تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به


الصفحات : 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 [44] 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155

الحمدان
07-31-2024, 04:00 PM
وَلَم أَرَ هالِكاً مِن أَهلِ نَجدٍ
كَزُرعَةَ يَومَ قَامَ بِهِ النَواعي

أَتَمَّ شَبيبَةً وَأَعَزَّ فَقداً
عَلى المَولى وَأَكرَمَ في المَساعي

وَأَغزَرَ نائِلاً لِمَنِ اِجتَداه
مِن العَافينَ وَالهَلكى الجِياعِ

وَأَكثَرَ رِحلَةً لِطَريقِ مَجدٍ
عَلى أَقتَادِ ذِعلِبَةٍ وَساعِ

وَأَقوَلَ لِلَّتي نَبَدَت بَنيها
وَقَد رَأَتِ السَوابِقَ لا تُراعي

لَقَد أَردَى الفَوارِسَ يَومَ نَجدٍ
غُلاماً غَيرَ مَنّاعِ المَتاعِ

فَلا فَرِحٌ بِخَيرٍ أَن أَتاهُ
وَلا جَزِعٌ مِنَ الحَدَثانِ لاعِ

وَلا وَقّافَةٌ وَالخَيلُ تَردي
وَلا خالٍ كَأُنبوبِ اليَراعِ

شَهيدي بِالَّذي قَد قُلتُ فيهِ
بَنو بَكرٍ وَحَيُّ بَني الرَواعِ


الطفيل الغنوي

الحمدان
07-31-2024, 04:01 PM
فَلا تَأَمَنونا إِنَّنا رَهَطُ جُندُبٍ
وَصاحِبُ هَمّامٍ بِذاتِ الأَسارِعِ

سَرى يَبتَغيهِ تَحتَ لَيلٍ كَأَنَّهُ
مِثالَةُ سَبعٍ أَو شُجاعِ الأَجارِعِ

وَمِن دونِ أَحراسٍ وَقَد نَدَروا بِهِ
فَما خامَ حَتّى حَسَّه بِالأَصابِعِ

فَأَلقى عَلَيهِ السَيفَ حَتّى أَجابَهُ
بِفَوّارَةٍ تاتي بِماءِ الأَخادِعِ


الطفيل الغنوي

الحمدان
07-31-2024, 04:01 PM
إِذا دَعاهُنَّ اِرعَوَينَ لِصَوتِهِ
كَما يَرعَوي غيدٌ إِلى صَوتِ مُسمِعِ

تَبيتُ أَوابيها عَواكِفَ حَولَهُ
عُكوفَ العَذارى حَولَ مَيتٍ مُفَجِّعِ

وَقَد سَمِنَت حَتّى كَأَنَّ مَخاضَها
تَفَشَّغَها ظَلعٌ وَلَيسَت بِظُلَّعِ

مُجاوِرَةً عَبدَ المَدانِ وَمَن يَكُن
مُجاوِرَهُم بِالقَهرِ لا يُتَطَلَّعِ

أُناسٌ إِذا ما أَنكَرَ الكَلبُ أَهلَهُ
حَمَوا جارَهُم مِن كُلِّ شَنعاءَ مُضلِعِ

وَإِن شُلَّتِ الأَحَياءُ باتَ ثَوِيُّهُم
عَلى خَيرِ حالٍ آمِناً لَم يُفَزَّعِ

فَإِن فَزِعوا طاروا إِلى كُلِّ سابِحٍ
شَديدِ القُصَيرى سابِغِ الضِلعِ جُرشُعِ

وَكُلِّ طَموحِ الطَرفِ شَقّاءَ شَطبَةٍ
مُقَرَّبَةٍ كَبداءَ سَفواءَ مِمزَعِ

تَجيءُ بِفُرسانِ الصَباحِ عَوابِساً
مُسَوَّمَةٍ تَردي بِكُلِّ مُقَنَّعِ


الطفيل الغنوي

الحمدان
07-31-2024, 04:01 PM
أَشاقَتكَ أَظعانٌ بِجَفنِ يَبَنبَمِ
نَعَم بُكُراً مِثلَ الفَسيلِ المُكَمَّمِ

غَدَوا فَتَأَمَّلتُ الحُدوجَ فَراعَني
وَقَد رَفَعوا في السَيرِ إِبراقُ مِعصَمِ

فَقُلتُ لِحَرّاضٍ وَقَد كِدتُ أَزدَهي
مِنَ الشَوقِ في إِثرِ الخَليطِ المُئَمِّمِ

أَلَم تَرَ ما أَبصَرتُ أَم كُنتَ ساهِياً
فَتَشجى بِشَجوِ المُستَهامِ المُتَيَّمِ

فَقالَ أَلا لا لَم تَرَ اليَومَ شَبحَةً
وَما شِمتَ إِلّا لَمحَ بَرقٍ مُغَيَّمِ

وَرَبِّ الَّتي أَشرَقنَ في كُلِّ مِذنَبٍ
سَواهِمَ خوصاً في السَريحِ المُخَدَّمِ

يَزُرنَ إِلالاً لا يُنَحِّبنَ غَيرَهُ
بِكُلِّ مُلَبٍّ أَشعَثَ الرأسِ مُحرِمِ

لَقَد بَيَّنَت لِلعَينِ أَحداجُها مَعاً
عَلَيهِنَّ حوكِيُّ الِعراقِ المُرَقَّمِ

عُقارٌ تَظَلُّ الطَيرُ تَخطَفُ زَهوَهُ
وَعالَينَ أَعلاقاً عَلى كُلِّ مُفأَمِ

وَفي الظاعِنينَ القَلبُ قَد ذَهَبَت بِهِ
أَسيلَةُ مَجرى الدَمعِ رَيّا المُخَدَّمِ

عَروبٌ كَأَنَّ الشَمسَ تَحتَ قِناعِها
إِذا اِبتَسَمَت أَو سافِراً لَم تَبَسَّمِ

رَقودُ الضُحى ميسانُ لَيلٍ خَريدَةٌ
قَدِ اِعتَدَلَت في حُسنِ خَلقٍ مُطَهَّمِ

أَصاحِ تَرى بَرقاً أُريكَ وَميضَهُ
يُضيءُ سَناهُ سوقَ أَثلٍ مُرَكَّمِ

أَسَفَّ عَلى الأَفلاجِ أَيمَنُ صَوبِهِ
وَأَيسَرُهُ يَعلو مَخارِمَ سَمسَمِ

لَهُ هَيدَبٌ دانٍ كَأَنَّ فُروجَهُ
فُوَيقَ الحَصى وَالأَرضِ أَرفاضُ حَنتَمِ

أَبَسَّت بِهِ ريحُ الجَنوبِ فَأَسعَدَت
رَوايا لَهُ بِالماءِ لَمّا تَصَرَّمِ

أَرى إِبِلي عافَت جَدودَ فَلَم تَذُق
بِها قَطرَةً إِلّا تَحِلَّةَ مُقسِمِ

وَبُنيانَ لَم تورِد وَقَد تَمَّ ظِمؤُها
تَراحُ إِلى جَوِّ الحِياضِ وَتَنتَمي

أَهَلَّت شُهورَ المُحرِمينَ وَقَد تَقَت
بِأَذنابِها رَوعاتِ أَكلَفَ مُكدَمِ

أَسيلِ مُشَكِّ المَنخِرَينِ كَأَنَّهُ
إِذا اِستَقبَلَتهُ الريحُ مُسعَطُ شُبرُمِ

تَسوفُ الأَوابي مَنكِبَيهِ كَأَنَّها
عَذارى قُرَيشٍ غَيرَ أَن لَم تُوَشَّمِ

عَوازِبُ لَم تَسمَع نُبوحَ مُقامَةٍ
وَلَم تَرَ ناراً تِمَّ حَولٍ مُجَرَّمِ

سِوى نارِ بَيضٍ أَو غَزالٍ بِقَفرَةٍ
أَغَنَّ مِن الخُنِسِ المَناخِرِ تَوأَمِ

إِذا راعَياها أَنضَجاهُ تَرامَيا
بِهِ خِلسَةً أَو شَهوَةَ المُتَقَرِّمِ

إِذا ما دَعاها اِستَسمَعَت وَتَأَنَّسَت
بِسَحماءَ مِن دونِ الغَلاصِمِ شَدقَمِ

إِذا وَرَدَت ماءً بِلَيلٍ كَأَنَّها
سَحابٌ أَطاعَ الريحَ مِن كُلِّ مَخرِمِ

تَعارَفُ أَشباهاً عَلى الحَوضِ كُلُّها
إِلى نَسَبٍ وَسطَ العَشيرَةِ مُعلَمِ

غَنمِنا أَباها ثُمَّ أَحرَزَ نَسلَها
ضِرابُ العِدى بِالمَشرَفِيِّ المُصَمِّمِ

وَكُلُّ فَتىً يَردي إِلى الحَربِ مُعلَماً
إِذا ثَوَّبَ الداعي وَأَجرَدَ صِلدِمِ

وَسَلهَبَةٍ تَنضو الجِيادَ كَأَنَّها
رَداةٌ تَدَلَّت مِن فُروعِ يَلَملَمِ

فَذَلِكَ أَحياها وَكُلُّ مُعَمَّمٍ
أَريبٍ بِمَنعِ الضَيفِ غَيرِ مُضَيَّمِ

وَما جاوَزَت إِلّا أَشَمَّ مُعاوِداً
كِفايَةَ ما قيلَ اِكفِ غَيرَ مُذَمَّمِ

إِذا ما غَدا لَم يُسقِطِ الخَوفُ رُمحَهُ
وَلَم يَشهَدِ الهَيجا بِأَلوَثَ مُعصِمِ


الطفيل الغنوي

الحمدان
07-31-2024, 04:01 PM
عُصَيمَةُ أَجزيهِ بِما قَدَّمَت لَهُ
يَداهُ وَإِلّا أَجزِهِ السَعيَ أَكفُرِ

تَدارَكَني وَقَد بَرِمتُ بِحيلَتي
بِحَبلِ اِمرِئٍ إِن يورِدِ الجارَ يُصدِرِ

أُفَدّي بِأُمِّيَ الحَصانِ وَقَد بَدَت
مِنَ الوَتِدات لي حِبالُ مُعَبِّرِ


الطفيل الغنوي

الحمدان
07-31-2024, 04:02 PM
جَزى اللَهُ عَوفاً مِن مَوالي جَنابَةٍ
وَنَكراءَ خَيراً كُلُّ جَارٍ مُوَدَّعُ

أَباحوا لَنا قَوّاً فَرَملَةَ عالِجٍ
وَخَبتاً وَهَل خَبتٌ لَنا مُتَرَبَّعُ

نَشُقُّ الِعهادَ الحُوَّ لَم تُرعَ قَبلَنا
كَما شُقَّ بِالموسى السَنامُ المُقَلَّعُ

إِذا فَزِعوا طاروا بِجَنبَي لِوائِهِم
أُلوفٌ وَغاياتٌ مِنَ الخَيلِ تُقدَعُ

وَقَد عَلِموا أَنّا سَنأَتي دِيارَنا
فَيَرعَونَ أَجوازَ العِراقِ ونَرفَعُ

وَقَد حاذَروا ما الجارُ وَالضَيفُ مُخبِرٌ
إِذا فارَقا كُلٌّ بِذَلِكَ مولَعُ

وَما أَنا بِالمُستَنكِرِ البَينَ إِنَّني
بِذي لَطَفِ الجيرانِ قِدماً مُفَجَّعُ

جَديراً بِهِم مِن كُلِّ حَيٍّ أَلِفتُهُم
إِذا أَنَسٌ عَزُّوا عَلَيَّ تَصَدَّعوا

وَكُنتُ إِذا جاوَرتُ أَعلَقتُ في الذُرى
يَدَيَّ فَلَم يوجَد لِجَنبِيَ مَصرَعُ

أَرى إِبِلي لا تُنكَعُ الوِردَ خُضَّعاً
إِذا شُلَّ قَومٌ في الجِوارِ وَصَعصَعوا

تُراعي المَها بِالقَفرِ حَتّى كَأَنَّما
إِذا أَبصَرَت شَخصاً مِنَ الإِنسِ تَفزَعُ

نَظائِرَ أَشباهٍ يَرِعنَ لِمُكدَمٍ
إِذا صَبَّ في رَقشاءَ هَدراً يُرَجِّعُ

كُمَيتٍ كَرُكنِ البابِ أَحيا بَناتِهِ
مَقاليتُها وَاِستَحمَلَتهُنَّ إِصبَعُ

تَرَبَّعُ أَذوادي فَما إِن يَروعُها
إِذا شَلَّتِ الأَحياءُ في الرَملِ مَفزَعُ

حَمَتها بَنو سَعدٍ وَحَدُّ رِماحِهِم
وَأَخلى لَها بِالجِزعِ قُفٌّ وَأَجرَعُ

وَقَد سَمِنَت حَتّى كَأَنَّ مَخاضَها
مَجادِلُ بَنّاءٍ تُطانُ وَتُرفَعُ

تَهابُ الطَريقَ السَهلَ تَحسِبُ أَنَّهُ
وَعورٌ وِراطٌ وَهيَ بَيداءُ بَلقَعُ

إِذا ساقَها الراعي الدَثورُ حَسِبتَها
رِكابَ عِراقِيِّ مَواقيرَ تُدفَعُ

مِنَ النَيِّ حَتّى اِستَحقَبَت كُلَّ مِرفَقٍ
رَوادِفَ أَمثَالِ الدِلاءِ تَنَعنَعُ


الطفيل الغنوي

الحمدان
07-31-2024, 04:02 PM
أَلَم تَرَ لِلحَريشِ بِقاعِ بَدرٍ
تُخاطِرُنا وَقَد لَجَّ الخِطارُ

إِذا خَفَضوا رَفَعتُ لَهُمُ عَصاهُم
كَما يُخشى عَلى الشُمُسِ النَفارُ

فَإِنّي في بَني كَعبٍ لَصِهرٌ
وَجارٌ بَعدُ إِن نَفَعَ الجِوارُ

لَعَلَّكُمُ عَلى حُبّي كِلاباً
بِذاتِ ضَغينَةٍ فيها وِجارُ

وَكَم مِن نِعمَةٍ لِبَني كِلابٍ
لَها أَرَجٌ كَما فُضُّ العِطارُ

وَخَيرٌ كانَ عِندَ بَني كِلابٍ
أَعاروهُ وَرَدّوا ما اِستَعاروا


الطفيل الغنوي

الحمدان
07-31-2024, 04:02 PM
وَإِنّا أُناسٌ ما تَزالُ سُوامُنا
تُنَوِّرُ نيرانَ العَدوِّ مَناسِمُه

وَلَيسَ لَنا حَيٌّ نُضافُ إِلَيهِمُ
وَلَكِن لَنا عودٌ شَديدٌ شَكائِمُه


الطفيل الغنوي

الحمدان
07-31-2024, 04:02 PM
عَرَفتُ لِلَيلى بَينَ وَقطٍ فَضَلفَعِ
مَنازِلَ أَقوَت مِن مَصيفٍ وَمَربَعِ

إِلى المُنحَنى مِن واسِطٍ لَم يَبِن لَنا
بِها غَيرُ أَعوادِ الثُمامِ المُنَزَّعِ

وَسُفعٍ صُلينَ النارَ حَولاً كَأَنَّما
طُلينَ بِقارٍ أَو بِزفتٍ مُلَمَّعِ

وَعِجلِ نَضِيٍّ بَالمَثاني كَأَنَّها
ثَعالِبُ مَوتى جِلدُها لَم يُنزَّعِ

أَبى القَلبُ إِلّا حُبَّها حارِثِيَّةً
تُجاوِرُ أَعدائي وَأَعداؤُها مَعي

كَما اِنكَشَفَت بَلقاءُ تَحمي فُلُوَّها
شَميطُ الذُنابى ذاتُ لَونٍ مولَّعِ

شَميطُ الذُنابى جُوِّفَت وَهيَ جَونَةٌ
بُنقَبَةِ ديباجٍ وَرَيطٍ مُقَطَّعِ

أَبَت إِبِلي ماءَ الحِياضِ وَآلَفَت
تَفاطيرَ وَسمِيٍّ وَأَحناءَ مَكرَعِ


الطفيل الغنوي

الحمدان
07-31-2024, 04:03 PM
تَذَكَّرتُ أَحداجاً بِأَعلى بُسيطَةٍ
وَقَد رَفَعوا في السَيرِ حَتّى تَمَنَّعوا

تَصَيَّفَت الأَكنافَ أَكنافَ بيشَةٍ
فَكانَ لَها رَوضُ الأَشاقيصِ مَربَعُ


الطفيل الغنوي

الحمدان
07-31-2024, 04:03 PM
وَأَبيكَ خَيرٍ إِنَّ إِبلَ مُحَمَّدٍ
غُزُلٌ تَناوَحُ أَن تَهُبَّ شَمالُ

وَإِذا رَأَينَ لَدى الفِناءِ غَريبَةً
فاضَت لَهُنَّ مِن الدُموعِ سِجالُ

وَتَرى لَها حَدَّ الشِتاءِ عَلى الثَرى
رَخماً وَما تَحيا لُهنَّ فِصالُ


الطفيل الغنوي

الحمدان
07-31-2024, 04:03 PM
أَبَيتَ اللَعنَ وَالراعي مَتى ما
يَضَع تَكُنِ الرَعِيَّةُ لِلذِئابِ

فَيُصبِح مالُهُ فَرسَي وَيُفرَش
إِلى ما كانَ مِن ظُفرٍ وَنابِ

عَذَرنا أَن تُعاقِبَنا بِذَنبٍ
فَما بالُ اِبنِ عائِذٍ المُصابِ

أَأَجرَمَ أَم جَنى أَم لَم تَخُطّوا
لَهُ أَمناً فَيوجَدَ في الكِتابِ

فَلَو كُنّا نَخافُكَ لَم تَنَلها
بِذي بَقَرٍ فَرَوضاتِ الرُبابِ

أَكُنّا بِاليَمامَةِ أَو لَكُنّا
مِنَ المُتَحَدِّرينَ عَلى جَنابِ

أَغَرنا إِذ أَغارَ المَلكُ فينا
مَنالاً وَالقِبابُ مَعَ القِبابِ

عِقاباً بِاِبنِ عائِذٍ اِبنِ عَبدٍ
وَكُنّا في العَدوِّ ذَوي عِقابِ

تَواعَدنا أُضاخَهُمُ وَنَقراً
وَمَنعِجَهُم بِأَحياءٍ غِضابِ

بِمَجرٍ تَهِلكُ البَلقاءُ فيهِ
فَلا تَبقى وَنودي بِالرِكابِ

فَظَلَّت تَقتَري مَرخاً طِوالاً
إِلى الأَبياتِ تُلوي بِالنِهابِ

أَخَذنا بِالمُخَطَّمِ مَن عَلِمتُم
مِنَ الدُهمِ المُزَنَّمَةِ الرِعابِ


الطفيل الغنوي

الحمدان
07-31-2024, 04:03 PM
أَمّا اِبنُ طَوقٍ فَقَد أَوفى بِذِمَّتِهِ
كَما وَفى بِقِلاصِ النَجمِ حاديها

قَد حَلَّ رابِيَةً لَم يَعلُها أَحَدٌ
صَعباً مُباءَتُها صَعباً مَراقيها


الطفيل الغنوي

الحمدان
07-31-2024, 04:04 PM
تُحَذِّرُني كَي أَحذَرَ العامَ خَثعَما
وَقَد عَلِمت أَنّي اِمرؤٌ غَيرُ مُسلَمِ

وَما خَثعَمُ إِلاّ لِئامٌ أَذِلَّةٌ
إِلى الذُلِّ وَالإِسحاقِ تَنمى وتَنتَمي


السليك بن السلكة

الحمدان
07-31-2024, 04:04 PM
تُحَذِّرُني كَي أَحذَرَ العامَ خَثعَما
وَقَد عَلِمت أَنّي اِمرؤٌ غَيرُ مُسلَمِ

وَما خَثعَمُ إِلاّ لِئامٌ أَذِلَّةٌ
إِلى الذُلِّ وَالإِسحاقِ تَنمى وتَنتَمي


السليك بن السلكة

الحمدان
07-31-2024, 04:05 PM
أَلا عَتَبَت عَلَيَّ فَصارَمَتني
وَأَعجَبَها ذَوو اللِّمَمِ الطِوالِ

فَإِنّي يا اِبنَةَ الأَقوامِ أُربي
عَلى فِعلِ الوَضيِّ مِنَ الرِجالِ

فَلا تَصِلي بِصُعلوكٍ نَؤومٍ
إِذا أَمسى يُعَدُّ مِنَ العيَالِ

وَلَكِن كُلُّ صُعلوكٍ ضَروبٍ
بِنَصلِ السَيفِ هاماتِ الرِجالِ

أَشابَ الرَأسَ أَنّي كُلَّ يَومٍ
أَرى لي خَالَةً وَسطَ الرِجالِ

يَشُقُّ عَلَيَّ أَن يَلقَينَ ضَيماً
وَيَعجِزُ عَن تَخَلُّصِهِنَّ مال


يالسليك بن السلكة

الحمدان
07-31-2024, 04:05 PM
مَن مُبلِغَ جِذمي بِأَنّي مَقتول
يا رُبَّ نَهبٍ قَد حَوَيتُ عُثكول

وَرُبَّ قِرنٍ قَد تَرَكتُ مَجدول
وَرُبَّ زَوجٍ قَد نَكَحتُ عُطبول

وَرُبَّ عانٍ قَد فَكَكتُ مَكبول
وَرُبَّ وادٍ قَد قَطَعتُ مَسبول


السليك بن السلكة

الحمدان
07-31-2024, 04:05 PM
وَعاشيَةٍ راحَت بِطاناً ذَعَرتُها
بِسَوطِ قَتيلٍ وَسطُها يَتَسَيَّفُ

كَأَنَّ عَلَيهِ لَونَ بُردٍ مُحَبَّرٍ
إِذا ما أَتاهُ صارِمٌ يَتَلَهَّفُ

فَباتَ لَهُ أَهلٌ خَلاءٌ فِناؤُهُم
وَمَرَّت بِهِم طَيرٌ فَلَم يَتَعَيَّفوا

وَباتوا يَظُنُّونَ الظُنونَ وَصُحبَتي
إِذا ما عَلَوا نَشزاً أَهَلّوا وَأَوجَفوا

وَما نِلتُها حَتّى تَصَعلَكتُ حِقبَةً
وَكِدتُ لأَِسبابِ المَنيَّةِ أُعرَفُ

وَحَتّى رَأَيتُ الجُوعَ بِالصَيفِ ضَرَّني
إِذا قُمتُ تَغشاني ظِلالٌ فَأُسدِفُ


السليك بن السلكة

الحمدان
07-31-2024, 04:05 PM
سَمِعتُ بِجَمعِهِم فَرَضَختُ فيهِم
بِنُعمانَ بنِ غَفقانَ بنِ عَمرِو

فَإِن تَكفُر فَإِنّي لا أُبالي
وَإِن تَشكُر فَإِنّي لَستُ أَدري


السليك بن السلكة

الحمدان
07-31-2024, 04:06 PM
كَأَنَّ قَوائِمَ النَحامِ لَمّا
تَحَمَّلَ صُحبَتي أُصُلاً مَحارُ

عَلى قَرماءَ عاليَةٌ شَواهُ
كَأَنَّ بَياضَ غُرَّتِهِ خِمَارُ

وَما يُدريكَ ما فَقري إِلَيهِ
إِذا مَا القَومُ وَلَّوا أَو أَغاروا

وَيُحضِرُ فَوقَ جُهدِ الحُضرِ نَصّاً
يَصيدُكَ قافِلاً وَالمُخُّ رارُ


السليك بن السلكة

الحمدان
07-31-2024, 04:06 PM
لَعَمرُ أَبيكَ وَالأَنباءُ تُنمى
لَنِعمَ الجارُ أُختُ بَني عُوارا

مِن الحَفَراتِ لَم تَفضَح أَباها
وَلَم تَرفَع لِإِخَوتِها شَنارا

كَأَنَّ مَجامِعَ الأَردافِ مِنها
نَقىً دَرَجَت عَلَيهِ الريحُ هارا

يَعافُ وِصالَ ذاتِ البَذلِ قَلبي
وَيَتَّبِعُ المُمَنَّعَةَ النوارا

وَما عَجِزَت فَكيهَةُ يَومَ قامَت
بِنَصلِ السَيفِ وَاِستَلَبوا الخِمار


السليك بن السلكة

الحمدان
07-31-2024, 04:06 PM
وَأَذعَرَ كَلاّباً يَقودُ كِلابَهُ
وَمَرجَةُ لَمّا اِقتَبِسها بِمِقنَبِ

يا صاحِبَيَّ أَلا لا حَيَّ بِالوادي
إِلاّ عَبيدٌ وَآمٌ بَينَ أَذوادِ

أَتَنظُرانِ قَليلاً رَيثَ غَفلَتِهِم
أَم تَعدُوانِ فِإِنَّ الريحَ لِلعادي


السليك بن السلكة

الحمدان
07-31-2024, 04:07 PM
يُكَذِّبُني العَمرانِ عَمرُو بنُ جَندَبٍ
وَعَمرُو بنِ سَعدٍ وَالمُكَذِّبُ أَكذَبُ

ثَكِلتُكُما إِن لَم أَكُن قَد رَأَيتُها
كَراديسَ يُهديها إِلى الحَيِّ كَوكَبُ

سَعَيتُ لَعَمري سَعيَ غَيرِ مُعَجَّزٍ
وَلا نَأنَأٍ لَو أَنَّني لا أُكَذِّبُ

كَراديسُ فيها الحَوفَزانُ وَحَولَهُ
فَوارِسُ هَمَّامٍ مَتى يَدعُ يَركَبوا

تَفاقَدتُم هَل أَنكِرَنَّ مُغيرَةً
مَعَ الصُبحِ يَهديهِنَّ أَشقَرُ مُغرِبُ


السليك بن السلكة

الحمدان
07-31-2024, 04:07 PM
بَكى صُردٌ لَمّا رَأى الحَيَّ أَعرَضَت
مَهامِهُ رَملٍ دونَهُم وَسُهوبُ

وُخَوَّفَهُ رَيبِ الزَمانِ وَفَقرُهُ
بِلادَ عَدُوٍّ حاضِرٍ وَجَدوبُ

وَنَأيٌ بَعيدٌ عَن بِلادِ مُقاعِسٍ
وَإِنَّ مَخاريقَ الأُمورِ تُريبُ

فَقُلتُ لَهُ لا تُبكِ عَينَكَ إِنَّها
قَضيَّةٌ ما يُقضى لَها فَتَنوبُ

سَيَكفيكَ فَقدَ الحَيِّ لَحمُ مَغَرَّضٌ
وَماءُ قُدورٍ في الجِفانِ مَشوبُ

أَلَم تَرَ أَنَّ الدَهرَ لَونانِ لَونُهُ
وَطَورانِ بِشرٌ مَرَّةً وَكَذوبُ

فَما خَيرُ مَن لا يَرتَجي خَيرَ أَوبَةٍ
وَيَخشى عَلَيهِ مِريَةٌ وَحُروبُ

رَدَدتُ عَلَيهِ نَفسَهُ فَكَأَنَّما
تَلاقى عَلَيهِ مِنسَرٌ وَسُروبُ

فَما ذَرَّ قَرنُ الشَمسِ حَتّى رَأَيتُهُ
مُضادَ المَنايا وَالغُبارُ يَثوبُ

وَضارَبتُ عَنهُ القَومَ حَتّى كَأَنَّما
يُصَعِّدُ في آثارِهِم وَيَصوبُ

وَقُلتُ لَهُ خُذ هَجمَةً جَبريَّةً
وَأَهلاً وَلا يَبعُد عَلَيكَ شَروبُ

وَلَيلَةَ جابانٍ كَرَرتُ عَلَيهِمُ
عَلى ساحَةٍ فيها الإِيَابُ حَبيبُ

عَشيَّة كَدَّت بِالحَراميِّ ناقَةٌ
بِحَيِّهَلا يَدعو بِها فَتُجيبُ

فَضارَبتُ أُولَى الخَيلِ حَتّى كَأَنَّما
أُميلَ عَلَيها أَيدَعٌ وَصَبيبُ


السليك بن السلكة

الحمدان
07-31-2024, 04:07 PM
ولَيلَة بِتُّ أوقِدُ في خَزازى
هَدَيتُ كَتائِباً مُتَحَيِّراتِ

ظَلَلنَ مِنَ السُهّادِ وَكُنَّ لَولا
سُهادُ القَومِ أَحسَب هادِياتِ

فَكُنَّ مَعَ الصَباحِ عَلى جُذامٍ
وَلَخمٍ بِالسُيوفِ مُشَهَّراتِ


السفاح التغلبي

الحمدان
07-31-2024, 04:07 PM
وَرَدنا الكُلابَ عَلى قَومِنا
بِأَحسَنِ وِردٍ لهيجا شِعارا

وَقَد جَمَعوا جَمعَهُم كُلَّهُ
وَجَمع الرِبابِ لَنا مُستَعار


السفاح التغلبي

الحمدان
07-31-2024, 04:08 PM
أَبني أَبي سَعدٍ وَأَنتُم أُخوَةٌ
وَعِتابُ بَعد اليَومِ شَيءٌ أَفقَم

هَلّا بِخَيرِكُم كَفَفتُم شَرَّكُم
عَني وَلَم يَهتَك لَكُم بي مَحرَمُ

هَلّا خَشَيتُم أَن أُصادِفَ مِثلَها
مِنكُم فَتَترككم كَمَن لا يَعلَمُ

مَلأوا مِن الأَقطانَتَينِ رَكِيَّةً
مِنّا وَآبوا سالِمين وَغُنِّمُوا

قَتَلوا تَعَنِّيَهً بِظَنَّةِ واحِدٍ
تِلكَ المُعَطُِّ مِن أسِرَّتِها الدَمُ

فيدى لَكُم رَهنٌ بِيَومٍ مُفسِد
وَبِوَقعَةٍ فيها عِقابٌ صيلَمُ


السفاح التغلبي

الحمدان
07-31-2024, 04:08 PM
هَلّا سَأَلت وَرَيبُ الدَهرِ ذُو غِيَرٍ
أَن كيفَ صَفَقَتُنا ذُهلَ بنَ شَيبانا

صَدُّوا عَن الماءِ يَسقُونَ ذا كَلَم
وَنَحنُ نَسقي عَلى الأَحساءِ كَلمانا

في كُلِّ حَيٍّ مِن الحَيَّينِ أُبَّهَةٌ
وَنَحنُ أَكثَرُ مَغبوطاً وَجَذلانا

أَما بَنو الحِصنِ إِذ شالَت نَعامَتُهُم
فَيَخرُجُ المَرءُ مِن ثَوبَيهِ عُريانا

أَما الرِبابُ فَوَلَّونا ظُهورَهُمُ
وَأَجزَرونا أَبا سَلمى وَسُفيانا


السفاح التغلبي

الحمدان
07-31-2024, 04:08 PM
أَلا مَن مُبلِغٌ عَمرَو بن لأيٍ
بِأَنَّ بَيانَ غِلمَتِهِم لَدَينا

فَلَم نَقتُلهُمُ بِدَمٍ وَلَكن
لِلؤمِهمُ وَهَونِهمُ عَلَينا

فَإِنّي لَن يُفارِقَني نُبالٌ
يَرى التَعداءَ وَالتَقريبَ دينا

جَلَبنا الخَيلَ مِن حَلفاء قرنٍ
وَنوردها لِظاهِرَة ٍ حَنينا

فَلمّا أَن أَتينا عَلى تُمَيلٍ
تَأَزَّرنَ المجاسِدَ وَاِرتَدينا


السفاح التغلبي

الحمدان
07-31-2024, 04:08 PM
كَاَنَّ ما بِى مِن أرانِي اَولَقُ
وَلِلشَبابِ شِرَّةٌ وَغَيهَقُ

أنَّى اَلَمّ طَيفُ لَيلَى يَطرُقُ
وَدُونَ مَسرَاها فَلاةٌ فَيهَقُ

تِيه مَرَوراةٌ وفَيفٌ خَيفَقُ
نائِى المِياهِ ناضِب مُحَلِّقُ

سَمَهدَر يَكسُوهُ آل اَبهَقُ

كَاَنَّما نُشِّرَ فِيهِ النَرمَقُ
ومَنهلٍ طامٍ عَلَيهِ الغَلفَقُ

يُنِيرُ اَو يُسدِي بِهِ الخَدَرنَقُ
سبائِباً يُجِيدُها وَيُصفِقُ

وَرَدتُهُ وَاللَيلُ داجٍ اَبلَقُ
وَصاحِبِي ذاتُ هبابٍ دَمشَقُ

خَطباءُ وَرقاءُ السَراةٍ عَوهَقُ
كَاَنَّها بَعدَ الكَلالِ زورَقُ

ناجٍ مُلحٌ فى الخَبارِ مَيلَقُ
كَاَنَّهُ سُوذانِق أو نِقنِقُ


الزفيان

الحمدان
07-31-2024, 04:09 PM
أَمَّا تَذَكَّرتَ مِنَ الاَظعانِ
طَوالِعاً مِن نَحوِ ذِى بَوَّانِ

كَاَنَّما عَلَّقنَ بِالاَسدانِ
يانِع حُمّاضٍ وَاُقحُوانِ

مُخالَطاً هُدّابَ اُرجُوانِ
جَعدَ النَّواحِى خَضِلَ الاغصانِ


الزفيان

الحمدان
07-31-2024, 04:09 PM
إنَّ لَنا ضِرغامَةً جُنادِلا
فَاسئَل بِنا إن كَنتَ مِنَّا جاهِلا

قَيساً وقَحطانَ وَسائِل وَائِلا
ما صادَفُوا اَفوَقَ مِنَّا ناصِلا

اَيّامَ شَنُّوا الفِتَنَ الجَلائِلا
فَعَرَكَت مِنّا بِهِم كَلاكِلا

مِن بَعدِ ما قَد مارَسُوا الضَّلائِلا
صِمصامَة يُطَبِّقُ المَفاصِلا

مُشَمِّراً قَد رَفَعَ الذَّلاذِلا
فَكانَ يَوماً قَمطَرِيراً باسِلا

وَلَقِحَت حَربٌ وَكانَت حائِلا
فَكَشَفَ اللأواءَ وَالتَّلاتِلا

عَن قَومِهِ وَفَرَّجَ الزَّلازِلا
وَالاَزدَ قَد صَبَّحَ ثُكلاً ثَاكِلا

فَتَرَكَ الحابِلَ مِنهُم نابِلا
مُقَدِّماً اَمامَهُ الجَحافِلا

بَرزِينَ شَتَّى زِيَماً اَيايِلا
قُبَّ البُطُونِ شُزَّباً قَوافِلا

سَوابِحاً تَخالُها الآجادِلا
تَلُوكُ فِى اَشداقِها المَساحِلا

كَرادِساً تَخالُها الاَعابِلا
تَنزِفُ يَومَ وِردِها المَناهِلا

وَتَنزِحُ العادِيَّةَ العَدامِلا
تَسمَعُ لِلزَّجرِ بِها اَزامِلا

حَماحِماً تُجاوِبُ الصَّواهِلا
صَبَّحَهُم فِى دارِهِم نَآطِلا

يَحمِلنَ اُسدَ الزَّأرَةِ البَواسِلا
مُدَّرِعينَ للوَغا سَرابِلا

بِيضاً تَخالُها اَضاً مَضاحِلا
يَومَ رِياح عَصَفَت شَمائِلا

مُستَشعِرِينَ تَحتَها الغَلائِلا
وَجَرَّدُوا الهِندِيَّةَ المَناصِلا

ضَرباً طِلَخفاً فِى الطُّلا خُرادِلا
تَسمَعُ فِى البَيضِ لَهُ صَلاصِلا

فَتَرَكُوا عالِيَهُم اَسافِلا
وَغادَرُوهُم فِرَقاً هَذالِلا

مُلَحَّباً وَهارِباً مُوائِلا
لا يَأتَلِى قَد نَفَشَ البَرائِلا
قَدرَ النَّجِيثِ اَفلَتَ الحَبائِلا


الزفيان

الحمدان
07-31-2024, 04:09 PM
وَاَن يَعُمَّهُم حَياً مُطَبِّقُ
بَل قَد رَأَى بِهَجَرَ المُغَيَّقُ

عَنِ الهُدَى اَبُو فُدَيكٍ فُسَقُ
وصَحبُهُ اِذ اَرعَدُوا وَاَبرَقُوا

وَشَفتَرُوا في دِينِهِم ومَرَقُوا
فَصَبَّحَتهُم ذاتَ رِزٍّ فَيلَقُ

مَلمُومَة يَضِلُّ فِيها الاَبلَقُ
بِالخَيلِ تَمضِى قُدُماً وَتَلحَقُ

ما اِن يُرَى مِنهُنَّ اِلاَّ الحَدَقُ
كَرادِس تَترَي عَلَيها الدَّرَقُ

وَاُسدُ غابٍ فَوقَهُنَّ الخَلَقُ
وَالتَّركُ مِن فَوقِ الرُّؤُوسِ تَبرُقُ

كَالهُندُ وانِىِّ عَلاهُ الرَّونَقُ
يَعلُو عَلَيها لُمَعٌ وَسَفسَقُ

وَالبِيضُ فى اَيمانِهِم تَأَلَّقُ
وَذُبّل فِيها شَباً مُذَلَّقُ

يَطيرُ فَوقَ رُؤسِهِنَّ السَّرَقُ
وَاللامِعاتُ فَوقَهُنَّ تَخفِقُ

وَدُونَهُنّ عارِض مُستَبرِقُ
وَفَوقَها قَساطِل وَصِيَقُ

يُثيرُها مِن تَحتَهِنَّ المَأزِقُ
يَجيشُ مِنها بِالوَجِيفِ العَرَقُ

فَلا يَنِى مِنها جَنِين مُزلَقُ
يَترُكنَهُ وَسطَ العَجاجِ يَشهَقُ

يَفُوقُ مَرّاتٍ وَمَرّاً يَمأَقُ
يَدَعنَ رَحبَ الاَرضِ وَهوَ ضَيِّقُ

مُعَضِّلاً بِها البَلاطُ الاَخوَقُ
كُلًّ طِمَرٍّ لَحمُهُ مُمَشَّقُ

نَهدُ القُصَيرَي هَيكَلٌ شَمقمَقُ
لَهُ قَراً وَعُنُق عَشَنَّقُ


الزفيان

الحمدان
07-31-2024, 04:10 PM
عاسِرَة بِراكِبٍ مَحلُوقِ
وَلَم تُسَوِّغنِى بَقايا الرِّيقِ

خارِجَة مِن الجِبالِ الرُّوقِ
عامِدَة لِمَطلَعِ العَيُّوقِ

ما لَكِ بِالحَرَّةِ من صَدِيقِ
وَلا بِمَرَانَ وَلا العَقِيقِ

غَيرِى وَغَيرَ وَضَحِ الطَّرِيقِ
وَراجِفاتٍ بُزَّلٍ وَنُوقِ

يَركَبن نِيرَى لاحِبٍ مَدغُوقِ
ناءى القَرادِيدِ مِنَ البُثُوقِ

يُمسِى قَطاهُ يَبِسَ الحُلُوقِ
حَنَّت قَلُوصِى وَهىَ فى مَضِيقِ

وَشاقَها لَوامِعُ البُرُوقِ
كَاَنَّها فى وَضَحِ الطَّرِيقِ

حَمامَة بَينَ خِفافَى نِيقِ
تَنجُو نَجاءَ الاَخرَجِ المَزعُوقِ

مَألُوقَةً فى خَطرِهان المَألُوقِ
مَرَّت عَلَى جَمائِلٍ وَنُوقِ

شَوازِبٍ مِن شِدَّةِ الوَسيقِ
تَنهَضُ فى مُتَّسِعٍ وَضِيقِ
مِن بَطنِ وادِى نَخلَةَ المَفلُوقِ


الزفيان

الحمدان
07-31-2024, 04:10 PM
لَمّا رَأتنِى أُمُّ عَمرٍو صَرَفَت
قَد بَلَغَت بِى ذِروَة فَألحَفَت

وَابيَضَّ مِن بَعدِ السَّوادِ الشَّعَفَة
وَهامَة كَاَنَّها قَد نُتِفَت

وَانعاجَتِ الاَحناءُ حَتَّى احقَوقَفَت
وَقَحِلَت جِلدَتُهُ وَشَظِفَت

وَاَحدَثَت لِي بِغضَةً وَشَنِفَت
وَسُرُح دَوسَرَة قَد شَرَفَت

كَلَّفتُها الدُّلجَةَ حَتَّى اَسدَفَت
حَتَّى اِذا ظَلماؤُها تَكَشَّفَت

عَنِّى وَعَن صَيهَبَةٍ قَد شَرَفَت
عادَت تُبارِى الاَزفَلَى وَاستَأنَفَت

ذَا قَبَلٍ دَيدَنَها فَاَوجَفَت
تَنفِى بِرِجلَيها الحَصَى كَما نَفَت

اَيدِى الصَّارِيفِ وِراقاً زُيِّفَت
تَنجِلُهُ نَجلاً اِذا تَقَيَّفَت

يا ابنَ ابي العاصِى اِلَيكَ لَهَفَت
تَشكُو اِلَيكَ سَنَةً قَد جَلَفَت

اَموالَنا من اَصلِها وَجَرَّفَت
تَرجُو اجتِبارَ عَظمِها اِذ ازحَفَت

فَامرَعَت لَمَّا اِلَيكَ اَهدَفَت
اَغَرَّ مِثلَ الشَّمسِ اِذ تَشَوَّفَت

مِن عِترَةٍ قَد كَثُرَت وَشَرُفَت
تَنمِى اِلَى جُرثُومَةٍ قَد اَشرَفَت

عَلَى الجَراثِيمِ الاُلَى وَاِن عَفَت
اَهلَ خِلافاتٍ وَدينٍ قَد صَفَت

لَهُم رَسَت اَوتادُها وَاستَحصَفَت
فَالمُلكُ فِيهِم خالِد ما هَتَفَت

وَرقاءُ فِى اَفنانِ غِيلٍ اَو هَفَت
مِثلُ اللُّيُوثِ الحُمسِ اِذ تَغَضَّفَت

وَمَم لَهُ فِينَا يَداً قَد سَلَفَت
وَكَفُّهُ ما اَتلَفَتهُ اَخلَفَت

هِيَ الحَيَا اِذا السِّنُونَ اَجحَفَت
وهَبَّتِ الرِّيحُ بَليلاً وَزَفَت

ثَلجاً وَصُرّاداً لَهُ وعَصَفَت
وَشَدَّبَت عِضاهَها وَجَفَّفَت


الزفيان

الحمدان
07-31-2024, 04:11 PM
اِصبِر وَسَلِّ شُكُكَ الأُمُورِ
ما هُوَ غَيرُ القَدَرِ المَقدُورِ

ورُبَّ عَجلَى الرِّجلِ عَيسَجُورِ
قُلتُ لَها وَالكَفُّ في الجَرِيرِ

أَينَ الَّذِي اَعدَدتِ لِلمَسِيرِ
وَما لَنا عِندَكِ مِن مَذخُورِ

فَوَثَبَت شاقِئَةِ الفُطُورِ
عَيرانَةً تَختالُ بِالخَطِيرِ

تَحدُرُ جَعدَ زَبَدٍ مَحدُورِ
اَعدَا خِشاشِ اَنفِها المَفقُورِ


الزفيان

الحمدان
07-31-2024, 04:11 PM
قَد رَحَلَ الحَىُّ الغَداةَ عَمدَا
وَقَرَّبُوا بُزلاً تَسامَى بُدّا

مِثلَ القُصُورِ مُقرَماتٍ تُلدا
غُلبَ الذَّفارَى عافِياتٍ قُحدَا

لَمّا رَأَيتُ الظَّعنَ شالَت تُحدا
اَتبَعتُهُنَّ اَرحَبِيَّا مَغدا

اَعيَسَ جَوّابَ الضُّحَى سَبَندا
يَدَّرِعُ اللَّيلَ اِذا ما اسوَدّا

اضخَمَ شَىءٍ مَنكِباً وَعَضدا
تَراه تَحتَ الرَّحلِ عَبلاً نَهدا

مُرتَفِعاً كاهِلُهُ عَلَندا
وَفى الزِّمامِ عُنُقاً قُمُدّا

تَسمَعُ لِلرِّيح اِذا اصمَعَدّا
بَينَ الخُطَى مشنهُ ما ارقَدّا

اِذا تَمِيم حَشَدَت لِي حَشدا
كَزاخِرِ البَحرِ اِذا ما مَدّا

لَم يَرزَء الاَعداءُ مِنِّى زَندا
عَلَى عَناجِيجِ الخُيُولِ جُردا

مُلبَسَةً سَبائِباً وَلِبدا
تَحتَ ظِلالِ رايَةٍ وَبَندا


الزفيان

الحمدان
07-31-2024, 04:12 PM
مُستَفحَلٌ يَستَورِهُ الهِياخا
اَرقَبُ يَمشى مُكبَلاً مَيّاخا

تَرَى عَلَيهِ جِلداً جَنباخا
نَطَّاحَة لا يَشتَكِي الصِّماخا

اذا تَداعَى الفِتَنُ انتِجاخا
فَرَقَ اِرجافَهُمُ النَّجّاخا

لَو يَنطَحُ العادِيَةَ الفِرضاخا
حَسَبتَها مِن شَِّجِهِ القَلاّخا

حَنظَلَةً تَنفَضِحُ انفِضاخا
عَن مُصعَبٍ تَرَى لَهُ اِكماخا

عادِيَةً وَمِرجَماً جَمّاخا
فَلا تَرَى فى اَمرِنا انفِساخا
عَن عُقَدِ الحَقِّ وَلا امتِداخا


الزفيان

الحمدان
07-31-2024, 04:12 PM
وَجَوزِ تِيهٍ فِى بِلادٍ اِصمِتِ
حُقَّ بِوَعرٍ صُلَّبٍ وَرَملَةِ

وَخُبَّةٍ مَوصِيَّةٍ بِخُبَّةِ
تَنَشَّطَتهُ كُلُّ عَجلَى رَسلَةِ

مُجفَرَةِ الجَنبِ نِيافٍ جَسرَةِ
بَوّاعَةٍ بِالصَّحصَحِ المُمَرَّتِ

تَقِيسُ عَرضَ المَرتِ بَعدَ الاَمرُتِ
تَذرَعُهُ اِلَى جِباً مُؤَمَّتِ

دَفقاءَ تَنسابُ انِسيابَ الحَيَّةِ
لَولا التَّصادِيرُ وَاَزمُ الغُرضَةِ

بِصَدرِها وَذُو ثَلاثِ النِّسعَةِ
بِالكُورِ مِن تَصدِيرِها لاَنسَلَّتِ

تَبَعصًصَ الاَفعَى اِذا ما وَلَّتِ
تَنفُضُ هُدبَ القِطعِ وَالاَشِلَّةِ

وَكُلُّ سِرداحِ العِظامِ مُصمَتِ
مُنتَفِجٍ تَابُوتُهُ مُسَحَّتِ

شُداقِمٍ ذِى شَدَقٍ مُهَرَّتِ
يُصلِقُ حَدَّ عارِهٍ مُصَوِّتِ

مُقَتَّلٍ قَد لَمَّ الصَّخرَةِ
عَلَى السُّرَى وَالاَينِ باقِى الرُّوبَةِ


الزفيان

الحمدان
07-31-2024, 04:13 PM
ما بالُ عَينٍ شَوقُها استَبكاها
في رَمسِ دارٍ لَبِسَت بِلاها

طامِسَةِ الأعلامِ قَد مَحاها
تَقادُم مِن عَهدِها أَبلاها

وَعاصِف يَتبَعُها ذَيلاها
تَستَنُّ بِالجَولانِ مِن حَصاها

وَكُلُّ رَجَافٍ إِذا سَقاها
بِدِيَمٍ مَع رَهِمٍ وَلاها

وَالقانِصُ العِجلىُّ قَد رَآها
وَسَدَّدَ النَّبلَ الَّتِي سَواها

يَسَّرَ سَهماً كانَ في أُولاها
ثُمَّ جَثَى لِرَميَةٍ رَماها

اهوَى بِسَهمٍ خائِبٍ اَشواها
فَعَضَّ بِالكَفِّ وَقَد دَمَاها

وَاَجفَلَت مُضطَمِراً قُطراها
وَبَلدَةٍ خاشِعَةٍ صُواها

هَيماءَ مَرهُوبٍ بِها سُراها
يُجاوِبُ البُومُ بِها صَداها

قَطَعتُها بِمٍِقذَفٍ ساماها
اِنَّ تَمِيماً خَيَّسَت عِداها

وَيلٌ لِمَن حارَبَ اَو عاداها
وَوَرِثَت عِزَّتَهُ اَباها

اِذا مَعَدُّ زَخَرَت قُدناها
كُرهاً اِذا ما اجتَمَعَت عُتاها

نُذِلُّ في النَّاسِ عَشَوزَناها
وَاللَّهِ لَولا اَن يُقالَ شاها

وَرَهبَةَ النّارِ بِاَن نَصلاها
اَو يَدعُوَ النَّاسُ عَلَينا اللاّها

لَمَا عَرَفنا لاَمِيرٍ قاها
ما خَطَرَت سَعدٌ عَلَى قَناها

لا نَتَّقِي الحَربَ وَلا نَخشاها
نَضرِبُ بِالبِيضِ اِذا نَعصاها

وَنَحنُ مِن خِندِفَ فى ذُراها
سَما بِنا المَجدُ اِلى عُلاها



الزفيان

الحمدان
07-31-2024, 04:14 PM
لَئِن رَحَلت جملي إِنَّ لي سَعَةً
ما مِثلُها سَعَةٌ عَرضاً وَلا طولا

بِحَيثُ لَو وُزِنَت لَحمٌ بِأَجمَعِها
لَم يَعدِلوا ريشَةً مِن ريشِ شَمويلا

تَرعى الروائِمُ أَحرار البُقولِ بِها
لا مِثلَ رَعيِكُمُ مِلحاً وَغَسويلا

فَاِبرُق بِأَرضِكَ يا نُعمانُ مُتَّكِئاً
مَعَ النَطاسِيِّ يَوماً وَاِبنِ تَوفيلا


الربيع بن زياد العبسي

الحمدان
07-31-2024, 04:14 PM
تعلّم أن خير الناس طراً
على جفر الهباءة ما يريمُ

ولولا ظلمُهُ مازلت أبكي
عليه الدهر ما طلع النجومُ

ولكن الفتى حملَ بن بدرٍ
بغى والبغي مرتعه وخيمُ

أظن الحلم دل عليَّ قومي
وقد يستجهل الرجل الحكيمُ

ألاقي من رجالٍ منكراتٍ
فأنكرُها وما أنا بالظلومِ


الربيع بن زياد العبسي

الحمدان
07-31-2024, 04:14 PM
أقولُ ولم أملك لنفسي نصيحةً
أرى ما ترى واللَه بالغيب أعلمُ

أتبقي على ذبيان في قتل مالكٍ
فقد حشَّ جاني الحرب ناراً تضرمُ


الربيع بن زياد العبسي

الحمدان
07-31-2024, 04:15 PM
كن مثل مولاك إذ قال المليكُ له
حذيفةُ الخير قولاً غير تعذير

الحربُ أحلى إذا ما خفتَ نائرةً
من المقام على ذُلٍ وتصغير

فأذن بحربٍ يغصُ الماءُ شاربَها
أو أن ندين إلى إحدى التحاسير


الربيع بن زياد العبسي

الحمدان
07-31-2024, 04:15 PM
فإن تك حربكم أمست عواناً
فأني لم أكن ممن جناها

ولكن ولدُ سودة أرثوها
وحشّوا نارها لمن اصطلاها

قاني غيرُ خاذلكم ولكن
سأسعى الآن إذ بلغت مداها


الربيع بن زياد العبسي

الحمدان
07-31-2024, 04:15 PM
حرَّق قيسٌ عليَّ البلاد
حتى إذا اضطرمت أجذما

جَنِيّةُ حربٍ جناها فما
تُفَرِّجُ عنه ولا أُسلما

عشيّة يُردفُ آل الرباب
يعجّلُ بالرَّكض أن يُلجما

ونحن الفوارس يوم الهرير
إذا تُسلمُ الشفتان الفما

عطفنا وراءك أفراسنا
وقد مال سرجُك فاستقدما

إذا ذُعرت من بياض السيوف
قلنا لها أقدمي مُقدما


الربيع بن زياد العبسي

الحمدان
07-31-2024, 04:16 PM
ألا أبلغ بني بدر رسولاً
على ما كان من شنأٍ ووترِ

بأني لم أزل لكمُ صديقاً
أدافع عن فزارة كل أمرِ

أسالم سلمكم وأرد عنكم
فوارس أهل نجران وحَجرِ

وكان أبي ابنُ عمكم زيادٌ
صفيَّ أبيكم بدر بن عمرو

فألجأتم أخا الغدرات قيساً
فقد أفعمتمُ إيغارَ صدري

فحسبي من حذيفة ضمُ قيس
وكان البدء من حمل بن بدرِ

فإما ترجعوا أرجع إليكم
وإن تأبوا فقد أوسعتُ عذري


الربيع بن زياد العبسي

الحمدان
07-31-2024, 04:16 PM
نام الخليُ وما أغمض حار
من سيئ النبأ الجليل الساري

من مثله تمسي النساء حواسراً
وتقوم معولة مع الأسمارِ

مَن كان مسروراً بمقتل مالك
فليأت نسوتنا بنصف نهارِ

قد كنَّ يخبأن الوجوه تستراً
واليوم حين بدونَ للنظارِ

يجد النساء حواسراً يندبنه
يضربنَ أوجههن بالأحجارِ

يخمشن حرات الوجوه على امرئٍ
سهلِ الخليقة طيب الأخبارِ

أفبعد مقتل مالك بن زهيرٍ
ترجو النساء عواقب الأطهارِ

ما إن أرى في قتله لذوي الحجا
إلا المطيَّ تشدُّ بالأكوارِ

ومجنبات ما يذقن عُذوفةً
يقذفن بالمُهرات والأمهارِ

ومساعرا صدأ الحديد عليهم
فكأنما طلي الوجوه بقارِ

يا رب مسرورٍ بمقتلِ مالكٍ
ولسوف يصرفه لشر محارِ


الربيع بن زياد العبسي

الحمدان
07-31-2024, 04:16 PM
جاءوا معاً فيلقاً جأواء مشعلة
للموتِ تُمري وللأبطال تقتسرُ

صريف أنيابها صوت الحديد إذا
فضَّ الحديث بها أبناؤها الوفرُ

ودرها الموت يقري في مخالبها
للواردين يوفي شربه القدرُ

من اقتراها قرت كفاه حتفهما
أو اجتلاها بدا منها له عِبَرُ

في جوها البيض والماذي مختلط
والجرد والمرد والخطية السمرُ

حتى إذا واجهتهم وهي كالحة
شوهاءُ منها حمامُ الموتِ ينتظرُ

جاءَت بكل كمي معلمٍ ذكرٍ
في كفه ذكرٌ يسعى به ذكرُ

مستوردين الوغى للموتِ ردهم
يوم الحفاظ على ذوادِهم عسرُ

لهم سرابيل من ماء الحديد ومن
نضح الدماء سرابيل لهم أخرُ

مظاهرات عليهم يوم بأسهم
لونان جُونٌ وأخرى فوقها حُمرُ

في يوم حتف يهال الناظرون له
ما إن تبين له شمس ولا قمرُ

فالبيض يهتفن والأبصار طامحة
مما ترى وخدود القوم تنعفرُ

تكسوهمُ مرهفاتٌ غير محدثةٍ
يشفي اختلاسُ ضباها من به صعرُ

هِندية كاشتعال البرق يعصمهم
بها مغاوير عن أحسابهم غِيرُ


الربيع بن زياد العبسي

الحمدان
07-31-2024, 04:17 PM
سئمتُ وأمسيتُ رهنَ الفِراشِ
من جُرمِ قومي ومن مغرمِ

ومن سفهِ الرأي بعد النهى
وعيبِ الرشادِ ولم يفهمِ

فلو أني قومي أطاعوا الحليمَ
لم يتعدوا ولم يظلمِ

ولكن قومي أطاعوا الغُواةَ
حتى تعكسَ أهلُ الدمِ

فأودى السفيهُ برأيِ الحليمِ
وانتشرَ الأمرُ لم يُبرمِ


الربيع بن أبي الحقيق

الحمدان
07-31-2024, 04:17 PM
سائِل بنا خابِرَ أَكفائِنا
والعِلمُ قد يُلفى لدى السائِلِ

لسنا إذا جارت دواعي الهوى
واستمعَ المنصِتُ للقائِل

واعتلجَ القومُ بألبابِهِم
بقابلِ الجورِ ولا الفاعِلِ

إنا إذا نحكمُ في ديننا
نرضى بحكم العادلِ الفاصِلِ

لا نجعلُ الباطلَ حقَّاً ولا
نلظُّ دونَ الحقِّ بالباطِلِ

نَخافُ أن تسفَهَ أحلامُنا
فنخمُلَ الدهرَ مع الخامِلِ


الربيع بن أبي الحقيق

الحمدان
07-31-2024, 04:17 PM
من مبلغٌ فِتيانَ قَومي رِسالَةً
فلا تهلِكوا فَقراً على عِرقِ ناهِق

فإنَّ بهِ صَيداً غزيراً وهجمَةً
طِوال الهَوادي بائناتِ المَرَافِق

نجائِبَ عيديٍّ يكون بُغاؤُهُ
دعاءً وقد جاوزنَ عُرضَ الشَقائِقِ


الربيع بن أبي الحقيق

الحمدان
07-31-2024, 04:17 PM
أذلك أم ضرسٌ من النخلِ مُترَعٌ
بوادي القُرى فيه العيونُ الرواجِعُ

له سعفٌ جَعدٌ وَليفٌ كأنَّهُ
حواشي بُرودٍ حاكَهُنَّ الصَوانِعُ

إذا مات مِنّا سيِّدٌ قامَ بَعدَهُ
لَهُ خَلَفٌ يَكفِي السيادةَ بارِعُ

من ابنائِهِ والعِرقُ يَنصُرُ فَرعَهُ
على أصلِهِ والعِرقُ للعِرقِ نازعُ


الربيع بن أبي الحقيق

الحمدان
07-31-2024, 04:18 PM
دورٌ عَفَت بِقُرَى الخابُورِ غَيَّرَها
بعدَ الأنيس سَوافي الرِّيح والمَطَرُ

إن تُمسِ دارُكَ ممن كان يَسكُنُها
وحشاً فذلكَ صَرَفُ الدهرِ والقَدَرُ

وقد تَحِلُّ بها بيضٌ ترائِبُها
كأنَّها بينَ كُثبانِ النَّقا البَقَرُ


الربيع بن أبي الحقيق

الحمدان
07-31-2024, 04:18 PM
ترمي إلي بأطرافِ الهوانِ ومَا
كانت رِكابي بهِ مرحولةً ذُلُلا

فسوفَ تعلمُ إما كنتَ تجهلُهُ
من خفَّ يومئذٍ في الوزن أو ثَقُلا

وسوفَ تعلمُ يومَ الرَّوع ما حسبي
إذا الذي كُنتَ ترجو خامَ أو خَمَلا

أنا ابنُ عمِّكَ ما نابتكَ نائِبةٌ
ولستُ مِنكَ إذا ما كعبكَ اعتدلا


الربيع بن أبي الحقيق

الحمدان
07-31-2024, 04:18 PM
ألا من مُبلغُ الأكفاءِ عنِّي
فلا ظُلمٌ لديَّ ولا افتراءُ

فلستُ بغائِظِ الأكفاءِ ظُلماً
وعندِي للملاماتِ اجتزاءُ

فلم أرَ مثلَ مَن يدنو لخَسفٍ
لهُ في الأرضِ سيرٌ واستواءُ

وما بعضُ الإقامةِ في ديارٍ
يُهانُ بها الفتى إلا عناءُ

وبعضُ القولِ ليسَ لَهُ عناجٌ
كمخضِ الماءِ ليسَ له إناءٌ

وبعضُ خلائقِ الأقوامِ داءٌ
كداءِ الشُّحِّ ليسَ لَهُ دَوَاءُ

وَبَعضُ الداءِ مُلتمسٌ شِفاءً
وداءُ النوكِ لَيس له شِفاءُ

يحبُّ المَرءُ أن يَلقى نَعيماً
ويأبى اللَهُ إلا ما يَشاءُ

ومَن يكُ عاقِلاً لم يَلقَ بُؤساً
يُنخ يَوماً بساحتِهِ القَضاءُ

تُعاوَرُهُ بناتُ الدهرِ حتَّى
تُثَلِّمُهُ كما ثُلِمَ الإِناءُ

وكُلأُّ شدائِدٍ نَزَلَت بحيٍّ
سَيأتي بَعدَ شدَّتِها رَخاءُ

فَقُل للمتقي عرضَ المنايا
توقَّ فليسَ ينفعُكَ اتقاءُ

فما يُعطي الحريصُ غنىً بحرصٍ
وقد يُنسى لدى الجُودِ الثَراءُ

وليسَ بنافعٍ ذا البُخلِ مالٌ
ولا مُزرٍ بصاحبهِ الحباءُ

غنيُّ النفس ما استغنى بشيءٍ
وفقرُ النفسِ ما عَمَرت شَقَاءُ

يَوَدُّ المرءُ ما تفِدُ الليالي
كأن فناءهُنَّ له فَناءُ


الربيع بن أبي الحقيق

الحمدان
07-31-2024, 04:18 PM
رَعَيتُ حِمى المَلكِ المُتَّقى
فَرُمتُ بِذَلِكَ أَمراً كَبيرا

فَأَسمَنَ مِنّا الفَتى مُهرَهُ
وَأَبطَنَ ذو المالِ مِنّا البَعيرا

فَوَجَّهَ في طَلَبي حِميَراً
فَوَلَّوا غَداةَ التَقَينا الظُهورا


الراعي الهمداني

الحمدان
07-31-2024, 04:19 PM
ما زالَ يفتحُ أبواباً ويغلقُها
دوني ويفتحُ بابا بعد إرْتاجِ

حتى أضاءَ سِراجٌ دونه حَجَلٌ
حُورُ العيونِ مِلاحٌ طرفُها ساجي

يكْشرْنَ للّهو واللذاتِ عن بُرُدٍ
تكشُّفَ البرق عن ذي لُجَّةٍ داجي

كأنَّما نظرتْ دوني بأعينِها
عِينُ الصّرِيمةِ أو غِزْلانُ فِرْتاجِ

يانُعْمها ليلةً حتى تَخَوَّنها
داعٍ في بياضِ الصبْح شَحّاجَ

لما دعا الدعوةَ الأولى فأسمعني
أخذتُ ثَوبِيَ واستمرَرْتُ أدراجي


الراعي المري

الحمدان
07-31-2024, 04:19 PM
إني أتتني لسان لا أسر بها
من علو لا عجب منها ولا سخر

فظلت مكتئباً حران أندبه
وكنت أحذره لو ينفع الحذر

فجاشت النفس لما جاء جمعهم
وراكب جاء من تثليث معتمر

يأتي على الناس لا يلوي على أحد
حتى التقينا وكانت دوننا مضر

إن الذي جئت من تثليث تندبه
منه السماح ومنه النهي والغير

ينعى امرأ لا تغب الحي جفنته
إذا الكواكب أخطا نوءها المطر

وراحت الشول مغبراً مناكبها
شعثاً تغير منها الني والوبر

وألجأ الكلب مبيض الصقيع به
وألجأ الحي من تناحه الحجر

عليه أول زاد القوم قد علموا
ثم المطي إذا ما أرملوا جزر

قد تكظم البزل منه حين تبصره
حتى تقطع في أعناقها الجرر

أخو رغائب يعطيها ويسألها
يأبى الظلامة منه النوفل الزفر

لم تر أرضاً ولم تسمع بساكنها
إلا بها من نوادي وقعه أثر

وليس فيك إذا استنظرته عجل
وليس فيه ياسرته عسر

وإن يصبك عدو في مناوأة
يوماً فقد كنت تستعلي وتنتصر

من ليس في خيره من يكدره
على الصديق ولا صفوة كدر

أخو شروب ومكاسب إذا عدموا
وفي المخافة منه الجد والحذر

مردى حروب ونور يستضاء به
كما أضاء سواد الظلمة القمر

مهفهف أهضم الكشحين منخرق
عنه القميص لسير الليل محتقر

طاوي المصير على العزاء منجرد
بالقوم ليلة لا ماء ولا شجر

لا يصعب الأمر إلا ريث يركبه
وكل أمر سوى الفحشاء يأتمر

لا يهتك الستر عن أنثى يطالعها
ولا يشد إلى جاراته النظر

لا يتأرى لما في القدر يرقبه
ولا بعض على شرسوفه الصفر

لا يغمز الساق من أين ولا صب
ولا يزال أمام القوم يقتفر

لا يأمن الناس ممساه ومصبحه
في كل فج وإن لم يغز ينتظر

تكفيه حزة فلذان ألم بها
من الشواء ويروي شربه الغمر

لا تأمن البازل الكوماء عدوته
ولا الأمون إذا ما اخروط السفر

كأنه بعد صدق القوم أنفسهم
باليأس تلمع من قدامه البشر

لا يعجل القوم أن تغلي مراجلهم
ويدلج الليل حتى يفسح البصر

عشنا به حقبة حياً ففارقنا
كذلك الرمح ذو النصلين ينكسر

فإن جزعنا فقد هدت مصابتنا
وإن صبرنا فإنا معشر صبر

أصبت في حرم منا أخا ثقة
هند بن أسماء لا يهني لك الظفر

لو لم تخنه نفيل وهي خائنة
لصبح القوم ورداً ما له صدر

وأقبل الخيل من تثليث مصغية
وضم أعينها رغوان أو حضر

إذا سلكت سبيلاً أنت سالكه
فاذهب فلا يبعدنك الله منتشر


الدعجاء بنت وهب

الحمدان
07-31-2024, 04:19 PM
فيشلة هدلاء ذات شعشق
مشرفة اليانوخ والمحوق

قهبلس ذات حفاف أخلق
محبوكة ذات شبا مدلق

نيطت بحقوى فطم عشنق
شراب البان خلايا محنق

اذا انتحى للاسكتين أحزق
مصمم إذا سطا مطبق

يساكين الحرما لم يفتق
أولجته في فقحة الفرزدق


الدحداحة الفقيمية

الحمدان
07-31-2024, 04:20 PM
قَتَلنا خَمسَةً وَرَموا نُعَيما
وَكانَ القَتلُ لِلفِتيانِ زَينا

لَعَمرُ الباكِياتِ عَلى نُعَيمٍ
لَقَد جَلَّت رَزِيَّتُهُ عَلَينا

فَلا تَبعُد نُعَيمُ فَكُلُّ حَيٍّ
سَيَلقى مِن صُروفِ الدَهرِ حَينا


الحصين بن حمام الفزاري

الحمدان
07-31-2024, 04:20 PM
بُرجٌ يُؤَثِّمُني وَيَكفُرُ نِعمَتي
صَمّي لِما قالَ الكَفيلُ صَمامِ

مَهلاً أَبا زَيدٍ فَإِنَّكَ إِن تَشَأ
أورِدكَ عُرضَ مَناهِلٍ أَسدامِ

أورِدكَ أَقلِبَةً إِذا حافَلتَها
خَوضَ القَعودِ خَبيئَةَ الأَخصامِ

أَقبَلتُ مِن أَرضِ الحِجازِ بِذِمَّةٍ
عُطُلاً أُسَوِّقُها بِغَيرِ خِطامِ

في إِثرِ إِخوانٍ لَنا مِن طَيِّءٍ
لَيسوا بِأَكفاءٍ وَلا بِكِرامِ

لا تَحسَبَنَّ أَخا العَفاطَةِ أَنَّني
رَجُلٌ بِخُبرِكَ لَيسَ بِالعَلّامِ

فَاِستَنزَلوكَ وَقَد بَلَلتَ نِطاقَها
عَن بِنتِ أُمِّكِ وَالذُيولُ دَوامي


الحصين بن حمام الفزاري

الحمدان
07-31-2024, 04:20 PM
أَلا أَبلِغ لَدَيكَ أَبا حُمَيسٍ
وَعاقِبَةُ المَلامَةِ لِلمُليمِ

فَهَل لَكُمُ إِلى مَولىً نَصورٍ
وَخَطبَكُمُ مِنَ اللَهِ العَظيمِ

فَإِنَّ دِيارَكُم بِجَنوبِ بُسٍّ
إِلى ثَقفٍ إِلى ذاتِ العُظومِ

غَذَتكُم في غَداةِ الناسِ حِجا
غِذاءَ الجائِعِ الجَدعِ اللَئيمِ

فَسيروا في البِلادِ وَوَدِّعونا
بِقَحطِ الغَيثِ وَالكَلَإِ الوَخيمِ


الحصين بن حمام الفزاري

الحمدان
07-31-2024, 04:21 PM
جَزى اللَهُ أَفناءَ العَشيرَةِ كُلِّها
بِدارَةِ مَوضوعٍ عُقوقاً وَمَأثَما

بَني عَمِّنا الأَدنَينَ مِنهُم وَرَهطَنا
فَزارَةَ إِذ رامَت بِنا الحَربُ مُعظَما

مَوالي مَوالينا الوِلادَةُ مِنهُمُ
وَمَولى اليَمينِ حابِساً مُتَقَسَّما

وَلَمّا رَأَيتُ الوُدَّ لَيسَ بِنافِعي
وَإِن كان يَوماً ذا كَواكِبَ مُظلِما

صَبَرنا وَكانَ الصَبرُ فينا سَجِيَّةً
بِأَسيافِنا يَقطَعنَ كَفّاً وَمِعصَما

يُفلِقنَ هاماً مِن رِجالٍ أَعِزَّةٍ
عَلَينا وَهُم كانوا أَعَقَّ وَأَظلَما

وُجوهُ عَدُوٍّ وَالصُدورُ حَديثَةٌ
بِوُدٍّ فَأَودى كُلُّ وُدٍّ فَأَنعَما

فَلَيتَ أَبا شِبلٍ رَأى كَرَّ خَيلِنا
وَخَيلُهُمُ بَينَ السِتارِ فَأَظلَما

نُطارِدُهُم نَستَنقِذُ الجُردَ كَالقَنا
وَيَستَنقِذونَ السَمهَرِيَّ المُقَوَّما

فَلَسنا عَلى الأَعقابِ تَدمى كُلومُنا
وَلَكِن عَلى أَقدامِنا تَقطُرُ الدِما

عَشِيَّةَ لا تُغني الرِماحُ مَكانَها
وَلا النَبلُ إِلّا المَشرَفِيُّ المُصَمَّما

لَدُن غُدوَةً حَتّى أَتى اللَيلُ ما تَرى
مِنَ الخَيلِ إِلّا خارِجِيّاً مُسَوَّما

وَأَجرَدَ كَالسَرحانِ يَضرِبُهُ النَدى
وَمَحبوكَةً كَالسيدِ شَقّاءَ صِلدِما

يَطَأنَ مِنَ القَتلى وَمِن قِصَدِ القَنا
خَباراً يَجرينَ إِلّا تَجَشُّما

عَلَيهِنَّ فِتيانٌ كَساهُم مُحَرِّقٌ
وَكانَ إِذا يَكسو أَجادَ وَأَكرَما

صَفائِحَ بُصرى أَخلَصَتها قُيونُها
وَمُطَّرِداً مِن نَسجِ داوودَ مُبهَما

يَهُزّونَ سُمراً مِن رِماحِ رُدَينَةٍ
إِذا حُرِّكَت بَضَّت عَوامِلُها دَما

أَثَعلَبُ لَو كُنتُم مَوالِيَ مِثلِها
إِذاً لَمَنَعنا حَوضَكُم أَن يُهَدَّما

وَلَولا رِجالٌ مِن رِزامِ بنِ مالِكٍ
وَآلِ سُبَيعٍ أَو أَسوءَكَ عَلقَما

لَأَقسَمتُ لا تَنفَكُّ مِنّى مُحارِبٌ
عَلى آلَةٍ حَدباءَ حَتّى تَنَدَّما

وَحَتّى يَرَوا قَوماً تَضِبُّ لِثاتُهُم
يَهُزّونَ أَرماحاً وَجَيشاً عَرَمرَما

وَلا غَروَ إِلّا الخُضرُ خُضرُ مُحارِبٍ
يُمَشّونَ حَولي حاسِراً وَمُلَأَّما

وَجاءَت جَحاشٌ قَضُّها بِقَضيضِها
أَمامَ جُموعِ الناسِ جَمعاً مُقَدَّما

وَهارِبَةُ البَقعاءِ أَصبَحَ جَمعُها
أَمامَ جُموعِ الناسِ جَمعاً مُقَدَّما

بِمُعتَرَكٍ ضَنكٍ بِهِ قِصَدُ القَنا
صَبَرنا لَهُ قَد بَلَّ أَفراسَنا دَما

وَقُلتُ لَهُم يا آلَ ذُبيانَ ما لَكُم
تَفاقَدتُمُ لا تُقدِمونَ مُقَدَّما

أَما تَعلَمونَ اليَومَ حِلفَ عُرَينَةٍ
وَحِلفاً بِصَحراءِ الشَطونِ وَمُقسَما

وَأَبلِغ أُنَيساً سَيِّدَ الحَيِّ أَنَّهُ
يَسوسُ أُموراً غَيرَها كانَ أَحزَما

فَإِنَّكَ لَو فارَقتَنا قَبلَ هَذِهِ
إِذاً لَبَعَثنا فَوقَ قَبرِكَ مَأتَما

وَأَبلِغ تَليداً إِن عَرَضتَ اِبنَ مالِكٍ
وَهَل يَنفَعَنَّ العِلمُ إِلّا المُعَلَّما

فَإِن كُنتَ عَن أَخلاقِ قَومِكَ راغِباً
فَعُذ بِضُبَيعٍ أَو بِعَوفِ بنِ أَصرَما

أَقيمي إِلَيكِ عَبدَ عَمرٍو وَشايِعي
عَلى كُلِّ ماءٍ وَسطَ ذُبيانَ خَيَّما

وَعوذي بِأَفناءِ العَشيرَةِ إِنَّما
يَعوذُ الذَليلُ بِالعَزيزِ لِيُعصَما

جَزى اللَهُ عَنّا عَبدَ عَمرٍو مَلامَةً
وَعَدوانَ سَهمٍ ما أَدَقَّ وَأَلاما

وَحَيَّ مَنافٍ قَد رَأَينا مَكانَهُم
وَقُرّانَ إِذ أَجرى إِلَينا وَأَلجَما

وَآلَ لَقيطٍ إِنَّني لَن أَسوأَهُم
إِذاً لَكَسَوتُ العَمَّ بُرداً مُسَهَّما

وَقالوا تَبَيَّن هَل تَرى بَينَ ضارِجٍ
وَنَهيِ أَكُفٍّ صارِخاً غَيرَ أَعجَما

فَأَلحَقنَ أَقواماً لِئاماً بِأَصلِهِم
وَشَيَّدنَ أَحساباً وَفاجَأنَ مَغنَما

وَأَنجَينَ مَن أَبقَينَ مِنّا بِخُطَّةٍ
مِنَ العُذرِ لَم يَدنَس وَإِن كانَ مُؤلَما

أَبى لِاِبنِ سَلمى أَنَّهُ غَيرُ خالِدٍ
مُلاقي المَنايا أَيَّ صَرفٍ تَيَمَّما

لَعَمرُكَ ما لامَ اِمرَءاً مِثلُ نَفسِهِ
كَفى لِاِمرِئٍ إِن زَلَّ بِالنَفسِ لائِما

تَأَخَّرتُ أَستَبقي الحَياةَ فَلَم أَجِد
لِنَفسي حَياةً مِثلَ أَن أَتَقَدَّما

فَلَستُ بِمُبتاعِ الحَياةِ بِسُبَّةٍ
وَلا مُبتَغٍ مِن رَهبَةِ المَوتِ سُلَّما

وَلَكِن خُذوني أَيَّ يَومٍ قَدَرتُمُ
عَلَيَّ فَحُزّوا الرَأسَ أَن أَتَكَلَّما

بِآيَةِ أَنّي قَد فَجَعتُ بِفارِسٍ
إِذا عَرَّدَ الأَقوامُ أَقدَمَ مُعلِما


الحصين بن حمام الفزاري

الحمدان
07-31-2024, 04:21 PM
وَقافِيَةٍ غَيرِ إِنسِيَّةٍ
قَرَضتُ مِنَ الشِعرِ أَمثالَها

شَرودٍ تَلَمَّعُ بِالخافِقَينِ
إِذا أُنشِدَت قيلَ مَن قالَها

وَحَيرانَ لا يَهتَدي بِالنَهارِ
مِنَ الظَلعِ يَتبَعُ ضُلّالَها

وَداعٍ دَعا دَعوَةَ المُستَغيثِ
وَكُنتَ كَمَن كانَ لَبّى لَها

إِذا المَوتُ كانَ شَجاً بِالحُلوقِ
وَبادَرَتِ النَفسُ أَشغالَها

صَبَرتُ وَلَم أَكُ رِعديدَةً
وَلَلصَبرُ في الرَوعِ أَنجى لَها

وَيَومٍ تَسَعَّرُ فيهِ الحُروبُ
لَبِستُ إِلى الرَوعِ سِربالَها

مُضَعَّفَةَ السَردِ عادِيَّةً
وَعَضبَ المَضارِبِ مِفصالَها

وَمُطَّرِداً مِن رُدَينِيَّةٍ
أَذودُ عَنِ الوِردِ أَبطالَها

فَلَم يَبقَ مِن ذاكَ إِلّا التُقى
وَنَفسٌ تُعالِجُ أَبطالَها

أُمورٌ مِنَ اللَهِ فَوقَ السَماءِ
مَقاديرُ تَنزِلُ أَنزالَها

أَعوذُ بِرَبّي مِنَ المُخزِياتِ
يَومَ تَرى النَفسُ أَعمالَها

وَخَفَّ المَوازينُ بِالكافِرينَ
وَزُلزِلَتِ الأَرضُ زِلزالَها

وَنادى مُنادٍ بِأَهلِ القُبورِ
فَهَبّوا لِتُبرِزَ أَثقالَها

وَسُعِّرَتِ النارُ فيها العَذابُ
وَكانَ السَلاسِلُ أَغلالَها


الحصين بن حمام الفزاري

الحمدان
07-31-2024, 04:21 PM
دَفَعناكُمُ بِالحِلمِ حَتّى بَطِرتُمُ
وَبِالكَفِّ حَتّى كانَ رَفعُ الأَصابِعِ

فَلَمّا رَأَينا جَهلَكُم غَيرَ مُنتَهٍ
وَما قَد مَضى مِن حِلمِكُم غَيرَ راجِعِ

مَسَننا مِنَ الآباءِ شَيئاً وَكُلُّنا
إِلى حَسَبٍ في قَومِهِ غَيرُ راضِعِ

فَلَمّا بَلَغنا الأُمَّهاتِ وَجَدتُمُ
بَني عَمِّكُم كانوا كِرامَ المَضاجِعِ


الحصين بن حمام الفزاري

الحمدان
07-31-2024, 04:21 PM
سَيَمنَعُني مِن أَن أُسامَ دَنِيَّةً
أَبي وَشَليلي وَالضَبيحُ وَمَعشَري

وَأَبيَضُ مَصقولٌ أُجِدَّ جِلاؤُهُ
وُرُكِّبَ في لَدنِ المَهَزَّةِ أَسمَرِ


الحصين بن حمام الفزاري

الحمدان
07-31-2024, 04:22 PM
إِنَّ اِمرَأً بَعدي تَبَدَّلَ نَصرَكُم
بِنَصرِ بَني ذُبيانَ حَقّاً لَخاسِرُ

أولَئِكَ قَومٌ لا يُهانُ ثَوِيُّهُم
إِذا صَرَّحَت كَحلٌ وَهَبَّ الصَنابِرُ


الحصين بن حمام الفزاري

الحمدان
07-31-2024, 04:22 PM
يا أَخَوَينا مِن أَبينا وَأُمِّنا
إِلَيكُم وَعِندَ اللَهِ وَالرَحِمِ العُذرُ

أَلا تَقبَلونَ النَصفَ مِنّا وَأَنتُمُ
بَنو عَمِّنا لا بَلَّ هامَكُمُ القَطرُ

سَنَأبى كَما تَأبَونَ حَتّى تُلينَكُم
صَفائِحُ بُصرى وَالأَسِنَّةِ وَالأَصرُ

أَيُؤكَلُ مَولانا وَمَولى اِبنِ عَمِّنا
مُقيمٌ وَمَنصورٌ كَما نُصِرَت جَسرُ

فَتِلكَ الَّتي لَم يَعلَمِ الناسُ أَنَّني
خَنَعتُ لَها حَتّى يُغَيِّبَني القَبرُ

فَلَيتَكُمُ قَد حالَ دونَ لِقائِكُم
سِنونَ ثَمانٍ بَعدَها حِجَجٌ عَشرُ

أَجَدِّيَ لا أَلقاكُمُ الدَهرَ مَرَّةً
عَلى مَوطِنٍ إِلّا خُدودُكُمُ صُعرُ

إِذا ما دُعوا لِلبَغيِ قاموا وَأَشرَقَت
وُجوهُهُمُ وَالرُشدُ وِردٌ لَهُ نَفرُ

فَوا عَجَبا حَتّى خُصَيلَةُ أَصبَحَت
مَوالِيَ عِزٍّ لا تَحِلُّ لَها الخَمرُ

أَلَمّا كَشَفنا لَأمَةَ الذُلِّ عَنكُمُ
تَجَرَّدتَ لا بِرٌّ جَميلٌ وَلا شُكرُ

فَإِن يَكُ ظَنّي صادِقاً تَجزَ مِنكُمُ
جَوازي الإِلَهِ وَالخِيانَةُ وَالغَدرُ


الحصين بن حمام الفزاري

الحمدان
07-31-2024, 04:22 PM
خَليلَيَّ لا تَستَعجِلا أَن تَزَوَّدا
وَأَن تَجمَعا شَملي وَتَنتَظِرا غَدا

فَما لَبَثٌ يَوماً بِسائِقِ مَغنَمٍ
وَلا سُرعَةٌ يَوماً بِسابِقَةٍ غَدا

وَإِن تَنظِراني اليَومَ أَقضِ لُبانَةً
وَتَستَوجِبا مَنّاً عَلَيَّ وَتُحمَدا

لَعَمرُكَ إِنّي يَومَ أَغدوا بِصَرمَتي
تَناهَي حُمَيسٌ بادِئينَ وَعُوَّدا

وَقَد ظَهَرَت مِنهُم بَوائِقُ جَمَّةٌ
وَأَفرَعَ مَولاهُم بِنا ثُمَّ أَصعَدا

وَما كانَ ذَنبي فيهِمُ غَيرَ أَنَّني
بَسَطتُ يَداً فيهِم وَأَتبَعتُها يَدا

وَأَنّي أُحامي مِن وَراءِ حَريمِهِم
إِذا ما المُنادي بِالمُغيرَةِ نَدَّدا

إِذا الفَوجُ لا يَحميهِ إِلّا مُحافِظٌ
كَريمُ المُحَيّا ماجِدٌ غَيرُ أَجرَدا

فَإِن صَرَّحَت كَحلٌ وَهَبَّت عَرِيَّةٌ
مِنَ الريحِ لَم تَترُك لِذي العِرضِ مَرفَدا

صَبَرتُ عَلى وَطءِ المَوالى وَخَطبِهِم
إِذا ضَنَّ ذو القُربى عَلَيهِم وَأَجمَدا


الحصين بن حمام الفزاري

الحمدان
07-31-2024, 04:23 PM
فِدىً لِبَني عَدِيٍّ رَكضُ ساقي
وَما جَمَّعتُ مِن نَعِمٍ مُراحِ

تَرَكنا مِن نِساءَ بَني عُقَيلٍ
أَيامى تَبتَغي عَقدَ النِكاحِ

أَرُعيانَ الشَوِيِّ وَجَدتُمونا
أَمَ اَصحابَ الكَريهَةِ وَالنِطاحِ

لَقَد عَلِمَت هَوازِنُ أَنَّ خَيلي
غَداةَ النَعفِ صادِقَةُ الصَباحِ

عَلَيها كُلُّ أَروَعَ هِبرِزِيٍّ
شَديدٍ حَدُّهُ شاكي السِلاحِ

فَكَرَّ عَلَيهِمُ حَتّى اِلتَقَينا
بِمَصقولٍ عَوارِضُها صَباحِ

فَأُبنا بِالنِهابِ وَبِالسَبايا
وَبِالبيضِ الخَرائِدِ وَاللِقاحِ

وَأَعتَقنا اِبنَةَ العَمرِيِّ عَمرٍو
وَقَد خُضنا عَلَيها بِالقِداحِ


الحصين بن حمام الفزاري

الحمدان
07-31-2024, 04:23 PM
أَلا لَستُمُ مِنّا وَلَسنا إِلَيكُمُ
بَرِئنا إِلَيكُم مِن لُؤَيِّ بنِ غالِبِ

أَقَمنا عَلى عِزِّ الحِجازِ وَأَنتُمُ
بِمُعتَلَجِ البَطحاءِ بَينَ الأَخاشِبِ

نَدِمتُ عَلى قَولٍ مَضى كُنتُ قُلتُهُ
تَبَيَّنتُ فيهِ أَنَّهُ قَولُ كاذِبِ

فَلَيتَ لِساني كانَ نِصفَينِ مِنهُما
بَكيمٌ وَنِصفٌ عِندَ مَجرى الكَواكِبِ

أَبونا كِنانِيٌّ بِمَكَّةَ قَبرُهُ
بِمُعتَلَجِ البَطحاءَ بَينَ الأَخاشِبِ

لَنا الرَبعُ مِن بَيتِ الحَرامِ وِراثَةً
وَرَبعُ البِطاحِ عِندَ دارِ اِبنِ حاطِبِ


الحصين بن حمام الفزاري

الحمدان
07-31-2024, 04:23 PM
يا أَخَوَينا مِن أَبينا وَأُمِّنا
ذَروا مَولَيَينا مِن قُضاعَةَ يَذهَبا

فَإِن أَنتُمُ لَم تَفعَلوا لا أَبا لَكُم
فَلا تُعلِقونا ما كَرِهنا فَنَغضَبا

وَنَحنُ بَنو سَهمِ بنِ مُرَّةَ لَم نَجِد
لَنا نَسَباً عَنهُم وَلا مُتَنَسَّبا

مَتى نَنتَسِب تَلقَوا أَبانا أَباكُمُ
وَلَن تَجِدونا لِلفَواحِشِ أَقرَبا

وَلَمّا رَأَيتُ السَبرَ لَيسَ بِنافِعي
وَإِن كانَ يَوماً ذا كَواكِبَ أَشهَبا

شَدَدنا عَلَيهِم ثَمَّ بِالجَوِّ شَدَّةً
فَلا لَكُمُ أُمّاً دَعَونا وَلا أَبا

بِكُلِّ رُقاقِ الشَفرَتَينِ مُهَنَّدٍ
وَأَسمَرَ عَرّاصِ المَهَزَّةِ أَرقَبا

فَما فَزِعوا إِذ خالَطَ القَومُ أَهلَهُم
وَلَكِن رَأَوا صِرفاً مِنَ المَوتِ أَصهَبا

وَلا غَروَ إِلّا حينَ جاءَت مُحارِبٌ
إِلَينا بِأَلفٍ حارِدٍ قَد تَكَتَّبا

مَوالي مَوالينا لِيَسبوا نِساءَنا
أَثَعلَبَ قَد جِئتُم بِنَكراءَ ثَعلَبا

وَقُلتُ لَهُم يا آلَ ذُبيانَ ما لَكُم
تَفاقَدتُمُ لَم تَذهَبوا العامَ مَذهَبا

تَداعى إِلى شَرِّ الفَعالِ سَراتُها
فَأَصبَحَ مَوضوعٌ بِذَلِكَ مُلتَبا



الحصين بن حمام الفزاري

الحمدان
07-31-2024, 04:24 PM
وَإِنّ لَنا بالشامِ لو نستطيعهُ
خَليلاً لَنا يا تيّحانَ مُصافيا

نَعدّ لَه الأيّام مِن حبّ ذِكرهِ
وَنُحصي لَه يا تيّحان اللّياليا

فَليت المَطايا قَد رَفعنكَ مُصعداً
تَجوبُ بِأيديها الحزونَ الفَيافيا


الخنساء بنت التيجان

الحمدان
07-31-2024, 04:24 PM
وَإِنّ ولوجَ البيت حلٌّ لجحوشٍ
إِذا جاءَ والمتسأذنون نيامُ

فَأهلُ الحجازِ مَعشرٌ قَد كرهتهم
وَأهلُ الغضا قومٌ عليّ كرامِ


الخنساء بنت التيجان

الحمدان
07-31-2024, 04:24 PM
أَمُنتذرٌ قَتلي إنِ العينُ آنَست
سَنا بارقٍ بِالغورِ تهامِ

فَلا زالَ مُنهلٌّ مِنَ الغيثَ رائحٌ
يُقادُ إِلى أهلِ القضا بزمامِ

لِيشربَ منهُ جحوشٌ ويشمّهُ
بِعيني قطاميّ أغرّ شآمي

بِنَفسي وَأَهلي جحوشٌ وكلامهُ
وَأَنيابُه اللّائي جَلا ببشامِ

أَلا إنّ وَجدي بِالخفاجيّ جحوشٍ
بَرى الجسمَ منّي فَهو نضو سقامِ

وَأُقسمُ إنّي قَد وجدتُ بجحوشٍ
كَما وَجدت عفراءُ بِاِبن حزامِ

وَما أَنا إلّا مِثلها غيرَ أنّني
مُؤجّلة نَفسي لوقت حمامِ


الخنساء بنت التيجان

الحمدان
07-31-2024, 04:24 PM
عَفا مِن آلِ لَيلى السَهبُ
فَالأَملاحُ فَالغَمرُ

فَعَرقٌ فَالرِماحُ فَاللِوى
مِن أهلِهِ قَفرُ

وَأُبلِيٌّ إِلى الغَرّاءِ
فَالمَأوان فَالحَجرُ

فَأَمواهُ الدَّنا فَالنَجدُ
فَالصَحراءُ فَالنَسرُ

فَلاةٌ تَرتَعيها العينُ
فَالظُلمانُ فَالعُفُر


الخرنق بنت بدر

الحمدان
07-31-2024, 04:25 PM
أَلا هَلَكَ المُلوكُ وَعَبدُ عَمرٍو
وَخُلَّيَت العِراقُ لِمَن بَغاها

فَكَم مِن وَالدٍ لَكَ يا بنَ بِشرٍ
تَأَزَّرَ بِالمَكارِمِ وَاِرتَداها

بَنى لَكَ مَرثَدٌ وَأَبوكَ بِشرٌ
عَلى الشُمَّ البَواذِخ مِن ذُراها


الخرنق بنت بدر

الحمدان
07-31-2024, 04:25 PM
أَلا مَن مُبلِغٌ عَمرَ بنَ هِندٍ
وَقَد لا تُعَدُم الحَسناءُ ذاما

كَما أَخرَجتَنا مِن أرضِ صدقٍ
تَرى فيها لِمُغتَبطٍ مَقاما

كَما قالَت فَتاةُ الحَيَّ لَمّا
أَحَسَّ جَنانُها جَيشاً لُهاما

لِوالِدِها وَأَرأَتهُ بِلَيلٍ
قَطاً وَلَقَلَّ ما يَسري ظَلاما

أَلَستَ تَرى القَطا مُتَواتِراتٍ
وَلَو تُرِكَ القَطا أَغفى وَناما


الخرنق بنت بدر

الحمدان
07-31-2024, 04:25 PM
لَقَد عَلِمَت جَديلَةُ أَنَّ بِشراً
غَداةَ مُرَبَّحٍ مُرُّ التقاضي

غَداةَ أَتاهُمُ بِالخَيلِ شُعثاً
يَدُقُّ نُسورَها حَدُّ الِقضاضِ

عَلَيها كُلُّ أَصيَدَ تَغلِبِىًّ
كَريمِ مُرَكَّبِ الحَدَّين ماضِ

بِأَيديهِم صَوارِمُ مُرهَفاتٌ
جَلاها القَينُ خالِصَةُ البَياضِ

وَكُلُّ مُثَقَّفٍ باِلكَفَّ لَدنٍ
وَسابِغَةٍ مِنَ الحَلَقِ المُغاض

فَغادَرَ مَعقِلاً وَأَخاهُ حِصناً
عَفيرَ الوَجه لَيسَ بِذي اِنتِهاضِ


الخرنق بنت بدر

الحمدان
07-31-2024, 04:25 PM
يا رُبَّ غَيثٍ قَد قَرى عازِبٍ
أَجَشَّ أَحوى في جُمادى مَطير

قادَ بِهِ أَجرَدُ ذو مَيعَةٍ
عَبلاً شَواهُ غَيرُ كابٍ عَثور

فَأَلبَسَ الوَحشَ بِحافاتِهِ
وَالتَقَطَ البَيضَ بِجَنبِ السَدير

ذاكَ وَقِدماً يُعجِلُ البازِلَ ال
كَوماءَ بِالمَوت كَشِبهِ الحَصير

يَبغي عَلَيها القَومُ إِذ أَرمَلوا
وَساءَ ظَنُّ الأَلمَعِيَّ القرور

آب وَقَد غَنَّمَ أَصحابَهُ
يَلوِي عَلى أَصحابِهِ بِالبَشير


الخرنق بنت بدر

الحمدان
07-31-2024, 04:26 PM
أَلا ذَهَبَ الحُلاّلُ في القَفَرات
وَمَن يَملأُ الجَفناتِ في الجَحَراتِ

وَمَن يُرجِعُ الرُمحَ الأَصمَّ كُعوبُهُ
عَليهِ دِماءُ القَومِ كَالشَقِراتِ


الخرنق بنت بدر

الحمدان
07-31-2024, 04:26 PM
سَمِعَت بَنو أَسَدَ الصِياحَ فَزادَها
عِندَ اللِقاءِ مَعَ النِفار نِفارا

وَرَأَت فَوارِسَ مِن صُلَيبَةِ وائِلٍ
صَبَروا إِذا نَقعُ السَنابِكِ ثارا

بيضاً يُحَزَّزنَ العِظامَ كَأَنمَّا
يوقِدنَ في حَلَقِ المَغافِرِ نارا


الخرنق بنت بدر

الحمدان
07-31-2024, 04:26 PM
أَلا لا تَفخَرَن أَسَدٌ عَلَينا
بِيَومٍ كانَ حَيناً في الكِتابِ

فَقَد قُطِعَت رُؤوسٌ مِن قُعَينٍ
وَقَد نُقِعَت صُدورٌ مِن شَرابِ

وَأَردَينا اِبنَ حَسحاسٍ فَأَضحى
تَجولُ بِشِلوِهِ نُجُسُ الذِئابِ


الخرنق بنت بدر

الحمدان
07-31-2024, 04:26 PM
لا يَبعَدَن قَومي الَّذينَ هُمُ
سُمُّ العُداةِ وَآفَةُ الجُزرِ

النازِلونَ بِكُلَّ مُعتَرَكٍ
وَالطَيَّبونَ مَعاقِدَ الأُزرِ

الضارِبونَ بِحَومَةٍ نَزَلَت
وَالطاعِنونَ بِأَذرُعٍ شُعرِ

وَالخالِطون لُجَينَهُم بِنُضارِهِم
وَذَوي الغِنى مِنُهم بِذي الفَقرِ

إِن يَشَربوا يَهَبوا وَإِن يَذَروا
يَتَواعَظوا عَن مَنطِقِ الهُجرِ

قَومٌ إِذا رَكِبوا سَمِعتَ لَهم
لَغَطاً مِنَ التَأييِه وَالزَجرِ

مِن غَير ما فُحشٍ يَكونُ بِهِم
في مُنتَجِ المُهُرات وَالمُهر

لاقَوا غَداةَ قُلابَ حَتفَهُمُ
سَوقَ العَتيرِ يُساقُ لِلعَترِ

هَذا ثَنائي ما بَقَيتُ لَهُم
فَإِذا هَلَكتُ أَجَنَّني قَبري


الخرنق بنت بدر

الحمدان
07-31-2024, 04:27 PM
وَبيضٍ قَد قَعَدنَ وَكُلُّ كُحلٍ
بِأَعيُنِهِنَّ أَصبَحَ لا يَليقُ

أَضاعَ بُضوعَهُنَّ مُصابُ بِشرٍ
وَطَعنِةُ فاتِكٍ فَمَتى تُفيقُ


الخرنق بنت بدر

الحمدان
07-31-2024, 04:27 PM
أَعاذِلَتي عَلى رُزءٍ أَفيقي
فَقَد أَشرَقتِني بِالعَذلِ ريقي

أَلا أَقسَمتُ آسى بَعَد بِشرٍ
عَلى حَيًّ يَموتُ وَلا صَديقِ

فلا وأبيك آسى بعد بشرٍ
على حيٍّ يموت ولا صديقِ

وَبَعدَ الخَير عَلقَمَةَ بنِ بِشرٍ
إِذا نَزَتِ النُفوسُ إِلى الحُلوقِ

وَبَعدَ بَني ضُبَيعَةَ حَولَ بِشرٍ
كَما مالَ الجُذوعُ مِنَ الحَريقِ

ومال بنو ضبيعة بعد بشرٍ
كما مالَ الجذوع من الحلوقِ

مُنَت لَهُمُ بِوالِبَةَ المَنايا
بِجَنبِ قُلابَ لِلحَينِ المَسوقِ

فَكَم بِقُلابَ مِن أَوصالِ خِرقٍ
أَخى ثِقَةٍ وَجُمجُمَةٍ فَليقِ

نَدامى لِلمُلوكِ إِذا لَقوهُم
حُبوا وَسُقوا بِكَأسِهِمُ الرَحيقِ

هُمُ جَدَعوا الأُنوفَ وَأَوعَبوها
فَما يَنساغُ لي مِن بَعدُ ريقي


الخرنق بنت بدر

الحمدان
07-31-2024, 04:28 PM
إنَّ بَني الحِصنِ استَحلَّت دِماءَهُم
بَنو أَسَدٍ حارِبُها ثُمَّ واِلبَه

هُمُ جَدَعوا الأَنفَ الأَشَمَّ فَأَوعَبوا
وَجَبُّوا السَنامَ فَاِلتَحَوهُ وَغارِبَه

عُمَيلَةُ بَوّاهُ السِنانَ بِكَفِّه
عَسى أَن تُلاقيهِ مِنَ الدَهرِ نائِبَه


الخرنق بنت بدر

الحمدان
07-31-2024, 04:28 PM
عَدَدنا لَهُ خَمساً وَعِشرينَ حجَّةً
فَلَمّا تَوَفّاها اِستَوى سَيَّداً ضَخما

فُجِعنا بِهِ لَمّا اِنتَظَرنا إِيابَهُ
عَلى خَير حالٍ لا وَليداً وَلا قَحما


الخرنق بنت بدر

الحمدان
07-31-2024, 04:28 PM
أبلغ جذيمة إن عرضت فإنني
عمدا تركتهم عبيد سنان

لو كنت من رهط الحرامل لم أعد
وبنيت مكرمة بكل مكان

القاتلين من المناذر سبعة
فى الكهف فوق وسائد الريحان


الحارث بن ظالم المري

الحمدان
07-31-2024, 04:28 PM
إني سمعت حنّة اللفاع
في النعم المقسم الأوزاع

ناقة ما وليدة جياع
أما إذا أجدبت المراعي

فإنها تجلب في الجماع
أما إذا خصبت المراعي

فإنها تقي من النقاع
فادعي أبا ليلى ولا تراعي

ذلك راعيك فنعم الراعي
ألا يكن قام عليه ناعي

لا تؤكلي العام ولا تضاعي
منتطقا يصارم قطاع
يغري به مجامع الصداع


الحارث بن ظالم المري

الحمدان
07-31-2024, 04:29 PM
ألا لستم منا ولا نحن منكم
برئنا إليكم من لؤي بن غالب

غدونا على نشز الحجاز وأنتم
بمنشب البطحاء بين الأخاشب


الحارث بن ظالم المري

الحمدان
07-31-2024, 04:29 PM
أراني الله بالنعم المندى
ببرقة رحرحان وقد أراني

لحي الأنكدين وحي عبس
وحي نعامة وبني غدان


الحارث بن ظالم المري

الحمدان
07-31-2024, 04:29 PM
إذا فارقت ثعلبة بن سعد
وإخوتهم نسبت إلى لؤيّ

إلى نسب كريم غير دغل
وحي من كارم كل حيّ

وإن يك منهم أصلي فمنهم
قرابين الإله بني قصيّ


الحارث بن ظالم المري

الحمدان
07-31-2024, 04:29 PM
لعمري لقد حلت بي اليوم ناقتي
على ناصر من طيء غير خاذل

فأصبحت جارا للمجرة فيهم
على باذخ يعلو يد المتطاول

إذا اجأ لفت علي شعابها
وسلمى فأنى أنتم من تناولي


الحارث بن ظالم المري

الحمدان
07-31-2024, 04:30 PM
همت عكابة أن تضيم لجيما
فأبت لجيم ما تقول عكابه

فما سقي بجيرا من رحيق مدامة
واسقي الخفير وطهري أثوابه

جاءت حنيفة قبل جيئة يشكر
كلا وجدنا أوفياء ذؤابه


الحارث بن ظالم المري

الحمدان
07-31-2024, 04:30 PM
يكلفني الكندي سير تنوفة
أكابد فيها كل ذي ضبة مثري

وأقبل دوني جمع ذهل كأنني
فلاة لذهل والزعانف من عمرو

ودوني ركب من لجيم مصمم
وزبان جاري والخفير على بكرِ

لعمري لا أخشى ظلامة ظالم
وسعد بن عجل مجمعون على نصري


الحارث بن ظالم المري

الحمدان
07-31-2024, 04:30 PM
أبلغ لديك بني قيس مغلغلة
إني أقسم فى هزان أرباعا

ابنا حلاكة باعاني بلا ثمن
وباع ذو آل هزان بما باعا

يا ابنا حلاكة لما تأخذا ثمني
حتى أقسم أفراسا وأدراعا

قتادة الخير نلتني حذيته
وكان قدما إلى الخيرات طلاعا


الحارث بن ظالم المري

الحمدان
07-31-2024, 04:30 PM
أتاني عن قيس بني زهير
مقالة كاذب ذكر التبولا

فلو كنتم كما قلتم لكنتم
لقاتل ثأركم حرزا أصيلا

ولكن قلتم جاور سوانا
فقد جللنا حدثا جليلا

ولو كانوا همو قتلوا أخاكم
لما طردوا الذي قتل القتيلا


الحارث بن ظالم المري

الحمدان
07-31-2024, 04:33 PM
ألا سائل النعمان إن كنت سائلا
وحي كلاب هل فتكت بخالد

عشوت عليه وابن جعدة دونه
وعروة يكلا عمه غير راقد

وقد نصبا رجلا فباشرت جوزه
بكلكل مخشي العداوة حارد

فأضربه بالسيف يافوخ رأسه
فصمم حتى نال نوط القلائد

وأفلت عبد الله مني بذعرة
وعروة من بعد ابن جعدة شاهدي


الحارث بن ظالم المري

الحمدان
07-31-2024, 04:39 PM
تعلم أبيت اللعن أني فاتك
من اليوم أو من بعده بابن جعفر

أخالد قد نبهتني غير نائم
فلا تأمنن فتكي يد الدهر واحذر

أعيرتني إن نلت منا فوارسا
غداة حراض مثل جنان عبقر

أصابهم الدهر الختور بخثرة
ومن لا يق الله الحوادث يعثر

فعلك يوما أن تنوء بضربة
بكف فتى من قومه غير جيدر

يغض بها عليا هوازن والمنى
لقاء أبي جزء بأبيض مبتر


الحارث بن ظالم المري

الحمدان
07-31-2024, 04:39 PM
لعمري لقد جاورت في حي وائل
ومن وائل جاورت فى حي تلب

فأصبحت فى حي الأراقم لم يقل
من القوم يا حار بن ظالم اذهب

وقد كان ظني إذ عقلت إليكم
بني عدس ظني بأصحاب يثرب

غداة أتاهم تبع في جنوده
فلم يسلموا المرءين من حي يحصب

فإن تك في عليا هوازن شوكة
تخاف ففيكم حد ناب ومخلب

وإن يمنع المرء الزراري جاره
فأعجب بها من حاجب ثم أعجب


الحارث بن ظالم المري

الحمدان
07-31-2024, 04:40 PM
ألا أبلغ النعمان عني رسالة
فكيف بخطاب الخطوب الأعاظم

وأنت طويل البغي أبلخ معور
فزوع إذا ما خيف إحدى العظائم

فما غره والمرء يدرك وتره
بأروع ماضي الهم من آل ظالم

أخي ثقة ماضي الجنان مشيع
كميش التوالي عند صدق العزائم

فأقسم لولا من تعرض دونه
لعولي بهدي الحديدة صارم

فأقتل أقواما لئاما أذلة
يعضون من غيظ أصول الأباهم

تبنى سنان ضلة أن يخيفني
ويأمن ما هذا بفعل المسالم

تمنيت جهدا أن تضيع ضلامتي
كذبت ورب الراقصات الرواسم

يمين امرئ لم يرضع اللؤم ثديه
ولم تتكنفه عروق الألائم


الحارث بن ظالم المري

الحمدان
07-31-2024, 04:40 PM
اعزفا لي بلذة قينتيا
قبل أن يبكر المنون عليا

قبل أن تبكر العواذل إني
كنت قدما لأمرهن عصيا

ما أبالي أراشدا فاصبحاني
حسبتني عواذلي أم غويا

بعد ألا أصر لله إثما
في حياتي ولا أخون صفيا

من سلاف كأنها دم ظبي
فى زجاج تخاله رازقيا

بلغتنا مقالة المرء عمرو
فأنفنا وكان ذلك بديا

قد هممنا بقتله وبرزنا
فلقيناه ذا سلاح كميا

غير ما نائم تعلل بال
حلم معدا بكفه مشرفيا

فمننا عليه بعد علو
بوفاء وكنت قدما وفيا

ورجعنا بالصفح عنه وكان
المن منا عليه بعد تليا


الحارث بن ظالم المري

الحمدان
07-31-2024, 04:40 PM
قفا فاسمعا أخبركما إذ سألتما
محارب مولاه وثكلان نادم

فأقسم لولا من تعرض دونه
لخالطه صافي الحديدة صارم

حسبت أبا قابوس أنك سالم
ولما تصب ذلا وانفك راغم

فإن تك أذواد أصبن وصبية
فهذا ابن سلمى رأسه متفاقم

علوت بذي الحيات مفرق رأسه
وهل يركب المكروه إلا الأكارم

فتكت به كما فتكت بخالد
وكان سلاحي تحتويه الجماجم

أخصيي حمار بات يكدم نجمة
أتا كل جاراتي وجارك سالم

تمنيته جهرا على غير ريبة
أحاديث طسم إنما أنت حالم

بدأت بهذى ثم اثني بهذه
وثالثة تبيض منها المقادم

شفيت غليل الصدر منه بضربة
كذلك يأبى المغضبون القماقم


الحارث بن ظالم المري

الحمدان
07-31-2024, 04:40 PM
نأت سلمى وأمست في عدو
تحث إليهم القلص الصعابا

وحل النعف من قنوين أهلي
وحلت روض بيشة فالربابا

وقطع وصلها سيفي وإني
فجعت بخالد عمدا كلابا

وإن الأحوصين تولياها
وقد غضبا علي فما أصابا

على عمد كسوتهما قبوحا
كما أكسو نساءهما السلابا

وإني يوم غمرة غير فخر
تركت النهب والأسرى الرغابا

فلست بشاتم أبدا قريشا
مصيبا رغم ذلك من أصابا

فما قومي بثعلبة بن سعد
ولا بفزارة الشعرى رقابا

وقومي إن سألت بنو لؤي
بمكة علموا الناس الضرابا

سفهنا باتباع بني بغيض
وترك الأقربين بنا انتسابا

سفاهة فارط لما تروى
هراق الماء واتبع السرابا

لعمرك إنني لأحب كعبا
وسامة أخوتي حبي الشرابا

فما غطفان لي بأب ولكن
لؤي والدي قولا صوابا

فلما إن رأيت بني لؤي
عرفت الود والنسب القرابا

رفعت الرمح إذ قالوا قريش
وشبهت الشمائل والقبابا

صحبت شظية منهم بنجد
تكون لمن يحاربهم عذابا

وحش رواحة القرشي رحلي
بناقته ولم ينظر ثوابا

كأن السيف والانساع منها
وميثرتي كسين أقب جابا

فيا لله لم أكسب أثاما
ولم أهتك لذي رحم حجابا

أقاموا للكتائب كل يوم
سيوف المشرفية والحرابا

فلو أني أشاء لكنت منهم
وما سيرت اتبع السحابا

ولا قظت الشربة كل يوم
أعدى من مياههم الذبابا

مياها ملحة بمبيت سوء
لبيت سقا بهم صردى سغابا

كأن التاج معقود عليهم
إذا وردت لقاحهم شزابا


الحارث بن ظالم المري

الحمدان
07-31-2024, 04:41 PM
أكنت تحسَبُ أنّى قابلٌ غِيَراً
من مالك لا وربِّ الحِلِّ والحَرمِ

ما كنتُ أقبلُ ضيماً في محافظة
حتى أُغيَّبَ في ملحودةِ الرَّجَمِ


الحارث بن الحصين

الحمدان
07-31-2024, 04:41 PM
وآليْتُ لا أعطيكَ قسْراً ظُلامةً
ولا طائِعاً ما قدَّمَتْ رجْلَها قَدَمْ

ولا الدهرَ حتى تمسحَ النجمَ قاعدا
وتنْزِعَ أصلَ المرْخِ من جانِبَيْ أَصَمْ


الحارث بن الحصين

الحمدان
07-31-2024, 04:41 PM
أَكَلتُ شَبابي فَأَفنَيتُهُ
وَأَفنَيتُ بَعدَ شُهورٍ شُهورا

ثَلاثَةُ أَهلينَ صاحَبتُهُم
فَباتوا وَأَصبَحتُ شَيخاً كَبيرا

قَليلَ الطَعامِ عَسيرَ القِيا
مِ قَد تَرَكَ القَيدُ خَطوي قَصيرا

أَبيتُ أُراعي نُجومَ السَماءِ
اُقَلِّبُ أَمري بُطوناً ظُهورا


الحارث المذحجي

الحمدان
07-31-2024, 04:42 PM
بَنِيَّ اِهتَدوا في ما اِهتَدَيتُ سَبيلَهُ
فَأَكرَمُ هَذا الناسَ مَن كانَ هادِيا

عَنَيتُ زَماناً لَستُ أَعرِفُ ما الهُدى
وَقَد كانَ ذاكُم ضَلَّةً مِن ضَلالِيا

فَلَمّا أَرادَ اللَهُ رُشدي وَزُلفَتي
أَضاءَ سَبيلَ الحَقِّ لي وَهَدانِيا

فَأَلقَيتُ عَنّي الغَيَّ لِلرُشدِ وَالهُدى
وَيَمَّمتُ نوراً لِلحَنيفَةِ بادِيا

وَصِرتُ إِلى عيسى بنُ مَريَمَ هادِيا
رَشيداً فَسَمّاني المَسيحُ حَوارِيا

بَنِيَّ اِتَّقوا اللَهَ الَّذي هُوَ رَبُّكُم
بَراكُم لَهُ فيما بَرا وَبَرانِيا

لِنَعبُدَهُ سُبحانَهُ دونَ غَيرِهِ
لِنَستَدفِعَ البَلوى بِهِ وَالدَواهِيا

وَنُؤمِنَ بِالإِنجيلِ وَالصُحُفِ الَّتي
بِها يَهتَدي مَن كانَ لِلوَحيِ تالِيا

بَنِيَّ صَحِبتُ الناسَ ثُمَّ خَبِرتُهُم
فَأَفضُلُهُم أَلفَيتُ مَن كانَ واعِيا

وَأَلفَيتُ أَسناهُم مَحَلّاً وَمَنصِباً
رَشيداً عَنِ الفَحشاءِ وَالإِفكِ ناِهِيا

وَأَلفَيتُ أَوهاهُم لَدى كُلِّ أَمرَةٍ
مُضِلّاً لِتَضلالِ العَشيرَةِ غاوِيا

بَنِيَّ اِحفَظوا لِلجارِ واجِبَ حَقِّهِ
وَلا تَسلِموا في النائِباتِ المَوالِيا

وَشُبّوا عَلى فَرعِ اليَفاعَةِ نارَكُم
لِيَأتيها الضَيفُ الَّذي باتَ سارِيا

وَلا تَبدأوا بِالحَربِ مَن لَم يَكُن لَكُم
مِنَ الناسِ لِلعُدوانِ وَالظُلمِ بادِيا

وَمَهما اِزدَرَعتُم يابَنِيَّ فَإِنَّهُ
سَيُحصَدُ يَوماً بَذرُ ما كانَ زاكِيا


الحارث المذحجي

الحمدان
07-31-2024, 04:42 PM
إِذا حَلَلتُ بِجوداتٍ ودارتِها
وحالَ دوني من حوَّاءَ عِرنينُ

عَرفتُمُ أنَّ حَقِّي غيرُ مُنتَزعٍ
وأنَّ سِلمَكُمُ سلمٌ لها حينُ


الجميح الأسدي

الحمدان
07-31-2024, 04:42 PM
يا جارَ نَضلَةَ قد أنى لكَ أن
تَسعَى بجارِكَ في بَني هِدمِ

مُتنَظِّمينَ جِوارَ نَضلَةَ يا
شاهَ الوجُوهُ لذلكَ النَّظمِ

وبنو رَواحَةَ يَنظُرونَ إذا
نَظَرَ النَّدِيُّ بآنُفٍ خُثمِ

حاشى أبا ثَوبَانَ إن أبا
ثَوبانَ ليسَ ببُكمَةٍ فَدمِ

عَمرو بن عبدِ اللَّه إنَّ بهِ
ضَنّا عن الملحاةِ والشَّتمِ

لا تَسقِني إن لم أُزِر سَمَراً
غَطفانَ مَوكِبَ جَحفَلٍ دُهمِ

جبه إذا ابتَدوا قنابلَه
كنَشاصِ نوءِ المِرزَمِ السَّجمِ

صجر يغصُّ به الفضاء له
سَلَفٌ يَمورُ عَجاجهُ فَخمِ

ينعونَ نَضلة بالرِّماحِ على
جُردٍ تَكَدَّس مِشيَةَ العُصمِ

مِن كُلِّ مُشتَرفٍ ومُدمَجَةٍ
كالكَرِّ مِن كُمتٍ ومِن دُهمِ

حتَّى أجازِي بالذِي اجتَرمت
عَبسٌ بأسوأ ذلك الجُرمِ

يا نَضل للضَّيفِ الغَريبِ وللجارِ
المضيمِ وحامِلِ الغُرمِ

أو مَن لأشعَثَ بعلِ أرملةٍ
مثلِ البليةِ سَملةِ الهِدمِ


الجميح الأسدي

الحمدان
07-31-2024, 04:42 PM
أَعامِرُ إنَّا لو نَشاءُ لَغُرتُمُ
كَمَا غار مِن شَمسِ النَّهارِ نُجومُهَا

إلى أَيِّما الحَيَّينِ تُركُوا فإِنَّكُم
ثفالُ الرَّحَى مِن تَحتِها لا يَريمُها

وإنَّ بِأَطرافِ المُلَيلِ لَنِسوةً
ذَلولاً بأَردافٍ ثِقالٍ رَسِيمُهَا


الجميح الأسدي

الحمدان
07-31-2024, 04:43 PM
في كفِّهِ لَدنَةٌ مُثَقَّفَةٌ
فيها سِنانٌ مُحَرَّبٌ لَحِمُ

لو خافَكُم خالدُ بنُ نَضلَةَ نَج
جَتهُ سَبوحٌ عِنانُها خَذِمُ

جَرداءُ كالصَّعدَةِ المُقامَةِ لا
قُرُّ زَوَى متنَها ولا حَرِمُ

والحارِثُ المُسمِعُ الدُّعاءَ وفي
أَصحابِهِ مَلجَأٌ ومُعتَصَمُ

يَعدو بِه قارحٌ أجَشُّ يَسُودُ
الخَيلَ نهدٌ مُشاشُهُ زَهِمُ

مُدَّرِعاً رَيطةً مُضاعفَةً
كالنَّهيِّ وفي سَرارَهُ الرِّهَمُ

فِدى لِسلمى ثَوبايَ إذ دَنِسَ ال
قَومُ وإذ يَدسِمُونَ ما دَسَمُوا

أَنتُم بَنو المرأةِ التي زَعَمَ الن
ناسُ عليها في الغَيِّ ما زَعَمُوا

يَمرَجُ جارُ استِها إذا وَلَدَت
يَهدِرُ مِن كلِّ جانِبٍ خُصُمُ

وأُمُّها خَيرَةُ النِّساءِ على
ما خانَ مِنها الدِّحاقُ والأتَمُ

تشمِذُ بالدِّرعِ والخِمارِ فلا
تَخرُجُ من جَوفِ بَطنِها الرَّحِمُ


الجميح الأسدي

الحمدان
07-31-2024, 04:43 PM
سائل مَعدّاً مَن الفَوارِسُ لا
أَوفَوا بِجيرانِهِم ولا غَنِمُوا

يَعدُو بِهم قُرزُلٌ ويَستَمِعُ الن
ناسُ إِليهم وتخفِقُ اللِّمَمُ

رَكضاً وَقد غادَرُوا رَبيعةَ في ال
أثآرِ لمَّا تَقارَبَ النَّسَمُ


الجميح الأسدي

الحمدان
07-31-2024, 04:43 PM
هَل غَيرُ أن كَثُرَ الأشرُّ وأَهلَكَت
حَربُ الصَّديقِ أَكاثِرَ الأَموالِ

وَلقيتُ ما لَقِيَت مَعَدٌّ كُلُّها
وفَقَدتُ راحِي في الشَّبابِ وخَالي


الجميح الأسدي

الحمدان
07-31-2024, 04:44 PM
أَمسَت أُمامَةُ صَمتاً ما تكلِّمُنا
مجنونةٌ أم أحسَّت أهلَ خَرُّوبِ

مرَّت براكب ملهُوزٍ فقال لها
ضُرِّي الجُميحَ ومَسيهِ بِتَعذيبِ

ولو أصابت لقالت وهي صادقَةٌ
إن الرياضَةَ لا تُنصِبكَ للشيبِ

يأبَى الذكاءُ ويأبى أنَّ شَيخكُمُ
لن يُعطِيَ الآنَ عَن ضربٍ وتأديبِ

أمَّا إذا حرَدت حردِي فمُجريَةٌ
جَرداءُ تمنعُ غيلاً غيرَ مقرُوبِ

وإن يَكن حادِث يُخشى فَذو علَقٍ
تَظلُّ تزبُرُهُ مِن خشيَةِ الذِّيبِ

فإن يكن أهلُها حَلُّوا على قِضَةٍ
فإنَّ أهلي الأُلى حلُّوا بمَلحُوبِ

لمّا رأت إبلي قَلَّت حَلُوبتُها
وكُلُّ عامٍ عَليها عامُ تَجنِيبِ

أبقى الحَوادث منها وهيَ تَتبعُهَا
والحقَّ صِرمَةَ راعٍ غيرِ مَغلُوبِ

كأنَّ راعِينَا يَحدُو بها حُمُراً
بَينَ الأَبارِقِ من مَكرانَ فاللُّوبِ

فإن تَقَرِّي بِنا عَيناً وتَحتفِضِي
فِينا وَتنتَظِري كَرِّي وتَغريبي

فاقنَي لعلَّك أن تَحظَي وَتحتَلِبي
في سَحبَلٍ مِن مُسُوكِ الضَّأنِ مَنجُوبِ


الجميح الأسدي

الحمدان
07-31-2024, 04:44 PM
نَفسي الفِداءُ لِمَن لمَّا تَكاءَدَني
كَسبُ الجِيادِ حَشا سَرجِي بِمَرهُوبِ

وقلتِ الخيلُ عندي واختلَلتُ لها
وخصَّني الشِّركَ أربابُ المَناجيبِ

هذا الثناءُ وإن تَجلُبكَ مأرَبَةٌ
في المالِ ذا نَكبةٍ أو غيرَ مَنكُوبِ

اصبر لها وتَجدني دائِماً خُلُقِي
والقَولُ منه كثيرٌ غيرُ مَرقُوبِ


الجميح الأسدي

الحمدان
07-31-2024, 04:44 PM
أَرى الحِرصَ يَدعوني فَاِتبَعُ صَوتَهُ
وَيَزجُرُني اليَأسُ الخَفِيُّ مُداخِلُه

فَلا الحِرصُ يُغنيني وَلا اليَأسُ مانِعي
نَصيبي مِنَ الشَيءِ الَّذي أَنا نائِلُه

يُرَجّونَ أَيّامَ السَلامَةِ وَالغِنى
وَتَغتالُهُم دونَ الرَجاءِ غَوائِلُه

وَبالِغٌ أَمرٍ كانَ يَأمَلُ دونَهُ
وَمُختَلِجٍ مِن دونِ ما كانَ يامُلُه


الجراح الهمداني

الحمدان
07-31-2024, 04:44 PM
عمرك لَو أصبحتُ في دارِ منقذٍ
لَما ضيمَ سعدٌ وهو جارٌ لأبياتي

وَلَكنّني أَصبحتُ في دارِ غربةٍ
مَتى يعدُ فيها الذئبُ يعدُ عَلى شاتي

فَيا سعدُ لا تغرر بِنَفسك واِرتَحل
فَإنّك في قومٍ عنِ الجارِ أمواتِ

وَدونك أَذوادي فإنّي عنهمُ
لَراحلةٌ لا يَفقدوني بنيّاتي

وَسر نَحوَ جُرم إن جرماً أعزّةٌ
وَلا تكُ فيهم لاهياً بين نسواتِ

إِذا لَم يَقوموا لي بِثأري وَيَصدقوا
طِعانهم وَالضربَ في كلّ غاراتِ

فَلا آبَ ساعيهم ولا سدَّ فَقرهم
وَلا زالَ في الدنيا لَهم شرّ نكباتِ


البسوس بنت منقذ التميمية

الحمدان
07-31-2024, 04:45 PM
صَحَوتُ وَزايَلَني باطِلي
لَعَمرُ أَبيكَ زِيالاً طَويلا

وَأَصبَحتُ لا نَزِقاً بِاللِحاءِ
وَلا لِلُحومِ صَديقي أَكولا

وَلا سابِقي كاشِحٌ نازِحٌ
بِذَحلٍ إِذا ما طَلَبتُ الذُحولا

فَأَصبَحتُ أَعدَدتُ لِلنائِبا
تِ عِرضاً بَريئاً وَعَضباً صَقيلا

وَوَقعَ لِسانٍ كَحَدِّ السِنانِ
وَرُمحاً طَويلَ القَناةِ عَسولا

وَسابِغَةً مِن جِيادِ الدُرو
عِ تَسمَعُ لِلسَيفِ فيها صَليلا

كَماءِ الغَديرِ زَفَتهُ الدَبورُ
يَجُرُّ المُدَجِّجُ مِنها فُضولا


البُرجُمي

الحمدان
07-31-2024, 04:45 PM
أَجُبَيلُ إِنَّ أَباكَ كارِبُ يَومِهِ
فَإِذا دُعيتَ إِلى العَظائِمِ فَاِعجَلِ

أوصيكَ إيصاءَ اِمرِئٍ لَكَ ناصِحٍ
طَبِنٍ بِرَيبِ الدَهرِ غَيرِ مُغَفَّلِ

اللَهَ فَاِتَّقِهِ وَأَوفِ بِنَذرِهِ
وَإِذا حَلَفتَ مُمارِياً فَتَحَلَّلِ

وَالضَيفَ أَكرِمهُ فَإِنَّ مَبيتَهُ
حَقٌّ وَلا تَكُ لُعنَةً لِلنُزَّلِ

وَاِعلَم بَأَنَّ الضَيفَ مُخبِرُ أَهلِهِ
بِمَبيتِ لَيلَتِهِ وَإِن لَم يُسأَلِ

وَدَعِ القَوارِصَ لِلصَديقِ وَغَيرِهِ
كَي لا يَرَوكَ مِنَ اللِئامِ العُزَّلِ

وَصِلِ المُواصِلَ ما صَفا لَكَ وُدُّهُ
وَاِحذَر حِبالَ الخائِنِ المُتَبَدِّلِ

وَاِترُك مَحَلَّ السَوءِ لا تَحلُل بِهِ
وَإِذا نَبا بِكَ مَنزِلٌ فَتَحَوَّلِ

دارُ الهَوانِ لِمَن رَآها دارَهُ
أَفَراحِلٌ عَنها كَمَن لَم يَرحَلِ

وَإِذا هَمَمتَ بِأَمرِ شَرٍّ فَاِتَّئِد
وَإِذا هَمَمتَ بِأَمرِ خَيرٍ فَاِفعَلِ

وَإِذا أَتَتكَ مِنَ العَدُوِّ قَوارِصٌ
فَاِقرُص كَذاكَ وَلا تَقُل لَم أَفعَلِ

وَإِذا اِفتَقَرتَ فَلا تَكُن مُتَخَشِّعاً
تَرجو الفَواضِلَ عِندَ غَيرِ المُفضِلِ

وَإِذا لَقيتَ القَومَ فَاِضرِب فيهِمُ
حَتّى يَرَوكَ طِلاءَ أَجرَبَ مُهمَلِ

وَاِستَغنِ ما أَغناكَ رَبُّكَ بِالغِنى
وَإِذا تُصِبكَ خَصاصَةٌ فَتَجَمَّلِ

وَاِستَأنِ حِلمَكَ في أَمورِكَ كُلِّها
وَإِذا عَزَمتَ عَلى الهَوى فَتَوَكَّلِ

وَإِذا تَشاجَرَ في فُؤادِكَ مَرَّةً
أَمرانِ فَاِعمِد لِلأَعَفِّ الأَجمَلِ

وَإِذا لَقيتَ الباهِشينَ إِلى النَدى
غُبراً أَكُفُّهُم بِقاعٍ مُمحِلِ

فَأَعِنهُمُ وَأَيسِر بِما يَسَروا بِهِ
وَإِذا هُمُ نَزَلوا بِضَنكٍ فَاِنزِلِ


البُرجُمي

الحمدان
07-31-2024, 04:45 PM
كَم باكِياتٍ تُرى يَرثينَ في أَسَدٍ
وَنادِباتٍ بِحَسراتٍ لِغَرسانِ

لَهفي عَلَيهِ ثَوى في مَوطِنٍ خَشِنٍ
بَينَ الجِيادِ بِأَسيافٍ وَمُرّانِ

وَالخَيلُ تُقرَعُ عَرضاً في أَعِنَّتِها
وَالأَرضُ تَقذِفُ سَيلاً مِن دَمٍ قانِ

فَذاكَ مَشرَعُ آبائي الأُلى سَلَفوا
بَينَ المَعارِكِ مِن شيبٍ وَشُبّانِ


البراق

الحمدان
07-31-2024, 04:46 PM
بَكَيتُ لِغَرسانٍ وَحَقَّ لِناظِري
بُكاءُ قَتيلِ الفُرسِ إِذ كانَ نائِيا

بَكَيتُ عَلى واري الزَنادِ فَتى الوَغى السْ
سَريعِ إِلى الهَيجاءِ إِن كانَ عادِيا

إِذا ما عَلا نَهداً وَعَرَّضَ ذابِلاً
وَقَحَّمَ بَكرِيّاً وَهَزَّ يَمانِيا

فَأَصبَحَ مُغتالاً بِأَرضٍ قَبيحَة
عَلَيها فَتىً كَالسَيفِ فاتَ المُجارِيا

وَقَد أَصبَحَ البَرّاقُ في دارِ غُربَةٍ
وَفارَقَ إِخواناً لَهُ وَمَوالِيا

حَليفُ نَوىً طاوي حَشاً سافِحٌ دَماً
يُرَجِّعُ عَبَراتِ يَهِجنَ البَواكِيا

فَمَن مُبلِغٌ عَنّي كَريمَةَ أَمَّهُ
لِتَندُبَ غَرساناً وَبَرّاقَ ثانِيا


البراق

الحمدان
07-31-2024, 04:46 PM
تَوَلَّت رِجالي بِالغَنائِمِ وَالغِنى
مُزَجّينَ لِلأَجمالِ مِن رَمَلانِ

وَنادوا نِداءً بِالرَحيلِ فَلَم أُطِق
إِياباً وَصِنوي في المَعارِكِ فانِ

أَؤوبُ إِلى أُمّي سَليماً مُكَرَّماً
وَغَرسانُ مَقتولٌ بِدارِ هَوانِ

أَأَترُكُ مَن لا يَترُكُ الدَهر طاعَتي
مُلَبٍّ لَما أَدعو بِكُلِّ لِسانِ

أَخي وَمُعيني في الخُطوبِ وَصاحِبي
بِكُلِّ إِغاراتي بِحَدِّ سَنانِ

فَلَمّا دَعاني يا اِبنَ رَوحانَ لَم أَخِم
وَقَوَّمتُ عَسّالي وَصَدرَ حِصاني

طَعَنتُ بِنَصلِ الرُمحِ جَبهَةَ مالِكٍ
وَغَيَّبتُهُ فيهِ بِغَيرِ تَوانِ

وَجَندَلتُ عَمّاراً بِضَربَةِ صارِمٍ
وَمَزَّقتُ شَملَ الجُندِ بِالخَولانِ


البراق

الحمدان
07-31-2024, 04:46 PM
عَبَرتُ بِقَومي البَحرَ أَنزِفُ ماءَهُ
وَهَل يَنزِفَنَّ البَحرَ يا قَومُ نازِفُ

وَيَومَ اِلتَقَينا ظِلَّ يَومٍ عَصَبصَبٍ
وَفيهِ غُبارٌ ثائِرٌ وَعَواصِفُ

وَضَربٌ يَقُدُّ الهامَ بِالبيضِ موجِعٌ
وَفيهِ الجِيادُ السابِحاتُ زَواحِفُ

إِذا قيلَ قَد وَلَّت هَزيماً فَإِنَّها
بِقَدرِ لِحاظِ الطَرفِ مِنكَ عَواطِفُ

وَظَلَّ لَها يَومٌ يُجَمِّعُ هَبوَةً
بِها يُبتَنى سَقفٌ مِنَ الأُفقِ واقِفُ

وَدارَت رَحى الحَربِ المُشيبَةِ لِلفَتى
وَهالَت ذَوي الأَلبابِ تِلكَ المواقِفُ

بِها نَغَمُ الأَسيافِ تَنطِقُ بِالطُلى
فَصيحاتُ حَدٍّ ثائِراتٌ خَفائِفُ

فَآبَت إلى ما يَستَشيرُ بَني أَبي
وَيُنهِضُها الشُمُّ الكِرامُ الغَطارِفُ


البراق

الحمدان
07-31-2024, 04:46 PM
أَمِن دونِ لَيلى عَوَّقَتنا العَوائِقُ
جُنودٌ وَقَفرٌ تَرتَعيهِ النَقانِقُ

وَعجمٌ وَأَعرابٌ وَأَرضٌ سَحيقَةٌ
وَحِصنٌ وَدورٌ دونَها وَمَغالِقُ

وَغَرَّبَها عَنّي لَكيزٌ بِجَهلِهِ
وَلَمّا يَعُقهُ عِندَ ذَلِكَ عائِقُ

وَقَلَّدَني ما لا أُطيقُ إِذا وَنَت
بَنو مُضَرَ الحُمرُ الكِرامُ الشَقائِقُ

وَإِنّي لَأَرجوهُم وَلَستُ بِآئِسٍ
وَإِنّي بِهِم يا قَومُ لا شَكَّ واثِقُ

فَمَن مُبلِغٌ بُردَ الإِيادي وَقَومَهُ
بِأَنّي بِثاري لا مَحالَةَ لاحِقُ

سَتُسعِدُني بيضُ الصَوارِمِ وَالقَنا
وَتَحمِلُني اِلقُبُّ العِتاقُ السَوابِقُ

رَمى اللَهُ مَن يَرمي الكَعابَ بِريبَةٍ
وَمَن هُوَ بِالفَحشاءِ وَالمَكرِ ناطِقُ


البراق

الحمدان
07-31-2024, 04:47 PM
لَأُفرِجَنَّ اليَومَ كُلَّ الغُمَمِ
مَن سَبيِهِم في اللَيلِ بيضَ الحُرَمِ

صَبراً إِلى ما يَنظُرونَ مُقدَمي
إِنّي أَنا البَرّاقُ فَوقَ الأَدهَمِ

لَأُرجِعَنَّ اليَومَ ذاتَ المبسِمِ
بِنتَ لُكَيزَ الوائِلِيِّ الأَرقَمِ


البراق

الحمدان
07-31-2024, 04:47 PM
لَم يَبقَ يا وَيحَكُم إِلّا تَلاقيها
وَمُسعَرُ الحَربِ لاقيها وَآتيها

لا تَطمَعوا بَعدَها في قَومِكُم مُضَرٍ
مِن بَعدِ هَذا فَوَلّوها مَواليها

فَمَن بَقِي مِنكُمُ في هَذِهِ فَلَهُ
فَخرُ الحَياةِ وَإِن طالَت لَياليها

وَمَن يَمُت ماتَ مَعذوراً وَكانَ لَهُ
حُسنُ الثَناءِ مُقيماً إِذا ثَوى فيها

إِن تَترُكوا وائِلاً لِلحَربِ يا مُضَرٌ
فَسَوفَ يَلقاكُمُ ما كانَ لاقيها

يا أَيُّها الراكِبُ المُجتازُ تَرفُلُ في
حَزنِ البِلادِ وَطَوراً في صَحاريها

أَبلِغ بَني الفُرسِ عَنّا حينَ تَبلُغُهُم
وَحَيَّ كَهلاانَ أَنَّ الجُندَ عافيها

لابُدَّ قَومِيَ أَن تَرقى وَقَد جَهَدَت
صَعبَ المَراقي بِما تَأبى مَراقيها

أَمّا إِيادٌ فَقَد جاءَت بِها بِدَعاً
في ما جَنى البَعضُ إِذما البَعضُ راضيها


البراق

الحمدان
07-31-2024, 04:47 PM
فَإِن تَسيروا إِلَينا تَرفِدوا عَجَلاً
ضَرباً يَظَلُّ عَلى هاماتِكُم يَقِدُ

وَإِن وَقَفتُم فَإِنّا سائِرونَ لَكُم
يا آلَ خالي بِجُردِ الخَيلِ تَنجَرِدُ


البراق

الحمدان
07-31-2024, 04:47 PM
دَعاني سَيِّدُ الحَيَّينِ مِنّا
بَني أَسَدَ السَمَيذَعُ لِلمُغارِ

يَقودُ إِلى الوَغى ذُهلاً وَعِجلاً
بَني شَيبانَ فُرسانَ الوَقارِ

وَآلَ حَنيفَةٍ وَبَني ضُبَيعٍ
وَأَرقَمَها وَحَيَّ بَني ضِرارِ

وَشوساً مِن بَين جُشَمٍ تَراها
غَداةَ الرَوعِ كَالأُسدِ الضَواري

وَقَومَ بَني رَبيعَةَ آلَ قَومي
تَهَيّأوا لِلتَحِيَّةِ وَالمَزارِ

إِلى أَخوالِهِم طَيٍّ فَأَهدَوا
لَهُم طَعناً مِنَ العُنوانِ واري

صَبَحناهُم عَلى جُردٍ عِتاقٍ
بِأَسيافٍ مُهَنَّدَةٍ قَواري

وَلَولا صائِحاتٌ اَسعَفَتهُم
جَهاراً بِالصُراخِ المُستَجارِ

لَمّا رَجَعوا وَلا عَطَفوا عَلَينا
وَخافوا ضَربَ باتِرَةِ الشِفارِ

فَيا لَكَ مِن صُراخٍ وَاِفتَضاحٍ
وَنَقعٍ ثائِرٍ وَسطَ الدِيارِ

عَلى قُبٍّ مُسَوَّمَةٍ عِتاقٍ
مُقَلَّدَةٍ أَعِنَّتَها كِبارِ

فَتَعطِفُ بِالقَنا في كُلِّ صُبحٍ
وَتَحمِلُ في العَجاجَةِ وَالغُبارِ

وَقَد زُرنا الضُحاةَ بَني لُهَيمٍ
فَأَحدَرناهُمُ في كُلِّ عارِ

فَيَمَّمتُ السَنانَ لِصَدرِ عَمرٍو
فَطاحَ مُجَندَلاً في الصَفِّ عاري

وَقَد جادَت يَدايَ عَلى خَميسٍ
بِضَربَةِ باتِرِ الحَدَّينِ فاري

وَأَفلَت فارِسُ الجُرّاحِ مِنّي
لَضَربَةِ مُنصُلٍ فَوقَ السُواري

فَقُل لِاِبنِ الذُعَيرِ النَذلِ هَلّا
تَصَبَّرُ الوَغى مِثلَ اِصطِباري

أَلَم أَدعوهُ في سَبقٍ فَوَلّى
كَمِثلِ الكَبشِ يَأذَنُ بِالحِذارِ

أَنا اِبنُ الشُمِّ مِن سَلَفي نِزارٍ
كَريمِ العِرضِ مَعروفِ النِجارِ

وَحَولي كُلُّ أَروَعَ مائِلِيٍّ
سَديدِ الرَأيِ مَشدودِ الإِزارِ


البراق

الحمدان
07-31-2024, 04:48 PM
أَقولُ لِنَفسي مَرَّةً بَعدَ مَرَّةٍ
وَسُمرُ القَنا في الحَيِّ لا شَكَّ تَلمَعُ

أَيا نَفسُ رِفقاً في الوَغى وَمَسَرَّةً
فما كَأسُها إِلّا مِنَ السُمِّ يُنقَعُ

إِذا لَم أَقُد خَيلاً إِلى كُلِّ ضَيغَمٍ
فَآكُلَ مِن لَحمِ العُداةِ وَأَشبَعُ

فَلا قُدتُّ مِن أَقصى البَلادِ طَلائِعاً
وَلا عِشتُ مَحموداً وَعَيشي مُوَسَّعُ

إِذا لَم أَطَأ طَيّاً وَأَحلافَها مَعاً
قُضاعَةَ بِالأَمرِ الَّذي يُتَوَقَّعُ

فَسيروا إِلى طَيٍّ لِنُخلي دِيارَهُم
فَتُصبِحَ مِن سُكّانِها وَهيَ بَلقَعُ


البراق

الحمدان
07-31-2024, 04:48 PM
لَعَمري لَستُ أَترُكُ آلَ قَومي
وَأَرحَلُ عَن فَنائي أَو أَسيرُ

بِهِم ذُلّي إِذا ما كُنتُ فيهِم
عَلى رَغمِ العِدى شَرَفٌ خَطيرُ

أَأَنزِلُ بَينَهُم إِن كانَ يُسرٌ
وَأَرحَلُ إِن أَلَمَّ بِهِم عَسيرُ

وَأَترُكُ مَعشَري وَهُمُ أُناسٌ
لَهُم طَولٌ عَلى الدُنيا يَدورُ

أَلَم تَسمَع أَسِنَّتَهُم لَها في
تَراقِيَكُم وَأَضلُعِكُم صَريرُ

فَكُفَّ الكَفَّ عَن قَومي وَذَرهُم
فَسَوفَ يَرى فِعالَهُمُ الضَريرُ


البراق

الحمدان
07-31-2024, 04:48 PM
وَهَل أَنا إِلّا واحد من رَبيعَةٍ
أَعِزُّ إِذا عَزّوا وَفَخرُهُم فَخري

سَأَمنَحُكُم مِنّي الَّذي تَعرِفونَهُ
أُشَمِّرُ عَن ساقي وَأَعلو عَلى مُهري

وَأَدعو بَني عَمّي جَميعاً وَإِخوَتي
إِلى مَوطِنِ الهَيجاءِ أَو مَرتَعِ الكَرِّ


البراق

الحمدان
07-31-2024, 04:49 PM
وَلَمّا رَأى وَضَحاً في الإِنا
ءِ قامَ لَهُ زَمجَرٌ كَالمُرِن

خَليلانِ مُختَلِفٌ شَأنُنا
أُريدُ العَلاءَ وَيَنوي السِمَن

أُريدُ دِماءَ بَني مازِنٍ
وَراقَ المُعَلّى بَياضُ اللَبَن


الأسعر الجعفي

الحمدان
07-31-2024, 04:49 PM
كَفَيتُ حَزيماً وَمُرّانَها
مِراساً وَخَلَّيتُهُم لِلفَخارِ

فَلا تَدعوَنْهُم إِلى نَجدَةٍ
وَلَكِن فَهَيِّب بِهِم مَن تُجاري

زَعانِفُ سودٌ كَخُبثِ الحَديدِ
يَكفي الثَلاثَةَ شِقُّ الإِزارِ


الأسعر الجعفي

الحمدان
07-31-2024, 04:49 PM
هَلْ بَانَ قَلْبُكَ مِنْ سُلَيْمَى فَاشْتَفَى
ولَقَدْ غَنِيْتَ بِحُبِّهَا فِيْمَا مَضَى

أَبلِغ أَبا حُمرانَ أَنَّ عَشيرَتي
ناجوا وَلِلنَّفَرِ المُناجينَ التَوى

باعوا جَوادَهُمُ لِتَسمَنَ أُمُّهُم
وَلِكَي يَبيتَ عَلى فِراشِهِمُ فَتى

عِلجٌ إِذا ما اِبتَزَّ عَنها ثَوبَها
وَتَخامَصَت قالَت لَهُ ماذا تَرى

لَكِن قَعَيدَةُ بَيتِنا مَجفُوَّةٌ
بادٍ جَناجِنُ صَدرِها وَلَها غِنى

تُقفي بِعيشَةِ أَهلِها مَلبونَةً
أَو جُرشُعاً عَبلَ المَحازِمِ وَالشَوى

مَن كانَ كارِهَ عَيشِهِ فَلَيَأتِنا
يَلقَ المَنِيَّةَ أَو يَؤوبَ لَهُ غِنى

وَلَقَد عَلِمتُ عَلى تَجَنُّبِيَ الرَدى
أَنَّ الحُصونَ الخَيلُ لا مَدَرُ القُرى

راحوا بَصائِرُهُم عَلى أَكتافِهِم
وَبَصيرَتي يَعدو بِها عَتَدٌ وَأى

نَهدُ المَراكِلِ لا يَزالُ زَميلُهُ
فَوقَ الرِحالَةِ ما يُبالي ما أَتى

أَمّا إِذا اِستَدبَرتَهُ فَتَسوقُهُ
رِجلٌ قَموصُ الوَقعِ عارِيَةُ النَسا

أَمّا إِذا اِستَعرَضتَهُ مُتَمَطِّراً
فَتَقولُ هَذا مِثلُ سِرحانِ الغَضا

أَمّا إِذا اِستَقبَلتَهُ فَكَأَنَّهُ
بازٌ يُكَفكِفُ أَن يَطيرَ وَقَد رَأى

إِنّي وَجَدتُ الخَيلَ عِزّاً ظاهِراً
تَنجي مِنَ الغُمّى وَيَكشِفنَ الدُجى

وَيَبِتنَ بِالثَغرِ المَخوفِ طَوالِعاً
وَيُثِبنَ لِلصُعلوكِ جَمَّةَ ذي الغِنى

وَإِذا رَأَيتَ مُحارِباً وَمُسالِماً
فَليَبِني عِندَ المُحارِبِ مَن بَغى

وَخصاصَةُ الجُعفِيِّ ما صاحَبتَهُ
لا تَنقَضي أَبَداً وَإِن قيلَ اِنقَضى

إِخوانُ صِدقٍ ما رَأَوكَ بِغِبطَةٍ
فَإِنِ اِفتَقَرَت فَقَد هَوى بِكَ ما هَوى

مَسَحوا لِحاهُم ثُمَّ قالوا سالِموا
يا لَيتَني في القَومِ إِذا مَسَحوا اللِحى

وكَتيبَةٍ لَبَّستُها بِكَتيبَةٍ
حَتّى تَقولَ سَراتُهُم هَذا الفَتى

لا يَشتَكونَ المَوتَ غَير تَغَمغُمٍ
حَكَّ الجِمالِ جُنوبَهُنَّ مِنَ الشَذا

يَخرُجنَ مِن خَلَلِ الغُبارِ عَوابِساً
كَأَصابِعِ المَقرورِ أَقعى فَاِصطَلى

يَتَخالَسونَ نُفوسَهُم بِنَوافِذٍ
فَكَأَنَّما عَضَّ الكُماةُ عَلى الحَصى

فَإِذا شَدَدتُ شَدَدتُ غَيرَ مُكَذِّبٍ
وَإِذا طَعَنتُ كَسَرتُ رُمحي أَو مَضى

مِن وُلدِ أَودٍ عارِضي أَرماحَهُم
أَنهَلتُهُم باهي المُباهي وَاِنتَمى

يا رُبَّ عَرجَلَةٍ أَصابوا خَلَّةً
دَأَبوا وَحارَ دَليلُهُم حَتّى بَكى

باتَت شَآمِيَةُ الرِياحِ تَلُفُّهُم
حَتّى أَتَونا بَعدَ ما سَقَطَ النَدى

فَنَهَضتُ في البَركِ الهُجودِ وَفي يَدي
لَونُ المَهَزَّةِ ذو كعوبٍ كَالنَوى

أَحذَيتُ رُمحي عائِطاً مَمكورَةً
كَوماءَ أَطرافُ العِضاهِ لَها خَلى

فَتَطايَرَت عَنّي وَقُمتُ بِعاتِرٍ
صَدقِ المَهَزَّةِ ذي كُعوبٍ كَالنَوى

باتَت كِلابُ الحَيِّ تَسنَحُ بَينَنا
يَأكُلنَ دَعلَجَةً وَيَشبَعُ مَن عَفا

وَمِنَ اللَيالي لَيلَةٌ مَزؤودَةٌ
غَبراءُ لَيسَ لِمَن تَجَشَّمَها هَدى

كَلَّفتُ نَفسي حَدَّها وَمِراسَها
وَعَلِمتُ أَنَّ القَومَ لَيسَ بِها غَنا

وَمُناهِبٍ أَقصَدتُ وسط جُموعِهِ
وَعِشارِ راعٍ قَد أَخَذتُ فَما تُرى

ظَلَّت سَنابِكُها عَلى جُثمانِهِ
يَلعَبنَ دُحروجَ الوَليدِ وَقَد قَضى

وَلَقَد ثَأَرتُ دِماءَنا مِن واتِرٍ
فَاليَومَ إِن كانَ المَنونُ قَدِ اِشتَفى

بانَ الخَلِيْطُ ولَمْ أُفَارِقْ عَنْ قِلى
نَسِيَ الحَبِيْبَ وفَلَّ صَبْوَتَهُ القِلَى

إِنَّ المُحِبَّ إِذَا جَفَاهُ حَبِيْبُهُ
فَكَفَى بِصُحْبَتِهِ عَنَاءً للفَتَى

والهَمُّ مَا لَمْ تُمْضِهِ لِسَبِيْلِهِ
لَيْسَ المُفَارِقُ يَا أُمَيْمَ كَمَنْ نَأَى

أَمَلٌ تَبَوَّأَ فِي مَنَازِلِ ذِلَّةٍ
والمَيِّتُونَ شِرارُ مَنْ تَحْتِ الثَّرَى

أَحْيَاؤُهُمْ عَارٌ عَلَى مَوتَاهُمُ
ومَتَى تُفَارِقْهُمْ تُفَارِقْ عَنْ قِلى

وإِذَا تُصَاحِبُهُمْ تُصَاحِبُ خَانَةً
وإِذَا عَوَى ذِيْبٌ بِصَاحِبِهِ عَوَى

لا يَفْزَعُونَ إِلَى مَخَافَةِ جَارِهِمْ
أَمْ هَلْ لِحَتْفٍ رَاصِدٍ مِنْ مُنْتَأَى

هَلْ فِي السَّمَاءِ لِصَاعِدٍ مِنْ مُرْتَقًى
سِيَّانِ فِيْهِ مَنْ تَصَعْلَكَ واقْتَنَى

للهِ دَرُّكَ مِنْ سَبِيْلٍ واضِحٍ
إِذْ لا ذَلِيْلَ أَذَلُّ مِنْ وادِي القُرَى

عَجَبًا عَجِبْتُ لِمَنْ يُدَنِّسُ عِرْضَهُ
والعِرْضُ بَعْدَ ذَهَابِهِ لا يُشْتَرَى

والثَّوبُ يَخْلَقُ ثُمَّ يُشَرَى غَيْرُهُ
ويَصُونُ حُلَّتَهُ يُوَقِّيْهَا الأَذَى

إلا رَوَاكِدَ بَيْنَهُنَّ خَصَاصَةٌ
سُفْعَ المَنَاكِبِ كُلُّهُنَّ قَدِ اصْطَلَى

ومُجَوَّفاتٌ قَدْ عَلا أَجْوَازَهَا
أَسْآرُ جُرْدٍ مُتْرَصَاتٌ كَالنَّوَى

ومُجَوَّفٍ بَلَقًا مَلَكْتُ عِنَانَهُ
يَعْدُو عَلَى خَمْسٍ قَوَائِمُهُ زَكَا


الأسعر الجعفي

الحمدان
07-31-2024, 04:49 PM
قنابل من قحطان لم يرَ مثلهم
إذا الصدع أعبا رأيه كل شاعب

فلما رأيناهم دلفنا لجمعهم
بأرعن جرار عظيم المناكبِ

وشكتْ بأطرافِ الرماح جلودهم
فمن بين مقتول وآخر هاربِ


اعشى باهله

الحمدان
07-31-2024, 04:50 PM
لَعَمرِي لَقد حَفّتْ معَاذَةُ ضَيفَها
وَسَوّتْ عَلَيْهِ مَهْدَهُ ثمّ بَرّتِ

فَلَمّا بَغَاهَا نَفسَهَا غَضِبَتْ لهَا
عرُوقٌ نمَتْ وَسطَ الثرَى فاستَقرّتِ

وَشدّتْ على ذي مديَةِ الكَفّ مِعصَماً
وَضِيئاً وَعَرّتُ نَفسَها فاستَمَرّتِ

فأمّتْ بها في نحرِه وَهوَ يَبتَغي ال
نّكَاحَ فَمَرّتْ في حَشَاهُ وَجَرّتِ

فَثجّ كأنّ النيلَ في جَوْفِ صَدْرِهِ
وَأدْرَكَهَا ضُعْفُ النّسَاءِ فخَرّتِ


اعشى باهله

الحمدان
07-31-2024, 04:50 PM
تردى بثصوب الكبر نوكاً وضلة
ويطمع في حسن الثناء حميد

أخو الخبِّ يرجو أن أكون وديدهُ
وهل لأخي خبٍّ يكونُ وديدُ

ولم يكُ بالمختارِ للأدبِ الذي
هو الشرفُ المذكور حين يبيدُ

نفى الحرص عنهُ واستقل وإنه
من الحوب عاري المنكبين رشيدُ

وأي ضنينٍ يستحقُّ مبرةً
وأيُّ ضنين حيث كان يسود

وإنك للمختال أبدى تهاوناً
فأخلق مُلكاً كان وهو جديدُ


اعشا بأهله

الحمدان
07-31-2024, 04:50 PM
إنّي أَتَتني لِسانٌ مَا أُسَرُّ بها
من عُلوَ لا عَجَبق فِيهَا ولا سَخَرُ

جَاءَتْ مُرَجِّمَةً قَدْ كُنْتُ أَحْذَرُها
لو كانَ يَنْفَعُني الإِشْفَاقُ والحَذَرُ

تَأْتِي على النّاسِ لا تُلوي على أَحَدٍ
حتى أَتَتْنَا وَكَانَتْ دُونَنَا مُضَرُ

إذا يُعَادُ لها ذِكْرٌ أُكَذِّبُهُ
حتى أتَتْني بِهَا الأنْبَاءُ وَالخَبَرُ

فَبِتُّ مُكْتَئِباً حَيْرَانَ أَنْدُبُهُ
وَلَسْتُ أَدْفَعُ ما يَأْتِي بِهِ القدَرُ

فَجَاشَتِ النّفْسُ لَمّا جَاءَ جَمْعُهُمُ
وَرَاكبٌ جَاءَ مِنْ تَثْلِيثَ مُعْتَمِرُ

إنَّ الذي جِئْتَ مْنْ تَثْلِيثَ تَنْدُبُهُ
مِنْهُ السّمَاحُ وَمِنْهُ الجودُ وَالغِيَرُ

تَنَعَى امرأً لاَ تَغُبَّ الحيَّ جَفْنَتُهُ
إذا الكَوَاكِبُ خَوّى نَوْأَها المَطَرُ

وَرَاحَتِ الشَّوْلُ مُغْبَرّاً مَنَاكِبُها
شُعْثاً تَغَيّرَ مِنْهَا النَّيُّ وَالوَبَرُ

وَأَجْحَرَ الكَلْبَ مُبْيَضُّ الصَّقِيعِ بِهِ
وَضَمّت الحيَّ مِنْ صُرّادِهِ الحُجَرُ

عَلَيْهِ أَوّلُ زَادِ القَوْمِ قَدْ عَلِموا
ثُمَّ المَطيَّ إذا ما أَرْمَلوا جَزَرُوا

لا تَأْمَنُ البازلُ الكوماءُ ضَرْبَتَهُ
بِالمَشْرَفيّ إذا ما اخْرَوّطَ السّفَرُ

قَدْ تَكْظِمُ البُزْلُ مِنْهُ حِينَ يَفْجؤها
حَتّى تَقَطَّعَ في أَعْنَاقِها الجِرَرُ

أَخُو رَغَائِبَ يُعْطِيهَا وَيَسْأَلُها
يَخْشَى الظُّلامَةَ مِنْهُ النَّوْفَلُ الزَّفَرُ

مَنْ لَيْسَ في خَيْرِهِ مَنٌّ يُكَدّرُهُ
عَلَى الصَّدِيقِ وَلاَ في صَفْوِهِ كَدَرُ

يَمْشي بِبَيْدَاءَ لا يَمْشي بِهَا أَحَدٌ
وَلاَ يُحَسُّ خَلاَ الخافي بِهَا أَثَرُ

كَأَنّهُ بَعْدَ صِدْقِ القَوْمِ أَنْفُسَهم
بِالبأسِ يَلْمَعُ مِنْ أَقْدَامِهِ الشّرَرُ

وَلَيْسَ فِيهِ إذا اسْتَنْظَرْتَهُ عَجَلٌ
وَلَيْسَ فيهِ إذا ياسَرْتَهُ عُسُرُ

إمّا يُصِبْهُ عَدوٌّ في مُنَاوَأةٍ
يَوْماً فَقَدْ كَانَ يَسْتَعلي وَيَنْتَصِرُ

أَخُو حُروبٍ وَمِكْسَابٌ إذا عَدَمُوا
وفي المَخَافَةِ مِنْهُ الجِدُّ والحَذَرُ

مِردَى حُروبٍ شِهابٌ يُسْتَضَاءُ بِهِ
كَمَا أَضَاءَ سَوَادَ الصَّخْيَةِ القَمَرُ

مُهَفْهَفٌ أَهْضَمُ الكَشْحَينِ مُنْخَرِقٌ
عَنْهُ القَمِيصُ لِسَيْرِ اللّيْلِ مُحْتَقِرُ

ضَخْمُ الدّسِيعَةِ متلافٌ أَخُو ثِقةٍ
حَامِي الحَقِيقةِ مِنْهُ الجُودُ والفَخَرُ

طاوي المَصِيرِ على العَزّاءِ مُنْجَرِدٌ
بِالقَوْمِ لَيْلَةَ لا ماءٌ ولا شَجَرُ

لاَ يَتَأرّى لِمَأ في القِدْرِ يَرْقبُهُ
ولا يَعَضّ على شُرسُوفِهِ الصَّفَرُ

تَكْفِيهِ فِلْذَةُ لَحْمٍ إنْ أَلمّ بِهَا
مِنَ الشِّواءِ وَيَروي شُرْبَهُ الغَمَرُ

لاَ يَأْمَن النّاسُ مُمْسَاهُ وَمُصْبَحَهُ
في كلّ فَجٍ وإنْ لَمْ يَغزُ يُنْتَظَرُ

المُعَجّلُ القَوْمِ أَنْ تَغلي مَرَاجِلُهُمْ
قَبْلَ الصَّبَاحِ وَلَمّا يُمْسَحِ البَصَرُ

لاَ يَغْمِزُ السّاقَ مِنْ أَيْنٍ ولا نَصَبٍ
وَلاَ يَزَالُ أَمَامَ القَوْمِ يَغْتَفِرُ

عِشْنَا بِهِ بُرْهَةً دَهْراً فَوَدّعَنا
كَذَلِكَ الرِّمْحُ ذُو النّصْلَيْنِ يَنْكَسِرُ

فَنِعْمَ مَا أَنْتَ عِنْدَ الخَيْرِ تَسْأَلُهُ
وَنِعْمَ مَا أَنْتَ عِنْدَ البأسِ تَحْتَضِرُ

أَصَبْتَ في حُرُمٍ مِنّا أَخَأ ثِقَةٍ
هِنْدَ بْنَ سَلْمَى فَلاَ يَهْنَا لَكَ الظَّفَرُ

فإنْ جَزَعْنَا فإنّ الشّرّ أَجْزَعَنَا
وَإنْ صَبَرْنَا فَإنَّا مَعْشَرٌ صُبُرُ

لَوْ لَمْ يخُنْهُ نَفِيلٌ لاسْتَمَرّ بِهِ
وِردٌ يُلِمَ بِهَذَا النّاسِ أَوْ صَدَرُ

إنْ تَقْتُلُوهُ فَقَدْ تُسْبَى نِسَاؤُكُمُ
وَقَدْ تَكُونُ لَهُ المُعْلاَةُ وَالخَطَرُ

فإنْ سَلَكْتَ سَبيلاً كُنْتَ سَالِكَها
فَاذْهَبْ فَلاَ يُبْعِدَنْكَ اللَّهُ مُنْتَشِرُ


اعشا باهله

الحمدان
07-31-2024, 04:51 PM
أَيا جَبَلي نُعمانَ بِاللهِ خَلِّيا
نَسيمَ الصَبا يَخلُص إلَيَّ نَسيمُها

فَإنَّ الصَبا ريحٌ إذا ما تَنَفَّسَت
عَلى قَلبِ مَحزونٍ تَجَلَّت هًمومُها

أجِد بَردَها أو تشفِ مِنّي حَرارَةً
على كَبدٍ لم يَبقَ إلّا صَميمُها

أَيا جَبَلَي وادي عُريعِرَةَ الَّتي
نَأَت عَن نَوى قَومي وَحُقَّ قُدومُها

أَلا خَلَّيا مَجرى الجَنوبِ لَعَلَّهُ
يَداوي فُؤادي مِن جَواهُ نَسيمُها

وَكَيفَ تُداوي الريحُ شَوقاً مُماطِلاً
وَعَيناً طَويلاً بالدُموعِ سُجومُها

وَقَولاً لِرِكبانٍ تَميمِيَّةٍ غَدَت
إِلى البَيتِ تَرجو أَن تَحَطَّ جُروحُها

بَأَنَّ بِأكِنانِ الرَغامِ غَريبَةٍ
مُوَلَّهَةً ثَكلى طَويلاً نَئيمُها

مُقَطَّعَةً أَحشاؤُها مِن جَوى الهَوى
وَتَبريحِ شَوقٍ عاكِفٍ ما يَريمُها


اسماء المريه

الحمدان
07-31-2024, 04:51 PM
أختَ جَسّاسٍ تَوارَيْ وَاِرحَلي
عَن فِنانا اليَومَ ثُمَّ اِنتَقِلي

أَنتِ أَلقَيتِ وَأَغرَيتِ بِنا
سَتَرَيْ مِنّا ضِرامَ الشُّعُلِ

كُنتِ بِالأَمسِ تَغُرِّينَ أَخي
وَتُمَنِّيهِ بِما لَم يَفعَلِ

وَتَقولينَ أَخي صِهرُكَ ما
مِثلُهُ مِمَّن أَرى بِالمِعبَلِ

ما لَهُم مِن حُجَّةٍ مَعروفَةٍ
لَو رَأوا حَقّا لَأَضحى مُنجَلِي

يا كُلَيبٌ كُنتَ جاهِي وَلَقَد
جارَ جَسّاسٌ بِقَتلِ البَطَلِ

فَأَتاهُ وَهوَ عَنهُ غافِل
وَحَباه طَعنَةً في المَقتَلِ

فَاِبتَلاني وَدَهاني بشجا
قَد مَضى لي وَشَجا لي مُعتَلِي

أَسعِدوني إِخوَتي ثُمَّ اِندُبوا
أَسَداً كانَ فخارَ المَحفَلِ

طَودَ عِزٍّ وَهُماماً في الوَغى
يَمنَعُ الأَقرانَ وَسطَ القَسطَلِ

لَم يَكُن نِكساً وَلا ذا مَيلٍ
عِندَ وَقعِ البِيضِ بِالمُنتَعَلِ

اندُبوا لَيثاً عَفِيراً بِالدِّما
يَفحَصُ الأَرضَ صَريعاً مِن عَلِ

أَسعِدوني لا تَلُوموني في البُكا
إِنَّ في الأَحشاء ناراً تَصطَلي

يا قَتِيلاً قَتلُهُ جَرَّعَني
عِندَ فَقديهِ نَقعَ الحَنظَلِ

صِرتُ في لُجَّةِ بَحرٍ زاخِرٍ
صاعِداً طَوراً وَطَوراً يَنزِلُ

لَيتَني ما عِشتُ يَوماً بَعدَهُ
لَيتَني قَرَّبَ مَوتي أَجلي

اسلُبوا عَقلي وَرُوحي بَعدَهُ
فَهُمومي بَعدَهُ لا تَنجَلي

لا صَفا عَيشٌ وَقَد غابَ فَتىً
لَيتَ نَفسي خَرَجَت مِن هَيكَلي

مَن يُبَلِّغنِي الحِمى مِن بَعدِهِ
مَن يُبَلِّغنِي رَفِيعَ المَنزِلِ

بَطَلٌ ضِرغامَةٌ حينَ بَدا
تَحتَهُ الأَشقَرُ مِثلَ التَّنَفُلِ

مَن تَفِرُّ الخَيلُ في الرَّوعِ لَهُ
بَطَلٌ مِثل هِزَبرٍ مُشبِلِ

يا بَني تَغلِبَ لا تَتأَخَّروا
وَاِطلُبوا ثَأرَ مَلِيكِ الجَحفَلِ

إِنَّني قاتِلَةٌ مَقتُولَةٌ
فَعَسى الأَيامُ أَن تُعقِبَ لي

هَرَبَت بَكرٌ وَخَلَّت دارَها
شَرَدَت مِثلَ نَعامٍ جُفَّلِ

يا بَني بَكرٍ هَلُمُّوا شَمِّرُوا
سَوفَ نَفنيكُم غَداً بِالمُنصُلِ

بِرِجالٍ لَيسَ فيكُم مِثلُهُم
مِن بَني تَغلِبَ تَحتَ القَسطَلِ

فَلَقَد حُمِّلنا ما لَو بَعضُهُ
حُمِّلَت أَجمالُنا لَم تُحمِلِ

يا بَني بَكرٍ كَفاكُم فِعلُكُم
لا تَلومونا إِذا لَم نَجهَلِ

لَو قُتِلتُم كُلُّكُم قاطِبَةً
لَم تَكُونوا كُلُّكُم في مَعدِلِ


اسماء التغلبيه

الحمدان
07-31-2024, 05:22 PM
وَهَمٌّ سَقَيتُ القَلبَ مِنهُ وَحاجَةٌ
رَكِبتُ إِلَيها غارِبَ اللَيلِ عارِيا

وَعارِيَةُ الأَيّامِ عِندي سَيِّئَةٌ
أَسَأتُ لَها قَبلَ الأَوانِ التَقاضِيا

أَرى الدَهرَ غَصّاباً لِما لَيسَ حَقَّهُ
فَلا عَجَبٌ أَن يَستَرِدَّ العَوارِيا

وَما شِبتُ مِن طولِ السِنينَ وَإِنَّما
غُبارُ حُروبِ الدَهرِ غَطّى سَوادِيا

وَما اِنحَطَّ أولى الشَعرِ حَتّى نَعَيتُهُ
فَبَيَّضَ هَمُّ القَلبِ باقي عِذارِيا

أَرى المَوتَ داءً لا يُبَلُّ عَليلُهُ
وَما اِعتَلَّ مَن لاقى مِنَ الدَهرِ شافِيا

......

الحمدان
07-31-2024, 05:24 PM
واحَرَّ قَلباهُ مِمَّنْ قَلْبُهُ شَبِمُ
ومَنْ بِجِسْمي وَحالي عِندَهُ سَقَمُ

مالي أُكَتِّمُ حُبّاً قَدْ بَرَى جَسَدي
وتَدَّعي حُبَّ سَيفِ الدّوْلَةِ الأُمَمُ


المتنبي

الحمدان
07-31-2024, 05:26 PM
أَضحى التَنائي بَديلاً مِن تَدانينا
وَنابَ عَن طيبِ لُقيانا تَجافينا

أَلّا وَقَد حانَ صُبحُ البَينِ صَبَّحَنا
حَينٌ فَقامَ بِنا لِلحَينِ ناعينا


ابن زيدون

الحمدان
07-31-2024, 05:33 PM
فارحَلْ فإنّكَ بعد طولِ نَدامَةٍ
سَترى خياليَ في الجِهاتِ الأربَعِ

ستعودُ لكنْ لنْ أعودَ إليكَ لو
ألفاً وألفاً للهَوى قُلتَ ارجعي

إنّي لأُشفقُ من فَراشاتِ الهَوى
أن تنتهي مَقتولَةً في مَخْدَعي

ماكُنتُ أحسَبُ مَنْ أُريدُ حياتهُ
تَحلوبيومٍ يستَلذُّ بمَصرَعي

فارحَلْ بلا عَتَبٍ عليكَ فإنّني
نَدَماً سأحملُ صدمَتي وتَوَجُّعي

......

الحمدان
07-31-2024, 05:36 PM
قُم صافحَ الصبحَ البهيّ ببسمةٍ
‏ تجلو عن القلبِ الحزينِ أساهُ

‏ لاتجرح الصّبحَ الجميل بلمحةٍ
‏ صفراءَ تُخبت بالعبوسِ سنـاهُ

‏ أنتِ الصّباحُ وأنتِ وهجُ ضيائهِ
‏والنّورُ وجهكَ في فضاءِ مـداهُ

‏ أنتِ الذي صنع الصّباحَ وإنّهُ
‏ يكفي الصّباحَ ضياكِ حين كساهُ

......

الحمدان
07-31-2024, 05:37 PM
وَبَيني وَبَينَ النائِباتِ وَقائِعٌ
يُهَوِّنُها المَوتُ الَّذي أَتَوَقَّعُ

فَكُلُّ زَمانٍ لَيسَ لي فيهِ صاحِبٌ
وَكُلُّ حَبيبٍ ما لَهُ فِيَّ مَوضِعُ

......

الحمدان
07-31-2024, 10:06 PM
شابَ المَفارِقَ وَالأَعراضَ فَالتَمَعَت
مِن وَقعِهِ بِقُديسٍ حَرَّها العَجَمُ

خابَ الكَتائِبُ وَالأَرزاحُ وَاِنشَمرا
مِن صَكَّةٍ صَكَّها دَيّانُها الحَكَمُ

بَينا بجيلَةُ قَد كَضَّت سَراتُهُم
مالَت عَلَيهِم بِأَيدي الناصِرِ العصُمُ

سِرنا إِلَيهِم كَأَنّا عارِضٌ بَردٌ
تَزجي تَواليه الأَرواحُ وَالرَهَمُ

كانَ العَتيقُ لَهُم مَثوىً وَمَعرَكَةً
فيهِ الفَرائِضُ وَالأَوصالُ وَاللَمَمُ


عاصم بن عمرو التميمي

الحمدان
07-31-2024, 10:06 PM
أَلَم يَأَتيكَ وَالأَنباءُ تَسري
بِما لاقَيتُ في يَومِ الزِيالِ

وَلَمّا أَن تَزايَلَ مُقرِفوهُم
عَصَينا القَومَ بِالأَسَلِ النِهالِ

وَعُرِّيَتِ الفُيولُ مِنِ الثَواني
وَعُطِّلَتِ الخُيولُ مِنَ الرِحالِ

وَلَولا ذَبُّنا عَمَّن يَلينا
لِلَجَّ الجَمعُ في فِعلِ الضَلالِ

حَمَينا يَومَ أَرماثٍ حِمانا
وَبَعضَ القَومِ أَولى بِالجمالِ


عاصم بن عمرو التميمي

الحمدان
07-31-2024, 10:07 PM
جَلَبنا الخَيلَ مِن أَكنافٍ نيقٍ
إِلى كِسرى فَوافَقَها رِجالا

تَرَكنَ لَهُم عَلى الأَقسامِ شَجواً
وَبِالحَنَوينِ أَيّاماً طِوالا

وَداعِيَةً بِفارِسَ قَد تَرَكنا
تُبَكّي كُلَّما رأتِ الهِلالا

قَتَلنا رُستُماً وَبَنِيه قَسراً
تُثيرُ الخَيلُ فَوقَهُم الرِمالا

وَفَرَّ البيرزان وَلَم يُحامِ
وَكانَ عَلى كَتيبَتِهِ وَبالا

تَرَكنا مِنهُمُ حَيثُ التَقَينا
فِئاماً ما يُريدونَ اِرتِحالاً

وَنَجّى الهُرمُزانَ حِذارُ نَفسٍ
وَرَكضُ الخَيلِ موصِلَةً عِجالا


عاصم بن عمرو التميمي

الحمدان
07-31-2024, 10:07 PM
أَبلِغ أَبا حَفصٍ بِأَنَّ جُموعَنا
فُلُلنَ وَأَنا بِاللِسانِ حُلولُ

بِخَيلٍ عَلَيها الرازِحونَ مُثولُ
فَإِنّا وَإِن كُنّا شِهاباً مُسَلَّطاً

بُلينا بِجَبّارٍ أَلَفَّ صَؤولِ
صَبَرنا وَكانَ الصَبرُ أَنجى مَغَبَّةٍ
بِأَسيافِنا وَالدائِراتُ تَجولُ


عاصم بن عمرو التميمي

الحمدان
07-31-2024, 10:07 PM
لَعَمري وَما عَمري عَلَيَّ بِهَيِّنٍ
لَقَد صُبِّحَت بِالخِزيِ أَهل النَمارِقِ

بِأَيدي رِجالٍ هاجَروا نَحوَ رَبِّهِم
يَجوسونَهُم ما بَينَ دُرتا وَبارِقِ

قَتَلناهُم ما بَينَ مَرجِ مُسَلِّحٍ
وَبَينَ الهَوافي مِن طَريقِ البَذارِقِ


عاصم بن عمرو التميمي

الحمدان
07-31-2024, 10:07 PM
وَسائِل زَرنجاً هَل كَبَّ جَمعاً
لما لَقِيَت صِقاعاً مِن صِقاعِ

لَقَد عَجِبتُ زرنَجُ إِذ رَأَوني
شَعَبتُ القَومَ مِن سُنَنِ الصِداعِ

بِبيضٍ تَترُكُ الأَطرافَ بَتراً
وَيَهتِكُ وَقعُها زيمَ القِناعِ

وَقَومي يَعلَمونَ فَسائِلوهُم
بِنا أَيّامَ نَلمَحُ بِالقِراعِ

بأَنا لا نَلوذُ مِنَ الأَعادي
وَنُنزِلُ بِالفَضاءِ وَبِالجِراعِ

وَيَحمِلُني إِلى الهَيجاءِ عَبلٌ
سَبوحٌ مِثلُ مُرتَجِ القِلاعِ

ينفُرُني إِذا ما غِبتُ عَنهُم
وَيَلحَقُني وَإِن كَرِهوا مَصاعي

وَنَقتُلُ فيهِم قَعصاً وَصَبراً
وَما فِعلي هُناكَ بِمُستَطاعِ

دَلَفتُ لَهُم بِما جَنَبوا وَلَكِنَّ
لَقوا حَرباً كَساطِعَةِ البِقاعِ

بَعَثتُ بِنَهيهِم وَالقَومُ فيها
شُهودُ بَينَ خِزيٍ وَاِختِضاعِ


عاصم بن عمرو التميمي

الحمدان
07-31-2024, 10:08 PM
لَعَمري لَقَد كانَت قُرابُةُ مُكنِفٍ
قُرابَةَ صِدقٍ لَيسَ فيها تَقاطُعُ

أَجارَهُمُ مِن بَعدِ ذُلٍّ وَقِلَّةٍ
وَخَوفٍ شَديدٍ وَالبِلادُ بَلاقِعُ

فَجازَ جِوارَ العَبدِ بَعدَ اِختِلافا
وَرَدَّ أُموراً كانَ فيها تَنازُعُ

إِلى الرُكنِ وَالوالي المُصيب حُكومَةً
فَقالَ بِحَقٍّ لَيسَ فيهِ تَخادُعُ

فَلِلَهِ جَندي ساسَبورَ لَقَد نَجَت
غَداةَ مَنَتْها بِالبَلاءِ اللَوامِعُ


عاصم بن عمرو التميمي

الحمدان
07-31-2024, 10:08 PM
ضَرَبنا حُماةَ النِرسِيانِ بِكَسكَرٍ
غَداةَ لَقَيناهُم بِبيضٍ بَواتِرِ

وَفُزنا عَلى الأَيّامِ وَالحَربُ لاقِحٌ
بِجُردٍ حِسانٍ أَو برودٍ غَرائِرِ

وَظَلَّت قلالُ النِرسِيانِ وَتَمرُهُ
مُباحاً لمن بَينَ الدِيارِ الأَضافِرِ

أَبَحنا حِمى قَومٍ وَكانَ حِماهُمُ
حَراماً عَلى مَن رامَهُ بِالعَساكِرِ


عاصم بن عمرو التميمي

الحمدان
07-31-2024, 10:08 PM
أَلا أَبلِغا الوركاءَ أَنَّ عَميدَها
رهينَةُ حَشرٍ مِن جيوشِ الزَعافِرِ

فَمَهلاً لِمَن غَرَّت كَفالَةَ حُقَّةٍ
بَني عامِرٍ أُخرى اللَيالي الغَوابِرِ

أُتيحَ لَهُ صَرحانِ لما تغلهُ
قراعُ الكَماةِ وَاللُيوثِ المَساعِرِ

أُتيحَت لَهُ نارٌ تَسيحُ وَتَلتَوي
وَتَرمي بِأَمثالِ النُجومِ العَباهِرِ


عاصم بن عمرو التميمي

الحمدان
07-31-2024, 10:08 PM
أَلَم تَرَنا غَداةَ المَقرِ جِئنا
بِأَنهارٍ وَساكِنَها جِهارا

قَتَلناهُمُ بِها ثُمَّ اِنكَفَأنا
إِلى يَمِّ الفُراتِ بِما اِستَجارا

لَقينا مِن بَني الأَحرارِ فيها
فَوارِسَ ما يُريدونَ الفِرارا

نَكُرُّ الخَيلَ حابِسَةً عَلَيهِم
تَرى فينا مِنَ الطَعنِ اِزوِرارا

وَما زِلنا بِهِم حَتّى أَتَينا
عَلى أُخراهُم زَمَناً مُعارا


عاصم بن عمرو التميمي

الحمدان
07-31-2024, 10:08 PM
صَبَحنا بِالبِقايِسِ رهطَ كِسرى
صَبوحاً لَيسَ مِن خَمرِ السَوادِ

صَبَحناهُم بِكُلِّ فَتىً كَمِيٍّ
وَأَجرَدَ سابِحٍ مِن خَيلِ عادِ


عاصم بن عمرو التميمي

الحمدان
07-31-2024, 10:09 PM
جَلَبنا الخَيلَ وَالإِبِلَ المَهارى
إِلى الأَعراضِ أَعراضِ السَوادِ

وَلَم تَرَ مِثلَنا كَرَماً وَمَجداً
وَلَم تَرَ مِثلَنا شِنخابُ هادِ

شَحَنّا جانِبَ المَلطاطِ مِنّا
بِجَمعٍ لا يَزولُ عَن البِعادِ

لَزِمنا جانِبَ المَلطاطِ حَتّى
رَأَينا الزَرعَ يُقمَعُ بِالحَصادِ

لَنَأتي مَعشَراً أَلبوا عَلَينا
إِلى الأَنبارِ أَنبارِ العِبادِ


عاصم بن عمرو التميمي

الحمدان
07-31-2024, 10:09 PM
شَهِدنا بِعَونِ اللَهِ أَفضَلَ مَشهَدٍ
بِأَكرَمِ مَن يَقوى عَلى كُلِّ مَوكِبِ

رَكِبنا عَلى الجُردِ الجِيادِ سَوابِحاً
بِكُلِّ قَناةٍ بَل بِكُلِّ مُقَضَّبِ

وَكُنا بِعَونِ اللَهِ لا نَرعَوي إِذا
تَبادَرَ طَعنٌ كَالخَمامِ المُثَلَّبِ

وَكانَ جِهادٌ قَد مَلَكنا بِأَمرِهِ
مِنَ المُلكِ مُستَعلي البِناءِ المُذَهَّبِ

تَرانا وَإِنّا في الحُروبِ أُسودُها
لَنا العَزمُ لا يَخفى بِكُلِّ مُجَرِّبِ

نَجولُ وَنَحمي وَالرِماحُ شَوارِعٌ
وَنَطعَنُ يَومَ الحَربِ كُلَّ مُجَنَّبِ

قَدِمنا عَلى كِسرى بِشِدَّةِ حَربِنا
وَما حَربُنا في النائِباتِ بِمُختَبي


عاصم بن عمرو التميمي

الحمدان
07-31-2024, 10:09 PM
هَل مَعشَرٌ في الناسِ أَفضَلُ مَشهَدٍ
وَأَكرَمُ مِن قَومي عَلى كُلِّ مَرقَبِ

وَاركَبُ بِالجَردِ الجِيادِ عَلى الوَجى
صُدورَ القَنا مِن بَينِ عادٍ وَمُلهِبِ

وَاِركَبُ للموج الذي في اصطفاقه
غَبوقُ المَنايا عَن مُتونٍ وَمَنكِبِ

وحوصا بزوّرا كأن متونه
مِنَ المَكِّ حُلّابٌ وَلَيسَ بِحَلَّبِ

لَها شَجنٌ في كُلِّ دَهرٍ مُجَرِّبِ
عَلَيها أُسودٌ ما يُبِلُّ مُريجَها

إِذا صَوَّبوا أَرماحَها لِلتَصَوُّب
أَمَلنا عَلى كِسرى عَلالَةَ جِربِها
وَما جَربُها في النائِباتِ بِمُسغَبِ


عاصم بن عمرو التميمي

الحمدان
07-31-2024, 10:10 PM
صَبَحنا الحَيرَةَ الروحاءَ خَيلاً
وَرَجلاً فَوقَ اِثباجِ الرِكابِ

حَضَرنا في نواحيها قُصوراً
مُشَرَّعَةً كَأَضراسِ الكِلابِ

فَبادوا بِالعَريبِ وَلَم يُحاموا
فَقُلنا دونَكُم فِعلَ الغرابِ

فَقالوا بَل نُريدُ الخُرجَ حَتّى
تَزولَ الراسِياتُ مِنَ الظِرابِ

صَدَفنا عَنهُم لَمّا اِتَّقونا
وَأُبنا حَيثُ أُبنا بِالنِهابِ


عاصم بن عمرو التميمي

الحمدان
07-31-2024, 10:10 PM
شَفى النَفسَ قَتلى بَينَ رَوضَةِ سَلهَبٍ
وَغَرَّهُمُ فيما أَرادَ المُنَجَّبُ

وَجُدنا لِجودِيٍّ بِضَربَةِ ثائِرِ
وَلِلجَمعِ بِالسُمِّ الزعافِ المُقَنَّبِ

تَرَكناهُمُ صَرعى لِخَيلٍ تَنوبُهُم
تَنافَسُهُم فيها سُباعُ المُرَحَّبِ


عاصم بن عمرو التميمي

الحمدان
07-31-2024, 10:10 PM
أَلا هَل أَتاها أَنَّ دَجلَةَ ذَلَّلَت
عَلى ساعةٍ فيها القُلوبُ تُقَلَّبُ

تَراها عَلَيهِ حينَ حَبَّ حُبابُها
تَبارى إِذا جاشَت بِمَوجٍ تَضَرَّبُ

نَعَينا بِها كِسرى عَن الدارِ فَاِنثوى
لِأَبعد ما يُنهي الرَكيكُ المُرَقَّبُ


عاصم بن عمرو التميمي

الحمدان
07-31-2024, 10:11 PM
جَلَبنا الخَيلَ مِن بَلَدٍ بِبابٍ
إِلى الآطامِ وَالبَلَدِ الرَواء

تَرَكنَ لَهُم بِكاظِمَةِ المَنايا
أَحاديثٌ يَذوبُ لَها الرَحاءُ

فَلَم أَرَ مِثلَ يَومِ السَيفِ حَتّى
رَأَيتُ الثَني تَخضِبُهُ الدِماءُ

وَأَلوَت خَيلُنا لَمّا التَقَينا
بِفارِقَ وَالأُمورُ لَها اِنتِهاءُ


عاصم بن عمرو التميمي
المخضرمون

الحمدان
07-31-2024, 10:12 PM
وَآلُ مُزَيقِياءَ وَقَد تَداعَت
حَلائِبُهُم لَنا حَتّى قَرينا

صَبَرنا بِالسُيوفِ لَهُم وَكانَت
مَعاقِلُنا بِهِنَّ إِذا عَصينا

وَغادَرنا قَريعَهُمُ صَريعا
عَوائِدُهُ سباع يَعتَفينا


ربيعة بن مقروم الضبي

الحمدان
07-31-2024, 10:12 PM
أَمِن آلِ هِندٍ عَرَفَت الرُسوما
بِجُمرانَ قَفراً أَبَت أَن تَريما

تَخالُ مَعارِفَها بَعدَ ما
أَتَت سَنَتانِ عَلَيها الوشوما

وَقَفتُ أُسائِلُها ناقَتي
وَما أَنا أَم ما سُؤالي الرُسوما

وَذَكَّرَني العَهدَ أَيّامُها
فَهاجَ التَذَكُّرُ قَلباً سَقيما

فَفاضَت دُموعي فَنَهنَهتُها
عَلى لِحيَتي وَرِدائي سُجوما

فَعَدَّيتُ أَدماءَ عَيرانَةٍ
عُذافِرَةٍ لا تَمَلُّ الرَسيما

كِنازِ البَضيعِ جُمالِيَّةً
إِذا ما بَغَمنَ تَراها كَتوما

كَأَنّي أوشِحُ أَنساعَها
أَقَبَّ مِنَ الحُقبِ جَأباً شَتيما

يُلَحَّئُ مِثلَ القَنا ذُبَّلا
ثَلاثاً عَنِ الوِردِ قَد كُنَّ هيما

رَعاهُنَّ بِالقُفِّ حَتّى ذَوَت
بقُولِ التَناهي وَهَرَّ السَموما

فَظَلَّت صَوادِيَ خُزرَ العُيونِ
إِلى الشَمسِ مِن رَهبَةٍ أَن تَغيما

فَلَمّا تَبَيَّنَ أَنَّ النَهارُ
تَوَلّى وَآنَسَ وَحفاً بَهيما

رَمى اللَيل مُستَعرِضاً حَوزَهُ
بِهِنَّ مِزَرّاً مِشَلّاً عَذوما

فَأَورَدَها معَ ضَوء الصَباحِ
شَرائِعَ تَطحَرُ عَنها الجَميما

طَوامِيَ خُضراً كَلَونِ السَماءِ
يَزينُ الدَرارِيُّ فيها النُجوما

وَبِالماءِ قَيسٌ أَبو عامِرٍ
يُؤَمِّلُها ساعةً أَن تَصوما

وَبِالكَفِّ زَوراءُ حِرمِيَةً
مِنَ القُضبِ تُعقِبُ عَزفاً نَئيما

وَأَعجَفُ حَشرٌ تَرى بِالرِصا
فِ مِمّا يُخالِطُ مِنها عَصيما

فَأَخطَأَها فَمَضَت كُلُّها
تَكادُ مِنَ الذُعرِ تَفري الأَديما

وَإِن تَسأَليني فَإِنّي اِمرؤٌ
أَهينُ اللَئيمَ وَأَحبو الكَريما

وَأَبني المَعاليَ بِالمَكرُمات
وَأُرضي الخَليلَ وَأَروي النَديما

وَيَحمَدُ بِذلي لَهُ مُعتَفٍ
إِذا ذَمَّ مَن يَعتَفيهِ اللَيئَما

وَأَجزي القُروضَ وَفاءً بِها
بِبُؤسى بَئيس وَنُعمى نَعيما

وَقومي فَإِن أَنتَ كَذَّبتَني
بِقَولِيَ فَاِسأَل بِقَومي عَليما

أَلَيسوا الَّذينَ إِذا أَزمَةٌ
أَلَحَّت عَلى الناسِ تُنسي الحُلوما

يُهينونَ في الحَقِّ أَموالَهُم
إِذا اللَزَباتُ التَحَينَ المُسيما

طِوالِ الرَماحِ غَداةَ الصَباحِ
ذَوو نَجدَةٍ يَمنَعونَ الحَريما

بَنو الحَرب يَوماً إِذا اِستَلأَموا
حَسِبتَهُم في الحَديدِ القُروما

فِدى بُزاخَةَ أَهلي لَهُم
إِذا مَلَأوا بِالجُموع الحَزيما

وَإِذ لَقِيَت عامِرٌ بِالنِسا
رِ مِنهُم وَطِخفَةَ يَوماً غَشوما

بِهِ شاطَرو الحَيَّ أَموالَهُم
هَوازِنَ ذا وَفرِها وَالعَديما

وَساقَت لَنا مَذحَجٌ بِالكُلابِ
مَواليها كُلَّها وَالصَميما

وَساقَت لَن مَذحَجٌ بِالكُلابِ
فَعادوا كَأَنَّ لَم يَكونوا رَميما

بِطَعن يَجيشُ لَهُ عانِدٌ
وَضَربٍ يُفَلِّقُ هاماً جشوما

وَأَضحَت بِتَيمُنَ أَجسادُهُم
يَشَبَّهُها مَن رَآها الهَشيما

تَرَكنا عُمارَةَ بَينَ الرِماحِ
عُمارَةَ عَبسٍ نَزيفاً كَليما

وَلَولا فَوارِسُنا ما دَعَت
بِذاتِ السُلَيمِ تَميمٌ تَميما

وَما إِن لِأَوبَئِها أَن أَعُد
مَآثِرَ قَومي وَلا أَن أَلوما

وَلَكِن أُذَكِّرُ آلاءَنا
حَديثاً وَما كانَ مِنّا قَديما

وَدارِ هَوانِ إِنِفنا المُقامَ
بِها فَحَلَلنا مَحَّلا كَريما

إِذا كانَ بَعضُهُم لِلهَوانِ
خَيطَ صَفاءٍ وَأُمّا رَؤوما

وَثَغرٍ مَخوفَ أَقَمنا بِهِ
يَهابُ بشهِ غَيرُنا أَن يُقيما

جَعَلنا السُيوفَ بِهِ وَالرِماحَ
مَعاقِلَنا وَالحَديدَ النَظيما

وَجُرداً يُقَربنَ دونَ العِيالِ
خِلالَ البُيوتِ يَلكُنَ الشَكيما

تعَوَّد في الحَربِ أَن لا بَراحَ
إِذا كُلِّمَت لا تَشَكّى الكُلوما


ربيعة بن مقروم الضبي

الحمدان
07-31-2024, 10:12 PM
أَعَجرَدُ إِنّي مِن أَمانِيِّ باطِلٍ
وَقولُ غَدا شَحٌ لِذاكَ سَؤومُ

وَإِن اِختِلافي نِصفَ حَولَ مجرّم
إِلَيكُم بَني هِندٍ عَلَيَّ عَظيمُ

فَلا اِعرَفَنّي بَعدَ حَولٍ مُجَرَّمٍ
وَقولُ خَلا يَشكونَني فَأَلومُ

وَيَلتِمِسوا ودي وَعَطفي بَعدَما
تَناشَدَ قَولي وائِلُ وَتَميمُ

وَإِن لَم يَكُن إِلّا اِختِلافي إِلَيكُم
فَإِنّي اِمرِؤٌ عِرضي عَلَيَّ كَريمُ

فَلا تُفسِدوا ما كانَ بَيني وَبَينَكُم
بَني قَطنٍ أَن المُليمَ مَليمُ


ربيعة بن مقروم الضبي

الحمدان
07-31-2024, 10:13 PM
أَما تَرى لِمَّتي لاحَ المَشيبُ بِها
مِن بَعدِ اِسحَمِ داجٍ لَونُهُ رَجلِ

أَعقَبتُهُ بَدَلاً مِنهُ وَفارَقَني
لِلَّهِ دَرُّ مَشيبِ الرَأسِ مِن بَدَلِ


ربيعة بن مقروم الضبي

الحمدان
07-31-2024, 10:13 PM
أَصِفِ المَوَدَّةَ مَن صَفا لَكَ ودُّهُ
وَاِترُك مُصافاةَ القَريبِ الأَميَلِ

كَم مِن بَعيدٍ قَد صَفا لَكَ ودُّهُ
وَقَريبِ سَوءٍ كَالبَعيدِ الأَعزلِ


ربيعة بن مقروم الضبي

الحمدان
07-31-2024, 10:13 PM
يا دارَ أَسماءَ بِالأَمثالِ فَالرَجلِ
حُيّيتِ مِن دَمنَةٍ قَفرٍ وَمِن طَلَلِ

كَأَنَّها بَعدَ عَهدِ العاهِدينَ بِها
مَهارِقُ العجمِ أَو موشِيَّةُ الحُلَلِ

دارٌ غُنينا بِها حيناً وَأَيٍّ غِنى
عَن أَهلِهِ يا اِبنَةَ اللضَبِّيِ لَم يَحُلِ


ربيعة بن مقروم الضبي

الحمدان
07-31-2024, 10:14 PM
يا مَن لِعَذّالَة لَومي مجتها
وَلَو أَصابَت سَداداً لِاِتَّقَت عَذلي

تَقولُ أَهلَكتَ مالاً لَو قَنِعتَ بِهِ
أَغناكَ عَن طولِ تِرحال وَعَن عَمَلِ

وَما المَلامَةُ في شَيءٍ وُقيتُ بِهِ
عِرضي وَباعَدَني مِن شائِنِ النَحلِ


ربيعة بن مقروم الضبي

الحمدان
07-31-2024, 10:14 PM
لِمَنِ الدِيارُ كَأَنَّ لَم تُحلَل
بِجَنوبِ أَسنُمَةٍ فَقُفِّ العُنصُلِ

دَرَسَت مَعالِمَها فَباقي رَسمَها
خَلَقٌ كَعُنوان الكِتابِ المحولِ

دارٌ لِسُعدى إِذ سُعادٌ كَأَنَّها
رَشَأٌ غَرير الطَرفِ رَخصُ المفصَلِ

شَماءُ واضِحَةُ العَوارِضِ طِفلَةٌ
كَالبَدرِ مِن خَلَلِ السَحابِ المُنجَلي

وَكَأَنَّما ريحُ القُرُنفُل نَشرها
أَو حَنوَةُ خَلطَت خزامي حَومَلِ

تَعتادُهُ بِفُواقِها وَجَرِيَّةٍ
وَتُقيلُهُ بِسَرارِ رَوضٍ مُبقِلِ

وَكَأَنَّ فاها بَعدَ ما طَرَقَ الكَرى
كَأسٌ تُصَفِّقُ بِالرَحيقِ السَلسَلِ

لَو أَنَّها عَرَضَت لِأَشمَطَ راهِبٍ
في رَأسِ مُشرِفَةِ الذُرى مُتَبَتِّلِ

جَآرُ ساعاتِ النِيامِ لَرَبِّهِ
حَتّى تَخَدَّدَ لَحمُهُ مُستَعمَلِ

لَصَبا لِبَهجَتِها وَحُسنِ حَديثِها
وَلَهَمَّ مِن ناقوسِهِ بِتَنَزُّلِ

بَل إِن تَرى شَمطاءَ تَقرَعُ لمَّتي
وَحَنا قَناتي وَاِرتَقى في مَسحَلي

وَدَلَفتُ مِن كِبرٍ كَأَنّي خاتِلٌ
قَنَصاً وَمَن يَدبُب لِصَيدٍ يَختِلِ

فَلَقَد أَرى حُسنَ القَناةِ قُوَيمَها
الكَنَصلِ أَخلَصَهُ جَلاءُ الصَيقَلِ

أَزَمانٌ إِذ أَن وَالحَديدُ إِلى بلى
تَصبى الغَواني مَيعَتي وَتَنَقُّلي

وَلَقَد شَهِدتُ الخَيلَ يَومَ طِرادِها
بِسُلَيمِ أَو ظِفَةِ القَوائِمِ هَيكَلِ

مُتَقاذِفُ شَنجِ النَسا عَبلِ الشَوى
سِباقِ أَندِيَةِ الجِيادِ عَمَيثَلِ

لَولا أَكَفكِفُهُ لَكادَ إِذا جَرى
مِنهُ الغَريمُ يَدُقُّ فَأَسَ المَسحَلِ

وَإِذا جَرى مِنهُ الحَميمُ رَأَيتَهُ
يَهوي بِفارِسِهِ هَوِيَّ الأَجدَلِ

وَإِذا تُعَلَّل بِالسِياطِ جِيادُنا
أَعطاكَ نائِلُهُ وَلَم يَتَعَلَّلِ

فَدعوا نَزالِ فَكُنتَ أَوَّلَ نازِلٍ
وَعَلامَ أَركَبُهُ إِذا لَم أَنزِلِ

وَلَقَد جَمَعتُ المالَ مِن جَمعِ امرئ
وَرَفعتُ نَفسي عن لَئيمِ المَأكَلِ

دَخَلتُ أَبنِيَةَ المُلوكِ عَلَيهِم
وَلشَرُ قَولِ المَرءِ ما لَم يَفعَلِ

وَشَهَدتُ مَعرَكَةَ الفُيولِ وَحَولَها
أَبناءُ فارِسَ بيضُهُم كَالأَعبَلِ

مُتَسَربِلي حَلَقِ الحَديدِ كَأَنَّهُم
جُرب مُقارِفَةُ عَنِيَّةَ مُهمَلِ

يَجُّرونَ نَشّاباً سَريعاً مَرهُ
فيهِ جَرائِدَ مَن تخالط تَقتُلِ

فَحَبست مُحتَبِساً سَيالاً صابِراً
نَفسي رَجاءُ ثَوابٍ رَب مِفصَلِ

وَلَرَبِّ ذي حَنَقٍ عَلَيَّ كَأَنَّما
تَغلي عَداوَةَ صَدرِهِ كَالمرجَلِ

أَوجيتُهُ عَنّي فَأَبصَرَ قَصدَهُ
وَكَوَيتَهُ فَوقَ النَواظِرِ مَن عَلِ

وَأَخي مُحافِطَة عَصى عَذّالَهُ
وَأَطاعَ لِذَّتَهُ مُعَمٍّ مخوَلِ

هَشٍّ يَراح إلى النَدى نَبهتُهُ
وَالصُبحُ ساطِعُ لَونِهِ لَم يَنجَلِ

فَأَتَيتُ حانوتاً بِهِ فَصَبَّحتُهُ
مِن عانِقٍ بِمَزاجِها لَم تَقتُلِ

صَهباءَ صافِيَةَ القَذى أَغلى بِها
يَسِرٌ كَريمُ الخيمِ غَيرَ مُبَخَّلِ

وَمُعَرِّس عَرض الرِداء عَرستهِ
مِن بَعدِ آخرَ مِثلِهِ في المَنزِلِ

وَلَقَد أَصَبت مِنَ المَعيشَةِ لينَها
وَأَصابَني مِنهُ الزَمانُ بِكَلكَلِ

وَمَطِيَّةٍ مَلَتَ الظَلام بَعَثتُهُ
يَشكو الكَلالَ إِلَيَّ دامي الأَظلَلِ

أَودَ السُرى بِقتالِهِ وَمراحِهِ
شَهراً نَواحِيَ مُستَتِبٍّ مَعمَلِ

نَهجٍ كَأَن حَرثُ النَبيطِ عُلوبُهُ
ضاحي الموارِدِ كَالحَصيرِ المُرمَلِ

أَخلَصتُهُ صُنعاً فَآضَ مُحَملِجاً
كَالتَيسِ في أُمعوزِهِ المُتَرَبَّلِ

فَإِذا وَذاكَ كَأَنَّهُ ما لَم يَكُن
إِلّا تَذَكّرهُ لِمَن لَم يَجهَلِ

وَلَقَد أَتَت مائَة عَلَيّ أَعَدها
حَولاً فَحَولا إِن بَلاها مبتلِ

فِإِذا الشَبابُ كَمبذلٍ أَنضَيتهُ
وَالدَهرُ يبلي كُل ّجدة مبذلِ

هَلّا سَأَلتَ وَخَيرُ قَومٍ عندَهُم
وَشفاءُ غَيِّكَ خائِراً أَن تَسأَلِ

هَل نُكرِمُ الأَضيافَ إِن نَزَلوا بِنا
وَنَسودُ بِالمَعروفِ غَيرَ تَنَحُّلِ

وَنَحلَ بِالثَغرِ المَخوفِ عَدوّهُ
وَنَرُدُّ خالَ العارِضِ المُتَهَلِّلِ

وَنُعينُ غارِمَنا وَنَمنَعُ جارَنا
وَنَزينُ مَولى ذِكرِنا في المَحفَلِ

وَإِذا اِمرؤُ مِنّا جَنى فَكَأَنَّهُ
مِمّا يَخافُ عَلى مَناكِبِ يَذبُلِ

وَمَتى يَقِم عِندَ اِجتِماعِ عَشيرَةٍ
خُطَباؤُنا بَينَ العَشيرَةِ يَفصِلِ

وَيَرى العَدُوَّ دُروءاً صَعبَةً
عِندَ النَجومِ مَنيعَةِ المُتَأَوِّلِ

وَإِذا الحَمالَة أَثقَلَت حَمّالَها
فَعَلى سَوائِمِنا ثَقيلِ المَحمَلِ

وَيَحِقُّ في أَموالِنا لِحَليفِنا
حَقاً يَبوءُ بِهِ وَإِن لَم يَسأَلِ


ربيعة بن مقروم الضبي

الحمدان
07-31-2024, 10:14 PM
أَلا ضَرَمَت مَوَدَّتُكَ الرُواعُ
وَجَدَّ البَينُ مِنها وَالوَداعُ

وَقالَت إِنَّهُ شَيخٌ كَبيرٌ
فَلَجَّ بِها وَلَم تَرِعِ أَمتِناعُ

فَإِمّا أَمس قَد راجَعتُ حِلمي
وَلاحَ عَلَيَّ مِن شَيبٍ قِناعُ

فَقَد أَصِلُ الخَليلَ وَإِن نَآني
وَغِبُّ عَداوَتي كَلَأٌ جُداعُ

وَأَحفَظُ بِالمَغيبَةِ أَمرَ قَومي
فَلا يُسدى لَدَيَّ وَلا يُضاعُ

وَيَسعَدُ بي الضَريكُ إِذا اِعتَراني
وَيَكرَهُ جانِبي البَطَلُ الشُجاعُ

وَيَأبي الذَمَّ لي أَنّي كَريمٌ
وَأَنَّ مَحَلّي القَبَلُ اليَفاعُ

وَإِنّي في بَني بَكرٍ بنَ سَعدٍ
إِذا تَمَّت زَوافِرُهُم أُطاعُ

وَمَلمومٍ جَوانِبُها رَداحٍ
تَزَجّى بِالرِماحِ لَها شُعاعُ

شَهدتُ طِرادَها فَصَبرتُ فيها
إِذا ما هَلَّلَ النِكسُ اليَراعُ

وخم يركب العوصاء طاط
عَنِ المُثلى غُناماهُ القِذاعُ

طَموحِ الرَأسِ كُنتُ لَهُ لِجاماً
يُخَيِّسُهُ لَهُ مِنهُ صِقاعُ

إِذا ما اِنآدَ قَوَّمَهُ فَلانَت
أخادِعُهُ النَواقِرُ وَالوِقاعُ

وَاِشعَثَ قَد جَفا عَنهُ المَوالي
لَقىً كَالحِلسِ لَيسَ بِهِ زَماعُ

ضَريرٍ قَد هَنَأناهُ فَأَمسى
عَلَيهِ في مَعيشَتِهِ اِتِّساعُ

وَماءٍ آجِن الجَمّاتِ قَفرٍ
تَعَقَّمُ في جَوانِبِهِ السِباعُ

وَرَدتُ وَقَد تَهَوَّرَتِ الثُرَيّا
وَتَحتَ وَلَّيتي وَهمٌ وَساعُ

جُلالٌ مائِرُ الضَبعَينِ يَخدي
عَلى يَسَراتِ مَلزوزٍ سِراعُ

لَهُ بُرَّةٌ إِذا ما لُجَّ عاجَت
أَخادِعُهُ فَلانَ لَها النُخاعُ

كَأَنَّ الرَحلَ مِنهُ فَوقَ جَأبٍ
أَطاعَ لَهُ بِمَعقلَةَ التِلاعُ

تِلاعٌ مِن رِياضٍ أَتأفَتها
مِنَ الأَشراطِ أَسمِيَةٌ تِباعُ

فَآضَ مُحَملِجاً كَالكَرِّ لَمَّت
تَفاوُتَهُ شَآمِيَةٌ صَناعُ

يُقَلِّبُ سَمجَحاً قَوداءَ طارَت
نَسيلَتُها بِها بِنَقٌ لِماعُ

إِذا أَسهَلا قَنَبَت عَلَيهِ
وَفيهِ عَلى تَجاسُرِها اِطِّلاعُ

تَجانَفَ عَن شَرائِعِ بطنِ قَوٍّ
وَحادَ بِها عَنِ السَبقِ الكُراعُ

وَأَقرَبُ مَورِدٍ مِن حَيثُ راحا
أُثالُ أَو غُمازَةُ أو نَطاعُ

فَأَورَدَها وَلَونُ اللَيلِ داجٍ
وَما لَغِبا وَفي الفَجرِ اِنصِداعُ

فَصَبَّحَ مِن بَني جَلّانَ صَلّاً
عَطيفَتُهُ وَأَسهُمُهُ المَتاعُ

إِذا لَم يَجتَزِر لَبَنيهِ لَحماً
غَريضاً مِن هَوادي الوَحش جاعوا

فَأًرسَلَ مُرهَفَ الغَرَّينِ حُشراً
فَخَيَّبَهُ مِنَ الوَتَرِ اِنقِطاعُ

فَلَهفَ أُمَّهُ وَاِنصاعَ يَهوي
لَهُ رَهجٌ مِنَ التَقريبِ شاعُ


ربيعة بن مقروم الضبي

الحمدان
07-31-2024, 10:15 PM
بانَت سُعادُ فَأَمسى القَلبُ مَعمودا
وَأَخلَفَتكَ اِبنَةُ الحُرِّ المَواعِيدا

كَأَنَّها ظَبيَةٌ بكرٌ أَطاعَ لَها
مِن حَومَلٍ تَلَعاتُ الجَوِّ أَو أودا

قامَت تُريكَ غَداةَ البَينِ مُنسَدِلاً
تَخالُهُ فَوقَ مَتنَيها العَناقيدا

وَبارِداً طَيِّباً عَذباً مُقَبِّلُهُ
مُخَيَّفاً نَبتُهُ بِالظَلمِ مَشهودا

وَجَسرَةٍ حَرَجٍ تدمى مَناسِمُها
أَعمَلتُها بي حَتّى تَقطَعَ البيدا

كَلَّفتُها فَرَأَت حَقّاً تَكَلُّفَهُ
وَديقَةً كَأَجيجِ النارِ صَيخودا

في مَهمَةٍ قَذَفٍ يَخشى الهَلاكُ بِهِ
أَصداؤُهُ ما تَني بِاللَيل تَغريدا

لَمّا تَشَكَّت إِلَيَّ الأَينَ قُلتُ لَها
لا تَستَريحنَ ما لَم أَلقَ مَسعودا

ما لَم أُلاقِ اِمرأً جَزلاً مَواهِبُهُ
سَهلَ الفِناءِ رَحيبَ الباعِ مَحمودا

وَقَد سَمِعتُ بِقَومٍ يُحمَدونَ فَلَم
أَسمَع بِمِثلِكَ لا حِلماً وَلا جودا

وَلا عَفافاً وَلا صَبراً لِنائِبَةٍ
وَما أُنَبِّئُ عَنكَ الباطِل السّيدا

لا حِلمُكَ الحِلمُ موجودٌ عَلَيهِ وَلا
يُلفى عَطاؤُكَ في الأَقوامِ مَنكودا

وَقَد سَبَقتَ بِغاياتِ الجِيادِ وَقَد
أَشبَهتَ آباءَكَ السّيدَ الصَناديدا

هَذا ثَنائي بِما أَولَيتَ مِن حَسَنٍ
لا زِلتَ عَوضُ قَريرَ العَينِ مَحسودا


ربيعة بن مقروم الضبي

الحمدان
07-31-2024, 10:15 PM
أَخوكَ أَخوكَ مَن يَدنو وَتَرجو
مَوَدَّتَهُ وَإِن دُعِيَ اِستَجابا

إِذا حارَبت حاربَ مَن تُعادي
وَزادَ سِلاحُهُ مِنكَ اِقتِرابا

يواسي في الكَريهةِ كُلَّ يّومٍ
إِذا ما مُضلِعُ الحَدَثانِ نابا

وَكنتُ إِذا قَريني جاذَبَتهُ
حِبالي ماتَ أَو تَبِعَ الجِذابا

فَإِن أَهلِك فَذي حَنَقٍ لَظاهُ
عَلَيّ يَكادُ يَلتَهِبُ التِهابا

مَخَضتُ بِدَلوِهِ حَتّى تَحَسّى
ذَنوبَ الشَرِّ مِلأى أَو قِرابا

بِمثلي فَاِشهَدِ النَجوى وَعالِن
بِيَ الأَعداءَ وَالقَومَ الغِضابا

فَإِنَّ الموعِدِيَّ يَرَونَ دوني
أُسودَ خَفِيَّةَ الغُلبَ الرِقابا

كَأَنَّ عَلى سَواعِدِهِنَّ وَرساً
عَلالونَ الأَشاجِع أَو خضابا

كَأَنَّ هَوِيَّها لَمّا اِشمَعَلَّت
هُوِيُّ الطَيرِ تَبتَدِرُ الأَيابا


ربيعة بن مقروم الضبي

الحمدان
07-31-2024, 10:16 PM
تَذَكَرت وَالذِكرى تهيجُكَ زَينَبا
وَأَصبَحَ باقي وَصلِها قَد تَقَضَّبا

وَحَلَّ بِفَلجٍ فَالأَباتِرِ أَهلُنا
وَشَطَّت فَحَلَّت غَمرَةً فَمُثَقَّبا

فَإِمّا تَرَيني قَد تَرَكتُ لُجاجَتي
وَأَصبَحتُ مُبيَضَ العِذارَينِ أَشيبا

وَطاوَعتُ أَمرَ العاذِلاتِ وَقَد أُرى
عَلَيهِنَّ أَبّاءَ القَرينَةِ مِشغَبا

فَيا رُبَّ خَصمٍ قَد كَفَيتُ دِفاعَهُ
وَقَوَّمتُ مِنهُ دَرأَهُ فَتَنَكَّبا

وَمَولىً عَلى ضَنكِ المَقامِ نَصَرتُهُ
إِذا النِكسُ أَكبى زَندَهُ فَتَذَبذَبا

وَأَضيافِ ليلٍ في شَمالِ عَريَّةٍ
قَرَيتُ مِنَ الكومِ السَديفِ المُرَعَّبا

وَوارِدَةٍ كَأَنَّها عُصَبُ القَطا
تُثيرُ عَجاجاً بِالسَنابِكِ أَصهَبا

وَزَعتُ بِمثلِ السيدِ نَهدٍ مُقَلَّصٍ
كَميشٍ إِذا عِطفَاهُ ماءً تَحَلَّبا

وَأَسمَرَ خَطِيِّ كَأَنَّ سِنانَهُ
شِهابُ غَضاً شَيَّعَتهُ فَتَلَهَّبا

وَفِتيانُ صِدقٍ قَد صَبَحتُ سُلافَةً
إِذا الديكُ في جَوشٍ مِنَ اللَيلِ طَرَّبا

سُخامِيَّةً صَهباءَ صِرفاً وَتارَةً
تَعاوَرُ أَيديهِم شِواءً مُضَهَّبا

وَمَشجوجَةً بِالماءِ يَنزو حَبابُها
إِذا المُسمِعُ الغِرّيدُ مِنها تَحَبَّبا

وَسَربٍ إِذا غَصَّ الجَبانُ بِريقِهِ
حَمَيتُ إِذا الداعي إلى الرَوعِ ثَوَّبا

وَمَربَأَةٍ أَوفَيتُ جُنحَ أَصيلَةٍ
عَلَيها كَما أَوفي القُطامِيُّ مَرقَبا

رَبيئَةَ جَيشٍ أَو رَبيئَةَ مِقنَبٍ
إِذا لَم يَقُد وَغلٌ مِنَ القَومِ مِقنَبا

فَلَمّا اِنجَلى عَنّي الظَلامُ دَفَعتُها
يُشَبِّهُها الرائي سَراحينَ لُغَّبا

إِذا ما عَلَت حَزناً بَرَت صَهَواتِهِ
وَإِن أَسهَلَت أَذرَت غُباراً مُطَنَّبا

فَما اِنصَرَفَت حَتّى أَفاءَت رِماحُهُم
لِأَعدائِهِم في الحَربِ سُمّاً مُقَشَّبا

مَغاويرُ لا تَنمي طَريدَةُ خَيلِهِم
إِذا أَوهَلَ الذُعرُ الجَبانُ المُرَكَّبا

وَنَحنُ سَقَينا مِن فَريرٍ وَبُحتُرَ
بِكُلِّ يَدٍ مِنّا سِنانا وَثَعلبا

وَمَعنٍ وَمِن حَيَّيْ جَديلَة غادَرَت
عميرَةَ وَالصَلَّخَم يَكبو مُلَحَّبا

وَيَومَ جُرادَ اِستَلحَمَت أَسلاتُنا
يَزيدُ وَلَم يَمرُر لَنا قَرنُ أَعضَبا

وَقاظَ اِبنُ حِصنٍ عانِياً في بُيوتِنا
يُعالِجُ قَدّاً في ذِراعَيهِ مُصحَبا

وَفارِسَ مَردودٍ أَشاطَت رِماحُنا
وَأَجزَرنَ مَسعوداً ضِباعاً وَأَذؤُبا


ربيعة بن مقروم الضبي

الحمدان
07-31-2024, 10:16 PM
وَلَلمَوتُ خَيرٌ مِن تَخشُّعِ ذي الحِجى
لِذي مِنَّةٍ يَزَوَرُّ لِلؤمِ جانِبُهُ

لَهُ كُلّ يَومٍ نَزحَةٌ وَغَضاضَةٌ
إِذا ما اِنزَوى أَنفُ اللَئيمِ وَحاجِبُهُ


ربيعة بن مقروم الضبي

الحمدان
07-31-2024, 10:16 PM
وَإِنّي حَنى ظَهري خُطوبٌ تَتابَعَت
فَمَشيِيَ ضَعيفٌ في الرِجالِ دَبيبُ

إِذا قالَ صَحبي يا رَبيعُ أَلا تَرى
أَرى الشَخصَ كَالشَخصَينِ وَهوَ قَريبُ


ربيعة بن مقروم الضبي
المخضرمون

الحمدان
07-31-2024, 10:16 PM
نَزَلنا بِإِحساءِ العُذَيبِ وَلَم تَكُن
لَنا هِمَّةٌ إِلّا اِغتِيالَ المَنازِلِ

لِنَحوِيَ أَرضاً أَو نُناهِبَ غارَةً
يَصيخُ لَها ما بَينَ بُصرى وَبابِلِ


الأسود بن قطبه

الحمدان
07-31-2024, 10:17 PM
أَلا أَبلِغا عَنّي العُرَيبَ رِسالَةً
فَقَد قَسَمَت فينا فُيوءَ الأَعاجِمِ

وَدَرَّت عَلَينا جِزيَةَ القَومِ بِالَّذي
فَكَكنا بِهِ عَنهُم وِثاقَ المَعاصِمِ

فَنَحنُ أَفَأنا بِالفُراتِ وَأَرضِهِ
جَميعاً وَلَم نَعدِل بِحَزِّ المَقادِمِ

وَحَيثُ نَهى اللُجمِيَّ عَن دِجلَةِ السُرى
وَرَدَّ إِلَينا غَربَها بِالطُماطِمِ


الأسود بن قطبه

الحمدان
07-31-2024, 10:17 PM
طَرَقنا بِالثَنِيِّ بَني بُجَيرٍ
بَياتاً قَبلَ تَصدِيَةِ الدُيوكِ

فَلَم نَترُك بِها إِرماً وَعُجماً
مَعَ النَصرِ المُؤَزَّرِ بِالسُهوكِ

إِلى مَن بِالزُمَيلِ وَجانِبَيهِ
وَطاروا حَيثُ طاروا كَالدُموكِ

وَأُجلوا عَن نِسائِهِمُ فَكُنّا
بِها أَولى مِنَ الحَيِّ الرَكوكِ


الأسود بن قطبه

الحمدان
07-31-2024, 10:17 PM
لَقينا يَومَ أُلَّيسٍ وَأَمغى
وَيَومَ المَقرِ آسادَ النَهارِ

فَلَم أَرَ مِثلَها فَضِلاتِ حَربٍ
أَشُدُّ عَلى الجَحاجِحَةِ الكِبارِ

قَتَلنا مِنهُمُ سَبعينَ أَلفاً
بَقِيَّةَ حَربِهِم غِبَّ الإِسارِ

سِوى مَن لَيسَ يُحصى مِن قَتيلٍ
وَمَن قَد غالَ جولانَ الغُبارِ


الأسود بن قطبه

الحمدان
07-31-2024, 10:17 PM
أَلا أَبلِغا عَنّي الخَليفَةَ أَنَّنا
غَلَبنا عَلى نِصفِ السَوادِ الأَكاسِرا

غَلَبنا عَلى ماءِ الفُراتِ وَأَرضِهِ
عَشِيَّةَ جِزنا بِالسُيوفِ الأَكابِرا

فَدَرَّت عَلَينا جِزيَةُ القَومِ بَعدَ ما
ضَرَبناهُمُ ضَرباً يَعُطُّ الشَوابِرا


الأسود بن قطبه

الحمدان
07-31-2024, 10:18 PM
دَعَيتُم أَنَّنا لَكُمُ قَطينٌ
وَقَولُ الفَخرِ يَخلِطُهُ الفُجورُ

جَرَيتُم لَيسَ ذالِكُمُ كَذاكُم
وَلَكِنّا رَحىً بِكُمُ تَدورُ

وَلَو رامَت جموعُكُمُ بِلادي
إِذَن كَرَّت رَحانا تَستَديرُ

فَلَلنا حَرَّكُم بِلَوى قَديسٍ
وَلَم تَسلَمَ هُنالِكَ بَهرَسيرُ

فَتَحتُ البَهرَسيرَ بِإِذنِ رَبّي
وَأَعدَتني عَلى ذاكَ الأُمورُ

وَقَد عَضّوا الشِفاهَ لِيُهلِكونا
وَدونَ القَومِ مِهراءٌ جَرورُ

وَطاروا قِضَّةً وَلَهُم زَئيرٌ
إِلى دارٍ وَلَيسَ بِها نَصيرُ


الأسود بن قطبه

الحمدان
07-31-2024, 10:18 PM
سائِل بِالهُذَيلِ وَما يُلاقي
عَلى الحَدَثانِ مِن بَعثِ الحُروبِ

وَعَتّاباً فَلا تَنسى وَعَمرواً
وَأَربابَ الزَميلِ بَني الرَقوبِ

أَلَم نَفتِقهُمُ بِالبِشرِ طَعناً
وَضَرباً مِثلَ تَشقيقِ الضَروبِ

نُساقيهِم بِها حَتّى تُمَلّوا
ذَنوباً بَعدَ تَفريغِ الذَنوبِ

وَلَيلى قَد سَبَيناها جِهاراً
وَأَروى بِنتَ موذِنَ في ضُروبِ

وَرَيحانُ الهَذيلِ قَدِ اِصطَفَينا
وَقُلنا دونَكُم عَلقَ الذَنوبِ


الأسود بن قطبه
المخضرمون

الحمدان
07-31-2024, 10:18 PM
إِنّا مُحَيّوكِ يا سَلمى فَحَيّينا
وَإِن سَقَيتِ كِرامَ الناسِ فَاِسقينا

وَإِن دَعَوتِ إِلى جُلّى وَمَكرُمَةٍ
يَوماً سُراةَ كِرامِ الناسِ فَاِدعينا

إِنّا بَني نَهشَلٍ لا نَدّعي لِأَبٍ
عَنهُ وَلا هُو بِالأَبناءِ يَشرينا

إِن تُبتَدَر غايَةٌ يَوماً لِمَكرُمَةٍ
تَلقَ السَوابِقَ مِنّا وَالمُصَلّينا

وَلَيسَ يَهلَكُ مِنّا سَيِّدٌ أَبَداً
إِلّا اِفتَلَينا غُلاماً سَيِّداً فينا

إِنّا لنُرخِصُ يَومَ الرَوعِ أَنفُسَنا
وَلَو نُسامُ بِها في الأَمنِ أُغلينا

بيضٌ مَفارِقُنا تَغلي مَراجِلُنا
نَأسو بِأَموالِنا آثارَ أَيدينا

لَو كانَ في الأَلفِ مِنّا واحدٌ فَدَعَوا
مَن فارِسٌ خالَهُم إِيّاهُ يَعنونا

إِذا الكُماةُ تَنَحَّوا أَن يُصيبَهُمُ
حَدُّ الظُّباةِ وَصَلناها بِأَيدينا

وَلا تَراهُم وَإِن جَلَّت مُصيبَتُهُم
مَع البُكاةِ عَلى مَن ماتَ يَبكونا

وَيركَبُ الكُرهَ أَحياناً فَيَفرُجُهُ
عَنّا الحِفاظُ وَأَسيافٌ تُواتينا


نهشل بن حري

الحمدان
07-31-2024, 10:18 PM
تَطاوَلَ هَذا اللَيلُ ما كادَ يَنجَلي
كَلَيلِ التِمامِ ما يُريدُ اِنصراما

فَبِتُّ لِذِكرى مالِكٍ بِكآبَةٍ
أُأَرِّقُ مِن بَعدِ العِشاءِ نِياما

أَبى جَزعي في مالِكٍ غَيرَ ذِكرِهِ
فَلا تَعذِليني أَن جَزِعتُ أُماما

سَأَبكي أَخي ما دامَ صَوتُ حَمامَةٍ
يُؤَرِّقُ مِن وادي البِطاحِ حَماما

وَأَبعَثُ أَنواحاً عَليهِ بِسُحرَةٍ
وَتَذرِفُ عَينايَ الدُموعَ سِجاما

وَأَدعو سَراةَ الحَيِّ يَبكونَ مالِكاً
وَأَبعَثُ نَوحاً يَلتَدِمنَ قِياما

يُقِلنَ ثَرى رَبِّ السَماحَةِ وَالنَدى
وَذو عِزَّةٍ يَأبى بِها أَن يُضاما

وَفارِسُ خَيلٍ لا تُسايَرُ خَيلُهُ
إِذا اِضطَرَمَت نارُ العَدُوِّ ضِراما

وَأَحيا عَن الفَحشاءِ مِن ذاتِ كِلَّةٍ
يَرى ما يَهابُ الصالِحونَ حَراما

وَأَجرَأُ مِن لَيثٍ بِخَفَّانَ مُخدِرٍ
وَأَمضى إِذا رامَ الرِجالُ صِداما

فَلا تَرجُوَن ذا إِمَّةٍ بَعدَ مالِكٍ
وَلا جازِراً لِلمُنشِئاتِ غُلاما

وَقُل لَهُمُ لا يَرحَلوا الأُدمَ بَعدَهُ
وَلا يَرفَعوا نَحوَ الجِيادِ لِجاما


نهشل بن حري

الحمدان
07-31-2024, 10:19 PM
يُخالِجنَ أَشطانَ الهَوى كُلَّ وِجهَةٍ
بِذي السِدرِ حَتّى خِفتُ أَن لَن تَرَيَّما

غَرائِزُ لَم يَترُكنَ لِلنَفسِ إِذ عَلَوا
عَلى الصُهبِ تَحدي السيرَ روحاً وَأَعظُما

سَراةَ الضُحى ثُمَّ اِستَمَرَّ حُداتُهُم
عَلى كُلِّ مَوّارِ المِلاطَينِ أَخزَما

عَلى كُلِّ حُرِّ اللَونِ صافٍ نِجادُهُ
يُواهِقُ جَوناً ذا عَثانينِ مُكرَما

إِذا اِجتَهَدَ الرُكبانُ ذَمَّت وَسامَحَت
وَإِن قَصَّروا عاجوا سَماماً مُخَزَّما

كَأَنَّ ظِباءَ السِيِّ أَو عينَ عالِجٍ
عَلى العيرِ أَو أَبهى بَهاءً وَأَفخَما

كَأَنَّ غَمامَ الصَيفِ تَحتَ خُدورِها
جَلا البَرقَ عَن أَعطافِهِ فَتَبَسَّما

تَهادَينَ يَومَ البَينِ كُلَّ تَحِيَّةٍ
وَكَيفَ التَهادي بِالوِدادَةِ بَعدَما

تَفَرَّقنَ عَن أَهوالِ أَرضٍ مَريضَةٍ
تَرى لَونَها مِنَ المَخافَةِ أَقتَما

فَأَصبَحَ جَمعُ القَومِ شَتّى وَلَم يَكُن
يُفَرِّقُ إِلّا ذا زُهاءٍ عَرَمرَما

كَأَنَّ بِواديهِم هِلالَ بنَ عامِرٍ
وَإِن لَم يَكُن إِلّا حَميماً أَو اِبنَ ما

كَما اِنشَقَّ وادٍ شُعبَتَينِ كِلاهُما
يُعارِضُ عَرنيناً مِنَ الرَملِ أَحزَما

تَبيتُ بِها الوَجناءُ مِن رَهبَةِ الرَدى
بِأَقتابِها وَالسابِحُ الطِرفُ مُلجَما

رَذايا بَغايا مُقشَعِرّاً جُنوبُها
يَغُضّونَ مِن أَجراسِها أَن تَزَغَّما

يَغُضّونَ صَوتَ العيسِ إِلّا صَريفَها
وَصَوتَ الصَريحِيّاتِ إِلّا تَحَمحُما

بَني قَطَنٍ إِنّي عَبَدتُ بُيوتَكُم
بِرَهوَةَ داراً أَو أَعزَّ وأَكرَما

فَلا تَنزِلوا مِن رَأسِ رَهوةَ دارِكُم
إِلى خِرَبٍ لا تُمسِكُ السَيلَ أَثلَما

أُناسٌ إِذا حَلَّت بِوادٍ بُيوتُهُم
نَفى الطَيرَ حَتّى لا تَرى الطَيرُ مَجثَما

تُظَلِّلُ مِن شَمسٍ النَهارِ رِماحُهُم
إِذا رَكَزَ القَومُ الوَشيحَ المُقَوَّما

تَرى كُلَّ لَونِ الخَيلِ وَسطَ بُيوتِهِم
أَبابيلَ تَعدو بِالمِتانِ وَهُيَّما

وَذي عِزَّةٍ أَنذَرنَهُ مِن أَمامِهِ
فَلَمّا عَصاني في المَضاءِ تَنَدَّما

فَوَدَّ بِضاحي جِلدِهِ لَو أَطاعَني
إِذا زَلَّ وَاِعرَورى بِهِ الأَمرُ مُعظَما

وَفَرَّقَ بَينَ الحَيِّ بَعدَ اِجتِماعِهِم
مَشائيمُ دَقُّوا بَينَهُم عِطرَ مَنشِما

غُواةٌ كَنيرانِ الحَريقِ تَسوقُهُ
شآمِيَّةٌ في حائِلِ العِربِ أَصحَما

إِذا لَهَبٌ مِن جانِبٍ باخَ شَرُّهُ
ذَكا لَهَبٌ مِن جانِبٍ فَتَضَرَّما

وَفي الناسِ أَذرابٌ إِذا ما نَهَيتَهُم
عَن الشَرِّ كَالنُشّابِ يُنزَعُ مُقدِما

جَزى اللَهُ قَومي مِن شَفيعٍ وَطالبٍ
عَنِ الأَصلِ وَالجاني رَبيعاً وَأَنعُما

وَلَو أَنَّ قَومي يُقبَلُ المالُ مِنهُمُ
لَمَدّوا النَدى سَيلاً إِلى المَجدِ مُفعَما

لَما عَدِموا مِن نَهشَلٍ ذا حَفيظَةٍ
بَصيراً بِأَخلاقِ اِمرِىءِ الصِدقِ خِضرِما

حَمولاً لأَثقالِ العَشيرَةِ بَينَها
إِذا أَجشَموهُ باعَ مَجدٍ تَجَشَّما

وَلَكِن أَبى قَومٌ أُصيبَ أَخوهُمُ
رُقى الناسِ وَاِختاروا عَلى اللَبَنِ الدَما

أَرى قَومَنا يَبكونَ شَجوَ نُفوسِهِم
وَقَد بَعَثوا مِنّا كَذلِكَ مَأتَما

عَلى فاجِعٍ هَدَّ العَشيرَةَ فَقدُهُ
كَرورٍ إِذا ما فارِسُ الشَدِّ أَحجَما

فَإِذا جَلَّتِ الأَحداثُ وَاِنشَقَّتِ العَصا
فَوَلّى الإِلَهُ اللَومَ مَن كانَ أَلوَما


نهشل بن حري

الحمدان
07-31-2024, 10:19 PM
تَخَلَّيتُ مِن داءِ اِمرِىءٍ لَم أَكُن لَهُ
شَريكاً وَأَلقى رِجلَهُ في الحَبائِلِ

فَإِن تُغرِموني داءَ غَيرِيَ أَحتَمِل
ذُنوبَ ذِئابِ القَريَتَينِ العَواسِلِ


نهشل بن حري

الحمدان
07-31-2024, 10:19 PM
قالَ الأَقارِبُ لا تَغرُركَ كَثرَتُنا
وَأَغنِ شَأنَكَ عَنّا أَيُّها الرَجُلُ

عَلَّ بَنِيَّ يَشُدُّ اللَهُ أَزرَهُمُ
وَالنَبعُ يَنبُتُ عيداناً فَيَكتَهِلُ


نهشل بن حري

الحمدان
07-31-2024, 10:20 PM
ذَكَرتُ أَخي المُخَوَّلَ بَعدَ يَأسٍ
فَهاجَ عَلَيَّ ذِكراهُ اِشتِياقي

فَلا أَنسى أَخي ما دُمتُ حَيّاً
وَإِخواني بِأَقرِيَةِ العَناقِ

فَوارِسُنا بِدارَأَ ذي قِساءٍ
وَأَيسارُ الهَرِيَّةِ وَالطِراقِ

يَجُرّونَ الفِصالَ إِلى النَدامى
بِرَوضِ الحَزنِ مِن كَنَفَي أُفاقِ

وَيُغلونَ السِباءَ إِذا لَقوهُ
بِرُبعِ الخَيلِ وَالشَولِ الحِقاقِ

إِذا اِتَّصَلوا وَقالوا يالَ غَرفٍ
وَراحوا في المُحَبَّرةِ الرِقاقِ

أَجابَكَ كُلُّ أَروَعَ شَمَّرِيٌّ
رَخِيُّ البالِ مُنطَلِقُ الخَناقِ

أُناسٌ صالحونَ نَشَأتُ فيهُم
فَأَودَوا بَعدَ إِلفٍ وَاِتِّساقِ

مَضَوا لِسَبيلِهِم وَلَبِثتُ عَنهُم
وَلَكِن لا مَحالَةَ مِن لَحاق

كَذي الأُلّافِ إِذ أَدلَجنَ عَنهُ
فَحَنَّ وَلا يَتوقُ إِلى مَتاقِ

أَرى الدُنيا وَنَحنُ نَعيثُ فيها
مُوَلِّيَةً تَهَيَّأُ لِاِنطِلاقِ

أَعاذِلَ قَد بَقيتُ بَقاءَ نَفسٍ
وَما حَيٌّ عَلى الدُنيا بِباقِ

كَأَنَّ الشَيبَ وَالأَحداثَ تَجري
إِلى نَفسِ الفَتى فَرَسا سِباقِ

فَإِمّا الشَيبُ يُدرِكُهُ وَإِمّا
يُلاقي حَتفَهُ فيما يُلاقي

فَإِن تَكُ لُمَّتي بِالشَيبِ أَمسَت
شَميطَ اللَونِ واضِحَةَ المشاقِ

فَقَد أَغدو بِداجِيَةٍ أُراني
بِها المُتَطَلِّعاتِ مِن الرِواقِ

إِلَيَّ كَأَنَّهُنَّ ظِباءُ قَفرٍ
بَرهَبى أَو بِباعِجَتي فِتاقِ

وَقَد تَلهو إِلَيَّ مُنَعَّماتٍ
سَواجي الطَرفِ بِالنَظَرِ البِراقِ

يُرامِقنَ الحِبالَ بَغَيرِ وَصلٍ
وَلَيسَ وِصالُ حَبلي بِالرِماقِ

وَعَهدُ الغانِياتِ كَعَهدِ قَينٍ
وَنَت عَنهُ الجَعائِلُ مُستَذاقِ

كَجُلبِ السَوءِ يُعجَبُ مَن رَآهُ
وَلا يَشفي الحَوائِمَ مِن لَماقِ

فَلا يَبعَد مَضائي في المَوامي
وَإِشرافي العلايَةَ وَاِنصِفاقي

وَغَبراءَ القَتامِ جَلَوتُ عَنّي
بِعَجلى الطَرفِ سالِمَةِ المَآقِ

وَقَد طَوَّفتُ بِالآفاقِ حَتّى
سَئِمتُ النَضَّ بِالقُلُصِ العِتاقِ

إِذا أَفنَيتُها بُدِّلتُ أُخرى
أَعُدُّ شُهورَها عَدَدَ الأَواقي

فَأَفنَتني السُنونَ وَلَيسَ تَفنى
وَتَعدادُ الأَهِلَّةِ وَالمُحاقِ

وَما سَبَقَ الحَوادِثَ لَيثُ غابٍ
يَجُرُّ لِمَرسِهِ جَزَرَ الرِفاقِ

كُمَيتٌ تَعجِزُ الخُلَعاءُ عَنهُ
كَبَغلِ المَرجِ حَطَّ مِنَ الزِناقِ

تُنازِعُهُ الفَريسَةَ أُمُّ شِبلٍ
عَبوسُ الوَجهِ فاحِشَةُ العِناقِ

وَلا بَطَلٌ تَفادى الخَيلُ مِنهُ
فِرارَ الطَيرِ مِن بَرَدٍ بُعاقِ

كَريمٌ مِن خُزَيةَ أَو تَميمٌ
أَغَرُّ عَلى مُسافِعَةٍ مِزاقِ

فَذلِكَ إِن تَخَطَّأَهُ المَنايا
فَكَيفَ يَقيهِ طولَ الدَهرِ واقِ


نهشل بن حري

الحمدان
07-31-2024, 10:20 PM
أَبكي الفَتى الأَبيَضَ البُهلولَ سُنَّتُهُ
عِندَ النِداءِ فَلا نِكساً وَلا وَرَعا

أَبكي عَلى مالِكِ الأَصيافِ إِذ نَزَلوا
حينَ الشِتاءِ وَعَزَّ الرِسلُ فَاِنجَدَعا

وَلَم يَجِد لِقُراهُم غَيرَ مُربِعَةٍ
مِن العِشارِ تُزَجّي تَحتَها رُبَعاً

أَهوى لَها السَيفَ تَرّاً وَهيَ راتِعَةٌ
فَأَوهَنَ السَيفُ عَظمَ الساقِ فَاِنقَطَعا

فَجاءَهُم بَعدَ رَقدُ الحَيِّ أَطيَبُها
وَقَد كَفى مِنهُمُ مَن غابَ وَاِضطَجَعا

يا فارِسَ الرَوعِ يَومَ الرَوعِ قَد عَلِموا
وَصاحِبَ العَزمِ لا نِكساً وَلا طَبِعا

وَمُدرِكَ التَبلِ في الأَعداءِ يَطلُبُهُ
وَإِن طَلَبتَ بِتَبلٍ عِندَهُ مَنَعا

قالوا أَخوكَ أَتى الناعي بِمَصرَعِهِ
فَاِرتاعَ قَلبي غَداةَ البَينِ فَاِنصَدَعا

ثُمَّ اِرعَوى القَلبُ شَيئاً بَعدَ طَيرَتِهِ
وَالنَفسُ تَعلَمُ أَن قَد أُثبِتَت وَجَعا


نهشل بن حري

الحمدان
07-31-2024, 10:20 PM
أَرِقتُ وَنامَ الأَخلِياءُ وَعادَني
مَعَ اللَيلِ هَمٌّ في الفُؤادِ وَجيعُ

وَهَيَّجَ لي حُزناً تَذَكُّرُ مالِكٍ
فَما بِتُّ إِلّا وَالفُؤادُ مَروعُ

إِذا عَبرَةٌ وَرَّعتُها بَعدَ عَبرَةٍ
أَبَت وَاِستَهلَّت عَبرَةٌ وَدُموعُ

لِذِكرى حَبيبٍ بَعدَ هَدءٍ ذَكَرتُهُ
وَقَد حانَ مِن تالي النُجومِ طُلوعُ

إِذا رَقَأَت عَينايَ ذَكَّرَني بِهِ
حَمامٌ تُنادى في الغُصونِ وُقوعُ

دَعَونَ هَديلاً فَاِحتَرَقتُ لِمالِكٍ
وَفي الصَدرِ مِن وَجدٍ عَلَيهِ صُدوعُ

كَأَن لَم أُجالِسهُ وَلَم أُمسِ لَيلَةً
أَراهُ وَلَم نُصبِح وَنَحنُ جَميعُ

فَتىً لَم يَعِش يَوماً بِذَمٍّ وَلَم يَزَل
حَوالَيهِ مِمَّن يَجتَديهِ رُبوعُ

لَهُ تَبَعٌ قَد يَعلَمُ النَاسُ أَنَّهُ
عَلى مَن يُداني صَيِّفٌ وَرَبيعُ


نهشل بن حري

الحمدان
07-31-2024, 10:21 PM
أَجِدَّكَ شاقَتكَ الرُسومُ الدَوارِسُ
بِجَنبَي قَساً قَد غَيَّرَتها الرَوامِسُ

فَلَم يَبقَ مِنها غَيرُ نُؤيٍ نَباهُ
مِن السَيلِ العَذارى العَوانِسُ

وَمَوقِدُ نيرانٍ كَأَنَّ رُسومَها
بِحَولَينِ بِالقاعِ الجَديدِ الطَيالِسُ

لَيالِيَ إِذ سَلمى بِها لَكَ جارَةٌ
وَإِذ لَم يُخَبِّر بِالفِراقِ العَواطِسُ

لَيالِيَ سَلمى دُرَّةٌ عِندَ غائِصٍ
تُضيءُ لَكَ الظَلماءَ وَاللَيلُ دامِسُ

تَناوَلَها في لُجَّةِ البَحرِ بَعدَما
رَأى المَوتَ ثُمَّ اِحتالَ حوتٌ مُغامِسُ

فَجاءَ بِها يُعطي المُنى مِن وَرائِها
وَيَأبى فَيُغليها عَلى مِن يُماكِسُ

إِذا صَدَّ عَنها تاجِرٌ جاءَ تاجِرٌ
مِنَ العُجمِ مَخشِيٌّ عَليهِ النَقارِسُ

يَسومونَهُ خُلدَ الحَياةِ وَدونَها
بُروجُ الرُخامِ وَالأُسودُ الحَوارِسُ

وَما رَوضَةٌ مِن بَطنِ فَلجٍ تَعاوَنَت
لَها بِالرَبيعِ المُدجِناتُ الرَواجِسُ

حَمَتها رِماحُ الحَربِ وَاِعتَمَّ نُبتُها
وَأَعشَبَ ميثُ الجانِبَينِ الرَوائِسُ

بِأَحسَنَ مِن سَلمى غَداةَ اِنبَرى لَنا
بِذاتِ الأَزاءِ المُرشِقاتُ الأَوانِسُ

نَواعِمُ لا يَسأَلنَ حَيّاً بِبَثِّهِ
عَلَيهِنَّ حَليٌ كامِلٌ وَمَلابِسُ

لَنا إِبِلٌ لَم نَكتَسِبها بِغَدرَةٍ
وَلَم يُغنِ مَولاها السُنونُ الأَحامِسُ

نُحَلِّيها عَن جارِنا وَشَريبِنا
وَإِن صَبَّحَتنا وَهيَ عوجٌ خَوامِسُ

وَيَحبِسُها في كُلِّ يَومٍ كَريهَةٍ
وَلِلحَقِّ في مالِ الكَريمِ مَحابِسُ

وَحَتّى تُريحَ الذَمَّ وَالذَمُّ يُتَّقى
وَيَروى بِذاتِ الجَمَّةِ المُتَغامِسُ

فَتُصبِحَ يَومَ الوِردِ غُلباً كَأَنَّها
هَضابُ شَرَورى مُسنَفاتٌ قَناعِسُ

تُساقِطُ شَفّانَ الصَبا عَن مُتونِها
لِأَكتافِها مِنَ الخَميلِ بَرانِسُ

تَلَبَّطَ ما بَينَ الثَماني وَقَلهَبٍ
بِحَيثُ تَلاقى خَمصُهُ المُتَكاوِسُ

يَصُكُّ العِدى عَنها فُتُوٌّ مَساعِرٌ
وَتَركَبُ عَوفٌ دونَها وَمُقاعِسُ

بِكُلِّ طُوالِ الساعِدَينِ شَمَردَلٍ
فَلا جِسمُهُ وَاِشتَدَّ مِنهُ الأَباخِسُ

بِأَيديهِمُ في كُلِّ يَومِ كَريهَةٍ
عَلى الأَعوَجِيّاتِ الرِماحُ المَداعِسُ


نهشل بن حري

الحمدان
07-31-2024, 10:21 PM
وَمَولىً رَفَدتُ النُصحَ حَتّى يَرُدَّهُ
عَلَيَّ وَحَتّى يَعذِرَ الرَأيَ عاذِرُه

إِذا كانَ لا يُرضى بِرَأيِكَ صَدرُهُ
وَلا أَنتَ إِن لَم يَرضَ رَأيَكَ قاسِرُه

فَصَبرٌ جَميلٌ إِنَّ في اليَأسِ راحَةً
إِذا الغَيثُ لَم يُمطِر بِلادَكَ ماطِرُه


نهشل بن حري

الحمدان
07-31-2024, 10:21 PM
أَرِقتُ لِبَرقٍ بِالعِراقِ وَصُحبَتي
بِحَجرٍ وَما طَيَّاتُ قَومِيَ مِن حَجرِ

وَميضٌ كَأَنَّ الرَبطَ في حَجَراتِهِ
إِذا اِنشَقَّ في غُرٍّ غَوارِبُهُ زُهرِ

كَما رَمَحَت بَلقاءُ تَحمي فُلُوَّها
دَجوجِيَّةُ المَتنَينِ واضِحَةُ الخَصرِ

شَموسٌ أَتَتها الخَيلُ مِن كُلِّ جانِبٍ
بِمَرجٍ فُراتِيٍّ تَحومُ عَلى مُهرِ

فَإِنّي وَقَومي إِن رَجِعتُ إِلَيهِمُ
كَذي العِلقِ آلى لا يَنولُ وَلا يَشري

لَوَيتُ لَهُم في الصَدرِ مِنّي نَصيحَةً
وَوُدّاً كَما تُلوى اليَدانِ إِلى النَحرِ

أَلا أَيُّهذا المُؤتَلي إِنَّ نَهشَلاً
عَصَوا قَبلَ ما آلَيتُ مُلكَ بَني نَصرِ

فَلَمّا غَلَبنا المُلكَ لا يَقسِرونَنا
قَسَطنا فَأَقبَلنا مِنَ الهَيلِ وَالبِشرِ

وَصَدَّ اِبنُ ذي القَرنَينِ عَنّا وَرَهطُهُ
نَسيرُ بِما بَينَ المَشارِقِ وَالقَهرِ

وَقَد عَلِمَت أَعداؤُنا أَنَّ نَهشَلاً
مَصاليتُ حَلاّلو البُيوتِ عَلى الثَغرِ

تُقيمُ عَلى دارِ الحِفاظِ بُيوتُنا
وَإِن قيلَ مَرحاها نُصَبِّحُ أَو تَسري

لَنا هَضبَةٌ صَمّاءُ مِن رُكنِ مالِكٍ
وَأُسدُ كِراءٍ لا تُوَزَّعُ بِالزَجرِ

مَداريهُ ما يُلقى بِهِ أَو مَضيعَةٍ
أَخوهُم وَلا يُغضونَ عَيناً عَلى وَترِ

هُمُ القَومُ يَبنونَ الفَعالَ وَيَنتَمي
إِلَيهِم مُصابُ المالِ مِن عَنَتِ الدَهرِ

وَمَن عَدَّ مَسعاةً فَلا يَكذِبَنَّها
وَلا يَكُ كَالأَعمى يَقولُ وَلا يَدري

وَمُستَلحِمٍ قَد أَنقَذَتهُ رِماحُنا
وَقَد كانَ مِنهُ المَوتُ أَقرَبَ مِن شِبرِ

دَعانا فَنَجَّيناهُ في مُشمَخِرَّةٍ
مَعادَةِ جيرانٍ تَقَلَّصُ بِالغَفرِ

وَجارٍ مَنَعناهُ مِنَ الضَيمِ وَالخَنا
وَجيرانُ أَقوامٍ بِمَدرَجَةِ الدَهرِ

إِذا كُنتَ جاراً لاِمرِىءٍ فَاِرهَبِ الخَنا
عَلى عِرضِهِ إِنَّ الخَنا طَرَفُ الغَدرِ

وَذُد عَن حِماهُ ما عَقَدتَ حِبالَهُ
بِحَبلِكَ وَاِستُرهُ بِما لَكَ مِن سِترِ

وَخالي اِبنُ جَوّاسٍ سَعى سَعيَ ماجِدٍ
فَأَدّى إِلى حَيَّي قُضاعَةَ مِن بَكرِ

لَعَمري لَقَد أَعطى اِبنُ ضَمرَةَ مالَهُ
رِفاقاً مِن الآفاقِ مُختَلِفي النَجرِ

قَرى مِئَةً أَحمٍ لَها وَنُفوسَها
عَلى حينَ لا يُعطي الكَريمُ وَلا يَقري

أَلا إِنَّ قَومي واكزونَ رِماحَهُم
بِما بَينَ فَلجٍ وَالمَدينةِ مِن ثَغرِ

يَذودونَ كَلباً بِالرِماحِ وَطَيِّئاً
وَتَغلِبَ وَالصيدَ النَواظِرَ مِن بَكرِ

أَلا إِنَّ قَومي لا يَجُنُّ بُيوتَهُم
مَضيقٌ مِنَ الوادي إِلى جَبَلٍ وَعرِ

وَنَحنُ مَنَعنا بِالتَناضُبِ قَومَنا
وَبِتنا عَلى نارٍ تُحَرَّقُ كَالفَجرِ

تُضيءُ عَلى القَومِ الكِرامِ وُجوهُهُم
طِوالُ الهَوادي مِن وِرادٍ وَمِن شُقرِ

نَقائِذَ أَمثالَ القَنا أَعوَجِيَّةً
وَجُرداً تَداوى بِالغَريضِ وَبِالنَقرِ

نُعَوِّدُها الإِقدامَ في كُلِّ غَمرَةٍ
وَكَرّاً بِأَيدٍ لا قِصارٍ وَلا عُسرِ

وَيَومٍ كَأَنَّ المُصطَلينَ بِحَرِّهِ
وَإِن لَم تَكُن نارٌ قِيامٌ عَلى الجَمرِ

كَأَنَّ رِماحَ القَومِ في غَمَراتِهِ
نَواشِطُ فُرّاطٍ نُواضِحُ في بِئرِ

صَبَرنا لَهُ حَتّى يُريحَ وَإِنَّما
تُفَرَّجُ أَيّامُ الكَريهَةِ بِالصَبرِ

وَنَحنُ فَلَينا لِاِبنِ طيبَةَ رَأسَهُ
عَلى مَرِقِ الغالي بِأَبيَضَ ذي أَثرِ

وَنَحنُ خَضَبنا لِلخَطيمِ قَميصَهُ
بِدامِيَةٍ نَجلاءَ مِن واضِحِ النَحرِ

وَحَيَّي سَليطٍ قَد صَبَحنا وَوائِلاً
صَبوحَ مَنايا غَيرَ ماءٍ وَلا خَمرِ

وَلَيلَةَ زَيدِ الخَيلِ نالَت جِيادُنا
مُناها وَحَظّاً مِن أَسارى وَمِن ثَأرِ

وَنَحنُ ثَأَرنا مِن سُمَيِّ وَرَهطِهِ
وَظَبيانَ ما في حَيِّ ظَبيانَ مِن وَترِ

وَقاظَ اِبنُ ذي الجَدَّينِ وَسطَ بُيوتِنا
وَكَرشا في الإِغلالِ وَالحَلقِ السُمرِ

وَنَحنُ حَبَسنا الخَيلَ أَن يَتأَوَّبوا
عَلى شَجَعاتٍ وَالجِيادُ بِنا تَجري

حَبَسناهُمُ حَتّى أَقَرّوا بُحُكمِنا
وَأُدِّيَ أَثقالُ الخَميسِ إِلى صَخرِ

أَبي فارِسِ الجَونَينِ قَد تَعلَمونَهُ
وَيَومَ خِفافٍ سارَ في لَجَبٍ مَجرِ

وَنَحنُ رَأَينا بَينَ عَمرٍو وَمالِكٍ
كَما شُدَّ أَعضادُ المَهيضَةِ بِالجَبرِ

مِئينَ ثَلاثاً بَعدَما اِنشَقَّتِ العَصا
وَقَد أُسلِمَ الجاني وَأُتعِبَ ذو الوَفرِ

وَلَمّا رَأَى الساعونَ زَلخاً مَزِلَّةً
وَسُدَّ الثَنايا غَيرَ مُطَّلَعٍ وَعرِ

نَهَضنا بِأَثقالِ المِئينَ فَأَصبَحَت
عَشيرَتُنا ما مِن خَبالٍ وَلا كَسرِ

بِمَرجٍ يُسِمُّ الراعِبَينِ جَنينُهُ
وَيَجهَدُ يَومَ الوِردِ ثائِبَةِ الجَفرِ

وَمِنّا الَّذي أَدّى مِنَ المُلكِ مازِناً
جَميعاً فَنَجّاها مِنَ القَتلِ وَالأَسرِ

وَنَحنُ حَوَينا بِالقَنا يَومَ عانِطٍ
طَريفاً وَمَولاها طَريفَ بَني عَمرِو

وَمَولىً تَدارَكناهُ مِن سوءِ صَرعَةٍ
وَقَد قَذَفَتهُ الحَربُ في لُجَجٍ خُضرِ

كَما اِنتاشَ مَغموراً مِن المَوتِ سابِحٌ
بِأَسبابِ صِدقٍ لا ضِعافٍ وَلا بُترِ

لَنا هَضبَةٌ صَمّاءُ مِن صُلبِ مالِكٍ
وَأُسدُ فَراءٍ لا تُوَزَّعُ بِالزَجرِ

إِذا نَهشَلٌ ثابَت إِليَّ فَما بِنا
إِلى أَحَدٍ إِلاّ إِلى اللَهِ مِن فَقرِ

يُعارِضُ أَرواحَ الشَتآنِ جابِرٌ
إِذا أَقبَلَت مِن نَحوِ حَورانَ أَو مِصرِ

وَقَد عَلِمَت جَمخُ القَبائِلِ أَنَّني
إِذا ما رَمَيتُ القَومَ أُسمِعُ ذا الوَقرِ

بِرَجمِ قَوافٍ تُخرِجُ الخَبءَ في الصَفا
وَتُنزِلُ بَيضاتِ الأَنوقِ مِنَ الوَكرِ


نهشل بن حري

الحمدان
07-31-2024, 10:22 PM
حَلَفتُ فَلَم أَفجُر بِحَيثُ تَرَقرَقَت
دِماءُ الهَدايا مِن مِنىً وَثَبيرِ

لَنِعمَ الفَتى عالى بَنو الصَلتِ نَعشَهُ
وَأَكفانُهُ يَخفِقنَ فَوقَ سَريرِ

كَأَنَّكَ يا اِبنَ الصَلتِ لَم تَحمِ مُجحِراً
مَضافاً وَلَم تَجبُر فِناءَ فَقيرِ

وَلَم تَقضِ حاجاتِ الوُفودِ وَلَم تَقُل
لِبيضٍ مَصاليتَ اِرحَلوا بِهَجيرِ

رَأى في المَطايا ذاتَ أَشعُبَ تامِكٍ
فَكاسَت بِرِجلٍ في المُناخِ عَقيرِ

فَظَلَّت عِباقُ الطَيرِ تَعفو مُناخَةً
عَلى سَقَطٍ مِن لَحمِها وَبَقيرِ

فَليتَ المَطايا كُنَّ عُرّينَ بَعدَهُ
وَلَم تُطلَبِ الحاجاتُ بَعدَ كَثيرِ


نهشل بن حري

الحمدان
07-31-2024, 10:22 PM
أَرى كُلَّ عودٍ نابِتاً في أَرومَةٍ
أَبى نَسَبُ العيدانِ أَن يَتَغَيَّرا

بَنو الصالِحينَ الصالِحونَ وَمَن يَكُن
لآِباءِ سوءٍ يَلقَهُم حَيثُ سَيَّرا

أَبوكَ هِنابٌ سارقُ الضَيفِ بُردَهُ
وَجَدِّيَ يا حَجَّاجُ فارِسُ شَمَّرا


نهشل بن حري

الحمدان
07-31-2024, 10:22 PM
وَمَولىً عَصاني وَاِستَبَدَّ بِرَأيِهِ
كَما لَم يُطَع بِالبَقَّتَينِ قَصيرُ

فَلَمّا رَأى ما غِبُّ أَمري وَأَمرِهِ
وَوَلَّت بِأَعجازِ الأُمورِ صُدورُ

تَمَنّى نَئيشاً أَن يَكونَ أَطاعَني
وَقَد حَدَثَت بَعدَ الأُمورِ أُمورُ


نهشل بن حري

الحمدان
07-31-2024, 10:22 PM
طَرَقَت أُسَيماءُ الرِحالَ وَدونَها
ثِنيانِ مِن لَيلِ التِمامِ الأَسوَدِ

وَمَفاوِزٌ وَصلَ الفَلاةَ جُنوبُها
بِجُنوبِ أُخرى غَيرَ أَن لَم تُعقَدِ

رَملٌ إِذا أَيدي الرِكابِ قَطَعنَهُ
قُرِعَت مَناسِمُها بِقُفٍّ قَردَدِ

وَكَأَنَّ ريحَ لَطيمَةٍ هِندِيَّةٍ
وَذَكِيَّ جادِيٍّ بِنُصعٍ مَجسَدِ

وَنَدى خُزامى الجَوِّ جَوِّ سُوَيقَةٍ
طَرقَ الخيالُ بِهِ بُعَيدَ المَرقَدِ


نهشل بن حري

الحمدان
07-31-2024, 10:22 PM
جَزى اللَهُ خَيراً وَالجَزاءُ بِكَفِّهُ
بَني الصَلتِ إِخوانَ السَماحَةِ وَالمَجدِ

أَتاني وَأَهلي بِالعِراقِ نَداهُمُ
كَما صابَ غَيثٌ مِن تِهامَةَ في نَجدِ

فَما يَتَغَيَّر مِن زَمانٍ وَأَهلِهِ
فَما غَيَّرَ الإِسلامُ مَجدَكُمُ بَعدي


نهشل بن حري

الحمدان
07-31-2024, 10:23 PM
غُلامانِ خاضا المَوتَ مِن كُلِّ جانِبٍ
فَآبا وَلَم يُعقَد وَراءَهُما يَدُ

مَتى يَلقَيا قِرناً فَلا بُدَّ أَنَّهُ
سَيَلقاهُ مَكروهٌ مِنَ المَوتِ أَسودُ


نهشل بن حري

الحمدان
07-31-2024, 10:23 PM
سَمَت لَكَ حاجَةٌ مِن حُبِّ سَلمى
وَصَحبُكَ بَينَ عَروى وَالطواحِ

فَبِتُّ كَذي اللَذاذَةِ خالَسَتهُ
فُراتُ المَزجِ عاليَةُ الرِباحِ

سَباها تاجرٌ مِن أَذرِعاتٍ
بِأَغلاءِ العَطِيَّةِ وَالسَماحِ

وَلَستَ بِعازِفٍ عَن ذِكرٍ سَلمى
وَقَلبُكَ عَن تُماضِرَ غَيرُ صاحِ

تَبَسَّمُ عَن حَصى بَرَدٍ عَذابٍ
أَغَرَّ كَأَنَّهُ نورُ الأَقاحي

إِذا ما ذُقتَهُ عَسَلٌ مُصَفّى
جَنَتهُ النَحلُ في عَلَمٍ شَناحِ

وَقَد قَطَعَت تُماضِرُ بَطنَ قَوٍّ
يَمانِيَةِ التَهَجُّرِ وَالرَواحِ

كَأَنَّ حُمولَها لَمّا اِستَقَلَّت
بِذي الأَحزابِ أَسفَلَ مِن نَساحِ

خَلايا ذَنبَريٍّ عابِراتٍ
عَدَو لَي عامِداتٍ لِلقِراحِ

كَأَنَّ مِنازِلاً بِالفَأوِ مِنها
مِدادُ مُعَلِّمٍ يَتلوهُ واحي

وَما يَومٌ تُحييهِ سُلَيمى
بِخَبراءِ البِجادَةِ أَو صَباحِ

بِمَشؤومٍ زِيارَتُهُ طَويلٍ
وَلا نَحسٍ مِنَ الأَيّامِ ضاحي

وَما أَدماءُ مُؤَلِفَةٌ سَلاماً
وَسَدراً بَينَ تَنهِيَةٍ وَراحِ

تَضَمَّنَها مَسارِبُ ذي قِساءٍ
مَكانَ النَصلِ مِن بَدَنِ السِلاحِ

بِأَحسَنَ مِن تُماضِرَ يَومَ قامَت
تودِعُنا لِبَينٍ فَاِنسِراحِ

أَلا أَبلِغ بَني قَطَنٍ رَسولاً
كَلامَ أَخٍ يُعاتِبُ غَيرَ لاحِ

فَما فارَقتُهُم حَتّى اَظَنّوا
وَبَيَّنَ مِن شَواكِلِهِم نَواحي

وَما تُخلى لَكُم إِبِلي إِذا ما رَعَت
قُطمانَ أَو كَنَفَي رِكاحِ

وَلَم تَحموا عَلى نَعَمِ اِبنِ سُؤرٍ
صَوامَ إِلى اِذيَرعَ فَاللَياحِ

فَما لَهُم بِمَرتَعِهِ مُنَدّى
وَلا بِحِياضِهِ أَدنى نِضاحِ

تَشَمَّسُ دونَها عَوفُ بنِ كَعبٍ
بِبَيضِ المَشرَفِيَّةِ وَالرِماحِ

وَآلُ مُقاعِسٍ لَم يَخذُلوها
عَلى حَربٍ أُريدَ وَلا صَلاحِ

وَيَنصُرُها مِن الأَبناءِ جَمعٌ
حُماةُ الحَربِ مَكَروهو النِطاحِ

وَباني المَجدِ حِمّانُ بنُ كَعبٍ
وَباني المَجدِ وُكِّلَ بِالنَجاحِ

وَإِن أَدعُ الأَجارِبَ يُنجِدوني
بِجَمعٍ لا يُهَدُّ مِن الصِياحِ

أُولَئِكَ وَالدِي وَعَرَفتُ مِنهُم
مَكاني غَيرَ مُؤتَشَبِ المُراحِ

تُقادُ وَراءَها بَينَ الشَماني
وَبِصوَةَ كُلُّ سَلهَبَةٍ وَقاحِ

وَكُلُّ طِمِرَّةٍ شَنحٍ نَساها
وَعَجلى الشَدِّ صادِقَةِ المِراحِ

إِذا اِضطَرَبَ الحِزامُ عَلى حَشاها
مِنَ الأَعمالِ مُضطَرَبَ الوِشاحِ

وَخِنذيذٍ تَصيدُ الرَبدَ عَفواً
وَقُبَّ الأَخدَرِيَّةِ في الصَباحِ

كَأَنَّ مَجالَهُنَّ بِبَطنِ رَهبى
إِلى قُطمانَ آثارُ السِلاحِ

كَأّنَّ وَرايِدَ المُهراتِ فيهِم
جَواري السِندِ مُرسَلَةُ السِباحِ

كَأَنَّ الشاحِجاتِ بِبَطنِ رَهبى
لَدى قُنّاصِها بُدنُ الأَضاحي

فَمَن يَعمَل إَلَينا قَرضَ صِدقٍ
عَلى حينِ التَكُشُّفِ وَالشِياحِ

تَجِدهُ حينَ يَكشِفُ عَن ثَراهُ
كَذُخرِ السَمنِ في الأَدَمِ الصَحاحِ

وَمَن يَعمَل بِغُشٍّ لا يَضِرنا
وَتَأخُذُهُ الدَوائِرُ بِالجُناحِ


نهشل بن حري

الحمدان
07-31-2024, 10:23 PM
لَعَمري لَئِن أَمسى يَزيدُ بنِ نَهشَلٍ
حَشا جَدَثٍ تَسفى عَلَيهِ الرَوائِحُ

لَقَد كانَ مِمَّن يَبسِطُ الكَفَّ بِالنَدى
إِذا ضَنَّ بِالخَيرِ الأَكُفُّ الشَحائِحُ

فَبَعدَكَ أَبدى ذو الضَغينَةِ ضَغنَهُ
وَسَدَّ لي الظَرفَ العُيونُ الكَواشِحُ

ذَكَرتُ الَّذي ماتَ النَدى عِندَ مَوتِهِ
بِعاقِبَةٍ إِذ صالِحُ العَيشِ طالِحُ

إِذا أَرَقٌ أَفنى مِنَ اللَيلِ ما مَضى
تَمَطّى بِهِ ثِنيٌ مِنَ اللَيلِ راجِحُ

لِيُبكَ يَزيدُ ضارعٌ لِخُصومَةٍ
وَمُختَبِطٌ مِمّا تُطيحُ الطَوائِحُ

سَقى جَدَثاً أَمسى بِدَومَةٍ ثاوِيا
مَنَ الدَلو وَالجَوزاءَ عادٍ وَرائِحُ

عَرى بَعدَما جَفَّ الثَرى عَن نِقابِهِ
بِعَصماءَ تَدري كَيفَ تَمشي المَنائِحُ


نهشل بن حري

الحمدان
07-31-2024, 10:23 PM
أَغَرُّ كَمِصباحُ الدُجُنَّةِ يَتَّقي
قَذى الزادِ حَتّى يُستَفادَ أَطايِبُه

وَهَوَّنَ وَجدي عَن خَليلِيَ أَنَّني
إِذا شِئتُ لاقيتُ اَمراً ماتَ صاحِبُه

وَمَن يَرَ بِالأَقوامِ يَوماً يَروا بِهِ
مَعَرَّةَ يَومٍ لا تُوارى كَواكِبُه

فَقُل لِلَّذي يُبدي الشَماتَةَ جاهِداً
سَيَأتيكَ كاسٌ أَنتَ لا بُدَّ شارِبُه

أَخٌ ماجِدٌ لَم يُخزِني يَومَ مَشهَدٍ
كَما سَيفُ عَمرٍو لَم تَخُنهُ مَضارِبُه

وَلَم تَرَ عَيني سوقَةً مِثلُ مالِكٍ
وَلا مُلكاً تُجبي إِلَيهِ مَرازِبُه


نهشل بن حري

الحمدان
07-31-2024, 10:24 PM
أَتُترَكُ عارِضٌ وَبَنو عَدِيٌّ
وَتَغرَمُ دارِمٌ وَهُمُ بَراءُ

كَدَأبِ الثَورِ يُضرَبُ بِالهَراوي
إِذا ما عافَتِ البَقَرُ الظِماءُ

وَكَيفَ تُكَلِّفُ الشِعرى سُهيلاً
وَبَينَهُما الكَواكِبُ وَالسَماءُ


نهشل بن حري
المخضرمون

الحمدان
07-31-2024, 10:24 PM
وَطَعنَةِ خَلسٍ كَفَرغِ الإِزاءِ
أُفرِغَ في مِثعَبِ الحائِرِ

طَعَنتُ إِذا ما صُدورُ الكُماةِ
بُلَّت مِنَ العَلَقِ المائِرِ

تُهالُ العَوائِدُ مِن فَرغِها
تَرُدُّ السِبارَ عَلى السابِرِ


خداش العامري

الحمدان
07-31-2024, 10:24 PM
عَدَوتُم عَلى مَولايَ تَهتَضِمونَهُ
بِناحِيَةٍ مِن جانِبِ العَيِّ تَرتَعي

مَوالي بَني عَمروٍ وَأَهلِ أَمانَةٍ
وَقُربى فَلَم يَنفَعهُمُ قيدَ إِصبَعِ

فَعَرَّضتُمُ أَحلامَكُم وَدِماءَكُم
بَواءً لِأَذوادٍ بِعَيهَمَ أَربَعِ

فَإِن يَكُ أَوسٌ حَيَّةً مُستَميتَةً
فَدَعني وَأَوساً إِنَّ رُقيَتَهُ مَعي


خداش العامري

الحمدان
07-31-2024, 10:25 PM
أَعاذِلَ إِنَّ المالَ أَعلَمُ أَنَّهُ
وَجامِعَهُ لِلغائِلاتِ الغَوائِلِ

مَتى تَجعَليني فَوقَ نَعشِكِ تَعلَمي
أَيُغني مَكاني أَبكُري وَأَفائِلي

وَما المَرءُ إِلّا هامَةٌ أَو بَلِيَّةٌ
يُصَفِّقُها داعٍ لَهُ غَيرُ غافِلِ


خداش العامري

الحمدان
07-31-2024, 10:25 PM
مُتَحَرِّفا لِلجانِبَينِ إِذا جَرى
خَذِما جَوادَ النَزعِ وَالإِرسالِ

دَحِضَ السَراةِ إِذا عَلَوتَ سَراتَهُ
صافي الأَديمَ صَبيحَةَ الإِعمالِ

ما إِن يَرودُ وَلا يَزالُ فِراغَهُ
طَحلاً وَيَحفَظُهُ مِنَ الإِعيالِ


خداش العامري

الحمدان
07-31-2024, 10:25 PM
يا شَدَّةً ما شَدَدنا غَيرَ كاذِبَةٍ
عَلى سَخينَةَ لَولا اللَيلُ وَالحَرَمُ

إِذ يَتَّقينا هِشامٌ بِالوَليدِ وَلَو
أَنّا ثَقِفنا هِشاماً شالَتِ الخَدَمُ

بَينَ الأَراكِ وَبَينَ المَرجِ تَبطَحُهُم
زُرقُ الأَسِنَّةِ في أَطرافِها السُهُمُ

فَإِن سَمِعتُم بِجَيشٍ سالِكٍ سَرِفاً
أَو بَطنَ مَرٍّ فَأَخفوا الجَرسَ وَاِكتَتَموا

ثُمَّ اِرجِعوا فَأَكِبّوا في بُيوتِكُمُ
كَما أَكَبَّ عَلى ذي بَطنِهِ الهَرِمُ

لَمّا رَأَوا خَيلَنا تُزجى أَوائِلُها
آسادُ غيلٍ حَمى أَشبالَها الأَجَمُ

وَاِستَقبِلوا بِضِرابٍ لا كِفاءَ لَهُ
يُبدي مِنَ العُزَّلِ الأَكفالَ ما كَتَموا

وَلَّوا شِلالا وَعُظمُ الخَيلِ لاحِقَةٌ
كَما تَخُبُّ إِلى أَوطانِها النِعَمُ

وَلَّت بِهِم كُلُّ مِحضارٍ مُلَملَمَةٌ
كَأَنَّها لِقوَةٌ يَحتَثُّها ضَرَمُ


خداش العامري

الحمدان
07-31-2024, 10:25 PM
وَأُنبِئتُ ذا الضَرعِ اِبنِ جُدعانَ سَبَّني
وَإِنّي بِذي الضَرعِ اِبنِ جُدعانَ عالِمُ

أَغَرَّكَ أَن كانَت لِبَطنِكَ عُكنَةٌ
وَأَنَّكَ مَكفِيٌّ بِمَكَّةَ طاعِمُ

وَتَرضى بِأَن يُهدى لَكَ العَفلُ مُصلَحاً
وَتَحنُقُ أَن تُجنى عَلَيكَ العَظائِمُ

أَبى لَكُمُ أَنَّ النُفوسَ أَذِلَّةٌ
وَأَنَّ القِرى عَن واجِبِ الضَيفِ عاتِمُ

وَأَنَّ الحُلومَ لا حُلومَ وَأَنتُم
مِنَ الجَهلِ طَيرٌ تَحتَها الماءُ دائِمُ

وَلَولا رِجالٌ مِن عَلِيٍّ أَعِزَّةً
سَرَقتُم ثِيابَ البَيتِ وَالبَيتُ قائِمُ

وَلَولا بَنو بَكرٍ وَحَدُّ سُيوفِهِم
لَجالَت عَلَيكُم في الحَجيجِ المَقاسِمُ


خداش العامري

الحمدان
07-31-2024, 10:26 PM
الناسُ تَحتَكَ أَقدامٌ وَأَنتَ لَهُم
رَأسٌ فَكَيفَ يُسَوّى الرَأسُ وَالقَدَمُ

إِنّا لَنَعلَمُ أَنّا ما بَقيتَ لَنا
فينا السَماحُ وَفينا الجودُ وَالكَرَمُ

وَحَسبُنا مِن ثَناءِ المادِحينَ إِذا
أَثنَوا عَلَيكَ بِأَن يُثنوا بِما عَلِموا


خداش العامري

الحمدان
07-31-2024, 10:26 PM
وَقُلتُ لَهُ إِن تُدرِكِ القَومَ لا تَزَل
مَكانَ بَحيرٍ أَو أَحَبَّ وَأَكرَما

فَقَرَّبَ ما بَينَ الطَليحِ وَرَهوَةٍ
كِلا طَلَقَيهِ كانَ يَوما مُجَرَّما
لا
أَقولُ لِعَبدِ اللَهِ في السِرِّ بَينَنا
لَكَ الوَيلُ عَجِّل لي اللِجامَ وَدِرهَما



خداش العامري
المخضرمون

الحمدان
08-01-2024, 12:15 AM
وخير صديقٍ إن ذكرتُ صداقةً
صديق ٌ وفيٌّ كلما غبتُ يسألُ

وإن كنتُ مهمومًا علا الهمّ وجههُ
وإن ضاقت الدّنيا عليّ فمقبلُ

يشاركني حزني وأُنسي وفرحتي
ويحفظ سرّي وهو للودِّ يحملُ

وقد خلتهُ عن زلّتي متغاضيًا
ويصفحُ إن أخطأتُ يومًا ويَغفلُ

يُعاملني بالصّدقِ في القولِ مخلصًا
وأخلاقه في الفعلِ أنقى وأجملُ

وإن ضاقَ حالي في الحياةِ فإنّهُ
يظلُّ خلوقَ النفسِ لايتبدّلُ

رفيقي مدى الأيّامِ دومًا ومثلُهُ
صديقٌ بحفظ الودِّ أولى وأوّلُ

......

الحمدان
08-01-2024, 12:31 AM
قَد تألفِ الحبَّ مِمَّنْ كنتَ تكرهُهُ
وفِيكَ يَغدرُ مَنْ قَد كنتَ تهواهُ

لا تأمنَنَّ لمنْ خانَ العهودَ ولا
تُصاحبِ المَرءَ إنْ زادتْ خَطاياهُ

إنَّ الصديقَ بِوَقتِ الضِيقِ تعرفهُ
* وفي الشدائدِ حَتماً سوفَ تَلقاهُ

ولا تثِقْ أبدا في كلِّ ذي كلِمٍ
قَبلَ التأكُّدِ دوماً من نواياهُ

......

الحمدان
08-01-2024, 12:32 AM
‏ما بالُ روحكَ قد تبدّى يأسُها
والهَمُّ يملأُ مُقلتَيك دُموعا

أبشِر سيجبُركَ الذي رفعَ السّما
جَبرًا يُطيّبُ قلبكَ الموجُوعا

......

الحمدان
08-01-2024, 12:34 AM
أبلغتَ فِي بلواكَ بَلوةَ يُوسفٍ
أم في الهُمومِ بَلغتَ همَّ أبِيه

اللهُ يَقضِي ثمَّ مَا يَقضِيهِ
للعبدِ حَتمًا لازِمًا يأتِيه

إن كانَ خَيرًا هَل يَجُوزُ لغَيرِهِ
أو كان شرًّا هَل تُرَىٰ يُخطِيه

كم للمُدَبِّرِ للقَضَا مِن حِكمَةٍ
مَن كان يؤمن دائماً يُرضِيه

......

الحمدان
08-01-2024, 12:36 AM
لاتطلب الرفق ممن ليس يملكه
حتى وإن كان يبدو أنه بشر

فقد يبالغ في كيل العداء أخ
وقد يرق على اوجاعنا حجر

......

الحمدان
08-01-2024, 12:39 AM
ويرونَ طيبتكَ النَّقِيَّةَ حجةً
كي يجرحوكَ وليتهُم لم يفعلوا

الطَّيِّبونَ إذا أُسيءَ إليهمُ
يتصبَّرونَ فإن تأذَّوا يرحلُوا

فإذا ظفرتَ بطيِّبٍ فارفق به
هو مُتعبٌ حقاً ومثلكَ يعقلُ

الطَّيِّبونَ مِن الأنامِ قلائلُ
وأقـلُّ منهم مَن بقلبكَ يَحفُلُ

......

الحمدان
08-01-2024, 01:08 AM
حَسبُ القَوافي وحَسبي حين أُلْقيها
أَنِّي إلى ساحَةِ الفاروقِ أُهْدِيها

لا هُمَّ، هَبْ لي بياناً أستَعينُ به
على قضاءِ حُقوقٍ نامَ قاضِيها

قد نازَعَتني نَفسي أن أوَفِّيَها
وليس في طَوقِ مِثلي أنْ يُوَفِّيها

فمُرْ سَرِيَّ المَعاني أنْ يُواتيَني
فيها فإنِّي ضَعيفُ الحالِ واهيها

مَولَى المُغيرَةِ، لا جادَتكَ غاديَة
من رَحمَةِ اللـهِ ما جادَتْ غَواديها

مزَّقتَ منه أديماً حَشُوه هِمَمٌ
في ذِمّةِ اللـهِ عاليها وماضِيها

طَعَنْتَ خاصِرَةَ الفاروقِ مُنتَقِماً
من الحَنيفَةِ في أعلى مَجاليها

فأصبَحَتْ دولةُ الإسلامِ حائرةً
تَشكُو الوَجيعةَ لمّا ماتَ آسيها

مَضى وخَلَّفَها كالطَّودِ راسِخَةً
وزانَ بالعَدلِ والتَّقوَى مَغانيها

تَنبُْو المَعاوِلُ عنها وهيَ قائِمَةٌ
والـهادِمُون كثيرٌ في نواحيها

حتى إذا ما تَوَلاّها مُهَدِّمُها
صاحَ الزَّوَالُ بها فاندَكَّ عاليها

واهاً على دَولةٍ بالأمسِ قد مَلأَت
جَوانِبَ الشَّرقِ رَغداً من أياديها

كم ظَلَّلَتْها وحاطَتْها بأجنحةٍ
عن أعينِ الدَّهرِ قد كانت تُواريها

مِنَ العِنايةِ قد رِيشَتْ قَوادِمُها
ومن صَميم التُّقى رِيشَتْ خَوافيها

واللـهِ ما غالَها قِدْماً وكادَ لـها
واجتَثَّ دَوْحَتَها إِلاّ مَوالِيها

لو أنّها في صَميم العُرب قد بَقِيَتْ
لمّا نَعاها على الأيّام ناعِيها

يا ليتَهُم سَمعُوا ما قالـه عُمَرٌ
والرُّوحُ قد بَلَغَتْ منه تَراقِيها

لا تُكْثِرُوا من مَواليكُم فإنّ لـهم
مَطامِعاً بَسَماتُ الضَّعفِ تُخفيها

رأيتَ في الدِّين آراءً مُوَفَّقَةً
فأنزَلَ اللـهُ قرآناً يُزَكِّيها

وكنتَ أوّلَ من قَرَّت بصُحبتِه
عينُ الحَنيفةِ واجتازَت أمانِيها

قد كنتَ أعدى أعاديها فصِرتَ لـها
بنعمةِ اللـهِ حِصناً من أعاديها

خَرَجتَ تَبغي أذاها في محمَّدها
وللحَنيفةِ جَبّارٌ يُواليها

فلم تَكَدْ تَسمَعُ الآياتِ بالِغةً
حتى انكَفَأْتَ تُناوي من يُناويها

سَمِعْتَ سُورَةَ طّه من مُرَتِّلِها
فزلزلت نِيَّةً قد كنتَ تَنويها

وقُلتَ فيها مَقالاً لا يُطاولُه
قَولُ المُحِبِّ الذي قد بات يُطرِيها

ويومَ أسلَمتَ عَزَّ الحَقُّ وارتَفَعتْ
عن كاهِلِ الدِّينِ أثقالٌ يُعانيها

وصاحَ فيه بِلالٌ صَيحَةً خَشَعَتْ
لـها القُلوبُ ولَبَّتْ أمرَ بارِيها

فأنتَ في زَمَن المُختارِ مُنجِدُها
وأنتَ في زَمَنِ الصِّدِّيقِ مُنْجِيها

كم استَراكَ رَسُولُ اللـهِ مُغتَبِطاً
بحِكمَةٍ لكَ عند الرَأْيِ يُلْفيها

ومَوقِفٍ لكَ بعد المصطفى افَتَرقَت
فيه الصَّحابةُ لمّا غابَ هاديها

بايَعتَ فيه أبا بَكرٍ فبايَعَه
على الخِلافَةِ قاصِيها ودانِيها

وأُطفِئَت فِتَنةٌ لولاكَ لاستَعَرَت
بين القَبائِل وانسابَت أفاعيها

باتَ النبيُّ مُسَجّىً في حَظيرَتِه
وأنتَ مُستَعِرُ الأحشاءِ دامِيها

تَهيمُ بين عَجيج الناس في دَهَشٍ
مِن نَبْأَةٍ قد سَرَى في الأرضِ ساريها

تَصيحُ: من قال نَفسُ المصطفى قُبِضَتْ
عَلَوتُ هامَتَه بالسَّيفِ أَبْريها

أنْساكَ ، حُبُّكَ طه أنّه بَشَرٌ
يُجري عليه شُؤُونَ الكَونِ مُجريها

وأنّه وارِدٌ لا بدّ مَوْرِدَه
مِنَ المَنِيَّةِ لا يُعفيه ساقيها

نَسِيتَ في حَقِّ طه آيةً نَزَلَتْ
وقد يُذَكَّرُ بالآياتِ ناسيها

ذَهِلْتَ يوماً فكانت فِتنَةٌ عَمَمٌ
وَثابَ رُشدُكَ فانجابَتْ دَياجِيها

فللسَّقِيفَةِ يومٌ أنتَ صاحِبُه
فيه الخِلافةُ قد شِيدَتْ أواسيها

مَدَّتْ لـها الأَوْسُ كَفّاً كي تَناوَلَها
فمَدَّتْ الخَزْرَجُ الأيدي تُباريها

وظَنَّ كلُّ فَريقٍ أنّ صاحِبَهُم
أوْلى بها وأتى الشّحْنَاءَ آتيها

حتى انَبَريتَ لـهم فارتدّ طامِعُهُم
عنها وأخَّى أبو بَكرٍ أواخيها

وقَولَةٍ لعَليٍّ قالَها عُمَرٌ
أكرِم بسامِعِها أعظِم بمُلقيها!

حَرَقتُ دارَكَ لا أبقي عليكَ بها
إنْ لم تُبايعْ وبنتُ المصطفى فيها

ما كان غيرُ أبي حَفصٍ يَفُوهُ بها
أمامَ فارِسِ عَدْنانٍ وحامِيها

كلاهُما في سَبيلِ الحَقِّ عَزْمَتُه
لا تَنْثَني أو يكونَ الحَقُّ ثانيها

فاذْكُرْهُمَا وتَرَحَّمْ كُلَّما ذَكَرُوا
أعاظِماً أَلِّهُوا في الكونِ تأليها

كم خِفتَ في اللـه مَضعُوفاً دَعاكَ بهِ
وكم أخَفتَ قويّاً يَنثَني تِيها

وفي حَديثِ فتَى غَسّانَ موعظةٌ
لكلِّ ذي نَغرَةٍ يأبى تَناسيها

فما القَوِيُّ قَوِيّاً رغم عِزَّته
عند الخُصومَةِ والفارُوقُ قاضيها

وما الضَّعيفُ ضعيفاً بعد حُجَّتِه
وإنْ تَخاصَمَ واليها وراعيها

وما أقَلْتَ أبا سُفيانَ حين طَوى
عَنكَ الـهديةَ مُعَتّزاً بمُهديها

لم يُغنِ عنه وقد حاسَبْتَه حَسَبٌ
ولا مُعاويةٌ بالشامِ يَجبيها

قَيَّدْتَ منه جَليلاً شاب مَفرِقُه
في عِزِّةٍ ليس من عِزٍّ يُدانيه
ا
قد نوَّهُوا باسمِه في جاهِلّيتِه
وزادَه سَيِّدُ الكَونَينِ تنويها

في فَتحِ مَكّةَ كانت دارُه حَرَماً
قد أمَّنَ اللـهُ بعدَ البيتِ غاشِيها

وكلُّ ذلك لم يَشفعَ لدى عُمَرٍ
في هفوةٍ لأبي سُفيانَ يأْتيها

تاللـهِ لو فَعَلَ الخَطّابُ فَعلَتَه
لمَا تَرَخَّصَ فيها أو يُجازيها

فلا الحَسابَةُ في حَقٍّ يُجامِلُها
ولا القَرابةُ في بُطلٍ يُحابيها

وتلكَ قُوّةُ نفسٍ لو أراد بها
شُمَّ الجِبالِ لمَا قَرّت رَواسيها

سَلْ قاهِرَ الفُرسِ والرُّومانِ هل شَفَعَتْ
لـه الفُتوحُ وهل أغنَى تَواليها

غَزَى فأبْلى وخَيْلُ اللـهِ قد عُقِدت
باليُمنِ والنَّصْرِ والبُشْرَى نَواصِيها

يَرمي الأعادي بآراءٍ مُسَدَّدَةٍ
وبالفَوارسِ قد سالَتْ مَذاكيها

ما واقَعَ الرُّومَ إلاّ فَرَّ قارِحُها
ولا رَمَى الفُرسَ إلاّ طاشَ راميها

ولم يَجُزْ بَلدَةً إلا سَمِعْتَ بها
اللـهُ أكبرُ تَدوي في نَواحيها

عِشرُونَ مَوقِعَةً مَرّتْ مُحَجَّلةً
من بعد عَشرٍ بَنانُ الفَتحِ تُحْصيها

وخالدٌ في سَبيلِ اللـهِ مُوقِدُها
وخالدٌ في سَبيلِ اللـه صاليها

أتاهُ أمْرُ أبي حَفصِ فقبَّلَه
كما يُقَبِّلُ آيَ اللـهِ تالِيها

واستَقْبَلَ العَزْلَ في إبّانِ سَطْوَته
ومَجْدِه مُسْتَريحَ النَّفسِ هاديها

فاعجَب لسَيِّدِ مَخُزومٍ وفارِسِها
يومَ النِّزالِ إذا نادَى مُناديها

يَقُودُه حَبَشيٌّ في عِمامَتِه
ولا تُحرَّكُ مَخزُومٌ عَواليها

ألْقَى القِيادَ إلى الجَرّاحِ مُمْتَثِلاً
وعِزّةُ النَّفْسِ لم تُجْرَحْ حَواشيها

وانضَمَّ للجُند يَمشي تحتَ رايَتِه
وبالحياةِ إذا مالَتْ يُفَدِّيها

وما عَرَتْه شَكوكٌ في خَليفَتِه
ولا ارتَضَى إمَرةَ الجَرّاحِ تَمويها

فخالِدٌ كان يَدري أنّ صاحِبَه
قد وَجَه النَّفسَ نحوَ اللـهِ تَوجيها

فما يُعالِجُ من قَولٍ ولا عَمَلٍ
إلاّ أرادَ به للنّاسِ تَرفيها

لذاكَ أوْصَى بأولادٍ لـه عُمَراً
لمّا دَعاهُ إلى الفِرْدَوسِ داعيها

وما نَهَى عُمَرٌ في يومِ مَصرعِه
نِساءَ مَخزومَ أن تَبكي بَواكيها

وقيل : خالَفتَ يا فاروقُ صاحِبَنا
فيه وقد كان أعطى القَوسَ باريها

فقال: خِفتُ افتِتانِ المُسلمين به
وفِتنةُ النَّفسِ أعيَت مَن يُداويها

هَبوه أخطَأَ في تَأْويلِ مَقصِدِه
وأنّها سَقطَةٌ في عينِ ناعيها

فلن تَعيبَ حَصيفَ الرأيِ زَلّتُه
حتى يَعيبَ سُيوفَ الـهِندِ يَطويها

تاللـهِ لم يَتَّبعْ في ابنِ الوَليد هَوىً
ولا شَفَى غُلَّةً في الصَّدْرِ يَطويها

لكنّه قد رأى رَأياً فأتبعَه
عَزيمَةً منه لم تُثْلَمْ مَواضيها

لم يَرعَ في طاعَةِ المولى خُؤُولَتَه
ولا رَعى غيرَها فيما يُنافيها

وما أصابَ ابنُه والسَّوْطُ يأخُذُهُ
لَدَيه من رَأْفَةٍ في الحَدِّ يُبديها

إنّ الذي بَرَأَ الفاروقَ نَزَّهَه
عن النَّقائِصِ والأغراضِ تَنْزيها

فذاكَ خُلقٌ مِنَ الفِردَوسِ طينَتُه
اللـهُ أوْدَعَ فيها ما ينَقِّيها

لا الكِبْرُ يَسْكُنُها، لا الظُّلمُ يَصحَبُها،
لا الحِقدُ يَعرِفُها، لا الحِرصُ يُغويها

شاطَرتَ داهَيةَ السُّوَاس ثَرَوتَه
ولم تَخَفه بمِصرٍ وهو والِيها

وأنتَ تَعِرفُ عَمراً في حَواضِرِها
ولستَ تَجهَلُ عَمراً في بَواديها

لم تُنبِت الأرضُ كابن العاصِ داهيةً
يَرمي الخُطوبَ بَرأيٍ ليسَ يُخطِيها

فلم يُرِغ حِيلَةً فيما أمَرتَ به
وقامَ عَمروٌ إلى الأجمالِ يُزجِيها

ولم تُقِلْ عامِلاً منها وقد كَثُرَتْ
أموالُه وفَشا في الأرضِ فاشيها

وما وَفى ابنُكَ عبدُ اللـهِ أَيْنُقَه
لمّا اطَّلَعْتَ عليها في مَراعيها

يَنها في حِماهُ وهي سارِحَةٌ
مِثلَ القُصور قد اهتَزَّت أعاليها

فقلتَ: ما كان عبدُ اللـه يُشبِعُها
لو لم يكن وَلَدي أو كان يُرويها

قد استعانَ بجاهي في تِجارَتِه
وباتَ باسمِ أبي حَفصٍ يُنَميِّها

رُدّوا النِّياقَ لبيتِ المالِ إنّ لـه
حَقَّ الزِّيادَةِ فيها قَبل شاريها

وهذه خُطّةٌ للـهِ واضِعُها
رَدَّتْ حُقوقاً فأغنَت مُستَميحيها

ما الإشتراكيَّةُ المُنشودُ جانِبُها
بين الورى غيرَ مَبنىً من مَبانيها

فإنْ نكن نحن أهليها ومنبِتَها
فإنّهم عَرَفُوها قبل أهليها

جَنَى الجَمالُ على نَصرٍ فغَرَّبَه
عَنِ المَدينةِ تَبكِيه ويَبكيها

وكم رَمَت قَسماتُ الحُسنِ صاحِبَها
وأتعَبَتْ قَصَبَاتُ السَّبقِ حاويها

وزهرةُ الرَّوضِ لولا حُسنُ رونقِها
لمَا استَطالَتْ عليها كفُّ جانيها

كانت لـه لِمَّةٌ فَينانَةٌ عَجَبٌ
على جَبينٍ خَليق أنْ يُحَلّيها

وكان أنَّى مَشَى مالَتْ عَقَائِلُها
شَوقاً إليه وكادَ الحُسنُ يَسبيها

هَتَفَنَ تحتَ اللّيالي باسمِه شَغَفاً
وللحِسانِ تَمّنٍّ في لَياليها

جَزَزتَ لِمَّتَه لمّا أُتِيتَ به
ففاقَ عاطِلُها في الحُسنِ حاليها

فَصِحْتَ فيه تَحَوَّلْ عن مَدينَتِهِم
فإنّها فِتنَةٌ أخشى تَماديها

وفِتنةُ الحُسنِ إنْ هَبَّتْ نَوافِحُها
كفِتنَةِ الحَربِ إنْ هَبَّتْ سَوافيها

وراعَ صاحبُ كسرى أنْ رأى عُمَراً
بين الرَّعيّةِ عُطلاً وهو راعيها

وعَهدُه بمُلوكِ الفُرسِ أنّ لـها
سُوراً من الجُندِ والأحراسِ يَحميها

رآه مُستَغرقاً في نَومِه فَرأى
فيه الجَلالَة في أسمَى مَعانيها

فوقَ الثَّرَى تحتَ ظِلِّ الدَّوحِ مُشتَمِلاً
بُبردَةٍ كادَ طُولُ العَهدِ يُبليها

فهانَ في عَيِنه ما كان يُكبِرُه
مِنَ الأكاسِرِ والدّنيا بأيديها

وقال قَوَلَةَ حَقٍّ أصبَحَتْ مَثَلاً
وأصَبَحَ الجيلُ بعدَ الجيلِ يَرويها:

أمِنتَ لمّا أقَمتَ العَدلَ بينهُمُ
فنِمتَ نَومَ قَريرِ العَينِ هانيها

يا رافِعاً رايةَ الشُّورَى وحارِسَها
جَزاكَ رَبُّكَ خَيراً عن مُحِبِّيها

لم يُلـهِكَ النَّزْعُ عن تأييدِ دَولَتها
وللمَنِيَّةِ آلامٌ تُعانيها

لم أنسَ أمركَ للمِقدادِ يَحمِلُه
إلى الجَماعةِ إنذاراً وتَنبيها

إِنْ ظَلَّ بعد ثَلاثٍ رأْيُها شُعَباً
فجَرِّدِ السَّيفَ واضرِبْ في هَواديها

فاعجَبْ لقوّةِ نَفسٍ ليسَ يَصرِفُها
طَعمُ المَنِّيةِ مُرّاً عن مَراميها

دَرَى عميدُ بني الشُّورَى بمَوضِعِها
فعاشَ ما عاشَ يَبنيها ويُعليها

وما استَبَدَّ برأْيٍ في حُكومَتِه
إنّ الحُكومَةَ تُغري مُستَبِدِّيها

رأيُ الجّماعةِ لا تَشقَى البِلادُ به
رغم الخِلافِ ورَأْيُ الفَردِ يُشقيها

يا مَن صَدَفتَ عن الدُّنيا وزِينَتها
فلم يَغُرَّكَ من دُنياكَ مُغريها

ماذا رأيتَ بباب الشامِ حين رَأوْا
أنْ يُلبِسُوكَ مِن الأثوابِ زاهيها

ويُرْكِبُوكَ على البِرذَونِ تَقدمُهُ
خَيلٌ مُطَهَّمَةٌ تَحلُو مَرائيها

مَشى فهَملَجَ مُختالاً براكبِه
وفي البَراذِينِ ما تُزهى بعاليها

فصِحتَ: يا قوم، كادَ الزَّهوُ يَقتُلُني
وداخَلَتنِيَ حالٌ لستُ أدْريها

وكادَ يَصبُو إلى دُنياكُمُ عُمَرٌ
ويَرتَضي بَيعَ باقيهِ بفانيها

رُدُّوا رِكابي فلا أبغي به بَدَلا
رُدُّوا ثيابي فحَسبي اليومَ باليها

ومَن رآهُ أمامَ القِدْرِ مُنبَطِحاً
والنارُ تَأْخُذُ منه وهو يُذْكيها

وقد تَخَلَّلَ في أثناءِ لِحَيتِهِ
منها الدُّخانُ وَفُوهُ غابَ في فيها

رأى هُناكَ أميرَ المُؤمنين على
حالٍ تَرُوعُ ـ لَعَمرُ اللـهِ ـ رائيها

يَستَقبِلُ النارَ خَوفَ النارِ في غدِهِ
والعَينُ من خَشيَةٍ سالَتْ مَآقيها

إنْ جاعَ في شِدّةٍ قَومٌ شَرِكتَهُم
في الجوعِ أو تَنجلَي عنهم غَواشيها

جُوعُ الخَليفَةِ ـ والدُّنيا بقَبضَتِه ـ
في الزُّهدِ مَنزِلَةٌ سبحانَ مُوَليها

فمَن يُباري أبا حَفصٍ وسيرَتَه
أو مَن يُحاولُ للفاروقَ تَشْبيها

يومَ اشتَهَتْ زَوجُه الحَلوى فقال لـها
من أينَ لي ثَمَنُ الحلوى فأشريها

لا تَمتَطي شَهَواتِ النَّفسِ جامِحَةً
فكِسرَةُ الخُبز عن حَلواكِ تَجزيها

وهل يَفي بيتُ مالِ المُسلمينَ بما
تُوحي إليك إذا طاوَعتِ مُوحيها

قالت: لكَ اللـهُ إنِّي لستُ أَرزَؤُه
مَالاً لحاجَةِ نفسٍ كنتُ أبغيها

لِكنْ أُجنِّبُ شيْئاً مِن وَظِيفَتناَ
وفي كُلِّ يْومٍ عَلَى حَالٍ أُسَوِّيهاً

حتى إذا ما مَلَكنا ما يُكافِئُها
شَرَيتُها ثُمّ إنِّي لا أُثَنِّيها

قال: اذهبي واعلَمي إنْ كنتِ جاهِلَةً
أنَّ القَناعةَ تُغني نفسَ كاسيها

وأقبلَت بعدَ خَمسٍ وهي حامِلَةٌ
دُرَيهِماتٍ لتقضي من تَشَهِّيها

فقال: نَبَّهتِ منِّي غافلاً فدَعي
هذي الدَّراهِمَ إذْ لا حَقَّ لي فيها

وَيلي على عُمَرٍ يَرضى بمُوفِيَةٍ
على الكفافِ ويَنهَى مُستَزيديها

ما زادَ عن قُوتنا فالمُسلمونَ به
أوْلى فقُومي لبيتِ المالِ رُدِّيها

كذاكَ أخلاقُه كانت وما عُهِدَتْ
بعد النُّبُوّةِ أخلاقٌ تُحاكيها

في الجاهليّةِ والإِسلامِ هَيبَتُه
تَثْني الخُطوبَ فلا تَعدُو عَواديها

في طَيِّ شِدَّته أسرارٌ مَرحَمَةٍ
للعالَمينَ ولكن ليس يُفْشيها

وبين جَنَبيه في أوفى صَرامتِه
فُؤادُ والدةٍ تَرعى ذَراريها

أغنَتْ عن الصَّارِمِ المصقولِ دِرّتُه
فكم أخافَت غَويِّ النَّفسِ عاتيها

كانت لـه كعصا مُوسى لصاحِبها
لا يَنزِلُ البُطلُ مُجتازاً بِوادِيها

أخافَ حتى الذَّراري في ملاعِبِها
وراعَ حتى الغواني في مَلاهيها

أرَيتَ تلكَ التي للـه قد نَذَرَتْ
أنشودَةً لرسولِ اللـه تُهديها

قالت: نَذَرْتُ لئن عادَ النَّبيُ لنا
من غزوةٍ لَعَلى دُفِّي أُغَنِّيها

ويَمَّمَتْ حَضَرَةَ الـهادي وقد مَلأَتْ
أنوارُ طَلعتِه أرجاءَ ناديها

واستأذَنَت ومَشَت بالدُّفِّ واندَفَعَت
تُشجي بألحانِها ما شاءَ مُشجيها

والمصطفى وأبو بَكرٍ بجانِبه
لا يُنكِرانِ عليها من أغانيها

حتى إذا لاحَ من بُعدٍ لـها عُمَرٌ
خارَت قُواها وكادَ الخَوفُ يُرديها

وخَبَأَتْ دُفَّها في ثَوبِها فَرَقاً
منه ووَدَّتْ لو أنّ الأرضَ تَطويها

قد كانَ حِلمُ رسولِ اللـهِ يُؤْنِسُها
فجاءَ بَطشُ أبي حَفصٍ يُخَشِّيها

فقالَ مَهِبطُ وَحيِ اللـهِ مُبتَسِماً
وفي ابتِسامَتِهِ مَعنىً يُواسيها

قد فَرَّ شيطانُها، لمّا رأى عُمَراً
إنّ الشياطينَ تَخشى بأسَ مُخزيها

وفِتيَةٍ وَلِعُوا بالرَّاحِ فانَتَبَذُوا
الـهم مَكاناً وجَدُّوا في تَعاطِيها

ظَهَرتَ حائِطَهُم لمّا عَلِمتَ بهم
والليلُ مُعتَكِرُ الأرجاءِ ساجيها

حتى تَبَيَّنْتَهُم والخَمرُ قد أخَذَت
تَعلو ذُؤابَةَ ساقيها وحاسيها

سَفَّهتَ آراءَهُم فيها فما لَبِثوا
أن أوسَعُوكَ على ماجِئتَ تَسفيها

ورُمتَ تَفقيهَهُم في دينِيهِم فإذا
بالشَّربِ قد بَرَعُوا الفاروقَ تَفقيها

قالوا: مَكانَكَ قد جِئنا بواحِدَةٍ
وجِئتَنا بثَلاثٍ لا تُباليها

فأْتِ البيوتَ من الأبوابِ يا عُمَرٌ
فقد يُزَنُّ من الحِيطانِ آتيها

واستأْذِن الناسَ أنْ تَغشى بُيوتَهُمُ
ولا تُلِمّ بدارٍ أو تَحَيِّيها

ولا تَجَسَّس فهذي الآيُ قد نَزَلَتْ
بالنَّهْي عنه فلم تَذكر نَواهيها

فعُدتَ عنهم وقد أكبَرتَ حُجَّتَهُم
لمّا رَأيتَ كِتابَ اللـهِ يُمليها

وما أنِفتَ وإنْ كانوا على حَرَجٍ
من أن يَحُجَّكَ بالآياتِ عاصيها

وسَرحَةٍ في سماءِ السَّرحِ قد رَفَعَت
ببيعَةِ المُصطَفى من رأسِها تيها

أزَلتَها حين غَالوْا في الطَّوافِ بها
وكان تَطوافُهُم للدِّينِ تَشويها

هذي مناقِبُه في عهدِ دولتِهِ
للشّاهِدِينَ وللأعقابِ أحكيها

في كلِّ واحدةٍ منهنّ نابِلَةٌ
من الطبائعِ تَغذو نفسَ واعيها

لَعَلَّ في أمّةِ الإسلامِ نابتَةً
تَجلُو لحاضِرِها مِرآةَ ماضيها

حتى تَرَى بعضَ ما شادَت أوائِلُها
من الصُّروحِ وما عاناهُ بانيها

وحَسبُها أن ترى ماكانَ من عُمَرٍ
حتى يُنَبِّهَ منها عينَ غافيها



حافظ ابراهيم

الحمدان
08-01-2024, 12:34 PM
ليسَ الذي يرجو الخلودَ بخالد
والمرءُ مرتهنٌ بحتفِ الراصدِ

والناس هامٌ رائثٌ ومعجلٌ
وردَ النهال تواردت للذائد

فالرزء كان أبو حكيم إنه
خلى علينا غير فقد واحدِ

خلى يتامى كان يحسنُ حملهم
وبكفلهم في كل عام جاحد

وعجائزاً شمطاً وكلَّ مُعيلٍ
وأرملةٍ تواري قاعد

تبكي بعين لا تجفُّ دُموعُها
كانت تُرى في نعمةٍ ومجاسدِ

ومهمة الحلماءِ يُخشى فتقها
تأسو وأمُّ دماغها كالفاسد

قد كنت آسيها وكنت طبيبها
حتى تؤديها كعهدِ العاهِد

رحب الفناء وما تغلق دارهُ
حين الشتاء من الضعيف الصارِد

قدمت معروفاً وتصنع نائلاً
جزلاً فذالك خيرُ ذُخرٍ ماكِد


عبدالله بن الزبعرى
المخضرمون

الحمدان
08-01-2024, 12:34 PM
يا أَيُّها الرَجُلُ المُحَوِّلِ رَحلَهُ
هَلّا نَزَلتَ بِآلِ عَبدِ مَنافِ

الآخِذونَ العَهدَ من آفاقِها
وَالراحِلونَ بِرحلَةِ الإيلافِ

وَالخالِطونَ فَقيرَهُم بِغَنِيِّهم
حَتّى يَعودَ فَقيرُهُم كَالكافي

وَالمُطعِمونَ إِذا الرياحُ تَناوحَت
وَرِجالُ مَكَّةَ مِسنِتونَ عِجافُ

وَالمُفضِلونَ إِذا الرياحُ تَناوَحَت
وَالقائِلونَ هَلُمَّ لِلأَضيافِ

هَبَلَتكَ أُمُّكَ لَو نَزَلَت بِرحلِهم
مَنَعوكَ مِن عُدمٍ وَمِن إِقرافِ

وَيُكَلِلونَ جِفانَهُم بِسَديفِهم
حَتّى تَغيبَ الشَمسُ في الرِجّافِ



عبد الله بن الزبعرى

الحمدان
08-01-2024, 12:34 PM
كانَت قُرَيشٌ بَيضَةٍ فَتَفَلَّقَت
فالمُحُّ خالِصُهُ لِعَبدِ الدارِ

وَمَناةُ رَبّي خَصَّهُم بِكرامَةٍ
حُجّابُ بَيتِ اللهِ ذي الأَستارِ

أًهلُ المَكارِمِ وَالعَلاءِ وَنَدوَةُ
الننادي وَأَهلُ لَطيمَةِ الجَبّارِ

وَلِوى قُرَيشٍ في المَشاهِدِ كُلِّها
وَبِنَجدَةٍ عِندَ القَنا الخَطّارِ


وَفِتيانِ صِدقٍ حِسانِ الوُجوهِ
لا يَجِدونَ لِشَيءٍ أَلَم

مِن آلِ المُغيرَةِ لا يَشهَدونَ
عِندَ المَجازِرِ لَحمَ الوَضَم


عبد الله بن الزبعرى

الحمدان
08-01-2024, 12:35 PM
وَفِتيانِ صِدقٍ حِسانِ الوُجوهِ
لا يَجِدونَ لِشَيءٍ أَلَم

مِن آلِ المُغيرَةِ لا يَشهَدونَ
عِندَ المَجازِرِ لَحمَ الوَضَم


عبد الله بن الزبعرى

الحمدان
08-01-2024, 12:35 PM
سَرَتِ الهُمومُ بِمَنزِلِ السَهمِ
إِذ كُنَّ بَينَ الجِلدِ وَالعَظمِ

نَدَماً عَلى ما كانَ مِن زَلِلٍ
إِذ كُنتُ في فَنَنٍ مِنَ الإِثمِ

حَيرانَ يَعمَهُ في ضَلالَتِهِ
مُستَورِداً لِشرائِعِ الظُلمِ

عَمَهٌ يَزينَهُ بَنو جُمَحٍ
وَتوازَرَت فيهِ بَنو سَهمِ

فَاليَومَ آمَنَ بَعدَ قَسوَتِهِ
عَظمي وآمنَ بَعدَهُ لَحمي

بِمُحَّمَدٍ وَبِما يَجيءُ بِهِ
مِن سُنَّةِ البُرهانِ وَالحُك


عبد الله بن الزبعرى

الحمدان
08-01-2024, 12:35 PM
لَعَمرُكَ ما جاءَت بِنُكرٍ عَشيرَتي
وإِن صالَحَت إِخوانها لا أَلومُها

يَوَدُّ جُناةُ الغَيِّ أَنَّ سُيوفَنا
بِأَيمانِنا مَسلولَةً لا نَشيمُها


عبد الله بن الزبعرى

الحمدان
08-01-2024, 12:35 PM
تَنَكَلّوا عن بَطنِ مَكَّةَ إِنَّها
كانَت قَديماً لا يُرامُ حَريمُها

لَم تُخلَقِ الشِعرى لَيالي حُرِّمَت
إِذ لا عَزيزَ مِنَ الأَنامِ يَرومُها

سائِل أَميرَ الجَيشِ عَنها ما رَأى
وَلَسَوفَ يُنبى الجاهِلينَ عَليمُها

سُتونَ أَلفاً لَم يَئُوبوا أَرضَهُم
وَلَم يَعِش بَعدَ الإِيابِ سَقيمُها

كانَت بِها عادٌ وَجُرهُمُ قَبلَهُم
وَاللَهُ مِن فَوقِ العِبادِ يُقيمُها


عبد الله بن الزبعرى

الحمدان
08-01-2024, 12:36 PM
ماذا عَلى بَدرٍ وَماذا حَولَهُ
مِن فِتيَةٍ بِيضِ الوُجوهِ كِرامِ

تَرَكوا نُبَيهاً خَلفَهُم وَمُنَبِّهاً
وَاِبنَى رَبيعَةَ خَيرَ خَصمِ فِئامِ

وَالحارِثَ الفَيّاضَ يُبرُقُ وَجهُهُ
كَالبَدرِ جَلّى لَيلَةَ الإِظلامِ

وَالعاصِيَ بِنَ مُنبِّهٍ ذا مِرَّةٍ
رُمحاً تَميماً غَيرَ ذي أَوصامِ

تَنمى بِهِ أَعراقُهُ وَجُدودُهُ
وَمَآثِرُ الأَخوالِ وَالأَعمامِ

وَإِذا بَكى باكٍ فَأعولَ شَجوَه
فَعَلى الرَئيسِ الماجِدِ اِبنِ هِشامِ

حَيّا الإِلَهُ أَبا الوَليدِ وَرَهطهُ
رَبُّ الأَنامِ وَخَصَّهُم بِسلامِ


عبد الله بن الزبعرى

الحمدان
08-01-2024, 12:36 PM
مَنَعَ الرقادَ بِلابِلٌ وَهُمومُ
وَاللَيلُ مُعتَلِجُ الرَواقِ بِهيمُ

مِمّا أَتاني أَنَّ أَحمدَ لامَني
فيهِ فَبِتُ كَأَنِني مَحمومُ

يا خَيرَ مَن حَمَلَت عَلى أَوصالِها
عَيرانَةٌ سُرُحُ اليَدَينِ غَشومُ

إِنّي لمُعتَذِرٌ إِلَيكَ مِن الَّذي
أَسدَيتُ إِذ أَنا في الضَلالِ أَهيمُ

أَيامَ تَأمُرَني بِأَغوى خُطَّةٍ
سَهمٌ وَتَأمُرَني بِها مَخزومُ

وَأمُدُّ أَسبابَ الرَدى وَيَقودُني
أَمرُ الغُواةِ وَأمرُهُم مَشؤومُ

فَاليَومَ آمَنَ بِالنَبيِّ مُحَمَدٍ
قَلبي وَمُخطئُ هَذِهِ مَحرومُ

مَضَتِ العَداوَةُ وَاِنقَضَت أَسبابُها
وَدَعَت أَواصِرُ بَينَنا وَحُلومُ

فَاِغفِر فِدَىً لَكَ وَالِداي كِلاهُما
زَلَلي فَإِنَّكَ راحِمٌ مَرحومُ

وَعَلَيكَ مِن عِلمِ المَليكِ عَلامَةٌ
نُورٌ أَغَرُّ وَخاتِمٌ مَختومُ

أَعطاكَ بَعدَ مَحَبَةٍ بُرهانَهُ
شَرَفاً وَبُرهانُ الإِلَهِ عَظيمُ

وَلَقَد شَهِدتُ بِأَنُّ دينَكَ صادِقٌ
حَقٌّ وَأَنكَ في العِبادِ جَسيمُ

وَاللَهُ يَشهَدُ أَنَّ أَحمدَ مُصطَفى
مُستَقبِلٌ في الصالِحينَ كَريمُ

قَرمٌ عَلا بُنيانُهُ مِن هاشِمٍ
فرعٌ تَمَكَّنَ في الذُرى وَأُرومُ


عبد الله بن الزبعرى

الحمدان
08-01-2024, 12:36 PM
أَنشُدُ عُثمانَ بِنَ طَلحَةَ حلفَنا
طَلقُ النُجومِ لَدَيهِ كَالنَحسِ

وَما عَقَدَ الآباءُ مِن كُلِّ حِلفَةِ
وَما خالِدٌ مِن مِثلَها بِمُحَلَّلِ

فَلا تَأمَنَنَّ خالِداً بَعدَ هَذِهِ
وَعُثمانُ جاءَ بِالدُهَيمِ المعَظَّلِ


عبد الله بن الزبعرى

الحمدان
08-01-2024, 12:36 PM
قَتَلنا اِبنَ جَحشٍ فَاِغتَبَطنا بِقَتلِهِ
وَحَمزَةَ في فُرسانِهِ وَاِبنَ قَوقَل

وَأَفلَتنا مِنهُمُ رِجالٌ فَأَسرَعوا
فَلَيتَهُمُ عاجوا وَلَم نَتَعَجَّل

أَقاموا لَنا حَتّى تَعِضَّ سُيوفُنا
سَراتَهُمُ وَكُلُّنا غَيرُ عُزَّلِ

وَحَتّى يَكونَ القَتلُ فينا وَفيهُمُ
وَيَلقوا صَبوحاً شَرُّه غَيرُ مَنجَلى


عبد الله بن الزبعرى

الحمدان
08-01-2024, 12:37 PM
خَلَفُ بنُ وَهبٍ كُلَّ آخِرِ لَيلَةٍ
أَبدَاً يُكَثِّرُ أَهلَهُ بِعيالِ

سَقياً لِوَهبٍ كَهلِها وَوَليدِها
ما دامَ في أَبياتِها الذَيّالُ

نِعمَ الشَبابُ شَبابُهُم وَكُهولُهُم
صُيّابَةٌ لَيسوا مِنَ الجُهّالِ


عبد الله بن الزبعرى

الحمدان
08-01-2024, 12:37 PM
يا غرابَ البَينِ أَسمَعتَ فَقُل
إِنَّما تَنطِقُ شَيئاً قَد فُعِل

إِنَّ لِلخَيرِ وَلِلشَّرِّ مَدىً
وَكِلا ذَلِكَ وَجهٌ وَقبل

وَالعَطياتُ خِساسٌ بَينَهُم
وَسَواءٌ قَبرُ مُثرٍ وَمُقِل

كُلُّ عَيشٍ وَنَعيمٍ زائِلٌ
وَبَناتُ الدَهرِ يَلعَبنَ بِكُل

أَبلِغا حسّانَ عَنّى آيَةً
فَقَريضُ الشِعرِ يِشفى ذا الغُلَل

كَم تَرى بِالجَرِّ مِن جُمجُمَةٍ
وَأَكُفٍّ قَد أُتِرّت وَرِجِل

وَسَرابيلَ حِسانٍ سُرِّبَت
عَن كُماةٍ أُهلِكوا في المُنتَزَل

كَم قَتَلنا مِن كَريمٍ سَيدٍ
ماجِدِ الحَدَّينِ مِقدامٌ بَطَل

صادِقِ النَجدَةِ قَرمٍ بارِعٍ
غَيرِ مُلتاثٍ لَدى وَقعُ الأَسَل

فَسَلِ المِهراسَ مَن ساكِنُهُ
بَينَ أَقحافٍ وَهامٍ كَالحَجَل

لَيتَ أَشياخي بِبَدرٍ شَهِدوا
جَزَعَ الحزرجِ مِن وَقعَ الأَسَل

حينَ حَكَّت بِقُباءٍ بَركَها
وَاِستَحَرَّ القَتلُ في عَبدِ الأَشَل

ثُمَ خَفّوا عِندَ ذاكُم رُقَّصا
رَقَصَ الحَفّانِ يَعلو في الجَبَل

فَقَتَلنا الضعفَ مِن أَشرافِهُم
وَعَدَلنا مَيلَ بَدرٍ فَاِعتَدَل

لا أَلومُ النَفسَ إِلّا أَنَّنا
لَو كَرَرنا لَفَعَلنا المُفتَعَل

بِسيوفِ الهِندِ تَعلو هامَهُم
عَلَلاً تَعلوهُمُ بَعدَ نَهَل


عبد الله بن الزبعرى

الحمدان
08-01-2024, 12:37 PM
أَنا اِبنُ الأُلى جاروا مُنافا بِعِزِّها
وَجارُ مُنافٍ في العِبادِ قَليلُ

لِقاءً لِقاءً إِن لَقوا وَوَفادَةً
وَفِعلاً بِفِعلٍ وَالكَفيلُ كَفيلُ


عبد الله بن الزبعرى

الحمدان
08-01-2024, 12:38 PM
أَصابَ اِبنُ سَلمى خُلَّةً من صَديقِهِ
وَلَولا اِبنُ سِلمى لَم يَكُن لَكَ راتِقُ

فَآوى وَحَيّا إِذ أَتاهُ بِخُلَّةٍ
وَأَعرَضَ عَنهُ الأَقرَبونَ الأَصادِقُ

فَإِمّا أُصِب يَوماً مِنَ الدَهرِ نُصرَةً
أَتَتكَ وَإِني بابنِ سَلمى لَصادِقُ

وَإِلا تَكُن إِلّا لِساني فَإِنَّهُ
بِحُسنِ الَّذي أَسدَيتَ عَني لَناطِقُ

ثِمالٌ يَعيشُ المُقتِرونَ بِفَضلِهِ
وَسَيبُ رَبيع لَيسَ فيهِ صَواعِقُ

وقد علموا أن ابن سلمى ثمالهم
إذا لم يكن للضيف في الحي غابقُ

وقد علموا أولا أعلم غيرهم
إذا استبقوا الخيرات إنك سابقُ


عبد الله بن الزبعرى

الحمدان
08-01-2024, 12:38 PM
أَلا ذَرَفَت مِن مُقلَتَيكَ دُموعُ
وَقَد بانَ مِن حَبلِ الشَبابِ قُطوعُ

وَشَطَّ بِمَن تَهوى المَزارُ وَفَرَّقَت
نَوى الحَي دارٌ بِالحَبيبِ فَجوعُ

وَلَيسَ لِما وَلّى عَلى ذي حَرارَةٍ
وَإِن طالَ تَذرافُ الدُموعِ رُجوعُ

فَذَر ذا وَلَكِن هَل أَتى أَمّ مالِكٍ
أَحاديثُ قَومي وَالحَديثُ يُشيعُ

وُمُجنَبُنا جُرداً إِلى أَهلِ يَثرِبٍ
عَناجيجَ مِنها مُتلَدٌ وَنَزيعُ

عَشيةَ سِرنا في لُهامٍ يَقودُنا
ضَرورُ الأَعادي لِلصَديقِ نَفوعُ

نَشُدُّ عَلَينا كُلَّ رَغفٍ كَأَنَّها
غَديرٌ بِضَوجِ الوادِيَينِ نَقيعُ

فَلَمّا رَأونا خالَطَتهُم مَهابَةٌ
وَعايَنَهُم أَمرٌ هُناكَ فَظيعُ

وَوَدّوا لَو اَنَّ الأَرضَ يَنشَقُّ ظَهرُها
بِهم وَصَبورُ القَومِ ثَمَّ جَزوعُ

وَقَد عُرِّيَت بِيضٌ كَأَنَّ وَميضَها
حَريقٌ تَرَقّى في الأَباءِ سَريعُ

بِأَيمانِنا نَعلو بِها كُلَّ هامَةٍ
وَمِنها سِمامٌ لِلعَدوِّ ذَريعُ

فَغادَرنَ قَتلى الأَوسِ عاصِبَةً بِهُم
ضِباعٌ وَطَيرٌ يَعتَفينَ وُقوعُ

وَجَمعُ بَني النَجارِ في كُلِّ تَلعَةٍ
بَأَبدانِهم مِن وَقعِهِنَّ نَجيعُ

وَلَولا عُلوُّ الشِعبِ غادَرنَ أَحمَدا
وَلَكِن عَلا وَالسَمهَريُّ شَروعُ

كَما غادَرَت في الكَرِّ حَمزَةَ ثاوياً
وَفي صَدرِهِ ماضي الشَباةِ وَقيعُ

وَنُعمانَ قَد غادَرنَ تَحتَ لِوائِهِ
عَلى لَحمِهِ طَيرٌ يَجُفنَ وَقوعُ

بِأُحدٍ وَأَرماحُ الكُماةِ يُرِدنَهُم
كَما غالَ أَشطانَ الدِلاءِ نُزوعُ


عبد الله بن الزبعرى

الحمدان
08-01-2024, 12:38 PM
أَلهى قُصَياً عَنِ المَجدِ الأَساطيرُ
وَرَشوَةٌ مِثلَ ما تُرشى السَفاسيرُ

وَأَكلُها اللَحمَ بَحتاً لا خَليطَ لَهُ
وَقَولُها رَحَلَت عيرٌ أَتَت عِيرُ

تَوارَثوا في نِصابِ اللؤمِ أَولَهُم
فَلا يَعدُّ لَهُم مَجدٌ وَلا خيرُ


عبد الله بن الزبعرى

الحمدان
08-01-2024, 12:38 PM
يا رَسولَ المَليكِ إِنَّ لِساني
راتِقٌ ما فَتَقتُ إِذ أَنا بورُ

إِذ أُبارى الشَيطانَ في سِنَنِ الغَيْىِ
وَمَن مالَ مَيلَهُ مَثبورُ

آمَنَ اللَحمُ وَالعِظامُ لِرَبي
ثُمَ قَلبي الشَهيدُ أَنتَ النَذيرُ

إِنَّني عَنكَ زاجِرٌ ثَمَّ حَيّا
مِن لُؤَى وَكُلُّهُم مَغرورُ

إِنَّ ما جِئنا بِهِ حَقُ صِدقٍ
ساطِعٌ نورُهُ مُضِيءٌ مُنيرُ

جِئتَنا بِاليَقينِ وَالبِرّ وَالصِدق
وَفي الصِدقِ وَاليَقينِ سُرورُ

أَذهَبَ اللَهُ ضلَّةَ الجَهلِ عَنا
وَأَتانا الرَخاءُ وَالمَيسورُ


عبد الله بن الزبعرى

الحمدان
08-01-2024, 12:39 PM
لا يُبعِدُ اللَهُ رَبُّ العِبادِ
وَالمِلحِ ما وَلَدت خالِدَه

وَهُم يُطعِمونَ صُدورَ الكُماةِ
وَالخَيلُ تَطرُدُ أَو طارِدَه

فَإِن يَكُنِ المَوتُ أَفناهُمُ
فَلِلمَوتِ ما تَلِدُ الوالِدَه


عبد الله بن الزبعرى

الحمدان
08-01-2024, 12:39 PM
بَلِّغا سَهماً جَميعاً كُلَّها
سَيداً مِنها وَمَن لَمّا يَسُد

مَنطِقاً يَمضي إِلى جُلِّهم
أَنَكُم أَنتُم أَزرى وَعَضُد

ثُمَّ عَدِّ القَولَ إِن أَفهَمتَهُ
عِندَ مَن يَحفَظُ إَيمانَ العَهد

ذَلِكَ العاصُ بِن سُلمى إِنَّهُ
رَفعَ الذِكرَ فَقُل فيهِ وَزِد

نَبتَ العائِلُ في أَكنافِهِ
مَنبَتُ العيصِ مِن السَدرِ الزَبَد

فَفَداهُ المَوتُ إِن حاوَلَهُ
شَكِس شَيمَة جَلد الكَبِد


عبد الله بن الزبعرى

الحمدان
08-01-2024, 12:39 PM
أَلا أَبلِغا بُسرَ بِنَ سُفيانَ آَيَةً
يُبَلِّغُها عَنّى الخُبَيرُ المُفرَدُ

فدع لقريش ما يليها أو ائتها
بعين الرضا والصلح أبقى وأحمد


عبد الله بن الزبعرى

الحمدان
08-01-2024, 12:39 PM
أِمِن رَسمِ دارٍ أَقفَرَت بِالعَثاعِثِ
بَكَيتَ بِعَينٍ دَمعُها غَيرُ لابِثِ

وَمِن عَجَبِ الأَيامِ وَالدَهرُ كُلُّهُ
لَهُ عَجَبٌ مِن سابِقاتٍ وَحادِثِ

لِجَيشٍ أَتانا ذى عُرامٍ يَقودُهُ
عُبَيدَةُ يُدعى في الهِياجِ اِبنَ حارِثِ

لِنَترُكَ أَصناماً بِمَكَّةَ عُكَّفا
مَواريثَ مَوروثٍ كَريمٍ لِوارِثِ

فلَمّا لَقيناهُم بِسُمرِ رُدَينَةٍ
وَجُردٍ عِتاقٍ في العَجاجِ لَواهِثِ

وَبيضٍ كَأَنَّ المِلحَ فَوقَ مُتونِها
بِأَيدي كُماةٍ كَاللُيوثِ العَوائِثِ

نُقيمُ بِها إِصعارَ مَن كَانَ مائِلاً
وَنَشفى الذَحولَ عاجِلاً غَيرَ لابِثِ

فَكُفّوا عَلى خَوفٍ شَديدٍ وَهَيبَةٍ
وَأَعجَبَهُم أَمرٌ لَهُم أَمرُ رائِثِ

وَلو أَنَّهُمُ لَم يَفعَلوا ناحَ نِسوَةٌ
أَيامَى لَهُم مِن بَينِ نَسءٍ وَطامِثِ

وَقَد غُودِرَت قَتلى يَخَبِّرُ عَنهُمُ
حَفِىٌّ بِهُم أَو غافِلٌ غَيرُ باحِثِ

فَأَبلِغ أَبا بَكرٍ لَدَيكَ رِسالَةً
فَما أَنتَ عَن أَعراضِ فَهرٍ بِماكِثِ

وَلَمّا تَجِب مِنّى يَمينٌ غَليظَةٌ
نُجَدِّدُ حَرباً حَلفَةً غَيرَ حانِثِ


عبد الله بن الزبعرى

الحمدان
08-01-2024, 12:40 PM
أَلا أَبلِغا عَنّى قُصَيّاً رِسالَةً
فَأَنتُم سَنامُ المَجدِ مِن آلِ غالبِ

وَأَنتُم ثِمالُ الناسِ في كُلِ شَتوَةٍ
إِذا عَضّهم دَهرٌ شَديدُ المَناكِبِ

وَقَد عَلِمت عُليا مَعَدٍّ بِأَنَّكُم
ثِمالُهُم في المُضلِعاتِ النَوائِبِ

فَإِن تُطَلِقوني تُطَلِقوا ذا قَرابَةٍ
وَمُثنٍ عَلَيكُم صادِقاً غَيرَ كاذِبِ

فَأَبلِغ أَبا سُفيانَ عَنّي رِسالَةً
وَأَبلغ أُسَيداً ذا النَدى وَالمَكاسِبِ

وَأَبلغ أَبا العاصي وَلا تَنسَ زَمعَةً
وَمطعم لا تَنسَ لِجامَ المُشاغِبِ

بِأَنَكُم في العُسرِ وَاليُسرِ خَيرُنا
إِذا كانَ يَومٌ مُزمَهِرُّ الكَواكِبِ


عبد الله بن الزبعرى

الحمدان
08-01-2024, 12:40 PM
حيِّ الديارَ مَحا مَعارِفَ رَسمِها
طولَ البِلى وَتَراوُحُ الأَحقابِ

فَكَأَنَّما كَتبَ اليَهودُ رُسومَها
إِلّا الكَنيفَ وَمُعقِدَ الأَطنابِ

قَفراً كَأَنَّكَ لَم تَكُن تَلهو بِها
في نِعمَةٍ بِأَوانسٍ أَترابِ

فَاِترُك تَذَكُّرَ ما مَضى من عِيشَةٍ
وَمَحِلَّةٍ خَلَفِ المَقامِ يَبابِ

وَاِذكُر بَلاءَ مَعاشِرٍ وَاِشكُرهُم
ساروا بِأَجمَعِهم مِنَ الأَنصابِ

أَنصابِ مَكَّةَ عامِدينَ لِيثرِبٍ
في ذىِ غَياطِلَ جَحفَلٍ جَبجابِ

يَدعُ الحُزونَ مَناهِجا مَعلومَةً
في كُلِّ نَشزٍ ظاهِرٍ وِشعابِ

فيهِ الجيادُ شَوازِبٌ مَجنونَةٌ
قُبُّ البُطونِ لَواحِقُ الأَقرابِ

مِن كُلِّ سَلهَبَةٍ وَأَجرَدَ سَلهَبٍ
كَالسيدِ بادَر غَفلَةَ الرُقابِ

جَيشٌ عُيينةُ قاصِدٌ بِلوائِهِ
فيهِ وَصَخرٌ قائِدُ الأَحزابِ

قَرمانِ كَالبَدرينِ أَصبَحَ فيهما
غَيثُ الفَقيرِ وَمَعقِلُ الهُرّابِ

حَتّى إِذا وَرَدوا المَدينَةَ وَاِرتَدَوا
لِلمَوتِ كُلَّ مَجّرَّب قَضّابِ

شَهراً وَعشراً قاهِرينَ مُحَمَّداً
وَصِحابُهُ في الحَربِ خَيرُ صِحابِ

نادَوا بِرحلَتِهم صَبيحَةَ قُلتُمُ
كِدنا نَكونُ بِها مَعَ الخُيّابِ

لَولا الخَنادِقُ غادَروا مِن جَمعِهم
قَتلى لِطَيرٍ سُغَّبٍ وَذِئابِ


عبد الله بن الزبعرى

الحمدان
08-01-2024, 12:40 PM
يا عَينُ بَكّي لِمَسعودِ بنِ شَدّادِ
بُكاءَ ذي عَبَراتٍ شَجوَهُ بادي

مَن لا يُذابُ لَهُ السَديفُ وَلا
يَجفو العِيالَ إِذا ما ضُنَّ بِالزادِ

وَلا يَحُلُّ إِذا ما حَلَّ مُنتَبِذاً
يَخشى الرَزِيَّةَ بَينَ الماءِ وَالبادِ

قَوّالُ مَحكَمَةٍ نَقّاضُ مُبرَمَةٍ
فَتّاحُ مُبهَمَةٍ حَباّسُ أَورادِ

حَلّالُ مُمرِعَةٍ فَرّاجُ مُفظِعَةٍ
حَمّالُ مُضلِعَةٍ طَلّاعُ أَنجادِ

قَتّالُ طاغِيَةٍ رَبّاءُ مُرقَبَةٍ
مَنّاعُ مَغلَبَةٍ فَكّاكُ أَقيادِ

حَمّالُ أَلوِيَةٍ شَدّادُ أَنجِيَةٍ
سَدّادُ أَوهِيَةٍ فَتّاحُ أَسدادِ

جَمّاعُ كُلِّ خِصالِ الخَيرِ قَد عَلِموا
زَينُ القَرينِ وَنِكلُ الظالِمِ العادي

أَبا زُرارَةَ لا تَبعَد فَكُلُّ فَتىً
يَوماً رَهينَ صَفيحاتٍ وَأَعوادِ

هَلّا سَقَيتُم بِني جَرمٍ أَسيرَكُمُ
نَفسي فِداؤُكَ مِن ذي كُربَةٍ صادي

نَعمَ الفَتى وَيَمينُ اللَهِ قَد عَلِموا
يَخلو بِهِ الحَيُّ أَو يَغدو بِهِ الغادي

هُوَ الفَتى يَحمَدُ الجيرانُ مَشهَدَهُ
عِندَ الشِتاءِ وَقَد هَمّوا بِإِخمادِ

الطاعِنُ الطَعنَةَ النَجلاء يَتبَعُها
مُثعنجِرٌ بَعدَما تَغلي بِإِزبادِ

وَالسابيء الزِق لِلأَصحابِ إِذ نَزَلوا
إِلى دارِهِ وَغَيثُ المُحوجِ الجادي

لاهِ اِبنُ عَمِّكَ لا أَنساكَ مِن رَجُلٍ
حَتّى يَجيءَ مِنَ القَبرِ اِبنُ مَيّادِ

إِنّي وَإِياهُمُ حَتّى نُصيبَ بِهِ
مِنهُم أَخا ثِقَةٍ في ثَوبِ حِدّادِ

يا مَن يَرى بارِقاً قَد بِتُّ أَرمُقُهُ
يَسري عَلى الحَرَّةِ السَوداء فَالوادي

بَرقا تَلّألاءَ غَورِيّاً جَلَستُ لَهُ
ذاتَ العِشاء وَأَصحابي بِأَفنادِ

بِتنا وَباتَت رِياحُ الغَورِ تُزجلُهُ
حَتّى اِستَتَبَّ تَواليهِ بِأَنجادِ

أَلقى مَراسِيَ غَيثٍ مُسبِلٍ غَدِقٍ
دانٍ يَسِحُّ سُيوباً ذاتَ إِرعادِ

أَسقي بِهِ قَبرَ مَن أَعنى وَحُبَّ بِهِ
قَبراً إِلَيَّ وَلَمّا يَفدِهِ فادي

يا لَهفَ نَفسي لَهفاً دائماً أَبَداً
عَلى اِبنِ عاصِيَةَ المَقتولِ بِالوادي


فارعه المريه

الحمدان
08-01-2024, 12:41 PM
إِن تَأتِ عَبسٌ وَتَنصُرها عَشيرَتُها
فَلَيسَ جارُ اِبنِ يَربوعٍ بِمَخذولِ

كِلا الفَريقَينِ أَعيا قَتلَ صاحِبِهِ
هَذا القَتيلُ بِمَيتٍ غَيرِ مَطلولِ

باءَت عَرارِ بِكَحلٍ وَالرِفاقِ مَعاً
فَلا تَمَنّوا أَمانِيَّ الأَضاليلِ


ابن عنقاء الفزاري
المخضرمون