هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

[الحمدان]

يا ربّ إنّك ذو منّ ومغفرة
بيّتْ بعافيةٍ ليل المحبّينا

الذّاكرين الهوى من بعدما رقدوا
السّاقطين على الأيدي المكبّينا

يا ربّ لا تسلُبنّي حبّها أبدًا
ويرحم الله عبدًا قال آمينا

مجنون ليلى

[الحمدان]

دَعا المُحرِمونَ اللَهَ يَستَغفِرونَهُ
بِمَكَّة شُعثًا كي تُمحّى ذُنوبها

وَنادَيت يا رحمن أوّل سؤلَتي
لِنَفسي لَيلى ثُمَّ أنتَ حسيبُها

فَإن أعطَ لَيلى في حَياتي لَم يَتُب
إِلى اللهِ عَبدٌ تَوبَة لا أَتوبُها

يُقَرُّ لعَيني قُربُها وَيَزيدُني
بِها كَلَفًا مَن كانَ عِندي يَعيبُها

وَكَم قائِلٍ قَد قالَ تُب فَعَصَيتُهُ
وَتِلكَ لَعَمري خلّةٌ لا أصيبها

وَما هَجَرَتْكِ النَّفس يا لَيل أنَّها
قَلَتْكِ وَلكِن قلَّ مِنكِ نَصيبُها

فَيا نَفسُ صَبرًا لَستِ وَاللَهِ فَاِعلَمي
بِأَوَّلِ نَفسٍ غابَ عَنها حَبيبُها

مجنون ليلى

[الحمدان]

بي ضجةٌ من وقع صمتٍ واقعٍ
بي مُشعِلٍ ما بي من الضوضاءِ

متصدعٌ رأسي بيأسي تَلغَطُ
أشياءُ بي من صامتٍ أو صاءِ

صورٌ وأصواتٌ يُواتي السمعَ مأ
تاها الخفيُّ ولا يراها الرائي

ولقد رأيتُ وليس بي سِنةٌ ولا
ألممتُ منذ سنين بالصهباءِ

مَلَكَيْنِ كُلٌّ بالنُّضار مؤجَّجٌ
ومدججٌ بالكُحلِ والحِنّاءِ

مَلَكَيْنِ لولا خلتُ أنَّ اللهَ لم
يخلق ملائكةً ذوي أثداءِ

لم أدرِ هل من ماءِ مَدْيَنَ عَطَّتا
أم حَطَّتا من معقِلِ الجوزاءِ

جاءت إليَّ وقد رأتني جالساً
إحداهُما تمشي على استحياءِ

حسناءُ تَغرَقُ حين تَعرَقُ هل رأى
أحَدٌ تَلَهُّبَ جمرةٍ في ماءِ

قالت أبي يدعوكَ فاستنفَرْتُ
آمالي العراضِ كعادةِ الشعراءِ

وقَبرتُ يأسي رغم أنَّ متاعب
المنفى أفادت عن وفاةِ رجائي

وذهبت أهذي والمَدى مستعذِبٌ
ما لا يعي من هينماتِ غِنائي

وكأنني غَيْلانُ شَيَّعَ زفرةً
مَيٌّ بحزوى وهو بالدهناءِ

"آ أنتِ ما بين النقا وجلاجلٍ
ضيعتِني يا ظبية الوعساءِ

لو كنتِ من قبل الضياع أوَيْتِ لي
ما كان بي ما كان من لأواءِ

فإذا بدا لكِ فيَّ من ندمٍ على
إشعالِ نارِ الوجدِ في أحشائي

فضعي بَنانَكِ فوق صدري إنه
لا شيء يُطفي النارَ مثلُ الماءِ

وَرَنَتْ فحدَّثني فتورُ لِحاظِها
عن بدعةِ الإحياءِ بالإيحاءِ

وعلمتُ أنَّ، وقد يَسُنُّ العشقُ
تفـسيراً ولم يتسَنَّ للعلماءِ

معنى ألم نجعل له عينينِ قد
يرمي إلى المرئيِّ ليس الرائي

ومفادُهُ والله أعلمُ جاءَ محـمولاً
على التحذيرِ لا الإغراءِ

فاحذر مُصابَكَ طعنةً نجلاءَ
تُورِدُكَ الردى من أعينٍ نَجلاءِ

فَمُلاعِبٌ حَوّاءَ سوف يَبيدُ أو
يُبدي مهارةَ لاعبٍ حَوّاءِ

وفهمتُ لأياً أن حلميَ تائهٌ
وعلى سبيلٍ لم يكن بسواءِ

ونأت ولم ينأَ الصدى عن خاطري
والطيفُ رغم تخاطر الأنواءِ

وبقيت ما إلا التأسي وحدهُ
ورؤىً تواسي وحدتي برياءِ

وقصائدٌ عُليا المقاصدِ صغتُها
عُليا الجمالِ شديدةَ الإغراءِ

لو لم يَلُحْ للقارئ اسمي فوقها
وبها شَجايَ وتحتها إمضائي

نُسبت إلى ابن أبي ربيعة أو إلى
الحسن بن هانئ أو إلى الوأواءِ

ألزمتُها لِبْسَ الحجاب تَعَفُّفاً
حتى عَنَسْنَ لِقِلَّةِ الأكفاءِ

أعليتُ قدرَ بناتِ أفكاري ولم
أنظر إلى البيضاءِ والصفراءِ

ولوَ انني أرخصتُهُنَّ لكنتُ قد
عَرَّضتُ عِرضَ الشِّعر للفحشاءِ

يا فاتِني إمّا وصالُك فاتَني
فأْذَنْ لطيفكَ في الكرى بلقائي

حُزني على حُزني فديتك واغتنم
مني الثنا واحفظ عليَّ ذَمائي

لو لم تكن في القلب كنتُ عرضتُهُ
لمنظماتِ تجارةِ الأعضاءِ


إبراهيم الأسود

[الحمدان]

إذا ساء فعلُ المرء ساءت ظنونُهُ
وصدّقَ ما يعتادُهُ من تَوَهُّمِ

المتنبي

[الحمدان]

أخ أنست به في جفوة الدهر
وصاحب خلقه ما شين بالغدر

إن شئت رقعة شطرنج ففارسها
أو شئت شعرا إليه منتهى الشعر

أو حكمة مثل نور الشمس واضحة
تضيء حالكة في الرزء والكدر

أو خفة الشارب السكران منتزها
أو رقة الصب أو عزمات ذي الثأر

كانت له وله ما لو يعد لما
أحصاه ممتدح في الشعر والنثر

....

[الحمدان]

عجبتُ وقد ودّعتُها كيف لم أمُتْ
وكيف انثَنَتْ بعد الوداع يدي معي

فيا مُقلتي العَبْرَى عليها اسكُبِي دمًا
ويا كبِدي الحَرَّى عليها تَقَطَّعي

الحَكَمُ المستنصِر بالله الأندلسي

[الحمدان]

لا تصحبِ الوغدَ السفيهَ ولا تقل
إن تختبره ليتني لم أفعلِ

تعس امرؤ لم يلقَ من أقرانه
شهمًا فأخلد للحضيض الأسفلِ

خالد أبو جعفر

[الحمدان]

‏قد هنت من طمعي حتى غدوت به
كالليث يقتات بعد اللحم بالورق!

وكنت ساحل منجاة لمن غرقوا
واليوم أعجب من حرصي على الغرق

....

[الحمدان]

‏ذهب الذين يَعُونَ ما أنا قاصدٌ
من كل بيت دون حاجة حاشيَةْ

سرعان ما يصلون آخرَ شطره
برويّ أعطية ونعمَ القافيَةْ

المكتفين بقولهم لعذولهم
إن عوتبوا في البذل دنيا فانيَةْ

....

[الحمدان]

يا من محبوك فيك قد حاروا
وللتخلي من الورى اختاروا

ساروا على الشوك ما بهم رهبٌ
من كل من هم سواك أغيارُ

الناس في ظاهر الجسوم هووا
وهم على باطن الهدى داروا

قد أبصروا نورك المبين على
ظلمة ما لا يراه إبصارُ

كم صاحبوا في الدجى ملائكةً
وهم بمرأى العيون أغمارُ

غارت بذكراك سود أعينهم
كمن تغشى عليه إسكارُ

عاش سكاراك في تلهّجهم
باسمك والغافلون قد باروا

ياحبذاه اسمك العظيم إذا
حبّره بالمديح ذكّارُ

ينبجس الصخرُ إن ذُكرتَ له
وفي صدور الأنام أحجارُ

يا مددي وحده وياسندي
إنيَ مني إليك فرّارُ


هذا ابتهالي إليك أرفعه
وأنت للمذنبين غفّارُ

في ساعةٍ تنزل السماءَ بها
صحّت بهذا السخاء أخبارُ

أعد يدي سمحةً أناملُها
ليس لها في العطاء أعذارُ

ويوم طي السجلّ خذ بيدي
حتى تولّى ورائي النارُ

....

[الحمدان]

ابك الرقيم ومن في غاره التحدا
وسل لعينيه غيثاً ينهض الجسدا

ابك الرقيم ومن في غاره التحدا
وسل لعينيه غيثاً ينهض الجسدا

أطلت نومك حتى قيل لا طمعٌ
من صحو هذا وصبر الناس قد نفدا

كأنني مجهداً أرجو إفاقته
كأسٌ طريحٌ بكفَّي شاربٍ رقدا

أطلت نومك حتى قيل لا طمعٌ
من صحو هذا وصبر الناس قد نفدا

كأنني مجهداً أرجو إفاقته
كأسٌ طريحٌ بكفَّي شاربٍ رقدا

....

[الحمدان]

لم تكن قط بنت آل فلانِ
لك أهلاً وأنت شكسُ العنانِ

ومذاق الهوى مرير ولكن
هو كالخمر تشتهى باللعانِ

طاب عيش المطيق في كل حين
أن يطيل ارتحاله في الغواني

ذاق ما ذاق من عناقيد كرم
وثمارٍ ميّادة الأغصانِ

وأخو العُدْم يوم جفّت يداه
وجد العشق سلوةً للبنانِ

ومهاة خريدة لم تروّع
قط من وشك فرقة أو تدانِ

يزلق الحب من صفاة هواها
فهي في راحةٍ وظل أمان

يعجب الشعرُ ذهنَها ثم يخسا
دون أن يستطيع سور الجنانِ

ضيّعت كل ما بوفضة نبلي
وأفلّت شفار سيفي اليماني

هزئت من ضراوتي فهي ترعى
كالمها نصب ناظر الشيذمانِ

كَلَّ كفّي وملّ خُفَّي حنينٍ
كلما عدت فيهما من مكانِ

وبودّي وأين مني ودّي
ظبيةً تنزع القذى من عياني

فترى فيّ مربعاً رغم ما قد
عاث في حقله جرادُ الزمان

وعلى الأربعين في المرء عتقٌ
واجتذابٌ لغاويات الحِسِانِ

واغتلام الكهول أسرع للغيد
فتوناً من غلمة الفتيان

....

[الحمدان]

رفاعيةٌ في زيّ نُسْكٍ وحشمةٍ
إذا استمعت نقر الدفوف تميدُ

يجوس بأحوال الطريق سلوكُها
كما جاس منها في الفؤاد ورودُ

مريدةُ أشياخٍ كأنّ وثوبهم
جخادب قاعٍ فار وهو وقيدُ

وإني لمجذوبٌ إلى عُود غصنها
وللجني منها والقطاف مُرِيدُ

تقول لقد حجّبت نفسك بالهوى
وأنت لمن أمَّ الطريقَ بعيدُ

فقلت طريقُ الله لا حُجْبَ دونه
ولكن لأبصار الأنام شرودُ

وإني قد استبصرت منكِ معالماً
وبرهانَ حقٍّ ليس عنه مَحِيدُ

وفيكِ لمن رام الهداية شاهدٌ
وفيكِ لمن رام الضلال حدودُ

....

[الحمدان]

‏يقولون هل بعد المنيّة غايةٌ
أجلْ، بعدها ألّا تجوعَ ولا تعرى

وألّا ترى للشر وجهًا ولا يدًا
وأنكَ تُمسي لا تُراع ولا تُغرى

أجل بعدها معيارُها أنْ تجيئها
مَهيبًا، وأن تختارَها مِيتةً بِكرَا

وأنْ تترك الدنيا وذِكراك مِلؤها
ثكلتُكَ إنَّ الموت موتك في الذكرى

عبد الرزاق عبد الواحد

[الحمدان]

لبّى الحجيجُ وشدوا قصدَكَ البُدُنا
وخلفوني ثقيل الخطو مرتهنا

لا مُحرمًا مثلَ وُرقِ البانِ منتسكا
نُسْكَ الحجيجِ ولكن أحسنُ الشَّجنا

إن خفَّ زادي فإن الله ذو سعةٍ
أو حال ذنبي فحولي بالإله أنا

يا رب يا رب خِرني للقاء ولا
تُبعد عُبَيدك عرّفه لكَ المِننا

عظمتَ يا رب والنقصان من شيمي
ليدرك العقلُ من نقصانه السننا

إليك ذلي وإعوالي ومسكنتي
وحاجةٌ في ضميري تستحي العلَنا

خالد أبو جعفر

[الحمدان]

يقولونَ لي فيكَ انفعالٌ وحِدَّةٌ
فقلتُ جمالُ البَرقِ في اللَّمَعَانِ

....

[الحمدان]

طموحٌ يريني كلَّ شيءٍ أنالُه
وإنْ جلَّ قَدرًا دونَ ما أبتغي قدرا

الجواهري

[الحمدان]

سل عن دمي ليلى إذا هي أقبلَت
بين النساء وخدُّها كالعَندَمِ

ومتى أبَت إلا الجحودَ وأنكرَت
فانظر على وجناتِها أثرَ الدمِ

....

[الحمدان]

عثارةُ الحظّ أم سخطٌ من القدَرِ
بل ما اجتنَتْهُ يدُ الإنسان من وَزَرِ

نريدُ أقصى الأماني لا نُكلَّف من
جهدٍ إليها سوى ضربٍ من الهذَرِ

مهلًا فإنّ العلا تُجبى مراغمةً
لا يُجتَنى المجدُ بالتأميلِ والفكَرِ

أرخى العنانَ زمانٌ لستَ تدركُهُ
إلا بتقليبِكَ الأمصارَ بالسفرِ

فاطلبْهُ للثأرِ لا للمجدِ كم سُفكت
على يدَيهِ مُنىً وضّاحةُ الغرِرِ

واطلبْهُ للدَّينِ يا عزّامُ إنّ لنا
عليه ألا نُسامى من سوى بَشرِ

كم غرَّ قومًا أبيتَ اللعنَ من نُصُبٍ
وعندنا لو درَوا مخبوءةُ الدُّرَرِ

يستنجدون من الدولارِ نُضرتَهُ
ونضرةُ النفسِ خيرُ الجاهِ والأثرِ

دع للجبانِ مصيرًا ليس نجهلُهُ
واصنع فديتكَ عزًّا غيرَ مُبتكَرِ

لا نستسيغُ لنا الأمجادَ مُفتَرَعًا
بابٌ لها بل حَصانًا بِكرَ مُفتَخَرِ

عزامُ خُذ بيميني واشددَن عضدي
ولا تبالِ مُنىً شِيدَت على غَررِ

سيعلمُ القومُ إن ألقوا رواحلَهم
أيّ الطريقين قد يُفضي إلى غِيَر


خالد أبو جعفر

[الحمدان]

سَخَطٌ على الدنيا وقلةُ زادِ
زعمًا بأني صانعٌ أمجادي

من قال إن المجدَ يُولدُ مُعدِمًا
لأبٍ تبضّعَ فرجَ غيرِ رَشادِ

سَخَطٌ وما يجدي التسخطُ إن جرت
سننُ الحياةِ الصارفاتُ فؤادي

مرّ الزمانُ عليّ غيرَ مُسرّجٍ
وحُبستُ عن زوّادتي وجوادي

ووُقِفتُ أنعى النفسَ غير مفارِقٍ
وقنعتُ من رحب المدى بوسادِ

بعني بعقلي والتجاربِ حيلةً
ألقى الخطوبَ ولسنَ مِن أضدادي

سعيٌ ولا مسعىً وعمْرٌ ضائعٌ
تُركَت سنابلُهُ بغيرِ حصادِ

ضنّ الزمانُ بها عليَّ وربما
مُنِّيتُ لكن أين منه مرادي

خمسٌ وعشرونَ انطفَت أقمارُها
أفضيتُ فيها شاكيًا إفرادي

لم يصفُ لي ماءُ الحياةِ فما له
يصفي نعيمَ العيشِ للقوّادِ

أوَكان ذنبي أنني أوسعتُ ذمًّا
أهلَهُ وسخرتُ مِن حُسّادي

وعلامَ يحسدني اللئيمُ وهمُّهُ
الدنيا وهأنا من نداها صادِ

أعلى الرجولةِ والمروءةِ يحسدون
فهل لصدرهمُ اتساعُ الوادي

حَمّلتُ صدري عندَ كلِّ سجيةٍ
في النفسِ آنَفُ راحةَ الأوغادِ

همًّا يُحرّكُ همًتي وجوىً يُحرّقُ
خافقي ومُنىً تَهيجُ عنادي


خالد أبو جعفر

[الحمدان]

أهوِن بما حمَّلتِنيهِ من الضنى
لو أنَّ طيفَكِ كانَ من عُوَّادي

الشريف الرضي

[الحمدان]

شكى صاحبي نارَ الهوى فبكيتُهُ
ولو كان يدري علّتي لَبكاني

كلانا مَشوقٌ صاحبي غير أنني
أُعِينُ على الصبرِ الجميلِ جَناني

أصونُ الهوى يا مريمَ القلبِ إنّما
ألذُّ الهوى ما تحبسُ الشَّفتانِ


خالد البكور

[الحمدان]

فتى سلبته الخيل وهو حمى لها
وبزته نار الحرب وهو لها جمرُ

....

[الحمدان]

فكأنهم وكأننا
وكأن شيئا لم يكنْ

صرف الزمانُ قلوبنا
وغدت كخضراء الدمنْ

....

[الحمدان]

يا نفسُ إن لم تصبِري فتصبّري
وتذكّري أنّا خُلقنا في كبَدْ

....

[الحمدان]

تمر بك الأزمان وهن صوارمٌ
وتفنى الليالي والليالي كما هي

....

[الحمدان]

والخلْد في الفِردوس لا أمدٌ لهُ
والكربُ في دارِ الفناءِ إلى أمدْ

....

[الحمدان]

العِلمُ صَيدٌ والكِتابةُ قَيدُهُ
قَيِّدْ صيودكَ بالحِبالِ الواثِقَة

....

[الحمدان]

ولما رأيتُ الجهلَ في الناسِ فاشياً
تجاهلْتُ حتى ظُنَّ أنّيَ جاهل

....

[الحمدان]

مَا ضيع الله قـلـبًا صادقًـا أبـدًا
‏حتى ولو عاش دهرًا بين أوهام

....

[الحمدان]

خبأتُ بين الساجدين خطيئتي
‏في دمعة العين الخجولة أسجدُ

‏سألوكَ يشفعُ للسؤال صلاحُهم
‏هل سوف تقبلهم ووحدي أُطردُ

‏وتلمهم في حضن عفوك راضيًا
‏وأظل في أيدي الغواة أُشرّدُ

‏أنا متعبٌ ‏أحبو لبابك مُثقلاً
‏ويلي إذا يدنوا العبادُ وأُطردُ

....

[الحمدان]

ولو عَلِمتَ مُراد اللهِ من عِوضٍ
لـقلتَ حمدًا إلهي واسعُ الكرمِ

....

[الحمدان]

تباركَ عيدُكُمْ أحبابَ قلبي
‏وأشرقَ بالسعادةِ والمسرَّهْ

‏أيا من يستمرُّ العيدُ فيكم
‏طوالَ العام لا في العام مرَّه

....

[الحمدان]

ثمانيةٌ تَجري على الناسِ كلِّهم
‏ولا بد للإنسانِ يَلقى الثمانيهْ

‏سرورٌ وحُزنٌ واجتماعٌ وفرقةٌ
‏ويُسرٌ وعسرٌ ثم سُقْمٌ وعافيهْ

....

[الحمدان]

وأشكو في غيابك فقد عيني
وحين تعود تنبت لي عيون

ويذهب في بعادك كل عقلي
وإن تحضر يفارقني الجنون

ويزهر لي بهذا القلب حقـل
وتهطل في روابيه المزون

وأنسى في حضورك اي بؤس
وكل مصائب الدنيا تهون

....

[الحمدان]

غَابُوا عنِ العينِ والأيَّامُ تُشغلُهم
أمَّا عـنِ القلـبِ لا واللَّهِ مـا غابُوا

نعـمْ تمادُوا ببُعـدٍ بـاتَ يُحرقنِـي
لكنَّهـم رغـمَ هــذا البُعـدِ أحبابُ

....

[الحمدان]

وإني لتنهاني خلائق أربع
عن الفحش فيها للكريم روادع

حياء وإسلام وشيب وعفة
وما المرء إلا ما حبته الطبائع

البحتري

[الحمدان]

وكنت إذا صحبت خيار قوم
سحبتهم وشيمتي الوفاء

فأحسن حين يحسن محسنوهم
واجتنب الاساءة إن أساءوا

البحتري

[الحمدان]

‏متى سَتعرف كم أهواكَ يا قمراً
أبيع من أجلِكَ الدنيا وما فيها

....

[الحمدان]

وكنَّا لا نغيبُ عن التلاقي
‏وإن ماجت بنا الأشواقُ جئنَا

‏فلم أقصد ولم تقصد فراقي
‏ولكنا بلا تخطيط غِبنَا

‏فما عُدنا وما عاد التلاقي
‏وما نال الفوادُ لما تمنَّى

‏تفرَّقنا وصار الذكرُ باقِ
‏وبعد الوصلِ صار اليوم كُنَّا

....

[الحمدان]

‏هنيئًا لكَ العيدُ الذي أنتَ عيدُهُ
وأنكَ من فيضِ البهاءِ تَزيدُهُ

وإنِّي وإنْ أهداكَ غيريَ وردةً
سأُهدِيكَ قلبًا أنتَ فيهِ وَريدُهُ

....

[الحمدان]

كم رفّ قلبي حين كنت المتصل
يا مَن بصوتكَ كُل همٍّ يرتحل

والسّعد في روحي أقامَ خيامه
فرحًا وقلبي قد تراقصَ في خجل

بالحبّ تسألُ كيف صارت حالتي
وأراكَ في القلبِ أغلى مَن سأل

حتّى إذا نمقت شكل إجابتي
تتلعثم الكلمات مني والجمل

مالي أرى حروفي معك تخونني
أم أنها إتفقت معك على عجل

....

[الحمدان]

‏الناسُ في العيدِ تُهدي الناسَ تهنئةً
ونظرةٌ منكَ يا محبوبُ لي عيدُ

....

[الحمدان]

كأنّ دُنيايَ أهدتْني سعادتهَا
فما أرقّ وما أحلى هَداياهَا

فيا لِبهجةِ عينٍ أنتَ ساكِنُها
ويا لِفرحةِ رُوحٍ أنتَ دُنياها

....

[الحمدان]

أنت السُّرُورُ بهَذَا العِيدِ والأنسُ
يَا رَوضَةً مِن نَدَاكَ الفُلُّ وَالوَرسُ

....

[الحمدان]

أنا المعلم في درس البداياتِ
وآخر الفصل فهماً للنهاياتِ

أنا القريب لروحٍ لا تبادلني
نفس الشعور فردوا لي تحياتي

أنا الشريد بوادٍ غير ذي زرعٍ
توهمت عينه بعض السقاياتِ

قد هدني السير في أعقاب قافلتي
العير ماتت وماتت كل أبياتي

....

[الحمدان]

‏ويَظنُ أنَّي قد أمِيلُ لِغيرهِ
أنَّا وقلبي بإسمهِ مَكتوبُ

أنَا مَا شَرِبتُ الحُبَّ إلا مرَّةً
والكُل بَعدكَ كأسُهُ مَسكوبُ

....

[الحمدان]

‏أَفرَطتُ في عَتْبي فَمَلَّ عِتابي
وَسَكَتُّ كي يَرْضى فَزادَ عَذابي

وَهَجَرْتُهُ كي أَسْتَريحَ مِنَ العَنا
فَوَجَدْتُهُ في غُرْبَتي وَغِيابي

يا مَنْ جَنَيْتُ عَلَيهِ في عَتْبي
وَمَلِلْتُ مِن شَكْواهُ بَعْدَ مَتابي

....

[الحمدان]

لُمى شَفَتيكِ راجمةُ الشّظايا
وفي عينيكِ تختبئُ المنايا

كأنّ الحسن أمضى فيك دهراً
ليرسمَ ما تُجَسّدهُ الغوايا

فلا يُوفِيكِ وصفُ أبي نُواسٍ
لخمرتهِ فأُوصِفُ ما دوايا

أبت عيني تُحيطُ بكل حسنٍ
يسافرُ فيَّ مابين الحنايا

وشِعري لن سينصفَ مابعيني
وقولي فيكِ يقصرُ عن رؤايا

....

[الحمدان]

بُحَّ الشُّعُورُ وفَارَ الشَّوقُ مُذْ عَلِمُوا
أنّ الطَّريقَ إلى عَيْنَيْك مَوْصُودُ

....

[الحمدان]

غريبٌ أن تتوهَ وأنت منِّي
‏كنفسي حين تبحثُ عن أمَانك

‏وأغرَبُ منهُ حين أحسُّ أنَّي
‏لخوفي منكَ أرغبُ باحتِضَانك

....

[الحمدان]

نَادَيْتُ صَبْرِي فَقَالَ الدَّمْعُ يَعْذِلُنِي
لَا خَيْرَ فِي العَيْشِ فِي ظِلِّ الخِيَانَاتِ

....

[الحمدان]

فَنَعِمتُ مِن شَمسٍ إِذا حُجِبَت بَدَت
مِن نورِها فَكَأَنَّها لَم تُحجَبِ

إِنسِيَّةٌ إِن حُصِّلَت أَنسابُها
جِنِّيَّةُ الأَبَوَينِ ما لَم تُنسَبِ

....

[الحمدان]

يامحرقًا بجمال عينك مُهجتي
هلاّ غضضت الطرف عِند لقائي

أشعلت نارًا ثم استدرت تركتني
هل أنت شيطانٌ تريدُ شقائي

....

[الحمدان]

أتقول اني لا أجيد محبتةً
‏أتقول اني مُفسد اللذاتِ

‏قلبي عليّ يا حبيبي إنني
‏أخشى تعرقل حبنا بذاتِ

‏أنت الذي بالحبِ أحيا بلدةً
‏ومنحتني رقةَ الكلماتِ

‏إني أحبك لا زلت تحسبني
‏فظًا غليظ القلبِ والحركاتِ

‏رفقًا حبيبي بالفؤاد فأنهُ
‏غضّ رقيقُ الوجهِ والآهات

....

[الحمدان]

إذا سَجدَتْ أقْراطُها فوقَ شَعرِها
فتلكَ نجومُ الأفْقِ في اللّيلِ رُكَّعُ

....

[الحمدان]

مَنْ هذهِ شمسُ الضُّحى أمْ نجمَةٌ
أمْ بدرُ ليلٍ قد تلأْلأَ واكتَمَلْ

أمْ وردةٌ نشوى تبسّمَ ثغرُها
منها توضَّأَ كلُّ عطْرٍ واغتسلْ

هل يا تراها ظبيةً مَمْشُوقةً
تَحْكي الغُصَينَ بقَدِّها وبها كَحَلْ

ما عُدتُ أعلمُ أيَّ وصفٍ أنتقي
يصفُ المليحةَ من بساتينِ الجُمَلْ

....

[الحمدان]

إِنّي لأَكتُمُ في الحَشا حُبّاً لَها
لَو كانَ أَصبَحَ فَوقَها لَأَظَلَّها

وَيَبيتُ بَينَ جَوانِحي وَجدٌ بِها
لَو باتَ تَحتَ فِراشِها لَأَقَلَّها

....

[الحمدان]

ولمّا بدا لي أنها لا تحبُّني
‏وأن هواها ليس عني بِمُنجلِ

‏تمنيت أن تهوى سواي لعلَّها
‏تذوقُ صبَاباتِ الهوى فترِّقَ لي

‏وما كان إلا عن قليلٍ وأشغفت
‏بحبِ غزالٍ أدعج الطرف أكحلِ

‏فعذَّبها حتى أذاب فؤادها
‏وذوَّقها طعم الهوى والتدللِ

‏فقلت لها هذا بذاك فأطرَقت
‏حياءً وقالت كل ظالمٍ مُبتلي

....

[الحمدان]

‏يَا بَائِعَ الوَردِ لَا تَشكُو إذَا صَدُّوا
‏وَلَا تُنَادِي إذَا مَا النَّاسُ قَد شَدُّوا

‏مَـا كُلُّ وَجهٍ تَـرَاءَت فِيـهِ أغنِيَةٌ
‏أو كُلُّ سُقيَا نَمَا فِي رُوحِهَا وَردُ

....

[الحمدان]

إني أراك بعين قلبي جنةً
يا من بقُربك مرَّ الحياةِ يطيبُ

وأرى الحياةَ بدونِ وصلك مُرَّةٌ
وأرى جروحي مالهنَّ طبيبُ

وأرى الغروبَ إذا التقينا متعةً
وأرى الشروقَ لدى الفراقِ غروبُ

....

[الحمدان]

وَإِذا الفَتى حَجَبَ الهَوى عَن عَقلِهِ
رَشُدَ الفَتى وَصَفا مِنَ الأَوجالِ

وَإِذا الفَتى خَبَطَ الأُمورَ تَعَسُّفاً
حَمِدَ الحرامَ وَذَمَّ كُلَّ حَلالِ

وَإِذا الفَتى لَزِمَ التَلَوُّنَ لَم تَجِد
أَبَداً لَهُ في الوَصلِ طَعمَ وِصالِ

كَم مِن رِجالٍ في العُيونِ وَما هُم
في العَقلِ إِن كَشَّفتَهُم بِرِجالِ

....

[الحمدان]

ذكَرْتُك فانهَلَّتْ عَلَيَّ مَدامِعي
وعادَتْ إلى قلبي الكَليمِ مَواجِعي

بكَيتُ وليتَ الدَّمعَ يُرجِعُ ما مضى
ولكِنَّ يَومًا قد مَضى غيرُ راجِعِ

....

[الحمدان]

إن كان ليْ الخيرُ فيها فاقضِها كرَماً
أو كان في غيرها فاجعلهُ لي فيها

أودعتَ في صَدرِنا يا ربُ أفئدةً
حاشاك تخلقُ ما للنفسِ يُشقيها

سبحانه

[الحمدان]

‏بِمَلاَبِسِ الإحْرَامِ جَاؤُوا كُلُّهُمْ
وَدُعَاؤُهُـمْ لَبَّيْكَ يَا أَللهُ

فَفَقِيرُهُمْ وَغَنِيُّهُمْ وَذَلِيلُهُمْ
وَعَزِيزُهُم لاَ يَسْألونَ سِوَاهُ

وَقَدْ اسْتَوى بِأمِيرِهِمْ مَحْكُومُهُمْ
فَجَمِيعُهُمْ لاَ يَرْتَجِي إِلاَّ هُو

رَفَعُوا الأَكُفَّ إِلَى السَّمَاءِ كَأَنَّمَا
يَوُمُ الحِسَابِ أَتَى وَكَانَ لِقَاهُ

وَرُؤُوسُهُمْ نَحْوَ العُلاَ مَشْدُودَة
وَعُيونُهُمْ تَرْنُو إِلَى عَلْيَاهُ

أَجْسَامُهُمْ مُخْضَلَّةٌ بِدُمُوعِهِمْ
وَالْكُلُّ يَبْكِي يَبْتَغِي رُحْماهُ

....

[الحمدان]

‏ما أجملَ العيد والحنّاء في يدها
وصوت ضحكتها مثل الأغاريدِ

ما أجملَ العيد في طفل يطالعنا
تقول عيناهُ حبًّا أعطني عيدي

ما كان للعيد لولا وصلكم فرحٌ
عيدي وليدٌ وأنتم بسمة العيدِ

د. محمدالمقرن

[الحمدان]

ما العيد إلا ربيعٌ أنتِ زهرتُه
وأنتِ فيه النّسيمُ النَّهرُ والشَّجرُ

ما العيد إلا سماءٌ أنتِ نجمتُه
وأنتِ فيه الهلالُ الغيمُ والمَطَرُ

أحبّ عيدي لأنّي فيكِ أُبصرهُ
وأنتِ أجملُ ما يرنو لهُ البصرُ

....

[الحمدان]

إنَّي حَمِدتُ بيومِ العيدِ مُجتَمَعًا
أظَلَّنا فيهِ ظِلُّ السَّعدِ مَمدودا

رأيتُ أهلي وصَحبي مِنهُ في جَذَلٍ
ألَا فأسعِدْ بِيومٍ مِثلِهِ عِيدا

وافَوْا لِتَهنِئَتي والقلبُ مُنشَغِلٌ
فكانَ كلُّ حديثي فيكَ مَعقودَا

وَدِدتُ لو كنتَ قد زيَّنتَ مَجلِسَنا
لَكانَ يومًا إذنْ في الدَّهرِ مَشهودا

تولين طالب الحسن

[الحمدان]

وأَقْبلَ العِيْدُ بالأفْرَاحِ مُنْتَشِيًا
يا فَرْحَةَ العِيْدِ زُوْرِي كُلَّ أَحْبَابِي

وبَلِّغِيْهُمْ تَهَانِي القَلْبِ عَاطِرَةً
هُنِّيْتُمُ العِيْدَ في أُنْسٍ وأَطْيَابِ

....

[الحمدان]

‏لحظاتنا في العيد أجمل منظرا
‏وتآلف الأحباب ألطف ما نرى

‏العيد فرصتنا لنرويَ ودنا
‏بشرى لمن في العيد زار وبادرَ

....

[الحمدان]

قُل للتي بلغَ النصابَ جمالها
إن الزكاة عَن الجمال تَبسُّمُ

أدِّي إليَّ زكاةَ حُسنكِ واعلمي
أنَ الأداء إلى سَواي مُحرَّمُ

....

[الحمدان]

أوَّلُ العِشق مُزاحٌ وولعْ
ثمَّ يزدادُ إذا ازدادَ الطَّمعْ

كلُّ من يهوى وإن عالتْ به
رتبةُ المُلكِ لمن يهوى تبعْ

....

[الحمدان]

هَا أنتَ أهملتَ الفؤادَ وخُنتَهُ
لله ذنبُك أمثلُ قلبِي يُهمَلُ

وتَغَيّْرَتْ منْكَ الطِّباعُ ولمْ تَعُدْ
تَحْنو عليَّ وبي تُحِسُّ وتَشْعُرُ

أنْكَرْتَ ما بيْني وبيْنَكَ في الهَوى
أوَمِثْلُ ما بيْني وبيْنَكَ يُنْكَرُ

....

[الحمدان]

إِلّا يَكُن كَهلَ السِنينَ فَإِنَّهُ
كَهلُ التَجارِبِ في ضجاجِ المَوقِفِ

البحتري

[الحمدان]

فِرّوا إلى اللهِ من خيباتِ أنفُسِكُم
ما أقربَ اللهَ لا بابٌ ولا حُجُبُ

سبحانه

[الحمدان]

غِب ما تَشاءُ فَما عَليكَ عِتابُ
وأرجِع فَمِن حَقِ الحَبيبِ إيَابُ

أنا لا أردُ بِبابِ قَلبِي عَـابِراً
أوكَيفَ لَو وقَفوا بهِ الأحبابِ

إن لم تَجِد فِي الكَون بَابً للهَوى
فأنا وقَلبي كُلُّنا أبوابِ

....

[الحمدان]

وَلَيْسَ عِتَابُ المَرءِ للمَرءِ نَافِعًا
إِذا لَمْ يَكُنْ لِلْمَرْءِ عقلٌ يُعَاتِبُهْ

ابن الرومي

[الحمدان]

ويُساءُ فهمي لو شرحتُ موضّحًا
‏وحبيبُ قلبي بالإشارةِ يَفهمُ

....

[الحمدان]

أَتُقالُ فِيك قَصيدَةُ مَرْمُوقَةٌ
أنت القَصائِدُ مَطْلَعًا وخِتامَا

....

[الحمدان]

‏تاهَت عيوني في بحور عيونِها
‏وأختَار قلبي أن يغوص فيغرقَ

‏أوَّاهُ من رِمشٍ أحاط بعينها
‏سهمٌ توغَلَ في الوَريد فَمزقَ

‏العَينُ بحرّ والهيامُ قواربٌ
‏والشرع واجبها بأن تتمزقَ

‏حَتى إذا ركب الفؤادُ هيامه
‏شَاء الإلهُ بأن نغوص فنغرقَ

....

[الحمدان]

‏لُقيا الأحبة طِبٌ يُستطبُّ بهِ
‏وغيثُ لُطفٍ على الأرواحِ هتّانا

....

[الحمدان]

‏فَاغفِر لِعَبدٍ هَارِبٍ مِن ذَنبِهِ
‏شَدَّ الرِّحَالَ وَأنتَ أنتَ المَطلبُ

آمين

[الحمدان]

‌‎ويقرأُ الناسُ أحرُفَنا فتعجبُهم
ويحسبونَ بأن الحُزنَ إبداعُ

سيشهدُ الحرفُ أن الحبرَ أدمُعنا
لو يعلمون وأن السطرَ أوجاعُ

البوحُ فيضٌ من الآلامِ لو حُبِست
تهشّمت من أزيزِ الصدرِ أضلاعُ

....

[الحمدان]

مَن يَعِش يَكبَر وَمَن يَكبَر يَمُت
وَالمَنايا لا تُبالي ما أَتَت

كَم وَكَم قَد دَرَجَت مِن قَبلِنا
مِن قُرونٍ وَقُرونٍ قَد مَضَت

أَيُّها المَغرورُ ما هَذا الصِبا
لَو نَهَيتَ النَفسَ عَنهُ لَانتَهَتْ

أَنَسيتَ المَوتَ جَهلاً وَالبِلى
فَسَلَتْ نَفسُكَ عَنهُ وَلَهَتْ

نَحنُ في دارِ بَلاءٍ وَأَذى
وَشَقاءٍ وَعَناءٍ وَعَنَتْ

مَنزِلٌ ما يَثبُتُ المَرءُ بِهِ
سالِماً إِلّا قَليلاً إِن ثَبَتْ

بَينَما الإِنسانُ في الدُنيا لَهُ
حَرَكاتٌ مُسرِعاتٌ إِذ خَفَت

أَبَتِ الدُنيا عَلى سُكّانِها
في البِلى وَالنَقصِ إِلّا ما أَتَت

إِنَّما الدُنيا مَتاعُ بُلغَةٍ
كَيفَما زَجَّيتَ في الدُنيا زَجَت

رَحِمَ اللَهُ امرَأً أَنصَفَ مِن
نَفسِهِ إِذ قالَ خَيرًا أَو صَمَت

أبو العتاهية

[الحمدان]

فَكَمْ للهِ مِنْ نَفَحَاتِ خَيْرٍ
فَجِدَّ السَّيْرَ فَالدُّنْيَا حُطَامُ

وَقُلْ يَارَبِّ مَغْفِرَةً وَعَفْوًا
فَأَنْتَ الْمُرْتَجَى أَنْتَ السَّلَامُ

فَرَبُّكَ بَاسِطٌ يَدَهُ نَهَارًا
وَيَبْسُطُهَا إِذَا غَشِيَ الظَّلَامُ

وَيَفْرَحُ ذُو الْجَلَالِ بِكُلِّ عَبْدٍ
أَنَابَ وَلَوْ مَآثِمُهُ رُكَامُ

أَفِقْ يَا زَيْدُ فَالدُّنْيَا امْتِحَـانٌ
وَلَيْسَ لَنَا بِدُنْيَتِنَا مُقَامُ

فَأَيْنَ الْأَتْقِيَاءُ مِنَ الْبَرَايَا
فَهُمْ يَا زَيْدُ مِثْلُكَ قَدْ أَقَامُوا

وَصَلِّ عَلَى الْمُشَفَّعِ يَوْمَ حَشْرٍ
رَسُوْلِ اللهِ ظَلَّلَهُ الْغَمَامُ

صل الله عليه وسلم

عبدالرحمن الأهدل

[الحمدان]

أراد زوجُ عزَّةَ أنْ يَحُجَّ بها؛ فسمع كثيّر الخبر فقال: والله لأحجنَّ لعلي أفوز من عزة بنظرة.. قال: فبينما الناسُ في الطوافِ إذْ نظرَ كثير لعزة وقد مضت إلى جمَلِه، فحيَّتْه ومسحت بين عينيه، وقالت له: حُيِّيتَ يا جمل. فبادرَ كُثيّر لِيَلْحَقها ففاتته، فوقف على الجملِ وقال:

حيتّكَ عزَّةُ بعدَ الحجِّ وانصرفتْ
فحيِّ -ويْحَكَ- من حيّاكَ يا جملُ

لو كنتَ حيّيْتَها ما كُنْتَ ذا سرَفٍ
عندي ولا مسّكَ الإدلاجُ والعملُ

قال: فسمعه الفرزدق فتبسم وقال له: من تكون يرحمك الله.
قال: أنا كثيّر عزة، فمن أنت يرحمك الله؟ قال:
أنا الفرزدق بن غالب التميمي، قال: أنت القائل:

رحلت جمالهُمُ بكلِّ أسيلة
تركت فؤادي هائمًا مخبولا

لو كنت أملكهم إذا لم يرحلوا
حتى أودّعَ قلبيَ المتبولا

ساروا بقلبي في الحدوجِ وغادروا
جسمي يعالجُ زفرةً وعويلا

فقال الفرزدق: نعم،
فقال كثير: والله لولا إني بالبيت الحرام لأصيحنّ صيحةً أُفزِعُ هشامَ بن عبد الملك وهو على سرير ملكه، فقال الفرزدق: والله لأُعرّفنَّ بذلك هشاما، ثم توادعا وافترقا، فلما وصل الفرزدق إلى دمشق دخل إلى هشام بن عبد الملك فعرّفه بما اتفق له مع كثير، فقال له: اكتب إليه بالحضور عندنا لنطلق عزة من زوجها ونزوجه إياها، فكتب إليه بذلك؛ فخرجَ كثير يريد دمشق، فلما خرج من حَيِّهِ وسار قليلًا؛ رأى غُرابا على بانةوهو يفلي نفسه وريشه يتساقط، فاصفَرَّ لونُه وارتاع من ذلك وجدّ في السير، ثم إنه مال ليسقي راحلته من حي بني فهد، وهم زجَرةُ الطير، فبَصُرَ به شيخٌ من الحيِّ فقال: يا ابن أخي أرأيت في طريقك شيئا فراعك؟ قال: نعم رأيتُ غرابًا على بانةٍ يتَفَلّى وينتف ريشه، فقال له الشيخ: أما الغراب فإنه اغتراب والبانة بين والتفلي فرقة، فازداد كثير حزنا على حزنه لما سمع من الشيخ هذا الكلام وجدّ في السير إلى أن وصل إلى دمشق ودخل من أحد أبوابها فرأى الناس يصلون على جنازة فنزل وصلى معهم، فلما قُضِيَتِ الصلاةُ صاحَ صائحٌ: لا إله إلا الله، ما أغفلك يا كثيّر عن هذا اليوم، فقال: ما هذا اليوم يا سيدي؟ فقال: إنَّ هذه عزة قد ماتت وهذه جنازتها، فخَرَّ مغشيًّا عليه، فلما أفاق أنشأ يقول:

فما أعرفُ الفهديّ لا درَّ درُّه
وأزجرَهُ للطيْرِ لا عزَّ ناصرُهْ

رأيتُ غُرابًا قد علا فوقَ بانةٍ
يُنَتِّفُ أعلى ريشَهُ ويُطايُرهْ

فقال غرابٌ واغترابٌ من النوى
وبانَةُ بيْنٍ من حبيبٍ تعاشِرُهْ

ثم شهق شهقة فارقت روحه الدنيا، ومات من ساعته، ودفن مع عزة في يومٍ واحد.

المستطرف

[الحمدان]

اللهُ أكبرُ غافرُ الزلاَّتِ
داعِي الحَجيج إلى ثَرى عرفاتِ

اللهُ أكبرُ ملءَ ما بين السما
والأرضِ عدَّ الرملِ والذرَّاتِ

والحمدُ للهِ العليِّ فنورُه
في الذكرِ كالمِصباحِ في المِشكاةِ

اللهُ أكبرُ بُكرةً وعشيَّةً
اللهُ أكبرُ سامعُ الأصواتِ

اللهُ أكبرُ عالمًا ومُهيمِنًا
مُحصِي الحَجيج وجامع الأشتاتِ

ما كان يخفاهُ الضميرُ وهمسة
مهما تكن عند اختلافِ لغاتِ

اللهُ أكبرُ مُبصِرُ النملِ الذي
في ليلةٍ سوداء فوق صفاةِ

قد أبصرَ الجمعَ الغفيرَ وإنه
ليَرَى نِياطَ القلبِ والنَّبَضاتِ

اللهُ أكبرُ لن تُوارِيَ دمعةٌ
عنه الدموعَ وخافِيَ العَبَراتِ

علِمَ الغيوبَ وكلَّ حبَّةِ خردلٍ
ما قد مضَى منها وما هو آتِ

اللهُ أكبرُ فاستجِبْ يا ربَّنا
ولتَمْحُ عنا سالفَ العَثَراتِ

واغفر لحُجَّاجٍ أتَوا شُعثًا فقد
ناجَوكَ يا رحمنُ بالزَّفَراتِ

اللهُ أكبرُ أنت أرحمُ راحمٍ
فاقبَلْ كريمًا صالحَ الدعواتِ

واجعله حجًّا صالحًا مُتقبَّلاً
والطُفْ بنا في الحشرِ والعَرَصاتِ

د. سعود الشريم

[الحمدان]

إليكَ إلهي قَدْ أتيتُ ملبيًا
فبارِكْ إلهي حجَّتِي ودعائيا

قصدتك مضطرًّا وجئْتُكَ باكيًا
وحاشاكَ ربي أنْ تَرُدَّ بكائيا

كفانيَ فخرًا أنني لكَ عابدٌ
فيا فرحتي إنْ صرتُ عبدًا مواليا

إلهي فأنْتَ اللهُ لا شيْءَ مِثلُه
فأفْعِمْ فؤادي حكمةً ومعانيا

أتيتُ بلا زادٍ وجودُكَ مُطمعي
وماخابَ من يهفو لجودِكَ ساعيا

إليك إلهي قد حضرتُ مُؤمّلاً
خلاصَ فؤادي من ذنوبي ملبِّيَا

عبدالله العامر

[الحمدان]

اللهُ أكبرُ ما دَعَا من مُحْرمٍ
رَفَعَ الأَكُفَّ على ثرى عرفاتِ

اللهُ أكبرُ رَدِّدُوا لا تَفْتُرُوا
فَبِهَا تَفِيضُ النَّفْسُ بالخيرات ِ

اللهُ أكبرُ ما تَرَنَّمَ صَادِحٌ
يَشْدُو بِذِكْرِ اللهِ بالآياتِ

اللهُ أكبرُ قلتُها وأقولها
أحيا بها دُنْيَا وبعد مماتِ

عمر الحارثي

[الحمدان]

تقبّل اللهُ بالغُفرانِ طاعتكم
‏وزادكم بالتُّقى عزًّا وإيمانا

‏وكلّ عيدٍ وعينُ اللهُ تحرسكم
حتّى يعودَ لكم بالخَيرِ أزمانا

آمين

[الحمدان]

- أول قصيدة في المفضليات
قصيدة تأبط شرًا:

يا عيد ما لك من شوقٍ وإيراقِ
ومرّ طيفٍ على الأهوالِ طرّاقِ

- وأول قصيدة في الأصمعيات
قصيدة سُحيم بن وَثيل الرياحي:

أنا ابنُ جلا وطلاع الثنايا
متى أضع العمامة تعرفوني

- وأول قصيدة في الحماسة
قصيدة قُريط بن أنيف العنبري:

لو كنتُ من مازنٍ لم تستبحْ إبلي
بنو اللقيطة من ذُهل بن شيبانا

- وأول ما في الحماسة البصرية
قول عمرو بن الإطنابة:

أبت لي عفّتي وأبى بلائي
وأخذي الحمد بالثمن الربيحِ

- وأول قصيدة في منتهى الطلب
قصيدة كعب بن زهير
رضي الله عنه:

بانت سُعادُ فقلبي اليومَ متبولُ
متيم إثرها لم يُفدَ مكبولُ

- وأول ما في الحماسة المغربية
قول علي بن أبي طالب
رضي الله عنه-:

ألم ترَ أن الله أبلى رسولَهُ
بلاءَ عزيزٍ ذي اقتدارٍ وذي فَضْل

[الحمدان]

لفضلكَ ربيَ إني فقيرْ
وغيرُكَ عنيَ غفْلٌ جحودْ

ولنْ يُغْنِيَنِّي إلهي سواكْ
فثبِّتْ إلهيَ قلبًا شَرود

سلامًا لقلبٍ إذا ما يحار
وسلوانَه كبَّلَتْهُ القيود

سلامٌ ينلْهُ إذا ما اخْتلى
بِبارئِهِ أو ما أطالَ السجود

لطيفٌ إلهيَ بالعالمين
وللسائلينَ قريبٌ وَدُود

ولو ما تحيّرَ حُسبانه
يسوقُ لهم فرجًا ويجود

نَذِلُّ إلهيَ بين يديك
وأنتَ العفوُّ وهذي العهود

وهذي الذنوبُ التي أثقلتنا
ونزعمُ أنَّا لها لنْ نعود

فإنْ غرّنا يا حليمُ الغَرور
ولو ما ضللنا وجُزنا الحدود

سألتُكَ ربّاه أنْ تهدني
وتمنُنْ على آبقٍ كي يعود

إلى من تكلني أيا خالقي
فإنّي ضعيفٌ وعزمي رَقود

وإنْ كان حُلمي كبيرًا فإني
قعيدٌ وقدْ ضاقَ مني القعود

لفضلك ربَّاهُ إني فقير
وذو الفضلِ بالفضل دومًا يجود

آمين

[الحمدان]

أنتِ لا تُحتملين!

كل أطواركِ فوضى، كل أفكاركِ طين

صوتكِ المبحوح وحشي ، غريزي الرنين

خنجرٌ يأكلُ من لحمي ، فلا تسكتين

يا صداعاً عاش في رأسي ، سنيناً و سنين

يا صداعي

كيف لم أقتلكِ من خمس سنين؟

إننا ، في ساعة الصفر ، فما تقترحين؟

أصبحت أعصابنا فحماً ، فما تقترحين؟

علب التبغ رميناها و أحرقنا السفين

و قتلنا الحب في أعماقنا و هو جنين

سبع ساعاتٍ

تكلمتِ عن الحب الذي لا تعرفين

و أنا أمضغ أحزاني ، كعصفورٍ حزين

سبع ساعاتٍ

كسنجابٍ لئيمٍ ، تكذبين

و أنا أصغي إلى الصوت الذي أدمنته

خمس سنين

ألعن الصوت الذي أدمنته

خمس سنين

معطفي هاتيه ، ما تنتظرين؟

فمع الأمطار و الفجر الحزين

أنتهي منكِ و مني تنتهين

إنني أترككِ الآن ، لزيف الزائفين

و نفاق المعجبين

فاجعلي من بيتكِ الحالم مأوى التافهين

و اخطري جاريةً بين كؤوس الشاربين

كيف أبقى؟

عابراً بين ألوف العابرين؟

كيفَ أرضى؟

أن تكوني في ذراعي و ذراع الآخرين!

كيف يا ملكي و ملك الآخرينْ!

كيف لم أقتلكِ ، من خمس سنين؟

أبعدي الوجه الذي أكرهه

أنتِ عندي في عداد الميتين!

نزار قباني

[الحمدان]

خذلتَ فؤادي حين كنتَ ملاذَهُ
فغدوتَ فيه كحُلمِ برقٍ خابا

ناديتُ ظلَّكَ في الدجى متلهفًا
فأجبتَ صمتًا والرّجا قد ذابا

علي رضا

[الحمدان]

تَعصي الإِلَهَ وَأَنتَ تُظهِرُ حُبَّهُ
هَذا مَحالٌ في القِياسِ بَديعُ

لَو كانَ حُبُّكَ صادِقاً لَأَطَعتَهُ
إِنَّ المُحِبَّ لِمَن يُحِبُّ مُطيعُ

في كُلِّ يَومٍ يَبتَديكَ بِنِعمَةٍ
مِنهُ وَأَنتَ لِشُكرِ ذاكَ مُضيعُ

....

[الحمدان]

تَعِبْتَ مِنَ الأشعارِ واللَّيْلُ شاهِدُ
وفِكْرُكَ لَمْ يَهْدَا وقَلْبُكَ ساهِدُ

فَحَتَّامَ هَذا شِعْرُكَ الهَمُّ والأَسَى
وحِبْرُكَ أخَّاذٌ ودَمْعُكَ وارِدُ

تُفَتِّشُ عَن خِلٍّ يُخَفِّفُ لَوعَةً
ورَبْعٍ بِلا وَجْدٍ فَحِسُّكَ بارِدُ

تَجَاوَزَ رَبِّيْ عَنْ سَلامَةِ خاطِرٍ
يُؤَمِّلُ بِالشُّطَّارِ والظَّنُّ حائِدُ

أَلَا لَيتَ شِعْرِيْ هَلْ أُنادِمُ مَعشَرَاً
يَصُونونَ عَهدِيْ فَالفِراقُ مَواعِدُ

أَوَ اَنَّ دِيَارَ الوُدِّ ما انْفَكَّ أهْلُها
يَعُودونَ لَوْ بِالطَّيفِ فَالشَّوقُ كائِدُ

يُسامِرُنِيْ دَوْماً مَعَ الطَّيرِ إذْ شَدَا
يُسائِلُ مَن يَحْظَى بِدَمْعٍ يُساعِدُ

وقَد كُنتُ قَبْلَ اليَومِ جَلْداً عَلَى النَّوَى
ولَكِنَّ غَدْراتِ المُوالِينَ تَزدادُ

فَلا تَحسَبُوا أنِّيْ طَلَبْتُ مَفَارِقاً
ولَكِنَّها الأقدارُ حَتْماً تُباعِدُ

....

[الحمدان]

كم قد ظَفِرتُ بمن أهوى فَيَمنَعُني
‏منهُ الحَياءُ وخَوفُ الله والحَذَرُ

‏وكم خلَوتُ بمن أهوى فَيُقنِعُني
‏منهُ الفُكاهَةُ والتّأنيسُ والنظرُ

‏أهوى الملاحَ وأهوى أن أُجالِسَهُم
‏وليسَ لي في حرامٍ منهُمُ وَطَرُ

‏كذلك الحبُّ لا إتيانُ معصيةٍ
‏لا خيرَ في لذةٍ من بعدها سقرُ

....

[الحمدان]

تَعِبْتُ أَشْكُو وَلَكِنْ لَا مُجِيبَ لِمَا
يَجْتَاحُ صَدْرِيَ مِنْ حُزْنِ العِبَارَاتِ

سَأَلْتُ صَبْرِي إِلَى كَمْ سَوْفَ تَحْمِلُنِي
فَقَالَ دَرْبُ الهَوَى يُفْضِي لِحَسْرَاتِ

....

[الحمدان]

كَمْ قَدْ نَصَحْتُ وَعَيْنِي فِيكَ غَافِلَةٌ
حَتَّى وَجَدْتُ دُمُوعِي فِي المَرَايَاتِ

يَا قَلْبُ حَسْبُكَ فَالأَحْبَابُ قَدْ رَحَلُوا
وَخَلَّفُوا وَجَعِي بَيْنَ الحِكَايَاتِ

....

[الحمدان]

واذا العيــون تحـدثت نظراتـهـا
قالت حديثًا فــي الـوداد مهـيب

أهدتنا من دُر الـكـلام عـذوبــة
ومضى الحديث يشوقه الترحـيب

قالت وفي قول المحب غضاضة
ها أنت وحدك في الوجود حبيب

ولأنتَ نجــمٌ في سمــاء ِ محبتـي
تهدي وميضًـا في فضائي رهيبُ

أشرقتَ شمـسـاََ للمعالـي جملةََ
أضحيتَ عشقًا في الحنايا عجيبُ

حبٌّ ترعــرعَ فـي دلالك وارتــوى
ومضى لـحبِّك في الفــؤادِ دبيبُ

اسقيتنـي كأسَ الــودادِ عذوبـةََ
ولرشفِ صافي الشهدِ منك لهيب

وانا ربيـبُ الحبِّ شـوقًا والـنـوى
إنَّ الـفـــؤادَ من الفراق عطـيبُ

أقـبـلْ بقلبِِ طــوقَـتْـهُ مشـاعـرٌ
فلقـربِ عينيـك الـجـروحُ تطيـبُ

....

[الحمدان]

وما أدراكَ أنّي لا أحنُّ
‏ وأنّي من لظى شوقي أُجنُّ

تمنيّتُ اللّقاء وكان ظني
بأن تأتي الحياةُ بما أظنُّ

‏ فخانتني الحياةُ وتاهَ دربي
وظلَّ القلبُ في صدري يئنُ

....

[الحمدان]

عُيونُ المَها بَينَ الرُّصافَةِ وَالجِسرِ
جَلَبنَ الهَوىٰ مِن حَيثُ أَدري وَلا أَدري

أَعَدنَ لِيَ الشَّوقَ القَديمَ وَلَم أَكُن
سَلَوتُ وَلكِن زِدنَ جَمرًا عَلىٰ جَمرِ

سَلِمنَ وَأَسلَمنَ القُلوبَ كَأَنَّما
تُشَكُّ بِأَطرافِ المُثَقَّفَةِ السُّمرِ

وَقُلنَ لَنا نَحنُ الأَهِلَّةُ إِنَّما
تُضيءُ لِمَن يَسري بِلَيلٍ وَلا تَقري

فَلا بَذلَ إِلّا ما تَزَوَّدَ ناظِرٌ
وَلا وَصلَ إِلّا بِالخَيالِ الَّذي يَسري

أَحينَ أَزَحنَ القَلبَ عَن مُستَقَرِّهِ
وَأَلهَبنَ ما بَينَ الجَوانِحِ وَالصَّدرِ

صددنَ صدودَ الشَّاربِ الخمر عندما
روىٰ نفسَهُ عن شربها خيفةَ السُّكرِ

أَلا قَبلَ أَن يَبدو المَشيبُ بَدَأنَني
بِيَأسٍ مُبينٍ أَو جَنَحنَ إِلى الغَدرِ

فَإِن حُلنَ أَو أَنكَرنَ عَهدًا عَهِدنَهُ
فَغَيرُ بَديعٍ لِلغَواني وَلا نُكرِ

وَلكِنَّهُ أَودىٰ الشَّبابُ وَإِنَّما
تُصادُ المَها بَينَ الشَّبيبَةِ وَالوَفرِ

كَفى بِالهَوىٰ شُغلًا وَبِالشَّيبِ زاجِرًا
لَوَ اَنَّ الهَوىٰ مِمَّا يُنَهنَهُ بِالزَّجرِ

علي بن الجهم

[الحمدان]

كالخيلِ يمنعُنا الشّمُوخُ شِكايةً
وتئِنُ من خلفِ الضلوعِ جروحُ

كم دمعةٍ لم تدرِ عنها أعينٌ
ونزيفها شهدتْ عليهِ الروحُ

....

[الحمدان]

تبكي الجيادُ إذا ترجَّل فارسٌ
ومن الصهيل توجّعٌ وَعَذابُ

أرأيت دَمعَ الخيلِ كم من عبرةٍ
في الروحِ لم تعلم بها الأهدابُ

د. غازي القصيبي

[الحمدان]

يا مَن يُعلمني نحواً وتَوريةً
تعال أخبِرْكَ ماذا يَصنع البَدلُ

لا تَحسبِ الأرضَ عن إنجابِها عَقِرت
مِن كُلِّ صَخرٍ سَيأتي لِلفِدا جَبَلُ

فالغصنُ يُنبتُ غصناً حين نَقطعه
والليلُ يُنجبُ صبحاً حين يَكتملُ

سَتمطر الأرضُ يَوماً رغم شِحّتِها
ومِن بطونِ المآسي يُولَدُ الأملُ

البردوني

[الحمدان]

طرقت باب الرجاء والناس قد رقدو
وبت أشكو إلى مولاي ما أجد

وقلت يا أملي في كل نائبة
يامن عليه لكشف الضر اعتمد

أشكــو اليك أمورا أنت تعلمـها
مـالي على حملـها صبر ولا جلـد

وقد بسطت يدي بالذل مفتقرا
إليك يا خير من مدت إليه يد

فلا تردناها يارب خائبة
فبحر جودك يروي كل من يرد

آمين

[الحمدان]

العين بعدك لم تنظر الى أحد
والقلب لم يعرف الأشواق لولاك

يا زهرة في فؤادي تبقى ناضرة
ان غبت عن ناظري ماغاب معناك

ما كنت أحسب أن الحب يجذبني
ولا ظننت بأن تغريني عيناك

كيف أنساك وعيني كلما نظرت
نحو السماء رأت آفاق ذكراك

عرفت فيك هوى ما كنت أعرفه
حتى وددت ولو في النوم ألقاك

....

[الحمدان]

وما سُرَّ قلبي مُذ شَطت بك النوى
أنيسٌ ولا كأسٌ ولا مُتَصَرَّفُ

وما ذقت طعم الماء إِلاَّ وَجَدتهُ
كان ليس بالماء الذي كنتُ أعرفُ

ولم أشهد اللذات إلاَّ تكلُّفاً
وأيّ سرورٍ يقتضيهِ التكلّفُ

....

[الحمدان]

يا نهْرُّ أينَّ مَضى الزمَانُ بأنسهِ
والمُترعُ المَعسولُ مِن كاساتهِ

قبلاتهُ في ضفَتيكَ صَريعةٌ
أفَهل حَفِظتَ لهُ صَدى قُبلاتهِ

السياب

[الحمدان]

أتَعْلَمُ أمْ أنتَ لا تَعْلَمُ
بأنَّ جِراحَ الضحايا فمُ

فَمٌّ ليس كالمَدعي قولةً
وليس كآخَرَ يَسترحِم

يصيحُ على المُدْقِعينَ الجياع
أريقوا دماءكُمُ تُطعَموا

ويهْتِفُ بالنَّفَر المُهطِعين
أهينِوا لِئامكمُ تُكْرمَوا

أتعلَمُ أنَّ رِقابَ الطُغاة
أثقَلَها الغُنْمُ والمأثَم

وأنّ بطونَ العُتاةِ التي
مِن السُحتِ تَهضِمُ ما تهضم

الجواهري

[الحمدان]

جاءَتْ مُعَذِّبَتِي فِي غَيْهَبِ الغَسَقِ
كَأنَّهَا الكَوْكَبُ الدُرِيُّ فِي الأُفُقِ

فَقُلْتُ نَوَّرْتِنِي يَا خَيْرَ زَائِرَةٍ
أمَا خَشِيتِ مِنَ الحُرَّاسِ فِي الطُّرُقِ

فَجَاوَبَتْنِي وَ دَمْعُ العَيْنِ يَسْبِقُهَا
مَنْ يَرْكَبِ البَحْرَ لا يَخْشَى مِنَ الغَرَقِ

لسان الدين بن الخطيب

[الحمدان]

ويخــبرني المساء بكــلّ حبٍّ
بأن ألْقي السّلام على الرّفــاقِ

وأنْثـر في دروب الودّ شوْقـاً
فأجني بعدهـا صفْـو الوفاق

....

[الحمدان]

كالخيلِ يمنعُنا الشّمُوخُ شِكايةً
و تئِنُ من خلف الضلوعِ جروحُ

كم دمعةٍ لم تدرِ عنها أعينٌ
و نزيفها شهدتْ عليهِ الروحُ

المتنبي

[الحمدان]

كَم قَد كَتَمتُ هَواكُم لا أَبوحُ بِهِ
وَالأَمرُ يَظهَرُ وَالأَخبارُ تَنتَقِلُ

وَبِتُّ أُخفي أَنيني وَالحَنينَ بِكُم
تَوَهُّمًا أَنَّ ذاكَ الجُرحَ يَندَمِلُ

كَيفَ السَبيلُ إِلى إِخفاءِ حُبِّكُمُ
وَالقَلبُ مُنقَلِبٌ وَالعَقلُ مُعتَقَلُ

المتنبي

[الحمدان]

أحْنُو عَلَيكِ وفي فؤادي لَوْعَةٌ
وأصُدّ عَنكِ وَوَجهُ وِدّي مُقبِلُ

وأعِزُّ ثُمّ أذِلُّ ذِلّةَ عَاشِقٍ
والحُبّ فِيهِ تَعَزّزُ وَتَذَلّلُ

البحتري

[الحمدان]

ليسَ الحَبيبُ بِمَن يَأتيكَ في رَغَدٍ
‏إنَّ الحَبيبَ هوَ المَشهودُ في المِحَن

‏وَأعظَمُ الحُبِّ ما يَأتي بِلا سَبَبٍ
‏وَلا يُبَدَّلُ في سِرٍّ وَلا عَلَنِ

المتنبي

[الحمدان]

وأنا أُحبُّك دُون أيِّ تَحفظٍ
واعِيشُ فيك ولادتي ودماري

إنّي اقتَرفتُك عامِداً مُتَعمِّداً
إنْ كُنت عاراً يا لروعةِ عارِي

نزار قباني

[الحمدان]

إنِّي وَقَفتُ بِبَابِ الدَّارِ أسألُهَا
‏عَنِ الحَبِيبِ الذِي قَد ڪَانَ لِي فِيهَا

‏فَمَا وَجَدتُ بِهَا طَيفَاً يُڪَلِّمُنِي
‏سِوَىٰ نواحِ حَمَامٍ فِي أعَالِيهَا

‏يَا دَارُ أينَ أحِبَّائِي لَقَد رَحَلُوا
‏وَيَا تُرَىٰ أيَّ أرضٍ خَيَّمُوا فِيهَا

....

[الحمدان]

نرسم الأحلام في هيئة مطر
والنوايا طاهره رغم الأنين

كانت الدنيا عباره عن صور
التقطناها على مرّ السنين

....

[الحمدان]

ليلى بربك هل تنسى مودتنا
والروض شاهدنا نمشى يداً بيدِ

والورد مبتهل من حولنا طربا
يرنو لعينيك لا للبلبل الغردِ

هلا عطفت على صب يذوب جوى
أراق صدك فيه قدرة الجّلدِ

وجدت حبك عذابا يستطاب به
وكنت قبلك لم اظفر ولم أجدِ

هلا نسيت الذي بالأمس قلت به
من رام وصلا بليلى مات بالكمدِ

سيكتبون غدا عنا مقولتهم
تعيش من ذمة التاريخ للأبدِ

عنوانها ما يثير النفس من عجبٍ
الظبي مُّتهمٌ في مقتل الأسدِ

....

[الحمدان]

يا قاطعين حبال الوصل مذ رحلوا
قطعتم بسيوف الهجر أوصالي

الله يشهد أني بَعدَ فُرقَتِكُم
مَا بَينَ مُحترقٍ بِالنَّار أَو صالِ

إِن كانَ يوسفُ أَوصَى بِالجَمالِ لكُم
يَعقوبُ والِدُه بالحزنِ أَوصى لِي

....

[الحمدان]

أَنيري مَكانَ البَدرِ إِن أَفَلَ البَدرُ
وَقومي مَقامَ الشَمسِ ما اِستَأخَرَ الفَجرُ

فَفيكِ مِنَ الشَمسِ المُنيرَةِ ضَوءُها
وَلَيسَ لَها مِنكِ التَبَسُّمُ وَالثَغرُ

بَلى لَكِ نورُ الشَمسِ وَالبَدرُ كُلُّهُ
وَلا حَمَلَت عَينَيكِ شَمسٌ وَلا بَدرُ

لَكِ الشَرقَةُ اللَألاءُ وَالبَدرُ طالِعٌ
وَلَيسَ لَها مِنكِ التَرائِبُ وَالنَحرُ

وَمِن أَينَ لِلشَمسِ المُنيرَةِ بِالضُحى
بِمَكحولَةِ العَينَينِ في طَرفِها فَترُ

وَأَنّى لَها مَن دَلَّ لَيلى إِذا اِنثَنَت
بِعَينَي مَهاةِ الرَملِ قَد مَسَّها الذُعرُ

....

[الحمدان]

ويلهبني شوقٌ إذا جنَّ الدُّجَى
ويزيدَني نفحُ الحنينِ تكتُّما

فأفرُّ من بعضي لبعضِها لعلني
أجدُ الشفاءَ بلمحِ طيفِها ربما

....

[الحمدان]

ومن حرفي أغَارُ إذا ذُكِرتِ
كأنّك من كلامي قد ظهرتِ

أغارُ إذا رأيتُك من عيوني
ومن قلبي أما فيه سكنتِ

إذا ما مرّ وجهكِ في خيالي
كأنّك في دِمائي قد مررتِ

أكاد اذا ذكرتك ِ بين نفسي
أعانقُ من لظى الأشواق صمتي

أراكِ بكلِّ ثانية ٍ بروحي
فلا واللهِ عنّي ما رحلتِ

فلو نادوا لقيسٍ قلتُ إنّي
وليلاه الحبيبة لالتفتِّ

فلولا كنتِ أُنْثى كنتِ وَرْدا ً
ولولا كان وردٌ كنتِ أنتِ

....

[الحمدان]

و‌‎ضممتُها ضمَّ الرؤومِ لـِطفلِها
وهمستُ رفقًا لستُ أقوى أدمعكْ

لا تخشَ يا نورَ الفؤادِ ونبضهِ
أضغاثُ أحلامٍ تؤرقُ مضجعَكْ

أتُرانِي يومًا قد أسيرُ لوجهةٍ
غيرَ المسيرِ إلى حنايا أضلُعكْ

أتراهُ قلبي قد يرومُ لموطِنٍ
إلا بحُبٍ نحو قلبكَ قد سلكْ

....

[الحمدان]

يا نبضة بالقلب تحرق أضلعي
إني عليل فى الهوى وسقيمُ

يا مقلة بالعين يجرى نبعها
ما بال فيضُكِ بالدموعِ كريم

ضم بحار الشوق حتى نلتقي
إني غريق فى هواكِ مليمُ

ولتفتح القلب أغزو ملكه
إني حفيظ فى الغرام عليمُ

....

[الحمدان]

ياغائبا عني إليك ملامتي
فيما الغياب وانت تعلم ما بيا

عيني تناظر في عقارب ساعتي
والعقل يشغل في ظنونه باليا

والقلب في مرآك يُسرع نبضه
والمر يصبح في حضورك حاليا

....

[الحمدان]

لا تنتقد خجلي الشـديد فإنني
بسيطةٌ جداً وأنت خبيرُ

يا سيد الكلماتِ هبني فرصةً
حتى يذاكر دروســه العصفورُ

خذني بكل بساطتي وطفولتي
أنا لم أزل أصبـــو وأنت كبيــــرُ

أنا لا أفرّق بين أنفي أو فمي
في حين أنتَ على النساء قديرُ

من أين تأتى بالفصاحة كلهـــا
وأنا يموت على فمي التعبيــرُ

أنا في الهوى لا حولَ لي أو قوةً
إن المحبّ بطبعـــه مكســــورُ

إني نسيت جميع ما علمتَّني
في الحبِّ فاغفر لي وأنت غفورُ

يا واضعَ التاريخِ تحت ســريرهِ
يا أيها المتشاوفُ المغـــرورُ

يا هادئ الأعصاب إنك ثابتٌ
وأنا على ذاتي أدورُ أدورُ

الأرض تحتي دائماً محروقةٌ
والأرض تحتك مخمل وحريرُ

فرقٌ كبيرٌ بيننا يا سيدي
فأنا محافظـــةٌ وأنت جســـورُ

وأنا مقيّدةٌ وأنت تطيـــــرُ
وأنا محــجّبةٌ وأنت بصيــــرُ

فرقٌ كبيرٌ بيننا يا سيدي
فأنا الحضارةُ والطغاةُ ذكورُ

الشيخه سعاد الصباح

[الحمدان]

أسكنت أحلامي زجاجات الرضا
أودعتها بحر الدعاء فأبحرت

إن شاء ربي أن تعود لضفتي
أو ربما هي خيرة إن غادرت

....

[الحمدان]

يا أيّها العمرُ السريعُ خذلتني
ووضعتَ أحمالاً على أحمالي

خذني إلى عمر الصغار لأنني
لم أنتهِ من ضحكةِ الأطفال

خُذني إلى عُمْرِ الصّغارِ لعلّني
إنْ ما بكيتُ تضُمّني الألعابُ

في لحظةِ الخوفِ البريئة أرتمي
إنْ ضاع منّي دفترٌ وكتابُ

في قطعةِ الحلوى نسيتُ قضيّتي
أقصى الأماني ملعبٌ وترابُ

أغفو فلا شيءٌ يؤرقُ خاطري
والقلبُ صفْوٌ إذ خلاهُ عتابُ

خُذني إلى عمر الصغار فإنّني
لي بينهم مستودعٌ ومآبُ

....

[الحمدان]

بعيدٌ رغمَ أنَّك في فؤادِي
وأبحثُ عنكَ حتَّى فِي رُقادي

ويزدادُ الحنينُ إليكَ دوماً
كمغتربٍ نفوهُ عنِ البلادِ

تلوحُ لناظرِى بينَ المرَايا
فليتَ الطَّيفَ يُمسكُ بالأيادِي

يُنادي القلبُ طيفكَ لا يُبالِ
فحتَّى الطَّيفَ مثلكَ في العنادِ

أقولُ: أيا فؤادِي كفَّ عنهُ
فهذَا طيفهُ فلمَ تُنَادِي

ولكنِّي أذوبُ عليهِ حزنًا
وأبكِي الذِّكرياتِ على انفرادِ

وتسكنُ مقلتِي ويسيلُ دمعِي
وأهجرُ صحبتِي ويقلُّ زادِي


....

[الحمدان]

‏غازلتُها فازدادَ شِعْرِي رِقّةً
‏وتوجّهت كُلُّ القصائدِ نَحْوَها

‏عربيةٌ زانَ القصيدُ بِذِكْرها
‏فكأنها وزنُ البيوتِ ونَحْوُها

....

[الحمدان]

كان لابد من الفناء كي ألقاك
والظمأ عن كل الناس كي أرتوي بك

جلال الدين الرومي

[الحمدان]

البن في عينك يغلب قهوتي
لا تحرميني لذة الفنجان

عربية تلك العيون أليمة
جمعت مذاق البن والهذيان

ويطول ليلي والعيون تروح بي
ما بين سحر العين والإدمان

....

[الحمدان]

هل يعلم المحبوب ان قلوبنا
تهفو اليه وتستلذ رؤياه

وبأننا في شوقنا وودادنا
نتصنع الأسباب كي نلقاه

....

[الحمدان]

سكين غدرك في الحشى تتربعُ
سلمت يداك بقدر ما أتوجعُ

حذّرتُ قلبي من هواكَ وناره
لكن قلبي لايرى أو يسمعُ

....

[الحمدان]

يكفِيك عزفٌ على أَوتارِ أَشواقي
ما أُتعب الحُب في هجرٍ وإحراقِ

بعثرت في داخلي ميناءُ قافيتي
ففاضَ شَعرِي مُحيطاتٍ بِأَعماقي

منعت عني وصالًا جِئتُ أَطلبُهُ
ما نفع غُصنٍ بِلا زهرٍ وأوراقِ

الحبُ يسمُو إِذا تسمو مقاصِدهُ
حتى يدّون في عَهدٍ وميثاقِ

أَين العهودُ التي كُنا نُرددِها
قد كنتُ أَحسُبُهَا دِيني وَأَخلاقِي

مَنْ شَرَّعَ الهجر مَنْ أَرسَى قواعِدهُ
دستورهُ صيغَ مِنْ آلَامِ عُشاقِ

حاولتُ أَخفاءَ هذا الحُب مِنْ زَمَنٍ
لكن تأْثيرهُ في داخلي باقِ

سهران والقلبُ يشكُو اللَّيلَ مِنْ أَرَقٍ
داءُ الصبابة داء ما لهُ راقِ

مَنْ ابتَغى وصلنا نأتيهِ في لهفٍ
نسقيه عشرتُنا مِنْ شهدنا الراقي

....

[الحمدان]

مازلت احلم ان اعانق وجهه
والعين من ذكراه شوقا تدمع

الله ما اقوى اشتياقه ذلني
وسهامه برسم جرحي تبدع

يا قلب قد ضاقت عليك الاضلع
بين الجراح جعلتنا نتسكع

....

[الحمدان]

بعيــدٌ رغــمَ أنَّـــك فـي فــــؤادِي
وأبحـثُ عنـكَ حتَّى فـي رُقــادي

ويـــزدادُ الحنيـــنُ إليـكَ دومًـــا
كمغتـــربٍ نفـــوهُ عــنِ البــــلادِ

تلـــوحُ لناظــرِي بيـــنَ المرايـــا
فليــتَ الطَّيـفَ يُمسـكُ بالايـادِي

يُنـادي القلـبَ طيفـكَ لا يُبالــي
فحتَّى الطَّيف مثلكَ في العنـادِ

أقــولُ أيــا فــؤادي كُــفَّ عنـهُ
فهَـــذا طيفُـــهُ فلـــــمَ تُنــــادي

ولكنِّـــي أذوبُ عليـــهِ حُزنًــــا
وأبكـي الذِّكرياتِ علـى انـفرادِ

وتَسكنُ مُقلتي ويَسيلُ دَمعـي
وأهجـرُ صُحبتِـي ويَقِـلُّ زادي

شغلتَ القلبَ في نومٍ وصحوٍ
سكنــتَ الــرُّوحَ رغـمَ الابتعادِ

....

[الحمدان]

ولمَّا تلاقينا على سَفح رَامةٍ
وَجدتُ بنان العَامرية أحمرا

فقلت خضبتِ الكف على فراقنا
قَالت مَعاذ الله ذَلك مَا جرى

ولكنني لمّا وجدتُكَ راحِلًا
بكيتُ دمًا حتى بللتُ به الثرى

مسحتُ بأطرافِ البنانِ مدامعي
فصارَ خِضابًا في اليدين كما ترى

قيس بن الملوح

[الحمدان]

ما كنتُ أُشعلُ زيفًا من دمي الورقا
لكنّه القهر مسَّ القلب فاحترقا

أو كنتُ أحبسُ كفِّي في أساوره
لكنَّ كفِّي من الاغلال ما عُتِقا

ما زلتُ منْ صخب الطوفان أسرِقُني
والشـِّـعرُ كالحربِ منه الحُبّ قد سـُـرِقا

أقسمت بالله أن لا تنحني وطني
لكنَّ عجزي أناخَ السيفَ والعُنقا

ألجمتُ بالصبر آهاتي ومحبرتي
والموت غشَّى ثغور الأرض والطرقا

في حفلة الحرب صاح الجمع وانطلقوا
وسائق الموت ضمَّ الأهل وانطلقا

مثل البراق تماهوا في نواظرنا
والدمع بلَّل جفنَ الصبح والغسقا

حسبي من الشعر أحلامٌ أشيِّعها
للتائهين نشيجًا صغتهُ ألقا

وما سئمتُ وما هزَّ الأسى قلمي
لكنَّه القهر مسَّ القلب فاحترقا

....

[الحمدان]

جِئنا نُؤدِّي دَورَنا ونُغادِرُ
والكُلُّ لو طالَ الزَّمانُ مُسافرُ

لا شَيءَ يَبقى غَير ذِكرٍ طَيِّبٍ
تُحكى به بَعدَ الرَّحيلِ مَآثرُ

تاريخُ عُمرِك أنت مَن يُعنى به
إن شِئت فاجعَل مَن يراهُ يُفاخِرُ

....

[الحمدان]

يا سائلي عن حال قلبٍ مُتعبٍ
بالوجدِ يحيا والحنينِ يُنزفُ

إن التصوفَ في الهوى مذهبُ الهوى
يسمو به العشاقُ لا يتكلّفوا

فالعاشقُ المذبوحُ إن ذُكر الحمى
تجلى له وجهُ الحبيبِ فهُتفوا

يسري إليه النورُ من أعماقهِ
ويذوبُ لا ريحٌ ولا هو يعصفُ

قد باتَ يسكُنُ بين بينَ أضلعِهِ
سرٌ إذا ما بانَ ما عادَ يُخفى

فدعوا التصوفَ للعقولِ الحائرة
أما الهوى فجنونُ من يتصوّف

....

[الحمدان]

ما بالُ قَلبِكَ يا مَجنونُ قَد خُلِعا
في حُبِ مَن لا تَرى في نَيلِهِ طَمَعا

الحُبُّ وَالوُدُّ نِيطا بِالفُؤادِ لَها
فَأَصبَحا في فُؤادي ثابِتَينِ مَعا

طوبى لِمَن أَنتِ في الدُنيا قَرينَتُهُ
لَقَد نَفى اللَهُ عَنهُ الهَمَّ وَالجَزَعا

أَدعو إِلى هَجرِها قَلبي فَيَتبَعُني
حَتّى إِذا قُلتُ هَذا صادِقٌ نَزَعا

لا أَستَطيعُ نُزوعاً عَن مَوَدَّتِها
وَيَصنَعُ الحُبُّ بي فَوقَ الَّذي صَنَعا

وَزادَني كَلَفاً في الحُبِّ أَن مُنِعَت
أَحَبُّ شَيءٍ إِلى الإِنسانِ ما مُنِعا

....

[الحمدان]

ما زلتُ في شرفةِ الأيامِ مُرتقباً
حُلماً فرشتُ له قلبي رياحينا

أرنو ويأسيَ من حولي يحاصرني
حِيناً وأشدو بفألي باسماً حينا

وما سمعتُ بداعٍ يرتجي أمَلا
إلاّ بكيتُ وقال القلبُ : آمينا

فليتَ شِعري متى حُلمي أعانقهُ
لتزهرَ الرُّوحُ بالأفراحِ نسرينا

....

[الحمدان]

أَيَحِقُّ لي في غَيرِها الغَزلُ
وَعَلى فَمي مِن قَلبِها قُبَلُ

وَ كَأَنَّني في عَينِها لَهَبٌ
بِفُؤادِها الوَلهانِ مُتَّصِلُ

يَبدو رَماداً حينَ تَلحَظُنا
عينٌ وَحينَ تَغيبُ يَشتَعِلُ

يا خَيرَ مَن حَنَّت لَها مُهَجٌ
وَأَحبَّ مَن غَزَلَت لَها مُقَلُ

أَفرَغتِ عِطرَكِ في دَمي فَعَلى
شِعري عَبيرٌ مِنكِ مُنهَمِلُ

لَولاكِ جفَّ الشِعرُ في كَبِدي
وَحييتُ لا حبٌّ وَلا أَمَلُ

....

[الحمدان]

الحُبُّ ما مَنَعَ الكَلامَ الأَلسُنا
وَأَلَذُّ شَكوى عاشِقٍ ما أَعلَنا

المتنبي

[الحمدان]

أرأيتَ حيّاً ميتاً متماسكاً
متفائلاً وله الأماني قوتُ

علمٌ أنا والريح باست هامتي
من باركته الريح كيف يموتُ

كريم العراقي

[الحمدان]

فهل تلد النور أحلامنا
كما يلد الزهرة البرعمُ

لنا موعدٌ نحن نسعى إليه
ويعتاقُنا جرحنا المؤلمُ

عبدالله البردوني

[الحمدان]

لا تُشرقُ الروحُ إلا من دُجى ألَمٍ
هل تُزهرُ الأرضُ إلّا إنْ بكى المَطَرُ

جلال الدين الرومي

[الحمدان]

الغائبان: أنا وأنتِ
أَنا وأنتِ الغائبانْ

زوجا يمام أَبيضانْ
يَتَسامران على غُصون السنديانْ

لا حُبَّ، لكني أُحبُّ قصائدَ
الحبّ القديمةَ, تحرسُ
القَمَرَ المريضَ من الدخانْ

كرُّ وفرٌّ، كالكَمَنْجَةِ في الرباعيّاتِ
أَنْأَى عن زماني حين أَدنو
من تضاريس المكانْ...

لم يَبْقَ في اللغة الحديثِة هامشٌ
للاحتفاء بما نحبُّ
فكُلُّ ما سيكونُ... كانْ

درويش

[الحمدان]

كأنَّ الليلَ يوشي الحلمَ همساً
ويُغزلُ من شذاكِ هوىً خِتامِ

تراودني رؤاكِ مع الظلامِ
فتوقظُ في فؤادي ألفَ عامِ

تسللتِ الطيوفُ بلا استئذانِ
وأيقظتِ المواجعَ في هيامِ

أراكِ وكلُّ ما في البعدِ يُخفى
يعودُ إليَّ ينبضُ في انسجامِ

وعينُكِ يا سُهادَ القلبِ نورٌ
يُضيءُ الليلَ في صمتِ الرُّخامِ

تمرُّ سنينُ عمري دونَ صوتٍ
ويصرخُ داخلي صوتُ الغرامِ

أحنُّ إليكِ إن مرّت نسائمْ
كأنكِ لم تريحي في المرامِ

رأيتكِ، ثم أيقظني اشتياقي
فأوقدَ في دمي نارَ السقامِ

صحوتُ ولستُ أنسى طيفَ وجهٍ
سقاني الهمَّ من كأسِ السقامِ

عبثتُ بدخنةِ التبغِ المُدَامى
ولا التبغُ المراقُ ولا المدامِ

بدَّدتُ الحزنَ لكنّي وجدتكِ
تسيلينَ الأسى في كلِّ نامِ

وأخشى أن تكوني في عذابٍ
ويبكيني عليكِ بلا كلامِ

يا عُرافينَ هل في الحلمِ سرٌ
أم أنَّ قلبِي يغرقُ في الظلامِ

تفسيرٌ يُريحُ القلبَ ويُطفئُ
شُعلةَ الوجدِ في حيرةِ الأيامِ

لماذا جئتِ في حلمي فجاءت
جراحُ القلبِ ترفلُ في احتدامِ

أما كنتِ اختفيتِ عن الليالي
كغيمٍ ضاعَ في طرفِ الغمامِ

أما ملَّت خطاكِ دربَ روحي
أما ضاقت عيونُكِ من هيامي

أتيتِ الآنَ بعدَ الصبرِ دهرًا
تُعيدينَ البكاءَ إلى ابتسامي

فعودي لو على هيئة خيالٍ
فأجملُ ما نعيشُ هو المنامِ

ففي الأحلامِ تلقانا الليالي
وتُصلَح ما تهدَّمَ من نظامِ

ثم صمت الأمانُ في كفي
وتلاشى العمرُ في خيوطِ الظلامِ

أحقًا كنتِ سرابًا في طريقٍ
أم كانت الأقدار تُراهنُ بيامي

غدًا سأعلمُ ما كان من رؤيا
لكنني أُدركُ أنَّكِ الحُسامِ

....

[الحمدان]

يا أنتِ يا لحن الحنينِ ورجعِهَ
في صمتِ ليلٍ قد تهادى مُتعَبا

أهواكِ حتى إنْ نَسيتُ ملامحي
ونسيتُ أيامَ التمردِ والصِبا

يا وردة القى الغروبُ جمالها
شالًا على كتِفِ المدائنِ والربى

وكتبتُ فيكِ الشعر حتى دمعتي
أجْرت على بحرِ القوافي مركِبا

يا قِبلَةُ الكلماتِ فجر بيانِها
سكَبَ البلاغةَ في العيونِ وذوبا

وتعبتُ من صبرٍ يعانق وحشتــي
وأبت دروبُ فراقنا أن تتعبا

أبني لأجلكِ من حنيني سلّما
وأصعد الأشواقَ نجما مُعجَبــا

لا تسألي كم مرةً مر الهــوى
فالقلبُ بيتكِ والفؤاد لكِ خبا

يا منبَع الأملِ المبللِ بالندى
أجريتِ عِشقكِ في عروقي مذهَبا

يا نجمة نامت على كتِفِ المدى
واستيقظت مِن بعدِ عمرٍ كوكبا

في كُلّ دربٍ من دروبي قصة
أحلى مِنَ الماءِ الفراتِ وأعذبا

وسلَبت من عينيكِ كحلَ قصيدتي
وزرعتُ حرفا في الجفونِ مذهبا

إن كُنتِ ديرا للغرام و معبدا
صيرت قلبي ناسكًا مترهبا

ما زالَ وعدكِ في فؤادي غيمَة
تلقي على عطشِ الحنينِ سحائبا

من أيّ ليلٍ جئتِ أيّ حكاية
أسمى منَ الحلمِ البهيّ وأرحبا

....

[الحمدان]

ما كنتَ لي هدفاً أسعى لأبلغةُ
‏بل كنت لي وطناً يا كلّ أهدافي
‏
‏نما هواكَ بقلبي قَمح سنبلةٍ
‏وصار يكثرُ حتى صارَ أضعافي

....

[الحمدان]

‏قالتْ تألمتَ والدنيا قد ابتهَجَتْ
فقلتُ كيف سأنسى نار آلامي

كنَّا معاً ونعيمُ الحب يجمعنا
واليوم قد أظْلَمَتْ بالبُعْدِ أيامي

وأيُّ عامٍ أتاني لستِ فيه معي
ما كنتُ أحسبهُ من ضمن أعوامي

....

[الحمدان]

يا رجفـة َ الشوق يا تاريخَ أوردتي
يا رعشـة َ العشق ِ يا دائي وترياقي

أبحرت فوق بحار العشق ِ محتسباً
لـكـن ْ بـبـحرك طاب اليوم َ إغراقي

أنـا الأسـيـرُ ببـاب ِ هـواك مِن زمن ٍ
ولستُ أسعى لإطـلاقي وإعـتـاقـي

....

[الحمدان]

إِقرَأ سَلامي عَلى مَن لا أُسَمّيهِ
وَمَن بِروحي مِنَ الأَسواءِ أَفديهِ

وَمَن أُعَرِّضُ عَنهُ حينَ أَذكُرُهُ
فَإِن ذَكَرتُ سِواهُ كُنتُ أَعنيهِ

أَشِر بِذِكرِيَ في ضِمنِ الحَديثِ لَهُ
إِنَّ الإِشارَةَ في مَعنايَ تَكفيهِ

وَاِسأَلهُ إِن كانَ يُرضيهِ ضَنى جَسَدي
فَحَبَّذا كُلَّ شَيءٍ كانَ يُرضيهِ

فَلَيتَ عَينَ حَبيبي في البُعادِ تَرى
حالي وَما بِيَ مِن ضُرٍّ أُقاسيهِ

....

[الحمدان]

تعال نتبادل الادوار قليلاً
أنتَ تنتظر ..
وأنا لا أعود
لم تأتِ. قُلْتُ: ولنْ...إذاً
سأعيد ترتيب المساء بما يليق بخيبتي
وغيابها:
أطفـأتُ نار شموعها،
أشعلتُ نور الكهرباء ،
شربتُ كأس نبيذها وكسرتُهُ،
أَبدلتُ موسيقى الكمنجات السريعةِ
بالأغاني الفارسيّة.
قلت: لن تأتي. سأنضو رَبْطَةَ
العنق الأنيقة [هكذا أرتاح أكثر]
أرتدي بيجامة زرقاء. أمشي حافياً
لو شئتُ. أجلس بارتخاءِ القُرْفُصاءِ
على أريكتها، فأنساها
وأنسى كل أشياء الغياب/
أعَدْتُ ما أعددتُ من أدوات حفلتنا
إلى أدراجها. وفتحتُ كُلّ نوافذي وستائري.
لا سرّ في جسدي أمام الليل إلاّ
ما انتظرتُ وما خسرتُ...
سخرتُ من هَوَسي بتنظيف الهواء لأجلها
[عطرته برذاذ ماء الورد والليمون]
لن تأتي... سأنقل نَبْتَةَ الأوركيدِ
من جهة اليمين إلى اليسار لكي أعاقبها
على نسيانها...
غَطّيتُ مرآة الجدار بمعطفٍ كي لا أَرى
إشعاع صورتها... فأندم/
قلتُ: أنسى ما اقتَبَسْتُ لها
من الغَزَل القديم، لأنها لا تستحقُّ
قصيدةً حتى ولو مسروقةً...
ونسيتُها، وأكلتُ وجبتي السّريعةَ واقفاً
وقرأتُ فصلاً من كتابٍ مدرسيّ
عن كواكبنا البعيدةْ
وكتبت، كي أنسى إساءتها، قصيدة
هذي القصيدةْ!

محمود درويش

[الحمدان]

يا زهرتي قد متُّ يا زهرتي
آهٍ على مَن يَعشق الأقحوان

السيّاب

[الحمدان]

وَفي الوادي عَلى الأَغصانِ طَيرٌ
يَنوحُ وَنَوحُهُ في الجَوِّ عالي

فَقُلتُ لَهُ وَقَد أَبدى نَحيب
دَعِ الشَكوى فَحالُكَ غَيرُ حالي

أَنا دَمعي يَفيضُ وَأَنتَ باكٍ
بِلا دَمعٍ فَذاكَ بُكاءُ سالي

لَحى اللَهُ الفِراقَ وَلا رَعاهُ
فَكَم قَد شَكَّ قَلبي بِالنِبالِ

أُقاتِلُ كُلَّ جَبّارٍ عَنيدٍ
وَيَقتُلني الفِراقُ بِلا قِتالِ

عنترة بن شداد

[الحمدان]

‌‎ما عاد يحملني الحنين فإنني
أمسيت من بعد الفراق عليلا

قلبي على كفي وهبتكَ نبضهُ
ما كنتُ بالنبضِ البريء بخيلا

لو كنتَ تسمعُ صوتهُ لرحمتهُ
إن المُتيّم لا يعيش طويلا

خذ ما تشاء وعُد إلي فإنني
سأذوب حزناً إن رأيتَ بديلا

....

[الحمدان]

أمَا وخَيالٍ في المَنامِ يزورُ
وإنْ كان عنْدي أنّ ذلكَ زُورُ

لقدْ ضِقْتُ ذرْعاً بالنّوى بعْدَ بُعْدِكُمْ
على أنّني للنّائِباتِ صَبورُ

أدافِعُ منْ شوْقي ووجْدي كَتائِباً
يُزلْزَلُ رضْوَى عنْدَها وثَبيرُ

سَراباً إذا ما اللّيلُ مدَّ رِواقَهُ
على ساحةِ الصّبْرِ الجَميلِ تُغيرُ

بَرى جسَدي فيكُمْ غَرامٌ ولوْعَةٌ
إذا سكَنَ الليْلُ البَهيمُ تَثورُ

فلوْلا أنيني ما اهْتَدى نحْوَ مضْجَعي
خَيالُكُمُ باللّيلِ حينَ تَزورُ

ولوْ شِئْتُ في طيِّ الكِتابِ لزُرْتُكُمْ
ولمْ تدْرِ عنّي أحْرُفٌ وسُطورُ

تذكّرْتُ عهْداً طالَ بعْدَ انْصِرامِهِ
عليْهِ الأسى وانجابَ وهْوَ قصيرُ

عُهودُ مُنىً غصَّ الزّمانُ بحُسْنها
فغارَ عليْها والزّمانُ غَيورُ

فَها أنا أسْتَقْري الرّياحَ إذا سرَتْ
ليُخْبِرَني بالظّاعِنينَ خَبيرُ

وإنْ خطّ وجْدي منْ دُموعي رِسالَةً
على صفْحِ خدّي فالنّسيمُ سَفيرُ

فَيا رحلةَ الصّيْفِ التي بجوانِحي
لَها لهَبٌ لا ينْقَضي وسَعيرُ

أحوِّلُ منْكِ الشّهْرَ حوْلاً على الوَرى
وأصْبَحَتِ الأيّامُ وهْيَ شُهورُ

جَنَيْتُ النّوى لا عنْ مَلالٍ ولا قِلىً
فمِثْلي بمَوْصولِ المَلامِ جَديرُ

وجرّدْتُ عنّي لِبسَة الوصْلِ طائِعاً
وكمْ شَرِقِ بالماءِ وهوَ نَميرُ

أأحْمَدُ إنْ جلَّ الذي بي مِن الجَوى
وأصبَحْتُ ما لي في هَواكَ نصيرُ

فلَسْتُ منَ اللّطْفِ الخَفيّ بيائِسٍ
فكمْ منْ بُكاءٍ كانَ عنْهُ سُرورُ

وإنّ الذي بالبُعْدِ أجْرى قضاءَهُ
على جمْعِ شمْلي كيفَ شاءَ قَديرُ

فتُدْرَكُ آمالٌ وتُقْضى مآرِبٌ
لديّ وتُشْفى باللّقاءِ صُدورُ

....

[الحمدان]

ولمحتُ طيفكِ خلفَ أستارِ السحَر
وكأنهُ قمرٌ من الخجَلِ استتَر

والشوقُ في جنبيَّ رعدٌ بارقٌ
هزّ الفؤادَ ففاضَ حباً وانهمرْ

فتلاقت الأرواحُ بعد شتاتِها
وحنَا علينا العُمرُ وابتسمَ القدَر

وضَمَمْتُ حُبكِ في السماءِ كأنني
تلكَ الغيومُ وأنتِ زخّاتُ المطرْ

....

[الحمدان]

وما هاجَ هذا الشَّوقَ غيرُ حمامةٍ
دعَت ساقَ حُرٍّ في حمامٍ ترنَّما

مُطوَّقةٌ ورقاءُ تسجعُ كُلَّما
دنا الصَّيفُ وانجالَ الرَّبيعُ فأنجما

تحتُّ على ساقٍ ضُحَيّاً فَلَم تدَع
لباكيةٍ في شجوها مُتلوَّما

فهاجَ حَمامَ الأيكتينِ نواحُها
كما هَيَّجَت ثكلى على النَّوحِ مَأتَما

عجبتُ لها أنِّى يَكُونُ غِناؤُها
فصيحاً ولم تَفغر بمنطقهَا فَمَا

فلم أرَ محزوناً لهُ مثلُ صوتها
أَحَنَّ وأَحوَى للحَزِينِ وأَكلما

ولم أَرَ مثلِي شَاقَهُ صَوتُ مثلها
ولا عربيّاً شَاقَهُ صَوتُ أَعجَما

....

[الحمدان]

عيناك بحر والجفون شواطئ
والدمع أمواج على خديك

ورمشك الولهان امسى زورقا
ماأجمل الإبحار في عينيك

يدك التي لامستها بيدي
أضحى لهيب النار بين يديك

شوقي يسافر كالغمامة في عجل
ليمطر حبات لؤلؤ على كتفيك

فتوضأي وتعمدي وتطهري
من الرأس حتى أخمص قدميك

ولتحمدي الله على حبي لك
ولتنطقي بالشكر من شفتيك

فأنا عشقتك لامفر من الهوى
وعصمة عشقي مكانها كفيك

....

[الحمدان]

تاهت عيوني في بحور عيونها
وأختار قلبي ان يغوص فيغرق

أواه من رمش أحاط بعينها
سهم توغل في الوريد فمزق

العين بحر والهيام قوارب
والشرع واجبها بأن تتمزق

حتى اذا ركب الفؤاد هيامه
شاء الأله بأن نغوص فنغرق

....

[الحمدان]

‏حبيب هجرت الخلق طوعا لحبه
ومن أجله أضربت عن ذكرهم صفحا

حتمت على قلبى مراقب بابه
عسى مغلق الأبواب يعقبها فتحا

عفيف الدين التلمساني

[الحمدان]

لي عندكم دين ولكن هل له
من طالبٍ وفؤادي المرهونُ

فكأنني ألـف ولام في الهوى
وكأن مـوعد وصلكم تنـوينُ

....

[الحمدان]

ما كنتُ أعلمُ والضمائرُ تصدقُ
إنّ المسامعَ كالنواظرِ تُعشقُ

حتى سمِعتَ بذكرِكم فهويتكم
وكذاكَ أسبابِ المحبةِ تعلُقُ

ولقد قنعتُ من اللقاءِ بساعةٍ
إن لم يكن لىَ للدوامِ تطرّقُ

قد يُنعشُ العطشانَ بلّةُ ريقِهِ
ويغَصُّ بالماءِ الكثيرِ وَيشرِقُ

فعسى عيوني أن ترى لك سيدي
وجهًا يكادُ الحسنُ فيه ينطِق

....

[الحمدان]

النَفسُ تَبكي عَلى الدُنيا وَقَد عَلِمَت
إنَّ السَلامَةَ فيها تَركُ ما فيها

لا دارٍ لِلمَرءِ بَعدَ الَموتِ يُسكِنها
إلا التي كانَ قَبلَ الموتِ بانيها

فإن بناها بخير طاب مسكنها
وإن بناها بشر خاب بانيها

....

[الحمدان]

وَدَعْتُهَا لفراقٍ فاشْتَكَتْ كَبِدي
إذْ شَبَّكَتْ يَدَهَا من لوعَة ٍ بيدي

وحاذَرَتْ أَعْيُنَ الواشِينَ فانْصرَفَتْ
تغصُّ من غيظها العنَّابَ بالبردِ

فكانَ أَوَّلُ عَهْدِ العَيْن يَوْمَ نَأَتْ
بالدَّمْع آخِرَ عَهْدِ القلْبِ بالجَلَدِ

جسَّ الطبيبُ يدي جهلاً فقلتُ لهُ
إنَّ المحَبَّة َ في قلبي فَخَلِّ يدي

....

[الحمدان]

إِذا لَم تَكُن لِيَ آسِياً أَو مُؤاسِيا
فَلا تَكُ لَوّاماً وَذَرني وَما بِيا

إيليا ابو ماضي

[الحمدان]

لو كان يشكو لاحتضنْتُ همومه
لكنه جَلِدٌ وليس يبوحُ

كم ذا نرى من باسمٍ بوجوهنا
آلامه بين الضلوع تنوحُ

....

[الحمدان]

مَللتَ هوايَ أم أخْلَفتَ وَعْدا
وخُنتَ مَحبّتي وَنقضْتَ عَهْدا

يعزُّ عليَّ أنكَ لا تُبالي
بقلبٍ في غَرامكَ ذابَ وَجْدا

تمُرُّ رَسائلي من دونِ رَدٍّ
تُلاقي منكَ نُكراناً وَصدّا

وإنْ أرْسلْتَ حَرفاً لي أراهُ
على جيدي مَكانَ العقْدِ عِقدا

ومالكَ كلّما أزدادُ قُرباً
تجُرُّ خُطاكَ كي تزدادَ بُعدا

فأينَ غَدا هواكَ وكُنتُ أَلقى
بثَورةِ شَوقهِ برقاً ورَعْدا

لسيفِ الهجرِ يا أسَفي وَناري
جَعلْتَ فُؤادَ مَنْ تهواكَ غِمْدا

لمنْ أشكو جَفاكَ وأنتَ عُمري
لمنْ أشْكوكَ يا جُرحاً تنَدّى

يَعيشُ هَواكَ في رُوحي وَلكنْ
إذا مسَّ الكرامةَ بيْ سيُرْدى

فلنْ أرْضى المَذلّةَ لو حياتي
ترى بهواكَ فردوساً وَخُلْدا

فخُذْ منّي الكلامَ على يقينٍ
وقد أضْنيتَني هَجْراً وجُهْدا

سَأكسِرُ كلّ قُضبانِ اشتياقي
وأحْرقُ سجْنكَ المَجنون عَمْدا

وأخرجُ نحو نور الفجر أعْدو
وأزرعُ فوق خدّ الشمسِ ورْدا

فيا هَجْرَ الذي تفديهِ رُوحي
سَلاماً كُنْ على قَلبي وبَرْدا

....

[الحمدان]

بغداد جئتك كالسفينة متعبا
اخفي جراحاتي وراء ثيابي

بغداد عشت الحسن في الوانه
لكن حسنك لم يكن بحسابي

ماذا ساكتب عنك يا فيروزتي
هواك لا يكفيه الف كتاب

قبل اللقاء الحلو كنت حبيبتي
وحبيبتي تبقين بعد ذهابي

نزار قباني

[الحمدان]

النورُ أنتِ وغيرُكِ الظَّلْماءُ
‏فتبسمي كي تُشرق الأضواءُ

‏جفَّت ينابيعُ الوِصالِ فأمطِري
‏وأسقي الهوى أنتِ السما والماءُ

‏يا آيةً في الحُسنِ ليس كمثلِها
‏خُلُقاً وخَلْقاً في النساء حسناءُ

‏البدرُ أنتِ ومن سِواكِ كواكِبٌ
‏والغيثُ أنتِ ومن سِواكِ غُثاءُ

....

[الحمدان]

إذا بالشيبِ حُلَّت ألفُ حمدٍ
فكنتُ أظنُّ موتي بالغياب ِ

وكنتُ على أقلِّ الظنِّ ظنّي
بأنِّي فاقدٌ حتماً صوابي

هجرت ِفشَابَ قلبي قبلَ شَعري
ولو ظلَّيتِ ما ولّى شبابي

فعودي لاحتضاناتي وعودي
لما أسَّستِ من مُدنِ السَّحابِ

أحبُّكِ والشبَابُ لو التقينَا
سيرجِعُ رغمَ أطنانِ الخَرابِ

....

[الحمدان]

شعر عن الاقصى

قلت يا أقصى سلاما
قال هل عاد صلاح

قلت لا إني حبيب
يرتجي منك السماح

قال والدمع يفيض
هدني طعن الرماح

هدني ظلم اليهود
والثرى أضحى مباح

قدسنا أمست تنادي
صوتها عم البطاح

من تراه سوف يأتي
حاملا ظهر الوشاح

والمآذن في صداها
تشتكي أين رباح

أين هاتيك الليالي
أين عشاق السلاح

كم حلمت فيك تأتي
تمسح عني الجراح

كم حلمت أن تعود
منشدا لحن الكفاح

قلت يا أقصى تمهل
إن في القدس صلاح

إن في القدس رجالا
أبصروا درب الفلاح

إن في القدس يتامى
أنبتوا ريش الجناح

إن في القدس جبالا
راسيات لا تزاح

ايقنوا أن الظلام
سوف يجلوه الصباح

هيا اقصى لننسى
كل ايام النواح

نتبع نهج الرسول
إنه سر النجاح

....

[الحمدان]

ذكّرينا
يا بقايا الأمسِ فينا
آه ما أقسى الحَنينَ
زادَنا الشوقُ أنينا

حدِّثينا
ما لَها الجُدْرَانُ خَرْسا
هل تُرى تَجْفو وتَنسى
غُرْبَةُ الأرواحِ أقسى

أرجعينا
لِنَرى عَذْبَ السِّنينَ
نَذكُرُ الماضي الثمينَ
حَيَّنا والسَّاكِنينَ

خبّرينا
عن حكاياتِ الطُّفولة
والبداياتِ الخَجولة
كيف زارَتْنا عَجُولة

لَمْلِمينا
مِن شَتاتٍ يَحتوِينا
واسأَلي البيتَ الحزينَ
هل لَقِيتَ كمَا لَقِينا

واسألينا
كيفَ ثارَ الشوقُ لمَّا
أذَّنَ الشيخُ وأَمَّ
فسَكَبْتُ الدَّمْعَ مِمَّا

جاوبينا
أخبري القلبَ المُعنَّى
هل مضَى الآباءُ عنَّا
كلُّ ما في الحيِّ حَنَّ

ذكِّرينا
مَنزِلاً مِنَّا وفينا
قد سكنَّاهُ سِنينا
بسَلامٍ آمِنينا

....

[الحمدان]

أتيتك ربي بقلب سقيم
وذنب كبير و وزر عظيم

أتيتك أرجو الهي رضاك
فمن ذا سيغفر غير الرحيم

سأترك يا رب ذنبا مضى
وأقبل نحو الرضا والنعيم

أحبك ربي و هذا رجائي
بأنك تقبل لي يا كريم

آمين

[الحمدان]

أنا العبد الذي كسب الذنوبـــا
وصدته الأماني أن يتوبــــــــا

أنا العبـد الـذي أضحـى حزينـــاً
على زلاته قلقاً كئيـبــــــــــا

أنا العبد الذي سطـرت علـيـــه
صحائف لم يخف فيها الرقيـبــــا

أنا العبد المسيــئ عصـيـت
سراً فما لي الآن لا أبدي النحيـبـــا

أنا العبد المفرط ضــاع عـمـــري
فلم أرع الشبيبة والمشـيـبـــــا

أنا العبـد الغريـق بلج بحــــــــرٍ
أصيـح لربما ألقــى مجيبـــــــــا

أنا العبد السقيـم مـن الخطـايــا
وقد أقبلت ألتمـــس الطبيـبــا

أنا العبد الشريد ظلمت نفسي
وقد وافيت بابكـم منيـبــــــــا

جمال الدين الصرصري

[الحمدان]

يا من سكنت حنايا الفؤاد
وما زلتُ أسكنُ في مقلتيك

قل لي بربك لماذا أحبك
لماذا تسير دروبي إليك

لماذا يفرفر قلبي الرقيق
كطيرٍ صغيرٍ على راحتيك

لأني أحبك لأني في قلبك
عشقت الحياة لأني لديك

فأنت نديمي إذا جنَّ ليلي
وإن جنَّ ليلي أجنُّ عليك

....

[الحمدان]

‏إياك أن تعطي فؤادك للذى
ما إن تغيبَ إلى البديل يميلُ

واختر لقلبك ما يليق بصدقهِ
ما كل من يأوي إليك خليلُ

إن المعادن إن صقلتَ عرفتها
فالماسُ فحمٌ والعقيقُ نبيلُ

....

[الحمدان]

قُل للمليحةِ إنَّ ثغرُكِ فاتنٌ
‏ذاب الفؤادُ لمبسمٍ مُتكلمِ

‏الوجهُ بدرٌ والعيون كأنّها
‏سهّمٌ يداوي موضِعَ المُتألمِ

....

[الحمدان]

وماليَ غيرُ بابِ اللهِ بابٌ
‏ولا مولى سواهُ ولا حبيبُ
‏
‏كريمٌ منعمٌ برٌّ لطيفٌ
‏جميلُ السترِ للداعي مجيبُ
‏
‏إلهي أنتَ تعلمُ كيف حالي
‏فهل يا سيدي فرجٌ قريبُ

....

[الحمدان]

ولقد ذكرتُك والغيابُ كأنهُ
‏سهمٌ يُمزِقُ أضلُعَ المُشتاقِ

‏ولرُبَّما أرجُو اللِقاء ولم يكن
‏إلاّ البُكاء وكثرة الأشواقِ

‏أقبِل وزُرني في المنَامِ فإنَّما
‏يحتاجُ قلبي رؤية الإشراقِ

....

[الحمدان]

هَل تَشتَفِي مِنكَ عَينٌ أَنتَ نَاظِرُهَا
قَد نَالَ مِنهَا سَوَادُ اللَّيلِ مَا طَلَبَا

مَاذَا تَرَىٰ فِي مُحِبٍّ مَا ذُكِرتَ لَهُ
إِلَّا بَكىٰ أو شَكَا أو حَنَّ أَو طَرِبَا

يَرَىٰ خَيَالَكَ فِي المَاءِ الزُّلَالِ إذَا
رَامَ الشَّرابَ فَيُروىٰ وَهوَ مَا شَرِبَا

ابنُ سَهلِ الأندَلُسيِّ

[الحمدان]

فولتْ حياءً ثم أرختْ لثامها
وقد نثرتْ من خدِّها رطبَ الورد

وسلتْ حساماً من سواجي جفونها
كسيْفِ أبيها القاطع المرهفِ الحدّ

تُقاتلُ عيناها به وَهْوَ مُغمدٌ
ومنْ عجبٍ أن يقطع السيفُ في الغمدِ

مُرنِّحة ُ الأَعطاف مَهْضومة ُ الحَشا
منعمة الأطرافِ مائسة القدِّ

يبيتُ فتاتُ المسكِ تحتَ لثامها
فيزدادُ منْ أنفاسها أرج الندّ

عنترة بن شداد

[الحمدان]

عندي أحاديثُ أشواقٍ أضنُّ بها
فلستُ أودعها للكتبِ و الرسلِ

وَلي رَسائلُ في طَيّ النّسيمِ لكُمْ
ففتشوا فيهِ آثاراً من القُـبَـلِ

كَتَمتُ حُبّـكمُ عن كلّ جارحة
منَ المَسامعِ وَ الأفواهِ وَ المُقَلِ

وما تغيرتُ عن ذاكَ الوِدَادِ لكم
خُذوا حَديثيَ عَنْ أيّاميَ الأُوَلِ

بهاء الدين زهير

[الحمدان]

أَقولُ وَقَد ناحَت بِقُربي حَمامَةٌ
أَيا جارَتا هَل تَشعُرينَ بِحالي

مَعاذَ الهَوى ماذُقتِ طارِقَةَ النَوى
وَلا خَطَرَت مِنكِ الهُمومُ بِبالِ

أَتَحمِلُ مَحزونَ الفُؤادِ قَوادِمٌ
عَلى غُصُنٍ نائي المَسافَةِ عالِ

أَيا جارَتا ما أَنصَفَ الدَهرُ بَينَنا
تَعالَي أُقاسِمكِ الهُمومَ تَعالَي

تَعالَي تَرَي روحاً لَدَيَّ ضَعيفَةً
تَرَدَّدُ في جِسمٍ يُعَذِّبُ بالِ

أَيَضحَكُ مَأسورٌ وَتَبكي طَليقَةٌ
وَيَسكُتُ مَحزونٌ وَيَندِبُ سالِ

لَقَد كُنتُ أَولى مِنكِ بِالدَمعِ مُقلَةً
وَلَكِنَّ دَمعي في الحَوادِثِ غالِ

أبو فراس الحمداني

[الحمدان]

وعذرته لما تساقط دمعهُ
ونسيت أياماً بها أبكاني

وأخذته في الحضن أهمس راجياً
جمرات دمعك أيقظت نيراني

أتريد قتلي مرتين ألا كفى
فامنع دموعك واحترم أحزاني

لا صبر لي وأنا أراك محطماً
يا من يُجِّرحُ دمعهُ أجفاني

تُغريك فيّ يا مشاكس طيبتي
فأنا سريع العفو والغفرانِ

بيديكَ تحمل وردةً مُبتلةً
دعني أكفكف دمعها بحناني

ولك السماح وحيد عمري وابتسم
وأقسم بأنك لن تكون أناني

وبأن تعود كما عرفتك أولاً
قلباً بريئاً طاهر الوجدانِ

الحب يُشفي كل جرحٍ عاصفٍ
فالجذرُ يحمل أثقلَ الأغصانِ

أغصاننا كم قطِّعت وتكسّرت
لكنها عادت بزهرٍ ثاني

فأنا وأنت كبُلبُلينِ تآلفا
وتحالفا في السعدِ والأحزانِ

أنا بيتُ قلبك في الفصولِ جميعها
يا منزلي ووسادتي وأماني

فعلى يديَّ أعدتُ روحك طفلةً
وعلى يديك قد انتهى حرماني

أنا لم أصادف توأماً كقلوبنا
من حضرموت إلى رُبى لبنان

كريم العراقي

[الحمدان]

أنين الروح تفضحه المآقي
غزير الدمع للوجناتِ ساقي

وآهاتٍ تصيح بملء فيها
متى ياعين بل أين التلاقي

....

[الحمدان]

عَيناَكِ نَهرٌ والجفونُ ضِفافٌ
وأنا المُتيَّمُ والهَوىٰ أصنَافُ

أبحَرتُ فِي عَينَيكِ دون درايةٍ
كَيف العُبورُ وخَانني المُجدَافُ

....

[الحمدان]

وَأَغُضُّ طَرْفي إِنْ مَرَرْتُ تَعَفُّفاً
وعُيُونُ قَلْبِيْ عِنْدَها تَتَنَعَّمُ

عَلِمَتْ بأنّي مُغْرمٌ فَتَبَسَّمَتْ
خَجَلاً كأَنّ فؤادها يَتَكَلَّمُ

تِلْكَ التي بَلَغَتْ جَمَالاً فائِقاً
لٰكِنَّها عن حُسْنِها لا تَعْلَمُ

الأدهم عشقي

[الحمدان]

ما كنت أحسب أنّ العشق يقتلني
حتّى لقيتكِ أشهى نهاياتي

خرافة العشق أن نحيا بلا وجع
ونحن نعشق تصديق الخرافات

....

[الحمدان]

‏كلُّ المراكبِ غادرتْ مينائي
شطّي وحيدٌ باردُ الأجواءِ

حتى المنارة بالسوادِ توشَّحتْ
والصخرُ يلطمُ خدّهُ بالماءِ

يا رملُ أرجِعْ لي خطاهُم إنها
كانت لقلبي نبضة الأحياءِ

يا ريحُ لملم لي عطورَهم التي
كانت لروحي بلسم الإشفاءِ

مذ غادروني والشرودُ سجيتي
حار الطبيبُ بعلّتي ودوائي

....

[الحمدان]

إِذا كُنتُ لَستَ مَعي فَالذِكرُ مِنكَ مَعي
يَراكَ قَلبي وَإِن غُيِّبتَ عَن بَصَري

العَينُ تُبصِرُ مَن تَهوى وَتَفقِدُهُ
وَناظِرُ القَلبِ لا يَخلو مِنَ النَظَرِ

....

[الحمدان]

سامحْ حنينِي إنْ أتاكَ وأزعَجك
أو مرَّ فِي أذُنيكَ صوتِي المُرتَبِكْ

أخفيتُ أشواقِي وتفضحُ نبرتِي
والدَّربُ خانَ خُطايَ حينَ مررتُ بكْ

بالأمسِ قلبِي مِنْ فِراقِكَ قدْ نوَى
أنْ لا تعُودَ دُروبُنا أو تَشتبِكْ

واليومَ قلبِي مِنْ حنينِكَ قدْ طغَى
مَا أسهلَ الغُفرانَ ومَا أصعَبكْ

....

[الحمدان]

ولو أني حفظتك في فؤادي
وأقفلت الضلوع لما كفاني

أحبك كلَّ يومٍ ألف حبٍ
وتجلدني الدقائق والثواني

أحبك أنت لا أحدا سواك
وكم يشقى الفؤاد وكم يعاني

أضمك فأسمع دقات قلبي
فدقات القلوب لها معاني

أضمك في الخيال بكل صدق
ٍولا يرقى الخيال إلى حناني

يعذبني الغرام بكل وقتٍ
ويقتلني التعلق بالأماني

فلا يكفي اقترابك من عيوني
ولا يكفي اللقاء ولا التداني

ولو أني حفظتك في فؤادي
وأقفلت الضلوع لما كفاني

....

[الحمدان]

وَاللَه ما طلعت شمسٌ وَلا غربت
إِلّا وَحبكَ مَقرون بِأَنفاسي

وَلا جلستُ إِلى قوم أُحدثهُم
إِلّا وأَنتَ حديثي بَينَ جلّاسي

وَلا ذكرتُكَ محزوناً وَلا فَرحاً
إِلّا وَأَنت بقلبي بينَ وِسواسي

وَلا هممتُ بِشربِ الماءِ مِن عطشٍ
إِلّا رأَيتُ خيالاً منكَ في الكأسِ

وَلَو قدرتُ عَلى الإِتيانِ جئتكُم
سعياً عَلى الوجهِ أَو مَشياً عَلى الراسِ

وَيا فَتى الحيّ إِن غنيتَ لي طرباً
فَغَنّنّي واسِفاً مِن قَلبِكَ القاسي

مالي وَلَلناسِ كم يلحونني سفَهاً
ديني لنَفسي وَدينُ الناسِ للناسِ

الحلاج

[الحمدان]

وافترقنا فكأنّا لم نكن
أبدًا في الدار نولي المننا

ليت روحي قبل أن فارقتهم
فارقت من قبلُ ذاك البدنا

يا أُصيحابي انتهوا وانتهزوا
فرصة الأوقـاتِ فالرحلُ دنا

ابو البقاء الرندي

[الحمدان]

‏وكيفَ أُخفيكَ والأشعارُ تفضَحُني
ولوعةُ الحبِّ والأشواقُ والصُّور

ماعدتُ أقدرِ والأنّاتُ تصحبُني
متعبٌ قلبي وفيكَ الطبُّ والضَّرر

....

[الحمدان]

سأَحلُمُ لا لأُصْلِحَ أَيَّ معنىً خارجي

بل كي أُرمِّمَ داخلي المهجورَ من أَثر

الجفاف العاطفيِّ حفظتُ قلبي كُلَّهُ

عن ظهر قلبٍ لم يَعُدْ مُتَطفِّلاً

ومُدَلّلاً تَكْفيهِ حَبَّةُ أَسبرين لكي

يلينَ ويستكينَ كأنَّهُ جاري الغريبُ

ولستُ طَوْعَ هوائِهِ ونسائِهِ فالقلب

يَصْدَأُ كالحديدِ فلا يئنُّ ولا يَحِنُّ

ولا يُجَنُّ بأوَّل المطر الإباحيِّ الحنينِ

ولا يرنُّ ّكعشب آبَ من الجفافِ

درويش

[الحمدان]

‏بعضُ المواجعِ ننساها وندفنها
وبعضها في صميمِ القلبِ تكوينا

فإن أتتنا من الأغرابِ نهملها
وإن أتتنا من الأحبابِ تؤذينا

....

[الحمدان]

واجعل مروري في القلوب كغيمةٍ
تروي العطاش وتجبر المكسورًا

واملأ فؤادي من لدنك قناعةً
أني سأبقى بالعطا مأجورًا

يا رب بابك لست أطرق بابهم
قلبٌ ببابك لم يزل مسرورًا

....

[الحمدان]

ومن كان في حنايا الروحِ مسكنهُ
فلا فرق إن رأتهُ العين أو غاب

جلال الدين الرومي

[الحمدان]

‏وبرغم تحريمِ الربا لكنني
في حقِ من أهوى أراهُ حلالا

يشتاقني فأردُ شوقي ضعفهُ
ويحبني فأحبهُ أمثالا

....

[الحمدان]

‏رأيتُ بحلمي أنّا التقينا
مُصادفةً حُلوةً في الزّحامْ

حديثٌ قصيرٌ جرى بيننا
سؤالٌ عنِ الحالِ ثمّ سلامْ

وأمّا العيونُ فقالت كثيرًا
وأزْهرَ قلبي لوقعِ الكلامْ

فليت اللقاء يكونُ يقينًا
وليت الفراق حديثُ منامْ

....

[الحمدان]

كمْ بَاسِمٍ والحُزنُ يَمْلَأُ قلبهُ
والناس تَحسبُ أنَّهُ مسرورُ

وتراهُ في جبْرِ الخَواطرِ سَاعياً
وفؤادُهُ مُتصدعٌ مكسورٌ

كمْ من كتابٍ لم يكنْ عُنوانُهُ
يحكي الذي في طيِّهِ مَسطُورُ

كمْ من أناس ضخمةٌ عضلاتُهم
والقلب في أجسادهم مَذعورُ

قد يُرشِدُ العشَّاقَ درْبَ وصالِهِمْ
مُتَلوعٌ في عشْقهِ مَهجورُ

ولكم مُداوٍ ماتَ من مرضٍ بهِ
وهو الذي في طبه مشهورُ

كم خَبَّأَتْ مِنَّا الصُّدورُ حقيقةً
عن غيرِ ربِّي سِرُّها مَستوْرُ

....

[الحمدان]

ولقد كَظَمتُ الغيظَ لا مِن قِلةٍ
في حيلتي لكنّها أخلاقي

أحيا بها بين الخلائقِ هانِئًا
مُتنائِيًا عَن خِسّةٍ ونِفاقِ

مُتغافِلًا عمّن يُسيءُ لخاطري
مُترفِّعًا كالبدرِ في الآفاقِ

لكنّ لِي بينَ الحنايا خافِقًا
إنْ ضاقَ ذَرعًا ثارَ في أعماقي

فإذا تعدّى الجاهِلونَ حُدودَهُم
فالجَهلُ والطَّبعُ اللئيمُ رِفاقي

وإذا أساءَ العابِثونَ لجَمتُهمْ
وحلَلتُ عن هذا اللسانِ وِثاقي

أنا مُورِقُ الأغصانِ لَكنْ إِنْ بدا
لُؤمُ اللئامِ تمرّدَتْ أوراقي

وإذا سُقِيتُ الوُدَّ فِضتُ مَودّةً
وازدَدتُ أَخلاقًا إلى أخلاقي

....

[الحمدان]

حين التقيتك عاد قلبي نابضاً
وجرى هواكَ بداخلي مجرى دمي

وشعرتُ حضنك دافئاً ورأيتني
رغم الحياﺀ أذوب فيه وأرتمي

قل لي أيا رجلاً لأي قبيلةٍ
ولأي عصرٍ أو لجنسٍ تنتمي

ولمن تعود أصول عينيك التي
أضحت قناديل الضياﺀ بعالمي

....

[الحمدان]

مَن علَّم العصفور فن الهندسة
وأصول ذا العلم الدقيق ودرَّسه

سبحانه مِن خالق مُتفَردٍ
قد أبدع الكون الجميل وَهَندَسَه

....

[الحمدان]

لو كُنت أيقن أن الحُلم يجمعُنا
أغمضت شوقًا طول الدهر أجفاني

....

[الحمدان]

هناكَ دمعٌ وأسرارٌ وأدعيةٌ
‏تخفى على الناسِ لا تخفى على اللهِ

سبحانه

[الحمدان]

يا أرضَ مكةَ والحنينُ يهـــزُّني
ويهــزُّ قلبًا هاجَ من ذكراكِ

أشتاقُ سبعًا أن أطوفَ فأرتمي
بالحِجرِ وحدي تحتَ طُهرِ سماكِ

أدعو إلهي في حماهُ وأرتجي
نورًا لقلبي من عظيمِ ضياكِ

أشتاقُ للقرآنِ أتلــو آيـــهُ
وصدىً لصوتي في فسيحِ رُباكِ

أشتاقُ للدعواتِ في غسقِ الدجى
في بيتِ ربٍّ مُنعِــمٍ يرعـاكِ

[الحمدان]

أنا لستُ في الحُجّاجِ يا ربّ الورى

‏لكنّ قلبِي بالمحبّةِ كبّرا

‏لبّيكَ ما نبَضَ الفؤادُ و ما دعا

‏داعٍ و ما دمْعٌ بعينٍ قد جرى

‏لبّيكَ أعلِنُها بكُلٍّ تذَلُّلٍ

‏لبيكَ ما امتلأتْ بها أمُّ القُرى

‏لبّيكَ يا ذا الجودِ ما قلبٌ هفَا

‏للعفوِ منكَ و بالخضوعِ تدثَّرا

....

[الحمدان]

وأعجَبُ مِنّي كيفَ أُخـدَعُ دائمًا
على أنّني مِن أعرَفِ الناسِ بالناسِ


أبـو العـلاء الـمـعـرّي

[الحمدان]

استمطروا من قريشٍ كلّ منخَدِعٍ
إنّ الكريم إذا خادعته انخدع

الفرزدق

[الحمدان]

اني شممت من العطور جميعها
وعرفت اطيبها على الاطلاق

كل العطور سينتهي مفعولها
ويدوم عطر مكارم الأخلاق

....

[الحمدان]

وَلَرُبَّمَا تُشفَى الجِرَاحُ وَإِنَّما
يَبقَى لَهَا بَعدَ الشِّفَاءِ نُدُوبُ

....

[الحمدان]

في زمنِ الجَور حُلُمٌ مَبرور
يَتراءى طَيفُهُ مِن حَولي ويَدُور

يَبعَثُ أمَلاً يَدنُو وَجِلاً
فاللَّيلُ طَغَى وتَلاشَى النُّور

....

[الحمدان]

وإني برغم الظلام لست بيائسٍ
فالفَجرُ من رحم الظلام سيُولدُ

....

[الحمدان]

مَا العيدُ عِنديَ عيدٌ فِي مَباهِجِهِ
أَنا الغَريبُ فعِيدِي يَومَ أَلقاكِ

أبو شادي

[الحمدان]

ربَّاه غَيثًا مِنكَ يغسِلُ أدمُعِي
‏ويُذِيب همًّا قَد أطالَ بأضلُعِي

آمين

[الحمدان]

زهدتُ بكلِّ شيءٍ غير رُكْنٍ
أرتّلُ فيه آياتِ الكتابِ

هُنا شَكْلُ الحَيَاةِ يكُونُ أَحْلىٰ
ويُفتَحُ للسَّعادةِ كُلُّ بابِ

صلاة الفجر

[الحمدان]

وروحُ الصُّبحِ بالأذكارِ تَحيا
ويُنعِشُ كُلَّ مهمومٍ صداها

وتَرفَعُ مؤمِنـًا وتَحطُّ إثمَــا
ويُطفِئُ حُرقَةَ البَلوىٰ نداها

....

[الحمدان]

‏بالفعلِ لا بالقولِ تَعرِفُ وُدَّهمْ
والفعلُ يكشفُ مُضمَرَ الأعماقِ

....

[الحمدان]

أيها الموجوعُ صبراً
إنَّ بعد الصبر بشرى

أيها البــــــاكي بِلَيلٍ
سوف يأتي النور فجرا

أيها المكسـورُ قل لي
هل يديم الله كســــرا

يا عزيز القلب مهلاً
إنَّ بعد العســرِ يسرا

[الحمدان]

وذَوِّبْنِي بكفِّكَ مثلَ شمعٍ
وشكِّلني بلا قيدٍ وشرطْ

أنا كالموجِ يختالُ انثيالًا
فكيفَ على كفوفكَ صِرتُ شطّْ

وأنتَ من السما نجمٌ بعيدٌ
فكيفَ بِلُجَّةِ الأحداقِ حطّْ

أنا لغةٌ وهم لم يفهموها
وفسَّرها هواكَ بكلِّ خطّْ

....

[الحمدان]

أنتِ الجمالُ وسِحرُهُ ودلالُه
سُبحان ربِّي جلَّ مَن سوّاكِ

....

[الحمدان]

‏ويأخذني إليك الشوقُ حتى
أراني في خيالاتي أذوبُ

فلا أنت القريبُ هنا أراهُ
ولا أنت البعيدُ فلا تجيبُ

عشقتكَ صادِقاً من كلِّ قلبي
ومالي فيك يا قلبي نصيبُ

لقد فاضَ الهوى مني ولكن
إذا وُجدَ الهوى فُقِد الحبيبُ

....

[الحمدان]

أَرَاكَ في كُلِّ زَاويّةً وَأُخّفيّ
حَنينًا لَا يُطاقُ وَلَا يُضيْعُ

تُنَاديْني اللَياليَ كُلِّ حينٌ
فَأُلَبّي غَير أنَّكَ لَا تَعودُ

كَأَنَّ العُمرَ بُعدَكَ ظِلٌّ وَهمٍ
فَلَا شَمّسُ تُضِئُ وَلَا رَبيعُ

أَتَتبعُ خُطاكَ فَي كُلِّ دَربٍ
وَلَا أَلقى سِوى الحُبِ شَفيعُ

....

[الحمدان]

‏فلما التقينا بعدَ دهرٍ من النوى
رأيتُ في عينيه شوقًا دفينًا

وقلتُ لهُ والدمعُ يسبقُ منطقي
ألا ليتَ هذا الوصلَ يجبرُ ما بيا

فردَّ بصوتٍ خافتٍ متهدّجٍ
لقد كنتُ في بُعدي عنك معانيًا

....

[الحمدان]

‏لولا النساءُ لكان كل حديقة ٍ
قاعًا بلا ورد ٍ ولا عناب ِ

هُنَّ المعاني الرائعاتُ مشاعراً
بالوصف ِ بالإيجاز ِ بالإطنابِ

لولا النساءِ لما تَرنم شاعرٌ
ولما تعلقَ بالهوى الغلابِ

....

[الحمدان]

وَمِنَ الشَّقاوةِ أن تُحِبَّ
ومَن تُحِبُّ يُحِبُّ غَيرَكْ

أو أن تسيرَ لِوَصلِ مَن
لا يَشتهِي في الوصلِ سَيرَكْ

....

[الحمدان]

ويُحيطُ بي من كلِّ صوبٍ صاحِبٌ
‏لكنّ قلبي في الجُموعِ وحيدُ!

عبد الله زمزَم

[الحمدان]

يا جامعَ الشَّملِ بعدَما افتَرقا
قَدِّرْ لعيني بمَن أُحِبُّ لِقا

ابن سهل الأندلسي

[الحمدان]

بيت المُتنبي:

عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ
وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ

[الحمدان]

غدًا ننسى المتاعبَ والليالي
‏كأنّ مشقّةَ الأيامِ غمضةْ

....

[الحمدان]

وإذا تساءلت القلوبُ لِمَا العَنا
وغفا الرجاءُ وطال فينا مَسلكُ

فاصبر على قدرٍ تساقطَ غيمُهتا
فالغيثُ يأتي حين ييأس مهلكُ

إن لم يُجب ربُّ السماءِ دعاءنا
فبِحكمتهِ ما خابَ فينا مأملكُ

قد يُؤخَّرُ الفرجُ الجميلُ لحكمتا
فيها النجاةُ وفي ثناياها الفلكُ

ما خابَ من للهِ مدَّ يديهِ فيا
ليلٍ ولا من صبرهُ قد أثْقلكُ

فامضِ بثقةٍ إن الكريمَ إذا اصطفا
سترَ الضُّعافَ ولم يزلْ يتفضلكُ

....

[الحمدان]

‏ياليْتني كنتُ عصفورًا على فَنَنِ
‏أحيا الحياةَ بلا حربٍ ولا فِتَنِ

‏أغدو صباحًا على جوعٍ ومَخْمَصةٍ
‏وأحمَدُ اللهَ أسقاني وأشبعني

‏أُسَبّحُ اللهَ تغريدًا أُرَدّده
‏ذكرًا وشكرًا لذي الإحسانِ ‏والمِنَنِ

....

[الحمدان]

يا مَنْ دعاني للهوى ثم انسحَبْ
لا زلتُ أجهلُ ما الحكايةُ والسببْ

وكأني قلبـــي دميةٌ تلهو بهــــا
يا ليتَ قلبي خلفَ حبّكَ ما ذهَبْ

مـــاذا أقولُ لشامِتٍ يغتابُنـــي
أأقولُ : طفلاً قد هوى جمعَ اللّعبْ

إذهبْ وأطلقْ من يديكَ جوارحي
ما ذاقَ طعمَ الحبِّ يوماً مَنْ كذَبْ

....

[الحمدان]

يا ساعياً للحب خُذْ بنصيحتي
‏فالشوقُ نارٌ والحنينُ لهيبُ

‏والشوقُ إنْ يشتدْ يُهلكُ أهلهُ
‏فترى الرُّؤوسَ من الفراق تشيبُ

....

[الحمدان]

لَا تَقـرَأينِي مِن خِـلَالِ مَلَامِحِي
إِنَّ المَـلَامِحَ لَا تُضِيءُ صِـفَاتِي

بِي عھِبْرِيَاءُ الآلِفِـينَ جِرَاحَهُم
وَالـمُثقَلِينَ بِحِعھمَةِ السَّنَـوَاتِ

الجَـالِسِينَ عَلَى رَمَـادِ قُلُوبِهِم
وَالوَاقِفِينَ بِحَـافَّةِ المَـأْسَاةِ

السَّـائِرِينَ إِلَى بَعِيـدِ بَعِيدِهِم
وَالمُبحِـرِينَ بِغَيـرِ طَوقِ نَجَـاةِ

نَحنُ الصَّبَـاحِيُّونَ عُشَّـاقُ المَسَـا
نَخْتَـارُ نِصفَ الضَّـوءِ وَالعَتَمَـاتِ

نَأوِي إِلَى دَمـعٍ يَخُصُّ عُيُونَنَـا
وَإِلَى ابْتِسَـامٍ سَـاطِعِ القَسَمَـاتِ

لَا تَقـرَأينِي مِن خِـلَالِ مَلَامِحِي
إِنَّ المَـلَامِحَ عھِذبَةُ الـمِرآةِ

.....

[الحمدان]

لا تيأسنَّ وإن تعثرتَ خطاكَ
فالفجرُ يأتي بعد طولِ شكاكَا

ما ضاقتِ الدنيا على مُتفائل
إلّا وبانت للرجاءِ مَسَاكَا

لا تحزننَّ إذا تناءى صاحبٌ
فالخيرُ فيمن لا يخيبُ رجاكَا

وابسمْ فربُّك لا يُضيعُ دموعَ من
سجدتْ لهُ الأرواحُ في مُهْلَكَا

....

[الحمدان]

لَبّيْكَ يَا رَبّي بِـكُــلّ جَـوَارِحِــيْ
فَإلَيْـكَ أسـعَـى غَـايَتِيْ تَقوَاكَـا

لَبّيْكَ يَا رَبّي تَـقَـبَّــلْ طَـاعَــتِـيْ
وامْـنُن عَلَيَّ بِمُهْجَةٍ تَـخـشَـاكَـا

لَبّيْكَ يَا رَبّي فَجُـوْدُكَ غَامِرٌ
خَيْرُ العَطَايَا لـلِـفُـؤادِ هُــدَاكَـا

لَبّيْكَ يَـا رَبّـي فَـأنـتَ سَـعَـادَتِـيْ
فَالسَّعدُ يَجرِيْ من مِعِيْنِ نَدَاكَا

....

[الحمدان]

بلادي إن جــارت عليّ لعينةٌ
وأهلي إن ضـــــــنوا عليّ لئامُ

فأرض الفتى حـيث يحيا بعزةٍ
وأرض الذل منزلها حــــــرامُ

وأهل المرء من يحموا كرامتهُ
وبئس الأهل مَن آذوا وضاموا

إذا الأوطـــان لم تحفظ منازلنا
فلا دامت ولا أهل الأذى داموا

زكي بدوي

[الحمدان]

‏أرتني نصف حسنٍ ثمَّ قالتْ
تراني البدر قلت أرى ذُكاءَ

فقالت كيف ذاك فقلت عيني
رأت فيك المساء وقد أضاء

وما إلا الصباحُ يكون هذا
وإن البدر عبدك لو تراءى

تضاحكت الحبيبة ثم قالت
أحبك ياكذوب فزد دهاءَ

....

[الحمدان]

لا تفطميني عـن هـواكي فإننـي
طفلٌ عصـيٌّ طبْعُـه لا يُفطَـمُ

هـزي نخيلك أطعمينـي قبـلـة
ثـم اتركينـي عاشقـا أتنـعّـمُ

أنا إن ذكرت ُ لكي القديـمَ فإنمـا
تاريخ حبـك فـي كيانـي أقـدَمُ

لا تحسبي أنـي عشقتـك لاهيـا
قدر عليّنـا أن نحـب ونحـرَمُ

أنتي التي أرخت علـيّ جناحهـا
ورنـت إلـيّ وثغرهـا يتبـسـم

أنا إن نظرت إلى عيونك صبـوة
قلبـي يـذوب وهمتـي تتحطـم

أنا إن سكرت فمن شفاهكي خمرتي
وإذا صحوت ففي شفاهـكي أحلـم

....

[الحمدان]

اه لو كنتُ تلميذك
أقف ثابتًا عند مدرسة حبك

أضع يدي على صدري
وأرددك نشيدًا وطنيًا

....