مشاهدة النسخة كاملة : هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
الحمدان
08-02-2024, 04:15 PM
يا حاديَ الرَّكْبِ من قانا إلى القُدُسِ
مَهْلاً فتَجْمعُ بيْنَ النّفْسِ والنّفَسِ
دعْنا إلى اللهِ نَسْتَوْفي مسيرتَنا
فاللهُ أسْمعُ ما نَدْعوهُ في القُدُسِ
هناكَ في كلِّ بابٍ فُرْجَةٌ ويدٌ
تُدْني منَ اللهِ فوقَ الجيْشِ والحَرَسِ
في سورِها قَبَسٌ مِن نورِ خالقِها
ويْلٌ لنارٍ تَصُبُّ الموتَ في القبَسِ
صوتُ الأذانِ وأجراسُ الصّلاةِ معاً
لا فرقَ عنديَ بينِ الصَّوتِ والجَرَسِ
هيَ الّتي لمْ تزَلْ بِالحَقِّ تَجمعُنا
إلى فلسْطينَ رغْمَ البَيْنِ والنَّحَسِ
ما أقربَ الدَّرْبَ مِن عَيْنٍ على بَصَرٍ
وأبْعَدَ الدربَ عن فِكْرٍ على هَوَسِ
جريس دبيات
الحمدان
08-02-2024, 04:16 PM
فِلَسْطينُ الحَبيبَةُ سَوْفَ تَبْقَى
لَنا وَطَنًا ، وَقُدْسُ اللهِ دارَا
وما زِلْنَا بِطُولِ البُعْدِ نَشْقَى
وَنَصْلَى في النَّوَى جَمْرًا وَنارَا
سَنَمْضِي خَلْفَها بِالْحَقِّ نَرْقَى
وَيَوْمًا مَا سَنَغْمُرُها انْتِصَارَا
ونُطْفِئُ في الحِمَى وَجَعًا وَشَوْقًا
ونَسْقِي مِنْ مَدامِعِنا الدِّيارَا
وتَسْمَعُنا الدُّنَى غَرْبًا وشَرْقًا
نَرُدُّ إلَى حِكايَتِنا اعْتِبارَا
بِعَوْدَتِنا تَطِيبُ الأَرْضُ عِرْقًا
وَتَمْسَحُ عَنْ سَماءِ البَيْتِ عارَا
ويَحْلُو مَعْ رُجوعِ الأَهْلِ مَلْقًى
يَرُودُ الفَجْرَ ، يَفْتَتِحُ النَّهارَا
لَنَا حَقٌّ ، وسَوْفَ يَعُودُ حَقًّا
ولَوْ طَالَ الزَّمانُ بِهِ انْتِظًارَا
جريس دبيات
الحمدان
08-02-2024, 04:16 PM
تَبْكي عَلَيْكَ العَيْنُ يا وَطَني
ويَنوحُ صَوْتُ الدَّمْعِ في الأُذُنِ
ويَذوبُ قَلْبِي لِلنَّوَى سَقَمًا
وتَموتُ نَفْسِي اليَوْمَ في الشَّجَنِ
وتَظَلُّ في بالِي حِكايَتُنا
نارًا عَلَى نارٍ مَعَ الزَّمَنِ
وتَزيدُ في الأَيّامِ نَكْبَتُنا
ما بَيْنَ ثَوْبِ الحُزْنِ والكَفَنِ
وَنَزيدُها فَتْكًا بِفُرْقَتِنا
والخُلْفِ بَيْنَ السِّرِّ والعَلَنِ
أَنَعودُ يا شَعْبي لِوَحْدَتِنا
يَهْدِي خُطانا سَالِفُ السَّنَنِ
لِيَعودَ يَجْمَعُنا عَلَى ثِقَةٍ
حُبُّ الحَياةِ ونُصْرَةُ الوَطَنِ
جريس دبيات
الحمدان
08-02-2024, 04:17 PM
سَرَقْتَ داري وتَزْهو كَيْفَ تَطْرُدُني
مِنْها ، وتُنْكِر حَقِّي في الحِمَى عَلَنا
وإِنْ نَصَبْتُ عَلَى أَرْضِي الَّتِي نُهِبَتْ
سَقْفًامِنَ الزِّنْكِ لا تُبْقِيهِ لي سَكَنا
وإِنْ صَرَخْتُ أَمَامَ الكَوْنِ : يا وَطَني
أَنْكَرْتَ بِالنَّارِ أَنِّي أَمْلِكُ الوَطَنا
فَهَلْ تَظُنُّ ظُروفَ الغابِ بَاقِيَةً
تَظَلُّ تَمْلِكُ فيها الأَرْضَ والزَّمَنا
هَذِي المساكِنُ نَبْنِيها فَتَهْدِمُها
وَنَحْنُ نَبْنِي وما الدُّنْيَا لِتَمْنَعَنا
حَتَّى يَكونَ لَنَا بَيْتٌ نَعيشُ بِهِ
مِثْلَ العِبادِ وَأحْرارُ الحِمَى مَعَنا
جريس دبيات
الحمدان
08-02-2024, 04:18 PM
يُؤَرِّقُنِي هَواكِ فَلَسْتُ أَهْدَا
أُحاوِلُ بِالدَّواءِ أَصُدُّ سُهْدَا
ويَأْخُذُنِي المَنامُ إِليْكِ حُلْمًا
يَزيدُكِ في الهَوَى دَلًّا وبُعْدَا
وأَصْحو لا المَنامُ يَبُلُّ رِيْقي
ولا في الصَّحْوِ أَلْقَى مِنْكِ وَعْدَا
أَرِينِي في هَوَى عَيْنَيْكِ حَلًّا
يُقَرِّبُني إِلى عَيْنَيْكِ وِرْدَا
وإِلَّا فَابْعَثِي بِالطَّرْفِ سَهْمًا
فَيَحْلُو لِي المَماتُ عَلَيْهِ رَدَّا
وأَخْفِي السِّرَّ عَنْ أَهْلِي فَإِنِّي
أَنا مَنْ شَاءَ هَذا القَتْلَ عَمْدَا
ولا تََنْسَيْ إِذا ما مَرَّ يَوْمًا
خَيالِي أَنْ يَنالَ لَدَيْكِ وُدَّا
سَأَلْتُكِ في هَوَى العُشَّاقِ رِفْقًا
فكَمْ بِالعِشْقِ سَهْمُ الطَّرْفِ أَرْدَى
جريس دبيات
الحمدان
08-02-2024, 04:19 PM
فِلَسْطينُ في القَلْبِ قَبْلَ الدَّمِ
تَشَرَّفْتُ أَنِّي لَها أَنْتَمِي
إِذا ما ذَكَرْتُ اسْمَها لِلْوِرَى
غَدَتْ لِاسْمِها نَغْمَةٌ في فَمِي
بَدَأْتُ انْتِسابِي لها أَوَّلًا
وَزِدْتُ عَلَيْهِ وَلَمْ أَخْتِمِ
وَلِلْقُدْسِ في النَّفْسِ قُدْسِيَّةٌ
تُعِيدُ إلَى البُرْءِ طَرْفَ العَمِي
فِلَسْطِينُ ظَلِّي لنا مَوْطِنًا
ويا قُدْسُ دُومِي لَنا واسْلَمي
ولا بُدَّ يا شَعْبَنا نَلْتَقِي
ظِمَاءً ، ويَرْوَى غَليلُ الظَّمِي
وفي القُدْسِ نُرْجِعُ ما فاتَنَا
مِنَ النُّورِ في لَيْلِنا المُعْتِمِ
جريس دبيات
فلسطين
الحمدان
08-02-2024, 04:21 PM
هذِهِ الأَرْضُ لا تُرِيدُ دِمانا
بَلْ سَلامًا يُعِيدُ فِيها الأَمانا
فإذا جَرَّنا الخِلافُ خَسِرْنا
ما تَبَقَّى مِنْها وضَاعَتْ سَمانا
همْ يُريدونَ بَعْضَنا ضِدّ َبَعْضٍ
في صِراعٍ لِطَرْدِنا مِنْ حِمانا
كَيْفَ نَسْعَى لِحِفْظِها بِعُيونٍ
لا تَراها إِذا النِّزاعُ عَمانا
لا يَلُومُ الزَّمانَ مَنْ باعَ فيهِ
كُلَّ شَيْءٍ وَراحَ يَشْكُو الزَّمانا
نَحْنُ لَنْ نَضْمَنَ البَقاءَ بِأَرْضٍ
يَوْمَ نُولِي لِسَارِقيها الضَّمانا
نَحْنُ أَوْلَى بِها وأَقدَمُ مَهْما
عَالَمُ اللُّؤْمِ في الشَّتاتِ رَمانا
جريس دبيات
الحمدان
08-02-2024, 04:22 PM
أَحْبِبِ النَّاسَ كُلَّهُمْ دُونَ فَرْقٍ
وَأَحِبَّ الَّذِي يُحِبُّكَ أَكْثَرْ
إنْ تَزِدْهُ فَاللهُ يَأْمُرُ فِينا
أنْ نَرُدَّ الجَميلَ أَوْفَى وأَكْبَرْ
وَدَعِ الكُرْهَ لِلَّئيمِ يُعانِي
مِنْهُ فِي لَيْلِهِ الطَّويلِ ويَسْهَرْ
أَخْبِرِ الآخَرِينَ عَنْ شَهْدِ حُبٍّ
لا يُدَانِيهِ في الحَلاوَةِ سُكَّرْ
كَيْف يَرْتَاحُ ذُو المَحَبَّةِ فِيمَا
كَانَ أَبْدَى مِنَ الشُّعُورِ وَأَضْمَرْ
إنْ غَدَا عَصْرُنا عَلَى الكُرْهِ يَعْلُو
وَمِنَ الحُبِّ والمَحَبَّةِ يَسْخَرْ
فَعَلَيْنا أَنْ نَقْلِبَ الكَوْنَ حُبًّا
فَهْو أَنْقَى ما في الوُجودِ وأَطْهَرْ
وعَلَيْنا أن نَجْعَلَ الحُبَّ نَهْجًا
لِخُطانا ....نَمْضِي ولا نَتَعَثَّرْ
جريس دبيات
الحمدان
08-02-2024, 04:23 PM
تَعالَ يا صَاحِبي نَرْجِعْ لِوَحْدَتِنا
ونَمْنَعِ الجُرْحَ أَنْ يَمْتَدَّ فِي الجَسَدِ
سِيَّانِِ نَحْنُ هُنَا ، إِنْ ضَاعَ واحِدُنا
نَضِعْ جَمِيعًا وَيَلْهُ المَوْتُ بِالبَلَدِ
لا بُدَّ مِنْ صَحْوَةٍ في الدَّرْبِ تَجْمَعُنا
مِن غَيْرِ لَوْمٍ ولا بُغْضٍ ولا نَكَدِ
اليَوْمَ إنْ لَمْ نَكُنْ أَهْلًا لِوَحْدَتِنا
تَفَرَّقَ الأَهْلُ أَعْداءً إلَى الأَبَدِ
لا فَرْقَ بَيْنَ يَدٍ في الجِسْمِ مِنْ جِهَةٍ
وأُخْتِها إنْ أَرادَ الجِسْمُ عَوْنَ يَدِ
وَنَحْنُ شَعْبٌ يُعَانِي ، لا يَحِقُّ لَهُ
أَنْ يُورِثَ الخُلْفَ من جَدٍّ إلَى وَلَدِ
أَوْلَى بأَجْيالِنا أُفْقٌ عَلَى أَمَلٍ
يَسُوقُ خَيْرًا بِمَا نُبْقِي مِنَ المَدَدِ
جريس دبيات
الحمدان
08-02-2024, 04:23 PM
راكَ ، إذا اقْتَرَبْتُ ، تَصُدُّ عَنِّي
كَأَنَّا لَسْتُ مِنْكَ ولَسْتَ مِنِّي
وقَدْ أَحْسَنْتُ فيكَ الظَّنَّ عُمْرًا
فكَيْفَ يَكُونُ رَدُّكَ سُوْءَ ظَنِّ
وأَنْتَ عَرَفْتَ قَدْرَكَ في فُؤادي
وأَنِّي تَحْتَ أَمْرِكَ دُوْنَ مَنِّ
وَهَبْتُكَ أَحْرُفِي في الشِّعْرِ وَرْدًا
وفي الإِبْداعِ عَنْكَ أَخَذْتُ فَنِّي
ومِنْ عَيْنَيْكَ أَنْظِمْ عِقْدَ شِعْري
وفي عَيْنَيْكَ أَجْمَلُ ما أُغَنِّي
تَزِيدُ الصَّدَّ عَنِّي دُونَ ذَنْبٍ
وتَنْسُبُهُ إِلَيَّ مَعَ التَّجَنِّي
وتَهْجُرُنِي وتُمْعِنُ فِي التَّخَلِّي
وما لبَّيْتَ لِي يَوْمًا أَعِنِّي
تَعالَ إِلَيَّ وَاحْكُمْ في ضُلُوعِي
وخُذْ ما شِئْتَ مِنْ خَمْرِي ودَنِّي
أُرِيدُ رِضَاكَ قَبْلَ المَوْتِ رُحْمَى
فيَرْضَى اللهُ يَوْمَ الحَشْرِ عَنِّي
جريس دبيات
الحمدان
08-02-2024, 04:25 PM
أَخْشَى عَلَيْكَ مِنَ الذُّؤْبانِ في الطُّرُقِ
إِذا مَشَيْتَ وَحيدًا دُونَ ما رفَقِ
وكَمْ أَخافُ عَلَيْكَ البَحْرَ تَنْزِلُهُ
عَلَى خِلافٍ فَلا تَنْجُو مِنِ الغَرَقِ
إِرْجِعْ لِأَهْلِكَ لا يُجْديكَ غَيْرُهُمُ
وغَيْرُ كِلْمَتِهِمْ حِبْرٌ عَلى وَرَقِ
عِشْرونَ عامًا وكُلُّ النَّاسِ تَعْرِفُهُ
ما كانَ وَعْدٌ لَهُ يَدْنو مِنَ الصِّدِقِ
فكَيْفَ يَصْدُقُ فِينا مَنْ يُفَرِّقُنا
ومَنْ عَلى دَمِنا يَعْتاشُ كَالعَلَقِ
الذِّئْبُ يا صاحِبي لا تَتَّخِذْهُ أَخًا
وَدَعْهُ يَسْقُطُ ، مِمَّا كادَ ، في النَّفَقِ
أَدْعوكَ بِاللهِ لا تُبْدِلْ بِنا أَحَدًا
حَتَّى نَظَلَّ مَعًا يا طَيِّبَ الخُلُقِ
جريس دبيات
الحمدان
08-02-2024, 04:25 PM
إِذَا عَلَوْتَ إِلَى عَرْشٍ عَلَى حَرَجِ
فَسَوْفَ تَسْقُطْ حَتْمًا دُونَ ما دَرَجِ
وَلَنْ يُعِيدَكَ عُرْجٌ قَدْ عَلَوْتَ بِهِمْ
لا يَثْبُتُ العَرْشُ مَرْفوعًا عَلَى العَرَجِ
لَمْ تَرْحَمِ النَّاسَ يَوْمًا إِذْ حَكَمْتَهُمُ
فَكَيْفَ تَسْأَلُهُمْ عَوْنًا إِلَى الفَرَجِ
تَرَكْتَ في الْبَيْتِ ذِكْرًا سَيِّئًا أَبَدًا
ورِيحَةً فَظَّةً تَخْلُو مِنَ الأَرَجِ
خَبِّرْ أَخاكَ هُنا عَمَّا لَقِيتَ فَمَا
يَبْقَى عَلَيْكَ غَدًا شَيْءٌ مِنَ الحَرَجِ
جريس دبيات
الحمدان
08-02-2024, 04:26 PM
يا مَنْ يَداكَ دَمٌ لا تَبْقَ مُنْتَظِرَا
إذا دَعَوْتَ السَّمَا أَنْ تُدْرِكَ المَطَرَا
إرْحَمْ أخاكَ وسامِحْ إن لَقِيتَ أذًى
يَسْمَعْ دُعاءَكَ رَبٌّ يَرْحَمُ البَشَرَا
ما لي أرَى النَّاسَ والإجْرامُ ببَيْنَهُمُ
فَلا يُعِيرونَهُ سَمْعًا ولا بَصَرَا
ولا يُحَرِّكُهُمْ مِنْ حُزْنِ ثاكِلَةٍ
لَطْمٌ عَلَى الخَدِّ أودَمْعٌ عَلَيْهِ جَرَى
لا عُذْرَ! إنْ سَكَتُوا ماتُوا عَلَى مَضَضٍ
فلا يَلومَنَّ مِنْهُمْ ساكِتٌ قَدَرَا
وقَدْ يَئِسْنا مِنَ الحُكَّامِ نَسْأَلُهُمْ
بَعْضَ الأَمَانِ فما ألْقَوْا لنا نَظَرَا
ونَحْنُ فِي خَوْفِنا نَمْضِي لِكارِثَةٍ
تَقْضِي عَلَيْنا ولا تُبْقِي لَنا أَثَرَا
إنْ لَمْ نَرُدَّ يَدًا لِلْقَتْلِ نُوقِفُهُ
زالَ الأَمانُ وَزادَ الشَّرُّ وانْتَصَرَا
جريس دبيات
الحمدان
08-02-2024, 04:27 PM
لا ، لا نَعُدُّ زَمانًا باتَ يُنْكِرُنا
ولا السِّنينَ الَّتِي تَاْتِي نُحَيِّيها
ما دامَتِ الدَّارُ تَرْجو عَوْدَ صاحِبِها
فَلا زَمانَ لَنا في بُعْدِ أَهْلِيها
مِن يَوِمِ نَكْبَتِنا ما عادَ مِنْ فَرَحٍ
والدَّارُ خِلْوٌ غُرابُ البَيْنِ آوِيْها
تََحْنُو عَلَى أَهْلِها والشَّوْقُ يَأْكُلُها
والنَّارُ تَحْرِقُها عَمْدًا بِما فِيها
ألحَقُّ أَبْقَى إِذا مَرَّ الزَّمانُ سُدًى
وصاحِبُ القَوْسِ يَوْمَ الحَقِّ بارِيها
ما كانَ مِنْ زَمَنٍ حُكْمٌ عَلَى وَطَنٍ
واللهُ فَوْقَهُما حُكْمًا وتَوْجِيها
إنْ مَاتَتِ الدّارُ مِن ظُلْمٍ نَمُتْ مَعَها
واللهُ أَقْدَرُ يُحْيِينا ويُحْيِيها
جريس دبيات
الحمدان
08-02-2024, 05:16 PM
سَأَحمِلُ روحي عَلى راحَتي
وَأَلقي بِها في مَهاوي الرَّدى
فَإِمّا حَياةٌ تَسُرُّ الصَديقَ
وَإِمّا مَماتٌ يَغيظُ العِدى
وَنَفسُ الشَريفِ لَها غايَتانِ
وُرودُ المَنايا وَنَيلُ المُنى
وَما العَيشُ لا عِشتَ إِن لَم أَكُن
فَخَوفَ الجِنابِ حَرامَ الحِمى
إِذا قُلتُ أَصغى لي العالَمونَ
وَدَوّى مَقالي بَينَ الوَرى
لَعَمرُكَ إِنّي أَرى مَصرَعي
وَلكِن أَغذُّ إِلَيهِ الخُطى
أَرى مَقتَلي دونَ حَقّي السَليب
وَدونَ بِلادي هُوَ المُبتَغى
يَلِذُّ لِأُذني سَماعُ الصَليل
يَهيِّجُ نَفسي مَسيلُ الدِّما
وَجِسمٌ تَجَدَّلَ فَوقَ الهِضابِ
تُناوشُهُ جارِحاتُ الفَلا
فَمِنهُ نَصيبٌ لِأُسدِ السَماءِ
وَمِنهُ نَصيبٌ لِأُسدِ الشَرى
كَسا دَمُهُ الأَرضَ بِالأُرجُوانِ
وَأَثقَلَ بِالعِطرِ ريحَ الصَبا
وَعَفَّرَ مِنهُ بَهِيَّ الجَبينِ
وَلكِن عَفاراً يَزيدُ البَها
وَبانَ عَلى شَفَتَيهِ اِبتِسام
مَعانيهِ هُزءٌ بِهذي الدُنا
وَناَم لِيَحلمَ حُلمَ الخُلودِ
وَيَهنَأَ فيهِ بِأَحلى الرُوءى
لَعُمرُكَ هذا مَماتُ الرِجالِ
وَمَن رامَ مَوتاً شَريفاً فَذا
فَكَيفَ اِصطِباري لِكَيدِ الحُقودِ
وَكَيفَ اِحتِمالي لِسومِ الأَذى
أَخَوفاً وَعِندي تَهونُ الحَياةُ
وَذُلّاً وَإِنّي لَرَبُّ الإِبا
بِقَلبي سَأَرمي وُجوهَ العُداة
وَقَلبي حَديدٌ وَناري لَظى
وَأَحمي حِياضي بِحَدِّ الحُسامِ
فَيَعلَمُ قَومي بِأَنّي الفَتى
......
الحمدان
08-02-2024, 05:17 PM
نَجمُ السُعودِ وَفي جَبينِكَ مَطلَعُهْ
أَنّى تَوَجَّهَ رَكبُ عِزِّكَ يَتبَعُهْ
سَهلاً وَطِئتَ وَلَو نَزَلتَ بِمَحمَلٍ
يَوماً لِأَمرَعَ مِن نُزولِكَ بَلقَعُهْ
وَالقَومُ قَومُكَ يا أَميرُ إِذا النَوى
فَرَقَتهُ آمالُ العُروبَةِ تَجمَعُهْ
مالوا إِلَيكَ وَكُلُّ قَلبٍ حَبَّةً
يَحدو بِهِ شَوقاً إِلَيكَ وَيَدفَعُهْ
يا ذا الأَميرِ أَمامَ عَينِكَ شاعِرٌ
ضُمَّت عَلى الشَكوى المَريرَةِ أَضلُعُهْ
المَسجِدُ الأَقصى أجئتَ تَزورُهُ
أَم جِئتَ مِن قَبلِ الضَياعِ تُوَدِّعُهْ
حَرمٌ تُباحُ لِكُلِّ أَوكعَ آبِقٍ
وَلِكُلِّ أَفّاقٍ شَريدٍ أربُعُهْ
وَالطاعِنونَ وَبورِكَت جَنباتُهُ
أَبناؤُهُ الظِيَم بِطَعنٍ يوجِعُهْ
وَغَداً وَما أَدناهُ لا يَبقى سِوى
دَمعٍ لَنا يَهمي وَسِنٌّ نَقرَعُهْ
وَيُقرِّبُ الأَمرَ العَصيبَ أسافلٌ
عَجِلوا عَلَينا بِالَّذي نَتَوَقَّعُهْ
قَومٌ تَضِلُّ لَدى السَدادِ حَصاتهُ
وَيُسَيطِرُ العادي عَلَيهِ وَيُخضِعُهْ
شَكوى وَتَحلو لِلمُضيمِ شَكاتُهُ
عِندَ الأَميرِ وَأَن تَرَقرَقَ أَدمُعُهْ
سِر يا أَميرُ وَرافَقَتكَ عِنايَةٌ
نَجمُ السُعودِ وَفي جبَينِكَ مَطلَعُهْ
عبدالرحيم محمود
الحمدان
08-02-2024, 05:18 PM
أَإِذا أَنشَدتُ يوفيكَ نَشيدي
حَقَّكَ الواجِبَ يا خَيرَ شَهيدِ
أَيُّ لَفظٍ يَسعَ المَعنى الَّذي
مِنكَ أَستَوحيهِ يا وَحيَ قَصيدي
لا يُحيطُ الشِعرُ فيما فيكَ مِن
خُلقٍ زاكٍ وَمِن عَزمٍ شَديدِ
كَمُلَت فيكَ المُروءاتِ فَلَم
يَبقَ مِنها زائِدٌ لِلمُستَزيدِ
أَيُّها القائِدُ لِم خَلَّفتَنا
وَلِمَن وَلَّيتَ تَصريفَ الجُنودِ
أَقفَر المَيدانُ مِن فُرسانِهِ
وَخَلا مِن أَهلِهِ غابَ الأُسودِ
خَمدَت نارٌ لَقَد أَضرَمتَها
لِعِدىً كانوا لَها بَعض الوُقودِ
وَالحِمى قَد ريعَ يا ذُخرَ الحِمى
وَغَدا بَعدَكَ مَنقوصَ الحُدودِ
لَم أَكُن قَبلَكَ أَدري ما الَّذي
يُرخِصُ الدَمعَ وَيودي بِالكُبودِ
إِنَّ يَوماً قَد رُزِئناكَ بِهِ
جاعِلٌ أَيّامَنا سوداً بِسودِ
هَلَكَت نَفسُ الأَودَّاءِ أِسىً
فيهِ وَاِرتاحَت لَهُ نَفسُ اللَدودِ
كُلُّ بَيتٍ لَكَ فيهِ مَأتَمٌ
يَندُبُ الناسُ بِهِ أَغلى فَقيدِ
لِلمُناجاةِ صَدىً مُرتَجَعٌ
في بِلادِ العُربِ سَهلٍ وَنُجودِ
بَرَزَت فيها المُصوناتُ ضُحىً
صارِخاتٍ قارِعاتٍ لِلخُدودِ
وَا حبيبَ الأُمَّةِ قَد يَتَّمتَنا
يا أَبا كُلِّ فَتاةٍ وَوَليدِ
صَعَّدوا مِن لَوعَةٍ زَفراتِهِم
فَأَذابَت قاسيَ الصَخر الصَلودِ
جَعَلوا مِن كُلِّ صَدرٍ مَسكَناً
لِاِرتِفاعٍ بِكَ عَن سُكنى اللُحودِ
كُلُّ قَلبٍ لَكَ فيهِ مصحَفٌ
فيهِ مِن ذِكرِكَ قُرآنُ خُلودِ
سوَرٌ قَد فُصِّلتُ آياتها
لَم تَزَل تُتلى عَلى الدَهرِ الأَبيدِ
أَيُّها القائِدُ هذي ميتَةٌ
طالَما رجَّيتها مُنذُ بَعيدِ
مَصرَعُ الأَبطالِ ما بَينَ الحَديد
في المَيادينِ وَرَفّاتِ البُنودِ
هذِهِ أَعراسُهُم صَخّابَةٌ
نَقرَةُ الدَفِّ بِها قَصفُ الرُعودِ
فَيُرَوُّونَ الثَرى مِن دَمِهِم
وَيُحنُّونَ بِهِ كَفَّ الصَعيدِ
وَيُزَفُّونَ عَلَيهِم حُلَلٌ
مِن نَجيعِ الحَربِ تُزري بِالبُرودِ
هُم تَعاويذُ الحِمى يُقصى بِهِم
عَنهُ مَكرُ السوءِ أَو كَيدُ الحَسودِ
تَحرِقُ العاتيَ أَنفاسُهُم
وَيُذيبونَ بِها غُلَّ القُيودِ
وَعَلى أَكتافِهِم تُجنى المُنى
وَيُشادُ الصَرحُ لِلعَيشِ الحَميدِ
يا شَهيداً قَد تَخِذنا قَبساً
مِنهُ يَهدينا إِلى النَهجِ السَديدِ
مَثَلٌ أَنتَ وَما أَن تُنتَسى
لا تَني تَرويكَ أَفواهُ الوُجودِ
مُتَّ في الحَربِ شَريفاً لَم تُطِق
رَبقَةَ الأَسرِ وَلا ذُلَّ العَبيدِ
هكَذا العارُ مَريرٌ وَردىً
وَالرَدى لِلحَرِّ مَعسول الوُرودِ
وَا حَبيبَ الأُمَّةِ قَد أَصبَحَ ال
عيشُ مِن بَعدِكَ لي جِدَّ نَكيدِ
جَمِدَ الدَمعُ بِعَيني جَزعاً
يا لِنارِ القَلبِ مِن دَمعي الجَمودِ
فَأَذَبتَ الروحَ أَبكيكَ بِها
بَدلَ الدَمعِ فَسالَت في نَشيدي
عبدالرحيم محمود
الحمدان
08-02-2024, 05:18 PM
تِلكَ أَوطاني وَهذا رَسمُها
في سُوَيداءِ فُؤادي مُحتَفَرْ
يَتَراءى لي عَلى بَهجَتِها
حَيثُما قَلَّبتَ في الكَونِ النَظَرْ
في ضِياءِ الشَمسِ في نورِ القَمَر
في النَسيمِ العَذبِ في ثَغرِ الزَهَرْ
في خَريرِ الجَدوَلِ الصافي وَفي
صَخَبِ النَهرِ وَأَمواجِ البَحَرْ
في هَتونِ الدَمعِ مِن هَولِ النَوى
في لَهيبِ الشَوقِ في قَلبي اِستَعَرْ
دِقَّةُ الناقوسِ مَعنى لِاِسمِها
وَاِسمُها مِلءَ تَسابيح السّحَرْ
فِكرَةٌ قَد خالَطَت كُلَّ الفِكَر
صورَةٌ قَد مازَجَت كُلًّ الصُوَرْ
هِيَ في دُنيايَ سِرٌّ مِثلَما
قَد غَدا اِسمُ اللَهِ سِرّاً في السُوَرْ
يا بِلادي يا مُنى قَلبيَ إِن
تَسلَمي لي أَنتِ فَالدُنيا هَدَرْ
لا أَرى الجَنَّةَ إِن أُدخِلتُها
وَهيَ خُلوٌ مِنكَ إِلّا كَسقَرْ
مُنيَتي في غُربَتي قَبلَ الرَدى
أَن أُمَلّي مِن مَجاليكَ البَصَرْ
ظَمِئَت نَفسي لِمَغناكِ فَهَل
يُطفىءُ الحَرقَةَ بِالفُؤادِ القَدَرْ
فَيُصلّي القَلبُ في كَعبَتِهِ
وَتَضُمُّ الروحُ قُدسِيَّ الحَجَرْ
وَتَمرِّينَ بَيمَناكِ عَلى
جَسَدٍ أَضناهُ في البُعدِ السَهَرْ
وَيُغَنّي الطَيرُ في أَشجارِهِ
نَغَماً يُرقِصُ أَعطافَ الشَجَرْ
خَبَرٌ تَنقُلُهُ ريحُ الصِبا
وَيُذيعُ الزَهرُ أَنسامَ الخَبَر
وَيُلاقي كُلُّ إِلفٍ إِلفَهُ
وَيَلُمّانِ الشَتيتَ المُنتَثِرْ
يا بِلادي أَرشِفيني قَطرَةً
كُلُّ ماءٍ غَيرَ ما فيكَ كَدَرْ
لَيتَ مِن ذاكَ الثَرى لي حَفنَةٌ
أَتَمَلّى مِن شَذا التُربِ العَطِرْ
عبدالرحيم محمود
الحمدان
08-02-2024, 05:19 PM
دَعا الوَطَنُ الذَبيحُ إِلى الجِهادِ
فَخَفَّ لِفَرطِ فَرحَتِهِ فُؤادي
وَسابَقتُ النَسيمَ وَلا اِفتِخارٌ
أَلَيسَ عَلَيَّ أَن أُفدي بِلادي
حَمَلتُ عَلى يَدي روحي وَقَلبي
وَما حَمَّلتُها إِلّا عَتادي
وَقُلتُ لِمَن يَخافُ مِنَ المَنايا
أَتَفرَقُ مِن مُجابِهَةِ الأَعادي
أَتَقعُدُ وَالحِمى يَرجوكَ عَوناً
وَتَجبُنُ عَن مُصاوَلَةِ الأَعادي
فَدونَكَ خِدرُ أُمِّكَ فَاِقتَحِمهُ
وَحَسبُكَ خِسَّةُ هذا التَهادي
فَلِلأَوطانِ أَجنادٌ شِدادُ
يَكيلونَ الدَمارَ لِأَيِّ عادي
يُلاقونَ الصِعابَ وَلا تُشاكي
أَشاوِسُ في مَيادينُ الجِلاد
تَراهُم في الوَغى أُسداً غِضاباً
مَعاويناً إِذا نادى المُنادي
بَني وَطَني دَنا يَومُ الضَحايا
أَغَرُّ عَلى رُبا أَرضِ المعادِ
فَمَن كَبشُ الفِداءِ سِوى شَبابٍ
أَبِيٍّ لا يُقيمُ عَلى اِضطِّهادِ
وَمَن لِلحَربِ إِن هاجَت لَظاها
وَمِن إِلّاكُمُ قَدحُ الزِنادِ
فَسيروا لِلنِّضالِ الحَقِّ ناراً
تُصَبُّ عَلى العِدى في كُلِّ وادِ
فَلَيسَ أَحَطَّ مِن شَعبٍ قَعيدٍ
عَنِ الجُلّى وَمَوطِنُهُ يُنادي
بَني وَطَني أَفيقوا مِن رُقادٍ
فَما بَعدَ التَعَسُّفِ مِن رُقادِ
قِفوا في وَجهِ أَيٍّ كانَ صَفّاً
حَديداً لا يَؤولُ إِلى اِنفِرادِ
وَلا تَجِموا إِذا اِربَدَّت سَماءٌ
وَلا تَهِنوا إِذا ثارَت بِوادي
وَلا تَقِفوا إِذا الدُنيا تَصَدَّت
لَكُم وَتَكاتَفوا في كُلِّ نادي
إِذا ضاعَت فِلِسطينُ وَأَنتُم
عَلى قَيدِ الحَياةِ فَفي اِعتِقادي
بِأَنَّ بَني عُروبَتِنا اِستَكانوا
وَأَخطَأَ سَعيَهُم نَهجَ الرَشادِ
عبدالرحيم محمود
فلسطين
الحمدان
08-02-2024, 05:20 PM
قَومي لَأَنتُم عِبرَة الأَقوامِ
هَل تُنسَبونَ لِيافِتٍ أَو سامِ
أَبناءُ عَمّي مِن نِزارٍ وَيَغرُبٍ
لَيسوا بِأَعرابٍ وَلا أَعجامِ
يَتَرَسَّمونَ الغَربَ حَتّى يُوشِكوا
أَن يَعبُدوهُ عِبادَةَ الأَصنامِ
ما قَلَّدوهُم مُبصِرينَ وَإِنَّما
تَبِعوا نِظامَهُمُ بِغَيرِ نِظامِ
لِلغَربِ عاداتٌ كَغازاتٍ سَرَت
في الشَرقِ مَسرى الداءِ بِالأَجسامِ
لا تَأمَنوا المُستَعمِرينَ فَكَم لَهُم
حَربٌ تَقَنَّعَ وَجهُها بِسَلامِ
حَربٌ عَلى لُغَةِ البِلادِ وَأَرضِها
لَيسَت تُشَنُّ بِمَدفَعٍ وَحُسامِ
وَالشَعبُ إِن سَلِمَت لَهُ أَوطانُهُ
وَلِسانُهُ لَم يَخشَ قَطعَ الهامِ
لا أَعرِفُ العَرَبِيَّ يَلوى فَكَّهُ
إِنَّ هَمَّ يَوماً فَكُّهُ بِكَلامِ
إِن فاهَ تَسمَعُ لَكنَةً مَمقوتَةً
مَن فيهِ سَكسونِيَّة الأَنغامِ
لَفظاً مِنَ الفُصحى وَآخَرَ نابِياً
كَالغازِ مَمزوجاً بِكَأسِ مُدامِ
لَهفي عَلى الفُصحى رَماها مَعشَرٌ
مِن أَهلِها شُلَّت يَمينُ الرامي
لَم يَهتَدوا لِكُنوزِها فَإِذا بِهِم
يَرمونَها بِالفَقرِ وَالإِعدامِ
الدَرُّ في طَيِّ البُحورِ مُخَبَّأٌ
وَالتِّبرُ إِن تَنشدهُ تَحتَ رُغامِ
لَن يَستَعيدَ العُربُ سالِفَ مَجدِهِم
وَلِسانُهُم غَرَضٌ لِرَميِ سِهامي
أَن يَرفَعوا ما اِنقَضَّ مِن بُنيانِهِم
فَالضادُ أَوَّلُ حائِطٍ وَدعامِ
إِن يَزهُ شَرقِيٌّ بِغَيرِ العُربِ مِن
أَجدادِهِ الأَتراكِ وَالأَروامِ
فَأَنا الفَخورُ بِأَنَّني لا يَنتَمي
لِلعُجمِ أَخوالي وَلا أَعمامي
إِن تَسأَلوا عَنّي إِلى مَن أَنتَمي
فَإلى رُعاةَ النوقِ وَالأَغنامِ
أَبِغَيرِ مَجدِ بَني نِزارَ وَيَعرُبٍ
يُزهى عِراقِيٌّ وَيَفخَرُ شامي
عبدالرحيم محمود
الحمدان
08-02-2024, 05:21 PM
كَشِّري ما شِئتِ يا سودَ اللَيالي
فَأَبو الطَّيِّبِ لا يَخشى العَوالي
إِن تَقاعَستُ عَنِ الحَربِ فَإِنّي
مُجرِمٌ يَقعُدُ عَن شَأوِ المَعالي
غايَتي أَلقى المَنايا عاجِلاً
في مَجالِ العِلمِ أَو ساحِ النِضالِ
فَاِبسِمي يا أُمُّ عَبدٍ إِنَّهُ
زُفَّ لِلحوَرِ وَوَلّى وَهيَ عالي
عبدالرحيم محمود
الحمدان
08-02-2024, 05:22 PM
قَد عِشتَ في الناسِ غَريباً وَها
قَد مُتَّ بَينَ الناسِ مَوتَ الغَريبْ
وَالناسُ مُذ كانوا ذَوو قَسوَةٍ
وَلَيسَ لِلبائِسِ فيهِم نَصيبْ
لَو كُنتَ في حَبلِكَ شَنّاقَهُم
لَوَلْوَلُوا حُزناً وَشَقّوا الجُبوبْ
أَو كُنتَ مِن سِلكٍ رَزّاقَهُم
لَقامَ عِندَ السَلِّ أَلفا خَطيبْ
وَنَزَّهوا حَبلَكَ عَن عَيبِهِ
وَبَلَّلوا السَلَّ بِذَوبِ القُلوبْ
لكِنَّكَ الحَمّالُ لَم يَطمَعوا
فيكَ وَلَم يَخشوا أَذاكَ الرَهيبْ
رَغيفُكَ الطاهِرُ غَمَّستَهُ
مِن عَرَقِ زاكٍ وَدَمعِ صَبيبْ
ما كُنتَ سَلّاباً أَخا غَصبَةٍ
بَل كُنتَ ذا حَقٍّ سَليبٍ غَصيبْ
فَرُحتَ لَم يَسكُب عَلَيكَ اِمرؤٌ
دَمعاً وَلا قَلبٌ رَفيقٌ يَلوبْ
وَلَم يُوَدِّعكَ حَبيبٌ وَقَد
يُهَوِّنُ الصَعبَ وَداعُ الحَبيبْ
حَبلُكَ وَالسَلُّ لَقَد أَودَيا
بِهَيبَةِ المَوتِ الوُقورِ الرَهيبْ
وَفيهِما لَو أَنصَفوا رِفعَةٌ
وَشاهِداً أَفضَلَ وَخَيرٍ وَطيبْ
قَد مَرَّ أَهلُ الدَربِ لَم يَأبَهوا
لِلمُهمَلِ المَطروحِ فَوقَ الدُروبْ
كَم قَد سَأَلتَ الناسَ ماءً فَلَم
يُجِبكَ النَزعُ شَفيقٌ مُجيبْ
أَو اِستَعَنتَ الطَبَّ لكِنَّما
لَم تَملِك الأَجرَ فَفَرَّ الطَبيبْ
أَو رُبَّما أَوصَيَت أَو شِئتَ أَن
توصي فَلَم يَسمَعَك حانٍ قَريبْ
رُبَّ صَغيرٍ لَكَ خَلَّفتَهُ
مُنتَظِراً إِيّاكَ حَتّى تَؤوبْ
يَرجوكَ لِلجوعِ الَّذي شَفَّهُ
يا غائِباً عَنهُ وَطالَ المَغيبْ
إِنَّ قَوافِيَّ عَلى قَحطِها
تَلقى بِمَرآكَ المَجالَ الخَصيبْ
بُرودكَ الهادىءُ قَد هاجَها
فَجَرَّرَت غَضَبي ذُيولُ اللَهيبْ
يامَوقِظَ النِقمَةِ في أَضلُعي
بَشَّعَتَ في عَيني الجَمالَ العَجيبْ
لِثَوبِكَ الرَثِّ وَإِخلاقَهُ
كَرِهتُ أَثوابَ الحَريرِ القَشيبْ
وَالجَسَدُ الجامِدُ في يُبسِهِ
كَرَّهَ لي الغُصنَ الطَرِيَّ الرَطيبْ
وَصَمتُكَ الرائِعُ يا موحِشي
بَغَّضَ لي الصَوتَ الحَنونَ الطَروبْ
زَهَّدَتني بِالعَيشِ في مَعشَرٍ
عارٍ عَنِ الرَحمَةِ خاوٍ جَديبْ
حَياتُكَ المَأساةُ مَثَّلتَها
ذِروَتَها الفَصلُ الأَخيرُ الكَئيبْ
وَراقَبَ الناسُ تَفاصيلَها
لكِنَّهُ ما إِن وَعاها رَقيبْ
يا حَسرَتاهُ قَد فاتَني بَدؤُها
وَأُسدِلَت قَبلي عَلَيها الحُجوبْ
أَولا فَلَو أَبصَرتَها كُلَّها
لَكُنتُ مِن وَجدي وَحُزني أَذوبْ
إِنّي مِنَ الناسِ وَلكِنَّني
في رِقَّتي عَنهُمُ بَعيدٌ جَنيبْ
أَبكي عَلى الظالِمِ مِن رِقَّةٍ
وَخِنجَر الظالِمِ مِنّي شَريبْ
فِراقُ هذا الناسِ عيدٌ فَلا
تَجزعْ وَذي الراحَةِ بَعدَ اللُغوبْ
عبدالرحيم محمود
الحمدان
08-02-2024, 05:23 PM
إِن تَجِد بابَ الأَماني مُغلَقاً
لا تُكَشِّرْ أَو تَلُم مَن سَكَّرَهْ
إِن بَوّاقَ الأَماني مَرِحٌ
يَبغُضُ اليَأسَ وَيَخشى الكَشَرَهْ
يا عَزيزي هَل تَرى الكَشرَةَ قَد
أَرجَعَت مِن فائِتٍ بَعدَ فَواتِ
بَينَما البَسمَةُ أَدنَت قاصِياً
أَوَما جَرَّبَتَ سِحرَ البَسَماتِ
إِنَّ لِلعَيشِ طَريقَينِ هُما الجِدُّ
في الضَحكَ وَجِدٌّ في البُكاءْ
لا تَقُل أُجبِرتُ في سَرِّهِما
فَلَكَ الخيرَةُ فَاِختَر ما تَشاءْ
ثُمَّ ما ساءَكَ مِن هذي الدُنى
ما الَّذي رَدَّ لَكَ الطَرفَ كَليلا
إِنَّ دُنياكَ الَّتي تَصنَعُها
فَسَّرَ الأَشياءَ تَفسيراً جَميلا
إِن يَكُن خانَكَ إِلفٌ في الهَوى
وَتَذَوَّقتَ مَريراً غَدرَهُ
فَهوَ أَعفاكَ وَأَخلى عامِداً
شقَّةً في القَلبِ اِسكِن غيرَهُ
عبدالرحيم محمود
الحمدان
08-02-2024, 05:23 PM
دَنا المَوتُ مِنّي أَبا جَعفَرٍ
وَغاضَ الجَمالُ وَزاغَ البَصَرْ
سَأَقضي غَداً فَالوَداعَ الوَداع
وَداع الفِراقِ وَداع العُمُرْ
وَاِعبُرُ بَرزَخَ هذي الحَياةْ
وَكُلُّ عَناءٍ لَهُ مُستَقَرْ
لَكَ اللَهُ سَعَّرتَ نارَ الجَوى
بِقَلبي وَجانَبتَ لَمّا اِستَعَر
فَكُنتُ أُنادي الحَريقَ الحَريقْ
وَنادَيتُ يا نارُ كوني أَحَرْ
وَما كُنتَ تَعطِفُ عَطفَ العَشيق
وَتَخنو حُنُوَّ الحَبيبِ الأَبَرْ
تَعَذَّبتُ في الحُبِّ مَن في الهَوى
تَذَوَّقَ ما ذُقتُ مَن في البَشَرْ
أَهَنتُ عَزيزي وَأَسلَمتُ نَفسي
إِلَيكَ لِتَرضى أَلا تَذَّكِرْ
وَخالَفتُ أَهلي وَعادَيتُهُم
وَهُم مِثلَما قَد عُلِمَت الغُسُرْ
وَحاذَرتُ مِنكَ النَوى وَالصُدود
وَلَم يُغنِ عَنّي شَديدُ الحَذَرْ
وَها أَنَت قَد بِنتَ وَاِحَسرَتاه
وَغادَرَتني لِعَذاري أُخَرْ
وَلَم يَبقَ مِنكَ سِوى ذِكرَيات
وَلَم يَبقَ لي مِنكَ إِلّا صُوَرْ
فَها أَنتَ في الدَيرِ تَشكو الهَوى
وَمِن أَلَمِ البُعدِ لا تَختَصِرْ
وَها أَنتَ تَبكي بُكاءَ الرَضيع
فَأَمتَصُّ مِن مُقلَتَيكَ العِبَرْ
وَأَرمي بِنَفسي عَلى ساعِدَيك
فَتَرفُقَ بِالخَصَر لا يَنكَسِرْ
تُدَغدِغُ نَهدِيَ يا لَلغَرام
وَيا لِزَمانٍ تَقَضّى وَمَرْ
وَها أَنَذا في فِراشِ المَمات
أَتَسمَعُ نَجوى الَّتي تَحتَضِرْ
عَجِبتُ لِقَلبي يَصونُ العُهود
وَيُوفي الوُعودَ لِمَن قَد غَدَرْ
فَلَيتَكَ يا قَلبُ لَمّا عَلِقت
بِهِ صَرَعَتكَ أَيادي القَدَرْ
لَقَد قُدتَني لِسَبيلِ الفَناء
وَمَن كانَ هاديهِ أَعمى عَثَرْ
لِمَ الذُلَّ يا رَبَّةَ الكِبرِياء
لِإِذلالُكَ النَفسَ إِحدى الكُبَرْ
سَتَقضينَ عَمّا قَريبٍ فَما
يَهُمُّكِ هَجر الَّذي قَد هَجَر
تَنَاسَيهِ لا يَزدَهيهِ الغُرور
فَيَشمَتُ قَلبٌ لَهُ كَالحَجَرْ
أَموتُ وَتَهوى مِنَ الغيدِ غَيري
لِهذا مِنَ المَوتِ عِندي أَمَرْ
أَبَعدي تَهونُ عَلى مَن تُحِب
لِيَ اللَهُ غائِرَة تَستَعِرْ
وَدَدتُ لَوَ اَنَّكَ بَينَ اليَدَين
أَضُمُّكَ لِلصَّدرِ ضَمّاً عَسِرْ
وَأَلتَفُّ لَفَّ الأَفاعي عَلَيك
وَأَنظُرُ سُمِّيَ فيكَ اِنتَشَرْ
وَيَجمَعُنا مَيِّتينَ السَريرُ
وَيا طالَما جَمَعَتنا السُرُرْ
وَتَقضي وَيَقضَينَ حُزناً عَلَيك
وَما نالَ مِنكَ سِوايَ الوَطَرْ
وَلكِن لِماذا بَل اِبقَ اَبراهيم
وَخُذ في هَوى الغيدِ بَعدي وَذَرْ
سَأَصبِرُ باقيَ هذي الحَياة
وَأَيُّ الأَحِبَّةِ مِثلي صَبَرْ
وَلكِن تَعالَ وَقِف فَوقَ رَأسي
وَقَبِّل مَعينَ الّلمى وَالحَوَرْ
وَبَلِل مُصَوّحَ وَردِ الخُدود
بِمَدمَعِكَ الساجِم المُنهَمِرْ
أَموتُ أَبا جَعفَرٍ فَالوَداع
وَداعَ الفِراقِ وَداعَ العُمُرْ
عبدالرحيم محمود
الحمدان
08-02-2024, 05:24 PM
دَعيني فَقَد أَيقَظتِ بي كامِنَ الأَسى
وَهِجتِ جِراحَ الحُبِّ في قَلبيَ الدامي
غَدَرتِ وَجِئتِ الآنَ تَستَغفِرينَني
لِنَقضِكِ عَهدَ الحُبِّ مِن بَعدِ إِبرامِ
دَعيني فَلا قَلبي عَلَيكِ بِعاطِفٍ
حَناناً وَلا دَمعي لَدى فُرقَةٍ هامي
لَقَد ضَلَّ عَقلي فيكِ وَها أَنا
عَرَفتُ سَبيلَ الحُبِّ مِن بَعدِ تَهيامي
رَبيتِ عَلى روحي نَعمْ وَعَلى دَمِي
وَلكِن سُدىً ضاعَت بِحُبِّكِ أَيّامي
فَيالَيتَني مِن قَبلُ صَدَّقتُ عُذَّلي
وَطاوَعتُ في بدءِ المَلامَةِ لوّامي
بَنيتُ وَأَعلَيتُ الأَمانيَ ضَلَّةً
فَهَدَّمتِ لي بِالغَدرِ شامِخَ أَحلامي
طَمَستِ عَلى قَلبي فَلا اِسمُكِ فَوقَهُ
يَعيشُ وَلا زَهَو الهَوى فَوقَهُ نامي
وَقَلبُكِ هذا يا لِقَلبِكِ غادِراً
سَأَسحَقُهُ ثَأراً لِقَلبي بِأَقدامي
فَذوقي الَّذي قَد ذُقتُ أَنتِ ظَلَمتِني
بِحُبّي وَآمالي وَلَستُ بِظَلّامِ
عبدالرحيم محمود
الحمدان
08-02-2024, 05:25 PM
العُربُ ما خَضَعوا لِسُلطَةِ قَيصَرِ
يَوماً وَلا هانوا أَمامَ تَجبُّرِ
لا يَصبِرونَ عَلى أَذىً مَهما يَكُنْ
وَالحُرُّ إِن بَسَمَ الأَذى لَم يَصبِرِ
والتُركُ قَد كَبِروا وَإِنّا مَعشَرٌ
كَبروا فَوقَ تَكبُّرِ المُتَكَبِّرِ
وَإِذا بِهِ أَمرٌ نَبيِّتُهُ لَهُم
تَحتَ الأَسِنَّةِ وَالقَنا وَالسَمهَري
وَأَتى الحَليفُ وَقامَ في أَعتابِنا
مُتَحَيِّراً أَنا هُدى المُتَحَيِّرِ
وَاِستَنصَرَ العَربَ الكِرامَ إِنَّهُم
غوثُ الطَريدِ وَنُصرَةُ الُستَنصِرِ
وَإِذ عتاقُ العُربُ تورى في الدُجى
قَدحاً وَتَصهَلُ تَحتَ كُلِّ غَضَنفَرِ
وَإِذا السُيوفُ كَأَنَّهُنَّ كَواكِبٌ
تَهوى تَلامِعُ في العِجاجِ الأَكدَرِ
رَجَحَت مَوازينُ الحَليفِ وَمَن نَكُن
مَعَهُ يُرَجَّحُ بِالعَظيمِ الأَكثَرِ
وَبَنَت لَنا أَسيافُنا صَرحاً فَلَم
يَحفَظَ جَميلَ العُربِ يا لِلمُنكِرِ
في ذِمَّةِ الرَحمنِ صَرعى جدَّلوا
وَعَلى ثَرىً بِدَمِ الرِجالِ مُعَصفَرِ
غَدرَ الحَليفُ وَأَيُّ وَعدٍ صانَهُ
يَوماً وَأَيَّةُ ذِمَةٍ لَم يَخفرِ
لِما قَضى وَطراً بِفَضلِ سُيوفِنا
نَسِيَ اليَدَ البَيضا وَلَم يَتَذَكَّرِ
وَإِذا الدَّمُ المهراقُ لا بِمراقِهِ
حَدوى وَلا بِنَجيعِهِ المُتَحَدِّرِ
يا ذا الحَليف سُيوفُنا وَرِماحُنا
لَم تَنثَلِمْ فَاِعلَم وَلَم تَتَكَسِّرِ
بِالأَمسِ أَبلَت في عِداكَ وَفي غَدٍ
في كُلِّ قَلبٍ غادِرٍ مُتَحَجِّرِ
تَغلِي الصُدورَ وَلَيسَ في غَلَيانِها
إِلّا نَذيرُ العاصِفِ المُتَفَجِّرِ
وَلَقَد تَصَبَّرنا عَلَيكَ فَلَم نُطِق
مِنكَ المَزيدُ وَلات حينَ تَصَبُّرِ
هذي البِلادُ عَرينُنا وَفِدىً لَها
مِن نَسلِ يَعرُبَ كُلُّ أَسدٍ هَصَّرِ
عبدالرحيم محمود
الحمدان
08-02-2024, 05:26 PM
فيمَ اِنفِرادُكَ لا أَنيسَ
تَراهُ في القَفرِ المُخيفْ
في رِبقَةِ الوَهجِ الحَرورِ
وَغَلِّ عاصِفَةٍ عَصوفْ
وَصَبَرتَ لِلهوجِ اللَوافِحِ
في الضُحى صَبرُ الأَنوفْ
أَرَضيتَ بِالصَحراءِ عَن
ظِلِّ المُنَمَّقَةِ الغَريفْ
وَطَلَبتَ وَحدَةَ راهِبٍ
فيها وَعُزلَةَ فَيلَسوفْ
هَل كُنتَ يَوماً في القُصور
وَعِفتَ ضافِيَةَ القُصورِ
وَأَبيتَ أَن تُبنى عَلَيكَ
صُروحَ بُهتانٍ وَزورِ
فَنَجَوتَ لِلصَّحراءِ مِن
صَخَبِ المَزاهِرِ وَالزُمورِ
تَعلو عَلى نَغَمِ الأَنينِ
وَنَشجَةِ القَلبِ الكَسيرِ
أَم كُنتَ شاهِدَ مَصرَعِ الأَخلاقِ
في البَيتِ الكَبيرِ
فَهَرَبتَ إِنَّكَ في الجَمادِ
إِذَن لَذو أَسمى شُعورِ
هَل كُنتَ قَطُّ مُجَنَّةً
مِن كيدِ باغٍ ظالِمِ
وَحَميتَ هامَةَ مُبتَلي
وَفَلَقتَ هامَةَ غاشِمِ
وَجَثُمتَ فَوقَ عِظامَهِ
فَصَرَخنَ تَحتَ الجاثِمِ
هَل كُنتَ سَدّاً فَوقَهُ
تَكبو مَطايا القاحِمِ
وَعَلى المَهامَةِ صُوَّة
تَهتَدي ضَلالَ الهائِمِ
إِن كُنتَ ذاكَ بَذَذتَ في
الإِحسانِ خِلقَةَ آدَمِ
أَنتَ الوَحيدُ هُنا ومالي
لا أَقولُ أَنا الوَحيدْ
هَيمانُ لا أَدري الغُداةَ
طَريقَ مَنجاتي طَريدْ
وَإِذا قَعَدتُ كَما قَعَدتَ
أضَرَّ بِالروحِ القُعودْ
وَالروحُ يا بَعضَ الجَمادِ
عَنىً وَمَحمَلُها بُؤودْ
تَأبى الجُمودَ حَصافَةً
مِنها وَيَأباها الجُمود
قُل لي إِذا لَكَ مَسلَكٌ
جَدَدُ وَمُطَّرَقٌ سَديدْ
عبدالرحيم محمود
الحمدان
08-02-2024, 05:27 PM
إِذا رَقَّ إِحساسُنا في الوُجود
وَفاضَت أَحاسيسُنا الشاعِرَهْ
إِذا ما صَهَرنا قُيودَ العَبيدِ
بِنارٍ مِنَ القُوَّةِ القاهِرَهْ
إِذا ما نَعِمنا بِلُقيا المُنى
وَقَرَّت رَغائِبُنا الحائِرَهْ
إِذا كانَ هذا فَثَمَّةَ عيد
وَتِلكَ مَظاهِرُهُ الساحِرَهْ
وَثَمةَ يَحسنُ وَجهَ الحَياةِ
فَتُصبِحُ فَتّانَةً ناضِرَهْ
وَتُجمِل دُنيا زَهرَ نابِها
وَإِلّا فَمَوعِدُنا الآخِرَهْ
عبدالرحيم محمود
الحمدان
08-02-2024, 05:27 PM
هَل غَيرُ سَيلٍ مِن دَمٍ دافِقِ
يَروي غَليلَ الساخِطِ الحانِقِ
أَم غَيرَ لَألاءِ الظِبا وَالقَنا
يُزيلُ مِن قَلبي دُجى الغاسِقِِ
كَرِهتُ ذا العالِمَ هَل مَأبَقٌ
في عالَمٍ آخَرَ لِلآبِقِ
ضاقَت بِيَ الدُنيا وَإِنّي بِها
أَضيَقُ يا لي مِن فَتىً ضائِقِ
روحِيَ عِبءٌ مُثقِلٌ عاتِقي
أَيّانَ أَلقِى العِبءَ عَن عاتِقي
تَغلو عَلى الناسِ وَلكِنَّني
أَبيعُها لِلنّاسِ بِالدافِقِ
مَتى أَراني بِتُّ طَيَّ الثَرى
يَسحَقُني بِالكَلكَلِ الساحِقِ
وَأَغمِضُ العَينَينِ عَن عالَمٍ
لا يَعتَلى فيهِ سِوى الفاسِقِ
يَحظى بِهِ الكَذّابُ بِالمُشتَهى
وَالتَعسُ لِلمُخلِصِ وَالصادِقِ
الخَيرُ وَالخُبزُ غَدا حِكرَةً
لِبَعضِهِم وَالوَيلُ لِلسّارِقِ
هُم أَوجَدوا السارِقَ مِن حاجَةٍ
وَقيلَ هذي قِسمَةُ الخالِقِ
يا مَنطِقاً لَم يُروَ عَن عاقِلٍ
العَيُّ خَيرٌ مِنهُ لِلنّاطِقِ
قَد مُحِقَ العَدلُ فَلا عادِلٌ
أَما لِأَهلِ الأَرضِ مِن ماحِقِ
مَتى أَرى الحَقَّ وَأَصحابَهُ
يَعلونَ مِن أَدنى إِلى شاهِقِ
وَأُبصِرُ الشَرَّ وَأَربابَهُ
يَهوونَ مِن أَعلى إِلى ساحِقِ
عبدالرحيم محمود
الحمدان
08-02-2024, 05:28 PM
عيدٌ بِأَحناءِ الصُدورِ يُقامُ
مِن وَحيِهِ الأَشعارُ وَالإِلهامُ
حُلُمٌ لَقَد لابَت عَلَيهِ نُفوسُنا
أَجمِلْ بِأَن تَتَحَقَّقَ الأَحلامُ
جَمعَ الشَتيتَ فَكُلُّ قُطرٍ دُرَّةٌ
في تاجِهِ وَالوِحدَةُ النَظّامُ
فَإِذا تَشَكّى النَيلُ مِن آلامِهِ
شَقَّت مَرائِرَ دِجلَةَ الآلامُ
وَإِذا تَنادى المَغرِبُ الأَقصى لَدى
جُلّى اِستَجابَت لِلنِّداءِ الشامُ
ذَهَبَت خُرافاتُ الجُدودِ فَكُلُّها
وَطَنٌ لَنا لَو صَحَّت الأَفهام
حَفيَ اللِسانُ وَجَفَّتِ الأَقلامُ
وَالحالُ حالٌ وَالكَلامُ كَلامُ
مَرَّت بِنا الأَيّامُ لَم نَسلُكُ بِها
جُدَدَ الصَوابِ وَمَرَّتِ الأَعوامُ
وَالزَورَقُ التَوهانُ سارَ مُحَيَّرا
فَوقَ الخِضَمِّ دَليلَهُ الأُوهامُ
وَتَخاصُمُ القَوادِ بَينَ مُشَرِّقٍ
وَمُغَرِّبٍ وَتَقَطَّعَت أَرحامُ
فَإِذا المَنابِرُ صاخِباتٌ حَفَّلٌ
يُرغى بِها التَهويشُ وَالإيهامُ
وَإِذا الضَلالُ لَهُ هُناكَ سُرادِقُ
مَضروبَةٌ عُبِدَت بِها الأَصنامُ
وَالحُرُّ وَاِبنُ الحَرِّ لَيسَ مَطِيَّةً
يُمطى وَيَكبَحُ أَصغَريهِ لِجامُ
فَيَقولُ حَقّاً لَيسَ يَخشو لَومَةً
وَالحَقُّ أَروَعُ ما حَوى الإِسلامُ
مَرَّت بِنا الأَيّامُ بَينَ تَعَلَّلٍ
بِغَدٍ فَضاعَت بِالرُوءى الأَحلامُ
ظَلنا نَقولُ غَداً غَداً هَل حُقِّقَت
لِلائِبينَ عَلى غَدِ أَحلامُ
ظِلنا نَقولُ غَداً يَفيقُ ضَميرُ مَن
فَقَدَ الضَميرَ وَيَعدُلَ الظُلاّمُ
ظَلنا نَقولُ حَبائِبٌ ضَرَباتُهُم
مَقبولَةٌ ما إِن لَها إيلامُ
ظَلنا نُغَرَّرُ بِالوُعدودِ وَيَنطَلي
كَذِبٌ وَيَفعَلُ فِعلهُ الأَيهامُ
خَرَجوا لَنا بِالسُحبِ مِن أَقسامِنا
يا وَيلَنا إِنَّ الهَوى أَقسامُ
بَلفورُ ما بِلفورُ ماذا وَعُدُهُ
لَو لَم يَكُن أَفعالنا الإِبرامُ
إِنّا بِأَيدينا جَرَحنا قَلبَنا
وَبِنا إِلَينا جاءَت الآلامُ
فينا عَنِ الحُبِّ المُجَمَّعِ جَفوَة
وَلَنا بِصَحراءِ الخِصامِ هُيامُ
وَالخَطبُ فَرَّقَنا قَبائِلَ جَمَّةً
وَالخَطبُ عِندَ عُداتِنا لَمّامُ
يا قادَةً إِلّا الَّذينَ أَجِلُّهُم
عَمّا يُذَمُّ وَقَد عَداهُم ذامُ
نَحنُ الضَحايا لا نُريدُ مَثوبَةً
وَأَقَلَّها التَعريفُ وَالإِعلامُ
أَوَ لَيسَ مِن دَورٍ لَنا نُلهى بِهِ
إِلّا وَداعٌ حافِلٌ وَسَلامُ
قَل لا وَأَتَّبِعها الفِعالَ وَلا تَخَف
وَاِنظُر هُنالِكَ كَيفَ تُحنى الهامُ
إِصهَر بِنارِكَ غُلَّ عُنقِكَ يَنصَهِر
فَعَلى الجَماجِمِ تُركَزُ الأَعلامُ
وَأَقِم عَلى الأَشلاءِ صَرحَكَ إِنَّما
مِن فَوقِهِ تُبنى العُلا وَتُقامُ
وَاِغصب حُقوقَكَ قَطُّ لا تستَجدِها
إِنَّ الأَلى سَلَبوا الحُقوقَ لِئامُ
هذي طَريقُكَ لِلحَياةِ فَلا تَحِد
قَد سارَها مِن قَبلِكَ القَسّامُ
عبدالرحيم محمود
الحمدان
08-02-2024, 05:29 PM
تِلكَ أَوطاني وَهذا رَسمُها
في سُوَيداءِ فُؤادي مُحتَفَرْ
يَتَراءى لي عَلى بَهجَتِها
حَيثُما قَلَّبتَ في الكَونِ النَظَرْ
في ضِياءِ الشَمسِ في نورِ القَمَر
في النَسيمِ العَذبِ في ثَغرِ الزَهَرْ
في خَريرِ الجَدوَلِ الصافي وَفي
صَخَبِ النَهرِ وَأَمواجِ البَحَرْ
في هَتونِ الدَمعِ مِن هَولِ النَوى
في لَهيبِ الشَوقِ في قَلبي اِستَعَرْ
دِقَّةُ الناقوسِ مَعنى لِاِسمِها
وَاِسمُها مِلءَ تَسابيح السّحَرْ
فِكرَةٌ قَد خالَطَت كُلَّ الفِكَر
صورَةٌ قَد مازَجَت كُلًّ الصُوَرْ
هِيَ في دُنيايَ سِرٌّ مِثلَما
قَد غَدا اِسمُ اللَهِ سِرّاً في السُوَرْ
يا بِلادي يا مُنى قَلبيَ إِن
تَسلَمي لي أَنتِ فَالدُنيا هَدَرْ
لا أَرى الجَنَّةَ إِن أُدخِلتُها
وَهيَ خُلوٌ مِنكَ إِلّا كَسقَرْ
مُنيَتي في غُربَتي قَبلَ الرَدى
أَن أُمَلّي مِن مَجاليكَ البَصَرْ
ظَمِئَت نَفسي لِمَغناكِ فَهَل
يُطفىءُ الحَرقَةَ بِالفُؤادِ القَدَرْ
فَيُصلّي القَلبُ في كَعبَتِهِ
وَتَضُمُّ الروحُ قُدسِيَّ الحَجَرْ
وَتَمرِّينَ بَيمَناكِ عَلى
جَسَدٍ أَضناهُ في البُعدِ السَهَرْ
وَيُغَنّي الطَيرُ في أَشجارِهِ
نَغَماً يُرقِصُ أَعطافَ الشَجَرْ
خَبَرٌ تَنقُلُهُ ريحُ الصِبا
وَيُذيعُ الزَهرُ أَنسامَ الخَبَر
وَيُلاقي كُلُّ إِلفٍ إِلفَهُ
وَيَلُمّانِ الشَتيتَ المُنتَثِرْ
يا بِلادي أَرشِفيني قَطرَةً
كُلُّ ماءٍ غَيرَ ما فيكَ كَدَرْ
لَيتَ مِن ذاكَ الثَرى لي حَفنَةٌ
أَتَمَلّى مِن شَذا التُربِ العَطِرْ
عبد الرحيم محمود
الحمدان
08-02-2024, 05:32 PM
إذا قيل أن الناس ترجو مودةً
بذلنا لهم كل الوداد بلا قدرِ
حفظنا لهم حق الجوار وذمة
بميراثِ آباءٍ كِرامٍ مدى الدهرِ
وإن قلبوا ظهرَ المِجنّ لودّنا
فأخلاقنا تعلو بنا وبهم تُزري
نايف الهذلي
الحمدان
08-02-2024, 05:34 PM
إني وإن عاث المشيبُ بمَفرقي
لَأُحِسُّ أني ما أزالُ رضيعا
قلبي صبيٌّ والحياةُ صبيةٌ
وكهولتي تتقبّلُ التطبيعا
ألهو مع الأترابِ فوق ترابِها
وأشدُّ خيطَ الأمنيَاتِ سريعا
أحيا على نبضِ المحبةِ عاشقاً
وأعيشُ أهوالَ الفصولِ ربيعا
طهّرتُ قلبي من مطامعِ عصرِكمْ
وغفوتُ في مهدِ الحياةِ وديعا
......
الحمدان
08-02-2024, 05:35 PM
صلّى الإله على النّبيّ الهادي
ما سار في الأرجاء صوت منادي
ما ردّد الكون الفسيح (محمدًا)
حين الأذان علا على الأشهادِ
صلّى الاله على النّبيّ محمّدٍ
والآلِ والأصحابِ خيرِ عبادِ
صلّى عليه الله من غير انتها
بتتابع الأرقام والأعدادِ
الحمدان
08-02-2024, 05:37 PM
يا مَن يُعلمني نحواً وتَوريةً
تعال أخبِرْكَ ماذا يَصنع البَدلُ
لا تَحسبِ الأرضَ عن إنجابِها عَقِرت
مِن كُلِّ صَخرٍ سَيأتي لِلفِدا جَبَلُ
فالغصنُ يُنبتُ غصناً حين نَقطعه
والليلُ يُنجبُ صبحاً حين يَكتملُ
سَتمطر الأرضُ يَوماً رغم شِحّتِها
ومِن بطونِ المآسي يُولَدُ الأملُ!
......
الحمدان
08-02-2024, 05:38 PM
خَلعتُ ثوبَ اصطِبارٍ كانَ يَستُرنُي
وبانَ كِذبُ ادِعائي أنَّني جَلِدُ
بكَيتُ حتَّى بكا من ليسَ يعرِفُني
ونُحتُ حتَّى حكاني طائرٌ غَرِدُ
وَلِأنَّ بَعضَ الحَالِ يصعبُ شَرحهُ
آثَرتُ صَمتًا و السُّكُوتُ مريرُ
......
الحمدان
08-02-2024, 05:43 PM
لله درُّك حين تركع في الضحى
والقلب من كَدَر الصّوارف قد صحا
إن النبيّ المصطفى وصّى بها
وأتمُّها زمناً إذا اشتدَّ الضّحى
بقلمي
الحمدان
08-02-2024, 05:44 PM
أنا المُسافِرُ و الأَحلامُ تَحمِلُني
القلبُ بَوصَلَتِي، والعقلُ مِصباحي
الأرضُ بَيتي و كلُّ الناسِ عائِلَتي
بالحُبِ أُوصِلُ أرواحاً بِأرواحِ
آمنتُ باليُسرِ بَعدَ العُسر في ثقَةٍ
بِمَن يُحَوِلُ أحزاني لأفراحِ
......
الحمدان
08-03-2024, 12:35 AM
حارِ بنَ كَعبٍ أَلا الأَحلامُ تَزجُرُكُم
عَنّي وَأَنتُم مِنَ الجوفِ الجَماخيرِ
لا عَيبَ بِالقَومِ مِن طولٍ وَلا عِظَمٍ
جُسمُ البِغالِ وَأَحلامُ العَصافيرِ
كَأَنَّهُم قَصَبٌ جوفٌ مُكاسِرُهُ
مُثَقَّبٌ فيهِ أَرواحُ الأَعاصيرِ
أَلا طِعانٌ أَلا فُرسانُ عادِيَةٍ
إِلّا تُجَشُّؤُكُم حَولَ التَنانيرِ
دَعوا التَخاجُؤَ وَاِمشوا مِشيَةً سُجُحاً
إِنَّ الرِجالَ ذَوُو عُصبٍ وَتَذكيرِ
لا يَنفُعُ الطولُ مِن نوكِ القُلوبِ وَلا
يَهدي الإِلَهُ سَبيلَ المَعشَرِ البورِ
إِنّي سَأَنصُرُ عِرضي مِن سَراتِكُمُ
إِنَّ الحَماسَ نَسِيٌّ غَيرُ مَذكورِ
أَلفى أَباهُ وَأَلفى جَدَّهُ حُبِسا
بِمَعزِلٍ عَن مَعالي المَجدِ وَالخيرِ
حسان بن ثابت
المخضرمون
الحمدان
08-03-2024, 12:36 AM
لَستَ إِلى عَمرٍ وَلا المَرءِ مُنذِرٍ
إِذا ما مَطايا القَومِ أَصبَحنَ ضُمَّرا
تَمَنّى ضِرارٌ وَالأَمانِيُّ جَمَّةٌ
مُنى الجَهلِ أَن يَلقى بِضَجنانَ مُنذِرا
فَلَيتَ وَرَبِّ الراقِصاتِ إِلى مِنىً
خَوارِجَ مِن نَقفِ الكُديدينِ ضُمَّرا
فَدَع عَنكَ سَعداً إِنَّ سَعداً وَمُنذِراً
سَواءٌ إِذا شَدّا لِحَربِكَ مِئزَرا
فَلَولا أَبو وَهبٍ لَمَرَّت قَصائِدٌ
عَلى شَرَفِ البَلقاءِ يَهوينَ حُسَّرا
فَإِنّا وَمَن يُهدي القَصائِدَ نَحوَنا
كَمُستَبضِعٍ تَمراً إِلى أَهلِ خَيبَرا
فَلا تَكُ كَالوَسنانِ يَحلُمُ أَنَّهُ
بِقَريَةِ كِسرى أَو بِقَريَةِ قَيصَرا
وَلا تَكُ كَالثَكلى وَكانَت بِمَعزِلٍ
عَنِ الثُكلِ لَو كانَ الفُؤادُ تَفَكَّرا
وَلا تَكُ كَالشاةِ الَّتي كانَ حَتفُها
بِحَفرِ ذِراعَيها فَلَم تَرضَ مَحفَرا
وَلا تَكُ كَالغاوي فَأَقبَلَ نَحرَهُ
وَلَم يَخشَهُ سَهماً مِنَ النَبلِ مُضمَرا
أَتَفخَرُ بِالكَتّانِ لَمّا لَبِستَهُ
وَقَد يَلبَسُ الأَنباطُ رَيطاً مُقَصَّرا
حسان بن ثابت
الحمدان
08-03-2024, 12:36 AM
لَو كانَ في الدارِ قَرمٌ ذو مُحافَظَةٍ
حامي الحَقيقَةِ ماضٍ خالُهُ أَنَسُ
إِذاً حَلَلتَ خُبَيبٌ مَنزِلاً فُسِحاً
وَلَم يُشَدَّ عَلَيكَ الكَبلُ وَالحَرَسُ
وَلَم يَسُقكَ إِلى التَنعيمِ زِعنِفَةٌ
مِنَ المَعاشِرِ مِمَّن قَد نَفَت عُدُسُ
صَبراً خُبَيبُ فَإِنَّ القَتلَ مَكرُمَةٌ
إِلى جِنانِ نَعيمٍ يَرجُعُ النَفَسُ
دَلّوكَ غَدراً وَهُم فيها أُلو خُلُفٍ
وَأَنتَ ضَيمٌ لَها في الدارِ مُحتَبَسُ
حسان بن ثابت
الحمدان
08-03-2024, 12:36 AM
صابَت شَعائِرُهُ بُصرى وَفي رُمَحٍ
مِنهُ دُخانُ حَريقٍ كَالأَعاصيرِ
أَفنى بِذي بَعلَ حَتّى بادَ ساكِنُها
وَكُلُّ قَصرٍ مِنَ الخِمّانِ مَعمورِ
فَأَعجَلَ القَومَ عَن حاجاتِهِم شُغُلٌ
مِن وَخزِ جِنٍّ بِأَرضِ الرومِ مَذكورِ
حسان بن ثابت
الحمدان
08-03-2024, 12:36 AM
ما بالُ عَينِكَ يا حَسّانُ لَم تَنَمِ
ما إِن تُغَمِّضُ إِلّا مُؤثِمَ القَسَمِ
لَم أَحسِبِ الشَمسَ تَبدو بِالعِشاءِ فَقَد
لاقَيتَ شَمساً تُجَلّي لَيلَةَ الظُلَمِ
فَرعُ النِساءِ وَفَرعُ القَومِ والِدُها
أَهلُ الجَلالَةِ وَالإيفاءِ بِالذِمَمِ
لَقَد حَلَفتَ وَلَم تَحلِف عَلى كَذِبٍ
يا اِبنَ الفُرَيعَةِ ما كُلِّفتَ مِن أَمَمِ
حسان بن ثابت
الحمدان
08-03-2024, 12:37 AM
سَلامَةُ دُميَةٌ في لَوحِ بابٍ
هُبِلتَ أَلا تُعِزُّ كَما تُجيرُ
تَقَلَّد أَيرَ زِنباعٍ وَرَوحٍ
سَلامَةُ إِنَّهُ بِئسَ الخَفيرُ
وَلا يَنفَكُّ ما عاشَ اِبنُ رَوحٍ
جُذامِيٌّ بِذِمَّتِهِ خَتورُ
حسان بن ثابت
الحمدان
08-03-2024, 12:37 AM
قالَت لَهُ يَوماً تُخاطِبُهُ
نُفُجُ الحَقيبَةِ غادَةُ الصُلبِ
أَمّا الوَسامَةُ وَالمُروءَةُ أَو
رَأيُ الرِجالِ فَقَد بَدا حَسبي
فَوَدِدتُ أَنَّكَ لَو تُخَبِّرُنا
مَن والِداكَ وَمَنصِبُ الشَعبِ
فَضَحِكتُ ثُمَّ رَفَعتُ مُتَّصِلاً
صَوتي أَوانَ المَنطِقِ الشَغبِ
جَدّي أَبو لَيلى وَوالِدُهُ
عَمرٌ وَأَخوالي بَنو كَعبِ
وَأَنا مِنَ القَومِ الَّذينَ إِذا
أَزَمَ الشِتاءُ مُحالِفَ الجَدبِ
أَعطى ذَوُو الأَموالِ مُعسِرَهُم
وَالضارِبينَ بِمَوطِنِ الرُعبِ
حسان بن ثابت
الحمدان
08-03-2024, 12:38 AM
أَلا مَن مُبلِغٌ عَنّي رَبيعاً
فَما أَحدَثتَ في الحَدَثانِ بَعدي
أَبوكَ أَبو الفَعالِ أَبو بَراءٍ
وَخالُكَ ماجِدٌ حَكَمُ بنُ سَعدِ
بَني أُمِّ البَنينِ أَلَم يَرُعكُم
وَأَنتُم مِن ذَوائِبِ أَهلِ نَجدِ
تَهَكُّمُ عامِرٍ بِأَبي بَراءٍ
لِيُخفِرَهُ وَما خَطَأٌ كَعَمدِ
حسان بن ثابت
الحمدان
08-03-2024, 12:38 AM
أَوصى أَبونا مالِكٌ بِوِصايَةٍ
عَمراً وَعَوفاً إِذ تَجَهَّرَ غادِيا
بِأَن إِجعَلوا أَموالَكُم وَسُيوفَكُم
لِأَعراضِكُم ما سَلَّمَ اللَهُ واقِيا
فَقُلنا لَهُ إِذ قالَ ما قالَ مَرحَباً
أَمَرتَ بِمَعروفٍ وَأَوصَيتَ كافِيا
حسان بن ثابت
الحمدان
08-03-2024, 12:38 AM
يا اِبنَي رِفاعَةَ ما بالي وَبالُكُما
هَل تُقصِرانِ وَلَم تَمسَسكُما ناري
ما كانَ مُنتَهِياً حَتّى يُقاذِفَني
كَلبٌ وَجَأتُ عَلى فيهِ بِأَحجارِ
يَكسو الثَلاثَةَ نِصفُ الثَوبِ بَينَهُمُ
لِمِئزَرٍ وَرِداءٍ غَيرِ أَطهارِ
قَد خابَ قَومٌ نِيارٌ مِن سَراتِهِمِ
رِجلاً مُجَوَّعَةٍ شُبَّت بِمِسعارِ
لَولا اِبنُ هَيشَةَ إِنَّ المَرءَ ذو رَحِمٍ
إِذاً لَأَنشَبتُ بِالبَزواءِ أَظفاري
حسان بن ثابت
الحمدان
08-03-2024, 12:39 AM
لَقَد هاجَ نَفسَكَ أَشجانُها
وَعاوَدَها اليَومَ أَديانُها
تَذَكَّرُ لَيلى وَما ذِكرُها
وَقَد قُطِعَت مِنكَ أَقرانُها
وَحَجَّلَ في الدارِ غِربانُها
وَخَفَّ مِنَ الدارِ سُكّانُها
وَغَيَّرَها مُعصِراتُ الرِياحِ
وَسَحُّ الجَنوبِ وَتَهتانُها
وَدَوِّيَّةٍ سَبسَبٍ سَملَقٍ
مِنَ البيدِ تَعزِفُ جِنّانُها
قَطَعتُ إِذا خَبَّ جاري السَرابِ
بِهَوجاءَ يَلعَبُ شَيطانُها
وَساءَلتُ مَنزِلَةً بِالحِمى
وَقَد ظَعَنَ الحَيُّ ما شانُها
مَهاةً مِنَ العَينِ تَمشي بِها
وَتَتبَعُها ثَمَّ غِزلانُها
فَعَيَّت وَجاوَبَني دونَها
بِما راعَ قَلبِيَ أَعوانَها
وَيَثرِبُ تَعلَمُ أَنّا بِها
إِذا أَلبَسَ الحَقُّ ميزانُها
وَيَثرِبُ تَعلَمُ أَنّا بِها
إِذا قَحَطَ القَطرُ نُوآنُها
وَيَثرِبُ تَعلَمُ أَنّا بِها
إِذا خافَتِ الأَوسَ جيرانُها
وَيَثرِبُ تَعلَمُ إِذ حارَبَت
بِأَنّا لَدى الحَربِ فُرسانُها
وَيَثرِبُ تَعلَمُ أَنَّ النَبيتَ
عِندَ الهَزاهِزِ ذُلّانُها
نُبِت بِالنَبيتِ وَأَشياعِها
مَنِ اِن أوعِدَت قَطُّ أَوطانُها
فَكَيفَ إِذا نازَلَتها لُيوثُ
غَريفٍ وَشِبلانُها
مَتى تَرَنا الأَوسُ في بيضِنا
نَهُزُّ القَنا تَخبُ نيرانُها
وَتُعطِ المَقادَ عَلى رَغمِها
وَيَنزِل مِنَ الهامِ عِصيانُها
وَيَثرِبُ تَعلَمُ أَنَّ النَبيتَ
لَيسَت بِشَيءٍ وَأَعوانُها
فَلا تَخفَرَن وَاِلتَمِس مَلجَأً
فَقَد عادَ لِلأَوسِ أَديانُها
وَنَحنُ إِذا حارَبَت عامِرٌ
أَمامَ الكَتيبَةِ أَعيانُها
وَنَحنُ إِذا نَزَلَت مُعضِلاتٌ
تَحُسُّ القَبائِلَ إِخوانُها
حسان بن ثابت
الحمدان
08-03-2024, 12:39 AM
أَلا أَبلِغ أَبا قَيسٍ رَسولاً
إِذا أَلقى لَها سَمعاً تُبينُ
نَسيتَ الجِسرَ يَومَ أَبي عَقيلٍ
وَعِندَكَ مِن وَقائِعِنا يَقينُ
فَلَستُ لِحاصِنٍ إِن لَم تَزُركُم
خِلالَ الدارِ مُشعَلَةٌ طَحونُ
يَدينُ لَها العَزيزُ إِذا رَآها
وَيَهرُبُ مِن مَخافَتِها القَطينُ
تَشيبُ الناهِدُ العَذراءُ فيها
وَيَسقُطُ مِن مَخافَتِها الجَنينُ
بِعَينَيكَ القَواضِبُ حينَ تُعلى
بِها الأَبطالُ وَالهامُ السُكونُ
تَجودُ بِأَنفُسِ الأَبطالِ سُجحاً
وَأَنتَ بِنَفسِكَ الخَبُّ الضَنينُ
فَلا وَقرٌ بِسَمعِكَ حينَ تُدعى
ضُحىً إِذ لا تُجيبُ وَلا تُعينُ
أَلَم نَترُك مَآتِمَ مُعوِلاتٍ
لَهُنَّ عَلى سَراتِكُمُ رَنينُ
تَشينُهُمُ زَعَمتَ بِغَيرِ شَيءٍ
وَنَفسَكَ لَو عَلِمتَ بِهِم تَشينُ
قَتَلتُم واحِداً مِنّا بِأَلفٍ
هَلا لِلَّهِ ذا الظَفَرُ المُبينُ
وَذَلِكَ أَنَّ أَلفَكُمُ قَليلٌ
لِواحِدُنا أَجَل أَيضاً وَمينُ
فَلا زِلتُم كَما كُنتُم قَديماً
وَلا زِلنا كَما كُنّا نَكونُ
يُطيفُ بِكُم مِنَ النَجّارِ قَومٌ
كَأُسدِ الغابِ مَسكَنُها العَرينُ
يَظَلُّ اللَيثُ فيها مُستَكيناً
لَهُ في كُلِّ مُلتَفٍّ أَنينُ
كَأَنَّ بَهاءَها لِلناظِريها
مِنَ الأَسَلاتِ وَالبيضِ الفَتينُ
كَأَنّا إِذ نُساميكُم رِجالاً
جِمالٌ حينَ يَجتَلِدونَ جونُ
فَقَد لاقاكَ قَبلَ بُعاثَ قَتلٌ
وَبَعدَ بُعاثَ ذُلٌّ مُستَكينُ
وَلَن نَرضى بِهَذا فَاِعلَموهُ
مَعاشِرَ أَوسِ ما سُمِعَ الحَنينُ
وَقَد أَكرَمتُكُم وَسَكَنتُ عَنكُم
سَراةَ الأَوسِ لَو نَفَعَ السُكونُ
حَياءً أَن أُشاتِمَكُم وَصَوناً
لِعِرضي إِنَّهُ حَسَبٌ سَمينُ
وَأَكرَمتُ النِساءَ وَقُلتُ رَهطي
وَهَذا حينَ أَنطِقُ أَو أُبينُ
حسان بن ثابت
الحمدان
08-03-2024, 12:40 AM
فَفِدىً أُمّي لِعَوفٍ كُلِّها
وَبَني الأَبيَضِ في يَومِ الدَرَك
مَنَعوا ضَيمي بِضَربٍ صائِبٍ
تَحتَ أَطرافِ السَرابيلِ هَتَك
وَبَنانٍ نادِرٍ أَطرافُها
وَعَراقيبَ تَفَسّا كَالفِلَك
حسان بن ثابت
الحمدان
08-03-2024, 12:40 AM
مَنَعنا عَلى رَغمِ القَبائِلِ ضَيمَنا
بِمَرهَفَةٍ كَالمِلحِ مُخلَصَةِ الصَقلِ
ضَرَبناهُمُ حَتّى اِستَباحَت سُيوفُنا
حِماهُم وَراحوا موجَعينَ مِنَ القَتلِ
وَرُدَّ سَراةُ الأَوسِ إِذ جاءَ جَمعُهُم
بِطَعنٍ كَأَفواهِ المُخَيَّسَةِ الهُدلِ
وَذَلَّ سُمَيرٌ عَنوَةً جارَ مالِكٍ
عَلى رَغمِهِ بَعدَ التَخَمُّطِ وَالجَهلِ
وَجاءَ اِبنُ عَجلانٍ بِعِلجٍ مُجَدَّعٍ
فَأَدبَرَ مَنقوصَ المَروءَةِ وَالعَقلِ
وَصارَ اِبنُ عَجلانٍ نَفِيّاً كَأَنَّهُ
عَسيفٌ عَلى آثارِ أَفصِلَةٍ هُملِ
حسان بن ثابت
الحمدان
08-03-2024, 12:40 AM
أَبلِغ بَني عَمرٍ بِأَنَّ أَخاهُمُ
شَراهُ اِمرُؤٌ قَد كانَ لِلغَدرِ لازِما
شَراهُ زُهَيرُ بنُ الأَغَرِّ وَجامِعٌ
وَكانا قَديماً يَركَبانِ المَحارِما
أَجَرتُم فَلَمّا أَن أَجَرتُم غَدَرتُمُ
وَكُنتُم بِأَكنافِ الرَجيعِ لَهاذِما
فَلَو حَذِرَ القَومُ الَّذينَ غَدَرتُمُ
بِهِم جَمعَكُم لَم يَرجِعِ الجَمعُ سالِما
فَلَيتَ خُبَيباً لَم تَخُنهُ أَمانَةٌ
وَلَيتَ خَبيباً كانَ بِالقَومِ عالِما
حسان بن ثابت
الحمدان
08-03-2024, 12:41 AM
سَأَلتَ قُرَيشاً فَلَم يَكذِبوا
فَسَل وَحوَحاً وَأَبا عامِرِ
ما أَصلُ حَسّانَ في قَومِهِ
وَلَيسَ المُسائِلُ كَالخابِرِ
فَلَو يَصدُقونَ لَأَنبَوكُمُ
بِأَنّا ذَوُو الحَسَبِ القاهِرِ
وَأَنّا مَساعيرُ عِندَ الوَغى
نَرُدُّ شَبا الأَبلَخِ الفاجِرِ
وَرِثتُ الفَعالَ وَبَذلَ التِلادِ
وَالمَجدَ عَن كابِرٍ كابِرِ
وَحَملَ الدِياتِ وَفَكَّ العُناةِ
وَالعِزَّ في الحَسَبِ الفاخِرِ
بِكُلِّ مَتينٍ أَصَمِّ الكُعوبِ
وَأَبيَضَ ذي رَونَقٍ باتِرِ
وَبَيضاءَ كَالنَهيِ فَضفاضَةٍ
تَثَنّى بِعولٍ عَلى الناشِرِ
بِها نَختَلي مُهَجَ الدارِعينَ
إِذا نَوَّرَ الصُبحُ لِلناظِرِ
إِذا اِستَبَقَ الناسُ غاياتِهِم
وَجَدتَ الزِبَعرى مَعَ الآخِرِ
وَما يَجعَلُ العَيَّ وَسطَ النَدِييِ
كَالمَحرَبِ المِصقَعِ الشاعِرِ
وَكَيفَ يُناصِبُني مُفحَمٌ
يُنَصُّ إِلى مُلصَقٍ بائِرِ
فَبِئسَ الخَطيبُ وَنِعمَ الأَجيرُ
وَمُستَأبِطُ القِدرِ لِلجازِرِ
حسان بن ثابت
الحمدان
08-03-2024, 12:41 AM
أَبلِغ مُعاوِيَةَ اِبنَ حَربٍ مَألُكاً
وَلِكُلِّ أَمرٍ يُستَرادُ قَرارُ
لا تَقبَلَنَّ دَنِيَّةً أَعطَيتُها
أَبَداً وَلَمّا تَألَمِ الأَنصارُ
حَتّى تُبارَ قَبيلَةٌ بِقَبيلَةٍ
قَوَداً وَتُخرَبَ بِالدِيارِ دِيارُ
وَتَجيءَ مِن نَقبِ الحِجازِ كَتيبَةٌ
وَتَسيلَ بِالمُستَلئِمينَ صِرارُ
حسان بن ثابت
الحمدان
08-03-2024, 12:41 AM
أَرِقتُ لِتَوماضِ البُروقِ اللَوامِعِ
وَنَحنُ نَشاوى بَينَ سَلعٍ وَفارِعِ
أَرِقتُ لَهُ حَتّى عَلِمتُ مَكانَهُ
بِأَكنافِ سِلعٍ وَالتِلاعِ الدَوافِعِ
طَوى أَبرَقَ العَزّافِ يَرعُدُ مَتنُهُ
حَنينَ المَتالي نَحوَ صَوتَ المُشايِعِ
حسان بن ثابت
الحمدان
08-03-2024, 12:42 AM
لِمَنِ الدارُ أَوحَشَت بِمَغانِ
بَينَ أَعلى اليَرموكِ فَالخَمّانِ
فَالقُرَيّاتِ مِن بَلاسَ فَدارَي
يا فَسَكّاءَ فَالقُصورِ الدَواني
فَقَفا جاسِمٍ فَأَودِيَةِ الصُف
فَرِ مَغنى قَنابِلٍ وَهِجانِ
تِلكَ دارُ العَزيزِ بَعدَ أَنيسٍ
وَحُلولٍ عَظيمَةِ الأَركانِ
هَبِلَت أُمُّهُم وَقَد هَبِلَتهُم
يَومَ حَلّوا بِحارِثِ الجَولانِ
قَد دَنا الفِصحُ فَالوَلائِدُ يَنظِمنَ
قُعوداً أَكِلَّةَ المَرجانِ
يَجتَنينَ الجادِيَّ في ثُقَبِ الرَيطِ
عَلَيها مَجاسِدُ الكَتّانِ
لا يُعَلَّلنَ بِالمَغافِرِ وَالصَمغِ
وَلا نَقفِ حَنظَلِ الشَريانِ
ذاكَ مَغنىً مِن آلِ جَفنَةَ في الدَهرِ
وَحَقٌّ تَعاقُبُ الأَزمانِ
قَد أَراني هُناكَ حَقُّ مَكينٍ
عِندَ ذي التاجِ مَجلِسي وَمَكاني
حسان بن ثابت
الحمدان
08-03-2024, 12:42 AM
إِن تَصلُح فَإِنَّكَ عابِدِيٌّ
وَصُلحُ العابِدِيِّ إِلى فَسادِ
وَإِن تَفسُد فَما أُلفيتَ إِلّا
بَعيداً ما عَلِمتُ مِنَ السَدادِ
وَتَلقاهُ عَلى ما كانَ فيهِ
مِنَ الهَفَواتِ أَو نوكِ الفُؤادِ
مُبينَ الغَيِّ لا يَعيا عَلَيهِ
وَيَعيا بَعدُ عَن سُبُلِ الرَشادِ
فَفيمَ تَقولُ يَشتُمُني لَئيمٌ
كَخِنزيرٍ تَمَرَّغَ في رَمادِ
فَأَشهَدُ أَنَّ أُمَّكَ مِلبَغايا
وَأَنَّ أَباكَ مِن شَرِّ العِبادِ
فَلَن أَنفَكَّ أَهجو عابِدِيّاً
طَوالَ الدَهرِ ما نادى المُنادي
وَقَد سارَت قَوافٍ باقِياتٌ
تَناشَدَها الرُواةُ بِكُلِّ وادي
فَقُبِّحَ عابِدٌ وَبَنو أَبيهِ
فَإِنَّ مَعادَهُم شَرُّ المَعادِ
حسان بن ثابت
الحمدان
08-03-2024, 12:42 AM
صَقعَبُ والِدٌ لِأَبيكَ قَينٌ
لَئيمٌ حَلَّ في شُعَبِ الأُرومِ
وَبَطنَ حُباشَةَ السَوداءَ عَدِّد
وَسائِل كُلَّ ذي حَسَبٍ لَئيمِ
يُسَمّونَ المُغيرَةَ وَهوَ ظُلمٌ
وَيُنسى دَيسَمُ الإِسمِ القَديمِ
حسان بن ثابت
الحمدان
08-03-2024, 12:43 AM
سَمّاهُ مَعشَرُهُ أَبا حَكَمٍ
وَاللَهِ سَمّاهُ أَبا جَهلِ
فَما يَجيءُ الدَهرَ مُعتَمِراً
إِلّا وَمِرجَلُ جَهلِهِ يَغلي
وَكَأَنَّهُ مِمّا يَجيشُ بِهِ
يُبدي الفُجورَ وَسَورَةَ الجَهلِ
يُغرى بِهِ سُفعٌ لَعامِظَةٌ
مِثلُ السِباعِ شَرَعنَ في الضَحلِ
أَبقَت رَياسَتُهُ لِمَعشَرِهِ
غَضَبَ الإِلَهِ وَذِلَّةَ الأَصلِ
إِن يَنتَصِر يَدمى الجَبينُ وَإِن
يُلبَث قَليلاً يودَ بِالرَحلِ
قَد رامَني الشُعَراءُ فَاِنقَلَبوا
مِنّي بِأَفوَقَ ساقِطِ النَصلِ
وَيَصُدُّ عَنّي المُفحَمونَ كَما
صَدَّ البِكارَةُ عَن حَرى الفَحلِ
يَخشَونَ مِن حَسّانَ ذا بَرَدٍ
هَزِمَ العَشِيَّةِ صادِقَ الوَبلِ
حسان بن ثابت
الحمدان
08-03-2024, 12:43 AM
باهى بنُ سَقعَبَ إِذ أَثرى بِكَلبَتِهِ
قُل لِاِبنِ صَقعَبَ أَخفِ الشَخصَ وَاِكتَتِمِ
قُل لِلوَليدِ مَتى سُمّيتَ بِاِسمِكَ ذا
أَم كانَ دَيسَمُ في الأَسماءِ كَالحُلُمِ
وَإِذ حُباشَةُ أُمٌّ لا تُسَرُّ بِها
لا ناكِحٌ في الذَرى زَوجاً وَلَم تَئِمِ
فَاِلحَق بِقَينِكَ قَينِ السوءِ إِنَّ لَهُ
كيراً بِبابِ عَجوزِ السوءِ لَم يَرِمِ
تِلكُم مَصانِعُكُم في الدَهرِ قَد عُرِفَت
ضَربُ النِصالِ وَحُسنُ الرَقعِ لِلبُرَمِ
حسان بن ثابت
الحمدان
08-03-2024, 12:43 AM
قَد حانَ قَولُ قَصيدَةٍ مَشهورَةٍ
شَنعاءَ أَرصُدُها لِقَومٍ رُضَّعِ
يَغلي بِها صَدري وَأُحسِنُ حَوكَها
وَإِخالُها سَتُقالُ إِن لَم تُقطَعِ
ذَهَبَت قُرَيشٌ بِالعَلاءِ وَأَنتُمُ
تَمشونَ مَشيَ المومِساتِ الخُرَّعِ
فَدَعوا التَخاجُؤَ وَاِمنَعوا أَستاهَكُم
وَاِمشوا بِمَدرَجَةِ الطَريقِ المَهيَعِ
أَنتُم بَقِيَّةُ قَومِ لوطٍ فَاِعلَموا
وَإِلى خِناثِكُمُ يُشارُ بِإِصبَعِ
وَإِذا قُرَيشٌ حُصِّلَت أَنسابُها
فَبِآلِ شِجعٍ فَاِفخَروا في المَجمَعِ
خُرُقٌ مَعازيلٌ إِذا جَدَّ الوَغى
بُطُنٌ إِذا ما جارُهُم لَم يَشبَعِ
حسان بن ثابت
الحمدان
08-03-2024, 12:43 AM
زادَت هُمومٌ فَماءُ العَينِ مُنحَدِرُ
سَحّاً إِذا أَغرَقَتهُ عَبرَةٌ دِرَرُ
وَجداً بِشَعثاءَ إِذ شَعثاءُ بَهكَنَةٌ
هَيفاءُ لا دَنَسٌ فيها وَلا خَوَرُ
دَع عَنكَ شَعثاءَ إِذ كانَت مَوَدَّتُها
نَزراً وَشَرُّ وِصالِ الواصِلِ النَزِرُ
وَأتِ الرَسولَ فَقُل يا خَيرَ مُؤتَمَنٍ
لِلمُؤمِنينَ إِذا ما عُدِّلَ البَشَرُ
عَلامَ تُدعى سُلَيمٌ وَهيَ نازِحَةٌ
أَمامَ قَومٍ هُمُ آوَوا وَهُم نَصَروا
سَمّاهُمُ اللَهُ أَنصاراً لِنَصرِهِمِ
دينَ الهُدى وَعَوانُ الحَربِ تَستَعِرُ
وَجاهَدوا في سَبيلِ اللَهِ وَاِعتَرَفوا
لِلنائِباتِ فَما خاموا وَما ضَجِروا
وَالناسُ أَلبٌ عَلَينا ثَمَّ لَيسَ لَنا
إِلّا السُيوفَ وَأَطرافَ القَنا وَزَرُ
نُجالِدُ الناسَ لا نُبقي عَلى أَحَدٍ
وَلا نُضَيِّعُ ما توحي بِهِ السُوَرُ
وَلا يَهِرُّ جَنابَ الحَربِ مَجلِسُنا
وَنَحنُ حينَ تَلَظّى نارُها سُعُرُ
وَكَم رَدَدنا بِبَدرٍ دونَ ما طَلَبوا
أَهلَ النِفاقِ وَفينا أُنزِلَ الظَفَرُ
وَنَحنُ جُندُكَ يَومَ النَعفِ مِن أُحُدٍ
إِذ حَزَّبَت بَطَراً أَشياعَها مُضَرُ
فَما وَنينا وَما خِمنا وَما خَبَروا
مِنّا عِثاراً وَجُلُّ القَومِ قَد عَثَروا
حسان بن ثابت
الحمدان
08-03-2024, 12:45 AM
أَلا يا لَقَومٍ هَل لِما حُمَّ دافِعُ
وَهَل ما مَضى مِن صالِحِ العَيشِ راجِعُ
تَذَكَّرتُ عَصراً قَد مَضى فَتَهافَتَت
بَناتُ الحَشا وَاِنهَلَّ مِنّي المَدامِع
صَبابَةُ وَجدٍ ذَكَّرَتني أَحِبَّةً
وَقَتلى مَضَوا فيهِم نُفَيعٌ وَرافِعُ
وَسَعدٌ فَأَضحَوا في الجِنانِ وَأَوحَشَت
مَنازِلُهُم وَالأَرضُ مِنهُم بَلاقِعُ
وَفَوا يَومَ بَدرٍ لِلرَسولِ وَفَوقَهُم
ظِلالُ المَنايا وَالسُيوفُ اللَوامِعُ
دَعا فَأَجابوهُ بِحَقٍّ وَكُلُّهُم
مُطيعٌ لَهُ في كُلِّ أَمرٍ وَسامِعُ
فَما بَدَّلوا حَتّى تَوافَوا جَماعَةً
وَلا يَقطَعُ الآجالَ إِلّا المَصارِعُ
لِأَنَّهُمُ يَرجونَ مِنهُ شَفاعَةً
إِذا لَم يَكُن إِلّا النَبِيِّينَ شافِعُ
وَذَلِكَ يا خَيرَ العِبادِ بَلاؤُنا
وَمَشهَدُنا في اللَهِ وَالمَوتُ ناقِعُ
لَنا القَدَمُ الأولى إِلَيكَ وَخَلفُنا
لِأَوَّلِنا في طاعَةِ اللَهِ تابِعُ
وَنَعلَمُ أَنَّ المُلكَ لِلَّهِ وَحدَهُ
وَأَنَّ قَضاءَ اللَهِ لا بُدَّ واقِعُ
حسان بن ثابت
الحمدان
08-03-2024, 12:46 AM
ما بالُ عَينِك لا تَنامُ كَأَنَّما
كُحِلَت مَآقيها بِكُحلِ الأَرمَدِ
جَزَعاً عَلى المَهدِيِّ أَصبَحَ ثاوِياً
يا خَيرَ مَن وَطِئَ الحَصى لا تَبعُدِ
جَنبي يَقيكَ التُربَ لَهفي لَيتَني
غُيِّبتُ قَبلَكَ في بَقيعِ الغَرقَدِ
بِأَبي وَأُمّي مَن شَهِدتُ وَفاتَهُ
في يَومِ الاِثنَينِ النَبِيُّ المُهتَدي
فَظَلِلتُ بَعدَ وَفاتِهِ مُتَبلَداً
يا لَهفَ نَفسي لَيتَني لَم أولَدِ
أَأُقيمُ بَعدَكَ بِالمَدينَةِ بَينَهُم
يا لَيتَني صُبّحتُ سَمَّ الأَسوَدِ
أَو حَلَّ أَمرُ اللَهِ فينا عاجِلاً
في رَوحَةٍ مِن يَومِنا أَو في غَدِ
فَتَقومُ ساعَتُنا فَنَلقى طَيِّباً
مَحضاً ضَرائِبُهُ كَريمَ المَحتِدِ
يا بِكرَ آمِنَةَ المُبارَكَ ذِكرُهُ
وَلَدَتكَ مُحصَنَةٌ بِسَعدِ الأَسعَدِ
نوراً أَضَاءَ عَلى البَرِيَّةِ كُلِّها
مَن يُهدَ لِلنورِ المُبارَكِ يَهتَدِ
يا رَبِّ فَاِجمَعنا مَعاً وَنَبِيَّنا
في جَنَّةٍ تُنبي عُيونَ الحُسَّدِ
في جَنَّةِ الفِردَوسِ وَاِكتُبها لَنا
يا ذا الجَلالِ وَذا العُلا وَالسُؤدُدِ
وَاللَهِ أَسمَعُ ما حَيِيتُ بِهالِكٍ
إِلّا بَكَيتُ عَلى النَبِيِّ مُحَمَّدِ
يا وَيحَ أَنصارِ النَبِيِّ وَرَهطِهِ
بَعدَ المُغَيَّبِ في سَواءِ المُلحَدِ
ضاقَت بِالاَنصارِ البِلادُ فَأَصبَحوا
سوداً وُجوهُهُمُ كَلَونِ الإِثمِدِ
وَلَقَد وَلَدناهُ وَفينا قَبرُهُ
وَفُضولَ نِعمَتِهِ بِنا لَم نَجحَدِ
وَاللَهُ أَكرَمَنا بِهِ وَهَدى بِهِ
أَنصارَهُ في كُلِّ ساعَةِ مَشهَدِ
صَلّى الإِلَهُ وَمَن يَحُفُّ بِعَرشِهِ
وَالطَيِّبونَ عَلى المُبارَكِ أَحمَدِ
فَرِحَت نَصارى يَثرِبٍ وَيَهودُها
لَمّا تَوارى في الضَريحِ المُلحَدِ
حسان بن ثابت
الحمدان
08-03-2024, 12:46 AM
آلَيتُ جميعِ النّاسِ مجْتهِداً
مِنّي أَلِيَّةَ بَرٍّ غَيرِ إِفنادِ
تَاللَهِ ما حَمَلَت أُنثى وَلا وَضَعَت
مِثلَ النَبِيِّ رَسولِ الرَحمَةِ الهادي
وَلا بَرا الله خلْقاً مِنْ بَريّتِهِ
أَوفى بِذِمَّةِ جارٍ أَو بِميعادِ
مِنَ الَّذي كانَ نوراً يُستَضاءُ بِهِ
مَبارَكَ الأَمرِ ذا حَزمٍ وَإِرشادِ
مُصَدِّقاً لِلنَبِيِّينَ الأُلى سَلَفوا
وَأَبذَلَ الناسِ لِلمَعروفِ لِلجادي
خَيرَ البَرِيَّةِ إِنّي كُنتُ في نَهَرٍ
جارٍ فَأَصبَحتُ مِثلَ المُفرَدِ الصادي
أَمسى نِساؤُكَ عَطَّلنَ البُيوتَ فَما
يَضرِبنَ فَوقَ قَفا سِترٍ بِأَوتادِ
مِثلَ الرَواهِبِ يَلبَسنَ المُسوحَ وَقَد
أَيقَنَّ بِالبُؤسِ بَعدَ النِعمَةِ البادي
حسان بن ثابت
الحمدان
08-03-2024, 12:46 AM
فَجَّعَنا فَيروزُ لا دَرَّ دَرُّهُ
بِأَبيَضَ يَتلو المُحكَماتِ مُنيبِ
رَؤوفٍ عَلى الأَدنى غَليظٍ عَلى العِدى
أَخي ثِقَةٍ في النائِباتِ نَجيبِ
مَتى ما يَقُل لا يَكذِبُ القَولَ فِعلُهُ
سَريعٍ إِلى الخَيراتِ غَيرَ قَطوب
مُطيعٌ لِأَمرِ اللَهِ بِالحَقِّ عارِفٍ
بَعيدُ الأَنامِ عِندَهُ لَقَريبُ
حسان بن ثابت
الحمدان
08-03-2024, 12:46 AM
أَلينُ إِذا لانَ العَشيرُ فَإِن تَكُن
بِهِ جِنَّةٌ فَجِنَّتي أَنا أَقدَمُ
قَريبٌ بَعيدٌ خَيرُهُ قَبلَ شَرِّهِ
إِذا طَلَبوا مِنّي الغَرامَةَ أَغرَمُ
إِذا ماتَ مِنّا سَيِّدٌ سادَ مِثلُهُ
رَحيبُ الذِراعِ بِالسِيادَةِ خِضرِمُ
يُجيبُ إِلى الجُلّى وَيَحتَضِرُ الوَغى
أَخو ثِقَةٍ يَزدادُ خَيراً وَيُكرَمُ
حسان بن ثابت
الحمدان
08-03-2024, 12:47 AM
وَقَومٍ مِنَ البَغضاءِ زورٍ كَأَنَّما
بِأَجوافِهِم مِمّا تُجِنُّ لَنا الجَمرُ
يَجيشُ بِما فيها لَنا الغَليُ مِثلَ ما
تَجيشُ بِما فيها مِنَ اللَهَبِ القِدرُ
تَصُدُّ إِذا ما واجَهَتني خُدودُهُم
لَدى مَحفَلٍ عَنّي كَأَنَّهُمُ صُعرُ
تُصيخُ إِذا أُنثى بِخَيرٍ لَدَيهِم
رُؤوسُهُمُ عَنّي وَما بِهِمُ وَقرُ
وَإِن سَمِعوا سوءً بَدا في وُجوهِهِم
لِما سَمِعوا مِمّا يُقالُ لَنا البِشرُ
أَجِدِّيَ لا يَنفَكُّ غُسٌّ يَسُبُّني
فُجوراً بِظَهرِ الغَيبِ أَو مُلحِمٌ قَحرُ
وَلَو سُئِلَت بَدرٌ بِحُسنِ بَلائِنا
فَأَثنَت بِما فينا إِذاً حُمِدَت بَدرُ
حِفاظاً عَلى أَحسابِنا بِنُفوسِنا
إِذا لَم يَكُن غَيرَ السُيوفِ لَنا سِترُ
وَأَبدَت مَعاريها النِساءُ وَأَبرَزَت
مِنَ الرَوعِ كابٍ حُسنُ أَلوانِها الزُهرُ
حسان بن ثابت
الحمدان
08-03-2024, 12:47 AM
عَلى حينِ أَن قالَت لِأَيمَنَ أُمُّهُ
جَبُنتَ وَلَم تَشهَد فَوارِسَ خَيبَرِ
وَأَيمَنُ لَم يَجبُن وَلَكِنَّ مُهرَهُ
أَضَرَّ بِهِ شُربُ المَديدِ المُخَمَّرِ
فَلَولا الَّذي قَد كانَ مِن شَأنِ مَهرِهِ
لَقاتَلَ فيها فارِساً غَيرَ أَعسَرِ
وَلَكِنَّهُ قَد صَدَّهُ فِعلُ مُهرِهِ
وَما كانَ مِنهُ عِندَهُ غَيرُ أَيسَرِ
حسان بن ثابت
الحمدان
08-03-2024, 12:47 AM
حَصانٌ رَزانٌ ما تُزَنُّ بِرَيبَةٍ
وَتُصبِحُ غَرثى مِن لُحومِ الغَوافِلِ
فَإِن كُنتُ أَهجوكُم كَما قَد زَعَمتُمُ
فَلا رَفَعَت سَوطي إِلَيَّ أَنامِلي
فَإِنَّ الَّذي قَد قيلَ لَيسَ بِلائِطٍ
بِكَ الدَهرُ بَل سَعيُ اِمرِئٍ بِكَ ماحِلِ
وَكَيفَ وَوُدّي ما حَيِيتُ وَنُصرَتي
لِآلِ نَبِيِّ اللَهِ زَينِ المَحافِلِ
بِأَنَّ لَهُم فَضلاً تَرى الناسَ خُضَّعاً
لَهُ بَينَ غارٍ دونَهُ مُتَطالِلِ
حسان بن ثابت
الحمدان
08-03-2024, 12:48 AM
وَقافِيَةٍ عَجَّت بِلَيلٍ رَزينَةٍ
تَلَقَّيتُ مِن جَوِّ السَماءِ نُزولَها
يَراها الَّذي لا يَنطِقُ الشِعرَ عِندَهُ
وَيَعجِزُ عَن أَمثالِها أَن يَقولَها
مَتاريكُ أَذنابِ الحُقوقِ إِذا اِلتَوَت
أَخَذنا الفُروعَ وَاِجتَثَثنا أُصولَها
مَقاويلُ بِالمَعروفِ خُرسٌ عَنِ الخَنا
كِرامٌ مَعاطٍ لِلعَشيرَةِ سولَها
حسان بن ثابت
الحمدان
08-03-2024, 12:48 AM
عَينُ جودي بِدَمعِكِ المَنزورِ
وَاِذكُري في الرَخاءِ أَهلَ القُبورِ
وَاِذكُري مُؤتَةً وَما كانَ فيها
يَومَ وَلَّوا في وَقعَةِ التَغويرِ
حينَ وَلَّوا وَغادَروا ثَمَّ زَيداً
نِعمَ مَأوى الضَريكِ وَالماسورِ
حِبَّ خَيرِ الأَنامِ طُرّاً جَميعاً
سَيِّدِ الناسِ حُبُّهُ في الصُدورِ
ذاكُمُ أَحمَدُ الَّذي لا سِواهُ
ذاكَ حُزني مَعاً لَهُ وَسُروري
إِنَّ زَيداً قَد كانَ مِنّا بِأَمرٍ
لَيسَ أَمرَ المُكَذَّبِ المَغرورِ
ثُمَّ جودي لِلخَزرَجِيِّ بِدَمعٍ
سَيِّداً كانَ ثَمَّ غَيرَ نَزورِ
قَد أَتانَ مِن قَتلِهِم ما كَفانا
فَبِحُزنٍ نَبيتُ غَيرَ سُرورِ
حسان بن ثابت
الحمدان
08-03-2024, 12:48 AM
غِبنا فَلَم نَشهَد بِبَطحاءِ مَكَّةٍ
رِجَالَ بَني كَعبٍ تُحَزُّ رِقابُها
بِأَيدي رِجالٍ لَم يَسُلّوا سُيوفَهُم
بِحَقٍّ وَقَتلى لَم تُجَنَّ ثِيابُها
فَيا لَيتَ شِعري هَل تَنالَنَّ نُصرَتي
سُهَيلَ بنَ عَمروٍ وَخزُها وَعِقابُها
وَصَفوانَ عوداً حَنَّ مِن شُفُرِ اِستِهِ
فَهَذا أَوانُ الحَربِ شُدَّ عِصابُها
فَلا تَأمَنَنا يا اِبنَ أُمِّ مُجالِدٍ
إِذا لَقِحَت حَربٌ وَأَعصَلَ نابُها
وَلَو شَهِدَ البَطحاءَ مِنّا عِصابَةٌ
لَهانَ عَلَينا يَومَ ذاكَ ضِرابُها
حسان بن ثابت
الحمدان
08-03-2024, 12:48 AM
بانَت لَميسُ بِحَبلٍ مِنكَ أَقطاعِ
وَاِحتَلَّتِ الغَمرَ تَرعى ذاتَ أَشراعِ
وَأَصبَحَت في بَني نَصرٍ مُجاوِرَةً
تَرعى الأَباطِحَ في عِزٍّ وَإِمراعِ
كَأَنَّ عَينَيَّ إِذ وَلَّت حُمولُهُمُ
في الفَجرِ فَيضُ غُروبٍ ذاتِ إِتراعِ
هَلّا سَأَلتِ هَداكِ اللَهِ ما حَسَبي
أُمَّ الوَليدِ وَخَيرُ القَولِ لِلواعي
هَل أَغفِرُ الذَنبَ ذا الجُرحَ العَظيمِ وَلَو
مَرَّت عَجارِفُهُ مِنّي بِأَوجاعِ
اللَهُ يَعلَمُ ما أَسعى لِجُلِّهِمِ
وَما يَغيبُ بِهِ صَدري وَأَضلاعي
أَسعى عَلى جُلِّ قَومٍ كانَ سَعيُهُمُ
وَسطَ العَشيرَةِ سَهواً غَيرَ دَعداعِ
وَلا أُصالِحُ مَن عادَوا وَأَخذُلُهُم
وَلا أَغيبُ لَهُم يَوماً بِأَقذاعِ
وَقَد غَدَوتُ عَلى الحانوتِ يَصبَحُني
مِن عاتِقٍ مِثلِ عَينِ الديكِ شَعشاعِ
تَغدو عَلَيَّ وَنَدماني لِمِرفَقِهِ
نَقضي اللَذاذَةَ مِن لَهوٍ وَإِسماعِ
إِذا نَشاءُ دَعَوناهُ فَصَبَّ لَنا
مِن فَرغِ مُنتَفِخِ الحَيزومِ رَكّاعِ
وَقَد أَراني أَمامَ الحَيَّ مُنتَطِقاً
بِصارِمِ مِثلِ لَونِ المِلحِ قَطّاعِ
تَحفِزُ عَنّي نِجادَ السَيفِ سابِغَةٌ
تَغشى الأَنامِلِ مِثلُ النَهيِ بِالقاعِ
في فِتيَةٍ كَسُيوفِ الهِندِ أَوجُهُهُم
نَحوَ الصَريخِ إِذا ما ثَوَّبَ الداعي
حسان بن ثابت
الحمدان
08-03-2024, 12:49 AM
وَاللَهِ رَبّي لا نُفارِقُ ماجِداً
عَفَّ الخَليقَةِ ماجِدَ الأَجدادِ
مُتَكَرِّماً يَدعو إِلى رَبِّ العُلا
بَذلَ النَصيحَةِ رافِعَ الأَعمادِ
مِثلَ الهِلالِ مُبارَكاً ذا رَحمَةٍ
سَمحَ الخَليقَةِ طَيِّبَ الأَعوادِ
إِن تَترُكوهُ فَإِنَّ رَبّي قادِرٌ
أَمسى يَعودُ بِفَضلِهِ العَوّادِ
وَاللَهِ رَبّي لا نُفارِقُ أَمرَهُ
ما كانَ عَيشٌ يُرتَجى لِمَعادِ
لا نَبتَغي رَبّاً سِواهُ ناصِراً
حَتّى تُوافِيَ ضَحوَةُ الميعادِ
حسان بن ثابت
الحمدان
08-03-2024, 12:49 AM
شَقَّ لَهُ مِنِ إِسمِهِ كَي يُجِلَّهُ
فَذو العَرشِ مَحمودٌ وَهَذا مُحَمَّدُ
نَبِيٌّ أَتانا بَعدَ يَأسٍ وَفَترَةٍ
مِنَ الرُسلِ وَالأَوثانِ في الأَرضِ تُعبَدُ
فَأَمسى سِراجاً مُستَنيراً وَهادِياً
يَلوحُ كَما لاحَ الصَقيلُ المُهَنَّدُ
وَأَنذَرَنا ناراً وَبَشَّرَ جَنَّةً
وَعَلَّمَنا الإِسلامَ فَاللَهَ نَحمَدُ
وَأَنتَ إِلَهَ الحَقِّ رَبّي وَخالِقي
بِذَلِكَ ما عُمِّرتُ في الناسِ أَشهَدُ
تَعالَيتَ رَبَّ الناسِ عَن قَولِ مَن دَعا
سِواكَ إِلَهاً أَنتَ أَعلى وَأَمجَدُ
لَكَ الخَلقُ وَالنَعماءُ وَالأَمرُ كُلُّهُ
فَإِيّاكَ نَستَهدي وَإِيّاكَ نَعبُدُ
لِأَنَّ ثَوابَ اللَهِ كُلَّ مُوَحِّدٍ
جِنانٌ مِنَ الفِردَوسِ فيها يُخَلَّدُ
حسان بن ثابت
الحمدان
08-03-2024, 12:49 AM
أَجمَعَت عَمرَةُ صُرماً فَاِبتَكِر
إِنَّما يُدهِنُ لِلقَلبِ الحَصِر
لا يَكُن حُبُّكَ هَذا ظاهِراً
لَيسَ هَذا مِنكَ يا عَمرَ بِسِر
سَأَلَت حَسّانَ مَن أَخوالُهُ
إِنَّما يُسأَلُ بِالشَيءِ اغُمُر
قُلتُ أَخوالي بَنو كَعبٍ إِذا
أَسلَمَ الأَبطالُ عَوراتِ الدُبُر
رُبَّ خالٍ لِيَ لَو أَبصَرتَهُ
سَبِطِ المِشيَةِ في اليَومِ الخَصِر
عِندَ هَذا البابِ إِذ ساكِنُهُ
كُلُّ وَجهٍ حَسَنِ النُقبَةِ حُرّ
يوقِدُ النارَ إِذا ما أُطفِئَت
يُعمِلُ القِدرَ بِأَثباجِ الجُزُر
مَن يَغُرُّ الدَهرُ أَو يَأمَنُهُ
مِن قَبيلٍ بَعدَ عَمرٍ وَحُجُر
مَلَكا مِن جَبَلِ الثَلجِ إِلى
جانِبَي أَيلَةَ مِن عَبدٍ وَحُرّ
ثُمَّ كانا خَيرَ مَن نالَ النَدى
سَبَقا الناسَ بِإِقساطٍ وَبِرّ
فارِسَي خَيلٍ إِذا ما أَمسَكَت
رَبَّةُ الخِدرِ بِأَطرافِ السِتِر
أَتَيا فارِسَ في دارِهِمِ
فَتَناهَوا بَعدَ إِعصامٍ بِقُرّ
ثُمَّ صاحا يالَ غَسّانَ اِصبِروا
إِنَّهُ يَومُ مَصاليتَ صُبُر
اِجعَلوا مَعقِلَها أَيمانَكُم
بِالصَفيحِ المُصطَفى غَيرِ الفُطُر
بِضِرابٍ تَأذَنُ الجِنُّ لَهُ
وَطِعانٍ مِثلِ أَفواهِ الفُقُر
وَلَقَد يَعلَمُ مَن حارَبَنا
أَنَّنا نَنفَعُ قِدماً وَنَضُرّ
صُبُرٌ لِلمَوتِ إِن حَلَّ بِنا
صادِقو البَأسِ غَطاريفُ فُخُر
وَأَقامَ العِزُّ فينا وَالغِنى
فَلَنا مِنهُ عَلى الناسِ الكُبُر
مِنهُمُ أَصلي فَمَن يَفخَر بِهِ
يَعرِفِ الناسُ لِفَخرِ المُفتَخِر
نَحنُ أَهلُ العِزِّ وَالمَجدِ مَعاً
غَيرُ أَنكاسٍ وَلا ميلٍ عُسُر
فَسَلوا عَنّا وَعَن أَفعالِنا
كُلَّ قَومٍ عِندَهُم عِلمُ الخَبَر
حسان بن ثابت
الحمدان
08-03-2024, 12:50 AM
رَمَيتُ بِها أَهلَ المَضيقِ فَلَم تَكَد
تَخَلَّصُ مِن حَمّارَةٍ وَأَباعِرِ
وَمَرَّت عَلى الأَنصارِ وَسطَ رِحالِهِم
فَقُلتُ لَهُم مَن صادِرٌ مَعَ صادِرِ
وَطَوَّفتُ بِالبَيتِ العَتيقِ وَسامَحَت
طَريقُ كَداءٍ في لُحوبٍ سَوائِرِ
ذَكَرتُ بِها التَعريسَ لَمّا بَدا لَنا
خِيَمٌ بِها مِن بَينِ بادٍ وَحاضِرِ
وَأَعرَضَ ذو دَورانَ تَحسِبُ سَرحَهُ
مِنَ الجَدبِ أَعناقَ النِساءِ الحَواسِرِ
فَعَجَّت وَأَلقَت لِلجِرانِ رَجيلَةً
لَأَنظُرَ ما زادُ الكَريمِ المُسافِرِ
إِذا فَضلَةٌ مِن بَطنِ زِقٍّ وَنُطفَةٌ
وَقَعبٌ صَغيرٌ فَوقَ عَوجاءَ ضامِرِ
فَقُمتُ بِكَأسٍ قَهوَةٍ فَشَنَنتُها
بِذي رَونَقٍ مِن ماءِ زَمزَمَ فاتِرِ
حسان بن ثابت
الحمدان
08-03-2024, 12:50 AM
أَوفَت بَنو عَمروِ بنِ عَوفٍ نَذرَها
وَتَلَوَّثَت غَدراً بَنو النَجّارِ
وَتَخاذَلَت يَومَ الحَفيظَةِ إِنَّهُم
لَيسوا هُنالِكُمُ مِنَ الأَخيارِ
وَنَسوا وَصاةَ مُحَمَّدٍ في صِهرِهِ
وَتَبَدَّلوا بِالعِزِّ دارَ بَوارِ
أَتَرَكتُموهُ مُفرَداً بِمَضيعَةٍ
تَنتابُهُ الغَوغاءُ في الأَمصارِ
لَهفانَ يَدعو غائِباً أَنصارَهُ
يا وَيحَكُم يا مَعشَرَ الأَنصارِ
هَلّا وَفَيتُم عِندَها بِعُهودِكُم
وَفَدَيتُمُ بِالسَمعِ وَالأَبصارِ
جيرانُهُ الأَدنَونَ حَولَ بُيوتِهِ
غَدَروا وَرَبِّ البَيتِ ذي الأَستارِ
إِن لَم تَرَوا مَدَداً لَهُ وَكَتيبَةً
تَهدي أَوائِلَ جَحفَلٍ جَرّارِ
فَعَدِمتُ ما وَلَدَ اِبنُ عَمرٍ مُنذِرِ
حَتّى تُنيخُ جُموعُهُم بِصِرارِ
وَاللَهِ لا يوفونَ بَعدَ إِمامِهِم
أَبَداً وَلَو أُمِنوا بِحِلسِ حِمارِ
أَبلِغ بَني بَكرٍ إِذا ما جِئتَهُم
ذَمّاً فَبِئسَ مَواضِعُ الإِصهارِ
غَدَروا بِأَبيَضَ كَالهِلالِ مُبِرَّءٍ
خَلَصَت مَضارِبُهُ بِزَندٍ وارِ
مِن خَيرِ خِندِفَ كُلِّها بَعدَ الَّذي
نَصَرَ الإِلَهُ بِهِ عَلى الكُفّارِ
طاوَعتُمُ فيهِ العَدُوَّ وَكُنتُمُ
لَو شِئتُمُ في مَعزِلٍ وَقَرارِ
لا يَحسَبَنَّ المُرجِفونَ بِأَنَّهُم
لَن يُطلَبوا بِدِماءِ أَهلِ الدارِ
حاشا بَني عَمروِ بنِ عَوفٍ إِنَّهُم
كُتِبَت مَضاجِعُهُم مَعَ الأَبرارِ
حسان بن ثابت
الحمدان
08-03-2024, 12:50 AM
لَسنا بِشَربٍ فَوقَهُم ظِلُّ بُردَةٍ
يُعِدّونَ لِلحانوتِ تَيساً وَمِفصَدا
مُلوكٌ وَأَبناءُ المُلوكِ إِذا اِنتَشَوا
أَهانوا الصَبوحَ وَالسَديفَ المُسَرهَدا
إِذا جَلَسوا أَلفَيتَ رَشحَ جُلودِهِم
مِنَ المِسكِ وَالجادِيِّ جَفناً مُبَدَّدا
تَرى فَوقَ أَثناءِ الزَرابِيِّ ساقِطاً
نِعالاً وَقَسّوباً وَرَيطاً مُعَضَّدا
وَتَحسُبُهُم ماتوا زُمَينَ حَليمَةٍ
وَإِن تَأتِهِم تَحمَد نِدامَهُمُ غَدا
وَذو نَطَفٍ يَسعى مُلَصِّقَ خَدِّهِ
بِديباجَةٍ تَكفافُها قَد تَقَدَّدا
حسان بن ثابت
الحمدان
08-03-2024, 12:51 AM
كَم لِلمَنازِلِ مِن شَهرٍ وَأَحوالِ
كَما تَقادَمَ عَهدُ المُهرَقِ البالي
بِالمُستَوي دونَ نَعفِ القُفِّ مِن قَطَنٍ
فَالدافِعاتِ أُلاتِ الطَلحِ وَالضالِ
أَمسَت بَسابِسَ تَستَنُّ الرِياحُ بِها
قَد أُشعِلَت بِحَصاها أَيَّ إِشعالِ
ما يَقسِمِ اللَهُ أَقبَل غَيرَ مُبتَإِسٍ
مِنهُ وَأَقعُد كَريماً ناعِمَ البالِ
ماذا يُحاوِلُ أَقوامٌ بِفِعلِهِمِ
إِذ لا يَزالُ سَفيهٌ هَمُّهُ حالي
لَقَد عَلِمتُ بِأَنّي غالِبي خُلُقي
عَلى السَماحَةِ صُعلوكاً وَذا مالِ
وَالمالُ يَغشى أُناساً لا طَباخَ لَهُم
كَالسَيلِ يَغشى أُصولَ الدَندَنِ البالي
أَصونُ عِرضي بِمالي لا أُدَنِّسُهُ
لا بارَكَ اللَهُ بَعدَ العِرضِ بِالمالِ
أَحتالُ لِلمالِ إِن أَودى فَأَجمَعُهُ
وَلَستُ لِلعِرضِ إِن أَودى بِمُحتالِ
وَالفَقرُ يَزري بِأَقوامٍ ذَوي حَسَبٍ
وَيُقتَدى بِلِئامِ الأَصلِ أَنذالِ
كَم مِن أَخي ثِقَةٍ مَحضٍ مَضارِبُهُ
فارَقتُهُ غَيرَ مَقلِيٍّ وَلا قالي
كَالبَدرِ كانَ عَلى ثَغرٍ يُسَدُّ بِهِ
فَأَصبَحَ الثَغرُ مِنهُ فَرجُهُ خالي
ثُمَّ تَعَزَّيتُ مِنهُ غَيرَ مُختَشِعٍ
عَلى الحَوادِثِ في عُرفٍ وَإِجمالِ
حسان بن ثابت
الحمدان
08-03-2024, 12:51 AM
تَناوَلَني كِسرى بِبوسى وَدونَهُ
قِفافٌ مِنَ الصَمّانِ فَلمُتَثَلَّمِ
فَفَجَّعَني لا وَفَّقَ اللَهُ أَمرَهُ
بِأَبيَضَ وَهّابٍ قَليلِ التَجَهُّمِ
لِتَعفُ مِياهُ الحارِثَينِ وَقَد عَفَت
مِياهُهُما مِن كُلِّ حَيٍّ عَرَمرَمِ
وَأَقفَرَ مِن حُضّارِهِ وِردُ أَهلِهِ
وَكانَ يُرَوّى في قِلالٍ وَحَنتَمِ
وَقُلتُ لِعَينٍ بِالجُوَيَّةِ يا اِسلَمي
نَعَم ثُمَّ لَم تَنطِق وَلَم تَتَكَلَّمِ
دِيارُ مُلوكٍ قَد أَراهُم بِغِبطَةٍ
زَمانَ عَمودُ المُلكِ لَم يَتَهَدَّمِ
لَعَمري لَحَرثٌ بَينَ قُفٍّ وَرَملَةٍ
بِبَرثٍ عَلَت أَنهارُهُ كُلَّ مَخرَمِ
لَدى كُلِّ بُنيانٍ رَفيعٍ وَمَجلِسٍ
نَشاوى وَكَأسٍ أُخلِصَت لَم تَصَوَّمِ
أَحَبُّ إِلى حَسّانَ لَو يَستَطيعُهُ
مِنَ المُرقِصاتِ مِن غِفارٍ وَأَسلَمِ
حسان بن ثابت
الحمدان
08-03-2024, 12:51 AM
كُنّا مُلوكَ الناسِ قَبلَ مُحَمَّدٍ
فَلَمّا أَتى الإِسلامُ كانَ لَنا الفَضلُ
وَأَكرَمَنا اللَهُ الَّذي لَيسَ غَيرَهُ
إِلَهٌ بِرَيّامٍ مَضَت ما لَها شَكلُ
بِنَصرِ الإِلَهِ وَالنَبِيِّ وَدينِهِ
وَأَكرَمَنا بِاِسمٍ مَضى ما لَهُ مِثلُ
أولَئِكَ قَومي خَيرُ قَومٍ بِأَسرِهِم
فَما عُدَّ مِن خَيرٍ فَقَومي لَهُ أَهلُ
يَرُبّونَ بِالمَعروفِ مَعروفَ مَن مَضى
وَلَيسَ عَلى مَعروفِهِم أَبَداً قُفلُ
إِذا اِختَبَطوا لَم يُفحِشوا في نَدِيِّهِم
وَلَيسَ عَلى سُؤالِهِم عِندَهُم بُخلُ
وَحامِلُهُم وافٍ بِكُلِّ حَمالَةٍ
تَحَمَّلَ لا غُرمٌ عَلَيهِ وَلا خَذلُ
وَجارُهُمُ فيهِم بِعَلياءَ بَيتُهُ
لَهُ ما ثَوى فينا الكَرامَةُ وَالبَذلُ
وَقائِلُهُم بِالحَقِّ أَوَّلَ قائِلٍ
فَحُكمُهُمُ عَدلٌ وَقَولُهُمُ فَصلُ
إِذا حارَبوا أَو سالَموا لَم يُشَبِّهوا
فَحَربُهُمُ خَوفٌ وَسِلمُهُمُ سَهلُ
وَمِنّا أَمينُ المُسلِمينَ حَياتَهُ
وَمَن غَسَّلَتهُ مِن جَنابَتِهِ الرُسلُ
حسان بن ثابت
الحمدان
08-03-2024, 12:52 AM
يا لِلرِجالِ لِدَمعٍ هاجَ بِالسَنَنِ
لَقَد عَجِبتُ لِمَن يَبكي عَلى الدِمَنِ
إِنّي رَأَيتُ أَمينَ اللَهِ مُضطَهَداً
عُثمانَ رَهناً لَدى الأَجداثِ وَالكَفَنِ
يا قاتَلَ اللَهُ قَوماً كانَ شَأنُهُمُ
قَتلَ الإِمامِ الأَمينِ المُسلِمِ الفَطِنِ
ما قَتَلوهُ عَلى ذَنبٍ أَلَمَّ بِهِ
إِلّا الَّذي نَطَقوا زوراً وَلَم يَكُنِ
إِذا تَذَكَّرتُهُ فاضَت بِأَربَعَةٍ
عَيني بِدَمعٍ عَلى الخَدَّينِ مُحتَتِنِ
حسان بن ثابت
الحمدان
08-03-2024, 12:52 AM
ماذا أَرَدتُم مِن أَخي الخَيرِ بارَكَت
يَدُ اللَهِ في ذاكَ الأَديمِ المُقَدَّدِ
قَتَلتُم وَلِيَّ اللَهِ في جَوفِ دارِهِ
وَجِئتُم بِأَمرٍ جائِرٍ غَيرِ مُهتَدِ
فَهَلّا رَعَيتُم ذِمَّةَ اللَهِ وَسطَكُم
وَأَوفَيتُمُ بِالعَهدِ عَهدِ مُحَمَّدِ
أَلَم يَكُ فيكُم ذا بَلاءٍ وَمَصدَقٍ
وَأَوفاكُمُ عَهداً لَدى كُلِّ مَشهَدِ
فَلا ظَفِرَت أَيمانُ قَومٍ تَظاهَرَت
عَلى قَتلِ عُثمانَ الرَشيدِ المُسَدَّدِ
حسان بن ثابت
الحمدان
08-03-2024, 12:52 AM
هَل تَعرِفُ الدارَ عَفا رَسمَها
بَعدَكَ صَوبُ المُسبِلِ الهاطِلِ
بَينَ السَراديحِ فَأُدمانَةٍ
فَمَدفَعِ الرَوحاءِ في حائِلِ
سَأَلتُها عَن ذاكَ فَاِستَعجَمَت
لَم تَدرِ ما مَرجوعَةُ السائِلِ
دَع عَنكَ داراً قَد عَفا رَسمُها
وَاِبكِ عَلى حَمزَةَ ذي النائِلِ
أَلمالِئِ الشيزى إِذا أَعصَفَت
غَبراءُ في ذي السَنَةِ الماحِلِ
التارِكِ القِرنَ لَدى قِرنِهِ
يَعثُرُ في ذي الخُرُصِ الذابِلِ
وَاللابِسِ الخَيلَ إِذا أَحجَمَت
كَاللَيثِ في غاباتِهِ الباسِلِ
أَبيَضُ في الذَروَةِ مِن هاشِمٍ
لَم يَمرِ دونَ الحَقِّ بِالباطِلِ
ما لِشَهيدٍ بَينَ أَرماحِكُم
شَلَّت يَدا وَحشِيِّ مِن قاتِلِ
إِنَّ اِمرَأً غودِرَ في أَلَّةٍ
مَطرورَةٍ مارِنَةِ العامِلِ
أَظلَمَتِ الأَرضُ لِفِقدانِهِ
وَاِسوَدَّ نورُ القَمَرِ الناصِلِ
صَلى عَلَيكَ اللَهُ في جَنَّةٍ
عالِيَةٍ مُكرَمَةِ الداخِلِ
كُنّا نَرى حَمزَةَ حِرزاً لَنا
مِن كُلِّ أَمرٍ نابَنا نازِلِ
وَكانَ في الإِسلامِ ذا تُدرَءٍ
لَم يَكُ بِالواني وَلا الخاذِلِ
لا تَفرَحي يا هِندُ وَاِستَحلِبي
دَمعاً وَأَذري عَبرَةَ الثاكِلِ
وَاِبكي عَلى عُتبَةَ إِذ قَطَّهُ
بِالسَيفِ تَحتَ الرَهَجِ الجائِلِ
إِذ خَرَّ في مَشيَخَةٍ مِنكُمُ
مِن كُلِّ عاتٍ قَلبُهُ جاهِلِ
أَرداهُمُ حَمزَةُ في أُسرَةٍ
يَمشونَ تَحتَ الحَلَقِ الذائِلِ
غَداةَ جِبريلُ وَزيرٌ لَهُ
نِعمَ وَزيرُ الفارِسِ الحامِلِ
حسان بن ثابت
الحمدان
08-03-2024, 12:53 AM
وَلَقَد بَكَيتُ وَعَزَّ مَهلِكُ جَعفَرٍ
حُبَّ النَبِيِّ عَلى البَرِيَّةِ كُلِّها
وَلَقَد جَزِعتُ وَقُلتُ حينَ نُعيتَ لي
مَن لِلجَلادِ لَدى العُقابِ وَظِلِّها
بِالبيضِ حينَ تُسَلُّ مِن أَغمادِها
يَوماً وَإِنهالِ الرِماحِ وَعَلِّها
بَعدَ اِبنِ فاطِمَةَ المُبارَكِ جَعفَرٍ
خَيرَ البَرِيَّةِ كُلِّها وَأَجَلِّها
رُزءً وَأَكرَمِها جَميعاً مُحتِداً
وَأَعَزِّها مُتَظَلِّماً وَأَذَلَّها
لِلحَقِّ حينَ يَنوبُ غَيرَ تَنَحُّلٍ
كَذِباً وَأَغمَرِها يَداً وَأَقَلَّها
فُحشاً وَأَكثَرِها إِذا ما تُجتَدى
فَضلاً وَأَبذَلِها نَدىً وَأَدَلَّها
عَالخَيرِ بَعدَ مُحَمَّدٍ لا شِبهُهُ
بَشَرٌ يُعَدُّ مِنَ البَرِيَّةِ جُلِّها
حسان بن ثابت
الحمدان
08-03-2024, 12:53 AM
اللَهُ أَكرَمَنا بِنَصرِ نَبِيِّهِ
وَبِنا أَقامَ دَعائِمَ الإِسلامِ
وَبِنا أَعَزَّ نَبِيَّهُ وَكِتابَهُ
وَأَعَزَّنا بِالضَربِ وَالإِقدامِ
في كُلِّ مُعتَرَكٍ تُطيرُ سُيوفُنا
فيهِ الجَماجِمَ عَن فِراخِ الهامِ
يَنتابُنا جِبريلُ في أَبياتِنا
بِفَرائِضِ الإِسلامِ وَالأَحكامِ
يَتلو عَلَينا النورَ فيها مُحكَماً
قِسماً لَعَمرُكَ لَيسَ كَالأَقسامِ
فَنَكونُ أَوَّلَ مُستَحِلِّ حَلالِهِ
وَمُحَرِّمٍ لِلَّهِ كُلَّ حَرامِ
نَحنُ الخِيارُ مِنَ البَرِيَّةِ كُلِّها
وَنظامُها وَزِمامُ كُلِّ زِمامِ
الخائِضو غَمَراتِ كُلِّ مَنِيَّةٍ
وَالضامِنونَ حَوادِثَ الأَيّامِ
وَالمُبرِمونَ قُوى الأُمورِ بِعِزِّهِم
وَالناقِضونَ مَرائِرَ الأَقوامِ
سائِل أَبا كَرِبٍ وَسائِل تُبَّعاً
عَنّا وَأَهلَ العِترِ وَالأَزلامِ
وَاِسأَل ذَوي الأَلبابِ مِن سَرَواتِهِم
يَومَ العُهَينِ فَحاجِرٍ فَرُؤامِ
إِنّا لَنَمنَعُ مَن أَرَدنا مَنعَهُ
وَنَجودُ بِالمَعروفِ لِلمُعتامِ
وَتَرُدُّ عادِيَةَ الخَميسِ سُيوفُنا
وَنُقيمُ رَأسَ الأَصيَدَ القَمقامِ
ما زالَ وَقعُ سُيوفِنا وَرِماحِنا
في كُلِّ يَومِ تَجالُدٍ وَتَرامي
حَتّى تَرَكنا الأَرضَ سَهلاً حَزنُها
مَنظومَةً مِن خَيلِنا بِنِظامِ
وَنَجا أَراهِطُ أَبعَطوا وَلَوَ اِنَّهُم
ثَبَتوا لَما رَجَعوا إِذاً بِسَلامِ
فَلَإِن فَخَرتُ بِهِم لَمِثلُ قَديمِهِم
فَخَرَ اللَبيبُ بِهِ عَلى الأَقوامِ
حسان بن ثابت
الحمدان
08-03-2024, 12:53 AM
لَقَد لَقِيَت قُرَيظَةُ ما عَذاها
وَحَلَّ بِحِصنِها ذُلٌّ ذَليلُ
وَسَعدٌ كانَ أَنذَرَهُم نَصيحاً
بِأَنَّ إِلَهَهُم رَبٌّ جَليلُ
فَما بَرَحوا بِنَقضِ العَهدِ حَتّى
غَزاهُم في دِيارِهِمِ الرَسولُ
أَحاطَ بِحِصنِهِم مِنّا صُفوفٌ
لَهُ مِن حَرِّ وَقعَتِها صَليلُ
فَصارَ المُؤمِنونَ بِدارِ خُلدٍ
أَقامَ لَها بِها ظِلٌّ ظَليلُ
حسان بن ثابت
الحمدان
08-03-2024, 12:53 AM
لَقَد لَقِيَت قُرَيظَةُ ما سَآها
وَما وَجَدَت لِذُلٍّ مِن نَصيرِ
أَصابَهُمُ بَلاءٌ كانَ فيهِ
شَوىً ما قَد أَصابَ بَني النَضيرِ
غَداةَ أَتاهُمُ يَمشي إِلَيهِم
رَسولُ اللَهِ كَالقَمَرِ المُنيرِ
لَهُ خَيلٌ مُجَنَّبَةٌ تَعادى
بِفُرسانٍ عَلَيها كَالصُقورِ
تَرَكناهُم وَما ظَفِروا بِشَيءٍ
دِمائُهُمُ عَلَيهِم كَالعَبيرِ
فَهُم صَرعى تَحومُ الطَيرُ فيهِم
كَذاكَ يُدانُ ذو الفَنَدِ الخَفورِ
فَأَردِف مِثلَها نُصحاً قُرَيشاً
مِنَ الرَحمَنِ إِن قَبِلَت نَذيري
حسان بن ثابت
الحمدان
08-03-2024, 12:54 AM
إِذا ما اِبنُ عَبّاسٍ بَدا لَكَ وَجهُهُ
رَأَيتَ لَهُ في كُلِّ أَحوالِهِ فَضلا
إِذا قالَ لَم يَترُك مَقالاً لِقائِلٍ
بِمُلتَقَطاتٍ لا تَرى بَينَها فَصلا
كَفى وَشَفى ما في النُفوسِ فَلَم يَدَع
لِذي إِربَةٍ في القَولِ جَدّاً وَلا هَزلا
سَمَوتَ إِلى العَليا بِغَيرِ مَشَقَّةٍ
فَنِلتَ ذُراها لا دَنِيّاً وَلا وَغلا
خُلِقتَ خَليقاً لِلمَوَدَّةِ وَالنَدى
فَليجاً وَلَم تُخلَق كَهاماً وَلا جَهلا
حسان بن ثابت
الحمدان
08-03-2024, 12:54 AM
أَروني سُعوداً كَالسُعودِ الَّتي سَمَت
بِمَكَّةَ مِن أَولادِ عَمرِ اِبنِ عامِرِ
أَقاموا عَمودَ الدينِ حَتّى تَمَكَّنَت
قَواعِدُهُ بِالمُرهَفاتِ البَواتِرِ
هُمُ عَقَدوا لِلَّهِ ثُمَّ وَفَوا بِهِ
بِما ضاقَ عَنهُ كُلُّ بادِ وَحاضِرِ
حسان بن ثابت
الحمدان
08-03-2024, 12:55 AM
ما البَكرُ إِلّا كَالفَصيلِ وَقَد نَرى
أَنَّ الفَصيلَ عَلَيهِ لَيسَ بِعارِ
إِنّا وَما حَجَّ الحَجيجُ لِبَيتِهِ
رِكبانُ مَكَّةَ مَعشَرَ الأَنصارِ
نَفري جَماجِمَكُم بِكُلِّ مُهَنَّدٍ
ضَربَ القُدارِ مَبادِيَ الأَيسارِ
حَتّى تَكَنّوهُ بِفَحلِ هُنَيدَةٍ
يَحِمي الطَروقَةَ بازِلٍ هَدّارِ
حسان بن ثابت
الحمدان
08-03-2024, 12:55 AM
لَقَد عَلِمَت بَنو النَجّارِ أَنّي
أَذودُ عَنِ العَشيرَةِ بِالحُسامِ
وَقَد أَبقَيتُ في سَهمٍ عُلوباً
إِلى يَومِ التَغابُنِ وَالخِصامِ
فَلا تَفخَر فَقَد غَلَبَت قَديماً
عَلَيكَ مَشابِهٌ مِن آلِ حامِ
فَلَستَ إِلى الذَوائِبِ مِن قُصَيٍّ
وَلا في عِزِّ زُهرَةَ إِذ تُسامي
وَلا في الفَرعِ مِن أَبناءِ عَمروٍ
وَلا في فَرعِ مَخزومِ الكِرامِ
فَأَقصِر عَن هِجاءِ بَني قُصَيٍّ
فَقَد جَرَّبتَ وَقعَ بَني حَرامِ
حسان بن ثابت
الحمدان
08-03-2024, 12:55 AM
أَلا إِنَّ اِدِّعاءَ بَني قُصَيٍّ
عَلى مَن لا يُناسِبُهُم حَرامُ
فَإِنَّكَ وَاِدِّعاءَ بَني قُصَيٍّ
لَكَالمُجري وَلَيسَ لَهُ لُجامُ
فَلا تَفخَر فَإِنَّ بَني قُصَيٍّ
هُمُ الرَأسُ المُقَدَّمُ وَالسَنامُ
وَأَهلُ الصيتِ وَالسَوراتِ قِدماً
مُقَدَّمُها إِذا نُسِبَ الكِرامُ
هُمُ أَعطَوا مَنازِلَها قُرَيشاً
بِمَكَّةَ وَهيَ لَيسَ لَها نِظامُ
فَلا تَفخَر بِقَومٍ لَستَ مِنهُم
فَإِنَّ قَبيلَكَ الهُجُنُ اللِئامُ
إِذا عُدَّ الأَطائِبُ مِن قُرَيشٍ
تَقاعَدَكُم إِلى المَخزاةِ حامُ
قَسامَةُ أُمُّكُم إِن تَنسُبوها
إِلى نَسَبٍ فَتَأنَفُهُ الكِرامُ
حسان بن ثابت
الحمدان
08-03-2024, 12:56 AM
أَشاقَكَ مِن أُمِّ الوَليدِ رُبوعُ
بَلاقِعُ ما مِن أَهلِهِنَّ جَميعُ
عَفاهُنَّ صَيفِيُّ الرِياحِ وَواكِفٌ
مِنَ الدَلوِ رَجّافُ السَحابِ هُموعُ
فَلَم يَبقَ إِلّا موقَدُ النارِ حَولَهُ
رَواكِدُ أَمثالُ الحَمامِ وُقوعُ
فَدَع ذِكرَ دارٍ بَدَّدَت بَينَ أَهلِها
نَوىً فَرَّقَت بَينَ الجَميعِ قَطوعُ
وَقُل إِن يَكُن يَوماً بِأُحدٍ يَعُدُّهُ
سَفيهٌ فَإِنَّ الحَقَّ سَوفَ يَشيعُ
وَقَد ضارَبَت فيهِ بَنو الأَوسِ كُلُّهُم
وَكانَ لَها ذِكرٌ هُناكَ رَفيعُ
وَحامى بَنو النَجّارِ فيهِ وَضارَبوا
وَما كانَ مِنهُم في اللِقاءِ جَزوعُ
أَمامَ رَسولِ اللَهِ لا يَخذُلونَهُ
لَهُم ناصِرٌ مِن رَبِّهِم وَشَفيعُ
وَفَوا إِذ كَفَرتُم يا سَخينَ بِرَبِّكُم
وَلا يَستَوي عَبدٌ عَصى وَمُطيعُ
بِأَيمانِهِم بيضٌ إِذا حَسِرَ الوَغى
فَلا بُدَّ أَن يَردى بِهِنَّ صَريعُ
كَما غادَرَت في النَقعِ عُثمانَ ثاوِياً
وَسَعداً صَريعاً وَالوَشيجُ شُروعُ
وَقَد غادَرَت تَحتَ العَجاجَةِ مُسنَداً
أُبَيّاً وَقَد بَلَّ القَميصَ نَجيعُ
بِكَفِّ رَسولِ اللَهِ حَتّى تَلَفَّفَت
عَلى القَومِ مِمّا قَد يُثِرنَ نُقوعُ
أولَئِكَ قَومي سادَةٌ مِن فُروعِهِم
وَمِن كُلِّ قَومٍ سادَةٌ وَفُروعُ
بِهِنَّ يُعِزُّ اللَهُ حينَ يُعِزُّنا
وَإِن كانَ أَمرٌ يا سَخينَ فَظيعُ
فَإِن تَذكَروا قَتلى وَحَمزَةُ فيهِمُ
قَتيلٌ ثَوى لِلَّهِ وَهوَ مُطيعُ
فَإِنَّ جِنانَ الخُلدِ مَنزِلُهُ بِها
وَأَمرُ الَّذي يَقضي الأُمورَ سَريعُ
وَقَتلاكُمُ في النارِ أَفضَلُ رِزقِهِم
حَميمٌ مَعاً في جَوفِها وَضَريعُ
حسان بن ثابت
الحمدان
08-03-2024, 12:56 AM
أَعرِض عَنِ العَوراءِ إِن أُسمِعتَها
وَاِقعُد كَأَنَّكَ غافِلٌ لا تَسمَعُ
وَدَعِ السُؤالَ عَنِ الأُمورِ وَبَحثَها
فَلَرُبَّ حافِرِ حُفرَةٍ هُوَ يُصرَعُ
وَاِلزَم مُجالَسَةَ الكِرامِ وَفِعلَهُم
وَإِذا اِتَّبَعتَ فَأَبصِرَن مَن تَتبَعُ
لا تَتبَعَنَّ غَوايَةً لِصَبابَةٍ
إِنَّ الغَوايَةَ كُلَّ شَرٍّ تَجمَعُ
وَالقَومُ إِن نَزَروا فَزِد في نَزرِهِم
لا تَقعُدَنَّ خِلالَهُم تَتَسَمَّعُ
وَالشُربُ لا تُدمِن وَخُذ مَعروفَهُ
تُصبِح صَحيحَ الراسِ لا تَتَصَدَّعُ
وَاِكدَه لِنَفسِكَ لا تُكَلِّف غَيرَها
فَبِدَينِها تُجزى وَعَنها تَدفَعُ
وَالمَوتُ أَعدادُ النُفوسِ وَلا أَرى
مِنهُ لِذي هَرَبٍ نَجاةً تَنفَعُ
حسان بن ثابت
الحمدان
08-03-2024, 12:56 AM
يا راكِباً إِمّا عَرَضتَ فَبَلِّغَن
عَبدَ المُدانِ وَجُلَّ آلِ قَنانِ
قَد كُنتُ أَحسِبُ أَنَّ أَصلي أَصلُكُم
حَتّى أَمَرتُم عَبدَكُم فَهَجاني
فَتَوَقَّعوا سَبَلَ العَذابِ عَلَيكُمُ
مِمّا يُمِرُّ عَلى الرَوِيِّ لِساني
وَلَتَعرِفُنَّ قَلائِدي بِرِقابِكُم
كَالوَشمِ لا تَبلى عَلى الحَدَثانِ
فَلَأَذكُرَنَّ بَني رُهَيَّةَ كُلَّهُم
وَبَني الحُصَينِ بِخُزيَةٍ وَهَوانِ
وَبَني الحِماسِ لَأَبعَثَنَّ عَلَيهِمِ
حَرباً تَفوقُ نَوائِبَ الحَدَثانِ
أَبَني الحِماسِ فَما أَقولُ لِثُلَّةٍ
تَرعى البِقاعَ خَبيثَةِ الأَوطانِ
أَينَ المَآلُ بَني الحِماسِ إِذا ذَكَت
بِهِجائِكُم مُتَشَنِّعاً نيراني
حسان بن ثابت
الحمدان
08-03-2024, 12:56 AM
بَنى اللُؤمُ بَيتاً عَلى مَذحِجٍ
فَكانَ عَلى مَذحِجٍ تُرتَبا
وَلَو جَمَعَت ما حَوَت مَذحِجٌ
مِنَ المَدِ ما أَثقَلَ الأَرنَبا
حسان بن ثابت
الحمدان
08-03-2024, 12:57 AM
لَعَنَ اللَهُ شَرَّةَ الدورِ كوثى
وَرَماها بِالفَقرِ وَالإِمعارِ
لَستُ أَعني كوثى العِراقِ وَلَكِن
شَرَّةَ الدورِ دارَ عَبدِ الدارِ
حَوَتِ اللُؤمَ وَالسَفاةَ جَميعاً
فَاِحتَوَت ذاكَ كُلُّهُ في قَرارِ
وَإِذا ما سَمَت قُرَيشٌ لِمَجدٍ
خَلَّفَتها في دارِها بِصَغارِ
حسان بن ثابت
الحمدان
08-03-2024, 12:57 AM
إِنَّ ثَقيفاً كانَ فَاِعتَرِفوا بِهِ
لَئيماً إِذا ما نُصَّ لِلُّؤمِ مَعقِلُ
وَأَغضوا فَإِنَّ المَجدَ عَنكُم وَأَهلُهُ
عَلى ما بِكُم مِن لُؤمِكُم مُتَعَزِّلُ
وَخَلّوا مَعَدّاً وَاِنتِساباً إِلَيهِمِ
بِهِم عَنكُمُ حَقّاً تَناءٍ وَمَزحَلُ
وَقَولَ السَفاهِ وَاِقصِدوا لِأَبيكُمُ
ثَقيفٍ فَإِنَّ القَصدَ في ذاكَ أَجمَلُ
فَإِنَّكُمُ إِن تَرغَبوا لا يَكُن لَكُم
عَنَ اِصلِكُمُ في جِذمِ قَيسٍ مُعَوَّلُ
وَما لَكُمُ في خِندِفٍ مِن وِلادَةٍ
وَلا في قَديمِ الخَيرِ مَجدٌ مُوَثَّلُ
حسان بن ثابت
الحمدان
08-03-2024, 01:01 AM
اللُؤمُ خَيرٌ مِن ثَقيفٍ كُلِّها
حَسَباً وَما يَفعَل لَئيمٌ تَفعَلِ
وَبَنى المَليكُ مِنَ المَخازي فَوقَهُم
بَيتاً أَقامَ عَلَيهِمِ لَم يُنقَلِ
إِن هُم أَقاموا حَلَّ فَوقَ رِقابِهِم
أَبَداً وَإِن يَتَحَوَّلوا يَتَحَوَّلِ
قَومٌ إِذا ما صيحَ في حُجُراتِهِم
لاقَوا بِأَنذالٍ تَنابِلَ عُزَّلِ
حسان بن ثابت
الحمدان
08-03-2024, 01:01 AM
فَخَرتُم بِاللِواءِ وَشَرُّ فَخرٍ
لِواءٌ حينَ رُدَّ إِلى صُؤابِ
جَعَلتُم فَخرَكُم فيهِ لِعَبدٍ
مِنَ اِلاْءَمِ مَنْ يَطا عَفَرَ التُرابِ
حَسِبتُم وَالسَفيهُ أَخو ظُنونٍ
وَذَلِكَ لَيسَ مِن أَمرِ الصَوابِ
بِأَنَّ لِقاءَنا إِذ حانَ يَومٌ
بِمَكَّةَ بَيعُكُم حُمرَ العيابِ
أَقَرَّ العَينَ أَن عُصِبَت يَداهُ
وَما إِن تُعصَبانِ عَلى خِضابِ
حسان بن ثابت
الحمدان
08-03-2024, 10:49 AM
أَلَم تَغتَمِض عَيناكَ لَيلَةَ أَرمَدا
وَعادَكَ ما عادَ السَليمَ المُسَهَّدا
وَما ذاكَ مِن عِشقِ النِساءِ وَإِنَّما
تَناسَيتَ قَبلَ اليَومَ خُلَّةَ مَهدَدا
وَلَكِن أَرى الدَهرَ الَّذي هُوَ خاتِرٌ
إِذا أَصلَحَت كَفّايَ عادَ فَأَفسَدا
شَبابٌ وَشَيبٌ وَاِفتِقارٌ وَثَروَةٌ
فَلِلَّهِ هَذا الدَهرُ كَيفَ تَرَدَّدا
وَما زِلتُ أَبغي المالَ مُذ أَنا يافِعٌ
وَليداً وَكَهلاً حينَ شِبتُ وَأَمرَدا
وَأَبتَذِلُ العيسَ المَراقيلَ تَغتَلي
مَسافَةَ ما بَينَ النَجيرِ فَصَرخَدا
فَإِن تَسأَلي عَنّي فَيا رُبَّ سائِلٍ
حَفِيٍّ عَنِ الأَعشى بِهِ حَيثُ أَصعَدا
أَلا أَيُّهَذا السائِلي أَينَ يَمَّمَت
فَإِنَّ لَها في أَهلِ يَثرِبَ مَوعِدا
فَأَمّا إِذا ما أَدلَجَت فَتَرى لَها
رَقيبَينِ جَدياً لا يَغيبُ وَفَرقَدا
وَفيها إِذا ما هَجَّرَت عَجرَفِيَّةٌ
إِذا خِلتَ حِرباءَ الظَهيرَةِ أَصيَدا
أَجَدَّت بِرِجلَيها نَجاءً وَراجَعَت
يَداها خِنافاً لَيِّناً غَيرَ أَحرَدا
فَآلَيتُ لا أَرثي لَها مِن كَلالَةٍ
وَلا مِن حَفىً حَتّى تَزورَ مُحَمَّدا
مَتى ما تُناخي عِندَ بابِ اِبنِ هاشِمٍ
تُريحي وَتَلقَي مِن فَواضِلِهِ يَدا
نَبِيٌّ يَرى ما لا تَرَونَ وَذِكرُهُ
أَغارَ لَعَمري في البِلادِ وَأَنجَدا
لَهُ صَدَقاتٌ ما تُغِبُّ وَنائِلٌ
وَلَيسَ عَطاءُ اليَومِ مانِعَهُ غَدا
أَجِدَّكَ لَم تَسمَع وَصاةَ مُحَمَّدٍ
نَبِيِّ الإِلَهِ حينَ أَوصى وَأَشهَدا
إِذا أَنتَ لَم تَرحَل بِزادٍ مِنَ التُقى
وَلاقَيتَ بَعدَ المَوتِ مَن قَد تَزَوَّدا
نَدِمتَ عَلى أَن لا تَكونَ كَمِثلِهِ
وَأَنَّكَ لَم تُرصِد لِما كانَ أَرصَدا
فَإِيّاكَ وَالمَيتاتِ لا تَأكُلَنَّها
وَلا تَأخُذَن سَهماً حَديداً لِتَفصِدا
وَذا النُصُبِ المَنصوبَ لا تَنسُكَنَّهُ
وَلا تَعبُدِ الأَوثانَ وَاللهَ فَاِعبُدا
وَصَلَّ عَلى حينِ العَشِيّاتِ وَالضُحى
وَلا تَحمَدِ الشَيطانَ وَاللَهَ فَاِحمَدا
وَلا السائِلَ المَحرومَ لا تَترُكَنَّهُ
لِعاقِبَةٍ وَلا الأَسيرَ المُقَيَّدا
وَلا تَسخَرَن مِن بائِسٍ ذي ضَرارَةٍ
وَلا تَحسَبَنَّ المَرءَ يَوماً مُخَلَّدا
وَلا تَقرَبَنَّ جارَةً إِنَّ سِرِّها
عَلَيكَ حَرامٌ فَاِنكِحَن أَو تَأَبَّدا
الاعشى
الحمدان
08-03-2024, 10:50 AM
أَتَرحَلُ مِن لَيلى وَلَمّا تَزَوَّدِ
وَكُنتَ كَمَن قَضّى اللُبانَةَ مِن دَدِ
أَرى سَفَهاً بِالمَرءِ تَعليقَ لُبَّهِ
بِغانِيَةٍ خَودٍ مَتى تَدنُ تَبعُدِ
أَتَنسَينَ أَيّاماً لَنا بِدُحَيضَةٍ
وَأَيّامَنا بَينَ البَدِيِّ فَثَهمَدِ
وَبَيداءَ تيهٍ يَلعَبُ الآلُ فَوقَها
إِذا ما جَرى كَالرازِقِيِّ المُعَضَّدِ
قَطَعتُ بِصَهباءِ السَراةِ شِمِلَّةٍ
مَروحِ السُرى وَالغِبِّ مِن كُلِّ مَسأَدِ
بَناها السَوادِيُّ الرَضيخُ مَعَ الخَلى
وَسَقيِي وَإِطعامي الشَعيرَ بِمَحفَدِ
لَدى اِبنِ يَزيدٍ أَو لَدى اِبنِ مُعَرِّفٍ
يَفُتُّ لَها طَوراً وَطَوراً بِمِقلَدِ
فَأَضحَت كَبُنيانِ التَهامِيِّ شادَهُ
بِطينٍ وَجَيّارٍ وَكِلسٍ وَقَرمَدِ
فَلَمّا غَدا يَومَ الرُقادِ وَعِندَهُ
عَتادٌ لِذي هَمٍّ لِمَن كانَ يَغتَدي
شَدَدتُ عَلَيها كورَها فَتَشَدَّدَت
تَجورُ عَلى ظَهرِ الطَريقِ وَتَهتَدي
ثَلاثاً وَشَهراً ثُمَّ صارَت رَذِيَّةً
طَليحَ سِفارٍ كَالسِلاحِ المُفَرَّدِ
إِلَيكَ أَبَيتَ اللَعنَ كانَ كَلالُها
إِلى الماجِدِ الفَرعِ الجَوادِ المُحَمَّدِ
إِلى مَلِكٍ لا يَقطَعُ اللَيلُ هَمَّهُ
خَروجٍ تَروكٍ لِلفِراشِ المُمَهَّدِ
طَويلَ نِجادِ السَيفِ يَبعَثُ هَمُّهُ
نِيامَ القَطا بِاللَيلِ في كُلِّ مَهجَدِ
فَما وَجَدَتكَ الحَربُ إِذ فُرَّ نابُها
عَلى الأَمرِ نَعّاساً عَلى كُلِّ مَرقَدِ
وَلَكِن يَشُبُّ الحَربَ أَدنى صُلاتِها
إِذا حَرَّكوهُ حَشَّها غَيرَ مُبرِدِ
لَعَمرُ الَّذي حَجَّت قُرَيشٌ قَطينَهُ
لَقَد كِدتَهُم كَيدَ اِمرِئٍ غَيرِ مُسنَدِ
أُلى كُلٌّ فَلَستَ بِظالِمٍ
وَطِئتَهُمُ وَطءَ البَعيرِ المُقَيَّدِ
بِمَلمومَةٍ لا يَنفُضُ الطَرفُ عَرضَها
وَخَيلٍ وَأَرماحٍ وَجُندٍ مُؤَيَّدِ
كَأَنَّ نَعامَ الدُوُّباضَ عَلَيهِمُ
إِذا ريعَ شَتّى لِلصَريخِ المُنَدِّدِ
فَما مُخدِرٌ وَردٌ كَأَنَّ جَبينَهُ
يُطَلّى بِوَرسٍ أَو يُطانُ بِمُجسَدِ
كَسَتهُ بَعوضُ القَريَتَينِ قَطيفَةً
مَتى ما تَنَل مِن جِلدِهِ يَتَزَنَّدِ
كَأَنَّ ثِيابَ القَومِ حَولَ عَرينِهِ
تَبابينُ أَنباطٍ لَدى جَنبِ مُحصَدِ
رَأى ضَوءَ نارٍ بَعدَما طافَ طَوفَةً
يُضيءُ سَناها بَينَ أَثلٍ وَغَرقَدِ
فَيا فَرَحا بِالنارِ إِذ يَهتَدي بِها
إِلَيهِم وَإِضرامِ السَعيرِ المُوَقَّدِ
فَلَمّا رَأَوهُ دونَ دُنيا رِكابِهِم
وَطاروا سِراعاً بِالسِلاحِ المُعَتَّدِ
أَتيحَ لَهُم حُبُّ الحَياةِ فَأَدبَروا
وَمَرجاةُ نَفسِ المَرءِ ما في غَدٍ غَدِ
فَلَم يَسبِقوهُ أَن يُلاقي رَهينَةً
قَليلَ المَساكِ عِندَهُ غَيرَ مُفتَدي
فَأَسمَعَ أولى الدَعوَتَينِ صِحابَهُ
وَكانَ الَّتي لا يَسمَعونَ لَها قَدِ
بِأَصدَقَ بَأساً مِنكَ يَوماً وَنَجدَةً
إِذا خامَتِ الأَبطالُ في كُلِّ مَشهَدِ
وَما فَلَجٌ يَسقي جَداوِلَ صَعنَبى
لَهُ شَرَعٌ سَهلٌ عَلى كُلِّ مَورِدِ
وَيُروي النَبيطُ الزُرقُ مِن حَجَراتِهِ
دِياراً تُرَوّى بِالأَتِيِّ المُعَمَّدِ
بِأَجوَدَ مِنهُ نائِلاً إِنَّ بَعضَهُم
كَفى ما لَهُ بِاِسمِ العَطاءِ المُوَعَّدِ
تَرى الأُدمَ كَالجَبّارِ وَالجُردَ كَالقَنا
مُوَهَّبَةً مِن طارِفٍ وَمُتَلَّدِ
فَلا تَحسَبَنّي كافِراً لَكَ نِعمَةً
عَلَيَّ شَهيدٌ شاهِدُ اللَهِ فَاِشهَدِ
وَلَكِنَّ مَن لا يُبصِرُ الأَرضَ طَرفُهُ
مَتى ما يُشِعهُ الصَحبُ لا يَتَوَحَّدِ
الاعشى
الحمدان
08-03-2024, 10:51 AM
أَجُبَيرُ هَل لِأَسيرِكُم مِن فادي
أَم هَل لِطالِبِ شِقَّةٍ مِن زادِ
أَم هَل تُنَهنَهُ عَبرَةٌ عَن جارِكُم
جادَ الشُؤونَ بِها تَبُلُّ نِجادي
مِن نَظرَةٍ نَظَرَت ضُحىً فَرَأَيتُها
وَلَمَن يَحينُ عَلى المَنِيَّةِ هادي
بَينَ الرَواقِ وَجانِبٍ مِن سَيرِها
مِنها وَبَينَ أَرائِكِ الأَنضادِ
تَجلو بِقادِمَتَي حَمامَةِ أَيكَةٍ
بَرَداً أُسِفَّ لِثاتُهُ بِسَوادِ
عَزباءُ إِذ سُئِلَ الخِلاسُ كَأَنَّما
شَرِبَت عَلَيهِ بَعدَ كُلِّ رُقادِ
صَهباءَ صافِيَةً إِذا ما اِستَودِفَت
شُجَّت غَوارِبُها بِماءِ غَوادي
إِن كُنتِ لا تَشفينَ غُلَّةَ عاشِقٍ
صَبٍّ يُحِبُّكِ يا جُبَيرَةُ صادي
فَاِنهَي خَيالَكِ أَن يَزورَ فَإِنَّهُ
في كُلِّ مَنزِلَةٍ يَعودُ وِسادي
تُمسي فَيَصرِفُ بابُها مِن دونِها
غَلَقاً صَريفَ مَحالَةِ الأَمسادِ
أَحدِث لَها تُحدِث لِوَصلِكَ إِنَّها
كُندٌ لِوَصلِ الزائِرِ المُعتادِ
وَأَخو النِساءِ مَتى يَشَأ يَصرِمنَهُ
وَيَكُنُّ أَعداءً بُعَيدَ وِدادِ
وَلَقَد أَنالُ الوَصلَ في مُتَمَنِّعٍ
صَعبٍ بَناهُ الأَوَّلونَ مَصادِ
أَنّى تَذَكَّرُ وُدُّها وَصَفاءَها
سَفَهاً وَأَنتَ بِصُوَّةِ الأَثمادِ
فَشِباكِ باعِجَةٍ فَجَنبَي جائِرٍ
وَتَحُلُّ شاطِنَةً بِدارِ إِيادِ
مَنَعَت قِياسُ الماسِخِيَّةِ رَأسَهُ
بِسِهامِ يَترِبِ أَو سِهامِ بِلادِ
وَلَقَد أُرَجِّلُ جُمَّتي بِعَشِيَّةٍ
لِلشَربِ قَبلَ سَنابِكِ المُرتادِ
وَالبيضِ قَد عَنَسَت وَطالَ جِراؤها
وَنَشَأنَ في قِنٍّ وَفي أَذوادِ
وَلَقَد أُخالِسُهُنَّ ما يَمنَعنَني
عُصُراً يَمِلنَ عَلَيَّ بِالأَجيادِ
وَلَقَد غَدَوتُ لِعازِبٍ مُستَحلِسِ ال
قَربانِ مُقتاداً عِنانَ جَوادِ
فَالدَهرُ غَيَّرَ ذاكَ يا اِبنَةَ مالِكٍ
وَالدَهرُ يُعقِبُ صالِحاً بِفَسادِ
إِنّي اِمرُؤٌ مِن عُصبَةٍ قَيسِيَّةٍ
شُمِّ الأُنوفِ غَرانِقٍ أَحشادِ
الواطِئينَ عَلى صُدورِ نِعالِهِم
يَمشونَ في الدَفَنِيِّ وَالأَبرادِ
وَالشارِبينَ إِذا الذَوارِعُ غولِيَت
صَفوَ الفِضالِ بِطارِفٍ وَتِلادِ
وَالضامِنينَ بِقَومِهِم يَومَ الوَغى
لِلحَمدِ يَومَ تَنازُلٍ وَطِرادِ
كَم فيهِمُ مِن فارِسٍ يَومَ الوَغى
ثَقفِ اليَدَينِ يَهِلُّ بِالإِقصادِ
وَإِذا اللُقاحُ تَرَوَّحَت بِأَصيلَةٍ
رَتَكَ النِعامِ عَشِيَّةَ الصُرّادِ
جَرياً يَلوذُ رِباعُها مِن ضُرِّها
بِالخَيمِ بَينَ طَوارِفٍ وَهَوادي
حَجَروا عَلى أَضيافِهِم وَشَوَوا لَهُم
مِن شَطِّ مُنقِيَةٍ وَمِن أَكبادِ
وَإِذا القِيانُ حَسِبتَها حَبَشِيَّةً
غُبراً وَقَلَّ حَلائِبُ الأَرفادِ
وَيَقولُ مَن يَبقيهِمُ بِنَصيحَةٍ
هَل غَيرُ فِعلِ قَبيلَةٍ مِن عادِ
وَإِذا العَشيرَةُ أَعرَضَت سُلّافُها
جَنِفينَ مِن ثَغرٍ بِغَيرِ سِدادِ
فَلَقَد نَحُلُّ بِهِ وَنَرعى رِعيَهُ
وَلَقَد نَليهِ بِقُوَّةٍ وَعَتادِ
نَبقي الغِبابَ بِجانِبَيهِ وَجامِلاً
عَكَراً مَراتِعُهُ بِغَيرِ جَهادِ
لَم يَزوِهِ طِرَدٌ فَيُذعَرَ دَرؤُهُ
فَيُلِجَّ في وَهَلٍ وَفي تَشرادِ
وَإِذا يُثَوِّبُ صارِخٌ مُتَلَهِّفٌ
وَعَلا غُبارٌ ساطِعٌ بِعِمادِ
رَكِبَت إِلَيكَ نَزائِعٌ مَلبونَةٌ
قُبُّ البُطونِ يَجُلنَ في الأَلبادِ
مِن كُلِّ سابِحَةٍ وَأَجرَدَ سابِحٍ
تَردي بِأُسدِ خَفِيَّةٍ وَصِعادِ
إِذ لا يُرى قَيسٌ يَكونُ كَقَيسِنا
حَسَباً وَلا كَبَنيهِ في الأَولادِ
الاعشى
الحمدان
08-03-2024, 10:51 AM
إِنّي وَجَدتُ أَبا الخَنساءِ خَيرَهُمُ
فَقَد صَدَقتُ لَهُ مَدحي وَتَمجيدي
إِنَّ عِداتِكَ إِيّانا لَآتِيَةٌ
حَقّاً وَطَيِّبَةٌ ما نَفسُ مَوعودِ
ما فَوقَ بَيتِكَ مِن بَيتٍ عَلِمتُ بِهِ
وَفي أَرومَتِهِ ما مَنبِتُ العودِ
الاعشى
الحمدان
08-03-2024, 10:52 AM
أَلا يا قَتلُ قَد خَلُقَ الجَديدُ
وَحُبُّكِ ما يَمُحُّ وَما يَبيدا
وَقَد صادَت فُؤادَكَ إِذ رَمَتهُ
فَلَو أَنَّ اِمرَأً دَنِفاً يَصيدُ
وَلَكِن لا يَصيدُ إِذا رَماها
وَلا تَصطادُ غانِيَةٌ كَنودُ
عَلاقَةَ عاشِقٍ وَمِطالَ شَوقٍ
وَلَم يَعلَقكُمُ رَجُلٌ سَعيدُ
أَلا تَقنى حَياءَكَ أَو تَناهى
بُكاءَكَ مِثلَ ما يَبكي الوَليدُ
أَرَيتُ القَومَ نارِكَ لَم أُغَمِّض
بِواقِصَةٍ وَمَشرَبُنا زَرودُ
فَلَم أَرَ مِثلَ مَوقِدِها وَلَكِن
لِأَيَّةِ نَظرَةٍ زَهَرَ الوَقودُ
أَضاءَت أَحوَرَ العَينَينِ طَفلاً
يُكَدَّسُ في تَرائِبِهِ الفَريدُ
وَوَجهاً كَالفِتاقِ وَمُسبَكِرّاً
عَلى مِثلِ اللُجَينِ وَهُنَّ سودُ
وَتَبسِمُ عَن مَهاً شَبِمٍ غَرِيٍّ
إِذا يُعطى المُقَبِّلَ يَستَزيدُ
كَأَنَّ نُجومَها رُبِطَت بِصَخرٍ
وَأَمراسٍ تَدورُ وَتَستَريدُ
إِذا ما قُلتُ حانَ لَها أُفولٌ
تَصَعَّدَتِ الثُرَيّا وَالسُعودُ
فَلَأياً ما أَفَلنَ مُخَوِّياتٍ
خُمودَ النارِ وَاِرفَضَّ العَمودُ
أَصاحِ تَرى ظَعائِنَ باكِراتٍ
عَلَيها العَبقَرِيَّةُ وَالنُجودُ
كَأَنَّ ظِباءَ وَجرَةَ مُشرِفاتٍ
عَلَيهِنَّ المَجاسِدُ وَالبُرودُ
عَلى تِلكَ الحُدوجِ إِذِ اِحزَأَلَّت
وَأَنتَ بِهِم غَداةَ إِذٍ مَجودُ
فَيا لَدَنِيَّةٍ سَتَعودُ شَزراً
وَعَمداً دارَ غَيرِكِ ما تُريدُ
فَما أُجشِمتِ مِن إِتيانِ قَومٍ
هُمُ الأَعداءُ وَالأَكبادُ سودُ
فَإِذ فارَقتِني فَاِستَبدِليني
فَتىً يُعطي الجَزيلَ وَيَستَفيدُ
فَمِثلِكِ قَد لَهَوتُ بِها وَأَرضٍ
مَهامِهَ لا يَقودُ بِها المُجيدُ
قَطَعتُ وَصاحِبَي سُرُحٌ كِنازٌ
كَرُكنِ الرَعنِ ذِعلِبَةٌ قَصيدُ
كَأَنَّ المُكرَهَ المَعبوطَ مِنها
مَدوفُ الوَرسِ أَو رُبٌّ عَقيدُ
كَأَنَّ قُتودَها بِعُنَيبِساتٍ
تَعَطَّفَهُنَّ ذو جُدَدٍ فَريدِ
تَضَيَّفَ رَملَةَ البَقّارِ يَوماً
فَباتَ بِتِلكَ يَضرِبُهُ الجَليدُ
يُكِبُّ إِذا أَجالَ الماءَ عَنهُ
غُصونُ الفَرعِ وَالسَدَلُ القَريدُ
فَأَصبَحَ يَنفُضُ الغَمَراتِ عَنهُ
وَيَربِطُ جَأشَهُ سَلِبٌ حَديدُ
وَرُحٌّ كَالمُحارِ مُوَتَّداتٌ
بِها يَنضو الوَغى وَبِهِ يَذودُ
أَذَلِكَ أَم خَميصُ البَطنِ جَأبٌ
أَطاعَ لَهُ النَواصِفُ وَالكَديدُ
يُقَلِّبُ سَمحَجاً فيها إِباءٌ
عَلى أَن سَوفَ تَأتي ما يَكيدُ
بَقى عَنها المَصيفَ وَصارَ صَعلاً
وَقَد كَثُرَ التَذَكُّرُ وَالقُعودُ
إِذا ما رَدَّ تَضرِبُ مَنخَرَيهِ
وَجَبهَتَهُ كَما ضُرِبَ العَضيدُ
فَتِلكَ إِذا الحُجوزُ أَبى عَلَيهِ
عِطافَ الهَمِّ وَاِختَلَطَ المَريدُ
فَإِنَّكَ لَو سَأَلتِ قُتَيلَ عَنّا
إِذا صَفَحَت عَنِ العاني الخُدودُ
تَنيهِ وَقَد أَحالَ القِدُّ فيهِ
وَشَفَّ فُؤادَهُ وَجَعٌ شَديدُ
فَخَلَّصَهُ الَّذي وافاهُ مِنّا
وَكُنّا الوَفدَ إِذ حُبِسَ الوُفودُ
فَلَم نَطلُب لَهُ شُكراً وَلَكِن
نُوَلّي حَمدَ ذَلِكَ مَن يُريدُ
وَقَومٍ تَصرِفُ الأَنيابُ مِنهُم
عَلَينا ثُمَّ لَم يَصِدِ الوَعيدُ
بَعَونا فَاِلتَمَسنا ما لَدَيهِم
وَكادونا بِكَبشِهِمُ فَكيدوا
الاعشى
الحمدان
08-03-2024, 10:53 AM
أَلا حَيِّ مَيّاً إِذ أَجَدَّ بُكورُها
وَعَرِّض بِقَولٍ هَل يُفادى أَسيرُها
فَيا مَيُّ لا تُدلي بِحَبلٍ يَغُرَّني
وَشَرُّ حِبالِ الواصِلينَ غَرورُها
فَإِن شِئتِ أَن تُهدي لِقَومِيَ فَاِسأَلي
عَنِ العِزِّ وَالإِحسانِ أَينَ مَصيرُها
تَرَي حامِلَ الأَثقالِ وَالدافِعَ الشَجا
إِذا غُصَّةٌ ضاقَط بِأَمرٍ صُدورُها
بِهِم تُمتَرى الحَربُ العَوانُ وَمِنهُمُ
تُؤَدّى الفُروضُ حُلوُها وَمَريرُها
فَلا تَصرِميني وَاِسأَلي ما خَليقَتي
إِذا رَدَّ عافي القِدرِ مَن يَستَعيرُها
وَكانوا قُعوداً حَولَها يَرقَبونَها
وَكانَت فَتاةُ الحَيُّ مِمَّن يُنيرُها
إِذا اِحمَرَّ آفاقُ السَماءِ وَأَعصَفَت
رِياحُ الشِتاءِ وَاِستَهَلَّت شُهورُها
تَرَي أَنَّ قَدري لا تَزالُ كَأَنَّها
لِذي الفَروَةِ المَقرورِ أُمٌّ يَزورُها
مُبَرَّزَةٌ لا يُجعَلُ السَترُ دونَها
إِذا أُخمِدَ النيرانُ لاحَ بَشيرُها
إِذا الشَولُ راحَت ثُمَّ لَم تَفدِ لَحمَها
بِأَلبانِها ذاقَ السِنانَ عَقيرُها
يُخَلّى سَبيلُ السَيفِ إِن جالَ دونَها
وَإِن أُنذِرَت لَم يَغنَ شَيئاً نَذيرُها
كَأَنَّ مُجاجَ العِرقِ في مُستَدارِها
حَواشي بُرودٍ بَينَ أَيدٍ تُطيرُها
وَلا نَلعَنُ الأَضيافَ إِن نَزَلوا بِنا
وَلا يَمنَعُ الكَوماءَ مِنّا نَصيرُها
وَإِنّي لَتَرّاكُ الضَغينَةِ قَد أَرى
قَذاها مِنَ المَولى فَلا أَستَثيرُها
وَقورٌ إِذا ما الجَهلُ أَعجَبَ أَهلَهُ
وَمِن خَيرِ أَخلاقِ الرِجالِ وُقورُها
وَقَد يَئِسَ الأَعداءُ أَن يَستَفِزَّني
قِيامُ الأُسودِ وَثبُها وَزَئيرُها
وَيَومٍ مِنَ الشِعرى كَأَنَّ ظِباءَهُ
كَواعِبُ مَقصورٌ عَلَيها سُتورُها
عَصَبتُ لَهُ رَأسي وَكَلَّفتُ قَطعَهُ
هُنالِكَ حُرجوجاً بَطيئاً فُتورُها
تَدَلَّت عَلَيهِ الشَمسُ حَتّى كَأَنَّها
مِنَ الحَرِّ تَرمي بِالسَكينَةِ قورُها
وَماءٍ صَرىً لَم أَلقَ إِلّا القَطا بِهِ
وَمَشهورَةَ الأَطواقِ وُرقاً نُحورُها
كَأَنَّ عَصيرَ الضَيحِ في سَدَيانِهِ
دَفوناً وَأَسداماً طَويلاً دُثورُها
وَلَيلٍ يَقولُ القَومُ مِن ظُلُماتِهِ
سَواءٌ بَصيراتُ العُيونِ وَعورُها
كَأَنَّ لَنا مِنهُ بُيوتاً حَصينَةً
مَسوحٌ أَعاليها وَساجٌ كُسورُها
تَجاوَزتُهُ حَتّى مَضى مُدلَهِمُّهُ
وَلاحَ مِنَ الشَمسِ المُضيئةِ نورُها
الاعشى
الحمدان
08-03-2024, 10:53 AM
شُرَيحُ لا تَترُكَنّي بَعدَما عَلِقَت
حِبالَكَ اليَومَ بَعدَ القِدِّ أَظفاري
قَد طُفتُ ما بَينَ بانِقيا إِلى عَدَنٍ
وَطالَ في العُجمِ تِرحالي وَتَسياري
فَكانَ أَوفاهُمُ عَهداً وَأَمنَعَهُم
جاراً أَبوكَ بِعُرفٍ غَيرِ إِنكارِ
كَالغَيثِ ما اِستَمطَروهُ جادَ وابِلُهُ
وَعِندَ ذِمَّتِهِ المُستَأسِدُ الضاري
كُن كَالسَمَوأَلِ إِذ سارَ الهُمامُ لَهُ
في جَحفَلٍ كَسَوادِ اللَيلِ جَرّارِ
جارُ اِبنِ حَيّا لِمَن نالَتهُ ذِمَّتُهُ
أَوفى وَأَمنَعُ مِن جارِ اِبنِ عَمّارِ
بِالأَبلَقِ الفَردِ مِن تَيماءَ مَنزِلُهُ
حِصنٌ حَصينٌ وَجارٌ غَيرُ غَدّارِ
إِذ سامَهُ خُطَّتي خَسفٍ فَقالَ لَهُ
مَهما تَقُلهُ فَإِنّي سامِعٌ حارِ
فَقالَ ثُكلٌ وَغَدرٌ أَنتَ بَينَهُما
فَاِختَر وَما فيهِما حَظٌّ لِمُختارِ
فَشَكَّ غَيرَ قَليلٍ ثُمَّ قالَ لَهُ
اِذبَح هَدِيَّكَ إِنّي مانِعٌ جاري
إِنَّ لَهُ خَلَفاً إِن كُنتَ قاتِلَهُ
وَإِن قَتَلتَ كَريماً غَيرَ عُوّارِ
مالاً كَثيراً وَعِرضاً غَيرَ ذي دَنَسٍ
وَإِخوَةً مِثلَهُ لَيسوا بِأَشرارِ
جَرَوا عَلى أَدَبٍ مِنّي بِلا نَزَقٍ
وَلا إِذا شَمَّرَت حَربٌ بِأَغمارِ
وَسَوفَ يُعقِبُنيهِ إِن ظَفِرتَ بِهِ
رَبٌّ كَريمٌ وَبيضٌ ذاتُ أَطهارِ
لا سِرُّهُنَّ لَدَينا ضائِعٌ مَذِقٌ
وَكاتِماتٌ إِذا اِستودِعنَ أَسراري
فَقالَ تَقدِمَةً إِذ قامَ يَقتُلُهُ
أَشرِف سَمَوأَلُ فَاِنظُر لِلدَمِ الجاري
أَأَقتُلُ اِبنَكَ صَبراً أَو تَجيءُ بِها
طَوعاً فَأَنكَرَ هَذا أَيَّ إِنكارِ
فَشَكَّ أَوداجَهُ وَالصَدرُ في مَضَضٍ
عَلَيهِ مُنطَوِياً كَاللَذعِ بِالنارِ
وَاِختارَ أَدراعَهُ أَن لا يُسَبَّ بِها
وَلَم يَكُن عَهدُهُ فيها بِخَتّارِ
وَقالَ لا أَشتَري عاراً بِمَكرُمَةٍ
فَاِختارَ مَكرُمَةَ الدُنيا عَلى العارِ
وَالصَبرُ مِنهُ قَديماً شيمَةٌ خُلُقٌ
وَزَندُهُ في الوَفاءِ الثاقِبُ الواري
الاعشى
الحمدان
08-03-2024, 10:54 AM
أَلَم تَرَوا إِرَماً وَعادا
أَودى بِها اللَيلُ وَالنَهارُ
بادوا فَلَمّا أَن تَآدَوا
قَفّى عَلى إِثرِهِم قُدارُ
وَقَبلَهُم غالَتِ المَنايا
طَسماً وَلَم يُنجِها الحِذارُ
وَحَلَّ بِالحَيِّ مِن جَديسٍ
يَومٌ مِنَ الشَرِّ مُستَطارُ
وَأَهلُ عُمدانَ جَمَّعوا
لِلدَهرِ ما يُجمَعُ الخِيارُ
فَصَبَّحَتهُم مِنَ الدَواهي
جائِحَةٌ عَقبُها الدَمارُ
وَقَد غَنوا في ظِلالِ مُلكٍ
مُؤَيَّدٍ عَقلُهُم جُفارُ
وَأَهلُ جَوٍّ أَتَت عَلَيهِم
فَأَفسَدَت عَيشَهُم فَباروا
وَمَرَّ حَدٌّ عَلى وَبارٍ
فَهَلَكَت جَهرَةً وَبارُ
بَل لَيتَ شِعري وَأَينَ لَيتٌ
وَهَل يَفيئنَّ مُستَعارُ
وَهَل يَعودَنَّ بَعدَ عُسرٍ
عَلى أَخي فاقَةٍ يَسارُ
وَهَل يُشَدَّنَّ مِن لَقوحٍ
بِالشَخبِ مِن ثَرَّةٍ صِرارُ
أَقسَمتُمُ لا نُعَطِّيَنكُم
إِلّا عِراراً فَذا عِرارُ
كَحَلفَةٍ مِن أَبي رِياحٍ
يَسمَعُها لاهُهُ الكُبارُ
نَحيا جَميعاً وَلَم يُفِدكُم
طَعنٌ لَنا في الكُلى فَوارُ
قُمنا إِلَيكُم وَلَم يَبرُدنا
نَضحٌ عَلى حَميِنا قَرارُ
فَقَد صَبَرنا وَلَم نُوَلِّ
وَلَيسَ مِن شَأنِنا الفِرارُ
وَقَد فَرَرتُم وَما صَبَرتُم
وَذاكَ شَينٌ لَكُم وَعارُ
فَلَيتَنا لَم نَحُلَّ نَجداً
وَلَيتَهُم قَبلَ تِلكَ غاروا
إِنَّ لُقَيماً وَإِنَّ قَيلاً
وَإِنَّ لُقمانَ حَيثُ ساروا
لَم يَدَعوا بَعدَهُم عَريباً
فَغَنِيَت بَعدَهُم نِزارُ
فَأَدرَكوا بَعدَما أَضاعوا
وَقاتَلَ القَومُ فَاِستَناروا
الاعشى
الحمدان
08-03-2024, 10:54 AM
وَإِذا أَتَيتَ مُعَتِّباً في دارِها
أَلفَيتَ أَهلَ نَدىً هُناكَ خَبيرِ
إِنَّ الجَوادَ إِذا حَلَلتَ بِبابِهِ
وَإِذا تُسائِلُهُ أَبو يَعفورِ
الاعشى
الحمدان
08-03-2024, 10:54 AM
أَبلِغ بَني قَيسٍ إِذا لاقَيتَهُم
وَالحَيَّ ذُهلاً هَل بِكُم تَعيِيرُ
زَعَمَت حَنيفَةُ لا تُجيرُ عَلَيهِمُ
بِدِمائِهِم وَأَظُنُّها سَتُجيرُ
كَذَبوا وَبَيتِ اللَهِ يَفعَلُ ذَلِكُم
حَتّى يُوازِيَ حَزرَماً كِنديرُ
أَو أَن يَرَوا جَبّارَها وَأَشاءَها
يَعلو دُخانٌ فَوقَها وَسَعيرُ
هَل كُنتُمُ إِلّا دَوارِجَ حُشوَةً
دَفَعَت كَواهِلُ عَنكُمُ وَصُدورُ
أَأَثالُ إِنَّكَ إِن تُطِع في هَذِهِ
تُصبِح وَأَنتَ مُوَطَّأٌ مَكثورُ
الاعشى
الحمدان
08-03-2024, 10:55 AM
أَأَزمَعتَ مِن آلِ لَيلى اِبتِكارا
وَشَطَّت عَلى ذي هَوىً أَن تُزارا
وَبانَت بِها غَرَباتُ النَوى
وَبُدِّلتُ شَوقاً بِها وَاِدِّكارا
فَفاضَت دُموعي كَفَيضِ الغُروبِ
إِمّا وَكَيفاً وَإِمّا اِنحِدارا
كَما أَسلَمَ السِلكُ مِن نَظمِهِ
لَآلِئَ مُنحَدِراتٍ صِغارا
قَليلاً فَثَمَّ زَجَرتُ الصِبى
وَعادَ عَلَيَّ عَزائي وَصارا
فَأَصبَحتُ لا أَقرَبُ الغانِياتِ
مُزدَجِراً عَن هَوايَ اِزدِجارا
وَإِنَّ أَخاكِ الَّذي تَعلَمينَ
لَيالِيَنا إِذ نَحُلُّ الجِفارا
تَبَدَّلَ بَعدَ الصِبى حِكمَةً
وَقَنَّعَهُ الشَيبُ مِنهُ خِمارا
أَحَلَّ بِهِ الشَيبُ أَثقالَهُ
وَما اِعتَرَّهُ الشَيبُ إِلّا اِعتِرارا
فَإِمّا تَرَيني عَلى آلَةٍ
قَلَيتُ الصَبى وَهَجَرتُ التِجارا
فَقَد أُخرِجُ الكاعِبَ المُستَراةَ
مِن خِدرِها وَأَشيعُ القِمارا
وَذاتِ نَوافٍ كَلَونِ الفُصوصِ
باكَرتُها فَاِدَّمَجتُ اِبتِكارا
غَدَوتُ عَلَيها قُبَيلَ الشُروقِ
إِمّا نِقالاً وَإِمّا اِغتِمار
يُعاصي العَواذِلَ طَلقُ اليَدَينِ
يُرَوّي العُفاةَ وَيُرخي الإِزارا
فَلَم يَنطِقِ الديكُ حَتّى مَلَأتُ
كوبَ الرَبابِ لَهُ فَاِستَدارا
إِذا اِنكَبَّ أَزهَرُ بَينَ السُقاةِ
تَرامَوا بِهِ غَرَباً أَو نُضارا
وَشَوقِ عَلوقٍ تَناسَيتُهُ
بِجَوّالَةٍ تَستَخِفُّ الضِفارا
بَقِيَّةِ خَمسٍ مِنَ الرامِساتِ
بيضٍ تُشَبِّهُهُنَّ الصِوارا
دُفِعنَ إِلى اِثنَينِ عِندَ الخُصوصِ
قَد حَبَسا بَينَهُنَّ الإِصارا
فَعادا لَهُنَّ وَرازا لَهُننَ
وَاِشتَرَكا عَمَلاً وَاِئتِمار
فَهَذا يُعِدُّ لَهُنَّ الخَلى
وَيَجمَعُ ذا بَينَهُنَّ الخِضارا
فَكانَت سَرِيَّتَهُنَّ الَّتي
تَروقُ العُيونَ وَتَقضي السِفارا
فَأَبقى رَواحي وَسَيرُ الغُدو
وِ مِنها ذَواتِ حِذاءٍ قِصارا
وَأَلواحَ رَهبٍ كَأَنَّ النُسوعَ
أَبَنَّ في الدَفِّ مِنها سِطارا
وَدَأياً تَلاحَكنَ مِثلَ الفُؤوسِ
لاحَمَ مِنها السَليلُ الفِقارا
فَلا تَشتَكِنَّ إِلَيَّ الوَجى
وَطولَ السُرى وَاِجعَليهِ اِصطِبارا
رَواحَ العَشِيِّ وَسَيرَ الغُدوِّ
يَدَ الدَهرِ حَتّى تُلاقي الخِيارا
تُلاقينَ قَيساً وَأَشياعَهُ
يُسَعِّرُ لِلحَربِ ناراً فَنارا
أَقولُ لَها حينَ جَدَّ الرَحيلُ
أَبرَحتِ رَبّاً وَأَبرَحتِ جارا
فَمَن مُبلِغٌ قَومَنا مالِكاً
وَأَعني بِذَلِكَ بَكراً جَمارا
فَدونَكُمُ رَبَّكُم حالِفوهُ
إِذا ظاهَرَ المُلكُ قَوماً ظِهارا
فَإِنَّ الإِلَهَ حَباكُم بِهِ
إِذا اِقتَسَمَ القَومُ أَمراً كُبارا
فَإِنَّ لَكُم قُربَهُ عِزَّةً
وَوَسَّطَكُم مُلكَهُ وَاِستَشارا
فَإِنَّ الَّذي يُرتَجى سَيبُهُ
إِذا ما نَحُلُّ عَلَيهِ اِختِيارا
أَخو الحَربِ إِذ لَقِحَت بازِلاً
سَما لِلعُلى وَأَحَلَّ الجِمارا
وَساوَرَ بِالنَقعِ نَقعِ الكَثيبِ
عَبساً وَدودانَ يَوماً سِوارا
فَأَقلَلتَ قَوماً وَأَعمَرتَهُم
وَأَخرَبتَ مِن أَرضِ قَومٍ دِيارا
عَطاءَ الإِلَهِ فَإِنَّ الإِلَهَ
يَسمَعُ في الغامِضاتِ السِرارا
فَيا رُبَّ ناعِيَةٍ مِنهُمُ
تَشُدُّ اللِفاقَ عَلَيها إِزارا
تَنوطُ التَميمَ وَتَأبى الغَبوقَ
مِن سِنَةِ النَومِ إِلّا نَهارا
مَلَكتَ فَعانَقتَها لَيلَةً
تَنُصُّ القُعودَ وَتَدعو يَسارا
فَلا تَحسَبَنّي لَكُم كافِراً
وَلا تَحسَبَنّي أُريدُ الغِيارا
فَإِنّي وَجَدِّكَ لَولا تَجيءُ
لَقَد قَلِقَ الحُرثُ أَن لا اِنتِظارا
كَطَوفِ الغَريبَةِ وَسطَ الحِياضِ
تَخافُ الرَدى وَتُريدُ الجِفارا
وَيَومٍ يُبيلُ النِساءَ الدِما
جَعَلتَ رِداءَكَ فيهِ خِمارا
فَيا لَيلَةً لِيَ في لَعلَعٍ
كَطَوفِ الغَريبِ يَخافُ الإِسارا
فَلَمّا أَتانا بُعَيدَ الكَرى
سَجَدنا لَهُ وَرَفَعنا عَمارا
فَذاكَ أَوانُ التُقى وَالزَكى
وَذاكَ أَوانٌ مِنَ المُلكِ حارا
إِلى مَلِكٍ خَيرِ أَربابِهِ
وَإِنَّ لِما كُلِّ شَيءٍ قَرارا
إِلى حامِلِ الثِقلِ عَن أَهلِهِ
إِذا الدَهرُ ساقَ الهَناتِ الكِبارا
وَمَن لا تُفَزَّعُ جاراتُهُ
وَمَن لا يُرى حِلمُهُ مُستَعارا
وَمَن لا تُضاعُ لَهُ ذِمَّةٌ
فَيَجعَلَها بَينَ عَينٍ ضِمارا
وَما رائِحٌ رَوَّحَتهُ الجَنوبُ
يُرَوّي الزُروعَ وَيَعلو الدِيارا
يَكُبُّ السَفينَ لِأَذقانِهِ
وَيَصرَعُ بِالعِبرِ أَثلاً وَزارا
إِذا رَهِبَ المَوجَ نُوتِيُّهُ
يَحُطُّ القِلاعَ وَيُرخي الزِيارَ
بِأَجوَدَ مِنهُ بِأُدمِ الرِكابِ
لَطَّ العَلوقُ بِهِنَّ اِحمِرارا
هُوَ الواهِبُ المِئَةَ المُصطَفاةَ
إِمّا مِخاضاً وَإِمّا عِشارا
وَكُلَّ طَويلٍ كَأَنَّ السَليطَ
في حَيثُ وارى الأَديمُ الشِعارا
بِهِ تُرعَفُ الأَلفُ إِذ أُرسِلَت
غَداةَ الصَباحِ إِذا النَقعُ ثارا
وَما أَيبُلِيُّ عَلى هَيكَلٍ
بَناهُ وَصَلَّبَ فيهِ وَصارا
يُراوِحُ مِن صَلَواتِ المَليكِ
طَوراً سُجوداً وَطَوراً جُؤارا
بِأَعظَمَ مِنهُ تُقىً في الحِسابِ
إِذا النَسَماتُ نَفَضنَ الغُبارا
زِنادُكَ خَيرُ زِنادِ المُلوكِ
خالَطَ مِنهُنَّ مَرخٌ عَفارا
فَإِن يَقدَحوا يَجِدوا عِندَها
زِنادَهُمُ كابِياتٍ قِصارا
وَلَو رُمتَ في لَيلَةٍ قادِحاً
حَصاةً بِنَبعٍ الأورَيتَ نارا
فَما أَنا أَم ما اِنتِحالي القَوَا
في بَعدَ المَشيبِ كَفى ذاكَ عارا
وَقَيَّدَني الشِعرُ في بَيتِهِ
كَما قَيَّدَ الآسِراتُ الحِمارا
إِذا الأَرضُ وارَتكَ أَعلامُها
فَكَفَّ الرَواعِدُ عَنها القِطارا
الاعشى
الحمدان
08-03-2024, 10:55 AM
مَيثاءَ دارٌ عَفا رَسمُها
فَما إِن تَبَيَّنُ أَسطارَها
وَريعَ الفُؤادُ لِعِرفانِها
وَهاجَت عَلى النَفسِ أَذكارَها
دِيارٌ لِمَيثاءَ حَلَّت بِها
فَقَد باعَدَت مِنكُمُ دارَها
رَأَت أَنَّها رَخصَةٌ في الثِيابِ
وَلَم تَعدُ في السِنِّ أَبكارَها
فَأَعجَبَها ما رَأَت عِندَها
وَأَجشَمَها ذاكَ إِبطارَها
تَنابَشتُها لَم تَكُن خُلَّةً
وَلَم يَعلَمِ الناسُ أَسرارَها
فَبانَت وَقَد أَورَثَت في الفُؤادِ
صَدعاً يُخالِطُ عَثّارَها
كَصَدعِ الزُجاجَةِ ما يَستَطيعُ
مَن كانَ يَشعَبُ تَجبارَها
فَعِشنا زَماناً وَما بَينَنا
رَسولٌ يُحَدِّثُ أَخبارَها
وَأَصبَحتُ لا أَستَطيعُ الكَلامَ
سِوى أَن أُراجِعَ سِمسارَها
وَصَهباءَ صِرفٍ كَلَونِ الفُصوصِ
باكَرتُ في الصُبحِ سَوّارَها
فَطَوراً تَميلُ بِنا مُرَّةً
وَطَوراً نُعالِجُ إِمرارَها
تَكادُ تُنَشّي وَلَمّا تُذَق
وَتُغشي المَفاصِلَ إِفتارَها
تَدِبُّ لَها فَترَةٌ في العِظامِ
وَتُغشي الذُؤابَةَ فَوّارَها
تَمَزَّزتُها في بَني قابِيا
وَكُنتُ عَلى العِلمِ مُختارَها
إِذا سُمتُ بائِعَها حَقَّهُ
عَنُفتُ وَأَغضَبتُ تُجّارَها
مَعي مَن كَفاني غَلاءَ السِبا
وَسَمعَ القُلوبِ وَإِبصارَها
أَبو مالِكٍ خَيرُ أَشياعِنا
إِذا عَدَّتِ النَفسُ أَقتارَها
وَمُسمِعَتانِ وَصَنّاجَةٌ
تُقَلِّبُ بِالكَفِّ أَوتارَها
وَبَربَطُنا مُعمَلٌ دائِمٌ
فَقَد كادَ يَغلِبُ إِسكارَها
وَذو تومَتَينِ وَقاقُزَّةٌ
يَعُلُّ وَيُسرِعُ تَكرارَها
تُوَفّي لِيَومٍ وَفي لَيلَةٍ
ثَمانينَ نَحسُبُ إِستارَها
الاعشى
الحمدان
08-03-2024, 10:55 AM
مَتى تَقرِن أَصَمَّ بِحَبلِ أَعشى
يَلُجّا في الضَلالَةِ وَالخَسارِ
فَلَستُ بِمُبصِرٍ شَيئاً يَراهُ
وَليسَ بِسامِعٍ مِنّي حِواري
الاعشى
الحمدان
08-03-2024, 10:55 AM
لَعَمري لَئِن أَمسى مِنَ الحَيِّ شاخِصا
لَقَد نالَ خَيصاً مِن عُفَيرَةَ خائِصا
إِذا جُرِّدَت يَوماً حَسِبتَ خَميصَةً
عَلَيها وَجِريالاً يُضيءُ دُلامِصا
تَقَمَّرَها شَيخٌ عِشاءً فَأَصبَحَت
قُضاعِيَةً تَأتي الكَواهِنَ ناشِصا
فَأَقصَدَها سَهمي وَقَد كانَ قَبلَها
لِأَمثالِها مِن نِسوَةِ الحَيِّ قارِصا
أَتاني وَعيدُ الحوصِ مِن آلِ جَعفَرٍ
فَيا عَبدَ عَمرٍ لَو نَهيتَ الأَحاوِصا
فَقُلتُ وَلَم أَملِك أَبَكرَ بنَ وائِلٍ
مَتى كُنتُ فَقعاً نابِتاً بِقَصائِصا
وَقَد مَلَأَت بَكرٌ وَمَن لَفَّ لَفَّها
نُباكاً فَأَحواضَ الرَجا فَالنَواعِصا
أَعَلقَمُ قَد حَكَّمتَني فَوَجَدتَني
بِكُم عالِماً عَلى الحُكومَةِ غائِصا
كِلا أَبَوَيكُم كانَ فَرعاً دِعامَةً
وَلَكِنَّهُم زادوا وَأَصبَحتَ ناقِصا
هُمُ الطَرَفُ الناكو العَدُوِّ وَأَنتُم
بِقُصوى ثِلاثٍ تَأكُلونَ الوَقائِصا
تَبيتونَ في المَشتى مِلاءً بُطونُكُم
وجاراتكمْ غَرْثَى يَبِتْنَ خَمَائِصَا
يُراقِبنَ مِن جوعٍ خِلالَ مَخافَةٍ
نُجومَ السَماءِ العاتِماتِ الغَوامِصا
أَتوعِدُني أَن جاشَ بَحرُ اِبنِ عَمِّكُم
وَبَحرُكَ ساجٍ لا يُواري الدَعامِصا
فَلَو كُنتُمُ نَخلاً لَكُنتُم جُرامَةً
وَلَو كُنتُمُ نَبلاً لَكُنتُم مَعاقِصا
رَمى بِكَ في أُخراهُمُ تَركُكَ العُلى
وَفَضَّلَ أَقواماً عَلَيكَ مَراهِصا
فَغَضَّ جَديدَ الأَرضِ إِن كُنتَ ساخِطاً
بِفيكَ وَأَحجارَ الكُلابِ الرَواهِصا
فَإِن تَتَّعِدني أَتَعِدكَ بِمِثلِها
وَسَوفَ أَزيدُ الباقِياتِ القَوارِصا
قَوافِيَ أَمثالاً يُوَسِّعنَ جِلدَهُ
كَما زِدتَ في عَرضِ القَميصِ الدَخارِصا
وَقَد كانَ شَيخانا إِذا ما تَلاقَيا
عَدُوَّينِ شَتّى يَرمِيانِ الفَرائِصا
وَما خِلتُ أَبقى بَينَنا مِن مَوَدَّةٍ
عِراضُ المَذاكي المُسنِفاتِ القَلائِصا
فَهَل أَنتُمُ إِلّا عَبيداً وَإِنَّما
تُعَدّونَ خوصاً في الصَديقِ لَوامِصا
تَخامُصُكُم عَن حَقِّكُم غَيرُ طائِلٍ
عَلى ساعَةٍ ما خِلتُ فيها تَخامُصا
فَإِن يَلقَ قَومي قَومَهُ تَرَ بَينَهُم
قِتالاً وَأَكسارَ القَنا وَمَداعِصا
أَلَم تَرَ أَنَّ العَرضَ أَصبَحَ بَطنُها
نَخيلاً وَزَرعاً نابِتاً وَفَصافِصا
وَذا شُرُفاتٍ يُقصِرُ الطَيرُ دونَهُ
تَرى لِلحَمامِ الوُرقِ فيهِ قَرامِصا
الاعشى
الحمدان
08-03-2024, 10:56 AM
وَقَد أُغلِقَت حَلَقاتُ الشَبابِ
فَأَنّى لِيَ اليَومَ أَن أَستَفيصا
فَتِلكَ الَّتي حَرَّمَتكَ المَتاعَ
وَأَودَت بِقَلبِكَ إِلّا شَقيصا
وَإِنَّكَ لَو سِرتَ عُمرَ الفَتى
لِتَلقى لَها شَبَهاً أَو تَغوصا
رَجَعتَ لِما رُمتَ مُستَحسِناً
تَرى لِلكَواعِبِ كَهراً وَبيصا
فَإِن كُنتَ مِن وُدِّها يائِساً
وَأَجمَعتَ مِنها بِحَجٍّ قَلوصا
فَقَرِّب لِرَحلِكَ جُلذِيَّةً
هَبوبَ السُرى لا تَمَلُّ النَصيصا
يُشَبِّهُها صُحبَتي مَوهِناً
إِذا ما اِستَتَبَّت أَتانا نَحوصا
إِلَيكَ اِبنَ جَفنَةَ مِن شُقَّةٍ
دَأَبتُ السُرى وَحَسَرتُ القَلوصا
تَشَكّى إِلَيَّ فَلَم أُشكِها
مَناسِمَ تَدمى وَخُفّاً رَهيصا
يَراكَ الأَعادي عَلى رَغمِهِم
تَحُلُّ عَلَيهِم مَحَلّاً عَويصا
كَحَيَّةِ سَلعٍ مِنَ القاتِلاتِ
تَقُدُّ الصَرامَةُ عَنكَ القَميصا
إِذا ما بَدا بَدوَةً لِلعُيونِ
تَذَكَّرَ ذو الضَغنِ مِنهُ المَحيصا
الاعشى
الحمدان
08-03-2024, 10:56 AM
أَعَلقَمُ قَد صَيَّرَتني الأُمورُ
إِلَيكَ وَما كانَ لي مَنكَصُ
كَساكُم عُلاثَةُ أَثوابَهُ
وَوَرَّثَكُم مَجدَهُ الأَحوَصُ
وَكُلُّ أُناسٍ وَإِن أَفحَلوا
إِذا عايَنوا فَحلَكُم بَصبَصوا
وَإِن فَحَصَ الناسُ عَن سَيِّدٍ
فَسَيِّدُكُم عَنهُ لا يُفحَصُ
فَهَل تُنكَرُ الشَمسُ في ضَوئها
أَوِ القَمَرُ الباهِرُ المُبرِصُ
فَهَب لي ذُنوبي فَدَتكَ النُفوسُ
وَلا زِلتَ تَنمي وَلا تَنقُصُ
الاعشى
الحمدان
08-03-2024, 10:56 AM
كانَت وَصاةٌ وَحاجاتٌ لَنا كَفَفُ
لَو أَنَّ صَحبَكَ إِذ نادَيتَهُم وَقَفوا
عَلى هُرَيرَةَ إِذ قامَت تُوَدِّعُنا
وَقَد أَتى مِن إِطارٍ دونَها شَرَفُ
أَحبِب بِها خُلَّةً لَو أَنَّها وَقَفَت
وَقَد تُزيلُ الحَبيبَ النِيَّةُ القَذَفُ
إِنَّ الأَعَزَّ أَبانا كانَ قالَ لَنا
أوصيكُمُ بِثَلاثٍ إِنَّني تَلِفُ
الضَيفُ أوصيكُمُ بِالضَيفِ إِنَّ لَهُ
حَقّاً عَلَيَّ فَأُعطيهِ وَأَعتَرِفُ
وَالجارُ أوصيكُمُ بِالجارِ إِنَّ لَهُ
يَوماً مِنَ الدَهرِ يَثنيهِ فَيَنصَرِفُ
وَقاتِلوا القَومَ إِنَّ القَتلَ مَكرُمَةٌ
إِذا تَلَوّى بِكَفِّ المُعصِمِ العُرُفُ
إِنَّ الرَبابَ وَحَيّاً مِن بَني أَسَدٍ
مِنهُم بَقيرٌ وَمِنهُم سارِبٌ سَلَفُ
قَد صادَفوا عُصبَةً مِنّا وَسَيِّدَنا
كُلٌّ يُؤَمِّلُ قُنياناً وَيَطَّرِفُ
قُلنا الصَلاحَ فَقالوا لا نُصالِحُكُم
أَهلُ النُبوكِ وَعيرٌ فَوقَها الخَصَفُ
لَسنا بِعيرٍ وَبَيتِ اللَهِ مائِرَةٍ
إِلّا عَلَيها دُروعُ القَومِ وَالزَغَفُ
لَمّا اِلتَقَينا كَشَفنا عَن جَماجِمِنا
لِيَعلَموا أَنَّنا بَكرٌ فَيَنصَرِفوا
قالوا البَقِيَّةَ وَالهِندِيُّ يَحصُدُهُم
وَلا بَقِيَّةَ إِلّا النارُ فَاِنكَشَفوا
هَل سَرَّ حِنقِطَ أَنَّ القَومَ صالَحَهُم
أَبو شُرَيحٍ وَلَم يوجَد لَهُ خَلَفُ
قَد آبَ جارَتَها الحَسناءَ قَيَّمُها
رَكضاً وَآبَ إِلَيها الثَكلُ وَالتَلَفُ
وَجُندُ كِسرى غَداةَ الحِنوِ صَبَّحَهُم
مِنّا كَتائِبُ تُزجي المَوتَ فَاِنصَرَفوا
جَحاجِحٌ وَبَنو مُلكٍ غَطارِفَةٌ
مِنَ الأَعاجِمِ في آذانِها النُطَفُ
إِذا أَمالوا إِلى النُشّابِ أَيدِيَهُم
مِلنا بِبيضٍ فَظَلَّ الهامُ يُختَطَفُ
وَخَيلُ بَكرٍ فَما تَنفَكُّ تَطحَنُهُم
حَتّى تَوَلّوا وَكادَ اليَومُ يَنتَصِفُ
لَو أَنَّ كُلَّ مَعَدٍّ كانَ شارَكَنا
في يَومِ ذي قارَ ما أَخطاهُمُ الشَرَفُ
لَمّا أَتَونا كَأَنَّ اللَيلَ يَقدُمُهُم
مُطَبِّقَ الأَرضَ يَغشاها بِهِم سَدَفُ
وَظُعنُنا خَلفَنا كُحلاً مَدامِعُها
أَكبادُها وُجُفٌ مِمّا تَرى تَجِفُ
حَواسِرٌ عَن خُدودٍ عايَنَت عِبَراً
وَلاحَها وَعَلاها غُبرَةٌ كُسُفُ
مِن كُلِّ مَرجانَةٍ في البَحرِ أَخرَجَها
غَوّاصُها وَوَقاها طينَها الصَدَفُ
الاعشى
الحمدان
08-03-2024, 10:57 AM
أَذِنَ اليَومَ جيرَتي بِحُفوفِ
صَرَموا حَبلَ آلِفٍ مَألوفِ
وَاِستَقَلَّت عَلى الجِمالِ حُدوجٌ
كُلَّها فَوقَ بازِلٍ مَوقوفِ
مِن كُراتٍ وَطَرفُهُنَّ سُجُوٌّ
نَظَرَ الأُدمِ مِن ظِباءِ الخَريفِ
خاشِعاتٍ يُظهِرنَ أَكسِيَةَ الخَززِ
وَيُبطِنَّ دونَها بِشُفوفِ
وَحَثَثنَ الجِمالَ يَسهَكنَ بِالباغِزِ
وَالأُرجُوانِ خَملَ القَطيفِ
مِن هَواهُنَّ يَتَّبِعنَ نَواهُننَ
فَقَلبي بِهِنَّ كَالمَشغوفِ
بِلَعوبٍ مَعَ الضَجيعِ إِذا ما
سَهِرَت بِالعِشاءِ غَيرِ أُسوفِ
حُلوَةِ النَشرِ وَالبَديهَةِ وَالعِللاتِ
لا جَهمَةٍ وَلا عُلفوفِ
وَلَقَد ساءَها البَياضُ فَلَطَّت
بِحِجابٍ مِن دونِنا مَسدوفِ
فَاِعرَفي لِلمَشيبِ إِذ شَمِلَ الرَأسَ
فَإِنَّ الشَبابَ غَيرُ حَليفِ
وَدَعِ الذِكرَ مِن عَشائي فَما يُد
ريكَ ما قُوَّتي وَما تَصريفي
وَصَحِبنا مِن آلِ جَفنَةَ أَملاكاً
كِراماً بِالشامِ ذاتِ الرَفيفِ
وَبَني المُنذِرِ الأَشاهِبِ بِالحيرَةِ
يَمشونَ غُدوَةً كَالسُيوفِ
وَجُلُنداءَ في عُمانَ مُقيماً
ثُمَّ قَيساً في حَضرَمَوتَ المُنيفِ
قاعِداً حَولَهُ النَدامى فَما يَنفَكُّ
يُؤتى بِموكَرٍ مَجدوفِ
وَصَدوحٍ إِذا يُهَيِّجُها الشَربُ
تَرَقَّت في مِزهَرٍ مَندوفِ
بَينَما المَرءُ كَالرُدَينيِّ ذي الجُببَةِ
سَوّاهُ مُصلِحُ التَثقيفِ
أَو إِناءِ النُضارِ لاحَمَهُ القَينُ
وَدارى صُدوعَهُ بِالكَتيفِ
رَدَّهُ دَهرُهُ المُضَلَّلُ حَتّى
عادَ مِن بَعدِ مَشيِهِ لِلدَليفِ
وَعَسيرٍ مِنَ النَواعِجِ أَدماءَ
مَروحٍ بَعدَ الكَلالِ رَجوفِ
قَد تَعالَلتُها عَلى نَكَظِ المَيطِ
فَتَأتي عَلى المَكانِ المَخوفِ
وَلَقَد أُحزِمُ اللُبانَةَ أَهلي
وَأُعَدّيهِمُ لِأَمرٍ قَذيفِ
بِشُجاعِ الجَنانِ يَحتَفِرُ الظُل
ماءَ ماضٍ عَلى البِلادِ خَشوفِ
مُستَقِلٍّ بِالرِدفِ ما يَجعَلُ الجِررَةَ
بَعدَ الإِدلاجِ غَيرَ الصَريفِ
ثُمَّ يُضحي مِن فَورِهِ ذا هِبابٍ
يَستَطيرُ الحَصى بِخُفٍّ كَثيفِ
إِن وَضَعنا عَنهُ بِبَيداءَ قَفرٍ
أَو قَرَنّا ذِراعَهُ بِوَظيفِ
لَم أَخَل أَنَّ ذاكَ يَردَعُ مِنهُ
دونَ ثَنيِ الزِمامِ تَحتَ الصَليفِ
الاعشى
الحمدان
08-03-2024, 10:57 AM
أَذِنَ اليَومَ جيرَتي بِحُفوفِ
صَرَموا حَبلَ آلِفٍ مَألوفِ
وَاِستَقَلَّت عَلى الجِمالِ حُدوجٌ
كُلَّها فَوقَ بازِلٍ مَوقوفِ
مِن كُراتٍ وَطَرفُهُنَّ سُجُوٌّ
نَظَرَ الأُدمِ مِن ظِباءِ الخَريفِ
خاشِعاتٍ يُظهِرنَ أَكسِيَةَ الخَززِ
وَيُبطِنَّ دونَها بِشُفوفِ
وَحَثَثنَ الجِمالَ يَسهَكنَ بِالبا
غِزِ وَالأُرجُوانِ خَملَ القَطيفِ
مِن هَواهُنَّ يَتَّبِعنَ نَواهُننَ
فَقَلبي بِهِنَّ كَالمَشغوفِ
بِلَعوبٍ مَعَ الضَجيعِ إِذا ما
سَهِرَت بِالعِشاءِ غَيرِ أُسوفِ
حُلوَةِ النَشرِ وَالبَديهَةِ وَالعِل
لاتِ لا جَهمَةٍ وَلا عُلفوفِ
وَلَقَد ساءَها البَياضُ فَلَطَّت
بِحِجابٍ مِن دونِنا مَسدوفِ
فَاِعرَفي لِلمَشيبِ إِذ شَمِلَ الرَأ
سَ فَإِنَّ الشَبابَ غَيرُ حَليفِ
وَدَعِ الذِكرَ مِن عَشائي فَما يُد
ريكَ ما قُوَّتي وَما تَصريفي
وَصَحِبنا مِن آلِ جَفنَةَ أَملا
كاً كِراماً بِالشامِ ذاتِ الرَفيفِ
وَبَني المُنذِرِ الأَشاهِبِ بِالحي
رَةِ يَمشونَ غُدوَةً كَالسُيوفِ
وَجُلُنداءَ في عُمانَ مُقيماً
ثُمَّ قَيساً في حَضرَمَوتَ المُنيفِ
قاعِداً حَولَهُ النَدامى فَما يَن
فَكُّ يُؤتى بِموكَرٍ مَجدوفِ
وَصَدوحٍ إِذا يُهَيِّجُها الشَر
بُ تَرَقَّت في مِزهَرٍ مَندوفِ
بَينَما المَرءُ كَالرُدَينيِّ ذي الجُب
بَةِ سَوّاهُ مُصلِحُ التَثقيفِ
أَو إِناءِ النُضارِ لاحَمَهُ القَينُ
وَدارى صُدوعَهُ بِالكَتيفِ
رَدَّهُ دَهرُهُ المُضَلَّلُ حَتّى
عادَ مِن بَعدِ مَشيِهِ لِلدَليفِ
وَعَسيرٍ مِنَ النَواعِجِ أَدماءَ
مَروحٍ بَعدَ الكَلالِ رَجوفِ
قَد تَعالَلتُها عَلى نَكَظِ المَيطِ
فَتَأتي عَلى المَكانِ المَخوفِ
وَلَقَد أُحزِمُ اللُبانَةَ أَهلي
وَأُعَدّيهِمُ لِأَمرٍ قَذيفِ
بِشُجاعِ الجَنانِ يَحتَفِرُ الظُل
ماءَ ماضٍ عَلى البِلادِ خَشوفِ
مُستَقِلٍّ بِالرِدفِ ما يَجعَلُ الجِررَةَ
بَعدَ الإِدلاجِ غَيرَ الصَريفِ
ثُمَّ يُضحي مِن فَورِهِ ذا هِبابٍ
يَستَطيرُ الحَصى بِخُفٍّ كَثيفِ
إِن وَضَعنا عَنهُ بِبَيداءَ قَفرٍ
أَو قَرَنّا ذِراعَهُ بِوَظيفِ
لَم أَخَل أَنَّ ذاكَ يَردَعُ مِنهُ
دونَ ثَنيِ الزِمامِ تَحتَ الصَليفِ
الاعشى
الحمدان
08-03-2024, 10:57 AM
أَرِقتُ وَما هَذا السُهادُ المُؤَرِّقُ
وَما بِيَ مِن سُقمٍ وَما بِيَ مَعشَقُ
وَلَكِن أَراني لا أَزالُ بِحادِثٍ
أُغادى بِما لَم يُمسِ عِندي وَأُطرَقُ
فَإِن يُمسِ عِندي الشَيبُ وَالهَمُّ وَالعَشى
فَقَد بِنَّ مِنّي وَالسِلامُ تُفَلَّقُ
بِأَشجَعَ أَخّاذٍ عَلى الدَهرِ حُكمَهُ
فَمِن أَيِّ ما تَجني الحَوادِثُ أَفرَقُ
فَما أَنتَ إِن دامَت عَلَيكَ بِخالِدٍ
كَما لَم يُخَلَّد قَبلُ ساسا وَمورَقُ
وَكِسرى شَهِنشاهُ الَّذي سارَ مُلكُهُ
لَهُ ما اِشتَهى راحٌ عَتيقٌ وَزَنبَقُ
وَلا عادِيا لَم يَمنَعِ المَوتَ مالُهُ
وِردٌ بِتَيماءَ اليَهودِيِّ أَبلَقُ
بَناهُ سُلَيمانُ بنِ داوُودَ حِقبَةً
لَهُ أَزَجٌ عالٍ وَطَيٌّ مُوَثَّقُ
يُوازي كُبَيداءَ السَماءِ وَدونَهُ
بَلاطٌ وَداراتٌ وَكِلسٌ وَخَندَقُ
لَهُ دَرمَكٌ في رَأسِهِ وَمَشارِبٌ
وَمِسكٌ وَرَيحانٌ وَراحٌ تُصَفَّقُ
وَحورٌ كَأَمثالِ الدُمى وَمَناصِفٌ
وَقِدرٌ وَطَبّاخٌ وَصاعٌ وَدَيسَقُ
فَذاكَ وَلَم يُعجِز مِنَ المَوتِ رَبَّهُ
وَلَكِن أَتاهُ المَوتُ لا يَتَأَبَّقُ
وَلا المَلِكُ النُعمانُ يَومَ لَقيتَهُ
بِإِمَّتِهِ يُعطي القُطوطَ وَيَأفِقُ
وَيُجبى إِلَيهِ السَيلَحونَ وَدونَها
صَريفونَ في أَنهارِها وَالخَوَرنَقُ
وَيَقسِمُ أَمرَ الناسِ يَوماً وَلَيلَةً
وَهُم ساكِتونَ وَالمَنِيَّةُ تَنطِقُ
وَيَأمُرُ لِليَحمومِ كُلَّ عَشِيَّةٍ
بِقَتٍّ وَتَعليقٍ وَقَد كادَ يَسنَقُ
يُعالى عَلَيهِ الجُلَّ كُلَّ عَشِيَّةٍ
وَيُرفَعُ نُقلاً بِالضُحى وَيُعَرَّق
فَذاكَ وَما أَنجى مِنَ المَوتِ رَبَّهُ
بِساباطَ حَتّى ماتَ وَهوَ مُحَزرَقُ
وَقَد أَقطَعُ اليَومَ الطَويلَ بِفِتيَةٍ
مَساميحَ تُسقى وَالخِباءُ مُرَوَّقُ
وَرادِعَةٍ بِالمِسكِ صَفراءَ عِندَنا
لَجَسَّ النَدامى في يَدِ الدَرعِ مَفتَقُ
إِذا قُلتُ غَنّي الشَربَ قامَت بِمِزهَرٍ
يَكادُ إِذا دارَت لَهُ الكَفُّ يَنطِقُ
وَشاوٍ إِذا شِئنا كَميشٌ بِمِسعَرٍ
وَصَهباءُ مِزبادٌ إِذا ما تُصَفَّقُ
تُريكَ القَذى مِن دونِها وَهيَ دونَهُ
إِذا ذاقَها مَن ذاقَها يَتَمَطَّقُ
وَظَلَّت شَعيبٌ غَربَةُ الماءِ عِندَنا
وَأَسحَمُ مَملوءٌ مِنَ الراحِ مُتأَقُ
وَخَرقٍ مَخوفٍ قَد قَطَعتُ بِجَسرَةٍ
إِذا خَبَّ آلٌ فَوقَهُ يَتَرَقرَقُ
هِيَ الصاحِبُ الأَدنى وَبَيني وَبَينَها
مَجوفٌ عِلافِيٌّ وَقِطعٌ وَنُمرُقُ
وَتُصبِحُ مِن غِبِّ السُرى وَكَأَنَّما
أَلَمَّ بِها مِن طائِفِ الجِنِّ أَولَقُ
مِنَ الجاهِلِ العَريضِ يُهدي لِيَ الخَنا
وَذَلِكَ مِمّا يَبتَريني وَيَعرُقُ
فَما أَنا عَمّا تَعمَلونَ بِجاهِلٍ
وَلا بِشَباةٍ جَهلُهُ يَتَدَفَّقُ
نَهارُ شَراحيلَ بنِ طَودٍ يُريبُني
وَلَيلُ أَبي لَيلى أَمَرُّ وَأَعلَق
وَما كُنتُ شاحِردا وَلَكِن حَسِبتُني
إِذا مِسحَلٌ سَدّى لِيَ القَولَ أَنطِقُ
شَريكانِ فيما بَينَنا مِن هَوادَةٍ
صَفِيّانِ جِنِّيٌّ وَإِنسٌ مُوَفَّقُ
يَقولُ فَلا أَعيا لِشَيءٍ أَقولُهُ
كَفانِيَ لا عَيٌّ وَلا هُوَ أَخرَقُ
جِماعُ الهَوى في الرُشدِ أَدنى إِلى التُقى
وَتَركُ الهَوى في الغَيِّ أَنجى وَأَوفَقُ
إِذا حاجَةٌ وَلَّتكَ لا تَستَطيعُها
فَخُذ طَرَفاً مِن غَيرِها حينَ تَسبِقُ
فَذَلِكَ أَدنى أَن تَنالَ جَسيمَها
وَلِلقَصدُ أَبقى في المَسيرِ وَأَلحَقُ
أَتَزعُمُ لِلأَكفاءِ ما أَنتَ أَهلُهُ
وَتَختالُ إِذ جارُ اِبنِ عَمِّكَ مُرهَقُ
وَأَحمَدتَ أَن أَلحَقتَ بِالأَمسِ صِرمَةً
لَها غُدُراتٌ وَاللَواحِقُ تَلحَقُ
فَيَفجَعنَ ذا المالِ الكَثيرِ بِمالِهِ
وَطَوراً يُقَنّينَ الضَريكَ فَيَلحَقُ
أَبا مِسمَعٍ سارَ الَّذي قَد صَنَعتُمُ
فَأَنجَدَ أَقوامٌ بِذاكَ وَأَعرَقوا
وَإِنَّ عِتاقَ العيسِ سَوفَ يَزورُكُم
ثَناءٌ عَلى أَعجازِهِنَّ مُعَلَّقُ
بِهِ تُنفَضُ الأَحلاسُ في كُلِّ مَنزِلٍ
وَتُعقَدُ أَطرافُ الحِبالِ وَتُطلَقُ
نَهَيتُكُمُ عَن جَهلِكُم وَنَصَرتُكُم
عَلى ظُلمِكُم وَالحازِمُ الرَأيِ أَشفَقُ
وَأَنذَرتُكُم قَوماً لَكُم تَظلِمونَهِم
كِراماً فَإِن لا يَنفَدِ العَيشُ تَلتَقوا
وَكَم دونَ لَيلى مِن عَدُوٍّ وَبَلدَةٍ
وَسَهبٍ بِهِ مُستَوضِحُ الآلِ يَبرُقُ
وَأَصفَرَ كَالحِنّاءِ طامٍ جِمامُهُ
إِذا ذاقَهُ مُستَعذِبُ الماءِ يَبصُقُ
وَإِنَّ اِمرَأً أَسرى إِلَيكِ وَدونَهُ
فَيافٍ تَنوفاتٌ وَبَيداءُ خَيفَقُ
لَمَحقوقَةٌ أَن تَستَجيبي لِصَوتِهِ
وَأَن تَعلَمي أَنَّ المُعانَ مُوَفَّقُ
وَلا بُدَّ مِن جارٍ يُجيزُ سَبيلَها
كَما جَوَّزَ السَكِّيَّ في البابِ فَيتَقُ
لَعَمري لَقَد لاحَت عُيونٌ كَثيرَةٌ
إِلى ضَوءِ نارٍ في يَفاعٍ تُحَرَّقُ
تُشَبُّ لِمَقرورَينِ يَصطَلِيانِها
وَباتَ عَلى النارِ النَدى وَالمُحَلَّقُ
رَضيعَي لِبانٍ ثَديَ أُمٍّ تَحالَفا
بِأَسحَمَ داجٍ عَوضُ لا نَتَفَرَّقُ
يَداكَ يَدا صِدقٍ فَكَفٌّ مُفيدَةٌ
وَأُخرى إِذا ما ضُنَّ بِالزادِ تُنفِقُ
تَرى الجودَ يَجري ظاهِراً فَوقَ وَجهِهِ
كَما زانَ مَتنَ الهِندُوانِيُّ رَونَقُ
وَأَمّا إِذا ما أَوَّبَ المَحلُ سَرحَهُم
وَلاحَ لَهُم مِنَ العَشِيّاتِ سَملَقُ
نَفى الذَمَّ عَن آلِ المُحَلَّقِ جَفنَةٌ
كَجابِيَةِ الشَيخِ العِراقِيِّ تَفهَقُ
يَروحُ فَتى صِدقٍ وَيَغدو عَلَيهِمُ
بِمِلءِ جِفانٍ مِن سَديفٍ يُدَفَّقُ
وَعادَ فَتى صِدقٍ عَلَيهِم بِجَفنَةٍ
وَسَوداءَ لَأياً بِالمَزادَةِ تُمرَقُ
تَرى القَومَ فيها شارِعينَ وَدونَهُم
مِنَ القَومِ وِلدانٌ مِنَ النَسلِ دَردَقُ
طَويلُ اليَدَينِ رَهطُهُ غَيرُ ثِنيَةٍ
أَشَمُّ كَريمٌ جارُهُ لا يُرَهَّقُ
كَذَلِكَ فَاِفعَل ما حَيِيتَ إِلَيهِمُ
وَأَقدِم إِذا ما أَعيُنُ الناسِ تَبرَقُ
الاعشى
الحمدان
08-03-2024, 10:57 AM
يا جارَتي بيني فَإِنَّكِ طالِقَه
كَذاكِ أُمورُ الناسِ غادٍ وَطارِقَه
وَبيني فَإِنَّ البَينَ خَيرٌ مِنَ العَصا
وَإِلّا تَزالُ فَوقَ رَأسِكِ بارِقَه
وَما ذاكَ مِن جُرمٍ عَظيمٍ جَنَيتِهِ
وَلا أَن تَكوني جِئتِ فينا بِبائِقَه
وَبيني حَصانَ الفَرجِ غَيرَ ذَميمَةٍ
وَمَوموقَةً فينا كَذاكَ وَوامِقَه
وَذوقي فَتى قَومِ فَإِنِّيَ ذائِقٌ
فَتاةَ أُناسٍ مِثلَ ما أَنتِ ذائِقَه
فَقَد كانَ في شُبّانِ قَومِكِ مَنكَحٌ
وَفِتيانِ هِزّانَ الطِوالِ الغَرانِقَه
الاعشى
الحمدان
08-03-2024, 10:58 AM
أَتاني وَعونُ الحوشِ بَيني وَبَينُكُم
كَوانِسُ مِن جَنبَي فِتاقٍ فَأَبلَقا
تَأَنّيكُمُ أَحلامَ مَن لَيسَ عِندَهُ
عَلى الرَهطِ مَغنىً لَو تَنالونَ مَوثِقا
بُنَيَّةُ إِنَّ القَومَ كانَ جَريرُهُم
بِرَأسِيَ لَو لَم يَجعَلوهُ مُعَلَّقا
أَفي فِتيَةٍ بيضِ الوُجوهِ إِذا لَقوا
قَبيلَكَ يَوماً أَبلَغوهُ المُخَنَّقا
إِذا اِعتَفَرَت أَقدامُهُم عِندَ مَعرَكٍ
ثَبَتنَ بِهِ يَوماً فَإِن كانَ مَزلَقا
جَزى اللَهُ فيما بَينَنا شَيخَ مِسمَعٍ
جَزاءَ المُسيءِ حَيثُ أَمسى وَأَشرَقا
جَزى اللَهُ تَيماً مِن أَخٍ كانَ يَتَّقي
مَحارِمَ تَيمٍ ما أَخَفَّ وَأَرهَقا
أَخونا الَّذي يَعدو عَلَينا وَلَو هَوَت
بِهِ قَدَمٌ كُنّا بِهِ مُتَعَلِّقا
أَتَينا لَهُم إِذ لَم نَجِد غَيرَ أَنيهِم
وَكُنّا صَفائِحاً مِنَ المَوتِ أَزرَقا
وَجُدنا إِلى أَرماحِنا حينَ عَوَّلَت
عَلَينا بَنو رُهمٍ مِنَ الشَرِّ مَلزَقا
الاعشى
الحمدان
08-03-2024, 10:58 AM
نامَ الخَلِيُّ وَبِتُّ اللَيلَ مُرتَفِقا
أَرعى النُجومَ عَميداً مُثبَتاً أَرِقا
أَسهو لِهَمّي وَدائي فَهيَ تُسهِرُني
بانَت بِقَلبي وَأَمسى عِندَها غَلِقا
يا لَيتَها وَجَدَت بي ما وَجَدتُ بِها
وَكانَ حُبٌّ وَوَجدٌ دامَ فَاِتَّفَقا
لا شَيءَ يَنفَعُني مِن دونِ رُؤيَتَها
هَل يَشتَفي وامِقٌ ما لَم يُصِب رَهَقا
صادَت فُؤادي بِعَينَي مُغزِلٍ خَذَلَت
تَرعى أَغَنَّ غَضيضاً طَرفُهُ خَرِقا
وَبارِدٍ رَتِلٍ عَذبٍ مَذاقَتُهُ
كَأَنَّما عُلَّ بِالكافورِ وَاِغتَبَقا
وَجيدِ أَدماءَ لَم تُذعَر فَرائِصُها
تَرعى الأَراكَ تَعاطى المَردَ وَالوَرَقا
وَكَفلٍ كَالنَقا مالَت جَوانِبُهُ
لَيسَت مِنَ الزُلِّ أَوراكاً وَما اِنتَطَقا
كَأَنَّها دُرَّةٌ زَهراءُ أَخرَجَها
غَوّاصُ دارينَ يَخشى دونَها الغَرَقا
قَد رامَها حِجَجاً مُذ طَرَّ شارِبُهُ
حَتّى تَسَعسَعَ يَرجوها وَقَد خَفَقا
لا النَفسُ توئسُهُ مِنها فَيَترُكُها
وَقَد رَأى الرَغبَ رَأيَ العَينِ فَاِحتَرَقا
وَمارِدٌ مِن غُواةِ الجِنِّ يَحرُسُها
ذو نيقَةٍ مُستَعِدٌّ دونَها تَرَقا
لَيسَت لَهُ غَفلَةٌ عَنها يُطيفُ بِها
يَخشى عَلَيها سَرى السارينَ وَالسَرَقا
حِرصاً عَلَيها لَوَ اِنَّ النَفسَ طاوَعَها
مِنهُ الضَميرُ لَيالي اليَمِّ أَو غَرِقا
في حَومِ لُجَّةِ آذِيٍّ لَهُ حَدَبٌ
مَن رامَها فارَقَتهُ النَفسُ فَاِعتُلِقا
مَن نالَها نالَ خُلداً لا اِنقِطاعَ لَهُ
وَما تَمَنّى فَأَضحى ناعِماً أَنِقا
تِلكَ الَّتي كَلَّفَتكَ النَفسُ تَأمُلُها
وَما تَعَلَّقتَ إِلّا الحَينَ وَالحَرَقا
الاعشى
الحمدان
08-03-2024, 10:58 AM
أَتَشفيكَ تَيّا أَم تُرِكتَ بِدائِكا
وَكانَت قَتولاً لِلرِجالِ كَذَلِكا
وَأَقصَرتَ عَن ذِكرِ البَطالَةِ وَالصِبى
وَكانَت سَفاهاً ضَلَّةً مِن ضَلالِكا
وَما كانَ إِلّا الحَينَ يَومَ لَقيتَها
وَقَطعَ جَديدٍ حَبلُها مِن حِبالِكا
وَقامَت تُريني بَعدَما نامَ صُحبَتي
بَياضَ ثَناياها وَأَسوَدَ حالِكا
وَيَهماءَ قَفرٍ تَخرُجُ العَينُ وَسطَها
وَتَلقى بِها بَيضَ النَعامِ تَرائِكا
يَقولُ بِها ذو قُوَّةِ القَومِ إِذ دَنا
لِصاحِبِهِ إِذ خافَ مِنها المَهالِكَ
لَكَ الوَيلُ أَفشِ الطَرفَ بِالعَينِ حَولَنا
عَلى حَذَرٍ وَأَبقِ ما في سِقائِكا
وَخَرقٍ مَخوفٍ قَد قَطَعتُ بِجَسرَةٍ
إِذا الجِبسُ أَعيا أَن يَرومَ المَسالِكا
قَطَعتُ إِذا ما اللَيلُ كانَت نُجومُهُ
تَراهُنَّ في جَوِّ السَماءِ سَوامِكا
بِأَدماءَ حُرجوجٍ بَرَيتُ سَنامَها
بِسَيري عَلَيها بَعدَما كانَ تامِكا
لَها فَخِذانِ تَحفِزانِ مَحالَةً
وَصُلباً كَبُنيانِ الصَفا مُتَلاحِكا
وَزَوراً تَرى في مِرفَقَيهِ تَجانُفاً
نَبيلاً كَبَيتِ الصَيدَلانِيِّ دامِكا
وَرَأساً دَقيقَ الخَطمِ صُلباً مُذَكَّراً
وَدَأياً كَأَعناقِ الضِباعِ وَحارِكا
إِلى هَوذَةَ الوَهّابِ أَهدَيتُ مِدحَتي
أُرَجّي نَوالاً فاضِلاً مِن عَطائِكا
تَجانَفُ عَن جُلِّ اليَمامَةِ ناقَتي
وَما قَصَدَت مِن أَهلِها لِسِوائِكا
أَلَمَّت بِأَقوامٍ فَعافَت حِياضَهُم
قَلوصِي وَكانَ الشَربُ مِنها بِمائِكا
فَلَمّا أَتَت آطامَ جَوٍّ وَأَهلَهُ
أُنيخَت وَأَلقَت رَحلَها بِفَنائِكا
وَلَم يَسعَ في الأَقوامِ سَعيَكَ واحِدٌ
وَلَيسَ إِناءٌ لِلنَدى كَإِنائِكا
سَمِعتُ بِسَمعِ الباعِ وَالجودِ وَالنَدى
فَأَدلَيتُ دَلوي فَاِستَقَت بِرِشائِكا
فَتىً يَحمِلُ الأَعباءَ لَو كانَ غَيرُهُ
مِنَ الناسِ لَم يَنهَض بِها مُتَماسِكا
وَأَنتَ الَّذي عَوَّدتَني أَن تَريشَني
وَأَنتَ الَّذي آوَيتَني في ظِلالِكا
فَإِنَّكَ فيما بَينَنا فِيَّ موزَعٌ
بِخَيرٍ وَإِنّي مولَعٌ بِثَنائِكا
وَجَدتَ عَلِيّاً بانِياً فَوَرِثتَهُ
وَطَلقاً وَشَيبانَ الجَوادَ وَمالِكا
بُحورٌ تَقوتُ الناسَ في كُلِّ لَزبَةٍ
أَبوكَ وَأَعمامٌ هُمُ هَؤُلائِكَا
وَما ذاكَ إِلّا أَنَّ كَفَّيكَ بِالنَدى
تَجودانِ بِالإِعطاءِ قَبلَ سُؤالِكا
يَقولونَ في الإِكفاءِ أَكبَرُ هَمِّهِ
أَلا رُبَّ مِنهُم مَن يَعيشُ بِمالِكا
وَجَدتَ اِنهِدامَ ثُلمَةٍ فَبَنَيتَها
فَأَنعَمتَ إِذ أَلحَقتَها بِبِنائِكا
وَرَبَّيتَ أَيتاماً وَأَلحَقتَ صِبيَةً
وَأَدرَكتَ جَهدَ السَعيِ قَبلَ عَنائِكا
وَلَم يَسعَ في العَلياءِ سَعيَكَ ماجِدٌ
وَلا ذو إِنىً في الحَيِّ مِثلَ قَرائِكا
وَفي كُلِّ عامٍ أَنتَ جاشِمُ غَزوَةٍ
تَشُدُّ لِأَقصاها عَزيمَ عَزائِكا
مُوَرِّثَةٍ مالاً وَفي الحَمدِ رِفعَةَ
لِما ضاعَ فيها مِن قُروءِ نِسائِكا
تُخَبِّرُهُنَّ الطَيرُ عَنكَ بِأَوبَةٍ
وَعَينٌ أَقَرَّت نَومَها بِلِقائِكا
الاعشى
الحمدان
08-03-2024, 10:59 AM
أَيا سَيِّدَي نَجرانَ لا أوصِيَنكُما
بِنَجرانَ فيما نابَها وَاِعتَراكُما
فَإِن تَفعَلا خَيراً وَتَرتَدِيا بِهِ
فَإِنَّكُما أَهلٌ لِذاكَ كِلاكُما
وَإِن تَكفِيا نَجرانَ أَمرَ عَظيمَةٍ
فَقَبلَكُما ما سادَها أَبَواكُما
وَإِن أَجلَبَت صِهيَونُ يَوماً عَلَيكُما
فَإِنَّ رَحى الحَربِ الدَكوكِ رِحاكُما
الاعشى
الحمدان
08-03-2024, 10:59 AM
لَمَيثاءَ دارٌ قَد تَعَفَّت طُلولُها
عَفَتها نَضيضاتُ الصَبا فَمَسيلُها
لِما قَد تَعَفّى مِن رَمادٍ وَعَرصَةٍ
بَكَيتُ وَهَل يَبكي إِلَيكَ مُحيلُها
لَمَيثاءَ إِذ كانَت وَأَهلُكَ جيرَةٌ
رِئاءٌ وَإِذ يُفضي إِلَيكَ رَسولُها
وَإِذ تَحسِبُ الحُبَّ الدَخيلَ لَجاجَةً
مِنَ الدَهرِ لا تُمنى بِشَيءٍ يُزيلُها
وَإِنّي عَداني عَنكِ لَو تَعلَمينَهُ
مَوازِئُ لَم يُنزِل سِوايَ جَليلُها
مَصارِعُ إِخوانٍ وَفَخرُ قَبيلَةٍ
عَلَينا كَأَنّا لَيسَ مِنّا قَبيلُها
تَعالَوا فَإِنَّ العِلمَ عِندَ ذَوي النُهى
مِنَ الناسِ كَالبَلقاءِ بادٍ حُجولُها
نُعاطيكُمُ بِالحَقِّ حَتّى تَبَيَّنوا
عَلى أَيِّنا تُؤدي الحُقوقَ فُضولُها
وَإِلّا فَعودوا بِالهُجَيمِ وَمازِنٍ
وَشَيبانُ عِندي جَمُّها وَحَفيلُها
أولَئِكَ حُكّامُ العَشيرَةِ كُلِّها
وَساداتُها فيما يَنوبُ وَجولُها
مَتى أَدعُ مِنهُم ناصِري تَأتِ مِنهُمُ
كَراديسُ مَأمونٌ عَلَيَّ خُذولُها
رِعالاً كَأَمثالِ الجَرادِ لِخَيلِهِم
عُكوبٌ إِذا ثابَت سَريعٌ نُزولُها
فَإِنّي بِحَمدِ اللَهِ لَم أَفتَقِدكُمُ
إِذا ضَمَّ هَمّاماً إِلَيَّ حُلولُها
أَجارَتُكُم بَسلٌ عَلَينا مُحَرَّمٌ
وَجارَتُنا حِلٌّ لَكُم وَحَليلُها
فَإِن كانَ هَذا حُكمُكُم في قَبيلَةٍ
فَإِن رَضِيَت هَذا فَقَلَّ قَليلُها
فَإِنّي وَرَبِّ الساجِدينَ عَشِيَّةً
وَما صَكَّ ناقوسَ النَصارى أَبيلُها
أُصالِحُكُم حَتّى تَبوؤوا بِمِثلِها
كَصَرخَةِ حُبلى يَسَّرَتها قَبولُها
تَناهَيتُمُ عَنّا وَقَد كانَ فيكُمُ
أَساوِدُ صَرعى لَم يُوَسَّد قَتيلُها
وَإِنَّ اِمرَأً يَسعى لِيَقتُلَ قاتِلاً
عَداءً مُعِدٌّ جَهلَةً لا يُقيلُها
وَلَسنا بِذي عِزٍّ وَلَسنا بِكُفئهِ
كَما حَدَّثَتهُ نَفسُها وَدَخيلُها
وَيُخبِرُكُم حُمرانُ أَنَّ بَناتِنا
سَيُهزَلنَ إِن لَم يَرفَعِ العيرَ ميلُها
فَعيرُكُمُ كانَت أَذَلُّ وَأَرضُكُم
كَما قَد عَلِمتُم جَدبُها وَمُحولُها
فَإِن تَمنَعوا مِنّا المُشَقَّرَ وَالصَفا
فَإِنّا وَجَدنا الخَطَّ جَمّاً نَخيلُها
وَإِنَّ لَنا دُرنى فَكُلَّ عَشِيَّةٍ
يُحَطُّ إِلَينا خَمرُها وَخَميلُها
فَإِنّا وَجَدنا النيبَ إِن تَفصِدونَها
يُعيشُ بَنينا سيئُها وَجَميلُها
أَبِالمَوتِ خَشَّتني عِبادٌ وَإِنَّما
رَأَيتُ مَنايا الناسِ يَسعى دَليلُها
فَما ميتَةٌ إِن مِتُّها غَيرَ عاجِزٍ
بِعارٍ إِذا ما غالَتِ النَفسِ غولُها
الاعشى
الحمدان
08-03-2024, 10:59 AM
أَقَيسَ بنَ مَسعودِ بنِ قَيسِ بنِ خالِدٍ
وَأَنتَ اِمرُؤٌ تَرجو شَبابَكَ وائِلُ
أَطَورَينِ في عامٍ غَزاةٌ وَرِحلَةٌ
أَلا لَيتَ قَيساً غَرَّقَتهُ القَوابِلُ
وَلَيتَكَ حالَ البَحرُ دونَكَ كُلُّهُ
وَكُنتَ لَقىً تَجري عَلَيهِ السَوائِلُ
كَأَنَّكَ لَم تَشهَد قَرابينَ جَمَّةً
تَعيثُ ضِباعٌ فيهِمُ وَعَواسِلُ
تَرَكتَهُمُ صَرعى لَدى كُلِّ مَنهَلٍ
وَأَقبَلتَ تَبغي الصُلحَ أُمُّكَ هابِلُ
أَمِن جَبَلِ الأَمرارِ صُرَّت خِيامُكُم
عَلى نَبَإٍ أَنَّ الأَشافِيَّ سائِلُ
فَهانَ عَلَينا أَن تَجِفَّ وِطابُكُم
إِذا حُنِيَت فيها لَدَيكَ الزَواجِلُ
لَقَد كانَ في شَيبانَ لَو كُنتَ راضِياً
قِبابٌ وَحَيٌّ حِلَّةٍ وَقَنابِلُ
وَرَجراجَةٌ تُعشي النَواظِرَ فَخمَةٌ
وَجُردٌ عَلى أَكنافِهِنَّ الرَواحِلُ
تَرَكتَهُمُ جَهلاً وَكُنتَ عَميدَهُم
فَلا يَبلُغَنّي عَنكَ ما أَنتَ فاعِلُ
وَعُرّيتَ مِن وَفرٍ وَمالٍ جَمَعتَهُ
كَما عُرِّيَت مِمّا تُسِرُّ المَغازِلُ
شَفى النَفسَ قَتلى لَم تُوَسَّد خُدودُها
وِساداً وَلَم تُعضَض عَلَيها الأَنامِلُ
بِعَينَيكَ يَومَ الحِنوِ إِذ صَبَّحَتهُمُ
كَتائِبُ مَوتٍ لَم تَعُقها العَواذِلُ
الاعشى
الحمدان
08-03-2024, 10:59 AM
يَلُمنَ الفَتى إِن زَلَّتِ النَعلُ زَلَّةً
وَهُنَّ عَلى رَيبِ المَنونِ خَواذِلُ
يَقُلنَ حَياةٌ بَعدَ مَوتِكَ مُرَّةٌ
وَهُنَّ إِذا قَفَّينَ عَنكَ ذَواهِلُ
مَتى تَأتِنا تَعدو بِسَرجِكَ لِقوَةٌ
صَبورٌ تَجَنَّبنا وَرَأسُكَ مائِلُ
صَدَدتَ عَنِ الأَعداءِ يَومَ عُباعِبٍ
صُدودَ المَذاكي أَقرَعَتها المَساحِلُ
الاعشى
الحمدان
08-03-2024, 11:00 AM
فَيا أَخَوَينا مِن عِبادٍ وَمالِكٍ
أَلَم تَعلَما أَن كُلُّ مَن فَوقَها لَها
وَتَستَيقِنوا أَنّا أَخوكُم وَأَنَّنا
إِذا سَنَحَت شَهباءُ تَخشَونَ فالَها
نُقيمُ لَها سوقَ الجِلادِ وَنَغتَلي
بِأَسيافِنا حَتّى نُوَجِّهَ خالَها
وَإِنَّ مَعَدّاً لَن تُجازَ بِفِعلِها
وَإِنَّ إِياداً لَم تُقَدِّر مِثالَها
أَفي كُلِّ عامٍ بَيضَةٌ تَفقَؤونَها
فَتُؤذى وَتَبقى بَيضَةٌ لا أَخا لَها
وَلَو أَنَّ ما أَسرَفتُمُ في دِمائِنا
لَدى قَرَبٍ قَد وُكِّرَت وَأَنى لَها
وَكائِن دَفَعنا عَنكُمُ مِن مُلِمَّةٍ
وَكُربَةِ مَوتٍ قَد بَتَتنا عِقالَها
وَأَرمَلَةٍ تَسعى بِشُعثٍ كَأَنَّها
وَإِيّاهُمُ رَبداءُ حَثَّت رِئالَها
هَنَأنا وَلَم نَمنُن عَلَيها فَأَصبَحَت
رَخِيَّةَ بالٍ قَد أَزَحنا هُزالَها
الاعشى
الحمدان
08-03-2024, 11:00 AM
صَحا القَلبُ مِن ذِكرى قُتَيلَةَ بَعدَما
يَكونُ لَها مِثلَ الأَسيرِ المُكَبَّلِ
لَها قَدَمٌ رَيّا سِباطٌ بَنانُها
قَدِ اِعتَدَلَت في حُسنِ خَلقٍ مُبَتَّلِ
وَساقانِ مارَ اللَحمُ مَوراً عَلَيهِما
إِلى مُنتَهى خَلخالِها المُتَصَلصِلِ
إِذا اِلتُمِسَت أُربِيَّتاها تَسانَدَت
لَها الكَفُّ في رابٍ مِنَ الخَلقِ مُفضِلِ
إِلى هَدَفٍ فيهِ اِرتِفاعٌ تَرى لَهُ
مِنَ الحُسنِ ظِلّاً فَوقَ خَلقٍ مُكَمَّلِ
إِذا اِنبَطَحَت جافى عَنِ الأَرضِ جَنبُها
وَخَوّى بِها رابٍ كَهامَةِ جُنبُلِ
إِذا ما عَلاها فارِسٌ مُتَبَذِّلٌ
فَنِعمَ فِراشُ الفارِسِ المُتَبَذِّلِ
يَنوءُ بِها بوصٌ إِذا ما تَفَضَّلَت
تَوَعَّبَ عَرضَ الشَرعَبِيِّ المُغَيَّلِ
رَوادِفُهُ تَثني الرِداءَ تَسانَدَت
إِلى مِثلِ دِعصِ الرَملَةِ المُتَهَيِّلِ
نِيافٌ كَغُصنِ البانِ تَرتَجُّ إِن مَشَت
دَبيبَ قَطا البَطحاءِ في كُلِّ مَنهَلِ
وَثَديانِ كَالرُمّانَتَينِ وَجيدُها
كَجيدِ غَزالٍ غَيرَ أَن لَم يُعَطَّلِ
وَتَضحَكُ عَن غُرِّ الثَنايا كَأَنَّهُ
ذُرى أُقحُوانٍ نَبتُهُ لَم يُفَلَّلِ
تَلَألُؤُها مِثلُ اللُجَينِ كَأَنَّما
تَرى مُقلَتَي رِئمٍ وَلَو لَم تَكَحَّلِ
سَجُوّينَ بَرجاوَينِ في حُسنِ حاجِبٍ
وَخَدٍّ أَسيلٍ واضِحٍ مُتَهَلِّلِ
لَها كَبِدٌ مَلساءُ ذاتُ أَسِرَّةٍ
وَنَحرٌ كَفاثورِ الصَريفِ المُمَثَّلِ
يَجولُ وِشاحاها عَلى أَخمَصَيهِما
إِذا اِنفَتَلَت جالاً عَلَيها يُجَلجِلُ
فَقَد كَمُلَت حُسناً فَلا شَيءَ فَوقَها
وَإِنّي لَذو قَولٍ بِها مُتَنَخَّلِ
وَقَد عَلِمَت بِالغَيبِ أَنّي أُحِبُّها
وَأَنّي لِنَفسي مالِكٌ في تَجَمَّلِ
وَما كُنتُ أَشكي قَبلَ قَتلَةَ بِالصِبى
وَقَد خَتَلَتني بِالصِبى كُلَّ مَختَلِ
وَإِنّي إِذا ما قُلتُ قَولاً فَعَلتُهُ
وَلَستُ بِمِخلافٍ لِقَولي مُبَدَّلِ
تَهالَكُ حَتّى تُبطِرَ المَرءَ عَقلَهُ
وَتُصبي الحَليمَ ذا الحِجى بِالتَقَتُّلِ
إِذا لَبِسَت شَيدارَةً ثُمَّ أَبرَقَت
بِمِعصَمِها وَالشَمسُ لَمّا تَرَجَّلِ
وَأَلوَت بِكَفٍّ في سِوارٍ يَزينُها
بَنانٌ كَهُدّابِ الدِمَقسِ المُفَتَّلِ
رَأَيتَ الكَريمَ ذا الجَلالَةِ رانِياً
وَقَد طارَ قَلبُ المُستَخِفَّ المُعَذَّلِ
فَدَعها وَسَلِّ الهَمَّ عَنكَ بِجَسرَةٍ
تَزَيَّدُ في فَضلِ الزَمامِ وَتَعتَلي
فَأَيَّةَ أَرضٍ لا أَتَيتُ سَراتَها
وَأَيَّةُ أَرضٍ لَم أَجُبها بِمَرحَلِ
وَيَومِ حِمامٍ قَد نَزَلناهُ نَزلَةً
فَنِعمَ مُناخُ الضَيفِ وَالمُتَحَوِّلِ
فَأَبلِغ بَني عِجلٍ رَسولاً وَأَنتُمُ
ذَوُو نَسَبٍ دانٍ وَمَجدٍ مُؤَثَّلِ
فَنَحنُ عَقَلنا الأَلفَ عَنكُم لِأَهلِهِ
وَنَحنُ وَرَدنا بِالغَبوقِ المُعَجَّلِ
وَنَحنُ رَدَدنا الفارِسِيِّينَ عَنوَةً
وَنَحنُ كَسَرنا فيهِمُ رُمحَ عَبدَلِ
فَأَيَّ فَلاحِ الدَهرِ يَرجو سَراتُنا
إِذا نَحنُ فيما نابَ لَم نَتَفَضَّلِ
وَأَيَّ بَلاءِ الصِدقِ لا قَد بَلَوتُمُ
فَما فُقِدَت كانَت بَلِيَّةُ مُبتَلي
الاعشى
المخضرمون
الحمدان
08-03-2024, 11:00 AM
يا أَكرَمَ الخَلقِ عَلى اللَهِ
وَالمُصطفى بِالشَرَفِ الباهي
مُحَمدُ المُختارُ مَهَما أَتى
مِن مُحَدثٍ مُستَفظعٍ ناهي
فَاِندُب لَهُ حَيدَرَ لا غَيرَهُ
فَلَيسَ بِالغَمرِ وَلا اللاهي
تَرى عِمادَ الكُفرِ مِن سَيفِهِ
مُنَكَّساً باطِلَهُ واهي
هَلِ العِدى إِلّا ذِئابٌ عَوَت
مَع كُلِّ ناسٍ نَفسَهُ ساهي
سَيهزمُ الجَمعُ عَلى عقبِهِ
بِحَيدَرٍ وَالنَصرُ بِاللَهِ
علي بن أبي طالب
الحمدان
08-03-2024, 11:01 AM
النَفسُ تَبكي عَلى الدُنيا وَقَد عَلِمَت
إِنَّ السَلامَةَ فيها تَركُ ما فيها
لا دارَ لِلمَرءِ بَعدَ المَوتِ يَسكُنُها
إِلّا الَّتي كانَ قَبلَ المَوتِ بانيها
فَإِن بَناها بِخَيرٍ طابَ مَسكَنُها
وَإِن بَناها بَشَرٍّ خابَ بانيها
أَينَ المُلوكُ الَّتي كانَت مُسَلطَنَةً
حَتّى سَقاها بِكَأسِ المَوتِ ساقيها
أَموالُنا لِذَوي الميراثِ نَجمَعُها
وَدورُنا لِخرابِ الدَهرِ نَبنيها
كَم مِن مَدائِنَ في الآفاقِ قَد بُنِيَت
أًمسَت خَراباً وَدانَ المَوتُ دانيها
لِكُلِّ نَفسٍ وَإِن كانَت عَلى وَجَلٍ
مِنَ المَنيَّةِ آمالٌ تُقَوّيها
فَالمَرءُ يَبسُطُها وَالدَهرُ يَقبُضُها
وَالنَفسُ تَنشُرُها وَالمَوتُ يَطويها
علي بن أبي طالب
الحمدان
08-03-2024, 11:01 AM
كُن لِلمَكارِهِ بِالعَزاءِ مُقَطِّعاً
فَلَعَلَّ يَوماً لا تَرى ما تَكرَهُ
فَلَرُبَّما اِستَتَرَ الفَتى فَتنافَسَت
فيهِ العُيونُ وَإِنَّهُ لَمُمَوَّهُ
وَلَرُبَّما اِختَزَنَ الكَريمُ لِسانَهُ
حَذَرَ الجَوابِ وَإِنَّهُ لَمُفَوَّهُ
وَلَرُبَّما اِبتَسَمَ الوَقورُ مِنَ الأَذى
وَفُؤادُهُ مَن حَرِّهِ يَتَأَوَّهُ
علي بن أبي طالب
الحمدان
08-03-2024, 11:01 AM
إِنَّ المَكارِمَ أَخلاقٌ مُطَهَرةٌ
فَالدّينُ أَوَلُّها وَالعَقلُ ثانيها
وَالعِلمُ ثالِثُها وَالحِلمُ رابِعَها
وَالجودُ خامِسُها وَالفَصلُ ساديها
وَالبِرُّ سابِعُها وَالصَبرُ ثامِنُها
وَالشُكرُ تاسِعُها وَاللَينُ باقيها
وَالنَفسُ تَعلَم أَنّي لا أُصادِقُها
وَلَستُ أَرشُدُ إِلا حينَ أَعصيها
وَالعَينُ تَعلَمُ مِن عَينَي مُحدِّثِها
إِن كانَ مِن حِزبِها أَو مَن يُعاديها
عَيناكَ قَد دَلَّتا عَيناي مِنكَ عَلى
أَشياءَ لَولاهُما ما كُنتَ تُبديها
علي بن أبي طالب
الحمدان
08-03-2024, 11:01 AM
النَفسُ تَجزَع أَن تَكونَ فَقيرَةً
وَالفَقرُ خَيرٌ مِن غِنىً يُطغيها
وَغِنى النَفوسِ هُوَ الكَفافُ وَإِن أَبَت
فَجَميعُ ما في الأَرضِ لا يَكفيها
علي بن أبي طالب
الحمدان
08-03-2024, 11:02 AM
أَصَمُّ عَنِ الكَلِمِ المُحفِظاتِ
وَأَحلُمُ وَالحِلمُ بي أَشبَهُ
وَإِنّي لَأَترُكَ حُلوَ الكَلامِ
كِئلّا أُجابُ بِما أَكرَهُ
إِذا ما اِجتَرَرتَ سَفاهَ السَفيهِ
عَليَّ فَإِنّي أَنا الأَسفَهُ
فَلا تَغتَرِر بِرَواءِ الرِجالِ
وَإِن زَخرَفوا لَكَ أَو مَوَّهوا
فَكَم مِن فَتىً يُعجِبُ الناظِرينَ
لَهُ أَلسُنٌ وَلَهُ أَوجُهُ
يَنامُ إِذا حَضَرَ المَكرماتِ
وَعِندَ الدَناءَةِ يَستَنبِهُ
علي بن أبي طالب
الحمدان
08-03-2024, 11:02 AM
تَوَقُّوا النِساءَ فَإِنَّ النِساءَ
نَقَصنَ حُظوظاً وَعَقلاً وَدينا
وَكُلٌّ بِهِ جاءَ نَصُّ الكِتابِ
وَأَوضَحَ فيهِ دَليلاً مُبينا
فَأَما الدَليلُ لِنَقصِ الحُظوظ
فَإِرثُهُن نُصفُ إِرثِ البَنينا
وَنِصفُ العُقولَ فَإِجزاؤُهُنَّ
بِنِصفِ الشَهادَةِ في الشاهِدينا
وَحَسبُكَ مِن نَقصِ أَديانِهِنَّ
فالسَتَ تَزدادَ فيهِ يَقينا
فَواتُ الصَلاةِ وَتَركِ الصيامِ
في مُدَّةِ الحَيضِ حيناً فَحينا
فَلا تَطيعوهُنَّ يَوماً فَقَد
تَكونُ النَدامَةُ مِنهُ سِنينا
علي بن أبي طالب
الحمدان
08-03-2024, 11:03 AM
قَد قيلَ إِنَ الإِلَهَ ذو وَلَدٍ
وَقيلَ إِن الرَسولَ قَد كَهنا
ما نَجا اللَهُ وَالرَسولُ مَعاً
مِن لِسانِ الوَرى فَكَيفَ أَنا
علي بن أبي طالب
الحمدان
08-03-2024, 11:03 AM
فاطِمُ ذاتَ المَجدِ وَاليَقينِ
يا بِنتَ خَيرِ الناسِ أَجمَعين
أَما تَرينَ البائِسَ المَسكين
قَد قامَ بِالبابِ لَهُ حَنين
يَشكو إِلَينا جائِعٌ حَزين
كُلُّ اِمرئٍ بِكَسبِهِ رَهين
علي بن أبي طالب
الحمدان
08-03-2024, 11:03 AM
أَلا اِحذَروا في حَربِكُم أَبا الحَسَن
فَلا تَروموهُ فَذا مِنَ الغبَن
فَإِنَّهُ يَدُقُّكُم دَقَّ الطَحن
وَلا يَخافُ في الهياجِ مَن وَمَن
علي بن أبي طالب
الحمدان
08-03-2024, 11:04 AM
أَتَطلُبُ رِزقَ اللَهِ مِن عِندِ غَيرِهِ
وَتُصبِحُ مِن خَوفِ العَواقِبِ آمِنا
وَتَرضى بِصَّرافٍ وَإِن كانَ مُشرِكاً
ضَميناً وَلا تَرضى بِرَبِّكَ ضامِنا
كَأَنَكَ لَم تَقرَأَ بِما في كِتابِهِ
فَأَصبَحتَ مَنحولَ اليَقينِ مُباينا
علي بن أبي طالب
الحمدان
08-03-2024, 11:04 AM
أَلا لَن تَنالَ العِلمَ إِلّا بِسِتَةٍ
سَأُنبيكَ عَن مَجموعِها بِبَيانِ
ذَكاءٌ وَحِرصٌ وَاَصطِبارٌ وَبلغَةٌ
وَإِرشادُ اُستاذٍ وَطَولُ زَمانِ
علي بن أبي طالب
الحمدان
08-03-2024, 11:05 AM
أَلا لَن تَنالَ العِلمَ إِلّا بِسِتَةٍ
سَأُنبيكَ عَن مَجموعِها بِبَيانِ
ذَكاءٌ وَحِرصٌ وَاَصطِبارٌ وَبلغَةٌ
وَإِرشادُ اُستاذٍ وَطَولُ زَمانِ
علي بن أبي طالب
الحمدان
08-03-2024, 11:05 AM
إِنَّ الأَمينَ وَإِن تَعَفَّفَ جُهدَهُ
لا بُدَّ أَنَّ بِنَظرَةٍ سَيَخونُ
القَبرُ أَوفى مِن وَثِقتُ بِعَهدِهِ
ما لِلنِساءِ سِوى القُبورِ حُصونُ
علي بن أبي طالب
الحمدان
08-03-2024, 11:05 AM
أَنا الغُلامَ القُرَشي المُؤتَمَن
الماجِدُ الأَبلَجُ لَيثٌ كَالشَطَن
يَرضى بِهِ السادَةُ مِن أَهلِ اليَمَن
مِن ساكِني نَجدٍ وَمِن أَهلِ عَدَن
أَبو الحُسَين فَاِعلَمَن أَبو الحَسَن
قَد جاكَ تَقتادُ العَنانَ وَالرَسَن
علي بن أبي طالب
الحمدان
08-03-2024, 11:05 AM
إِلَهي أَنتَ ذو فَضلٍ وَمنِّ
وَإِنّي ذو خَطايا فَاِعفُ عَنّي
وَظَنّي فيكَ يا رَبّي جَميلٌ
فَحَقِّق يا إِلَهي حُسنَ ظَنّي
علي بن أبي طالب
الحمدان
08-03-2024, 11:06 AM
سَيفُ رَسولِ اللَهِ في يَميني
وَفي يساري قاطِعُ الوَتينِ
فَكُلُّ مَن بارَزَني يَجيني
أَضرِبُهُ بِالسَيفِ عَن قَريني
مُحَمَّدٍ وَعَن سَبيلِ الدينِ
هَذا قَليلٌ مِن طُلابِ العينِ
علي بن أبي طالب
الحمدان
08-03-2024, 11:06 AM
إِذا المَرءُ لَم يَرضَ ما أَمكَنَهُ
وَلَم يَأتِ مِن أَمرِهِ أَزيَنَه
وَأَعجَبُ بِالعُجبِ فَاِقتادَهُ
وَتاهَ بِهِ التِّيهِ فَاِستَحسَنَهُ
فَدَعهُ فَقَد ساءَ تَدبيرُهُ
سَيَضحَكُ يَوماً وَيَبكي سَنَه
علي بن أبي طالب
الحمدان
08-03-2024, 11:06 AM
الدَهرُ أَدَّبَني وَاليَأَسُ أَغناني
وَالقوتُ أَقنَعَني وَالصَبرُ رَبانّي
وَأَحكَمَتني مِنَ الأَيامِ تَجرِبَةٌ
حَتّى نَهَيتُ الَّذي قَد كانَ يَنهاني
علي بن أبي طالب
الحمدان
08-03-2024, 11:07 AM
وَمَن كَرُمَت طِبائِعُهُ تَحَلّى
بِآدابٍ مُفَصَلَةٍ حِسانِ
وَمَن قَلَّت مَطامِعُهُ تَغَطّى
مِنَ الدُنيا بِأَثوابِ الأَمانِ
وَما يَدري الفَتى ماذا يُلاقي
إِذا ما عاشَ مِن حَدَثِ الزَمانِ
فَإِن غَدَرَت بِكَ الأَيامُ فَاِصبِر
وَكُن بِاللَهِ مَحمودَ المَعاني
وَلا تَكُ ساكِناً في دارِ ذُلٍّ
فَإِنَّ الذُلَّ يُقرَنُ بِالهَوانِ
وِإِن أَولاكَ ذو كَرَمً جَميلاً
فَكُن بِالشُكرِ مُنطَلِقَ اللِسانِ
علي بن أبي طالب
الحمدان
08-03-2024, 11:07 AM
إِلَهي لا تُعَذِّبني فَإِنّي
مُقِرٌّ بِالَّذي قَد كانَ مِنّي
فَما لي حِيلَةٌ إِلا رَجائي
بِعَفوِكَ إِن عَفَوتَ وَحُسنِ ظَنّي
فَكَم مِن زَلَّةٍ لِي في الخطايا
عَضَضتُ أَناملي وَقَرَعتُ سِنّي
يَظُّنُ الناسُ بي خَيراً وَإِنّي
لَشَرُّ الخَلقِ إِن لَم تَعفُ عَنّي
وَبَينَ يَديَّ مُحتَبسٌ طَويلٌ
كَأَنّي قَد دُعِيتُ لَهُ كَأَنّي
أَجُنُّ بِزَهرَةِ الدُنيا جُنوناً
وَأَفنِي العُمرَ مِنها بِالتَمَنّي
فَلَو أَنّي صَدَقتُ الزَهدَ فيها
قَلَبتُ لَها حَقّاً ظَهرَ المُجَنِّ
علي بن أبي طالب
المخضرمون
الحمدان
08-03-2024, 11:07 AM
أراني دونما الخلقِ مُنِعتُ
من الدّنيا وفي الغيْبِ ظللَتُ
أرى أحوالَها في كلّ وجهٍ
بغى أحداً فخان العُمرَ سبتُ
وأسمعُ صوتَها أنّ ظلومٍ
وشدوَ مُظفَّرٍ عادا فحِرْتُ
فأصبحتُ أميزُ الحلوَ فيها
من المرِّ وشيئاً ما أُذِقتُ
فمنّيتُ الفؤادَ بها على كلل
ما فيها من الضَّيْمِ وقلتُ
فلو أنّي كما الإنسِ خُلقتُ
وفي جَسَدٍ من الطينِ حلَلْتُ
ولكنّي بلا غايٍ تُركتُ
فما كُلّفتُ أو حتّى أُمِرتُ
فأنجو من جهنّم إن أطَعْتُ
وألقاها ذميماً إنْ عصَيْتُ
وما اخترتُ ولا خُيِّرتُ فيما
أنا فيهِ ولا يوماً سُئِلْتُ
ويوم سُئلتُ عنها قلتُ شرٌ
لهُ في كلِّ ما يهتزُّ بيْتُ
فيخْبو وهْجهُ إن صُبَّ ماءٌ
ويأتجُّ إذا ما صُبَّ زيْتُ
فينجو اليومَ منها ذو ضجيجٍ
ويهلكُ من بفيهِ اعتشَّ صَمْتُ
وحين سُئلتُ ثانية أجبتُ
جنانٌ أسّ فيها العدلَ موتُ
دنتْ أثمارُها من كلّ رذلٍ
وأعجِبْ بالّذي ألهاهُ جِفتُ
ويقصدُ من طغى بيعَ الكلام
وتلقى الناسَ حيث يُباع نكْتُ
ويوم سُئلتُ ثالثة أضفتُ
ولو عُرِضتْ عليّ لما أبيتُ
فمثلَ نهايةٍ حتمٍ أُساقُ
إليها دون علمٍ ما كرهتُ
وما خلقُ بني آدم إلا
ليختاروا على علمٍ فغِرتُ
فسَلْ بالنأيِ عنْها كم خسِرتُ
وكم في عزلتي تلكَ حَسِرتُ
فما أُورثتُ أصنامَ ثمود
وما بجَّلتُ نجماً أو رأيتُ
فيدعوني إلى اللهِ نبيٌّ
ويقبلُني ويغفرُ إنْ أنَبْتُ
فيسْري في ثنايا الروحِ حلوٌ
بُعيد مرارِ كُفرٍ قد خبِرتُ
أسرَّ النفسَ حلوٌ بعد حلوٍ؟!
فروح الحُلْوِ فجٌ ما أكلْتُ
أقال النيلُ يوماً أنّهُ ابنُ
الفرات؟ بل ابن ملحٍ ما شربْتُ
ولا أُوتيت علما دنيويّا
به أرتادُ كوناً ما سَكنْتُ
فأعرفهُ من الفعلِ بفعلٍ
وأعبدهُ وصالاً لا يُبَتُّ
ولا أُعطيتُ عمراً حدُّه الموْ
تُ مهما طالَ أو حاباهُ بخْتُ
فأستعدي النّهى فضلاً وأعدو
إلى حيث المُنى إنْ ضاعَ وقْتُ
ولا قِستُ السّما حين انتصرتُ
ولا شئتُ البكا حين هُزمتُ
ولا اشتقتُ الى أمسٍ حبيبٍ
ولا احتطتُ ليوم غدٍ فنِمتُ
ولا رمتُ الجنان بوصلِ رحمٍ
فلا أبَ ليْ وأمّا ما رُزقتُ
ولا امتزتُ عن الناس بفعلٍ
ولا حاط بأوصافيَ نعتُ
أألقاك إلهي دون ذنبٍ
فلا أعلو بغفرانٍ أُنلتُ
أألقاك إلهي دون ركعٍ
به أرفع رأسي ان سُئلتُ
فمُنَّ عليّ يا ربّ بجسمٍ
فأخطئُ ثم أرجع إن علمتُ
أسامه محمد زامل
الحمدان
08-03-2024, 11:08 AM
حالي كحال شعوبنا العربية
لي كل يومٍ ثورةٌ و قضيّة
بعضي يموت وكل ما قدّمتُ لم
يشفع لوقْف معاركي اليوميّة
سأشيبُ والخيباتُ تشرب من دمي
وغداً أموت بحسرتي الأبديّة
عفاف عطاالله
الحمدان
08-03-2024, 11:08 AM
لا تستثيروا بالجَفا* أحداقي
يكفي الذي عانيتُ من أشواقي
ردّوا لملهوفِ الفؤاد .. فؤادَه
أو أكرموهُ مع اللقا .. بعناقِ
عفاف عطاالله
الحمدان
08-03-2024, 11:08 AM
كم مرةٍ أغلقتَ بابَ الأسئِلةْ
وصددتَ رُوحاً في هواكَ مكبّلة
كم مرةٍ*أطفأتَ نبراسي الذي
أوقدتُه بِمُنى الرّدودِ* المهمَلة
ماذا عَن الأشواقِ عَن دمعِي أنَا
عن قلبيَ المشبوبِ من نارِ الولَه
مازلتَ تخبرُ* وَرْدتِي عَن رِيّها
مازلتَ تَضربُ بالكلامِ الأمْثِلة
ماذا ادّخرْتَ سِوى دَواتِك للّتِي
جَمَحتْ بها نحوَ اللّقاءِ الأَخْيِلة
إنّي سَئمتُ وأنْتَ تُذكِي حَيرتِي
ذُلّ انتظاركَ والتباسَ المَسْألة
لَا تَسْألي هذا جَوابُكَ كلّمَا
ضَيّعتَ فِي دربِ الغرامِ البَوصَلةْ
عفاف عطاالله
الحمدان
08-03-2024, 11:09 AM
ماانفكّ صوتكَ في روحي يراودها
ذكرى بنتْ في صميم الروح بنيانا
ماهئتُ والله كلا أو هممتُ به
ولا رأيتُ لكي أقصيه بُرهانا
استنزلُ الصبر من لي ؟ لا بشيرَ ولمْ
تحمل ليَ الريحُ ممن غابَ سلوانا
حيرى .. كأنّي على الأعرافِ واقفةٌ
ياليت أنّ الهوى والشوقَ ما كانا
عفاف عطاالله
فلسطين
الحمدان
08-03-2024, 02:02 PM
حُلَّتْ عَليكَ مَعَاقدُ الأَنْدَاءِ
ونَحَتْ ثَراكَ قوافِلُ الأنواءِ
وسَرَتْ عَلى أكنَافِ قبرِكَ نَسْمَةٌ
بَلَّتْ حَوَاشِيها يدُ الأنداءِ
ما بَاليَ استسْقيتُ أنداءَ الحَيَا
وأرحتُ أجفاني مِنَ الإسْقاءِ
ما ذَاكَ إلا أنَّ بِيْضَ مَدَامِعي
غَاضَتْ مُبَدَّلَةً بحُمْرِ دِماءِ
هتفتْ أياديكَ الجِسَامُ بأعيني
فَسَمَحْنَ بالبيضاءِ والحمراءِ
أنَّى يجازيْ شُكْرَ نعمتِكَ التي
جَلَّلتَنيها قطرةٌ من مَاءِ
يا دُرَّةً سمحتْ بها الدنيا على
يَأْسٍ من الإحسانِ والإعطاءِ
واسترجَعَتْها بعدما سَمَحَتْ بها
وكَذَاكَ كانتْ شيمةُ البخلاءِ
فلئنْ قَصَرْتَ من الإقامةِ عندَنا
حتى كأنَّكَ لمحةُ الإِيماءِ
فلقد أقمتَ بنا غريباً في العُلا
وكذاكَ قُصْرُ إقامةِ الغُرَبَاءِ
ابو بحر الخطي
الحمدان
08-03-2024, 02:03 PM
عَاثَ الحِمامُ فما أبقَى وما تَرَكَا
ولم يَدَعْ سُوقَةً مِنَّا ولا مَلِكَا
فما سألتُ امرأً يوماً بصاحبِهِ
والعهدُ لم ينأ إلاّ قالَ قد هَلَكَا
تُراهُ أقسمَ لا يُبقي على بَشَرٍ
ولا يغادِرُ إنساناً ولا مَلَكَا
ما بَثَّ في سَاكِنِ الغَبراءِ أسهُمَهُ
إلاّ ويُصمِي بها من يَسْكُنُ الفَلَكَا
فما يشُدُّ على شَخْصٍ فيعْصِمُهُ
إن يَمتَطِ العيسَ أو يستبطِنِ الفُلُكَا
يا للرزيّةِ لم يسمعْ بها أحدٌ
إلاّ وأجهَشَ من حُزْنٍ لها وبَكَى
ما للجَليدِ بها ما ساورتْهُ يدٌ
لو خَامَرَتْ قلبَ أيّوبَ الصبورِ شَكَا
تبَّتْ يدا الدهرِ لم يعلمْ بأيِّ فتًى
أودَى وأيِّ هُمَامٍ سَيِّدٍ فَتَكَا
بواحدٍ مَرَّ فَرْداً في مكارِمِهِ
ما افترَّ عن مثلِهِ دَهْرٌ ولا ضَحِكا
وَكَارِعٍ في حِيَاضِ المكرُماتِ فَمَا
زاحَمهُ واغِلٌ فيها ولا شُرَكا
متى يُفَاخِرْهُ حيٌّ مَتَّ منتسباً
بمَحْتِدٍ تتوارَى مِنْ سَنَاهُ ذُكَا
من دَوْحَةٍ طَابَ مَجْنَاهَا وحَلَّقَ أَعْ
لاها كما قَرَّ مَسْرَى عِرْقِها وَزَكَا
تكادُ تخرقُ سَمْكَ الأرضِ راسخَةً
عُروقُها ويناجي فَرْعُها الحُبُكا
شَهَادَةُ اللّهِ في التنزيلِ كَافِيةٌ
في فَضلِهِم عَنْ رَوَاهُ جابرٌ وحَكَى
يُرْبِعْ على ضلعِهِ السَّاعي ليُدركَهُ
فليس يلحقُهُ إنْ خبَّ أو بَرَكا
عَفُّ السريرةِ صَفَّاحُ الجَرِيرةِ مِقْ
دَامُ العَشيرةِ جَوَّادٌ بما مَلَكَا
ما مَدَّ يوماً إلى الدنيا وزينتِها
طَرْفاً ولا كانَ في اللذاتِ مُنْهَمِكَا
ما ضَمَّ يوماً على الدينارِ راحتَهُ
بخلاً ولا شَدَّ من حرصٍ عليهِ وِكا
أثرَى فما كانَ فيما أحرزتْ يَدُهُ
لفرطِ ما جَادَ إلاَّ وَاحِدَ الشُّرَكَا
الشَّهْدُ ما مَجَّهُ زَجْراً ومَوْعِظةٌ
لِسَانُهُ الطَّلْقُ لا ما أودعَ العَكَكَا
والعضبُ ما استلَّ من رأيٍ إذا التَحَمَتْ
عُرَى الخُطُوبِ وأَمرُ الأُمَّةِ التَبَكَا
يا منْ مَضَى وبقينا بعده هُمُلاً
لو أَنْصَفَ الدهرُ أَفنَانا وخَلَّدَكَا
لو سَامَنَا فيكَ مَحْتُومُ القضا بَدلاً
فَدَاكَ كلُّ امرئٍ مِنَّا وقَلَّ لَكَا
أَبعِدْ به من غَريمٍ لو خَضَعَتَ لهُ
ذُلاًّ قَسَا وإنِ اسْتمحلتَهُ مَحكَا
ما لامرِئٍ تَتَقاضَاهُ الدُّيُونُ يدٌ
بِدَفْعِهِ أَلَوَاهُ الدَّيْنُ أمْ مَعَكَا
فلستُ أعلمُ ما مَتَّ الحِمَامُ بِهِ
حتى لوَى بِكَ عَنَّا واستبدَّ بِكَا
إنْ يَغْتَصِبْكَ الردَى مِنَّا فقد غُصِبَتْ
بالأَمسِ أُمُّكَ صَافِي إرثِهَا فَدَكَا
فاذهبْ فما زالَ هَامِي الغَيْثِ يصحبُهُ
مُرفَضُّ دَمْعِي على مَثْوَاكَ مُنْسَفِكا
ابو بحر الخطي
الحمدان
08-03-2024, 02:03 PM
بكيتُكِ لو أنّ الدموع تُديلُ
من الحزن أو يُطفَى بهن غليلُ
وناوحتُ فيك الوُرْقَ شجواً فلي إذا
شدتْ ولها تحت الظلامِ هديل
وعاتبتُ دهري فيكِ جهلاً ومن غدا
يعاتب هذا الدهر فَهْو جهول
فما كان هذا الدهرُ يوماً عَنِ الذي
غدا وَهْو مطبوعٌ عليه يحول
إلى الله من دهرٍ كأنّ صروفَهُ
لها أبداً عند الأنام ذُحول
أبى أن يُرينا وجهَ يومٍ وما بهِ
على إثْر ماضٍ رنّةٌ وعويل
فمن هالكٍ يلقى الرَّدى حتفَ أنفهِ
وآخرَ منزوفِ الحياة قتيل
ومستكثرٍ من حاشد الجند والردى
شَروبٍ لأعمار الرجالِ أكول
تعَاظمَ حتى كاد من فرط منعةٍ
وعزٍّ على صرف القضاءِ يطول
رماهُ الردى من حيث لم يدرِ بالتي
يروح لها ذو الأكلِ وَهْو أكيل
فباء من الجمِّ الغفير بقلّةٍ
وأصبح بعد العزِّ وَهْو ذليل
ألا في سبيل الله أقمارُ أوجهٍ
لها أبداً تحت الترابِ أُفول
وأغصانُ قاماتٍ ترفّ نضارةً
لها عند ريعانِ النموِّ ذبول
ولا كالتي أمسى بها الترْبُ مُؤْنَساً
وأوحشَ منها منزلٌ ومَقيل
وأهدتْ إلى أهل القبورِ مَسرّةً
وساء حليلٌ بعدها وسليل
وعَائِدَةٍ من حَجِّها لم يكنْ لها
على غَيرِ أَصْحَابِ القُبُورِ نُزُول
كأن لم تَؤبْ بعد المغِيبِ ولم يكنْ
لها بعد إِزْمَاعِ الرَّحيلِ قُفُول
لأَسرَعُ ما وافَتْ وفَاءَتْ كأنَّمَا
عَلَيها بأنْ لا تَستقِرَّ كفيل
وما قابلَ البُشْرَى النعيُّ وقَبَّحَتْ
يَدُ الحزنِ وجْهَ البِشْرِ وَهْو جَمِيلُ
وسَاءَتْ كما سَرَّتْ وأَبْعِدْ بِفرحةٍ
يُعَقِّبُها رُزْءٌ أَلَمَّ جَليلُ
لعمرُ أبي المَسْرُورِ بالشيءِ إنَّهُ
إلى الحُزْنِ فيما بعدُ سَوفَ يؤولُ
رأتْ أَبَويها طَالَ عَهدُهَما بِهَا
فزارتْهما إنَّ المُحبَّ وَصُولُ
فيا ابنةَ مَنْ لو كانَ بَعْدَ مُحَمَّدٍ
رَسُولٌ لَما أَمْسَى سِوَاهُ رَسُولُ
وزوجةَ من لو فَتَّشَ الخَلقُ لم يكنْ
ليلقى له في العَالَمينَ مَثيلُ
وأُختَ الذينَ استفرغُوا الجَهْدَ في العُلا
وأثرَى بهم عَافٍ وعَزَّ نَزِيْلُ
وأُمَّ الذي والسِّنُّ خَمسٌ جَرَى إلى
مَدَى لذَوِي الخمسِينَ عنهُ نُكُولُ
وإحدَى النِّساءِ اللائِي هُنَّ لِفَرْطِ ما
كَسَبْنَ مِنَ اخْلاقِ البُعُولِ بُعُولُ
عَفَائِفُ ما زُرَّتْ لَهُنَّ على الخَنَا
جُيُوبٌ ولا جُرَّتْ عليهِ ذُيُولُ
جَمَعنَ إلى عَقْلٍ عُلاً جَابَ قُمْصَهَا
لَهُنَّ عليٌّ ذُو العُلا وعَقِيلُ
وأثرينَ من هَدْيِ البَتُولِ وِرَاثةً
فَمَنْ شِئْتَها مِنْهُنَّ فَهْيَ بَتُولُ
ومن لا يُعزّى عِفَّةً ونَجَابةً
على مِثلها طُولَ الزمانِ حَليلُ
لَهوَّنْتِ أرزاءَ الحَواصِنِ فَلْتَغُلْ
خلافَكِ مَنْ لاَثَ العِصَابةَ غُوْلُ
فإنْ قَلَّ بعدَ العَوْدِ لَبْثُكِ فالأَسَى
عليكِ وإن طَالَ الزَّمانُ طَويلُ
فَزَارَكِ من رَبِّ العِبَادِ سَلامُهُ
وزَارَكِ مِرْزَامُ العَشيِّ هَطُولُ
ويا أصبرَ النَّاسِ الذينَ نَرَاهُمُ
وأَحمَلَهُمْ للعِبْءِ وَهْو ثَقيلُ
عَزاءً ولا أرضاهُ لكنْ مَقَالةً
بها أَبَداً يُوصِي الخليلَ خليلُ
فإنَّ أَسَاكَ اليومَ يستأصِلُ العَزَى
ويتركُ رَبْعَ الصَّبْرِ وَهْوَ مَحيلُ
ودونكَها كالروضِ بَاكَرَهَا الحَيَا
وهَبَّتْ جَنُوبٌ فوقَهُ وقَبُولُ
وإنِّيَ لَلْخلُّ الذي لا ترونَهُ
يميلُ مع النَّعْمَاءِ حَيثُ تميلُ
لسانُكُمُ الطَّلْقُ الذي لو رميتُمُ
بِهِ قائِلاً لم يدرِ كيفَ يَقُولُ
وسيفُكُمُ العضْبُ الذي إن ضَرَبتُمُ
بهِ لم يُصافحْ مَضْرِبَيْهِ فُلُولُ
وإنْ كانَ فيكمْ من يُنَاجِيهِ ظَنُّهُ
عليَّ بِشَيءٍ ما عليهِ دَليلُ
خلا أنَّ مَدْحاً سَارَ لي فيهِ لم تزلْ
شَواردُهُ في الخَافِقَينِ تجولُ
فدومُوا كما شئْتُمْ وشَاءَ وليُّكُمْ
يَزُرْكم بمدحي بُكرةً وأصِيْلُ
ابو بحر الخطي
الحمدان
08-03-2024, 02:04 PM
أَلا يا قومُ ما للدهْرِ عِندي
لأَسَرَفَ في الإسَاءَةِ والتعدِّي
تَخَرَّمَ أُسْرتي فَبَقيْتُ فَرْداً
أُبَارِزُ نَائِبَاتِ الدَّهْرِ وَحْدِي
وكَرَّ على ذَوِي ودِّي فأورَى
بفقدِهِمُ من الأَحْزَانِ زَنْدِي
فما خُلِقَتْ لِدَمْعٍ غَيرُ عَيني
ولا مَجْرًى لِدَمعٍ غَيرُ خَدِّي
لَوَ انَّ الدهرَ حينَ أبادَ رَهْطي
وقعقعَ من مَبَانِي العزِّ عُمْدي
وأفنَى الغُرَّ من سَرَوَاتِ قَومي
وثَنَّى بعد ذَاكَ بأهلِ وِدِّي
تدارَكني فأوفَدني عليهِمْ
لأَحْسَنَ حيثُ سَاءَ وكان سَعْدِي
إذَا استعْظمتُ فَقْدَ أَخٍ كَرِيمٍ
رَمَاني من أَخٍ ثَانٍ بِفَقْدِ
فَمَنْ لي أَنْ أَموتَ أمَامَ خِلٍّ
تُعَزِّيهِ الأنامُ عَلَيَّ بَعْدي
وكنتُ لا ألوذُ بمُستَغَاثٍ
وإن ثَلَمَتْ يدُ الأَيَّامِ حَدِّي
أَليجُ من الحِمامِ على حَميمي
وجدتُ فكدتُ أرْحَمُ منه ضِدِّي
فَمَنْ شَمَخَ الإِبَاءُ به وألغَى
مَقَالَ الناسِ هل مُعْدٍ فيُعدي
فَهَا أَنَذَا على أيامِ دَهْري
قد استعديتُ لو أَلفيتُ مُعْدي
ومِمَّا غَادرَ الأجفانَ سَكْرَى
بأدمعِهِنَّ كالقَرْحِ المُمَدِّ
وأورَدَني حِيَاضَ الهمِّ حتَّى
صدرتُ وهَمُّ أهلِ الأرضِ عِندي
مَصائبُ هَانَ عند الناسِ فيها
عظيمُ الرُزءِ من مالٍ ووُلْدِ
أناختْ بَرْكَها ببَنِي عَلِيٍّ
نُزُولَ أخِي قِرىً فيهِمْ ورِفْدِ
قَرَوْهُنَّ النفوسَ وليس شيءٌ
أَعزَّ من النفوسِ قِرىً لوَفْدِ
فأضْحَوا بعد جَمْعِهِمُ فُرَادَى
كما نَثَرَتْ يدٌ خَرَزَاتِ عِقْدِ
فيا لِلّهِ ما رَمَتِ الليالي
بهِ الساداتُ من سَلَفَيْ مَعَدِّ
تخوَّنَ جَمْعَهُمْ مَيتٌ فَمَيْتٌ
يُسَارُ بِهِ إلى لَحْدٍ فَلَحْدِ
يُعيدُ مَسَاءَ يومِهِمُ عليهِمْ
جَوَى ثَكْلٍ له الإصباحُ يُبْدِي
سَقَى الأجداثَ شَرقيَّ المُصَلَّى
وإن رُفِعَتْ إلى جنَّاتِ خُلْدِ
حَياً متَهزِّمُ الأَطْبَاءِ إنْ لم
يكنْ دَمْعِي على الأجْداثِ يُجْدِي
وجَرَّ بِها نسيمُ الريحِ ذَيْلاً
يَمُرُّ بهِ على بَانٍ ورَنْدِ
فكمْ حَمَلَتْ إلى ساحاتِها مِنْ
قَناً خَطِّيَةٍ وسُيُوفِ هِنْدِ
كُهُولٌ كالرِّمَاحِ اللُّدْنِ شِيْبٌ
وأَغلمةٌ كَبِيْضِ الهِنْدِ مُرْدِ
وكلُّ كَرِيمَةِ الأَبَوَيْنِ ليستْ
كهندٍ في النِّسَاءِ ولا كَدَعْدِ
عفيفةُ ما يُكِنُّ الخِدْرُ ملء الْ
مُلاَءَةِ مِن صَلاَحةِ بَلْهَ زُهْدِ
ولا مِثْلُ التي بالأَمْسِ أودتْ
طَهَارَةَ مَوْلِدٍ وسُمُوَّ جَدِّ
قضَتْ نَحْباً على آثَارِ أُخْرَى
تَوَافِيَ سَاعِيَيْن مَعاً لِوَعْدِ
هُمَا لأَبٍ إذَا اعْتُزِيَا وأُمٍّ
رُجُوعَ القِدَّتَينِ معاً لِجِلْدِ
فيا لكريمتَي حَسَبٍ ودِيْنٍ
ويا لعَقِيلَتي شَرَفٍ ومَجْدِ
كلا رُزْأَيْهِمَا نَارٌ فَهَذَا
لَظَى قلبٍ وذَاكَ حَرِيقُ كِبْدِ
ونَالَ الصهرُ ثالثةً فأودتْ
خِلالَهما كأنَّ الرزءَ يُعْدِي
ثلاثٌ ما سَمَتْ علياءُ بَيْتٍ
بِغَوْرٍ في مَنَاكِبِها ونَجْدِ
على مَثَلٍ لَهُنَّ تُقىً ودِيناً
وطِيبَ مَغَارسٍ ووُفُورَ رُشْدِ
أولئِكَ خَيرُ مَنْ وَارَاهُ سِتْرٌ
وأكرمُ من سَحَبْنَ فُضُولَ بُرْدِ
نَزَلْنَ من النَّباهَةِ في مَكَانٍ
يُميّزُهُنَّ عن نُعْمٍ وهندِ
بناتُ أُبوَّةٍ ليستْ كبَكْرٍ
إذا عُدَّ الرجالُ ولا كَسَعْدِ
سَجَاياها إذَا ذُمَّ السَّجَايَا
ضَوَاربُ دُونَ غِيبتِها بِسَدِّ
حَرَائِرُ ما أَغَرْنَ الدهرَ بَعْلاً
بجرسِ حُلِيْ ولا تكليمِ عَبْدِ
أَلِفْنَ بيوتَهُنَّ عُكُوفَ طَيْرٍ
على مُسْتَودَعَاتِ الوَكْرِ رُبْدِ
فلم يعرفْنَ غيرَ البيتِ دَاراً
سِوَى لحدٍ سَكَنَّ بِهِ ومَهْدِ
أما لو كنَّ للعَرَبِ المواضي
وقد نَظَروا البناتِ بعَينِ زُهْدِ
إذن كَرُمَتْ بناتُهُمُ عليهِمْ
وما أَوْدَتْ لهم أُنثَى بِوَأْدِ
أَمَا لو كَانَ غَيرُ الموتِ مُدَّتْ
يَدَاهُ لَهنَّ والآجالُ تُرْدِي
لكادتْ أن تسوخَ الأرضُ ممّا
تَظَلُّ بها جيادُ الخيلِ تُرْدِي
عليها الشُّوسُ منْ عُلْيا قُرَيشٍ
أُولي النَّجَداتِ والعَزْمِ الأَشَدِّ
إذا استصرختَهم وَافُوكَ غَضْبَى
كما هَجْهَجْتَ في غاباتِ أُسْدِ
بِكُلِّ مُثَقَّفِ الأُنْبُوبِ لَدْنِ الْ
مَهَزِّ وكلِّ مَصْقُولِ الفِرَنْدِ
كأنَّكَ تَسْتكِفُّ الخَطْبَ مِنْهُمْ
بِذِي الرُّمْحَينِ أَو عَمرو بنِ وُدِّ
بني عبدالرءوفِ وكلُّ حيٍّ
لِمصرعِهِ أخو سَيْرٍ مُجِدِّ
عَزَاؤكُمُ فأوفَى النَّاسِ أَجْراً
أَخُو ضَرَّاءَ قابَلَها بِحَمْدِ
فِدَاكُمْ من يكاثرُكُمْ ويُخْفِي
لَكُمْ تحتَ الضُّلُوعِ غَلِيلَ حِقْدِ
أُنبِّئُكُمْ وما في ذَاكَ بأسٌ
فَهَذَا الناسُ من هَادٍ ومَهْدِي
بِأَنِّي خَيرُ من أَرعَيتُمُوهُ
لَكُمْ وِدّاً وأَوفَاهُ بِعَهْدِ
فقد جَرَّبتُمُ الإخوانَ غَيري
وأكثرتُمْ فَهَلْ سَدُّوا مَسَدِّي
فلا تتمسَّكُوا بِحِبالِ غَيرِي
وإنْ ما استمسكُوا بِعُرَى مُوِدِّ
ودونَكُمُ بلا مَنٍّ عليكمْ
ثَنَاءَ مُبَرَّزٍ في النظمِ فَرْدِ
يُجيدُ الحفرَ عن ماءِ المَعَاني
فَيُنْبِطُهُ وحَفْرُ الناسِ يُكدِي
تُشَاركُنِي الورَى في الشِّعْرِ دَعْوَى
على أَنِّي المَبَرَّزُ فيهِ وحدِي
ابو بحر الخطي
الحمدان
08-03-2024, 02:05 PM
أَلا تَسْتنطقُ الدِمَنَ الخَوَالي
فَنَسْألُها عن الحيِّ الحِلالِ
أَبَتْ إلاَّ أَثَافي جَاثِمَاتٍ
على الكَانُونِ كالخَدَمِ الصَّوَالي
وأشعثَ غيرَ مَمْسُوسٍ بدُهْنٍ
ولا عَبَثَتْ بِهِ أيدي الغوالي
عَوَاطِلُ بَعدَمَا كانتْ زَمَاناً
بأُنْسِ القَاطِنينَ بها حَوَالي
دعاهُم رَيْبُ دهْرِهِمُ فَبَانُوا
سِرَاعاً والمقيمُ إلى ارتِحَالِ
ولا تبقَى على الحَدَثَانِ شُمُّ الْ
هِضَابِ ولا مُنيفاتُ القِلالِ
فَعَدِّ على الدِّيَارِ فإنَّ خَطْباً
تَوَخَّانا بهِ صَرْفُ الليالي
أَطَارَ كَرَى العُيُونِ فَخِيطَ جَفْنٌ
على سَهَرٍ وَقَلْبٍ باشْتِغَالِ
وبَيَّضَ لِمَّةً وأَحَالَ وَجْهاً
كَأَنَّ الوجْهَ يُصبَغُ بالقَذَالِ
غَدَاةَ نُعِي لَنَا حَسَنٌ وقَالُوا
هَوَى من أفْقِهِ نَجْمُ المَعَالي
فَظَلْنَا حِينَ جَدَّ بنا نَعَاهُ
وقد ضَاقَتْ بِنا سَعَةُ المَجَالِ
كَشَرْبٍ طَوَّحتْ بِهِمُ شَمُولٌ
فَطَاحُوا لليَمينِ وللشِمَالِ
نَلُوذُ إذَا غَليلُ الحُزْنِ أَغْرَى
لَظَاهُ بنا إلى الدمْعِ المُذَالِ
سَلِ الأَجْدَاثَ مَاذَا أَوْدَعُوهُ
بِها من شُهْرَةٍ وظُهُورِ حَالِ
وما واروهُ فيها من جَميلٍ
بهِ يُبْكَى عَلَيهِ ومن جَمَالِ
أَوالدَهُ ولَسْتَ تُلامُ عندي
سِوَى شَيءٍ على وَجْهِ السُّؤَالِ
عَلامَ غَسلتَهُ من كلِّ عَيْبٍ
فجاءَ كقطرةِ الماءِ الزُلالِ
فَهَلاَّ كُنتَ تتركُ فيهِ عيباً
فَكَانَ يقيهِ من عَينِ الكَمَالِ
أَلاَ قُولوا لِحِمْيَرَ حَيثُ كَانتْ
أُولي العَزَمَاتِ والهِمَمِ العَوَالي
وفُرْسَانِ الحروبِ إذَا تداعتْ
فَوَارِسُهَا بحيَّ عَلَى النِزَالِ
أَصَابكُمُ الحِمَامُ فلم يَهَبْكُمْ
بِأَشْرَفِ أوّلٍ فيكُمْ وتَالي
فَتًى عُظَمَاءُ بلدتِهِ عِيَالٌ
عليهِ في المهَابَةِ والجَلالِ
على حينِ استتبَّ لَهُ عُلاهُ
وقِيلَ قد استوَى ضَوْءُ الهِلالِ
أَمَا لو كان ثَأراً عندَ غيرِ الْ
مَنيَّةِ والنفوسُ إلى زَوَالِ
لأَوجفْنَا عليهِ الخَيلَ شُعْثاً
تُعادي في الأَعِنَّةِ كالسَّعَالي
إذَا أَرسَلْتَهنَّ وراءَ نَبْلٍ
تَجَاوزتِ المدَى قَبلَ النِّبَالِ
عليها كلُّ ضِرْغَامٍ إذَا ما
استطالَ السِّلْمَ حَنَّ إلى القِتَالِ
وَأجْلَبنَا بِبِيضِ الهِنْدِ تُدْمَى
مَضَارِبُهُنَّ والسُّمْرِ الطِّوَالِ
خليليَّ ازْجُرَا السُّحْبَ الغَوَادِي
على ما تشتكِيهِ من الكَلالِ
بطيئاتٍ تنوءُ إذا استُثيرتْ
من السُّقْيَا بأَعْبَاءٍ ثِقَالِ
إِذَا جَاوَزْنَ سِيْفَ أوالَ صُبْحاً
وشَارفنَ القطيفَ مع الزَّوَالِ
فَصَبّاً ما حَمَلْنَ من الرَّوَايَا
على قَبْرٍ بِجَرْعَاءَ الشِّمَالِ
وتحبُسُ نَفْسَها أبداً عَلَيهِ
عُكُوفَ المُرْضِعَاتِ على الفِصَالِ
بحيثُ يُشَقُّ يَومَ البَعْثِ رَطْباً
بما قد أَسْأَرتْهُ من البِلالِ
أرَى الأَيَّامَ تُقْسِمُ ظالماتٍ
فتبدلُنا الأَسَافِلَ بالأَعَالي
فتتركُ من تَرَاهُ النَّاسُ كَلاَّ
على المولَى وتذْهبُ بالمَوَالِي
فيا ابنَ أبي سِنَانَ وكلُّ ثَاوٍ
وإنْ طَالَ المدَى فإلى انتقالِ
عَزَاءً فالنفوسُ إلى فَنَاءٍ
وصَبْراً فالقَطينُ إلى زِيَالِ
فمثلُكَ تَسْتمِدُّ الصَّبْرَ منهُ
عَلى البَأْسَاءِ أَعْيَانُ الرجَالِ
فما دُفِعَ امرؤٌ يوماً إلى ما
دُفِعْتَ له ولستَ من الحُبالِ
صَبَرْتَ وليسَ ذلكَ عَنْ سُلُوٍّ
طُوِي عَنْهُ الأَسَى لَكنْ تَسَالي
على ما نَابَ من نَفْسٍ وآلٍ
كما شَمِتَ العُدُوُّ بهِ ومَالِ
جراحٌ لا تطيبُ وفَوْتُ مَالٍ
يَضِيقُ بهِ الفضاءُ وفقدُ آلِ
فلستُمْ بالقطيفِ أشَدَّ حزناً
عليهِ اليومَ مِنَّا في أُوَال
لنا مُهَجٌ تَذُوبُ عليهِ حَرَّى
وإنْ فَاءَتْ إلى بَرْدِ الظِّلالِ
أَمَا والراقصاتِ كَأَنَّ وَحْشاً
تندُّ بما حَمَلنَ من الرِّجَالِ
إِذَا شَارَفْنَ مَكَّةَ كِدْنَ شَوْقاً
يَطِرْنَ وإنْ عُقِلْنَ مَعَ العِقَالِ
عَلَيها كلُّ عُرْيَانِ الضَّواحي
كَنَصْلِ السَّيْفِ حُودِثَ بالصِّقَالِ
إذا اسْتَجلَى البنيّةَ من بَعِيدٍ
تَرَاءَى كالمطيَّةِ في الجَلالِ
تَرَدَّى عن رحالتها نُزُولاً
وأكثرَ من دُعَاءٍ وابْتِهالِ
وطَوَّفَ حَوْلَها سَبْعاً وأَدَّى
مَنَاسِكَهُ وفَاءَ إلى انفِتَالِ
لقد عَقَدَتْ لَكَ الأيامُ مِنِّي
وَفَاءً غَيْرَ مُنْصَرِمِ الحِبَالِ
فَسَهْمي فَوقَ سَهْمِكَ في سُرُورٍ
يَسُرُّكَ حَيْثُ كُنتَ وشُغْلِ بالِ
ودونَكَ من خبيرٍ بالتعازِي
رُقَىً تعدُو على الدَّاءِ العُضَالِ
تَعزٍّ لو رقَى يعقوبُ منهُ
ببيتٍ أو أقَلَّ لَظَلَّ سَالِي
وَعَدِّ عن استماعِكَ شِعْرَ غَيري
فأينَ حَصَى الطريقِ منَ اللآلي
مَكَانُ قريضِ غيري من قريضي
مَكَانُ النَّغْلِ من وَلَدِ الحَلالِ
ابو بحر الخطي
الحمدان
08-03-2024, 02:06 PM
وَشادِنٍ ثَمِلِ الأَعْضَا كَأنَّ بهِ
من نَشْوَةِ التيهِ أَغْصاناً تحرِّكُهُ
يُدمي القلوبَ بألحاظٍ مجرَّدَةٍ
قد وُكِّلَتْ بِدَمِ العُشَّاقِ تسفُكُهُ
كَتمتُ سِرَّ هَوَاهُ ما استطعتُ فَما
أفَادَ كتمانُهُ والدمْعُ يهتكُهُ
ملَّكتُهُ في الهَوَى قلبي فَصَارَ لهُ
عَبْداً مُطيعاً وفيما شَاءَ يسلكُهُ
ثم انثنَى مُعْرِضاً والقلبُ في يدِهِ
هَلاَّ جَفَاني وقلبي كنتُ أملُكُهُ
ابو بحر الخطي
الحمدان
08-03-2024, 02:06 PM
أَهْدَى لنا طيفَهُ بعد الهدوِّ عِشا
فكانَ مِنَّا قِرَاهُ مهجةً وحَشَا
ظبيٌ فرشْتُ خدودي إذْ أُلِمُّ بهِ
أَرضاً فلو شَاءَ يمشي فوقَهَا لمشَى
كأنَّهُ غُصْنُ بانٍ تحتَ بدرِ دُجىً
على نقاً من رمالِ الأبرقينِ نَشَا
بتنا وباتَ يعاطينا مُروَّقَةً
من رِيقِهِ لو حَسَاها الميْتُ لانتعَشَا
ابو بحر الخطي
الحمدان
08-03-2024, 02:07 PM
أَمَا لفراقِنا هذا اجتماعُ
ولا لمدى تقاطعِنا انقطاعُ
حمَلْنَا بعدكم يا أهلَ نجدٍ
مِنَ الأشواقِ ما لا يُستَطاعُ
مننتُمْ آنِفاً بالقُرْبِ منكُمْ
فهلْ لزمانِ وَصلِكُمُ ارْتِجاعُ
رَحلْتُمْ بالنُّفُوسِ فليتَ شِعْري
أكانَ لكُمْ بأنفُسِنَا انْتِفاعُ
وخَلَّفتم جُسُوماً بالياتٍ
عَلَى جَمْرِ الغَرَامِ لها اضْطِجَاعُ
وأَكْبَاداً وأفئِدَةً مِرَاضاً
بِهَا مِنْ لاعِجِ الشَّوْقِ انصداعُ
وأَلْسِنةً خَرَسْنَ فلا كَلامٌ
وآذَاناً صَمَمْنَ فَلا اسْتِمَاعُ
وأجْفَاناً مُؤرَّقَةً دَوَاماً
لهَا عَنْ خاطِبِ الغَمْضِ امتِنَاعُ
كَأَنَّ قُلوبَنا لمَّا استَقَلَّتْ
ركائِبُكُمْ ضُحىً ودَنَا الوَدَاعُ
فِراخُ قَطاً تَخَطَّفَها بُزاةٌ
وعَرجُ ظِبَاً تَعاوَرُها سِبَاعُ
أَهيمُ بكُمْ أسَىً وأَضيقُ وَجْداً
ومَا بَيْنِي وبينِكُمُ ذِرَاعُ
فَكَيفَ وبَيْنَنَا آذِيُّ بَحْرٍ
وبِيدٌ في مَفَاوِزِهَا اتِّسَاعُ
ألاَ حَيّا الحَيَا أَحْيَاءَ قَومٍ
أَذَاعُوا بالفِرَاقِ ولَمْ يُرَاعُوا
وظَبْيٍ من ظِبَاءِ الأُنْسِ حَالٍ
يَرُوعُ القَانِصِينَ ولا يُرَاعُ
يُبَارزُنِي بألْحَاظٍ مِراضٍ
فتَصْرَعُنِي لهُ وأنَا الشُّجَاعُ
ذَكَرْتُ جَمَالَهُ والخيلُ حَسْرَى
عَوَابِسُ قد أضَرَّ بِها القِرَاعُ
وسُمْرُ الخَطِّ مرْكَزُهَا التَّرَاقِي
وبِيضُ الهِنْدِ مَغمُدها النُّخَاعُ
فَمَا لِيْثَ الخِمَارُ علَى مُحيّاً
كَغُرَّتِهِ ولا عُقِدَ القِنَاعُ
ابو بحر الخطي
الحمدان
08-03-2024, 02:07 PM
لَوْ تَمْرَضُون وحُوشِيْتُمْ لَعُدْتُكُمُ
سَعْياً فَما لِي مريضاً لا تَعُودُوني
إِنْ لَمْ تَرَوْنِيَ أَهْلاً أن أُزَارَ فَمِنْ
إحسَانِكُمْ شَرَّفوا قَدْرِي وزُوروني
ما بِي وحقِّكُمُ حُمّىً ولا مَرَضٌ
بل من هوىً في صَمِيمِ القَلْبِ مَكْنونِ
لَو أنَّ بالرَّاسِيَاتِ الشُّمِّ أيْسَرَهُ
ذَابتْ فَكَيْفَ بِشَخْصٍ صِيغَ من طِينِ
ابو بحر الخطي
الحمدان
08-03-2024, 02:07 PM
يا خَلِيلَيَّ احْبِسَا الرَّكْبَ إذَا مَا
جِئْتُمَا عَن أَيْمَنِ الحَيِّ الخِيَامَا
وابلُغَا سُعدَى عن الصَّبِّ الذي
غَادرَتْهُ غَرَضَ السُّقْمِ السَّلامَا
واسْأَلاهَا وارْفُقَا جهدَكُما
عَجَباً واسْتَفْهِمَاهَا لا مَلامَا
ما لَهَا تحمِلُ أعْبَاءَ دَمِي
وَهْيَ لا تسطيعُ مِنْ ضَعْفٍ قِيَامَا
وبَرِيقٍ لاحَ وَهْناً بعدَمَا
هَدَأَ الطَّائِرُ في الوَكْرِ ونَامَا
في كَثِيفَاتِ الحَواشي دُلَّجٍ
يتجاوبْنَ فَيُشْبهنَ السَّوَامَا
بِتُّ أَرْنُوهُ بعينٍ ثَرَّةٍ
تَكِفُ الدَّمْعَ فُرَادَى وتُوَامَا
وَهْوَ يَفْرِي حِلَلَ اللَّيّلِ كَمَا
جَرَّدَ الفَارِسُ في الحَرْبِ حُسَامَا
وصَباً هَبَّتْ سُحَيْراً فَرَوَتْ
خَبَراً أوْقَعَ في القَلْبِ كَلامَا
حَدَّثَتْ أنَّ عُرَيباً باللّوَى
نَقَضُوا العَهْدَ ولمْ يَرْعَوا ذِمَامَا
واسْتَحَلّوا من دَمِ الصَّبِّ ولَمْ
يرْقُبُوا إلاًّ ولمْ يَخْشَوا أَثَامَا
يا عُرَيْباً حلَّلُوا سفكَ دَمِي
إنَّما حَلَّلتُمُ شَيْئاً حَرَامَا
نمتُمُ عَنْ سَهَرِي لَيلاً بِكُمْ
ومَنَعْتُمْ جفنَ عيني أن يَنَامَا
ما لكُمْ بدَّلْتُمونِي سَادَتِي
بالرِّضَا سُخْطاً وبالوصْلِ انْصِرَامَا
كُلَّما عَنَّ لهُ ذِكْرُكُمُ
أسْبَلَتْ أجفانُهُ الدَّمعَ سِجَامَا
وإذَا غَنَّتْ حَمَاماتُ الحِمَى
حَمَتِ النَّومَ وأَهْدتْهُ الحِمَامَا
لا يَلَذُّ العَيْشَ في يَقِظَتِهِ
لا ولا يَأْلفُ باللَّيْلِ المنَامَا
فَهْوَ بينَ اليَأْسِ مِنْكُمْ والرَّجَا
مَيِّتٌ حَيٌّ فَدَاووهُ لِمَامَا
ابو بحر الخطي
الحمدان
08-03-2024, 02:08 PM
يَا مَنْ نَأَتِ بِهِمُ الدِّيارُ فأَصْبحُوا
مُسْتوطِنين على النَّوَى الألْبَابا
إنْ تُكسِبِ الألْقَابُ مَنْ يُدْعَى بِها
شَرَفاً فَقَد شَرَّفتُمُ الألْقَابَا
فارقتُكُم فجَعَلْتُ زَقُّومَ الأَسَى
زاداً وغَسَّاقَ الدُمُوعِ شَرَابا
أكَذَاكَ كلُّ مُفَارِقٍ أمْ لمْ يكنْ
قَبْلي مُحِبٌّ فَارَقَ الأحْبَابَا
يا مُنْتَهَى الآرَابِ هَذِي مُهْجَتِي
قد قُطِّعَتْ مِنْ بِعدِكُمْ آرَابَا
وتَأسُّفِي أنِّي غَدَاةَ فِرَاقِكُمْ
لمْ أَقْضِ منْ تَوْدِيعِكُمْ آرَابَا
إنِّي لأعجَبُ مِنْ مُراجَعَةِ النَّوَى
عَنْ ربْعِكِم لي جِيئَةً وذَهَابَا
ما ذُقْتُ عَذْبَ القُربِ إلاّ ردَّهُ
وَشْكُ التَّفَرُّقِ والبِعادِ عَذَابَا
قد جَرَّدَ التَّفْريقُ سَيْفاً بَيْنَنَا
أفَما يُتيحُ لَهُ اللِّقَاءُ قِرَابَا
يا هَلْ تَرونَ لِنازِحٍ قَذَفَتْ بِهِ
أيْدي البِعَادِ لجِدَّ حفْصَ إيابَا
لو أنَّ ذَا القرنَيْنِ أصْبَحَ مُوقِداً
زُبُرَ الحَديدِ بِحرِّها لأذَابَا
لا تحْسَبِ البحْرينُ أنِّي بَعْدَهَا
مُسْتوطِنٌ دَاراً ولا أصْحَابَا
ما أصْبَحَتْ شيرازُ وَهْي حَبِيبةٌ
عِنْدِي بأبْهجَ من أوالَ جَنابَا
ما كُنْتُ بالمبْتَاعِ دارَ سُرُورِها
يَوماً بفَارَانٍ ولا بمقَابَا
فَأمَا وَجائِلُةُ النُّسوعِ تَخَالُها
للضَّمْرِ مِمَّا أهذبَتْ هُذَّابَا
تَتَبادرُ الحرمَ القَصيَّ بفِتْيةٍ
يثنُونَ نازِلةَ القَضَاءِ غِلابَا
لئِنِ اقْتَعَدْتُ مَطَا البِعَادِ وغَرَّني
وشْكُ التلاقِي والدُنُوِّ طِلابَا
لأُسَيِّرَنَّ لَكُمْ وإنْ طَالَ المدَى
ما رَقَّ من محضِ الثَّناءِ وطَابَا
ابو بحر الخطي
الحمدان
08-03-2024, 02:08 PM
يا سَاكِنِيْ الخَطِّ في قَلْبي لَكُمْ خِطَطٌ
مَعْمورَةٌ بمَعانِيكم مَغَانِيهَا
يا جَادَ أرْضاً تبوَّأتُمْ مَعَالِمَهَا
وَطْفَاءَ ينْحَلُّ مِنْ دَمْعيَ عَزاليها
يَا هَلْ تَرَوْنَ لمحنيّ الضُّلُوعِ عَلَى
ذِكرِ الدِّيَارِ وُقُوفاً في مَحَانِيهَا
تَبُلُّ نَفْساً إذَا اسْتسْقتْهُ وصلَكُمُ
وعِزَّ ظَِلٍّ بكأسِ اليأسِ يُسقِيها
كَادَتْ تُقِيمُ علَى أَرجاءِ مَصْرَعِهَا
لَوْ لَمْ تَجدْهُ بلُقْياكُمْ يُرَجِّيهَا
لَمْ يُولِكُمْ مُذْ تَوَلَّى عَنكُمُ مَلَلاً
لوِجْهَةٍ هُو عن قَصْدٍ مُولِّيهَا
إِنْ سَاقَ عَنْ ربعِكُمُ أنَضاءَهُ فكفَى
لهُ بِأشْيَاءَ من وجْدٍ يُقاسِيهَا
حَشاً لَوَ انَّكَ تَسْتَملِي صَبَابتَهَا
أكدَى ولاذَ بِظِلِّ العَجْزِ مُمْلِيهَا
وزَفْرَةٍ لو ثَوَى اليَوْمَ الخَلِيلُ بِها
أودَى ولَمْ يُغْنِ عَنهُ بَردُهُ فِيهَا
لوْ سِيمَ وَبْلُ الحَيَا إِطْفَاءَ وقْدَتِها
لَم تَلفْهُ ومِياهُ الأَرْضِ يُطفِيهَا
وعَبْرَةٍ لو دُعِي نوحٌ لِيَسْلكَهَا
بِفُلكِهِ قَال بِسْمِ اللَّهِ مُرسِيهَا
ومُقلةٍ أَلِفَتْ فَرْطَ السُّهَادِ فَلوْ
رُدَّ الرُّقَادُ عَلَيها كَادَ يُؤذِيهَا
ماذَا علَى الطَّيرِ إذْ أبلَى الضَّنى جَسَدِي
فَخَفَّ لو حمَلتْنِي في خَوافِيها
إِنْ يقعدِ الطَّيْرُ عَنْ حَمْلي لَكُمْ وسَرَتْ
رِيحُ الصَّبَا فاطْلُبُوني في مَسَارِيهَا
تُلْقي لَكُمْ جَسَدي لو أنَّ عِلَّتَهُ
يُدعَى المَسِيحُ لَها ما كادَ يُبرِيهَا
لَقد تضاءَلَ حتّى لو قَذفتُ بِهِ
في مُقلَةٍ ما أحسَّتْهُ مَآقِيها
ومُسْتريحٍ إلى تَرجيعِ نَغمَتِهِ
أضْحَى يَبُثُّ صَبَابَاتِي ويُبدِيها
فما تَثنَّتْ بِهِ أعطافُ بانَتِهِ
إلاّ ثَنَى وجْهَ سُلْوانِي تَثَنِّيهَا
ومُستطيرٍ كأَنَّ الرِّيحَ تُلْهبُهُ
إذَا اسْتَمرَّ عَلَيهِ خَفْقُ سَارِيهَا
أَشِيمُهُ خُلَّباً والعَينُ تُبْصِرُهُ
بِعَبْرةٍ سَالَ حتّى غَصَّ وادِيهَا
ومُسْتميتِ السُّرَى لو مَرَّ نَاسِمُهُ
بِشَعْرةٍ لم يَكَدْ مَسْراهُ يُثنِيهَا
سَرَى فأسْرَى الكرَى عنِّي فأَنْزَلَ بِي
صَبابَةً بِتُّ تُخفِينِي وأُخْفِيها
يا ويحَ نَفْسِي أمَا شَيءٌ يعنُّ لَهَا
إلاّ وظَلَّ لبَلْواهَا يُعنِّيها
إنْ أومَضَ البَرقُ أشْجَاهَا وإنْ هتَفَتْ
وُرْقُ الحِمَى باتَ حَرُّ الشَّوقِ يُحميهَا
وإنْ تنَسَّمَ عُلْويُّ الرِّيَاحِ لَها
ألفَيتُهُ لقَصِيّ الوَجْدِ يُدْنِيها
لقَدْ مُنيتُ بما اختَرتُ المَنونَ لَهُ
يا قَومُ لو أُعْطِيتْ نَفْسٌ أَمانِيهَا
يا قَطَّعَ اللَّهُ أسَبَابَ النَّوَى وَرَمَى
حُجُبَ البِعَادِ بِما يُبلِيْ حَوَاشِيْهَا
ابو بحر الخطي
الحمدان
08-03-2024, 02:08 PM
يا نُزُولاً بَينَ أَجْرَاعِ الحِمَى
بُعْدُكُمْ عَنْ عَينيَ النَّومَ حَمَى
هَلْ تُعِيرُونَ جُفُونِي هَجْعَةً
أمْ تَرَوْنَ النَّومَ شَيئاً حُرِّمَا
أَرسَلَتْ مِنْ دَمعِها في حُبِّكُمْ
عَارِضاً يَهْمِي وتَيَّاراً طَمَى
وأَسَالَتْ ذَاكَ مُبْيَضَّاً فإنْ
طَالَ هَذَا البُعْدُ أجْرَتْهُ دَمَا
إنَّ عَيناً لا تَرَاكُمْ لا تَرَى
فَرْقَ مَا بَينَ هُدَاهَا والعَمَى
وكَذَاكَ السَّمْعُ يشْكُو بَعْدَكُمْ
عَارِضَ الوَقْرِ بِهِ والصَّمَمَا
سَادَتِي أَسْلَمتُ في الحُبِّ لَكُمْ
أَفَيَنْجُو سَالِماً من أَسْلَمَا
إنْ يَكُنْ أَذنَبْتُ في حُبِّكُمُ
فَأَقيلُونِي ذُنُوبِي كَرَمَا
ابو بحر الخطي
الحمدان
08-03-2024, 02:09 PM
صَاحِ ما وَجْدي بسُكَّانِ المَحلِّ
بالذي تَحْوِيْهِ أرْقَامُ السِّجِلِّ
فَأَرِحْ جَاريَةَ الأَقْلامِ منْ
خِطَطٍ مَنْ يَبْتدِرْهُنَّ يَكِلِّ
غَيرَ أنِّي أَبْعَثُ الرِّيحَ لَهُمْ
بِسَلامٍ إنْ تَعِدْهُ لا يَمَلِّ
عَبِقٌ يَنْفضُّ رَيَّاهُ عَلَى
كُلِّ حَزْنٍ يَتَخطَّاهُ وسَهْل
وكَلامٍ يَستمِلُّ الوَجْدَ مِنْ
خَاطِرٍ ملآنَ مِنْ ذَاكَ ويُمْلِي
يا نُزُولاً بَينَ أجْرَاعِ الحِمَى
وفُؤَادِي حَيْثُمَا حَلُّوا يَحلِّ
وأبَى العُشَّاقُ لَوْلا حَسَدِي
كَلَّ مَنْ يأتِيكُمُ بالكُتْبِ قَبْلِي
لَغَدَا أكْثَرُ ما في الأَرْضِ مِنْ
وَرَقٍ كُتْبي لَكُمْ والخَلْقُ رُسْلِي
يا شَوَى قَلْبي على البُعْدِ فَهَلْ
مِنْ لِقاً يُعدِي علَى ذَاكَ وَوصْلي
وغَزَانِي عَسْكَرُ الشَّوْقِ فَلَمْ
يَكُ عن شَيءٍ سِوَى قَلْبي يَحِلِّ
إنَّ مَنْ أَمْطَرَهُ البُعْدُ وَبَالاً
أفَلا يُنْعشُهُ القُربُ بِوَبْلِ
كُلَّمّا أعْطَشَنِي اليأسُ بِهَيْهَاتَ
مِن الوَصْلِ تَعلَّلتُ بِعَلِّ
كُنْتُ والأرْضُ إذَا صَافَحَها
قَدَمِي أُثْقِلَها أَعْظَمَ ثِقْلِ
أَصْبَحَتْ أثقَلَ مِنِّي نَمْلَةٌ
فَزِنُوا بِي بَعْضَها يَرْجَحْ بِكُلِّي
ثُمَّ لو قَد حَمَلَتْنِي بَقَّةٌ
مُدَّةَ الأيَّامِ لَمْ تَعيَ بِحَمْلِي
فَإنِ اسْتَحلَلْتُمُ قَتْلي فأَنتُمْ
أَبداً في سَعَةٍ مِنهُ وحِلِّ
غَيرُ مَنْشودِينَ عَنْ ذَاكَ فإنْ
يَقتُلِ العَبدُ مُوَاليهِ يُطلِّ
واسْتَشفَّتْنِي يَدُ الشُّوقِ فَلَوْ
قُمْتُ في الشَّمْسِ لَمَا أبْصَرتُ ظِلِّي
أَيْنَ من يُسْلفُنِي دَمْعاً فَقَدْ
غَاضَ ما أبْكِي بِهِ غَيْرَ الأَقَّلِ
وجَرَى ذَاكَ دَماً فاحْتَاجَ مِنْ
سَاكبِ الدَّمْعِ لِتَطهيرٍ وغُسْلِ
يا نَسِيماً هَبَّ من نحوِهِمُ
هَاتِ باللَّهِ عن الحَيِّ فَقُلْ لِي
أَعَلَى العَهْدِ هُمُ أم ضَيَّعُوا
مَا لَنَا من ذِمَّةٍ فِيهِمْ وإلِّ
أَنْضَجُوا أكْبَادَنَا حَرّاً وهُمْ
وهَنَاهُمْ ذَاكَ في بَرْدٍ وظِلِّ
ليتَهُمْ إِذْ ملَكُونَا كُلَّنَا
مَلَّكُونا عنهُمُ بعضَ التَّسَلِّي
كَيفَ نَسْلُو والتَّسَلِّي عَنْهُمُ
كِلْفَةٌ تُحدَثُ والوَجْدُ جِبِلِّي
ما تَسلَّينَا بِشَيءٍ حَسَنٍ
عَنْ هَوَاهُمْ فَرأينَا ذَاكَ يُسْلي
ما علَى المُثْري من الصَّبْرِ إذَا
جَادَ مِنْهُ بِقَلِيلٍ للمُقِلِّ
إنَّ شَخصاً أَشْخَصَتْهُ عَنهُمُ
نِيَّةٌ تُفضِي لِعِزٍّ بعد ذُلِّ
وتُؤَدِّيهِ إلى ما يَشْتَهِي
من شَرَابٍ وِفْقَ ما شَاءَ وأَكْلِ
فأَنَا مِنْهُ عَلَى فُرْشِ الهَنَا
بَينَ عَلٍّ من أَمَانيهِ ونَهْلِ
وأَجازتْهُ السَّمواتُ عُلاً
وصُعُوداً فَهْوَ في أسْفَلِ سُفْلِ
قُلْ لسُكَّانِ الحِمَى عن نَازِحٍ
قَذَفَ الدَّهْرُ بِهِ نَأْيَ المَحَلِّ
إنّ تَرَامَى البُعْدُ بِي عَنْكُمْ فَلَم
أَرَكُمْ إلاّ بِكُتْبٍ أو بِرُسْلِ
ورَمَاني كُلَّما أَفْرَقُ مِنْ
نَبْلِهِ أنْكسَهُ الشَّوقُ بِنََبْلِ
واستَقَلَّ الرَّكبُ بي عَنْكُمْ وقَلبِي
عندَكُمْ والجِسمُ عِندَ المُستَقلِّ
فلأنتُمْ نُصْبَ عيني أيْنَما
كُنْتُ مجموعاً بِكُمْ في البُعْدِ شَمْلي
أبو بحر الخطي
الحمدان
08-03-2024, 02:09 PM
وَطُرْقٍ سَلَكْنَاهَا فَمَازَالَ ضِيْقُهَا
يَجُورُ بِنَا حتَّى ضَلَلْنَا بِها القَصْدا
فَلَوْ أنَّ ذَا القرنَينِ أدْرَكَ بَعْضَهَا
لَصَيَّرَهُ من دُونِ يَأْجوجِهِ سَدّا
أبو بحر الخطي
الحمدان
08-03-2024, 02:10 PM
وصَادِحَتَي وُرْقٍ شَجَانِي غِنَاهُمَا
وأَدْنينَ مِنِّي قَصِيَّ نِزَاعِي
تُطَارِحُنَا شَكْوَى الغَرَامِ تَغنِّياً
فأبْرَزتَاهُ في ألَذِّ سَمَاعِ
هَدِيرٌ كما حَرَّكْتَ أَوْتَارَ مِزْهَرٍ
ونَوْحٌ كما اسْتَنْطَقت جَون يَرَاعِ
أبو بحر الخطي
الحمدان
08-03-2024, 02:10 PM
بَاءَتْ حَنيفَةُ بالخُسْرانِ إذْ عَكَفَتْ
دُونَ الأَنَامِ من الحَلْوى على صَنَمِ
لَوْ أنَّهُ من بَرِشْتُوه وقد عَكَفَتْ
علَيهِ لاتَّبَعَتْها سَائِرُ الأُمَمِ
حَلْواءُ لَو جعلَتْ مثقالَهَا دِيَةً
بَكْرٌ لما طَالبَتْها تَغْلبٌ بِدَمِ
ولو تكرّم منها مَادِرٌ بِقِرَى
ضيفٍ لما وُصِف الطائيُّ بالكَرَمِ
ولَو تراءَتْ عَلَى بُعْدٍ لِذِي شِبَعٍ
ألْفَيتهُ وهو يشْكُو سَوْرةَ القرَمِ
ولَو أُتِيحَتْ لأهْلِ النَّارِ لاشْتَغَلُوا
بأكلِهَا ما رَأَوا للنَّارِ من أَلَمِ
هَذَا ولَوْ طَرَقَتْ في النَّومِ ذَا سِنَةٍ
مَا وَدَّ يَقظَتَهُ من ذَلِكَ الحُلُمِ
لَو لَم أَذُقْهَا وأُلبِسها المدِيحَ لما
وجَدْتُ خلْقَ لِسَانِي نَافعاً وَفَمِي
أبو بحر الخطي
الحمدان
08-03-2024, 02:10 PM
خُذه إليكَ كصَفْحةِ المرآةِ
بَدْراً يكثِّفُ حالكَ الظُّلماتِ
وكأنه الدِّينارُ ثُبِّتَ حوله
بيضُ الدرَاهم غيرُ مُجتَمعاتِ
وكأنَّه والنَّقْصُ يأخذُ بعضَه
قُرصُ اللُّجينِ مُثلَّمُ الجَنَباتِ
وكأنه والمحوُ في أرجائِه
وجهُ الفتاةِ مُجدَّرُ الصَّفَحاتِ
أبو بحر الخطي
الحمدان
08-03-2024, 02:10 PM
تَوَشَّحَتِ السَّمَاءُ بِبُرْدِ غَيْمٍ
فَأجْمِلْ بالمُوشَّحِ والوِشَاحِ
أمطْ فُدمَ البَرَانِي واجلُ مِنها
بِآفَاقِ الكُؤُوسِ شُمُوسَ رَاحِ
يُولِّدُ فوقَها حَبَبٌ إذَا مَا
تَغَشَّاهَا فَتَى المَاءِ القُرَاحِ
بِكَفٍّ مُخَضَّبِ الكَفَّينِ رَخْصٍ
فَسَادي في مَحبَّتِهِ صَلاَحِي
أبو بحر الخطي
الحمدان
08-03-2024, 02:11 PM
جزَى اللَّهُ عَنَّا زَاهِراً في صَنِيعِهِ
بِنَا خَيرُ ما يُجزَى علَى الخَيرِ مُنْعِمُ
تَتَبَّعَ أقْصَى ثَارَنَا فأَصَابَهُ
فَمَا طُلَّ مِنَّا عِندَ نُصْرَتِهِ دَمُ
دَرَى أنَّ عندَ الحُوتِ بَعضَ دِمَائِنَا
فَخَاضَ إلِيهِ البَحْرَ والبَحْرُ مُفْعَمُ
وَأَغْرَبَ في استِئْصَالِهِ فَأتَى بِهَا
يَشُقُّ علَى مُسْتَصيدِيهِ ويَعْظُمُ
فَأصْبَحَ صَيَّاداً ومَا كَانَ قَبلَها
بِشيءٍ سِوَى صَيدِ الفضَائِلِ يَعْلَمُ
فَمَا مَدَّ كَفّاً للتُرَاةِ ولا مَشَى
بِأقْدَامِهِ في الأخْذِ للثَّارِ مُسْلِمُ
فَحَيَّاهُ عَنِّي حَيثُ ما حَطَّ رِجْلَهُ
من الأرْضِ مَحْلُولُ النِّطَاقَينِ مِرْزمُ
أبو بحر الخطي
الحمدان
08-03-2024, 02:11 PM
أوْفاتَّخِذْ لَكَ سِنداناً ومِطْرقَةً
واعمَلْ مَتَى شِئْتَ سِكِّيناً ومِسْمَارَا
أوَفاتَّخِذْ لَكَ مِنْشَاراً وقِشتَرَةً
وكُنْ كنُوحٍ نَبيِّ اللَّهِ نَجَّارَا
أوصَائِغاً يَسبُكُ العُقيَانَ تَبْرُزُ مِنْ
إبْريزِهِ للنِّسَا صَفّاً ودِينارَا
أوَفاتَّخِذْ لَكَ مِزْمَاراً ودَبْدَنَةً
وعِشْ لَكَ الخَيرُ طَبَّالاً وزَمَّارَا
أوْكُنْ فَدَيتُكَ صَفَّاراً فَليسَ عَلَى
عَلْيَاكَ بَأْسٌ إذَا أصْبحتَ صَفَّارَا
أوَكُنْ كَصَاحِبِكَ الأدْنَى أبي حَسَنٍ
أعنِي عليَّاً فَتَى عِمرانَ زَرَّارَا
أو فَاتَّبِعْ ابنَ مُهَنّا في بِزَازَتِهِ
أو فَامْشِ خَلفَ فَتَى شَنْصُوه قَصَّارَا
أوَ فاسأَلْ ابنَ مُهَنَّا عِلمَ صَنْعَتِهِ
مِمَّا يُفيدُكَ بالدِّينارِ قِنْطَارَا
أوعَالِجْ الأُتْنَ في أدَواَئِهِنَّ وكُنْ
شَرْوَى خَميسِ بن خَضَّامُوه بِيطارَا
أوفاقْتلِعْ مِنْ رَشَالَى الطِّينِ مُتَّخذاً
منهُ الجِرَارَ وعِشْ في الخَط جَرَّارَا
أوفاقْتَنِ الأتنَ واحْمِلْ فَوقَهَا حَطَباً
فَخَيْرُ شَيءٍ إذَا أَصْبحتَ حَمَّارَا
أوَفاحمِلْ الفَخَّ واذْهَبْ حَيثُ شِئْتَ فَصِدْ
بِهِ لِصِبْيةِ أهْلِ الخَط أْطْيَارَا
وإنْ سَمِعْتَ مَقَالِي فامْضِ مُتِّكِلاً
عَلَى إلَهِكَ في الأبْوَام بَحَّارَا
وإنْ تَرَفَّعْتَ عَنْ هَذَا فَحَيِّ علَى
استِغْفَارِ رَبِّكَ تَلقَى اللَّهَ غَفَّارَا
أوَقَيِّمَاً في بُيُوتِ اللَّهِ تُسْمِعُنَا
أَذَانَكَ العَذْبَ آصَالاً وأسْحَارَا
أوَمُنْشداً مَدْحَ خَيْرِ النَّاسِ حَيْدَرَةٍ
أوَقَارئاً في نَوَاحِي السُّوقِ أخْبَارَا
ولا تُلِمَّ بِربْعِ الشِّعْرِ إنَّ لَهُ
ظُعْناً تأخَّرتَ عن مَسْرَاهُ إذْ سَارَا
قَدْ حَلَّقَتْ بِنَفيسِ الشِّعْرِ طَائِرةٌ
عَنْقَاءُ مُغْرِب فاقْعُدْ عَنهُ إذْ طَارَا
وهاكَهَا كَشَوَاظِ النَّارِ لاَفِحَةً
أثْنَاءَ قَلبِكَ لا تَأْلُوهُ أسْعَارَا
أبو بحر الخطي
الحمدان
08-03-2024, 02:11 PM
يا طِرْسُ قُلْ لخَليلَيَّ اللذَينِ هُمَا
كالعَينِ لِي في اجْتِلابِ النَّفْعِ والأُذنِ
يُمنَى يَدَيَّ ويُسْرَاهَا ومَنْ مَلَكَا
رِقِّي بِما أَسْلَفَا عِندي مِنَ المِنَنِ
هذَا يَميني إذَا كَانَ الدِّفَاعُ وذا
يُسْرَاي إنْ أَسْتعنْ يَوماً بِها تعِنِ
السَّيّدُ النُدْبُ درويش وصَاحِبُهُ
جَمَال عَطَّارةُ الأَمْصَارِ والمُدنِ
أُنُس المجَالِسِ نَجم الدِّين أطْربُ مَنْ
شَدَا ومَنْ بمُراعَاةِ اللُّحُونِ عُنِي
هَدَاكُمَا اللَّهُ إنِّي ما صَحبْتُكُمَا
إلاَّ وأرْجُوكُما عَوْناً عَلَى الزَّمَنِ
ولا لَبِسْتُكُمَا في كُلِّ نَائِبةٍ
إلاّ لِكَونِكُما من أَحْصَنِ الجُنَنِ
فَمَالِي اليَّومَ أستعْطِيكُما تِتَناً
وهَانَ لا بَارَكَ الرَّحمنُ في التِّتن
فَتَجْبَهاني بِرَدٍّ لا يقومُ لَهُ
صَبْرِي ولا يَتَقضَّى عندَهُ حزني
ما كَانَ عُذْرُكُمَا قَولاً لأَسْمَعُهُ
فإنَّ تتنَكُمَا مِنْ أعظَمِ الفِتَنِ
لو سُمْتُمانِيهِ بَيْعاً كُنتُ جِئْتُكُمَا
سَعْياً بما شِئْتُمَا بهِ من الثَّمَنِ
إنِّي لأنشُدُ إذْ خَيَّبتُمَا أمَلِي
بَيتاً لبعضٍ ذَوي الألْبابِ والفِطَنِ
ما كنتُ أوَّلَ سَارٍ غَرَّهُ قَمَرٌ
ورَائدٍ أعْجبَتْهُ خُضْرَةُ الدِّمَنِ
وَقَاكُمَا اللَّهُ عُتْبي إنَّ أيْسَرَهُ
لا تَستقِرُّ عَليهِ الرُّوحُ في البَدَنِ
وسَلَّمَ اللَّهُ رَبِّي كُلَّ شَارِقَةٍ
عَليكُمَا ما شَدَتْ ورْقَاءُ في غُصُنِ
أبو بحر الخطي
الحمدان
08-03-2024, 02:12 PM
يا مُنْكِراً هَدْمَ الحُصُونِ إذَا اعْتَصَتْ
بِدعائِمِ التَّأسِيسِ والتَّشهِيقِ
أَرِنَا البُنَاةَ لَهَا أدَامُوا أمْ رُمُوا
بِمطيحِ ضَخْمِ السَّبقِ عَالي النِّيقِ
فهُمُ بحَيثُ تَرَى الصَّعيدَ وإنْ سَمَا
بِهِمُ الصُّعُود لمِسْبَحِ العَيُّوقِ
كُلٌّ أَعَارَ الأرْضَ صَفْحةَ مُلْطِمٍ
حُرٍّ يَذِلُّ لَهُ النُّضَارُ عَتيقِ
وَفَرَى البِلَى شَبَحاً لَو أنَّكَ سُمْتَهُ
حَمْلَ الهِضَابِ لجَاءَهَا بمُطيقِ
ورَحيبِ صَدْرٍ لَو حَكَمتَ عَليهِ أنْ
يَسَعَ البِلادَ لما اتَّقَاكَ بضِيقِ
وبَنِيَّةُ الخَلاّقِ إنْ تُهدَمْ فَلاَ
تَعْجَبْ لِهَدْمِ بَنِيَّةِ المَخْلُوقِ
أبو بحر الخطي
الحمدان
08-03-2024, 02:12 PM
مَوْلايَ دَارُكَ بالعَفَاةِ فَسِيحَةٌ
حَاشَاكَ إنْ ضَاقَتْ بِشخْصٍ وَاحدِ
ونَدَاكَ قَدْ شَمِلَ الورَى وأُجِلُّهُ
مِنْ أنْ يُقَصِّرَ عَنْ ضَعيفٍ وَافِدِ
أبو بحر الخطي
الحمدان
08-03-2024, 02:12 PM
مَوْلايَ لَوْ قَرَعَ امْرُؤٌ بَابَ امرِئٍ
بِيدِ الرَّجَاءِ وآبَ بالحِرْمَانِ
لَرَحِمْتَهُ وذَمَمْتَ ذَاكَ لبُخْلِهِ
والبُخْلُ قلْتَ سَجِيَّةُ الإنْسَانِ
ولأنْتَ ذُو الكَرَمِ الذي يُغْرِي لَهُ
ما شَاعَ من بِرٍّ ومِنْ إحْسَانِ
ولَقَدْ وقَفْتُ ببابِ جُودِكَ سَائِلاً
في حَاجَةٍ زَمَناً منَ الأزْمَانِ
أَدْعُوكَ مُبْتَهِلاً وأَرْغبُ ضَارِعاً
في السِّرِّ لا آلُو وفي الإعْلاَنِ
فَعَلاَمَ أرْجعُ خَائِباً من بَعْدمَا
تَعِبَتْ يَدي قَرْعاً وكَلَّ لِسَانِي
أبو بحر الخطي
الحمدان
08-03-2024, 02:12 PM
يا مَنْ إذَا وَقَفَ الوُفُودُ بِبَابِهِ
ولَوَوْا أكُفَّهُمْ علَى أسْبابِهِ
رَجَعُوا وقد ملأُوا حَقَائِبَ عِيسِهِمْ
مَا لا يَهُمُّ الفَقْرُ أن يحظَى بِهِ
ارحَمْ غَرِيباً أَفْرَدَتْهُ يَدُ النَّوَى
فَشَكَا إلَيكَ وأنْتَ تَعْلمُ ما بِهِ
أبو بحر الخطي
الحمدان
08-03-2024, 02:13 PM
يا فَتْحَ مَنْ أُغْلِقَتْ أبْوَابُ مَطْلَبِهِ
في وَجْهِهِ وغِنَى القَومِ المفَاليسِ
لَوْ سُمْتَنَي حَصْرَ ما أُولِيتَ مِنْ نِعَمٍ
كُتْباً لَضَاقَ بِهَا بَاعُ القَرَاطِيسِ
بَيْنَاكَ بالأمْسِ تُعْلِيني ذُرَا رُتَبٍ
شُمٍّ تَهُشُّ لَهَا أَقْدَامُ إدْرِيسِ
أوْلَيتنِي اليَومَ آلاَءً خَرَجْتُ بِهَا
أَجُرُّ ذَيلي في خُضْرِ المَلاَبيسِ
فَلَوْ رآنِيَ أدْرَى النَّاسِ بِي لقَضَى
عَلَيَّ إنِّي مِنْ بَعضِ الطَّواويسِ
أبو بحر الخطي
الحمدان
08-03-2024, 02:13 PM
أَلاَ قُلْ لِعبدِاللَّهِ عَنِّي مَقَالَةً
تَدُلُّ عَلَى وِدِّي وصِدْقِ وَلائِي
أيَا خَيرَ مَنْ أُوتِي نَصِيباً من العُلاَ
وزِيدَ بِهِ في عِدَّةِ الكُبَرَاءِ
وَحَقِّكَ ما تَرْكِي مَدِيحَكَ ضِنَّةً
عَلَيكَ بِتَقريظِي ولا بثَنَائِي
ولا مَدْحَ من كَلَّفْتَنِي بامتِدَاحِهِ
وإنْ كَانَ مَحفُوفاً بِفَرطِ هِجَائِي
فإنِّي وإنْ أصْبحتُ والشِّعرُ حِرْفَتِي
وكُنتُ امرأً من سَائِرِ الشُّعَرَاءِ
لأسْلُكُ نَهْجاً في الوَفَاءِ يُريكَ مَنْ
تَقَدَّمَ من أهْلِ الوَفَاءِ ورَائِي
وإنَّ يداً أوليْتَنِيها وإنْ مَضى
بِها الدَّهرُ باقٍ ذِكرُهَا ببقائي
أرَاكَ بِعَيْنَيْ عاجِزٍ عَنْ جَزَائِهَا
فَيصرُفُ وَجْهِيَ عَنْ لِقَاكَ حَيَائِي
فَلَسْتُ امرأً إنْ غَابَ غَابَ وَفَاؤُهُ
ولكنَّنِي إنْ أنأ يدْن وفَائِي
وأنتَ الذي لَمْ يَبْقَ في مَنْهَلِ النَّدَى
لِمَنْ جَاءَ يَسْخُو بعدَ سُور إنَاءِ
عَمَمْتَ ولَمْ تَخْصُصْ بفَضلِكَ فاغتَدَتْ
لَكَ البُعَدَاءُ الغُرْبُ كالقُرَبَاءِ
رُوَيْداً فَلوْ غُولِبْتَ لَمْ تَأخُذِ الوَرَى
بغلبِكَ في أُكْرُومَةٍ وسَخَاءِ
ولَوْلاَ وُجُوهٌ في القَطيف أخَافُهَا
لَمَا طَالَ بالبحرين عَنْكَ ثَوائِي
وحُيِّيتَ عَنِّي ما حَضَرْتُ وإن تَغِبْ
يَزُرْكَ بِتَسليمي صَبَاحَ مَسَاءِ
أبو بحر الخطي
الحمدان
08-03-2024, 02:13 PM
يا مَنْ تَمَلَّكَني بِمَا
أَوْلاَهُ من نِعَمٍ وأسْدَى
أشْكُو إليكَ مُهَنَّداً
هَجَرَ الغُمُودَ وظَلَّ فَردَا
قَدْ كَادَ ممَّا لا يَقِرُّ
يَخِدُّ في فَخذَيَّ خَدّا
فَقِني ذَلاَقَةَ حَدِّهِ
وأَتِحْ لَهُ بندَاكَ غِمْدَا
أبو بحر الخطي
الحمدان
08-03-2024, 02:14 PM
هَنَّاكَ رَبُّكَ ما أولاَكَ من نِعَمِ
يا خَيرَ مَنْ أنبَتَتْ جُرثُومةُ الكَرَمِ
ونِلْتَ في ضِمنِ ما وُلِّيتَ من نِعَمٍ
يُمْناً ومأمَنةً من زَلَّةِ القَدَمِ
الآنَ لانَ الزَّمَانُ الوَعرُ جَانِبُهُ
وافْتَرَّ عَنْ ثَغر طَلْقِ الوَجهِ مُبتَسِمِ
وأصْبحت تُتْحِفُ البُشْرَى قَوابِلَها
أُمُّ الرَّجَاءِ وقَد مَرَّتْ علَى العُقُمِ
مَا أَنْتَجَتْ دَوْرَةُ الأفْلاَكِ فَائدةً
كَهذِهِ وقَضَاءُ اللَّوحِ والقَلَمِ
خَير الرِّجَالِ قَضَى سَعْدُ الجدُودِ لَهُ
بأنْ تُزَفَّ إليهِ خِيرَةُ الحَرَمِ
يا ابْنَ الذينَ تَولَّى اللَّهُ مدْحَهُمُ
دُونِي فَهُمُ أغنِيَاءٌ عن مَقَالِ فَمِي
قَوْمٌ كأنَّكَ إذ تَتْلو مناقِبَهُمْ
تُغرِي بِزَهْرِ الرُّبا معتَلَّة النِّسَمِ
وَقُرَّ عَيناً وطِبْ نَفْساً ونَمْ دعَةً
يَصْحبْكَ ذانكَ يَقْظَاناً وفي الحُلُمِ
أبو بحر الخطي
الحمدان
08-03-2024, 02:14 PM
يا أكْرَمَ النَّاسِ أعْمَاماً وأَخْوَالاَ
وأحْسَنَ النَّاسِ أقْوَالاً وأفْعَالاَ
ومَنْ إذَا قُلتُ حَسبِي مِنْ عَطَائِكَ لِي
وحُسْنِ صُنْعِكَ عِندِي قَالَ لِي لاَ لاَ
نَفْسِي فِدَاؤُكَ مِنْ مَولىً جَوَائِزُهُ
تَأتِي بِلا طَلَبٍ للنَّاسِ أرْسَالاَ
قَسَّمْتَ جُودَكَ بينَ الطَّالبينَ لَهُ
للرَّأس تَاجاً وللرِّجلَينِ خَلخَالاَ
إنْ يُعْطِ غَيرُكَ مِثقالاً يَمُنُّ بِهِ
فَلاَ تَمُنُّ إذَا أعْطيْتَ أرْطَالاَ
فإنْ أَظَلَّ الورَى نَحْسٌ جَلَوْتَ لَهُمْ
وَجْهاً يُقَابِلُ مِنهُ النَّاسُ إقْبالاَ
إنْ زَيَّنَ المالُ إنسَاناً سِوَاكَ فَقَدْ
زَيَّنتَهُ والفَتَى مَنْ زَيَّنَ المَالاَ
أبو بحر الخطي
الحمدان
08-03-2024, 02:14 PM
لو أنَّ لي بانْبعاثِ الرِّيحِ نحوَكُمُ
يَداً لتُبلغَكُمْ ما في طَوِيَّاتِي
لَمْ تأتِكُمْ نَسْمَةٌ إلاَّ وكاهِلُهَا
ينُوءُ ثِقْلاً بأَعْبَاءِ التَحِيَّاتِ
أبو بحر الخطي
الحمدان
08-03-2024, 02:15 PM
وإنّ يداً أسْدَيتُهَا لحَقيقةٌ
بوقَفِ ثَنائِي ما حَييتُ عَلَيها
فإنْ سَبقَتْ لِي بالسُّرُورِ فَهذِهِ
سَوَابِقُ شُكرِي يَسْتَبقْنَ إليْهَا
أبو بحر الخطي
الحمدان
08-03-2024, 02:15 PM
سَادَتي إنْ نَأتِ الدَّارُ بِكُمْ
فَلَكُمْ في سَاحَةِ القَلْبِ مُقَامُ
ما حَمَامُ الأيْكِ لَمَّا بنتُمُ
عن مَحَانِي الرَّبْعِ لِي إلاَّ حِمَامُ
كُلَّمَا رَجَّعَ في تَغريدِهِ
رَاجعتْني صَبَواتٌ وغَرَامُ
فَهوَ مِثلِي في مُعَاطَاةِ الجَوَى
فَكِلاَنَا حِلْفُ شَجْوٍ مُسْتَهَامُ
غَيرَ أنِّي لا أرَى أجْفَانَهُ
أبَداً تَنْدَى ولِي دَمْعٌ سِجَامُ
سَاهِراً لَمْ أدْرِ ما النَّومُ إذَا
ضَمَّ هَذَا النَّاسَ في اللَّيلِ المَنَامُ
فَسَلُوا عَن مُقْلَتِي طيفَكُمُ
فَهوَ لا يطْرُقُ من لَيسَ يَنَامُ
غَيْرُ بِدْعٍ بَثِّيَ الشَّوقَ لَكُمْ
فَإلَى سَيِّدِهِ يَشْكُو الغُلامُ
وعَليكُمْ مِن كَئِيْبٍ مُدْنِفٍ
طَلَّقَتْ أجْفَانُهُ النَّومَ السَّلامُ
أبو بحر الخطي
الحمدان
08-03-2024, 02:15 PM
أُهْدِي ثَنَاءً مَتَى فُضَّتْ لَطَائمُهُ
ضَاعَتْ فَضَاعَ ذَكَاءُ المِسْكِ والعُودِ
لسيِّدٍ لو دَعَتْنِي بعضُ أَنْعُمِهِ
بِشُكرِهَا ضَاقَ عَنهُ وسعُ مَجْهُودِي
لَو سَاغَ أن يَعبُدَ النَّاسُ امرأً لِعُلاَ
جَعلتُهُ لِعُلاَهُ الدَّهرَ مَعْبودِي
جَلَّتْ فَلَمْ يَشْكُ ظَهْري ثِقْلَ مَحْمَلِها
حَتَّى تَخَاذَلَ عن أطْواقِهَا جِيدِي
فأسْألُ اللَّهَ أن يُدْنِي المَزَارَ بِهِ
بِرغمِ ما حَالَ من يَمٍّ ومن بِيْدِ
أبو بحر الخطي
الحمدان
08-03-2024, 02:15 PM
يا مَنْ تَرَحَّلَ عن أوْطانِهِمْ بَدَنِي
كُرْهاً وأَصْبَحَ قَلْبي عندَهُمْ باقِي
كَيفَ العَزَاءُ ومِيْعَادُ اللِّقَا بكُمُ
أدْنَاهُ يَومَ التفَافِ السَّاقِ بالسَّاقِ
أبو بحر الخطي
الحمدان
08-03-2024, 02:16 PM
وَرَدَ الكتابُ من الجَنَابِ السَّامِي
فأخَذْتُ في الإجْلالِ والإعْظَامِ
ووَقَفْتُ مُنتصِباً فَوَدَّتْ هَامتِي
لو أنَّهَا نابَتْ عن الأَقْدَامِ
ولثمتُهُ فَكأنَّ فَارَةَ تاجِرٍ
فَقمتْ بعبقتِهَا مَنَاطَ لِثَامِي
وفَضَضْتُهُ فكأنَّما استَجليتُ مِنْ
أَسْطَارِهِ مُسْتَودَعَ الأكْمَامِ
فَلِرَاحَةٍ كَتَبَتْهُ ألفُ سَلاَمَةٍ
وعلَى امرئٍ أهْدَاهُ ألفُ سَلاَمِ
أبو بحر الخطي
الحمدان
08-03-2024, 02:16 PM
أسْتوهِبُ الأَيَّامَ قُرْبَكُمُ
فَتُجيبُني بِغَدٍ وبَعْدَ غَدِ
يا بُعْدَ قُربِ غَدٍ على دَنِفٍ
مُتَشَوِّقٍ للأهَلِ والوَلَدِ
أبو بحر الخطي
الحمدان
08-03-2024, 02:16 PM
يا نَازِلينَ على نَأْيِ المَحَلِّ بِهمْ
بِحيثُ يُجمَعُ شَمْلُ الجِسْمِ بالرُّوحِ
لَو كَانَ في وسعِ جُهدِي أن أبُثَّكُمُ
شَوقِي وأشكوكُمُ وَجدِي وتَبْرِيحِي
أضَقْتُ مُتَّسَعَ الأوْرَاقِ عَنهُ ولَوْ
حَمّلْتُهُ الرِّيح أوْهَى قُوةَ الرِّيحِ
لا شَيءَ أسْعَدُ مِنِّي إن تَراجَعَ بِي
إلَيكُمْ طُولُ تَبكِيري وتَرْويحِي
لَوْلاكُمُ ما أعَرْتُ السَّمعَ صَادِحَةً
إنْ قَصَّرَتْ قُلْتُ من وَجْدِي لَها نُوحِي
نَاحَتْ ولو وَجَدَتْ وَجْدِي بِكُمْ لَبَكَتْ
مِثْلِي بِدَمْعٍ عَلَى الخَدَّينِ مَسْفُوحِ
فَشَاعَكُمْ حَيثُ ما كُنتُمْ سَلامُ شَجٍ
حَتَّى يُرَى وهوَ في أثْوابِ مَذْبُوحِ
أبو بحر الخطي
الحمدان
08-03-2024, 02:16 PM
يا هَلْ تُصِيحونَ لي يَوْماً فأُسمِعُكُمْ
ما يُسْخِنُ العَينَ مِنْ هَمٍّ وتَبرِيحِ
ولا أُطيلُ فَشرحُ القَولِ مُمْتَنِعٌ
إذْ لا يؤدِّيهِ صَدْرٌ غَيرُ مَشْرُوحِ
لِي بَعْدَكُمْ زَفْرَةٌ لو يَسْتضيءُ بِهَا
سَارٍ لأغنَتْهُ عن ضَوْءِ المَصَابِيحِ
وأدْمُعٍ إن جَرَتْ حُمْراً فَلاَ عَجَبٌ
فَقَدْ مَرَرْتُ بأجْفَانٍ مَجَارِيحِ
فَهَلْ يُبَلُّ إذَا اسْتَسْقَى لِقاءَكُمُ
غَليلُ ظَامٍ دُوَينَ الوِرْدِ مَطْرُوحِ
لَفَقْرُ إنْسَان عيْنيهِ لرُؤيَتِكُمْ
علَى النَّوى فقرُ جُثْمَانٍ إلى رُوحِ
وهَلْ إذَا عَزَّ قُربٌ أن يَزُورَكُمُ
عَنِّي لِفَرطِ اشْتيَاقِي نَاسِمُ الرِّيحِ
فَشَاعَكُم حَيثُ ما كُنتُمْ سَلاَمُ شَجٍ
حَيٍّ يَحدُّ حُسَامَ البُعْدِ مَذْبُوحِ
أبو بحر الخطي
الحمدان
08-03-2024, 02:17 PM
لمَّا تَفَكَّرتُ في شَيءٍ أُسَيّرُهُ
لِصَفْوةِ الهاشِميينِ الفَتَى خَلَف
وجَدْتُ أَنَّ سَلاَمَ اللَّهِ يعقِبُهُ
بَعْضُ الثَّنَاءِ عَلَيهِ أجْمَلُ التُّحَفِ
فَشَاعَهُ حَيثُ ما ألْقَى مَرَاسِيَهُ
سَلاَمُ مُثْنٍ عَلَى نُعْمَاهُ مُعْتَرِفِ
أبو بحر الخطي
الحمدان
08-03-2024, 02:17 PM
لو أنّ كُلَّ لِسَانٍ لِي يُعَبِّرُ مَا
عِندِي لَكُمْ من صَبَابَاتٍ وأَشْواقِ
كَلَّتْ وألْفيْتُ مَاضِي ما تَفُوهُ بِهِ
أدنَى وأيْسر مقْدَاراً من البَاقِي
أبو بحر الخطي
الحمدان
08-03-2024, 02:17 PM
يا مَنْ يَبُلُّ بِمَا يَقُولُ أُوامِي
ويَبُوخُ نَارَ صَبَابَتِي وغَرَامِي
أحْييتَ حِينَ بَعَثْتَ لِي بتَحيةٍ
وسَلِمْتَ إذْ أرْسلتَ لي بسَلامِ
من بَعدمَا وقَفتْ علَى طَرَفِ الرَّدَى
نَفْسي وما حَامَتْ ورَاءَ حِمَامي
بَيتَان كَانَا مِنكَ جَاءَا نِعْمَةً
رَجَحَتْ بِما عِندِي من الأنْعَامِ
إنِّي لأَرْجُو أنَّ هَذِي قَطْرةٌ
جَاءَتْ مُقَدِّمةَ الغَمَامِ الهَامِي
فالنَّارُ يُلقِيها الزِّنَادُ شَرَارَةً
وتَكُونُ فِيمَا بعد ذَات ضَرَامِ
إنَّ الهِلاَلَ تَرَاهُ أصغَرَ ما يُرَى
جُرْماً ويَبْدُو بعدُ بَدْرَ تَمَامِ
ولَرُبَّمَا أَخْذَاكَ طَيِّب نَشْرِهِ
زَهْرُ الحدَائِقِ وهوَ في الأكْمَامِ
إنْ طَالَ بالآبَاءِ غَيرُكَ إنَّنِي
بِكَ ما أطولُ مفاخِراً وأُسَامِي
لازِلْتَ مَكْلوءاً علَى مَنآكَ عَنْ
عَيْنِي بِعَينِ الوَاحِدِ العَلاَّمِ
أبو بحر الخطي
الحمدان
08-03-2024, 02:17 PM
أأحْبَابَنَا إنْ أجمَعَ البُعْدُ بَعدَكُمْ
على حربِنَا واستوهنَتْنَا عَسَاكِرُهْ
وغَادَرنَا مُسْتَسلمِينَ لِحِزبِهِ
فلا غَرْوَ فالمغْلُوبُ من غَابَ ناصِرُهْ
أبو بحر الخطي
الحمدان
08-03-2024, 02:18 PM
سَلاَمي عَلَى مَولىً تَمَلَّكَ بِرُّهُ
وإحْسَانُهُ رِقّي فَصرْتُ لَهُ عَبدا
وسَوَّغَني ما ضَاقَ ذَرْعِي بِشُكْرِهِ
عوَارِفُ فَضْلٍ لا أُطيقُ لَهَا عَدّا
أبَا جَعفَرٍ إنِّي ومَنْ ضُرِبَتْ لَهُ
بُطُونُ المطَايَا تَحملُ الشِّيبَ والمردَا
لأرعَى لَكَ الوِدَّ الذي أنْتَ أهْلُهُ
علَى حِين لا يَرعَى امرُؤٌ لامرئٍ ودَّا
أبو بحر الخطي
الحمدان
08-03-2024, 02:18 PM
وَرَدَ الكِتَابُ فأَوْرَدَ الأَفْرَاحَا
وأزَالَ عَنَّا الهَمَّ والأتْرَاحَا
قَدْ كَانَ أغلقَتِ المَسَرَّةُ بَابَها
حتَّى أتَى فَغَدَا لها مِفْتَاحَا
لَمْ يدجُ لَيلُ مُلمَّةٍ إلاَّ غَدَا
بِسَنَاهُ في ظلمائِها مصْبَاحَا
أطْلقتَ من أَسْرِ الهُمُومِ بِهِ فَطِرْ
فَلَقَدْ يَكُونُ لما يَسُرُّ جَنَاحَا
أبو بحر الخطي
الحمدان
08-03-2024, 02:18 PM
نُسَلِّمُ من بُعدِ الدِّيَارِ عَليكُمُ
عَلَى أنَّ ما بينَ القُلُوبِ قَريبُ
فإنْ خَانَ في الوِدِّ امرؤٌ فَمَودَّتي
عَليهَا لَكُمْ طُولَ الزَّمانِ رَقيبُ
فإنْ جَفَّ مَاءُ القُرْبِ بَيني وبَينكُمْ
زَمَاناً فَهَا عُودُ الوَفَاءِ رَطيبُ
أبو بحر الخطي
الحمدان
08-03-2024, 02:18 PM
إنَّ الثَّنَاءَ وإنْ تَعاظَمَ قَدْرُهُ
لَيَهُونُ في قَدْرِ العَظيمِ ويَحقُرُ
فإذَا أطَلْتُ القَولَ فِيكَ رَأيتُهُ
في جَنْبِ ما يَرْضَاهُ قَدرُكَ يَقْصُرُ
فإن اقتَصَرْتُ علَى القَليلِ من الذي
أُثْنِي عَليكَ بهِ فإنِّي أُعْذَرُ
ومتَى يَقلُّ ثَنَائي إنَّ تَحيَّتي
أبَداً وتَسليمي عَليكَ ليكثُرُ
أبو بحر الخطي
الحمدان
08-03-2024, 02:19 PM
جَزَى اللَّهُ عَنِّي ابنَ الغنيَّةِ ضعفَ مَا
جَزَى مُحْسنٌ من خَلْقِهِ بِفِعَالِهِ
لَعَمْري لَقَدْ أوْلَى الجَميلَ تَبَرُّعاً
وبَادَرَ بالمَعْروفِ بَعدَ سُؤَالِهِ
وأغرَبُ ما لاقَيتُهُ مِنهُ بَعثُهُ
إليَّ بِجسمِ الشَّنفَرَى بعد خَالِهِ
أبو بحر الخطي
الحمدان
08-03-2024, 02:19 PM
ألاَ قُلْ لأحفَى النَّاسِ بِي وأَبَرَّهمْ
وأَرغَبهمْ فِيما لَدَيَّ من الشُّكْرِ
أخِي الخُلُقِ السَّهلِ الذي لَو أجَالَهُ
عَلَى الدَّهرِ لَمْ يَشْكُ امرُؤٌ قَسْوَةَ الدَّهْرِ
وذِي الغُرَرِ البِيضِ التي لَو أفَاضَهَا
علَى اللَّيلِ لاستغَنَى عن الأَنجُمِ الزُّهْرِ
ومُبتكِرِ المَعْروفِ إنْ جَاءَ غَيرُهُ
بِعُونِ الأيَادي جَاءَ بالفِعْلَةِ البِكْرِ
لَكَ الخَيرُ بَيْتٌ أقْفَرَتْ حُجُراتُهُ
من التَّمْرِ يَستهدِيكَ شَيئاً من التَّمْرِ
فَبَادِرْ بِهِ فالوَقْتُ كَادَ لِقُرْبِهِ
يُريكَ عَلَى قِنْوانِهِ يَانِعَ البسْرِ
أبو بحر الخطي
الحمدان
08-03-2024, 02:19 PM
يا طِرْسُ قُلْ لأخِي السَّمَاحَةِ والنَّدَى
وفَتَى المُرُوءةِ والكَريمِ المُنْعِمِ
يا مَنْ إذَا جَرَحَ الأنَامَ زَمانُهُمْ
رَجَعُوا إليهِ رُجُوعَهُمْ للمَرْهَمِ
أصْبحتُ مُنذُ اليَوم ضَيِّقَةً يَدي
فَابْعَثْ إلَيَّ ولَو بَعَثْتَ بِدرْهَمِ
أَنا غَرْسُ أَنْعمِكَ التي لا عُذْرَ لِي
إنْ لَمْ أُواصِلْ شُكرَ تِلكَ الأنْعُمِ
فَلأشْكُرنَّكَ ما حَييتُ وإنْ أَمُتْ
فَلَتَشْكُرَنَّكَ بَعدَ مَوتي أَعْظُمِي
أبو بحر الخطي
الحمدان
08-03-2024, 02:19 PM
أَلاَ قُولُوا لِسيدِنَا رَضِيِّ
أَخِي المَعْروفِ والخُلُقِ الرَّضِيِّ
عَلاَمَ جَرَى فَلَمْ يَسْتَولِ يَوماً
علَى الأَمَدِ القَصِيِّ ولا الدَّنِيِّ
فَلَمْ يَنْعتْهُ واصِفُهُ بِشَيءٍ
فَمَا هُوَ بالسَّريعِ ولا البَطِيِّ
وما الأَمَدُ الذي أَحْرَى إلَيهِ
فقصَّرَ عَنهُ بالأَمَدِ القَصِيِّ
ولَمْ أكْدُ وما ألْقَتْ يَدَاهُ
بآلتِها إلى حَسَيَيْ بَكيِّ
وما طَرَحَ المزَادةَ حينَ ألْقَى
بِها إلاّ عَلَى السَّيْلِ الأتِيِّ
أبو بحر الخطي
الحمدان
08-03-2024, 02:20 PM
أَمَوْلَى كلِّ مَنْ يُولي الهِبَاتِ
وأطْوَلَهُمْ يَداً في المَكْرمَاتِ
وأنْداهُمْ إذَا مَا كَانَ عَامٌ
تَجُفُّ بِهِ ضُرُوعُ الغَادِيَاتِ
يَمينُكَ لا يَشلُّ لَهَا بَنَانٌ
تَحُلُّ عُرَى الأُمُورِ المُشْكَلاتِ
وأنتَ أَحَقُّ النَّاسِ طُرّاً
بِفَضلِ ثَناً وأبْعدُ عن هَنَاتِ
علامَ تعُمَّ هذا الناسَ فضْلاً
وإحساناً وتُعرِضُ عن صِلاَتي
فإنْ أنتَ اتَّكلتَ على سُؤالي
فلنْ تحْظَى به حتى المَمَات
فلم يُكْشَفْ لغيرِكَ حُرُّ وجهي
ولم تُفْتَحْ بمَسْأَلةٍ لَهاتي
أبو بحر الخطي
الحمدان
08-03-2024, 02:20 PM
خَلِيلَيَّ مِنْ علْيَا لُؤيِّ بنِ غَالِبِ
أمَدَّكُمَا ربِّي بأسْنَى المَوَاهِبِ
ولا زِلتُمَا خِدْنَي سمُوٍّ ورِفْعَةٍ
تَنِيفُ علَى هَامِ النُّجُومِ الثَّوَاقِبِ
ألاّ أبْلِغَا عَنِّي خميسَ بنَ نَاصرٍ
مقالَ امْرئٍ في وِدِّهِ غَيرِ كاذِبِ
لَقَدْ جَاءَكَ الأعْدَاءُ عَنِّي بِفرْيةٍ
ولَسْتُ لَهَا ما دُمْتُ حَيّاً بِصَاحِبِ
ومَا ذَاكَ إلاّ أنَّني كُنْتُ غَائِباً
وما حَاضِرٌ عِندَ الخُصُومِ كَغَائِبِ
ولَو شَاهَدُوني لَمْ يَفيضُوا بِكِلْمةٍ
وللأُسْدِ خَوفٌ في قُلُوبِ الثَّعَالبِ
فَلاَ تُطِعِ الحُسَّادَ فِيَّ فإنَّمَا
أَتَوكَ بِأقْوَالٍ كَرُمْتَ كَوَاذِب
فَمَا ذَمُّ أوغَادِ الرِّجَالِ بِشِيمَتي
فَكيفَ بأرْبَابِ العُلاَ والمَنَاصِب
إذَا أنَا لَمْ أكْسُ الرِّجَالَ مَدَائِحي
فَلَسْتُ بِكاسِيهمْ كَرُمْتَ مَثَالبي
ألَستَ الذي قَوَّمْت سِكَّةَ دَارِنَا
وقد رُمِيَتْ مِمَّنْ يَقُضُّ بِخَاصِبِ
فَبَارَتْ فَمَا المَرْزوقُ مِنهَا بِظَافِرٍ
وهَانَتْ فَمَا المحْرُومُ منْهَا بِخائِبِ
فَلَوْ أُلْقِيتْ يَوماً علَى الطُرْقِ لَمْ تَكُنْ
لِتلْحظَ من زُهْدٍ بِمقلَةِ رَاغِبِ
فَأكْملتَهَا من بَعْدِ نُقْصَانِ وَزْنِهَا
وسَيَّرْتَهَا في شَرقِها والمَغَارِبِ
وأَنتَ الذي لَولاَ سَمَاحةُ كَفِّهِ
لما مُدَّ في المَعْروفِ رَاحَةُ طَالِبِ
فَقَد جَاءَنِي عَنْكَ المُكَرَّمُ جمعةٌ
أخُو الفَضْلِ والإحْسَانِ في زيِّ عَاتِبِ
فَهذَا اعْتذارٌ جَاءَ من غَيرِ مُذْنِبٍ
ولَو كَانَ حَقّاً جَاءَ من عندِ تَائِبِ
أبو بحر الخطي
الحمدان
08-03-2024, 02:20 PM
سَقَى الوَسْمِيُّ وَجْهَ أبي عَليِّ
وعَاقرَ دَارَهُ صَوْبُ الوَلِيِّ
ولا بَرِحَتْ رِيَاحُ البِشْرِ تَسْرِي
إِليهِ بالغَدَاةِ وبالعَشِيِّ
فَتَىً ما زِلْتُ أدْعُوهُ وَلِيّاً
حمِيماً عِندَ خذْلانِ الوَلِيِّ
حَمَلْتُ بِهِ علَى الأيَّامِ حَتَّى
أَرَانِي طَاعَةَ الدَّهْرِ العَصِيِّ
وكَانَ أَشَابَ نَاصِيَتِي ولكِنْ
رَآهُ فَرَدَّ لِي سِنَّ الصَّبِيِّ
هَلِ الأيَّامُ مُؤْذِنَةٌ بِضَرْبي
خِبَايَ بِذلِكَ الكَنَفِ الوَطِيِّ
وممتِعَتِي بِغُرَّتِهِ التي مَنْ
رَآهَا فَازَ بالحَظِّ السَّنِيّ
وما الأَمَدُ الذي قَدْ حَالَ بَينِي
وبَينَ حِمَاهُ بالأَمَدِ القَصِيِّ
فَيُحوِجُنِي لإجْرَاءِ المذَاكِي
إِليهِ لا لإعْمَال المَطِيِّ
ولكِنِّي مُنِيْتُ بِدَهْرِ سُوءٍ
لَهُ حُكْمُ الضَّعِيفِ علَى القَوِيِّ
ولَمَّا لَمْ أَزُرْ نَادِيهِ عَجْزاً
بَعَثْتُ لَهُ بِزَهرِ الرَّازِقِيّ
بَعَثْتُ بِهِ لِخِدْمتِهِ لَعَلِّي
أَرَاهُ بأعْيُنِ الزَّهْرِ الجَنِيِّ
أبو بحر الخطي
الحمدان
08-03-2024, 02:21 PM
ما كُنْتُ أَحْسَبُ والأيَّامُ مولَعَةٌ
بِخَفْضِ شَأنِ أخِي العَلْيَاءِ والحَسَبِ
أنِّي أَمُدُّ لأَنْدَى العَالمينَ يَداً
يَدي لأعْلَقَ ما أُوتِيهِ من نَشَبِ
ولو غَدَا وهوَ أعْلَى من أبِي كَرِبٍ
شأْناً وأصبَحتُ من فَقْرٍ أخَا كُرَبِ
حتَّى سَأَلتُكَ يا أحْنَى الأنَامِ علَى
ضَعْفِي قَوِيتَ ويا أَحْفَى البَرِيَّةِ بِي
فَظَلْتَ تُوسِعُني مَطْلاً يَضيقُ بِهِ
صَدْرِي ويَضطَرُّنِي كُرْهاً إلى الغَضَبِ
حَاشَا وُجُوهَ وُعُودٍ مِنْكَ صَادِقةً
أن يُحدِثَ المطْلُ فيها كِلْفَةَ الكَذِبِ
إنِّي لأَعجَبُ والأيَّامُ ما خُلِقَتْ
إلاّ لِتُحْدِثَ أَطواراً من العَجَبِ
مَنْ ضَامِنٌ ليَ أَنْ لو غِبْتُ عَن وَطَنِي
أَو مِتُّ أعقَبنِي بالخَيرِ في عَقِبي
وها أنَا في مَجَالِ العُمْرِ أسأَلُهُ
ما لاَ يُقَالُ لَهُ شيئاً فلَمْ يَهَبِ
أَمَّا الوفَاءُ فَشَيءٌ قد سَمِعتَ بِهِ
ولَنْ تَراهُ ولَو أمعَنْتَ في الطَّلَبِ
أبو بحر الخطي
الحمدان
08-03-2024, 02:21 PM
نَبَتْ بي أرضُكُمْ فَرحلْتُ عَنهَا
فَخيرٌ من إِقَامَتِيَ الرَّحيلُ
إذَا ما ذُلَّ العَزيزُ بأرْضِ قَوْمٍ
وطَالَ علَى العَزِيزِ بِهَا الذَّليلُ
فَلَيسَ يَسُوغُ فيها المَكْثُ إلاّ
لمِنْ أودَى بِهِمَّتِهِ الخُمُولُ
فَمكَّةُ وهي أشْرَفُ كُل أْرْضٍ
تحمَّلَ ظَاعِناً عَنهَا الرَّسُولُ
وبَسْطُ القَولِ في ذِكْرِ الذينَ
ارْتَمَتْ بِهمُ مَنَازلُهُمْ يَطُولُ
فَيا ابنَ النَّاهِضِينَ بِكلِّ عِبءٍ
مِن العَلْيَاءِ مَحْمَلُهُ ثَقيلُ
ومَنْ مُدِحُوا بِما أُوحِي إليْهِمْ
فَفِيهِ لَهُمْ غِنًى عَمَّا أَقُولُ
أُعيذُكَ أن يَحِيفَ عَلَيَّ دَهْرٌ
وأنْتَ بِسَدِّ خِلاَّتِي كَفيلُ
فَصَافَحَكَ الغُدُوُّ بِصَفْوِ ودِّي
وخَالِصَتِي ونَاجَاكَ الأَصيلُ
ودُونَكَهَا كَما رَقَّتْ شِمَالٌ
وَرَاقَتْ في زُجَاجَتِها شَمُولُ
أبو بحر الخطي
الحمدان
08-03-2024, 02:21 PM
مَنْ عَذيرِي من سُوءِ حَظٍّ رَمَانِي
من خُطُوبٍ أَوْهَتْ قُوَايَ جِسَامِ
أَصْحَبُ الماجِدَ الكَريم من النَّا
سِ فَيُثْنِيهِ في ثِيَابِ اللِّئَامِ
وإذَا ما نَضَتْ يَميني حُسَاماً
لِجِلاَدٍ أَغَابَ فِيَّ حُسَامِي
وإذَا ما أَطَرْتُ سَهْمَ مُرَامَاةٍ
لِصَيدٍ ثَنَى عَليَّ سِهَامي
فَلَو انِّي أَوليتُ نَاشِئةَ المُزْنِ
إخَائِي أَحَلْت طَبْعَ الغَمَامِ
أو طَلَبْتُ الضِّيَاءَ لَمْ تَطْلع الشَّمْ
سُ ولَمْ تَبْرح الوَرَى في ظَلاَمِ
أو مَنحْتُ الحِمَامَ صَفْوَ مَوَدَّاتي
لَمَا مَاتَ وَاحِدٌ بالحِمَامِ
أبو بحر الخطي
الحمدان
08-03-2024, 02:21 PM
أبا هاشِمٍ إنِّي إلى ما يَنَالُهُ
بَنُو الوُدِّ مِثْلِي من نَدَاكَ فَقِيرُ
فإنْ تُولِني مِنْكَ الجَميلَ فإنَّنِي
عَليهِ وإنْ طَالَ الزَّمَانُ شَكُورُ
فَإنْ أنتَجِعْ جَدْوَاكَ حَسْبُ فإنَّنِي
بِمَنْ يَشْتَري حَمْدَ الرِّجَالِ خَبيرُ
كَفَى لَكَ أَنْ خَلَّيتَني لِمَعاشِرٍ
عَظيمُهمُ حَاشَا عُلاَكَ حَقِيرُ
سَئِمتُ مَقَامِي بينَ أَظْهرِهِمْ فَرِشْ
جَنَاحِي لَعَلِّي حَيثُ شِئْتُ أطَيرُ
فإنْ رِشْتَ يَوماً من جَنَاحِي فإنَّنِي
عَلَى نَيلِ أسْبَابِ السَّمَاءِ قَديرُ
أحينَ مَلأْتَ الرَّاحَتَينِ اطَّرحْتني
أشَارَ بِذَا يوماً عَلَيكَ مُشِيرُ
فإنْ أُطَّرَحْ بَعدَ الكَمَالِ فإنَّمَا
تُحَامي العُيُونُ البَدْرَ وهو كَبيرُ
وأكثرُ ما تَسْمو لَهُ أعيُنُ الوَرَى
وتَرْمُقُهُ الأبْصَارُ وهو صَغِيرُ
إلى اللَّهِ أشْكُو ويلكم جَوْرَ رِيحِكِمْ
وهَلْ لِي عَلَيها إنْ شَكَوْتُ نَصيرُ
أَرَاهَا علَى غَيْرِي تَهُبُّ إذَا سَرَتْ
قَبُولاً ومَسْرَاهَا عَليَّ دَبُورُ
وأفناؤُكُم إلاَّ عَلَيَّ رَحيبةٌ
وغَيثُكُمُ إلاَّ عَليَّ مَطِيرُ
أَمَا وأَبي ما ضِقْتُ يَوماً بِخُطَّةٍ
كَصَدِّكُمُ والدَّائرَاتُ تَدُورُ
عَلاَمَ وشُكْرِي فِيكَ يَقْطُرُ مَاؤُهُ
طَرِيٌّ وسَهْمُ الذَّبِّ عَنكَ طَرِيرُ
عَلَى أنَّني لَمْ آتِ ما يوجِبُ الجَفَا
وكَانَ أسَى الحرِّ الكَرِيمِ غَفُورُ
فَدُومُوا على هَذَا الجَفَاءِ فإنَّنِي
علَى الوِدِّ ما أرْسَى وقَرَّ ثَبِيرُ
أبو بحر الخطي
الحمدان
08-03-2024, 02:22 PM
أَمَوْلَى الوَرَى إنِّي جَعلْتُكَ في الذِي
جَرَى أَمْسِ ما بَينِي وبَينَكَ قَاضِيَا
علَى أنَّهُ إنْ رَدَّ حُكْمَكَ وَاحِدٌ
فإنَّكَ تَلْقَانِي بِحُكْمِكَ رَاضِيَا
فَدَيتُكَ والنَّاسُ الذيِنَ تَرَاهُمُ
إذَا حُمَّ ما لا بُدَّ مِنهُ فِدَائِيَا
أيَحْسُنُ إنعالَيْكَ خَدِّي كَرَامَةً
وتَتْرُكُنِي أمْشِي علَى الشَّوكِ حَافِيَا
وتَشْرَبُ من كَفِّيَ فَماً يَقتُلُ الصَّدَى
وأشْرَبُ مِنْكَ ما يَزيدُ ظَمَائِيَا
أَلَمْ تَرَني استقْبلْتُ أَوْجُهَ شقْوتِي
لَدَيكَ وخَلَّفتُ النَّعيمَ ورَائِيا
وُجُوهُ أحبَّاءٍ تَبدَّلْتُ مِنْهُمُ
وُجُوه رِجَالٍ يُتَّقَوْنَ أَعَادِيَا
وأَفْلاذُ أكْبَادٍ تَذُوبُ عَليهِمُ
ورَاءَ دُمُوعِي قِطْعةٌ من فُؤَادِيَا
يَنَالُ الجَفَا والضُّرُّ منهُمْ مُرَادَهُ
وهَانَ لو انِّي نِلتُ مِنْكَ مُرَادِيَا
وحَادِثَةٍ أنْزَلتَهَا بِي لو انَّها
بِرَضْوَى لخَوَّى جَانِبَاهُ تَدَاعِيَا
يَغُضُّ لَهَا من طَرْفِهِ نَاظِرُ العُلاَ
ويكْسِرُ من جَفْنَيهِ عَنهَا تَعامِيَا
وهَبْ أنَّهَا لَمْ تَأْتِ عَنْكَ وإنَّمَا
رَمَانِي بِها مَنْ شَلَّهُ اللَّهُ رَامِيَا
فَمَالَكَ قَدْ أغْفَيتَ عندَ مَسَاءَتي
وهَانَ عَليكَ عندَ ذَاكَ هَوَانِيَا
وإنَّ قَرَارِي عندَها واستِكَانَتي
علَى خَجَلٍ منْهَا وفَرْط حَيَائِيَا
يَرُدُّ عَلَى ابنِ العَاصِ عَمْرو حَيَاءَهُ
ويُلْبِسُ عِرْضِي عندَ تِلكَ المَخَازِيَا
ولا تَدَّعي والصِّدْقُ قَوْلُكَ إنَّني
أَحَلْتُ وِدَادِي أوقَلَبْتُ ثَنَائِيا
رَمَى اللَّهُ بالبُعْدِ البعيد مَوَدَّةً
وأدْنَى امرأً ما كانَ للوُدِّ دَانِيَا
دُعَاءٌ علَى نَفْسِي لإبْرَارِ مَقْسَمِي
وأنْتَ فتَنْجُو سَالِماً مِنْ دُعَائِيا
وأَمْرَضُ شَيءٍ للحَشَا وأَشَقُّهُ
علَى النَّفْسِ إخفَائِي علَى النَّاسِ ما بِيَا
أُضَامُ فلا أشْكُو ولو هَمَّ سَاعَةً
لِسَانِي بالشَّكْوَى قَطعتُ لِسَانِيَا
فَطَلِّقْ وَرَاجِعْ بعدَ حِينٍ مَودَّتِي
تَجدْهَا على كثْرِ الطَّلاقِ كَمَا هِيَا
سَقَى اللَّهُ بالجَرْعَاءِ حَيّاً وإنَّنِي
بِذَاكَ قد اسْتسقيتُهُ لحيائِيا
هُمُ أشْرعُونِي بَابَ كُلِّ رَغِيبَةٍ
وكَفُّوا الأذَى عن أَنْ يَمُرَّ بِبَابِيَا
بِعَادُهُمُ قُرْبٌ وفَقْرُهُمُ غِنَى
تُبَلُّ يَدِي اليُمْنَى بِهِ وشِمَالِيَا
فَيا ابنَ الأُلى اجْتَابُوا الخَصَاصَةَ والغِنَى
علَى جَارِهِمْ يَبْدو جَديداً وبَالِيَا
إذَا سُدَّ دُونَ الإذنِ بابٌ لِعِلَّةٍ
وكَان مُنَاداةُ الضُّيُوفِ تَنَاجِيَا
جَلَوا تِلكُمُ الجِفنَ المِلاَءَ وأعْلَنُوا
عَلَيها بأصْواتِ الدُّعَاةِ تَنَادِيَا
أُعيذُكَ أن أصْفُو وتكدرَ أو أفِي
وتَغدرَ أو أدْنُو وتُصْبِحَ نَائِيا
وأبْتَدِرُ الغَايَاتِ سَبقاً فأنتهي
لأبْعَدِها شَأْواً ولَستَ أَمَامِيا
أبو بحر الخطي
الحمدان
08-03-2024, 02:22 PM
طاب الحواف وطاب ريح شواه
ما لذ في سمك القطيف سواه
فإذا دعا داعي الجواف وطفله
في حجره شوقاً إليه رماه
أبو بحر الخطي
الحمدان
08-03-2024, 02:22 PM
تمر الغواني في ثيابٍ شفيفةٍ
لأزواجها لذاتها ولنا الإثم
وتغلي المقالي في البيوت وإنما
لأربابها لذاتها ولنا الشم
أبو بحر الخطي
الحمدان
08-03-2024, 02:22 PM
لم أتخذ منك غير متّخَذِ
فما لِحَظِّي غدا بمنتبَذِ
ما إن أرى رقيةً تُقرُّبُني
منك ولا أُخذةً من الأُخذِ
يكفيك أني أراك تجتبذ ال
ناس وآتيك غير مجتبَذِ
محبةً لا قَرُبتُ منك متى
لم يُتمثَّل بها ولم يُشَذِ
لا تسْلمنِّي إلى الزمان وقد
أنقذتني منه أيّما نَقَذِ
إن كنتُ بعض الثقال فاحتمل ال
ثِقل تجدْني في السُّدِّ ذا نَفَذِ
لا تحقرنِّي فربما نفدتْ
في هَدْم يأجوجَ حيلةُ الجُرذِ
صُنّي أكن كالحسام أخلصه ال
قَينُ فأضحى من خير مُتَّخذِ
مُطَّردَ المتنِ كلَّ مطَّردٍ
منشحذ الحدّ كل مُنشَحَذِ
هبني بعضَ المُثَقَّلات حوا
ليك وهب خلقتي من العُوَذِ
بل كم ثقالٍ تَطبَّعوا بسجا
ياكَ فأضْحوا في خفّة القُذَذِ
يا آل وهبٍ عاذ من جفائكُم
بلين أعطافكم فلم يُعَذِ
أنا الذي حَجَّكم وكعبتُكم
لم يُتَطَوَّف بها ولم يُلَذِ
فلا يقطِّع جفاؤكم كبدي
فحبُّكم بين تلكُمُ الفِلَذِ
أبو بحر الخطي
الحمدان
08-03-2024, 02:23 PM
يا من نأت بهمُ الديار فأصبحوا
مستوطنينُ على النوى الألبابا
إن تُكسِبِ الألقابَ من يُدعى بها
شرفاً فقد شّرفتمُ الألقابا
فارقتم فجعلت زقومَ الأسى
زاداً وغساق الدموع شرابا
أكذاك كل مفارق أم لم يكن
قبلي محب فارق الأحبابا
يامنتهى الآراب هذي مهجتي
قد قُطِّعت من بعدكم آرابا
وتأسفي أني غداةَ فراقكم
لم أقض من نوديعكم آرابا
اني لأعجَبُ من مراجعة النوى
عن ربعكم لي جيئة وذهابا
ماذقتُ عذبَ القرب الا ردَّهُ
وشكُ التفرّق والبعاد عذابا
قد جرّد التفريقُ سيفاً بيننا
أفما يتيح له اللقاء قرابا
ياهل ترون لنازحٍ قذفت به
أيدي البعاد لجدّ حفصَ ايابا
لو أن ذا القرنين أصبح موقداً
زير الحديد بحرها لأذابا
لا تحسب البحرين أني بعدها
مستوطن داراً ولا أصحابا
ما أصبحت شيراز وهي حبيبة
عندي بأبهج من أوال جنابا
ماكنت بالمبتاع دارة سروها
يوما بفاران ولا بمقابا
فأما وجائلة النسوع تخالها
للضمر مما أهديت هدّابا
أبو بحر الخطي
العصر العثماني
الحمدان
08-03-2024, 05:33 PM
ما يُنبت الحُسن أَو ما تَجلب السُفن
بِالشام يُوجد وَالإِفضال وَالفطن
عَلى المَسَرات قَد شَيدَت مَرابعها
فَلَيسَ يَسلُك فيها الهَم وَالحُزن
لَم تَلقَ غَير كَبير في مَهابَتِهِ
أَو بَدر داجية يَمشي بِهِ غُصن
فَإِن نَظَرت فَما تَعنو العُيون لَهُ
وَإِن سَمعت فَما تُصغي لَهُ الأذن
الامير منجك باشا
العصر العثماني
الحمدان
08-03-2024, 05:33 PM
وَعَمياءَ لَم تَجنح إِلى الخَير مَرَةً
وَلَم تَرَ شَيئاً مِن حَميد خِصال
هِيَ النَفس لا كانَت وَلا كانَ فعلَها
أَشد وَأَدهى مِن وُقوع نِبال
عَسى اللَهُ يَشفي مِن أَذاها ضَمائِري
وَيُبعدني عَنها لِأَحسَن حالِ
الامير منجك باشا
الحمدان
08-03-2024, 05:33 PM
وَاللَهِ ما نَظرت عَينايَ مِن أَحَدٍ
يَرعى وِداديَ في سرّ وَفي عَلَن
لَم أَدر هَل مُختص بِحَظي أَم
سَجية هَذِهِ في الخَلق وَالزَمَن
يا لَيتَني ما عَرَفت الدَهر صَحبتهم
وَلا رَماني زَماني الوَغد بِالمِحَن
الامير منجك باشا
الحمدان
08-03-2024, 05:34 PM
رَحَلنا إِلى الروم مِن جلق
وَطِرف الأَماني عراه العَرج
وَلَيسَ سِوى اللَه مِن ناصر
إِذا ما غَريم تَقاضى وَلج
خَلَعنا الهُموم عَلى شيرز
وَعِندَ المَضيق لَقَينا الفَرَج
الامير منجك باشا
الحمدان
08-03-2024, 05:34 PM
رَعى اللَهُ دَهراً رَطيب الجَنا
وَصَفو المَشارع لِلشارِبِ
وَعَصراً بِهِ كُنت غَض الشَباب
وَحَبلبي مُلقى غَلى غارِبي
أَجُرُ ذُيولي في غِبطة
وَأَخلس عَيشي بِلا حاجب
الامير منجك باشا
الحمدان
08-03-2024, 05:34 PM
يا مُعير البَدر حُسناً
في دُجى اللَيل البَهيم
وَقَضيباً مِن نَسيم
في قَميص مِن نَعيم
أَنتَ أَشهى لِفُؤادي
مِن شِفاء لِسَقيم
الامير منجك باشا
الحمدان
08-03-2024, 05:35 PM
أَلا لَيتَ شِعري هَل تَعود لِقَبضَتي
لَيال بِها المَعشوق غَير مَخالِفِ
وَهَلأ يَرجَعنَ عَيشي كَما كانَ أَرغَداً
وَأَخلو كَما كُنا بِتلكَ اللطائِفِ
بَكَيتُ دَماً إِن لَم أَرق ماء مُهجَتي
دُموعاً عَلى تِلكَ اللَيالي السَوالِفِ
تَذَكَرتُ أَياماً مَضَينَ وَمَألفاً
وَعادة مِن يَهوى إِدكار المَآلِفِ
وَقَفتُ وَدَمعي قاذف سر مُهجَتي
إِلَيهِ وَما دَمعي بِأَوَلِ قاذِفِ
يَمرّ عَلى دار الحَبيب مُحَمحِماً
جَوادي بِذكر السالِفات المَواقِفِ
وَيَرعى نُجوماً طالَما قَد رَعَيتَها
لَياليَ صَد الحُب كانَ مُحالِفي
وَما دارَهُ قَصدي وَلَكن لِأَجلِهِ
أَحنُّ فَلا أَلفي لَها غَير آلفِ
الامير منجك باشا
الحمدان
08-03-2024, 05:35 PM
وَمِن عَجيب الأُمور عِندي
إِظهار ما تُضمر القُلوب
تَأبى نُفوسٌ نُفوس قَوم
وَما لَها عِندَها ذُنوب
وَتَصطَفي أَنفُسٌ نُفوساً
وَكُلَها لَو تَرى عُيوب
ما ذاكَ إِلّا لِمضمرات
يَعلَمها العالمُ الرَقيب
الامير منجك باشا
الحمدان
08-03-2024, 05:35 PM
وَكَم طارَحَت مِن وَرقاء تَشدو
عَلى الشرفين بِالوادي السَعيد
تَقول أَعد إِذا أَصغيت شَجواً
وَإِن أَصغَت أَقولُ لَها أَعيدي
فَتَرحم لَوعَتي وَتَقول قَولاً
جَميلاً ما عَلَيهِ مِن مَزيد
أَلا يا نَسمة الأَسحار قُولي
لِفاتنة أَقلبَكِ مِن حَديد
أَطَلتِ عَذابَهُ وَأَسَأتِ حَتّى
بَكَتهُ اليَوم أَجفان الحَسود
قَتيل هَواكِ ما تَدعوهُ إِلّا
أَجابَتكِ العِظام مِن اللُحود
الامير منجك باشا
الحمدان
08-03-2024, 05:36 PM
وَرَوض يَجول الماء تَحتَ ظِلالِهِ
كَأيم مروع أَو حُسام مجرد
يَلوح بِهِ قاني الشَقيق وَقد حَكى
لَواحظ مَخمور كَحلن بِأَثمَد
وَيَهمي بِهِ قَطر النَدا فَتَخالَهُ
مُبَدد عقد في فِراش زمرد
وَرَيحانَهُ الغَض الشَهي كَأَنَّهُ
مبادي عذار لاحَ في خَد أَغيَد
سَقاني بِهِ راح الرِضاب مُهفهف
فَرُحت بِها لا أُفرق اليَوم مَن غَد
وَبت أَظن الجلنار بِدَوحِهِ
نُجوم عَقيق في سَماءِ زَبَرجَد
إِلى أَن بَدَت شَمس النَهار كَأَنَّها
مجن كميّ قَد تَحلى بِعَسجَد
الامير منجك باشا
الحمدان
08-03-2024, 05:36 PM
أَتَدري ما حَوى الشعب اليَماني
بدور دُجى عَلى عَذبات بانِ
شموس في سَما الفسطاط تَبدو
وَإِن غَربت فَمغربها جَناني
تَخر لَها الضَمائر ساجِدات
وَتَلثم ترب مَوطئها الأَماني
جَآذر دونَها الآساد صَرعى
بِسحر لِحاظها لا بِالطِعانِ
إِذا ما رُحت أُفكَر في هَواها
غَدَوت كَأَنَّني قَلب الجَبانِ
سَقى بِالنير بين زَمان أُنسي
هتون الدَمع بَل صَوب الهِتان
زَمان مَسرة تَلهيكَ فيهِ
عَن الأَوتار قَهقهة القَناني
الامير منجك باشا
الحمدان
08-03-2024, 05:36 PM
غُصن مِن البان في أَثواب سَوسانِ
مَسيّجٌ وَرد خَديهِ بِريحانِ
وَرد مِن الحُسن حار في اسرتِهِ
لا يُصدر الطَرف عَنهُ غَير ظَمآنِ
مُستَعطف لِقُلوب الناس مَنطقهُ
تَلقاهُ مِن كُلِ إِنسان بِإِنسانِ
ما لَذَّة الراح إِلّا أَن تَكون لَنا
مدارة مِن يَديهِ وَسَط بُستانِ
وَردية قَد كَساها حينَ شَعشعها
مِن وَرد خَديهِ صبغاً ذَلِكَ الجاني
مُقابل في الرُبا وَالكَأس في يَدِهِ
وَرداً بِوَرد وَرَيحاناً بِرَيحانِ
بَدر إِذا حَجَبوهُ عَن نَواظرنا
عَوضنَ عَن لُؤلؤٍ رَطب بِعقيانِ
الامير منجك باشا
الحمدان
08-03-2024, 05:36 PM
أَجرني بِالتَواصل بَعدَ بُعدك
لَعَلي أَجتَني ثَمَرات وَعدك
وَأَسألك القَليل مِن التَلاقي
وَلَكن خَشيَتي مِن سوءِ رَدك
سَقى الرَحمَن أَياماً سَقَينا
بِها راحاً عَلى وَردات خَدك
وَنَلثم اقحوان الثَغر طَوراً
عَلى جَزع وَنَهصر غُصن قَدك
وَنَقتَبل السُعود لَنا بِصرح
بَدَت بِبُروجِها أَقمار سَعدك
نَجرُر فيهِ أَذيال التَصابي
وَنَنشُق عرفهُ مِن طيب ندك
أَلا أَنَّ النَعيم لِدون يَوم
تَواصل وَالجَحيم لِدُون صَدك
الامير منجك باشا
الحمدان
08-03-2024, 05:37 PM
يروحي بَل بِآبائي الكِرامِ
رَشاً لِعبت بِهِ أَيدي المدامِ
إِذا ما اِفتَرَّ عَن بَرد طَوَينا
حَشايانا عَلى حَرّ الأَوام
وَلَولا عارضاهُ لَما عَلمنا
بِأَن البَدر يَطلع في اللثام
لَعوب بِإِصطِبار أَخى شُجون
طَليق الدَمع مَأثور الهيام
يُسابق دَمعَهُ صَوب الغَوادي
وَيَحكي شَجوَهُ نَوح الحَمام
تَذكر بِالحِما إِذ شامَ بَرقاً
زَمان اللَهو مُنتَسق النِظام
وَقَصر وَاسع الأَكناف رَحباً
يُجرر فيهِ أَذيال الغَرام
وَقَد نَظمت لَنا كَف التَصابي
عُقود الوَصل في سلك المَرام
وَقَد سَقى وَصلَنا مَوصول دَمعي
وَحيّا عَهدِنا عَهد الغَمام
الامير منجك باشا
الحمدان
08-03-2024, 05:37 PM
قَفا نتشاكا ما تَشاكاهُ وَامقُ
وَقَد ظَعنت بِالغانيات الأَيانِقُ
كَثير سهاد العَين نزر هُجوعهُ
يُواصل طَيفاً مِنهُم وَيُفارق
وَقَد سَوَّدت مِنهُ وُجوه مَآرب
مِن البين وَأَبيضت يَديهِ مَفارِقُ
تَملك حُب العامرية قَلبُهُ
وَما عاقَهُ عَنها مِن الحَي عائِقُ
غَزالية تَغشي العُيون جَلالة
مَغاربها أَحشاؤُنا وَالمَشارِقُ
فَإِن خَطرت زَهواً فَغصن مَنعم
وَإِن عَبقت رَيا فَثم حَدائِقُ
وَإِن يَك في ثَغر الحسان عُذوبة
فَفي ثَغر مَن أَهوى عَذيب وَبارق
شَغلت بِها في المَهد عَنها صَبابة
ولَم تَكُ قَدَت فيهِ عَني البَخانِقُ
وَبي حالة العُشاق في كُل حالة
وَلَكِنَّني لَم أَدرِ مَن أَنا عاشِق
رَعى اللَهُ بِالجَرعاءِ وَقفة ساعةٍ
وَنَحُن بِأَلحاظ الهَوى نَترامق
يَشير بِأَطراف البنان ويَشتَكي
اليم الجَوى مِنا مَشوق وَشائق
إِلى أَن قَضى التَوديع فينا قَضاءَهُ
وَسارَت تؤم الجزع فينا السَوابق
رَجعت وَطَرفي لا تَغيض دُموعُهُ
وَقَلبيَ لا ذُقت النَوى وَهُوَ خافق
الامير منجك باشا
الحمدان
08-03-2024, 05:37 PM
ما فاتَ فاتَ وَلَيسَ تَعلم ما الَّذي
يَأتيكَ مِن قِبَل الزَمان المُقبل
لَم تَلقَ إِلّا مُدرِكاً أَو آخِراً
يَروي وَيَنقل مُخبِراً عَن أَول
وَإِذا تَأَملت الثَرى أَلفَيتَهُ
غُرر المُلوك تُداس تَحتَ الأَرجُلِ
الامير منجك باشا
الحمدان
08-03-2024, 05:37 PM
شَكَت إِلى الرُوم أَحياؤُنا
مِن فِتية تَفتي عَلى جَهلِها
فَأَرسَل الفتيا مَليك الوَرى
لِنَجل فَرفور عَلى رسلها
وَأَصبَح الفَضل لَنا قائِلاً
أَدّوا الأَمانات إِلى أَهلِها
الامير منجك باشا
الحمدان
08-03-2024, 05:38 PM
أَرى العُمر في غَير السُرور مضيعاً
وَمن وَدّع الأَحباب روحاً مُوَدّعا
فَإِنّي قَد نازَلت كُل كَريهَةٍ
وَقَضَيت في النَعماءِ عِزّاً منوعا
وَجالَستُ أَرباب الفَضائل يافِعاً
وَشاَهدتُ أَقمار الكَمالات طلعا
وَصادَفتُ فَضل اللَهِ وَاِبن مَحبهِ
أَجل بَني الدُنيا وَأَكرَم مَن سَعا
وَعَلياهُ عَليا كُل يَمن وَدَولة
وَلَم يَرَ مِنها غَيرَهُ الدَهر اِصبَعا
فَلا مَن كَساهُ الدَهر ثَوباً كَمَن غَدا
عَلَيهِ لِثَوب مُستَعار مُرَقَعا
وَلا مَن يَصيبُ الناس أَنواء فَضلِهِ
كَمَن راحَ يَرضى بِالقَليل تَقنَع
الامير منجك باشا
الحمدان
08-03-2024, 05:38 PM
عِدَّة المَجد يَراع وَحسام
وَثِمار الشُكر تَجنيها الكِرام
مِن يَبت سَهران في كسب العُلا
حَرم الغَمض عَلَيهِ وَالمَنام
أَعذَب الأَشياء في مَمنوعِها
وَبِأَعراض الدُمى يَحلو الغَرام
الامير منجك باشا
الحمدان
08-03-2024, 05:38 PM
أَخا الريم ما هَذي العُيون القَواتِلُ
بَقيت لِتفنينا وَهَذي الشَمائِلُ
فَماء حَياة ما تَحوز مَراشف
وَرَوضة حُسن ما تَضُم الغَلائِلُ
وَتَخجَل أَغصان الرُبى أَن تَمايَلَت
قَضيب لجين بَين بُرديك مائِلُ
وَلَو أَنَّ في بَدر الدُجى مِنكَ لَمحة
لَما شانَهُ نَقص وَلا قيلَ آفلُ
تَروح بِكَ الأَلباب نَهبى كَأَنَّها
قَبائل تَسبيها بِبَدر قَبائِلُ
كَثيرٌ مِن الأَرواح أَنتَ حَياتُها
وَإِن هِيَ راحَت في هَواكَ قَلائِلُ
أَبيت بِحال لَيسَ يَعلَمُها سِوى
فُؤاد شَجيٍّ لِلنُجوم يشاكلُ
يُجرد لي مِن جفنِهِ اللَيل صارِماً
أَسميهِ صُبحاً وَهُوَ بِالفكر جائِلُ
وَجِسمي لِضيفان السقام مَوائِدٌ
وَدَمعي لِزوّار الغَرام مَناهِلُ
وَلَستُ عَلى رَسم الطُلول بِنادِبٍ
وَلا سائل عَن ذاهب هُوَ زائِلُ
وَلَكِنَّني أَبكي المَعالي وَأَهلَها
فَهَذا الَّذي أَهوى وَهَذي المَنازِلُ
وَلَيسَ يَليقُ المَدح إِلّا بِأَهلِهِ
وَإِن كَثُرَت قَصدٌ وَطالَت رَسائِلُ
إِلَيكَ أَتَت تَسعى مَطايا مَآربي
وَهُنَّ لِعُمري عَن سِواكِ جَوافِلُ
وَجاءَتكَ عَطشى تَرتَجيك لِعلمِها
بَأَنك بَحرٌ وَالبُحور جَداوِلُ
إِن الحَكيمين قَد فازا بِمَدِحِهما
أَهل المَديح بِتَلويح وَتَصريحد
وَالبُحتُريُّ إِمام الشعر قَد بلَغت
أَشعارَهُ رُتَباً تَسمو عَلى يوح
لِأَن تَأَخر مَدحي عَن مَدائحهم
فَكُلُ مَن مَدَحوهُ دُون مَمدوحي
مِن ذاتِهِ كَوّنت لُطفاً فَجثَتَهُ
إِذا بصرت بِها روح عَلى روح
أَقضى قُضاة الوَرى مِن عَمَّ نائِلُهُ
حَيّاً وَمَيتاً قَضى بِالعَهد مِن نوح
أَخلاقُهُ غُررٌ آثارُهُ سَيرٌ
أَلفاظُهُ دُرَرٌ في سِلك تَوضيح
إِن رُمت أَذكُر شَيئاً مِن مَآثره
فَشَرحُهُ بِلِساني غَير مَشروح
الامير منجك باشا
الحمدان
08-03-2024, 05:38 PM
إِن الحَكيمين قَد فازا بِمَدِحِهما
أَهل المَديح بِتَلويح وَتَصريحد
وَالبُحتُريُّ إِمام الشعر قَد بلَغت
أَشعارَهُ رُتَباً تَسمو عَلى يوح
لِأَن تَأَخر مَدحي عَن مَدائحهم
فَكُلُ مَن مَدَحوهُ دُون مَمدوحي
مِن ذاتِهِ كَوّنت لُطفاً فَجثَتَهُ
إِذا بصرت بِها روح عَلى روح
أَقضى قُضاة الوَرى مِن عَمَّ نائِلُهُ
حَيّاً وَمَيتاً قَضى بِالعَهد مِن نوح
أَخلاقُهُ غُررٌ آثارُهُ سَيرٌ
أَلفاظُهُ دُرَرٌ في سِلك تَوضيح
إِن رُمت أَذكُر شَيئاً مِن مَآثره
فَشَرحُهُ بِلِساني غَير مَشروح
الامير منجك باشا
الحمدان
08-03-2024, 05:39 PM
يَستَصحب القَوس أَخو همة
لِعَزمِهِ تَذعن أَقرانهُ
سِهامُهُ يَجمَعُها شادِنٌ
بِمِثلِها تُرشق أَجفانَهُ
أَو رَكب الطَرف بِها مُهجَتي
مَنزِلَهُ الرَحب وَمَيدانَهُ
الامير منجك باشا
الحمدان
08-03-2024, 05:39 PM
إن عربيل أَطيب البُلدانِ
مَنزل اللَهو وَالهَوى وَالتَهاني
لَكَ يَهدي نَسيمُها وَرُباها
نَفحات القُرنفل الريحان
كَم غَدير يَنساب فيها لَجيناً
أَعشب الرَوض مِنهُ بِالعقيان
وَإِذا وَرقها تَغنَت سَحيراً
فَوق عود أَغنَت عَن العيدان
ليَ فيها أَيام أُنس تَقضت
غرراً في أسرَّة الأَزمان
وَاِتِكاء عَلى آرائك سَعد
تَحتَ ظِلي رفاهةٍ وَأَمان
الامير منجك باشا
الحمدان
08-03-2024, 05:39 PM
عَلى ذات القُرُنفل قَد حَطَطنا
وَكانَ بِطِيبِها طيب الحَياةِ
وَلَما وَلَت الدُنيا فَرَرنا
فرار الحيقُظان مِن البزاة
وَلَم نَرَ غَير دردي بِكَأس
شربناها فَيا عبرات هات
الامير منجك باشا
الحمدان
08-03-2024, 05:39 PM
ذات القُرنفل وَالصِبا عَربيلُ
في ظِلِها للطَيبات مقيلُ
تَهدي إِليَّ طَرائِفاً مِن نعمَةٍ
بِوصولها سَيف الوَقار كَفيلُ
أَوطنتها قَبل المَشيب وَلِلصِبا
خَلع عَليَّ وَلِلبَها إِكليلُ
لَيلي بِها سحر وَيَومي كُلَهُ
طيباً كَما شاءَ النَعيم أَصيلُ
نَدمايَ أَرواح الشَمال شَمائل
فيهم وَمِن فَض الحَديث شُمولُ
الامير منجك باشا
الحمدان
08-03-2024, 05:40 PM
مَجموعة جَمَعت مِن كُل نادِرَة
كَأَنَّها رَوضة بَل خلق صاحبها
كَأَنَّها سحر أَجفان الحِسان بِنا
في الفعل أَو كُؤُس الصَهبا بِشاربها
كَأَنَّها البَدر إِن قَلبتها صُحفاً
كَأَنَّها الشَمس إِذ تُطوى بِمغربها
الامير منجك باشا
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025, vBulletin Solutions, Inc Trans by mbcbaba
diamond