المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به


الصفحات : 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 [39] 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155

الحمدان
07-23-2024, 06:37 PM
أقمتُ ببابك في جفوةٍ
يُلوِّن لي قولَه الحاجبُ

فيطمعني تارةً في الوصول
وربَّتَما قال لي راكبُ

فاعلم عند اختلاف الكلام
وتخليطه أنَّه كاذبُ

وأعزم عزماً فيأبى عليّ
امضاءَه رأيي الثاقبُ

وأني أراقب حتى يثو
بَ للحرِّ من رأيه ثائبُ

فإن تعتذرْ تُلِفِني عاذراً
صَفوحاَ وذاك هو الواجبُ

وإلا فإني إذا ما الحبال
رَثَّتْ قُواها لها قاضبُ


ابو علي البصيري

الحمدان
07-23-2024, 06:37 PM
لئنْ كانَ يهديني الغُلامُ لوجهتي
ويقتادُ في السير إذْ أنا راكبُ

لقد يَستضيءُ القومُ بي في أمورهم
ويخبو ضياءُ العين والرأيُ ثاقبُ


ابو علي البصيري
العصر العباسي

الحمدان
07-23-2024, 06:38 PM
أبن لي إن سئلت أبا عطاء
يقيناً كيف علمك بالمعاني

خبيرٌ عالمٌ فأسأل تجدني
بها طبا وآيات المثاني

فما اسم حديدةٍ في رأس رمح
دوين الكعب ليست بالسنان

هو الزر الذي إن بات ضيفاً
بصدرك لم تزل لك عولتان

فما صفراء تدعى أم عوف
كأن رجيلتيها منجلان

أردت زرادة وازن زنا
بأنك ما أردت سوى لساني

أتعرف مسجداً لبني تميم
فويق الميل دون بني أبان

بنو سيطان دون بني أبان
كقرب أبيك من عبد المدان


ابو عطاء السندي

الحمدان
07-23-2024, 06:38 PM
أعوزتني الرواة يا ابن سليم
وأبي إن يقيم شعري لساني

وغلا بالذي أجمجم صدري
وشكاني من عجمتي شيطاني

وعدتني العيون أن كان لوني
حالكاً مظلماً من الألوان

وضربت الأمور ظهراً لبطن
كيف احتال حيلة لبياني

فتمنيت أنني كنت بالشعر
فصيحاً وبان بعض بناني

ثم أصبحت قد أنخت ركابي
عند رحب الفناء والأعطان

فإلى من سواك يا ابن سليم
أشتكي كربتي وما قد عناني

فاكفني ما يضيق عنه ذراعي
بفصيح من صالحي الغلمان

يفهم الناس ما أقول من الشعر
فإن البيان قد أعياني

ثم خذني بالشكر يا ابن سليم
حيث كانت داري في البلدان

سترى فيهم قصائد غرا
فيك سباقة بكل لسان


ابو عطاء السندي

الحمدان
07-23-2024, 06:39 PM
إذا المرء لم يطلب معاشاً لنفسه
شكا الفقر أولام الصديق فأكثرا

وصار على الأدنين كلّاً وأوشكت
صلات ذوي القربى له أن تنكرا

فسر في بلاد اللَه والتمس الغنى
تعشى ذا يسارٍ أو تموت فتعذرا

وما طالب الحاجات في كل وجهةٍ
من الناس إلا من أجد وشمرا

ولا ترض من عيشٍ بدون ولا تنم
وكيف ينام الليل من كان معمرا


ابو عطاء السندي

الحمدان
07-23-2024, 06:40 PM
إذا ما كنتَ متَّخِذاً خليلا
فلا تِثقَنْ بكلِّ أخي إخاءِ

وإن خُيِّرت بينهمُ فأَلصِقْ
بأهل العقلِ منهم والحياءِ

فإنّ العقلَ ليس له إذا ما
تفاضلت الفضائلُ من كِفاءِ

وإنّ النُّوك للأحساب داءٌ
وأهونُ دائِه داءُ العَياء

ومن تَرَك العواقبَ مهمَلاتٍ
فأيسر سَعيه سعيُ العَنَاءِ

فلا تثِقنّ بالنَّوكى لشيءٍ
وإن كانوا بني ماءِ السماءِ

فليسوا قابِلِي أدبٍ فَدَعْهُمْ
وكن من ذاك منقطِعَ الرّجاءِ


ابو عطاء السندي

الحمدان
07-23-2024, 06:40 PM
قصائد حكتهن ليوم فخر
رجعن إلي صفراً خاليات

رجعن وما أفان علي شيئاً
سوى إني وعدت الترهات

أقام على الفرات يزيد حولاً
فقال الناس أيهما الفراتي

فيا عجباً لبحرٍ بات يسقي
جميع الخلق لم يبلل لهاتي


ابو عطاء السندي

الحمدان
07-23-2024, 06:41 PM
أتيتك لا من قربة هي بيننا
ولا نعمة قدمتها أستثيبها

ولكن مع الراجين أن كنت مورداً
إليه بغاة الدين تهفو قلوبها

أغثني بسجل من نداك يكفني
وقاك الردى مرد الرجال وشيبها

تسمى ابن عبد اللَه حرّاً لوصفه
وتلك العلا يعنى بها من يعيبها


ابو عطاء السندي

الحمدان
07-23-2024, 06:42 PM
كسيت ولم أكفر من اللَه نعمة
سواداً إلى لوني ودنا ملهوجا

وبايعت كرهاً بيعةً بعد بيعةٍ
مبهرجةً إن كان أمر مبهرجا


ابو عطاء السندي

الحمدان
07-23-2024, 06:43 PM
أما أبوك فعين الجود تعرفه
وأنت أشبه خلق اللَه بالجود

لولا يزيد ولولا قبله عمر
ألقت إليك معد بالمقاليد

ما ينبت العود إلا في أرومته
ولا يكون الجنى إلا من العود


ابو عطاء السندي
العصر العباسي

الحمدان
07-23-2024, 07:25 PM
وبَاتَت كَمَا بَاتَت مَهَاهُ حَميلَةً
لَهَا جُؤذَرٌ عِنَدًَ الصَّرَاةِ عَقِيرُ

وقَد أُكِلَت أَشلاَؤُهُ فَكَأَنَّهَا
مُقَسَّمَةٌ عِندَ القِدَاحِ جَزُورُ

كَمَا بَغَمَت مِن شَجوِهَا أُمُّ وَاحِدٍ
أُتِيحَ لَهَا مِثلَ الزُّجَاجِ طَرِيرُ

لَدُن غُدوَةُ حَتَّى صَغَت شَمسُ يَومِهَا
وَفِي أبهَرَيهَا رَنَّةٌ وَزَفِيرُ

تَسُوفُ ثَرَاهُ عَن مَشَقِّ إِهَابِهِ
كَأَنَّ أَسَابِيَّ الدِّمَاءِ عَتيرُ


صاعد البغدادي

الحمدان
07-23-2024, 07:25 PM
قَد وَجدنَا الدَّمعَ أشفَى لِلكَمَد
وَرَأَينَا الغَيَّ أدنَى لِلرَّشَد

والَّذي أَعطَى أَبَا عَامِرٍ المُلكَ
والدِّينَ ونَصرَ المُضطَهَد

مَا رَأَت عَينَايَ شَمساً قَبلَهُ
طَلَعَت في الأُفقِ مِن وَجهِ أَسَد

يَجمَعُ الدُّنيَا بِكَفَّي رأيِهِ
جَمعَكَ الآلاَفَ في عَقدِ العَدَد

يَسأَلُ العَانيَ أَن يَسأَلَهُ
فَإِذَا أَولاَهُ مَعرُوفاً جَحَد


صاعد البغدادي

الحمدان
07-23-2024, 07:26 PM
يَا أحمدُ بن سعيدٍ العَلَمَ الذي
أَوفَى فللحدثان عنه زَلِيلُ

أخذ العقابَ من ابن مسلمةَ الذي
حكمَ القضاءُ به وغالت غولُ

لم تبقَ غيرُ حُشَاشَةٍ إِن أَدرِكَت
خلصت وإن أَسلًَمتَ فَهوَ قتيلُ

بيديك بعد الله فَكُّ إِسارِه
وعليك في استنقاذه التعويلُ

فارحم أنينَ أبي بناتٍ لم يُصَب
لدموعهن على الخدود مَثِيلُ

فاجعله في عيني يديك فإنها
سورٌ تَحُوطُ المستجيرَ وغِيلُ

ما ذَنبُه إِلا الزمانَ فإنّه
رِخوُ اليدين بمن يُحبّ ملولُ


صاعد البغدادي

الحمدان
07-23-2024, 07:26 PM
أبا حسنٍ ربيعةُ من سُلَيمٍ
سنانٌ زانَ عاليةَ الرماح

وإني عائذٌ بك من هَنَاتٍ
نحتن دعائمي نحتَ القداحِ

فكِرَّ على ابن عمك وانتشلهُ
فليس حِمَى ابن عمك بالمُباح

فإنَّ الجارَ عندك بين جنبي
عُقابِ الدُّجنِ كاسرةِ الجَناح


صاعد البغدادي

الحمدان
07-23-2024, 07:27 PM
قَد أَقبَلَ ألمَنثُورُ يا سَيِّدي
كالدُّرِّ واليَاقُوت في نَظمِهِ

ثَناكَ لا زال كَأَنفَاسِهِ
وَرَأسُ مَن عَادَاكَ مِثلُ اسمِهِ


صاعد البغدادي

الحمدان
07-23-2024, 07:27 PM
يا أيها الملك المصنور من يمن
والمبتني نسبا غير الذي انتسبا

بغزوة في قلوب الشرك راتعة
بين المنايا تناغي السمر والقضبا

أما ترى العين تجري فوق مرمرها
زهوا فتجري على أحسائها الطربا

أجرَيتَهَا فطما الزاهي بجريتها
كما طَمَوتَ فَسُدتَ العُجمَ والعَرَبا


صاعد البغدادي

الحمدان
07-23-2024, 07:28 PM
ومهفهفِ أَبهى من القمر
قمر الفؤاد بفاتن النظرِ

خالسته تفاحَ وجنته
فأخذتُها منه على غَرَرِ

فأخافني قوم فقلت لهم
لا قطع في ثَمَرٍ ولا كَثَرِ


صاعد البغدادي

الحمدان
07-23-2024, 07:28 PM
قُلتُ له والرقيبُ يُعجِلُه
مستعجلا للفراقِ أَينَ أَنَا

فمَدَّ كفّاً إِلى ترائبه
وقال سِر آمنا فأنتَ هُنَا


صاعد البغدادي

الحمدان
07-23-2024, 07:28 PM
أتَتك أبا عامر وردة
يُذكِّرك المسكُ أنفاسَها

كعذراءَ أبصرَها مُبصِرٌ
فَغَطَّت بأكمامها رَاسَها


صاعد البغدادي
العصر العباسي

الحمدان
07-23-2024, 08:49 PM
أَلا قاتَلَ اللَهُ الأُلى كَفَروا بِهِ
وَفادوا بِرَأسِ الهَرثَمِيِّ حُسَينِ

لَقَد أَورَدوا مِنهُ قَناةً صَليبَةً
بِشَطبِ يَمانِيٍّ وَرُمحٍ رُدَيني

رَجاني خِلافَ الحَقِّ عِزّاً وَإِمرَةً
فَأَلبَسَهُ التَأميلُ خُفَّ حُنَينِ


علي بن جبلة - العكوك

الحمدان
07-23-2024, 08:49 PM
هَجَرتُكَ لَمّا أَهجُركَ مِن كُفرِ نَعمَةٍ
وُهَل يُرتَجى نَيلُ الزِيادَةِ بِالكُفرِ

وَلكِنَّني لَمّا أَتَيتُكَ زائِراً
وَأَفرَطتَ في بِرّي عَجَزتَ عَنِ الشُكرِ

فَمِ الآنَ لا آتيكَ إِلّا مُسَلِّماً
أَزورُكَ في الشَهرَينِ يَوماً أَوِ الشَهرِ

فَإِن زِدتَني بِرّاً تَزَيَّدتُ جَفوَةً
فَلا نَلتَقي طولَ الحَياةِ إِلى الحَشرِ


علي بن جبلة - العكوك

الحمدان
07-23-2024, 08:50 PM
هَل بِالطُلولِ لِسائِلِ رَدُّ
أَم هَل لَها بِتَكَلُّم عَهدُ

دَرَسَ الجَديدُ جَديدَ مَعهَدِها
فَكَأَنَّما هِيَ رَيطَةٌ جَردُ

مِن طولِ ما يَبكي الغِنامُ عَلى
عَرَصاتِها وَيُقَهقِهُ الرَعدُ

وَتُلِثُّ سارِيَةٌ وَغادِيَةٌ
وَيَكُرُّ نَحسٌ خَلفَهُ سَعدُ

تَلقى شَآمِيَةٌ يَمانِيَةً
لَهُما بِمَورِ تُرابِها سَردُ

فَكَسَت بَواطِنُها ظَواهِرَها
نَوراً كَأَنَّ زُهاءَهُ بُردُ

يَغدو فَيَسري نَسجَهُ حَدَبٌ
واهي العرى وَنَثيرُهُ عِقدُ

فَوَقَفت أَسأَلَها وَلَيسَ بِها
إِلّا المَها وَنَقانِقٌ رُبدُ

وَمُكَدَّمٍ في عانَةٍ خَفَرَت
حَتّى يُهَيِّجَ شَأوَها الوِردُ

فَتَبادَرَت دِرَرُ الشُؤونِ عَلى
خَدّى كَما يَتَناثَرُ العِقدُ

أَو نَضحُ عَزلاءِ الشَعيبِ وَقَد
راحَ العَسِفَ بِمائِها يَعدو

لَهَفى عَلى دَعدٍ وَما خُلِقَت
إِلّا لِطولِ بَلِيَّتي دَعدُ

بَيضاءُ قَد لَبِسَ الأَديمُ بَهاءَ
الحُسنِ فَهُوَ لِجِلدِها جِلدُ

وَيَزينُ فَودَيها إِذا حَسَرَت
ضافي الغَدائِرِ فاحِمٌ جَعدُ

فَالوَجهُ مِثلُ الصُبحِ مُنبَلِجٌ
وَالشَعرُ مِثلُ اللَيلِ مُسوَدُّ

ضِدّانِ لِما اِستَجمِعا حَسُنا
وَالضِدُّ يُظهِرُ حَسنَهُ الضِدُّ

وَجَبينُها صَلتٌ وَحاجِبها
شَختُ المَحَطِّ أَزَجُّ مُمتَدُّ

وَكَأَنَّها وَسنى إِذا نَظَرَت
أَو مُدنَفٌ لَمّا يُفِق بَعدُ

بِفتورِ عَينٍ ما بِها رَمَدٌ
وَبِها تُداوى الأَعيُنُ الرُمدُ

وَتُريكَ عِرنينا يُزَيِّنُهُ
شَمَمٌ وَخَدّا لَونُهُ الوَردُ

وَتُجيلُ مِسواكَ الأَراكِ عَلى
رَتلٍ كَأَنَّ رُضابَهُ الشَهدُ

وَاِمتَدَّ مِن أَعضادِها قَصَبٌ
فَعمٌ تَلَتهُ مَرافِقٌ دُردُ

وَالمِعصان فَما يُرى لَهُما
مِن فَعمَةٍ وَبَضاضَةٍ زَندُ

وَلَها بَنانٌ لَو أَرَدتَ لَهُ
عَقداً بِكَفِّكَ أَمكَنَ العَقدُ

وَكَأَنَّما سُقِيَت تَرائِبُها
وَالنَحرُ ماءَ الحُسنِ إِذ تَبدو

وَبِصَدرِها حُقّانِ خِلتُهُما
كافورَتَينِ عَلاهُما نَدُّ

وَالبَطنُ مَطوِيٌّ كَما طُوِيَت
بيضُ الرِياطِ يَصونُها المَلدُ

وَبِخَصرِها هَيَفٌ يُزَيِّنُهُ
فَإِذا تَنوءُ يَكادُ يَنقَدُّ

وَلَها هَنٌ رابٍ مجَسَّتُهُ
ضَيقُ المَسالِكِ حُرَّهُ وَقدُ

فَكَأَنَّهُ مِن كَبرِهِ قَدَحٌ
أَكلَ العِيال وَكَبَّهُ العَبدُ

فَإِذا طَعَنتَ طَعَنتَ في لَبدٍ
وَإِذا سَلَلتَ يَكادُ يَنسَدُّ

وَالتَفَّ فَخذاها وَفَوقَهُما
كَفَلٌ يُجاذِبُ خَصرَها نَهدُ

فَقِيامُها مَثنىً إِذا نَهَضت
مِن ثِقلَةٍ وَقُعودها فَردُ

وَالساقِ خَرعَبَةٌ مُنَعَّمَةٌ
عَبِلَت فَطَوقُ الحَجلِ مُنسَدُّ

وَالكَعبُ أَدرَمُ لا يَبينُ لَهُ
حَجمً وَلَيسَ لِرَأسِهِ حَدُّ

وَمَشَت عَلى قَدمَينِ خُصِّرتا
وَالتَفَّتا فَتَكامَلَ القَدُّ

ما شَأنَها طولٌ وَلا قِصَرٌ
في خَلقِها فَقَوامُها قَصدُ

إِن لَم يَكُن وَصلٌ لَدَيكِ لَنا
يَشفى الصَبابَةَ فَليَكُن وَعدُ

قَد كانَ أَورَقَ وَصلَكُم زَمَناً
فَذَوَى الوِصال وَأَورَقَ الصَدُّ

لِلَّهِ أشواقي إِذا نَزَحَت
دارٌ بِنا وَنَأى بِكُم بُعدُ

إِن تُتهِمى فَتَهامَةٌ وَطُن
أَو تُنجِدي إِنَّ الهَوى نَجدُ

وَزَعَمتِ أَنَّكِ تُضمِرينَ لَنا
وُدّاً فَهَلّا يَنفَعُ الوُدُّ

وَإِذا المُحِبُّ شَكا الصُدودَ وَلَم
يُعطَف عَلَيهِ فَقَتلُهُ عَمدُ

تَختَصُّها بِالوُدِّ وُهيَ عَلى
ما لا تُحِبُّ فَهكَذا الوَجدُ

إِمّا تَرى طِمرَيَّ بَينَهُما
رَجُلٌ أَلَحَّ بِهَزلِهِ الجِدُّ

فَالسَيفُ يَقطَعُ وَهُوَ ذو صَدَأٍ
وَالنَصلُ يَعلو الهامَ لا الغِمد

هَل يَنفَعَنَّ السَيفَ حِليَتُهُ
يَومَ الجِلادِ إِذا نَبا الحَدُّ

وَلَقَد عَلِمتُ بِأَنَّني رَجُلٌ
في الصالِحاتِ أَروحُ أَو أَغدو

سِلمٌ عَلى الأَدنى وَمَرحَمَةٌ
وَعَلى الحَوادِثِ هادِيءٌ جَلدُ

مُتَجَلبِبُ ثَوبَ العَفافِ وَقَد
غَفَلَ الرَقيبُ وَأَمكُنَ الوِردُ

وَمُجانِبٌ فِعلَ القَبيحِ وَقَد
وَصَلَ الحَبيبُ وَساعَدَ السَعدُ

مَنَعَ المَطامِعَ أن تُثَلِّمَني
أَنّي لِمَعوَلِها صَفاً صَلدُ

فَأَروحُ حُرّاً مِن مَذّلَّتِها
وَالحُرُّ حينَ يُطيعُها عَبدُ

آلَيتُ أَمدَحُ مقرفاً أبَداً
يَبقى المَديحُ وَيَذهَبُ الرفدُ

هَيهاتَ يأبى ذاكَ لي سَلَفٌ
خَمَدوا وَلَم يَخمُد لَهُم مَجدُ

وَالجَدُّ كِندَةٌ وَالبَنون هُمُ
فَزَكا البَنون وَأَنجَبَ الجَدُّ

فَلَئِن قَفَوتُ جَميلَ فَعلِهِمُ
بِذَميم فِعلي إِنَّني وَغدُ

أَجمِل إِذا حاوَلتَ في طَلَبٍ
فَالجِدُّ يُغني عَنكَ لا الجَدُّ

لِيَكُن لَدَيكَ لِسائِلٍ فَرَجٌ
إِن لِم يَكُن فَليَحسُن الرَدُّ

وَطَريدِ لَيلٍ ساقَهُ سَغَبٌ
وَهناً إِلَيَّ وَقادَهُ بَردُ

أَوسَعتُ جُهدَ بَشاشَةٍ وَقُرىً
وَعَلى الكَريمِ لِضَيفِهِ الجُهدُ

فَتَصَرَّمَ المَشتى وَمَنزِلُهُ
رَحبٌ لَدَيَّ وَعَيشُهُ رَغدُ

ثُمَّ اِغتَدى وَرِداوُّهُ نعِمٌ
أَسدَيتُها وَرِدائِيَ الحَمدُ

يا لَيتَ شِعري بَعدَ ذَلِكُمُ
وَمَصيرُ كُلِّ مُؤَمِّلٍ لَحدُ

أَصَريعٌ كَلمٍ أَم صَريعُ ضَنىً
أَودى فَلَيسَ مِنَ الرَدى بُدُّ


علي بن جبلة - العكوك

الحمدان
07-23-2024, 08:50 PM
عَلِّلاني بِصَفوِ ما في الدِنانِ
وَاِترُكا ما يَقولُهُ العاذِلانِ

وَاِسبِقا فاجِعَ المَنِيَّةِ بِالعيسِ
فَكُلٌّ عَلى الجَديدَينِ فاني

عَلِّلاني بِشَربَةٍ تُذهِبُ الهَمْمَ
وَتَنفي طَوارِقَ الأَحزانِ

وَالقِيا في مَسامِعٍ سَدَّها الصَو
مُ رُقى المَوصِلَيِّ أَو دَحمانِ

قَد أَتانا شَوّالُ فَاِقتَبَلَ العَيشُ
وَأَعدى قَسراً عَلى رَمَضانِ

نِعمَ عَونُ الفَتى عَلى نُوَبِ الدَهرِ
سَماعُ القِيانِ وَالعِيَدانِ

وَكُؤوسٌ تَجري بِماءِ كرومٍ
وَمَطِيُّ الكُؤوسِ أَيدي القِيانِ

مِن عُقارٍ تُميتُ كُلَّ اِحتِشامٍ
وَتَسُرُّ النَدمانَ بِالنَدمانِ

وَكَأَنَّ المِزاجَ يَقدَحُ مِنها
شَرَراً في سَبائِكِ العِقيانِ

فَاِشرَبِ الراحَ وَاِعصِ مَن لامَ فيها
إِنَّها نِعمَ عُدَّةُ الفِتيانِ

وَاِصحَبِ الدَهرَ بِاِرتِحالٍ وَحَلٍّ
لا تَخَف ما يَجُرُّهُ الحادِثانِ

حَسبَ مُستَظهِرٍ عَلى الدَهورُ رُكناً
بِحمَيدٍ رِدءاً مِنَ الحَدَثانِ

مَلِكٌ يَقتَنى المَكارِمَ كَنزاً
وَتَراهُ مِن أَكرَمِ الفِتيانِ

خَلِقَت راحَتاهُ لِلجودِ وَالبَأسِ
وَأَموالِهِ لِشُكرِ اللِسانِ

مَلَّكَتهُ عَلى العِبادِ مَعَدُّ
وَأَقَرَّت لَهُ بَنو قَحطانِ

أَريَحِيُّ النَدى جَميلُ المحَيّا
يَدُهُ وَالسَماءُ مُعتَقِدانِ

وَجهُهُ مُشرِقٌ إِلى معتَفيهِ
وَيَداهُ بِالغَيثِ تَنفَجِرانِ

جَعَلَ الدَهرَ بَينَ يَومَيهِ قِسمَينِ
بِعُرفٍ جَزلٍ وَحَرِّ طِعانِ

فَإِذا سارَ بِالخَميسِ لِحَرب
كَلَّ عَن نَصِّ جَريِهِ الخافِقانِ

وَإِذا ما هَزَزتَهُ لِنَوالٍ
ضاقَ عَن رَحبِ صَدرِهِ الأُفقانِ

غَيثُ جَدبٍ إِذا أَقامَ رَبيعٌ
يَتَغَشّى بِالسَيبِ كُلَّ مَكانِ

يا أَبا غانِمٍ بَقيتَ عَلى الدَهر
وَخُلِّدتَ ما جَرى العَصرانِ

ما نُبالي إِذا عَدَتكَ المَنايا
مَن أَصابَت بِكَلكَلٍ وَجرانِ

قَد جَعَلنا إِلَيكَ بَعثَ المَطايا
هَرَباً مِن زَمانِنا الخَوّانِ

وَحَمَلنا الحاجاتِ فَوقَ عِتاقٍ
ضامِناتٍ حَوائِجَ الرُكبانِ

لَيسَ جودٌ وَراءَ جودِكَ ينتابُ
وَلا يُعتَفي لِغَيرِكَ عاني


علي بن جبلة - العكوك

الحمدان
07-23-2024, 08:51 PM
بِطاعَةِ اللَهِ طُلتَ الناسَ كُلَّهُمُ
وَنُصحِ هادٍ أَمينِ المُلكِ مَأمونِ

حُمَيدُ يا قاسِمَ الدُنيا بِنائِلِهِ
وَسَيفِهِ بَينَ أَهلَ النُكث وَالدينِ

أَنتَ الزَمانُ الَّذي يَجري تَصَرُّفُهُ
عَلى الأَنامِ بِتَشديدٍ وَتَليينِ

لَو لَم تَكُن كانَتِ الأَيّام قَد فَنِيَت
وَالمَكرُماتُ وَماتَ المَجدُ مُذحينِ

لَقَد مَنَنتَ عَلى الدُنيا وَساكِنِها
بِظِلِّ أَمنٍ بَسيطٍ غَير مَمنونِ

طَوَيتَ كُلَّ حَشاً مِنها عَلى أَمَلٍ
إلى قَرينَةِ خَوفٍ مِنكَ مَقرونِ

مَن لَم يَكن مِنكَ مَوصولاً إِلى سَبَب
لَم يَنزِلُ الأَرضَ إِلّا مَنزِلَ الهونِ

صَوَّرَكَ اللَهُ مِن مَجدٍ وَمِن كَرَمٍ
وَصَوَّرَ الناسَ مِن ماءٍ وَمٍن طينِ

أَصبَحتَ لِلمُلكِ عِرنيناً تَقومُ بِهِ
يَومَ الكَريهَةِ جَدّاعَ العَرانينِ

نُهدى لَكَ المَدحَ مَوزوناً مُحَبَّرُهُ
وَتُكسِبنا عَطاءً غَيرَ مَوزونِ


علي بن جبلة - العكوك

الحمدان
07-23-2024, 08:51 PM
وَأَبيَضَ عِجلِيٍّ رَأَيتُ غَمامَهُ
وَأَسيافَهُ تَقضي عَلى الحَدثانِ

بِهِ عَلِمَ الإِعطاءُ كُلُّ مُبَخَّلٍ
وَأَقدَمَ يَومَ الرَوعِ كُلُّ جَبانِ

وَكَم لَكَ مِن يَومٍ رَفَعتَ بِناءَهُ
بِذاتِ جُفون أَو بِذاتِ جِفانِ

مَدَدتُ إِلَيهِ ذِمَّتي فَأَجارَها
وَأَغنى يَدي عَن غَيرِهِ وَلِساني

شَرِبتُ وَرَوَّيتُ النَديم بِمالِهِ
وَأَدرَكتُ ثَأرَ الراحِ مِن رَمضانِ

وَكانَ لِشَوّالٍ عَلَيَّ ضَمانَةٌ
فَكانَت عَطايا جودِهِ بِضمانِ


علي بن جبلة - العكوك

الحمدان
07-23-2024, 08:52 PM
إِنَّ أَبا غانِمٍ حُمَيداً
غَيث عَلى المُعتَفينَ هامى

صَوَّرَهُ اللَهُ سَيفَ حَتفٍ
وَبابَ رِزقٍ عَلى الأَنامِ

يا مانِعَ الأَرضِ بِالعَوالي
وَالنَعَمِ الجَمَّةِ العِظامِ

لَيسَ مِنَ السوءِ في مَعاذٍ
مَن لَم يَكُن مِنكَ في ذِمامِ

وَما تَعَمَّدتُ فيكَ وَصفاً
إِلّا تَقَدَّمتَهُ أَمامي

فَقَد تَناهَت بِكَ المَعالي
وَاِنقَطَعَت مُدَّةُ الكَلامِ

أَجَدَّ شَهراً وَأَبلِ شَهراً
وَاِسلَم عَلى الدَهر أَلف عامِ


علي بن جبلة - العكوك

الحمدان
07-23-2024, 08:52 PM
وَلَمّا اِنقَضى عَصرُ الشَبابِ وَعَهدُهُ
ذَوى وَرَقُ الدُنيا وَأَغصانُها الهُدلُ

فَما سَوَّدَت عِجلاً مَآثِرُ قَومِهِ
وَلكِن بِهِ سادَت عَلى غَيرِها عِجلُ

فَتىً وَقّفَ الأَيّامَ بِالسُخطِ وَالرِضا
عَلى بَذلِ عُرفٍ أَو عَلى حَدِّ مُنصلٍ

هُو الأَمَلُ المَبسوطُ وَالأَجَلُ الَّذي
يَمَرُّ عَلى أَيّامِهِ الدَهرُ أَو يَحلو

وَلا تُحسِنُ الأَيّامُ تَفعَلُ فِعلَهُ
وَإِن كانَ في تَصريفها النَقضُ وَالفِعلُ

فِعِش واحِداً أَمّا الشَراءُ فَمُسلَمٌ
مُباحٌ وَأَمّا الجارُ فَهوَ حِمىً بَسلُ


علي بن جبلة - العكوك

الحمدان
07-23-2024, 08:53 PM
إِنّي لَيُقنِعُني تَعَدُّدُ شَكلَةٍ
إِن حالَ دونَ لِقاءِ شَكلَةَ حائِلُ

وَيَزيدُني كَلَفاً بِها هِجرانُها
وَيَسرُّني عَنها الحَديثُ الباطِلُ

وَإِذا تَكَلَّمَ عاذِلٌ في حُبِّها
أَغرى الفُؤادَ بِها وَرَقَّ العاذِلُ

مِن أَينَ ما اِمتُحِنَت مَحاسِنُ وَجهِها
بَهَرَ العيونَ بِها هِلالٌ ماثِلُ

شَجِيَت خَلاخِلُها بِساقٍ خَدلَةٍ
وَشِجيتُ عَمداً بِالَّذي هُوَ قائِلُ


علي بن جبلة - العكوك

الحمدان
07-23-2024, 08:54 PM
خَلَّفتَني نِضوَ أَحزان أُعالِجُها
بِالجِزعِ أندُبُ في أَنضاءِ أَطلال

لَولا أَبو دُلَفٍ لَم تَحيَ عارِفَةٌ
وَلَم يَنُؤ نَوءُ مَأمولٍ بِآمالِ

يا اِبنَ الأَكارِمِ مِن عَدنانَ قَد علِموا
وَتالِدِ المجدِ بَينَ العَمِّ وَالخالِ

أَنتَ الَّذي تُنزِلُ الأَيّامَ مَنزِلَها
وَتَنقُلُ الدَهرَ مِن حالٍ إِلى حالِ

وَما مَدَدتَ مَدى طَرفٍ إِلى أَحَدٍ
إِلّا قَضَيتَ بِأَرزاقٍ وَآجالِ

تَزورُ سُخطاً فَتُمسى البيضُ راضِيَةً
وَتَستَهِلُّ فَتَبكي أَعيُنُ المالِ

كَأَنَّ خيِلَكَ في أَثناءِ غَمرَتِها
أَرسالُ قَطرٍ تَهامى فَوقَ أَرسالِ

يَخرُجنَ مِن غَمَراتِ المَوتِ سامِيَةً
نَشرَ الأَنامِلِ مِن ذي القِرَّةِ الصالي


علي بن جبلة - العكوك

الحمدان
07-23-2024, 08:55 PM
بِأَبي مالَكَ عَنّي
مائِلَ الطَرفِ كَليلاً

وَأَرى بِرَّكَ نَزراً
وَتَحفّيكَ قَليلاً

وَتُسَمّيني عَدُوّاً
وَأُسَمّيكَ خَليلا

أَتَعَلَّمتَ سُلُوّاً
أَم تَبَدَّلتَ بَديلا

أَحمَدُ اللَهَ فَما أغ
نى الرَجا فيكَ فَتيلا

لَيسَ لي ذَنبٌ سِوى
أَنّي أُسَمّيكَ خَليلاً

وَأُناديكَ عَزيزاً
وَتُناديني ذَليلا

أَنا أَهواكَ وَحالَي
كَ صَروماً وَوَصولا

ثِق بِوُدِّ لَيسَ يَفنى
وَبِعَهدٍ لَن يَحولا

جَعَلَ اللَهُ حُمَيداً
لِبَني الدُنيا كَفيلا

مَلِكٌ لَم يَجعَل اللَهُ
لَهُ فيهِم عَديلا

فَأَقاموا في ذَراهُ
مُطمَئِنّينَ حُلولا

لا تَرى فيهِممُقِلّاً
يَسأَلُ المُثرى فُضولا

جادَ بِالأَموال حَتّى
عَلَّمَ الجودَ البَخيلا

وَبَني الفَخرَ عَلى الفَخرِ
بِناءً مُستَطيلا

صارَ لِلخائِفِ أَمناً
وَعَلى الجودِ دَليلا


علي بن جبلة - العكوك

الحمدان
07-23-2024, 08:55 PM
تَكَفَّلَ ساكِني الدُنيا حُمَيدٌ
فَقَد أَضحوا لَهُ فيها عِيالا

كَأَنَّ أَباهُ آدمَ كانَ أَوصى
إِلَيهِ أَن يَعولَهُمُ فَعالا


علي بن جبلة - العكوك

الحمدان
07-23-2024, 08:56 PM
جِلالُ مَشيبٍ نَزَل
وَأُنسُ شَبابٍ رَحَل

طَوى صاحِبٌ صاحِباً
كَذاكَ اِختِلافُ الدُوَل

شَبابُ كَأَن لَم يَكُن
وَشَيبٌ كَأَن لَم يَزَل

كَأَنَّ حُسورَ الصِبا
عَن الشَيبِ حينَ اِشتَعَل

زُها أَمَل مونِقٍ
أَطَلَّ عَلَيهِ أَجَل

أَعاذِلَتي أَقصِري
كَفاك المَشيبُ العَذَل

بَدا بَدَلاً بِالشَبابِ
لَيتَ الشَبابَ البَدَل

جَلالٌ وَلكِنَّهُ
تَحاماهُ حورُ المُقَل


علي بن جبلة - العكوك

الحمدان
07-23-2024, 08:56 PM
راعَهُ الشَيبُ إِذ نَزَل
وَكَفاهُ مِنَ العَذَل

وَاِنقَضَت مُدَّةُ الصِبا
وَاِنقَضى اللَهوُ وَالغَزَل

قَد لَعمري دَمَلتُهُ
بِخَضابٍ فَما اِندَمَل

فَاِبك لِلشَّيبِ إِذ بَدا
لا عَلى الرَبعِ وَالطَلَل

وَصَلَ اللَهُ لِلأَميرِ
عُرى المُلكِ فَاِتَّصَل

مَلِكٌ عَزمُهُ الزَمانُ
وَأَفَعالُهُ الدُوَل

كِسرَوىٌّ بِمَجدِهِ
يَضرُبُ الضارِبُ المَثَل

وَإِلى طِلِّ عِزِّهِ
يَلجَأُ الخائِفُ الوَجل

كُلُّ خَلقٍ سِوى الإِمامِ
للأَنعامِهِ خَوَل

لَيتَهُ حينَ جادَ لي
بِالغِنى جادَ بِالقَفَل


علي بن جبلة - العكوك

الحمدان
07-23-2024, 08:57 PM
أَبَيتَ فَما تُسعِفُ
وَجُرتَ فَما تنصِفُ

وَتَحلِفُ لي بِالهَوى
وَتَنكُثُ ما تَحلِفُ

حِبالُكَ مُنحَلَةٌ
وَوُدُّكَ مُستَطرَفُ

وَتَهجُرُني واثِقاً
فَثِق فَأَنا المُدنَفُ

سَأَعطِفُ مِن حَيثُ لا
تَلينُ وَلا تَعطِفُ

وَأَسكُت لا أَشتَكي
وَأَعرِفُ ما تَعرِفُ

تَجاوَزتَ أَقصى المُنى
فَخَلقُكَ لا يوصَفُ

فَما تَحتَه مُثقَلٌ
وَما فَوقَهُ أَهيَفُ

حُمَيدٌ أَبو غانِمٍ
لَهُ الشَرَفُ الأَشرَفُ

مَكارِمُهُ تَنتَمي
وَأَموالُهُ تَتلَفُ

شَحيحٌ عَلى عِرضِهِ
وَفي مالِهِ مُسرِفُ

لَهُ كَنَفٌ ضامِنٌ
عَلى الأَرضِ مَن يَكنُفُ

وَقَحطانُ تَبهى بِهِ
وَتَبهى بِهِ خِندِفُ

وَتُضحى بِهِ طَيىءٌ
عَلى غَيرِها تَشرُفُ


علي بن جبلة - العكوك

الحمدان
07-23-2024, 08:57 PM
تُسىءُ وَلا تَستَنكِرُ السوءَ إِنَّها
تُدِلٌ بِما تَبلوهُ عِندي وَتَعرِفُ

فَمِن أَينَ ما اِستَعطَفتُها لا تَرِقُّ لي
وَمِن أَينَ ما جَرَّبتَ صَبرِيَ يَضعُفُ


علي بن جبلة - العكوك

الحمدان
07-23-2024, 08:58 PM
مالي وَمالَكَ قَد كَلَّفتني شَطَطاً
حَملَ السِلاحِ وَقَولَ الدارِعينَ قِفِ

أَمِن رِجالِ المَنا يا خِلتَني رَجُلاً
أُمسى وَأُصبِح مُشتاقاً إِلى التَلَفِ

أَرى المَنايا عَلى غَيري فَأَكرَهُها
فَكَيفَ أَمشي إِلَيها بارِزَ الكَتِفِ

أَللَّه أَعطى مِنَ الأَرزاقِ أَكثَرَها
عَلى يَدَيكَ فَشُكراً يا أَبا دُلَفِ

أَعطى أَبو دُلَفٍ وَالريحُ عاصِفَةٌ
حَتّى إِذا وَقَفَت أَعطى وَلَم يَقِفِ

ما خَطَّ لا كاتِباهُ في صَحيفَتِهِ
يَوماً كَما خُطَّ لا في سائِرِ الصُحفِ


علي بن جبلة - العكوك

الحمدان
07-23-2024, 08:58 PM
أَلِلدَّهرِ تَبكي أَم عَلى الدَهرِ تَجزَعُ
وَما صاحِبُ الأَيّامِ إِلّا مُفَجَّعُ

وَلَو سَهَّلَت عَنكَ الأَسى كانَ في الأَسى
عَزاءُ مُعزٍّ لِلَّبيبِ وَمَقنَعُ

تَعَزَّ بِما عَزَّيت غَيرَكَ إِنَّها
سِهامُ المَنايا رائِحاتٌ وَوُقَّعُ

أُصِبنا بِيَومٍ في حمَيدٍ لَوَ أَنَّهُ
أَصابَ عَروس الدَهرِ ظَلَّت تَضَعضَعُ

وَأَدَّبنا ما أَدَّبَ الناسَ قَبلَنا
وَلكِنَّهُ لَم يَبقَ لِلصَبرِ مَوضِعُ

أَلَم تَرَ لِلأَيّامِ كيفَ تَصَرَّمَت
بِهِ وَبِهِ كانَت تُذادُ وَتُدفَعُ

وَكَيفَ التَقى مَثوىً مِنَ الأَرضِ ضَيِّقٌ
عَلى جَبَل كانَت بِهِ الأَرضُ تُمنَعُ

وَلَمّا اِنقَضَت أَيّامَهُ اِنقَضى العُلا
وَأَضحى بِهِ أَنفُ النّدى وَهوَ أَجدَع

وَراحَ عَدُوُّ الدينِ جَذلانَ يَنتَجي
أَماني كانَت في حَشاهُ تَقَطَّعُ

وَكانَ حَمَيدٌ مَعقِلاً رَكَعَت بِهِ
قَواعِدٌ ما كانَت عَلى الضَيمِ تَركَعُ

وَكُنتُ أَراهُ كَالرَزايا رَزَئتُها
وَلَم أَدرِ أَنَّ الخَلقَ تَبكيهِ أَجمَعُ

حِمامٌ رَماهُ مِن مَواضِعَ أَمنِهِ
حِمامٌ كَذاكَ الخَطبُ بِالخَطبِ يُدفَعُ

وَلَيسَ بِغَروٍ أَن تُصيب مَنِيَّةٌ
حِمى أُختِها أَو أَن يَذِلَّ المُمَنَّعُ

لَقَد أَدرَكَت فينا المَنايا بِثَأرِها
وَحَلَّت بِخَطبٍ وَهيُهُ لَيسَ يُرفَعُ

نَعاءِ حمَيداً لِلسَرايا إِذا غَدَت
تُذادُ بِأَطرافِ الرِماحِ وَتوزَعُ

وَلِلمُرهَقِ المَكروبِ ضاقَت بِأَمرِهِ
فَلَم يَدرِ في حَوماتها كَيفَ يَصنَعُ

وَلِلبيضِ خَلَّتها البعولُ وَلَم يَدَع
لَها غَيرَهُ داعي الصباحِ المُفَزَّعُ

كَأَنَّ حمَيداً لَم يَقُد جَيشَ عَسكَرٍ
إِلى عَسكَرٍ أَشياعُهُ لا تُرَوَّعُ

وَلَم يَبعَثِ الخَيلَ المُغيرَةَ بِالضُحى
مِراحاً وَلَم يَرجِع بِها وَهيَ ظُلَّعُ

رَواجِعُ يَحمِلنَ النِهابَ وَلَم تَكُن
كَتائِبُهُ وَحاميها الكَمِيُّ المُشَيَّعُ

هَوى جَبَلُ الدُنيا المَنيعُ وَغَيثُها ال
مَريعُ وَحاميها الكَمِيُّ المُشَيَّعُ

وَسَيفُ أَميرِ المُؤمِنينَ وَرُمحُهُ
وَمَفتاحُ بابِ الخَطبِ وَالخَطبُ أَفظَعُ

فَأَقنَعَهُ مِن مُلكِهِ وَرِباعِهِ
وَنائِلِهِ قَفرٌ مِنَ الأَرضِ بَلقَعُ

عَلى أَيِّ شَجو تَشتَكي النَفسُ بَعدَهُ
إِلى شَجوِهِ أَو يَذخُرُ الدَمعَ مَدمَعُ

أَلَم تَرَ أَنَّ الشَمسَ حالَ ضِياؤُها
عَلَيهِ وَأَضحى لَونُها وَهوَ أَسفَعُ

وَأَوحَشَتِ الدُنيا وَأَودى بَهاؤُها
وَأَجدَب مَرعاها الَّذي كان يُمرِعُ

وَقَد كانَتِ الدُنيا بِهِ مُطمَئِنَّةً
فَقَد جَعَلَت أَوتادُها تَتَقَطَّعُ

بَكى فَقدَهُ روحُ الحَياةِ كَما بَكى
نَداهُ النَدى وَاِبنُ السَبيلِ المُدَفَّعُ

وَفارَقَتِ البيضُ الخُدورَ وَأُبرِزَت
عَواطِلَ حَسرى بَعدَهُ لا تَقَنَّعُ

وَأَيقَظَ أَجفاناً وَكانَ لَها الكَرى
وَنامَت عُيونٌ لَم تَكُن قَبلَ تَهجَعُ

وَلكِنَّهُ مِقدارُ يَومٍ ثَوى بِهِ
لِكُلِّ اِمرِىءٍ مِنهُ نِهالٌ وَمشرَعُ

وَقَد رَأَبَ اللَهُ المَلا بِمُحَمَّدٍ
وَبِالأَصلِ يَنمى فَرعُهُ المُتَفَرِّعُ

أَغَرُّ عَلى أَسيافِهِ وَرِماحِهِ
تُقَسَّم أَنفالُ الخَميس وَتُجمَعُ

حَوى عَن أَبيهِ بَذلَ راحَتِهِ النَدى
وَطَعنَ الكُلى وَالزاعِبِيَّةُ شُرَّعُ


علي بن جبلة - العكوك

الحمدان
07-23-2024, 08:59 PM
إِذا ما تَرَدّى لأمَةَ الحَربِ أُرعِدَت
حَشا الأَرضِ وَاِستَدمى الرِماحُ الشَوارِعُ

وَأَسفَرَ تَحتَ النَقعِ حَتّى كَأَنَّهُ
صَباحٌ مَشى في ظُلمَةِ اللَيلِ طالِعُ

وَما لِأَمريٍ حاوَلتَهُ مِنكَ مَهرَبٌ
وَلَو رَفَعَتهُ في السَماءِ المَطالِع

بَلى هارِبٌ لا يَهتَدي لِمَكانِهِ
ظَلامٌ وَلا ضَوءٌ مِنَ الصُبحِ ساطِعُ

وَأَثَّلَ ما لَم يَحوِهِ مُتَقَدِّمِ
وَإِن نالَ مِنهُ آخِرٌ فَهُوَ تابِعُ


علي بن جبلة - العكوك

الحمدان
07-23-2024, 08:59 PM
أَليَأسُ عِزٌّ وَالذِلَّةُ الطَمَعُ
يَضيقُ أَمرٌ يَوماً وَيَتِّسِعُ

لا تَستَريثَنَّ إِذنَ مُحتَجِبٍ
إِن لَم تَكُن بِالدُخولِ تَنتَفِعُ

أَحَقُّ شَيءٍ بِطولِ مَهجِرَةِ
مَن لَيسَ فيهِ رِيٌّ وَلا شِبَعُ

قُل لِاِبنِ سَهلٍ فَإِنَّني رَجُلٌ
إِن لَم تَدَعني فَإِنَّني أَدَعُ

أَليَأسُ مالي وَجُنَّتي كَرَمٌ
وَالصَبرُ والٍ عَلَيَّ لا الجَزَعُ


علي بن جبلة - العكوك

الحمدان
07-23-2024, 09:00 PM
لَو أَنَّ لي صَبرَها أَو عِندَها جَزعى
لَكُنتُ أَعلَمُ ما آتى وَما أَدَعٌ

لا أَحمِلُ اللَومَ فيها وَالغَرامَ بِها
ما حَمَّلَ اللَهُ نَفساً فَوقَ ما تَسَعُ

إِذا دَعا بِاِسمِها داعٍ فَأَسمَعَني
كادَت لَهُ شُعبَةٌ مِن مهجِتي تَقَعُ

مُوَفَّقُ الرَأي لا زالَت عَزائِمَهُ
تَكادُ مِنها الجِبالُ الصُمُّ تَنصَدِعُ

كَأَنَّما كانَتِ الآراءُ مِنهُ لَها
نَواظِرٌ في قُلوبِ الدَهرِ تَطَّلِعُ


علي بن جبلة - العكوك

الحمدان
07-23-2024, 09:01 PM
بِأَبي مَن زارَني مُكتتِمّا
حَذيراً مِن كُلِّ واشٍ جَزِعا

زائِراً نَمَّ عَلَيهِ حُسنُهُ
كَيفَ يُخفى اللَيلُ بَدراً طَلَعا

رَصَدَ الغَفلَةَ حَتّى أَمكَنَت
وَرَعى السامِرَ حَتّى هَجَعا

رَكِبَ الأَهوالَ في زَورَتِهِ
ثُمَّ ما سَلَّمَ حَتّى وَدَّعا


علي بن جبلة - العكوك

الحمدان
07-23-2024, 09:01 PM
دَعِ الدُنيا فَلِلدُّنيا أُناسٌ
أَلَذُّ العَيشِ إِبريقٌ وَطاسُ

وَصافِيَةٌ لَها في الرَأسِ لينٌ
وَلكِن في النُفوسِ لَها شِماسُ

كَأَنَّ يَدَ النَديمِ تُديرُ مِنها
شُعاعاً لا يُحيطُ عَلَيهِ كاسُ

مُعَتَّقَةٌ إِذا مُزِجِت أَضاءَت
فَأَمكَنَ قابِساً مِنها اِقتِباسُ

تُخالُ بِعَينِ شارِبِها نُعاساً
وَلَيسَ سِوى المَدامِ بِهِ نُعاسُ

سَما فَوقَ الرِجال فَلَيسَ يَخفى
وَهَل في مَطلَعِ الشَمسِ اِلتِباسُ


علي بن جبلة - العكوك

الحمدان
07-23-2024, 09:02 PM
عَسى فَرَجٌ يَكونُ عَسى
نُعَلِّلُ أَنفُساً بِعَسى

فَلا تَقنَط وَإِن لاقَيتَ
هَمّاً يَقبِضُ النَفسا

فَأَقرَبُ ما يَكونُ المَرءُ
مِن فَرَجٍ إِذا أَيِسا


علي بن جبلة - العكوك

الحمدان
07-23-2024, 09:02 PM
ذادَ وِردَ الغَيِّ عَن صَدَرِهْ
وَارعَوى وَاللَهوُ مِن وَطَرِهْ

وَأَبَت إِلّا الوَقارَ لَهُ
ضَحِكاتُ الشّيبِ في شَعَرِهْ

نَدمى أَنَّ الشَبابَ مَضى
لَم أُبَلِّغهُ مَدى أَشَرِه

وَاِنقَضَت أَيّامُهُ سَلَماً
لَم أَهِج حَرباً عَلى غِيَرِه

حَسَرَت عَنّي بَشاشَتُهُ
وَذَوى اليانِعُ مِن ثَمَرِه

وَصَغَت أُذني لِزاجِرها
وَلَما تَشجى لِمُزدَجِرِه

إِذ يَدي تَعصي بِقُوَّتِها
لا تَرى ثَاراً لِمُثَّئِرِه

وَالصِبا سَرحٌ أُطيفُ بِهِ
فَأُصيبُ الأُنسَ مِن نُفُرِه

تَرعَوى بِاِسمى مَسارِحُهُ
وَيلى لَيلى بَنو سَمَرِه

وَغَيورٍ دونَ حَوزَتِهِ
حُزتُ خَلفَ الأَمنِ مِن حَذَرِهِ

وَدَمٍ أَهدَرتُ مِن رَشا
لَم يُرِد عَقلاً عَلى هَدَرِه

باتَ يُدني لي مَقاتِلَهُ
وَيُفَدّيني عَلى نَفَرِه

فَأَتَت دونَ الصِبا هَنَةٌ
قَلَبَت فوقي عَلى وَتَرِه

جارَتا لَيسَ الشَبابُ لِمَن
راحَ مَحنِيّاً عَلى كِبَرِه

ذَهَبَت أَشياءُ كُنتُ لَها
صارَها حِلمى إِلى صَوَرِه

طَرَقَت تَلحى فَقُلتُ لَها
اِذهَبي ما أَنتِ مِن سُوَرِه

قدكَ مِن موفِ عَلى أَمَلٍ
تَحسِرُ الأَبصارَ عَن نَظَرِه

إِنَّ مِن دونِ الغِنى جَبَلاً
سَتَكوس العيس في وَعَرِه

يَتَناضَلنَ السُرى قُذُفاً
قَد كَساها المَيس مِن قَتَرِه

كَم دُجى لَيلٍ عَسَفنَ بِهِ
يَبتَعِثنَ الصُبحَ مِن كِسَرِه

يَتَفَرّى عَن مَناسِمِها
كَتَفَرّي النارِ عَن شَرَرِه

دَع جَدا قَحطانَ أَو مُضَرٍ
في يَمانيهِ وَفي مُضَرِه

وَاِمتَدِح مِن وائِلٍ رَجُلاً
عَصَرُ الآفاقِ مِن عَصَرِه

المَنايا في مَقانِبِهِ
وَالعَطايا في ذَرا حُجَرِه

هَضَمَ الدُنيا بِنائِلِهِ
وَأَقالَ الدينَ مِن عَثَرِه

مَلِكٌ تَندى أَنامِلُهُ
كَاِنبِلاجِ النَوءِ عَن مَطَرِه

مُستَهِلٌّ عَن مَواهِبِهِ
كَاِبتِسامِ الرَوضِ عَن زَهَرِه

عَقَدَ الجِدُّ الأُمورَ بِهِ
حينَ لَم يَنهَض بِمَتَّعَرِه

فَكَفاها وَاِستَقَلَّ بِها
لَم تَضِف وَهناً قُوى مِرَرِه

جَبَلٌ عَزَّت مَناكِبُهُ
أمِنَت عَدنانُ في ثُغرِه

إِنَّما الدُنيا أَبو دُلَفٍ
بَينَ مَغزاهُ وَمُحتَضَرِه

فَإِذا وَلّى أَبو دُلَفٍ
وَلَّتِ الدُنيا عَلى أَثَرِه

لَستُ أَدرى ما أَقولُ لَهُ
غَيرَ أَن الأَرضَ في خَفَرِه

يا دَواءَ الأَرضِ إِن فَسَدَت
وَمُديلَ اليُسرِ مِن عُسُرِه

كُلُّ مَن في الأَرضِ مِن عَرَبٍ
بَينَ باديهِ إِلى حَضَرِه

مُستَعيرٌ مِنكَ مَكرُمَةً
يَكتَسيها يَومَ مُفتَخَره

صاغَكَ اللَهُ أَبا دُلَفٍ
صِبغَةً في الخَلقِ مِن خِيَرِه

أَيّ يَومَيكَ اِعتَزَيتَ لَهُ
اِستَضاءَ المَجدُ مِن قُتُرِه

لَو رَمَيتَ الدهرَ عَن عُرُض
ثَلَّمَت كَفّاكَ مِن حَجَرِه

رُبَّ ضافي الأَمنِ في وَزَرٍ
قَد أَبَتَّ الخَوفَ في وَزَرِه

وَاِبنِ خَوفٍ في حَشا خَمَرٍ
نُشتَه بِالأَمنِ مِن خَمَرِه

وَزَحوفٍ في صَواهِلِهِ
كَصِياحِ الحَشرِ في أَمَرِه

قَدتَهُ وَالمَوتُ مَكتَمِنٌ
في مذاكيهِ ومُشتَجِرِه

فَرَمَت جيلوهُ مِنهُ يَدٌ
طَوَتِ المَنشورَ مِن بَطَرِه

زُرتَهُ وَالخَيلُ عابِسَةٌ
تَحمِلُ البُؤسى إِلى عَقُرِه

خارِجاتٌ تَحتَ رايَتها
كَخُروجِ الطَيرِ مِن وُكُرِه

فَأَبَحتَ الخَيلَ عَقوَتَه
وَقَرَيتَ الطَيرَ مِن جزَرِه

وَعَلى النُعمانِ عُجتَ بِها
فَأَقَمتَ المَيلَ مِن صَعَرِه

غَمَطَ النُعمانُ صَفوَتها
فَرَدَدتَ الصَفوَ في كَدَرِه

وَتَحَسّى كَأسَ مُغتَبِقٍ
لا يُدالُ الصَحوَ مِن سُكُرِه

وَبِقُرقورٍ أَدَرت رَحا
وَقعَةٍ فَلَّت شَبا أَشَرِه

وَتَأَنَّيتَ البَقاءَ لَهُ
فَأَبى المَحتومُ مِن قَدَرِه

وَطَفى حَتّى رَفَعتَ لَهُ
خُطَّةً شَنعاءَ مِن ذَكَرِه


علي بن جبلة - العكوك

الحمدان
07-23-2024, 09:03 PM
نَبَّهتَ عَن سِنَةٍ عَينَيكَ فَاِصطَبِرِ
وَاِسحَب بِذَيلِكَ هَل تَقفو عَلى أَثري

إِن يُرخِصِ اللَهُ عَنّي عارَ مَطلَبَتي
إِلَيكَ رَفداً أَلا فَاِنجِد بِهِ وَغَرِ

إِنّي وَدَعواكَ أَن تَأتي بِمَكرُمَةٍ
كَمُنبِضِ القَوسِ عَن سَهمٍ بِلا وَتَرِ

فَاِردُد جُفونَكَ حَسرى عَن أَبي دُلَفٍ
وَلا مَلامَةَ أَن تَعشى عَن القَمَرِ

لا يَسخَطَنَّ اِمرُؤٌ إِن ذَلَّ مِن حَسَبٍ
فَاللَهُ أَنزَلَهُ في مُحكَمِ السُوَرِ

لَم آتِ سوءً وَلَم أَسخَط عَلى أَحَدٍ
إِلّا عَلى طَلَبي في مَجتَدىً عَسِرِ

أَقصِر أَبا جَعفَرٍ عَن سَطوَةٍ جَمَحَت
إِن لا تَقَصِّرِ بِها مالَت إِلى القَصَرِ


علي بن جبلة - العكوك

الحمدان
07-23-2024, 09:04 PM
أَلا رُبَّ هَمٍّ يُمنَعُ النَومُ دونَهُ
أَقامَ كَقَبضِ الراحَتَينِ عَلى الجَمرِ

بَسَطتُ لَهُ وَجهي لأُكبتَ حاسِداً
وَأَبدَيتُ عَن نابٍ ضَحوكٍ وَعَن ثَغرِ

وَشَوقِ كَأَطرافِ الأَسِنَّةِ في الحَشا
مَلَكتُ عَلَيهِ طاعَةَ الدّمعِ أَن يَجري

لَهُ راحَةٌ لَو أَنَّ مِعشارُ جودِها
عَلى البَرِّ صارَ البَرُّ أَندى مِنَ البَحرِ

لَهُ هِمَمٌ لا مُنتَهى لِكِبارِها
وَهِمَّتُهُ الصُغرى أَجَلُّ مِنَ الدَهرِ

وَلَو أَنَّ خَلقَ اللَهِ في جِسمِ فارِسٍ
وَبارَزَةُ كانَ الخَلِيَّ مِنَ العُمرِ

أَبا دُلَفٍ بورِكتَ في كُلِّ بَلدَةٍ
كَما بورِكَت في شَهرِها لَيلَةُ القَدرِ


علي بن جبلة - العكوك

الحمدان
07-23-2024, 09:04 PM
إِن توطَني العَجزَ فَحَزمى عِندي

قَد يَطرُقُ المَوتُ حَليفَ الرَقدِ

وَالرِزقُ حَتمٌ وَهُوَ حِلفُ الجُهدِ

وَالطَلبِ المُسَبِّبِ المُؤَدّي

وَالدَلوُ لا يَجي حِياضَ الوِردِ

إِلّا بِفَتلِ مَرسٍ وَحَصدِ

ما المالُ إِلّا مِقدَحي وَزَندي

وَعَلَلي مِنَ السُرى وَوَخدي

إِلى حُمَيدٍ مُستَراحِ الرِفدِ

مُحرِزِ إِرثِ الحمدِ وَاِسمِ الحَمدِ

إِلى الَّذي سَنَّ بِناءَ المَجدِ

بِكُلِّ غَورٍ وَبِكُلِّ نَجدِ

أَفنَت مَساعيهِ حِسابَ العَدِّ

لَهُ بِكُلِّ أَكمَةٍ وَوَهدِ

سَحابَةٌ تُغنى وَأُخرى تُردى

كَالدَهرِ يَعدو مَرَّةً وَيُعدي

وَيَستَحيلُ مَعلَماً وَيَهدي


علي بن جبلة - العكوك

الحمدان
07-23-2024, 09:04 PM
لِلهَيثَمِ بِن عَدِيٍّ نِسبَةٌ جَمَعَت
آباءَهُ فَأَراحَتنا مِنَ العَدَدِ

اِعدُد عَدِيّاً فَلَو مُدَّ البَقاءُ لَهُ
ما عُمِّرَ الناسُ لَم يَنقُص وَلَم يَزِدِ

نَفسي فِداءُ بَني عَبدِ المَدانِ وَقَد
تَلّوهُ لِلوَجهِ وَاِستَعلوهُ بِالعَمَدِ

حَتّى أَزالوهُ كُرهاً عَن كَريمَتِهِم
وَعَرَّفوهُ بِذُلٍّ أَينَ أَصلُ عَدى

يا اِبنَ الخَبيثَةِ مَن أَهجو فَأَفضَحُهُ
إِذا هَجَوت وَما تنمى إِلى أَحَدِ


علي بن جبلة - العكوك

الحمدان
07-23-2024, 09:05 PM
وَغَيثٍ تَأَلَّفَهُ نَوؤُهُ
فَأَلبَسَهُ غلَلاً أَربَدا

تَظَلُّ الرِياحُ تَهادى بِهِ
إِذا ما تَحَيَّرَ أَو عَرَّدا

صَدوقُ المَخيلَةِ داني الظِلالِ
قَد وَعَدَ الأَرضَ أَن تَرغَدا

كَأَنَّ تَوالِيَةُ بِالعَراءِ
أَهوى إِلى الجَلمَدِ الجَلمَدا

تَداعى تَميمٍ غَداةَ الجِفارِ
تَدعو زُرارَةَ أَو مَعبَدا


علي بن جبلة - العكوك

الحمدان
07-23-2024, 09:05 PM
لا تَترُكَنّي بِبابِ الدارِ مُطَّرحاً
فَالحُرُّ لَيسَ عَنِ الأَحرارِ يَحتَجِبُ

هَبنا بِلا شافِعٍ جِئنا وَلا سَبَبٍ
أَلَستَ أَنت إِلى مَعروفِكَ السَبَبُ


علي بن جبلة - العكوك

الحمدان
07-23-2024, 09:06 PM
جَفا طَرَبَ الفِتيانِ وَهوَ طَروبُ
وَأَعقَبَهُ قُربَ الشَبابِ مَشيبُ

تَجافَت عُيونُ البيضِ عَنهُ وَرُبَّما
مَدَدنَ إِلَيهِ الوَصلَ وَهوَ حَبيبٌ

لَعَمري لَنِعمَ الصاحِبِ الشَيبُ واعِظاً
وَإِن كانَ مِنهُ لِلعُيونِ نُكوبُ

خَليطُ نُهىً مُنتابُ حُلمٍ وَإِنَّهُ
عَلى ذاكَ مَكروهُ الخِلاطِ مُريبُ


علي بن جبلة - العكوك

الحمدان
07-23-2024, 09:06 PM
غَدا بِأِميرِ المُؤمِنينَ وَيُمنِهِ
أَبو غانِمٍ غضدوَ النَدى وَالسَحائِبِ

وَضاقَت فَجاجُ الأَرضِ عَن كُلِّ مَوكِبٍ
أَحاطَ بِهِ مُستَعلِياً لِلمَواكِبِ

كَأَنَّ سُمُوَّ النَقعِ وَالبيضُ تَحتَهُ
سَماواتُ لَيلٍ أَسفَرَت عَن كَواكِبِ

فَكانَ لِأَهلِ العيدِ عيدٌ بِنُسكِهِم
وَكانَ حُمَيدٌ عيدَهُم بِالمَواهِبِ

وَلَولا حُمَيدٌ لَم تَبَلَّج عَن النَدى
يَمينٌ وَلَم يدرِك غِنىً كَسبُ كاسِبِ

وَلَو مَلَكَ الدُنيا لَما كانَ سائِلٌ
وَلا اِعتامَ فيها صاحِبُ فَضل صاحِبِ

لَهُ ضَحكَةٌ تَستَغرِقُ المالَ بِالنَدى
عَلى عَبسَة تُشجى القَنا بِالتَرائِبِ

ذَهَبتَ بِأَيّامِ النَدى فارِداً بِها
وَصَرَّمتَ عَن مَسعاكَ شَأوَ المُطالِبِ

وَعَدَّلتَ مَيلَ الأَرضِ حَتّى تَعَدَّلَت
فَلَم يَنأَ مِنها جانِبٌ فَوقَ جانِبِ

بَلَغتَ بِأَدنى الحَزمِ أَبعَدَ قُطرِها
كَأَنَّكَ مِنها شاهِدٌ كُلَّ غائِبِ


علي بن جبلة - العكوك
العصر العباسي

الحمدان
07-23-2024, 09:34 PM
يقول لي الأمير بغير جرمٍ
تقدم حين جد بنا المراس

فما لي إن أطعتك من حياةٍ
وما لي غير هذا الرأس راس


أبو دُلامة

الحمدان
07-23-2024, 09:34 PM
أمير المؤمنين فدتك نفسي
علام حبستني وخرقت ساجي

أمن صهباء ريح المسك فيها
ترقرق في الإناء لدى المزاج

عقار مثل عين الديك صرفٌ
كأن شعاعها لهب السراج

وقد طبخت بنار الله حتى
لقد صارت من النطف النضاح

تهش لها القلوب وتشتهيها
إذا برزت ترقرق في الزجاج

أقاد إلى السجون بغير جرم
كأني بعض عمال الخراج

ولو معهم حبست لكان سهلاً
ولكني حبست مع الدجاج

دجاجاتٌ يطيف بهن ديكٌ
يناجي بالصياح إذا يناجي

وقد كانت تخبرني ذنوبي
بأني من عقابك غير ناجي

على أني وإن لاقيت شراً
لخيرك بعد ذاك الشر راجي


أبو دُلامة

الحمدان
07-23-2024, 09:35 PM
أبلِغا رَبطَةَ أنّي
كُنتُ عَبداً لأبيها

فَمَضَى يَرحَمُهُ اللَه
وَأَوصَى بي إلَيهَا

وأُرَاها نَسِيَتنِي
مِثلَ نِسيَانِ أخيها

جاء شَهرُ الصَّومِ يَمشي
مِشيَةً ما أشتَهِيها

قائِداً لي لَيلَةَ القَدرِ
كأنّي أبتَغِيها

تَنطَحُ القِبلَةَ شَهراً
جَبهَتي لا تَأتَلِيها

ولَقَد عشتُ زَمَاناً
في فيافيَّ وَجِيها

في لَيالٍ مِن شِتاءٍ
كُنتُ شيخاً أَصطَليها
قاعِداً أوقِدُ ناراً

لِضَبَابٍ أشتَوِيها
وَصَبُوحٍ وَغَبُوقٍ

في عِلابٍ أحتَسيها
ما أُبالِي لَيلَةَ القَدرِ
وَلا تُسمِعُنِيها

فاطلُبِي لي فرجاً مِن
هَا وأجرِي لكِ فيها


أبو دُلامة

الحمدان
07-23-2024, 09:35 PM
لَقَد خَاصَمَتنِي دُهَاةُ الرِّجَالِ
وَخَاصَمتُهَا سَنَةً وافِيَه

فَمَا أدحضَ اللهُ لي حُجَّةً
وَلا خَيَّبَ اللهُ لي قَافِيَه

ومن خِفتُ جَورِهِ في القَضَاءِ
فَلَستُ أخَافُكَ يَا عَافِيَه


أبو دُلامة

الحمدان
07-23-2024, 09:36 PM
رَأيتُكَ في المَنَامِ كَسَوتَ جِلدِي
ثِياباً جَمَّةً وَقَضَيتَ دَينِي

فكانَ بَنَفسَجِيُّ الخَزِّ فيها
وَسَاجٌ نَاعِمٌ فَأَتمَّ زَيني

فَصَدِّق يا فَدَتكَ النَّفسُ رُؤيَا
رَأَتها في المنام كَذَاك عَيني


أبو دُلامة

الحمدان
07-23-2024, 09:36 PM
خافي إلهَكِ في نَفسٍ قَدِ احتَضَرَت
قامَت قِيَامَتُها بَينَ المُصَلِّينا

ما لَيلَةَ القَدرِ مِن هَمِّي فَأطلُبُها
إنِّي أخَافُ المَنَايا قَبلَ عِشرينا

يا لَيلَةَ القَدرِ قَد كَسَّرتِ أرجُلَنَا
يا لَيلَةَ القَدرِ حَقَّاً ما تُمَنِّينَا

لا بارَك اللهُ في خيرٍ أُؤَمِّلُهُ
في لَيلَةٍ بَعدَ ما قُمنَا ثلاثينا


أبو دُلامة

الحمدان
07-23-2024, 09:37 PM
إذا جِئتَ الأمِيرَ فَقُل سَلامٌ
عَلَيكَ وَرَحمةُ اللهِ الرَّحِيمِ

وأمّا بَعدُ ذاكَ فَلِي غَريمٌ
مِنَ الأعرابِ قُبّح مِن غَرِيمِ

لَزُومٌ ما عَلِمتُ لباب دَارِي
لُزُومَ الكَلبِ أصحَابَ الرَّقِيمِ

له مِئَةٌ عليَّ ونِصفُ أخرَى
ونِصفُ النِّصفِ في صَكٍّ قَدِيمِ

دَرَاهِمُ ما انتَفَعتُ بها وَلكِن
وَصَلتُ بها شُيُوخَ بَنِي تَمِيمِ

أتَوني بالعَشِيرَةِ يسأَلُوني
وَلَم أكُ في العَشِيرةِ باللَّئِيمِ


أبو دُلامة

الحمدان
07-23-2024, 09:37 PM
ألا لا تَلُمنِي إن فررتُ فَإنَّنِي
أخَافُ على فَخَّارَتي أن تَحَطَّمَا

فَلَو أنَّنيُ في السوقِ أبتَاع مِثلَها
وَجَدِّكَ ما بَالَيتُ أن أتَقَدَّما

وَأيتمُ أَولاداً وأُرمِلُ نِسوَةً
فَكَيفَ على هذا تَرَونَ التَّقَدُّما

وَلَو كان لي نَفسَانِ كُنتُ مُقاتِلاً
بإحداهُما حتّى تَمُوتَ فأسلَمَا


أبو دُلامة

الحمدان
07-23-2024, 09:37 PM
ألا أبلغ لَدَيكَ أبَا دُلامَه
فَلَيسَ مِنَ الكِرامِ وَلا كَرَامَه

إذا لَبِسَ العِمَامَةَ كانَ قِرداً
وَخِنزِيراً إذا نَزَعَ العِمَامَه

جَمَعتَ دَمَامةً وجَمَعتَ لُؤماً
كَذَاكَ اللُّومُ تَتبَعُهُ الدَّمَامَه

فإن تَكُ قَد أصَبتَ نَعِيمَ دُنيَا
فلا تَفرَح فَقَد دَنَتِ القِيامَه


أبو دُلامة

الحمدان
07-23-2024, 09:38 PM
قِف بالدِّيارِ وأيَّ الدَّهرِ لم تَقِفِ
على المَنَازِلِ بَينَ الظَّهرِ والنَّجَفِ

وَمَا وُقُوفُكَ في أطلالِ مَنزِلَةٍ
لَولا الَّذي استحدثَت في قَلبِكَ الكَلِفِ

إن كُنتَ أصبَحتَ مَشغوفاً بجارِيَةٍ
فلا وَرَبِّكَ لا تَشفِيكَ مِن شَغَفِ

ولا تَزِيدُكَ إلّا العَلَّ مِن أسَفٍ
فَهَل لِقَلبِكَ مِن صَبرٍ على الأسَفِ

دَع ذا وَقُل في الذي قَد فَازَ مِن مُضَرٍ
بِالمَكرُماتِ وعِزٍّ غَيرِ مُقتَرَفِ

هذي مَقَالَةُ شَيخٍ مِن بَني أسَدٍ
يُهدِي السَّلامَ إلى العَبَّاسِ في الصُّحُفِ

تَخُطُّها مِن جَوَاري المِصرِ كَاتِبةٌ
قَد طالما ضُرِبَت في اللَّام والألِفِ

وَطَالَما اختَلَفَت صَيفَاً وشاتِيةً
إلى مُعَلِّمِها باللَّوحِ والكَتِفِ

حتّى إذا ما استَوى الثَّديَانِ وامتَلآ
مِنها وخِيفَ على الإسرَافِ والقَرَفِ

صِينَت ثَلاثَ سِنينَ ما ترى أحداً
كَمَا تُصَانُ بِبَحرٍ دُرَّةُ الصَّدَفِ

بينَا الفَتَى يَتَمَشَّى نَحوَ مَسجِدِهِ
مُبَادِراً لِصَلاةِ الصُّبحِ بالسَّدَفِ

حانَت له نَظرةٌ مِنها فَأَبصَرَهَا
مُطِلَّةً بين سِجفَيها مِنَ الغُرَفِ

فَخَرَّ في التُّربِ ما يَدرِي غَدَاتَئِذٍ
أخَرَّ مُنكَشفاً أم غَيرِ مُنكَشِفِ

وَجَاءَهُ القَومُ أفواجاً بِمَائِهِم
لِيَنضحُوا الرَّجلَ المَغشِيَّ بالنُّطَفِ

فَوَسوَسُوا بِقُرانٍ في مَسَامِعِه
خوفاً من الجِنِّ والإنسانُ لم يَخَفِ

شيئاً ولكِنَّهُ مِن حُب جاريةٍ
أمسَى وأصبَحَ مَوقوفاً على التَّلَفِ

قالُوا لَكَ الخَيرُ ما أبصَرتَ قُلتُ لَهُم
جِنِّيَّةٌ أقصَدَتنِي من بني خَلَفِ

أبصَرتُ جَاريَةً مَحجُوبَةً لَهُمُ
تَطَلَّعَت من أعالي القَصرِ ذي الشُّرُفِ

فَقُلتُ مَن أيُّكُم واللهُ يَأجُرُهُ
يُعيرُ قُوَّتَهُ مِنّي إلى ضَعَفِي

فَقَامَ شَيخٌ بَهِيٌّ مِن تِجَارِهِمُ
قَد طَالَمَا خَدَعَ الأقوامَ بالحَلِفِ

فابتَاعَها لي بِألفي دِرهَمٍ فَغَدَا
بِها إلَيَّ فألقاها على كَتِفِي

فَبِتُّ ألثِمُها طَوراً وتَلثِمُنِي
طَوراً ونَفعَلُ بَعضَ الشَّيء في اللُّحُفِ

بِتنا كذلِكَ حتّى جاءَ صَاحِبُها
يَبغِي الدَّنَانِيرَ بِالمِيزانِ ذي الكَفَفِ

وذَاكَ حَقٌّ على زَندٍ وكَيفَ بهِ
والحَقُّ في طَرَفٍ والعَينُ في طَرَفِ

وبَينَ ذاك شُهُودٌ لم أُبالِ بِهِم
أكُنتُ مُعتَرِفاً أم غَيرَ مُعتَرِفِ

فإن تَصِلنِي قَضَيتُ القَومَ حَقَّهُمُ
وإن تقل لا فَحَقُّ القومِ في تَلَفِ


أبو دُلامة

الحمدان
07-23-2024, 09:38 PM
عَينَانِ وَاحِدةٌ تُرَى مَسرُورَةً
بإمَامِها جَذلَى وأُخرَى تَذرِفُ

تبكي وَتَضحَكُ مَرَّةً وَيَسُوؤها
ما أبصَرَت وَيَسُرُّها ما تَعرِفُ

فَيَسُوؤها مَوتُ الخَلِيفةِ مُحرِماً
ويَسُرُّها أن قامَ هذا الأَرأفُ

ما إن رأيتُ وَلا سَمِعتُ كما أرَى
شعراً أرَجِّلُهُ وآخَرَ أنتِفُ

هَلَكَ الخلِيفةُ يا لأُمَّةِ أحمَدٍ
فَأتَاكُمُ مِن بَعدِهِ مَن يَخلُفُ

أهدَى لهذا اللهُ فَضلَ خِلافَةٍ
وَلِذاكَ جَنَّاتِ النَّعيم تُزَخرَفُ

فَابكُوا لِمَصرَعِ خَيرِكُم وَوَلِيِّكُم
واستَشرِفُوا لِمَقَامِ ذا وتَشَرَّفُوا


أبو دُلامة

الحمدان
07-23-2024, 09:39 PM
إنَّ الخَليطَ أجَدَّ البَينَ فانتَجعُوا
يومَ الوَدَاعِ فما جَاؤُوا ومَا رَتَعُوا

واللهُ يعلَمُ أن كادَت لِبَينِهِمُ
يومَ الفِراق حَصَاةُ القَلبِ تَنصَدِعُ

عَجِبتُ مِن صِبيَتي يوماً وأُمِّهِمُ
أمِّ الدُلامَةِ لمّا هَاجَها الجَزَعُ

لا باركَ اللهُ فيها مِن مُنَبِّهَةٍ
هبَّت تلُوم عِيَالي بَعدَما هَجَعُوا

ونَحنُ مُشتَبِهُوا الألوانِ أَوجُهُنَا
سُودٌ قِبَاحٌ وفي أسمائِنا شَنَعُ

أذابَكَ الجُوعُ مُذ صَارَت عِيَالَتُنَا
على الخَلِيفَةِ مِنهُ الرِّيُّ والشَّبَعُ

لا والَّذي يا أمِيرَ المُؤمِنينَ قَضَى
لَكَ الخِلافَةَ في أسبَابِها الرَّفَعُ

ما زِلتُ أُخلِصُها كَسبِي فَتَأكلُهُ
دُوني وَدُونَ عِيالِي ثمَّ تَضطَجِعُ

شَوهاءُ مَشنأةٌ في بَطنِها ثَجَلٌ
وفي المَفَاصِلِ من أوصالها فَدَعُ

ذكّرتها بِكِتابِ اللهِ حُرمَتنا
ولم تكن بِكِتابِ اللهِ تَنتَفِعُ

فاخرَنطَمَت ثمّ قالَت وهي مُغضَبَةٌ
أَأَنتَ تَتلو كِتابَ اللهِ يا لُكَعُ

اخرُج لِتَبغِ لنا مالاً ومَزرَعَةً
كَمَا لِجِيرانِنا مَالٌ ومُزدَرَعُ

واخدَع خَلِيفَتَنَا عَنها بِمسألَةٍ
إنّ الخَلِيفَةَ لِلسُّؤال يَنخَدِعُ


أبو دُلامة

الحمدان
07-23-2024, 09:40 PM
هَل في البِلادِ لِرِزقِ اللهِ مُفتَرَشٌ
أم لا فَفِي جِلدِهِ مِن خُشنَةٍ بَرَشُ

أضحى الصِّيَامُ مُنيحاً وَسطَ عَرصَتِنَا
لَيتَ الصِّيامُ بأرضٍ دُونها حَرَشُ

إن صُمتُ أوجَعَني بَطنِي وأقلَقَني
بين الجَوَانِحِ مسُّ الجُوعِ والعَطَشِ

وإن خَرَجتُ بِلَيلٍ نَحوَ مَسجِدِهِم
أضَرَّني بَصَرٌ قَد خانَهُ العَمَشُ


أبو دُلامة

الحمدان
07-23-2024, 09:40 PM
أخطَاكَ ما كنتَ تَرجُوهُ وتَأمُلُه
فاغسِل يَدَيكَ مِنَ العبَّاسِ بالياسِ

واغسِل يَدَيكَ بِأشنَانٍ فَأَنقِهِمَا
مِمَّا تُؤَمِّلُ مِن مَعرُوفِ عبّاسِ

جَزَاكَ رَبُّكَ يا عَبَّاسُ عَن فَرَجٍ
جَنَّاتِ عَدنٍ وعَنِّي جُرزَتَي آسِ


أبو دُلامة
العصر العباسي

الحمدان
07-23-2024, 09:59 PM
إنّي استَجَرتُكَ أن أُقَدَّمَ في الوَغَى
لِتَطَاعُنٍ وتَنَازُلٍ وَضِرابِ

فَهَبِ السُّيُوفَ رَأيتُها مَشهُورةً
فَتَركتُها ومَضَيتُ في الهُرَّابِ

ماذا تَقُولُ لِما يَجيئُ وَمَا يُرَى
مِن وارِداتِ الموتِ في النَّشَّابِ


أبو دُلامة

الحمدان
07-23-2024, 10:01 PM
هاتِيكَ والِدَتي عَجُوزٌ هِمَّةٌ
مِثلُ البليَّةِ دِرعُها في المِشجَبِ

مَهزُولَةُ اللَّحيَينِ من يَرَها يَقُل
أبصَرتُ غُولاً أو خَيَالَ القُطرُبِ

ما إن تَرَكتُ لها ولا لابنٍ لها
مالاً يُؤَمَّلُ غَيرَ بَكرٍ أجرَبِ

ودَجَائجاً خَمساً يَرُحن إلَيهِمُ
لمَا يَبِضنَ وغَيرَ عَيرٍ مُغرِبِ

كَتَبُوا إلَيَّ صَحِيفَةً مَطبُوعَةً
جَعَلُوا عَلَيها طِينَةً كالعَقرَبِ

فَعَلِمتُ أنَّ الشَّرَّ عِندَ فكَاكِها
فَفَكَكتُهَا عَن مِثلِ رِيحِ الجَورَبِ

وإذا شَبِيهٌ بالأفَاعي رُقِّشَت
يُوعِدنَني بِتَلَمُّظٍ وَتَثَوُّبِ

يَشكُون أنّ الجُوعَ أهلَكَ بَعضَهُم
لَزَباً فَهَل لَكَ في عِيَالٍ لُزَّبِ

لا يَسأَلُونَكَ غَيرَ طَلِّ سَحَابَةٍ
تَغشَاهُمُ مِن سَيلِكَ المُتَحَلِّبِ

يا بَاذِلَ الخَيرَاتِ يا ابنَ بَذُولِها
وَابنَ الكِرَامِ وكُلَّ قَومٍ مُنجِبِ

أنتُم بَنُو العَبَّاسِ يُعلَمُ أنّكُم
قِدماً فَوَارِسُ كُلِّ يَومٍ أشهَبِ

أحلاسُ خَيلِ اللهِ وَهيَ مُغِيرَةٌ
يَخرُجنَ مِن خَلَلِ الغُبَارِ الأكهَبِ



أبو دُلامة

الحمدان
07-23-2024, 10:02 PM
أبا مُجرِمٍ ما غَيَّرَ اللهُ نِعمَةً
عَلَى عَبدِهِ حَتَّى يُغَيِّرَها العَبدُ

أبا مُجرِمٍ خَوَّفتَني القَتلَ فَانتَحَى
عَلَيكَ بما خَوَّفتَنِي الأسَدُ الوَردُ

أَفي دَولَةِ المَهدِيِّ حَاوَلتَ غَدرَةً
ألا إنَّ أَهلَ الغَدرِ آباؤُكَ الكُردُ


أبو دُلامة

الحمدان
07-23-2024, 10:02 PM
إنّي أَعُوذُ بِرَوحٍ أن يُقَدّمَنِي
إلى البِرازِ فَتَخزَى بي بَنُو أَسَدِ

إنّ البِرَازَ إلى الأقرَانِ أعلَمُهُ
مِمَّا يُفرِّقُ بَينَ الرُّوحِ والجَسَدِ

قَد حالَفَتكَ المَنَايَا إذ صَمَدتَ لَها
وأَصبَحتَ لِجَميعِ الخَلقِ بالرَّصَدِ

إنَّ المُهَلَّبَ حُبَّ المَوتِ أَورَثَكُم
وَمَا وَرِثتُ اختِيارَ المَوتِ عَن أحَدِ

لَو أنَّ لي مُهجَةً أُخرَى لَجُدتُ بِهَا
لكِنَّها خُلِقَت فَرداً فَلَم أجُدِ


أبو دُلامة

الحمدان
07-23-2024, 10:03 PM
أدعُوكَ بالرَّحِم التي هِيَ جَمَّعَت
في القُربِ بين قَرِيبِنَا والأَبعَدِ

إلَّا سَمِعتَ وَأَنتَ أكرَمُ مَن مَشَى
مِن مُنشِدٍ يَرجو جَزَاءَ المُنشِدِ

جاءَ الصِّيامُ فَصُمتُهُ مُتَعَبِّداً
أرجُو رَجَاءَ الصَّائمِ المُتَعَبِّدِ

ولَقِيتُ مِن أمرِ الصِّيَامِ وحَرِّهِ
أمرَينِ قِيسا بالعَذَابِ المُؤصَدِ

وَسَجَدتُ حَتَّى جَبهَتي مَشجُوجَةٌ
مِمَّا يُناطِعُنِي الحَصَا في المَسجِدِ

فامنُن بِتَسرِيحي بِمَطلِكَ بالذي
أسلَفتنِيهِ مِنَ البَلاءِ المُرصَدِ


أبو دُلامة

الحمدان
07-23-2024, 10:03 PM
يا ابنَ عَمِّ النَّبِيِّ دَعوَةُ شَيخٍ
قَد دَنَا هَدمُ دَارِهِ وَدَمَارُه

فَهوَ كالمَاخِضِ التي اعتَادها الطَّل
قُ فَقَرّت وَمَا يَقِرُّ قَرَارُه

إن يَحُر عُسرُهُ بِكَفَّيكَ يَوماً
فَبِكَفَّيكَ عُسرُه ويَسَارُه

أو تَدَعهُ إلى البَوارِ فَأَنَّى
ولِماذا وأنتَ حيٌّ بَوَارُه

هَل يَخَافُ الهَلاكَ شَاعِرُ قَومٍ
قَدُمَت في مَدِيحِهِم أشعَارُه

يا بَنِي وارِثِ النَّبيِّ الذي حَللَ
بِكَفَّيهِ مَالُهُ وعقَارُه

لَكُمُ الأرضُ كُلُّها فَأَعيروا
شَيخَكُم ما حَوَى عَلَيهِ جِدارُه

فَكَأَن قَد مَضَى وخَلَّفَ فِيكُم
مَا أعَرتُم وأقفَرَت مِنهُ دَارُه


أبو دُلامة

الحمدان
07-23-2024, 10:36 PM
وصاحبٍ لستُ أدري ما أُلَقِّبُهُ
ولا تقومُ بمعناهُ الكناياتُ

إن قلتُ: أنتَ أخي، شوّهتُ صورتَهُ
ففي الأُخُوّةِ هَجْرٌ وابتلاءاتُ!

أو قلتُ: أنتَ حبيبي، هان مَنزلُهُ
ففي المَحبةِ لا تَخفى الخياناتُ!

أو قلتُ: أنتَ أنا، روّعتُ خافقَهُ
ففيّ ضَعفٌ وحُزنٌ وانكساراتُ!

باللهِ هل مِن مُعِيرٍ صاحبي لَقَباً
حارَ البيانُ وخانَتْني العباراتُ

......

الحمدان
07-23-2024, 10:44 PM
تركناهُم فما عادوا
‏و عُدنا مثلما كنّا

‏طوينا ليلنا سهَرًا
‏نُداوي الهمّ و الغمّا

‏رجعنا بعدَما ابتعدوا
‏كأنّا لم نكُن منّا

‏بحثنا عنهُمُ دهرًا
‏فضَاع العُمر إذْ ضِعنا

‏سعَينا في تراضِيهم
‏فمَا لانوا و ما لِنّا

‏حنينُ القلب يسألهم
‏أما اشتقتم كما اشتقنا

......

الحمدان
07-23-2024, 11:18 PM
هل تعلم أن المتنبي هو القائل :

مصائبُ قومٍ عندَ قومٍ فوائدُ

وهو القائل :
على قدرِ أهلِ العزمِ تأتي العزائمُ

وهو القائل :
وكلُّ الذي فوقَ الترابِ ترابُ

وهو القائل :
ما كلُّ ما يتمناه المرءُ يدركُهُ
تجري الرياحُ بما لا تشتهي السفنُ

وهو القائل :
لا يَسلَمُ الشرفُ الرفيعُ من الأذى
حتى يُراقَ على جوانبِهِ الدَّمُ

وهو القائل :
إذا أنت أكرمتَ الكريمَ ملكْتَهُ
وإن أنت أكرمتَ اللئيمَ تمرَّدا

وهو القائل :
أعزُّ مكانٍ في الدُّنى سـرْجُ سابِحٍ
وخيرُ جليسٍ في الزمانِ كتابُ

وهو القائل :
ذو العقلِ يشقى في النعيـمِ بعقلهِ
وأخو الجهالةِ في الشقاوةِ يَنْعَمُ

وهو القائل :
فلا مجدَ في الدنيا لمن قلَّ مالُهُ
ولا مالَ في الدنيا لمن قلَّ مجدُهُ

وهو القائل :
ومِن العداوةِ ما ينالُكَ نفعُـهُ
ومِن الصداقةِ ما يَضُرُّ ويُؤْلِمُ

وهو القائل :
وإذا أتتك مذمتي من ناقصٍ
فهي الشهادةُ لي بأني فاضلُ

وهو القائل :
وإذا لم يكنْ مِن المـوتِ بـدٌّ
فمن العجزِ أن تكون جبانـا

وهو القائل :
إذا غامرتَ في شرفٍ مرُومٍ
فلا تقنعْ بما دون النجـومِ

فطعمُ الموتِ في أمرٍ حقـيرٍ
كطعمِ الموتِ في أمرٍ عظيمِ

وهو القائل :
أغايةُ الدينِ أن تَحفوا شواربكـم
يا أمةً ضحكت من جهلِها الأممُ

والقائل :
لا بقومي شرفتُ بل شرفوا بي
وبنفسي فخرتُ لا بجدودي

والقائل :
أنا الذي نظـرَ الأعمى إلى أدبي
وأسـمعتْ كلماتي مَن به صممُ

فالخيــلُ والليلُ والبيداءُ تعـرفُني
والحربُ والضربُ والقرطاسُ والقلمُ

والقائل :
ليس التعللُ بالآمالِ من إربي
ولا القناعةُ بالإقلالِ من شيمي

معظم هذه الأشعار سارت مسرى الأمثال على ألسنة الناس

الحمدان
07-23-2024, 11:19 PM
‌‎سؤال لم تجب عنه عيونكْ
يحيِّرُني بلا حدٍّ سكونكْ

لماذا النوم يهجرني طويلا
أقاسيه ولم تعبأ جفونكْ

أنا الأشواقُ تقتلني حنينا
وأنت هدوءُ نفسك لا يخونكْ

متى تحنوعلى من ذاب شوقا
وتسقي أرضه العطشى مزونكْ

وتعلم أنَّ ما في الكونِ قلبٌ
كقلبي في جوانحه يصونكْ



وئام الليثي

الحمدان
07-23-2024, 11:21 PM
‌‎فإن جمال الحياة الرضا
فكن شاكراً حامداً للنعمْ

وإنّ القناعةَ كنزٌ ثمينٌ
وتأتي السعادة بعد الألمْ

وتأتي الظفائر من شدةٍ
وشمس النهار تزيل العتمْ


فيصل الجهني

الحمدان
07-23-2024, 11:21 PM
‏أراكِ وراء ليالي الجفاف
خيالًا يموج بشتَّى الصُّورْ

ففي ناظريكِ أماني الحياة
وفي شفتيكِ ابتسام القدرْ

وألمحُ وجهكِ عبر الفضاء
يضيء بهالاته كالقمرْ


د . غازي القصيبي

الحمدان
07-23-2024, 11:22 PM
كم قد كتمتُ هواكم لا أبوحُ بهِ
والأمرُ يظهرُ والأخبارُ تَنتقِلُ

وبِتُّ أُخفي أنيني والحنينَ بكُم
تَوهّماً أنّ ذاكَ الجُرحَ يندمِلُ

كيفَ السّبيلُ إلى إخفاءِ حبّكُمُ
والقَلبُ مُنقلِبٌ ، والعقلُ مُعتقَلُ



صفي الدين الحلي

الحمدان
07-23-2024, 11:23 PM
‏يقولُ إبليسُ لِي: لا تنتَظرْ فرَجًا
بيضُ الحِكاياتِ وهمٌ، كلُّها سُودُ!

خسِئتَ واللهِ! بعدَ العُسرِ مَيسَرةٌ
وبعدَ كلِّ بلاءٍ مُؤلمٍ عِيدُ

إذا حِبالُ الأمَانِي كلّها قُطِعتْ
وضِقْت عَيشًا فحَبلُ اللهِ مَمدُودُ


حذيفة العرجي

الحمدان
07-23-2024, 11:23 PM
‏هِيَ الدُّنْيَا فَلاَ تَأْسَفْ عَلَيْهَا
وَ إِنْ خَابَتْ ظُنُونُكَ يَا أُخَيَّا

فَلَوْ دَامَتْ لِغَيْرِكَ أَوْ لِغَيْرِي
لَمَا وَصَلَتْ إِلَيْكَ وَ لاَ إِلَيَّا

فَسَلْ تِلْكَ القُبُورَ وَ سَاكِنِيهَا
فَقِيرًا كَانَ أَمْ مَلِكًا ثَرِيَّا


......

الحمدان
07-23-2024, 11:24 PM
‌‎فلا والله ماحاولت عذرا
فكل الناس تعذر ماخلاكا

وما فارقتني طوعًـا ولكن
دهاك من المنية مادهاكا

لقد حكمت بفرقتنا الليالي
ولم يكن عن رضاي ولا رضاكا

فليتك لو بقيت لضعف حالي
وكان الناس كلهم فداكا


.....

الحمدان
07-24-2024, 12:27 AM
أخي، جاوزَ الظَّالمونَ المَدَى
فحقَّ الجهادُ، وحَقَّ الفِدا

أنتركهُمْ يَغْصِبونَ العُروبةَ
مجدَ الأُبوَّةِ والسؤددا؟

وليسوا بِغَيْرِ صليلِ السّيوفِ
يُجيبونَ صوتاً لنا أو صدى

فجرِّدْ حُسامَكَ من غِمْدِهِ
فليسَ لَهُ، بَعْدُ، أن يُغْمدا

أخي، أيُّها العربيُّ الأبيُّ
أرى اليومَ موعدَنَا لا الغَدَا

أخي، أقبلَ الشّرقُ في أُمَّةٍ
تردُّ الضَّلالَ وتُحيي الهُدى

أخي، إنّ في القدسِ أختاً لنا
أعَدَّ لها الذّابحونَ المُدى

صَبَرْنا على غَدْرِهِمْ قادرينَ
وكنّا لَهُمْ قَدَراً مُرصدا

طَلَعْنا عليهمْ طلوعَ المنونِ
فطاروا هَباءً، وصاروا سُدَى

أخي، قُمْ إلى قبلةِ المشرقَيْنِ
لنحمي الكنيسةَ والمسجدا

يسوعُ الشهيدُ على أرضها
يُعانقُ، في جيشهِ، أحمدا

أخي، قُمْ إليها نشقُّ الغمارَ
دماً قانياً ولظًى مُرْعِدا

أخي، ظمئتْ للقتالِ السيوفُ
فأوردْ شَبَاها الدّمَ المُصْعدا

أخي، إن جَرَى في ثراها دمي
وأطبقتُ فوْقَ حصاها اليدا

ونادى الحِمامُ وجُنَّ الحُسامُ
وشبَّ الضّرامُ بها موقدا

ففتِّشْ على مهجةٍ حُرَّةٍ
أبَتْ أن يَمُرَّ عليها العِدا

وَخُذْ رايةَ الحقِّ من قبضةٍ
جلاها الوَغَى، ونماها النَّدى

وَقَبِّل شهيداً على أرضها
دعا باسمها الله واستشهدا

فلسطينُ يفْدي حِماكِ الشّبابُ
وجلَّ الفدائيُّ والمُفتدى

فلسطينُ تحميكِ منا الصُّدورُ
فإمَّا الحياةُ وإمَّا الرَّدى


علي محمود طه
مصر

الحمدان
07-24-2024, 11:09 AM
عَلَىٰ مَاذَا اتَّفَقْنَا يَا فُؤْادِي
إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْك فَمَنْ تُنَادِي

تُنَادِي اللَّه خَلَّاق البَـرايَا
تُنَادِي مَنْ يُنَادِي يَا عِبَادِي

......

الحمدان
07-24-2024, 11:11 AM
ما حيلتي والعينُ أرهقها الهُيام
‏تلوذُ في حضنِ النعاسِ وتنزوي

‏لعلها في النومِ يُسقيها المنَامُ
‏من نبعِ وصلكَ شيئًا حتى تَرتوي

......

الحمدان
07-24-2024, 11:13 AM
أرسل أحمد شوقي سنة 1917 من منفاه في الأندلس أبياتًا إلى صديقه حافظ إبراهيم، تعكس حنينه إلى الوطن. فما كان من حافظ إلا أن أجابه بما يليق بحق الوفاء والصحبة الصادقة:

أحمد شوقي

يا ساكِني مصرَ إنا لا نزالُ على
عهدِ الوفاءِ وإن غبنا مُقيمينا

هلّا بعثتُمْ لنا مِن ماءِ نهرِكُمُ
شيئًا نبُلُّ بهِ أحشاءَ صادينا

كلُّ المناهلِ بعدَ النيلِ آسِنةٌ
ما أبعدَ النيلَ إلّا عن أمانينا


حافظ إبراهيم

عَجِبتُ لِلنيلِ يَدري أَنَّ بُلبُلَهُ
صادٍ وَيَسقي رُبا مِصرٍ وَيَسقينا

واللهِ ما طابَ لِلأَصحابِ مَورِدُهُ
وَلا ارتَضَوا بَعدَكُم مِن عَيشِهِم لينا

لَم تَنأَ عَنهُ وَإِن فارَقتَ شاطِئَهُ
وَقَد نَأَيْنا وَإِن كُنّا مُقيمينا

الحمدان
07-24-2024, 11:14 AM
حكايتي بعضُ خيباتٍ مُمزّقةٍ
رَحَّالةٌ باحِثٌ في العُمرِ عن قِطَعِ

انظُر ترى بسمةً في الثغرِ هادئةً
خبَّأتُ في طَيِّهَا موجًا مِنَ الفَزَعِ

......

الحمدان
07-24-2024, 11:15 AM
انا المُحاطُ بِأَلطافِ الإلهِ فما
‏خَوفي على الروحِ مِن مُستقبلٍ آتِ

‏مُوَشّحٌ بِرداءِ الصّبرِ ممتلئٌ
‏تفاؤلًا رُغمَ ضِيقي وانكساراتي

‏ما عُدتُ أخشى من الأيامِ تكسِرُني
‏سلّمْتُ أَمري لِرحمنِ السماواتِ

‏والخيرُ فيما قضى ربي بحِكمتهِ
‏راضٍ بأقدارهِ في كُلِّ حالاتي

......

الحمدان
07-24-2024, 11:17 AM
وحدَّثْتَني ياسَعْدُ عنها فزدتَني
‏جنونًا.. فزدني من حديثكَ ياسَعْدُ

‏وما زِلتُ في حُبّي ظُلَيمَةَ صادقًا
‏أهيمُ بِها مافوق وَجدي بها وَجدُ

‏هواها هوىً لم يعرف القلبُ غيرَهُ
‏فليسَ لهُ قبلٌ .. وليسَ لهُ بعدُ

......

الحمدان
07-24-2024, 11:18 AM
فَانْظُرْ إِلَى عَقْلِ الفَتَى لا لجِسْمِهِ
فَالْمَرْءُ يَكْبُرُ بِالْفِعَالِ وَيَصْغُرُ

فَلَرُبَّمَا هَزَمَ الْكَتِيبَةَ وَاحِدٌ
وَلَرُبَّمَا جَلَبَ الدَّنيئَةَ مَعْشَر

......

الحمدان
07-24-2024, 11:22 AM
هذهِ الدّنيا إذا قابلتَها
بعبوسٍ أشعلتْ فيكَ الضّررْ

تحرقُ الأحلامَ لاترضى بمنْ
لايرى النّجماتِ إن غابَ القمرْ

......

الحمدان
07-24-2024, 11:52 AM
قد كنتُ أرجوك للبلوى إذا عرضت
فصرتُ أخشاك والأيامَ للغِيَرِ

أخشى وحكميَ أن ارجو ولا عجب
وربَّما يتأذَّى الروضُ بالمَطَرِ


أبزون العماني

الحمدان
07-24-2024, 11:53 AM
أفدي الذي زارني والليلُ معتكرٌ
والأفقُ ممّا اكتسى من عُرفِه عَطِرُ

فلم نَزَل نتجارى في العتاب معاً
أشكو اليه جفاهُ وهو يعتذرُ

حتى إذا ما اعتنقنا واستتبَّ لنا
على ارادتنا عيشٌ له خَطَرُ

ناديتُ ياليل دُم ليلاً بلا سَحَرٍ
فقال ليلك هذا كلَّه سَحَرُ


أبزون العماني

الحمدان
07-24-2024, 11:53 AM
سَكَنٌ ساكنُ سوادَ الفؤادِ
ملَّ قُربي ومال نحو بعادي

قال لم لا تنام قلت لا عرا
ضك وهو الخلافُ للمعتادِ

إنّما اشتهي الكرى لأَرى
طيفَكَ فيه وأنت سَهلُ القيادِ

فإذا لم يَزُر خيالك إلاّ
مُغضباً فالكرى فداء السُّهادِ


أبزون العماني

الحمدان
07-24-2024, 11:54 AM
ليهنِك أنَّ ملككَ في ازديادِ
وانّ عُلاكَ واريةُ الزنادِ

وأنّك مَن اذا وصف المُوالي
مناقِبَهُ أقرَّ به المعادي

حديثُ قِراك مَتَّع كلَّ سَمعٍ
وذكرُ نداك عَطَّر كلَّ نادِ

وينقاد الملوكُ لك اعتقاداً
وما انقادوا لغيرك باعتقاد

ملكتَ رقابهم بأساً وجوداً
فهم مِلكُ السيوف أو الأيادي

إذا استعرضت جيش الرأي ليلاً
جعلتَ عطاءَهُ طول السُّهادِ

إِذا ادَّرعوا الدُّجى والهولُ بادٍ
سروا ونجومُهم غُررُ الجيادِ

فبالسُّمرِ الِّلان إِذا تماروا
ألنتهُمُ وبالبيض الحداد


أبزون العماني

الحمدان
07-24-2024, 11:54 AM
يقولون لي ألفاظُ هجوك عندنا
إلى القَلبِ من ألفاظِ مدحِك أسبَقُ

فقلت لهم كذبٌ مديحيَ فيكُمُ
وهجوي لكم صِدقٌ وللصدقِ رَونَقُ


أبزون العماني

الحمدان
07-24-2024, 11:55 AM
عَصرُ الصِّبا عُد فالهوى
باقٍ وركبُ الشوقُ طارق

ما كنتَ الاّ رَجعَ طَرفٍ
لا بثاً أو لَمحَ بارِق

سَوَّدتَ من عَجَلٍ أما
نينا وَبيَّضتَ المفارق

ومضَيتَ باللذّاتِ مُر
تجلاً وخَلَّفتَ العوائق

ما هكذا كُنّا نظنّ
وأيُّ ظنٍ فيك صادق

فارقتُ أربَعةً لها
يهوى المنيَّة من يُفارق

شرخَ الشبيبة والغنى
وعُمانَ والإلفَ الموافق

هذا على انّي قديماً
كنتُ مفتاح المغالق

وبلغتُ غاياتِ العُلى
سبقاً وصلتُ على البوائق

زَمَنٌ خلا وعيون حُس ّادي
الى نِعَمي روامق

أيّام رَيبُ الدهر عنِّي
ساكتٌ والعيشُ ناطق

يا سادةً نكثوا العهودَ
على النَّوى ونسوا المواثق

الحزنُ معتقلٌ لديّ
ببُعدكم والصَّبرُ آبق

أَنا من بَلَوتُم فِعلَهُ
وخلائقي تلك الخلائق

فكما علمتم في معا
تبة الأَحِبَّة لا أُضايق

حاشاكُمُ أن تذنبوا
الذنبُ للزمن المنافق

ما الغَدرنُ من أخلاقكم
لكن قضاء الله سابق


أبزون العماني

الحمدان
07-24-2024, 11:55 AM
عَسى وعَسى من بعد طولِ التفرُّقِ
على كُلّ ما نرجوا من العَيش نَلتَقي

ولو ظَفِرت عيني بشخصِكَ ساعة
لكنتُ على عيني من العين أتَّقي

فيا ليتَ شعري كيف انت أَشَيِّقٌ
فؤادك كالمعهود أم غير شَيِّقَ

فما روضُ عهدي في ضميري بمجدوبٍ
ولا رَبعُ وُدِّي في فؤادي بمخلقِ

فيا حبّذا عصر الصِّبا
عذارى أمانينا وناهيهِ لو بَقي

زمانٌ نَظَمنا عقد كُلّ تَيَسُّرِ
به وحَلَلنا عَقدَ كل تَعَوُّقِ


أبزون العماني

الحمدان
07-24-2024, 11:56 AM
أفي الركب قَلبي أم ترى سَبَقَ الرَّكبا
فلست أرى ما بين أحشائي القلبا

هوى إثر من يهوى فأودى وإنّما
لسائر أعضائي على إثره العُقبى

وقالوا ادعيتَ الحقَّ غير مُسَهَّدٍ
ولا يستلذُّ النوم من عالج الحُبّا

فقلتُ لهم لو كنتُ اعلم انّني
على يقظتي أو في الكرى لم أكن صَبّا

يذكّرني عهدَ الصِّبا ونسيمَهُ
نسيمُ الصَّبا من نحو نجدٍ إذا هَبّا

وماضي شباب ينثُر الدمع كُلّما
تصوَّرتُه في النفس أو ينظم الكربا


أبزون العماني

الحمدان
07-24-2024, 11:56 AM
وقومٍ أخَلُّوا بالذمام لمن رَعى
لَهُم ونسوا حفظَ المودَّةِ في القُربى

مَحضنا لهم نُصحاً فجاءوا بغَدرَةٍ
وكُنّا لهم سِلماً وكانوا لنا حَربا

ولم نجزهم بالسُّوءِ سُوءاً ولم نَلُم
ولم نُظهرِ الشكوى ولم نُظهر العُتبا

وقُلنا عَسى أن يَنتهوا عن فعالِهم
فيستَوجِبوا منَّا لأن نغفِرَ الذَّنبا

فلمّا أبوا إِلاّ اعتماداً لشرِّهم
وبَغياً جَذَبناهم الى شَرِّنا جَذبا

وقلنا لهم ذُوقوا وبال أموركم
فمن يَسق مُرَّ الماءِ لا يشرب العَذبا


أبزون العماني

الحمدان
07-24-2024, 11:57 AM
لا تحسبُوني ناسياً عَهدكم
نسيانُكُم ضربٌ من السُّخفِ

سيّان أن أفتَر عن ذكركم
أو أعبُد الله على حَرفِ

وكيف أنساكم وفي وَصلكُم
عَيشي وفي هجرانكُم حَتفي

لهفي على عُمرٍ مضى لم يكُن
ذلك في خدمتكم لهفي

هذا ويدنو في غدٍ دارنا
وكُلُّ حزنٍ فالى كَشفِ

رُبَّما يجلو صدا أُنسنا
تشاغلٌ باللهو والقصفِ


أبزون العماني

الحمدان
07-24-2024, 11:57 AM
فإذا أضفتُ الى التنفس عَبرةً
فالجوُّ نارٌ والبسيطة ماءُ

كم أندبُ القُرناء شَجواً والصِّبا
فاتَ الصِّبا وتفرَّقَ القُرناءُ

والجمع مَع فقد الشَّبيبة بيننا
قبل الممات مُرُوَّةٌ عذراءُ


أبزون العماني

الحمدان
07-24-2024, 11:58 AM
كم ترسلون اعنَّة الهجرانِ
فقدُ الحياة وَفقدكُم سيّانِ

فصلوا جناحي بالوصال فَمُنكَرٌ
إِخلالُ أهلِ الفضلِ بالخلاّن

انّي أغارُ عليكم أن تسلكوا
في الودِّ غيرَ طرائق الفتيانِ

وأخافُ مُرَّ عِتابكم ما لم أَخَف
تحت العجاج عواليَ المُرَّانِ

لم أجن فاستعطفتكم لكنَّ بي
شوقاً الى استعطافكم الجاني

وهبوني الجاني ألَستُ شقيقكم
هلاّ غفرتم للشقيق الجاني
غَطُّوا بأذيال التجاوز منكم
صفحات جانٍ للندامة جاني

ولربّما كرهَ العقوبةَ حازمٌ
كيما يفوز بلذَّةِ الغُفران

ما كان أيمن طائري بلقاكُم
ايام عودي أنضر العيدان

لولا الفراق لما فرقت ولو هوى
نجم الهوى أمن الجنون جناني

ببعادكم أبغضت دار كرامتي
وبقربكم أحببتُ دارَ هواني

فاستأنفوا بتعهدي احسانكم
انَّ التعهُّدَ صيقلُ الاحسانِ

وتبيّنوا انّي بليتُ بمعشرٍ
طلبُ التملّس منهم ايلاني كذا

حتى أعود من المسرَّة ناسياً
أن كنت يوماً من بني الأحزان

ويعود بعد اليأس فكري طامعاً
في كُلِّ بكرٍ للمنى وعَوانِ

ويشوقني بعد السلوّ عن الصّبا
حَدَقُ المها وسوالفُ الغزلان

للهِ درُّ المكرميّين الأُلى
خَرَّ الكرامُ لهم على الأذقانِ

الناصحين الملك علماً منهمُ
ان النصيحة حليةُ الإيمان

والسالكين بحُبِّ آل محّمدٍ
سُبُلَ الهدى في السرِّ والاعلان

فمديحهم سَبَبٌ إلى نيل العُلا
وولائهم من الحدثانِ


أبزون العماني

الحمدان
07-24-2024, 11:58 AM
الزَم جفاءك لي ولو فيه الضَّنا
وارفع حديثَ البين عَمّا بيننا

فسمومُ هجرِكَ في هواجرِه والأذى
ونسيمُ وَصلِكَ في أصائِله المُنى

ليسَ التلوُن من امارات الرضا
لكن إذا مَلَّ الحبيبُ تَلَوَّنا

تُبدي الاسادة في التيقُّظِ عامداً
وأراك تُحسِنُ في الكرى أن تُحسِنا

ما لي إذا استعطفتُ رأيك رمتَ لي
عيباً جديداً من هناك ومن هنا

مُثنِ عليك وما استفاد رغيبةً
عجبٌ ومعتذرٌ اليك وماجنا

ما جرَّ هذا الخطب غير تَغَرُّبي
ومن التغرُّب ما أذلّ وأهونا

أزكى بقاع الأرض وهي فسيحةٌ
ما كان سِربُ العيش فيها آمنا

والرزقُ أنواعٌ فما صادفتَهُ
أخَلى من التبعات أحلَى مُجتَنى

والدهرُ لا يفشي غوامضَ سِرِّهِ
إِلاّ الى ذي الفقر من بعد الغنى

أدمِن مُصاحبةَ الرجال فلم يخب
سعي امرىءٍ صحب الرجال فأِّدمَنا

لا تغرّر بالمانعين قلوبَهم
إن سالموا والمانحين الألسنا

الحرُّ أدنى ما يكون اذا نأى
والوغد أنأى ما يكون أذا دنا

وإذا الأماني لم تنلها مُعرِقاً
فاثن العنان وسر تَنَلها مُعمِنا

أوصالَ سلطانُ الحوادث فارمِهِ
بمؤيد السلطان حتى يذعنا

مَلِكٌ مُنى فلك السماء لو انّهن
بجلاله بدل الكواكب زُيِّنا

ألِفَ العُلوَّ فكاد يأبى حُلّةً
إِلا السناء وحِلّة الاّ السَّنا

سائلتُ بعد اللائذين بظلِّه
عَنهُ فقال لي المقال البيِّنا


أبزون العماني

الحمدان
07-24-2024, 11:59 AM
هل في مَودَّةِ ناكثٍ من راغبِ
أم هل على فقدانها من نادبِ

أم هَل يُفيدُكَ أن تُعاتِبَ مُولعاً
بتَتَبُّعِ العثراتِ غير مُراقبِ

جعل اعتراضك للسَّفاهَةِ ديدناً
والذئبُ ديدنهُ اعتراضُ الراكبِ

نفرٌ تُعاقبُهم بعفوكَ عنهمُ
كم بالغٍ بالعَفو فِعلَ مُعاقبِ

ولربَّما صادفتَ أعصَى مُذنبٍ
مُتَبَختِراً في ثوب أطوعِ تائبِ

يُوليك نُصحاً من لسان مُسالمٍ
وًَيُسِرٌّ كيداً في ضمير مُحاربِ

والحزمُ تصديقُ العدوّ المدّعي
وُدّاً وإرضاءُ الصديق العائب

إنَّ الفتوَّةَ علَّمتني شيمةً
تُهدي الضياءَ الى الشهاب الثاقبِ

أرعى ذمامَ موافقي ومخالفي
وأصونُ غيبَ مُعاشِري ومُجانبي

وتعلّلي بحديث أيّامِ الصِّبا
من عُظم لذّاتي وجُلّ أطايبي

ما زال يسلبُ كلَّ من حمل الظُّبا
قلمي وأحداقُ الظِّباءِ سوالبي

فهوى التصرُّفِ والتصرفُ في الهوى
دفنا شبابي في قذالي الشائب

فتظلّمي من ناظرٍ أو ناظرٍ
وتألُّمي من حاجبٍ أو حاجبِ

تالله لم يخطر ببالك أن ترى
ذا الجدِّ يخطر في شمائل لاعبِ

وعزيمةُ البطل المُعانقِ قرنَهُ
تَصدى فيجلُوها عناقُ الكاعبِ

مارَستُ هذا الدهرِ حتّى انَّه
لضرائرٌ أحداثهُ وتجاربي

ووجدتُه كالسيفِ ليس بفارقٍ
بين الأُلى ضربوا بهِ والضاربِ

وقبلتُ عُذرَ بني الزمان لانَّهم
سلكوا طريقَ بني الزمان الذاهبِ

جُبلُوا على رفض الوفاء لغيرهم
وتَمسَّكوا بالغَدرِ ضربةَ لازبِ

ومركّبٌ في طبع كلّ مُكلَّفٍ
حمل الرجاء طلابُ فوقِ الواجب

والرزقُ يطلع من رفاهة قاعدٍ
لطلوعه من سعي آخر طالبِ

وسجيَّةُ الأيّام ستر فضائلي
عن عَينِ رامقِها وبثّ مثالبي

أيّامُ عمري في تلوّن جريها
تحكي الرياح فهل لها من عاتب

الحال تهزل بين جذب شمائلٍ
منها وتَسمَنُ بينَ خضب جنائب

قُسِمَت وتلك غنيمةٌ بحظوظهم
ورموا وراءَهُمُ بحظِّ الغائبِ

لو نلتُ عزَّ متوّجٍ في توّج
لم أخل من دلّ وظنٍ كاذب

ما إن أسأتُ الاختيار وإنَّما
قاد الضّلالُ الى اللئام ركائبي

نَهبوا ولجوّا في اقتضاء مديحهم
وقضيَّةٌ شنعاء مَدحُ الناهب

من دأبهم منع الحقوق فهل لهم
منع اللسان عن الملام الذاهب

الآن ما بيني وبين بصيرتي
رُفع الحجابُ فالنجاح مآربي

أكفى المؤنةَ في مذمَّةِ مانعٍ
نفسي وفي لمنَّةِ واهب

ها انّ أرضَ عمانَ أنفَسُ بقعَةٍ
ومؤيَّدُ السلطان أكرم صاحبِ

ما زال إمّا في صدور مجالسٍ
يبني العُلا وفي قلوب مواكبِ

والى أياديه صرفتُ مطامعي
وعلى مَعاليه وقفتُ مطالبي

أأُعاتبُ الأخوان في استبدادهم
دوني بها فأكون شرّ معاتبِ

لبسوا بخدمتهم لديه مواهباً
لا كالمواهبِ طُرِّزَت بمراتبِ

فاذا آمالهم بصِلاتِه
فصِفِ التقاء أجنَّةٍ بجنائب

قمرّ سرادقُه لِلَحظِك بُرجهُ
يرمي العداء بعزائمٍ ككواكبِ

فَلَهُ المنابرُ والمحاربُ حَبَّذا
من كان رَبَّ مآثرٍ ومَحاربِ

وأهلّه الرايات تطلع تحتها
أبَداً نجومُ أَسِنَّةٍ وقواضبِ

والخيل مازالت تشبّهُ والعدا
بالليل أن طلبتهمُ والهارب

فالأرض تشكو ركضَها من جانبٍ
والجوّ يشكو نقعها من جانبِ

وسرى السرايا تحت كلّ دجُنَّةٍ
كُسِيَ الخيالُ هناك ثوبَ الهائب

من كلّ أروع للحياة مُطَلِّقٍ
تحت العجاج وللحميَّةِ خاطبِ

ما زال يجمعُ بين بأسٍ صادقٍ
يجلى به الجُلّى ورأيٍ صائبِ

والمشرفيّاتُ التي بشفارها
هلكت ملوكُ أعاجمٍ وأعارب

طُبعَت شُموساً فَهيَ في أغمادها
والهام بين مشارقٍ ومغاربِ

تنقادُ أبكار البلاد لحدِّها
بعد النشوز وبعد منع الجانب

ومناقبٌ ودَّت مَصابيحُ الدُّجى
حَسَداً لها لو لُقِّبَت بمناقبِ

وغرائب الكَرَم التي إن فتشت
في آل مُكرم فَهيِ غيرُ غرائب

والملك يشهد انّهم بولائهم
يكفون شرَّ الخالع المتشاغب

أنصارُهُ في كُلّ خطبٍ فادحٍ
وحُماتُه في كُلّ أمرٍ حازبِ

هذا العُلى حقاً فهل من شاعرٍ
يصف العُلى وصفي لها أم كاتب


أبزون العماني
العصر العباسي

الحمدان
07-24-2024, 02:05 PM
محرمة أَكفال خَيلي عَلى القَنا
وَدامية لباتها وَنُحورَها

حَرام عَلى أَرماحِنا طَعن مُدبِر
وَتُندق مِنها في الصُدور صدورها


ابن طباطبا العلوي

الحمدان
07-24-2024, 02:05 PM
خَليلي إِني لِلثُريا لحاسد
وَإِني عَلى رَيب الزَمان لَواجد

أَيَبقى جَميعاً شَملها وَهِيَ سَبعة
وَأَفقَد مَن أَحببتُهُ وَهُوَ واحد


ابن طباطبا العلوي

الحمدان
07-24-2024, 02:06 PM
يا حُسنَ هَذا السَطح مِن مُتنّزه
لِلعَين ما تَلتذ فيهِ وَتَشتَهي

مِن خُضرة نَضرت وَماء سائح
وَمدامة حضرت وَبَهجة أَوجه

وَعِصابة أُدباء كُل شاعر
وَالظَرف في الدُنيا إَلَيهُم يَنتَهي

تَهمي عُقود الشعر بَينَ عُقولَهُم
كَتَناثُر المُرجان مِن عَقد بَهي

يا فَرحة لَو كُنتُ بَينَ القَوم يا
مَن لا يَطيب لَنا المَقام سِوى بِهِ

فَهلمَّ نَجمَع شَملَنا وَنَظامَنا
يا زيننا وَأَمام كُل مُفَّوهِ

وَمَتى تَجب فَكَأَننا في رَوضَةٍ
وَمَتى تَغب فَكَأننا في مَهمَهِ


ابن طباطبا العلوي

الحمدان
07-24-2024, 02:07 PM
وَرُقعة كُنا رَفَعناها
نَشَرتها لَما طَويناها

طَمَعت يا أَحمَق في قَمرها
لَو أَمكَن القَمر قَمرناها

فإِن أَقاموها فَما ذَنبنا
كُنا عَلى ذاكَ نَفضناها

وَاللَهُ لَو أَحضَرتُها زيريا
ما ميز الفرزان وَالشاها


ابن طباطبا العلوي

الحمدان
07-24-2024, 02:07 PM
اللَهُ يَعلَم ما أَتيت خَنىً
إَن لامَني العَذال أَو سفهوا

ماذا يَعيب الناس مَن رَجُلٍ
خَلَص العَفاف مِن الأَنام لَهُ

يَقَظاتُهُ وَمَنامه شَرَع
كُل بِكُل مِنهُ مُشتَبه

إِن هَمَّ في حُلم بِفاحشة
زجرته عفتُهُ فَيَنتَبِهُ


ابن طباطبا العلوي

الحمدان
07-24-2024, 02:08 PM
أَبو سُلَيمان داود بن بنكلة
قَد فاقَ في الحَجم حَذقاً كُلَّ حجام

وَزانَ ذاكَ بِصَوت لا يُجاوزه
إِلى الفُضول سِوى نَطق بِابهام

لُطفاً وَرفقاً وَحَذقاً في صِناعتِهِ
وَخفة لَم تَشن مِنهُ بِإِبرام

لَولا مَواقع مَوساه وَمشرطه
لخلتني مِنهُ في أَضغاث أَحلام


ابن طباطبا العلوي

الحمدان
07-24-2024, 02:09 PM
يا سَيِداً قَد حَكى تثبتُه
كيوان وَالبَأس مِنهُ بَهراما

وَالشَمس وَالبَدر وَجهه
وَحكاه المُشتَري قائِماً صواما

فَما يُساميه في العُلى أَحَد
وَهُوَ يُسامي النُجوم إِن ساما

لا زلت لي موئلا أردُّ بِهِ
عَني صُروف الزَمان إِن ضاما

أَلقاه في كُلِ حاجة عَرَضت
سَمحاً مُريع الجَناب منعاما


ابن طباطبا العلوي

الحمدان
07-24-2024, 02:09 PM
بانوا وَأَبقوا في حشاي لبينهم
وَجداً إِذا ظعن الخَليط أَقاما

لِلّهِ أَيام السُرور كَأَنَّها
كانَت لِسُرعة مرها أَحلاما

لَو دامَ عَيش قبلها لأَخي الهَوى
لَأَقامَ لي ذاكَ السُرور وَداما

يا عَيشَنا المَفقود خُذ مِن عُمرِنا
عاماً وردَّ مِن الصِبا أَياما


ابن طباطبا العلوي

الحمدان
07-24-2024, 02:10 PM
أَو ما تَرى الأَيّام كَيفَ تَبَرَجت
وَرَبيعُها وَآل عَلَيها قيّم

لَبست بِهِ الأَرض الجَمال فَحُسنَها
مُتَأزر بِبُروده مُتعَمم

انظر إِلى زَهر الرِياض كَأَنَّهُ
وَشيٌ تَنشُره الأَكف منمنم

وَالنُور يَهوى كَالعُقود تَبَدَدت
وَالوَرد يَخجَل وَالأَقاحي تبسم

وَالطل ينظم فَوقَهنَّ لَألِئاً
قَد زانَ مِنهُنَّ الفَرادى التَوأم

وَيَكاد يَذرى الدَمع نَرجِسُها إِذا
أَضحى وَيَقطر مِن شَقائِقِها الدَم

أَرض تُناجيها السَماء إِذا دَجا
لَيل وَلاحَت في دُجاها الأَنجُم

وَلِخُضرة الجَو إِخضِرار رِياضها
وَلِزَهره زَهر وَنور ينجم

وَكَما يَشق سَنا المَجَرة جوه
وادٍ يَشق الأَرض طامَ منعم

لَم يَبقَ إِلا البَدر إِذ تاهَت بِهِ
وَحيا يَجود بِهِ مكب مُرهم


ابن طباطبا العلوي

الحمدان
07-24-2024, 02:10 PM
يا مَن دَعاني أَطالَ اللَهُ عُمرَك لي
وَلا عدمتك من داع وَمُحتَفل

ما أَنس لا أَنسَ حَتّى الحَشر مائِدَة
ظلنا لَديك بِها في أَشغَل الشُغل

إِذ أَقبَل الجدي مَكشوفاً تَرائِبه
كَأَنُّهُ متمط دائم الكَسَل

قَد مَدَّ كِلتا يَديِهِ لي فَذَكَرَني
بَيتاً تمثله مِن أَحسَنِ المثل

كَأَنَّهُ عاشق قَد مَدَّ بسطته
يَوم الفُراق إِلى تَوديع مُرتَحل

وَقَد تَرَدى بِأَطمار الرقاق لَنا
مُل الفَقير إِذا ما راحَ في سَمِل

فَلَيتَ شعري ماذا كانَ أَنحله
فَصارَ إِيمانَهُ قَولاً بِلا عَمَل

مَدَدت كَفي فَلَم تَرجَع بِفائِدَة
كَأَنَّما وَقَعت مِنهُ عَلى طَلل


ابن طباطبا العلوي

الحمدان
07-24-2024, 02:11 PM
يا جَواداً يُمسي وَيُصبح فينا
واحِداً في النَدى بِغَير شَريك

أَنتَ من أَسمَح الأَنام بِشعر الناس
ماذا اللجاج في شعر ديك

يا حَليف السَماح لَو أَن ديك
ال جن مِن نسل ديك عَرش المَليك

لَم يَكُن فيهِ طائل بَعدَ أَن
يَدخله الذكر في عِداد الدُيوك


ابن طباطبا العلوي

الحمدان
07-24-2024, 02:11 PM
أَغرُّ تَغذو الغداة مِنهُ عَلى
أَغر قَد زادَ حُسنَهُ نزقه

أَدهم تَعشي العُيون غرّتُه
تَحسَبُ لَيلاً وَوَجهَهُ شفقُهُ

طالَت ثَلاث مِنهُ كَما
قصرت مِنهُ ثلاث وَزانَهُ شَدَقُهَ

ذو شَيبةٍ أَشبَعَت لَهُ حلكا
وَحافِرٍ ظَلَ مُشبَعاً زرقه

تَمت مَقاديمه وَقَد سَتَرَت
فارمه مُقبِلاً بِهِ عُنقَهُ

إِذا سَما طَرفُهُ إِلى أَمَد
قَرَّبَ الشَدَ مِنهُ مسحِقُه

كَأَنَّهُ الريح حينَ تُرسِلُه
أَو لَمع بَرق إِذا بَدا طلقُهُ

لَو أَنَّ يَوم الرِهان سابقه
داحِسُهُ جاءَ مُحرِزا سَبَقُه

يَنسابُ كَالأَين تَحتَ راكبه
وَتارَةً يَستَطيره عَنَقُه

تَخالَهُ السَهم عِندَ حربَتِهِ
يَسبق لَحظَ العُيون ممترقُهُ

تَطيب أَعراقه لَدى نَسب
الخَيل وَفي الجَري طيبَ عرقُهُ

رَحيب مَجرى الحُزام مجفره
أَجَش صَوتَ الصَهيل صَهصلقُه


ابن طباطبا العلوي

الحمدان
07-24-2024, 02:12 PM
وَبُتُّ أُراعي كَوكَباً بَعدَ كَوكَب
أَوان أَفول حائن وَطُلوع

إِذا سِرنَ سَيراً وَحداً خَلف بَعضِها
إِلى بَعضِها مَشدودة بِنسوع

كَأَنَّ موشي الجَوِّ عِندَ اِكتِمالِها
جُلود أَفاع أَو نَسيج دُروع

كَأَنَّ اِكتِتام المُشتَري في سَحابَةٍ
وَديعَةً سرٍ في ضَمير مُذيع

كَأَنَّ سُهَيلاً وَالنُجوم أَمامَهُ
يُعارِضها راعٍ وَراءَ قَطيع

إِذا قامَ مِن مَرماتِهِ قُلت راهب
أَطالَ اِنتِصاباً بَعد طُلوع رُكوع

وَقَد لاحَت الشعرى العَبور كَأَنَّها
تَقلب طَرف بِالدُموع هموع

وَأَصبَحَت الجَوزاء في أُفق غَربِها
تَميل كَنشوان هُناك صَريع

وَراحَت تَمُدُّ الباع حَتّى كَأَنَّما
يُقال لَها قيسي السَماء وَبوعي

إِلى أَن أَجابَ اللَيل داعي صُبحِهِ
وَكانَ يُنادي مِنهُ غَير سَميع


ابن طباطبا العلوي

الحمدان
07-24-2024, 02:13 PM
أَرقى لِبَرق لائح في جوِّهِ
لألاؤه كمهندات تَلمَع

وَاللَيل قَد حَجَب الصَباح كَأَنَّهُ
مُتَرهِّبٌ بِمسوحه مُتَدَرع

وَتَرى الثُرَيا مثل كَفّ خَريدة
تومي بِها أَو عَقرَب تَتَسمع

وَكَأَنَّ ثَوب الجَو صَرح لائح
وَنُجومِهِ دُرٌّ عَلَيهِ تَرصع

أَو كَالدَراهم فَوقَ أَرض بَنَفسج
أَو نَرجس مِن سَوسَنٍ يَتَطَلع


ابن طباطبا العلوي

الحمدان
07-24-2024, 02:13 PM
وَتَنوفَةٍ مَد الضَمير قَطَعتها
وَاللَيل فَوقَ آكامها يَتَرَبع

لَيل يَمُدُّ دُجاه دونَ صَباحه
آمال ذي الحرص الَّذي لا يَقنَع

باتَت كَواكبه تَحوط بَقاءه
في كُلِ أُفق مِنهُ نجم يَلمَع

زَهرٌ يُثير عَلى الصَباح طَلائِعاً
حَولَ السَماء فَهُنَّ حَسرى ضلع

مُتَيَقِظات في المَسير كَأَنَّها
باتَت تُناجي بِالَّذي يَتَوَقع

وَالصُبح يَرقب مِن دُجاه غُرة
مُتَضائل مِن سحقه يَتَطَلَع

مُتَنَفِّساً فيهِ جِناناً واهِنا
في كُل لَحظة ساعة يَتَشَجَع

حَتّى اِنزَوى اللَيل البَهيم لِضوئِهِ
وَقد اِستَجابَ ظَلامه يَتَقَشَع

وَبَدَت كَواكبه حَيارى فيهِ لا
تَدري بِوَشك زيالها ما تَصنَع

مُتهادِلات النور في آفاقِها
مُستَعبِرات في الدُجى تَستَرجع

وَكَواكب الجَوزاء تَبسط باعَها
لِتُعانق الظَلماء وَهِيَ تَودع

وَكَأَنَّها في الجَو نَعش أَخي بِلى
يَبكي وَيوقف تارة وَيَشيع

وَكَأَنَّما الشعرى العبور وَراءَها
ثَكلى لَها دَمعٌ غَزير يهمع

وَبَنات نَعشٍ قَد بَرَزنَ حَواسِراً
قَدامها أَخواتهنّ الأَربع

عَبرى هَتَكنَ قِناعهن عَلى الدُجى
جَزَعاً وَآلت بَعدُ لا تَتَقنع

وَكانَ أفقاً مِن تَلألئ نَجمِهِ
عِندَ اِفتِقاد اللَيل عَينٌ تَدمَع

وَالفَجر في صَفوِ الهَواء مَورد
مَل المدامة في الزُجاج تَشَعشَع

يا لَيل ما لَكَ لا تَغيب كَواكِباً
زَفراتها وَجداً عَلَيكَ تَقطع

لَو أَنَّ لي بِضياء صُبحك طاقة
يا لَيل كُنتُ أَوده لا يَسطَع

حَذراً عَلَيك وَلَو قَدرت بِحيلَتي
جرعته الغصص الَّتي تَتَجَرع

يا صُبح هاكَ شَبيبتي فافتك بِها
وَدَع الدُجى بِسوادِهِ يَتَمَتع

أَفقدتَني أُنسي بِأَنجُمِها الَّتي
أَصبَحَت مِن فَقدي لَها أَتَوجَع


ابن طباطبا العلوي

الحمدان
07-24-2024, 02:14 PM
شَيئآن قَد حارَ الوَرى فيهُما
بِاَصبَهان الفيل وَالقاضي

لَيسَ يُرى هَذا وَلا ذا فَكَم
مِن ساخط مِنا وَمِن راضي

الفيل يُرشى عِندَ سنديه
فَأَين سنديّكِ يا قاضي


ابن طباطبا العلوي

الحمدان
07-24-2024, 02:14 PM
أَرَقت مُقلَتي لِحُب عَروس
طفلةٍ في الملاح غَيرَ شَموس

فَتَنتي بِظُلمَةٍ وَضِياءٍ
إِذ بَدَت لي كَالعاج في الآبنوس

تَتَلَقى الظَلام مِن مُقلَتيها
بِشُعاع يَحكي شُعاع الشَموس

ذات دلٍّ قَصيرة كُلَما قا
مَت تَهادَت طَويلة في الجُلوس

لَم تَزَل تَسبغ الوضوء وَتَنفي
كُلُ عُضوٍ لَها مِن التَنجيس

دَأبَها ساعة الطَهارة دَفن العَنبر
الرَطب في الحُنوط اليَبيس


ابن طباطبا العلوي

الحمدان
07-24-2024, 02:15 PM
مخدّرة مَكنونة قَد تَكَشَفَت
كَراهِبَة بَينَ الحِسان الأَوانس

وَأَترابها يلبَسنَ بيض غَلائل
هِيَ العُرى مَقرور بِها كُل لابس

مُشَعشعة مرهاء ما خلت إِنَّني
أَرى مثلها عَذراء في زيِّ عانس


ابن طباطبا العلوي

الحمدان
07-24-2024, 02:16 PM
وعود يَهيج الشَجو طيب رنينه
فَصيح بِما اِستنطقتهُ وَهُوَ أَخرَسُ

لِزير ثَلاث بَينَهن تفاضح
وَللبّمَ فيما بَينَهن تَعطرسُ

إِذا أَوحَت اليُسرى إِلَيها وَوَسوسَت
انلت لَها اليُمنى بِما ذا تَوَسوسُ


ابن طباطبا العلوي

الحمدان
07-24-2024, 02:16 PM
وَقَد كانَ ذو القرنين يَبني مَدينة
فَأَصبَح ذا القرنان يَهدم سورَها

عَلى أَنَّهُ لَو حَكَ في صَحن داره
بِقرن لَهُ سيناء زَعزع طورها


ابن طباطبا العلوي

الحمدان
07-24-2024, 02:17 PM
إِذا ما الثُريا وَالهِلال جلتهما
لي الشَمس إِذ وَدَعَت كُرهاً نَهارها

كَأَسماءَ إِذ زارَت عَشاءاً وَغادَرَت
لَدَينا دَلالاً قُرطَها وَسِوارَها

وَمُنقَلب الجَوزاء يَحكي وِشاحَها
لآلئ فيها لا تَخاف اِنتِثارَها

وَأُنسيَ بِالشعري العُبور كَدَمعة
بِعَين مُحبٍّ لا يُحبُ اِنحِدارَها

وَرعيي سُهيلاً مِثل نار برَبوَةٍ
يُحَرك مِنها الموقِدات اِستعارها

وَنَهج اِبيضاض لِلمَجرة لاحب
إِذا شَقَ مِن رَوض النَبات اِستتارها


ابن طباطبا العلوي

الحمدان
07-24-2024, 02:17 PM
جاءَتكَ اِبهامي وَسبابتي
تَشكُر ما أَوليتهُ خُنصري

فَالتَقتا في قلم ناطق
يُفصِح عَن شَكرهما المضمر

أَعانتا اِختهما بِالَّتي
سَطَرَتا لِلمَدح مِن أَسطُر

جَزاء ما أَوليتَها بِالَّذي
قَد زانَها مِن رائق الجَوهر

أَلبَستَها فُصَّ عَقيق غَدا
يَزهى عَلى ياقوتَها الأَحمَر


ابن طباطبا العلوي

الحمدان
07-24-2024, 02:18 PM
لا تَعجَبوا مِن بَلى غِلالته
قَد زرّ كِتانها عَلى القَمر

يا مَن حَكى الماء فَرط رقته
وَقَلبه في قَساوة الحَجَر

يا قَمَراً ثَوبَهُ وَرامقه
مِنهُ حذار البَلى عَلى خَطَر

يا لَيتَ حَظي كَحَظ ثَوبك مِن
جسمك يا واحِداً مِنَ البَشَر


ابن طباطبا العلوي

الحمدان
07-24-2024, 02:18 PM
تبلج بِروح اليَأس أَو روحة الغِنى
أَو الصدق لي في الوَعد أَو طَلَب العُذر

فَما لي تُقى يَحيى وَلا حلم يوسف
وَلا صَبر أَيوب وَلا مُدةَ الخَضرِ


ابن طباطبا العلوي

الحمدان
07-24-2024, 02:19 PM
أَقول وَقَد أَوقَظت مِن سنة الكَرى
بِعَذل يُحاكي لَذعِهِ لَذعة الفَجر

دَعوني وَلَيل اللَهو في لَيلة المُنى
وَلا توقِظوني بِالمَلام وَبِالزَجر

وَقالوا لي اِستَيقظ فَصُبحك لائح
فَقُلت لَهُم طيب الكَرى ساعةَ الفَجر


ابن طباطبا العلوي

الحمدان
07-24-2024, 02:19 PM
صدف شق عَن لآلئ دُرٍّ
أَم كتاب قَد فَضَ عَن نَظم شعر

وَقوافٍ مقومات لَدى
الأَبيات مَوزونَةٍ بِقسطاس فِكر

وَعَذارى برَزن لي في حِدادٍ
أَم سُطور زَهَت بِنَظم وَنَثر

لا وانسي وَفَرحَتي بِكِتاب
أَنا مِنهُ في أُنسِ أَضحى وَفِطر

ما دَدا لَيل وَحشَتي قَط إِلّا
كُنتُ لي فيهِ طالِعاً مثل بَدر

بِحَديث يَقيم لِلأُنس شَوقاً
وَاِبتِسام يَكف لَوعَةَ صَدري

لا تُؤخر عَني الجَواب فَيَومي
مِثل دَهرٍ وَساعَتي مِثلَ شَهر

بِأَبي لَو قَدرت مِن فَرط شَوقي
كُنتُ طَيَّ الكِتاب أَول سَطر


ابن طباطبا العلوي

الحمدان
07-24-2024, 02:20 PM
دَع حُب أَول مِن كَلَفت بِحُبه
ما الحُب إِلّا لِلحَبيب الآخر

ما قَد تَوَلى لا اِرتِجاع لِطيبه
هَل غائب اللذات مثل الحاضر

إِن المَشيب وَقَد وَفى بِمَقامِهِ
أَوفى لَدَيَّ مِن الشَباب الغادر

دُنياكَ يَومك دونَ امسك فَاعتبر
ما السالف المَفقود مِثل الغابر


ابن طباطبا العلوي

الحمدان
07-24-2024, 02:20 PM
يا مَن يُسرّ لِيَ العَداوة أَبدها
وَاعمد بِجهدك يا مُنافق أَو ذر

لِلّه عِندي عادة مَشكورة
في مَن يُعاديني فَلا تَتَحير

أَنا واثق بِدُعاء جَدي المُصطَفى
لِأَبي غداة غَدير خُمٍّ فَاِحذر

وَاللَه أَسعدنا بارث دُعائه
في مَن يُعادي أَو يَوالي فَاِصبر


ابن طباطبا العلوي

الحمدان
07-24-2024, 02:21 PM
كَأَنَّ سَنا خَط المَجَرة بِينَها
تَرقرق ماءٍ بَينَ نُواره جار

كَأَنَّ يَد الجَوزاء مِن لَمع برقها
تَهز صَفيحاً أَو تشب سَنا نار


ابن طباطبا العلوي

الحمدان
07-24-2024, 02:21 PM
كَأَنَّ السَماء اِستَكست الأَرض حلة
منمنمة حيكَت عَلَيها بِمقدار

كَأَنَّ اِخضِرار الجَو تَحتَ نُجومَها
اِخضِرار رياض نشرت بَينَ أَنوار

كَأَن نُجوماً سائِراتٍ نَهارَها
وَوافَت عَشاءً وَهِيَ انضاء أَسفار

مُرَصَعة بِالدُر مِن كُلِ جانب
يَزر عَلَيها في الهَواء بِاِزرار


ابن طباطبا العلوي

الحمدان
07-24-2024, 02:22 PM
قُل لِمَن أَصبَحَت لَهُ الشَمس غَيري
فَهِيَ مِما تسام في الجَو حيرى

بِأَبي زدت حينَ سافَرت حسنا
لَو نسم وَجهك الغَزالة ضيرا

كَازدياد الهِلال مِن نورِهِ في
أَول الشَهر كَما اِزدادَ سيرا


ابن طباطبا العلوي

الحمدان
07-24-2024, 02:22 PM
هَل أَنتَ عَلى باقي جَناح كسرته
وَريش الذنابي مُستَقل فَطاير

وَكَيف يَطير الصَقر أَودى جَناحه
كَسيراً وَغالَت دابريه المَقادر

لَقَد كُنتُ مِما أَحداث الدَهر آمِنا
أَلا لَيتَني ضُمَّت عَليَّ المَقابر


ابن طباطبا العلوي

الحمدان
07-24-2024, 02:23 PM
لِلّه أِخوان أَفادوا مَفخَراً
فَبِوَصلِهم وَوَفائِهم أَتكثر

هُم ناطِقون بِغَير أَلسِنة تُرى
هُم فاحِصون عَن السَرائر تُضمر

أَن أَبغِ مِن عرب وَمِن عَجَم مَعاً
علماً مَضى فيهِ الدَفاتر تخبر

حَتّى كَأَنّي شاهد لِزَمانِها
وَلَقَد مَضَت مِن دون ذَلِكَ أَعصر

خَطباء أَن أَبغ الخَطابة يَرتَقوا
كَفي ف كَفي لِلدَفاتر منبر

كَم قَد بَلَوت بِهِ الرِجالَ وَإِنَّما
عَقل الفَتى بِكِتاب علم يُسبَر

كَم قَد هَزمت بِهِ جَليساً مُبرَما
لا يَستَطيع لَهُ الهَزيمة عَسكَر


ابن طباطبا العلوي

الحمدان
07-24-2024, 02:24 PM
وَلَهُ حُسام باتر في كَفِهِ
يَمضي لِنَقض الأَمر أَو تَوكيده

وَمُتَرجم عَما يَجن ضَميره
يَجري بِحكمته لَدى تَسويدهِ

قلم يَدور بِكَفه فَكَأَنَّهُ
فلك يَدور بِنحسِهِ وَسُعوده


ابن طباطبا العلوي

الحمدان
07-24-2024, 02:24 PM
يا رستمي استعمل الجِدا
وَكِدّنا في حَظِنا كَدّا

فَإِنَّك المَأمول وَالمُرتَجى
تَهوِّن الخَطب إِذا اِشتَدا

أَحكمت مَن ذا السور ما لَم تَجد
وَاللَه مِن أَحكامِهِ بُدّا

فَخلفه نَسلٌ كَثير لِمَن
أَصفَت لِآذريونها السودّا

وَهُم كياجوج وَماجوج
إِن عدَدَتهم لَم تُحصِهم عَدّا

وَأَنتَ ذو القرنين في عَصرِنا
جَعَلتهُ ما بَينَهُم سَدّا


ابن طباطبا العلوي

الحمدان
07-24-2024, 02:25 PM
سَأَغدو مِنهُ مَحمولاً
عَلى أَدهَم هِملاج

بِلَون آبنوسيٍّ
وَوَجه كسنا العاج

وَثيق خَلقه لَم يُؤت
مِن طَيٍّ وَاِدماج

قَصير الظَهر مَحبوك
عَظيم الرَدف رَجراج

كَمَنشور الميادين
بِهِ سُرعة إِدراج

وَيَسبي السَمعَ مِنهُ عِندَ
اِلجامٍ وَاِسراج

صَهيلٍ في لجام
علكه اِيقاع صناج

لَهُ مِنهُ عَلى إِيقاعِهِ
أَلحانُ اِهزاج

عَلَيهِ أَبَداً مِن صبغه
سربال ديباج

أَزح عَنّي بِهِ الهَمَّ
وَلا تولع بِاِحراجي

فَلَم اِقتضك المَركب
إِلا بَعدَ اِحراج


ابن طباطبا العلوي

الحمدان
07-24-2024, 02:25 PM
وَرَبَّ لَيلٍ باتَت عَساكِرُهُ
تَحملُ في الجَو سود راياتِ

لامِعَةً فَوقَها أَسِنَتَها
مثل الأَزاهير وَسطَ رَوضات

تَرى سَهيلا أَمامَها كلفا
تَخالَهُ إِذ بَدا لِميقات

ترس مَليح أَخي مثاقفة
يَديره في الدُجى إِدارات

يَرفَعَهُ تَارة وَيخفضه
دونَ مَجاري النُجوم تارات


ابن طباطبا العلوي

الحمدان
07-24-2024, 02:26 PM
يا سَيداً دانَت لَهُ السادات
وَتَتابَعَت في فعلِهِ الفعلات

وَتَواصَلَت نَعماؤهُ عِندي فلي
مِنهُ هبات خلفهنّ هَبات

نِعَم ثَنَت عَني الزَمان وَخَطبه
مِن بَعد ما هيبت لَهُ غَدوات

فادلت مِن زَمَنٍ منيت بغشمه
أَيامَ لِلأَيام بي سَطوات

فلميت آمالي لَدَيهِ حَياتِهِ
وَلِحاسِدي نعمى يَديهِ مَمات

أَولَيتَني مِنَناً تجلُّ وَتَعتَلي
عَن أَن يَحيط بِوصفهِنّ صِفات

فَإِذا نثثن بِمَنطق مِن مادح
فَالمَدح مني وَالثَناء صُمات

عَجنا عَن المِدَح الَّتي اِستحقَقتها
وَاللَهُ يَعلم ما تَعي النيات

يا ماجِداً فعل المحامد دينه
وَسَماحه صَوم لَهُ وَصَلاة

فَيبيتُ يَشفَع راجِياً بِتَطوع
مِنهُ وَقَد غَشى العُيونَ سُباتُ

فَالجودُ مِثل قِيامه وَسُجوده
إِن قَيس وَالتَسبيح مِنهُ عِداة

ما زالَ يَلفى جائِداً أَو واعِداً
وَعداً تَضايق دونَهُ الأَوقات

لِيَمينه بِالنَجح عِندَ عفاته
في لَيل ظَنَهُم البَهيم ثَبات

ذو همَةٍ عُلوية تُوفي عَلى
الجَوزاء تُسقط دونَها الهمّات

تَنأى عَن الأَوهام إِلّا إِنَّها
تَدنو إِذا نيطَت بِها الحاجات

وَعَزيمة مثل الحسام مَصونة
عَن أَن يُفل بِهِ الزَمان شباةُ

فَإِذا دَهى خَطب مُهم أَيد
خَلى العداة وَجَمعَهُم أَشتات

لِأَبي الحُسين سَماحة لَو أَنَّها
لِلغَيث لَم تَجدب عَلَيهِ فلاة

وَلَهُ مَساع في العُلى عَدَد الحَصى
في طَيءٍ مِن جلها مَسعاة

كَحيا السَحاب عَلى البِقاع سِماته
وَلَهُ عَلى عافي نَداه سِمات

يُحيي بِنائله نُفوساً مثلَما
يَحيا بِجود الهاطِلات نَبات

شادَ العَلاءَ أَبو الحُسين وَحازَهُ
عَن سادَة هُم شائِدون بُناة

سبّاق غايات تَقطَع دونَها
سِباقُها إِن مدت الحَلبات

فَإِذا سَعوا نَحوَ العُلى وَسَعى لَها
مُتَمَهِّلاً خَيَرَت لَهُ القَصَبات

مُستَوفز عِندَ السَماح وَإِن تَقس
أَحَداً بِهِ في الحلم قُلت حَصاة

طَود يَلوذ بِهِ الزَمان وَعِندَهُ
لَجَميع أَحداث الزَمان أَداة

بِيَمينه قَلَم إِذا ما هَزَّه
في أَوجِهِ الأَيام قُلت قَناة

في سَنَّه بَأس السنان وَهيبة
السَيف الحسام وَقَد حَوَتهُ دَواة

سُحبان عَيّا وَهُوَ عِيّاً باقل
عجل إِلى النَجوى وَفيهِ أَناة

وَسِنان إِلّا إِنَّهُ متنبهٌ
يَقظان مِنهُ الزَهو وَالأَخبات

لَم يَخطُ في ظُلمات لَيل مِدادِهِ
إِلا اِنجَلَت عَنّا بِهِ الظُلُمات

وَأَبو عَلي أَحمَد بِن مُحَمَد
قَد نَمَقَت عَني لَدَيهِ هنات

فَتَقاعَسَت دوني عَوائد فَضلِهِ
وَسَعَت سُعاة بَينِنا وَعِداة

فَافتله عَن طول العُقوق وَهَزَه
فَلَهُ لَدى فعل العُلى هِزات

وَاللَهُ ما شَأني المَديحَ وَبَذلِهِ
لِمُؤمِّل لِيَمينِهِ نَفحات

إِلا مُجازاة لِمَن أَضحَت لَهُ
عِندي يَدٌ أُغذى بِها وَأَقات

وَالمَسمعي لَهُ لَديّ صَنائع
أَيامُهنَّ لطيِّها ساعات

فَأَخالها عَهد الشَباب وَحُسنه
إِذ طابَ لي في ظِلِها اللذات

خُذها الغَداة أَبا الحُسين قَصيدة
ضيمت بِها الراءات وَالكافات

غَيَبنَ عَنها خِتلة أَخواتِها
عِندَ النَشيد فَما لَها أَخوات

وَلَو اِنَهُنَّ شَهِدنَ لاز
دَوَجَت لَها الغينات وَالأَلفات

فَاِسعَد أَبا عَبدالاله بِها إِذا
شقيت بِلَثغة مُنشد أَبيات

نَقَصَت فَتَمَت في السَماع وَالغيت
مِنها الَّتي هِيَ بَينَها آفات

صفيتها مَثل المَدام لَهُ فما
فيها لَدى حُسنِ السَماع قذاة

مَعشوقة تَسبي العُقول بِحُسنِها
ياقوتة في اللين وَهِيَ صَفاة

عَلوية حَسَنية مَزهوة
تَزهى بِحُسن نَشيدِها اللَهوات

ميزانها عِندَ الخَليل معدل
متفاعلن متفاعلن فِعلات

لَو واصل بن عَطاء الباني لَها
تُلِيَت توهم انها آيات

لَولا اِجتِنابي أَن يُملَّ سَماعها
لَأطلتُها ما خَطَت التاءات


ابن طباطبا العلوي

الحمدان
07-24-2024, 02:26 PM
يا مَنَ رَأى القُبة الَّتي اِجتَمَعَت
مَناقب الخُلد في مَناقِبِها

كَأَنَّها جَنَةٌ مُزَخرَفَةٌ
وَيَقصر الوَهم عَن عَجائِبِها

دانَت لَها الجِنُّ عِندَ رُؤيَتِها
لِلأنس إِذ نَحنُ في غَرائِبِها

في سماها ديمة تَسحُّ بِلا
سَحابة انشئت لِساكبها

تَهمي لَنا وَالسَماء مصحية
لا يُرتَجى الدُر مِن سحائِبها

فيها نقوش يَحكي منمنمها
منمنم الرَوض في جَوانِبِها


ابن طباطبا العلوي

الحمدان
07-24-2024, 02:27 PM
رب لَيلٍ كَأَنَّهُ عَقب البَغي
طَويل المَدى مِن التَعقيب

لاحَت الزاهِرات فيهِ كَزَهرٍ
تَتَلألأ غُب السَحاب السَكوب

أَو كَزُرق الرِماح في النَقع تَبدو
أَن كَبيض القَطا بِرَوضٍ قَشيب

وَالثُريا كَأَنَّها فَلة الدرع
أَو العَقرب البَطيء الدَبيب

وَكَأَنَّ الجَوزاء خود تَبَدَت
في وِشاح مِن لُؤلُؤ مَثقوب

أَو كَمثل الغَريق يَسبح في
زاخر يَمٍّ أَو أَقطَع مَصلوب

وَكَأَنَّ المَريخ جذوة نارٍ
حينَ يَبدو وَضوؤهُ كَاللَهيب

وَسهيل كَأَنَّهُ قَلبٌ صَب
فَاجأته بِالخَوف عَين الرَقيب

وَكَأَنَّ الهِلال لَما تَبَدى
شَطر طوق المرآة ذي التَذهيب

أَو كَقوس قَد اِنحَنَت طَرفاه
أَو كَنون في مُهرَقِ مَكتوب

وَكَأَنَّ النُجوم لَما تَدانى الصبح
أَجفان مُستَهام كَئيب

شاخِصات إِلى السَماء فَما
تَطرف أَجفانها مِن التَغديب

زاهِرات كَأَنَّها زَمَنالجاهل
في حندس كَدَهر الأَديب

كُل العُلوم تَزين المَرء بَهجَتِها
إِلا العروض فَقَد شانَت ذَوي الأَدببي

الدَوائر دارَت مِن دَوائرها
ما لِأمرئ ارب في ذاك مَن أَرب

فَاِستعمل الذَوق في شعر تُؤلفه
وَزن بِهِ ما بَنوا في سالف الحقب


ابن طباطبا العلوي

الحمدان
07-24-2024, 02:28 PM
كُل العُلوم تَزين المَرء بَهجَتِها
إِلا العروض فَقَد شانَت ذَوي الأَدببي

الدَوائر دارَت مِن دَوائرها
ما لِأمرئ ارب في ذاك مَن أَرب

فَاِستعمل الذَوق في شعر تُؤلفه
وَزن بِهِ ما بَنوا في سالف الحقب


ابن طباطبا العلوي

الحمدان
07-24-2024, 02:28 PM
ها إِنَّها الجَوزاء في غَربِها
ناعِسَة أَنجُمُها تُسحَبُ

نِطاقُها وَاهٍ لِتغريبها
يَنسَلُ مِنها كَوكَبٌ كَوكَبُ

كَأَنَّما الشعري سِنان لَهُ
نَيط بِهِ ديباجه الغَيهَبُ

كَأَنَّما لَمعُ سُهيل سَنا
نارٍ عَلى رابِيَةٍ يَثقبُ


ابن طباطبا العلوي

الحمدان
07-24-2024, 02:29 PM
كَم لَيلة ساهَرَت أَنجُمُها لَدى
عَرصات أَرضٍ ماؤُها كَسَمائِها

قَد سَيرَت فيها النُجوم كَأَنَّما
فَلك السَماء يَدور في أَرجائِها

أَحسَن بِها لَججا إِذا اِلتَبَس الدُجى
كانَت نُجوم اللَيل مِن حَصبائِها

وَإِذا تَنَفَسَت الصِبا في مَتنِها
حَكَت الدُروع بِحُسن وَشي رِدائِها

وَإِذا اِستَمَن بِها الهُبوب تَطايَرت
زَهر الكَواكب في بَسيط هَوائِها

وَتَرَجحت فيها السَماء وَلَم تَزَل
خَضراؤها تَرتَج في خَضرائِها

تَرنو إِلى الجَوزاء وَهِيَ غَريقة
تَبغي النِجاء وَلات حينَ نَجائِها

تَطفو وَتَرسب في اِصِطفاق مِياهِها
لا مُستَعان لَها سِوى أَسمائها

وَالبَدر يَخفق وَسطها فَكَأَنَّهُ
قَلب لَها قَد ريع في أَحشائِها


ابن طباطبا العلوي

الحمدان
07-24-2024, 02:30 PM
لَهَوت فِيهِ بِصَوت راكِبه
نازِلَة وَقت كُل اِيماء

تُركية الوَجه حينَ تنعتها
روميةِ المُقلَتين كَحلاء

أَبرَزَها الحسن في مَشهرة
قَد فُوِّقت مِثل بُرد صَنعاء

يُضاحك الصُبح مِن ملمعها
داجية شُيبت بِقَمراء

كَأَنَّما شَبك الإِله بِها
ظُلمة لَيلٍ بِشَمس إِمساء

حَتى إِذا اِحتَشَت الظِباء بِها
أَوذن مِنها بِوَشك اِقناء

وَخاتلت عِندَ ذاكَ مردفها
سارِقة نَفسها بِاخفاء

تُراقب الوَحش في مَراتِعها
بِعَين واشٍ وَرَعي حِرباء

طالبة صَيدَها عَلى حنق
بَحَد شَدٍّ لَها وَتِعداء

شَفيقةً بَعدَ ذاكَ تَحفظه
مِن غَير كلم لَهُ وَاِنداء

كَأَنَّما الظَبي وَهُوَ في يَدها
أَعقَب مِن سُخطها بِارضاء

أُبنا بِها وَالظِباء مُوقرة
تَفوت عَدّى لَها وَاحصائي

أَسيرة في الوَثاق طالِبَة
بِغَير وَتَر لِغَير أَعداء


ابن طباطبا العلوي

الحمدان
07-24-2024, 02:30 PM
كتبتمُ كثيراً ولَم تكتبوا
كهذا الذي سُبلُهُ واضحَه

فما اسمٌ جرى ذكره في الكتابِ
فإن شئتَه فاقرَإِ الفاتحه

ففيها مُصَحَّفُ مقلوبِهِ
يعبِّر عن حالة صالحه

وليست بغاديةٍ فاعلموا
ولكنِّها أبداً رائحه


ابن طباطبا العلوي
العصر العباسي

الحمدان
07-24-2024, 04:01 PM
كَتَبتُ إِلى الحَبيبِ بِكَسرِ عَيني
كِتاباً لَيسَ يَقرَؤُهُ سِواهُ

فَأَخبَرَني تَوَرُّدُ وَجنَتَيهِ
وَكَسرُ جُفونِهِ أَن قَد قَراهُ


احمد بن طيفور

الحمدان
07-24-2024, 04:02 PM
مَن عاشَ لَم يَخلُ مِن هَمٍّ وَمِن حَزَنِ
بَينَ المَصائِبِ مِن دُنياهُ وَالمِحَنِ

وَالمَوتُ قَصدُ اِمرِئٍ مُدَّ البَقاءُ لَهُ
فَكَيفَ يَسكُنُ مِن عَيشٍ إِلى سَكَنِ

وَإِنَّما نَحنُ في الدُنيا عَلى سَفَرٍ
فَراحِلٌ خَلَّفَ الباقي عَلى الظَعنِ

وَلا أَرى زَمَناً أَردى أَبا حَسَنٍ
وَخانَ فيهِ عَلى حُرٍّ بِمُؤتَمَنِ

لَقَد هَوى جَبَلٌ لِلمَجدِ لَو وُزِنَت
بِهِ الجِبالُ الرَواسي الشُمُّ لَم تَزِنِ

وَأَصبَحَ الحَبلُ حَبلُ الدينِ مُنتَثِراً
وَأُدرِجَ العِلمُ والطُوسِيُّ في كَفَنِ

مَن لَم يَكُن مِثلهُ في سالِفِ الزَمَنِ
وَلَم يَكُن مِثلهُ في غابِرِ الزَمَنِ


احمد بن طيفور

الحمدان
07-24-2024, 04:03 PM
شِيَةٌ كَأَنَّ الشَمسَ فيها أَشرَقَت
وَأَضاءَ فيها البَدرُ عِندَ تَمامِهِ

وَكَأَنَّهُ مِن تَحتِ راكِبِهِ رُكوبه
ما لاحَ بَرقٌ لاحَ تَحتَ غَمامِهِ

ظَهرٌ كَجَريِ الماءِ لينُ رُكوبِهِ
في حالَتي إِتعابِهِ وَجَمامِهِ

سَفِهَت يَداهُ عَلى الثَرى فَتَلاعَبَت
في جَريِهِ بِسُهولِهِ وَإِكامِهِ

عَن حافِرٍ كَالصَخرِ إِلّا أَنَّهُ
أَقوى وَأَصلَبُ مِنهُ في اِستِحكامِهِ

ما الخَيزُرانُ إِذا اِنثَنَت أَعطافُهُ
في لينِ مَعطِفِهِ وَلينِ عِظامِهِ

عُنُقٌ يَطولُ بِها فُضولَ عِنانِهِ
وَمُحَزَّمٌ يَغتالُ فَضلَ حِزامِهِ

وَكَأَنَّهُ بِالريحِ مُنتَعِلٌ وَما
جَريُ الرِياحِ كَجَريِهِ وَدَوامِهِ

أَخَذَ المَحاسِنَ آمِناً مِن عَيبِهِ
وَحَوى الكَمالَ مُبَرّأً مِن ذامِهِ


احمد بن طيفور

الحمدان
07-24-2024, 04:03 PM
تِلكَ الدِيارُ لَو أَنَّها تَتَكَلَّمُ
كانَت إِلَيكَ مِنَ البِلى تَتَظَلَّمُ

دَرَسَت مَغانيها وَمَحَّ جَديدُها
بَل عادَ رَسماً رَبعُها وَالمَعلَمُ

لَم يَبقَ مِنها غَيرُ آثارِ الصِبا
وَمَعاهِدٌ يَشجى بِهِنَّ المُغرَمُ


احمد بن طيفور

الحمدان
07-24-2024, 04:04 PM
مِن سُنَّةِ الأَملاكِ فيما مَضى
مِن سالِفِ الدَهرِ وَإِقبالِهِ

هَدِيَّةُ العَبدِ إِلى رَبِّهِ
في جِدَّةَ الدَهرِ وَأَحوالِهِ

فَقُلتُ ما أهدي إِلى سَيِّدي
حالي وَما خُوِّلتُ مِن حالِهِ

إِن أُهدِ نَفسي مِن نَفسِهِ
أَو أُهدِ مالي فَهوَ مَن مالِهِ

فَلَيسَ إِلّا الحَمد وَالشُكر
وَالمَدحَ الَّذي يَبقى لِأَمثالِهِ


احمد بن طيفور

الحمدان
07-24-2024, 04:04 PM
وَتاهَ سَعيدٌ أَن أُعيرَ رِئاسَةً
وَقُلِّدَ أَمراً كانَ دونَ رِجالِهِ

فَأَدبَرَ عَنّي عِندَ إِقبالِ حَظِّهِ
وَغَيَّرَ حالي عِندَهُ حُسنُ حالِهِ

وَضاقَ عَلى حَقّي بِعَقبِ اِتِّساعِهِ
فَأَوسَعتُهُ عُذراً لِضيقِ اِحتِمالِهِ

فَلَيتَ أَبا عُثمانَ أَمسَكَ تيهَهُ
كَإِمساكِهِ عِندَ الحُقوقِ بِمالِهِ

وَيَزوَرُّ عَنّي كُلَّما جِئتُ زائِراً
كَأَنّيَ قَد شارَكتُهُ في عِيالِهِ


احمد بن طيفور

الحمدان
07-24-2024, 04:05 PM
ما مِن صَديقٍ وَإِن تَمَّت صَداقَتُهُ
يَوماً بِأَنجَحَ في الحاجاتِ مِن طَبَقِ

إِذا تَعَمَّمَ بِالمِنديلِ مُنطلِقاً
لَم يَخشَ نَبوَةَ بَوّابٍ وَلا غَلَقِ

لا يَكذِبَنَّ فَإِنَّ الناسَ مُذ خُلقوا
لِرَغبَةٍ يُكرِمونَ الناسَ أَو فَرَقِ


احمد بن طيفور

الحمدان
07-24-2024, 04:05 PM
مَدَحتُ اِبنَ بَسّامٍ مَديحاً لَوَ اِنَّني
مَدَحتُ بِهِ صُمَّ الصَفا لَتَصَدَّعا

وَلَو أَنَّني أَدعو الوُحوشَ بِنَفثِهِ
أَنِسنَ وَلَو أَدعو بِهِ الجَدبَ أَمرَعا

بَعَثتُ إِلَيهِ أَربَعاً خِلتُ أَنَّني
بَعَثتُ بِها حُسناً كَواكِبَ أَربَعا

إِذا راحَ مِن دُنياهُ في حُسنِ مَنظَرٍ
رَآهُنَّ قَد أَحسَنَّ في الناسِ مَسمَعا

فَلَم يَجزِني قَولاً جَميلاً بِقَولِها
وَلا هُوَ مَنّاني وَلا هُوَ أَطمَعا

فَعادَت سَليباً عاطِلاً مِن حُلِيِّها
مُضَيَّعَةً بَل رَبُّها عادَ أَضيَعا

وَأَجدَبتُ لَمّا أَن حَلَلتُ جَنابَهُ
وَإِن كانَ شِرباً لِلعُفاةِ وَمَرتَعا


احمد بن طيفور

الحمدان
07-24-2024, 04:06 PM
إِذا كُنتَ تَأتي المَرءَ تُعظِمُ حَقَّهُ
وَيَجهَلُ مِنكَ الحَقَّ فَالهَجرُ أَوسَعُ

فَفي الناسِ أَبدالٌ وَفي الهَجرِ راحَةٌ
وَفي الناسِ عَمّا لا يُواتيكَ مَقنعُ

وَإِنَّ اِمرَأً يَرضى الهَوانَ لِنَفسِهِ
حَرِيٌّ بِجَدعِ الأَنفِ وَالجَدعُ أَشنَعُ

فَدَع عَنكَ أَفعالاً يَضُرُّكَ فِعلُها
وَسَهِّل حِجاباً إِذنُهُ لَيسَ يَنفَعُ


احمد بن طيفور

الحمدان
07-24-2024, 04:06 PM
يا مَنزِلاً لَعِبَ الزَمانُ بِأَهلِهِ
طَوراً يُفَرِّقُهُم وَطَوراً يَجمَعُ

أَينَ الَّذينَ عَهِدتُهُم بِكَ مَرَّةً
كانَ الزَمانُ بِهِم يَضُرُّ وَيَنفَعُ

أَصبَحتَ تُفزِعُ مَن رَآكَ وَطالَما
كُنّا إِلَيكَ مِنَ الحَوادِثِ نَفزَعُ

أَيّامَ لا أَغشى لِأَهلِكَ مَربَعاً
إِلّا وَفيهِ لِلمَسَرَّةِ مَربَعُ

لَهفي عَلَيكَ لَو اِنَّ لَهفاً يَنفَعُ
أَو أَنَّ دَهراً راحِمٌ مَن يَجزَعُ

ما كانَ ذاكَ العَيشُ إِلّا خُلسَةً
خَطفاً كَرَجعِ الطَرفِ أَو هُوَ أَسرَعُ


احمد بن طيفور

الحمدان
07-24-2024, 04:07 PM
سَلامٌ عَلى الإِسلامِ فَهوَ مُوَدِّع
إِذا ما مَضى آلُ النَبِيِّ فَوَدَّعوا

فَقَدنا العُلى وَالمَجد عِندَ اِفتِقادِهِم
وَأَضحَت عُروشُ المَكرُماتِ تَضَعضَعُ

أَتَجمَعُ عَينٌ بَينَ نَومٍ وَمَضجَع
وَلِاِبنِ رَسولِ اللَهِ في التُربِ مَضجَعُ

فَقَد أَقفَرَت دارُ النَبِيِّ مُحَمَّدٍ
مِنَ الدينِ وَالإِسلامِ فَالدارُ بَلقَعُ

وَقُتِّلَ آلُ المُصطَفى في خِلالِها
وَبُدِّدَ شَملٌ مِنهُمُ لَيسَ يُجمَعُ

أَلَم تَرَ آلَ المُصطَفى كَيفَ تَصطَفي
نُفوسَهُم أُمُّ المُنونِ فَتَتبَعُ

بَني طاهِرٍ وَاللُؤمُ مِنكُم سَجِيَّةٌ
وَلِلغَدرِ مِنكُم حاسِرٌ وَمُقَنَّعُ

قَواطِعكُم في التُركِ غَير قَواطِعٍ
وَلَكِنَّها في آلِ أَحمَدَ تُقطَعُ

لَكُم كُلَّ يَوم مَشرَبٌ مِن دِمائِهِم
وَغُلَّتُها مِن شُربِها لَيسَ تَنقَعُ

رِماحُكُمُ لِلطالِبيّينَ شُرَّعٌ
وَفيكُم رِماحُ التُركِ بِالقَتلِ شُرَّعُ

لَكُم مَرتَعٌ في دارِ آلِ مُحَمِّدٍ
وَدارُكُم لِلتُركِ وَالجَيشِ مَرتَعُ

أَخِلتُم بِأَنَّ اللَهَ يَرعى حُقوقَكُم
وَحَقُّ رَسولِ اللَهِ فيكُم مُضَيَّعُ

وَأَضحَوا يُرَجّونَ الشَفاعَةَ عِندَهُ
وَلَيسَ لِمَن يَرميهِ بِالوَترِ يَشفَعُ

فَيغلَبُ مَغلوبٌ وَيُقتَلُ قاتِلٌ
وَيُخفَض مَرفوعٌ وَيُدنى المُرَفَّعُ


احمد بن طيفور

الحمدان
07-24-2024, 04:08 PM
يُؤَلِّفُ بَينَ أَشتاتِ المَنايا
بِسَلَّتِهِ فَيَفتَرِقُ الجَميعُ

فَأَمّا في الحَشا فَلَهُ سُجودٌ
وَأَمّا في الطُلى فَلَهُ ركوعُ

تُرَوّى مِن دَمِ الأَجوافِ حَتّى
تَرَقرَقَ في جَوانِبِهِ النَجيعُ

كَأَنَّ فِرِندَهُ أَلقى عَلَيهِ
ثِيابَ نَباتِهِ الخُضرَ الرَبيعُ

تُطيعُ لَهُ المَنِيَّة حينَ يُعصى
بِهِ وَيُقَرَّبُ الأَجَلُ الشَسوعُ

فَلا الأَجَلُ الحَريزُ بِهِ حَريزٌ
وَلا الحِصنِ المَنيعُ بِهِ مَنيعُ

وَلَيسَ صَنيعُهُ في الرَوعِ إِلّا
كَرَأيِكَ إِنّه العَضبُ الصَنيعُ

كَشُعلَةِ ذا شبا هَذا وَهَذا
لِذاكَ عَلى عَزائِمِهِ تَبوعُ


احمد بن طيفور

الحمدان
07-24-2024, 04:08 PM
وَمُلاحِظٍ سَرَقَ السَلامَ بِطَرفِهِ
حَذَرَ العيونِ وَرِقبَةً لِلحارِسِ

راجَعتُهُ بِلِسانِ طرفٍ ناطِقٍ
يُخفي البَيانَ عَلى الرَقيبِ الجالِسِ

فَتَكَلَّمَت مِنّا الضَمائِرُ بِالَّذي
نُخفي وَفازَ مُجالِسٌ بِمَجالِسِ


احمد بن طيفور

الحمدان
07-24-2024, 04:09 PM
لَهُ الحَمدُ مِن أَموالِهِ وَلَنا الغِنى
وَلَيسَ عَلَينا ما يَنوبُ مِنَ الدَهرِ

إِذا ما أَتاهُ السائِلونَ تَوَقَّدَت
عَلَيهِ مَصابيحُ الطَلاقَةِ وَالبِشرِ

لَهُ في ذَوي المَعروفِ نُعمى كَأَنَّها
مَواقِعُ ماءِ المُزنِ في البَلَدِ القَفرِ


احمد بن طيفور

الحمدان
07-24-2024, 04:09 PM
قَد بَعَثنا إِلَيكَ مِنهُ بِدرجٍ
وَأَزَرناكَ مِنهُ أَطيبَ زورِ

بَينَ ندٍّ وَبَينَ عودٍ مطرّاً
ما لَهُ مُشبِهٌ بِنَجدٍ وَغورِ

أَنتَ مِنهُ أَزكى وَأَطيَبُ عَرفاً
وَهوَ أَزكى مِن كُلِّ طيبٍ وَنَورِ

ما تَعَدَّيتَ فيهِ طَورَكَ عِندي
فَتَبَخَّر مِنهُ بِأَيمَنِ طَيرِ


احمد بن طيفور

الحمدان
07-24-2024, 04:10 PM
سَرى طَيفُ لَيلى موهِناً فَسرى صَبري
وَجَدَّدَ مِن وَجدي وَهَيَّجَ مِن ذكري

تَأَوَّبَني مِنها خَيالٌ قَرى المُنى
وَما خِلتُها تَسري وَلا خِلتُهُ يَقري

فَبِتُّ بِها ضَيفاً مُقيماً بِرَحلِهِ
وَباتَت بِنا طَيفا يُثيبُ وَما يَدري

فَزارَت وَما زارَت وَجادَت وَلَم تَجُد
وَواصَلَ عَنها الطيفُ وَهيَ عَلى هَجرِ

لَهَوتُ بِها مِن كاذِبِ اللَهوِ لَيلَةً
أَرى باطِلاً كَالحَقِّ في النَومِ وَالفِكرِ


احمد بن طيفور

الحمدان
07-24-2024, 04:10 PM
حِجابٌ فَإِن تَبدوا فَلِلدَمعِ جَولَةٌ
يَكونُ لَهُ مِن دونِ رُؤيَتِهِ سِترا

فَإِن غاضَ دَمعُ العَينِ أَقبَلَ كاشِحٌ
يَرُدُّ جُفونَ العينِ قَد مُلِئَت ذُعرا

وَمَن يَشتَري مِنّي حَياتي بِميتَةٍ
أَبِعهُ حَياةً يَشتَري بَعدَها قَبرا

وَمَن يَشتَري عَيني بِعَينٍ صَحيحَةٍ
أَزِدهُ عَلى عَينَيَّ قَلباً أَبى الصَبرا


احمد بن طيفور

الحمدان
07-24-2024, 04:11 PM
أَبا الصَقرِ لا زالَت مِنَ اللَهِ نِعمَةٌ
تُجَدِّدُها الأَيّامُ عِندَكَ وَالدَهرُ

وَلا زالَتِ الأَعيادُ تَمضي وَتَنقَضي
وَتَبقى لَنا أَيّامُكَ الغُرَرُ الزُهرُ

فَإِنَّكَ لِلدُنيا جَمالٌ وَزينَةٌ
وَإِنَّكَ لِلأَحرارِ ذُخرٌ هُوَ الذُخرُ

رَأَيتُ الهَدايا كُلّها دونَ قَدرِهِ
وَلَيسَ لِشَيءٍ عِندَ مِقدارِهِ قَدرُ

فَلا فَضلَ إِلّا وَهوَ مِن فَضلِ جودِهِ
وَلا بِرَّ إِلّا دونَهُ ذَلِكَ البِرُّ

فَأَهدَيتُ مِن حَليِ المَديحِ جَواهِراً
مُنصَّلَةً يزهى بِها النَظمُ وَالنَثرُ

مَدائِحُ تَبقى بَعدَما نَفَدَ الدَهرُ
وَتَبهى بِها الأَيّامُ ما اِتَّصَلَ العُمرُ

شَكَرتُ لِإِسماعيلَ حُسنَ بَلائِهِ
وَأَفضَلُ ما تُجزى بِهِ النِعَمُ الشُكرُ


احمد بن طيفور

الحمدان
07-24-2024, 04:11 PM
إِذا أَبو أَحمَدٍ جادَت لَنا يَدُهُ
لَم يُحمَدِ الأَجودانِ البَحرُ وَالمَطَرُ

وَإِن أَضاءَت لَنا أَنوارُ غُرَّتِهِ
تَضاءَلَ النَيِّرانِ الشَمسُ وَالقَمَرُ

وَإِن مَضى رَأيُهُ أَو حَدُّ عَزمَتِهِ
تَأَخَّرَ الماضِيانِ السَيفُ وَالقَدَرُ

مَن لَم يَكُن حَذراً مِن حَدِّ صَولَتِهِ
لَم يَدرِ ما المُزعِجانِ الخَوفُ وَالحَذَرُ

حُلوٌ إِذا دنت لَم تبعث مَرارَته
فَإِن أَمَرَّ فَحُلوٌ عِندَهُ الصَبِرُ

سَهلُ الخَلائِقِ إِلّا أَنَّهُ خَشِنٌ
لَينُ المَهَزَّةِ إِلّا أَنَّهُ حَجَرُ

لا حَيَّةٌ ذَكَرٌ في مِثلِ صَولَتِهِ
إِن صالَ يَوماً وَلا الصَمصامَةَ الذَكَرُ

إِذا الرِجالُ طَغَت آراؤُهُم وَعَموا
بِالأَمرِ رُدَّ إِلَيهِ الرَأيُ وَالنَظَرُ

الجودُ مِنهُ عِيانٌ لا اِرتِيابَ بِهِ
إِذ جودُ كُلِّ جَوادٍ عِندَهُ خَبَرُ


احمد بن طيفور

الحمدان
07-24-2024, 04:12 PM
يُكَلِّمُها طَرفي فَتومي بِطَرفِها
فَتُخبِرُ عَمّا في الضَميرِ مِنَ الوَجدِ

فَإِن نَظَرَ الواشونَ صَدَّت وَأَعرَضَت
وَإِن غَفَلوا قالَت أَلَستَ عَلى العَهدِ


احمد بن طيفور

الحمدان
07-24-2024, 04:12 PM
إِذا كُنتَ لا تَحفى بِقُربي وَلا بُعدي
وَلَم تَدرِ ما عِندي وَقَد جَلَّ ما عِندي

فَهَل أَنتَ إِن حَكَّمتُ جودَكَ مُنصِفٌ
فَما لي عَلَيهِ غَيرُ جودِكَ مِن مُعدِ

أَبى الحَقُّ أَن يَخفى وَأَقضي وَلا أُرى
بِجودِكَ يَوماً في سَعيدٍ وَلا سَعدِ

وَيَدفَعُ في صَدري حِجابُكَ بَعدَما
أَكونُ وَما قَلبي لإِنسٍ وَلا بَعدي

فَما لي قَد أُبعِدتُ عَنكَ وَطالَما
دَعَوتُ فَلَم تُبعِد نَداكَ عَلى بُعدي

وَأَصبَحتُ قَد شورِكتُ فيكَ وَلَم نَزَل
كَغُصنَينِ في ساقٍ وَسَيفَينِ في غِمدِ

أَلِلجِدِّ هَذا مِنكَ أَم أَنتَ مازِحٌ
فَكَم مِن مُزاحٍ عادَ يَوماً إِلى الجِدِّ

وَلَيسَ دَوامُ الشُكرِ يَوماً بِواجِدٍ
لِمَن لَم يَدُم مِنهُ الوَفاءُ عَلى العَهدِ


احمد بن طيفور

الحمدان
07-24-2024, 04:15 PM
وَزائِرَةٍ جاءَت وَلَو جاءَ رَبُّها
غَنينا بِهِ عَنها وَعَن نَفحَةِ الوَردِ

حَكى نَشرُها مِنهُ خَلائِقَ نَشرِها
كَنَشرِ نَسيمِ الريحِ مِن جَنَّةَ الخُلدِ

وَشَبَّهتُها في صَفوِها بِصَفائِهِ
لِإِخوانِهِ في القُربِ مِنهُ وَفي البُعدِ

وَأَهدى لَنا مِنهُ النسيمَ نَسيمُها
وَإِن كانَ إِن حالَت يَدومُ عَلى العَهدِ


احمد بن طيفور

الحمدان
07-24-2024, 04:16 PM
يا سَعدُ لَم أَذخَر عَلَيكَ مَوَدَّةً
أَنتَ المُقِرُّ بِها وَأَنتَ الجاحِدُ

أَشكَيتَني فَشَكَوتُ لا مُتَشاكِياً
وَزَعمتَ أَنّي إِذ شَكَوتُكَ حاسِدُ

وَلَئِن حُسِدتُ عَلَيكَ إِنَّكَ للَّذي
حُسِدَت عَلَيهِ أَقارِبٌ وَأَباعِدُ

وَزَعَمتَ أَنّي لائِمٌ لَكَ عاتِبٌ
وَقَصائِدي بِالذَمِّ فيكَ شَواهِدُ

لَؤُمَت إِذَن مِنّي الخَلائِقُ وَاِغتَدى
بِالحَمدِ مَن هُوَ قائِمٌ بي قاعِدُ

إِنّي أَذُمُّكَ يا سَعيدُ وَإِنَّما
بِالمَجدِ مِنكَ إِذا فَخُرتُ أماجِدُ

إِن كانَ قَلبُكَ فِيَّ مُشتَركَ الهَوى
فَالقَلبُ مِنّى فيكَ قَلبٌ واحِدُ

كُن كَيفَ شِئتَ فَإِنَّني بِكَ واثِقٌ
وَلَئِن ذَمَمتُكَ إِنَّني لَكَ حامِدُ


احمد بن طيفور

الحمدان
07-24-2024, 04:16 PM
قالَت لَقيتَ الَّذي لَم يَلقَهُ أَحَدٌ
قُلتُ الدَليلُ عَلى ذاكَ الَّذي أَجِدُ

أودَعتني سَقماً لا أَستَقِلُّ بِهِ
فَلَيسَ يَنفَدُ حَتّى يَنفَدَ الأَبَدُ


احمد بن طيفور

الحمدان
07-24-2024, 04:17 PM
ما لي أُقَرِّبُ مِنكَ نَفسي جاهِداً
وَأَراكَ مِنّي جاهِداً تَتَباعَدُ

قَدَّمتَ دونَ أَخيكَ مَن هُوَ دونَهُ
وَعَنِدتَ عنهُ وَهوَ مِنكَ يُعانِدُ

أَيأَستَني بَعدَ الرَجاءِ فَمَن ترى
يَرجوكَ بَعدي أَو عَلَيكَ يُحاسِدُ

أَم كَيفَ يَأمُلُ مِنكَ يَوماً صالِحاً
أَحَدٌ وَرَأيُكَ فِيَّ رَأيٌ فاسِدُ


احمد بن طيفور

الحمدان
07-24-2024, 04:17 PM
لَيسَ المُروءَةُ في الثِيابِ وَبطنَة
إِنَّ المُروءَةُ في نَدىً وَصَلاحِ

وَتَرى الفَتى رَثَّ الثِيابِ وَهَمُّهُ
طَلَبُ المَكارِمِ في تُقىً وَصَلاحِ


احمد بن طيفور

الحمدان
07-24-2024, 04:18 PM
أَغَنُّ رَبيبُ الرَبرَبِ الغيدِ وَالمَها
بِمُقلَةِ وَحشِيِّ المَحاجِرِ أَدعَجِ

لَهُ وَجَناتٌ نُكتَةُ الخالِ وَسطَها
كَنُقطَةِ زاجٍ في صَفيحَةِ زِبرَجِ


احمد بن طيفور

الحمدان
07-24-2024, 04:18 PM
مُخضرَمَةُ الجَنبَينِ صادِقَةُ السُرى
تُراقِبُ مِن ذي الرَكبِ ما لا يُراقِبُه

تَكادُ نُفوسُ القَومِ تَجري بِجَريِها
إِذا غالَبَت مِن مَوجِهِ ما تُغالِبُه

تَصُدُّ حَبابَ الماءِ عَن جَنَباتِها
إِذا البَحرُ ساحَت في السَفينِ مَراكِبُه


احمد بن طيفور

الحمدان
07-24-2024, 04:19 PM
لَو كُنتُ مِن أَولادِ يَحيى لَما
زادَ وَلَو كانَ أَبوهُ أَبي

مِن مالِهِ مالي وَمِن جاهِهِ
جاهي وَمِن مَركَبِهِ مَركَبي


احمد بن طيفور

الحمدان
07-24-2024, 04:19 PM
مَهلاً أَبا حَسَنٍ مَهلاً فَتى العَرَبِ
مَهلاً فَتى الشِعرِ مَهلاً يا فَتى الأَدَبِ

لا تَحمِلَنّي عَلى حَدباءَ مُعضِلَةٍ
فَيَركَبُ الشِعرَ ظَهراً غَيرَ ذي حَدَبِ

لَئِن وَثِقتَ بِحلمي ساعَةَ الغَضَبِ
خَطَبتَ بي فَأَنا العالي عَلى الخُطَبِ

هل يَأَخُذُ الزّاخِرُ الفَيّاض مِن وَشَلٍ
وَيُخلَطُ الصّفرُ بِالصافي مِنَ الذَهَبِ

وَكَيفَ يَدخُل في عَرضِ المَواكِبِ مَن
يَنشَقُّ عَنهُ غُبارُ الجَحفَلِ اللَجِبِ

أَم كَيفَ يَسلُبُ حَقَّ القَولِ قائِلهُ
مَن لَم يَزَل وَهوَ يَكسو الناسَ مِن سَلَبِ

مَن جَزَّ كَلباً فَمُحتاجٌ إِلى وَبَرٍ
وَلاقِطُ البَعرِ مُحتاجٌ إِلى حَطَبِ

وَالشِعرُ ظَهرُ طَريقٍ أَنتَ راكِبُهُ
فَمِنهُ مُنشَعِبٌ أَو غَير مُنشَعِبِ

وَرُبَّما ضَمَّ بَينَ الرَكبِ مَنهَجَهُ
وَأَلصَقَ الطُنُبَ العالي إلى الطُنُبِ

أَظَنَّ دَعوَتَهُ في الشِعرِ جائِزَةً
لَهُ عَلَيَّ كَما جازَت عَلى النَسَبِ


احمد بن طيفور

الحمدان
07-24-2024, 04:20 PM
وَمَجلِس لَذَّةٍ لَم نَقوَ فيهِ
عَلى شَكوى وَلا عَدِّ الذُنوبِ

فَلَمّا لَم نُطِق فيهِ كَلاماً
تَكَلَّمَتِ العُيونُ عَنِ القُلوبِ

وَفي غَمزِ الحَواجِبِ مُستَراحٌ
لِحاجاتِ المُحِبِّ إِلى الحَبيبِ


احمد بن طيفور

الحمدان
07-24-2024, 04:21 PM
سَقى سُرَّ مَن رأَى وَسُكّانَها
وَدَيراً لِسَوسَنِها الراهِبِ

سَحابٌ تَدَفَّقَ عَن رَعدِهِ
الصَفوقِ وَبارِقِه الواصِبِ

فَقَد بِتُّ في دَيرِهِ لَيلَةً
وَبَدرٌ عَلى غُصنٍ صاحِبي

غَزالٌ سَقانيَ حَتّى الصَباحِ
صَفراءَ كَالذَهَبِ الذائِبِ

عَلى الوَردِ مِن حُمرَةِ الوَجنَتَينِ
وَفي الآسِ مِن خُضرَةِ الشارِبِ

سَقاني المُدامَةَ مُستَيقِظاً
وَنِمتُ وَنامَ إِلى جانِبي

فَكانَت هَناةٌ لَكَ الوَيلُ مِن
جَناها الَّذي خَطَّهُ كاتِبي

فَيا رَبِّ تُب وَاِعفُ عَن مُذنِبٍ
مُقِرٍّ بِزَلَّتِهِ تائِبِ


احمد بن طيفور

الحمدان
07-24-2024, 04:21 PM
قَد كُنتُ أصدقُ في وَعدي فَصَيَّرَني
كَذّابَةً لَيسَ ذا في جُملَةِ الأَدَبِ

يا ذاكِراً حُلتُ عَن عَهدي وَعهدِكُمُ
فَنُصرَةُ الصِدقِ أَفضَت بي إِلى الكَذِبِ


احمد بن طيفور

الحمدان
07-24-2024, 04:22 PM
لَقَد عَرَّضَ بِالحُبِّ
كَما عَرَّضتُ بِالحُبِّ

وَكانَت أَعيُنٌ رُسلاً
مَكانَ الرُسلِ بِالكُتبِ

عُيونٌ تَنقُلُ الأَسرارَ
مِن قَلبٍ إِلى قَلبِ


احمد بن طيفور

الحمدان
07-24-2024, 04:22 PM
تُحَدِّثُنا الأَبصارُ ما في قُلوبِنا
فَنَغنى بِها عَمّا يُرَدَّدُ في الكُتبِ

عَلاماتُنا مَكتوبَةٌ في جِباهِنا
حَبيبانِ مَوقوفانِ في سُبُلِ الحُبِّ


احمد بن طيفور

الحمدان
07-24-2024, 04:23 PM
تكلَّم عَمّا في الصُدورِ عُيونُنا
وَتَفقَهُ عَنّا أَعيُنٌ وَحَواجِبُ

فَمَن قالَ إِنَّ الحبَّ يَخفى لِذي الهَوى
إِذا ما رَأى أَحبابَهُ فَهوَ كاذِبُ


احمد بن طيفور

الحمدان
07-24-2024, 04:24 PM
حُجِبتُ وَقَد كَنتُ لا أُحجَبُ
وَأُبعِدتُ عَنكَ فَما أَقرُبُ

وَما لِيَ ذَنبٌ سِوى أَنَّني
إِذا أَنا أُغضِبتُ لا أُغضَبُ

وَأَن لَيسَ دونَكَ لي مَرغَبٌ
وَلا دونَ بابِكَ لي مَذهَبُ

فَلَيتَكَ تَبقى سَليمَ المَكانِ
وَتَأذَنُ إِن شِئتَ أَو تَحجُبُ


احمد بن طيفور

الحمدان
07-24-2024, 04:24 PM
حَجَبتَ وَقَد يَستَسِرُّ الهِلالُ
وَيَظهَرُ مِن بَعد ما يُحجَبُ

وَقَد يُغمَدُ السَيفُ في جَفنِهِ
وَيَظهَرُ حينَ بهِ يُضرَبُ

كَذاكَ السَماءُ إِذا ما الغَمامُ
أَلبَسَها سُترَةً تَسكُبُ

وَفي الشَمسِ بُعدٌ وَأَنوارُها
إِذا طَلَعَت مَرَّةً تَقربُ


احمد بن طيفور

الحمدان
07-24-2024, 04:25 PM
حَبيبي حَبيبٌ يَكتُمُ الناسَ أَنَّهُ
لَنا حينَ تَرمينا العُيونُ حَبيبُ

يُباعِدُني في المُلتَقى وَفُؤادُهُ
وَإِن هُوَ أَبدى لي البِعادَ قَريبُ

وَيُعرِضُ عَنّي وَالهَوى لي مُقبِلٌ
إِذا خافَ عَيناً أَو أَشارَ رَقيبُ

فَتَخرَسُ مِنّا أَلسُنٌ حينَ نَلتَقي
وَتَنطِقُ مِنّا أَعيُنٌ وَقُلوبُ


احمد بن طيفور

الحمدان
07-24-2024, 04:26 PM
دُموعٌ فَيَضُهُنَّ مَعَ الدِماءِ
كَما وَرَّدتَ حاشِيَةَ الرِداءِ

أُريحُ إِلى الدُموعِ الوَجدَ مِنّي
إِذا ما عَزَّني حُسنُ العَزاءِ

مَلامَكَ لَيسَ مِن عَينَيكَ دَمعي
وَلا بِحَشاكَ أَسقامي وَدائي


احمد بن طيفور
العصر العباسي

الحمدان
07-24-2024, 04:30 PM
لا تأمن تقلب البشر ما داموا أحياء فكم من خل تبدل وكم من قريب تنكر وصدق ابن الرومي حين قال:

وزهّدَني في الناسِ معرفتي بهم
وطول اختباري صاحبًا بعد صاحبِ

فلم تُرِني الأيامُ خِلًّا يسرُّني
بَواديه إلا ساءني في العواقبِ

ولا صِرتُ أدعوهُ لدفعِ مُلمّةٍ
من الدهر إلّا كان إحدى النوائبِ

الحمدان
07-24-2024, 04:32 PM
وَكيفَ يصونُ الدهـرُ مهجةَ عاقلٍ
وَقدْ أهلكَ الحيينِ عادًا وَجرهمـًا

هوَ الأزلمُ الخداعُ، يحفرُ إنْ رعى
وَيَغْدِرُ إِنْ أَوْفَى، وَيُصْمِي إِذَا رَمَى

فَكَمْ خَانَ عَهْـدًا، واسْتَـبَاحَ أَمَـانَةً
وَأخلفَ وعـدًا، وَاستحلَّ محـرما

......

الحمدان
07-24-2024, 04:34 PM
أَزف الرحيلُ وحانَ أن نَتفرَّقا
فإلى اللِقا يا صاحبَيَّ إلى اللِقا

إن تَبكِيا فلَقَد بَكيتُ مِن الأسى
حتّى لَكِدتُ بأدمُعي أن أَغرقا

وتَسعَّرَت عندَ الوداعِ أَضالعي
نارًا خَشيتُ بِحرّها أَن أُحرَقا

ما زِلتُ أخشى البَينَ قبلَ وقوعهِ
حتّى غَدَوتُ وليسَ لي أن أُفرَقَ

......

الحمدان
07-24-2024, 04:36 PM
قالَ أبو نؤاس لمّا أحسّ بقرب أجلِه وادركه الموت:

يا نُواسيُّ تَوَقَّر
وَتَجَمَّل وَتَصَبَّر

ساءَكَ الدَهرُ بِشَيءٍ
وَبِما سَرَّكَ أَكثَر

يا كَبيرَ الذَنبِ عَفوُ
اللّهِ مِن ذَنبِكَ أَكبَر

الحمدان
07-24-2024, 04:37 PM
لَكِ اللَهُ مِن مَطلولَةِ القَلبِ بِالهَوى
قَتيلَةِ شَوقٍ وَالحَبيبُ غَريبُ

أُقِلُّ سَلامي إِن رَأَيتُكِ خيفَةً
وَأُعرِضُ كَيما لا يُقالَ: مُريبُ!

وَأُطرِقُ، وَالعَينانِ يومِضُ لَحظُها
إِلَيكِ، وَما بَينَ الضُلوعِ وَجيبُ

يَقولونَ: مَشغوفُ الفُؤادِ مُرَوَّعٌ
وَمَشغوفَةٌ تَدعو بِهِ فَيُجيبُ

الشريف الرضي

الحمدان
07-24-2024, 04:39 PM
ما بَيْنَ مُعْتَركِ الأحداقِ والمُهَجِ
أنا القَتِيلُ بلا إثمٍ ولا حَرَجِ

ودّعتُ قبل الهوى روحي لما نَظَرْتَ
عينايَ مِنْ حُسْنِ ذاك المنظرِ البَهجِ

للَّهِ أجفانُ عَينٍ فيكَ ساهِرةٍ
شوقاً إليكَ وقلبٌ بالغَرامِ شَجِ

وأضلُعٌ نَحِلَتْ كادتْ تُقَوِّمُها
من الجوى كبِدي الحرّا من العِوَجِ

......

الحمدان
07-24-2024, 04:41 PM
مُلوكُ بَني العَبّاسِ في الكُتبِ سَبعَةٌ
وَلَم تَأتِنا عَن ثامِنٍ لَهُمُ كُتبُ

كَذَلِكَ أَهلُ الكَهفِ في الكَهفِ سَبعَةٌ
خِيارٌ إِذا عُدّوا وَثامِنُهُم كَلبُ

وَإِنّي لَأُعلي كَلبَهُم عَنكَ رِفَعَةً
لِأَنَّكَ ذو ذَنبٍ وَلَيسَ لَهُ ذَنبُ

دعبل الخزاعي

الحمدان
07-24-2024, 04:42 PM
لَعَمري لَقَد أَشجى تَميماً وَهَدَّها
عَلى نَكَباتِ الدَهرِ مَوتُ الفَرَزدَقِ

عِمادُ تَميمٍ كُلِّها وَلِسانُها
وَناطِقُها البَذّاخُ في كُلِّ مَنطِقِ

فَمَن لِذَوي الأَرحامِ بَعدَ اِبنِ غالِبٍ
لِجارٍ وَعانٍ في السَلاسِلِ موثَقِ

وَمَن يُطلِقُ الأَسرى وَمَن يَحقُنُ الدِما
يَداهُ وَيَشفي صَدرَ حَرّانَ مُحنَقِ

وَكَم مِن دَمٍ غالٍ تَحَمَّلَ ثِقلَهُ
وَكانَ حَمولاً في وَفاءٍ وَمَصدَقِ

وَكَم حِصنِ جَبّارٍ هُمامٍ وَسوقَةٍ
إِذا ما أَتى أَبوابَهُ لَم تُغَلَّقِ

لِتَبكِ عَلَيهِ الإِنسُ وَالجِنُّ إِذ ثَوى
فَتى مُضَرٍ في كُلِّ غَربٍ وَمَشرِقِ

فَتىً عاشَ يَبني المَجدَ تِسعينَ حِجَّةً
وَكانَ إِلى الخَيراتِ وَالمَجدِ يَرتَقي


جرير في رثاء الفرزدق

الحمدان
07-24-2024, 04:44 PM
غِبتُم فَما لِيَ مِن أُنسٍ لِغَيبَتِكُم
سِوى التَعَلُّلِ بِالتَذكارِ وَالأَمَلِ

أَحتالُ في النَومِ كَي أَلقى خَيالَكُمُ
إِنَّ المِحِبَّ لَمُحتاجٌ إِلى الحِيَلِ

بَعدَ الحَبيبِ هَجَرتُ الشِعرَ أَجمَعُهُ
فَلا غَزالٌ يُلَهّيني وَلا غَزَلي

......

الحمدان
07-24-2024, 04:46 PM
بني عمّنا لا تذكروا الشّعر بعدما
دفنتم بصحراء الغميم‌ القوافيا

فلسنا كمن كنتم تصيبون سَلَّةً
فنقبلَ ضيمًا أو نُحَكِّم قاضيا

و لكنّ حكم السّيف فيكم مسلّطٌ
فنرضى إذا ما أصبح السّيفُ راضيا

وقد ساءني ما جرَّتِ الحربُ بيننا
بني عمّنا او كان أمرًا مدانيا

فإن قلتم: إنّا ظلمنا فلم نكن
ظلمنا و لكنّا أسأنا التقاضيا


سويد الحارثي

الحمدان
07-24-2024, 04:48 PM
حامِلُ الهَوى تَعِبُ
يَستَخِفُّهُ الطَرَبُ

إِن بَكى يُحَقُّ لَهُ
لَيسَ ما بِهِ لَعِبُ

تَضحَكينَ لاهِيَةً
وَالمُحِبُّ يَنتَحِبُ

تَعجَبينَ مِن سَقَمي
صِحَّتي هِيَ العَجَبُ

كُلَّما اِنقَضى سَبَبٌ
مِنكِ عادَ لي سَبَبُ

ابو نواس

الحمدان
07-24-2024, 04:51 PM
ما أراني إلّا سأهجر مَن ليـسَ
يراني أقوى على الهجرانِ

مَلّني واثقًا بِحُسنِ وفائي
مـا أضَرَّ الوفاءَ بالإنسانِ

العبّاس

الحمدان
07-24-2024, 04:52 PM
مالي فُتِنتُ بلحظِكِ الفتَّاكِ
وسَلوتُ كُلَّ مَلِيحَةٍ إِلاَّكِ

يُسراكِ قَد مَلكت زِمامَ صَبابتي
ومَضَلَّتِي وهُدَاي في يُمناكِ

فَإذا وصَلتِ فَكُلُّ شَيءٍ باسِمُ
وإذا هجرتِ فكلُّ شَيءٍ باكِي

هذا دَمِي في وَجنَتَيكِ عَرَفتُهُ
لا تَستَطِيعُ جُحُودَهُ عَينَاكِ

......

الحمدان
07-24-2024, 04:54 PM
كَما تَشاءُ فَقُل لي لَستُ مُنتَقِلاً
لا تَخشَ مِنِّيَ نِسياناً وَلا بَدَلا

وَكَيفَ يَنساكَ مَن لَم يَدرِ بَعدَكَ ما
طَعمُ الحَياةِ وَلا بِالبُعدِ عَنكَ سَلا

أَتلَفتَني كَلَفاً أَبلَيتَني أَسَفاً
قَطَّعتَني شَغَفاً أَورَثتَني عِلَلا

إِن كُنتُ خُنتُ وَأَضمَرتُ السُلُوَّ فَلا
بَلَغتُ يا أَمَلي مِن قُربَكَ الأَمَلا

وَاللَهُ لا عَلِقَت نَفسي بِغَيرِكُمُ
وَلا اِتَّخَذتُ سِواكُم مِنكُمُ بَدَلا

ابن زيدون

الحمدان
07-24-2024, 04:56 PM
‏أيا بعيدًا وَقَد قُرِّبت مِن قلبي
والناسُ تأكُلني عَدَلًا وإيلامًا

قالوُا جُنِنتِ إذا أحبَبتِ مُبتعِدًا
أُجِيبُ أعشَقهُ لو كانَ أوهامًا

أحيَا بقُرِبكَ يَامن لَستُ ألمِسُه
إلا بِحُلمٍ وقد أبليتُ أحلامًا

أنا وأنت مَتى الأيامُ تَجمعُنا
إنّي كبرتُ بهذا البُعد أعوامًا

......

الحمدان
07-24-2024, 04:57 PM
رَماني الدَهرُ بِالأَرزاءِ حَتّى
فُؤادي في غِشاءٍ مِن نِبالِ

فَصِرتُ إِذا أَصابَتني سِهامٌ
تَكَسَّرَتِ النِصالُ عَلى النِصالِ


المتنبي

الحمدان
07-24-2024, 04:59 PM
أَضاعُوني وَأَيَّ فَتىً أَضاعُوا
لِيَومِ كَريهَةٍ وَسِدادِ ثَغرِ

وَخَلَّوني لِمعتَرَكِ المَنايا
وَقَد شَرَعَت أَسِنَّتُها لِنَحرى

كَأَنّي لَم أَكُن فيهِم وَسِيطاً
وَلا لِي نِسبَةٌ في آل عَمرِو

أُجَرَّرُ في الجَوامِع كُلَّ يَومٍ
أَلا لِلّهِ مَظلَمَتي وَصَبري

......

الحمدان
07-24-2024, 05:00 PM
إذا ساء فعلُ المرءِ ساءت ظنونُهُ
وصدّق ما يعتاده من توهّمِ

وعادى محبيهِ بقولِ عداتِهِ
وأصبح في ليلٍ من الشكِّ مُظلمِ


المتنبي

الحمدان
07-24-2024, 05:12 PM
تَفْنى اللَّذاذَةُ مِمَّنْ نالَ شَهْوَتَهُ
مِنَ الحَرامِ ويَبْقى الإثْمُ والعارُ

تَبْقى عَواقِبُ سُوءٍ فِي مَغَبَّتِها
لَا خَيْرَ فِي لَذَّةٍ مِن بَعْدِها النّارُ


ابن الجوزي

الحمدان
07-24-2024, 05:13 PM
إِذا عاشَ الفَتى ستينَ عاماً
فَنِصفُ العُمرِ تَمحَقُهُ اللَيالي

وَنِصفُ النِصفِ يَذهَبُ لَيسَ يَدري
لِغَفلَتِهِ يَميناً مِن شِمالِ

وَثُلثُ النِصفِ آمالٌ وَحِرصٌ
وَشُغلٌ بِالمَكاسِبِ وَالعيالِ

......

الحمدان
07-24-2024, 05:14 PM
وِإِذا بُليتَ بِنَكبَةٍ فَاِصبِر لَها
مَن ذا رَأَيتَ مُسلِّماً لا يُنكَبُ

وَإِذا أَصابَكَ في زَمانِكَ شِدَّةٌ
وَأَصابَكَ الخَطبُ الكَريهُ الأَصعَبُ

فَاِدعُ لِرَبِّكَ إِنَّهُ أَدنى لِمَن
يَدعوهُ مِن حَبلِ الوَريدِ وَأَقرَبُ

......

الحمدان
07-24-2024, 05:16 PM
قُلْ لِلَّذِي هجرَ الكِتابَ وما تَلا
في يَومِهِ وردًا مِنَ القُرآنِ

أتراك تُبْصِرُ لِلسَّعادَةِ مَوطِئًا؟
أم تاه قلبك في دجى الأحزانِ

بقلمي

الحمدان
07-24-2024, 05:17 PM
‏يامن خزائنَ جودهِ في قول كُن
‏أمننْ فإنّ الخيرَ عندكَ أجمعُ

‏مالي سوا قرعي لبابِك حيلةٌ
‏فلئن رُدِدت فَأيِّ بابٍ أقرعُ

......

الحمدان
07-24-2024, 05:18 PM
فلو كانتِ الدنيا تُنالُ بفطنةٍ
وفضلٍ وعقلٍ نِلْتُ أعلى المراتبِ

ولكنما الأرزاقُ حَظٌّ وقِسْمَةٌ
بفضلِ مليكٍ لا بحيلةِ طالبِ

......

الحمدان
07-24-2024, 05:19 PM
فَلا تَمنَعَنْ ذا حاجَةٍ جاءَ طالِبًا
‏فَإِنَّكَ لا تَدري مَتى أَنتَ راغِبُ

‏وَإِن قُلتَ في شَيءٍ نَعَم فَأَتِمَّهُ
‏فَإِنَّ نَعَم دَينٌ عَلى الحُرِّ واجِـــبُ

......

الحمدان
07-24-2024, 05:21 PM
دَع ذِكرَهُنَّ فَما لَهُنَّ وَفاءُ
ريحُ الصَبا وَعُهودُهُنَّ سَواءُ

يَكسِرنَ قَلبَكَ ثُمَّ لا يَجبُرنَهُ
وَقُلوبُهُنَّ مِنَ الوَفاءِ خَلاءُ


علي بن أبي طالب

الحمدان
07-24-2024, 05:22 PM
إنِّي صبورٌ على دهري وما فيهِ
‏أُكفكفُ الدمعَ من عيني وأُخفيهِ

‏أُحاربُ اليأسَ بالآمالِ في جلَدٍ
‏وأسألُ اللهَ عنِّي أن يُجافيهِ

......

الحمدان
07-24-2024, 05:26 PM
دَبَبْتُ للمجدِ والساعون قد بلغوا
جَهْدَ النفوس وألقَوا دونه الأُزُرا

وكابدوا المجد حتى ملَّ أكثرُهم
وعانقَ المجدَ مَن أوفى ومَن صَبَرا

لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أنتَ آكلُه
لن تبلغَ المجد حتى تلعَق الصَّبِرا

......

الحمدان
07-24-2024, 05:28 PM
قرآننـا سيظـل نـور هـدايـة ٍ
دستـورَ أمتنـا مـدى الأ جيـال

نـورٌ تكّفلـه الإ لـه بحفـظـه
مـن أن تناولـه يـدُ الأ نـذال ِ

يامـنْ يقطّـعُ ليـلـه بتـرنـم ٍ
قد فزتَ في الإ دبـار والإقبـال ِ

......

الحمدان
07-24-2024, 05:30 PM
خَلعتُ ثوبَ اصطِبارٍ كانَ يَستُرنُي
وبانَ كِذبُ ادِعائي أنَّني جَلِدُ

بكَيتُ حتَّى بكا من ليسَ يعرِفُني
ونُحتُ حتَّى حكاني طائرٌ غَرِدُ

......

الحمدان
07-24-2024, 05:31 PM
يا مَن أراقِبُهُ والوصلُ مُنقطعٌ
‏كيفَ السبيلُ إلى إعلانِ أشواقي

‏ألا تحِنُّ إلى بدرٍ يُصاحِبُنا
‏في ليلةٍ مُلِئتْ أقوالَ عُشاقِ

......

الحمدان
07-24-2024, 05:44 PM
عزّت عليّ مشاعري فدفنتُها
بعد الذبول فمتُّ قبل أواني

لا شيء يُطفئُ عَبرةً مخنوقةً
في القلب إلا رحمةً تغشاني

للظُّلم ألفُ طريقةٍ وأشَدُّها*
أن يعبـثَ الإنسـانُ بالإنسانِ

......

الحمدان
07-24-2024, 05:46 PM
وقالوا تجنَّبها تُفِق فاجتنبتُها
زمانًا فما أسلَى فُؤادي التَّجنُّبُ

وقالوا: تَقرَّب يَخلَقِ الحُبُّ أو تجِد
عُلالةَ قلبٍ! فاختلاني التَّقرُّبُ!

البحتري

الحمدان
07-24-2024, 05:51 PM
قصيدة رائعة للإمام الشافعي
فيها قبسٌ من حكمة، وسيرٌ بك نحو العزة :


إذا المـرء لا يرعـاك إلا تكلفا
فدعه ولا تكثر عليه التأسفا

ففي الناس أبدالٌ وفي الترك راحة
وفي القلب صبر للحبيبِ ولو جفا

فما كل من تهواه يهواك قلبه
ولا كل من صافيته لك قد صفا

إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة
فلا خيـرَ فــي ودٍّ يجيئ تكلفا

الحمدان
07-24-2024, 05:54 PM
قالَ أعرابي ٌ في مدح خالد القسري :

تبرعت لي بالجودِ حتى نعشتني
وأعطيتني حتى حسبتكَ تلعبُ

فأنت الندى وابن الندى وأبو الندى
حليفُ الندى ما للندى عنك مذهبُ

الحمدان
07-24-2024, 05:56 PM
مما قيل في حديث العيون :

كفَى حُزنًا أني أرى من أحبه
قريباً ولا غير العيون تُترجم

فأقسم لو أبصرتنا حين نلتقي
ونحن سكـوتٌ خلتنا نتكلم

......

الحمدان
07-24-2024, 05:58 PM
‏فأين ودادك المألوف عني
‏وأين عتابك القاسي الرقيقُ

‏وأين حديثك المملوء عشقًا
‏وأين كلامك العذب الأنيقُ

‏وأين لقاؤنا يا نبض قلبي
‏وفي عينيك يسحرني البريق

‏عسى الرحمن يأذن في لقاءٍ
‏ويجمع بيننا يومًا طريقُ

......

الحمدان
07-24-2024, 06:00 PM
الآن ترحلُ بعدما استعمرتني
وتقول عذراً إنَّها الأقدارُ

تمضي ونبضُ القلبِ فيك معلّقٌ
وتعي بأن غرامكَ استعمارُ

لا عُذرَ يقنعُني بأنّك مُجبَرٌ
في الحُبِّ لا تجدي معي الأعذارُ

دارت بنا الدُنيا وأنت خذلتني
وغـداً بها تتـبدَّلُ الأدوارُ

......

الحمدان
07-24-2024, 06:03 PM
فَقُلت لَهُ تَفديكَ نَفسي مِن الرَدى
وَلَيسَ مِن الإِنصاف أَن يَقتُل الصَب

لَقَد طالَما ذَرَيت دَمعي وَطالَما
بَكَيت دَمًا حَتّى إِرتَوى مِن دَمي التُرب

وَلَو كانَ قَلبي باقيًا لَأَذَبتُهُ
وَلَكِنَهُ أَودى بِهِ الشَوق وَالكَرب

فَمَن لي بِقَلب يَشتَفي بِعَذابِهِ
مُعذِبُهُ مِنهُ وَإِن لَم يَكُن ذَنب

تَداوَيت مِما بي بِكُل مُجَرب
صَحيحٌ أَفادَتهُ الأَطباءُ وَالكُتب

فَما إِزدَدت إِلّا علة وَصبابَةً
وَلَم تَنقض البَلوى وَما نَفَع الطب

.......

الحمدان
07-24-2024, 06:04 PM
ذَهَبَ الصِّبَا وَتَوَلَّتِ الأَيَّامُ
فَعَلَى الصِّبَا وَعَلَى الزَّمَانِ سَلامُ

تَاللَّهِ أَنْسَى مَا حَيِيتُ عُهُودَهُ
وَ لِكُلِّ عَهْدٍ فِي الْكِرَام ذِمَامُ

......

الحمدان
07-24-2024, 06:06 PM
‏وأستَلِذُّ بلائي فيك يا املي
‏ولستُ عنك مدى الأيّام انصرفُ

‏إن قيل لي تتسلَّى عن مودَّتهُ
‏فما جوابيَ إلَّا اللام والألِفُ

......

الحمدان
07-24-2024, 06:08 PM
وَنَحْنُ الحَاكِمُوْنَ إِذَا أُطِعْنَا
وَنَحْنُ الْعَازِمُوْنَ إِذَا عُصِيْنَا

وَنَحْنُ التَّارِكُوْنَ لِمَا سَخِطْنَا
وَنَحْنُ الْآخِذُونَ لِمَا رَضِيْنَا


عمرو بن كلثوم

الحمدان
07-24-2024, 06:11 PM
وأغيبُ لكني أمدُّ حبالي
‏شوقًا إليك ورغبةً لوصالي

‏نحن انتهينا مُذْ وضعنا نقطةً
‏بعضُ النقاطِ تكونُ للإكمالِ

‏زُرني إذا بلغَ اشتياقُك حدَّهُ
‏أو دَع خيالَك كي يزورَ خيالي

‏ما كنتَ مثلَ العابرين، فإنَّهم
‏مرُّوا علي وأنتَ سِرتَ خِلالي

......

الحمدان
07-24-2024, 06:12 PM
‏صاحبتُ أهلَك في هواك وهم عِدَا
‏وكظمتُ غيظا منهمُ لا يُكظَمُ

‏وألِفتُ فيك بِطانةً مبغوضةً
‏وهجرتُ أهلاً حبُّهم لي ألزَمُ

‏فلأجل نفسٍ ألفُ نفسٍ تُفتَدى
‏ومقامُها منهم أجَلُّ وأعظمُ

‏ولِحبِّ محبوبٍ تُحَبُّ قبيلةٌ
‏ولأجل عينٍ ألفُ عينٍ تُكرَمُ

......

الحمدان
07-24-2024, 06:14 PM
أعيدي الربيعَ لهذي الضِّفاف
‏وقومي من اليأس ما أطوله

‏فخير الخلائق شعبٌ عنيد
‏إذا ما ابتدا حلمه أكمله

......

الحمدان
07-24-2024, 06:25 PM
غُصِصتُ مِنكَ بِما لا يَدفَعُ الماءُ
وَصَحَّ هَجرُكَ حَتّى ما بِهِ داءُ

قَد كانَ يَكفيكُمُ إِن كانَ عَزمُكُمُ
أَن تَهجُروني مِنَ التَصريحِ إيماءُ

أبو نواس

الحمدان
07-24-2024, 06:27 PM
واللهِ لو وقَفَ الأنامُ جميعُهُم
‏وتآمروا كي يمنعوكَ مُناكا

‏وأرادَ ربُّكَ أن تنالَ عطاءَهُ
‏لأتاكَ يعْدو رغْمَ كُلِّ عِداكا

......

الحمدان
07-24-2024, 06:29 PM
‏لا تيأسي فاعتلالُ الروحِ لَيسَ لَهُ
شيءٌ يُداويهِ إِلّا الصبرُ والأملُ

ما أَنتِ إِلّا كغُصنٍ حينَ يعطِفُهُ
ظَرفٌ سيرجعُ للدُّنيا ويعتدلُ

تفاءلي وأَلِحّي بالدُّعاء وثِقي
أنّ السحائِبَ بالبُشرى ستنهَمِلُ

ستُصبِحِينَ على خيرٍ، على فرَحٍ
ما دامَ قلبُكِ بالرحمنِ يتّصلُ

......

الحمدان
07-24-2024, 06:30 PM
أتيتُ نحوكَ لما الدّهر أتعبَني
‏فما لبثتُ و زادت بي جِراحاتي

‏إنّي أتيتُك بأشتاتي لتجمعها
‏ما لي أراكَ و قد شتّتَ أشتاتي

......

الحمدان
07-24-2024, 06:38 PM
‏وأمضي وحيداً في طرائقِ غربتي
‏فدربي طويلٌ و الدُّروبُ عواثرُ

‏أُصبِّرُ نفسي والنّفوسُ ودائعُ
‏وأذكُرُ صحبي والصِّحابُ نَوادرُ

......

الحمدان
07-24-2024, 06:39 PM
‏اسقِيك كأسي وكلُّ الودِّ اسكُبهُ
‏انتَ الحبيبُ وانتَ الحاءُ والباءُ

‏ما كنتُ احلُمُ لولا الحبُ ارهَقَني
‏مِنكَ العَذابُ وانت الريُ وَالماءُ

......

الحمدان
07-24-2024, 06:43 PM
إنِّي صبورٌ على دهرِي وما فيهِ
أكفكفُ الدمعَ من عينِي وأخفيهِ

أحاربُ اليأسَ بالآمالِ في جلَدٍ
وأســألُ اللهَ عني أن يـجافيه.

......

الحمدان
07-24-2024, 06:45 PM
‏ولعلّني رُغْمَ أحتياجي أنْطَوي
وألوذُ بالصلواتِ والخلواتِ

النَّاسُ تهجرُني لعيبٍ واحدٍ
واللهُ يقبلُني على عِلّاتي

......

الحمدان
07-24-2024, 06:46 PM
طرقـتُ الــدار مشتــاقا إليهـم
لعلّــي أن أرى الخــلان فيهـــا

فلــم ألمــح هنـالك أيَّ طيـفٍ
ولم أرَ عــابرا من ســاكنيهــا

سألتُ الدار هل رحلوا جميعا؟
وهل خلَتِ الأماكن من ذويها!

فعــاد الرجـعُ مختنقــا صـداهُ
وحـــرقتُهُ كحــرقة سـائليهــا

وقال الناسُ كلُّ الناسِ تمضي
وهــذي الدارُ تبكــي راحليهــا


َ......

الحمدان
07-24-2024, 07:47 PM
يا من يحن إلى نجدٍ وناديها
غرناطةٌ قد ثوت نَدْدٌ بواديها

قف بالسّبيكة وانظر ما بساحتها
عقيلة والكثيب الفرد جاليها

تقلّدت بوشاح النهر وابتسمت
أزهارها وهي حليٌ في تراقيها

وأعين النرجس المطلول يانعة
ترقرقَ الطلّ دمعاً في مآقيها

وافترّ ثغر أقاحٍ من أزاهرها
مقبّلاً خدَّ ورد من نواحيها

كأنما الزهر في حافاتها سحراً
دراهمٌ والنسيم اللَّدْنُ يَجْبيها

وانظر إلى الدوح والأنهار تكنُفُها
مثل الندامى سواقيها سواقيها

كم حولها من بدور تجتني زَهَراً
فتحسب الزهر قد قبَّلْن أيديها

حصباؤها لؤلؤ قد شفَّ جوهرها
والنهر قد سال ذوباً من لآليها

نهر المجرة والزهر المطيفُ به
زُهرُ النجوم إذا ما شئت تشبيها

يزيد حسناً على نهر المجرّة قد
أغناه دُرُّ حَبابٍ عن دراريها

يدعى المنجّم رائيه وناظره
مسمَّياتٌ أبانتها أساميها

إن الحجاز مغانيه بأندلسٍ
ألفاظها طابقت منها معانيها

فتلك نجد سقاها كلُّ منسجمٍ
من الغمام يُحيّيها فيُحْييها

وبارقٌ وعُذيبٌ كلّ مبتسم
من الثغور يُجلّيها مُجَلِّيها

وإن أردت ترى وادي العقيق فَرِدْ
دموعَ عاشقها حمراً مجاريها

وللسبيكة تاج فوق مفرقها
تودُّ دُرُّ الدراري لو تُحلّيها

فإن حمراءها والله يكلؤُها
ياقوتةٌ فوق ذاك التاج يُعليها

إن البدور لتيجانٌ مُكَّلَلة
جواهرُ الشهب في أبهى مجاليها

لكنها حَسَدَتْ تاج السّبيكة إذ
رأت أزاهرهُ زهراً يُجَلِّيها

بروجها لبروج الأفق مُخْجِلةٌ
فشُهبُها في جمال لا تضاهيها

تلك القصور التي راقت مظاهرها
تهوى النجومُ قصوراً عن معاليها

لله لله عيناً من رأى سحراً
تلك المنارة قد رقَت حواشيها

والصبحُ في الشرق قد لاحت بشائره
والشُّهب تستنُّ سبقاً في مجاريها

تهوي إلى الغرب لما غالها سَحَرٌ
وغمَّضَ الفجرُ من أجفان واشيها

وساجع العود في كف النديم إذا
ما استوقفت ساجعات الطير يُغريها

يبدي أفانين سحر في ترنّمه
يُصبي العقولَ بها حسناً ويَسبيها

يَجُسُّهُ ناعمُ الأطراف تحسبها
لآلئاً هي نورٌ في تلاليها

مقاتل بلحاظٍ قوسُ حاجبها
ترمي القلوبَ بها عمداً فتُصميها

فباكر الروض والأغصان مائلة
يثني النفوسَ لها شوقاً تَثنّيها

لم يرقصِ الدّوح بالأكمام من طرب
حتى شدا من قيان الطير شاديها

وأسمعتها فنون السحر مبدعةٌ
وُرْقُ الحمام وغنّاهَا مُغنّيها

غرناطة آنسَ الرّحمنُ ساكنَها
باحت بسر معانيها أغانيها

أَعْدَى نسيمُهُمُ لُطْفاً نفوسَهمُ
فرقة الطبع طبعٌ منه يُعْديها

فَخلّدَ الله أيام السرور بها
صُفراً عشيَّاتها بيضاً لياليها

وروّضَ المحل منها كلُّ منبجسٍ
إذا اشتَكَتْ بقليل الجدب يُرويها

يحكي الخليفةَ كفّاً كلّما وَكَفَتْ
بالجود فوق موات الأرض يُحييها

تُغْني العفاةَ وقد أمّتْ مكارمُه
عن السؤال وبالإحسان يُغْنيها

لها بنانٌ فلا غيثٌ يساجلُها
جوداً ولا سحبُه يوماً تدانيها

فإن تصُبْ سحبُه بالماء حين هَمتْ
بعسجدٍ ولُجَيْنٍ صاب هاميها

يا أيها الغوثُ أنت الغوثُ في زمن
ملوكُه تَلِفَتْ لولا تلافيها

إن الرعايا جزاك الله صالحة
ملكت شرقاً وغرباً من يراعيها

إن الخلائق في الأقطارِ أجمعها
سوائمٌ أنت في التحقيق راعيها

فكلُّ مصلحة للخلق تحكمها
وكلّ صالحة في الدين تنويها

إذا تيمَّمْتَ أرضاً وهي مجدبةٌ
فرحمةُ الله بالسقيا تُحيِّيها

يا رحمةً بثّت الرُّحمَى بأندلسٍ
لولاك زُلزلتِ الدنيا بمن فيها

في فضل جودك قد عاشت مشيختها
في ظل أمنك قد نامت ذراريها

في طول عمركَ يرجو الله آملُها
بنصر ملكك يدعو اللهَ داعيها

عوائدُ الله قد عُوِّدْتَ أفضلها
لتبلغ الخَلْقُ ما شاءت أمانيها

سُلَّ السعودَ وخَلِّ البيضَ مُغمدةً
واضربْ بها فريةَ التَّثليث تَفْريها

لله أيامك الغرٌُّ التي اطَّردَتْ
فيها السعودُ بما ترضى ويُرضيها

لله دولتك الغَرَّاء إنّ لها
لكافلاً من إله العرش يكفيها

هيهاتَ أن تبلغَ الأعداءُ مأرُبَةٌ
في جريها وجنودُ الله تحميها

هذي سيوفك في الأجفان نائمة
والمشركون سيوف الله تُفنيها

سريرةٌ لك في الإخلاص قد عَرَفَتْ
حُسْنى عواقبها حتى أعاديها

لم يحجب الصبحُ شهبَ الأفق عن بصر
إلا وهديُك للأبصار يُبديها

يا ابن الملوك وأبناء الملوك إذا
تدعو الملوكُ إلى طوع تُلَبّيها

أبناءُ نصرٍ ملوك عزّ نصرُهُمُ
وأوسعوا الخلق تَنْويها وترفيها

هم المصابيح نور الله موقدها
تضيء للدين والدنيا مشاكيها

هم النجوم وأفق الهدْي مطلعها
فوزاً لمَهْديِّها عزاً لهاديها

هم البدور كمالٌ ما يفارقها
هم الشموسً ظلام لا يُواريها

قضت قواضبُها أن لا انقضاء لها
وأمضت الحكمَ في الأعدا مواضيها

وخلّدت في صفاح الهند سيرتها
وأسندت عن عواليها معاليها

وأورثتك جهاداً أنت ناصره
والأجر منك يُرضِّيها ويحظيها

كم موقف ترهب الأعداءُ موقفَهُ
والخيل تَردي ووقع السُّمر يُرديها

ثارت عجاجته واليوم محتجبٌ
والنقع يؤثر غيماً من دياجيها

وللأسنة شهب كلما غربت
في الدار عين تجلَّت من عواليها

وللسيوف بروقٌ كلما لمعت
تُزجي الدماء وريح النصر يُزجيها

أطلعتَ وجهاً تريك الشمسَ غُرَّتُهُ
تبارك الله ما شمسٌ تُساميها

من أين للشمس نطق كله حكم
يفيدها كلَّ حين منك مُبديها

لك الجيادُ إذا تجري سوابقها
فللرياح جيادٌ ما تجاريها

إذا انبرت يومَ سبقٍ في أعنَّتها
ترى البروق طلاحاً لا تباريها

من أشهبٍ قد بدا صبحاً تُراعُ له
شُهبُ السماء فإن الصبح يخفيها

إلا التي في لجامٍ منه قيَّدَها
فإنه سامها عزَّ وتنويها

أو أشقرٍ مرّ عن شقر البروق وقد
أبقى لها شفقاً في الجو تنبيها

أو أحمرٍ جمره في الحرب متّقدٌ
يعلو لها شَررٌ من بأس مُذكيها

لون العقيق وقد سال العقيق دماً
بعطفه من كُماةٍ كرَّ يُدميها

أو أدهمٍ ملء صدر الليل تنعله
أهلّة فوق وجه الأرض يبديها

إن حارت الشهبُ ليلاً في مقَّلده
فصبح غُرَّته بالنور يَهديها

أو أصفرٍ بالعشيّات ارتدى مرحاً
وعُرفُه بتمادي الليل يُنبيها

مُموّهٌ بنفارٍ تاه من عجب
فليس يعدمُ تنويها ولا تيها

وربّ نهر حسام رقَّ رائقه
متى تَرِدْهُ نفوسُ الكفر يُرديها

تجري الرؤوس حباباً فوق صفحته
وما جرى غير أن البأس يُجريها

وذابلٍ من دم الكفّار مشربُه
يَجني الفتوحَ وكفُّ النصر تجنيها

وكم هلالٍ لقوسٍ كلَّما نبضتْ
ترى النجومَ رجوماً في مراميها

أئمة الكفر ما يَمَّمْتَ ساحتها
إلا وقد زُلزلتْ قسراً صياصيها

يا دولة النصر هل من مبلغ دولاً
مضينَ أنك تُحييها وتُنسيها

أو مبلغ سالفَ الأنصار مأكلةً
والله بالخلد في الفردوس يَجزيها

أن الخلافة أعلى الله مظهرها
أبقتْ لنا شرفاً والله يبقيها

يا ابن الذين لهم في كل مكرمة
مفاخرٌ ولسان الدهر يُمليها

أنصار خير الورى مختار هجرته
جيران روضته أكرمُ بأهلِيها

أسمتهُمُ الملّة السمحاءُ تكرمةً
أنصارَها وبهم عزّتْ أواليها

ففي حُنَيْنٍ وفي بدرٍ وفي أُحُدٍ
تُلْفَى مفاخرهم مشهورةً فيها

وَلْتَسْأَلِ السِّيَرَ المرفوعَ مسندُها
فعن مواقفهم تُرْوى مغازيها

مآثرٌ خلَّد الرّحمن أُثرتها
ينصّها من كتاب الله تاليها

له الجهاد به تسري الرياح إلى
ممالك الأرض من شتى أقاصيها

تُحدى الركاب إلى البيت العتيق به
فمكّةٌ عَمَرَتْ منه نَواديها

بشائرٌ تسمعُ الدنيا وساكنها
إذا دعا باسمك الأعلى مُناديها

كفى خلافَتَكَ الغراءَ منقبةٌ
أنّ الإلهَ يُوالي من يُواليها

وقد أفاد بنيه الدهرُ تجربةً
أنّ الإلهَ يُوالي من يُواليها

إذا رميت سهام العزم صائبةً
فما رميتَ بل التوفيق راميها

شكراً لمن عظمت منا مواهبُهُ
وإنْ تُعَدَّ فليس العدُّ يُحصيها

عما قريبٍ ترى الأعيادَ مُقبلةً
من الفتوح ووفدُ النصر حاديها

وتبلغُ الغاية القصوى بشائرها
فقد أظلتْ بما ترضى مباديها

فاهنأ بما شئت من صنع تُسَرُّ به
وانْو الأمانيَّ فالأقدار تُدنيها

مولايّ خذها كما شاءت بلاغتها
ولو تُبَاعُ لكان الحسنُ يَشريها

أرسلتها حيثما الأرواح مرسلةٌ
نوادراً تنشر البشرى أمانيها

جاءت تُهنيك عيد الفطر معجبةً
بحسنها ولسانُ الصدق يُطريها

البِشر في وجهها واليمن في يدها
والسّحرُ في لفظها والدرُّ في فيها

لو رصَع البدر منها تاج مفرقه
لم يرضَ درَّ الدراري أن تحُلّيها

فإن تكن بنتُ فكري وهو أوحدها
نُعماك في حِجره كانت تُربّيها

في روض جودك قد طوّقتني مِننا
طوقَ الحمام فما سجعي مُوَفيّها

ولو أعرتُ لسان الدهر يشكرها
لكان يقصرُ عن شكرٍ يُوَفّيها

بقيتَ للدين والدنيا إمامَ هدى
مبلَّغ النّفس ما ترجو أمانيها

والسعد يجري لغايات تؤمِّلها
ما دامتِ الشُّهب تجري في مجاريها


ابن زمرك
العصر المملوكي

الحمدان
07-24-2024, 08:15 PM
واحرَّ قَلباهُ مِمَّن قَلبُهُ شَبِمُ

وَمَن بِجِسمي وَحالي عِندَهُ سَقَمُ

ما لي أكَتِّمُ حُبّاً قَد بَرى جَسَدي

وتَدَّعي حبَّ سيفِ الدَولَةِ الأمَمُ

إن كانَ يَجمَعُنا حبٌّ لِغُرَّتِهِ

فليتَ أنَّا بِقَدْرِ الحبِّ نَقتسِمُ

قَد زُرتُهُ وسيوفُ الهندِ مُغمَدَةٌ

وقد نظرتُ إليه والسُيوفُ دَمُ

فَكانَ أحْسنَ خَلق الله كلِّهِمُ

وكانَ أحسنَ ما في الأحسَنِ الشِّيَمُ

فوتُ العدوِّ الذي يَمَّمْتُه ظَفَرٌ

في طيّه أسَفٌ في طيّه نِعَمُ

قد نابَ عنكَ شديدُ الخوفِ واصْطنَعَتْ


المتنبي
العصر العباسي

الحمدان
07-25-2024, 01:04 PM
كلُّ زرعٍ فإنه للحصادِ
والمنايا روائح وغوادي

رحم اللّه من مضى ووقاكُمْ
نُوَبَ الدهر يا بني حمَّادِ

فلئن نلتُم سُعُود جُدودٍ
ما حُرمتُمْ مكارمَ الأجدادِ

ولئن لم يكن من الموت بُدٌّ
إن معروفكم لبَالمرصادِ

فاسلموا وانعموا بخير متاعٍ
واسعدوا بعده بخير مَعادِ

جعل اللّه عَيْشكم خير عيش
ما حَيِيتُمْ وزادكُمْ خير زادِ

ووقاكم كيْدَ البغاة ولا قلـ
ـلَلَ أمدادكم من الحُسّادِ

يا بني النُسْكِ والحكومة والحكـ
ـمة والعدل والنُّهَى والرشادِ

إن فعلتم ففعلُكُمْ لصواب
أو نطقتم فنطقكم لسَداد


ابن الرومي
العصر العباسي

الحمدان
07-25-2024, 01:05 PM
دهرٌ يُشَيِّعُ سَبْتَه أحَدُهْ
متتابعٌ ما ينقضي أمَدُهْ

والحالُ من سعدٍ يساعدنا
طوراً ونحْسٍ مُعْقَبٍ نكدُهْ

يومٌ يبكِّينا وآونةً
يومٌ يبكِّينا عليه غَدُهْ

نبكي على زمن ومنْ زمنٍ
فبكاؤنا موصولةٌ مُدَدُهْ

ونرى مكارِهَنا مخلَّدةً
والعمرُ يذهب فانياً عَدَدُهْ

أفلا سبيل إلى تَبَحْبُحِنا
في سرمدٍ لا ينقضي أبَدُهْ

سَكْرى شبابٍ لا يعاقبه
هرمٌ وعيشٌ دائم رغَدُهْ

لا خير في عيشٍ تَخَوَّنُنا
أوقاتُهُ وتَغولنا مُدَدُهْ

يُعطَى الفتى الأيامَ يُنفقها
وقصاصُها أن يقترى جَلدُهْ

من أقرض الأوقاتَ أتلفَها
وقضى جميعَ قُرُوضِها جسَدُهْ

حتى يُغَيَّبَ في مُطَمْطَمَةٍ
لا أهلُه فيها ولا ولَدُهْ

وأجَلُّ ذلك أن تُرِكتُ سُدىً
من قاصم وأقرَّني بلَدُهْ

ملك إذا اسودّتْ لديَّ يدٌ
من غيره ابيضَّت لديَّ يدُهْ

مهما عَدِمْنا من سَدىً وندىً
عندَ الملوك فعندَه نَجِدُهْ

خلَتِ الإساءةُ من إرادته
ويريد إحساناً ويعتمدُهْ

ما انفكَّ يرفعُني وينفعُني
حتى أضرَّ بحاسدي حسدُهْ

قالتْ فضائلُهُ لآملهِ
نِعْم الفتى للدّهر تَعْتَقِدُهْ


ابن الرومي

الحمدان
07-25-2024, 01:05 PM
هنيئاً بني العباس إن إمامَكُمْ
إمام الهدى والجود والبأس أحْمَدُ

كما بأبي العباس أنشئ مُلكُكُمْ
كذا بأبي العباس منكم يُجدّدُ

إمامٌ يظلُّ الأمسُ يُعْمِلُ نحوه
تلفُّتَ ملهوف ويشتاقُه الغدُ

يودّ الزمانُ المنقضي عنه أنه
عليه لِزامٌ آخرَ الدهر سرمدُ


ابن الرومي

الحمدان
07-25-2024, 01:06 PM
لم يكن ما كان شيئاً يُعتمدْ
بل أموراً وافقت يوم الأحدْ

شَغَلَتْنا عن نصيبٍ وافرٍ
من سرورٍ بك يا ذُخْر الأبدْ

وسَنُعْفِي بوفاء صادقٍ
ولنا الحُظوةُ فيه والرَّشَدْ

وكفانا زاجراً عن غَدْرةٍ
قولُهُمُ أنجَز حرٌّ ما وعدْ

وكَفَانا مُسْتَحثّاً قولهم
لا تُؤخِّر لذّةَ اليوم لغدْ


ابن الرومي