مشاهدة النسخة كاملة : هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
الحمدان
05-25-2024, 12:54 PM
شبيهُ الروحِ لكنْ أنتَ روحي
ونبضُ القلبِ من نسماتِ روحي
إذا كان السحاب يمر يوماً ..
على أرضٍ مجردة بروحي ..
فأنت سحابة الغيث المجلل
وميضُ البرقِ من مزنٍ يلوحِ
أغثتَ جوانحي وأغثتَ قلبي
وغيثُ الوصلِ قد أشفى جروحي
أ.سعيد أحمد الزهراني
الحمدان
05-25-2024, 12:55 PM
أرخصتِني مِن بَعد ما أغليتِني
وحططتني، ولطالمَا أعليْتنِي
بادرتِني بالعزلِ عن خططِ الرّضَى
وَلَقد مَحضْتِ النّصْحَ، إذْ وَلّيْتِني
هَلاّ، وَقَدْ أعْلَقْتِني شَرَكَ الهَوَى
عَلّلْتِني بِالوَصْلِ، أوْ سَلّيْتِني؟
الصّبرُ شَهْدٌ، عِنْدَمَا جَرّعْتِني
وَالنّارُ بَرْدٌ، عِنْدَمَا أصْلَيْتِني
كنتِ المُنى، فأذقتنِي غصصَ الأذى
يا لَيْتَنِي ما فُهْتُ فِيكِ بِلَيْتَني
.......
الحمدان
05-25-2024, 12:55 PM
لا تنتقد خجلي الشديد فإنني
بسيطة جدا وأنت خبير
يا سيد الكلمات هب لي فرصة
حتى يذاكر درسه العصفور
خذني بكل بساطتي وطفولتي
أنا لم أزل أخطو وأنت قدير
من أين تأتي بالفصاحة كلها؟
وأنا يتوه على فمي التعبير
أنا في الهوى لا حول لي أو قوة
إن المحب بطبعه مكسور
يا هادئ الاعصاب إنك ثابت
وأنا على ذاتي أدور أدور
الأرض تحتي دائما محروقة
والأرض تحتك مخمل وحرير
فرق كبير بيننا ياسيدي
فأنا محافظة وأنت جسور
وأنا مقيدة وأنت تطير
وأنا مجهولة جدا وأنت شهير
خذني بكل بساطتي وطفولتي
أنا لم أزل أخطو وأنت قدير
.......
الحمدان
05-25-2024, 12:56 PM
يا أيُّها الصوتُ الّذي أحببتهُ
ورأيتُ فيه هدايتي ورَشادي
لكَ في الحضورِ تلهُّفي وتودُّدي
لك في الغياب محبّتي وودادي
شوقي
الحمدان
05-25-2024, 12:56 PM
أو نلتقي بعد الوفاءِ كأننا
غرباءُ لم نحفظ عهوداً بيننا
يا من وهبتُكِ كل شيء إنني
ما زلتُ بالعهد المقدسِ مؤمنا
فإذا انتهت أيامُنا فتذكري
أن الذي يهواكِ في الدنيا
أنا
.......
الحمدان
05-25-2024, 12:58 PM
وإنّي أشتكي لله منّي
فيا ربّي ويا سندي أعنّي
أجرني من هوى نفسي فإنّي
أتوب إليك من طبع التمنّي
ولي طمع بعفو منك عنّي
ومغفرة تجاوز حُسن ظنّي
.......
الحمدان
05-25-2024, 12:59 PM
ربّاهُ والقلبُ يثوي في حـناياهُ
يدعو ويرجو جميلَ الصّفحِ ربّاهُ
فالقلبُ مُفتقرٌ، والعـمْرُ مُنصرمٌ
فامننْ إلهَ الورى وسَوِّ مسـعاهُ
هذا وثاقي فـلمّا أنْ سعيتُ بهِ
ضلَّ المسيرُ ورحتُ أقولُ أوّاهُ
ربَّ الوجودِ فمنْ إلّاكَ يرحمني
عبدٌ هَــفا وهــجيرُ البعدِ أضناهُ
.......
الحمدان
05-25-2024, 12:59 PM
قرّب خطاكَ الروحُ أنهكها الحلك
وابسط مداكَ اشتقتُ أن أشكوكَ لك
قرّب خطاك ولا تسل .. عمّا مضى
ودع العتاب .. فما أتيت لأسألك
حقاً تعبتُ .. أما تعبتَ؟ ألم يئن؟
أن تستردّ من الضياع .. مُدللّك
القلب يا ابن القلبِ بعدك ميّتٌ
فتعال أُحيي في وصالك .. ماهلك
.......
الحمدان
05-25-2024, 01:00 PM
أنتَ من غابَ أم أنا ضجَّ قلبي
بانتظاري وللسكونِ اعترافُهْ
ويحَها الذكرياتُ هبَّتْ كريحٍ
فوقَ نهرٍ فما استقرَّتْ ضفافُهْ
ويحها ما تزالُ تذرو غريباً
ذابَ من لوعةِ التنائي شغافُهْ
ككتابٍ أنا سخينُ دموعي
حبرُ أوراقهِ وشوقي غلافُهْ
.......
الحمدان
05-25-2024, 01:00 PM
ربّاهُ، والقلبُ يثوي في حـناياهُ
يدعو ويرجو جميلَ الصّفحِ ربّاهُ
فالقلبُ مُفتقرٌ، والعـمْرُ مُنصرمٌ
فامننْ إلهَ الورى وسَوِّ مسـعاهُ
هذا وثاقي فـلمّا أنْ سعيتُ بهِ
ضلَّ المسيرُ ورحتُ أقولُ: أوّاهُ!
ربَّ الوجودِ فمنْ إلّاكَ يرحمني؟
عبدٌ هَــفا وهــجيرُ البعدِ أضناهُ
........
الحمدان
05-25-2024, 01:01 PM
خفِّف عَنِ النَّاسِ مَا يلقونَ مِن ألمِ
فَإنْ عَجِزتَ فَأخرِج طَيِّبَ الكلِمِ
وانسُج مِنَ الفألِ أثوابًا لتُفرحَهُمْ
وَكُن كنُورٍ لهُم فِي أحلَكِ الظُّلَمِ
لا يُسعِدُ النَّاس فِي قَولٍ وفِي عَمَلٍ
إلاّ امرُؤ طيِّبُ الأخْلَاقِ والشِّيَمِ
.......
الحمدان
05-25-2024, 01:01 PM
يا أيها الغُصنُ الضَّعيفُ البَالِي
إنَّ السِّقايةَ فِيك شِبهُ سُدى
النَّاس تسْقِي غُصنَها بتعَالي
فَيصيرُ مُخضرًّا عليهِ نَدى
أَسقِيكَ يا مغرور عشرَ ليالِي
فَتزيد عصيانًا بدون مدى
لو أنَّ بيعكَ مُمكنًا بالمالِ
لعرضت بيعك للعدو فدا
سَيُعيدهُ مُتحجِّجاً إهمالي
سيقول هذا الغصن بيع ردا
مَا الغُصنُ إلا قَلبي المغتالِ
بين السنين الحائرات غدا
لمْ يُرضهِ لِينٌ وطيبُ خِصالي
كلا وبِالنبض الجَريحِ شَدا
.......
الحمدان
05-25-2024, 01:02 PM
نَم لا حُرِمتَ لَذيذَ النَّومِ يا سَكَني
وَخَلِّ عَنّي وَما أَلقى مِنَ الوَسَنِ
لا تَحبِسِ الرِّيحَ عَنّي حينَ تَنفُح لي
بِالوَصلِ مِنكَ وَلا تَنهى عَنِ الحَزَنِ
إِن كُنتَ تَكرَهُ ما يُغوى الفُؤادُ بِهِ
فَقُل لعَينِكَ لا تَنفيهِ بِالأَمَنِ
أَهوى هَواكَ يُكَلِّي لا أَخُصُّ بِهِ
بَعضي وَلَو نِمتُ مِن حُبّيكَ في الكَفَنِ
يا مَعدِنَ الحُسن في الدُّنيا وَغايَتهِ
وَيا أَميراً بِعَينَيهِ عَلى الفِتَنِ
.......
الحمدان
05-25-2024, 01:02 PM
أحِنُّ إلى أرْضِ الْحِجَازِ وَحَاجَتي
خيام بنجد دونها الطرف يقصر
وما نظري من نحو نجد بنافعي
أجَلْ، لاَ، وَلكنِّي عَلَى ذاكَ أنْظُرُ
أفي كل يوم عبرة ثم نظرة
لَعَيْنِكَ يجْرِي مَاؤُهَا يَتَحدَّرُ
متى يستريح القلب إما مجاور
حزين وإما نازح يتذكر
يقولون كم تجري مدامعُ عينهِ
لها الدهر ، دمعٌ واكف يتحدر
وليس الذي يجري من العين ماؤها
وَلَكِنَّهَا نَفْسٌ تَذُوبُ وَتَقْطُرُ
.......
الحمدان
05-25-2024, 01:03 PM
هل شاب حبك مثل شَعرك سيدي
فرفعتَ راية شيبك استنفارا؟
فأجبتها: ما شاب رأسي إنٍما
وقع الرمادُ بمفرقي فأنارا
من نار حبك يا حبيبة مسّني
هذا البياض أتطفئين النارا؟!
سيعود شعري أسودا لكن لي
قلب أقر حبيبتي إقرارا
سيدوم فيه الشيب عند فراقنا
يا ليت لي في حبنا أعمارا
.......
الحمدان
05-25-2024, 01:03 PM
ما بين نصين نصٌ منكِ يأتيني
يا أبلغ الناس في عيني ويكفيني
كم أكره اللحن إلا منكِ يا أملي
فلحنكِ العذب أهواه ويعنيني
أبيات شِعركِ إن جاءت مكسرة
فهي الجوابرُ لي يا قرة العينِ
.......
الحمدان
05-25-2024, 01:04 PM
احفظ أخاكَ ولا تخسَر مودَّتَهُ
من هَفوةٍ منه أو مِن بعضِ زَلَّاتِ
كي لا تكونَ إذا اجتاحتكَ عاصفةٌ
كفاقدِ السَّاقِ يمشِي دونَ مِنْسَاةِ
.......
الحمدان
05-25-2024, 01:04 PM
أسهرُ الليلَ وحولي كتبي
وخيالي وضياء الشهُب
ويراع في يدي مرتعش
ومنى أحسبها تهزأ بي
أسهر الليل فمن يسمعني
حينما أشكو ومن يشعر بي
أنجوم الليل ما أحسبها
علمت عن شاعر مكتئب
من ترى يسمعني في لجة
من ظلام تاه فيها مركبي
إنه الرحمن سلمت له
كل أمري إنه أرحم بي
.......
الحمدان
05-25-2024, 01:05 PM
الحب شيء في الفؤاد له ألَق
الحب زهرٌ في المشاعرِ أو أرق
ما قيمةُ الحب وقيمةُ أهلهِ
إن كنّا نحكيه خفاءً للورق؟
فالحب في صوت الدعاء أمانةٌ
وصلٌ برغمِ مكاننا حين افترَق
و الحب إن غاب اللقاءُ، لقاؤنا
ذكرٌ وفيّ للفـؤاد إذا طرق
الحبّ أن تأتي بحينِ إجابةٍ
فأراكَ في الدعواتِ أوّل من سبق
.......
الحمدان
05-25-2024, 01:05 PM
ياعاشقَ اللحنِ ما أصًلحتُ أوتاري
إلا لأعزفَ منها لحنيَ السّاري ..
تجري إليك القوافي وهي شاخصةٌ
ترنو إليكَ بإجلالٍ وإكبارِ ..
تمتدّ نحوَك كفُّ الشعرِ طاهرةً
من سوءِ لفظٍ ومن تشويهِ أفكارِ
كأنما ساحةُ الأشواقِ حينَ جرى
مِحراثُ شعريَ فيها حقلُ أزهارِ
العشماوي
الحمدان
05-25-2024, 01:06 PM
يا طارق الباب رفقاً حين تطرقهُ
فإنه لم يعد في الدار أصحابُ
تفرقوا في دروبِ الأرض وانتثروا
كأنه لم يكن أنسٌ وأحبـابُ
ارحم يديك فما في الدار من أحد
لا ترج رداً فأهل الود قد راحوا
ولترحم الدار .. لا توقظ مواجعها
للدور روحٌ .. كما للناس أرواحُ
.......
الحمدان
05-25-2024, 01:07 PM
لا تَقتَرِبْ مِنِّي كثيرًا إنَّ في
قَلبي الَّذي تَهْواهُ نارًا تَلفَحُكْ
لا تَبتَعِد عَنِّي كثيرًا إنَّ في
عَينَيَّ دَمعًا لو هَجَرتَ سَيَفضَحُكْ
كُن بَينَ قُربِكَ وابتِعادِكَ مِثلَما.ط
أَهْوى وإِلَّا لا تَلُم مَّن يَجرَحُكْ
.......
الحمدان
05-25-2024, 01:08 PM
يا أحسنَ الناسِ يا من لا أبوح به
يا من تجَنى وما أحلى تجَنيهِ
قد أتعسَ اللّهُ عيناً صرتَ توحشها
وأسعدَ اللّهُ قلباً صرت تأويه
.......
الحمدان
05-25-2024, 01:09 PM
وفي عينيك ألقيت الأماني
وقلت الآن أصفح عن زماني
قضيت العمر أبحث عنك حلما
رأيتك من سنين في كياني
تركت القلب عندك دون خوف
وأخشى أن يموت إذا أتاني
فإن سألوك يوما عن فؤادي
وكيف يعيش مذهول الأماني
فقولي إن حبك كان لحنا
كحلم لاح في ليل الزمان
عشقتك ذات يوم في ضياعي
وفي عينيك أصفح عن زماني
.......
الحمدان
05-25-2024, 01:10 PM
أَلْقَيتُ بينَ يديكَ كُلَّ عِتَادِي
وأَرَحْتُ مِنْ هَمِّ الطَّريقِ جَوادِي
وفَرَرْتُ مِنْ لَفْحِ العَواصفِ حِينمَا
طَالَ الرَّحيلُ، وماتَ صَوتُ الحَادِي
وتَجَاوبَتْ أَصْداءُ صَمْتِي في الرُّبَى
وعَلَى السُّهولِ وعِنْدَ مَجْرَى الوادِي
ولَمَحْتُ أَوراقَ الخريفِ يَجُرُّهَا
مِن خلفهِ ذيلُ النسيمِ الهَادِي
فتركْتُ فِي الصحراءِ كُلَّ قصائِدِي
ودَفَنْتُ بينَ رمالِهَا إنْشَادِي
وعلَى شواطئِ نَاظِرَيكَ تَقَطَّعَتْ
أسبابُ سَعْيِي وانْطَوتْ أَبْعادِي
فَارْمِي قيودي باللهيبِ وحَطِّمي
أسوارَ رُوحِي، واقلعِي أَوتادِي
كالنارِ،كالأعصارِ قُودِينِي إلَى
قدَرِي، ولا تَسْتَسْلِمِي لِعِنَادي
يا نَجم إنْ سألَ الشعاعُ: فَإنَّني
سافرتُ في ركبِ الزهورِ الغَادِي
صَحبِي هناكَ على السفوحِ تركْتُهُم
ينعونَ جهلي، وانْقِيَادَ فُؤادِي
وملاعبَ الأنسِ الرضيعِ هَجرْتُهَا
وهجرتُ فيهَا مَضجعِي ووِسَادي
عجباً.. أَتَذْبُلُ في الربيعِ خَمائِلي
ويضيعُ في ليلِ الشتاءِ جِهَادي
.......
الحمدان
05-25-2024, 01:10 PM
ولو خيرت في وطن
لقلت هواك أوطاني
ولو أنساك يا عمري
حنايا القلب تنساني
إذا ما ضعت في درب
ففي عينيك عنواني
.......
الحمدان
05-25-2024, 01:11 PM
كُلما وافاكَ صبحٌ
مُدَّ للأنوارِ راحَكْ
وابتسمْ للكونِ واسكبْ
في مآقيهِ انشراحَكْ
أيُّها القارئُ حرفي
أسعدَ اللهُ صباحَكْ
.......
الحمدان
05-25-2024, 01:11 PM
سقى اللهُ أرضاً لستُ أنسى عهودها
ويا طولَ شَوْقي نحوَها وَحَنيني
بلادٌ إذا شارَفْتُ منها نُجُومَهَا
بَدا النّورُ في قَلبي وَفَوْقَ جَبيني
.......
الحمدان
05-25-2024, 01:12 PM
واختَرْ لِنَفْسِكَ منْزلاً تعْلو به
أَوْ مُتْ كريماً تَحْتَ ظلِّ القَسْطَل
فالموتُ لا يُنْجيكَ منْ آفاتِهِ
حصنٌ ولو شيدتهُ بالجندل
موتُ الفتى في عزهِ خيرٌ له
منْ أنْ يبيتَ أسير طرفٍ أكحل
.......
الحمدان
05-25-2024, 01:13 PM
أفرطتُ في عَتبي ، فملَّ عتابي
وسكتُّ كي يرضى ، فزادَ عذابي
و هجرتهُ كي أستريحَ من العنا
فوجدتهُ في غربتي وغيابي
.......
الحمدان
05-25-2024, 01:13 PM
يـا فاتن العينين جئتُكَ مرهقا
من وحي حُسنكَ راعني أن أُقتلا
تلكَ العيون الناعِساتُ فتكنَ بي
باللّحظِ أم بالكُحل صرتُ مجندلا؟
القتلُ في شرعِ الإلهِ محرمٌ
وبشرع حُسنِكَ لا يزال مُحلّلا
.......
الحمدان
05-25-2024, 01:13 PM
ما كان فِي ماضِي الزمَانِ محرماً
لِلنَّاسِ في هَذَا الزمانِ ُمباحُ
صاغوا نعوتَ فضائلٍ لِعيوبِهِم
فَتعَذّرَ التميِيز وَالإِصلاَحُ
فالفتك فنٌ والخِداع سِياسة
وغِنى اللصوصِ براعةٌ ونجاحُ
والعري ُظرفٌ والفساد تمدن
والكذْب لطف والرياء صلاحُ
أحمد شوقي
الحمدان
05-25-2024, 01:14 PM
قَلِيلٌ مَنْ يَدُومُ عَلَى الْوِدَادِ
فلا تَحفَل بِقربٍ أو بِعادِ
إِذَا كَانَ التَّغَيُّرُ في اللَّيَالِي
فَكَيْفَ يَدُومُ وُدٌّ في فُؤَادِ
وَمنْ لَكَ أَنْ تَرَى قَلْباً نَقِيًّا
ولمَّا يَخلُ قلبٌ مِن سوادِ
فلا تَبذل هواكَ إلى خليلٍ
تَظُنُّ بِهِ الْوَفَاءَ وَلاَ تُعَادِ
وَكُنْ مُتَوَسِّطاً في كُلِّ حَالٍ
لِتأمنَ ما تخافُ مِنَ العِناد
وما الدُّنيا سوى عَجزٍ وحِرصٍ
هُمَا أَصْلُ الْخَلِيقَة في الْعِبَادِ
حَيَاة الْمَرْءِ في الدُّنْيَا خَيَالٌ
وَعَاقِبَة الأُمُورِ إِلَى نَفَادِ
فَطُوبى لاِْمرِىء غَلَبَتْ هَوَاهُ
بصيرته فباتَ على رَشادِ
.......
الحمدان
05-25-2024, 01:15 PM
الوردُ يأخذ من عينيـكِ بهجَتـهُ
ويمتلي الزهرُ حُبًا حينَ يلقـاكِ
والطيرُ ينشدُ في الإصبـاحِ أُغنيـةً
ويعتلي الغصنَ كي يلقى محيّاكِ
يا أختَ صُبحٍ ووردٍ في وضاءَتِـهِ
كأنّك الزهـرُ لكن دونَ أشـواكِ!
إن كانَ كلّ بني الإنسانِ من علقٍ
فأنتِ يقبـعُ وردٌ في ثنايـاكِ
مريم النعيم
الحمدان
05-25-2024, 01:15 PM
لَمَّا عَفَوْتُ وَلَمْ أحْقِدْ عَلَى أحَدٍ
أرحتُ نفسي من همَّ العداواتِ
إنِّي أُحَيي عَدُوِّي عنْدَ رُؤْيَتِهِ
لأدفعَ الشَّرَّ عني بالتحياتِ
وأُظْهِرُ الْبِشرَ لِلإِنْسَانِ أُبْغِضهُ
كما إنْ قدْ حَشى قَلْبي مَحَبَّاتِ
النَّاسُ داءٌ وَدَواءُ النَّاسِ قُرْبُهُمُ
وفي اعتزالهمُ قطعُ المودَّاتِ
الشافعي
الحمدان
05-25-2024, 01:16 PM
هاتي يديكِ فهذا الليل أعياني
أضاعني في شتاتي ثم أبكاني
مدي يديكِ أعيديني كأغنية
على شفاهكِ إني كدتُ أنساني
......
الحمدان
05-25-2024, 01:16 PM
النُّورُ أنتِ وغَيرُكِ الظَّلْماءُ
فتَبَسَّمي كي تُشرِقَ الأضواءُ
جَفَّتْ ينابيعُ الوِصال فأمْطري
واسقي الهوا أنتِ السَّما والماءُ
يا آيةً في الحُسْنِ ليس كمثلِها
خُلُقًا وخَلْقًا في النِّسا حَسناءُ
البدرُ أنتِ ومَن سِواكِ كواكبٌ
والغَيثُ أنتِ ومَن سِواكِ غُثاءُ
.......
الحمدان
05-25-2024, 01:18 PM
أشدّ ما لاقيت من ألم الجوى
قُرب الحبيب وما إليه وصول
كالعيسِ في البيداء يقتلها الظما
والماء فوق ظهورها محمول
.......
الحمدان
05-25-2024, 01:18 PM
أفيقي ليُشْرِقَ هذا الصّبَاح
وينشر أنوارهُ في المَدى
فأنت السماحةُ والمُسْتَراح
وزهرٌ على راحتيهِ النّدى
فقومي وغنّي لكلِّ المِلاح
فكُلٌّ ضَلالٌ وأنْتِ الهُدى
.......
الحمدان
05-25-2024, 01:19 PM
وضِيئةُ الوجهِ لا بدرٌ يُشابِهُها
مُحمرّة الثّغرِ لا وردٌ يُدانِيها
بيضَاءُ حمراءُ لا وصفٌ يُطابِقُها
كأنَّها الشّمسُ قَد مالت خطاوِيها
.......
الحمدان
05-25-2024, 01:19 PM
كالغَيثِ ذِكْرُكَ يا حَبيبي لمْ يَزَلْ
يَسْقي القلوبَ مَحَبَّةً ونَعِيمًا
يا سَيّدَ الثَّقلينِ حُزْتَ مَكانةً
ومقامَ عِزٍّ في النُّفوسِ عَظِيمًا
يا مَنْ سَلَكْتُمْ نَهْجهُ وَسَبِيلهُ
صَلُّوا عَليهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا
اللهم صل و سلم على نبينا محمد
الحمدان
05-25-2024, 01:19 PM
لا تُخفِ ما صنعت بكَ الأشواقُ
واشرَح هواكَ فكلُّنا عشّاقُ
قد كان يُخفى الحُبَّ لولا دمعُكَ
الجَاري ولولا قلبُكَ الخَفّاقُ
فعسى يُعينُكَ من شكَوتَ لهُ الهوى
في حَملهِ فالعاشقونَ رِفاقُ
لا تَجزَعَنَّ فلستَ أوّلَ مُغرَمٍ
فَتَكَت بِهِ الوَجنَاتُ وَالأحدَاقُ
.......
الحمدان
05-25-2024, 01:27 PM
أقول للنفسِ صبرًا إنّها مِحَنُ
ستنقضي ثمّ يرويها لنا الزمَنُ
سينتهي كل همٍّ كان يرهقنا
فللبشائرِ وعدٌ والمنى ثمَنُ
سنشتكي للذي نجواهُ تُسعِدُنا
فعند أبوابِهِ يسمو بنا الشجَنُ
حيثُ الأماني غدتْ حقا ونشهدُها
بفضل ربي سيمضي الهمّ والحزَنُ
.......
الحمدان
05-25-2024, 01:39 PM
واللهُ أَعطى للنبي مُحمــدً
فضلاً به قد زاده تَكريمــاً
صلى عليهِ وقالَ يا مَن آمنواْ
صلُّوا عَليه وسَلموا تَسليماً
إِن شِئتَ غُفرَان الذُّنُوبِ عُمُومَاً
أو شِئتَ أن تُكفَى أذًى وهمُومَاً
فاعمَل بقولِ اللهِ فِي قُرآنِه
{صَلُّوا عَلَيْه وَسَلِّمُوا تَسْلِيْمَا}
صَلَّى عليكَ اللهُ يَا مَن ذِكرُه
طِبٌّ يُدَاوِي في الفؤادِ كُلُومَاً
الحمدان
05-25-2024, 08:00 PM
وتظنُّ جهْلًا أنَّ عسرَكَ دائمُ
وبأنَّ كل المُقْبِلاتِ هزائمُ
ونسيتَ ماللهِ مِنْ لطفٍ يُرى
فلَكمْ أتتْكَ مِنَ اللطيفِ نسائمُ
لكننا ننسى ويغلبُ خوفُنا
وإذا نظرنا فالحياةُ مُواسِمُ
.......
الحمدان
05-25-2024, 08:03 PM
للهِ سلَّمتُ أمرًا لستُ أَعلمهُ
مالي على حِملِه لكن سَأرضاهُ
ربّـاهُ لولاكَ لا سندٌ و لا أحدٌ
فأنتَ حَسبي وَحَسْبِي أنّكَ اللَّهُ
.......
الحمدان
05-25-2024, 08:04 PM
ترفَّقْ بالفؤادِ ولا تلمهُ
فقلبُكَ لا يكونُ كما تريدُ
فليس القلبُ أوراقًا لِتُمْلى
ولا في النَّاسِ حاسوبٌ حديدُ
إذا ما غيمةٌ للخصْبِ روَّتْ
فهلْ للخصبِ عنْ نبتٍ يحيدُ
كذاكَ العشقُ حين يُصيبُ قلبًا
فما للقلبِ منْ حِصْنٍ يُفيدُ
لهذا القلبِ إنْ يهوى سبيلٌ
وليس سواهُ في الدنيا يُجيدُ
.......
الحمدان
05-26-2024, 10:25 AM
ربـَّاه إنَّ الرُّوح ترجو رحمةً
تاهَ الطريق فيـا إلهي دُلَّها
ضاقت بها الدُّنيا وبابُك مشرعٌ
إن لم تكن أنتَ المغيثُ فمَن لها
.......
الحمدان
05-26-2024, 10:35 AM
ياربِّ واجعل رجائِي غَيرَ مُنعكِس
لَدَيكَ وَاجعَل حِسابِي غَيرَ مُنخَرِمِ
والطُف بعبدِكَ في الدَّارَينِ إنَّ لهُ
صبرًا متَى تدعُهُ الأهوالُ يَنهزِم
.......
الحمدان
05-26-2024, 10:39 AM
ولقد ذكرتكَ والحنينُ يَضمُّني
في مهجعِ الذكرى أرومُ ضمادي
الليلُ يعبثُ بالفؤادِ وكم لهُ
صولاتُ حزنٍ صافناتُ جيادي
يا ليت شِعري كم سأبقى صامدًا
والشوقُ يطعنُ والدموعُ جهادي
الحبُّ صبرٌ والتَّصبُّرُ قطعةٌ
من نارِ حربٍ أُجِّجَتْ بشوادي
.......
الحمدان
05-26-2024, 10:40 AM
بعينيه التقينا في ثواني
أنا والحب حرفي والأماني
وسطرنا حكاياتٍ وشعراً
ورددنا معاً أحلى الأغاني
وبعينيه تجمعنا غراماً
ومن ثَمَّ افترقنا في ثوانِ
.......
الحمدان
05-26-2024, 10:50 AM
شوقاً إليك كشوق العين للوسنِ
كشوق ناءٍ غريب الدار للوطنِ
شوقاً إليك وأنت النور من بصري
وأنت مني محل الروح في البدنِ
.......
الحمدان
05-26-2024, 11:24 AM
أيا أَثلاتِ القاع من بطن تُوضِحِ
حنيني إلى أفيائِكُنَّ طويلُ
ويا أثلاتِ القاعِ قلبي مُوكلٌ
بكُنّ وجدوى خَيرِكُنَّ قليلُ
ويا أَثلاتِ القاع قد ملّ صحبتي
مسيري فهل في ظلكن مقيلُ
ويا أثلاتِ القاعِ ظاهرُ ما بَدا
بجسمي على ما في الفؤاد دَليلُ
ألا هل إلى شمِّ الخُزامى ونظرةٍ
إلى قرقَرى قبل الممات سبيلُ
فأشربَ من ماء الحُجَيلاءِ شربةً
يُداوى بها قبل المماتِ عَلِيلُ
أُحَدِّثُ عنكِ النفسَ أن لستُ راجعاً
إليكِ فَحُزني في الفُؤاد دَخِيلُ
أريدُ انحداراً نحوها فَيَصُدَّنِي
إذا رُمتُهُ دَينٌ عليَّ ثَقيلُ
يحي بن طالب
العصر العباسي
الحمدان
05-26-2024, 11:24 AM
يا صاحِبَيَّ فَدَت نفسي نُفُوسَكُما
عُوجا عليَّ صُدورَ الأبغلِ الشُّنُنِ
ثم ارفعا الطرفَ هل تبدو لنا ظُعُنٌ
بِقَرقرى يا عناءَ النفس من ظعنِ
أحبب بِهِنَّ لو انَّ الدارَ جامعةٌ
وبالبلادِ التي يَسكُنَّ من وطنِ
طوالعَ الخَلِّ من تِبراكَ مُصعِدَةً
كما تتابع ق يدامٌ من السفنِ
يا ليت شعري والإنسانُ ذو أملٍ
والعينُ تذرفُ أحياناً من الحَزنِ
هل أجعلنَّ يَدِي للخَدِّ مِرفَقَةً
على شَعبعَبَ بين الحَوضِ والعَطَنِ
أم هل أَقُولَن لفتيانٍ على قُلُصٍ
وهم بِتبراكَ قَضُّوا نَومَةَ الوَسَنِ
يحي بن طالب
الحمدان
05-26-2024, 11:25 AM
لقد طَرقَت أُمُّ الخشيفِ وإِنها
إذا صرع القومَ الكرى لَطَرُوقُ
فيا كبداً يُحمى عليها وأنَّها
مخافة هَيضات النوى لخَفُوقُ
أقام فريق من أناس يَوَدُّهُم
بذات الغضا قلبي وبان فريقُ
لحاجة محزون يظلُّ وقلبهُ
رهينٌ ببضَّات الحِجال صديقُ
تَحَمَّلنَ إن هَبَّت لَهُنّ عَشَيَّةً
جَنُوبٌ وإن لاحت لهن بروقُ
كأَنَّ فُضُولَ الرَّقم حين جَعَلنَها
غُديّاً على أُدمِ الجمال عُذُوقُ
وفيهن من بُختِ النِّسَاءِ رِبَحلَةٌ
تَكَادُ على غُرِّ السحابِ تَرُوقُ
هِجانٌ فأمَّا الدِّعصُ من أُخرَياتها
فوعثٌ وأمَّا خصرُها فَدقيقُ
يحي بن طالب
الحمدان
05-26-2024, 11:25 AM
أحقاً عباد اللَه أن لستُ ناظراً
إلى قَرقرَى يوماً وأعلامِها الغُبر
كأن فؤادي كُلّما مَرَّ رَاكبٌ
جَنَاحَا غُرابٍ رامَ نهضاً إلى وكرِ
إذا ارتحلت نحو اليمامة رِفقَةٌ
دَعاكَ الهَوَى واهتاجَ قلبُكَ للذِّكرِ
أقول لموسى والدموعُ كَأَنَّها
جَدَاوِلُ ماءٍ في مساربها تجري
ألا هَل لِشَيخٍ وابن ستين حِجَّةً
بكى طرباً نحو اليمامة من عُذرِ
فقال لقد يَشفي البكاءُ من الجوى
ولا شيءَ أجدى مِن عزاءٍ ومِن صَبرِ
فواحزني مما أُجِنُّ من الهوى
ومن مُضمر الشوقِ الدَّخيلِ إلى حَجرِ
تَغَرَّيتُ عنها كارهاً وتركتها
وكان فِراقيها أمَرَّ من الصَّبرِ
فيا راكبَ الوَجناء أُبتَ مسلَّماً
ولا زِلتَ مِنرَيبِ الحوادث في سترِ
إذا ما أَتيتَ العِرضَ فاهتف بِجَوِّه
سُقيتَ على شَحطِ النَّوى سَبَلَ القَطرِ
فإنك من وادٍ إليَّ مُحبَّب
وإن كنت لا تزدار إلا على عفرِ
لعل الذي يقضي الأُمورَ بِعِلمِه
سَيَصرِفُنِي يوماً إليه على قَدرِ
فَتَفتُرَ عينٌ ما تَمَلُّ من البكا
وَيَصحُو قلبٌ ما يُنهنَهُ بالزّجرِ
يقولون إن الهجر يَشفي من الجَوى
وما زِدتُ إلا ضعفَ ما بي على الهَجرِ
لَشُربُكَ بالأنقادِ رَنقاً وصافياً
أعَفُّ وأعفى من رُكُوبِكَ في البحرِ
إذا أنتَ لم تَنظُر لنفسك خالياً
أَحاطَت بك الأحزانُ من حيثُ لا تدري
مُدايَنةُ السلطانِ بابُ مَذَلَّةٍ
وأشبهُ شيءٍ بالقَناعَة والفَقرِ
يُزَهِّدُني في كلِّ خيرٍ فَعَلتُه
إلى الناس ما جَرَّبتُ من قِلَّةِ الشُّكرِ
يحي بن طالب
الحمدان
05-26-2024, 11:25 AM
أقول لأصحابي ونحن بقُومسٍ
ونحن على أثباجِ ساهمةً جردِ
بَعُدنا وبيتِ اللَهِ عن أرض قَرقَرَى
وعن قاعِ مَوحوُشٍ وزِدنا على البُعدِ
يحي بن طالب
الحمدان
05-26-2024, 11:26 AM
فما أنا كالقول الذي قلتُ إن زَوَى
مَحَلِّيَ عن مالي حِذارَ النوائبِ
بمنزلةٍ بين الطَّرِيقَينِ قابَلَت
بِوَادِي كُحَيلٍ كلَّ ماشٍ وراكبِ
حللتُ على رأس اليَفَاعِ ولم أكُن
كَمَن لاذَ مِن خَوفِ القِرى بالحَوَاجِبِ
فلا تسأل الضيفانَ مَن هُم وأدنِهِم
هُمُ الناسُ من مَعروُف وَجهٍ وجانِبِ
خليلي عوجا بارك اللَهُ فيكما
على البَرَّةِ العُليا صُدُورَ الركائبِ
وقولا إذا ما الضيفُ حَلَّ بِنَجوَةٍ
ألا في سبيل اللَهِ يحيى بن طالبِ
يحي بن طالب
الحمدان
05-26-2024, 11:26 AM
يهيجُ عَلَيَّ الشوقَ مَن كان مُصعِداً
ويرتاعُ قلبي أن تَهُبَّ جَنُوبُ
فيا ربّ سَلِّ الهمَّ عنِّي فإنَّنِي
مع الهمّ محزونُ الفُؤادِ غريبُ
ولستُ أرى عيشاً يطيبُ مع النوى
ولكنَّه بالعِرض كانَ يَطِيبُ
يحي بن طالب
الحمدان
05-26-2024, 11:50 AM
قال عبد الملك بن مروان:
ما ألذ عيشنا لو أن شيئا يدوم، ولكنا كما قال الأول:
وكل جديد يا أميمُ إلى بلى..
وكل امرئ يوما يصير إلى كانْ
وقال:
اعمل على مهلٍ فإنك ميتٌ..
واكدح لنفسك أيها الإنسان
فكأن ما قد كان لم يك إذ مضى..
وكأن ما هو كائن قد كان
تاريخ الطبري
الحمدان
05-26-2024, 11:52 AM
ألا لــيت شـعـري هل تــهون الــمـصـائبُ
وتـنـأى عــن الـشـام الـحـبـيب الـمتـاعـبُ
ويسـتـبـشــر الــثـغــر الــذي ظــل بـاكيـا
لــعـشــرٍ عــِجـافٍ تــعـتـلـيهـا الــعـجـائبُ
وتــحــيـا حــيــاة الــرّوح أمّ عــفــيفــــة
ويُسـقــى بـمـاء الــنـصـر ظـمــآن شــائب
.......
الحمدان
05-26-2024, 11:54 AM
ويحملني الحنين إليك طفلا
وقد سلب الزمانُ الصبر مني
وألقى فوق صدرك أمنياتي
وقد شقيَ الفؤادُ مع التمني
غرست الدرب أزهارا بعمري
فخيّبت السنون اليومَ ظني
وأسلمت الزمان زمام أمري
وعشتُ العمرَ بالشكوى أغني
وكان العمر في عينيك أمناً
وضاع الأمن حين رحلتِ عني
.......
الحمدان
05-26-2024, 12:29 PM
من جمال اللغة العربية ما قالته
العرب :
ذا نزلتَ في أَرْضِهم فأرضهم .
وإذا نزلتَ بحيّهم فحيّهم .
وإذا نزلت في دارهم فدارِهم .
الحمدان
05-26-2024, 12:31 PM
وصلِّ رَبِّ على المُختارِ ما طلعت
شمسُ النَّهارِ ولاحَت أَنجمُ الظُّلَمِ
والآلِ والصَّحبِ والأنصار مَن تَبِعُوا
هُداهُ واعترفوا بِالعهدِ والذِّممِ
وامنن على عبدِك العاني بِمغفرةٍ
تمحُو خطاياهُ في بَدءٍ ومُختَتَمِ
......
الحمدان
05-26-2024, 12:36 PM
قالت اتعشق قلت ليس قراري
كي لا اهدم في غرامك داري
اني احبك بيد اني مجبر
ان لا ابوح بهذه الاسرار
اخشى العواقب فارفقي وتمهلي
ماذا اقول لاسرتي وصغاري
والخوف اني سوف ادخل مأزقا
متقلب الحالات والاطوار
واخاف ايضا ان تكون حكايتي
كالمستجير برمضة من نار
انا لا اشكك في المحبة والهوى
او بالقضاء وما يشاء الباري
عقلي يعاتب رقتي وعواطفي
والهم يمسي دائما بجواري
فلتجعلي حلم التعلق منية
تحقيقها بمشيئة الاقدار
.......
الحمدان
05-26-2024, 12:38 PM
قالتْ: سَألْتُكَ بالّذي رفَعَ السَّما
أتُحِبُّني أمْ كانَ حُبُّكَ مُفْتَعَلْ؟
أقَصَدتَني في كُلِّ بَيْتٍ صغتَهُ؟
في كلِّ شَطْرٍ أوْ مَقالٍ مُرتَجَل؟
فَرَدَدتُ: أنْشِدُ في هَواها قَصائِداً
وكَتَبْتُ في عَيْنَيْها أبْياتَ الغَزَلْ
قالَتْ: تَمَهَّلْ في الكِتابَةِ إنَّني
أخْشى عَلى قَلْبي الرَّقيقِ مِنَ الفَشَل
قُلْتُ: الهَوى عَهْدٌ سَيَبْقى بَيْنَنا
لنْ يَعرِفَ التَّغييرَ أوْ فَنَّ الدَّجَل
قالَتْ: فَدَيْتُكَ كَمْ أحِبُّكَ يا أنا
وتَبَسَّمَتْ والوَجْهُ يَعلوهُ الخَجَل
وتمايَلَتْ كالبانِ فَوْقَ قَصائِدي
قالتْ: فَزِدني مِنْ جَميلِ المُرتَجَل
فَتَسارَعَ الحَرفُ الرَّقيقُ على فَمي
كَخَليَّةٍ فاضَتْ بِقَطَراتِ العَسَل
فَتَلَعثَمَتْ خَجَلاً وقالَتْ إنَّني
يَكْفي فُؤادي القَليلُ مِنَ الجُمَل
.......
الحمدان
05-26-2024, 12:43 PM
لا يَرْحَل الليل حَتَّى أشْتَهي سَفَراً
تَمْضي بهِ الروحُ أسراباً لِمُرْتَحَلي
أُقَلِّبُ الليلَ في ذِكراكَ مُصْطَبِراً
هَلْ ألْمَحُ الصّبْحَ أم أمْضي الى أجلي
حَتّى المسافاتُ مَلَّتْ مِنْ خُطايَ وَ لا
كَفَّتْ مِنَ الدَّمْعِ أجْفانٌ بلا وَشَــــلِ
ضاقَتْ بيَ الروحُ يا روحاً تُقَطّعني
وَ اعْشوشَبَ الحُزْنُ في قَلْبي وَ في مُقَلي
وَ أتْلَفَ البُعْدُ أعوامَــاً غَدوتُ بِهَـــا
كَصُفْرةِ الوَردِ بينَ الموتِ وَ الذَّبَلِ
خُذْني كـَمَا الليــل لا أقْوى مُفارَقةً
أو جُدْ على الرّوحِ وصْلاً غيرَ مُبْتَدَلِ
لا أرْغب العيشَ في ذِكْراكَ خُذْ بيَدي
فَبَعْدَكَ الهَجْرُ أفنَى وَاحَةَ الغَــــــزَلِ
.......
الحمدان
05-26-2024, 12:45 PM
يابحر قلي متى الامواجُ تحملني
أنا الغريب فلا أهلٌ ولا وطنُ
قلبي هنالك لم يبرح مراتعه
والحال أني كما الاموات لي بدن
امشي وطرفي كليل لا يرى ابداً
غير السواد....فلا حُسْنٌ ولا حَسَنُ
العمر ضاع بذي الاسفار يا اسفي
والاصل ضاع وضاع المُهر والرسن
ضاع الحبيب كذا الخلان افقدهم
لم يبق الا دموع العين والشجن
لم يبق الا قديد الصبر امضغه
والروح سكرى فلا صحو ولا وسن
تلك المراكب لم افتأ اكلمها
هيا احمليني الى الشطآن يا سفن
علِّي اواري بتلك الدار خاتمتي
كي استريح اذا ما لفني الكفن
قد هُدَّ حيلي ونار الشوق تحرقني
والعزم ولَّى...فما أقساك يازمن
.......
الحمدان
05-26-2024, 12:48 PM
وكُل فعلٍ إذا الإخلاصُ رافقهُ
تَغدو متاعبُه أحلى من العَسلِ
فالبذل عذبٌ، وللمَجهودِ عاقبة
وتُستطاب ثمار السعي بالمقلِ
......
الحمدان
05-26-2024, 01:29 PM
ازرع جميلاً ولو فى غير موضعه
فلن يضيع جميلٌ أينما زُرعا
إن الجميل وإن طال الزمان به
فليس يحصده إلا الذى زَرعا
.......
الحمدان
05-26-2024, 02:45 PM
القلب بالحب مشغوف ومشغول
والجسم بالوجد منهوك ومهزول
والدمع خدد خدّى من تساقطه
والصبر منقطع والوجد موصول
يا عاذلي كف عن لومى وعن عذلى
فقلما قيل التأنيب معذول
وكيف أقبل والأشواق تنشرني
طورا وتطوى فؤادي وهو متبول
هم الأحبة إن حلوا وإن رحلوا
فالقرب والبعد مهما قلت موصول
بانوا فبت أناجي النجم مبتئسا
والطرف بالسهد مكلوم ومكحول
والقلب والهدب من دمعى ومن أرقى
بالوجد والشوق مفتون ومقتول
لا يمسك الجفن دمعا حين أذكرهم
إلا كما يمسك الماء الغرابيل
إني أحث ركاب الشوق أطلبهم
وخطوة الشوق في ليل السرى ميل
متى الوصول لربع فيه قد نزلوا
بالأنس والصفو معمور ومأهول
يا حادى العيس عرج نحو حبهم
فإن قلبي بأهل الحي مشغول
بالمنحنى نزلوا أو سفح كاظمة
أو للعقيق بهم سارت مراسيل
احمد الحملاوي
الحمدان
05-26-2024, 02:45 PM
ما بال قلبي بحب اللهو يشتغل
والشيب في الراس والقودين يشتعل
وغصن جسمي ذوى من بعد نضرته
وحالفت عزمه الأسقام والعلل
واحدو دب الظهر من سقم ومن كبر
هيهات والله بعد الشيب يعتذل
وجدتي من صروف الدهر قد خلقت
من بعد ما كان لا يلوى بها الملل
وقيدتني يد الأيام واقتربت
خطايَ إن قمت أو حاولت أنتقل
فما احتيالي وكر الدهر صيرني
كالطفل في المهد لا حول ولا حيل
والضعف حالفني والعزم خالفني
لكن فؤادي بغل الغي معتقل
حتى متى ونجوم العمر قد أفلت
وكاد بالرغم مني ينتهى الأجل
يا نفس توبى عن الآثام واتعظى
بمن على الآلة الحدباء قد نقلوا
وفارقوا زهرة الدنيا وزينتها
وفي بطون الثرى والقبر قد نزلوا
احمد الحملاوي
الحمدان
05-26-2024, 02:45 PM
بروحى غزال في الفؤاد منازله
يغازلني طورا وطورا أغازله
أرى الصعب سهلا في انقيادي لأمره
ويطرب سمعى ما تقول عواذله
أهيم بذكراه وتقنع مقلتي
بطيف خيال في المنام أقابله
وإن هبّ معتلّ النسيم بعرفه
تونح عطف الروض واخضر ذابله
غزال غزا الألباب سيف لحاظه
وداس سهام الفتك بالهدب نايله
إذا ما تثنى أخجل الغصن خده
فيسبى عقول العاشقين تمايله
وقد سل سيف اللحظ يحرس خده
مخافة قطف الورد ممن يحاوله
احمد الحملاوي
الحمدان
05-26-2024, 02:46 PM
إذا قعدت بك الأيام يوما
ولم تدر الحظوظ متى تقوم
فذكر المصطفى مجد وعز
ومن ذكراه تنفرج الهموم
احمد الحملاوي
الحمدان
05-26-2024, 02:46 PM
صبا قلبي إلى نجد وهاما
فحالفت الصبابة والهياما
وطار القلب من وجد وشوق
وطرفي في الذم المسفوح عاما
فدع يا عاذلى عذلى ولومي
فقلبي عن ملامك قد تعامى
فلو تدرى الصبابة من فؤادي
لما فوقت في عذلى سهاما
وإنك لا ترى للشوق معنى
ولا تدرى المجية والغراما
فلا والله ما قلب خلي
كقلب قد سقاه الحب جاما
ولا عين تنام الليل طرا
كعين في المحبة لن تناما
أما والله إن الحب بؤس
به العشاق قد لبسوا السقاما
وأوردهم موارد مهلكات
فذاقوا في مغبته الحماما
ولكنى بأمر الحب راض
قرير العين أرعاه الذماما
فإن الحب أقام ولكن
أجل الحب ما أعلى المقاما
كحبي المصطفى خير البرايا
شفيع المذنبين حمى اليتامى
غياث الكون في خصب ومحل
نديّ الكف كهف للأيام
ي
رحيم القلب فياض كريم
غزير الغيث ينسجم انسجاما
مليح الوجه يعلوه وقارٌ
يضىء الليل إن حسر اللثاما
لهيبته ملوك الأرض خرّت
إلى الأذقان خوفا واحتراما
أتى والناس في ظلمات شرك
فبدّد جيشه ومحا الظلاما
وبدلهم بداجى الكفر نورا
وأرشدهم إلى دين تسامى
وبشرهم بأن العز فيهم
إذا عرفوا المحلل والحراما
وأن السكون يخشاهم جميعا
وأن النصر رائدهم دواما
وخاطبهم بلين القول حتى
إذا ما أعرضوا شهرَ الحساما
فبدّد شمل من راموا عنادا
فذاقوا في عنادهم الحماما
وكم أرضى محالفه وأردى
مخالفه جزاء وانتقاما
به عرفوا سبيل الحق لكن
أرادوا الكيد واتبعوا الخصاما
فما راعوا لحرمته حقوقا
ولا عرفوا التودد والوئاما
فناشدهم قرابته فولوا
فأصلاهم حروبا واغتناما
وفرق جمعهم أسرا وقتلا
ومزق جسمهم قلبا وهاما
وأيقظهم بصوت الحق جهارا
وكانوا قبل بعثته نياما
ولولا أن أجابوه لكانوا
جذاذا أو هشيما أو رغاما
تحداهم فأعجزهم فخروا
سجودا حينما كانوا قياما
فأعجزهم بقرآن بليغ
فصاروا من بلاغته كهاما
ولما شاهدوا الأنوار عضوا
من التفريط أيديهم ندامى
وصاروا بعد هديهم جميعا
لأمر الدين والدنيا قواما
وقد نالوا بنصرته المعالى
وبعد الغي قد صاروا كراما
نبى قد أتاه الله علما
وحلما واعتبارا واحتراما
نبى شب في أسمى كمال
وعن وصف الدنايا قد تحامى
فسموه الأمين وكان طفلا
وبعد الرشد كان لهم إماما
ببعثته المكارم قد تجلت
فولى الشرك وانهزم انهزاما
وساد الأمن بعد الخوف حتى
ترقى الكون وانتظم انتظاما
وأشرقت العوالم من ضياه
فثغر العز يبتسم ابتساما
أجل الخلق من إنس وجن
وأعلاهم وأرفعهم مقاما
ملائكة الإله له جنود
إذا ما نام أو للحرب قاما
وراء ركابه جبريل يمشى
وميكائيل قد أخذ الزماما
نبى كم له من معجزات
تفوق النجم عدا وانتظاما
كبهمة جابر لما دعاهم
فأشبعهم وما نقصوا الطعاما
سقى الآلاف من ماء قليل
فأرواهم وما نقصوا الجمام
وكال لجابر تمرا فوفّى
وعذق النخل مذ أو ما ترامى
ولم يسكن حنين الجذع حتى
دنا منه وأولاه التزاما
ونطق الضب والسرحان أضحت
له الأسماع تنفصم افصاما
له القمر المنير انشق جهرا
وعاد لأفقه بدرا تماما
وحين شكا إليه القوم جدبا
فمد الكف واستسقى الغماما
ولما أن طغى أو ما إليه
فسار الغيث يستبق الإكاما
كنوز الأرض قد عرضت عليه
فأعرض عن زخارفها اعتصاما
شفيع المذنبين أجب ندائي
فإني بعض من صلى وصاما
وخذ بيدي ولا تقطع رجائي
فقلبي في محبتك استهاما
رسول الله إني مستجير
بجاهك أن أهان وأن أضاما
فجاهك للورى جاه عريض
يعز المستجير به دواما
فمد يديك نحوى واجتذبني
لعلى أن أرى ذاك المقاما
وألثم ترب أرض أنت فيها
فإن ترابها يشفى السقاما
فطيبه للورة طيب وطب
وفردوس بها الهادى أقاما
رسول الله روحى في اشتياق
وتطلب أن تراك ولو مناما
رسول الله صبرى كاد يفنى
وكاد العمر ينصرم انصراما
وقد خط المشيب بفود رأسى
سطورا أنهكت منى العظاما
لبست الشيب تاجا من بياض
فصار بناظرى يحكى الظلاما
فهل لي في التلاقى من سبيل
فعمرى زاد عن خمسين عاما
أظل أقول من شوق ووجد
علام الدهر يمنعنى علاما
فإن تكن المعاصى أقعدتني
وحالت دون أن نلت المراما
فإن الله غفار رحيم
لمن لله أخلص واستقاما
وإنى مخلص سرا وجهرا
ونفسي تكره الأمر الحراما
وإن أك في الصبا ألممت ذنبا
فعفوك يا إلهى قد تسامى
ولى نسب بخير الخلق طه
به أرجو السلامة والسلاما
محمد سيد الأكوان طرا
وأفضل من بأمر الله قاما
فكف يد العدا عنى وجدلى
بمنحة لمحة تروى الأواما
وأولادي وذو رحمى وأهلى
ومعشر إخوتي واشف السقاما
ولا تجعل لمخلوق علينا
يدى ضغط ولو كان الإماما
ولا تثقل كواهلنا بدين
كثيرا كان أم ساوى الجراما
وأمطرنا الغنى سحا ووبلا
ولا تجعل سحابتنا جهاما
رسول الله أرضك خير أرض
فأنى لي أرى فيها الخياما
فؤادي بالحجاز وساكنيه
من الأشواق يضطرم اضطراما
متى الأقدار تدنيني إليهم
وتبصر مقلتي البيت الحراما
فأرمل في طواف البيت سبعا
وللأركان التزم التزاما
وأقصد زمزما آنا فآنا
ليطفىء ماؤها منى الأواما
وأسعى بالخشوع بكل ركن
وألتزم المصلى والمقاما
وفي يوم الوقوف أعد نفسي
سعيد الحظ إذ نلت المراما
إذا ما الناس قد لبوا جميعا
وهام الكل واختلفوا كلاما
وما جوا إذ أفاضوا في سرور
بنجح القصد واشتدوا زحاما
وفي رمى الجمار أرى ذنوبى
محطمة وقد كانت جساما
وبعد وداع بيت الله زدنا
لرية طيبة الهادى غراما
قطعنا البيد من سهل وحزن
فلا والله لم ندرك سآما
رأينا القبة الخضرا فهمنا
فسا لالدمع وانسجم انسجاما
بها السر المصون وكل فضل
بها نور النبوة قد تسامى
بها سر الوجود بها التهامى
بها من علم الكرم الكراما
بها من لا يضام له نزيل
ثمال المرملين حمى اليتامى
تخيل لي رسول الله نفسي
بأنى في حماك أرى المقاما
وأنى زرت بيت الله لكن
وحقك لم أزره ولو لسماما
فحقق حسن ظنى يا إلهى
وبلغني وأحبابي المراما
وصل مسلما في كل آن
على من كان للعليا ختاما
احمد الحملاوي
الحمدان
05-26-2024, 02:47 PM
يا نبيا به الكمال استتما
ورسولا بفضله الكون عما
أنت غوث الأنام والكون طرا
أنت سر الوجود علما وحلما
أنت شمس الوجود حسا ومعنى
أنت عين المراد روحا وجسما
أنت بر على العباد رحيم
أنت أعلى الورى مقاما وأسمي
عنصر طاهر وقلب نقى
فاض نورا وحكمة وهاما
احمد الحملاوي
الحمدان
05-26-2024, 02:47 PM
لي نحو طيبة أشواق تغالبُني
والوجد كاد من الأشواق يبريني
وقلة المال والأسقام تقعدني
والحب ينشرني طورا ويطويني
من لي بقبر رسول الله أنظره
وأطلب العفو في الدنيا وفي الدين
فهذه حاجتي بالشوق أرسلها
وهذه بغيتي من قبل تكويني
فانظر إلي رسول الله في سقمى
فإن نظرتك العلياء تشفيني
ومد نحوى يدا باللطف تجذبني
إلى حماك فإن القرب يحييني
وانظر لأهلى وفرعي مع ذوى رحمى
وإخوتي وعموم الصحب في الدين
فتلك أمنيتي باللطف أطلبها
فاسمع نداي فهذا القدر يكفيني
أنت الحبيب الذي ترجى شفاعته
يوم القيامة يوم الحشر والدين
صلى عليك إله العرش ما سجعت
ورق الحمى فوق أغصان البساتين
احمد الحملاوي
الحمدان
05-26-2024, 02:47 PM
يا طاميَ البحر منك الفضل والجود
ووردك العذب للزوار مورود
أنت الفتوة في جود وفي كرم
حماك للنجح محجوج ومقصود
من زار قبرك بالإخلاص كان له
سعد ومجد وإقبال وتأييد
ونال ما رام مهما كان مقصده
وعاد وهو بفيض الفضل مرفود
ومنك يعلو لهام النجم مقعده
ويزدهى وهو بالنعماء محسود
يا أحمد البدوى الغوث في مدد
فضل العطا عنك مشهور ومشهود
يابن النبي أراني فرع دوحتكم
والفرع من أهله لا شك معدود
وقد أتيتك مع أهلى ومع ولدى
نرجوك عطفا فمنك العطف معهود
وقد نزلنا الحمى والنفس غايتها
سر القبول فهذا السر منشود
ومن أتاك بحسن القصد كان له
لواء عز بيمنى اليمن معقود
فاقبل زيارتنا وانظر لحاجتنا
فظل فضلك فوق الكل ممدود
يا قطب دائرة الأقطاب أنت لنا
سيف بأفئدة الأعداء مغمود
فانحر بسيفك نحر البغي من فئة
بالبغي حظهم والله منكود
فأنت قائدنا والشوق رائدنا
وذلك اليوم فيما بيننا عيد
لا زال هذا الحمى للك لمعتصما
ما أبرق البرق أو بما أورق العود
احمد الحملاوي
الحمدان
05-26-2024, 02:47 PM
للشرع سيف شديد الوقع بتار
فكم به مزّقت هام وأوتار
للشّين في الرّسم أسنان محدّدة
كأنها في مجال القطع منشار
فمن رأى الشرع بالتحقير كان له
في العيش ضيق وفى الأخرى له النار
وإن علا فوق هام النجم مقعده
لا بد يوما به العلياء تنهار
فمبغضو الشرع في ضيق وفي ضعة
وإن هم بجناح المال قد طاروا
ومن تواضع للشرع الشريف سعت
له المعالى وزالت عنه أكدار
وأقبلت نحوه الدنيا بزخرها
وفي النعيم لحور الخلد يختار
لذاك أهل الهدى والفضل قد خدموا
شرع النبي وفي إعلائه ساروا
فالكل من محكم القرآن قد أخذوا
ومع حديث رسول الله قد داروا
هم الأئمة لا تخبو أشعتهم
لأنهم في سماء الفضل أقمار
هم الهداة لمن حلوا ومن رحلوا
هم الملوك بهم يستأمن الجار
ففى الحياة لهم فضل وتكرمة
وفي الممات لهم شأن وتذكار
هذا ابن إدريس حبر العلم واسعه
الشافعي له في الشرع آثار
به الشريعة قد قامت دعائمها العل
يا وقام لها كالبيت أسوار
وطالما جد في نشر العلوم ولم
يمنعه عن ذاك إعسار وإقتار
حتى تجلى كنور الصبح مذهبه
وفيه للشرع أنوار وأسرار
وكم تجافى تجنب عن مضاجعه
ولم تعقه عن التحصيل أسفار
وقام بالعلم والتعليم من صغر
فلم يكن شب إلا وهو مغوار
منه رأى مالك في العلم نابغة
فكان منه له بالفضل إقرار
والصاحبان له بالفضل قد شهدا
وهم عدول وأحبار وأخيار
بحر تلاطم بالأمواج ساحله
عذب فرات به للفضل تيّار
سفينه العلم تجرى فوق لجّته
شراعها الشرع لا تلويه إعصار
هذا الإمام به الأمثال قد ضربت
في الفضل حتى بها الركبان قد ساروا
سمت مناقبه الجوزاء في شرف
وقد حوى بعضها كتب وأسفار
فعن مكارمه حدث ولا حرج
فغيثه الجم بالإحسان مدرار
جاه عريض وأمداد بساحته
لأنها لاغتنام العز مضمار
فكم بكعبته طافت جهابذة
وكم أتاها من ألأقطار زوّار
مصرٌ به وبآل البيت قد شرفت
لأنهم سادة غر وأطهار
لا ينزل الخائف العاني بساحتهم
إلا وفاز بما يرجو ويختار
من بينهم ظهر الإسلام وانتشرت
في الكون منه وحق الحق أنوار
دانت ملوك الورى طوعا لعزتهم
لأنهم مركز والكل أقطار
يا قاضيَ الشرع قد عودتنا كرما
وهذه يدنا للفضل تمتار
فاملأ يدينا بما أوتيت من كرم
ففي يديك من الرحمن أسرار
وأنت للكرم الفياض ذو مدد
ومنك للضيف إكرام وإكبار
في كل عام لنا من بحر أنعمكم
فيض وفضل وهذا الجمع تذكار
لله في فئة قاموا بخدمته
فهم شموش وهم للحفل أقمار
يا رب بلغ جميع القوم طلبتهم
فأنت في الكل فعال ومختار
وتب على جمعنا واغفر مزلّته
فأنت وحدك تواب وغفّار
احمد الحملاوي
الحمدان
05-26-2024, 02:48 PM
أتيتك يا إمام إليك أشكو
أناسا قد بغوا ظلما وجاروا
ومالى غير جاهك من سبيل
عسانى من تعنتهم أجار
رجوتك نظرة من فيض فضل
فمالى عن بعادكم اصطبار
فخلّصني من الأهوال إنى
نزيل والنزيل بكم يجار
احمد الحملاوي
الحمدان
05-26-2024, 02:48 PM
من ها هنا بحر الشريعة قد جرى
والعلم من تلك الرحاب تفجّرا
عمّت مكارمه الأنام فغيثه
في كل واد بالعوارف أمطر
فجناب هذا الحبر أصبح موردا
عذبا لقصاد العلوم ومصدرا
حامى حمى الشرع الشريف وأهله
وإمام أهل الإجتهاد بلا مرا
فلذا دعى قاضى الشريعة دونهم
لما سما بعلومه هام الذرا
من قاسه بسواه أخطأ مدحه
أين الثريا في العلوم من الثرى
علم فكل معرف بالفضل قد
امسى أمام الشافعي منكرات
هو كعبة المدد المديد فمن يرد
كرما فهذا الحبر أكرم من ترى
فاقصد رحاب الشافعي تجد به
جودا وترجع ضاحكا مستبشرا
والزم زيارته ولذ بجنابه
فحماه روض بالمكارم أثمرا
من زار قبر الشافعي أمدّه
حتى يعود مهلّلا ومكبّرا
يهب الجزيل لمن أتى متوسلا
بمقامه السامي ويربح متجرا
يا قوم هذا ملجأ العاني فمن
نزل الحمى نال المنى واستبشرا
من خاف جور الدهر فليأت الحمى
مستصرخا بجنابه مستنصرا
فهناك يحظى في الحياة وبعدها
ويظن في كنف الإله موقرا
يا خير من وقف الملوك ببابه
واستمطروا منه السماح مكررا
انظر لمن وفدوا إليك كأنهم
شدوا الرحال ويمموا أم القرى
تلك الجموع أتتك ترجو منحخة
فامنحهم حسن الضيافة والقرى
واحفظ بلاد النيل ثم مليكها
والحظر رجال الشرع سادات الورى
وامنح إمام المسلمين مكارما
حتى يدوم مؤيدا ومظفّرا
لا زلت للرحمات أكبر مهبط
وحماك بالنفح الذكيّ معطّرا
احمد الحملاوي
الحمدان
05-26-2024, 02:48 PM
العز بالعلم لا جاه ولا مال
والفخر بالفضل لا علم ولا خال
فكل عز بغير العلم منقطع
وكل كثير بدون الفضل إقلال
وكل حال حلت والجهل رائدها
فإنها لذويها بئست الحال
معزّة الجهل إدبار ومنقصة
وعزّة العلم إسعاد وإقبال
يموت ذو الجهل لا ذكر ولا أثر
إن السراب ببطن البيد ختال
بكفى ذوى الجهل في الدارين منقصة
بين الورى أتهم في الناس جهال
تموت بالموت في الأحياء سيرتهم
إن الجهول لرمز النقص تمثال
فذاك كمية في الكون مهملة
سيان والله إن داموا وإن زالوا
لكن أولو العلم أحياء وإن قبروا
على مقابرهم نور وإجلال
يستنشق الكل كالريحان سيرتهم
فالطيب شاف ونتن الريح قتال
أكابر الكون مهما طار طائرهم
هم الرعايا وأهل العلم أقيال
هم للزمان على طول المدى حلل
لكن سواهم لهذا الدهر أسمال
أفعالهم من عيوب النقص سالمة
فليس فيها إذا فتشت إعلال
هم الغياث إذا ما أزمة أزمت
وهم لدين النبي المصطفى آل
بالهل ما خاب يوم القصد زائرهم
ولا اعتراه وحق الحق إذلال
هذا الإمام إمام الفضل من صغر
بعلمه ضربت في الناس أمثال
بحر خضم ولكن ساغ مورده
حتى ارتوت منه أقطاب وأبطال
من ههنا الشرع والاداب قد نبعت
فالعلم من ههنا في الكون سيال
هذا هو ابحر سفن العلم جارية
من فوق لجته والفلك جوال
شراعها الشرع والقرآن رائدها
وسنة المصطفى المختار أحمال
فانظر تر الكل مسرور بساحته
يرجو القبول وقلب الكل آمال
عليهم مسحة الإخلاص مشرقة
لا ينطقون وصمت الكل أقوال
كل إليه بحسن القصد قد هرعوا
والكل للمدد الفياض سؤال
وكيف لا والإمام الشافعي له
جود وفضل كغيث السحب هطال
فهو ابن عم رسول الله من فئة
شم الأنوف ومنها الجود ينهال
غر الجوه إذا ما جئت تسألهم
بشوا وأسد الشرى في الحرب إن صالوا
يكفى ابن إدريس فخرا ما استفاض به
صدق الحديث ولم تنكره أجيال
بالعلم منه طباق الأرض قد ملئت
ومنه قد فتحت للعلم أقفال
بعلمه مالك قد كان مغتبطا
والصاحبان وقالوا فيه ما قالوا
هذي شهادة حق وهي عادلة
لا جرح فيها ولا في الصدق إعلال
قولوا لمن ظن أن البعض يشبهه
أقصر فأنت بسوء الظن ختال
لولا الإمام وأهل البيت بيتكم
لمزقت من بلاد النيل أوصال
بالله زوروا ولا تصغوا لمعترض
فالكل لا شك للشيطان عمال
يا ويحهم مرقوا فالدين عندهم
في الرجل قيد وفي الأعناق أغلال
نور الكرامة حاشى الزيغ يطفئه
فالشرع كالسيف فتاك وقتال
فيا إمام إليك الناس قد وفدوا
وعندهم من جميل الظن آمال
أموا رحابك والإخلاص رائدهم
وما ثنتهم وحق الحق أشغال
إليك مدوا بحسن الظن أيديهم
فاعطف عليهم فحسن العطف إقبال
وانظر لمصر وأهليها ومن حضروا
فكلهم في حماك اليوم نزال
فأنت للبلد المأمون معتصم
وأنت للمشكل المعقود حلال
فعن حماك جميع الناس ما عدلوا
يوما ولا عن حميد القصد قد ماللوا
يا ربنا اجعل رجال العلم في شرف
إن الجميع لنصر الدين أبطال
واختم بخير وفرج كل كارثة
فأنت وحدك دون الكل فعال
احمد الحملاوي
الحمدان
05-26-2024, 02:49 PM
للّه قوم بحفظ الدين قد قاموا
وبالعلوم ونشر الفضل قد هاموا
راموا العلا فسعوا في كل مكرمة
حتى أتموا بفضل الله ما راموا
لهم جنوب تجافت عن مضاجعها
والفضل يشهد أن القوم ما ناموا
وخير مطعمهم علم ومعرفة
وعن لذيذ الغذاء الكل قد صاموا
فأدركوا بحميد السعى ما طالبوا
حتى استنار بهم في الكون إسلام
هذا الجهاد جهاد العلم قد رفعت
به لدين رسول الله أعلام
فشيدوا الدين واشتدت دعائمه
وهدمت من مباني الجهل أوهام
لا فخر إلا لأهل العلم إذ بهم
بين الورى ثبتت للشرع أقدام
أما رايت الإمام الشافعيّ على
أعتابه خفعت للعلم أقوام
العالم القرشيّ المعتلى نسبا
كنز العلوم وذخر القوم مقدام
إن كان قوم لهم في الرأي مستند
فالكل خلف وهذا البحر قدام
بالعلم منه طباق الأرض قد ملئت
صح الحديث بذا وانحل إبهام
لقد قضى العمر في حل ومرتحل
لدرك فضل وثغر الفضل بسام
وما ثنته عن الترحال متربة
في خدمة الشرع أو أقصاه إحجام
فكم له من علوم عز مطلبها
بها استنارت لأهل الدين أحلام
كل الملوك له بالعلم قد خضعت
إن الملوك لأهل العلم خدام
وكم وكم من صفات لست أحصرها
قد حبرتها ببطن الكتب أقلام
سفينة العلم تجرى فوق لجته
شراعها الشرع والمحمول أحكام
رحابة مهبط الإحسان من قدم
وفى القلوب له جاه وإعظام
ما أم ساحته قوم لمقصدهم
إلا وتمّ لهم بالنجح ما راموا
أما ترى القاصدين اليوم قد ملئوا
رحب الرحاب وفيهم فاض إنعام
عمت مكارمه الزوار مذ قصدوا
هذا الجناب وفي هذا الحمى حاموا
كل ينال على مقدار نيته
من العطايا وفضل الله أقسام
مصر به مع بنى الزهراء قد سعدت
إذ هم على مصر قوام وحكام
يا قاضى الشرع إنا في ضيافتكم
ومنك يهمى على الضيفان إكرام
فانظر إلينا بعين ملؤها مدد
يا بحر فضل به الأمجاد قد عاموا
وللأفاضل أهل العلم قاطبة
فإنهم لك أحباب وأرحام
والحاضرين ومن قاموا بخدمتكم
فإنهم عن جميل الصنع ما ناموا
والحظ بعين الرضا من قام ينشدهم
للّه قوم بحفظ الدين قد قاموا
احمد الحملاوي
الحمدان
05-26-2024, 02:49 PM
يا بن عم النبي إن سقامي
حال دون المثول وسط المقام
فارتج الله في شفائي فإني
صرت مضنى القوى قليل المنام
يا بن إدريس أنت لي خير جاه
بعد خير الورى شفيع الأنام
فعليك الإقبال يهمى دواما
وعليك الرضا وأزكى السلام
احمد الحملاوي
الحمدان
05-26-2024, 02:50 PM
رحاب الشافعي الحبر الإمام
رحاب الفضل والمنح الجسام
به نور الشريعة قد تجلّى
كنور البدر في ليل التمام
كأن الناس مذ وفدوا إليه
وفود الحج للبلد الحرام
فمنهل ورده عذب فرات
عليه الناس قامت في زحام
مناقبه تفوق الرمل عدا
وبحر علومه بالفضل طامى
إذا ذكر الأئمة من قريش
فحدث عن علا هذا الإمام
وقدم ذكره عنهم جميعا
عدا شمس الهدى نور الظلام
به ملئت طباق الأرض علما
كما صح الحديث عن التهامى
هو القرشيّ أدرى من سواه
بما يعنى ويقصد في الكلام
فإن رمت الوسيلة نحو طه
ومن طه إلى مولى الأنام
فجاه الشافعيّ أجلّ جاه
جليل القدر مرتفع المقام
إمام الشرع بل حبر البرايا
وبحر الفضل مورد كل ظامى
مكارمه على الزوار فاضت
كفيض علومه في الانسجام
ببحر علومه تجرى سفين
شعار شراعها بالشرع سامى
وفارس حلبة العلماء طرا
ورب السبق في قهر الطغام
توجّه نحوه واقصد حماه
فغيث الجود في مغناه هامى
وقف متأدبا واطلب رضاه
فإن رضاه من أقصى المرام
وقل يا شفاعي إليك جئنا
عليك من الرضا أزكى السلام
فمدّ يد المكارم فائضات
إلى الزوار بالمنن العظام
وزوّدنا بموسمك العطايا
كما عوّدتنا في كل عام
فكم بك يا إمام وأهل بيت
مطرنا الخير من صوب الغمام
ألا بشرا كم يا زائريه
فقد وجبت لكم دار السلام
بسطت يدى إلى علياك أرجو
شفاء النفس من ألم السقام
فيا خير الأئمة من قريش
الا فانظر إلينا بابتسام
ومن حضر وارحابك الاحتفال
وأشياخي ذوى الفضل الفخام
ويا مولايَ فامنحنا جميعا
بحب الشافعي حسن الختام
احمد الحملاوي
الحمدان
05-26-2024, 02:50 PM
مدّوا يد الجدوى إلى هذا البطل
إن لم يصبكم وابل منه فطل
مدّوا الأيادي فالجوائز جمّة
واستمطروا غيث القبول فقد هطل
واستمنحوا الدردير حسن رعاية
واستقبلوا منه الهدايا والنحل
إن الكرام إذا انتهت أفراحهم
بذلوا العطا لمن احتفى ومن احتفل
ويظل ملحوظا بعين عناية
إن دام في كنف الكرام أو ارتحل
واليوم مولده انتهت أفراحه
فاستبشروا فبجوده ضرب المثل
وتزودوا من ورد بحر قد صفا
لله من منه ارتوى ومن انتهل
لله ساحته التي من نورها
قد أشرقت كالشمس في برج الحمل
من لم ير الأسرار مشرقة بها
عميت بصيرته وخامره الخطل
إن الضياء بها تجسم شخصه
أما الخشوع فلا نزاع ولا جدل
هذا هو المجد المؤثّل والعلا
والعز لا حول بذاك ولا حيل
شتّان ما بين التقى وغيره
وذوى العلوم ومن بدنياه اشتغل
ذاك المبجل في الحياة وبعدها
أما سواه فمستهان مبتذل
أو ما ترى تلك الجموع كلهم
شدوا الرحال ويمموا هذا المحل
ما ذاك إلا لالتماس مكارم
من سادة نالوا السعادة في الأزل
فصفت بسر السر عين قلوبهم
بجهاد أنفسهم ففازوا بالأمل
قد أخلصوا لله فيما قدموا
فالعلم رائدهم وإتقان العمل
هذا هو الدردير والقوم الألى
ساروا بسير السادة الغر الأول
آل السباعي من عرفنا فضلهم
بمحمد رب الكمالات الأجل
لا تعجبوا من ضوء غرة وجهه
فالنور فيه من الجد ود قد انتقل
لا غرو أن ورث الفضائل عنهم
فالفرع سر أبيه في عقد وحل
يا زائريهم أبشروا وتيمنوا
إن القبول بنجح مقصدكم حصل
فلقد سمعت من الضريح منادينا
قد قال من دخل الحمى قطعا وصل
فاقبل إذا رمت النجاح مقالتي
مستبشرا واترك تفاصيل الجمل
هذا اعتقادي والأحبة أسوتي
من شاء فليؤمن ومن شاء اعتزل
هذا أبو البركات من صارت له
ىيات أسرار تلاها من عقل
كم كان واسطة لنيل مقاصد
فأغاث ملهوفا وانصف من عدل
وأجاب مضطرا وأمن خائفا
وشفى بنظرته الكثير من العلل
سر الشريعة والحقيقة قد سرى
في روحه إن لم تصدقني فسل
بالله يا دردير جد بمكارم
وانفح بها من في رحابك قد دخل
لا زلت غوثا للجميع وملجأ
تهب الجزيل وندرا الخطب الجلل
وعليك تهتان الرضا متتابع
مالاح بدر في السماء وما اكتمل
احمد الحملاوي
الحمدان
05-26-2024, 02:50 PM
ترقّب اليسر بعد العسر والحرج
فغاية الضيق منها مبدا الفرج
حاشا ترى ازمة إلا ويعقبها
يسر يقول لها يا أزمة انفرجي
حوادث الدر لا يحصى لها عدد
فالدهر كالبحر في الأمواج واللجج
وما سمعنا ببحر دام مضطربا
ولا بريح شديد بات في هرج
الريح نسكن والأمواج تتبعها
والليل تمحوه آي الصبح بالبلج
فلا تضيق مجالا بات متسعا
فالله أولى بنا في الموقف الحرج
فعن قريب ترى الأهوال هادئة
والكل ينحو طريقا غير ذى عوج
ويسكن القلب من خوف ومن فزع
ويرتع الكل من هول ومن هرج
وينظر المصطفى الهادى وعترته
لنا بعين الرضا مع رفعة الدرج
صلى الإله عليه كلما وخدت
إليه عيس شجتها نغمة الهزج
احمد الحملاوي
الحمدان
05-26-2024, 02:51 PM
خلوا التواني ففجر المجد قد لاحا
واستيقظوا فزمان النوم قد راحا
واستعملوا الحزم في تحرير موطنكم
واسترخصوا في خلاص القطر أرواحا
فمصر تدعو بنيها وهي واجمة
أن صيروا الغارة الشعواء ملحاحا
وطهروا الأرض من باغ ومغتصب
وأمطروهم عذاب الهون سحاحا
الفرد بائنين لا ترضوا بترضية
وإن هم أوقروا خمسين سرداحا
واستنصروا الله إن النصر في يده
على العدو فمسك التصر قد فاحا
وأجمعوا الأمر في توحيد مطلبهم
وأصلحوا ذات بين القطر إصلاحا
ومكنوا عقدة الإخلاص بينكم
وسطروا منه فوق الهام ألواحا
وحكموا العقل قبل الفعل واتخذوا
آراء أهل النهى والفضل مصباحا
فقد أرتنا الليالي وهيَ صادقة
أن التروى غدا للتجح مفتاحا
ومنه يشرق نور الحق مكتملا
كطلعة البدر وضاء ووضاحا
ونزّهوا عن جليس السوء مجلسكم
ولا تظنوهم للرشد نصاحا
كل يداجى وسيف الغدر في يده
فإن رأى ما تمنى صال أو صاحا
يداهن القوم في تحييذ ما فعلوا
وإن تولى بما قد أضمروا باحا
فهؤلاء لئام لا خلاق لهم
لا يبتغون سوى الأموال أرباحا
منهم خذوا وحذرتكم في كل مجتمع
ومكنوا في صدور الكل أرماحا
ثم انهضوا نهضة الاساد واتزروا
بالعزم والحزم فلاحا وملاحا
ومزقوا شمل أعدا كم ولا تهنوا
فكم بكى القطر من غدر وكم ناحا
وكم وكم بيد العدوان قد سلبوا
قوتا ومالا وأرواحا وأشباحا
وفرقوا بين مولود ووالده
وأكثروا السلب إلحافا وإلحاحا
وقطعوا الأمر فيما بيننا شيعا
وأوضحوا سبل التفريق إيضاحا
حتى غدا القطر في ضيق وفي ضعة
وأصبح الكل بكاء ونوّاحا
وألجموا اللسن عن شكوى ظلامتهم
فما استطاعوا حيال الظلم إفصاحا
وصيروا العلم والتعليم في درك
بعد الرقي فلبّ العلم قد طاحا
أين الفطاحل من كانت معارفهم
تسقى العقول سلاف العلم أقداحا
أين الألى بلغوا الجوزاء منزلة
وفكرهم كان للإصلاح مصباحا
أتى على الكل أمر لا مرد له
فاجتث بالبغى روض العلم واجتاحا
قوموا ولا ترهبوا من كان ينبحكم
فالكلب من خوفه تلقاه نباحا
ردوا إلى مصر ما بالظلم قد سلبوا
فصوت مصر غدا بالنصر صداحا
واستاصلوا بثبات الجاش شأفتهم
ظهرا وعصرا وإمساء وإصباحا
فمتن مصر به الأرزاء فادحة
منهم فكونوا لمتن القطر شراحا
إن تثقفوهم يولوكم ظهورهم
ويرجعون إلى التاميز سياحا
يا غارة الله لا تبقى ولا تذرى
منهم على الأرض طماعا وطماحا
فغلظة الطبع والأكباد ديدنهم
أما ترى الكل سفاكا وسفاحا
خانوا المسيح وما خافوا شريعته
وما تلوا قط للإنجيل إصحاحا
فيا بنى النيل هبوا من سباتكم
نهر الدماء بهم في القطر ضحضاحا
هتك وفتك وسفك للدما فجرى
نهر الدماء بهم في القطر ضحضاحا
ومصر للثأر تدعوكم وتوقظكم
فلا تنوا فزمان الثأر قد تاحا
فقد عرفتم بصدق القصد من قدم
والكل صار بعز العلم جحجاحا
وهيثوا بعد ليل القصد أنفسكم
للحم واستبدلوا الأتراح أفراحا
فقد كفى مصر ما شدوا وما حملوا
فما علمنا ضميرا قط مرتاحا
فلا سلامة للأعداء إن رحلوا
ولا لجيش غدا بالبغي أوراحا
فإن تولّوا فقولوا عند فرقتهم
الحمد لله زال الظلم وانزاحا
احمد الحملاوي
الحمدان
05-26-2024, 02:51 PM
ضاق الخناق وزاد الخرق واتسعا
واستعذب الكل ثدي البغي وارتضعا
وغيم الجو من جور ومن طمع
ودام دهرا فما ولى ولا انقشعا
فأمطرتنا الغوادي وهي حافلة
منها علينا عذاب الهون قد وقعا
وأنبتت من بذور الشر ما دفنت
يد الزمان فشب الزرع وارتفعا
وأثمر الزرع عدوانا وتفرقة
شلت يدا من بذور الشر قد زرعا
نفوس شح على الأطماع قد ربيت
وزادها الحرص في أطماعها طمعا
إن الشحيح وإن أعليت منزله
إلى مناط العلا لا يترك الجشعا
وإن غذته المعالى ثدى نعمتها
فلا ورب الورى لا يعرف الشبعا
تلك الصفات فشت في الناس وانتشرت
حتى غدت كلسان النار مندلعا
سيان ذو العلم والجهال في صفة
منها بها انتبذوا المرعيّ والورعا
والخطب جل فلا حول ولا حيل
وطاش لب الورى من وقعه جزعا
وسلّ كلّ قوي سيف نقمته
على الرءوس فكم آذى وكم صرعا
وبات كل ضعيف من مخاوفه
على فراش الضّنى والبؤس مضطجعا
في فحمة الليل يدعو الله مبتهلا
وصوته خافت والدمع قد همعا
يقول والقلب مكلوم ومضطرب
والليل ساج ونجم الصبح ما طلعا
مولاي فرج فإن النفس قد سئمت
طيب الحياة وثوب الصبر قد نزعا
وأعمل الدهر فينا سوط سطوته
وما رعى الله فينا قط فارتدعا
والغدر بالحر قد راجت تجارته
والختل أصبح كالعادات متبعا
واستأثر الأقويا بالخير بل خدعوا
لب اللبيب فراح الكل منخدعا
وهل أتاك حديث القوم إذ أكلوا
مال اليتيم فزال الرأي وانصدعا
وأرهفوا السيف للعدوان وادرعوا
درع العداء فكم أدمى وكم قطعا
وفي سماء المخازى طار طائرهم
من بعد ما جاب في الآفاق منتجعا
من شحهم لم يرقبوا في مؤمن أبدا
إلا ولا ذمّة واستمطعوا الطمعا
كأنما شرعة الإنصاف قد محيت
آثارها وشعار العدل ما شرعا
تلك الحقائق قد قامت أدلتها
كالشمس مشرقة والصبح إذ لمعا
باتت نفوس ذوى الألباب واجمة
والصدر صار بخطب الدهر مصطلعا
والأرض في الناس قد ضاقت بما رحبت
والعدل ولى من الدنيا وما رجعا
وكم أتاهم من القرآن مزدجر
وما وجدنا لآي الكذر مستمعا
وكم حوى الشعر من نصح ومن حكم
لكن على القلب رين الحرص قد طبعا
ازرع جميلا ولو في غير موضعه
فلا يضيع جميل أينما زرعا
إن الجميل وإن طال الزمان به
فليس يحصده إلا الذي زرعا
لذا تفرّق شمل الكل وانخذلوا
وأصبح الناس في أغراضهم شيعا
يا قوم قوموا فللأيام منقلب
واستيقظوا فلسان الدهر قد خدعا
وكم وكم ملئت أيامه عبرا
كل رآها وما راء كمن سمعا
فلا المناصب فيكم قط باقية
ولا المراتب ترضى الحرص والطمعها
إن المنايا بكم لا شك واقعة
ويسأل المرء عما خلقه جمعا
وعن قريب يرى الميزان منتصبا
للعدل فينا وأنف الغدر قد جدعا
وفي الصحيفة ما قد كان من عمل
قد سطرته كرام لا تقول لما
مولاي سلّط على الجاني جنايته
واصنع به مثل ما بالناس قد صنعا
فكم وكم يده بالجور قد بسطت
واسلبه نعمته فالكل قد هلما
أنت الرقيب وقد عودتنا كرما
رد الحقوق لمن قد ذل واتضعا
مولاي عيني بطول الليل ساهرة
أدعوك والطرف يا مولاي ما هجعا
إن لم تجبني فمن يا رب أسأله
وما سواك علمنا قط مطلعا
مولايَ جودك مرجو لسائله
وباب فضلك مفتوح لمن قرعا
وقد مددت يدى أرجوك تنظر لي
وبانكساري وذلي جئت مدرعا
فاقبل دعائي ولا تقطع مواصلتي
واجعل مقامى بحسن الحظ مرتفعا
وامنن علي بإقبال وعافية
وحسن خاتمة فالشيف قد وزعا
واجعل بفضلك أعلى الخلد منزلتي
في مقعد الصدق لا أستشعر الفزعا
بحرمة المصطفى المختار من مضر
من كفه بزلال الماء قد نبعا
غوث البرايا واسمى الكون منزلة
وصاحب التاج خي الرسل والشفعا
صلى عليه إله العرش ما بزغت
شمس وما الورق فوق الغصن قد سجعا
والآل والصحب والأنصار قاطبة
وكل من لرسول الله قد تبعا
احمد الحملاوي
الحمدان
05-26-2024, 04:11 PM
سأغطس في العشرِ حتى أراني
تنفّستُ بالعشر سبْعَ المثاني
لأنّي أرى خلف هذا الزمانِ
زمانا يرفرف خلف الزمانِ
وأبصرُ كلَّ الذين أقاموا
وراء الغيوب فحازوا الأماني
كأنّهمُ في القناديل زيتٌ
يضيء ولكن بغير دخان
يضيئون عُتمَ القلوب فيأوي
إلى كلِّ قلبٍ شهيُّ المعاني
فينداحُ بالشوقِ عمرٌ جديدٌ
له منطقٌ فوق عمر الثواني
سلامٌ عليهم وخيرُ سلامٍ
يعرِّشُ في القلبِ قبل اللسانِ
د. سعود الصاعدي
الحمدان
05-26-2024, 04:11 PM
أيُجدي فيك وجدي عليك
وكوني بعيداً عن وجنتيك
أنام حزيناً وحيداً كسيراً
وكُل دوائي على راحتيك؟
أم يُجدي فيك قدومي إليك
برُوحي وكُلي اسيراً لديك..
اما زال حُبي عظيماً رقيقاً
يطال النجوم في ناظريك؟
سواءٌ ترحلُ ام أنت باقٍ
فإني أُحبكِ في حالتيك
......
الحمدان
05-26-2024, 04:12 PM
لماذا أراك علي كل شيء
كأنك في الأرض كل البشر
كأنك درب بغير انتهاء
وأني خلقت لهذا السفر
إذا كنت أهرب منك إليك
فقولي بربك أين المفر
.......
الحمدان
05-26-2024, 04:15 PM
حبيبي سوف تنساني
وتنسى أنني يوماً
وهبتك نبض وجداني
وتعشق موجةً أخرى
وتهجر دِفء شطآني
وتجلس مثلما كنا
لتسمع بعض ألحاني
ولا تعنيك أحزاني
ويسقط كالمنى اسمي
وسوف يتوه عنواني
.......
الحمدان
05-26-2024, 04:15 PM
صباحٌ ضاحك وردًا وزهرا
صباحٌ ينطقُ الأفواه شعرا
صباحُ أحبةٍ جادوا علينا
ببسماتٍ تحيل الكونَ فجرا
نُسيمات الصباح تجيءُ منهم
تفوحُ محبة وتفوحُ عطرا
......
الحمدان
05-26-2024, 04:16 PM
يا آخرَ المَلكاتِ كيفَ أخذتِني
منّي بلا إذنٍ، ولا استئذانِ؟
من أيِّ نافذةٍ دخلتِ عواطفي
ونشرتِ هذا العِطر في بُستاني
إنّي عرفتُ من النساءِ قبائلًا
لكن كرسمكِ لم تجد ألواني
أرجوكِ باسمِ الحبِّ لا تتغيَّري
إنّي عشِقتُ نقاءكِ الربّاني
......
الحمدان
05-26-2024, 04:17 PM
بعيدٌ أنت أبعدُ ما تكون
كشيءٍ لاتُحيط به العيون
قريبٌ أنت أقربُ من فؤادي
يقينٌ لا تُخالطهُ الظنون
أعيشُ تناقضًا عقلي وقلبي
فكيف العيشُ بينهما يكون
فليتك رغم ما ألقاهُ تدري
بأنك رغم ذلك لا تهون
.......
الحمدان
05-26-2024, 04:18 PM
جاءني بالماءِ أروي ظمأي
صاحبٌ لي من صحابي الأوفياء
يا صديقي جنّب الماء فمي
عطشُ الأرواحِ لا يُروى بماء
......
الحمدان
05-26-2024, 04:20 PM
أنا متعبٌ من ذكرياتي أحتسي
في قهوتي قلقي وطعمَ سهادي
والعمرُ إلا بعضُهُ متسربلٌ
بالدمعِ بينَ الموتِ والميلادِ
ما أكثرَ الناسَ الذينَ رأيتهُمْ
وبداخلي .. يا كثرةَ الأضدادِ
.......
الحمدان
05-26-2024, 04:21 PM
يا غربة الروح في دنيا من الحجر
و الثلج والقار والفولاذ والضجر
يا غربة الروح لا شمس فأئتلق
يطير فيه خيالي ساعة السحر
......
الحمدان
05-26-2024, 04:22 PM
يا وحدتي جئت كي أنسَى وهائنذا
ما زلتُ أسمعُ أصداءً وأصواتا
مهما تصاممتُ عنها فهي هاتفةٌ
يا أيها الهاربُ المسكينُ هيهاتا
......
الحمدان
05-26-2024, 04:23 PM
مَلَلْتُ مِنَ الْحَيَاةِ وَأَتَعَبَتْنِي
مَنَاظِرُهَا وَأَدْمَاني أَسَاهَا
وَأَذْهَلَنِي تَقَلّبُهَا مِرَارَاً
وَعَذَّبَنِي الْخُضُوعُ لِمُبْتَغَاهَا
مَلَلْتُ وَصَارَتِ الأَيَّام قَشَّاً
يُبَعثرهُ وَيَسْحقُهُ هَوَاهَا
وَصَارَ الْعَيْشُ مِثْلَ الْمَوْتِ عِنْدِي
وَمَا عَادَتْ تُؤْرقُنِي رُؤَاهَا
فراغٌ كُلُّها.. قَلقٌ وَسُخفٌ
بما ظلمتْ بِمَا قتلت يَدَاهَا
مَلَلْتُ وَلَسْتُ أَطْلُبُ مِنْ مزيدٍ
وَيَكْفِيني النُّحُول أَمَا كَفَاهَا
حَيَاتي ليس تُشبهها حياةٌ
وَبَحْرُ مواجعٍ يبقى مَدَاهَا
.......
الحمدان
05-26-2024, 04:24 PM
حبيبتي جفَّ موَّالي، وجفَّ فمي
وأورقَ الجدبُ في كفّي وفي قلمي
أُسائِلُ اللَّيلَ يا ليلايَ عن أَلَقي
عن عزلتي وانطفاءاتي وعن سأمي
من أين أبدأُ؟ أحزاني معتَّقَةٌ
بحرٌ من الحزن من رأسي إلى قدمي
مسافرٌ فوقَ موج الحرف في ورقٍ
أودعتُه فيضَ أحزاني وعطرَ دمي
مسافرٌ لا زماني مدركٌ سفري
ولا رفيقةُ دربي هزَّها نغمي
.......
الحمدان
05-26-2024, 04:25 PM
وَما يُبْكِيكَ يَا قَلْبِي؟
أليْسَ الحُزْنُ قَدْ زَالا؟
سَتَلْقَى بَعْدَ مَنْ رَحَلُوا
مِنَ الأحْبَابِ أبْدَالا
وَأرْضُ الله واسعةً
فُكُنْ فِي الأرْضِ رَحّالا
وَلَا تأْسَفْ على زَمَنٍ
أرَاكَ الحُزْنَ أشْكَالا.
.....
الحمدان
05-26-2024, 04:26 PM
حُبٌّ بعينيكِ، أم ذا وهمُ من عشِقا؟
إنّي أُحبّكِ، خاب الوهمُ أم صدقا
ماذا رسمتِ على جفني؟ فصرت أرى
في وجهكِ الفجرَ، والعُصفورَ، والورقا
أيقظتِ فيّ ربيعا نام من زمَنٍ
واليوم أشرقَ في خدّيكِ وائتلقا
يا هند، أنتِ رحيقُ الوحي في قلمي
واللهُ، أجملَ من عينيكِ ما خلقا
.......
الحمدان
05-26-2024, 04:27 PM
علمتني الأشواقَ منذ لقائنا
فرأيتُ في عينيكِ أحلامَ العُمر
وشدوتُ لحناً في الوفاءِ لعله
ما زال يؤنسني بأيامِ السهر
وغرستُ حُبكِ في الفؤادِ وكلما
مضت السنينُ أراهُ دوماً* يزدهر
فاروق جويده
الحمدان
05-26-2024, 04:28 PM
إِذا جَنَّ ليلِي ولَستِ مَعِي
وَبِتُّ أُنـَاجِي النَّوِى والأَرقْ
فَمن لِفـؤَادٍ حوتْ أَضلُـعِي
تَلـظَّى اللَّهِـيبُ بهِ فَاحترقْ
فَهلْ تُطفهِ إِن جرت أَدمعي؟
وَهلْ تَحتَويهِ مئاتُ الفِرَقْ؟
فَجُودِي بوَصلي وَلاتَقطعِي
وَلاتَتْـرُكِيْنِـي عَلَى المُـفْتَرَقْ
......
الحمدان
05-26-2024, 04:29 PM
يا من على الحب ينسانا ونذكرهُ
لسوف تذكرنا يومًا وننْساكا ..
إن الظلام الذي يجلوك يا قمر
له صباح متى تُدركُهُ أخفاكا
.....
الحمدان
05-26-2024, 04:30 PM
سيفضحُ العُمرُ ماكُنا كتمناهُ
ويعلمُ الناسُ كم أودت بِنا آهُ
ما الشيبُ إلا حنينٌ كانَ في دمِنا
وما التجاعيدُ إلا ما حبسناهُ
......
الحمدان
05-26-2024, 04:31 PM
وإن صرت ليلا.. كئيب الظلال
فما زلت أعشق فيك النهار..
وإن مزقتني رياح الجحود
فما زال عطرك عندي المزار
أدور بقلبي على كل بيت
ويرفض قلبي جميع الديار
فلا الشط لملم جرح الليالي
ولا القلب هام بسحر البحار
......
الحمدان
05-26-2024, 04:32 PM
لَوْ أَنَّ قَلْبَكَ لِي يَرقّ وَيَرْحَمُ
ما بِتُّ مِنْ خَوفِ الهَوى أتألَّمُ
وَمِنَ العَجَائِبِ أنّني والسُّهْمُ لي
مِن نَاظِرِيكَ وفي فُؤَادِي أَسْهُمُ
دَارَيْتُ أَهْلَكَ في هَوَاكَ وَهُمْ عِدى
ولأَجْلِ عَيْنٍ ألفُ عَيْنٍ تُكرَمُ
......
الحمدان
05-26-2024, 04:33 PM
ليتَ الذين تحبُّ العينُ رؤيتهم
أدنى إليَّ من الأجفانِ والحدقِ
وليتني يوم أني قد نظرتُ لهم
تبدد البعدُ، ويح البعد فاحترقِ
فليتها، ثم ليتًا، ثم ليتَ ولن
يكف سيلُ أمانٍ يبتغي غرقي
......
الحمدان
05-26-2024, 04:35 PM
من شِدّة الحُبّ الذي في خافقي
أحببتُ كل حَبيب من أهله
الأمّ والأختُ التي في بيته
والجدّة الكُبرى وسابعُ أصله
إن كانَ يحمل لي الوداد بقلبه
فلقد حملتُ ودادهُ من قبلهِ
فأدام ربّي مشينا مع بعضنا
لأكون أدنى عندهُ من ظلّه
......
الحمدان
05-27-2024, 09:49 AM
كَالسامِرِيِّ يَقولُ إِن حَرَّكتَهُ
دَعني فَلَيسَ عَلَيَّ غَيرُ إِزاري
لَولا لِساني حَيثُ كُنتُ رَفَعتُهُ
لَرَمَيتُ فاقِرَةً أَبا سَيّارِ
فَوقَ الحَواجِبِ وَالسِبالِ كَأَنَّها
نارٌ تَلوحُ عَلى شَفيرِ قِتارِ
إِنَّ البَكارَةَ لا يَدَي لِصِغارِها
بِزِحامِ أَصيَدَ رَأسُهُ هَدّارِ
قَرمٌ إِذا سَمِعَ القُرومُ هَديرَهُ
وَلَّينَهُ وَرَمَينَ بِالأَبعارِ
كَم خالَةٍ لَكَ يا جَريرُ وَعَمَّةٍ
فَدعاءَ قَد حَلَبَت عَلَيَّ عِشاري
كُنّا نُحاذِرُ أَن تَضيعَ لِقاحُنا
وَلَهاً إِذا سَمِعَت دُعاءَ يَسارِ
شَغّارَةٍ تَقِذُ الفَصيلَ بِرِجلِها
فَطّارَةٍ لِقَوادِمِ الأَبكارِ
كانَت تُراوِحُ عاتِقَيها عُلبَةً
خَلفَ اللِقاحِ سَريعَةَ الإِدرارِ
وَلَقَد عَرَكتُ بَني كُلَيبٍ عَركَةً
وَتَرَكتُهُم فَقعاً بِكُلِّ قَرارِ
الفرزدق
الحمدان
05-27-2024, 09:49 AM
وَلَم تَكُ تَخشى جَعفَرٌ أَن يُصيبَها
بِأَعظَمَ مِنّي مِن شَقاها فُجورُها
وَلا يَومَ بِريانٌ تُكَسِّعُ بِالقَنا
وَلا النارَ لَو يُلقى عَلَيهِم سَعيرُها
وَقَد عَلِمَت أَعداؤُها أَنَّ جَعفَراً
يَقي جَعفَراً حَدَّ السُيوفِ ظُهورُها
أَتَصبِرُ لِلعادي ضَغابيثُ جَعفَرٍ
وَثَورَةِ ذي الأَشبالِ حينَ يَثورُها
سَيَبلُغُ ما لاقَت مِنَ الشَرِّ جَعفَرٌ
تِهامَةَ مِن رُكبانِها مَن يَغورُها
إِذا جَعفَرٌ مَرَّت عَلى هَضبَةِ الحِمى
تَقَنَّعُ إِذ صاحَت إِلَيها قُبورُها
لَنا مَسجِدا اللَهِ الحَرامانِ وَالهُدى
وَأَصبَحَتِ الأَسماءُ مِنّا كَبيرُها
سِوى اللَهِ إِنَّ اللَهَ لا شَيءَ مِثلَهُ
لَهُ الأُمَمُ الأولى يَقومُ نُشورُها
إِمامُ الهُدى كَم مِن أَبٍ أَو أَخٍ لَهُ
وَقَد كانَ لِلأَرضِ العَريضَةِ نورُها
إِذا اِجتَمَعَ الآفاقُ مِن كُلِّ جانِبٍ
إِلى مَنسِكٍ كانَت إِلَيها أُمورُها
رَمى الناسُ عَن قَوسٍ تَميماً فَما أَرى
مُعاداةَ مَن عادى تَميماً تَضيرُها
وَلَو أَنَّ أُمَّ الناسِ حَوّاءَ حارَبَت
تَميمَ بنَ مَرٍّ لَم تَجِد مَن يُجيرُها
بَنى بَيتَنا باني السَماءِ فَنالَها
وَفي الأَرضِ مِن بَحري تَفيضُ بُحورُها
وَنُبِّئتُ أَشقى جَعفَرٍ هاجَ شِقوَةً
عَلَيها كَما أَشقى ثَمودَ مُبيرُها
يَصيحونَ يَستَسقونَهُ حينَ أَنضَجَت
عَلَيهِم مِنَ الشِعرى التُرابَ حَرورُها
تَصُدُّ عَنِ الأَزواجِ إِذ عَدَلَتهُمُ
عُيونٌ حَزيناتٌ سَريعٌ دُرورُها
الفرزدق
الحمدان
05-27-2024, 09:49 AM
بَني نَهشَلٍ أَبقوا عَلَيكُم وَلَم تَرَوا
سَوابِقَ حامٍ لِلذِمارِ مُشَهَّرِ
كَريمٍ تَشَكّى قَومُهُ مُسرِعاتِهِ
وَأَعداؤُهُ مُصغونَ لِلمُتَسَوِّرِ
أَلانَ إِذا هَرَّت مَعَدٌ عُلالَتي
وَنابَي دُموعٍ لِلمُدِلّينَ مُصحِرِ
بَني نَهشَلٍ لا تَحمِلوني عَلَيكُمُ
عَلى دَبِرٍ أَندابُهُ لَم تَقَشَّرِ
وَإِنّا وَإِيّاكُم جَرَينا فَأَيُّنا
تَقَلَّدَ حَبلَ المُبطِئِ المُتَأَخِّرِ
وَلَو كانَ حَرِّيُّ بنُ ضَمرَةَ فيكُمُ
لَقالَ لَكُم لَستُم عَلى المُتَخَيَّرِ
عَشِيَّةَ خَلّى عَن رَقاشِ وَجَلَّحَت
بِهِ سَوحَقٌ كَالطائِرِ المُتَمَطِّرِ
يُفَدّي عُلالاتِ العِبايَةِ إِذ دَنا
لَهُ فارِسُ المِدعاسِ غَيرُ المُغَمِّرِ
وَأَيقَنَ أَنَّ الخَيلَ إِذ تَلتَبِس بِهِ
يَقِظ عانِياً أَو جيفَةً بَينَ أَنسُرِ
وَما تَرَكَت مُنكُم رِماحُ مُجاشِعٍ
وَفُرسانُها إِلّا أَكولَةَ مَنسِرِ
عَشِيَّةَ رَوَّحنا عَلَيكُم خَناذِذاً
مِنَ الخَيلِ إِذ أَنتُم قَعودٌ بِقَرقَرِ
أَبا مَعقِلٍ لَولا حَواجِزُ بَينَنا
وَقُربى ذَكَرناها لِآلِ المُجَبِّرِ
إِذاً لَرَكِبنا العامَ حَدَّ ظُهورِهِم
عَلى وَقَرٍ أَندابُهُ لَم تَغَفَّرِ
فَما بِكَ مِن هَذا وَقَد كُنتَ تَجتَني
جَنى شَجَرٍ مُرَّ العَواقِبِ مُمقِرِ
الفرزدق
الحمدان
05-27-2024, 09:49 AM
زارَ القُبورَ أَبو مالِكٍ
بِرَغمِ العُداةِ وَأَوتارِها
وَأَوصى الفَرَزدَقَ عِندَ المَماتِ
بِأُمِّ جَريرٍ وَأَعيارِها
قُبَيِّلَةٌ كَأَديمِ الكُراعِ
تَعجِزُ عَن نَقضِ أَمرارِها
هُمُ يُظلَمونَ وَلا يَظلِمونَ
إِذا العيسُ شُدَّت بِأَكوارِها
وَلا يَمنَعونَ نُسَيّاتِهِم
إِذا الحَربُ صالَت بِأَظفارِها
وَلَكِن عَضاريطُ مُستَأخِرونَ
زَعانِفَةٌ خَلفَ أَدبارِها
كَسَعتُ كُلَيباً فَما أَنكَرَت
كَكَسعِ المَخاضِ بِأَغبارِها
الفرزدق
الحمدان
05-27-2024, 09:50 AM
أَلا حَيِّ إِذ أَهلي وَأَهلُكَ جيرَةٌ
مَحَلّاً بِذاتِ الرَمثِ قَد كانَ يَدرُسُ
وَقَد كانَ لِلبيضِ الرَعابيبِ مَعهَداً
لَهُ في الصِبا يَومٌ أَغَرُّ وَمَجلِسُ
بِهِ حَلَقٌ فيها مِنَ الجوعِ قاتِلٌ
وَمُعتَمَدٌ مِن ذِروَةِ العِزِّ أَقعَسُ
الفرزدق
الحمدان
05-27-2024, 09:50 AM
وَلَيلَةَ بِتنا بِالغَرِيَّينِ ضافَنا
عَلى الزادِ مَمشوقِ الذِراعَينِ أَطلَسُ
تَلَمَّسَنا حَتّى أَتانا وَلَم يَزَل
لَدُن فَطَمَتهُ أُمُّهُ يَتَلَمَّسُ
وَلَو أَنَّهُ إِذ جاءَنا كانَ دانِياً
لَأَلبَستُهُ لَو أَنَّهُ كانَ يَلبَسُ
وَلَكِن تَنَحّى جَنبَةً بَعدَما دَنا
فَكانَ كَقَيدِ الرِمحِ بَل هُوَ أَنفَسُ
فَقاسَمتُهُ نِصفَينِ بَيني وَبَينَهُ
بَقِيَّةَ زادي وَالرَكايِبُ نُعَّسُ
وَكانَ اِبنُ لَيلى إِذ قَرى الذِئبَ زادَهُ
عَلى طارِقِ الظَلماءِ لا يَتَعَبَّسِ
الفرزدق
الحمدان
05-27-2024, 09:50 AM
لَو كُنتُ مِن سَعدِ بنِ ضَبَّةَ لَم أُبَل
مَقالاً وَلَو أَحفَظتَني بِالقَوارِصِ
وَكَيفَ بِصَفحي عَن لَئيمٍ تَلاحَقَت
إِلَيهِ بِأَخلاقِ الدَناءَةِ ناقِصِ
نَهَيتُكَ أَن تَجري وَلَيسَ بِلاحِقٍ
مَشوبُ الفِلاءِ بِالجِيادِ الخَوالِصِ
الفرزدق
الحمدان
05-27-2024, 09:50 AM
مَنَعَ الحَياةَ مِنَ الرِجالِ وَطيبَها
حَدَقٌ يُقَلِّبُها النِساءُ مِراضُ
فَكَأَنَّ أَفئِدَةَ الرِجالِ إِذا رَأوا
حَدَقَ النِساءِ لِنَبلِها الأَغراضُ
خَرَجَت إِلَيكَ وَلَم تَكُن خَرّاجَةً
فَأُصيبَ صَدعُ فُؤادِكَ المُنهاضُ
الفرزدق
الحمدان
05-27-2024, 09:51 AM
أَتَيناكَ زُوّاراً وَوَفداً وَشامَةً
لَخالَكَ خالِ الصِدقِ مُجدٍ وَنافِعِ
إِلى خَيرِ مَسؤولَينِ يُرجى نَداهُما
إِذا اِختيرَ بِالأَفواهِ قَبلَ الأَصابِعِ
الفرزدق
الحمدان
05-27-2024, 09:51 AM
لَو أَعلَمُ الأَيّامَ راجِعَةً لَنا
بَكَيتُ عَلى أَهلِ القِرى مِن مُجاشِعِ
بَكَيتُ عَلى القَومِ الَّذينَ هَوَت بِهِم
دَعائِمُ مَجدٍ كانَ ضَخمُ الدَسائِعِ
إِذا ما بَكى العَجعاجُ هَيَّجَ عَبرَةً
لِعَينَي حَزينٍ شَجوُهُ غَيرُ راجِعِ
فَإِن أَبكِ قَومي يا نَوارُ فَإِنَّني
أَرى مَسجِدَيهِم مِنهُمُ كَالبَلاقِعِ
خَلاءَينِ بَعدَ الحِلمِ وَالجَهلِ فيهِما
وَبَعدَ عُبابِيِّ النَدى المُتَدافِعِ
فَأَصبَحتُ قَد كادَت بُيوتي يَنالُها
بِحَيثُ اِنتَهى سَيلُ التِلاعِ الدَوافِعِ
عَلى أَنَّ فينا مِن بَقايا كُهولِنا
أُساةَ الثَأى وَالمُفظِعاتِ الصَوادِعِ
كَأَنَّ الرُدَينِيّاتِ كانَ بُرودُهُم
عَلَيهِنَّ في أَيدٍ طِوالَ الأَجاشِعِ
إِذا قُلتُ هَذا آخِرُ اللَيلِ قَد مَضى
تَرَدَّدَ مُسوَدٌّ بَهيمِ الأَكارِعِ
وَكائِن تَرَكنا بِالخُرَيبَةِ مِن فَتىً
كَريمٍ وَسَيفٍ لِلضَريبَةِ قاطِعِ
وَمِن جَفنَةٍ كانَ اليَتامى عِيالَها
وَسابِغَةٍ تَغشى بَنانَ الأَصابِعِ
وَمِن مُهرَةٍ شَوهاءَ أَودى عِنانِها
وَقَد كانَ مَحفوظاً لَها غَيرَ ضائِعِ
الفرزدق
الحمدان
05-27-2024, 09:51 AM
تَضَعضَعَ طَودا وائِلٍ بَعدَ مالِكٍ
وَأَصبَحَ مِنها مِعطَسُ العِزِّ أَجدَعا
فَأَينَ أَبو غَسّانَ لِلجارِ وَالقِرى
وَلِلحَربِ إِن هُزَّ القَنا فَتَزَعزَعا
لَقَد بانَ لَم يُسبَق بِوِترٍ وَلَم يَدَع
إِلى الغَرَضِ الأَقصى مِنَ المَجدِ مَنزَعا
الفرزدق
الحمدان
05-27-2024, 09:51 AM
وَيَومٍ تُرى جَوزاؤُهُ مِن ظَلامِهِ
تَرى طَيرَهُ قَبلَ الوَقيعَةِ وُقَّعا
لِيَنظُرنَ ما تَقضي الأَسِنَّةُ بَينَهُم
وَكُلُّ حُسامٍ غِمدُهُ قَد تَسَعسَعا
جَعَلتَ لِعافيها بِكُلِّ كَريهَةٍ
جُموعاً إِلى القَتلى مَعافاً وَمَشبَعا
وَحائِمَةٍ فَوقَ الرِماحِ نُسورُها
صَرَعتَ لِعافيها الكَمِيَّ المُقَنَّعا
بِهِندِيَّةٍ بيضٍ إِذا ما تَناوَلَت
مَكانَ الصَدى مِن رَأسِ عاصٍ تَجَعجَعا
وَقَد كُنتَ ضَرّاباً بِها يا اِبنَ يوسُفٍ
جَماجِمَ مَن عادى الإِمامَ وَشَيَّعا
جَماجِمَ قَومٍ ناكِثينَ جَرى بِهِم
إِلى الغِيِّ إِبليسُ النِفاقِ وَأَوضَعا
الفرزدق
الحمدان
05-27-2024, 09:52 AM
تَرى جَسَداً عَيناكَ تَنظُرُ ساكِناً
وَلَستَ وَلَو ناداكَ لُقمانُ تَسمَعُ
فَإِيّاكَ إِنّي قَلَّ ما أَزجُرُ اِمرِئً
سِوى مَرَّةٍ إِنّي بِمَن حانَ مولَعُ
فَذَلِكَ تَقديمي إِلَيكَ فَإِن تَكُن
شَقِيّاً تَرِد حَوضَ الَّذي كُنتَ أَمنَعُ
وَقَد شابَ صُدغاكَ اللَئيمانِ عاتِباً
عَلَينا وَفينا أُمُّكَ الغولُ تَمزَعُ
إِلى حُجُرِ الأَضيافِ كُلَّ عَشِيَّةٍ
بِذي حَلَقٍ تَمشي بِهِ تَتَدَعدَعُ
فَما زِلتُ عَن سَعدٍ لَدُن أَن هَجَوتُها
أَخُصُّ وَتاراتٍ أَعُمُّ فَأَجمَعُ
جُعِلتُ عَلى سَعدٍ عَذاباً فَأَصبَحَت
تَلاعَنُ سَعدٌ في عَذابي وَتُقمَعُ
تَلاعُنَ أَهلِ النارِ إِذ يَركَبونَها
وَإِذ هِيَ تَغشى المُجرِمينَ وَتَسفَعُ
أَلَم تَرَ سَعداً أَودَحَت إِذ دَكَكتُها
كَما دَكَّ آطامَ اليَمامَةِ تُبَّعُ
كَأَنَّ بَني سَعدٍ ضِباعُ قَصيمَةٍ
تَفَرَّعَها عَبلُ الذِراعَينِ مِصقَعُ
تُنَفِّسُ عَنها بِالجُعورِ وَتَتَّقي
بِأَذنابِها زُبَّ المَناخِرِ طُلَّعِ
الفرزدق
الحمدان
05-27-2024, 09:52 AM
إِذا كُنتَ مَلهوفاً أَصابَتكَ نَكبَةٌ
فَنادِ وَلا تَعدِل بِآلِ ذِراعِ
سِراعٌ إِلى المُعروفِ وَالخَيرِ وَالنَدى
وَلَيسوا إِلى داعي الخَنا بِسِراعِ
كَسَوتُ قَتودَ الرَحلِ مِن بَعدِ ناقَتي
بِأَحمَرَ مَحبوكِ الضُلوعِ رَباعِ
فَما حَسَبٌ مِن نَهشَلٍ تَشهَدونَهُ
إِذا صارَ في أَيديهِمُ بِمُضاعِ
الفرزدق
الحمدان
05-27-2024, 09:52 AM
بَنَيتَ بِناءً يُجرِضُ الغَيظُ دونَهُ
عَدُوَّكَ وَالأَبصارُ فيهِ تَقَطَّعُ
وَإِنَّكَ في الأُخرى إِذا الحَربُ شَمَّرَت
لَكَالسَيفِ ما يُنخى لَهُ السَيفُ يُقطَعُ
جَدَعتَ عَرانينَ المَزونِ فَلا أَرى
أَذَلُّ وَأَخزى مُنهُمُ يَومَ جُدِّعوا
وَحَمَّلتَ أَعجازَ البِغالِ فَأَصبَحَت
مُحَذَّفَةً في كُلِّ بَيداءَ تَلمَعُ
جَماجِمَ أَشياخٍ كَأَنَّ لِحاهُمُ
ثَعالِبُ مَوتى أَو نَعامٍ مُنَزَّعُ
وَنَجّى أَبا المِنهالِ ثانٍ كَأَنَّهُ
يَدا سابِحٍ في غَمرَةٍ يَتَذَرَّعُ
الفرزدق
الحمدان
05-27-2024, 09:53 AM
نَزَعَ اِبنُ بِشرٍ وَاِبنُ عَمروٍ قَبلَهُ
وَأَخو هَراةَ لِمِثلِها يَتَوَقَّعُ
وَمَضَت لِمَسلَمَةَ الرِكابُ مُوَدَّعاً
فَاِرعَي فَزارَةَ لا هَناكِ المَرتَعُ
وَلَقَد عَلِمتُ لَئِن فَزارَةُ أُمِّرَت
أَن سَوفَ تَطمَعُ في الإِمارَةِ أَشجَعُ
إِنَّ القِيامَةَ قَد دَنَت أَشراطُها
حَتّى أُمَيَّةُ عَن فَزارَةَ تَنزِعُ
الفرزدق
الحمدان
05-27-2024, 09:53 AM
إِنّي إِلى خَيرِ البَرِيَّةِ كُلِّها
رَحَلتُ وَما ضاقَت عَلَيَّ المَطامِعُ
إِلى القائِدِ المَيمونِ وَالمُهتَدى بِهِ
إِذِ الناسُ مَتبوعٌ وَآخَرُ تابِعُ
طُبِعتَ عَلى الإِسلامِ وَالحَزمِ وَالنَدى
أَلا إِنَّما تُبدي الأُمورَ الطَبائِعُ
فَداكَ رِجالٌ أَوقَدوا ثُمَّ أَخمَدوا
مَنازِلُهُم مِن كُلِّ خَيرٍ بَلاقِعُ
أَرى الشَمسَ فيها الروحُ سيقَت هَدِيَّةً
إِلَيَّ وَقَد أَعيَت عَلَيَّ المَضاجِعُ
تَبَسَّمُ عَن غُرٍّ عِذابٍ كَأَنَّها
أَقاحٌ تُرَوّيها الذِهابُ اللَوامِعُ
كَأَنَّ مُجاجَ النَحلِ بَينَ لِثاتِها
وَماءُ سَحابٍ أَحرَزَتهُ الوَقائِعُ
وَكادَت بَناتُ النَفسِ تَخرُجُ وَالحَشا
وَتَنفَضُّ مِن وَجدٍ عَلَيها الأَضالِعُ
أَراني إِذا دارٌ بِظَمياءَ طَوَّحَت
أَخا زَفَراتٍ تَعتَقِبها الفَواجِعُ
الفرزدق
الحمدان
05-27-2024, 09:53 AM
وَلَمّا رَأَيتُ الجودَ تَجري جِيادُهُ
إِلى خَطَرٍ يُفلى بِهِ كُلُّ مائِعِ
مَدَحتُ جَواداً بَينَ سَيّارَ بَيتُهُ
وَبَينَ حُصَينٍ بِالرَوابي الفَوارِعِ
أَنَصرَ بنَ سَيّارٍ بِكَفَّيكَ ضُمِّنَت
مَعَ الجودِ ضَربَ الهامِ عِندَ الوَقائِعِ
خَطيبُ مُلوكٍ لا تَزالُ جِيادُهُ
بِثَغرِ بَزانٍ في ظِلالِ اللَوامِعِ
إِذا سَدَفُ الصُبحِ اِنجَلى عَن جَبينِهِ
وَلَمحُ قَطائِيٍّ عَلى السَرجِ واقِعِ
غَدا فارِسَ الفُرسانِ تَحتَ لِوائِهِ
طِوالَ الهَوادي مُقرَباتَ النَزائِعِ
جَمَعتَ العُلى وَالجودَ وَالحِلمَ تَقتَدي
بِقَتلِ أَبيكَ الجوعَ عَن كُلِّ جائِعِ
وَأَنتَ الجَوادُ اِبنَ الجَوادِ وَسَيِّدٌ
لِسادَةِ صِدقٍ وَالكُهولِ الأَصالِعِ
وَأَنتَ اِمرُؤٌ إِن تُسأَلِ الخَيرَ تُعطِهِ
جَزيلاً وَإِن تَشفَع تَكُن خَيرَ شافِعِ
الفرزدق
الحمدان
05-27-2024, 09:53 AM
وَلائِمَتي يَوماً عَلى ما أَتَت بِهِ
صُروفُ اللَيالي وَالخُطوبُ القَوارِعُ
فَقُلتُ لَها فيئي إِلَيكِ وَأَقصِري
فَأَومُ الفَتى سَيفٌ بِوَصلَيهِ قاطِعُ
تَلومُ عَلى أَن صَبَّحَ الذِئبُ ضَأنَها
فَأَلوى بِحُبشٍ وَهوَ في الرَعيِ راتِعُ
وَقَد مَرَّ حَولٌ بَعدَ حَولٍ وَأَشهُرٌ
عَلَيهِ بِبُؤسٍ وَهوَ ظَمآنُ جائِعُ
فَلَمّا رَأى الإِقدامَ حَزماً وَأَنَّهُ
أَخو المَوتِ مَن سُدَّت عَلَيهِ المَطالِعُ
أَغارَ عَلى خَوفٍ وَصادَفَ غِرَّةً
فَلاقى الَّتي كانَت عَلَيها المَطامِعُ
وَما كُنتُ مِضياعاً وَلَكِنَّ هِمَّتي
سِوى الرَعيِ مَفطوماً وَإِذ أَنا يافِعُ
أَبيتُ أَسومُ النَفسَ كُلَّ عَظيمَةٍ
إِذا وَطُؤَت بِالمُكثِرينَ المَضاجِعُ
الفرزدق
الحمدان
05-27-2024, 09:54 AM
إِذا باهِلِيٌّ تَحتَهُ حَنظَلِيَّةٌ
لَهُ وَلَدٌ مِنها فَذاكَ المُذَرَّعُ
ذِراعٌ بِها لُؤمٌ وَأُخرى كَريمَةٌ
وَما يَصنَعُ الأَقوامُ فَاللَهُ أَصنَعُ
غُلامٌ أَتاهُ اللُؤمُ مِن شَطرِ عَمِّهِ
لَهُ مِسمَعٌ وافٍ وَآخَرُ أَجدَعُ
الفرزدق
الحمدان
05-27-2024, 09:54 AM
لَقَد ضَرَبَ الحَجّاجُ ضَربَةَ حازِمٍ
كَبا جُندُ إِبليسٍ لَها وَتَضَعضَعوا
أَضاءَ لَها ما بَينَ شَرقٍ وَمَغرِبٍ
بِنورٍ مُضيءٍ وَالأَسِنَّةُ شُرَّعُ
وَخَرَّت شَياطينُ البِلادِ كَأَنَّها
مَخافَةَ أُخرى في الأَزِمَّةِ خُضَّعُ
فَلَم يَدَعِ الحَجّاجُ مِن ذي عَداوَةٍ
مِنَ الناسِ إِلّا يَستَكينُ وَيَضرَعُ
إِذا حارَبَ الحَجّاجُ أَيَّ مُنافِقٍ
عَلاهُ بِسَيفٍ كُلَّما هُزَّ يَقطَعُ
الفرزدق
الحمدان
05-27-2024, 09:54 AM
مِنّا الَّذي اِختيرَ الرِجالَ سَماحَةً
وَخَيراً إِذا هَبَّ الرِياحُ الزَعازِعُ
وَمِنّا الَّذي أَعطى الرَسولُ عَطِيَّةً
أُسارى تَميمٍ وَالعُيونُ دَوامِعُ
وَمِنّا الَّذي يُعطي المِئينَ وَيَشتَري الـ
ـغَوالي وَيَعلو فَضلُهُ مَن يُدافِعُ
وَمِنّا خَطيبٌ لا يُعابُ وَحامِلٌ
أَغَرُّ إِذا اِلتَفَّت عَلَيهِ المَجامِعُ
وَمِنّا الَّذي أَحيا الوَئيدَ وَغالِبٌ
وَعَمروٌ وَمِنّا حاجِبٌ وَالأَقارِعُ
وَمِنّا غَداةَ الرَوعِ فِتيانُ غارَةٍ
إِذا مَتَعَت تَحتَ الزُجاجِ الأَشاجِعُ
وَمِنّا الَّذي قادَ الجِيادَ عَلى الوَجا
لِنَجرانَ حَتّى صَبَّحَتها النَزائِعُ
أولَئِكَ آبائي فَجِئني بِمِثلِهِم
إِذا جَمَعَتنا يا جَريرُ المَجامِعُ
نَمَوني فَأَشرَفتُ العَلايَةَ فَوقَكُم
بُحورٍ وَمِنّا حامِلونَ وَدافِعُ
بِهِم أَعتَلي ما حَمَّلَتني مُجاشِعٌ
وَأَصرَعُ أَقراني الَّذينَ أُصارِعُ
فَيا عَجَبي حَتّى كُلَيبٌ تَسُبُّني
كَأَنَّ أَباها نَهشَلٌ أَو مُجاشِعُ
أَتَفخَرُ أَن دَقَّت كُلَيبٌ بِنَهشَلٍ
وَما مِن كُلَيبٍ نَهشَلٌ وَالرَبائِعُ
وَلَكِن هُما عَمّايَ مِن آلِ مالِكٍ
فَأَقعِ فَقَد سُدَّت عَلَيكَ المَطالِعُ
فَإِنَّكَ إِلّا ما اِعتَصَمتَ بِنَهشَلٍ
لَمُستَضعَفٌ يا اِبنَ المَراغَةِ ضائِعُ
الفرزدق
الحمدان
05-27-2024, 09:54 AM
إِذا أَنتَ يا اِبنَ الكَلبِ أَلقَتكَ نَهشَلٌ
وَلَم تَكُ في حِلفٍ فَما أَنتَ صانِعُ
أَلا تَسأَلونَ الناسَ عَنّا وَعَنَّكُم
إِذا عُظِّمَت عِندَ الأُمورِ الصَنائِعُ
تَعالَوا فَعُدّوا يَعلَمِ الناسُ أَيُّنا
لِصاحِبِهِ في أَوَّلِ الدَهرِ تابِعُ
وَأَيُّ القَبيلَينِ الَّذي في بُيوتِهِم
عِظامُ المَساعي وَاللُهى وَالدَسائِعُ
وَأَينَ تُقَضّي المالِكانِ أُمورَها
بِحَقٍّ وَأَينَ الخافِقاتِ اللَوامِعُ
وَأَينَ الوُجوهُ الواضِحاتِ عَشِيَّةً
عَلى البابِ وَالأَيدي الطِوالُ النَوافِعُ
تَنَحَّ عَنِ البَطحاءِ إِنَّ قَديمَها
لَنا وَالجِبالُ الباذِخاتُ الفَوارِعُ
أَخَذنا بِآفاقِ السَماءِ عَلَيكُمُ
لَنا قَمَراها وَالنُجومُ الطَوالِعُ
لَنا مُقرَمٌ يَعلو القُرومَ هَديرُهُ
بِذَخ كُلُّ فَحلٍ دونَهُ مُتَواضِعُ
هَوى الخَطَفى لَمّا اِختَطَفتُ دِماغَهُ
كَما اِختَطَفَ البازي الخَشاشَ المُقارِعُ
أَتَعدِلُ أَحساباً لِئاماً أَدِقَّةً
بِأَحسابِنا إِنّي إِلى اللَهِ راجِعُ
وَكُنّا إِذا الجَبّارُ صَعَّرَ خَدَّهُ
ضَرَبناهُ حَتّى تَستَقيمَ الأَخادِعُ
وَنَحنُ جَعَلنا لِاِبنِ طَيبَةَ حُكمَهُ
مِنَ الرُمحِ إِذ نَقعُ السَنابِكِ ساطِعُ
وَكُلُّ فَطيمٍ يَنتَهي لِفِطامِهِ
وَكُلُّ كُلَيبِيٍّ وَإِن شابَ راضِعُ
تَزَيَّدَ يَربوعٌ بِهِم في عِدادِهِم
كَما زيدَ في عَرضِ الأَديمِ الأَكارِعُ
إِذا قيلَ أَيُّ الناسِ شَرُّ قَبيلَةً
أَشارَت كُلَيبٌ بِالأَكُفِّ الأَصابِعُ
الفرزدق
الحمدان
05-27-2024, 09:55 AM
وَلَم تَمنَعوا يَومَ الهُذَيلِ بَناتِكُم
بَني الكَلبَ وَالحامي الحَقيقَةَ مانِعُ
غَداةَ أَتَت خَيلُ الهُذَيلِ وَراءَكُم
وَسُدَّت عَلَيكُم مِن إِرابَ المَطالِعُ
بَكَينَ إِلَيكُم وَالرِماحُ كَأَنَّها
مَعَ القَومِ أَشطانَ الجَرورِ النَوازِعُ
دَعَت يا لَيَربوعٍ وَقَد حالَ دونَها
صُدورُ العَوالي وَالذُكورُ القَواطِعُ
فَأَيَّ لَحاقٍ تَنظُرونَ وَقَد أَتى
عَلى أُمُلِ الدَهنا النِساءُ الرَواضِعُ
وَهُنَّ رُدافى يَلتَفِتنَ إِلَيكُمُ
لِأَسوُقِها خَلفَ الرِجالِ قَعاقِعُ
بِعيطٍ إِذا مالَت بِهِنَّ خَميلَةٌ
مَرى عَبَراتِ الشَوقِ مِنها المَدامِعُ
تَرى لِلكُلَيبِيّاتِ وَسطَ بُيوتِهِم
وُجوهَ إِماءٍ لَم تَصُنها البَراقِعُ
الفرزدق
الحمدان
05-27-2024, 09:55 AM
أَظُنُّ رِجالَ الدِرهَمَينِ تَسوقُهُم
إِلى قَدَرٍ آجالُهُم وَمَصارِعُ
وَأَحزَمُهُم مَن قَرَّ في قَعرِ بَيتِهِ
وَأَيقَنَ أَنَّ العَزمَ لا بُدَّ واقِعُ
الفرزدق
الحمدان
05-27-2024, 09:55 AM
لَم أَرَ جاراً لِاِمرِئٍ يَستَجيرُهُ
كَجارِيَ أَوفى لي جِواراً وَأَمنَعا
رَمى بي إِلَيهِ الخَوفُ حَتّى أَتَيتُهُ
وَقَد يَمنَعُ الحامي إِذا ما تَمَنَّعا
فَشَمَّرَ عَن ساقَيهِ حَتّى تَطامَنَت
أَنابيبُ نَفسي وَاِستَقَرَّت بِها مَعا
بِهِ حَطَمَ اللَهُ القُيودَ وَأومِنَت
مَخافَةُ نَفسٍ طومِنَت أَن تَفَزَّعا
كَمَنعِ أَبي لَيلى عِياضَ بنَ دَيهَثٍ
عَشِيَّةَ خافَ القَومُ أَن يَتَمَزَّعا
فَما يَحيَ لا أَخشَ العَدُوَّ وَلا أَزَل
عَلى الناسِ أَعلو مِن ذُرى المَجدِ مَفرَعا
جَزى اللَهُ جاري خَيرَ ما كانَ جازِياً
مِنَ الناسِ جاراً يَومَ بِنتُ مُوَدِّعا
الفرزدق
الحمدان
05-27-2024, 09:56 AM
لِيَبكِ عَلى الحَجّاجِ مَن كانَ باكِياً
عَلى الدينِ أَو شارٍ عَلى الثَغرِ واقِفِ
وَأَيتامُ سَوداءِ الذِراعَينِ لَم يَدَع
لَها الدَهرُ مالاً بِالسِنينَ الجَوالِفِ
وَما ذَرَفَت عَينانِ بَعدَ مُحَمَّدٍ
عَلى مِثلِهِ إِلّا نُفوسَ الخَلائِفِ
وَما ضُمِّنَت أَرضٌ فَتَحمَلَ مِثلَهُ
وَلا خُطَّ يُنعى في بُطونِ الصَحائِفِ
لِحَزمٍ وَلا تَنكيتِ عِفريتِ فِتنَةٍ
إِذا اِكتَحَلَت أَنيابُ جَرباءَ شارِفِ
فَلَم أَرَ يَوماً كانَ أَنكى رَزِيَّةً
وَأَكثَرَ لَطّاً لِلعُيونِ الذَوارِفِ
مِنَ اليَومِ لِلحَجّاجِ لَمّا غَدَوا بِهِ
وَقَد كانَ يَحمي مُضلِعاتِ المَكالِفِ
وَمُهمِلَةٍ لَمّا أَتاها نَعِيُّهُ
أَراحَت عَلَيها مُهمِلاتِ التَنايِفِ
فَقالَت لِعَبدَيها أَريحا فَعَقِّلا
فَقَد ماتَ راعي ذَودِنا بِالطَرايِفِ
وَماتَ الَّذي يَرعى عَلى الناسِ دينَهُم
وَيَضرِبُ بِالهِندِيَّ رَأسَ المُخالِفِ
فَلَيتَ الأَكُفَّ الدافِناتِ اِبنَ يوسُفٍ
تَقَطَّعنَ إِذ يَحثينَ فَوقَ السَقايِفِ
وَكَيفَ وَأَنتُم تَنظُرونَ رَمَيتُمُ
بِهِ بَينَ جَولَي هُوَّةٍ في اللَفايِفِ
أَلَم تَعلَموا أَنَّ الَّذي تَدفِنونَهُ
بِهِ كانَ يُرعى قاصِياتُ الزَعانِفِ
وَكانَت ظُباةُ المَشرِفِيَّةِ قَد شَفى
بِها الدينَ وَالأَضغانَ ذاتِ الخَوالِفِ
الفرزدق
الحمدان
05-27-2024, 09:56 AM
تَصيحُ بِهِ الأَصداءُ يُخشى بِهِ الرَدى
فَسيحٌ لِأَذيالِ الرِياحِ العَواصِفِ
إِلَيكَ أَميرَ المُؤمِنينَ تَعَسَّفَت
بِنا الصُهبُ أَجوازَ الفَلاةِ التَنائِفِ
إِذا صَوَّتَ الحادي بِهِنَّ تَقاذَفَت
تَسامى بِأَعناقٍ وَأَيدٍ خَوانِفِ
سَفينَةُ بَرٍّ مُستَعَدٌّ نَجائُها
لِتَوجابِ رَوعاتِ القُلوبِ الرَواجِفِ
عِذافِرَةٌ حَرفٌ تَئطُّ نُسوعُها
مِنَ الذامِلاتِ اللَيلَ ذاتِ العَجارِفِ
كَأَنَّ نَديفَ القُطنِ أُلبِسَ خَطمَها
بِهِ نِدفُ أَوتارِ القِسِيِّ النَوادِفِ
دَعَوتُ أَمينَ اللَهِ في الأَرضِ دَعوَةً
لِيَفرِجَ عَن ساقَيَّ خَيرُ الخَلائِفِ
فَيا خَيرَ أَهلِ الأَرضِ إِنَّكَ لَو تَرى
بِساقَيَّ آثارَ القُيودِ النَواسِفِ
إِذاً لَرَجَوتُ العَفوَ مِنكَ وَرَحمَةً
وَعَدلَ إِمامٍ بِالرَعِيَّةِ رائِفِ
هِشامَ بنَ خَيرِ الناسِ إِلّا مُحَمَّداً
وَأَصحابَهُ إِنّي لَكُم لَم أُقارِفِ
مِنَ الغِشِّ شَيئاً وَالَّذي نَحَرَت لَهُ
قُرَيشٌ هَدايا كُلَّ وَرقاءَ شارِفِ
أَلَم يَكفِني مَروانُ لَمّا أَتَيتُهُ
نِفاراً وَرَدُّ النَفسِ بَينَ الشَراسِفِ
وَيَمنَعُ جاراً إِن أَناخَ فِناءَهُ
لَهُ مُستَقىً عِندَ اِبنِ مَروانَ غارِفِ
إِلى آلِ مَروانَ اِنتَهَت كُلُّ عِزَّةٍ
وَكُلُّ حَصىً ذي حَومَةٍ لِلخَنادِفِ
هُمُ الأَكرَمونَ الأَكثَرونَ وَلَم يَزَل
لَهُم مُنكِرُ النَكراءِ لِلحَقِّ عارِفُ
أَبوكُم أَبو العاصي الَّذي كانَ جارُهُ
أَعَزَّ مِنَ العَصماءِ فَوقَ النَفانِفِ
الفرزدق
الحمدان
05-27-2024, 09:56 AM
وَلَستُ بِناسٍ فَضلَ مَروانَ ما دَعَت
حَمامَةُ أَيكٍ في الحَمامِ الهَواتِفِ
وَكانَ لِمَن
رَدَّ الحَياةَ وَنَفسُهُ
عَلَيها بَواكٍ بِالعُيونِ الذَوارِفِ
وَما أَحَدٌ مُعطىً عَطاءً كَنَفسِهِ
إِذا نَشِبَت مَكظومَةٌ بِالخَوائِفِ
حُتوفُ المَنايا قَد أَطَفنَ بِنَفسِهِ
وَأَشلاءِ مَحبوسٍ عَلى المَوتِ واقِفِ
وَما زالَ فيكُم آلَ مَروانُ مُنعِمٌ
عَلَيَّ بِنُعمى بادِئٍ ثُمَّ عاطِفِ
فَإِن أَكُ مَحبوساً بِغَيرِ جَريرَةٍ
فَقَد أَخَذوني آمِناً غَيرَ خائِفِ
وَما سَجَنوني غَيرَ أَنّي اِبنُ غالِبٍ
وَأَنّي مِنَ الأَثرَينِ غَيرِ الزَعانِفِ
وَأَنّي الَّذي كانَت تَعُدُّ لِثَغرِها
تَميمٌ لِأَبياتِ العَدُوِّ المَقاذِفِ
وَكَم مِن عَدُوٍّ دونَهُم قَد فَرَستُهُ
إِلى المَوتِ لَم يَسطَع إِلى السُمِّ رائِفِ
وَكُنتُ مَتى تَعلَق حِبالي قَرينَةً
إِذا عَلِقَت أَقرانَها بِالسَوالِفِ
مَدَدتُ عَلابِيَّ القَرينِ وَزِدتَهُ
عَلى المَدِّ جَذباً لِلقَرينِ المُخالِفِ
وَإِنّي لِأَعداءِ الخَنادِفِ مِدرَهٌ
بِذَحلٍ غَنِيٍّ بِالنَوائِبِ كالِفِ
لِجامُ شَجىً بَينَ اللَهاتَينِ مَن يَقَع
لَهُ في فَمٍ يَركَب سَبيلَ المَتالِفِ
وَإِن غِبتُ كانوا بَينَ راوٍ وَمُحتَبٍ
وَبَينَ مُعيبٍ قَلبُهُ بِالشَنائِفِ
وَبِالأَمسِ ما قَد حاذَروا وَقعَ صَولَتي
فَصَيَّفَ عَنها كُلُّ باغٍ وَقاذِف
وَقَد عَلِمَ المَقرونُ بي أَنَّ رَأسَهُ
سَيَذهَبُ أَو يُرمى بِهِ في النَفانِفِ
الفرزدق
الحمدان
05-27-2024, 09:57 AM
أَرى شُعَراءَ الناسِ غَيري كَأَنَّهُم
بِمَكَّةَ قُطّانَ الحَمامِ الأَوالِفِ
عَجِبتُ لِقَومٍ إِن رَأَوني تَعَذَّروا
وَإِن غِبتُ كانوا بَينَ راوٍ وَجانِفِ
عَلَيَّ وَقَد كانوا يَخافونَ صَولَتي
وَيَرقَأُ بي فَيضُ العُيونِ الذَوارِفِ
وَأَفقَأُ صادَ الناظِرينِ وَتَلتَقي
إِلَيَّ هِجانُ المُحصَناتِ الطَرائِفِ
وَلَو كُنتُ أَخشى خالِداً أَن يَروعَني
لَطِرتُ بِوافٍ ريشُهُ غَيرَ جادِفِ
كَما طِرتُ مِن مِصرَي زِيادٍ وَإِنَّهُ
لَتَصرِفُ لي أَنيابُهُ بِالمَتالِفِ
وَما كُنتُ أَخشى أَن أَرى في مُخَيَّسٍ
قَصيرَ الخُطى أَمشي كَمَشيِ الرَواسِفِ
أَبيتُ تَطوفُ الزُطُّ حَولي بِجُلجُلٍ
عَلَيَّ رَقيبٌ مِنهُمُ كَالمُحالِفِ
الفرزدق
الحمدان
05-27-2024, 09:57 AM
لَقَد كُنتُ أَحياناً صَبوراً فَهاجَني
مَشاعِفَ بِالدَيرَينِ رُجحُ الرَوادِفِ
نَواعِمُ لَم يَدرينَ ما أَهلُ صِرمَةٍ
عِجافٍ وَلَم يَتبَعنَ أَحمالَ قائِفِ
وَلَم يَدَّلِج لَيلاً بِهِنَّ مُعَزِّبٌ
شَقِيٌّ وَلَم يَسمَعنَ صَوتَ العَوازِفِ
إِذا رُحنَ في الديباجِ وَالخُزُّ فَوقَهُ
مَعاً مِثلَ أَبكارِ الهِجانِ العَلائِفِ
إِلى مَلعَبٍ خالٍ لَهُنَّ بَلَغنَهُ
بِدَلِّ الغَواني المُكرَماتِ العَفائِفِ
يُنازِعنَ مَكنونَ الحَديثِ كَأَنَّما
يُنازِعنَ مِسكاً بِالأَكُفِّ الدَوائِفِ
وَقُلنَ لِلَيلى حَدِّثينا فَلَم تَكَد
تَقولُ بِأَدنى صَوتِها المُتَهانِفِ
رَواعِفُ بِالجادِيِّ كُلَّ عَشِيَّةٍ
إِذا سُفنَهُ سَوفَ الهِجانِ الرَواشِفِ
بَناتُ نَعيمٍ زانَها العَيشُ وَالغِنى
يَمِلنَ إِذا ما قُمنَ مِثلَ الأَحاقِفِ
تَبَيَّن خَليلي هَل تَرى مِن ظَعائِنٍ
لِمَيَّةَ أَمثالِ النَخيلِ المَخارِفِ
تَواضَعُ حَتّى يَأتِيَ الآلُ دونَها
مِراراً وَتَزهاها الضُحى بِالأَصالِفِ
إِذا عَرَضَت مَرَّت عَلى اللُجِّ جارِياً
تَخالُ بِها مَرُّ السَفينِ النَواصِفِ
يَجورُ بِها المَلّاحُ ثُمَّ يُقيمُها
وَتَحفِزُها أَيدي الرِجالِ الجَواذِفِ
إِلَيكَ اِبنَ خَيرِ الناسِ حَمَّلتُ حاجَتي
عَلى ضُمَّرٍ كُلِّفنَ عَرضَ السَنائِفِ
الفرزدق
الحمدان
05-27-2024, 09:57 AM
وَلَمّا دَعا الداعونَ وَاِنشَقَّتِ العَصا
وَلَم تَخبُ نيرانُ العَدُوِّ المُقاذِفِ
فَزِعنا إِلى العَبّاسِ مِن خَوفِ فِتنَةٍ
وَأَنيابِها المُستَقدِماتِ الصَوارِفِ
وَكَم مِن عَوانٍ فَيلَقٍ قَد أَبَرتَها
بِأُخرى إِلَيها بِالخَميسِ المُراجِفِ
فَقَد أَوقَعَ العَبّاسُ إِذ صارَ وَقعَةً
نَهَت كُلَّ ذي ضِغنٍ وَداءٍ مُقارِفِ
وَأَغنَيتَ مَن لَم يَغنَ مِن أَبطَأِ السُرى
وَقَوَّمتَ دَرءَ الأَزوَرِ المُتَجانِفِ
وَأَنتَ الَّذي يُخشى وَيُرمى بِكَ العِدى
إِذا أَحجَمَت خَيلُ الجِيادِ المَخالِفِ
سَمَوتَ فَلَم تَترُك عَلى الأَرضِ ناكِثاً
وَآمَنتَ مِن أَحيائِنا كُلَّ خائِفِ
أَبَرتَ زُحوفَ المُلحِدينَ وَكِدتَهُم
بِمُستَنصِرٍ يَتلو كِتابَ المَصاحِفِ
تَأَخَّرَ أَقوامٌ وَأَسرَعتَ لِلَّتي
تُغَلَّلُ نُشّابَ الكَمِيِّ المُزاحِفِ
وَأَنتَ إِلى الأَعداءِ أَوَّلُ فارِسٍ
هُناكَ وَوَقّافٌ كَريمُ المَواقِفِ
بِضَربٍ يَزيلُ الهامَ عَن مُستَقَرِّهِ
وَطَعنٍ بِأَطرافِ الرِماحِ الجَوائِفِ
سَبَقتَ بِأَهلِ الكوفَةِ المَوتَ بَعدَما
أُريدَ بِإِحدى المُهلِكاتِ الجَوالِفِ
فَلَم يُغنِ مَن في القَصرِ شَيئاً وَصَيَّحوا
إِلَيكَ بِأَصواتِ النِساءِ الهَواتِفِ
أَخو الحَربِ يَمشي طاوِياً ثُمَّ يَقتَدي
مُدِلّاً بِفُرسانِ الجِيادِ المَتالِفِ
يُغادِرنَ صَرعى مِن صَناديدَ بَينَها
بِسوراءَ في إِجرائِها وَالمَزاحِف
وَما طَعِمَت مِن مَشرَبٍ مُذ سَقَيتَها
بِتَدمُرَ إِلّا مَرَّةً بِالشَفائِفِ
الفرزدق
الحمدان
05-27-2024, 09:58 AM
مِنَ الشَأمِ حَتّى باشَرَت أَهلَ بابِلٍ
وَأَكذَبتَ مِمّا جَمَّعوا كُلَّ عائِفِ
وَقَد أَبطَأَ الأَشياعُ حَتّى كَأَنَّما
يُساقونَ سَوقَ المُثقَلاتِ الزَواحِفِ
لَعَمري لَقَد أَسرَيتَ لا لَيلَ عاجِزٍ
وَما نِمتَ فيمَن نامَ تَحتَ القَطائِفِ
فَجاؤوا وَقَد أَطفَأتَ نيرانَ فِتنَةٍ
وَسَكَّنتَ رَوعاتِ القُلوبِ الرَواجِفِ
الفرزدق
الحمدان
05-27-2024, 09:58 AM
نِعمَ الفَتى خَلَفٌ إِذا ما أَعصَفَت
ريحُ الشِتاءِ مِنَ الشَمالِ الحَرجَفِ
جَمَعَ الشِواءَ مَعَ القَديدِ لِضَيفِهِ
كَرَماً وَيَثني بِالسُلافِ القَرقَفِ
مِن عاقِرٍ كَدَمِ الرُعافِ مُدامَةٌ
صَهباءَ أَشبَهَها دِماءُ الرُعَّفِ
لِلَّهِ دَرُّكَ حينَ يَشتَدُّ الوَغى
وَلَنِعمَ داعي الصارِخينَ الهُتَّفِ
أَنتَ المُرَجّى لِلعَشيرَةِ كُلِّها
في المَحلِ أَو صَكِّ الجُموعِ الزُحَّفِ
الفرزدق
الحمدان
05-27-2024, 09:58 AM
مَضَت سَنَةٌ لَم تُبقِ مالاً وَإِنَّنا
لِنَنهَضُ في عامٍ مِنَ المَحلِ رادِفُ
فَقُلتُ أَبانُ اِبنُ الوَليدِ هُوَ الَّذي
يُجيرُ مِنَ الأَحداثِ نِضوَ المَتالِفِ
فَتىً لَم تَزَل كَفّاهُ في طَلَبِ العُلى
تَفيضانِ سَحّاً مِن تَليدٍ وَطارِفِ
لَعَمرُكَ ما أَصبَحتُ أَنثو عَزيمَتي
وَلا مُخدِرٌ بَينَ الأُمورِ الضَعائِفِ
الفرزدق
الحمدان
05-27-2024, 09:59 AM
أَنتَ الَّذي عَنّا بِلالُ دَفَعتَهُ
وَنَحنُ نَخافُ مُهلِكاتِ المَتالِفِ
أَخَذنا بِحَبلٍ ما نَخافُ اِنقِطاعَهُ
إِلى مُشرِفٍ أَركانُهُ مُتَقاذِفِ
وَلَم تَرَ مِثلَ الأَشعَرِيِّ إِذا رَمى
بِحَبلٍ إِلى الكَفَّينِ جاراً لِخائِفِ
هُوَ المانِعُ الجيرانِ وَالمُعجِلُ القِرى
وَيَحفَظُ لِلإِسلامِ ما في المَصاحِفِ
أَرى إِبِلي مِمّا تَحِنُّ خِيارُها
إِذا عَلِقَت أَقرانُها بِالسَوالِفِ
بِها يُحقَنُ التامورُ إِن كانَ واجِباً
وَيَرقَأُ تَوكافُ العُيونِ الذَوارِفِ
وَإِنّا دَعَونا اللَهَ إِذ نَزَلَت بِنا
مُجَلِّلَةً إِحدى اللَيالي الخَوائِفِ
فَسَلَّ بِلالٌ دونَنا السَيفَ لِلقِرى
عَلى عُبُطِ الكومِ الجِلادِ العَلايِفِ
رَأَيتُ بِلالاً يَشتَري بِتِلادِهِ
وَبِالسَيفِ خَلّاتِ الكِرامِ الغَطارِفِ
ثَنَت مُضمِراتٌ مِن بِلالٍ قُلوبَنا
إِلى مُنكَرِ النَكراءِ لِلحَقِّ عارِفِ
الفرزدق
الحمدان
05-27-2024, 09:59 AM
أَلَم يَأتِ بِالشَأمِ الخَليفَةَ أَنَّنا
ضَرَبنا لَهُ مَن كانَ عَنهُ يُخالِفُ
صَناديدَ أَهدَينا إِلَيهِ رُؤوسَهُم
وَقَد باشَرَت مِنها السُيوفُ الشَناذِفُ
وَعِندَ أَبي بِشرَ اِبنِ أَحوَزَ مِنهُمُ
عَلى جِيَفِ القَتلى نُسورٌ عَواكِفُ
فَإِن تَنسَ ما تُبلي قُرَيشٌ فَإِنَّنا
نُجالِدُ عَن أَحسابِها وَنُقاذِفُ
شَدائِدَ أَيّامٍ بِنا يَتَّقونَها
كَأَنَّ شُعاعَ الشَمسِ فيهِنَّ كاسِفُ
وَما اِنكَشَفَت خَيلٌ بِبابِلَ تَتَّقي
رَدى المَوتِ إِلّا مِسوَرُ الخَيلِ واقِفُ
شَوازِبُ قَد كانَت دِماءُ نُحورِها
نِعالاً لِأَيديها وَهُنَّ كَواتِفُ
بِمُعتَرَكٍ لا تَنجَلي غَمَراتُهُ
عَنِ القَومِ إِلّا وَالرِماحُ رَواعِفُ
نَواقِلُ مِن جُردٍ عَوابِسُ في الوَغى
وَكُلُّ صَريعٍ خَرَّقَتهُ الجَوائِفُ
عَذيرُكَ في شَغبٍ إِذا أَنتَ لَم تُطَع
وَسَهلٌ إِذا طُوِّعتَ لِلحَقِّ عارِفُ
تَجودُ بِنَفسٍ لا يُجادَ بِمِثلِها
حِفاظاً وَإِن خيفَت عَلَيكَ المَتالِفُ
فَأَنتَ الفَتى المَعروفُ وَالفارِسُ الَّذي
بِهِ بَعدَ عَبّادٍ تُجَلّى المَخاوِفُ
وَتَقلِصُ بِالسَيفِ الطَويلِ نِجادُهُ
وَفي الرَوعِ لا شَختٌ وَلا مُتَآزِفُ
أَغَرُّ عَظيمُ المَنكِبَينِ سَما بِهِ
إِلى كَرَمِ المَجدِ الكِرامُ الغَطارِفُ
الفرزدق
الحمدان
05-27-2024, 09:59 AM
إِنّا لَنُنصِفُ مِنّا بَعدَ مَقدُرَةٍ
عَلى هَضيمَتِهِ مَن لَيسَ يَنتَصِفُ
وَنَمنَعُ النَصفَ ذا الأَنفِ الأَشَمِّ إِذا
كانَ التَهَضُّمُ فيهِ العِزُّ وَالأَنَفُ
وَنَكتَفي مِن سِوانا في الحُروبِ بِنا
إِذا تَداعى عَلَينا الناسُ فَأتَلَفوا
عَزَّت تَميمٌ بِعِزِّ اللَهِ فَاِنفَرَدَت
وَخافَ مِنها شَذاها الناسُ فَاِختَلَفوا
الفرزدق
الحمدان
05-27-2024, 09:59 AM
لَبِسنَ الفِرَندَ الخُسرُوانِيَّ دونَهُ
مَشاعِرَ مِن خَزِّ العِراقِ المُفَوَّفُ
فَكَيفَ بِمَحبوسٍ دَعاني وَدونَهُ
دُروبٌ وَأَبوابٌ وَقَصرٌ مُشَرَّفُ
وَصُهبٌ لِحاهُم راكِزونَ رِماحَهُم
لَهُم دَرَقٌ تَحتَ العَوالي مُصَفَّفُ
وَضارِيَةٌ ما مَرَّ إِلّا اِقتَسَمنَهُ
عَلَيهِنَّ خَوّاضٌ إِلى الطِنءِ مِخشَفُ
يُبَلِّغُنا عَنها بِغَيرِ كَلامِها
إِلَينا مِنَ القَصرِ البَنانُ المُطَرَّفُ
دَعَوتَ الَّذي سَوّى السَمَواتِ أَيدُهُ
وَلَلَّهُ أَدنى مِن وَريدي وَأَلطَفُ
لِيَشغَلَ عَنّي بَعلَها بِزَمانَةٍ
تُدَلِّهُهُ عَنّي وَعَنها فَنُسعَفُ
بِما في فُؤادَينا مِنَ الهَمِّ وَالهَوى
فَيَبرَءُ مُنهاضُ الفُؤادِ المُسَقَّفُ
فَأَرسَلَ في عَينَيهِ ماءً عَلاهُما
وَقَد عَلِموا أَنّي أَطَبُّ وَأَعرَفُ
فَداوَيتُهُ عامَينِ وَهيَ قَريبَةٌ
أَراها وَتَدنو لي مِراراً فَأَرشُفُ
سُلافَةَ جَفنٍ خالَطَتها تَريكَةٌ
عَلى شَفَتَيها وَالذَكِيُّ المُسَوَّفُ
فَيا لَيتَنا كُنّا بَعيرَينِ لا نَرِد
عَلى مَنهَلٍ إِلّا نُشَلُّ وَنُقذَفُ
كِلانا بِهِ عَرٌّ يَخافُ قِرافُهُ
عَلى الناسِ مَطلِيُّ المَساعِرِ أَخشَفُ
بِأَرضٍ خَلاءٍ وَحدَنا وَثِيابُنا
مِنَ الرَيطِ وَالديباجِ دِرعٌ وَمِلحَفُ
وَلا زادَ إِلّا فُضلَتانِ سُلافَةٌ
وَأَبيَضُ مِن ماءِ الغَمامَةِ قَرقَفُ
وَأَشلاءُ لَحمٍ مِن حُبارى يَصيدُها
إِذا نَحنُ شِئنا صاحِبٌ مُتَأَلَّفُ
الفرزدق
الحمدان
05-27-2024, 10:00 AM
لَنا ما تَمَنَّينا مِنَ العَيشِ ما دَعا
هَديلاً حَماماتٌ بِنَعمانَ هُتَّفُ
إِلَيكَ أَميرَ المُؤمِنينَ رَمَت بِنا
هُمومُ المُنى وَالهَوجَلُ المُتَعَسَّفُ
وَعَضُّ زَمانٍ يا اِبنَ مَروانَ لَم يَدَع
مِنَ المالِ إِلّا مُسحَتاً أَو مُجَرَّفُ
وَمُنجَرِدُ السُهبانِ أَيسَرُ ما بِهِ
سَليبُ صُهارٍ أَو قُصاعٌ مُؤَلَّفُ
وَمائِرَةِ الأَعضادِ صُهبٍ كَأَنَّما
عَلَيها مِنَ الأَينِ الجِسادُ المُدَوَّفُ
بَدَأنا بِها مِن سَيفِ رَملِ كُهَيلَةٍ
وَفيها نَشاطٌ مِن مِراحٍ وَعَجرَفُ
فَما بَرِحَت حَتّى تَقارَبَ خَطوُها
وَبادَت ذُراها وَالمَناسِمُ رُعَّفُ
وَحَتّى قَتَلنا الجَهلَ عَنها وَغودِرَت
إِذا ما أُنيخَت وَالمَدامِعُ ذُرَّفُ
وَحَتّى مَشى الحادي البَطيءُ يَسوقُها
لَها بَخَصٍ دامٍ وَدَأيٌ مُجَلَّفُ
وَحَتّى بَعَثناها وَما في يَدٍ لَها
إِذا حُلَّ عَنها رُمَّةٌ وَهيَ رُسَّفُ
إِذا ما نَزَلنا قاتَلَت عَن ظُهورِنا
حَراجيجُ أَمثالُ الأَهِلَّةِ شُسَّفُ
إِذا ما أَرَيناها الأَزِمَّةَ أَقبَلَت
إِلَينا بِحُرّاتِ الوُجوهِ تَصَدَّفُ
ذَرَعنَ بِنا ما بَينَ يَبرينَ عَرضَهُ
إِلى الشَأمِ تَلقانا رِعانٌ وَصَفصَفُ
فَأَفنى مِراحَ الداعِرِيَّةِ خَوضُها
بِنا اللَيلَ إِذ نامَ الدَثورُ المُلَفَّفُ
إِذا اِغبَرَّ آفاقُ السَماءِ وَكَشَّفَت
كُسورَ بُيوتِ الحَيِّ حَمراءُ حَرجَفُ
وَهَتَّكَتِ الأَطنابَ كُلُّ عَظيمَةٍ
لَها تامِكٌ مِن صادِقِ النِيِّ أَعرَفُ
الفرزدق
الحمدان
05-27-2024, 10:00 AM
وَجاءَ قَريعُ الشَولِ قَبلَ إِفالِها
يَزِفُّ وَراحَت خَلفَهُ وَهيَ زُفَّفُ
وَباشَرَ راعيها الصِلا بِلَبانِهِ
وَكَفَّيهِ حَرَّ النارِ ما يَتَحَرَّفُ
وَأَوقَدَتِ الشِعرى مَعَ اللَيلِ نارَها
وَأَمسَت مُحولاً جِلدُها يَتَوَسَّفُ
وَأَصبَحَ مَوضوعُ الصَقيعِ كَأَنَّهُ
عَلى سَرَواتِ النيبِ قُطنٌ مُنَدَّفُ
وَقاتَلَ كَلبُ الحَيِّ عَن نارِ أَهلِهِ
لِيَربِضَ فيها وَالصِلا مُتَكَنَّفُ
وَجَدتَ الثَرى فينا إِذا يَبِسَ الثَرى
وَمَن هُوَ يَرجو فَضلَهُ المُتَضَيِّفُ
تَرى جارَنا فينا يُجيرُ وَإِن جَنى
فَلا هُوَ مِمّا يُنطِفُ الجارَ يُنطَفُ
وَيَمنَعُ مَولانا وَإِن كانَ نائِياً
بِنا جارَهُ مِمّا يَخافُ وَيَأنَفُ
وَقَد عَلِمَ الجيرانُ أَنَّ قُدورَنا
ضَوامِنُ لِلأَرزاقِ وَالريحُ زَفزَفُ
نُعَجِّلُ لِلضيفانِ في المَحلِ بِالقِرى
قُدوراً بِمَعبوطٍ تُمَدُّ وَتُغرَفُ
تُفَرَّغُ في شيزى كَأَنَّ جِفانَها
حِياضُ جِبىً مِنها مِلاءٌ وَنُصَّفُ
تَرى هَولَهُنَّ المُعتَفينَ كَأَنَّهُم
عَلى صَنَمٍ في الجاهِلِيَّةِ عُكَّفُ
قُعوداً وَخَلفَ القاعِدينَ سُطورَهُم
جُنوحٌ وَأَيديهِم جُموسٌ وَنُطَّفُ
وَما حُلَّ مِن جَهلٍ حُبى حُلَمائِنا
وَلا قائِلٌ بِالعُرفِ فينا يُعَنَّفُ
وَما قامَ مِنّا قائِمٌ في نَدِيِّنا
فَيَنطِقَ إِلّا بِالَّتي هِيَ أَعرَفُ
وَإِنّي لَمِن قَومٍ بِهِم تُتَّقى العِدى
وَرَأبُ الثَأى وَالجانِبُ المُتَخَوِّفُ
الفرزدق
الحمدان
05-27-2024, 10:00 AM
وَأَضيافِ لَيلٍ قَد نَقَلنا قِراهُمُ
إِلَيهِم فَأَتلَفنا المَنايا وَأَتلَفوا
قَرَيناهُمُ المَأثورَةَ البيضَ قَبلَها
يُثِجُّ العُروقَ الأَزأَنِيُّ المُثَقَّفُ
وَمَسروحَةً مِثلَ الجَرادِ يَسوقُها
مُمَرٌّ قُواهُ وَالسَراءُ المُعَطَّفُ
فَأَصبَحَ في حَيثُ اِلتَقَينا شَريدُهُم
طَليقٌ وَمَكتوفُ اليَدَينِ وَمُزعَفُ
وَكُنّا إِذا ما اِستَكرَهَ الضَيفُ بِالقِرى
أَتَتهُ العَوالي وَهيَ بِالسُمِّ تَرعَفُ
وَلا نَستَجِمُّ الخَيلَ حَتّى نُعيدَها
غَوانِمَ مِن أَعدائِنا وَهيَ زُحَّفُ
كَذَلِكَ كانَت خَيلُنا مَرَّةً تُرى
سِماناً وَأَحياناً تُقادُ فَتَعجَفُ
عَلَيهِنَّ مِنّا الناقِصونَ ذَحولَهُم
فَهُنَّ بِأَعباءِ المَنِيَّةِ كُتَّفُ
مَداليقُ حَتّى تَأتِيَ الصارِخَ الَّذي
دَعا وَهوَ بِالثَغرِ الَّذي هُوَ أَخوَفُ
وَكُنّا إِذا نامَت كُلَيبٌ عَنِ القِرى
إِلى الضَيفِ نَمشي بِالعَبيطِ وَنَلحَفُ
وَقِدرٍ فَثَأنا غَليَها بَعدَما غَلَت
وَأُخرى حَشَشنا بِالعَوالي تُؤَثَّفُ
وَكُلُّ قِرى الأَضيافِ نَقري مِنَ القَنا
وَمُعتَبَطٍ فيهِ السَنامُ المُسَدَّفُ
وَلَو تَشرَبُ الكَلبى المَراضُ دِماءَنا
شَفَتها وَذو الداءِ الَّذي هُوَ أَدنَفُ
مِنَ الفائِقِ المَحبوسِ عَنهُ لِسانُهُ
يَفوقُ وَفيهِ المَيِّتُ المُتَكَنَّفُ
وَجَدنا أَعَزَّ الناسِ أَكثَرَهُم حَصىً
وَأَكرَمَهُم مَن بِالمَكارِمِ يُعرَفُ
وَكِلتاهُما فينا إِلى حَيثُ تَلتَقي
عَصائِبُ لاقى بَينَهُنَّ المُعَرَّفُ
الفرزدق
الحمدان
05-27-2024, 10:01 AM
مَنازيلُ عَن ظَهرِ القَليلِ كَثيرُنا
إِذا ما دَعا في المَجلِسِ المُتَرَدِّفُ
قَلَفنا الحَصى عَنهُ الَّذي فَوقَ ظَهرِهِ
بِأَحلامِ جُهّالٍ إِذا ما تَغَضَّفوا
عَلى سَورَةٍ حَتّى كَأَنَّ عَزيزَها
تَرامى بِهِ مِن بَينِ نيقَينِ نَفنَفُ
وَجَهلٍ بِحِلمٍ قَد دَفَعنا جُنونَهُ
وَما كانَ لَولا حِلمُنا يَتَزَحلَفُ
رَجَحنا بِهِم حَتّى اِستَثابوا حُلومَهُم
بِنا بَعدَما كادَ القَنا يَتَقَصَّفُ
وَمَدَّت بِأَيديها النِساءُ وَلَم يَكُن
لِذي حَسَبٍ عَن قَومِهِ مُتَخَلَّفُ
كَفَيناهُمُ ما نابَهُم بِحُلومِنا
وَأَموالِنا وَالقَومُ بِالنُبلِ دُلَّفُ
وَقَد أَرشَدوا الأَوتارَ أَفواقَ نَبلِهِم
وَأَنيابُ نَوكاهُم مِنَ الحَردِ تَصرِفُ
فَما أَحَدٌ في الناسِ يَعدِلُ دَرأَنا
بِعِزٍّ وَلا عِزٌّ لَهُ حينَ نَجنَفُ
تَثاقَلُ أَركانٌ عَلَيهِ ثَقيلَةٌ
كَأَركانِ سَلمى أَو أَعَزُّ وَأَكثَفُ
سَيَعلَمُ مَن سامى تَميماً إِذا هَوَت
قَوائِمُهُ في البَحرِ مَن يَتَخَلَّفُ
فَسَعدٌ جِبالُ العِزِّ وَالبَحرُ مالِكٌ
فَلا حَضَنٌ يُبلى وَلا البَحرِ يُنزَفُ
وَبِاللَهِ لَولا أَن تَقولوا تَكاثَرَت
عَلَينا تَميمٌ ظالِمينَ وَأَسرَفوا
لَما تُرِكَت كَفٌّ تُشيرُ بِأُصبُعٍ
وَلا تُرِكَت عَينٌ عَلى الأَرضِ تَطرِفُ
لَنا العِزَّةُ الغَلباءُ وَالعَدَدُ الَّذي
عَلَيهِ إِذا عُدَّ الحَصى يُتَحَلَّفُ
وَلا عِزَّ إِلّا عِزُّنا قاهِرٌ لَهُ
وَيَسأَلُنا النَصفَ الذَليلُ فَيُنصَفُ
الفرزدق
الحمدان
05-27-2024, 10:01 AM
عَلى مَن وَراءَ الرَدمِ لَو دُكَّ عَنهُمُ
لَماجوا كَما ماجَ الجَرادَ وَطَوَّفوا
فَهُم يَعدِلونَ الأَرضَ لَولاهُمُ اِستَوَت
عَلى الناسِ أَو كادَت تَسيرُ فَتُنسَفُ
وَلَو أَنَّ سَعداً أَقبَلَت مِن بِلادِها
لَجاءَت بِيَبرينَ اللَيالي تَزَحَّفُ
الفرزدق
الحمدان
05-27-2024, 10:01 AM
وَمِنّا الَّذي لا يَنطِقُ الناسُ عِندَهُ
وَلَكِن هُوَ المُستَأذَنُ المُتَنَصَّفُ
تَراهُم قُعوداً حَولَهُ وَعُيونُهُم
مُكَسَّرَةٌ أَبصارُها ما تَصَرَّفُ
وَبَيتانِ بَيتُ اللَهِ نَحنُ وَلاتُهُ
وَبَيتٌ بِأَعلى إيلِياءَ مُشَرَّفُ
لَنا حَيثُ آفاقِ البَرِيَّةِ تَلتَقي
عَديدُ الحَصى وَالقَسوَرِيُّ المُخَندِفُ
إِذا هَبَطَ الناسُ المُحَصَّبَ مِن مِنىً
عَشِيَّةَ يَومِ النَحرِ مِن حَيثُ عُرِّفوا
تَرى الناسَ ما سِرنا يَسيرونَ خَلفَنا
وَإِن نَحنُ أَومَأنا إِلى الناسِ وَقَّفوا
أُلوفُ أُلوفٍ مِن دُروعٍ وَمِن قَناً
وَخَيلٌ كَرَيعانِ الجَرادِ وَحَرشَفُ
وَإِن نَكَثوا يَوماً ضَرَبنا رِقابَهُم
عَلى الدينِ حَتّى يُقبِلَ المُتَأَلَّفُ
فَإِنَّكَ إِذ تَسعى لِتُدرِكَ دارِماً
لَأَنتَ المُعَنّى يا جَريرُ المُكَلَّفُ
أَتَطلُبُ مِن عِندَ النُجومِ وَفَوقَها
بِرِبقٍ وَعَيرٍ ظَهرُهُ مُتَقَرِّفُ
أَبى لِجَريرٍ رَهطُ سوءٍ أَذِلَّةٌ
وَعِرضٌ لَئيمٌ لِلمَخازي مُوَقَّفُ
إِذا ما اِحتَبَت لي دارِمٌ عِندَ غايَةٍ
جَرَيتَ إِلَيها جَريَ مَن يَتَغَطرَفُ
كِلانا لَنا قَومٌ لَنا يُحلِبونَهُ
بِأَحسابِهِم حَتّى يَرى مَن يُخَلَّفُ
إِلى أَمَدٍ حَتّى يُزايِلَ بَينَهُم
وَيوجِعُ مِنّا النَخسُ مَن هُوَ مُقرِفُ
عَطَفتُ عَلَيكَ الحَربَ إِنّي إِذا وَنى
أَخو الحَربِ كَرّارٌ عَلى القِرنُ مُعطِفُ
تُبَكّي عَلى سَعدٍ وَسَعدٌ مُقيمَةٌ
بِيَبرينَ مِنهُم مَن يَزيدُ وَيُضعِفُ
الفرزدق
الحمدان
05-27-2024, 10:58 AM
يحكى أن شاعرا رأى فَـتاةً بيـضَاء فـقـال:
عَـشقـتُ بَـيـضَاء مِـثـلَ البـدرِ فاتِـنَـةً
إن كنتُ أخطَاتُ فِي عشقِي فقُولولي
أهـوى الّـتِي لونُهـا مِـن لـونِ بسمَتهَا
ولستُ أهوى الَّـتِي كـالليلِ تبـدو لِي
ثـمَّ مـرَّت فتـاة سـمرَاء فـقَـال:
عشِـقتُ سمـراءَ مـثـلَ الـليل فـاتِـنـةٌ
إن كنتُ أخطَاتُ فِي عشقِي فقُولولي
أهـوى الّتِي لـونُها مـن لـونِ مقـلَتِهـا
ولستُ أهوى الَّتِي كـالشَّيبِ تبدو لِي
ثـمَّ راجـعَ نـفسَهُ فَـقَـال:
لا فضلَ للشَّكـلِ فـي أخـلاقِ غانيةٍ
فالحُسنُ حسن المَعَاني لا التَّماثيلِ
مـن قَلبُـهـا ذاخـرٌ بِالـطُّـهرِ أعشَقُها
وأصطفـيهَـا بـمَـعـسولِ المَـواويـلِ
.....
الحمدان
05-27-2024, 11:00 AM
يقول نزار قباني:
النساء الجميلات.. تقف لهن القلوب انبهارًا،
لكن الحظ لا يقف لهن احترامًا!
ويقول محمود درويش:
كما أن هناك زهور بلا عطر.. هُناك جميلات بلا حظ!
ويقول جبران خليل جبران:
هناك علاقة عشق قوية بين المرأة الجميلة والحظ السيئ!
وأقول لك:
الانجذاب للشكل هو مجرد انبهار وسيزول بعد حين..
أَمَّا جمال الروح ورجاحة العقل ونقاء القلب،
فجمال المرأة الذي لا يفنى
الحمدان
05-27-2024, 11:29 AM
صباحٌ بذكر اللهِ قد شعَّ نورُهُ
على الرُّوح وانهلَّت عليها سحائبُهْ
وهل تُشرقُ الأرواحُ إلا بذكرهِ؟
فطوبى لمن بالذّكر سارت مراكبُهْ
إلى اللهِ فوّضنا مع الصبح أمرَنا
ومن فوّضَ الرحمنَ ما ضلَّ قاربُهْ
فيـا ربّ يسـر كـل أمـر عسير
فأنت الذي يا ربّ تُرجى مواهبُه
يَـا رَبِّ مَـا خَـابَ الَّـذِي يَدعُـوكَ
مِنْ بَـابِ فَضلِكَ خَاضِعًا يَرجُوكَ
فَـاغفِـر لِـمَوتَى المُسلِمِينَ فَـإنَّهُمْ
لَكَ أسلَمُوا وَاستَغفَرُوا وَخَشَوكَ
وَشِـفَـاؤُكَ اللَّـهُـمَّ لِلْـمَرضَـى بِـهِ
نُــورٌ وَرَغـمَ أنِـيـنِـهِـمْ شَـكَـرُوكَ
يَـا مَـنْ خَـزَائِـنُ مُلْكِـهِ مَمْـلُـوءَةٌ
ارضِ العِـبَادَ بِكُـلِّ مَـا سَـألُوكَ
.......
الحمدان
05-27-2024, 11:36 AM
يا سـاحر العينين قلي ما العمل
قد هـام قلبي في هواك ولم يزل
يقضي الليالي ساهرا متأمــــــــلا
نيل الوصال لمن يحب ولم يــزل
يا ساحر العينين أضناني النوى
الهجر أودى بي وأوردني العلل
ماذا جنيت وهل ألام على الهوى
هل يرتوي الظمآن من ماء زلل
يا ساحر العينين فلترفق بنا
سهم العيون إذا رميت به قتل
عيناك بحر للهيام وســـــــحره
يا من تروم الغوص لا تخش البلل
قالوا جمال البدر لا لم يصدقــــوا
لما رآك البدر من غيظ أفــل
قالوا عيون للمها في حســــــنها
من حسنها عين المها ضربت مثل
لكنها لما رأتك تعجبـت
لما رأت عينيك أدركها الخجـل
سبحان من خلق الجمال وسحره
سبحان من أعطاك هاتيك المقل
.......
الحمدان
05-27-2024, 11:48 AM
أيُلامُ قلبٌ في الهوَى أصفاكا
وعلى ممالكِ شوقهِ ولَّاكا
طِب يا صَفِيَّ الرُّوحِ نفساً إنَّني
ما عدتُ أبصرُ في الورَى إلَّاكا
.......
الحمدان
05-27-2024, 12:55 PM
حَتّى مَتى ذو التيهِ في تيهِهِ
أَصلَحَهُ اللَهُ وَعافاهُ
يَتيهُ أَهلُ التيهِ مِن جَهلِهِم
وَهُم يَموتونَ وَإِن تاهو
مَن طَلَبَ العِزَّ لَيَبقى بِهِ
فَإِنَّ عِزَّ المَرءِ تَقواهُ
لَم يَعتَصِم بِاللَهِ مِن خَلقِهِ
مَن لَيسَ يَرجوهُ وَيَخشاهُ
ابو العتاهية
الحمدان
05-27-2024, 12:55 PM
نَغَّصَ المَوتُ كُلَّ لَذَّةِ عَيشٍ
يا لِقَومي لِلمَوتِ ما أَوحاهُ
عَجَباً إِنَّهُ إِذا ماتَ مَيتٌ
صَدَّ عَنهُ حَبيبُهُ وَجَفاهُ
حَيثُما وَجَّهَ اِمرُؤٌ لِيَفوتَ ال
مَوتَ فَالمَوتُ واقِفٌ بِحِذاهُ
إِنَّما الشَيبُ لِاِبنِ آدَمَ ناعٍ
قامَ في عارِضَيهِ ثُمَّ نَعاهُ
مَن تَمَنّى المُنى فَأَغرَقَ فيها
ماتَ مِن قَبلِ أَن يَنالَ مُناهُ
ما أَذَلَّ المُقِلَّ في أَعيُنِ النا
سِ لِإِقلالِهِ وَما أَقماهُ
إِنَّما تَنظُرُ العُيونُ مِنَ النا
سِ إِلى مَن تَرجوهُ أَو تَخشاهُ
ابو العتاهية
الحمدان
05-27-2024, 12:55 PM
إِنَّما الذَنبُ عَلى مَن جَناهُ
لَم يَضُر قَبلُ جَهولاً سِواهُ
فَسَدَ الناسُ جَميعاً فَأَمسى
خَيرُهُم مَن كَفَّ عَنّا أَذاهُ
ابو العتاهية
الحمدان
05-27-2024, 12:56 PM
مَن أَحَبَّ الدُنيا تَحَيَّرَ فيها
وَاِكتَسى عَقلُهُ اِلتِباساً وَتيها
رُبَّما أَتعَبَت بَنيها عَلى ذا
كَ فَكَعها وَخَلِّها لِبَنيها
قَنِّعِ النَفسَ بِالكِفافِ وَإِلّا
طَلَبَت مِنكَ فَوقَ ما يَكفيها
إِنَّما أَنتَ طولَ عُمرِكَ ما عُمِّرتَ
في الساعَةِ الَّتي أَنتَ فيها
وَدَعِ اللَيلَ وَالنَهارَ جَميعاً
يَنقُلانِ الدُنيا إِلى ساكِنيها
لَيسَ فيما مَضى وَلا في الَّذي لَم
يَأتِ مِن لَذَّةٍ لِمُستَحليها
ابو العتاهية
الحمدان
05-27-2024, 12:57 PM
أَيا نَفسُ مَهما لَم يَدُم فَذَريهِ
وَلِلمَوتِ رَأيٌ فيكِ فَاِنتَظِريهِ
مَضى مَن مَضى مِنّا وَحيداً بِنَفسِهِ
وَنَحنُ وَشيكاً لا نَشُكُّ نَليهِ
بَنو المَرءِ يُسليهِم عَنِ المَرءِ بَعدَهُ
إِذا ماتَ ما أَسلاهُ بَعدَ أَبيهِ
رَأَيتُ أَقَلَّ الناسِ هَمّاً أَشَدَّهُم
قُنوعاً وَأَرضاهُم بِما هُوَ فيهِ
فَطوبى لِمَن لَم يَلقَ أَمراً قَضى لَهُ
بِهِ اللَهُ إِلّا سَرَّهُ وَرَضيهِ
وَلا خَيرَ في مَن ظَلَّ يَبغي لِنَفسِهِ
مِنَ الخَيرِ ما لا يَبتَغي لِأَخيهِ
ابو العتاهية
الحمدان
05-27-2024, 12:57 PM
إِنَّ الحَوادِثَ لا مَحالَةَ آتِيَه
مِن بَينِ رائِحَةِ تَمُرُّ وَغادِيَه
فَلَرُبَّما اِعتَبَطَ السَليمُ فُجاءَةً
وَلَرُبَّما رُزِقَ السَقيمُ العافِيَه
اللَهُ يَعلَمُ ما تُجِنُّ قُلوبُنا
وَاللَهُ لا تَخفى عَلَيهِ خافِيَه
أَينَ الأُلى كَنَزوا الكُنوزَ وَأَمَّلوا
أَينَ القُرونُ بَنو القُرونِ الخالِيَه
دَرَجوا فَأَصبَحَتِ المَنازِلُ مِنهُمُ
قَفراً وَأَصبَحَتِ المَدائِنُ خالِيَه
عَجَباً لِمَن يَنسى المَقابِرَ وَالبِلى
سُبحانَ مَن يُحيّ العِظامَ البالِيَه
ابو العتاهية
الحمدان
05-27-2024, 12:58 PM
أَلا يا بَني آدَمَ اِستَنبِهوا
أَما قَد نُهيتُم فَلَم تَنتَهوا
أَيا عَجَباً مِن ذَوي الإِعتِبا
رِ ما مِنهُمُ اليَومَ مُستَنبِهُ
طَغى الناسُ حَتّى رَأَيتَ اللَبيبَ
في غِيِّ طُغيانِهِ يَعمَهُ
ابو العتاهية
الحمدان
05-27-2024, 12:58 PM
الدَهرُ ذو دُوَلٍ وَالمَوتُ ذو عِلَلٍ
وَالمَرءُ ذو أَمَلٍ وَالناسُ أَشباهُ
وَلَم تَزَل عِبَرٌ فيهِنَّ مُعتَبَرٌ
يَجري بِها قَدَرٌ وَاللَهُ أَجراهُ
يَبكي وَيَضحَكُ ذو نَفسٍ مُصَرَّفَةٍ
وَاللَهُ أَضحَكَهُ وَاللَهُ أَبكاهُ
وَالمُبتَلى فَهُوَ المَهجورُ جانِبُهُ
وَالناسُ حَيثُ يَكونُ المالُ وَالجاهُ
وَالخَلقُ مِن خَلقِ رَبّي قَد يُدَبِّرُهُ
كُلٌّ فَمُستَعبَدٌ وَاللَهُ مَولاهُ
طوبى لِعَبدٍ لِمَولاهُ إِنابَتُهُ
قَد فازَ عَبدٌ مُنيبُ القَلبِ أَوّاهُ
يا بائِعَ الدينِ بِالدُنيا وَباطِلِها
تَرضى بِدينِكَ شَيئاً لَيسَ يَسواهُ
حَتّى مَتى أَنتَ في لَهوٍ وَفي لَعِبٍ
وَالمَوتُ نَحوَكَ يَهوي فاغِراً فاهُ
ما كُلُّ ما يَتَمَنّى المَرءُ يُدرِكُهُ
رُبَّ اِمرِئٍ حَتفُهُ فيما تَمَنّاهُ
إِنَّ المُنى لَغُرورٌ ضِلَّةً وَهَوىً
لَعَلَّ حَتفَ اِمرِئٍ في الشَيءِ يَهواهُ
تَغتَرُّ لِلجَهلِ بِالدُنيا وَزُخرُفِها
إِنَّ الشَقِيَّ لَمَن غَرَّتهُ دُنياهُ
كَأَنَّ حَيّاً وَقَد طالَت سَلامَتُهُ
قَد صارَ في سَكَراتِ المَوتِ تَغشاهُ
وَالناسُ في رَقدَةٍ عَمّا يُرادُ بِهِم
وَلِلحَوادِثِ تَحريكٌ وَإِنباهُ
أَنصِف هُديتَ إِذا ما كُنتَ مُنتَصِفاً
لا تَرضَ لِلناسِ شَيئاً لَستَ تَرضاهُ
يا رُبَّ يَومٍ أَتَت بُشراهُ مُقبِلَةً
ثُمَّ اِستَحالَت بِصَوتِ النَعيِ بُشراهُ
لا تَحقِرَنَّ مِنَ المَعروفِ أَصغَرَهُ
أَحسِن فَعاقِبَةُ الإِحسانِ حُسناهُ
وَكُلُّ أَمرٍ لَهُ لا بُدَّ عاقِبَةٌ
وَخَيرُ أَمرِكَ ما أَحمَدتَ عُقباهُ
تَلهو وَلِلمَوتِ مُمسانا وَمُصبِحُنا
مَن لَم يُصَبِّحهُ وَجهُ المَوتِ مَسّاهُ
كَم مِن فَتىً قَد دَنَت لِلمَوتِ رِحلَتَهُ
وَخَيرُ زادِ الفَتى لِلمَوتِ تَقواهُ
ما أَقرَبَ المَوتَ في الدُنيا وَأَفظَعَهُ
وَما أَمَرَّ جَنى الدُنيا وَأَحلاهُ
كَم نافَسَ المَرءُ في شَيءٍ وَكايَدَ في
هِ الناسَ ثُمَّ مَضى عَنهُ وَخَلّاهُ
بَينا الشَفيقُ عَلى إِلفٍ يُسَرُّ بِهِ
إِذ صارَ أَغمَضَهُ يَوماً وَسَجّاهُ
يَبكي عَلَيهِ قَليلاً ثُمَّ يُخرِجُهُ
فَيُمكِنُ الأَرضَ مِنهُ ثُمَّ يَنساهُ
وَكُلُّ ذي أَجَلٍ يَوماً سَيَبلُغُهُ
وَكُلُّ ذي عَمَلٍ يَوماً سَيَلقاهُ
ابو العتاهية
الحمدان
05-27-2024, 12:58 PM
إِنَّما الشَيبُ لِاِبنِ آدَمَ ناعٍ
قامَ في عارِضَيهِ ثُمَّ نَعاهُ
كَم تَرى اللَيلَ وَالنَهارَ يَدومانِ
لِمَن مَدَّ لَهوَهُ وَصِباهُ
ابو العتاهية
الحمدان
05-27-2024, 12:59 PM
رُبَّ باكٍ لِلمَوتِ يُبكى عَلَيهِ
قَد حَوى مالَهُ بِكِلتا يَدَيهِ
إِنَّما هَمُّ وارِثي بَعدَ مَوتي
ما أُخَلّي لا ما أَصيرُ إِلَيهِ
ابو العتاهية
الحمدان
05-27-2024, 12:59 PM
يا واعِظَ الناسِ قَد أَصبَحتَ مُهتَمّاً
إِذ عِبتَ مِنهُم أُموراً أَنتَ تاتيها
كَالمُلبِسِ الثَوبَ مِن عُريٍ وَعَورَتُهُ
لِلناسِ بادِيَةٌ ما إِن يُواريها
وَأَعظَمُ الإِثمِ بَعدَ الشِركِ نَعلَمُهُ
في كُلِّ نَفسٍ عَماها عَن مَساويها
وَشُغلُها بِعُيوبِ الناسِ تُبصِرُها
مِنهُم وَلا تُبصِرُ العَيبَ الَّذي فيها
ابو العتاهية
الحمدان
05-27-2024, 12:59 PM
أَلَم يَأنِ لي يا نَفسُ أَن أَتَنَبَّها
وَأَن أَترُكَ اللَهوَ المُضِرَّ لِمَن لَها
أَرى عَمَلي لِلشَرِّ مِنّي بِشَهوَةٍ
وَلَستُ أَرومُ الخَيرَ إِلّا تَكَرُّها
كَفى بِامرِئٍ جَهلاً إِذا كانَ تابِعاً
هَواهُ مِنَ الدُنيا إِلى كُلِّ ما اشتَهى
وَفي كُلِّ يَومٍ عِبرَةٌ بَعدَ عِبرَةٍ
وَفي المَوتِ ناهٍ لِلفَتى لَو هُوَ انتَهى
وَكُلُّ بَني الدُنيا عَلى غَفَلاتِهِ
تُواجِهُهُ الأَقدارُ حَيثُ تَوَجَّها
ابو العتاهية
الحمدان
05-27-2024, 12:59 PM
أَيا عَجَباً لِلناسِ في طولِ ما سَهَوا
وَفي طولِ ما اغتَرّوا وَفي طولِ ما لَهَوا
يَقولونَ نَرجو اللَهَ دَعوى مَريضَةً
وَلَو أَنَّهُم يَرجونَ خافوا كَما رَجَوا
تَصابى رِجالٌ مِن كُهولٍ وَجِلَّةٍ
إِلى اللَهوِ حَتّى لا يُبالونَ ما أَتَوا
فَيا سَوءَتا لِلشَيبِ إِذ صارَ أَهلُهُ
إِذا هَيَّجَتهُم لِلصِبا صَبوَةٌ صَبَوا
أَكَبَّ بَنو الدُنيا عَلَيها وَإِنَّهُم
لَتَنهاهُمُ الأَيّامُ عَنها لَوِ انتَهَوا
مَضى قَبلَنا قَومٌ قُرونٌ نَعُدُّها
وَنَحنُ وَشيكاً سَوفَ نَمضي كَما مَضَوا
أَلا في سَبيلِ اللَهِ أَيُّ نَدامَةٍ
نَموتُ كَما ماتَ الأُلى كُلَّما خَلَوا
وَلَم نَتَزَوَّد لِلمَعادِ وَهَولِهِ
كَزادِ الَّذينَ استَعصَموا اللَهَ وَاتَّقَوا
أَلا أَينَ أَينَ الجامِعونَ لِغَيرِهِم
وَما غَلَبوا غَشماً عَلَيهِ وَما اِحتَوَوا
رَأَيتُ بَني الدُنيا إِذا ما سَمَوا بِها
هَوَت بِهِمِ الدُنيا عَلى قَدرِ ما سَمَوا
وَكُلُّ بَني الدُنيا وَلَو تاهَ تائِهٌ
قَدِ اعتَدَلوا في الضَعفِ وَالنَقصِ وَاستَوَوا
وَلَم أَرَ مِثلَ الصِدقِ أَجلى لِوَحشَةٍ
وَلا مِثلَ إِخوانِ الصَلاحِ إِذا اتَّقَوا
ابو العتاهية
الحمدان
05-27-2024, 01:00 PM
الصَمتُ في غَيرِ فِكرَةٍ سَهو
وَالقَولُ في غَيرِ حِكمَةٍ لَغو
وَمَن بَغى السَروَ فَالتَنَزُّهُ عَن
حُبِّ فُضولِ الدُنيا هُوَ السَروُو
تَسَلَّ عَنها فَإِنَّها لَعِبٌ
تَفنى سَريعاً وَإِنَّها لَهوُو
وَإِنَّ حُلوَ الدُنيا غَداً غَيرَ ما
شَكٍ لِمُرٍّ وَمُرُّها حُلو
ابو العتاهية
الحمدان
05-27-2024, 01:00 PM
إِنَّ أَسوا يَومٍ يَمُرُّ عَلَيّا
يَومُ لا رُغبَةٌ تَكونُ إِلَيّا
كَم تَغُرُّ الدُنيا وَكَم يَجِدُ الإِن
سانُ فيها شَيئاً وَيُحرَمُ شَيّا
تَنشُرُ الحادِثاتُ طَوراً وَتَطوي
إِنَّما الحادِثاتُ نَشراً وَطِيّا
وَطِباعُ الإِنسانِ مُختَلِفاتٌ
رُبَّ وَعرِ الأَخلاقِ سَهلُ المُحَيّا
وَمِنَ الحَزمِ أَن أَكونَ لِنَفسي
قَبلَ مَوتي فيما مَلَكتُ وَصِيّا
ابو العتاهية
الحمدان
05-27-2024, 01:00 PM
أَسعِداني بِالدَمعِ يا عَينَيّا
أَسعِداني عَلَيهِ ما دُمتُ حَيّا
أَنَ أَولى بِما بَكَيتُ عَلى نَف
سي مِنَ الباكِياتِ يَوماً عَلَيّا
نَفَسٌ لي قَدِ اِنقَضى ثُمَّ طَرفي
وَهُما يَنعَيانِ نَفسي إِلَيّا
يُشِكُ الطَرفُ وَالتَنَفُسُّ أَلّا
يَترُكا لي مِنَ التَحَرُّكِ شَيّا
وَمِنَ الحَزمِ أَن أَكونَ لِنَفسي
قَبلَ مَوتي فيما مَلَكتُ وَصِيّا
عَجَباً ما عَجِبتُ مِن شُحِّ نَفسي
صَيَّرَتني مِلكاً لِمِلكِ يَدَيّا
ابو العتاهية
الحمدان
05-27-2024, 01:01 PM
إِنَّ السَلامَةَ أَن تَرضى بِما قُضِيا
لَيَسلَمَنَّ بِإِذنِ اللَهِ مَن رَضِيا
المَرءُ يَأمُلُ وَالآمالُ كاذِبَةٌ
وَالمَرءُ تَصحَبُهُ الآمالُ ما بَقِيا
يا رُبَّ باكٍ عَلى مَيتٍ وَباكِيَةٍ
لَم يَلبَثا بَعدَ ذاكَ المَيتِ أَن بُكِيا
وَرُبَّ ناعٍ نَعى حيناً أَحِبَّتَهُ
ما زالَ يَنعى إِلى أَن قيلَ قَد نُعِيا
عِلمي بِأَنّي أَذوقُ المَوتَ نَغَّصَ لي
طيبَ الحَياةِ فَما تَصفو الحَياةُ لِيا
كَم مِن أَخٍ تَغتَذي دودُ التُرابِ بِهِ
وَكانَ حَيّاً بِحُلوِ العَيشِ مُغتَذِيا
يَبلى مَعَ المَيتِ ذِكرُ الذاكِرينَ لَهُ
مَن غابَ غَيبَةَ مَن لا يُرتَجى نُسِيا
مَن ماتَ ماتَ رَجاءُ الناسِ مِنهُ فَوَل
لَوهُ الجَفاءَ وَمَن لا يُرتَجى جُفِيا
إِنَّ الرَحيلَ عَنِ الدُنيا لَيُزعِجُني
إِن لَم يَكُن رائِحاً بي كانَ مُغتَدِيا
الحَمدُ لِلَّهِ طوبى لِلسَعيدِ وَمَن
لَم يُسعِدِ اللَهُ بِالتَقوى فَقَد شَقِيا
كَم غافِلٍ عَن حِياضِ المَوتِ في لَعِبٍ
يُمسي وَيُصبِحُ رَكّاباً لِما هَوِيا
وَمُنقَضٍ ما تَراهُ العَينُ مُنقَطِعٌ
ما كُلُّ شَيءٍ يُرى إِلّا لِيَنقَضِيا
ابو العتاهية
الحمدان
05-27-2024, 01:01 PM
لِيَبكِ رَسولَ اللَهِ مَن كانَ باكِيا
وَلا تَنسَ قَبراً بِالمَدينَةِ ثاوِيا
جَزى اللَهُ عَنّا كُلَّ خَيرٍ مُحَمَّداً
فَقَد كانَ مَهديّاً دَليلاً وَهادِيا
وَلَن تَسرِيَ الذِكرى بِما هُوهَ أَهلُهُ
إِذا كُنتَ لِلبِرِّ المُطَهِّرِ ناسيّا
أَتَنسى رَسولَ اللَهِ أَفضَلَ مَن مَشى
وَآثارُهُ بِالمَسجِدَينِ كَما هِيا
وَكانَ أَبَرَّ الناسِ بِالناسِ كُلِّهِم
وَأَكرَمَهُم بَيتاً وَشِعباً وَوادِيا
تَكَدَّرَ مِن بَعدِ النَبيِّ مُحَمَّدٍ
عَلَيهِ سَلامُ اللَهِ ما كانَ صافِيا
فَكَم مِن مَنارٍ كانَ أَوضَحَهُ لَنا
وَمِن عَلَمٍ أَمسى وَأَصبَحَ عافِيا
رَكَنّا إِلى الدُنيا الدَنيَّةِ بَعدَهُ
وَكَشَّفَتِ الأَطماعُ مِنّا المَساوِيا
وَإِنّا لَنُرمى كُلَّ يَومٍ بِعِبرَةٍ
نَراها فَما تَزدَدُ إِلّا تَمادِيا
نُسَرُّ بِدارٍ أَورَثَتنا تَضاغُناً
عَلَيها وَدارٍ أَورَثَتنا تَعادِيا
إِذا المَرءُ لَم يَلبَس ثِياباً مِنَ التُقى
تَقَلَّبَ عُرياناً وَإِن كانَ كاسِيا
أَخي كُن عَلى يَأسٍ مِنَ الناسِ كُلِّهُم
جَميعاً وَكُن ما عِشتَ لِلَّهِ راجِيا
أَلَم تَرَ أَنَّ اللَهَ يَكفي عِبادَهُ
فَحَسبُ عِبادِ اللَهِ بِاللَهِ كافِيا
وَكَم مِن هَناتٍ ما عَلَيكَ لَمَستَها
مِنَ الناسِ يَوماً أَو لَمَستَ الأَفاعِيا
أَخي قَد أَبى بُخلي وَبُخلُكَ أَن يُرى
لِذي فاقَةٍ مِنّي وَمِنكَ مُؤاسِيا
كِلانا بَطينٌ جَنبُهُ ظاهِرُ الكُسى
وَفي الناسِ مَن يُمسي وَيُصبِحُ طاوِيا
كَأَنّا خُلِقنا لِلبَقاءِ وَأَيُّنا
وَإِن مُدَّتِ الدُنيا لَهُ لَيسَ فانِيا
أَبى المَوتُ إِلّا أَن يَكونَ لِمَن ثَوى
مِنَ الخَلقِ طُرّاً حَيثُما كانَ لاقِيا
حَسَمتَ المُنى يا مَوتُ حَسماً مُبَرِّحاً
وَعَلَّتَ يا مَوتُ البُكاءَ البَواكِيا
وَمَزَّقتَنا يا مَوتُ كُلَّ مُمَزَّقٍ
وَعَرَّفتَنا يا مَوتُ مِنكَ الدَواهِيا
أَلا يا طَويلَ السَهوِ أَصبَحتَ ساهِيا
وَأَصبَحتَ مُغتَرّاً وَأَصبَحتَ لاكِيا
أَفي كُلِّ يَومٍ نَحنُ نَلقى جَنازَةً
وَفي كُلِّ يَومٍ نَحنُ نَسمَعُ ناعِيا
وَفي كُلِّ يَومٍ مِنكَ نَرثي لِمُعوِلٍ
وَفي كُلِّ يَومٍ نَحنُ نُسعِدُ باكِيا
أَلا أَيُّها الباني لِغَيرِ بَلاغِهِ
أَلا لِخَرابِ الدَهرِ أَصبَحتَ بانِيا
أَلا لِزَوالِ العُمرِ أَصبَحتَ جامِعاً
وَأَصبَحتَ مُختالاً فَخوراً مُباهِيا
كَأَنَّكَ قَد وَلَّيتَ عَن كُلِّ ما تَرى
وَخَلَّفتَ مَن خَلَّفتَهُ عَنكَ سالِيا
ابو العتاهية
الحمدان
05-27-2024, 01:01 PM
لَأَبكِيَنَّ عَلى نَفسي وَحَقَّ لِيَه
يا عَينُ لا تَبخَلي عَنّي بِعِبرَتِيَه
لَأَبكِيَنَّ لِفِقدانِ الشَبابِ وَقَد
نادى المَشيبُ عَنِ الدُنيا بِرِحلَتِيَه
لَأَبكِيَنَّ عَلى نَفسي فَيُسعِدُني
عَينٌ مُؤَرَّقَةٌ تَبكي لِفُرقَتِيَه
لَأَبكِيَنَّ عَلى نَفسي فَيُسعِدُني
أَهلي وَمَن كانَ حَولي مِن أَحِبَّتِيَه
لَأَبكِيَنَّ وَيَبكيني ذَوّ ثِقَتي
حَتّى المَماتِ أَخِلّائي وَإِخوَتِيَه
لَأَبكِيَنَّ فَقَد جَدَّ الرَحيلُ إِلى
بَيتِ اِنقِطاعي عَنِ الدُنيا وَوَحدَتِيَه
يا بَيتُ بَيتَ الرَدى يا بَيتَ مُنقَطَعي
يا بَيتُ بَيتَ الرَدى يا بَيتَ غُربَتِيَه
يا بَيتُ بَيتَ النَوى عَن كُلِّ ذي ثِقَةٍ
يا بَيتُ بَيتَ الرَدى يا بَيتَ وَحشَتِيَه
يا نَأيَ مُنتَجَعي يا هَولَ مُطَّلَعي
يا ضيقَ مُضطَجَعي يا بُعدَ شُقَّتِيَه
يا عَينُ كَم عِبرَةٍ لي غَيرِ مُشكِلَةٍ
إِن كُنتُ مُنتَفِعاً يَوماً بِعِبرَتِيَه
يا عَينُ فَاِنهَمِلي إِن شِئتِ أَو فَدَعي
أَمّا الزَمانُ فَقَد أَودى بِجِدَّتِيَه
يا كُربَتي يَومَ لا جارٌ يَبَرُّ وَلا
مَولى يُنَفِّسُ إِلّا اللَهُ كُربَتِيَه
يَوماً أُقَلِّبُ فيهِ شاخِصاً بَصَري
تَميدُ بي في حِياضِ المَوتِ سَكرَتِيَه
إِذا تَمَثَّلَ لي كَربُ السِياقِ وَقَد
قَلَّبتُ طَرفي وَقَد رَدَدتُ غُصَّتِيَه
ابو العتاهية
الحمدان
05-27-2024, 01:01 PM
أَينَ القُرونُ الماضِيَه
تَرَكوا المَنازِلَ خالِيَه
فَاستَبدَلَت بِهِمُ دِيا
رُهُمُ الرِياحَ الهاوِيَه
وَتَشَتَّتَت عَنها الجُمو
عُ وَفارَقَتها الغاشِيَه
فَإِذا مَحَلٌّ لِلوُحو
شِ وَلِلكِلابِ العاوِيَه
دَرَجوا فَما أَبقَت صُرو
فُ الدَهرِ مِنهُم باقِيَه
فَلَئِن عَقَلتُ لَأَبكِيَن
نَهُمُ بِعَينٍ باكِيَه
لَم يَبقَ مِنهُم بَعدَهُم
إِلّا العِظامُ الباقِيَه
لِلَّهِ دَرُّ جَماجِمٍ
تَحتَ الجَنادِلِ ثاوِيَه
وَلَقَد عَتَوا زَمَناً كَأَن
نَهُمُ السِباعُ العاوِيَه
في نِعمَةٍ وَغَضارَةٍ
وَسَلامَةٍ وَرَفاهِيَه
قَد أَصبَحوا في بَرزَخٍ
وَمَحَلَّةٍ مُتَراخِيَه
ما بَينَهُم مُتَفاوِتٌ
وَقُبورُهُم مُتدانِيَه
وَالدَهرُ لا تَبقى عَلَي
هِ الشامِخاتُ الراسِيَه
وَلَرُبَّ مُغتَرٍّ بِهِ
حَتّى رَماهُ بِداهِيَه
يا عاشِقَ الدارِ الَّتي
لَيسَت لَهُ بِمُؤاتِيَه
أَحبَبتَ داراً لَم تَزَل
عَن نَفسِها لَكَ ناهِيَه
أَأُخَيَّ فَاِرمِ مَحاسِنَ الدُ
نيا بِعَينٍ قالِيَه
وَاعصِ الهَوى فيما دَعا
كَ لَهُ فَبِئسَ الداعِيَه
أَتُرى شَبابَكَ عائِداً
مِن بَعدِ شَيبِكَ ثانِيَه
أَودى بِجَدَّتِكَ البِلى
وَأَرى مُناكَ كَما هِيَه
يا دارُ ما لِعُقولِنا
مَسرورَةً بِكِ راضِيَه
إِنّا لَنَعمُرُ مِنكِ نا
حِيَةً وَنُخرِبُ ناحِيَه
ما نَرعَوي لِلحادِثا
تِ وَلا الخُطوبِ الجارِيَه
وَاللَهُ لا يَخفى عَلَي
هِ مِنَ الخَلائِقِ خافِيَه
عَجَباً لَنا وَلِجَهلِنا
إِنَّ العُقولَ لَواهِيَه
إِنَّ العُقولَ لَذاهِلا
تٌ غافِلاتٌ لاهِيَه
إِنَّ العُقولَ عَنِ الجِنا
نِ وَحورِهِنَّ لَساهِيَه
أَفَلا نَبيعُ مَحَلَّةً
تَفنى بِأُخرى باقِيَه
نَصبو إِلى دارِ الغُرو
رِ وَنَحنُ نَعلَمُ ما هِيَه
فَكَأَنَّ أَنفُسَنا لَنا
فيما فَعَلنَ مُعادِيَه
مَن مُبلِغٌ عَنّي الإِما
مَ نَصائِحاً مُتَوالِيَه
إِنّي أَرى الأَسعارَ أَس
عارَ الرَعِيَّةِ غالِيَه
وَأَرى المَكاسِبَ نَزرَةً
وَأَرى الضَرورَةَ فاشِيَه
وَأَرى غُمومَ الدَهرَ را
ئِحَةً تَمُرُّ وَغادِيَه
وَأَرى المَراضِعَ فيهِ عَن
أَولادِها مُتَجافِيَه
وَأَرى اليَتامى وَالأَرا
مِلَ في البُيوتِ الخالِيَه
مِن بَينِ راجٍ لَم يَزَل
يَسمو إِلَيكَ وَراجِيَه
يَشكونَ مَجهَدَةً بِأَص
واتٍ ضِعافٍ عالِيَه
يَرجونَ رِفدَكَ كَي يَرَوا
مِمّا لَقوهُ العافِيَه
مَن يُرتَجى في الناسِ غَي
رُكَ لِلعُيونِ الباكِيَه
مِن مُصبِياتِ جُوَّعٍ
تُمسي وَتُصبِحُ طاوِيَه
مَن يُرتَجى لِدِفاعِ كَر
بِ مُلِمَّةٍ هِيَ ما هِيَه
مَن لِلبُطونِ الجائِعا
تِ وَلِلجُسومِ العارِيَه
مَن لِارتِياعِ المُسلِمي
نَ إِذا سَمِعنا الواعِيَه
يا ابنَ الخَلائِفِ لا فُقِد
تَ وَلا عَدَمتَ العافِيَه
إِنَّ الأُصولَ الطَيِّبا
تِ لَها فُروعٌ زاكِيَه
أَلقَيتُ أَخباراً إِلَي
كَ مِنَ الرَعِيَّةِ شافِيَه
وَنَصيحَتي لَكَ مَحضَةٌ
وَمَوَدَّتي لَكَ صافِيَه
ابو العتاهية
الحمدان
05-27-2024, 01:02 PM
أَلا مَن لي بِأُنسِكَ يا أُخَيّا
وَمَن لي أَن أَبُثَّكَ ما لَدَيّا
طَوَتكَ خُطوبُ دَهرِكَ بَعدَ نَشرٍ
كَذاكَ خُطوبُهُ نَشراً وَطَيّا
فَلَو نَشَرَت قُواكَ لِيَ المَنايا
شَكَوتُ إِلَيكَ ما صَنَعَت إِلَيّا
بَكيتُكَ يا أُخَيَّ بَدَمعِ عَيني
فَلَم يُغنِ البُكاءُ عَلَيكَ شَيّا
وَكانَت في حَياتِكَ لي عِظاتٌ
وَأَنتَ اليَومَ أَوعَظُ مِنكَ حَيّا
ابو العتاهية
الحمدان
05-27-2024, 01:02 PM
كَأَنَّ الأَرضَ قَد طُوِيَت عَلَيّا
وَقَد أُخرِجتُ مِمّا في يَدَيّا
كَأَنّي يَومَ يُحثى التُربُ فَوقي
مَهيلاً لَم أَكُن في الناسِ حَيّا
كَأَنَّ القَومَ قَد دَفَنوا وَوَلَّوا
وَكُلٌّ غَيرُ مُلتَفِتٍ إِلَيّا
كَأَن قَد صِرتُ مُنفَرِداً وَحيداً
وَمُرتَهَناً هُناكَ بِما لَدَيّا
كَأَن بِالباكِياتِ عَلَيَّ يَوماً
وَما يُغني البُكاءُ عَلَيَّ شَيّا
ذَكَرتُ مَنِيَّتي فَبَكَيتُ نَفسي
أَلا أَسعِد أُخَيَّكَ يا أَخِيّا
ابو العتاهية
الحمدان
05-27-2024, 01:02 PM
يا عُتبُ هَجرُكِ مورِثُ الأَدواءِ
وَالهَجرُ لَيسَ لِوُدِّنا بِجَزاءِ
يا صاحِبَيَّ لَقَد لَقيتُ مِنَ الهَوى
جُهداً وَكُلَّ مَذَلَّةٍ وَعَناءِ
عَلِقَ الفُؤادُ بِحُبِّها مِن شِقوَتي
وَالحُبُّ داعِيَةٌ لِكُلِّ بَلاءِ
إِنّي لَأَرجوها وَأَحذَرُها فَقَد
أَصبَحتُ بَينَ مَخافَةٍ وَرَجاءِ
بَخِلَت عَلَيَّ بِوُدِّها وَصَفائِها
وَمَنَحتُها وُدّي وَمَحضَ صَفائي
فَتَخالَفَ الأَهواءَ فيما بَينَنا
وَالمَوتُ عِندَ تَخالُفِ الأَهواءِ
ابو العتاهية
الحمدان
05-27-2024, 01:03 PM
ما أَغفَلَ الناسِ عَن بَلائي
وَعَن عَنائي وَعَن شَقائي
يَلومُني الناسُ في صَديقٍ
وَالناسُ لايَعرِفونَ دائي
يا لَهفَ نَفسي عَلى خَليلٍ
أَصبَحَ في بُعدِهِ شَقائي
صَيَّرَني نَأيُهُ غَريباً
في غَيرِ أَرضي وَلاسَمائي
قَد بَلَغَ الحُزنُ بي مَداهُ
فَما اصطِباري وَما عَزائي
أَنتَ بَلائي وَأَنتَ دائي
وَأَنتَ تَدري فَما دَوائي
وَأَنتُمُ الهَمُّ في صَباحي
وَأَنتُمُ الهَمُّ في مَسائي
ابو العتاهية
الحمدان
05-27-2024, 01:03 PM
جَزى اللَهُ عَنّي صالِحاً بِوَفائِهِن
وَأَضعَفَ أَضعافاً لَهُ في جَزائِهِ
بَلَوتُ رِجالاً بَعدَهُ في إِخائِهِم
فَما ازدَدتُ إِلّا رَغبَةً في إِخائِهِ
صَديقٌ إِذا ما جِئتُ أَبغيهِ حاجَةً
رَجَعتُ بِما أَبغي وَوَجهي بِمائِهِ
ابو العتاهية
الحمدان
05-27-2024, 02:46 PM
إِنفَع بِما أُعطيتَ مِن قُدرَةٍ
وَاِشفَع لِذي الذَنبِ لَدى المَجمَعِ
إِذ كَيفَ تَسمو لِلعُلا يا فَتى
إِن أَنتَ لَم تَنفَع وَلَم تَشفَعِ
عِندي لِهَذا نَبَأٌ صادِقٌ
يُعجِبُ أَهلَ الفَضلِ فَاِسمَع وَعِ
قالوا اِستَوى اللَيثُ عَلى عَرشِهِ
فَجيءَ في المَجلِسِ بِالضِفدَعِ
وَقيلَ لِلسُلطانِ هَذي الَّتي
بِالأَمسِ آذَت عالِيَ المسمَعِ
تُنَقنِقُ الدَهرَ بِلا عِلَّةٍ
وَتَدَّعي في الماءِ ما تَدَّعي
فَانظُر إِلَيكَ الأَمرُ في ذَنبِها
وَمُر نُعَلِّقُها مِنَ الأَربَعِ
فَنَهَضَ الفيلُ وَزيرُ العُلا
وَقالَ يا ذا الشَرَفِ الأَرفَعِ
لا خَيرَ في المُلكِ وَفي عِزِّهِ
إِن ضاقَ جاهُ اللَيثِ بِالضِفدَعِ
فَكَتَبَ اللَيثُ أَماناً لَها
وَزادَ أَن جادَ بِمُستَنقَعِ
احمد شوقي
الحمدان
05-27-2024, 02:46 PM
اِسمَع نَفائِسَ ما يَأتيكَ مِن حِكَمي
وَاِفهَمهُ فَهمَ لَبيبٍ ناقِدٍ واعي
كانَت عَلى زَعمِهِم فيما مَضى غَنَمٌ
بِأَرضِ بَغدادَ يَرعى جَمعَها راعي
قَد نامَ عَنها فَنامَت غَيرَ واحِدَةٍ
لَم يَدعُها في الدَياجي لِلكَرى داعي
أُمُّ الفَطيمِ وَسَعدٍ وَالفَتى عَلفٍ
وَاِبنِ أُمِّهِ وَأَخيهِ مُنيَةِ الراعي
فَبَينَما هِيَ تَحتَ اللَيلِ ساهِرَةٌ
تُحييهِ ما بَينَ أَوجالٍ وَأَوجاعِ
بَدا لَها الذِئبُ يَسعى في الظَلامِ عَلى
بُعدٍ فَصاحَت أَلا قوموا إِلى الساعي
فَقامَ راعي الحِمى المَرعِيِّ مُنذَعِراً
يَقولُ أَينَ كِلابي أَينَ مِقلاعي
وَضاقَ بِالذِئبِ وَجهُ الأَرضِ مِن فَرَق
فَاِنسابَ فيهِ اِنسِيابَ الظَبيِ في القاعِ
فَقالَتِ الأُمُّ يا للفَخرِ كانَ أَبي
حُرّاً وَكانَ وَفِيّاً طائِلَ الباعِ
إِذا الرُعاةُ عَلى أَغنامِها سَهِرَت
سَهِرتُ مِن حُبِّ أَطفالي عَلى الراعي
احمد شوقي
الحمدان
05-27-2024, 02:47 PM
كانَ لِلغربانِ في العَصرِ مَليك
وَلَهُ في النَخلَةِ الكُبرى أَريك
فيهِ كُرسِيٌّ وَخِدرٌ وَمُهود
لِصِغارِ المُلكِ أَصحابِ العُهودِ
جاءَهُ يَوماً ندورُ الخادِمُ
وَهوَ في البابِ الأَمينُ الحازِمُ
قالَ يا فَرعَ المُلوكِ الصالِحين
أَنتَ ما زِلتَ تُحِبُّ الناصِحين
سوسَةٌ كانَت عَلى القَصرِ تَدور
جازَت القَصرَ وَدَبَّت في الجُدور
فَاِبعَثِ الغِربانَ في إِهلاكِها
قَبلَ أَن نَهلِكَ في أَشراكِها
ضَحكَ السُلطانُ في هَذا المَقال
ثُمَّ أَدنى خادِمَ الخَيرِ وَقال
أَنا رَبُّ الشَوكَةِ الضافي الجَناح
أَنا ذو المِنقارِ غَلّابُ الرِياح
أَنا لا أَنظُرُ في هَذي الأُمور
أَنا لا أُبصِرُ تَحتي بانُدور
ثُمَّ لَمّا كانَ عامٌ بَعدَ عام
قامَ بَينَ الريحِ وَالنَخلِ خِصام
وَإِذا النَخلَةُ أَقوى جِذعُها
فَبَدا لِلريحِ سَهلاً قَلعُها
فَهَوَت لِلأَرضِ كَالتَلِّ الكَبير
وَهَوى الديوانُ وَاِنقَضَّ السَرير
فَدَها السُلطانَ ذا الخَطبُ المَهول
وَدَعا خادِمَهُ الغالي يَقول
يا نُدورَ الخَيرِ أَسعِف بِالصِياح
ما تَرى ما فَعَلَت فينا الرِياح
قالَ يا مَولايَ لا تَسأَل نُدور
أَنا لا أَنظُرُ في هَذي الأُمور
احمد شوقي
الحمدان
05-27-2024, 02:48 PM
أُنبِئتُ أَنَّ سُلَيمانَ الزَمانِ وَمَن
أَصبى الطُيورَ فَناجَتهُ وَناجاها
أَعطى بَلابِلَهُ يَوماً يُؤَدِّبُها
لِحُرمَةٍ عِندَهُ لِلبومِ يَرعاها
وَاِشتاقَ يَوماً مِنَ الأَيّامِ رُؤيَتَها
فَأَقبَلَت وَهيَ أَعصى الطَيرِ أَفواها
أَصابَها العِيُّ حَتّى لا اِقتِدارَ لَها
بِأَن تَبُثَّ نَبِيَّ اللَهِ شَكواها
فَنالَ سَيِّدَها مِن دائِها غَضَبٌ
وَوَدَّ لَو أَنَّهُ بِالذَبحِ داواها
فَجاءَهُ الهُدهُدُ المَعهودُ مُعتَذِراً
عَنها يَقولُ لِمَولاهُ وَمَولاها
بَلابِلُ اللَهِ لا تَخرَس وَلا وُلِدَت
خُرساً وَلَكِنَّ بومَ الشُؤمِ رَبّاها
احمد شوقي
الحمدان
05-27-2024, 02:48 PM
وَجَنّاتٍ مِنَ الأَشعارِ فيها
جَنىً لِلمُجتَني مِن كُلِّ ذَوقِ
تَأَمَّل كَم تَمَنّوها وَأَرِّخ
لِشَوقِيّاتِ أَحمَدَ أَيَّ شَوقِ
شوقي
الحمدان
05-27-2024, 02:49 PM
لَقَد وافَتنِيَ البُشرى
وَأُنبِئتُ بِما سَرّا
وَقالوا عَنكَ لي أَمسِ
رَبِحتَ النِمرَةَ الكُبرى
فَيا مُطرانُ ما أَولى
وَيا مُطرانُ ما أَحرى
لَقَد أَقبَلَتِ الدُنيا
فَلا تَجزَع عَلى الأُخرى
أَخَذتَ الصِفرَ بِاليُمنى
وَكانَ الصِفرُ بِاليُسرى
وَكانَت فِضَّةً بيضاً
فَصارَت ذَهَباً صُفرا
وَقالَ البَعضُ أَلفَينِ
وَقالوا فَوقَ ذا قَدرا
احمد شوقي
الحمدان
05-27-2024, 02:49 PM
سَأَلتُكَ بِالوِدادِ أَبا حُسَينٍ
وَبِالذِمَمِ السَوالِفِ وَالعُهودِ
وَحُبٍّ كامِنٍ لَكَ في فُؤادي
وَآخَرَ في فُؤادِكَ لي أَكيدِ
أَحَقٌّ أَنَّ مَطوِيَّ اللَيالي
سَيُنشَرُ بَينَ أَحمَدَ وَالوَليدِ
وَأَنَّ مَناهِلاً كُنّا لَدَيها
سَتَدنو لِلتَأَنُّسِ وَالوُرودِ
قُدومُكَ في رُقِيِّكَ في نَصيبي
سُعودٌ في سُعودٍ في سُعودِ
وَفَدتَ عَلى رُبوعِكَ غِبَّ نَأيٍ
وَكُنتَ البَدرَ مَأمولَ الوُفودِ
لَئِن رَفَعوكَ مَنزِلَةً فَأَعلى
لَقَد خُلِقَ الأَهِلَّةُ لِلصُعودِ
وَأَقسِمُ ما لِرِفعَتِكَ اِنتِهاءُ
وَلا فيها اِحتِمالٌ لِلمَزيدِ
احمد شوقي
الحمدان
05-27-2024, 02:49 PM
ذي هِمَّةٌ دونها في شَأوِها الهِمَمُ
لَم تَتَّخِذ لا وَلَم تَكذِب لَها نعَمُ
بَلَّغتَني أَمَلاً ما كُنتُ بالِغَهُ
لَولا وَفاؤُكَ يا مَظلومُ وَالكَرَمُ
وِدادُكَ العِزُّ وَالنعَمى لِخاطِبِهِ
وَوُدُّ غَيرِكَ ضِحكُ السِنِّ وَالكَلمُ
أَكُلَّما قَعَدَت بي عَنكَ مَعذِرَةٌ
مَشَت إِلَيَّ الأَيادي مِنكَ وَالنِعَمُ
تُجِلُّ في قَلَمِ الأَوطانِ حامِلَهُ
فَكَيفَ يَصبِرُ عَن إِجلالِكَ القَلَمُ
احمد شوقي
الحمدان
05-27-2024, 02:49 PM
أَقسَمتُ لَو أَمَرَ الزَمانُ سَماءَهُ
فَسَعَت لِصَدرِكَ شَمسُها وَنُجومُها
ليُنيلَ قَدرَكَ في المَعالي حَقَّهُ
شَكَتِ المَعالي أَنَّهُ مَظلومُها
احمد شوقي
الحمدان
05-27-2024, 02:50 PM
بَكَيا لِأَجلِ خُروجِهِ في زَورَةٍ
يا لَيتَ شِعري كَيفَ يَومُ فِراقِهِ
لَو كانَ يَسمَعُ يَومَذاكَ بُكاهُما
رُدَّت إِلَيهِ الروحُ مِن إِشفاقِهِ
احمد شوقي
الحمدان
05-27-2024, 02:50 PM
أَمينَتي في عامِها
الأَوَّلِ مِثلُ المَلَكِ
صالِحَةٌ لِلحُبِّ مِن
كُلٍّ وَلِلتَبَرُّكِ
كَم خَفَقَ القَلبُ لَها
عِندَ البُكا وَالضَحِكِ
وَكَم رَعَتها العَينُ في
السُكونِ وَالتَحَرُّكِ
فَإِن مَشَت فَخاطِري
يَسبِقُها كَالمُمسِكِ
أَلحَظُها كَأَنَّها
مِن بَصَري في شَرَكِ
فَيا جَبينَ السَعدِ لي
وَيا عُيونَ الفَلَكِ
وَيا بَياضَ العَيشِ في ال
أَيّامِ ذاتِ الحَلَكِ
إِنَّ اللَيالي وَهيَ لا
تَنفَكُّ حَربَ أَهلِكِ
لَو أَنصَفَتكِ طِفلَةً
لَكُنتِ بِنتَ المَلِكِ
احمد شوقي
الحمدان
05-27-2024, 02:50 PM
رُزِقتُ صاحِبَ عَهدِهِ
وَتَمَّ لِيَ النَسلُ بَعدي
هُم يَحسُدوني عَلَيهِ
وَيَغبِطوني بِسَعدي
وَلا أَراني وَنَجلي
سَنَلتَقي عِندَ مَجدِ
وَسَوفَ يَعلَمُ بَيتي
أَنّي أَنا النَسلُ وَحدي
فَيا عَلي لا تَلُمني
فَما اِحتِقارُكَ قَصدي
وَأَنتَ مِنّي كَروحي
وَأَنتَ مَن أَنتَ عِندي
فَإِن أَساءَكَ قَولي
كَذِّب أَباكَ بِوَعدِ
احمد شوقي
الحمدان
05-27-2024, 02:51 PM
عَلِيُّ لَوِ اِستَشَرتَ أَباكَ قَبلاً
فَإِنَّ الخَيرَ حَظُّ المُستَشيرِ
إِذاً لَعَلِمتَ أَنّا في غِناءٍ
وَإِن نَكُ مِن لِقائِكَ في سُرورِ
وَما ضِقنا بِمَقدَمِكَ المُفَدّى
وَلَكِن جِئتَ في الزَمَنِ الأَخيرِ
احمد شوقي
الحمدان
05-27-2024, 02:51 PM
وَجَدتُ الحَياةَ طَريقَ الزُمَر
إِلى بَعثَةٍ وَشُؤونٍ أُخَر
وَما باطِلاً يَنزِلُ النازِلون
وَلا عَبَثاً يُزمِعونَ السَفَر
فَلا تَحتَقِر عالَماً أَنتَ فيهِ
وَلا تَجحَدِ الآخَرَ المُنتَظَر
وَخُذ لَكَ زادَينِ مِن سيرَةٍ
وَمِن عَمَلٍ صالِحٍ يُدَّخَر
وَكُن في الطَريقِ عَفيفَ الخُطا
شَريفَ السَماعِ كَريمَ النَظَر
وَلا تَخلُ مِن عَمَلٍ فَوقَهُ
تَعِش غَيرَ عَبدٍ وَلا مُحتَقَر
وَكُن رَجُلاً إِن أَتَوا بَعدَهُ
يَقولونَ مَرَّ وَهَذا الأَثَر
احمد شوقي
الحمدان
05-27-2024, 05:52 PM
ليت شعري وليتني كنتُ أدري
أيّ ذنب أتيتُ يوجب هجري
يا قليل الإنصاف قلَّة إنصا
فِك في الحبِّ مثل قلَّة صبري
لا تلمني إن ضاق عفوك عنّي
في الهوى أن يضيق بالشوق صدري
كلُّ عذري إليك عندك ذنبٌ
فأنا الدهرَ في اعتذارٍ لعذري
كنتُ أبكي من هجر يومٍ بيومٍ
كيف إذ صار هجر شهرٍ بشهرِ
الخبز ارزي
الحمدان
05-27-2024, 05:52 PM
أخفيتُ حبَّك حتى كدتُ من حَذَري
عليه أُخفيه عن سمعي وعن بصري
لي في الهوى سِيَرٌ لو أنها سُطِرت
في الكُتب أغنَت عن الأخبار والسِّيَرِ
إني تمسَّكتُ بالبقيا عليك إلى
أن كدتُ أحرم طرفي لذَّةَ النظَرِ
ولا عذر إلا للحسود الذي مشى
إليك ولكن أنت في أوسع العُذرِ
الخبز ارزي
الحمدان
05-27-2024, 05:52 PM
أيُّها الانسان صبرا
إنَّ بعد العسر يسرا
كم رأينا اليوم حُرّاً
لم يكن بالأمس حُرّا
لازَمَ الصبرَ فأمسى
مالكاً خيراً وصبرا
فاشرب الصبرَ وإن كا
نَ من المُرِّ أمَرّا
الخبز ارزي
الحمدان
05-27-2024, 05:52 PM
جُعِلتُ فداك من بؤسٍ وضُرِّ
ومن مكروه حادِث كلِّ دهرِ
تعجَّلَ منك إلطافٌ وبرٌّ
وأبطأ عنك إلطافي وبرّي
بغير تغافلٍ منّي ولكن
لقول الناس في بدوٍ وحَضرِ
إذا أهدى الهديَّةَ مبتديها
فإسراعُ المُكافئِ ضِيقُ صَدرِ
الخبز ارزي
الحمدان
05-27-2024, 05:53 PM
إذا حاولتَ إيطاناً بدارِ
ففتِّش قبل ذاك عن الجوارِ
فإن ألفيتَ جَارَك ذا احتفاظ
نقيَّ الجيب مأمون الإزارِ
فجاوِرهُ فقد قدَّمت خيراً
ودارك بعد ذلك خير دارِ
الخبز ارزي
الحمدان
05-27-2024, 05:53 PM
كن في أمورك ساعياً
فالشيءُ يقهره القَدَرْ
ليس التحرُّز نافعاً
ولَقَلَّ ما يُغنى الحَذرْ
كلُّ الأُمور إلى القدَرْ
فإذا أتى غَشّى البَصَرْ
الخبز ارزي
العصر العباسي
الحمدان
05-27-2024, 05:53 PM
لستُ بناسيك على حالةٍ
يا ليتَني أُذكَر كي أذكُرَكْ
وقد عهدناك على حالةٍ
محمودة العهد فمَن غيَّرَكْ
أشكو إلى اللَه فيا ليته
صبَّرني عنك كما صبَّركْ
الخبز ارزي
الحمدان
05-27-2024, 05:54 PM
خاطرتُ بالنفس في بحر الهوى فعسى
أني سأُرزَق منك الفوزَ بالظَّفَرِ
وحُسن وجهك يا سُؤلي يبشِّرني
بحُسن فعلك بي يا أحسن البَشَرِ
فانصر رجايَ على يأسي فإنهما
خصمان في حالتَي باغٍ ومنتصِرِ
ما جئتُ أطلب حسن الوصل مُنتَقِراً
حتى رأيتُ سيوف الشوق في أثَري
الخبز ارزي
الحمدان
05-27-2024, 05:54 PM
يا مَن له صورة تستعبد الصوَرا
يا جامعاً من جميع الخلق مختصَرا
إن كنتَ جئتَ لذاك الذنب معتذراً
فأذنِبِ الآن وارجع بَعدُ معتذِرا
سقياً لذلك ذنباً كان لي سبباً
إلى وصال غزالٍ طال ما هَجرا
ذا الوجه ليس بمغضوبٍ عليه ومَن
يغضب على مثل هذا الوجه قد خسرا
دع وصفَ حُسنِ حسينٍ حين تذكره
فان حُسنَ حسينٍ جاوز القَدَرا
أتى وفتيان صدقٍ حوله فحكَوا
كواكباً وحكى من بينهم قَمَرا
فلو ترى حُسنه من بين حُسنهمُ
لقلت ذا مَلِكٌ حَفَّت به الوُزَرا
الخبز ارزي
الحمدان
05-27-2024, 05:54 PM
نسيمُ عبيرٍ في غلالة ماءِ
وتمثال نورٍ في أديم هواءِ
حكى لؤلؤاً رطباً مغشىً بجوهرٍ
مصفَّىً لفرطي رقَّةٍ وصفاءِ
لقد رحم الرحمنُ رقَّةَ جسمِه
فجلله من نورِه برداءِ
برى ملكوت الحسن في جبروته
فمن نورِ نورٍ في ضياءِ ضياءِ
تسربل سربالاً من الحُسن وارتدى
ردائي جمالٍ طُرِّزا ببهاءِ
تحيرتُ فيه لستُ أحسِن وصفَهُ
على أنني من أوصَف الشعراءِ
فلو أنه في عهد يوسف قُطِّعَت
قلوبُ رجالٍ لا أكفُّ نساءِ
يدير إداراتٍ بسيفَي لحاظه
فيقتلنا من غير سفك دماءِ
له حركات تنثر الشكل بينها
إشارات لطفٍ واتِّقاد ذكاءِ
تلألأ كالدرِّ النقيِّ بشاشةً
وشُرِّب خدّاه عقيقَ حياءِ
له غُرَّة من تحت شَعرٍ كأنَّه
تبلُّجُ صبحٍ تحت جنح مساءِ
فأحسبه من حور عينٍ وإنّما
أتى هارباً في خلسة وخفاءِ
فلم أره إلا التَفَتُّ توقُّفاً
لرضوان خوفاً أن يكون ورائي
سيُؤخَذ منّا ليس رضوان تاركاً
على الأرض حوريّاً ربيب سماءِ
تَقَطَّع في فيّ اسمُهُ إذ ذكرتُه
بتقطيع أنفاسي له الصُّعَداءِ
فيا ميمَ مولايَ ويا ظاء ظالمي
ويا فاءَ فوزي ثم راء رجائي
فديتكَ مَن هذي الصفاتُ صفاتُه
من الحُسن لِم يَلقى بقبح لقاءِ
أمِن أجل ذاك الوغد أظهرتَ حشمةً
ومَن ذاك حتى تتّقي وتُرائي
وما أُلفَة الأُلاف عاراً فتُتَّقى
وليس الهوى عيباً لدى الظرفاءِ
تُرى غُيِّرت عن عهدها تربة الهوى
فأخرج بذرُ الوصل زرعَ جفاءِ
تكدَّرت الدنيا عَلَيَّ لأنَّني
تأمَّلتُ تكديراً بماء صفاء
ولم أشتغل عن حُسن وجهك إذ بدا
تقطُّبُه إلا بحُسن عزاءِ
ولمّا رأيتُ الغدرَ زانك في الهوى
رجعتُ وصبري عَبدُ مالكِ رائي
فيا نفس صبراً إن تَعِيشي تُظَفَّري
وإن متِّ وجداً كنتِ في الشهداءِ
فإن حببي مَن يحبُّ تَنَعُّمي
وليس حبيبي مَن يحبُّ شقائي
إذا ما لقيتُ البؤسَ عند أحبَّتي
تُرى عند أعدائي يكون رجائي
ولن يُرتَجى نصرٌ ولا كشف غُلَّةٍ
إذا جاء داءٌ من مكان دواءِ
إلى الماء يسعى مَن يغصُّ بأكلةٍ
فقل أين يسعى من يغصُّ بماءِ
لك العفو عمّا قد مضى ولك الرِّضى
ولي أن تُوَفِّي لي حقوق وفاءِ
تعالَ نكاتم عتبَنا وعتابنا
لنَأمَنَ تخليطاً من الخلطاء
ولا تسقني ماءَ الوصال مُكدَّراً
بتحريضهم دَعني أمت بظَماءِ
وكلّ يجرُّ النارَ حرصاً لقرصه
وكلّ بمكرٍ خادعٌ ودهاءٍ
رضوا من معاصيهم بتشنيع تهمةٍ
فان فات شبعٌ طرمذوا بجُشاءِ
تَسَمّى بأسماء الإخاء معاشرٌ
وما عندهم من ذمَّةٍ لإخاءِ
الخبز ارزي
الحمدان
05-27-2024, 05:55 PM
فلو كان لي قلبانِ عشتُ بواحدٍ
وأفردتُ قلباً في هواك يُعَذَّبُ
ولي ألف وجه قد عرفتُ مكانه
ولكن بلا قلبٍ إلى أين أذهبُ
الحمدان
05-27-2024, 05:55 PM
يُعاب الفتى فيما أتى باختياره
ولا عيب فيما كان خلقاً مركَّبا
الحمدان
05-27-2024, 05:55 PM
لمّا نظرتَ إليَّ من حدق المَها
وضحكتَ عن متفتِّحِ الأنوارِ
وعقدتَ بين قضيب بانٍ ناعمٍ
وكثيب رملٍ عقدة الزُّنّارِ
عفَّرتُ خدّي في الثرى لك خاضعاً
وعزمتُ منك على دخول النارِ
الخبز ارزي
الحمدان
05-27-2024, 05:55 PM
إذا ما قَنعنا بالتواصل في الهوى
فلا أَنت معشوق ولا أنا عاشقُ
فلا وصل إلا أن يكون تباذُلٌ
ولا بذل إلا أن يكون تَعَانُقُ
إذا لم يتمّ الوصل والبذل في الهوى
فأُمُّ الهوى من بعد هذينِ طالقُ
الخبز ارزي
الحمدان
05-27-2024, 05:56 PM
ومن طاعتي إياه أمطر ناظري
له حين يُبدي من ثناياه لي برقا
كأن دموعي تبصر الوصل هارباً
فمن أجل ذا تجري لتدركه سبقا
سأستعمل البقيا على مَن أُحبُّه
وإن كان ما أبقى عليَّ ولا استبقى
فلولا الهوى لم يُملك الحرُّ طائعاً
ولولا الهوى لم يغلب الباطلُ الحقّا
الخبز ارزي
الحمدان
05-27-2024, 05:56 PM
من لم يُلاقِ كرامات الرجال له
بالشكر أصبح في طُرق الهوان لَقى
الحمدان
05-27-2024, 05:57 PM
ألم يكفني ما نالني في هواكمُ
إلى أن طفقتم بين لاهٍ وضاحكِ
شماتتكم بي فوق ما قد أصابني
وما بي دخول النار بل طَنزُ مالكِ
الحمدان
05-27-2024, 05:57 PM
شكوتُ جلوسَ إنسانٍ ثقيلٍ
فجاوَبَني بمن هو منه أثقَلْ
فكنتُ كمن شكا الطاعونَ يوماً
فزادوه مع الطاعون دُمَّلْ
الخبز ارزي
الحمدان
05-27-2024, 05:57 PM
وكان الصديق يزور الصديقَ
لشرب المدام وعزف القيانِ
فصار الصديق يزور الصديقَ
لبثِّ الهموم وشكوى الزمانِ
الخبز ارزي
الحمدان
05-27-2024, 05:57 PM
إن كان لفظي كريهاً فاصطبر فعلى
كره العلاج يصحُّ اللَهُ أبدانا
لولا العوارضُ ما طاب العتابُ لنا
لولا قصارتنا للثوب ما زانا
إني أُعاتب إخواني وهم ثقتي
طوراً وقد تُصقَل الأسياف أحيانا
هي الذنوب إذا ما كُشِّفَت درسَت
من القلوب وإلا صِرنَ أضغانا
الخبز ارزي
الحمدان
05-27-2024, 05:58 PM
وتَعاتُبُ الإخوان فيما بينهم
بعثٌ على الإجلال والإكرامِ
لولا اعترافي باعترافك في الذي
تأتي وتترك ما أتاك ملامي
الحمدان
05-27-2024, 05:58 PM
وكم مذنب لمّا أتى باعتذاره
جنى عذرُه ذنباً من الذنب أعظَما
الحمدان
05-27-2024, 05:58 PM
أمِنّا أناساً كنتِ قد تأمنينهم
فزادوا علينا في الحديث وأوهموا
وقالوا لنا ما لم نقل ثم كثَّروا
علينا وباحوا بالذي كنتُ أكتمُ
الخبز ارزي
الحمدان
05-27-2024, 05:58 PM
بدا الشَّعرُ في وجهه فانتقمْ
لعشّاقه منه لمّا ظلمْ
وما سلَّط اللَهُ نبتَ اللِّحى
على المُرد إلا زوال النِّعمْ
توحَّشت العينُ في وجهه
وحقّ لها وحشة في الظُّلمْ
ولم يعلُ في وجهه كالدُّخا
نِ إلا وأسفلُه كالحممْ
اذا اسودَّ فاضلُ قرطاسه
فما ظنه بمجاري القلمْ
الخبز ارزي
الحمدان
05-27-2024, 05:59 PM
كم أقاسي لديك قالاً وقيلا
وعداتٍ تترى ومطلاً طويلا
جمعة تنقضي وشهر يولّي
وأمانيك بكرة وأصيلا
إن يَفُتني منك الجميل من الفع
ل تعاطيتُ عنك صبراً جميلا
والهوى يستزيد حالاً فحالاً
وكذا يَنسَلي قليلاً قليلا
ويك لا تأمنن صروف الليالي
إنها تترك العزيز ذليلا
فكأني بحسن وجهك قد صا
حت به اللحيةُ الرحيلَ الرحيلا
فتبدلت حين بدّلتَ بالنو
ر ظلاماً وساء ذاك بديلا
فكأن لم تكن قضيباً رطيباً
وكأن لم تكن كثيباً مهيلا
عندها يشمت الذي لم تصله
ويكون الذي وصلتَ خليلا
الخبز ارزي
الحمدان
05-27-2024, 05:59 PM
لسان الفتى حتف الفتى حين يجهلُ
وكلُّ امرئٍ ما بين فكَّيه مقتلُ
إذا ما لسان المرءِ أكثر هذره
فذاك لسان بالبلاء موكَّلُ
وكم فاتحٍ أبواب شرٍّ لنفسه
إذا لم يكن قفلٌ على فيه مُقفَلُ
كذا من رمى يوماً شرارات لفظه
تلقَّته نيران الجوابات تشعلُ
ومن لم يقيِّد لفظه متجملاً
سيُطلَقُ فيه كلُّ ما ليس يجملُ
ومن لم يكن في فيه ماءُ صيانةٍ
فمن وجهه غصن المهابة يذبلُ
فلِم تحسبنَّ الفضل في الحلم وحدَه
بل الجهل في بعض الأحايين أفضلُ
ومن ينتصر ممن بغى فهو ما بغى
وشرُّ المُسِيئَينِ الذي هو أوَّلُ
وقد أوجب اللَه القِصاص بعدله
ولله حكم في العقوبات مُنزَلُ
فإن كان قولٌ قد أصاب مقاتلاً
فإن جواب القول أدهى وأقتلُ
وقد قيل في حفظ اللسان وخزنه
مسائل من كل الفضائل أكمَلُ
ومَن لم تُقَرِّبه سلامةُ غَيبِه
فقربانه في الوجه لا يُتَقَبَّلُ
ومَن يتَّخذ سوء التخلُّف عادةً
فليس لديه في عتابٍ مُعَوَّلُ
ومن كثرت منه الوقيعة طالباً
بها عزَّةً فهو المهين المذلَّلُ
وعدلٌ مكافاة المسيء بفعلِهِ
فماذا على مَن في القضية يعدل
ولا فضل في الحسنى إلى من يمنُّها
بلى عند مَن يزكو لديه التفضُّل
ومن جعل التعريض محصول مزحه
فذاك على المقت المصرِّح يحصلُ
ومن أمن الآفات عجباً برأيه
أحاطت به الآفات من حيث يجهلُ
أُعلِّمكم ما علَّمتني تجاربي
وقد قال قبلي قائلٌ متمثِّلُ
إذا قلتَ قولاً كنتَ رهن جوابه
فحاذر جواب السوء إن كنتَ تعقلُ
إذا شئتَ أن تحيا سعيداً مسلَّماً
فدبِّر وميِّز ما تقول وتفعلُ
الخبز ارزي
الحمدان
05-27-2024, 09:13 PM
ناشدتك اللَّه في قَدري ومنزلتي
لديك لا يتطرَّقْ منهما العبثُ
من صاحبٍ خلطَ الحسنى بسيِّئةٍ
وما الدهاءُ دهاهُ لا ولا اللَّوَثُ
لكن مُزَاحٌ قبيحُ الوجهِ كالِحُهُ
أولى به من بروزِ الصفحة الجَدَثُ
يا من إلى وصله الإسراعُ مُفترضٌ
ومن على وُدّهِ التعويجُ واللَّبَثُ
إن كنتُ عندك قبل اليوم من ذهب
فذلك الصفو لم يعرض له الخَبَثُ
أمرَّ حبلي صَناعُ الكفِّ ماهرُها
فما لمرَّة ذاك الحبل مُنتكَثُ
أنا الذي أقسمت قِدماً خلائقُهُ
ألَّا يشيعَ له سُخفٌ ولا رفَثُ
وحُرمتي بك إن اللَّه عظَّمها
وما أديميَ مما تَقرضُ العُثُثُ
إن الكلام الذي رُعِّثتَهُ شَبَهُ
تستنكف الأُذنُ منه حين تُرتعَثُ
ما كان لي في الذي أنهاهُ زاعِمُهُ
إليك رُقيةُ محتالٍ ولا نَفَثُ
وما سكتُّ اعترافاً بالحديث لهُ
لكن كظمتُ وبي من حرّهٍ لَهثُ
وخِلتُ جبهِيَ بالتكذيبِ ذا ثقةٍ
عُنفاً وإن قال قولاً فيه مُكتَرَثُ
لاسيما ولعلَّ الهزلَ غايتُهُ
لا غيرُهُ ولبذر الجدِّ مُحتَرثُ
ولم أزل سَبِطَ الأخلاق واسعَها
وإن غدوتُ امرأً في لحيتي كَثَثُ
آبائِيَ الرومُ توفيلٌ وتُوفَلِسٌ
ولم يلدنيَ رِبعيٌّ لا شَبَثُ
وما ذهبتُ إلى فخرٍ على أحدٍ
لكنه القول يجري حين يُبتعَثُ
شُحّي عليك اقتضاني العذرَ لا ظمَأٌ
مني إلى مدح أسبابي ولا غَرَثُ
فاحفظ عليَّ مكاني منك واسمُ بهِ
عمّا تُعابُ به الأرواح الجُثَثُ
لا يَحْدُثَنَّ على ما كان لي حَدَثٌ
فإنّ جارك مضمونٌ له الحدثُ
وارفُقْ بخصميَ والمُمْهُ على شَعَثٍ
لا زلتَ ما عشتَ ملموماً بك الشَعَثُ
ابن الرومي
الحمدان
05-27-2024, 09:13 PM
بَلوتُ عليّاً فألفيتُهُ
وَفِيّاً وألفيتُ قوماً نُكُثْ
فتىً طاب في كلّ أحوالهِ
ونزَّهَهُ اللَّهُ عما خَبُثْ
لإخوانهِ ثُلثا مالهِ
وليس له منهُ إلا الثُّلُثْ
وما زال يحيى كذا قبلَهُ
وهم أهلُ بيتٍ لهذا وُرُثْ
إبن الرومي
الحمدان
05-27-2024, 09:13 PM
تفاءلتُ والفأْل لي مُعْجِبٌ
فقلتُ وما أنا بالعابثِ
أبو حسنٍ وأبو مثلهِ
كَنِيَّا أبي حسنٍ ثالثِ
قضى اللَّهُ واللَّهِ لي بالغِنى
يمينَ امرئٍ غيرِ ما حانثِ
إذا ما هما اكتنفا حاجتي
فما ضرَّها عُقَدُ النافثِ
ولاسيما والذي أرتجي
أبو الصقر ما النُّجحُ بالرائِثِ
أبا الصقر لا زلتَ غَيْثاً لنا
حِماماً علَى المارِق الناكثِ
حَبتْك الأوائلُ من وائلٍ
بمجدٍ قديمٍ لهم ماكثِ
وحَسْبُكَ من سلفٍ لامرِئٍ
وحسبهُمُ بكَ من وارثِ
ورثتَهُمُ ثم أحيَيْتَهُمْ
وكم خَلَفٍ وارثٍ باعثِ
ليهنِئْهمُ سيدٌ أيِّدٌ
صحيحُ الرَّويَّة في الكارثِ
يُكنَّى أبا الصقر في رأيهِ
وفي البأسِ يُكنى أبا الحارثِ
نفَى العائثينَ سوى جُودِهِ
وحسبُك في المال من عائثِ
ابن الرومي
الحمدان
05-27-2024, 09:14 PM
قد قلت للعذَّالِ عند تَتَبُّعي
بالقصِّ شيباً كلَّ يوم يَحدثُ
كثر الخبيثُ من النبات فهُذِّبتْ
منه الأَطايبُ وهي بعدُ ستَخبُثُ
وإخال أنِّي للخضاب محالفٌ
وَهُوَ المحالف لا محالَةَ ينكثُ
أضحى الزمانُ بلمتي مُتَعَبِّثاً
وأمامَ أحداثِ الزمان تَعَبُّثُ
ولما كُرِثْتُ لأن شَيْبيَ شائعٌ
لكنَّ ما يَجْنِي ويُعقِبُ يُكْرِثُ
أصبحتُ في الدنيا أروح وأغتدي
وإخالني في غَيْر أرضي أحرثُ
ولقد تطيبُ مع المشيب معيشةٌ
ويكون من بعد الخُفُوفِ تلبُّثُ
ابن الرومي
الحمدان
05-27-2024, 09:14 PM
استغفر اللّه من تَرْكي علانيةً
ذنباً هممتُ به في شادنٍ خَنِثِ
ظبي دعتْنيَ عيناهُ ومنطقُهُ
بِنيَّةٍ صدقتْ عن ظاهرٍ عبِثِ
فلم أجِبْهُ وحظِّي في إجابتهِ
لكنْ سكتُّ كأنِّي غير مُكترثِ
لا بل فررْتُ وظلَّ الصيدُ يطلبني
والله ما كنْتُ فيها بالفتى الدَّمِثِ
أقسمتُ باللَّه لمَّا قمتُ محتجِزاً
أنّي انبعَثْتُ بقلبٍ غيرِ منبعثِ
ابن الرومي
الحمدان
05-27-2024, 09:15 PM
يا مادحَ الحقدِ محتالاً له شَبهاً
لقد سلكتَ إليه مسلكاً وَعِثا
لن يَقْلِبَ العيب زَيْناً من يُزَيِّنُهُ
حتى يَرُدَّ كبيراً عاتياً حدثا
قد أبرم اللّه أسبابَ الأمورِ معاً
فلن ترى سبباً منْهنَّ منتكثا
يا دافنَ الحقد في ضِعْفَيْ جوانِحِهِ
ساء الدفينُ الذي أمستْ له جدثا
الحقدُ داءٌ دويٌّ لا دواءَ لهُ
يَرِي الصُّدورَ إذا ما جمره حُرثا
فاسْتَشْفِ منهُ بصفحٍ أو معاتبةٍ
فإنما يبرأ المصدورُ ما نفثا
واجعلْ طلابَك للأَوتار ما عَظُمَت
ولا تكن لصغير الأمر مكترثا
والعَفْوُ أقربُ للتقوى وإن جُرُمٌ
من مجرمٍ جَرَحَ الأكبادَ أو فَرَثا
يكفيك في العفو أن اللّه قرَّظهُ
وَحْياً إلى خير من صلَّى ومن بُعِثَا
شهدتُ أنكَ لو أذنبت ساءكَ أن
تلقى أخاك حقوداً صدرُهُ شَرِثَا
إذَنْ وسرَّكَ أن ينسى الذنوبَ معاً
وأن تصادفَ منه جانباً دَمِثا
فكيف تمدح أمراً كنتَ تكرهُهُ
فَكِّرْ هُديتَ تُمَيِّزْ كلَّ ما اغتلثا
وليس يخفَى من الأشياء أقربُها
إلى السداد إذا ما باحثٌ بحثا
فارجع إلى الحقِّ من قُربٍ ومن أمَمٍ
وَلاَ تَمَنَّ مُنَى طفلٍ إذا مرثا
فمن تثاقل عن حقٍّ فبادَرَهُ
إليه خَصْمٌ سَفَى في وجهه وَحَثا
والفلْجُ للحقِّ والمُدْلي بحجَّتِهِ
إذا الخصيم هناكم للخصيم جَثَا
إني إذا خلط الإخوانُ صالحَهم
بِسَيِّئِ الفعلِ جِدّاً كان أو عبثا
جعلتُ صدري كظرف السَّبْك حينئذٍ
يَسْتخلصُ الفضَّةَ البيضاء لا الخبثا
ولست أجْعَله كالحوض أمدحُهُ
بحفظ ما طابَ من ماء وما خَبَثا
ولا أزيِّنُ عيبي كي أسوِّغَهُ
نفسي ولا أنطق البهتانَ والرَّفثا
تَغْبيبُ ذي العيب عَنْهُ كيْ تُزيِّنَهُ
حِنْثٌ وإنْ هو لم يحلفْ فقد حنثا
والعيبُ عيبان فيمن لا يقبِّحُهُ
فإن تجاهلَ عَيْبَيْهِ فقد ثَلَثَا
لا تجمعنَّ إلى عيبٍ تُعاب به
عَيبَ الخداع فلن تزداد طيبَ نَثَا
كم زخرفَ القولَ من زورٍ وَلبَّسَهُ
على العقول ولكنْ قلَّما لَبِثَا
إن القبيحَ وإن صنَّعْتَ ظاهرَهُ
يعودُ ما لُمَّ منه مرةً شَعِثَا
ابن الرومي
العصر العباسي
الحمدان
05-27-2024, 09:15 PM
قد كنتُ أبكي على من ماتَ من سَلَفي
وأهلُ وُدِّي جميعٌ غيرُ أشتاتِ
فاليوم إذ فرَّقَتْ بيني وبينَهُمُ
نوىً بكيْتُ على أهل المودَّاتِ
وما حياةُ امرئٍ أَضحَتْ مَدَامِعُهُ
مقسومةً بين أحيَاءٍ وأمواتِ
ابن الرومي
الحمدان
05-27-2024, 09:15 PM
إذا عَرُضَتْ لحيةٌ للفتى
وطالتْ وصارت إلى سُرَّتِهْ
فنُقصانُ عقلِ الفتى عندنا
بمقدار ما زاد في لحيتِهْ
ابن الرومي
الحمدان
05-27-2024, 09:15 PM
فَزِعْتَ إلى الخضاب فلم تُجَدِّدْ
به خَلَقاً ولا أحييتَ مَيتا
فَدَعْهُ ولا تَعَنَّ به فُواقاً
فأجدَى منه قولُك لو وَلَيْتا
خَضبتَ الشيبَ حين بدا لتُدْعَى
فتىً حَدَثاً ضَلالاً ما ارتَجيْتا
ألا حاولتَ أن تُدعى غُلاماً
بحلقِ العارضين إذا التحيتا
رأيتك إذ كساكَ الشيبُ ثوباً
تراهُ العين أسوأ ما اكتسيتا
أبتْ آثارُ دهرك أن تُعَفَّى
بكفِّك شئتَ ذلك أم أبَيْتا
ابن الرومي
الحمدان
05-27-2024, 09:16 PM
قل للأمير أدامَ اللهُ دولتَهُ
وزادَهُ في علوِّ القدرِ والصيتِ
ماذا يقول امرؤ قال الإلهُ لهُ
من اجتبيتَ لتجديد المواقيتِ
من ذا نُقيمُ مواقيتَ الصلاة به
حتى يقومَ على رغم الطواغيتِ
أترتضي لحقوقي رعي ذي عَوَرٍ
وقد جعلتك رَجماً للعفاريتِ
وقد فتحتُ عليك الشرقَ متصلاً
بالغرب لم تخلُ من نصر وتثبيتِ
ألم يكن قدرُ حقي أن توفِّيَهُ
إلّا أُعَيْوِرَ لا يُهدَى لتوقيتِ
لو كان حقلك ما راعيت موقِفَهُ
إلّا بأعين نُظَّام اليواقيتِ
لكنَّ حقِّيَ خسَّسْتَ الرقيبَ له
فَوَقْتُهُ الدهرَ مأخوذٌ بتنحيتِ
راعيتَ حقي بذي عينٍ مُقَوَّتةٍ
أجريت رزقي عليه غير تقويتِ
ماذا يكون جوابُ المرء حينئذٍ
أعاذك الله من لومٍ وتبكيتِ
طهِّر ثيابك ممن لا يؤهِّلُهُ
عند العُطاس ذوو التقوى لتشميتِ
طهِّر ثيابك ممن لا ثيابَ له
من ذنبه غيرُ أطمارٍ مَهاريتِ
سَيِّرْه عنك إلى رُسْتاق معجلةٍ
أو قفرةٍ من قفار الأرض سختيتِ
معادِنُ الزفت أولى أن تلائمَهُ
يا معدن المسك فانبُذْهُ إلى هِيتِ
أبا عليٍّ وظُلماً ما كُنيتَ بها
لقد ضَللْتَ بأَتياهٍ سباريتِ
كيف النجاة وقد أوغلتَ معتسفاً
ولست بين فيافيها بِخرِّيتِ
أقبلت أعورَ عُوَّاراً تحاربني
وما العواوير أكفاءُ المصاليتِ
ماذا دعاك بلا أجرٍ تطالبُهُ
إلى قتالك قُدَّامَ التوابيتِ
نبَّهتَ حربي وكانت عنك راقدةً
فاصبر لأنكرِ تصبيحٍ وتنبيتِ
كأنني بك قد قابلتَ نائرتي
بالخَرْق تخبط فيه خبطَ عمِّيتِ
كمُتَّقٍ لفحَ نارٍ يستعدُّ لها
بالجهلِ درعينِ من نفطٍ وكبريتِ
فكان عوناً عليه ما استعانَ به
وشتَّتَتْه يداهُ أَيَّ تشتيتِ
أصبحتَ أعيا أخي عِيٍّ وأهذَرَهُ
قُبحاً لكلّ غبيٍّ غير سكِّيتِ
يُلقيك في الغَيِّ عَيٌّ ناطق أبداً
ويسلم المرءُ ذي العِيّ الصَّميميتِ
خُذها تَبوعاً لمن ولَّى مُسوَّمةً
كأنها كوكبٌ في إثر عِفريتِ
إبن الرومي
الحمدان
05-27-2024, 09:16 PM
عزاؤكَ أن الدهرَ ذو فَجعاتِ
وكلُّ جميعٍ صائرٌ لشَتاتِ
لك الخيرُ كم أبصرتَهُ وسمعتَهُ
قرائنَ حيٍّ غيرَ مختلجاتِ
هلِ الناس إلا معشرٌ من سلالةٍ
تعودُ رُفاتاً ثَمَّ أيَّ رفاتِ
مياهٌ مَهينات يؤولُ مآلُها
إلى رِمَمٍ من أعظُمٍ نخراتِ
أرى الدهر ظَهراً لا يزال براكبٍ
وإن زل لم يُؤْمنْ من العثراتِ
ومن عجبٍ أنْ كلما جدَّ ركضُنا
عليه تباعدنا من الطَّلباتِ
وأعجبُ منه حرصُنا كلما خلتْ
سنونا كأنا من بني العشراتِ
نُخلِّف مأمولاتنا وكأننا
نسيرُ إليها لا إلى الغَمراتِ
غُررْنا وأُنذرنا بدهرٍ أَملَّنا
غُروراً وإنذاراً بهاكَ وهاتِ
إذا مجَّ مجاتٍ من الأَري أَعْقبت
بأقصى سهام في أحدِّ حُماتِ
أميْري وأنت المرءُ ينجم رأيهُ
فيسري به السارونَ في الظُّلماتِ
وتعصِفُ ريحُ الخطبِ عند هُبوبها
وأنت كركنِ الطَّودِ ذي الهَضباتِ
عليك بتقوى الله والصبرِ إنهُ
مَعاذٌ وإن الدهر ذو سَطواتِ
وليس حكيمُ القوم بالرَّجل الذي
تكون الرزايا عنده نَقماتِ
فُجعَت فلا عادت إليك فجيعةٌ
كما يُفجَع الأملاك بالملِكاتِ
أصِبْتَ وكلٌّ قد أُصيب بنكبة
يُهاض بها الماضي من النَكباتِ
فلا تجزعَنْ منها وإن كان مثلها
زعيماً بنفرِ الجأشِ ذي السكناتِ
وما نَفْرُ نفسٍ من حلول مصيبةٍ
وقد أيقَنَتْ قِدماً بما هو آتِ
أتوقنُ بالمقدور قبل وقوعِه
وتنفِر نفرَ الغِرِّ ذي الغفلاتِ
لقد أونَست حتى لقد حان أنسُها
بما شاهدت للدهر من وقعاتِ
فما بالها نفرُ الأغرَّاء نفرُها
وقد أُنذِرت من قبلُ بالمَثُلاتِ
من احتسبَ الأقدار أيقن فاستوتْ
لديه منيخات ومنتظَراتِ
هلِ المرءُ في الدنيا الدنيةِ ناظرٌ
سوى فقد حبٍ أو لقاء مَماتِ
ألم تَر غَاراتِ الخطوب مُلِحّةً
فبين مُغاداةٍ وبين ثباتِ
تروحُ وتغدو غير ذات ونيَّةٍ
على حيوان مرة ومَواتِ
وما حركاتُ الدهر في كل طَرفةٍ
بلاهيةٍ عن هذه الحركاتِ
سَيسْقي بني الدنيا كؤوسَ حتوفهم
إلى أن يناموا لا منامَ سُباتِ
وفاءٌ من الأيام لا شك غدرُها
وهل هنّ إلا منجزاتُ عِداتِ
يَعِدْن بغدر ليس بالمُخلفاتِهِ
فقُلْ في وفاءٍ من أخي غَدراتِ
تعزَّ بموت الصِّيد من آل مُصْعب
تجدهُم أُسىً إن شئت أو قدواتِ
تعزَّوا وقد نابتهُمُ كلُّ نوبةٍ
وماتوا فعزَّوا كلَّ ذي حسراتِ
ومن سُنن اللَّه التي سنّ في الورى
إذا جالتِ الآراءُ مُعتبِراتِ
زوالُ أصول الناسِ قبل فروعهم
وتلك وهذي غيرُ ذات ثباتِ
ليبقَى جديدٌ بعد بالٍ وكلُّهم
سَيْبلَى على الصّيفاتِ والشَّتَواتِ
وإن زالَ فرعٌ قبل أصلٍ فإنما
تُعَدُّ من الأحداث والفَلتاتِ
وتلك قضايا الله جلَّ ثناؤه
وليست قضايا الله بالهفواتِ
لِيُعلَم ألَّا موتَ ميتٍ لكَبْرةٍ
ولا عيش حيٍّ لاقتبال نباتِ
وتقديمُ من قَدَّمت شيءٌ بحقِّهِ
فَدَعْ عنك سَحَّ الدمع والزفراتِ
ولا تَسخَطِ الحقَّ الذي وافق الهدى
هوى من له أمسيتَ في كُرباتِ
رُزئتَ التي ودَّت بقاءَك بعدها
وأحيت به في ليلها الدعواتِ
وكانت تَمنَّى أن تُردَّى سريرها
وبعضُ أمانيِّ النفوس مُواتي
فلا تكرهَنْ أن أوتِيَتْ ما تودُّهُ
فكرهُك ما ودت من النكراتِ
ألم تر رُزءَ الدَّهر من قبل كونهِ
كفاحاً إذا فكَّرتَ في الخلواتِ
بلى كنتَ تلقاهُ وإن كان غائباً
بفكرك إن الفكرَ ذو غزواتِ
فما لك كالمَرميِّ من مأمنٍ لهُ
بنَبْلٍ أبَتْه غيرَ مُرتقباتِ
زَعِ القلب إن الفاجعاتِ مصائبٌ
أصابت وكانت قبل مُحتسَباتِ
فإن قلتَ مكروهٌ ألمت فُجاءةً
فما فوجئت نفسٌ مع الخطراتِ
ولا غوفصت نفسٌ ببلوى وقد رأت
عِظاتٍ من الأيام بعد عظاتِ
إذا بغَتتْ أشياءُ قد كان مثلها
قديماً فلا تعتدَّها بغَتَاتِ
جزعتَ وأنت المرءُ يوصف حزمُهُ
ولا بدَّ للأَيقاظِ من رَقَداتِ
فأعقِبْ من النوم التنبُّهَ راشداً
فلا بد للنُّوام من يقظاتِ
ومَن راغم الشيطانَ مثلك لم يُجب
رُقاهُ ولم يَتْبع له خُطواتِ
ومما ينسِّيك الأَسى حسناتُها
وإن كنت منها يا أخا الحسناتِ
فإن ثوابَ الله في رُزء مثلها
لِقاؤُكها في أرفع الدرجاتِ
وذاك إذا قضَّيتَ كلّ لُبانةٍ
من المجد واستمتعتَ بالمُتُعاتِ
مضت بعدما مُدَّتْ على الأرض برهةً
لتُمجِدَ من فيها من البركاتِ
فإن تكُ طوبى راجعت أخواتها
فقد زوِّدت من طيّب الثمراتِ
لعَمرك ما زُفّت إلى قعر حفرةٍ
ولكنها زُفَّت إلى الغُرُفاتِ
ولولاك قلنا من يقومُ مقامها
ومن يؤثِر التقوى على الشبهاتِ
سقاها مع الدمع الذي بُكِيَتْ به
حيا الغيثِ في الروحات والغدواتِ
وصلّى عليها كلما ذرَّ شارقٌ
وحان غروبٌ صاحبُ الصلواتِ
إبن الرومي
الحمدان
05-27-2024, 09:16 PM
وجدتُ أبا عبد الإلهِ خليفةً
لصاحبهِ إسحاقَ بعد وفاتِهِ
كفاني وأغناني فلستُ بفاقدٍ
لعمرُك من إسحاق غير حياتِهِ
فيا لكَ من ذُخْرِ امرئٍ لزمانه
مُعَفٍّ على ما كان من نكباتِهِ
حباني به إسحاقُ خيرَ بقيّةٍ
يُخلِّفها المفقودُ من بركاتِهِ
وما كان إلا الغيثَ أحيا بقَطْرِهِ
وولّى فأحيا بعده بنباتِهِ
يُعبِّس والإنصافُ تحت عبوسه
ويضحك والإيناس في ضحكاتِهِ
نَهوضٌ بأعباء الكتابة مُرْفِقٌ
رعيَّتَهُ مستظهرٌ لرُعاتِهِ
ترى كلّ نفسٍ رِيَّها وشفاءَها
إذا رُوِّيت أقلامُه من دواتِهِ
تنال بأنبوبِ البراعة كفُّهُ
ذُرى ما تَعاطى فارسٌ بقناتِهِ
ومن كان فرداً في عظيم غَنائهِ
عن الملك لم يَصغُرْ صغيرُ أداتِهِ
جبى الفيْء للسلطان والفيء فاغتدى
له الرتبةُ العلياءُ فوق جُباتِهِ
رآه أبو العباس أَقومَ قائمٍ
بأعماله عند امتحانِ كُفاتِهِ
وألفى لديه عِفّةً وأمانةً
وإحداهما يكفي امرَأً من ثِقاتِهِ
أراني إذا حاولتُ وصفَ جلالهِ
أو الشكرَ عما كان من فَعلاتِهِ
تشاغلتُ عن شكري له بصفاتِهِ
وأذهلني شكري له عن صِفاتِهِ
فقصَّرتُ في الأمرين والقلب مُضمِرٌ
مودَّتَهُ في مستقرِّ ثباتِهِ
ولو طال مدحي فيه وانكدَّ لم تجز
إطالتي المكتوبَ من حسناتِهِ
ولولا اتِّقائي للتعدِّي زَعمتُهُ
أخا الدهر لا يُغضي إلى أُخرياتِهِ
وما زال يعلُو قدرُهُ قدرَ مدحهِ
وأين مَنالُ الشعرِ من درجاتِهِ
ابن الرومي
الحمدان
05-27-2024, 09:17 PM
صبراً على أشياءَ كُلِّفْتُها
أُعْقِبْتُها الآنَ وسُلِّفْتُها
ويح القوافي ما لها سَفْسَفتْ
حَظِّي كأَنِّي كنتُ سَفْسَفْتُها
ألمْ تكُن هوجاً فسدَّدْتُها
ألم تكن عوجاً فَثَقَّفْتُهَا
كم كلماتٍ حكْتُ أبْرادَهَا
وَسَّطْتُها الحسْنَ وطَرَّفْتُهَا
ما أحْسَنَتْ إن كنتُ حَسَّنْتُهَا
ما ظَرَّفَتْ إن كنت ظرَّفْتُها
أنْحتْ على حظِّي بمِبْرَاتِهَا
شكراً لأني كنتُ أرهَفْتُهَا
فرقَّقَتْهُ حين رقَّقْتُها
وهفْهَفَتْهُ حين هفهَفْتُهَا
وكثَّفتْ دون الغنى سدَّها
حتّى كأنِّي كنتُ كثَّفْتُها
أحلِفُ باللَّه لقد أصْبَحتْ
في الرزق آفتي وما إفْتُها
لمْ أُشكِهَا قطّ بِتَقْصِيرَةٍ
فيها ولا من حَيْفَةٍ حِفْتُهَا
حُرِمتُ في سنِّي وفي مَيْعَتي
قِرَايَ من دنيا تَضيَّفْتُها
لَهْفي على الدنيا وهل لهفةٌ
تُنْصِفُ منها إن تلهَّفْتُهَا
كم أَهَّةٍ لي قد تأوَّهْتُهَا
فيها ومن أُفٍّ تأففتها
أغدُو ولا حالَ تَسَنَّمْتُها
فيها ولا حال تَرَدَّفْتُهَا
أوسعتُها صبراً على لؤْمِها
إذا تَقَصَّتْهُ تَطرَّفْتُهَا
فَيُعْجِزُ الحيلةَ منْزُورُها
إلا إذا ما أنا لطَّفْتُها
قُبحاً لها قبحاً على أنَّهَا
أقبحُ شيءٍ حين كشَّفْتُها
تَعَسَّفَتْني أنْ رَأتْني امرَأً
لم ترني قَطُّ تَعَسَّفْتُها
تَضَعَّفَتْني ومتَى نالني
عونُ أبي الصَّقْرِ تَضَعَّفْتُهَا
أرجوه عن أشياء جرَّبتُهَا
وليس عن طير تَعَيَّفْتُهَا
مقدارُ ما يُلْبِثُ عنِّي الغِنَى
إشارةُ الإصْبع أوْ لَفتُهَا
سَلَّيْتُ نفسي بأفاعِيله
من بعد ما قد كنت أسَّفْتُهَا
وقد يعزّيني شباباً مضى
ومدَّةً للعيشِ أسلفْتُهَا
فكَّرتُ في خمسين عاماً خَلَتْ
كانتْ أمامي ثم خلَّفْتُهَا
تَبَيَّنَتْ لي إذ تَذَنَّبْتُهَا
ولم تَبيَّنْ إذا تأنَّفْتُهَا
أجهلتها إذ هي موفورةٌ
ثم نَضَتْ عني فعُرِّفْتُها
ففرحَةُ الموهوب أعدِمتُها
وترحةُ المسلوب أردفْتُها
لو أن عمري مائةٌ هَدَّني
تذكُّري أنِّيَ نَصَّفْتُها
فكيف والآثارُ قد أصبحت
تُرجف بالعمر إذا قِفْتُها
كنزُ حياةٍ كانَ أنفقتُهُ
على تصاريفَ تصرَّفْتُها
لا عُذر لي في أسفي بعدها
على العطايا عفتها عفْتُها
إلا بلاغاً إن تأبَّيتَهُ
أشقيت نفسي ثم أتلفْتُها
قوتٌ يُقيم الجسم في عفّةٍ
أشعِرتُها قِدْماً وألحفْتُها
وقد كددتُ النفس من بعدما
رفَّهتها قدماً وعَفَّفْتُها
لا طالباً رزقاً سوى مُسْكةٍ
ولو تعدّت ذاك عنَّفْتُها
طالبتُ ما يمسكها مُجملاً
فطفتُ في الأرض وطوَّفْتُها
وناكدَ الجَدُّ فمنّيتُها
وماطلَ الحظ فسوَّفْتُها
وإن أراد اللَّهُ في ملكهُ
جاوزت خَمْسِيَّ فأضعفْتُها
بقدرة اللَّه ويُمْنِ امرئٍ
نعماه عُمْرٌ إن تَلَحَّفْتُها
فيها مَرادٌ إن تَرعَّيتُها
وأيُّ حِرز إن تكهَّفْتُها
يا واحد الناس الذي لم أجد
شَرواهُ في الأرض التي طُفْتُها
إليك أشكو أنني طالبٌ
خابت رِكابي منذ أَوجفْتُهَا
أصبحتُ أرجوك وأخشى الذي
جَرَّبتُ من حالٍ تسلَّفْتُها
فاطرُدْ ليَ الحرفةَ وادعُ الغِنى
واذكر سُموطاً كنت ألَّفْتُها
مَدائحٌ بالحق نمَّقتُها
وليس بالباطل زخرفْتُها
أعتدُّها شكوى تشكيتها
إليك لا زُلفى تَزلَّفْتُها
وكيف أعتدُّ بها زُلفةً
وإن تعمَّلتُ فأحصفْتُها
ولم أُشرِّفك بها بل أرى
بالحق أني بك شرَّفْتُها
ومن مَساعٍ لك ألَّفتها
لا من مساعي الناس لَفَّفْتُها
تعاوَرَتْها فِكَرٌ جمةٌ
أنضيتُها فيك وأزحفْتُها
وأنت لا تَبْخَسُ ذا كُلفةٍ
لا بَلْ ترى أن الغنى رَفْتُهَا
بحقِّ من أعلاك فوقَ الورى
إحلافةً بالحق أحلفْتُها
لا تُخطئَنّي منك في موقفي
سماءُ معروف توكّفْتُها
أنت المُرجَّى للتي رُمتها
أنت المرجى للتي خِفْتُها
كم بُلغةٍ ما دونها بُلغةٌ
قد نافرَتْني إذ تألَّفْتُها
فرُحتُ لا أرجو ولا أبتغي
وتاقت النفسُ فكَفْكَفْتُها
حُملتُ من أمري على صعبةٍ
خلَّيْتُها إذ عزّني كَفْتُها
بل خِفْتُ من كنتُ له راجياً
ورجَّتِ النفسُ فخوّفْتُها
ولم أخفْ في ذاك أنّي متى
وعدتُها رِفدَك أخلفْتُها
لكنني أفرَقُ من حِرْفةٍ
أنكرتُ نفسي منذ عُرِّفْتُها
أقول إذ عنَّفني ناصحٌ
في رفض أثمادٍ ترشَّفْتُها
إن أبا الصقر على بُعدِه
داني العطايا إن تكفَّفْتُها
ثمارُهُ في شُمِّ أغصانِهِ
لكنني إن شئتُ عَطَّفْتُها
لا كَثمارٍ سُمتُ أغْصانَها
إدْناءها مني فقصَّفْتُها
لِبَابِهِ المعمورِ أُسْكُفَّةٌ
لَتُعْتِبَنِّي إن تسكَّفْتُها
الآنَ أسلمتُ إلى نعمةٍ
غنّاء نفساً كنت أقشَفْتُها
قد وعدتني النفس جدوى له
إن شئت بعد اللَّه وظَّفْتُها
تاللَّه لا يَقْصُرُ دون المنى
قِرَى سجاياه التي ضِفْتُها
نُعمى أبي الصقر التي استبشرتْ
نفسي بريَّاها وقد سُفْتُها
خُذها ولا تَبْرَم بها إنني
قرَّطتُها الحسنَ وشنَّفْتُها
بَيِّنَةً من منطق محكمٍ
فَنَّنْتُهَا فيك وصرَّفْتُها
كم نظرةٍ فيها تَقَصَّيتها
كم وقفةٍ فيها توقَّفْتُها
بمجد آبائك أسَّستُها
ومجدِ آلائك شرَّفْتُها
ضَوَّعتُ فيكم كل مشمولة
لكنني من مسككُمْ دُفْتُها
ولم أدعْ في كلّ ما زانها
فلسفةً إلا تفلسفْتُها
إن كنتُ بالتطويل كمَّيتُها
فليس بالتثبيج كيَّفْتُها
لو أن خدّي كان أهلاً لهُ
واستهدفَتْ لي لتَهدَّفْتُها
يا من إذا صُغتُ أماديحَه
جَوَّدتُها فيه وزيّفْتُها
لو أنها ليلٌ لَنوَّرتُهُ
باسمك أو شمسٌ لأَكْسفْتُهَا
ابن الرومي
الحمدان
05-27-2024, 09:17 PM
تجنَّتْ فقال الكاشحونَ تجنَّتِ
وضنَّت فقال الناس ويحك ضَنَّتِ
فقلتُ لهم لا تعجلوا بملامتي
فلم تَأتِ ما قُلْتُمْ ولكن أَدلَّتِ
إذا أنتِ جانبتِ الغداة مسرَّتي
وواليتِ أعدائي فأنتِ عَدُوَّتي
سَتَدْرين كيف الهجرُ لو قد أردتُهُ
وإن كنتِ سؤْلي في الحياة ومُنْيَتي
ابن الرومي
الحمدان
05-27-2024, 09:17 PM
لله خالدٌ الطائيُّ من رجلٍ
ثَبْتِ المقام إذا ما حُجّةٌ عَزَبَتْ
ناظرتُهُ في استِهِ يوماً فقلتُ لهُ
يا شيخُ ويحك أجْمِمها فقد تَعبتْ
خَرَّبتَها بالأيور النازلاتِ بها
فقال أخطأت بل لو عُطِّلت خَربتْ
الإست دارُ خراجٍ إن هي اجتُبِيتْ
خَرْجاً ولا دخل يأتيها فقد عطِبَتْ
فقلتُ شأنكَ والمحْجُوجُ معترفٌ
إن لم يُعانِد إذا ما حُجَّةٌ وجَبَتْ
ابن الرومي
الحمدان
05-27-2024, 09:18 PM
كيف يا مَنْ بها قِوامُ حياتي
كنت بعدي مُذْ بنتِ يا مولاتي
أعلى العهدِ أنتِ أم حُلْتِ عنه
جعل اللّهُ قبل ذاك مماتي
لستُ أنسى امتناع صبرك للتوْ
ديع والبينُ مُؤذنٌ بشَتاتِ
وانحدارَ الدموع كاللؤلؤ الرطْبِ
هَوى من مدامعٍ قَرِحاتِ
في رياضٍ من الشقائق والنَّسْـرين
فوق المراشفِ البارداتِ
والتفاتاً نحوي وقد قبضَتني
عنك أيدي النَّوى حِيال الْتِفاتي
ومقالاً جرى وللشوق في الأحـ
ـشاءِ نارٌ أليمةُ الحُرُقاتِ
حاطكِ اللهُ بالكلاءة والصُّنـ
ـعِ وَوَقَّاكِ أعينَ العائداتِ
ابن الرومي
الحمدان
05-27-2024, 09:18 PM
يومٌ كأنَّ سماءَهُ
تحكي جفوني حين بِنتا
لمَّا غدتْ كسحائبٍ
أيقظنَ بالعبراتِ نَبْتَا
مُتَبَسِّماً عن شبه مَبْـ
ـسمِك البَرُود إذا ابتسمتا
مُتنسِّماً عن مثل نَشْـ
ـرِكَ للضجيع إذا انتبهتا
يا غايتي في مُنْيَتي
ماذا يَضُرُّك لو مَنَنَتا
بِرِضاً يعيشُ ببَرْدِهِ
قلبٌ بسُخطك قد أَمَتَّا
ورددتَ غُمضاً صدَّ عَنْ
طَرْفِ المُتيَّم مذ صددتا
وَبسطتَ من أمل بوصْلـ
ـلِكَ ما بهجري قد قبضتا
نفسي فداؤكَ إن جَفْو
تَ وإن وصلتَ وإن قطعتا
فاسلم بعيشٍ سالمٍ
من كل بؤسٍ ما سلِمتا
ابن الرومي
الحمدان
05-27-2024, 09:18 PM
أبكيتِني فبكيتُ
من غير ذنبٍ جنيْتُ
وقلتِ لي امضِ عنّي
مُصاحَباً فمضيْتُ
ولو أمرتِ بأنّي
أقضي الحياةَ قضَيتُ
أضعْتني فرعيتُ
وخُنتني فوفيتُ
أطعتِ فيَّ الأعادي
وكلّهُمْ قد عصيتُ
فكيف أصبحتِ غَضبَى
لمَّا رضاكِ أتيتُ
فاستضحكتْ ثم قالت
جُنِنْتَ قلتُ رَضَيْتُ
قالت لعلَّ وِصالي
أبيتَ قلتُ أبيتُ
قالت ثَكِلْتُ أبي إن
فَعَلْتَ إن بالَيْتُ
فلم تزل بيَ حتى
إلى هواها ارعويتُ
ابن الرومي
الحمدان
05-27-2024, 09:18 PM
وزهَّدني في الناس معرفتي بهم
وطُول اختياري صاحباً بعد صاحبِ
فلم تُرِني الأيامُ خِلّاً يسرُّني
بَواديه إلا ساءني في العواقبِ
ولا صِرتُ أدعوهُ لدفعِ ملمّةٍ
من الدهر إلا كان إحدى النوائبِ
ابن الرومي
الحمدان
05-27-2024, 09:19 PM
أموركُم بني خاقانَ عندي
عُجابٌ في عجابٍ في عجابِ
قرونٌ في رؤوسٍ في وجوهٍ
صِلابٌ في صلابٍ في صلابِ
هجرتكُمُ وهجركُمُ ورائي
صوابٌ في صوابٍ في صوابِ
ابن الرومي
الحمدان
05-27-2024, 09:19 PM
ياصاحباً أعضلَ في كيدِهِ
لستَ خبيراً أيها الصاحبُ
فَهِمتُ أبياتَك تلك التي
أَثقبَ فيها كيدُك الثاقبُ
بيتٌ وبيتٌ عقربٌ تُتَّقَى
وأرْيُ نحلٍ في اللَّها ذائبُ
جرَّحتَني فيها وداويتني
فأنت أنت الصادعُ الشاعبُ
ابن الرومي
الحمدان
05-27-2024, 09:19 PM
ولما رأيتُ الدهرَ يؤذنُ صرفُهُ
بتفريق ما بيني وبين الحبائبِ
رجعت إلى نفسي فوطنتُها على
ركوب جميل الصبر عند النوائبِ
ومن صحِبَ الدنيا على جَوْرِ حُكمها
فأيّامُهُ محفوفةٌ بالمصائبِ
فخذ خُلسةً من كلّ يومٍ تعيشُهُ
وكن حذراً من كامناتِ العواقبِ
ودع عنك ذكَر الفألِ والزجر واطَّرح
تَطيُّر جارٍ أو تفاؤلَ صاحبِ
ابن الرومي
الحمدان
05-27-2024, 09:20 PM
قل لأبي القاسم المُرَجَّى
قابلَكَ الدهرُ بالعجائبْ
مات لك ابنٌ وكان زيناً
وعاش ذو النقص والمثالِبْ
حياةُ هذا كموتِ هذا
فلستَ تخلو من المصائبْ
ابن الرومي
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025, vBulletin Solutions, Inc Trans by mbcbaba
diamond