَ الأَمرِ جَحفَلا

وَهُم لِمُقِلِّ المالِ أَولادُ عَلَّةٍ
وَإِن كانَ مَحضاً في العُمومَةِ مُخوَلا

وَلَيسَ أَخوكَ الدائِمُ العَهدِ بِالَّذي
يَذُمُّكَ إِن وَلّى وَيُرضيكَ مُقبِلا

وَلَكِن أَخوكَ النائي ما دُمتَ آمِناً
وَصاحِبُكَ الأَدنى إِذا الأَمرُ أَعضَلا


اوس بن حجر

الحمدان
05-16-2023, 05:12 PM
وَكائِن يُرى مِن عاجِزٍ مُتَضَعَّفٍ
جَنى الحَربَ يَوماً ثُمَّ لَم يُغنِ ما يَجني

أَلَم يَعلَمِ المُهدي الوَعيدَ بِأَنَّني
سَريعٌ إِلى ما لا يُسَرُّ لَهُ قِرني

وَأَنَّ مَكاني لِلمُريدينَ بارِزٌ
وَإِن بَرَّزوني ذو كَؤودٍ وَذو حُضنِ

إِذا الحَربُ حَلَّت ساحَةَ القَومِ أَخرَجَت
عُيوبَ رِجالٍ يُعجِبونَكَ في الأَمنِ

وَلِلحَربِ أَقوامٌ يُحامونَ دونَها
وَكَم قَد تَرى مِن ذي رُواءٍ وَلا يُغني


اوس بن حجر

الحمدان
05-16-2023, 05:13 PM
نأتْكَ بليلى دارُها لا تَزورها
وشطّت نواها واستمَّر مريرُها

وخفت نواها من جَنوب عُنيزةٍ
كما خفّ من نيلِ المرامي جفيرُها

وقال رجال لا يَضيرُكَ نأيُها
بلى كلَّ ما شفَّ النفوسَ يضيرها

أليس يضير العينَ أنْ تكثرَ البُكا
ويمنعَ منها نومُها وسُرورُها

أرى اليومَ يأتي دونَ ليلى كأنما
أتى دونَ ليلى حِجةٌ وشهورُها

لكلَّ لقاءٍ نلتقيهِ بشاشةٌ
وإنْ كانَ حولا كلُّ يومٍ أزورُها

خليليَّ روحا راشدينَ فقد أتتْ
ضَرّيةُ من دون الحبيبِ فِنيرُها

خليليَّ ما منْ ساعةٍ تَقفانِها
منِ الليلِ إلاّ مثلُ أخرى نَسيرُها

وقد تذهبُ الحاجاتُ يطلُبها الفتى
شَعاعا وتخشى النفسُ مالا يَضيرُها

وكنت إذا ما زُرتُ ليلى تبرقعتْ
فقد رابني منها الغَداةَ سُفورها

خليليَّ قد عمَّ الأسى وتقاسمتْ
فنون البِلى عُشّاق ليلى ودورها

وَقَدْ رابني منها صُدودٌ رأيتُهُ
وأعراضُها عن حاجتي وبُسورُها

ولو أنَّ ليلى في ذُرى مُتَمنّع
بنجرانَ لالتفتْ عليَّ قصورُها

يَقَرَّ بعيني أنْ أرى العِيسَ تعتلي
بنا نَحو ليلى وهيَ تجري ضفورُها

وما لحِقتْ حتى تقلقلَ غُرْضُها
وسامحَ من بعدِ المَراح عَسيرُها

وأُشرفُ بالأرضِ اليفاعِ لعلَّني
أرى نارَ ليلى أو يراني بَصيرُها

فناديتُ ليلى والحُمولُ كأنّها
مواقيرُ نخلٍ زعزعتها دَبورُها

فقالتْ أرى أنْ لا تُفيدكَ صُحبتي
لهيبةِ أعداءٍ تَلظّى صدورُها

فمدتْ ليَ الأسبابَ حتى بلغتُها
برِفقي وقد كادَ ارتقائي يَصورُها

فلما دخلتُ الخَدرَ أطَتْ نسوعُهُ
وأطرافُ عِيدانِ شديدٍ أسُورُها

فأرختْ لنضّاخ القَفا ذي مِنصةٍ
وذي سيرةٍ قد كان قِدماً يسيرُها

وإني ليُشفيني من الشَّوقِ أن أرى
على الشَرَفِ النائي المخوفِ أزورُها

وأنْ أتركَ العَنْسَ الحسيرَ بأرضِها
يطيفُ بها عُقبانُها ونُسورُها

إلاّ إنّ ليلى قد أجدَّ بكورها
وزُمتْ غداةَ السَّبت للبين عِيرُها

فما أمُّ سَوداءِ المحاجرِ مُطفِلٌ
بأحسنَ منها مقلتينِ تُديرُها

أرتنا حياضَ الموتِ ليلى وراقنا
عُيونٌ نقّياتُ الحواشي تُديرُها

ألا يا صفيَّ النَّفسِ كيفَ تنولها
لو أنَّ طريداً خائفاً يستجيرُها

تُجيرُ وإن شَطتْ بها غُربةُ النَّوى
ستُنعِم يوماً أو يُفادى أسيرُها

وقالتْ أراكَ اليومَ أسودَ شاحباً
وأيُّ بياضِ الوجهِ حرّتْ حُرورها

وإن كانَ يومٌ ذو سَمومٍ أسيرهُُ
وتقصرُ من دونِ السَمومِ سُتورُها

وغيّرني إنْ كنتِ لّما تغّيري
هواجرُ تكتنينّها وأسيرُها

حمامةَ بطنِ الواديينِ إلا انعمي
سَقاكَ من الغُر الغَوادي مَطيرهُا

أبيني لنا لا زالَ ريشُك ناعماً
ولا زلتِ في خضراءَ غَضٍّ نضيرُها

فإن سَجعتْ هاجتْ لعينيكَ عبرةً
وإنْ زفرتْ هاجَ الهوى قر قريرها

وقد زعمت ليلى بأنيَّ فاجرٌ
لنفسي تُقاها أو عليها فجورُها

فقل لعُقيلٍ ماحديثُ عِصابةٍ
تكنّفها الأعداءُ أني تَضيرها

فالاً تناَهوا تُركبُ الخيل بيننا
وركضٌ برَجْلٍ أو جناحٌ يُطيرها

لعلّك يا تيساً نزا في مريرةٍ
مُعاقبُ ليلى أنْ تراني أزورُها

عليَّ دْماءُ الُبدن إن كانَ زوجُها
يرى لَي ذَنباً غيرَ أنّي أزورُها

وإني إذا ما زرتها قلتُ يا اسلمي
فهل كانَ في قولي اسلمي ما يضيرُها

من النّاعباتِ المشيّ نَعباً كأنّما
يُناطُ بِجذعٍ من أوالٍ جريرِها

من العَرَكانياتِ حرفٌ كأنّها
مريرةُ ليفٍ شُدَّ شَزْراً مريرُها

قطعتُ بها أجوازَ كلَّ تَنوفةٍ
مَخوفٍ رداها حينَ يَستنَ مُورُها

ترى ضُعفاءَ القومِ فيها كأنّهم
دعاميصُ ماءٍ نشَّ عنها غديرُها

وقسورةَ الليلِ الذي بينَ نصفهِ
وبين العِشاء قد دأبتُ أسيرُها

أبتْ كثرةُ الأعداء أنْ يتجنّبوا
كلابيَ حتى يُستثارَ عَقورُها

وما يُشتكى جهلي ولكنَّ غِرّتي
تراها بأعدائي بطِيئاً طُروُها

أمتخرمي ريبَ المنونِ ولم أزرْ
عَذارايِ من هَمْدانَ بيضاً نُحورُها

ينؤنَ بأعجازٍ ثِقالٍ وأسوقٍ
خَدالٍ وأقدامٍ لطافٍ خُصورُها


الخفاجي

الحمدان
05-16-2023, 05:13 PM
تذكرتَ من ليلاكَ ما لستَ ناسياً
يدَ الدهر إلاّ ريثَ ما أنت ذاكرهُ

وَلوعٌ أتيحتْ للفؤادِ ولم تكنْ
تُنالُ على عفوٍ كذاكَ سرائرهُ

ألمتْ بأصحابِ الرّحال فبينتْ
بنفحةِ مِسكٍ أرّقَ الركبَ تاجرهُ

أرى النّأي من ليلاكَ سُقماًوقرَبها
حياً كحيا الغيثِ الذي أنت ناصرهُ

ولو سألتْ للنّاسِ يوماً بوجهها
سحابَ الثريا لا ستهلّتْ مواطُره

بأبلجَ كالدّينارِ لم تطلّعْ لهُ
من العيشِ إلاّ نعمُهُ وسرائرهُ

ومَن يُبقِ مالاً عُدّةًوضنانةً
فلا الشُحُ مُبقيهِ ولا الدهرُ وافرهُ

ومَنْ يكُ ذا عُودٍ صَليبٍ رَجَابهِ
ليكسِرَ عُودَ الدَهرُفالدهرُ كاسرهُ


الخفاجي

الحمدان
05-16-2023, 06:51 PM
أَلَستَ اللَئيمَ وَفَرخَ اللَئيمِ
فَما لَكَ يا اِبنَ أَبي كامِلِ

أَخالَفتَ سَعداً وَحُكّامَها
أَيا ضَرَّةَ الأَرنَبِ الحافِلِ

فَلَولا زِيادٌ وَحُسنُ البَلاءِ
وَإِنّي أَهابُ أَبا كامِلِ

لَنالَ أَبا كامِلٍ وَاِبنَهُ
صَواعِقُ مِن بَرِدٍ وابِلِ


جرير

الحمدان
05-16-2023, 06:51 PM
أَقولُ لِأَصحابي اِربَعوا مِن مَطِيِّكُم
فَيَومٌ لَنا بِالقَريَتَينِ ظَليلُ

أُحِبُّ مِنَ الفِتيانِ مِثلَ مُحَرِّقٍ
وَشَيبانَ إِنَّ الكامِلينَ قَليلُ

فَإِن يَشهَدا يَومَ الحَفيظَةِ يَطعُنا
وَإِن يَكُ سُؤلٌ فَالعَطاءُ جَزيلُ


جرير

الحمدان
05-16-2023, 06:52 PM
إِنَّ الَّذي بَعَثَ النَبِيَّ مُحَمَّداً
جَعَلَ الخِلافَةَ في الإِمامِ العادِلِ

وَلَقَد نَفَعتَ بِما مَنَعتَ تَحَرُّجاً
مَكسَ العُشورِ عَلى جُسورِ الساحِلِ

قَد نالَ عَدلُكَ مَن أَقامَ بِأَرضِنا
فَإِلَيكَ حاجَةُ كُلِّ وَفدٍ راحِلِ

إِنّي لَآمُلُ مِنكَ خَيراً عاجِلاً
وَالنَفسُ مولَعَةٌ بِحُبِّ العاجِلِ

وَاللَهُ أَنزَلَ في الكِتابِ فَريضَةً
لِاِبنِ السَبيلِ وَلِلفَقيرِ العائِلِ


المتنبي

الحمدان
05-16-2023, 06:53 PM
صَحا قَلبُهُ عَن سُكرِهِ فَتَأَمَّلا
وَكانَ بِذِكرى أُمِّ عَمروٍ مُوَكَّلا

وَكانَ لَهُ الحَينُ المُتاحُ حَمولَةً
وَكُلُّ اِمرِئٍ رَهنٌ بِما قَد تَحَمَّلا

أَلا أَعتِبُ اِبنَ العَمِّ إِن كانَ ظالِماً
وَأَغفِرُ عَنهُ الجَهلَ إِن كانَ أَجهَلا

وَإِن قالَ لي ماذا تَرى يَستَشيرُني
يَجِدني اِبنَ عَمٍّ مِخلَطَ الأَمرِ مِزيَلا

أُقيمُ بِدارِ الحَزمِ ما دامَ حَزمُها
وَأَحرِ إِذا حالَت بِأَن أَتَحَوَّلا

وَأَستَبدِلُ الأَمرَ القَوِيَّ بِغَيرِهِ
إِذا عَقدُ مَأفونِ الرِجالِ تَحَلَّلا

وَإِنّي اِمرُؤٌ أَعدَدتُ لِلحَربِ بَعدَما
رَأَيتُ لَها ناباً مِنَ الشَرِّ أَعصَلا

أَصَمَّ رُدَينِيّاً كَأَنَّ كُعوبَهُ
نَوى القَسبِ عَرّاصاً مُزَجّاً مُنَصَّلا

عَلَيهِ كَمِصباحِ العَزيزِ يَشُبَّهُ
لِفِصحٍ وَيَحشوهُ الذُبالَ المُفَتَّلا

وَأَملَسَ صولِيّاً كَنَهيِ قَرارَةٍ
أَحَسَّ بِقاعٍ نَفحَ ريحٍ فَأَجفَلا

كَأَنَّ قُرونَ الشَمسِ عِندَ اِرتِفاعِها
وَقَد صادَفَت طَلقاً مِنَ النَجمِ أَعزَلا

تَرَدَّدَ فيهِ ضَوءُها وَشُعاعُها
فَأَحسِن وَأَزيِن بِاِمرِئٍ أَن تَسَربَلا

وَأَبيَضَ هِندِياً كَأَنَّ غِرارَهُ
تَلَألُؤُ بَرقٍ في حَبِيٍّ تَكَلَّلا

إِذا سُلَّ مِن جَفنٍ تَأَكَّلَ أَثرُهُ
عَلى مِثلِ مِصحاةِ اللُجَينِ تَأَكُّلا

كَأَنَّ مَدَبَّ النَملِ يَتَّبِعُ الرُبى
وَمَدرَجَ ذَرٍّ خافَ بَرداً فَأَسهَلا

عَلى صَفحَتَيهِ مِن مُتونِ جِلائِهِ
كَفى بِالَّذي أُبلي وَأَنعَتُ مُنصُلا

وَمَبضوعَةً مِن رَأسِ فَرعٍ شَظِيَّةٍ
بِطَودٍ تَراهُ بِالسَحابِ مُجَلَّلا

عَلى ظَهرِ صَفوانٍ كَأَنَّ مُتونَهُ
عُلِلنَ بِدُهنٍ يُزلِقُ المُتَنَزِّلا

يُطيفُ بِها راعٍ يُجَشِّمُ نَفسَهُ
لِيُكلِئَ فيها طَرفَهُ مُتَأَمِّلا

فَلاقى اِمرَأً مِن مَيدَعانَ وَأَسمَحَت
قَرونَتُهُ بِاليَأسِ مِنها فَعَجَّلا

فَقالَ لَهُ هَل تَذكُرَنَّ مُخَبِّراً
يَدُلُّ عَلى غُنمٍ وَيُقصِرُ مُعمِلا

عَلى خَيرِ ما أَبصَرتَها مِن بِضاعَةٍ
لِمُلتَمِسٍ بَيعاً بِها أَو تَبَكُّلا

فُوَيقَ جُبَيلٍ شامِخِ الرَأسِ لَم تَكُن
لِتَبلُغَهُ حَتّى تَكِلَّ وَتَعمَلا

فَأَبصَرَ أَلهاباً مِنَ الطَودِ دونَها
تَرى بَينَ رَأسَي كُلِّ نيقَينِ مَهبِلا

فَأَشرَطَ فيها نَفسَهُ وَهوَ مُعصِمٌ
وَأَلقى بِأَسبابٍ لَهُ وَتَوَكَّلا

وَقَد أَكَلَت أَظفارَهُ الصَخرُ كُلَّما
تَعايا عَلَيهِ طولُ مَرقى تَوَصَّلا

فَما زالَ حَتّى نالَها وَهوَ مُعصِمٌ
عَلى مَوطِنٍ لَو زَلَّ عَنهُ تَفَصَّلا

فَأَقبَلَ لا يَرجو الَّتي صَعَدَت بِهِ
وَلا نَفسَهُ إِلّا رَجاءً مُؤَمَّلا

فَلَمّا نَجا مِن ذَلِكَ الكَربِ لَم يَزَل
يُمَظِّعُها ماءَ اللِحاءِ لِتَذبُلا

فَأَنحى عَلَيها ذاتَ حَدٍّ دَعا لَها
رَفيقاً بِأَخذٍ بِالمَداوِسِ صَيقَلا

عَلى فَخِذَيهِ مِن بُرايَةِ عودِها
شَبيهُ سَفى البُهمى إِذا ما تَفَتَّلا

فَجَرَّدَها صَفراءَ لا الطولُ عابَها
وَلا قِصَرٌ أَزرى بِها فَتَعَطَّلا

كَتومٌ طِلاعُ الكَفِّ لا دونَ مَلَئِها
وَلا عَجسُها عَن مَوضِعِ الكَفِّ أَفضَلا

إِذا ما تَعاطَوها سَمِعتَ لِصَوتِها
إِذا أَنبَضوا عَنها نَئيماً وَأَزمَلا

وَإِن شَدَّ فيها النَزعُ أَدبَرَ سَهمُها
إِلى مُنتَهىً مِن عَجسِها ثُمَّ أَقبَلا

فَلَمّا قَضى مِمّا يُريدُ قَضاءَهُ
وَصَلَّبَها حِرصاً عَلَيها فَأَطوَلا

وَحَشوَ جَفيرٍ مِن فُروعٍ غَرائِبٍ
تَنَطَّعَ فيها صانِعٌ وَتَنَبَّلا

تُخُيِّرنَ أَنضاءً وَرُكِّبنَ أَنصُلاً
كَجَمرِ الغَضا في يَومِ ريحٍ تَزَيَّلا

فَلَمّا قَضى في الصُنعِ مِنهِنَّ فَهمَهُ
فَلَم يَبقَ إِلّا أَن تُسَنَّ وَتُصقَلا

كَساهُنَّ مِن ريشٍ يَمانٍ ظَواهِراً
سُخاماً لُؤاماً لَيِّنَ المَسِّ أَطحَلا

يَخُرنَ إِذا أُنفِزنَ في ساقِطِ النَدى
وَإِن كانَ يَوماً ذا أَهاضيبَ مُخضِلا

خُوارَ المَطافيلِ المُلَمَّعَةِ الشَوى
وَأَطلائِها صادَفنَ عِرنانَ مُبقِلا

فَذاكَ عَتادي في الحُروبِ إِذا اِلتَظَت
وَأَردَفَ بَأسٌ مِن حُروبٍ وَأَعجَلا

وَذَلِكَ مِن جَمعي وَبِاللَهِ نِلتُهُ
وَإِن تَلقَني الأَعداءُ لا أُلقَ أَعزَلا

وَقَومي خِيارٌ مِن أُسَيِّدَ شِجعَةٌ
كِرامٌ إِذا ما المَوتُ خَبَّ وَهَروَلا

تَرى الناشِئَ المَجهولَ مِنّا كَسَيِّدٍ
تَبَحبَحَ في أَعراضِهِ وَتَأَثَّلا

وَقَد عَلِموا أَن مَن يُرِد ذاكَ مِنهُمُ
مِنَ الأَمرِ يَركَب مِن عِنانِيَ مِسحَلا

فَإِنّي رَأَيتُ الناسَ إِلّا أَقَلَّهُم
خِفافُ العُهودِ يُكثِرونَ التَنَقُّلا

بَني أُمِّ ذي المالِ الكَثيرِ يَرَونَهُ
وَإِن كانَ عَبداً سَيِّدَ الأَمرِ جَحفَلا

وَهُم لِمُقِلِّ المالِ أَولادُ عَلَّةٍ
وَإِن كانَ مَحضاً في العُمومَةِ مُخوَلا

وَلَيسَ أَخوكَ الدائِمُ العَهدِ بِالَّذي
يَذُمُّكَ إِن وَلّى وَيُرضيكَ مُقبِلا

وَلَكِن أَخوكَ النائي ما دُمتَ آمِناً
وَصاحِبُكَ الأَدنى إِذا الأَمرُ أَعضَلا


اوس بن حجر

الحمدان
05-16-2023, 06:54 PM
وَكائِن يُرى مِن عاجِزٍ مُتَضَعَّفٍ
جَنى الحَربَ يَوماً ثُمَّ لَم يُغنِ ما يَجني

أَلَم يَعلَمِ المُهدي الوَعيدَ بِأَنَّني
سَريعٌ إِلى ما لا يُسَرُّ لَهُ قِرني

وَأَنَّ مَكاني لِلمُريدينَ بارِزٌ
وَإِن بَرَّزوني ذو كَؤودٍ وَذو حُضنِ

إِذا الحَربُ حَلَّت ساحَةَ القَومِ أَخرَجَت
عُيوبَ رِجالٍ يُعجِبونَكَ في الأَمنِ

وَلِلحَربِ أَقوامٌ يُحامونَ دونَها
وَكَم قَد تَرى مِن ذي رُواءٍ وَلا يُغني


اوس بن حجر

الحمدان
05-17-2023, 02:41 AM
كَم نَاصِحٍ آذىٰ القُلُوبَ لِسانُهُ
فكـأنَّهُ سـهـمٌ يُجـرِّحُ فِـيْـهَا

يَأتِـي لتَكْحِيْلِ العُيُونِ وَإِذْ بِهِ
بِفـظاظَـةٍ وجهالَـةٍ يَعـمِـيْهَا

إنَّ النصيحةَ كالهديةِ فلْتكُنْ
مُتبسِمًا في وجْهِ مَنْ تهدِيهَا

الحمدان
05-17-2023, 03:14 AM
وكُلُّ بابٍ وإن طالت مَـغالِقُهُ
‏يومًا لهُ من جميلِ الصبرِ مفتاحُ

‏كم مِن كروبٍ ظننا لا انفراجَ لها
‏حتى رأينا جليلَ الهمِّ ينزاحُ

‏فاصبر لربِّكَ لا تيأس فرحمتُهُ
‏للخلقِ ظلٌ وللأيامِ إصباحُ

الحمدان
05-17-2023, 12:33 PM
لا تُوَدِعِ السِرَّ إِلّا عِندَ ذي كَرَمٍ

وَالسَرُّ عِندَ كِرامِ الناسِ مُكتومُ

وَالسِرُّ عِندي في بَيتٍ لَهُ غَلَق

قَد ضاعَ مَفتاحُهُ وَالبَيتُ مَختومُ


علي بن أبي طالب

الحمدان
05-17-2023, 12:34 PM
كَيفيةُ المَرءِ لَيسَ المَرءُ يُدرِكُها

فَكَيفَ كَيفيةَ الجَبارِ في القِدَمِ

هُوَ الَّذي أَنشأَ الأَشياءَ مُبتَدِعاً

فَكَيفَ يُدرِكهُ مُستَحدثُ النَسَمِ


علي بن أبي طالب

الحمدان
05-17-2023, 12:34 PM
أَما وَاللَهُ إِنَّ الظُلمَ شُؤمٌ
وَلا زالَ المُسيءُ هُوَ الظَلومُ

إِلى الديّانِ يَومُ الدينِ نَمضي
وَعِندَ اللَهِ تَجتَمِعُ الخُصومُ

سَتَعلَمُ في الحِسابِ إِذا الِتَقَينا
غَداً عِندَ المَليكِ مَنِ الغَشومُ

سَتَنقَطِعُ اللِذاذَةُ عَن أُناسٍ
مِن الدُنيا وَتَنقَطِع الهُمومُ

لِأَمرٍ ما تَصَرَّفَتِ اللَيالي
لِأَمرٍ ما تَحَرَّكَتِ النُجومُ

سَلِ الأَيّامَ عَن أُمَمٍ تَقَضَّت
سَتُخبِرُكَ المَعالِمُ وَالرُسومُ

تَرومُ الخُلدَ في دارِ المَنايا
فَكَم قَد رامَ مِثلَكَ ما تَرومُ

تَنامُ وَلَم تَنَم عَنكَ المَنايا
تَنبَّه لِلمَنِّيَةِ يا نُؤومُ
لَهَوتَ عَنِ الفَناءِ وَأَنتَ تَفنى

فَما شَيءٌ مِنَ الدُنيا يَدومُ
تَموتُ غَداً وَأَنتَ قَريرُ عَينٍ
مِنَ الفَضَلاتِ في لُجَحٍ تَعومُ

علي بن أبي طالب

حسن بن عبدالله
05-17-2023, 11:23 PM
أخي العزيز الحمدان
شكرا لك على هذه التواجد الفعال
والمشاركات النافعه والمفيده
فبارك الله فيك وجزاك الله خير

الحمدان
05-18-2023, 09:47 PM
أرحب اخي الغالي ابو تركي
شرفت متصفحي بمرورك الرائع
لك مني أجمل تحيه وتقدير لاعدمتك

الحمدان
05-18-2023, 09:47 PM
ما جالَ بَعدَكِ لَحظي في سَنا القَمَرِ
إِلّا ذَكَرتُكِ ذِكرَ العَينِ بِالأَثَرِ

وَلا اِستَطَلتُ ذَماءَ اللَيلِ مِن أَسَفٍ
إِلّا عَلى لَيلَةٍ سَرَّت مَعَ القِصَرِ

ناهيكِ مِن سَهَرٍ بَرحٍ تَأَلَّفَهُ
شَوقٌ إِلى ما اِنقَضى مِن ذَلِكَ السَمَرِ

فَلَيتَ ذاكَ السَوادَ الجَونَ مُتَّصِلٌ
لَو اِستَعارَ سَوادَ القَلبِ وَالبَصَرِ

أَمّا الضَنى فَجَنَتهُ لَحظَةٌ عَنَنٌ
كَأَنَّها وَالرَدى جاءا عَلى قَدَرِ

فَهِمتُ مَعنى الهَوى مِن وَحيِ طَرفَكِ لي
إِنَّ الحِوارَ لَمَفهومٌ مِنَ الحَوَرِ

وَالصَدرُ مُذ وَرَدَت رِفهاً نَواحِيَهُ
تومُ القَلائِدِ لَم تَجنَح إِلى صَدَرِ

حُسنٌ أَفانينُ لَم تَستَوفِ أَعيُنُنا
غاياتِهِ بِأَفانينٍ مِنَ النَظَرِ

واهاً لِثَغرِكِ باتَ يَكلَؤُهُ
غَيرانُ تَسري عَواليهِ إِلى الثُغَرِ

يَقظانُ لَم يَكتَحِل غَمضاً مُراقَبَةً
لَرابِطِ الجَأشِ مِقدامٍ عَلى الغِرَرِ

لا لَهوُ أَيّامِهِ الخالي بِمُرتَجِعٍ
وَلا نَعيمُ لَياليهِ بِمُنتَظَرِ

إِذ لا التَحِيَّةُ إيماءٌ مُخالَسَةً
وَلا الزِيارَةُ إِلمامٌ عَلى خَطَرِ

مُنىً كَأَن لَم يَكُن إِلّا تَذَكُّرُها
إِنَّ الغَرامَ لِمُعتادٌ مَعَ الذِكَرِ

مَن يَسأَلِ الناسَ عَن حالي فَشاهِدُها
مَحضُ العِيانِ الَّذي يُغني عَنِ الخَبَرِ

لَم تَطوِ بُردَ شَبابي كَبرَةٌ وَأَرى
بَرقَ المَشيبِ اِعتَلى في عارِضِ الشَعَرِ

قَبلَ الثَلاثينَ إِذ عَهدُ الصِبا كَثَبٌ
وَلِلشَبيبَةِ غُصنٌ غَيرُ مُهتَصِرِ

ها إِنَّها لَوعَةٌ في الصَدرِ قادِحَةٌ
نارَ الأَسى وَمَشيبي طائِرُ الشَرَرِ

لا يُهنَىءِ الشامِتَ المُرتاحَ خاطِرُهُ
أَنّي مُعَنّى الأَماني ضائِعُ الخَطَرِ

هَلِ الرِياحُ بِنَجمِ الأَرضِ عاصِفَةٌ
أَمِ الكُسوفُ لِغَيرِ الشَمسِ وَالقَمَرِ

إِن طالَ في السِجنِ إيداعي فَلا عَجَبٌ
قَد يودَعُ الجَفنَ حَدُّ الصارِمِ الذَكَرِ

وَإِن يُثَبِّط أَبا الحَزمِ الرِضى قَدَرٌ
عَن كَشفِ ضُرّي فَلا عَتَبٌ عَلى القَدَرِ

ما لِلذُنوبِ الَّتي جاني كَبائِرِها
غَيري يُحَمِّلُني أَوزارَها وَزَري

مَن لَم أَزَل مِن تَأَنّيهِ عَلى ثِقَةٍ
وَلَم أَبِت مِن تَجَنّيهِ عَلى حَذَرِ




ابن زيدون

الحمدان
05-19-2023, 09:59 PM
أيُّ ذنبٍ جنيتُ حتى تجنى
إنني كدتُ بعدهُ أن أجِنَّا

كلُّ يومٍ أظلُّ أسالُ عنهُ
من أراهُ وليسَ يسألُ عنا

ألفَ البخلَ لا يردُّ سلامي
وتناسى أيامَ كانَ وكنَّا

وأرى كُتْبهُ دوائي على البعدِ
من الشوقِ والجفاءِ فَضَنَّا

لا أرى طيفهُ ولا الدارَ تدنو
فأرهُ . . ولا الصبابةُ تفنى

أيها الدائمُ التجني علينا
زادكَ اللهُ في تجنيكَ حسنا

ربما مرَّ للمحبِّ زمانٌ
نالَ فيهِ المحبُّ ما قدْ تمنى..!


الرافعي

الحمدان
05-19-2023, 10:00 PM
إنْ كان مَنزِلَتي في الحبّ عندكُمُ
ما قد رأيتُ فقد ضيّعْتُ أيّامي

أُمْنِيّة ظفِرَتْ روحي بها زَمَناً
واليومَ أحسَبُها أضغاثَ أحلام

وإن يكُنْ فرطُ وجدي في مَحَبّتِكُمُ
إثْماً فقد كَثُرَتْ في الحبّ آثامي

أَودَعْتُ قلبي إلى مَن ليس يحفظُه
أبصرْتُ خلفي وما طالعتُ قدَّامي

لقد رَمَاني بسهمِ من*لواحِظِهِ
أصْمى فؤادي فوا شوقي إلى الرامي

ابن الفارض

الحمدان
05-19-2023, 10:00 PM
إنْ كان مَنزِلَتي في الحبّ عندكُمُ
ما قد رأيتُ فقد ضيّعْتُ أيّامي

أُمْنِيّة ظفِرَتْ روحي بها زَمَناً
واليومَ أحسَبُها أضغاثَ أحلام

وإن يكُنْ فرطُ وجدي في مَحَبّتِكُمُ
إثْماً فقد كَثُرَتْ في الحبّ آثامي

أَودَعْتُ قلبي إلى مَن ليس يحفظُه
أبصرْتُ خلفي وما طالعتُ قدَّامي

لقد رَمَاني بسهمِ من*لواحِظِهِ
أصْمى فؤادي فوا شوقي إلى الرامي

ابن الفارض

الحمدان
05-20-2023, 11:05 PM
إِنَّ القَريرَةَ عَينُهُ عَبدُ
خَشِيَ الإِلَهَ وَعَيشُهُ قَصدُ

عَبدٌ قَليلُ النَومِ مُجتَهِدٌ
لِلَّهِ كُلُّ فِعالِهِ رُشدُ

نَزِهٌ عَنِ الدُنيا وَباطِلِها
لا عَرضُ يَشغَلُهُ وَلا نَقدُ

مُستَجهِلٌ في اللَهِ مُحتَقِرٌ
هَزلُ المَخافَةِ عِندَهُ جِدُّ

مُتَذَلِّلٌ لِلَّهِ مُرتَقِبٌ
ما لَيسَ مِن إِتيانِهِ بُدُّ

رَفَضَ الحَياةَ عَلى حَلاوَتِها
وَاِختارَ ما فيهِ لَهُ الخُلدُ

يَكفيهِ ما بَلَغَ المَحَلَّ بِهِ
لا يَشتَكي إِن نابَهُ جَهدُ

فَاِشدُد يَدَيكَ إِذا ظَفِرتَ بِهِ
ما العَيشُ إِلّا القَصدُ وَالزُهدُ

أبو العتاهية

الحمدان
05-20-2023, 11:05 PM
أُضيعُ مِنَ العُمرِ ما في يَدي
وَأَطلُبُ ما لَيسَ لي في يَدِ

أَرى الأَمسَ قَد فاتَني رَدُّهُ
وَلَستُ عَلى ثِقَةٍ مِن غَدِ

وَإِنّي لَأَجري إِلى غايَةٍ
وَأَستَقبِلُ المَوتَ مِن مَولِدي

وَما زِلتُ في طَبَقاتِ الرَدى
أَصَعَّدُ في مَصعَدٍ مَصعَدِ

فَيوشِكُ عَمّا قَليلٍ أَكونُ
مِنهُنَّ في البَرزَخِ الأَبعَدِ


أبو العتاهية

الحمدان
05-20-2023, 11:06 PM
المَوتُ لا والِداً يُبقي وَلا وَلَدا
وَلا صَغيراً وَلا شَيخاً وَلا أَحَدا

كانَ النَبِيُّ فَلَم يَخلُد لِأُمَّتِهِ
لَو خَلَّدَ اللَهُ حَيّاً قَبلَهُ خَلَدا

لِلمَوتِ فينا سِهامٌ غَيرُ مُخطِئَةٍ
مَن فاتَهُ اليَومَ سَهمٌ لَم يَفُتهُ غَدا

ما ضَرَّ مَن عَرَفَ الدُنيا وَغِرَّتَها
أَلّا يُنافِسَ فيها أَهلَها أَبَدا

أبو العتاهية

الحمدان
05-20-2023, 11:06 PM
اِصبِر لِكُلِّ مُصيبَةٍ وَتَجَلَّدِ
وَاِعلَم بِأَنَّ المَرءَ غَيرُ مُخَلَّدِ

أَوَما تَرى أَنَّ المَصائِبَ جَمَّةٌ
وَتَرى المَنِيَّةَ لِلعِبادِ بِمَرصَدِ

مَن لَم يُصِب مِمَّن تَرى بِمُصيبَةٍ
هَذا سَبيلٌ لَستَ فيهِ بِأَوحَدِ

وَإِذا ذَكَرتَ مُحَمَّداً وَمَصابَهُ
فَاِذكُر مُصابَكَ بِالنَبِيِّ مُحَمَّدِ


أبو العتاهية

الحمدان
05-20-2023, 11:24 PM
ياخير من نزل النفوس أراحلٌ؟
بالأمس جئت فكيف كيف سترحلُ؟

تبكي القلوب على وداعك حرقةً
كيف العيون إذا رحلت ستفعلُ؟

مابال شهر الصوم يمضي مسرعاً
وشهور باقي العام كم تتمهلُ!

ها أنت تمضي ياحبيبُ وعمرنا
يمضي ومن يدري أأنت ستقبلُ؟؟

فعساك ربي قد قبلت صيامنا
وعساك كل قيامنا تتقبلُ!

يا ليلة القدر المعظم أجرها
هل إسمنا في الفائزين مسجلُ؟

كم قائمٍ كم راكعٍ كم ساجدٍ
قد كان يدعو الله بل يتوسل!ُ

أعتق رقاباً قد أتتك يزيدها
شوقاً إليك فؤادها المتوكلُ

يامن تحب العفو جئتك مذنباً
هلا عفوت فما سواك سأسألُ

رمضآآآن! لا تمضي وفينا غافلٌ
ما كان يرجو الله أو يتذللُ

حتى يعود لربه متضرعاً
فهو الرحيم المنعم المتفضلُ

رمضآآان لا أدري أعمري ينقضي
من قادم الأيام أم نتقابلُ؟

فالقلب غاية سعده سيعيشها
والعين في لقياك سوف تُكحلُ...

الحمدان
05-21-2023, 12:45 AM
أَراعَكَ نَقصٌ مِنكَ لَمّا وَجَدتَهُ
وَما زِلتَ في نَقصٍ وَأَنتَ وَليدُ

سَقَطتَ إِلى الدُنيا وَحيداً مُجَرَّداً
وَتَمضي عَنِ الدُنيا وَأَنتَ وَحيدُ

وَحِدتَ عَنِ المَوتِ الَّذي لَن تَفوتَهُ
وَلابُدَّ مِمّا أَنتَ عَنهُ تَحيدُ

وَمِن رُشدِ رَأيِ المَرءِ أَن يَمحَضَ التُقى
وَإِنَّ امرَأً مَحضَ التُقى لَسَعيدُ

هِيَ النَفسُ إِن تَصدُقكَ تَمنَحكَ نُصحَها
وَأَنتَ عَلَيها إِن صَدَقتَ شَحيدُ

وَما العَيشُ إِلّا مُستَفادٌ وَمُتلَفٌ
وَما الناسُ إِلّا مُتلِفٌ وَمُفيدُ

هُوَ اللَهُ رَبّي وَالقَضاءُ قَضاؤُهُ
وَرَبّي عَلى ما كانَ مِنهُ حَميدُ



أبو العتاهية

الحمدان
05-21-2023, 12:46 AM
اِيأَس مِنَ الناسِ وَاِرجُ الواحِدَ الصَمَدا
فَإِنَّهُ هُوَ أَعلى مِنَّةً وَيَدا

إِن كانَ مَن نالَ سُلطاناً فَسادَ بِهِ
مُستَيقِناً أَنَّهُ يَبقى لَهُ أَبَدا

فَقُل لَهُ تِه فَقَد أُعطيتَ مَنزِلَةً
لَم يُعطِها اللَهُ في تَدبيرِهِ أَحَدا

أَو لا فَوَيحَكَ لا تَلعَب بِنَفسِكَ إِذ
لَم تَدرِ في اليَومِ ما يُقضى عَلَيكَ غَدا



أبو العتاهية

الحمدان
05-21-2023, 12:46 AM
أَلا هَل عَلى زَمَني مُسعَدُ
وَأَنّى وَقَد ذَهَبَ الأَجوَدُ

وَأَصبَحتُ في غابِرٍ بَعدَهُم
تَراهُم كَثيراً وَلَن يُحمَدوا

أَلا أَيُّها الطَلِبُ المُستَغيثُ
بِمَن لا يُغيثُ وَلا يُسعِدُ

أَلا تَسأَلُ اللَهَ مِن فَضلِهِ
فَإِنَّ عَطاياهُ لا تَنفَدُ

أَلَم تَعي وَيحَكَ مِمّا تَقو
مُ في طَلَبِ الرِزقِ أَو تَقعُدُ

فَما يَحرِمُ العَجزُ أَصحابَهُ
وَلا يُرزَقُ المالَ مَن يَجهَدُ

تَوَكَّل عَلى اللَهِ وَاِقنَع وَلا
تَرِد فَضلَ مَن فَضلُهُ أَنكَدُ

فَقَد حَلَفَ البُخلُ أَلّا يُرى
بِها مَن يَتِمُّ لَهُ مَوعِدُ

وَإِن جَمَدَت عَنكَ أَيدي العِبادِ
فَإِنَّ يَدَ اللَهِ لا تَجمَد

أَرى الناسَ طُرّا وَقَد أَبرَقوا
بِلُؤمِ الفِعالِ وَقَد أَرعَدوا

وَكُلٌّ يَرى أَنَّهُ سَيِّدٌ
وَلَيسَ لِأَفعالِهِ سودَدُ

فَيالَيتَ شِعري إِلى أَيِّهِم
إِذا عَرَضَت حاجَةٌ أَقصِدُ

إِذا جِئتُ أَفضَلَهُم لِلسَلا
مِ رَدَّ وَأَحشاؤُهُ تُعِدُ

كَأَنَّكَ مِن خَوفِهِ لِلسُؤا
لِ في عَينِهِ الحَيَّةُ الأَسوَدُ

فَفِرَّ إِلى اللَهِ مِن لُؤمِهِم
فَإِنّي أَرى الناسَ قَد أَصلَدوا

إِذا كانَ ذو المَجدِ مُستَأنِياً
بِبَذلِ النَدى فَمَتى يُحمَدُ



أبو العتاهية

الحمدان
05-21-2023, 12:47 AM
لا تَفرَحَنَّ بِما ظَفِرتَ بِهِ
وَإِذا نُكِبتَ فَأَظهِرِ الجَلَدا

وَإِذا نَطَقتَ فَلا تَكُن هَذِراً
وَاِقصِد فَخَيرُ الناسِ مَن قَصَدا

وَاِحفَظ أَخاكَ لِما رَجاكَ لَهُ
وَإِذا دَعاكَ فَكُن لَهُ عَضَدا

وَاِرفَع نَواظِرَهُ وَكُن سَنَداً
فَلَقَد يَكونُ أَخو الرِضا سَنَدا

وَتَعاهَدِ الإِخوانَ إِنَّهُمُ
زَينُ المَغيبِ وَزَينُ مَن شَهِدا


أبو العتاهية

الحمدان
05-21-2023, 12:47 AM
سَلامٌ عَلى قَبرِ النَبِيِّ مُحَمَّدٍ
نَبِيِّ الهُدى وَالمُصطَفى وَالمُؤَيَّدِ

نَبِيٍّ هَدانا اللَهُ بَعدَ ضَلالَةٍ
بِهِ لَم نَكُن لَولا هُداهُ لِنَهتَدي

فَكانَ رَسولُ اللَهِ مِفتاحَ رَحمَةٍ
مِنَ اللَهِ أَهداها لِكُلِّ مُوَحِّدِ

وَكانَ رَسولُ اللَهِ أَفضَلَ مَن مَشى
عَلى الأَرضِ إِلّا أَنَّهُ لَم يُخَلَّدِ

شَهِدتُ عَلى أَن لا نُبُوَّةَ بَعدَهُ
وَأَن لَيسَ حَيٌّ بَعدَهُ بِمُخَلَّدِ

وَأَنَّ البِلى يَأتي عَلى كُلِّ جِدَّةٍ
وَأَنَّ المَنايا لِلعِبادِ بِمَرصَدِ

تَبارَكَ مَن يَجري الفِراقُ بِأَمرِهِ
وَيَجمَعُ مِن شَتّى عَلى غَيرِ مَوعِدِ

أَيا صاحِ إِنَّ الدارَ دارُ تَبَلُّغٍ
إِلى بَرزَخِ المَوتى وَدارُ تَزَوِّدِ

أَلَستَ تَرى أَنَّ الحَوادِثَ جَمَّةٌ
يَروحُ عَلَينا صَرفُهُنَّ وَيَغتَدي

تَبَلَّغ مِنَ الدُنيا وَنَل مِن كَفافِها
وَلا تَعتَقِدها في ضَميرٍ وَلا يَدِ

وَكُن داخِلاً فيها كَأَنَّكَ خارِجٌ
إِلى غَيرِها مِنها مِنَ اليَومِ أَو غَدِ


أبو العتاهية

الحمدان
05-21-2023, 12:48 AM
تأهّب يومَ فطرِكَ للمعاصي
وخذ شوّالَ ويحكَ بالقصاصِ

وصل أيامَهُ بالليل حتى
ترى الستينَ ليس بذي انتفاص

ورأسُ الأمرِ في إحرازِ ظبي
تقلّبهُ وتدفعُ في المعاصي

فهذا اللهوُ لا لهوٌ بيومٍ
عبوسٍ فيه يُؤخذُ بالنواصي


أبو نواس .. العصر العباسي

الحمدان
05-21-2023, 12:48 AM
لا تبكينَّ على الطَلَل
وعلى الحبيبِ إذا رحَل

من غابَ عنكَ فلا تقل
يا ليتَ شعري ما فعَل

إن تلتمس بدلاَ بهِ
يوماً تجد ألفي بدَل

وأباكَ فاعصِ ولا تطع
وأخاكَ فاجفُ ولا تصل

والجارَ خلّ سبيلَهُ
وأقذفهُ من أعلى جبَل

والجارَ إن تحفظ لهُ
حقاً فجهلُكَ قد كمل

وأقطع من الرحم الذي
بكَ في المناسبةِ اتّصَل

وإذا أخ يوماً بهِ
عثرَ الزمان فلا تقل

واجعل يديكَ على التي
ملكت يداه بالحيل

وإذا أباك غششتَهُ
فعَن الغريبِ فلا تسَل

وليضربِ الثقلانِ في
نقضِ العهودِ بك المثل

دع عنكَ قولَ الناسِ هذا
لا يجوز ولا يحل

وأطع هواكَ وغادِها
صهباءَ ترمي بالشعَل

ونكِ الغلامَ إذا نشا
وإذا التحى وإذا اكتهل

وحريمَ جارِكَ فانتهك
والمالَ منهُ فاستحل

وإذا دُعيتَ إلى التقى
والصالحاتِ من العمَل

فأجب بأن لا ناقةٌ لي
في الصلاح ولا جمل

لا تحفلنَّ بمَن لحاكَ
على هواك ولا تبَل

لا تضمرنّ إلى الذي
صاحبتَهُ إلّا الدخَل

وأجب إذا عطسَ الندي
مُ بذبحةٍ وإذا سعَل

سيّان عندكَ فليكن
مَن لمي صلكَ ومَن وصَل

واشهر بسفيِكَ مصلتاً
واقطع على الناس السُبل

واسلك سبيلاً واحداً
بذوي التفرّقِ في المِلَل

واضمر لهم سُمّاً وهَب
لهمُ من القولِ العَسَل

حتى إذا أمنوكَ مِن
جهلٍ ومثلهمُ جهَل

فاقتلهمُ واصلبهمُ
جمعاً على أعلى دَقَل

وإذا أتى شهرُ الصيا
مِ ففيه بالمَرض اعتلل

وإذا سُئِلتَ أجائزٌ
فيه اللواطُ فقُل أجَل

منعَ النفوسَ من التي
تهوى العظيمُ من الزلَل

لا تقربِ البيتَ الحرا
مِ وخلّه حتى يحَل

وإذا رأيت ركائباً
نحو الحجيج حدَت فقُل

ما لي يُطوّفُ بي وما
أنا بالأسير على جَمَل

فإذا كبرتَ ولم تطق
حملَ الصوارمِ والأسَل

فخذِ الزجاجَ ورضّهُ
واطرحهُ في طرُقِ السفَل

فبذاكَ أنتَ مجاهدٌ
ولكَ الغنيمةُ والمَثَل

وإلى إلهكَ في التجا
وزِ عن خاياك ابتهِل

فهو المجيبُ لمَن دعا
وهو الجوادُ إذا سُئِل

هذي وصاةُ أبي نؤا
سٍ مُذ نشا لذوي الجدَل

أوصى بها من بعدما
لاقى من الدهر الدوَل

أبو نواس

الحمدان
05-21-2023, 01:09 AM
لا تَرقُدَنَّ لِعَينِكَ السَهَرُ
وَاِنظُر إِلى ما تَصنَعُ العِبَرُ

اُنظُر إِلى عِبَرٍ مُصَرَّفَةٍ
إِن كانَ يَنفَعُ عَينَكَ النَظَرُ

وَإِذا سَأَلتَ فَلَم تَجِد أَحَداً
فَسَلِ الزَمانَ فَعِندَهُ الخَبَرُ

أَنتَ الَّذي لا شَيءَ تَملِكُهُ
وَأَحَقُّ مِنكَ بِمالِكَ القَدَرُ


أبو العتاهية

الحمدان
05-21-2023, 01:09 AM
أَحسَنتَ ظَنَّكَ بِالأَيّامِ إِذ حَسُنَت
وَلَم تَخَف سوءَ ما يَأتي بِهِ القَدَرُ

وَسالَمَتكَ اللَيالي فَاِغتَرَرتَ بِها
وَعِندَ صَفوِ اللَيالي يَحدُثُ الكَدَرُ


أبو العتاهية

الحمدان
05-21-2023, 01:10 AM
بَدَني ناحِلٌ وَصَبري بَدينُ
وَاِعتِزامي ماضٍ وَجِسمي حَسيرُ

وَمِنَ المَوتِ قَد سَلِمتُ وَلَكِن
بَعدَ هَذا إِلى المَماتِ أَصيرُ

يا خَليلَيَّ كَيفَ يَخدَعُني الدَهرُ
وَإِنّي بِهِ بَصيرٌ خَبيرُ

اِسقِياني مِن قَبلِ أَن يَتَقَضّى
أَمَلٌ اِرتَجي وَعُمرٌ قَصيرُ



أبو العتاهية

الحمدان
05-21-2023, 01:10 AM
في كُلِّ أَرضٍ تَرى مِن مَنطِقي أَثَراً
بَينَ المَشاهِدَ أَو يَبكي بِهِ وَتَرُ

ما ذَرَّتِ الشَمسُ إِلّا جاءَ يَقدُمُها
وَفي المَغارِبِ مِنهُ خَلفَها أَثَرُ


أبو العتاهية

الحمدان
05-21-2023, 01:10 AM
أَنا اليَومَ لي وَالحَمدُ لِلَّهِ أَشهُرُ
يَروحَ عَلَيَّ الهَمُّ مِنكُم وَيَبكُرُ

تَذَكَّر أَمينَ اللَهِ حَقّي وَحُرمَتي
وَما كُنتَ تولِيني لَعَلَّكَ تَذكُرُ

لَيالِيَ تُدني مِنكَ بِالقُربِ مَجلِسي
وَوَجهَكَ مِن ماءِ البَشاشَةِ يَقطُرُ

فَمَن لِيَ بِالعَينِ الَتي كُنتَ مَرَّةً
إِليَّ بِها في سالِفِ الدَهرِ تَنظُرُ


أبو العتاهية

الحمدان
05-21-2023, 01:11 AM
إِحذَر مِنَ الدُنيا مَغَبَّتَها
كَم صالِحٍ عَبَثَت بِهِ فَفَسَد

ما بَينَ فَرحَتِها وَتَرحَتِها
إِلّا كَما قامَ اِمرُؤٌ وَقَعَد


أبو العتاهية

الحمدان
05-21-2023, 01:11 AM
أَكثَرَ موسى غَيظَ حُسّادِهِ
وَزَيَّنَ الأَرضَ بِأَولادِهِ

وَجاءَنا مِن صُلبِهِ سَيِّدٌ
أَصيَدُ في تَقطيعِ أَجدادِهِ

فَاكتَسَتِ الأَرضُ بِهِ بَهجَةً
وَاستَبشَرَ المَلكُ بِميلادِهِ

وَابتَسَمَ المِنبَرُ عَن فَرحَةٍ
عَلَت بِها ذُروَةُ أَعوادِهِ

كَأَنَّني بَعدَ قَليلٍ بِهِ
بَينَ مَواليهِ وَقُوّادِهِ

في مَحفِلٍ تَخفُقُ راياتُهُ
قَد طَبَّقَ الأَرضَ بِأَجنادِهِ



أبو العتاهية

الحمدان
05-21-2023, 01:11 AM
أَرى الأَمسَ قَد فاتَني رَدُّهُ

وَلَستُ عَلى ثِقَةٍ مِن غَدِ


أبو العتاهية

الحمدان
05-21-2023, 01:12 AM
الشَيبُ كُرهٌ وَكُرهٌ أَن يُفارِقَني
أَعجِب بِشَيءِ عَلى البَغضاءِ مَودودُ

يَمضي الشَبابُ وَقَد يَأتي لَهُ خَلَفٌ
وَالشَيبُ يَذهَبُ مَفقوداً بِمَفقودِ


أبو العتاهية

الحمدان
05-21-2023, 01:20 AM
ما أَشَدَّ المَوتَ جِدّاً وَلَكِن
ما وَراءَ المَوتِ حَقّاً أَشَدُّ

كُلُّ حَيٍّ ضاقَتِ الأَرضُ عَنهُ
سَوفَ يَكفيهِ مِنَ الأَرضِ لَحدُ

كُلُّ مَن ماتَ سَها الناسُ عَنهُ
لَيسَ بَينَ الحَيِّ وَالمَوتُ وُدُّ


أبو العتاهية