المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به


الصفحات : 1 2 3 4 5 6 7 8 [9] 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138

الحمدان
05-21-2023, 01:20 AM
إِنّا لَفي دارِ تَنغيصٍ وَتَنكيدِ
دارٌ تُنادي بِها أَيّامُها بيدي

لَقَد عَرَفناكِ يا دُنيا بِمَعرِفَةٍ
صَحَّت لَنا فَاِنقُصي إِن شِئتِ أَو زيدي

نَرى اللَيالِيَ وَالأَيّامَ مُسرِعَةً
فينا وَفيكِ بِتَفريقٍ وَتَبعيدِ

جَدَّ الرَحيلُ عَنِ الدُنيا وَساكِنها
يَرجو الخُلودَ وَلَيسَت دارَ تَخليدِ

يا نَفسُ لِلمَوتِ بي عَينٌ مُوَكَّلَةٌ
في كُلِّ وَجهٍ فَروغي عَنهُ أَو حيدي

إِن كانَتِ الدارُ لَيسَت لي بِباقِيَةٍ
فَما عَنائي بِتَأسيسٍ وَتَشيِيدِ

لَم يَكسُني الدَهرُ يَوماً مِن مَسَرَّتِهِ
إِلّا جَرى مِنهُ مَكروهٌ بِتَجريدِ

وَلي مِنَ المَوتِ يَومٌ لا دِفاعَ لَهُ
لَو قَد أَتاني لَقَد ضَلَّت أَقاليدي

الحَمدُ لِلَّهِ كُلُّ الخَلقِ مُنتَقِصٌ
مُصَرَّفٌ بَينَ خِذلانٍ وَتَأيِيدِ

وَكُلُّ ما وَلَدَتهُ الوالِداتُ إِلى
مَوتٍ تُؤَدّيهِ ساعاتُ المَواليدِ



أبو العتاهية

الحمدان
05-21-2023, 01:20 AM
أَلا هَل عَلى زَمَني مُسعَدُ
وَأَنّى وَقَد ذَهَبَ الأَجوَدُ

وَأَصبَحتُ في غابِرٍ بَعدَهُم
تَراهُم كَثيراً وَلَن يُحمَدوا

أَلا أَيُّها الطَلِبُ المُستَغيثُ
بِمَن لا يُغيثُ وَلا يُسعِدُ

أَلا تَسأَلُ اللَهَ مِن فَضلِهِ
فَإِنَّ عَطاياهُ لا تَنفَدُ

أَلَم تَعي وَيحَكَ مِمّا تَقو
مُ في طَلَبِ الرِزقِ أَو تَقعُدُ

فَما يَحرِمُ العَجزُ أَصحابَهُ
وَلا يُرزَقُ المالَ مَن يَجهَدُ

تَوَكَّل عَلى اللَهِ وَاِقنَع وَلا
تَرِد فَضلَ مَن فَضلُهُ أَنكَدُ

فَقَد حَلَفَ البُخلُ أَلّا يُرى
بِها مَن يَتِمُّ لَهُ مَوعِدُ

وَإِن جَمَدَت عَنكَ أَيدي العِبادِ
فَإِنَّ يَدَ اللَهِ لا تَجمَدُ

أَرى الناسَ طُرّا وَقَد أَبرَقوا
بِلُؤمِ الفِعالِ وَقَد أَرعَدوا

وَكُلٌّ يَرى أَنَّهُ سَيِّدٌ
وَلَيسَ لِأَفعالِهِ سودَدُ

فَيالَيتَ شِعري إِلى أَيِّهِم
إِذا عَرَضَت حاجَةٌ أَقصِدُ

إِذا جِئتُ أَفضَلَهُم لِلسَلا
مِ رَدَّ وَأَحشاؤُهُ تُعِدُ

كَأَنَّكَ مِن خَوفِهِ لِلسُؤا
لِ في عَينِهِ الحَيَّةُ الأَسوَدُ

فَفِرَّ إِلى اللَهِ مِن لُؤمِهِم
فَإِنّي أَرى الناسَ قَد أَصلَدوا

إِذا كانَ ذو المَجدِ مُستَأنِياً
بِبَذلِ النَدى فَمَتى يُحمَدُ


أبو العتاهية

الحمدان
05-21-2023, 02:48 PM
‏يا أيّها الإنسَانُ ما هذا القَلَقْ
أوَليسَ ربُّكَ قَد تكفَّلَ مَا خَلَقْ

أوَليسَ بعدَ العُسْرِ يُسْرٌ مِثلَما
بَعدَ اللَّيالِي دائمًا يأتِي الفَلَقْ

لا بأسَ فالأَحزانُ يَتبَعُها رضًا
يُضفِي عَليكَ بإِذنِ مَولاكَ الأَلَقْ

كنْ مثلَ سَهمٍ إنْ تَراجعَ للوَرا
جَدَّ النَّشَاط بِهمَّةٍ ثمَّ انطلقْ

الحمدان
05-22-2023, 12:06 AM
إِيّاكَ وَالبَغيَ وَالبُهتانَ وَالغيبَة
وَالشَكَّ وَالشِركَ وَالطُغيانَ وَالريبَه

ما زادَكَ السِنُّ مِن مِثقالِ خَردَلَةٍ
إِلّا تَقَرَّبَ مِنكَ المَوتُ تَقريبَه

فَما بَقاؤكَ وَالأَيّامُ مُسرِعَةٌ
تَصعيدَةً فيكَ أَحياناً وَتَصويبَه

وَإِنَّ لِلدَهرِ لَو يُحصى تَقَلُّبُهُ
في كُلِّ طَرفَةِ عَينٍ مِنكَ تَقليبَه



ابو العتاهية

الحمدان
05-22-2023, 12:07 AM
أمِن بعدِ بذلِ النفسِ فيما تريدُهُ
أُثابُ بِمُرّ العَتبِ حينَ أُثَابُ

فَلَيتَكَ تَحلو والحَياةُ مَريرَةٌ
وَلَيتَكَ تَرضىظ° والأنامُ غِضابُ

وَلَيتَ الذي بَيني وبَينَكَ عامِرٌ
وبَيني وبَينَ العالمينَ خَرابُ

إذا نِلتُ منكَ الودّ فالكلُّ هيّنٌ
وكلُّ الذي فوقَ الترابِ ترابُ

.
أبو فراس الحمداني

الحمدان
05-22-2023, 12:07 AM
المَرءُ يَطلُبُ وَالمَنِيَّةُ تَطلُبُه
وَيَدُ الزَمانِ تُديرُهُ وَتُقَلِّبُه

لَيسَ الحَريصُ بِزائِدٍ في رِزقِهِ
اللَهُ يَقسِمُهُ لَهُ وَيُسَبِّبُه

لا تَغضَبَنَّ عَلى الزَمانِ فَإِنَّ مَن
يُرضي الزَمانُ أَقَلُّ مِمَّن يُغضِبُه

أَيُّ اِمرِئٍ إِلّا عَلَيهِ مِنَ البِلى
في كُلِّ ناحِيَةٍ رَقيبٌ يَرقَبُه

المَوتُ حَوضٌ لا مَحالَةَ دونَهُ
مُرٌّ مَذاقَتُهُ كَريهٌ مَشرَبُه

وَتَرى الفَتى سَلِسَ الحَديثِ بِذِكرِهِ
وَسطَ النَدِيِّ كَأَنَّهُ لا يَرهَبُه

وَأَسَرُّ ما يُلقى الفَتى في نَفسِهِ
يَبتَزُّهُ نابُ الزَمانِ وَمَخلَبُه

وَلَرُبُّ مُلهِيَةٍ لِصاحِبِ لَذَّةٍ
أَلفَيتُها تَبكي عَلَيهِ وَتَندُبُه

مَن كانَتِ الدُنيا مِنَ كبَرِ هَمِّهِ
نَصَبَت لَهُ مِن حُبِّها ما يُتعِبُه

فَاِصبِر عَلى الدُنيا وَطولِ غُمومِها
ما كُلُّ مَن فيها يَرى ما يُعجِبُه

ما زالَتِ الأَيّامُ تَلعَبُ بِالفَتى
طَوراً تُخَوِّلُهُ وَطَوراً تَسلُبُه

مَن لَم يَزَل مُتَعَجِّباً مِن كُلِّ ما
تَأتي بِهِ الأَيّامُ طالَ تَعَجُّبُه



أبو العتاهية

الحمدان
05-22-2023, 02:20 PM
ولما رأيتُ الدهرَ يؤذنُ صرفُهُ
بتفريق ما بيني وبين الحبائبِ

رجعت إلى نفسي فوطنتُها على
ركوب جميل الصبر عند النوائبِ

ومن صحِبَ الدنيا على جَوْرِ حُكمها
فأيّامُهُ محفوفةٌ بالمصائبِ

فخذ خُلسةً من كلّ يومٍ تعيشُهُ
وكن حذراً من كامناتِ العواقبِ

ودع عنك ذكَر الفألِ والزجر واطَّرح
تَطيُّر جارٍ أو تفاؤلَ صاحبِ


ابن الرومي

الحمدان
05-22-2023, 02:20 PM
طرِبتُ إلى المِرَاةِ فروَّعتْني
طوالعُ شَيبتينِ ألمَّتا بي

فأمّا شيبةٌ ففزِعت منها
إلى المِقراض حُبّاً للتصابي

وأما شَيبةٌ فصفحتُ عنها
لتشهَدَ بالبراءَة من خضابي

فأعجِبْ بالدليلِ على مَشيبي
أقمتُ به الدليلَ على شبابي


ابن الرومي

الحمدان
05-22-2023, 02:20 PM
وقد كنت ذا حالٍ أطيلُ ادِّكارها
وإرعاءَها قلبي لأهتزَّ مُعْجبا

فُبدِّلتُ حالاً غير هاتيك غايتي
تناسِيَّ ذكراها لتغرُبَ مغربا

وكنت أُدير الكأس ملأى رَويّةً
لأجذْلَ مسروراً بها ولأَطربا

وكانت مزيداً في سروري ومُتعتي
فأضحتْ مفرّاً من همومي ومَهربا



ابن الرومي .. العصر العباسي

الحمدان
05-23-2023, 01:11 AM
خُلِقْتَ مِنَ التُّرَابِ فَصِرْتَ حَيًّا
وَعُلِّمْتَ الْفَصَاحَةَ فِي الْخِطَابِ

وَعُدْتَ إِلَى التُّرَابِ فَصِرْتَ مَيْتًا
كَأَنَّكَ مَا بَرِحْتَ مِنَ التُّرَابِ

الحمدان
05-23-2023, 01:12 AM
اقْرِنْ بِرَأْيِكَ رَأْيَ غَيْرِكَ وَاسْتَشِرْ
فَالرَّأْيُ لَا يَخْفَى عَلَى الْإِثْنَيْنِ

فَالْمَرْءُ مِرَآةٌ تُرِيهِ وَجْهَهُ
وَيَرَى قَفَاهُ بِجَمْعِ مِرْآتَيْنِ

الحمدان
05-23-2023, 01:12 AM
إن قل مالي فلا خل يصاحبني
أو زاد مالي فكل الناس خلاني

فكم صديق لبذل المال صاحبني
وصاحبي عند فقد المال خلان

الحمدان
05-23-2023, 01:13 AM
تأن ولا تعجل لأمر تريده
وكن راحما للناس تبلى براحم

فما من يد إلا يد الله فوقها
ولا ظالم إلا سيبلى بظالم

الحمدان
05-23-2023, 01:14 AM
الصمت زين والسكوت سلامة
فإذا نطقت فلا تكن مهذارا

فلئن ندمت على سكوت مرة
فلتندمن على الكلام مرارا

الحمدان
05-24-2023, 07:14 PM
يافاتنًا بالحبِّ قلبي قد مَلكْ
هل أنتَ من بن آدمَ أم مَلَكْ ؟!

في الحبِّ مملكةٌ أنا قلبي وما
إلاكَ عرشَ الحبِّ فيها قد مَلَكْ

عيني إذا نظَرَتْ لحُسنِكَ سبَّحتْ
سبحانَ من خلقَ الجمالَ وجمَّلكْ

في الحُسنِ بدرٌ أنتَ والأفلاكُ همْ
هل يستوي في الحُسنِ بدرٌ والفَلَكْ؟!

حلمٌ وحارَ القلبُ في تأويلِهِ
حتى أتى يومُ العناقِ فأوَّلَكْ

أوصيتُ قلبي فيكَ حتى خانَني
فأراهُ أهملَني فداكَ ودلَّلكْ !

شعري كقطراتِ الندى أرشُّهُ
ليفوحَ عطرُكَ كلما قد بلَّلكْ

وخلقتُ من شعري كهيئةِ بُلبلٍ
ونفختُ فيه فصارَ شعري بُلبلَكْ

و بنيتُ في قلبي لقلبِكَ مَنزلًا
وعشقتُ قلبي حين أمسى منزلَكْ

إن شئتَ قلبي يا حبيبُ فهاكَ هُوْ
أو شئتَ مني الروحَ أنتَ فهيتَ لكْ

يا ليتَ هذا العمرَ يُهدى .. ليتهُ
لوَهبتُ عمري ياحبيبَ العُمرِ لكْ

قلْ لي بربِّكَ أيُّ سرٍّ في الهوى
هذا الهوى يُحيي الذي فيه هلَكْ !

يا من قتلتَ القلبَ حُبًّا ليتني
بالحبِّ أغدو ياحبيبي قاتلَكْ
.....؟

الحمدان
05-24-2023, 11:48 PM
هَلِ المَجدُ إِلّا السُؤدَدُ العَودُ وَالنَدى

وَجاهُ المُلوكِ وَاِحتِمالُ العَظائِمِ

نَصَرنا وَآوَينا النَبِيَّ مُحَمَّداً

عَلى أَنفِ راضٍ مِن مَعَدٍّ وَراغِمِ

نَصَرناهُ لَمّا حَلَّ وَسطَ رِحالِنا

بِأَسيافِنا مِن كُلِّ باغٍ وَظالِمِ


حسان بن ثابت

الحمدان
05-24-2023, 11:48 PM
أتطلبُ من أخٍ خُلقاً جليلًا

وخَلْقُ الناسِ من ماءٍ مَهينِ

فسامحْ إِن تكَّدَرَ وُدُّ خِلٍ

فإِنَّ المرءَ من ماءِ وطينِ


صفي الدين الحلي

الحمدان
05-24-2023, 11:49 PM
وإنْ كُنْتَ ذا عَقْلٍ ولَمْ تَكُ عَالمًا

فأَنْتَ كَذِي رِجْلٍ وَلَيْسَ له نَعْلُ

أَلاَ إِنَّما الإنسانُ غِمْدٌ لِعَقْلِهِ

ولا خير في غمدٍ إذا لم يكن نصلُ


علي بن أبي طالب رضي الله عنه

الحمدان
05-26-2023, 01:25 AM
أيا داعياً بذكر العامرية أنني

أغار عليها من فمِ المتكلِّم

أغار عليها من ثيابها

إذا لبستها فوق جسم منعَّمِ

أغار عليها من أبيها وأمها

إذا حدّثاها بالكلام المغمغم

وأحسد كاسات تقبِّلن ثغرها

إذا وضعتها موضع اللثم في الفمِ

الحمدان
05-27-2023, 03:14 PM
ماذا يريد المرء ما يشفيه
يحسو روا الدنيا و لا يرويه

و يسير في نور الحياة و قلبه
ينساب بين ضلالة و التيه

و المرء لا تشقيه إلاّ نفسه
حاشى الحياة بأنّها تشقيه

ما أجهل الإنسان يضني بعضه
بعضا و يشكو كلّ ما يضنيه

و يظنّ أن عدوّه في غيره
و عدوّه يمسي و يضحي فيه

غرّ و يدمي قلبه من قلبه
و يقول : إن غرامه يدميه

غرّ و كم يسعى ليروي قلبه
بهنا الحياة و سعيه يظميه

يرمي به الحزن المرير إلى الهنا
حتّى يعود هناؤه يرزيه

و لكم يسيء المرء ما قد سرّه
قبلا و يضحكه الذي يبكيه

ما أبلغ الدنيا و أبلغ درسها
و أجلّها و أجلّ ما تلقيه

و من الحياة مدارس و ملاعب
أيّ الفنون يريد أن تحويه

بعض النفوس من الأنام بهائم
لبست جلود الناس للتمويه

كم آدمي لا يعدّ من الورى
إلاّ بشكل الجسم و التشبيه

يصبو فيحتسب الحياة صبيّة
و شعوره الطفل الذي يصبيه

قم يا صريع الوهم واسأل بالنهى
ما قيمة الإنسان ما يعليه

واسمع تحدّثك الحياة فإنّها
أستاذة التأديب و التّفقيه

وانصب فمدرسة الحياة بليغة
تملي الدروس و جلّ ما تمليه

سلها و إن صمتت فصمت جلالها
أجلى من التصريح و التنويه


عبدالله البردوني .. اليمن

الحمدان
05-27-2023, 10:03 PM
كِليني لِهَمٍّ يا أُمَيمَةَ ناصِبِ
وَلَيلٍ أُقاسيهِ بَطيءِ الكَواكِبِ

تَطاوَلَ حَتّى قُلتُ لَيسَ بِمُنقَضٍ
وَلَيسَ الَّذي يَرعى النُجومَ بِآئِبِ

وَصَدرٍ أَراحَ اللَيلُ عازِبَ هَمِّهِ
تَضاعَفَ فيهِ الحُزنُ مِن كُلِّ جانِبِ

عَلَيَّ لِعَمروٍ نِعمَةٌ بَعدَ نِعمَةٍ
لِوالِدِهِ لَيسَت بِذاتِ عَقارِبِ

حَلَفتُ يَميناً غَيرَ ذي مَثنَوِيَّةٍ
وَلا عِلمَ إِلّا حُسنُ ظَنٍّ بِصاحِبِ

لَئِن كانَ لِلقَبرَينِ قَبرٍ بِجِلَّقٍ
وَقَبرٍ بِصَيداءَ الَّذي عِندَ حارِبِ

وَلِلحارِثِ الجَفنِيَّ سَيِّدِ قَومِهِ
لَيَلتَمِسَن بِالجَيشِ دارَ المُحارِبِ

وَثِقتُ لَهُ بِالنَصرِ إِذ قيلَ قَد غَزَت
كَتائِبُ مِن غَسّانَ غَيرُ أَشائِبِ

بَنو عَمِّهِ دُنيا وَعَمروُ بنُ عامِرٍ
أولَئِكَ قَومٌ بَأسُهُم غَيرُ كاذِبِ

إِذا ماغَزوا بِالجَيشِ حَلَّقَ فَوقَهُم
عَصائِبُ طَيرٍ تَهتَدي بِعَصائِبِ

يُصاحِبنَهُم حَتّى يُغِرنَ مُغارَهُم
مِنَ الضارِياتِ بِالدِماءِ الدَوارِبِ

تَراهُنَّ خَلفَ القَومِ خُزراً عُيونُها
جُلوسَ الشُيوخِ في ثِيابِ المَرانِبِ

جَوانِحَ قَد أَيقَنَّ أَنَّ قَبيلَهُ
إِذا ما اِلتَقى الجَمعانِ أَوَّلُ غالِبِ

لَهُنَّ عَلَيهِم عادَةٌ قَد عَرَفنَها
إِذا عُرِّضَ الخَطِّيُّ فَوقَ الكَواثِبِ

عَلى عارِفاتٍ لِلطِعانِ عَوابِسٍ
بِهِنَّ كُلومٌ بَينَ دامٍ وَجالِبِ

إِذا اِستُنزِلوا عَنهُنَّ لِلطَعنِ أَرقَلوا
إِلى المَوتِ إِرقالَ الجِمالِ المَصاعِبِ

فَهُم يَتَساقَونَ المَنيَّةَ بَينَهُم
بِأَيديهِمُ بيضٌ رِقاقُ المَضارِبِ

يَطيرُ فُضاضاً بَينَها كُلُّ قَونَسٍ
وَيَتبَعَها مِنهُم فَراشُ الحَواجِبِ

وَلا عَيبَ فيهِم غَيرَ أَنَّ سُيوفَهُم
بِهِنَّ فُلولٌ مِن قِراعِ الكَتائِبِ

تُوُرَّثنَ مِن أَزمانِ يَومِ حَليمَةٍ
إِلى اليَومِ قَد جُرِّبنَ كُلَّ التَجارِبِ

تَقُدَّ السَلوقِيَّ المُضاعَفَ نَسجُهُ
وَتوقِدُ بِالصُفّاحِ نارَ الحُباحِبِ

بِضَربٍ يُزيلُ الهامَ عَن سَكِناتِهِ
وَطَعنٍ كَإيزاغِ المَخاضِ الضَوارِبِ

لَهُم شيمَةٌ لَم يُعطِها اللَهُ غَيرَهُم
مِنَ الجودِ وَالأَحلامُ غَيرُ عَوازِبِ

مَحَلَّتُهُم ذاتُ الإِلَهِ وَدينُهُم
قَويمٌ فَما يَرجونَ غَيرَ العَواقِبِ

رِقاقُ النِعالِ طَيِّبٌ حُجُزاتُهُم
يُحَيّونَ بِالريحانِ يَومَ السَباسِبِ

تُحَيّهِمُ بَيضُ الوَلائِدِ بَينَهُم
وَأَكسِيَةُ الإِضريجِ فَوقَ المَشاجِبِ

يَصونونَ أَجساداً قَديماً نَعيمُها
بِخالِصَةِ الأَردانِ خُضرِ المَناكِبِ

وَلا يَحسَبونَ الخَيرَ لا شَرَّ بَعدَهُ
وَلا يَحسِبونَ الشَرَّ ضَربَةَ لازِبِ

حَبَوتُ بِها غَسّانَ إِذ كُنتُ لاحِقاً
بِقَومي وَإِذ أَعيَت عَلَيَّ مَذاهِبي


النابغة الذبياني

الحمدان
05-27-2023, 10:04 PM
‏وَلَا عَيبَ فِيهِم غَيرَ أَنَّ قُلُوبَهُم
كَأَنسَامِ لَيلٍ بَل أَرَقُّ وَأَعذَبُ

وَلَا سَوءَ فِيهِم غَيرَ أَنَّ حُضُورَهَم
يَرِفُّ لَهُ قَلبِي وَلِلرُّوحِ يَسلُبُ

امرؤ القيس

الحمدان
05-28-2023, 02:41 PM
يارب والنفس بيدك وانت خالقها
محتاج عفوك وتوفيقك وإحسانك

يا كثر الاحلام لـكن ما يحقّقها
إلّا انت يا حي يا قيّوم سبحانك

الحمدان
05-28-2023, 02:59 PM
سيبعثُ الله من رحماته فيضًا
‏يغيث قلبكَ إنْ أودى به اليَاسُ

‏وتزهر الروح من نعماء خالقها
‏كأنها لم يطف يومًا بها البأسُ

الحمدان
05-28-2023, 03:47 PM
خَفِّفْ عَنِ النَّاسِ ما يَلْقَـوْنَ مِنْ أَلَمِ
فَإِنْ عَـجـزْتَ فَـأَخْرِجْ طَـيِّـبَ الْـكَلِمِ

وانْسُــجْ من الفَأْلِ أثوابًا لـتُفْرحَهُمْ
وكُنْ كَنُورٍ لـهـم فـي أَحْـلَكِ الـظُّلَمِ

لا يُسْــعِدُ النَّاسَ في قَولٍ وفي عَمَلٍ
إلَّا امْرُؤٌ طَيِّبُ الأَخْلاقِ والشِّـــيَمِ


جهاد جحا

الحمدان
05-28-2023, 03:54 PM
ماذا عساني ياحبيبُ أقولُ
شوقي كبيرٌ والحديثُ يطولُ

ياحرفيَ الزّاهي بذكرِ محمّدٍ
مازلتَ في سببِ النّزولِ تجولُ

في مدح خير الأنبياءِ مبادرًا
والشعرُ في حرمِ الجمالِ جميلُ

فعليكَ ياخيرَ الأنامِ صلاتُنا
والشّوقُ من وحيِ القلوبِ هطولُ.

الحمدان
05-28-2023, 04:01 PM
فأنت امرؤٌ إمَّا ائتمنتُك خاليًا
فخنتَ ، وإما قلتَ قولًا بلا علمِ

وإنَّك في الأمرِ الذي قد أتيتَه
لفي منزلٍ بينَ الخيانةِ والإثمِ

الحمدان
05-28-2023, 04:02 PM
أخلقْ بمن رضي الخيانةَ شيمةً
أن لا يُرى إِلا صريعَ حوادثِ

ما زالتِ الأرزاءُ تُلحق بؤسَها*
أبدًا بغادرِ ذمةٍ أو ناكثِ

الحمدان
05-28-2023, 04:02 PM
شرُّ المصائبِ ما جنتْه يدٌ*
لم يُثنها عن ظلمِها رحمُ

والعارُ حيٌّ لا يموتُ إذا
قدم الزمانُ وبادت الأممُ

إنَّ الخيانةَ ليس يغسلُها
مِن خاطئٍ دمعٌ ولا ندمُ

الحمدان
05-28-2023, 04:46 PM
نادَت بِوَشكِ رَحيلِكَ الأَيّامُ
أَفَلَستَ تَسمَعُ أَم بِكَ اِستِصمامُ

وَمَضى أَمامَكَ مَن رَأَيتَ وَأَنتَ لِل
باقينَ حَتّى يَلحَقوكَ أَمامُ

ما لي أَراكَ كَأَنَّ عَينَكَ لا تَرى
عِبَراً تَمُرُّ كَأَنَّهُنَّ سِهامُ

تَأتي الخُطوبُ وَأَنتَ مُنتَبِهٌ لَهَا
فَإِذا مَضَت فَكَأَنَّها أَحلامُ

قَد وَدَّعَتكَ مِنَ الصِبا نَزَواتُهُ
فَاِحذَر فَما لَكَ بَعدَهُنَّ مُقامُ

عَرَضَ المَشيبُ مِنَ الشَبابِ خَليفَةً
وَكِلاهُما لَكَ حِليَةٌ وَنِظامُ

وَكِلاهُما حُجَجٌ عَلَيكَ قَوِيَّةٌ
وَكِلاهُما نِعَمٌ عَلَيكَ جِسامُ

أَهلاً وَسَهلاً بِالمَشيبِ مُؤَدَّباً
وَعَلى الشَبابِ تَحِيَّةٌ وَسَلامُ

وَلَقَد غَنيتَ مِنَ الشَبابِ بِغِبطَةٍ
وَلَقَد كَساكَ وَقارَهُ الإِسلامُ

لِلَّهِ أَزمِنَةٌ عَهِدتُ رِجالَها
في النائِباتِ وَإِنَّهُم لَكِرامُ

أَيّامَ أَعطِيَةُ الأَكُفِّ جَزيلَةٌ
إِذ لا يَضيعُ لِذي الذِمامِ ذِمامُ

فَلِعِبرَةٍ أُخِّرتَ لِلزَمَنِ الَّذي
هَلَكَ الأَرامِلُ فيهِ وَالأَيتامُ

زَمَنٌ مَكاسِبُ أَهلِهِ مَدخولَةٌ
دَخَلاً فُروعُ أُصولِهِ الآثامُ

زَمَنٌ تَحامى المَكرُماتِ سَراتُهُ
حَتّى كَأَنَّ المَكرُماتِ حَرامُ

زَمَنٌ هَوَت أَعلامُهُ وَتَقَطَّعَت
قِطَعاً فَلَيسَ لِأَهلِهِ أَعلامُ

وَلَقَد رَأَيتُ الطاعِمينَ لِما اِشتَهَوا
وَهُمُ لِأَطباقِ التُرابِ طَعامُ

ما زُخرُفُ الدُنيا وَزِبرِجُ أَهلِها
إِلّا غُرورٌ كُلُّهُ وَحُطامُ

وَلَرُبَّ أَقوامٍ مَضَوا لِسَبيلِهِم
وَلَتَمضِيَنَّ كَما مَضى الأَقوامُ

وَلَرُبَّ ذي فُرُشٍ مُمَهَّدَةٍ لَهُ
أَمسى عَلَيهِ مِنَ التُرابِ رُكامُ

وَعَجِبتُ إِذ عِلَلُ الحُتوفِ كَثيرَةٌ
وَالناسُ عَن عِلَلِ الحُتوفِ نِيامُ

الغَيُّ مُزدَحَمٌ عَلَيهِ وُعورَةٌ
وَالرُشدُ سَهلٌ ما عَلَيهِ زِحامُ

وَالمَوتُ يَعمَلُ وَالعُيونُ قَريرَةٌ
تَلهو وَتَلعَبُ بِالمُنى وَتَنامُ

وَاللَهُ يَقضي في الأُمورِ بِعِلمِهِ
وَالمَرءُ يُحمَدُ مَرَّةً وَيُلامُ

وَالخَلقُ يَقدُمُ بَعضُهُ بَعضاً يَقو
دُ الخَلفَ مِنهُ إِلى البِلى القُدّامُ

كُلٌّ يَدورُ عَلى البَقاءِ مُؤَمِّلاً
وَعَلى الفَناءِ تُديرُهُ الأَيّامُ

وَالدائِمُ المَلَكوتِ رَبٌّ لَم يَزَل
مَلِكاً تَقَطَّعُ دونَهُ الأَوهامُ

وَالناسُ يَبتَدِعونَ في أَهوائِهِم
بِدَعاً فَقَد قَعَدوا بِهِنَّ وَقاموا

وَتَخَيَّرَ الشُبَهاتِ مَن لَم يَنهَهُ
عَنهُنَّ تَسليمٌ وَلا اِستِسلامُ

وَمُحَمَّدٌ لَكَ إِن سَلَكتَ سَبيلَهُ
في كُلِّ خَيرٍ قائِدٌ وَإِمامُ

ما كُلُّ شَيءٍ كانَ أَو هُوَ كائِنٌ
إِلّا وَقَد جَفَّت بِهِ الأَقلامُ

فَالحَمدُ لِلَّهِ الَّذي هُوَ دائِمٌ
أَبَداً وَلَيسَ لِما سِواهُ دَوامُ

وَالحَمدُ لِلَّهِ الَّذي لِجَلالِهِ
وَلِحِلمِهِ تَتَصاغَرُ الأَحلامُ

وَالحَمدُ لِلَّهِ الَّذي هُوَ لَم يَزَل
لا تَستَقِلُّ بِعِلمِهِ الأَوهام

سُبحانَهُ مَلِكٌ تَعالى جَدُّهُ
وَلِوَجهِهِ الإِجلالُ وَالإِكرامُ



أبو العتاهية

الحمدان
05-28-2023, 04:46 PM
مَن سالَمَ الناسَ سَلِم
مَن شاتَمَ الناسَ شُتِم

مَن ظَلَمَ الناسَ أَسا
مَن رَحِمَ الناسَ رُحِم

مَن طَلَبَ الفَضلَ إِلى
غَيرِ ذَوي الفَضلِ حُرِم

مَن حَفِظَ العَهدَ وَفى
مَن أَحسَنَ السَمعَ فَهِم

مَن صَدَقَ اللَهَ عَلا
مَن طَلَبَ العِلمَ عَلِم

مَن خالَفَ الرُشدَ غَوى
مَن تَبِعَ الغَيَّ نَدِم

مَن لَزِمَ الصَمتَ نَجا
مَن قالَ بِالخَيرِ غَنِم

مَن عَفَّ وَاِكتَفَّ زَكا
مَن جَحَدَ الحَقَّ أَثِم

مَن مَسَّهُ الضُرُّ شَكا
مَن عَضَّهُ الدَهرُ أَلِم

لَم يَعدُ حَيٍّ رِزقُهُ
رِزقُ اِمرِئً حَيثُ قُسِم


أبو العتاهية

الحمدان
05-28-2023, 04:47 PM
أَلا إِنَّما التَقوى هُوَ العِزُّ وَالكَرَم
وَحُبُّكَ لِلدُنيا هُوَ الذُلُّ وَالعَدَم

وَلَيسَ عَلى عَبدٍ تَقِيٍّ نَقيصَةٌ
إِذا صَحَّحَ التَقوى وَإِن حاكَ أَو حَجَم


أبو العتاهية

الحمدان
05-29-2023, 07:55 PM
قل للعيونِ إذا تساقطَ دمعُهَا !
اللهُ أكبرُ من همّي وأحزَانِي

قُل للفؤادِ إذا تعاظَم كربهُ
ربّ الفؤادِ بلطفهِ يرعَانِي

قُل للأسَى في القلبِ يكبُر إنّما
فرجُ الإلهِ إذا أتى يغشَانِي...

الحمدان
06-03-2023, 02:16 PM
الرزقُ يجري على الأقدارِ ليس على
فضــــــائل المـــرءِ مِـــن عقلٍ وتدبيرِ

كَم جاهلٍ أحمقٍ طالت جهالتهُ
وَالرزقُ يَسعى إليه غيـر منذورِ

وَكَم أديبٍ أريبٍ حاذقٍ فطنٍ
قَد عاقهُ دونهُ حكمُ المقاديرِ.

الحمدان
06-03-2023, 06:24 PM
سهرت أعينٌ ونامت عيونُ
في أمورٍ تكون أو لا تكونُ

إن رباً كفاك ما كان بالأمسِ
سيكفيك في غدٍ ما يكونُ

الحمدان
06-06-2023, 12:00 AM
وَكَنى الرَسولُ عَنِ الجَوابِ تَظَرُّفاً
وَلَئِن كَنى فَلَقَد عَلِمنا ماعَنى

قُل يا رَسولُ وَلا تُحاشِ فَإِنَّهُ
لا بُدَّ مِنهُ أَساءَ بي أَم أَحسَنا

الذَنبُ لي فيما جَناهُ لِأَنَّني
مَكَّنتُهُ مِن مُهجَتي فَتَمَكَّنا


أبو فراس الحمداني

الحمدان
06-06-2023, 12:00 AM
ماكُنتُ مُذ كُنتُ إِلّا طَوعَ خُلّاني
لَيسَت مُؤاخَذَةُ الإِخوانِ مِن شاني

يَجني الخَليلُ فَأَستَحلي جِنايَتَهُ
حَتّى أَدُلُّ عَلى عَفوي وَإِحساني

وَيُتبِعُ الذَنبَ ذَنباً حينَ يَعرِفُني
عَمداً وَأُتبِعُ غُفراناً بِغُفرانِ

يَجني عَلَيَّ وَأَحنو صافِحاً أَبَداً
لاشَيءَ أَحسَنُ مِن حانٍ عَلى جانِ


أبو فراس الحمداني

الحمدان
06-06-2023, 10:24 AM
أترى زمانُكِ بالحمى سيعادُ
أم طولُ دهرٍ كما نوى وبعادُ

سارتْ فما لبثَ الفؤادُ كأنما
بينَ الفؤادِ وبينها ميعادُ

ودَرَتْ عيوني بعدها كيفَ البكا
ودرى بعيني بعدها التسهادُ

وحسدتُ واشيها إذا استمعتْ لهُ
فعرفتُ كيفَ توجعَ الحسادُ

للهِ أيُّ مدامعٍ من بعدها
تجري وأيُّ لوعةٍ تنقادُ

كدنا نُجَنُّ وقد تأهبَ أهلُها
وجننتُ لما ودَّعوا أو كادوا

لو أنهم زموا النياقَ لسلمتْ
عينٌ وودَّعَ جانبيهِ فؤادُ

لكن جرى بالبينِ فيما بيننا
برقٌ لهُ في مرِّهِ إرعادُ

يتخطفُ الأرواحَ والأجسادَ أنْ
عرضتْ لهُ الأرواحُ والأجسادُ

ويفرقُ الشمل الجميع فإن دها
لم يمهلِ الأحبابَ أن يتنادوا

متضرمُ الأحشاءِ لا من لوعةٍ
لكنما استعرتْ بهِ الأكبادُ

كالقصرِ فيهِ لكلِّ خودٍ حجرةٌ
ولكلِّ صبٍّ مضجعٌ ووسادُ

وانهُ إذ أشرقتْ منه المهى
فلكٌ تحففَ حولهُ الأرصادُ

وكأنهُ أبراجَ السما حجراتُها
في كلِّ برجٍ كوكبٌ وقادُ

لو لم يكن للبينِ فيهِ علامةٌ
ماكانَ فيهِ من الغرابِ سوادُ

يا سعدُ هذا عصرُنا فدعِ النيا
قَ يشفها الإتهامُ والإنجادُ

واهجرْ حديثَ الرقمتبنِ وأهلهُ
بادتْ ليالي الرقمتينِ وبادوا

واذكر أحبتنا الذينَ ترحلوا
ولو أنهم رحموا القلوبَ لعادوا

أني أراهمْ كلما طلعتْ ذُكا
أو مالَ غصنُ البانةِ الميادُ

أو لاحَ لي قمرُ السما أو أثلعتْ
بينَ الرياضِ من الظِّبا الأجيادُ

ولقد رأيتُ لحاظهم مسلولةً
يومَ انتضتْ أسيافَها الأجيادُ

تلكَ السيوفُ وما سواءٌ في الهوى
ما تحملُ الظبياتُ والآسادُ

أتراهمْ ذكروا هوايَ وقد جفا
ذاتَ الجناحِ على الغصونِ رقادُ

فبكتء على شجنٍ ورجَّعتِ البكا
وتمايلتْ جزعاً لها الأعوادُ

أم يذكرونَ هوايَ إن قيلَ انقضى
أجلُ المريضِ وخفتِ العوادُ

بخلوا وجدتُ كأنما خُلقَ الهوى
وعليهِ من ظلمِ الفراقِ حدادُ

واسألهُ هلْ لهمْ إليهِ مرجعٌ
ولذلكَ الزمنِ القديمِ معادُ

فعسى يجيبكَ أني أرعى لهُ
عهدَ الودادِ وللقصورِ ودادُ

ولعلهُ يحكي تنهدَها فقدْ
يحكي الجمادُ الصوتَ وهو جمادُ



مصطفى صادق الرافعي

الحمدان
06-06-2023, 10:25 AM
قمرٌ أطلعتْ أخاهُ السماءُ
وغزالٌ ما شابهتهُ الظباءُ

إن رنا يفضحُ النسا وإن قي
ل تأبى تغارُ منه النساءُ

يدعي البانُ قدَّهُ وتثني
هِ وما البانُ والقدودُ سواءُ

ويرى الوردَ أنهُ مثلُ خدي
هِ وتأبى خدودهُ الحمراءُ

هلْ سبيل إلى لقاهُ وإن لم
يشف ما بي من الغرامِ اللقاءُ

فأناجيهِ مثلما عردَ الطي
رُ وناجتْ أليفها الورقاءُ

يا مليكَ الهوى اتقِ اللهَ في النا
سِ فقد قطعَ القلوبَ الجفاءُ

إن تكن راعي المحاسن فينا
فأنا من رعيتي الشعراءُ


مصطفى صادق الرافعي

الحمدان
06-06-2023, 10:25 AM
سهرتُ والليلُ أمسى للورى سكنا
فمن يدلُّ على أجفاني الوسنا

أرعى كواكِبها حتى إذا أفلتْ
ألقيتُ للطيرِ في تحنانها الأذنا

واسألِ الحبَّ عن روحي وعن بدني
فلا أرى لي لا روحاً ولا بدنا

وما نظرتُ لأعضائي وقد بليتْ
إلا حسبتُ ثيابها فوقَها كفنا

يا من يعزُّ على نفسي تدلله
كم ذا أكابدُ فيكَ الذلَّ والوهنا

دروا بما بي ولولا الدمعُ كانَ دما
لما تظنوهُ إلا عارضاً هتنا

وربَّ ذي سفهٍ قد هبَّ يعذلُني
فقالَ أنتَ الفتى المضنى فقلتُ أنا

وهل أخافُ على سرِّ الهوى أحداً
وقدْ خلقتُ على الأسرارِ مؤتمنا

فدع غرامكَ يطويني وينشرني
ودعْ عذولي يطوي جنبهُ الضغنا

من كان مثلي لم يحفلْ بمثلهمُ
ومن أحبَّ استلانَ المركبَ الخشنا

كأنما الحسنُ أمسى فيكَ مجتمعاً
فأينما نظرتْ عيني رأتْ حسنا

وإن تكنْ للعاشقينَ فما
يزالُ أمرُ الهوى في ما بيننا فتنا

فاسأل محياكَ كم أخجلتَ من قمرٍ
وسل قوامكَ ذا المياسِ كم غصنا

وكم يبيعكَ أهلُ العشقِ أفئدةً
وأنتَ لا عوضاً تعطي ولا ثمنا

فيمَ اقتصاصكَ في قلبي تعذبني
وما جنيتُ ولا قلبي عليكَ جنى

أما كفاني ما ألقاهُ من زمني
حتى أغالبَ فيكَ الشوقَ والزمنا

إني وإياكَ كالمنفيِّ عن وطنٍ
أيُّ البلادِ رأى لم ينسهِ الوطنا

وما أطافَ بقلبي في الهوى أملٌ
إلا بعثتَ عليهِ الهمَّ والحزنا

ليهنكَ اليومَ أني ممسكٌ كبدي
وإنها قطعٌ تجري هنا وهنا

وفي الجوانحِ شيءٌ لستُ أعرفهُ
لكنْ أهل الهوى يدعونهُ شجنا

يبيبتُ ينبضُ قلبي من تقلبهِ
حتى إذا ذكروا من هاجهُ سكنا

فهلْ رثيتَ لمن لو بثَّ لوعتهُ
معَ الصباحِ لأبكى الطيرَ والفننا

وهل تعللنا يوماً بموعدةٍ
وإن تكن لا تفي سرّاً ولا علنا

أوأن نفسي على كفيكَ لانحدرتْ
ولو دفنتُ لما باليتَ من دُفنا

وذو الشقاوةِ مقرونٌ بشِقْوَتهِ
أنى تقلبَ جرتْ خلفهُ المحنا



مصطفى صادق الرافعي
مصر

الحمدان
06-06-2023, 12:57 PM
‏ولربّما تبكِي لانَّك عاجزٌ
فَاربأ بضعفكَ أن يشاهِدهُ الورى

واذهبْ الىظ° الرّحْمَنِ أخبرهُ بمَا
بكَ قَدْ ألمَّ وكلّ ما لكَ قد جرى

واخرجْ اليهِمْ ضاحكاً متبسمًا
وكأنَّ مثلكَ في السعادةِ لم يُرا

فالنّاس بينَ تقلبٍ وتغَيرٍ
والله ربّكَ لنْ ولم يتغيَّرا

الحمدان
06-06-2023, 01:30 PM
لو أمطرتْ ذهباً منْ بعدِ ما ذهبا
لا شيء يعدلُ في هذا الوجودِ أبا

مازلتُ في حِجرِهِ طفلاً يُلاعبني
تزدادُ بَسمتُهُ لي كلما تَعِبا

لم يَحنِ ظهرَ أبي ما كانَ يَحمِلُهُ
لكنْ ليحملني منْ أجليَ انحدبا

وكنتُ أحجبُ عن نفسي مطالبها
فكانَ يكشفُ عما أشتهي الحُجُبا

أغفو وأمنيتي سرٌّ ينامُ معي
أصحو، وإذ بأبي ما رُمتُ قد جَلبا

كفاهُ غيمٌ وما غيمٌ ككفِّ أبي
لم أطلبِ الغيثَ إلا منهما انسكبا

ياليتني الأرضُ تمشي فوقها فأرى
من تحتِ نعلكَ أني أبلغُ الشُهبا

مهما كتبتُ بهِ شعراً فإنَّ أبي في
القدرِ فوقَ الذي في الشعرِ قد كُتبا

يامنْ لديكَ أبٌ أهملتَ طاعتهُ
لا تنتظر طاعةً إنْ صِرتَ أنتَ أبا

فالبرُّ قرضٌ إذا أقرضتهُ لأبٍ
يُوفيكَهُ ولدٌ والبرُّ ما ذهبا

لا تنتظر موتهُ، صِلْ في الحياةِ أباً
لا ينفعُ الدمعُ فوقَ القبرِ إنْ سُكِبا

الحمدان
06-06-2023, 03:37 PM
‏" كمْ مرَّ عُسرٌ سقِمْنا من مرارتِه
واللهُ قدَّر يُسرًا في خباياهُ!

جلَّت لطَائفهُ عمَّت فضَائلهُ
في كُلِّ نائبةٍ؛ تهمِي عطَاياهُ"

ريحانة شمران
06-06-2023, 06:34 PM
كان محظوظا


لقد عرفتُ طباعَ الناس مِنْ كَثَبٍ
أبديت رأياً ورأيٌ كان ‏ محفوظا



إذا أتاهمْ إمامٌ واعظٌ ورِعٌ
عادوه جهلاً وعاد الوعظُ موعوظا



وإنْ رأوا ناجحاً في الناسِ مشتهرا
عابوه زوراً وقالوا كان محظوظا

عبده فايز الزبيدي

الحمدان
06-07-2023, 11:20 PM
يا سيد السادات جئتك قاصدا

أرجو رضاك و أحتمي بحماك

والله يا خير الخلائق إن لي

قلبا مشوقا لا يروم سواك

و بحق جاهك إنني بك مغرم

و الله يعلم أنني أهواك

أنت الذي لولاك ما خُلق امرؤ

كلا و لا خلق الورى لولاك

أنت الذي مِن نوره البدرُ اكتسى

و الشمس مشرقة بنور بهاك

أنت الذي لما رُفعت إلى السما

بك قد سمت و تزينت لسُراك

أنت الذي ناداك ربك مرحبا

و لقد دعاك لقربه و حباك

أنت الذي فينا سألتَ شفاعة

ناداك ربك لم تكن لسواك

أنت الذي لما توسل آدم

من زلةٍ. بك فاز و هو أباك

و بك الخليل دعا فعادت نارُه

بردا و قد خمدت بنور سناك

وبك المسيح أتى بشيرا مخبرا

بصفات حسنك مادحا لعلاك

و كذاك موسى لم يزل متوسلا

بك في القيامة محتمٍ بحماك

والأنبياء و كل خلق في الورى

و الرسل والأملاك تحت لواك

لك معجزات أعجزتِ الورى

و فضائل جلت فليس تحاكى

نطق الذراع بسمِّه لك معلنا

و الضب قد لباك حين أتاك

والذئب جاءك والغزالة قد أتت

بك تستجير و تحتمي بحماك

وكذا الوحوش أتت إليك وسلمت

وشكا البعير إليك حين رآك

و دعوت أشجارا أتتك مطيعة

و سعت إليك مجيبة لنداك

و الماء فاض براحتيك، و سبحت

صمُّ الحصى بالفضل في يمناك

و عليك ظللت الغمامة في الورى

و الجذع حن إلى كريمِ لقاك

و كذاك لا أثر لمشيك في الثرى

و الصخر قد غاصت به قدماك

و شفَيت ذا العاهات من أمراضه

وملأت كل الأرض من جدواك

ورددت عين قتادة بعد العمى

وابن الحصين شفيته بشفاك

و علىُّ من رمدٍ به داويتَه

في خيبرٍ فشُفي بطيب لماك

و مسست شاة لأم معبد بعدما

نشفت فدرَّت من شفا رقياك

في يوم بدر قد أتتك ملائك

من عند ربك قاتلت أعداكا

و الفتح جاءك بعد فتحك مكة

والنصر في الأحزاب قد وافاك

هود و يونس من بهاك تجملا

و جمال يوسف من ضياء سناك

قد فقت يا طه جميع الأنبيا

طُرا فسبحان الذي أسراك

و الله يا ياسين مثلك لم يكن

في العالمين وحق نباك

عن وصفك الشعراءُ عجزوا

و كلُّوا عن صفات علاك

بك لي فؤاد مغرم يا سيدي

و حشاشة محشوة بهواك

فإذا سكتُّ ففيك صمتي كله

و إذا نطقت فمادحا علياك

و إذا سمعتُ فعنك قولا طيبا

و إذا نظرت فما أرى إلاك

أنا طامع بالجود منك و لم يكن

لمثلي في الأنام سواك

فلأنت أكرم شافع و مشفع

ومن التجى بحماك نال رضاك

فاجعل قرايَ شفاعةً لي في غد

فعسى أُرى في الحشر تحت لواك

صلى عليك الله يا علم الهدى

ما حن مشتاق إلى لقياك

وعلى صحابتك الكرام جميعهم

والتابعين وكل من والاك


أبو حنيفة النعمان
وقيل انها ل ابن الخطيب الابهيشي

الحمدان
06-07-2023, 11:22 PM
أمُحمّد الهادي البشير المصطفى
أُهديكَ مَدحي واصفاً معناكا

يا سيّد السادات جِئتُكَ قاصداً
أرجو رِضاكَ وأحتَمي بحِماكا

واللّه يا خير الخلائق إنّ لي
قَلباً مَشوقاً لا يروم سِواكا

فوحقّ جاهك إنّني بكَ مُغرم
واللّه يعلمُ أنّني أهواكا

أنتَ الّذي لولاك ما خلق اِمرؤ
كلّا ولا خُلِقَ الوَرى لولاكا

أنت الّذي مِن نوركِ البدرُ اِكتَسى
وَالشمسُ مُشرقة بنور بهاكا

أنتَ الّذي لمّا رُفِعت إلى السما
بكَ قَد سَمَت وتزيّنت لِلِقاكا

أنتَ الّذي ناداك ربّك مرحباً
وَلَقد دَعاكَ لِقُربهِ وحَباكا

أنتَ الّذي فينا سألت شفاعة
ناداك ربّك لَم تَكُن لِسواكا

أنتَ الّذي لمّا توسّل آدم
مِن ذنبهِ بِكَ فازَ وهو أباكا

ولكَ الخليل دعا فعادَت نارهُ
بَرداً وقد خَمدت بنورِ سَناكا

وَدعاكَ أيّوب لضرٍّ مسّه
فأُزيل عنه الضرّ حين دعاكا

وبكَ المسيحُ أتى بشيراً مُخبراً
بصِفات حُسنك مادِحاً لعُلاكا

وكذاكَ موسى لم يزَل مُتوسّلا
بكَ في القيامة مُرتجٍ لنداكا

وَالأنبياء وكلّ خلقٍ في الورى
والرسل والأملاك تحتَ لِواكا

لكَ مُعجزات أعجَزَت كلّ الورى
وفضائل جلّت فليسَ يحاكى

نَطَق الذِراع بسمّه لك مُعلناً
وَالصبر قد لبّاك حين أتاكا

والذئبُ جاءَك والغزالة قد أتت
بكَ تَستجيرُ وتَحتَمي بِحماكا

وكذا الوحوشُ أتت إليكَ وسلّمت
وَشكا البعيرُ إليكَ حين رآكا

وَدَعوتَ أشجاراً أتَتك مُطيعة
وَسَعت إليكَ مُجيبةً لنداكا

وَالماءُ فاضَ براحتيك وسبّحت
صمّ الحَصى بالفضل في يُمناكا

وَعليكَ ضلّلت الغمامة في الورى
وَالجذع حنّ إلى كريم لِقاكا

وَكذاكَ لا أثر لمشيكَ في الثرى
وَالصخر قد غاصَت بهِ قَدَماكا

وَعليّ مِن رمدٍ بهِ داويته
في خيبر فشُفي بطيب لَماكا

وَشَفيتَ ذا العاهات مِن أمراضهِ
وَمَلأت كلَّ الأرض من جَدواكا

وَسألتَ ربّك في اِبن جابر بعدما
قد ماتَ أحياه وَقد أرضاكا

وَمسستَ شاةً لاِمّ معبد بعدما
نشفت فدرّت مِن شفار قباكا

ودَعوتَ عام المحلِ ربّك معلناً
فاِنهلّ قطرُ السحب عندَ دُعاكا

وَدَعوتَ كلَّ الخلق فاِنقادوا إلى
دَعواكَ طوعاً سامعينَ نِداكا

وَخَفضت دينَ الكفر يا علم الهدى
وَرَفَعت دينك فاِستقامَ هناكا

في يوم بدر قد أَتَتك ملائك
مِن عندِ ربّك قاتَلت أعداكا

وَالفتح جاءَك يوم فتحك مكّة
وَالنصر في الأحزابِ قَد وافاكا

هود ويونس مِن بهاك تجمّلا
وَجمال يوسف من ضياءِ سَناكا

قد فُقتَ يا طه جميعَ الأنبيا
نوراً فسبحانَ الّذي سوّاكا

واللّه يا ياسين مثلك لم يكن
في العالمين وحَقِّ مَن أنباكا

عن وَصفِك الشعراء يا مدّثّر
عَجزوا وكلّوا عن صفات علاكا

إنجيلُ عيسى قد أتى بك مُخبراً
وأتى الكتابُ لنا بمدحِ علاكا

صلّى عليك اللّه يا خيرَ الورى
ما حنّ مُشتاقٌ إلى مَثواكا

وَعَلى صَحابتك الكِرام جميعهم
والتابعين وكلّ من والاكا



محسن أبوالحَبّ

الحمدان
06-07-2023, 11:50 PM
رَضينا وما تَرضى السّيوفُ القواضِبُ
نُجاذِبُ بها عن هامِكم وتُجاذِبُ

فأياكم أنْ تكشِفوا عن رؤوسكم
ألا إنّ مَغناطيسَهنَّ الذّوائِبُ

تقول مُلوكُ الأرضِ قولُكَ ذا لمن
فقلتُ وهل غيرُ الملوكِ ضرائِبُ

الآنَ بكَتْ بغْدادُ حين تشبّثَتْ
بنا البيدُ وانضمّت علينا الرّواجِبُ

نَصونُ ثَرى الأقْدامِ عن وتَراتِها
فتسرِقُهُ ريحُ الصَّبا وتُسالِبُ

وَهَبْنا منعْناه الصَّبا بركوبنا
أنَمنَعُ منها ما تَدوسُ الرّكائِبُ

فَما فعلتْ بيضٌ بها مَشرفيّةٌ
تَملسنَ منها أكلفُ اللونِ شاحِبُ

غُلامٌ إذا أعْطى المنيّةَ نفْسَهُ
فقَدْ فَنِيَتْ لأسبابِ المنيّةِ هائِبُ

أقولُ لسَعْدٍ والرِّكابُ مُناخُهُ
أأَنْتَ لأسبابِ المنيَّةِ هائِبُ

وهل خلَقَ اللهُ السرورَ فقال لا
فقلتُ أثِرْها أنْتَ لي اليومَ صاحِبُ

وخلِّ فضولَ الطّيلسانِ فإنّهُ
لباسُكَ هذا للعُلا لا يُناسِبُ

عَمائِمُ طُلاّبِ المَعالي صَوارمٌ
وأثوابُ طُلاّبِ المَعالي ثعالِبُ

ولي عندَ أعْناقِ الملوكِ مَآرِبٌ
تقول سُيوفي هُنّ لي والكَواثِبُ

فإن أنا لم أحربهم بنِصالِها
فما ولدتني من تميم الأجارِبُ

لقد طالما ما طَلُتُها وجفوتُها
وطالبتُ بالأشْعارِ ما لا تُطالِبُ

أآمُل مأمولاً بغيرِ صُدورِها
فواخَجْلتي إنّي إلى المجْدِ تائِبُ

رحمتُ بني البَرْشاءِ حين صَحِبْتُهم
من الجهْلِ إنّ الجهْلَ بئسَ المُصاحِبُ

وعلّمتُهم خُلْقِي فلم يتعلّموا
وقلتُ قبولُ المكرُماتِ معائِبُ

فصونوا يدي عن شَلِّها بِعطائِكم
فما أنا في أخْذِ الرغائبِ راغِبُ

خُلِقْتُ أرى أخْذَ الرغائبِ سُبّةً
فَمِنْ نِعَمِ الأيامِ عندي مَصائِبُ

ولا تَجْبَهوا بالرّدِ سائلَ حاجةٍ
ولو أنّها أحْسابُكم والمناقِبُ

فقد كِدتُ أُعْطي الحاسدينَ مُناهُمُ
مَخافةَ أنْ يَلقى المَطالِبَ خائِبُ

وكونوا على الأسْيافِ مِثلي إذا انثَنَتْ
سَواعدُها مَغْلولَةً والمضارِبُ

فَلو كانَ بأسي في الثّعالِبِ أصبحتْ
جماجمُها للمُرْهَفاتِ تُضارِبُ

ولا تَجْهَلوا نُعْمى تميمٍ عليكم
غَداةَ أتَتْنا تغْلِبُ والكَتائِبُ

على كلِّ طيارِ العِنانِ كأنّهُ
لراكبهِ من طولِ هاديهِ راكِبُ

تُطالِبُنا أكفالُها وصُدورُها
بِما نَهَبَتْ منْها الرّماحُ النّواهِبُ

تَوَدُّ من الأحقادِ أنّ شُعورَها
سِهامٌ فترمينا بِها وتُحارِبُ

وولَّوا عليها يَقْدَمونَ رِماحَهُمْ
وتقدَمُها أعناقُهُمْ والمَناكِبُ

خَلَقْنا بأطرافِ القَنا لظُهورِهم
عُيوناً لها وقعُ السّيوفِ حَواجِبُ

وأنتُم وقوفٌ تنظرونَ إلى الطُّلى
تُحَلُّ وغِربانُ الرؤوسِ نواعِبُ

ومن رأينا فيكم دُروعٌ حَصينَةٌ
ولو شاءَ بَزَّ السّابِريَّة سالِبُ

أبَوا أنْ يُطيعوا السّمهريةَ عِزّةً
فصُبّتْ عليهم كاللّجينِ القَواضِبُ

وعادتْ إليْنا عسْجَداً من دِمائِهِمْ
ألا هكذا فليكسبِ المجدَ كاسِبُ

بيومِ العُظالى والسّيوفُ صَواعِقٌ
تَخُرُّ عليهم والقِسِيُّ حواصِبُ

لقُوا نَبْلَها مُردَ العَوارِضِ وانثنوا
لأوجُههِم منها لحىً وشَوارِبُ

لأيّةِ حالٍ يخْتَلِسْنَ نفوسَهُمْ
وهُنّ عليها بالحَنينِ نَوادِبُ


ابن نباتة السعدي العصر العباسي

الحمدان
06-07-2023, 11:50 PM
في كلِّ يومٍ لنا يا دهرُ معركةٌ
هامُ الحوادثِ في أرجائِها فِلَقُ

حظّي من العيشِ أكلٌ كلُّه غَصَصٌ
مزُّ المَذاقِ وشُربٌ كلُّه شَرَقُ

ما للزمانِ يُجاري في تمهّلهِ
بَذَّ العيونَ فلم تعلَق بهِ الحدَقُ


ابن نباته السعدي

الحمدان
06-07-2023, 11:50 PM
يا عيشَنا والعيشُ أنتِ وإنّما
أدعوكِ ما ولعَ الهَوى بضلوعي

هل تذكرينَ العهدَ ليلةَ ليلةٍ
حمِد العَفافُ صَنيعكم وصنيعي

صفتِ النجومُ إلى المَغيبِ ولم تنلْ
غيرَ الحديثِ وقُبلةَ التوديعِ

وحِذاركم نظرَ الوُشاة بوقفةٍ
كادَ الفراقُ بها يكونُ شفيعي

أما الطلولُ فمِن هَوايَ خليَّةٌ
لكنّها في ذِلّتي وخشوعي

فأنا الذي قرّبتُ غيرَ مقَرَّبٍ
وأنا الذي ناديتُ غيرَ سميعِ

ما غالَ ذاكَ الوصلَ وهو مساعدٌ
لمساعدٍ والدهر جِدُّ مطيعُ

لو تنصفُ الأيامُ في أحكامها
ما مانعتكَ الشيءَ غيرَ مَنيعِ



ابن نباته السعدي

الحمدان
06-07-2023, 11:51 PM
لماذا أنتَ في الدُنيا تخافُ
وعندكَ من حوادثِها انتِصافُ

لسانُكَ والسّنانُ وما تَردّى
إلى الأعداءِ أسبابٌ لِطافُ

فإنْ خانتْكَ أبكارُ القَوافي
فبردكَ لا يخونُكَ والعِطافُ

إلى كم ذا الغرامُ بكلِّ فجٍّ
وكم هذا الترددُ والطَّوافُ

وتجهيزُ المديحِ إلى رجالٍ
لهم هِمَمٌ وأجسامٌ نِحافُ

يقوتُهُمُ من الزادِ المهيّا
روائِح شمهِ فهمُ عِجافُ

وصارَ الدّهرُ بعدَ فراغِ عزْمي
بمجهلة يضِلُّ بِها الثِقافُ

إذا ما شكّ في شيْءٍ أتاني
لأُفهِمَه فقد زالَ الخِلافُ

ولستُ بآمنٍ منه نُبوّاً
يَطولُ به التّشاجرُ والقِذافُ

وخَوفُكَ من أمنتَ نهىً وحزمٌ
لأنّكَ خائِفٌ ممّنْ تَخافُ



ابن نباته السعدي

الحمدان
06-08-2023, 12:02 AM
نَبْنِي مِنَ الأَقْـوَالِ : قَصْـرًا شَـامِخًـا
وَالْفِعْـلُ - دُونَ الشَّامِخَــاتِ - رُكَــامُ"

لو كانت الأفعالُ قدْرَ كلامنا
ما أسرفت في غيّها الأيامُ

عبّدْ طريقك بالفعال فإنها
دربٌ تضيقُ بوصفها الأقلامُ

واجعل ملاذك بالفعال فوحدها
والله أفصحُ إنْ يطولُ كلامُ

ريحانة شمران
06-08-2023, 03:35 AM
حار قلبي




حار قلب ما دريت
يوم نادتني هلا



جيت ارده ما قويت
عن حبيبه ما سلا



ضاع قلبي ما اشتكيت
بالمحبه وامتلا



يا حياتي لو نحيت
زاد عندي لك غلا



بعت بالقلب وشريت
بالملاحه والحلا



اعذروني وان بكيت
ذاب جسمي وانحلا



انت بدر واعتليت
ضاح نوره للملا



العجب مت وحييت
منك يا ظبي الفلا



والله اني ما سليت
من عرفتك يا هلا

محمد الأحمد السديري

الحمدان
06-10-2023, 12:37 AM
[ظ،ظ*/‏ظ¦ ظ،ظ¢:ظ*ظ¦ ص] لا استخدم المكالمات الصوت: وإِذَا سُئِلْتَ بِمَا جَهِلْتَ فَلا تَكُنْ
مُتَحَاذِقًا مُتَسَــــرِّعًا بِـجَــوَابِ

العِلْـمُ بَـحْرٌ لا نَـفَـادَ لـمَائِـهِ
كَمْ قَالَ لا أَدْرِي أُوْلُو الأَلْبَابِ

لا عِلْمَ عَنْدِي لَيْـسَ عَيْبًا قَوْلُـها
العَيْبُ أن يُـفْـتَى بِغَيْرِ صَوَابِ

جهاد جحا
[ظ،ظ*/‏ظ¦ ظ،ظ¢:ظ*ظ© ص] لا استخدم المكالمات الصوت: اعمل بجهدٍ لا تكن مثلَ الذي
باعَ الضميرَ بأبخسِ الأثمانِ

إن الذي بالسحتِ يجمعُ مالَهُ
دنيا وأخرى منهُ سوفَ يعاني

وكذاكَ من يهوى أذيَّةَ غيرِهِ
سيعيشُ محتقراً مدى الأزمانِ

هذي الحياةُ قصيرةٌ مهما تَطُلْ
احذر تعشْ في غَيهَمِ العصيانِ

فاسلكْ طريقاً نيّراً فيهِ ترى
ثمرَ الحياةِ نزاهةَ الإنسان


رائد جحا

الحمدان
06-10-2023, 12:38 AM
وإِذَا سُئِلْتَ بِمَا جَهِلْتَ فَلا تَكُنْ
مُتَحَاذِقًا مُتَسَــــرِّعًا بِـجَــوَابِ

العِلْـمُ بَـحْرٌ لا نَـفَـادَ لـمَائِـهِ
كَمْ قَالَ لا أَدْرِي أُوْلُو الأَلْبَابِ

لا عِلْمَ عَنْدِي لَيْـسَ عَيْبًا قَوْلُـها
العَيْبُ أن يُـفْـتَى بِغَيْرِ صَوَابِ

جهاد جحا

الحمدان
06-10-2023, 12:38 AM
خَفِّفْ عَنِ النَّاسِ ما يَلْقَـوْنَ مِنْ أَلَمِ
فَإِنْ عَـجـزْتَ فَـأَخْرِجْ طَـيِّـبَ الْـكَلِمِ

وانْسُــجْ من الفَأْلِ أثوابًا لـتُفْرحَهُمْ
وكُنْ كَنُورٍ لـهـم فـي أَحْـلَكِ الـظُّلَمِ

لا يُسْــعِدُ النَّاسَ في قَولٍ وفي عَمَلٍ
إلَّا امْرُؤٌ طَيِّبُ الأَخْلاقِ والشِّـــيَمِ


*جهاد جحا

الحمدان
06-11-2023, 02:02 AM
تمنيت دمعك لامس قلبي..
لعلي ارويه ممارويت...

وابقى لبوحكي صندووق سري..
ومنك ابتدئت ...وفيك انتهيت..

ولاضاق صدرك من علة...
شكوت لضاها...ومنهااكتويت

الحمدان
06-11-2023, 02:02 AM
إنّي أرى الأشياءَ قربكَ حلوةً
‏فأصونُ حبّك بالودادِ الصادقِ

‏يا مَن أحبّ لقاءهُ ويحبّنـي
‏وأعدّ كي ألقى سناهُ دقائقي

الحمدان
06-11-2023, 02:03 AM
وإن طالت وإن ثَقُلت
غدًا ننسى، غدًا نرضى
غدًا ميزانُنا يُقضى..
فَمِن كدرٍ إلى أُنسٍ
ومِن ضيقٍ إلى سَعةٍ
وننسى كُلَّ ما كانَ

الحمدان
06-11-2023, 02:04 AM
قَدْ ينظُـرُ الوردُ نحو الوردِ مُبتسماً
بعضُ الصباحاتِ للآمالِ مِفتاحُ

أَنْتُمْ صباحُ فؤادي .. في تبسُّمِـهِ
تحيطُ بي مِنْهُ أطيابٌ و أفراحُ

الحمدان
06-11-2023, 02:04 AM
سِرْ لا تَقِف فالدربُ لا يأتي إليك ..
والحلمُ لا يجري ليَسْقُطَ في يَدَيْك..

هـي هكذا الأيامُ سعـــيٌ دائمٌ ..
إن تَلتفِت للخلفِ تخسرْ ما لديك..

الحمدان
06-12-2023, 11:20 PM
بِروحِيَ مَن قَد زارَني وَهوَ خائِفٌ
كَما اِهتَزَّ غُصنٌ في الأَراكَةِ مائِدُ

وَما زارَ إِلّا طارِقاً بَعدَ هَجعَةٍ
وَقَد نامَ واشٍ يَتَّقيهِ وَحاسِدُ

فَلَم أَرَ بَدراً قَبلَهُ باتَ خائِفاً
فَهَل كانَ يَخشى أَن تَغارَ الفَراقِدُ

وَكُنتُ أَظُنُّ الحُسنَ قَد خَصَّ وَجهَهُ
وَما هُوَ إِلّا قائِمٌ فيهِ قاعِدُ

فَدَيتُ حَبيباً زارَني مُتَفَضِّلاً
وَليسَ عَلى ذاكَ التَفَضُّلِ زائِدُ

وَما كَثُرَت مِنّي إِلَيهِ رَسائِلٌ
وَلا مَطَلَت بِالوَصلِ مِنهُ مَواعِدُ

رَآني عَليلاً في هَواهُ فَعادَني
حَبيبٌ لَهُ بِالمَكرُماتُ عَوائِدُ

فَمُت كَمَداً يا حاسِدي فَأَنا الَّذي
لَهُ صِلَةٌ مِمَّن يُحِبُّ وَعائِدُ

وَلي واحِدٌ ما لي مِنَ الناسِ غَيرُهُ
أَرى أَنَّهُ الدُنيا وَإِن قُلتُ واحِدُ

فَيا مُؤنِسي لا فَرَّقَ اللَهُ بَينَنا
وَلا أَقفَرَت لِلأُنسُ مِنّا مَعاهِدُ

وَيازائِراً قَد زارَ مِن غَيرِ مَوعِدٍ
وَحَقِّكَ إِنّي شاكِرٌ لَكَ حامِدُ



بهاء الدين زهير

الحمدان
06-12-2023, 11:20 PM
إِلى كَم أُداري أَلفَ واشٍ وَحاسِدِ
فَمَن مُرشِدي مَن مُنجِدي مَن مُساعِدي

وَلَو كانَ بَعضُ الناسِ لي مِنهُ جانِبٌ
وَعَيشِكَ لَم أَحفِل بِكُلِّ مُعانِدِ

إِذا كُنتَ يا روحي بِعَهدِيَ لا تَفي
فَمَن ذا الَّذي يَرجو وَفاءَ مَعاهِدي

أَظُنُّ فُؤادي شَوقُهُ غَيرُ زائِدٍ
وَأَحسَبُ جَفني نَومُهُ غَيرُ عائِدِ

أَبى اللَهُ إِلّا أَن أَهيمَ صَبابَةً
بِحِفظِ عُهودٍ أَو بِذِكرِ مَعاهِدِ

وَكَم مَورِدٍ لي في الهَوى قَد وَرَدتُهُ
وَضَيَّعتُ عُمري في اِزدِحامِ المَوارِدِ

وَما لِيَ مَن أَشتاقُهُ غَيرُ واحِدٍ
فَلا كانَتِ الدُنيا إِذا غابَ واحِدي

أَأَحبابَنا أَينَ الَّذي كانَ بَينَنا
وَأَينَ الَّذي أَسلَفتُمُ مِن مَواعِدِ

جَعَلتُكُمُ حَظّي مِنَ الناسِ كُلُّهُمُ
وَأَعرَضتُ عَن زَيدٍ وَعَمرٍ وَخالِدِ

فَلا تُرضِخوا وُدّاً عَلَيكُم عَرَضتُهُ
فَيا رُبَّ مَعروضٍ وَلَيسَ بِكاسِدِ

وَحَقِّكُمُ عِندي لَهُ أَلفُ طالِبٍ
وَأَلفُ زَبونٍ يَشتَريهِ بِزائِدِ

يَقولونَ لي أَنتَ الَّذي سارَ ذِكرُهُ
فَمِن صادِرٍ يُثني عَلَيهِ وَوارِدِ

هَبوني كَما قَد تَزعَمونَ أَنا الَّذي
فَأَينَ صِلاتي مِنكُمُ وَعَوائِدي

وَقَد كُنتُمُ عَوني عَلى كُلِّ حادِثٍ
وَذُخري الَّذي أَعدَدتُهُ لِلشَدائِدِ

رَجَوتُكُمُ أَن تَنصُروا فَخَذَلتُمُ
عَلى أَنَّكُم سَيفي وَكَفّي وَساعِدي

فَعَلتُم وَقُلتُم وَاِستَطَلتُم وَجُرتُمُ
وَلَستُ عَليكُم في الجَميعِ بِواجِدِ

فَجازَيتُمُ تِلكَ المَوَدَّةِ بِالقِلى
وَذاكَ التَداني مِنكُمُ بِالتَباعُدِ

إِذا كانَ هَذا في الأَقارِبِ فِعلَكُم
فَماذا الَّذي أَبقَيتُمُ لِلأَباعِدِ


بهاء الدين زهير

الحمدان
06-12-2023, 11:21 PM
تَوَقَّ الأَذى مِن كُلِّ رَذلٍ وَساقِطٍ
فَكَم قَد تَأَذّى بِالأَراذِلِ سَيِّدُ

أَلَم تَرَ أَنَّ اللَيثَ تُؤذيهِ بَقَّةٌ
وَيَأخُذُ مِن حَدِّ المُهَنَّدِ مِبرَدُ



بهاء الدين زهير

الحمدان
06-12-2023, 11:21 PM
عَفا اللَهُ عَنكُم أَينَ ذاكَ التَوَدُّدُ
وَأَينَ جَميلٌ مِنكُمُ كُنتُ أَعهَدُ

بِما بَينَنا لاتَنقُضوا العَهدَ بَينَنا
فَيَسمَعَ واشٍ أَو يَقولَ مُفَنِّدُ

وَيا أَيُّها الأَحبابُ ماذا أَرى بِكُم
وَإِنّي بِحَمدِ اللَهِ أَهدى وَأَرشَدُ

تَعالَوا نُخَلِّ العَتبَ عَنّا وَنَصطَلِح
وَعودوا بِنا لِلوَصلِ وَالعَودُ أَحمَدُ

وَلا تُخدِشوا بِالعَتبِ وَجهَ مَحَبَّةٍ
لَهُ بَهجَةٌ أَنوارُها تَتَوَقَّدُ

وَلا نَتَحَمَّل مِنَّةَ الرُسلِ بَينَنا
وَلا غُرَرَ الكُتبِ الَّتي تَتَرَدَّدُ

إِذا ما تَعاتَبنا وَعُدنا إِلى الرِضى
فَذَلِكَ وُدٌّ بَينَنا يَتَجَدَّدُ

عَتَبتُم عَلَينا وَاِعتَذَرنا إِلَيكُمُ
وَقُلتُم وَقُلنا وَالهَوى يَتَأَكَّدُ

عَتَبتُم فَلَم نَعلَم لِطيبِ حَديثِكُم
أَذَلِكَ عَتبٌ أَم رِضاً وَتَوَدُّدُ

وَقَد كانَ ذاكَ العَتبُ عَن فَرطِ غَيرَةٍ
وَيا طيبَ عَتبٍ بِالمَحَبَّةِ يَشهَدُ

وَبِتنا كَما نَهوى حَبيبَينِ بَينَنا
عِتابٌ كَما اِنحَلَّ الجُمانُ المُنَضَّدُ

وَأَضحى نَسيمُ الرَوضِ يَروي حَديثِنا
فَيا رَبُّ لا تُسمَع وُشاةٌ وَحُسَّدُ


بهاء الدين زهير

الحمدان
06-12-2023, 11:21 PM
سَيِّدي قَلبِيَ عِندَكَ
سَيِّدي أَوحَشتَ عَبدَك

سَيِّدي قُل لي وَحَدِّث
ني مَتى تُنجِزُ وَعدَك

أَتُرى تَذكُرُ عَهدي
مِثلَ ما أَذكُرُ عَهدَك

أَم تُرى تَحفَظُ وُدّي
مِثلَ ما أَحفَظُ وُدَّك

قُم بِنا إِن شِئتَ عِندي
أَو أَكُن إِن شِئتَ عِندَك

أَنا في دارِيَ وَحدي
فَتَفَضَّل أَنتَ وَحدَك


بهاء الدين زهير

الحمدان
06-12-2023, 11:22 PM
مَولايَ كُن لِيَ وَحدي
فَإِنَّني لَكَ وَحدَك

وَكُن بِقَلبِكَ عِندي
فَإِنَّ قَلبِيَ عِندَك

لي فيكَ قَصدٌ جَميلٌ
لاخَيَّبَ اللَهُ قَصدَك

حاشاكَ تُؤثِرُ بُعدي
وَلَستُ أُؤثِرُ بُعدَك

إِن تَنسَ عَهدي إِنّي
وَاللَهِ لَم أَنسَ عَهدَك

أَضَعتَ وُدَّ مُحِبٍّ
مازالَ يَحفَظُ وُدَّك

مالي عَلَيكَ اِعتِراضٌ
أَدِّب كَما شِئتَ عَبدَك

مَولايَ إِن غِبتَ عَنّي
وا سوءَ حالِيَ بَعدَك


بهاء الدين زهير

الحمدان
06-12-2023, 11:22 PM
لَم يَقضِ زَيدُكُم مِن وَصلِكُم وَطَرَه
وَلا قَضى لَيلُهُ مِن قُربِكُم سَحَرَه

يا صارِفي القَلبِ إِلّا عَن مَحَبَّتِهِم
وَسالِبي الطَرفِ إِلّا عَنهُمُ نَظرَه

جَعَلتُكُم خَبَري في الحُبِّ مُبتَدِئاً
وَكُلُّ مَعرِفَةٍ لِيَ في الهَوى نَكِرَه

وَبِتُّمُ اللَيلَ في أَمنٍ وَفي دَعَةٍ
وَلَيسَ عِندَكُمُ عِلمٌ بِمَن سَهِرَه

فَكَم غَرَستُ وَفائي في مَحَبَّتِكُم
فَما جَنَيتُ لِغَرسٍ فيكُمُ ثَمَرَه

وَلَم أَنَل مِنكُمُ شَيئاً سِوى تُهَمٍ
تُقالُ مَشروحَةً فينا وَمُختَصَرَه

لِلَّهِ لَيلَةَ بِتنا وَالرَقيبُ بِها
ناءٍ فَلا عَينَهُ نَخشى وَلا أَثَرَه

غَرّاءَ ما اِسوَدَّ مِنها أَن جَعَلتُ لَها
عَيباً سِوى مُقلَةٍ كَحلاءَ أَو شَعرَه

بِتنا بِها حَيثُ لا رَوعٌ يُخامِرُنا
وَنفحَةُ الراحِ وَالرَيحانِ مُختَمِرَه

لَم يَكسِرِ النَومُ عَينَي عَن مَحاسِنِها
حَتّى اِنثَنَيتُ وَعَينُ النَجمِ مُنكَسِرَه

مازِلتُ أَشرَبُها شَمساً مُشَعشَعَةً
في الكَأسِ حَتّى بَدَت في الشَرقِ مُنتَشِرَه

مُدامَةٌ تُقرِئُ الأَعشى إِذا بَرَزَت
نَقشَ الدَنانيرِ وَالظَلماءُ مُعتَكَرَه

عَذراءُ ما راحَ ذو هَمٍّ لِخِطبَتِها
إِلّا أَتَتهُ صُروفُ الدَهرِ مُعتَذِرَه

باتَت تُناوِلُنيها كَفُّ غانِيَّةٍ
تُخالُ مِن لَحظِها وَالخَدِّ مُعتَصَرَه

قَوِيَّةُ العَزمِ في إِتلافِ عاشِقِها
ضَعيفَةُ الخَصرِ وَالأَلحاظِ وَالبَشَرَه

تَجلو الكُؤوسَ عَلى لَألاءِ غُرَّتِها
وَتَنشُرُ الراحُ مِنها نَكهَةً عَطِرَه

وَبَينَنا مِن أَحاديثٍ مُزَخرَفَةٍ
ما يُخجِلُ الرَوضَةَ الغَنّاءَ وَالحَبَرَه


بهاء الدين زهير

الحمدان
06-12-2023, 11:23 PM
وَعاذِلَةٍ باتَت تَلومُ عَلى الهَوى
وَبِالنَسكِ في شَرخِ الشَبابِ تُشيرُ

لَقَد أَنكَرَت مِنّي مَشيباً عَلى صِبىً
وَرَقَّت لِقَلبي وَهوَ فيهِ أَسيرُ

أَتَتني وَقالَت يا زُهَيرُ أَصَبوَةٌ
وَأَنتَ حَقيقٌ بِالعَفافِ جَديرُ

فَقُلتُ دَعيني أَغتَنِمها مَسَرَّةً
فَما كُلُّ وَقتٍ يَستَقيمُ سُرورُ

دَعينِيَ وَاللَذّاتِ في زَمَنِ الصِبا
فَإِن لامَني الأَقوامُ قيلَ صَغيرُ

وَعَيشِكِ هَذا وَقتُ لَهوي وَصَبوَتي
وَغُصني كَما قَد تَعلَمينَ نَضيرُ

يُوَلَّهُ عَقلي قامَةٌ وَرَشاقَةٌ
وَيَخلُبُ قَلبي أَعيُنٌ وَثُغورُ

فَإِن مُتُّ في ذا الحُبِّ لَستُ بِأَوَّلٍ
فَقَبلِيَ ماتَ العاشِقونَ كَثيرُ

وَإِنّي عَلى ما فِيَّ مِن وَلَعِ الصِبا
جَديرٌ بِأَسبابِ التُقى وَخَبيرُ

وَإِن عَرَضَت لي في المَحَبَّةِ نَشوَةٌ
وَحَقِّكِ إِنّي ثابِتٌ وَوَقورُ

وَإِن رَقَّ مِنّي مَنطِقٌ وَشَمائِلٌ
فَما هَمَّ مِنّي بِالقَبيحِ ضَميرُ

وَما ضَرَّني أَنّي صَغيرٌ حَداثَةً
وَإِنّي بِفَضلي في الأَنامِ كَبيرُ



بهاء الدين زهير

الحمدان
06-12-2023, 11:23 PM
لَها خَفَرٌ يَومَ اللِقاءِ خَفيرُها
فَما بالُها ضَنَّت بِما لا يَضيرُها

أَعادَتُها أَن لا يُعادَ مَريضُها
وَسيرَتُها أَن لايُفَكَّ أَسيرُها

رَعَيتُ نُجومَ اللَيلِ مِن أَجلِ أَنَّها
عَلى جيدِها مِنها عُقودٌ تُديرُها

وَقَد قيلَ إِنَّ الطَيفَ في النَومِ زائِرٌ
فَأَينَ لَطَرفي نَومَةٌ يَستَعيرُها

وَها أَنا ذا كَالطَيفِ فيها صَبابَةً
لَعَلّي إِذا نامَت بِلَيلٍ أَزورُها

أَغارُ عَلى الغُصنِ الرَطيبِ مِنَ الصَبا
وَذاكَ لِأَنَّ الغُصنَ قيلَ نَظيرُها

وَمِن دونِها أَن لا تُلِمَّ بِخاطِرٍ
قُصورُ الوَرى عَن وَصلِها وَقُصورُها

مِنَ الغيدِ لَم توقِد مَعَ اللَيلِ نارَها
وَلَكِنَّها بَينَ الضُلوعِ تُثيرُها

وَلَم تَحكِ مِن أَهلِ الفَلاةِ شَمائِلاً
سِوى أَنَّها يَحكي الغَزالَ نُفورُها

أَروحُ فَلا يَعوي عَلَيَّ كِلابُها
وَأَغدو فَلا يَرغو هُناكَ بَعيرُها

وَلَو ظَفِرَت لَيلى بِتُربِ دِيارِها
لَأَصبَحَ مِنها دُرُّها وَعَبيرُها

تَقاضى غَريمُ الشَوقِ مِنّي حُشاشَةً
مُرَوَّعَةً لَم يَبقَ إِلّا يَسيرُها

وَإِنَّ الَّذي أَبقَتهُ مِنّي يَدُ النَوى
فِداءُ بَشيرٍ يَومَ وافى نَصيرُها

أَميرٌ إِذا أَبصَرتَ إِشراقَ وَجهِهِ
فَقُل لِلَيالي تَستَسِرُّ بُدورُها

وَإِن فُزتَ بِالتَقبيلِ يَوماً لِكَفِّهِ
رَأَيتُ بِحارَ الجودِ يَجري نَميرُها

وَكَم يَدَّعي العَلياءَ قَومٌ وَإِنَّهُ
لَهُ سِرُّها مِن دونِهِم وَسَريرُها

قَدِمتَ وَوافَتكَ البِلادُ كَأَنَّما
يُناجيكَ مِنها بِالسُرورِ ضَميرُها

تَلَقَّتكَ لَمّا جِئتَ يَسحَبُ رَوضُها
مَطارِفَهُ وَاِفتَرَّ مِنها غَديرُها

تَبَسَّمَ مِنها حينَ أَقبَلتَ نَورُها
وَأَشرَقَ مِنها يَومَ وافَيتَ نورُها

وَحَتّى مَواليكَ السَحائِبُ أَقبَلَت
فَوافاكَ مِنها بِالهَناءِ مَطيرُها

وَرُبَّ دُعاءٍ باتَ يَطوي لَكَ الفَلا
إِذا خالَطَ الظَلماءَ يَوماً مُنيرُها

وَطِئتَ بِلاداً لَم يَطَأها بِحافِرٍ
سِواكَ وَلَم تُسلَك بِخَيلٍ وُعورُها

يُكِلُّ عُقابَ الجَوِّ مِنها عُقابُها
وَلا يَهتَدي فيها القَطا لَو يَسيرُها

وَرَدتَ بِلادَ الأَعجَمينَ بِضُمَّرٍ
عِرابٍ عَلى العِقبانِ مِنها صُقورُها

فَصَبَّحتَ فيها سودَها بِأُسودِها
يُبيدُ العِدى قَبلَ النِفارِ زَئيرُها

لَئِن ماتَ فيها مِن سَطاكَ أَنيسُها
لَقَد عاشَ فيها وَحشُها وَنُسورُها

غَدَت وَقعَةٌ قَد سارَ في الناسِ ذِكرُها
بِما فَعَلَتهُ بِالعَدُوِّ ذُكورُها

فَأَضحى بِها مَن خالَفَ الدينَ خائِفاً
وَضاقَ عَلى الكُفّارِ مِنها كُفورُها

وَأَعطى قَفاهُ الحَدرَبِيُّ مُوَلِّياً
بِنَفسٍ لِما تَخشاهُ مِنكَ مَصيرُها

مَضى قاطِعاً عَرضَ الفَلا مُتَلَفِّتاً
تُرَوِّعُهُ أَعلامُها وَطُيورُها

وَأُبتَ بِما تَهواهُ حَتّى حَريمُهُ
وَتِلكَ الَّتي لا يَرتَضيها غَيورُها

فَإِن راحَ مِنها ناجِياً بِحُشاشَةٍ
سَتَلقاهُ أُخرى تَحتَويهِ سَعيرُها

وَلَيسَ عَدُوّاً كُنتَ تَسعى لِأَجلِهِ
وَلَكِنَّها سُبلُ الحَجيجِ تُجيرُها

وَمَن خَلفَهُ ماضي العَزائِمِ ماجِدٌ
يُبيدُ العِدى مِن سَطوَةٍ وَيُبيرُها

إِذا رامَ مَجدُ الدينِ حالاً فَإِنَّما
عَسيرُ الَّذي يَرجوهُ مِنها يَسيرُها

أَخو يَقَظاتٍ لايُلِمُّ بِطَرفِهِ
غِرارٌ وَلا يوهي قِواهُ غَريرُها

لَقَد أَمِنَت بِالرُعبِ مِنهُ بِلادُهُ
فَصُدَّت أَعاديها وَسُدَّت ثُغورُها

وَأَضحى لَهُ يولي الثَناءَ غَنِيُّها
وَأَمسى لَهُ يُهدي الدُعاءَ فَقيرُها

بِكَ اهتَزَّ لي غُصنُ الأَمانِيِّ مُثمِراً
وَرَقَّت لِيَ الدُنيا وَراقَ سُرورُها

وَما نالَني مِن أَنعُمِ اللَهِ نِعمَةٌ
وَإِن عَظُمَت إِلّا وَأَنتَ سَفيرُها

وَمَن بَدَأَ النَعما وَجادَ تَكَرُّماً
بِأَوَّلِها يُرجى لَدَيهِ أَخيرُها

وَإِنّي وَإِن كانَت أَياديكَ جَمَّةً
عَلَيَّ فَإِنّي عَبدُها وَشَكورُها

أَمَولايَ وافَتكَ القَوافي بَواسِماً
وَقَد طالَ مِنها حينَ غِبتَ بُسورُها

وَكانَت لِنَأيٍ عَنكَ مِنّي تَبَرقَعَت
وَقَد رابَني مِنها الغَداةَ سُفورُها

إِلى اليَومِ لَم تَكشِف لِغَيرِكَ صَفحَةً
فَها هِيَ مَسدولٌ عَلَيها سُتورُها

إِذا ذُكِرَت في الحَيِّ أَصبَحَ آيِساً
فَرَزدَقُها مِن وَصلِها وَجَريرُها

فَخُذها كَما تَهوى المَعالي خَريدَةً
يُزَفُّ عَلَيها دُرُّها وَحَريرُها

تَكادُ إِذا حَبَّرتُ مِنها صَحيفَةً
لِذِكراكَ أَن تَبيَضَّ مِنها سُطورُها

وَلِلناسِ أَشعارٌ تُقالُ كَثيرَةٌ
وَلَكِنَّ شِعري في الأَميرِ أَميرُها


بهاء الدين زهير العصر المملوكي

الحمدان
06-12-2023, 11:24 PM
قد قيلَ: إنّ الطيفَ في النومِ زائرٌ
فأينَ لطرفي نومةٌ يستعيرُها؟

وهأنذا كالطيفِ فيها صبابةً
لعلي إذا نامت بليلٍ أزورُها

مِنَ الغيدِ لم توقد منَ الليلِ نارها
ولكنّها بينَ الصلوعِ تُثيرُها!


البهاء زهير

الحمدان
06-13-2023, 03:02 AM
وَكثنَّا كَزَوجٍ مِن قَطَا في مَفَازَةٍ
لَدَى خَفضِ عَيشٍ ناعِمٍ مُونِقٍ رَغدِ

فأفرَدَني رَيبُ الزَّمَانِ بِصَرفِهِ
ولم أرَ شيئاً قَطُّ أوحَشَ مِن فَردِ


أبو دلامه

الحمدان
06-13-2023, 03:02 AM
أدعُوكَ بالرَّحِم التي هِيَ جَمَّعَت
في القُربِ بين قَرِيبِنَا والأَبعَدِ

إلَّا سَمِعتَ وَأَنتَ أكرَمُ مَن مَشَى
مِن مُنشِدٍ يَرجو جَزَاءَ المُنشِدِ

جاءَ الصِّيامُ فَصُمتُهُ مُتَعَبِّداً
أرجُو رَجَاءَ الصَّائمِ المُتَعَبِّدِ

ولَقِيتُ مِن أمرِ الصِّيَامِ وحَرِّهِ
أمرَينِ قِيسا بالعَذَابِ المُؤصَدِ

وَسَجَدتُ حَتَّى جَبهَتي مَشجُوجَةٌ
مِمَّا يُناطِعُنِي الحَصَا في المَسجِدِ

فامنُن بِتَسرِيحي بِمَطلِكَ بالذي
أسلَفتنِيهِ مِنَ البَلاءِ المُرصَدِ


أبو دلامه

الحمدان
06-13-2023, 03:03 AM
يا أيُّها النَّاسُ قُولوا أجمَعِين معاً
صلَّى الإلهُ على مُوسى بن دَاودِ

كأنّ دِيباجَتَي خَدَّيهِ مِن ذَهَبٍ
إذا تَشَرَّفَ في أثوابِهِ السُّودِ

أمّا أبُوكَ فَعَينُ الجُودِ نَعرِفُهُ
وأنتَ أشبَهُ خَلقِ اللهِ بالجودِ

نُبّئتُ أنَّ طَريقَ الحَجِّ مَعطشَةٌ
مِنَ الطِّلاءِ وَمَا شُربي بِتَصرِيدِ

واللهِ ما بيَ مِن خَيرٍ فَتَطلُبُنِي
في المُسلِمينَ وَمَا دِيني بِمَحمُودِ

إنّي أَعُوذُ بِداودٍ وتُربَتِهِ
مِن أن أَحُجَّ بِكُرهٍ يا ابنَ دَاودِ


أبو دلامه

الحمدان
06-13-2023, 03:03 AM
إن كُنتَ تَبغي العَيشَ حُلواً صافياً
فالشِّعرُ أَعزِبهُ وكُن نَخَّاسَاً

تَنَلِ الطَّرَائِفَ مِن ظِرَافٍ نُهَّدِ
يُحدِثنَ كُلَّ عَشِيَّةٍ أعراسَا

والرِّيحُ فِيما بَين ذلِكَ رَاهِنٌ
سَمحاً بِبَيعِكَ كُنتَ أو مَكَّاساً

دَارَت على الشُّعراءِ حُرفَةُ نَوبَةٍ
فَتَجَرَّعُوا مِن بَعدِ كَأسٍ كاسا

وَتَسَربَلوا قُمصَ الكَسادِ فَحَاولُوا
بالنَّخسِ كَسباً يُذهِبُ الإفلاسا



أبو دلامه

ريحانة شمران
06-13-2023, 03:04 AM
ينام منهو مايعرف الهمومي



ينام منهو مايعرف الهمومي


وعيني اليا ناموا حريب لها النوم
الله يلوم اللي لحالي يلومي


لا ساهرن سهري ولاهو بمهوم
ماهو بمثلي يزعجه كل يومي


همن يلوج بداخل الصدر مكتوم
لامبدين أسرار قلبي لقومي


واللي بسر الغيب ماهو بمفهوم
أخاف أبوح السر تبدأ الثلومي


وتاقف على مكنون سري هل اللوم
عاهدت قلبي ما يبوح العلومي


ولايويق بغايته كل مذموم
بالليل أساهر ساريات النجومي


والصبح أعدى بالنباكل مزموم
اوجس بقلبي مثل حر السمومي


ولا صفالي خاين الدهر لويوم
يا سيف قم لعل حظك يقومي


ولعل ابوك بساعه الحشر مرحوم
النار شبه ياقوي العزومي


وهات الدلال وترك النوم لرخوم
خابرك بالطيب ودود ورحومي


قم سو مايبعد عنا كل شغموم
فنجال بن مايحضره رخومي


مبهرن مابين الاجواد مقسوم
ارواحنا بافلاك الايام تومي


مهما يطول العمر فالاجل محتوم
روحي بيد فارض صلاتي وصومي


اللي بحبل اليسر ينجي لمضيوم
الواحد اللي نطلبه كل يومي


منجين يوسف وهو قبل مظلوم
دنيا الشقايا يا سيف ماهي تدومي


كم واحدن فيها مشيحن ومنجوم
وافراح اليا قالوا تقافت غيومي


على شفا الباطن وهو قبل ماسوم
حيثه مرب لكل وضحا ردومي


اللي بها زودن على الطوق برشوم
عسا تعله مرهشات الوسومي


يمطر عليها الوبل يومن بعد يوم
عشبه يغطي نايفات الحزومي


فيه الزهر فوق الزماليق منضوم
مخالف النوار غادي سهومي


والعشب من وبل المراهيش كيهوم
فيه ام سالم من طربها تعومي


تلفح بسمح الريش في كل مرجوم
من الطرب في كل روض تحومي


وتقضي الدنيا زغاريت وسجوم
ان شافت النوار نبته يزومي


ما سايلت عن حال معطي ومحروم

محمد الأحمد السديري

الحمدان
06-13-2023, 03:04 AM
لَو كَانَ يُقعَدُ فَوقَ الشَّمسِ مِن كَرَمٍ
قَومٌ لَقِيلَ اقعُدُوا يا آلَ عَبَّاسِ

ثمَّ ارتَقُوا في شُعَاعِ الشَّمسِ كُلُّكُمُ
إلى السَّماءِ فَأنتُم أكرَمُ النَّاسِ

وقَدّمُوا القَائِمَ المَنصُورَ رأسَكُمُ
فَالعَينُ والأنفُ والأذنَانِ في الراسِ



أبو دلامه

الحمدان
06-13-2023, 03:04 AM
أخطَاكَ ما كنتَ تَرجُوهُ وتَأمُلُه
فاغسِل يَدَيكَ مِنَ العبَّاسِ بالياسِ

واغسِل يَدَيكَ بِأشنَانٍ فَأَنقِهِمَا
مِمَّا تُؤَمِّلُ مِن مَعرُوفِ عبّاسِ

جَزَاكَ رَبُّكَ يا عَبَّاسُ عَن فَرَجٍ
جَنَّاتِ عَدنٍ وعَنِّي جُرزَتَي آسِ


أبو دلامه

الحمدان
06-13-2023, 03:05 AM
هَل في البِلادِ لِرِزقِ اللهِ مُفتَرَشٌ
أم لا فَفِي جِلدِهِ مِن خُشنَةٍ بَرَشُ

أضحى الصِّيَامُ مُنيحاً وَسطَ عَرصَتِنَا
لَيتَ الصِّيامُ بأرضٍ دُونها حَرَشُ

إن صُمتُ أوجَعَني بَطنِي وأقلَقَني
بين الجَوَانِحِ مسُّ الجُوعِ والعَطَشِ

وإن خَرَجتُ بِلَيلٍ نَحوَ مَسجِدِهِم
أضَرَّني بَصَرٌ قَد خانَهُ العَمَشُ



أبو دلامه

الحمدان
06-13-2023, 03:05 AM
إنَّ الخَليطَ أجَدَّ البَينَ فانتَجعُوا
يومَ الوَدَاعِ فما جَاؤُوا ومَا رَتَعُوا

واللهُ يعلَمُ أن كادَت لِبَينِهِمُ
يومَ الفِراق حَصَاةُ القَلبِ تَنصَدِعُ

عَجِبتُ مِن صِبيَتي يوماً وأُمِّهِمُ
أمِّ الدُلامَةِ لمّا هَاجَها الجَزَعُ

لا باركَ اللهُ فيها مِن مُنَبِّهَةٍ
هبَّت تلُوم عِيَالي بَعدَما هَجَعُوا

ونَحنُ مُشتَبِهُوا الألوانِ أَوجُهُنَا
سُودٌ قِبَاحٌ وفي أسمائِنا شَنَعُ

أذابَكَ الجُوعُ مُذ صَارَت عِيَالَتُنَا
على الخَلِيفَةِ مِنهُ الرِّيُّ والشَّبَعُ

لا والَّذي يا أمِيرَ المُؤمِنينَ قَضَى
لَكَ الخِلافَةَ في أسبَابِها الرَّفَعُ

ما زِلتُ أُخلِصُها كَسبِي فَتَأكلُهُ
دُوني وَدُونَ عِيالِي ثمَّ تَضطَجِعُ

شَوهاءُ مَشنأةٌ في بَطنِها ثَجَلٌ
وفي المَفَاصِلِ من أوصالها فَدَعُ

ذكّرتها بِكِتابِ اللهِ حُرمَتنا
ولم تكن بِكِتابِ اللهِ تَنتَفِعُ

فاخرَنطَمَت ثمّ قالَت وهي مُغضَبَةٌ
أَأَنتَ تَتلو كِتابَ اللهِ يا لُكَعُ

اخرُج لِتَبغِ لنا مالاً ومَزرَعَةً
كَمَا لِجِيرانِنا مَالٌ ومُزدَرَعُ

واخدَع خَلِيفَتَنَا عَنها بِمسألَةٍ
إنّ الخَلِيفَةَ لِلسُّؤال يَنخَدِعُ



أبو دلامه

الحمدان
06-13-2023, 03:06 AM
عَينَانِ وَاحِدةٌ تُرَى مَسرُورَةً
بإمَامِها جَذلَى وأُخرَى تَذرِفُ

تبكي وَتَضحَكُ مَرَّةً وَيَسُوؤها
ما أبصَرَت وَيَسُرُّها ما تَعرِفُ

فَيَسُوؤها مَوتُ الخَلِيفةِ مُحرِماً
ويَسُرُّها أن قامَ هذا الأَرأفُ

ما إن رأيتُ وَلا سَمِعتُ كما أرَى
شعراً أرَجِّلُهُ وآخَرَ أنتِفُ

هَلَكَ الخلِيفةُ يا لأُمَّةِ أحمَدٍ
فَأتَاكُمُ مِن بَعدِهِ مَن يَخلُفُ

أهدَى لهذا اللهُ فَضلَ خِلافَةٍ
وَلِذاكَ جَنَّاتِ النَّعيم تُزَخرَفُ

فَابكُوا لِمَصرَعِ خَيرِكُم وَوَلِيِّكُم
واستَشرِفُوا لِمَقَامِ ذا وتَشَرَّفُوا



أبو دلامه

الحمدان
06-13-2023, 03:06 AM
أمسَيتَ بالأنبَارِ يا ابنَ مُحمَّدٍ
لم تَستَطِع عَن غَيرِها تَحويلا

وَيلِي عَلَيكَ وَوَيلَ أهلي كُلِّهِم
ويلاً وعَولاً في الحَيَاةِ طَويلا

فَلتَبكِيَنَّ لَكَ النِّسَاءُ بِعَبرَةٍ
وليَبكِيَنَّ لك الرِّجالُ عَوِيلا

من مُجمِلٍ في الصَّبرِ عَنكَ فَلَم يَكُن
صَبري عَلَيكَ غَدَاةَ بِنتَ جَميلا

يَجِدُون أبدَالاً بهِ وأنا امرُؤٌ
لَو متُّ وَجداً ما وَجَدتُ بَدِيلا

هَلَكَ النَّدى إذ بِنتَ لابن مُحَمَّدٍ
فَجَعَلتُهُ لَكَ في التُّرابِ عَدِيلا

إنّي سألتُ النَّاسَ بَعدَكَ كُلَّهُم
فَوَجَدتُ أسمَحَ مَن سَألتُ بَخيلا

ألِشقوَتي أُخِّرتُ بَعدَكَ للّتي
تَدَعُ العَزيزَ منَ الرِّجال ذَليلا

ألِشقوَتي أُخِّرتُ بَعدَكَ لِلَّذي
يَدَعُ السمينَ مِنَ العِيال هَزيلا

فَلأَحلِفَنَّ يَمينَ حَقٍّ بَرَّةً
باللهِ ما أُعطيتُ بَعدَكَ سُولا



أبو دلامه

الحمدان
06-13-2023, 03:08 AM
ما أحسَنَ الدِّينَ والدُّنيا إذا اجتَمَعا

وأقبَحَ الكُفرَ والإفلاسَ بالرَّجُلِ


أبو دلامه العصر العباسي

الحمدان
06-13-2023, 03:11 AM
ألا أيُّها المَهدِي هل أنتَ مُخبِري
وإن أنتَ لم تَفعَل فَهَل أنتَ سَائِلي

ألَم تَرحَمِ اللِّحيَينِ مِن لِحيَتَيهِمَا
وكِلتَاهُما في طُولِها غَيرُ طائِلِ

وإن أنتَ لم تَفعَل فَهَل أنتَ مُكرِمي
بِحَلقِهِمَا من مُحرِزٍ ومُقَاتِلِ

فإن يأذَنِ المَهدِي لي فيهما أقُل
مَقَالاً كَوَقعِ السَّيفِ بَينَ المَفَاصِلِ

وإلَّا تَدَعنِي والهُمُومُ تَنُوبُنِي
وقَلبي مِنَ العلجَينِ جَمُّ البَلابِلِ


أبو دلامه

الحمدان
06-14-2023, 05:27 PM
يُؤَمِّمُ ذا السَيفُ آمالَهُ
وَلا يَفعَلُ السَيفُ أَفعالَهُ

إِذا سارَ في مَهمَهٍ عَمَّهُ
وَإِن سارَ في جَبَلٍ طالَهُ

وَأَنتَ بِما نُلتَنا مالِكٌ
يُثَمِّرُ مِن مالِهِ مالَهُ

كَأَنَّكَ ما بَينَنا ضَيغَمٌ
يُرَشِّحُ لِلفَرسِ أَشبالَهُ


المتنبي

الحمدان
06-14-2023, 05:27 PM
رُوَيدَكَ أَيُّها المَلِكُ الجَليلُ
تَأَنَّ وَعُدَّهُ مِمّا تُنيلُ

وَجودَكَ بِالمُقامِ وَلَو قَليلاً
فَما فيما تَجودُ بِهِ قَليلُ

لِأَكبِتَ حاسِداً وَأَرى عَدُوّاً
كَأَنَّهُما وَداعُكَ وَالرَحيلُ

وَيَهدَأَ ذا السَحابُ فَقَد شَكَكنا
أَتَغلِبُ أَم حَياهُ لَكُم قَبيلُ

وَكُنتُ أَعيبُ عَذلاً في سَماحٍ
فَها أَنا في السَماحِ لَهُ عَذولُ

وَما أَخشى نُبوَّكَ عَن طَريقٍ
وَسَيفُ الدَولَةِ الماضي الصَقيلُ

وَكُلُّ شَواةِ غِطريفٍ تَمَنّى
لِسَيرِكَ أَنَّ مَفرِقَها السَبيلُ

وَمِثلِ العَمقِ مَملوءٍ دِماءً
جَرَت بِكَ في مَجاريهِ الخُيولُ

إِذا اِعتادَ الفَتى خَوضَ المَنايا
فَأَهوَنُ ما يَمُرُّ بِهِ الوُحولُ

وَمَن أَمَرَ الحُصونَ فَما عَصَتهُ
أَطاعَتهُ الحُزونَةُ وَالسُهولُ

أَتَخفِرُ كُلَّ مَن رَمَتِ اللَيالي
وَتُنشِرُ كُلَّ مَن دَفَنَ الخُمولُ

وَنَدعوكَ الحُسامَ وَهَل حُسامٌ
يَعيشُ بِهِ مِنَ المَوتِ القَتيلُ

وَما لِلسَيفِ إِلّا القَطعَ فِعلٌ
وَأَنتَ القاطِعُ البَرُّ الوَصولُ

وَأَنتَ الفارِسُ القَوّالُ صَبراً
وَقَد فَنِيَ التَكَلُّمُ وَالصَهيلُ

يَحيدُ الرُمحُ عَنكَ وَفيهِ قَصدٌ
وَيَقصُرُ أَن يَنالَ وَفيهِ طولُ

فَلَو قَدَرَ السِنانُ عَلى لِسانٍ
لَقالَ لَكَ السِنانُ كَما أَقولُ

وَلَو جازَ الخُلودُ خَلَدتَ فَرداً
وَلَكِن لَيسَ لِلدُنيا خَليلُ


المتنبي

الحمدان
06-14-2023, 05:27 PM
مُنىً كُنَّ لي أَنَّ البَياضَ خِضابُ
فَيَخفى بِتَبيِيضِ القُرونِ شَبابُ

لَيالِيَ عِندَ البيضِ فَودايَ فِتنَةٌ
وَفَخرٌ وَذاكَ الفَخرُ عِندِيَ عابُ

فَكَيفَ أَذُمُّ اليَومَ ما كُنتُ أَشتَهي
وَأَدعو بِما أَشكوهُ حينَ أُجابُ

جَلا اللَونُ عَن لَونٍ هَدى كُلَّ مَسلَكٍ
كَما اِنجابَ عَن ضَوءِ النَهارِ ضَبابُ

وَفي الجِسمِ نَفسٌ لا تَشيبُ بِشَيبِهِ
وَلَو أَنَّ ما في الوَجهِ مِنهُ حِرابُ

لَها ظُفُرٌ إِن كَلَّ ظُفرٌ أُعِدُّهُ
وَنابٌ إِذا لَم يَبقَ في الفَمِ نابُ

يُغَيِّرُ مِنّي الدَهرُ ما شاءَ غَيرَها
وَأَبلُغُ أَقصى العُمرِ وَهِيَ كَعابُ

وَإِنّي لَنَجمٌ تَهتَدي بِيَ صُحبَتي
إِذا حالَ مِن دونِ النُجومِ سَحابُ

غَنِيٌّ عَنِ الأَوطانِ لا يَستَفِزُّني
إِلى بَلَدٍ سافَرتُ عَنهُ إِيابُ

وَعَن ذَمَلانِ العيسِ إِن سامَحَت بِهِ
وَإِلّا فَفي أَكوارِهِنَّ عُقابُ

وَأَصدى فَلا أُبدي إِلى الماءِ حاجَةً
وَلِلشَمسِ فَوقَ اليَعمُلاتِ لُعابُ

وَلِلسِرِّ مِنّي مَوضِعٌ لا يَنالُهُ
نَديمٌ وَلا يُفضي إِلَيهِ شَرابُ

وَلِلخَودِ مِنّي ساعَةٌ ثُمَّ بَينَنا
فَلاةٌ إِلى غَيرِ اللِقاءِ تُجابُ

وَما العِشقُ إِلّا غِرَّةٌ وَطَماعَةٌ
يُعَرِّضُ قَلبٌ نَفسَهُ فَيُصابُ

وَغَيرُ فُؤادي لِلغَواني رَمِيَّةٌ
وَغَيرُ بَناني لِلزُجاجِ رِكابُ

تَرَكنا لِأَطرافِ القَنا كُلَّ شَهوَةٍ
فَلَيسَ لَنا إِلّا بِهِنَّ لِعابُ

نُصَرِّفُهُ لِلطَعنِ فَوقَ حَوادِرٍ
قَدِ اِنقَصَفَت فيهِنَّ مِنهُ كِعابُ

أَعَزُّ مَكانٍ في الدُنى سَرجُ سابِحٍ
وَخَيرُ جَليسٍ في الزَمانِ كِتابُ

وَبَحرٌ أَبو المِسكِ الخِضَمُّ الَّذي لَهُ
عَلى كُلِّ بَحرٍ زَخرَةٌ وَعُبابُ

تَجاوَزَ قَدرَ المَدحِ حَتّى كَأَنَّهُ
بِأَحسَنِ ما يُثنى عَلَيهِ يُعابُ

وَغالَبَهُ الأَعداءُ ثُمَّ عَنَوا لَهُ
كَما غالَبَت بيضَ السُيوفِ رِقابُ

وَأَكثَرُ ما تَلقى أَبا المِسكِ بِذلَةً
إِذا لَم تَصُن إِلّا الحَديدَ ثِيابُ

وَأَوسَعُ ما تَلقاهُ صَدراً وَخَلفَةٌ
رِماءٌ وَطَعنٌ وَالأَمامَ ضِرابُ

وَأَنفَذُ ما تَلقاهُ حُكماً إِذا قَضى
قَضاءً مُلوكُ الأَرضِ مِنهُ غِضابُ

يَقودُ إِلَيهِ طاعَةَ الناسِ فَضلُهُ
وَلَو لَم يَقُدها نائِلٌ وَعِقابُ

أَيا أَسَداً في جِسمِهِ روحُ ضَيغَمٍ
وَكَم أُسُدٍ أَرواحُهُنَّ كِلابُ

وَيا آخِذاً مِن دَهرِهِ حَقَّ نَفسِهِ
وَمِثلُكَ يُعطى حَقَّهُ وَيُهابُ

لَنا عِندَ هَذا الدَهرِ حَقٌّ يَلُطُّهُ
وَقَد قَلَّ إِعتابٌ وَطالَ عِتابُ

وَقَد تُحدِثُ الأَيّامُ عِندَكَ شيمَةً
وَتَنعَمِرُ الأَوقاتُ وَهِيَ يَبابُ

وَلا مُلكَ إِلّا أَنتَ وَالمُلكُ فَضلَةٌ
كَأَنَّكَ سَيفٌ فيهِ وَهُوَ قِرابُ

أَرى لي بِقُربي مِنكَ عَيناً قَريرَةً
وَإِن كانَ قُرباً بِالبِعادِ يُشابُ

وَهَل نافِعي أَن تُرفَعَ الحُجبُ بَينَنا
وَدونَ الَّذي أَمَّلتُ مِنكَ حِجابُ

أُقِلُّ سَلامي حُبَّ ما خَفَّ عَنكُمُ
وَأَسكُتُ كَيما لا يَكونَ جَوابُ

وَفي النَفسِ حاجاتٌ وَفيكَ فَطانَةٌ
سُكوتي بَيانٌ عِندَها وَخِطابُ

وَما أَنا بِالباغي عَلى الحُبِّ رِشوَةً
ضَعيفٌ هَوىً يُبغى عَلَيهِ ثَوابُ

وَما شِئتُ إِلّا أَن أَدُلَّ عَواذِلي
عَلى أَنَّ رَأيِي في هَواكَ صَوابُ

وَأُعلِمَ قَوماً خالَفوني فَشَرَّقوا
وَغَرَّبتُ أَنّي قَد ظَفِرتُ وَخابوا

جَرى الخُلفُ إِلّا فيكَ أَنَّكَ واحِدٌ
وَأَنَّكَ لَيثٌ وَالمُلوكُ ذِئابُ

وَأَنَّكَ إِن قُويِستَ صَحَّفَ قارِئٌ
ذِئاباً وَلَم يُخطِئ فَقالَ ذُبابُ

وَإِنَّ مَديحَ الناسِ حَقٌّ وَباطِلٌ
وَمَدحُكَ حَقٌّ لَيسَ فيهِ كِذابُ

إِذا نِلتُ مِنكَ الوُدَّ فَالمالُ هَيِّنٌ
وَكُلُّ الَّذي فَوقَ التُرابِ تُرابُ

وَما كُنتُ لَولا أَنتَ إِلّا مُهاجِراً
لَهُ كُلَّ يَومٍ بَلدَةٌ وَصِحابُ

وَلَكِنَّكَ الدُنيا إِلَيَّ حَبيبَةً
فَما عَنكَ لي إِلّا إِلَيكَ ذَهابُ



أبو الطيب المتنبي

الحمدان
06-14-2023, 05:28 PM
أنا الذي نَظَرَ الأعمى إلى أدبي
وأسمعت كلماتي مَنْ به صَمَمُ

أنامُ مِلء جُفوني عن شواردها
ويَسْهَرُ الخَلْقُ جَرَّاها ويَخْتَصِمُ

أبو الطيب المتنبي العصر العباسي

الحمدان
06-15-2023, 10:06 PM
العَجزُ عَن دَركِ الإِدراكِ إدراكُ
وَالبُحثُ عَن سِرِّ ذاتِ السِرِّ إِشراكُ

في سِر وائِرِ همّاتِ الوَرى هِمَمٌ
عَن دَركِها عَجزَت جِنٌّ وَأَملاكُ


علي بن أبي طالب

الحمدان
06-15-2023, 10:07 PM
وَكَم قَد تَرَكنا في دِمشقَ وَأَهلِها
مَن أَشمَط مَوتُورٍ وَشمطاءَ ثاكِلِ

وَغانِيَةٍ صادَ الرِماحُ حَليلَها
فَأَضحَت تَعُدُّ اليَومَ بَعضَ الأَرامِلِ

وَتَبكي عَلى بَعلٍ لَها راحَ غادياً
وَلَيسَ إِلى يَومِ الحِسابِ بِقافِلِ

وَأَنّا أُناسٌ لا تُصيبُ رِماحَنا
إِذا ما طَعنّا القَومَ غَيرَ المُقاتِلِ



علي بن أبي طالب

الحمدان
06-15-2023, 10:07 PM
إِنَّ المَنِيَّةَ شُربَةٌ مَورودَةٌ
لا تَجزَعَنَّ وَشدَّ لِلتَرحيلِ

إِنَّ اِبنَ آمِنَةَ النَبيّ مُحَمَّداً
رَجُلٌ صَدوقٌ قالَ عَن جبريلِ

إِرخِ الزِمامَ وَلا تَخَف مِن عائِقٍ
فَاللَهُ يُرديهُم عَنِ التَنكيلِ

إِنّي بِرَبّي واثِقٌ وَبِأَحمَدِ
وَسَبيلُهُ مُتلاحِقٌ بِسَبيلي


علي بن أبي طالب

الحمدان
06-15-2023, 10:07 PM
لَقَد كانَ ذا جَدٍّ وَجَدَّ بِكُفرِهِ
فَقيدٌ إِلَينا في المَجامِعِ يَعتَلِ

فَقَلَّدتُهُ بِالسَيفِ ضَربَةَ مَحفظٍ
فَسارَ إِلى قَعرِ الجَحيمِ يُكبَّلِ

فَذاكَ مَآبُ الكافِرينَ وَمِن يُطِع
لِأَمرِ إِلَهِ الخَلقِ في الخُلدِ يَنزِلِ



علي بن أبي طالب

الحمدان
06-15-2023, 10:08 PM
إِذا ما عَرى خَطبٌ مِنَ الدَهرِ فَاِصطَبِر
فَإِنَّ اللَيالي بِالخَطوبِ حَوامِلُ

وَكُلُّ الَّذي يَأتي بِهِ الدَهرُ زائِلٌ
سَريعاً فَلا تَجزَع لِما هُوَ زائِلُ



علي بن أبي طالب

الحمدان
06-15-2023, 10:08 PM
أَلا فَاصبِر عَلى الحَدَثِ الجَليلِ
وَداوِ جَواكَ بِالصَبرِ الجَميلِ

وَلا تَجزَع وَإِن أُعسِرتَ يَوماً
فَقَد أَيسَرَت في الزَمَنِ الطَّويلِ

وَلا تَيأَس فَإِنَّ اليَأسَ كُفرٌ
لَعَلَّ اللَهَ يَغني مِن قَليلِ

وَلا تَظُنَّنْ بِرَبِّكَ غَيرَ خَيرٍ
فَإِنَّ اللَهَ أَولى بِالجَميلِ

وَإِنَّ العُسرَ يَتبَعُهُ يَسارٌ
وَقَولُ اللَهِ أَصدَقُ كُلَّ قيلِ

فَلَو أَنَّ العُقولَ تَجُرُّ رِزقاً
لَكانَ الرِزقُ عِندَ ذَوي العُقولِ

وَكَم مِن مُؤمِنٍ قَد جاعَ يَوماً
سَيُروى مِن رَحيقٍ سَلسَبيلِ



علي بن أبي طالب

الحمدان
06-15-2023, 10:09 PM
أَقيكَ بِنَفسي أَيُّها المُصطفى الَّذي
هَدانا بِهِ الرَحمَنُ مِن عَمَهِ الجَهلِ

وَأَفديكَ حَوبائي وَما قَدر مُهجَتي
لِمَن أَنتَمي فيهِ إِلى الفَرعِ وَالأَصلِ

وَمَن ضَمَّني مُذ كُنتُ طِفلاً وَيافِعاً
وَأَنعَشَني بِالعِلِّ مِنهُ وَبِالنَهلِ

وَمِن جَدِّهِ جَدي وَمِن عَمهِ أَبي
وَمِن نَجلِهِ نَجلي وَمِن بِنتِهِ أَهلي

وَمِن حينِ آخى بَينَ مَن كانَ حاضِراً
هُنالِكَ آخاني وَبَيَّنَ مِن فَضلي

لَكَ الفَضلُ إِني ما حَييتُ لَشاكِرٍ
لِاتمامِ ما أَولَيتَ يا خاتَمَ الرُسُلِ


علي بن أبي طالب

الحمدان
06-15-2023, 10:09 PM
أَلَم تَرَ أَنَّ اللَهَ أَبلى رَسولَهُ
بَلاءَ عَزيزٍ ذي اقتِدارٍ وَذي فَضلِ

بِما أَنزلَ الكُفّارَ دارَ مَذَلّةٍ
فَذاقوا هَواناً مِن أَسارٍ وَمِن قَتلِ

وَأَمسى رَسولَ اللَهِ قَد عَزَّ نَصرُهُ
وَكانَ رَسولَ اللَهِ أُرسِلَ بِالعَدلِ

فَجاءَ بِفُرقانٍ مِنَ اللَهِ مُنزَلٍ
مُبَيّنَةٍ آياتُهُ لِذَوي العَقلِ

فَآمَنَ اَقوامٌ بِذاكَ وَأَيقَنوا
وَأَمسوا بِحَمدِ اللَهِ مُجتَمِعي الشَملِ

وَأَنكَرَ أَقوامٌ فَزاغَت قُلوبُهُم
فَزادَهُمُ ذو العَرشِ خَبلاً عَلى خَبلِ

وَأَمكَنَ مِنهُم يَومَ بَدرٍ رَسولَهُ
وَقَوماً غِضاباً فِعلَهُم أَحسَنُ الفِعلِ

بِأَيديَهُم بيضٌ خِفافٌ قَواطِعٌ
وَقَد حادَثوها بِالجَلاءِ وَبِالصَقلِ

فَكَم تَرَكوا مِن ناشئٍ ذو حَمِيَّةٍ
صَريعاً وَمِن ذي نَجدَةٍ مِنهُمُ كَهلِ

تَبيتُ عيونُ النائِحاتِ عَلَيهِمُ
تَجودُ بِأَسبابِ الرَشاشِ وَبِالوَبلِ

نَوائِحُ تَنعي عُتبَةَ الغَيِّ وابنَهُ
وَشَيبَةَ تَنعاهُ وَتَنعي أَبا جَهلِ

وَذا الذَحل تَنعى وَاِبنُ جَدعانَ مِنهُمُ
مُسلَبَةً حَرّى مَبيَّنَةَ الثَكلِ

ثَوى مِنهُمُ في بِئرِ بَدرٍ عِصابَةٌ
ذوو نَجَداتٍ في الحُروبِ وَفي المَحلِ

دَعا الغَيَّ مِنهُم مَن دَعا فَأَجابَهُ
وَلِلغَيِّ أَسبابٌ مُقَطَّعَةُ الوَصلِ

فَأَضحوا لَدى دارِ الجَحيمِ بِمَنزِلٍ
عَن البَغيِ وَالعُدوانِ في أَشغَلِ الشُغلِ


علي بن أبي طالب

الحمدان
06-15-2023, 10:10 PM
إِنَّما الدُنيا كَظِلٍ زائِلٍ
او كَضَيفٍ باتَ لَيلاً فَاِرتَحَل

أَو كَطيفٍ قَد يَراهُ نائِمٌ
اَو كَبَرقٍ لاحَ في أُفْقِ الأَمَل


علي بن أبي طالب

الحمدان
06-15-2023, 10:10 PM
يُمَثِّلُ ذو العَقلِ في نَفسِهِ
مَصائِبهُ قَبلَ أَن تَنزِلا

فَإِن نَزَلَت بَغتَةً لَم يُرَع
لِما كانَ في نَفسِهِ مَثَلا

رَأى الأَمرَ يُفضي الي آخِرٍ
فَصيَّر آخِرَهُ اَوَّلا

وَذو الجَهلِ يَأمَنُ أَيامَهُ
وَينسى مَصارِعَ مَن قَد خَلا

فَإِن بَدَهتَهُ صُروفُ الزَمانِ
بِبَعضِ مَصائِبِهِ أَعوَلا

وَلَو قَدَّمَ الحَزمَ في نَفسِهِ
لَعَلَّمَهُ الصَّبرَ عِندَ البَلا


علي بن أبي طالب

الحمدان
06-15-2023, 10:11 PM
رَأَيتُ المُشرِكينَ بَغَوا عَلَينا
وَلَجّوا في الغِوايَةِ وَالضَلالِ

وَقالوا نَحنُ أَكثَرُ إِذ نَفَرنا
غَداةَ الرَوعِ بِالأسلِ الطِوالِ

فَإِن يَبغوا وَيَفتَخِروا عَلَينا
بِحَمزَةَ وَهوَ في الغُرَفِ العَوالي

فَقَد أَودى بِعُتبَةَ يَومِ بَدرٍ
وَقَد أَبلى وَجاهَدَ غَيرَ آلِ

وَقَد فَلَّلتَ خَيلَهُمُ بِبَدرٍ
وَأَتبَعتَ الهَزيمَةَ بِالرِجالِ

وَقَد غادَرتَ كَبشَهُمُ جِهاراً
بِحَمدِ اللَهِ طَلحَةَ في الضَلالِ

فَتَلَّ لِوَجهِهِ فَرَفَعتَ عَنهُ
رَقيقَ الحَدِّ حُودِثَ بِالصِّقالِ

كَأَنَّ المِلحَ خالَطَهُ إِذا ما
تَلَظّى كَالعَقيقَةِ في الظَلالِ



علي بن أبي طالب

الحمدان
06-15-2023, 10:11 PM
ما أَحسَنَ الدُنيا وَإِقبالَها
إِذا أَطاعَ اللَّهَ مَن نالَها

مَن لَم يواسِ النَّاسَ مِن فَضلِهِ
عَرَّضَ لِلإِدبارِ إِقبالَها

فَاِحذَر زَوالَ الفَضلِ يا جابِرُ
وَاعطِ مِن دُنياكَ مَن سالَها

فَإِنَّ ذا العَرشِ جَزيلُ العَطا
ءِ يُضَعِفُ بِالحَبَةِ أَمثالَها

وَكَم رَأَينا مِن ذَوي ثَروَةٍ
لَم يَقبَلوا بِالشُّكرِ إِقبالَها

تاهوا عَلى الدُنيا بِأَموالِهِم
وَقَيَّدوا بِالبُخلِ أَقفالَها

لَو شَكَروا النِعمَةَ زادَتُهُمُ
مَقالَةً لِلّهِ قَد قالَها

لَئِن شَكَرتُم لَأَزيدَنَّكُم
لَكِّنَما كُفرَهُم غالَها

مَن جاوَرَ النِعمَةَ بِالشُكرِ لَم
يِخشَ عَلى النِعمَةِ مُغتالَها

وَالكُفرُ بِالنِعمَةِ يَدعو إِلى
زَوالِها وَالشُكرُ أَبقى لَها



علي بن أبي طالب

الحمدان
06-15-2023, 10:12 PM
صُنِ النَفسَ وَاِحمِلها عَلى ما يزيِنُها
تَعِش سالِماً وَالقَولُ فيكَ جَميلُ

وَلا تُرِينَّ الناسَ إِلّا تَجَمُّلاً
نَبا بِكَ دَهرٌ أَو جَفاكَ خَليلُ

وَإِن ضاقَ رِزقُ اليَومِ فَاِصبِر إِلى غَدٍ
عَسى نَكَباتِ الدَهرِ عَنكَ تَزولُ

يَعِزُّ غَنِيُّ النَفسِ إِن قَلَّ مالُهُ
ويَغنى غَنِيُّ المالِ وَهوَ ذَليلُ

وَلا خَيرَ في وِدِّ اِمرِئٍ مُتَلَّونٍ
إِذا الريحُ مالَت مالَ حَيثُ تَميلُ

جَوادٌ إِذا اِستَغنَيتَ عَن أَخذِ مالِهِ
وَعِندَ اِحتِمالِ الفَقرِ عَنكَ بَخيلُ

فَما أَكثَرَ الإِخوان حينَ تَعدّهُم
وَلَكِنَهُم في النائِباتِ قَليلُ



علي بن أبي طالب

الحمدان
06-15-2023, 10:12 PM
هَبِ الدُنيا تُساقُ إِلَيكَ عَفواً
أَلَيسَ مَصيرُ ذاكَ إِلى الزَوالِ

وَما تَرجو لِشَيءٍ لَيسَ يَبقى
وَشيكاً ما تُغَيِّرهُ اللَيالي



علي بن أبي طالب

الحمدان
06-15-2023, 10:13 PM
إِذا اِجتَمَعَ الآفاتُ فَالبُخلُ شَرّها
وَشَرٌّ مِنَ البُخلِ المَواعيدِ وَالمَطلُ

وَلا خَيرَ في وَعدٍ إِذا كانَ كاذِباً
وَلا خَيرَ في قَولٍ إِذا لَم يَكُن فِعلُ

إِذا كُنتَ ذا عِلمٍ وَلَم تَكُ عاقِلاً
فَأَنتَ كَذي نَعلٍ وَلَيسَ لَهُ رِجلُ

وَإِن كُنتَ ذا عَقلٍ وَلَم تَكُ عالِماً
فَأَنتَ كَذي رِجلٍ وَلَيسَ لَهُ نَعلُ

ألا إِنَّما الإِنسانُ غِمدٌ لِعَقلِهِ
وَلا خَيرَ في غِمدٍ إِذا لَم يَكُن نَصلُ



علي بن أبي طالب

الحمدان
06-15-2023, 10:13 PM
يا مَن بِدُنياهُ اِشتَغَل
وَغَرَّهُ طولُ الأَمَل

المَوتُ يَأتي بَغتَةً
والقبرُ صندوقُ العَمَل


علي بن أبي طالب رضي الله عنه

الحمدان
06-16-2023, 08:07 PM
رَمَتِ الفُؤَادَ مَليحَةٌ عَذراءُ
بِسِهامِ لَحظٍ ما لَهُنَّ دَواءُ

مَرَّت أَوانَ العيدِ بَينَ نَواهِدٍ
مِثلِ الشُموسِ لِحاظُهُنَّ ظُباءُ

فَاِغتالَني سَقَمي الَّذي في باطِني
أَخفَيتُهُ فَأَذاعَهُ الإِخفاءُ

خَطَرَت فَقُلتُ قَضيبُ بانٍ حَرَّكَت
أَعطافَهُ بَعدَ الجَنوبِ صَباءُ

وَرَنَت فَقُلتُ غَزالَةٌ مَذعورَةٌ
قَد راعَها وَسطَ الفَلاةِ بَلاءُ

وَبَدَت فَقُلتُ البَدرُ لَيلَةَ تِمِّهِ
قَد قَلَّدَتهُ نُجومَها الجَوزاءُ

بَسَمَت فَلاحَ ضِياءُ لُؤلُؤِ ثَغرِها
فيهِ لِداءِ العاشِقينَ شِفاءُ

سَجَدَت تُعَظِّمُ رَبَّها فَتَمايَلَت
لِجَلالِها أَربابُنا العُظَماءُ

يا عَبلَ مِثلُ هَواكِ أَو أَضعافُهُ
عِندي إِذا وَقَعَ الإِياسُ رَجاءُ

إِن كانَ يُسعِدُني الزَمانُ فَإِنَّني
في هِمَّتي بِصُروفِهِ إِزراءُ


عنتره بن شداد

الحمدان
06-16-2023, 08:07 PM
أَلا قاتَلَ اللَهُ الطُلولَ البَوالِي
وَقاتَلَ ذِكراكَ السِنينَ الخَوالِيا

وَقَولَكَ لِلشَيءِ الَّذي لا تَنالُهُ
إِذا ما حَلا في العَينِ يا لَيتَ ذا لِيا

وَنَحنُ مَنَعنا بِالفَروقِ نِساءَنا
نُطَرِّفُ عَنها مُشعِلاتٍ غَواشِيا

حَلَفنا لَهُم وَالخَيلُ تَردي بِنا مَعاً
نُزايِلُهُم حَتّى يَهِرّوا العَوالِيا

عَوالِيَ زُرقاً مِن رِماحِ رُدَينَةٍ
هَريرَ الكِلابِ يَتَّقينَ الأَفاعِيا

تَفادَيتُمُ أَستاهَ نيبٍ تَجَمَّعَت
عَلى رِمَّةٍ مِنَ العِظامِ تَفادِيا

أَلَم تَعلَموا أَنَّ الأَسِنَّةَ أَحرَزَت
بَقِيَّتَنا لَو أَنَّ لِلدَهرِ باقِيا

وَنَحفَظُ عَوراتِ النِساءِ وَنَتَّقي
عَلَيهِنَّ أَن يَلقينَ يَوماً مَخازِيا

أَبَينا أَبَينا أَن تَضِبَّ لِثاتُكُم
عَلى مُرشِقاتٍ كَالظِباءِ عَواطِيا

وَقُلتُ لِمَن قَد أَخطَرَ المَوتَ نَفسَهُ
أَلا مَن لِأَمرٍ حازِمٍ قَد بَدا لِيا

وَقُلتُ لَهُم رُدّوا المُغيرَةَ عَن هَوى
سَوابِقِها وَأَقبِلوها النَواصِيا

وَإِنّا نَقودُ الخَيلَ تَحكي رُؤوسُها
رُؤوسَ نِساءٍ لا يَجِدنَ فَوالِيا

فَما وَجَدونا بِالفُروقِ أُشابَةً
وَلا كُشُفاً وَلا دُعينا مَوالِيا

تَعالَوا إِلى ما تَعلَمونَ فَإِنَّني
أَرى الدَهرَ لا يُنجي مِنَ المَوتِ ناجِيا


عنتره بن شداد

الحمدان
06-16-2023, 08:08 PM
أَلا يا دارَ عَبلَةَ بِالطَويِّ
كَرَجعِ الوَشمِ في كَفِّ الهَدِيِّ

كَوَحيِ صَحائِفٍ مِن عَهدِ كِسرى
فَأَهداها لِأَعجَمَ طِمطِمِيِّ

أَمِن زَوِّ الحَوادِثِ يَومَ تَسمو
بَنو جُرمٍ لِحَربِ بَني عَدِيِّ

إِذا اِضطَرَبوا سَمِعتَ الصَوتَ فيهِم
خَفيّاً غَيرَ صَوتِ المَشرَفِيِّ

وَغَيرَ نَوافِذٍ يَخرُجنَ مِنهُم
بِطَعنٍ مِثلَ أَشطانِ الرَكِيِّ

وَقَد خَذَلَتهُمُ ثُعَلُ بنُ عَمروٍ
سَلامانيَّهُم وَالجَروَلِيِّ


عنترة بن شداد

الحمدان
06-16-2023, 08:08 PM
اليَومَ تَبلو كُلُّ أُنثى بَعلَه

فَاليَومَ يَحميها وَيَحمي رَحلَها

وَإِنَّما تَلقى النُفوسَ سُبلَه

إِنَّ المَنايا مُدرِكاتٌ أَهلَها

وَخَيرُ آجالِ النُفوسِ قَتلُها


عنتره بن شداد

الحمدان
06-16-2023, 08:09 PM
وَإِن تَكُ حَربُكُم أَمسَت عَوان
فَإِنّي لَم أَكُن مِمَّن جَناها

وَلَكِن وُلدُ سَودَةَ أَرَّثوه
وَشَبّوا نارَها لِمَنِ اِصطَلاها

فَإِنّي لَستُ خاذِلَكُم وَلَكِن
سَأَسعى الآنَ إِذ بَلَغَت أَناها


عنتره بن شداد

الحمدان
06-16-2023, 10:30 PM
سَقى اللَهُ أَشلاءً كرُمنَ عَن البِلا

وَما غضّ مِن مِقدارَها حادِثُ البَلا

وَمِمّا شَجاني أَن أُهين مَكانُها

وَأُهمِل قَدر ما عَهدناه مُهمَلا

أَلا اِصنَع بها يا دَهرُ ما أَنتَ صانِع

فَما كُنتَ إِلّا عَبدَها المُتَذَلّلا

سفَكت دَماً كانَ الرقُوء نَوالَه

لَقَد جئتَها شَنعاءَ فاضِحةَ المَلا

بِكَفّي سَبَتني أزرق العَين مُطرِق

عَدا فَغَدا في غيلهِ مُتَوغّلا

لنِعم قَتيلُ القَوم في يَوم عِيده

قَتيلٌ تُبكّيه المَكارِمُ وَالعلا

ألا إِنّ يَومَ اِبن الحَكيم لمُثكِل

فُؤادي فَما يَنفَكّ ما عِشتُ مُثكلا

فَقَدناه في يَومٍ أَغَرّ مُحجّلٍ

فَفي الحَشر نَلقاه أَغرّ محجّلا

سَمَت نَحوَهُ الأَيّامُ وَهوَ عَميدُها

فَلَم تَشكُر النعمى وَلَم تحفظِ الولا

تَعاورت الأَسيافُ مِنهُ ممدّحاً

كَريماً سَما فَوقَ السماكَين مرجلا

وَخانَتهُ رجلٌ في الطَواف بِهِ سَعَت

فَناءَ بِصَدر للعلوم تَحمّلا

وَجُدّل لَم يَحضُره في الحَيّ ناصر

فَمن مُبلِغُ الأَحياءَ أَنّ مُهَلهِلا

يَدُ اللَه في ذاكَ الأَديم مُمَزّقاً

تُباركُ ما هَبّت جنوباً وَشَمألا

وَمِن حَزَني أن لَستُ أَعرف ملحداً

لَهُ فَأَرى للتّرب مِنهُ مقبّلا

رُوَيدَك يا مَن قَد غَدا شامِتاً بِهِ

فَبِالأَمس ما كانَ العِمادَ المؤمّلا

وَكُنّا نُغادي أَو نُراوِحُ بابَهُ

وَقَد ظَلّ في أَوج العُلا مُتَوقّلا

ذكَرناهُ يَوماً فاِستهلّت جُفونُنا

بِدَمع إِذا ما أَمحَلَ العامُ أَخضَلا

وَمازَج مِنهُ الحُزنُ طولَ اِعتبارنا

وَلَم نَدرِ ماذا مِنهُما كانَ أَطوَلا

وَهاجَ لَنا شَجواً تَذكّرُ مجلسٍ

لَهُ كان يهدي الحَيّ وَالملأ الألى

بِهِ كانَت الدُنيا تُؤخّر مُدبِراً

مِنَ الناسِ حَتماً أَو تُقدّم مُقبِلا

لِتَبكِ عُيونُ الباكيات عَلى فَتىً

كَريمٍ إِذا ما أَسبَغَ العُرف أَسجَلا

عَلى خادِمِ الآثار تُتلى صَحائِفاً

عَلى حامل القُرآن يُتلى مُفصّلا

عَلى عضُدِ الملك الَّذي قَد تضوّعت

مَكارِمُهُ في الأَرض مِسكاً وَمندلا

عَلى قاسِم الأَموال فينا عَلى الَّذي

وَضَعنا عَلَيهِ كُلّ إصر عَلى عَلى

وَأَنّى لَنا مِن بَعدِهِ مُتَعَلّلٌ

وَما كانَ في حاجاتِنا مُتَعَلّلا

أَلا يا قَصير العُمر يا كاملَ العُلا

يَميناً لَقد غادَرت حُزناً مُؤثّلا

يَسوء المصلّى أَن هَلَكتَ وَلَم تُقَم

عَلَيكَ صَلاةٌ فيهِ يَشهدُها المَلا

وَذاكَ لِأنّ الأَمرَ فيهِ شَهادَةٌ

وَسُنّتُها مَحفوظَةٌ لَن تُبَدّلا

فَيا أَيُّها المَيتُ القَديم الَّذي قَضى

سَعيداً حَميداً فاضِلاً وَمفضّلا

لِتَهنِك مِن رَبّ السَماء شَهادَةٌ

تُلاقي بِبُشرى وَجهك المُتَهلّلا

رَثَيتُك عَن حُبٍّ ثَوى في جَوانِحي

فَما وَدَعَ القَلب العَميدُ وَما قَلا

وَيا رُبّ مَن أَوليتَهُ مِنكَ نعمَة

وَكُنتَ لَهُ ذُخراً عَتيداً وَموئلا

تَناساك حَتّى ما تَمرّ بِباله

وَلَم يدّكر ذاكَ النَدى وَالتَفَضّلا

يُرابِض في مَثواكَ كُلّ عَشيّةٍ

ضَفيفَ شِواء أَو قَديراً معجّلا

لَحى اللَه من يَنسى الأَذمّة رافِضاً

وَيَذهَل مَهما أَصبَح الأَمر مُشكلا

حَنانَيك يا بَدر الدُجى فَلَشَدّما

تَرَكتَ بُدورَ الأُفق بَعدَك أُفّلا

وَكُنتَ لِآمالي حَياةً هَنيئةً

فَغادرتَ منّي اليَوم قَلباً مُقتّلا

فَلا وَأبيكَ الخَيرِ ما أَنا بِالَّذي

عَلى البُعد يَنسى مِن ذمامك ما خَلا

فَأَنتَ الَّذي آوَيتَني مُتغَرّباً

وَأَنتَ الَّذي أَكرَمتَني مُتَطَفّلا

فَآليتُ لا يَنفكّ قَلبي مكمداً

عَلَيك وَلا يَنفكّ دَمعي مُسبَا


ابن شبرين الجذامي

الحمدان
06-16-2023, 10:31 PM
عَلى البُعد يَنسى مِن ذمامك ما خَلا

فَأَنتَ الَّذي آوَيتَني مُتغَرّباً

وَأَنتَ الَّذي أَكرَمتَني مُتَطَفّلا

فَآليتُ لا يَنفكّ قَلبي مكمداً

عَلَيك وَلا يَنفكّ دَمعي مُسبَا




ابن شبرين الجذامي

الحمدان
06-16-2023, 10:31 PM
رَعى اللَهُ مِن غَرناطَةٍ مُتَبوّأ
يسرّ كَئيباً أَو يُجيرُ طَريدا

تَبرّم مِنها صاحِبي عِندَما رَأى
مَسارحها بِالبَرد عُدن جَليدا

هِيَ الثَغرُ صانَ اللَه مَن أهلَت بِهِ
وَما خَيرُ ثَغر لا يَكون بَرودا


ابن شبرين الجذامي

الحمدان
06-17-2023, 10:34 AM
يا أيها الإنسان ما هذا القلق
أوليس ربك قد تكفل ما خلق

أوليس بعد العسرِ يسر مثلما
بعد اللَّيالي دائماً يأْتي الفلق

لا بأْس ، فالأحزان يتبعها رضاً
يضفي عليك بإذن مولاك الألق

الحمدان
06-17-2023, 03:11 PM
أُفَكِّرُ فِي نَوَى إِلْفِي وَصَبْرِي
وَأَحْمَدُ هِمَّتِي وَأَذُمُّ دَهْرِي

وَمَا قَصَّرْتُ فِي طَلَبٍ وَلَكِنْ
لِرَبِّ النَّاسِ أَمْرٌ فَوْقَ أَمْرِي


الإمام الشافعي

الحمدان
06-17-2023, 03:11 PM
تَعَلَّمْ فَلَيْسَ الْمَرْءُ يُولَدُ عَالِمًا
وَلَيْسَ أَخُو عِلْمٍ كَمَنْ هُوَ جَاهِلُ

وَإِنَّ كَبِيرَ الْقَوْمِ لَا عِلْمَ عِنْدَهُ
صَغِيرٌ إِذَا الْتَفَّتْ عَلَيْهِ الْجَحَافِلُ

وَإِنَّ صَغِيرَ الْقَوْمِ إِنْ كَانَ عَالِمًا
كَبِيرٌ إِذَا رُدَّتْ إِلَيْهِ الْمَحَافِلُ



الإمام الشافعي

الحمدان
06-17-2023, 03:11 PM
اذْهَبْ فَوُدُّكَ مِنْ فُؤَادِي طَالِقٌ
أَبَدًا وَلَيْسَ طَلَاقَ ذَاتِ الْبَيْنِ

فَإِنِ ارْعَوَيْتَ فَإِنَّهَا تَطْلِيقَةٌ
وَيَدُومُ وُدُّكَ لِي عَلَى ثِنْتَيْنِ

وَإِنِ امْتَنَعْتَ شَفَعْتُهَا بِمِثَالِهَا
فَتَكُونُ تَطْلِيقَيْنِ فِي حَيْضَيْنِ

وَإِذَا الثَّلَاثُ أَتَتْكَ مِنِّي بَتَّةً
لَمْ تُغْنِ عَنْكَ وِلَايَةُ «السِّيبَيْنِ»


الإمام الشافعي

الحمدان
06-17-2023, 03:12 PM
عفا الله عن عبدِ أعانَ بدعوةٍ
خليلين كانا دائمين على الودِّ

إلى أن مشى واشي الهوى بنميمةٍ
إلى ذَاكَ مِنْ هذَا فَزَالاَ عَنِ الْعَهْدِ


الإمام الشافعي

الحمدان
06-17-2023, 03:12 PM
ومتعبُ العيسَ مرتاحاً إلى بلدِ
والموتُ يطلُبُه من ذَلِكَ البلدِ

وضاحك والمنايا فوقَ هامته
لو كانَ يعلمُ غيباً ماتَ من كمدِ

من كانَ لَمْ يُؤْتَ عِلْماً في بقاءِ غدٍ
ماذا تفكرهُ في رزقِ بعد غدِ



الإمام الشافعي

الحمدان
06-17-2023, 03:13 PM
إذا حارَ أمرُكَ في مَعْنَيَيْن
ولم تدرِ حيثُ الخَطَا والصَّوابُ

فخَالِفْ هَوَاكَ فإنَّ الهوَى
يقودُ النفوسَ إلى ما يعاب



الإمام الشافعي

الحمدان
06-17-2023, 03:13 PM
إِنَّ امْرَأً وَجَدَ الْيَسَارَ فَلَمْ يُصِبْ
حَمْدًا وَلَا شُكْرًا لَغَيْرُ مُوَفَّقِ

الْجَدُّ يُدْنِي كُلَّ أَمْرٍ شَاسِعٍ
وَالْجَدُّ يَفْتَحُ كُلَّ بَابٍ مُغْلَقِ

وَإِذَا سَمِعْتَ بِأَنَّ مَكْدُودًا أَتَى
مَاءً لِيَشْرَبَهُ فَغَاضَ فَحَقِّقِ

وَأَحَقُّ خَلْقِ اللهِ بِالْهَمِّ امْرُؤٌ
ذُو هِمَّةٍ يُبْلَى بِعَيْشٍ ضَيِّقِ

وَمِنَ الدَّلِيلِ عَلَى الْقَضَاءِ وَكَوْنِهِ
بُؤْسُ اللَّبِيبِ وَطِيبُ عَيْشِ الْأَحْمَقِ




الإمام الشافعي

الحمدان
06-19-2023, 09:53 PM
وشقيقةُ المرء الكبيرة دائماً
كالأُمِّ في حرصٍ وفي رحماتِ

أمٌّ وأختٌ جنة وصديقةٌ
تبقى ملاذ الروحِ في الأزماتِ

إنّ الشقيقةَ في المنازل كاسْمِهَا
شقُّ الفؤادِ ونصفُ كل حياةِ

لا طعم في بيت الرجال ولم يكن
هذا الوجود مُطعّما ببناتِ

والقلبُ يزهرُ دائما بضلوعنا
مادام مستندا على الأخواتِ


يحي رياني

الحمدان
06-19-2023, 09:54 PM
‏وغدًا سيجري دمع عينك فرحةً
وترى السحائب بالأماني أمطرَت

وترى ظروف الأمسِ صارت بلسمًا
وهي التي أعيتْك حين تعسّرتْ

وتقولُ سبحان الذي رفَع البلا
مِن بعد أن فُقد الرجاء تيسّرت

الحمدان
06-19-2023, 09:55 PM
‏ويخبرني الصباحُ بأن ربَّا
كريمًا منعمًا بَرًا رحيما

سيعطيكَ الذي تدعوهُ حتى
ترى الأحزانَ قد عادت نعيما

الحمدان
06-19-2023, 09:56 PM
‏كم من حزينٍ لا ترى في وجهه
إلاّ الَـرضا وفَـؤادُهُ يتمَــزّق

ولَكَمْ بَشوشٍ لو خَبِرْتَ حياتَه
لعرفتَ أهلَ الصبرِ كيف تخَلّقوا

ما كلُّ مَنْ ذَرَفَ الدموعَ مُعذَّبٌ
أو كلُّ من تلقاهُ يضحكُ يصدقُ

هي قصّةٌ أدرى بها أصحابُها
والله أعلمُ بالقلوب وأرْفَقُ

الحمدان
06-19-2023, 09:58 PM
‏وَما ضَاقتِ الدُّنيا على ذي مروءةٍ
ولا هي مسدودٌ عليهِ رحابها

فقَد بشَّرتني بالسَّعادَةِ هِمَّتي
وجاء من العلياءِ نحوي كتابها


بهاء الدين زهير

الحمدان
06-21-2023, 12:15 AM
ظ°

إلى عرفاتٍ سنمضي غدًا
وشوقٌ بقلب المُحبّ بدا

فهذا مقام الدُّعاء الّذي
يُجاب فمدوا لربِّي اليَدا

يباهي بكم ربّكم فاسعدوا
وينزل يسمع كلَّ النِّداء

فهلوا دموع الأسى توبةً
وقولوا أتيناك يا ذا العلا

الحمدان
06-22-2023, 06:22 PM
يا صاحبَ الهمِّ إنَّ الهمَّ مُنْفَرِجٌ
أَبْشِرْ بخيرٍ فإنَّ الفارجَ اللهُ

اليأسُ يَقْطَعُ أحيانًا بصاحِبِهِ
لا تَيْأسَنَّ فإنَّ الكافيَ اللهُ

اللهُ يُحْدِثُ بعدَ العُسرِ مَيْسَرَةً
لا تَجْزَعَنَّ فإنَّ القاسمَ اللهُ

إذا بُلِيتَ فثقْ باللهِ، وارْضَ بهِ
إنَّ الذي يَكْشِفُ البَلْوَى هو اللهُ

واللهِ مَا لَكَ غيرُ اللهِ مِن أحدٍ
فحَسْبُك اللهُ في كلٍّ لكَ اللهُ


الإمام الشافعي

الحمدان
06-22-2023, 10:56 PM
لبيك ربي وإن لم اكنّ بينَ الزحَام مُلبيا

لبيك ربي وإن لم اكنّ بينَ الحجيج ساعيا

لبيك ربي وإن لم اكنّ بينَ عبادك داعيا

لبيك ربي وإن لم اكنّ بينَ الصفوف مصليا

لبيك ربي وإن لم اكنّ بينَ الجموع لعفوك طالبا

لبيك ربي فاغفر جميع ذنوبي أدقها وأجلها

الحمدان
06-25-2023, 02:30 AM
فمتى قبلت من الأعادي ساكنًـا
بعد الأحبـة لا سقـاك غمـام

يا سادتي أمـا الفـؤاد فشيـق قلـق وأمـا أدمعـي فسجـام

والدار مذ عدمت جمال وجوهكم
لم يبق فـي ذاك المقـام مقـام

الحمدان
06-25-2023, 02:31 AM
تسأل الدار عن من كان يسكنها
الباب يخبر أن القوم قد رحلوا

يا طارق الباب رفقاً حين تطرقهُ
فإنه لم يعد في الدار أصحابُ

ارحم يديك فما في الدار من أحد
لا ترج رداً فأهل الود قد راحوا

ولترحم الدار لا توقظ مواجعها
للدور روح ... كما للناس أرواحً

الحمدان
06-25-2023, 02:31 AM
مَررتُ بدارِهم شـــوقاً إليهـا
لَعــلّي ألمــحُ الأحبابَ فيهــا

فما من نائمٍ في الدارِ يصحو
وما من زائــرٍ يدنـــو إليهــا

سـألتُ الجـارَ ما الأخبارُ قل لي
فقال : الــــدار أبقى من ذويها

ألــمْ تعلمْ بـأنَّ الناسَ تمضي
وتبقــى الــدارُ تنعي سـاكنيها

الحمدان
06-25-2023, 02:32 AM
إنِّي وقفتُ ببابِ الدَّارِ أسألُها

عن الحبيبِ الذي قد كانَ لِي فيها

فما وجدتُ بها طيفًا يُكلِّمُني

سِوَى نواحِ حمامٍ في أعاليها

يَا دارُ أينَ أحبَّائي؟ لقَد رحلُوا

ويا تُرى أيَّ أرضٍ خيَّموا فيها

ريحانة شمران
06-28-2023, 02:59 AM
يا سيفنا القطاع



بالنصر ياليث المناعير اهنيك


يا منجي الغرقان من بحر الادراك
يا سيفنا القطاع باسماك اناديك


ثلاثة اعوام على الضد أنا أنخاك
عز الله انا عارفين مراميك


حمر بعد وانك مضاريب يمناك
ترى مريض اعلقل حي يناحيك


اسمه هفا واسمك تعلا بالافلاك
الخير كله ثابت في نواصيك


ومن خلقتك ربك على الرشد يقداك
على الفضيلة سامك العرش هاديك


وعن الرذيله مقفيات مطاياك
باروا حنايا معرب الأصل نفديك


حق علينا يا شقر الريش نجزاك
نجزاك بالبيضا ليا حل طاريك


وتنعاف يا فيصل حياة بلياك
انت العديم اللي بعاد معاديك


في هدتك تشبع طيور ترجاك
كبير عدوانك عنالك يرضيك


عقب الهدير اقبل يبي منك حسناك
ان كان هو شره يصدك وناويك


حبلت له وادخلت رأسه بالاشراك
اضحكت شعب يرجى الله ويرجيك


وبكيت عدوانك وهذي سواياك
انت الذي تسهر عدوك مساريك


وانت الذي تتعب بدربك سباياك
حاضرك يشهد لك بما قال ماضيك


وماضيك تاريخ يصور سجاياك
اضرب على الكايد ولاني بناهيك


وسجل عظيمات العظايم بدنياك
تاريخ ابيض ما جرى فيه تشكيك


وعين الآله مدبر الكون ترعاك
عسى دليل الرشد ديام يباريك


ومنين ما وجهت يمشي ممشاك

محمد الأحمد السديري

الحمدان
06-28-2023, 09:29 PM
قَد يَعلَمُ الناسَ أَنّا خَيرُهُم نَسَبا
وَنَحنُ أَفخَرَهُم بَيتاً إِذا فَخِروا

رَهطُ النَبِيِّ وَهُم مَأَوى كَرامَتِهِ
وَناصِرو الدينِ وَالمَنصورُ مَن نَصَروا

وَالأَرضُ تَعلَمُ أَنّا خَيرُ ساكِنِها
كَما بِهِ تَشهَدُ البَطحاءُ وَالمَدَرُ

وَالبَيتُ ذو السِترِ لَو شاؤوا تُحَدِّثُهُم
نادى بِذَلِكَ رُكنُ البَيتِ وَالحَجَرُ

الحمدان
06-28-2023, 09:29 PM
وَما ظَبيَةٌ تَسبي القُلوبَ بَطَرفِها
إِذا اِلتَفَتت خِلنا بِأَجفانِها سِحرا

بِأَحسَنَ مِنهُ كَلَّلَ السَيفُ وَجهَهُ
دَماً في سَبيلِ اللَهِ حَتّى قَضى صَبرا

الحمدان
06-28-2023, 09:30 PM
إِنّي عَجِزتُ عَجزَةً لا أَعتَذِر
سَوفَ أَكيسُ بَعدَها وَاَستَمِر

أَرفَعُ مِن ذَيلِيَ ما كُنتَ أَجُر
وَأَجمَعُ الأَمرَ الشَتيتَ المُنتَشِر

إِن لَم يُباغتني العَجولُ المُنتَصِر
أَو تَترُكوني وَالسِلاحُ يَبتَدِر

الحمدان
06-28-2023, 09:31 PM
رَأَيتُ الدَهرَ مُختَلِفاً يَدورُ
فَلا حُزنٌ يَدومُ وَلا سُرورُ

وَقَد بَنَتِ المُلوكُ بِهِ قَصوراً
فَلَم تَبقَ المُلوكُ وَلا القُصورُ

ريحانة شمران
07-01-2023, 09:31 PM
مرقا العلا خطيِِِر عسير صعوده



مرقا العلا خطيرٍ عسيرٍ صعوده مايطلعه من لاتجلد على الكود

والبيت مايبنى بليا عموده والحيف يزعل من عن الحق مردود

والحر يجزع يوم توطأ حدوده وتشرهه نفسه على الطيب والزود

ولايشتكي من لا تضره لهوده إن شاف جور الحيف والعدل مفقود

والوقت شفنا كل بيضه وسوده وشفنا نهار مع لياليه مضهود

والغيم لو تسمع صواعق رعوده لاممطرٍ وبلٍ ولا هوب مريود

يامدورين الطيب قيسو عدوده والطيب عدٍ بين الجواد مارود

والناس بأرض الله تراهم شهوده وحق بلا فعل على الرجل مجحود

والنذل حيلات الردى ماتكوده واليا بغا الطولات مايدرك الجود

عن المراجل قاصرات زنوده طير العشا يصبر على كل منقود

الخيل ماتشتكي مضاريب عوده وبالقيض ماركب النضا مثل صاهود

يعيش في دنياه همه رقوده ولا نفضنه قرح الخيل والقود

لا عل رحمة خالقه ماتعوده


وعساه مع زمرة هل النار بخلود
هذا زمان هايبات فهوده


والناس نادو عنترة بسم مسعود
واشوف لي رجلٍ يعدد جدوده


لو أن أبوه وجده اضعف من الدود
كلت من المأطاء رواسي حيوده


والبوم شاش ولابسٍ درع داوود
والنيص حط لهامة الراس خوده


عقب المذله له طوابير وجنود
ماكن شيء في زمانه يكوده


شاهد بها الدنيا سلامات وركود
وحتى الغراب اليوم يفخر بجوده


والفأر بذراعه قطع كل بالود
والشري والحرمل تباهت وروده


وقامت تشيل غصونه الماس وعقود

محمد الأحمد السديري

الحمدان
07-01-2023, 11:57 PM
أَتَهزَأُ بِالدُعاءِ وَتَزدَريهِ
وَما تَدري بِما صَنَعَ الدُّعاءُ

سِهامُ اللَيلِ لا تُخطِي وَلَكِن
لَها أَمَدٌ وَلِلأَمَدِ اِنقِضاءُ


الإمام الشافعي رحمه الله

الحمدان
07-01-2023, 11:57 PM
أَرَى حُمُراً تَرعَى وَتُعلَفُ ما تَهوى
وَأُسداً جِياعاً تَظمَأُ الدَّهرَ لا تُروى

وَأَشرافَ قَومٍ لا يَنالونَ قوتَهُم
وَقَوماً لِئاماً تَأكُلُ المَنَّ وَالسَلوى

قَضاءٌ لِدَيّانِ الخَلائِقِ سابِقٌ
وَلَيسَ عَلى مُرِّ القَضا أَحَدٌ يَقوى

فَمَن عَرَفَ الدَهرَ الخَؤونَ وَصَرفَهُ
تَصَبَّرَ لِلبَلوى وَلَم يُظهِرِ الشَكوى



الإمام الشافعي رحمه الله

الحمدان
07-01-2023, 11:58 PM
أَصبَحتَ مُطَّرَحاً في مَعشَرٍ جَهِلوا
حَقَّ الأَديبِ فَباعوا الرَأسَ بِالذَنَبِ

وَالناسُ يَجمَعُهُم شَملٌ وَبَينَهُم
في العَقلِ فَرقٌ وَفي الآدابِ وَالحَسَبِ

كَمِثلِ ما الذَهَبِ الإِبريزِ يَشرَكُهُ
في لَونِهِ الصُفرُ وَالتَفضيلُ لِلذَهَبِ

وَالعودُ لَو لَم تَطِب مِنهُ رَوائِحُهُ
لَم يَفرِقِ الناسُ بَينَ العودِ وَالحَطَبِ


الإمام الشافعي رحمه الله

الحمدان
07-01-2023, 11:58 PM
تَموتُ الأُسدُ في الغاباتِ جوعاً
وَلَحمُ الضَأنِ تَأكُلُهُ الكِلابُ

وَعَبدٌ قَد يَنامُ عَلى حَريرٍ
وَذو نَسَبٍ مَفارِشُهُ التُرابُ


الإمام الشافعي رحمه الله

الحمدان
07-01-2023, 11:58 PM
خَبَت نارُ نَفسي بِاشتِعالِ مَفارِقي
وَأَظلَمَ لَيلي إِذ أَضاءَ شِهابُها

أَيا بومَةً قَد عَشَّشَت فَوقَ هامَتي
عَلى الرُغمِ مِنّي حينَ طارَ غُرابُها

رَأَيتِ خَرابَ العُمرِ مِنّي فَزُرتِني
وَمَأواكِ مِن كُلِّ الدِيارِ خَرابُها

أَأَنعَمُ عَيشاً بَعدَ ما حَلَّ عارِضِي
طَلائِعُ شَيبٍ لَيسَ يُغني خَضابُها

إِذا اِصفَرَّ لَونُ المَرءِ وَاِبيَضَّ شَعرُهُ
تَنَغَّصَ مِن أَيّامِهِ مُستَطابُها

فَدَع عَنكَ سَوآتِ الأُمورِ فَإِنَّها
حَرامٌ عَلى نَفسِ التَقيِّ اِرتِكابُها

وَأَدِّ زَكاةَ الجاهِ وَاِعلَم بِأَنَّها
كَمِثلِ زَكاةِ المالِ تَمَّ نِصابُها

وَأَحسِن إِلى الأَحرارِ تَملِك رِقابَهُم
فَخَيرُ تِجاراتِ الكِرامِ اِكتِسابُها

وَلا تَمشِيَن في مَنكِبِ الأَرضِ فاخِراً
فَعَمّا قَليلٍ يَحتَويكَ تُرابُها

وَمَن يَذُقِ الدُنيا فَإِنّي طَعَمتُها
وَسيقَ إِلَينا عَذبُها وَعَذابِها

فَلَم أَرَها إِلّا غُروراً وَباطِلاً
كَما لاحَ في ظَهرِ الفَلاةِ سَرابُها

وَماهِيَ إِلّا جِيَفَةٌ مُستَحيلَةٌ
عَلَيها كِلابٌ هَمُّهُنَّ اِجتِذابُها

فَإِن تَجتَنِبها كُنتَ سِلماً لِأَهلِها
وَإِن تَجتَذِبها نازَعَتكَ كِلابُها

فَطوبى لِنَفسٍ أُولِعَت قَعرَ دارِها
مُغَلِّقَةَ الأَبوابِ مُرخَىً حِجابُها


الإمام الشافعي رحمه الله

الحمدان
07-01-2023, 11:59 PM
إِذا سَبَّني نَذلٌ تَزايَدتُ رِفعَةً
وَما العَيبُ إِلّا أَن أَكونَ مُسابِبُه

وَلَو لَم تَكُن نَفسي عَلَيَّ عَزيزَةً
لَمَكَنتُها مِن كُلِّ نَذلٍ تُحارِبُه

وَلَو أَنَّني أَسعى لِنَفعي وَجَدتَني
كَثيرَ التَواني لِلَّذي أَنا طالِبُه

وَلَكِنَّني أَسعى لِأَنفَعَ صاحِبي
وَعارٌ عَلى الشَبعانِ إِن جاعَ صاحِبُه


الإمام الشافعي رحمه الله

الحمدان
07-01-2023, 11:59 PM
يُخاطِبُني السَفيهُ بِكُلِّ قُبحٍ
فَأَكرَهُ أَن أَكونَ لَهُ مُجيبا

يَزيدُ سَفاهَةً فَأَزيدُ حِلماً
كَعودٍ زادَهُ الإِحراقُ طيبا

الإمام الشافعي رحمه الله

الحمدان
07-02-2023, 12:15 AM
أَرَى حُمُراً تَرعَى وَتُعلَفُ ما تَهوى
وَأُسداً جِياعاً تَظمَأُ الدَّهرَ لا تُروى

وَأَشرافَ قَومٍ لا يَنالونَ قوتَهُم
وَقَوماً لِئاماً تَأكُلُ المَنَّ وَالسَلوى

قَضاءٌ لِدَيّانِ الخَلائِقِ سابِقٌ
وَلَيسَ عَلى مُرِّ القَضا أَحَدٌ يَقوى

فَمَن عَرَفَ الدَهرَ الخَؤونَ وَصَرفَهُ
تَصَبَّرَ لِلبَلوى وَلَم يُظهِرِ الشَكوى



الإمام الشافعي رحمه الله

الحمدان
07-02-2023, 12:16 AM
أَتَهزَأُ بِالدُعاءِ وَتَزدَريهِ
وَما تَدري بِما صَنَعَ الدُّعاءُ

سِهامُ اللَيلِ لا تُخطِي وَلَكِن
لَها أَمَدٌ وَلِلأَمَدِ اِنقِضاءُ


الإمام الشافعي رحمه الله

الحمدان
07-02-2023, 12:16 AM
الناس بالناس مادام الحياء بهم
والسعد لاشك تارات وهبات

وأفضل الناس مابين الورى رجل
تقضى علي يده للناس حاجات

لاتمنعن يد المعروف عن أحد
مادمت مقتدرا فالسعد تارات

وأشكر فضائل صنع الله إذ جعلت
إليك لا لك عند الناس حاجات

قد مات قوم وما ماتت مكارمهم
وعاش قوم وهم في الناس أموات



الإمام الشافعي

الحمدان
07-02-2023, 12:16 AM
الناس بالناس مادام الحياء بهم
والسعد لاشك تارات وهبات

وأفضل الناس مابين الورى رجل
تقضى علي يده للناس حاجات

لاتمنعن يد المعروف عن أحد
مادمت مقتدرا فالسعد تارات

وأشكر فضائل صنع الله إذ جعلت
إليك لا لك عند الناس حاجات

قد مات قوم وما ماتت مكارمهم
وعاش قوم وهم في الناس أموات



الإمام الشافعي

الحمدان
07-02-2023, 12:17 AM
وَاحَسْرَة ً للفتى ساعة ً
يَعِيشُها بعَد أَوِدَّائِه

عمرُ الفتى لو كان في كفِّه
رمى به بعد أحبَّائهِ


الإمام الشافعي

الحمدان
07-02-2023, 12:17 AM
إِنَّ امْرَأً وَجَدَ الْيَسَارَ فَلَمْ يُصِبْ
حَمْدًا وَلَا شُكْرًا لَغَيْرُ مُوَفَّقِ

الْجَدُّ يُدْنِي كُلَّ أَمْرٍ شَاسِعٍ
وَالْجَدُّ يَفْتَحُ كُلَّ بَابٍ مُغْلَقِ

وَإِذَا سَمِعْتَ بِأَنَّ مَكْدُودًا أَتَى
مَاءً لِيَشْرَبَهُ فَغَاضَ فَحَقِّقِ

وَأَحَقُّ خَلْقِ اللهِ بِالْهَمِّ امْرُؤٌ
ذُو هِمَّةٍ يُبْلَى بِعَيْشٍ ضَيِّقِ

وَمِنَ الدَّلِيلِ عَلَى الْقَضَاءِ وَكَوْنِهِ
بُؤْسُ اللَّبِيبِ وَطِيبُ عَيْشِ الْأَحْمَقِ


الإمام الشافعي

الحمدان
07-02-2023, 12:18 AM
مَا شِئْتَ كَانَ، وإنْ لم أشَأْ
وَمَا شِئْتُ إن لَمْ تَشأْ لَمْ يكنْ

خَلقْتَ العِبَادَ لِمَا قَدْ عَلِمْتَ
فَفِي العِلْمِ يَجري الفَتَى وَالْمُسِنْ

فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ، وَمِنْهُمْ سَعِيد
وَمِنْهُمْ قَبِيحٌ، وَمِنْهُمْ حَسَنْ

عَلَى ذَا مَنَنْتَ، وَهَذا خَذلْتَ،
وذاكَ أعنتَ، وذا لم تُعِنْ


الإمام الشافعي

الحمدان
07-02-2023, 12:18 AM
أَكْثَرَ النَّاسُ في النِّسَاءِ وَقالُوا
إنَّ حُبَّ النِّسَاءِ جَهْدُ الْبَلاءِ

ليسَ حبُ النساءِ جهداً ولكنَ
قُرْبُ مَنْ لاَ تُحِبُّ جُهْدُ الْبَلاءِ



الإمام الشافعي

الحمدان
07-02-2023, 12:18 AM
إذا حارَ أمرُكَ في مَعْنَيَيْن
ولم تدرِ حيثُ الخَطَا والصَّوابُ

فخَالِفْ هَوَاكَ فإنَّ الهوَى
يقودُ النفوسَ إلى ما يعاب


الإمام الشافعي

الحمدان
07-02-2023, 12:19 AM
قُضَاةُ الدهر قدْ ضَلُّوا
فقد باتت خسارتهمْ

فباعوا الدين بالدنيا
فما رَبِحَتْ تجارتُهمْ


الإمام الشافعي

الحمدان
07-02-2023, 12:19 AM
صَبْراً جَمِيلاً ما أقربَ الفَرَجَا
من رَاقَبَ اللَّهَ فِي الأمورِ نَجَا

منْ صدق الله لم ينلهُ أذى
ومن رجَاهُ يكونُ حيثُ رَجَا


الإمام الشافعي

الحمدان
07-02-2023, 02:54 AM
‏كمَرّ السحابِ يمرّ البشر
فناسٌ كغيمٍ وناسٌ مطر..

وناسٍ بقوا في الحياةِ طويلًا
ولم تذكر الأرضُ منهم أثر..

ومهما أردنا مكوثًا فإنّا
محالٌ علينا بأن نستقر..

وتمضي الحياةُ ونمضي عليها
ونبقى بها دائمًا في سفر .

الحمدان
07-02-2023, 03:03 AM
يا مَن يُجيبُ دُعاءَ المُضطَرِ في الظُلَمِ
يا كَاشِفَ الضُرِ والبَلوَى معَ السَقّمِ

قّد نامَ وَفدُكَ حَولَ البَيتِ وانتَبَهوا
وَأنتَ يا حَيُّ يا قَيومُ لَم تَنَمِ

أدعوكَ رَبي حَزيّناً هَائِماً قَلِقاً
فَارّحَم بُكائيّ إلَهَ البَيتِ واَلحَرَمِ

إنْ كَانَ جُودُكَ لا يَرجُوهُ ذُو سَفَهً
فَمَنْ يَجودُ على العاصين بالكَرَمِ ؟

الحمدان
07-02-2023, 03:05 AM
يا مَنْ أُناجـيهِ فـي هَمِّي وأسْقامي
ومَـن أُنـاديـهِ فـي خـوفِـي وآلامِـي

هَبْ لي مِنَ الفضل ما أرجُو وأرقُبُهُ
يا خَيرَ مُعطٍ. أنا المُحتاجُ والظامي

سـبحـانَـك اللهُ لمْ أقصِـدكَ مٌنكَسِرًا
إلّا وعُـدتُ وقـد حـقـقـتُ أحـلامي

الحمدان
07-02-2023, 05:04 PM
تعلق في غيبوبة الشمس وارتمى
ليسبـق نحو الــقدس ليـــلاً وأنجمــــا

وأعجله شــوق إلى مـــن يحبـــه
كنورسة للغيـــــم أعجلهــــا الظمأ

وأسبغ من دمع البتول وضوؤه
ومـــــن جبــــل الزيتون لله أحرمـــا

وفي الحرم القدسيّ أجهش بالبكـاء
وعانق يحيى والمسيــح ابن مريما

كقنديل زيت في دخان مــــقدسٍ
بـــدا لهــــما لمــــا بــــــــدا فتبسمــــا

وقالا له ممن؟ فعـرف وأنتمـــــا
فقــالا : من الأخــدود ؟ قال ومنكـما

فقالا : إلى ما صار نجران بعدنا؟
فقــال إلى ديــــــن الخلــــيل أبيكمـــا

إلى ملة الإسلام …. قالا بلهفـــةً
صـــدقت خليل الله قد كــان مسلمـــا

فطوبى لنجران وطوبى لأهلهـــا
مصابيح دين الله في الأرض والسماء


الشاعر:مهذل مهدي الصقور

الحمدان
07-03-2023, 02:25 AM
ألَحْظُكَ أم سَيْفُ عَمْرو أُعِيدا
لقَدْ جنّدَ الحُسْنُ فيكَ الجُنودا

تبدّى مُحيّاكَ تحْتَ الدُّجى
فخَرّ العَواذِلُ طُرّاً سُجودا

أُناشِدُكَ اللّهَ في مُغْرَمٍ
أحَلْتَ عليْهِ الجَفا والصُّدودا

إذا هَطَلَتْ سُحْبُ أجْفانِهِ
نَثَرْنَ على الخدِّ دُرّاً فَريدا

فلَوْ كُنْتَ تَقْبَلُ منّي الرُّشا
لحَلّيْتُ جِيدَكَ منْهُ عُقودا

ولَوَجَدْتَ بالقُرْبِ بعْدَ النّوى
أعَدْتَ مُعنّاكَ خَلْقاً جَديدا

فتُدْخِلُني للرّضى جنّةً
وتُصْلي حَسودي ناراً وَقودا



لسان الدين ابن الخطيب

الحمدان
07-03-2023, 02:26 AM
أدِرْها فوجْهُ الصُّبْحِ قد كادَ أن يَبْدو
وفي كلِّ غُصْنٍ ساجِعٌ غَرِدٌ يَشْدو

وخُذْها على آسِ الرّياضِ ووَرْدِهِ
فهَذا عِذارٌ للرِّياضِ وذا خَدُّ

كأنّ سَقيطَ الطّلِّ في الرّوْضِ والصَّبا
تَهاداهُ طِفْلٌ والخُزامَى لهُ مَهْدُ

كأنّ لِطافَ القُضْبِ منْ فوْقِ وَرْدِها
مَراوِدُ تَسْتَشْفي بِها أعْيُنٌ رُمْدُ

كأنّ نَضيرَ الغُصْنِ جيدٌ مُنعَّمٌ
يرفُّ منَ الزّهْرِ الجَنيِّ بهِ عِقْدُ

كأنّ انْسِيابَ النّهْرِ بيْنَ ظِلالِها
حُسامٌ صَقيلٌ والظِّلالُ لهُ غِمْدُ

كأنّ الصَّبا عنْدَ الهُبوبِ تحيّةٌ
بطَيِّبها تخْتَصُّ أنْدَلُسَ الهِنْدُ

فبادِرْ الى اللّذّاتِ منْ قَبْلِ فوْتِها
فمَهْما تولّتْ ساعَةٌ ما لَها رَدُّ



لسان الدين ابن الخطيب

الحمدان
07-03-2023, 02:27 AM
الصّبْرُ إلا في هواكَ حَميدُ
الخَطْبُ صعْبٌ والمَرامُ بَعيدُ

يا أيُّها القَمَرُ الحِجازيُّ الذي
تُجْلى بغُرَّتِهِ الدّياجي السّودُ

وحّدْتُ شخْصَكَ في الفؤادِ لعلّهُ
يُنْجِيهِ منْ نارِ الجَوى التّوحيدُ

وجَعَلْتُ حُبَّكَ مَذهَباً وشَريعَةً
قلَّدْتُهُ يا حَبّذا التّقْليدُ

إنْ نالَتِ الشُّهَداءُ جَنّاتِ العُلى
ولهُمْ نَعيمٌ عنْدَها وخُلودُ

فلقَدْ شَهِدْتُ بأنّ قُرْبَكَ جنّةٌ
حقّاً وأنّي بالغرام شهيدُ



لسان الدين ابن الخطيب

الحمدان
07-03-2023, 02:28 AM
مَقامُكَ مرْفوعٌ على عَمَدِ السّعْدِ
وحمْدُكَ مسْطورٌ على صُحُفِ المجْدِ

وحُبُّكَ أشْهى في القُلوبِ منَ المُنى
وذِكْرُكَ أحْلى في الشِّفاهِ منَ الشّهْدِ

كرُمْتَ إلى أنْ كادَ يَسْألُكَ الحَيا
وصُلْتَ إلى أنْ هابَكَ السّيْفُ في الغِمْدِ

وجَمَّعَ فيكَ اللّهُ مُفْتَرِقَ العُلى
وشتّى المَعاني الغُرِّ في عَلَمٍ فَرْدِ

وأحْيَيْتَ آثارَ الخَلائِفِ سابِقاً
جِيادَ المَدى فِيما تُعيدُ وما تُبْدي

ولا مِثْلَ شَفّافِ الضِّياءِ بَنَيْتَهُ
على الطّائِرِ الميْمونِ والطّالِع السّعْدِ

توشّحَ منْ زُهْرِ النّجومِ قِلادَةً
ومنْ قَلَقِ الإصْباحِ أصْبَحَ في بُرْدِ



لسان الدين ابن الخطيب

الحمدان
07-03-2023, 02:28 AM
قِفا فاسْأَلا في ساحَةِ الأجْرَعِ الفَرْدِ
مَعالِمَ محّتْها الغَمائِمُ منْ بَعْدي

وجرّتْ علَيْها الرّامِساتُ ذُيولَها
على أنّها تزْدادُ طِيباً على البُعْدِ

وعُوجا علَيْها فاسْأَلا عنْ أنيسِها
وإنْ كانَ تسْآلُ المَعالِمِ لا يُجْدي

ولكنّها نَفْسٌ تَجيشُ ونَفْثَةٌ
تُروِّحُ منْ بَثٍّ وتُطْفِئُ منْ وَجْدِ

مَرابِعُ أُلاّفِي وعهْدُ أحِبّتي
سَقى اللهُ ذاكَ العَهْدَ مُنْسَكِبَ العِهْدِ



لسان الدين ابن الخطيب

ريحانة شمران
07-03-2023, 03:16 AM
حل الرحيل وفرقوا شمل الاحباب



حل الرحيل وفرقوا شمل الاحباب


ناس على فرقا الاحبه مغاليل
غدى لهم مع طلعة الشمس ضبضاب


وسالت دموع العين مثل الهمايل
وقفت اراعي سيد تلعات الارقاب


واغضي وهو يغضي بسود مظاليل
بشفاه يظهر ماتخفى بالالباب


وبشفاي افصل له عن الحال تفصيل
اسرار ودٍ بين صايب ومنصاب


نجوى لها باقصى الضماير مداهيل
سرايرٍ تنساب من تحت الاجياب


لصدورٍ اطهر من قراح الشهاليل
روحي على حبه لها كم جذاب


ويتل قلبي عذب الانياب بالحيل
لوان حبه يطعن القلب باحراب


ابرى ليا شميت بيضٍ معاسيل
على نقا ماني بغادر وكساب


وبالعرض والله ماندور محاصيل
ماني بمن يجرح عشيره بالاسباب


ويحط له مع كل ريعٍ محابيل
بس الحديث وقرعة الناب بالناب


واظهار مكنون الغلا والتعاليل
عزي لمن مثلي من الحب منصاب


تارد عليه هموم قلبه زعاجيل
اليا رقا مرقاب ناداه مرقاب


بمفارق الخلان شاف الغرابيل
الله لايجزي عريبين الانساب


لو هم على ماقيل سوٍ على الخيل
الي سعوا بافراق وضاح الانياب


وخلوني اجزع من عنا الغبن واشيل
فرقا ومنها القلب وسط الحشا ذاب


وعسى هل الفرقا لهم صافي الويل
عسى يصادفهم من الغيث سكاب


وبله غضب مابيه يمطر لهم سيل
ابيه يجدع مثل قلات الاطواب


منها البرد ينماز كبر المخاليل
وصواعقٍ منها المواليد شياب


والحي منهم ذاهل العقل بهليل
بامر الكريم ومن ترجاه ماخاب


يمطر عليهم مثل ماجا هل الفيل
الا لطيف الروح يذريه بحجاب


كنه براس الطور وهمْه ورى النيل
ويرجع علينا جادلٍ يزها الاسلاب


من خلقته مانيش عرضه ولا قيل
به مايعيبه للبعيدين واقراب


حاشا ولا تلقى عليه المداخيل
نقي عرض ولا عشق كل نصاب


الجوهر الغالي رفيع المناويل
وانا يصارحني بلا سر وكتاب


وعن حالته يشرح لي العدل والميل
هرجه على قلبي كما الشهد ينذاب


وقلبي على قلبه يرد المراسيل
كنه بعيني لو غضب كل عتاب


بدرٍ تعلى كوكب الجدي وسهيل
طفلٍ سلب مكنون عقلي والالباب


عليه اجاوب نايحات البلابيل
ياشطون قلبي زجي السر بكتاب


مني لابو غشام زبن المشاكيل
قولي رفيقه من هوى الزين ماتاب


ويرجيه رجو البدو وبل المخاييل
وبالليل ياقف له عن النوم حراب


وكنه يلوج بموق عينه سماليل

محمد الأحمد السديري

الحمدان
07-03-2023, 05:44 PM
أنا لستُ من الحُجاجِ ياربَّ الورى
‏لكنَّ قلبي بالمحبةِ كبّرا

‏لبيكَ ما نبضَ الفؤادُ وما دعا
‏داعٍ وما دمعٌ بعينٍ قد جرى

‏لبيكَ أعلنها بكلّ تذللٍ
‏لبيكَ ما امتلأت بها أمُّ القرى

‏لبيكَ يا ذا الجودِ ما قلبٌ هفا
‏للعفو منك وبالخضوعِ تدثّرا

الحمدان
07-04-2023, 03:32 AM
‏و لربما تأتي المسـرة بغتـةً
و تـراك تنسى كل أيــام الألــم

ثق بالذي أعطاك قلباً طيباً
ستطيب دنيانا و تزدحم النعم

الحمدان
07-04-2023, 03:52 AM
‏و لربما تأتي المسـرة بغتـةً
و تـراك تنسى كل أيــام الألــم

ثق بالذي أعطاك قلباً طيباً
ستطيب دنيانا و تزدحم النعم

الحمدان
07-04-2023, 06:20 PM
إِنَّ مَنْ غَرَّهُ النِّسَاءُ بِشَيْءٍ
بَعْدَ هِنْدٍ لَجَاهِلٌ مَغْرُورُ

حُلْوَةُ الْعَيْنِ وَالْحَدِيثِ وَمُرُّ
كُلِّ شَيْءٍ أَجَنَّ مِنْهَا الضَّمِيرُ

كُلُّ أُنْثَى وَإِنْ بَدَا لَكَ مِنْهَا
آيَةُ الْحُبِّ -حُبُّهَا خَيْتَعُورُ

الحمدان
07-04-2023, 06:49 PM
أراهـــا فـي النساء بلا مثيل
وأيضا فـــــــــي جمال الشعر نور

كنجم فـي الدجى تهدي سراة
إذا ما الليل طاب له الحضور

ومثل سحابة بالغيث تهمي
فيخضر الذي فـي الأرض بور

الحمدان
07-04-2023, 06:51 PM
متي أراك تكسرالإعــرابــا
وتـهدي لـلـنحو الـمـهاب هـضـابا

لـوأن سـيـبـويه كــان بـعـصرنا
لبنى عـلـيـك خـنـادقـا وقـبـابا

وأطال حبسك عن قواعد نحوه
وأقـام حـول سـجونك الـحجابا

واستنكرالمكسور مما قلـته
فـي الـقافيات وأظـهر اسـتغرابا


الحمدان

الحمدان
07-04-2023, 08:52 PM
تَرَحَّلْ طَالِبًا أَرْضًا سِوَاهَا
عَجِبْتُ لِمَنْ يُقِيمُ بِدَارِ ذُلٍّ

وَأَرْضُ اللهِ وَاسِعَةٌ فَضَاهَا
فَذَاكَ مِنَ الرِّجَالِ قَلِيلُ عَقْلٍ

بَلِيدٌ لَيْسَ يَعْلَمُ مَا طَحَاهَا
فَنَفْسُكَ فُزْ بِهَا إِنْ خِفْتَ ضَيْمًا

وَخَلِّ الدَّارَ تَنْعَى مَنْ بَنَاهَا
فَإِنَّكَ وَاجِدٌ أَرْضًا بِأَرْضٍ

وَنَفْسُكَ لَمْ تَجِدْ نَفْسًا سِوَاهَا
مشيناها خُطىً كُتِبَت علَينا

ومَن كُتِبَت علَيهِ خُطىً مشاها
وَمَنْ كَانَتْ مَنِيَّتُهُ بِأَرْضٍ

فَلَيْسَ يَمُوتُ فِي أَرْضٍ سِوَاهَا




أبو العلاء المعري

الحمدان
07-04-2023, 11:46 PM
‏يا ليتني لم أقلْ أفٍّ لها أبداً
وليتني لم أُرقْ دمعاً لعينيها

وليتني عشتُ مملوكاً لخدمتها
أُذلُّ عزّةَ نفسي عندَ نعليها

وليتني لم أنمْ نومَ الخليّ وقدْ
جافى لأجلي لذيذَ النومِ عينيها

وليتني كنتُ جبراً عندَ دمعتها
أعطي لها ما تمنت من أمانيها

‏وليتني عندما كانت تقبلني
سرقتُ رائحةَ الجناتِ من فيها

وليتني عندما كانت تهدهدني
بقيتُ طفلاً تداريني بكفيها

أمي وأحسب أني حينَ ألفظها
لا شيئَ في هذهِ الدنيا يساويها

رفقاً بالأمهات

الحمدان
07-05-2023, 01:29 AM
أَقولُ لَها وَقَد طارَت شَعاعاً
مِنَ الأَبطالِ وَيحَكَ لَن تُراعي

فَإِنَّكِ لَو سَأَلتِ بَقاءَ يَومٍ
عَلى الأَجَلِ الَّذي لَكِ لَم تُطاعي

فَصَبراً في مَجالِ المَوتِ صَبراً
فَما نَيلُ الخُلودِ بِمُستَطاعِ

وَلا ثَوبُ البَقاءِ بِثَوبِ عِزٍّ
فَيُطوى عَن أَخي الخَنعِ اليُراعُ

سَبيلُ المَوتِ غايَةُ كُلِّ حَيٍّ
فَداعِيَهُ لِأَهلِ الأَرضِ داعي

وَمَن لا يُعتَبَط يَسأَم وَيَهرَم
وَتُسلِمهُ المَنونُ إِلى اِنقِطاعِ

وَما لِلمَرءِ خَيرٌ في حَياةٍ
إِذا ما عُدَّ مِن سَقَطِ المَتاع


قطري بن الفجاءة العصر الاموي

الحمدان
07-05-2023, 01:30 AM
إِذا قُلتُ تَسلو النَفسُ أَو تَنتَهي المُنى
أَبي القَلبُ إِلّا حُبَّ أُمِّ حَكيمِ

مُنعِمَةٌ صَفراءُ حُلوٌ دَلالُها
أَبيتُ بِها بَعدَ الهُدُوِّ أَهيمُ

قَطوفُ الخُطى مَحطوطَةُ المُتنِ زانَها
مَعَ الحُسنِ خَلقٌ في الجَمالِ عَميمُ



قطري بن الفجاءة

الحمدان
07-05-2023, 01:30 AM
لعَمرُكَ إِنّي في الحَياةِ لَزاهِدٌ
وَفي العَيشِ ما لَم أَلقَ أُمَّ حَكيمِ

مِنَ الخَفَراتِ البيضِ لَم يُرَ مِثلُها
شِفاءً لِذي بَثٍّ وَلا لِسَقيمِ

لَعَمرُكَ إِنّي يَومَ دولابَ أَبصَرَت
طِعانَ فَتىً في الحَربِ غَيرَ ذَميمِ

وَلَو شَهِدَتني يَومَ دولابَ أَبصَرَت
طِعانَ فَتىً في الحَربِ غَيرَ ذَميمِ

غَداةَ طَفَت عَ الماءِ بَكرُ بنُ وائِلِ
وَأُلافَها مِن حِميرٍ وَسَليمِ

وَمالَ الحِجازِيّونَ نَحوَ بِلادِهِم
وَعُجنا صُدورَ الخَيلِ نَحوَ تَميمِ

وَكانَ لِعَبدِ القَيسِ أَوَّلُ جِدِّها
وَوَلَّت شُيوخُ الأَزدِ فَهِيَ تَعومُ

فَلَم أَرَ يَوماً كانَ أَكثَرَ مَقعَصاً
يَمُجُّ دَماً مِن فائِظٍ وَكَليمِ

وَضارِبَةٍ خَداً كَريماً عَلى فَتىً
أَغَرَّ نَجيبُ الأُمَّهاتِ كَريمِ

أُصيبَ بِدولابٍ وَلَم تَكُ مَوطِناً
لَهُ أَرضُ دولابٍ وَديرَ حَميمِ

فَلَو شَهِدَتنا يَومَ ذاكَ وَخَيلُنا
تُبيحُ مِنَ الكُفّارِ كُلَّ حَريمِ

رَأَيتُ فِتيَةً باعوا الإِلهَ نُفوسَهُم
بِجَنّاتِ عَدنٍ عِندَهُ وَنَعيمِ




قطري بن الفجاءة

الحمدان
07-05-2023, 01:31 AM
أَبا خالِدٍ يا اِنفُر فَلَستَ بِخالِدٍ
وَما جَعَلَ الرَحمنُ عُذراً لِقاعِدِ

أَتَزعُمُ أَنَّ الخارِجِيَّ عَلى الهُدى
وَأَنتَ مُقيمٌ بَينَ لِصٍّ وَجاحِدِ



قطري بن الفجاءة

الحمدان
07-05-2023, 01:54 AM
رباه عونكُ فالأمواجُ عاصفةُ
ومركبي تائهٌ،والبحرُ مسجورُ

سعـيـتُ نحـوكَ ياربي،ولي أملٌ
والسعيُ في طاعةِ الرحمنِ مشكورُ

مني اجتهادٌ وسعيٌ في مناكبها
و منك ياربّ توفيقٌ وتيسيرُ



د . عبدالرحمن العشماوي

الحمدان
07-05-2023, 03:05 AM
اراكَ ، إذا اقْتَرَبْتُ ، تَصُدُّ عَنِّي
كَأَنَّا لَسْتُ مِنْكَ ولَسْتَ مِنِّي

وقَدْ أَحْسَنْتُ فيكَ الظَّنَّ عُمْرًا
فكَيْفَ يَكُونُ رَدُّكَ سُوْءَ ظَنِّ؟!

وأَنْتَ عَرَفْتَ قَدْرَكَ في فُؤادي
وأَنِّي تَحْتَ أَمْرِكَ دُوْنَ مَنِّ

وَهَبْتُكَ أَحْرُفِي في الشِّعْرِ وَرْدًا
وفي* الإِبْداعِ : عَنْكَ أَخَذْتُ فَنِّي

ومِنْ عَيْنَيْكَ أَنْظِمْ عِقْدَ شِعْري
وفي عَيْنَيْكَ أَجْمَلُ ما أُغَنِّي

تَزِيدُ الصَّدَّ عَنِّي دُونَ ذَنْبٍ
وتَنْسُبُهُ إِلَيَّ مَعَ التَّجَنِّي

وتَهْجُرُنِي وتُمْعِنُ فِي التَّخَلِّي
وما لبَّيْتَ لِي يَوْمًا : "أَعِنِّي!"

تَعالَ إِلَيَّ وَاحْكُمْ في ضُلُوعِي
وخُذْ ما شِئْتَ مِنْ خَمْرِي ودَنِّي

أُرِيدُ رِضَاكَ قَبْلَ المَوْتِ رُحْمَى
فيَرْضَى اللهُ يَوْمَ الحَشْرِ عَنِّي !



جريس دبيات فلسطين

الحمدان
07-05-2023, 03:06 AM
أَخْشَى عَلَيْكَ مِنَ الذُّؤْبانِ في الطُّرُقِ
إِذا مَشَيْتَ وَحيدًا دُونَ ما رفَقِ
وكَمْ أَخافُ عَلَيْكَ البَحْرَ تَنْزِلُهُ
عَلَى خِلافٍ فَلا تَنْجُو مِنِ الغَرَقِ
إِرْجِعْ لِأَهْلِكَ لا يُجْديكَ غَيْرُهُمُ ،
وغَيْرُ كِلْمَتِهِمْ حِبْرٌ عَلى وَرَقِ !
عِشْرونَ عامًا وكُلُّ النَّاسِ تَعْرِفُهُ :
ما كانَ وَعْدٌ لَهُ يَدْنو مِنَ الصِّدِقِ !
فكَيْفَ يَصْدُقُ فِينا مَنْ يُفَرِّقُنا
ومَنْ عَلى دَمِنا يَعْتاشُ كَالعَلَقِ ؟!
*الذِّئْبُ يا صاحِبي لا تَتَّخِذْهُ أَخًا
وَدَعْهُ يَسْقُطُ ، مِمَّا كادَ ، في النَّفَقِ !
أَدْعوكَ بِاللهِ : لا تُبْدِلْ بِنا أَحَدًا
حَتَّى نَظَلَّ مَعًا يا طَيِّبَ الخُلُقِ !


جريس دبيات

الحمدان
07-05-2023, 03:06 AM
إِذَا عَلَوْتَ إِلَى عَرْشٍ عَلَى حَرَجِ
فَسَوْفَ تَسْقُطْ حَتْمًا دُونَ ما دَرَجِ

وَلَنْ يُعِيدَكَ عُرْجٌ قَدْ عَلَوْتَ بِهِمْ
لا يَثْبُتُ العَرْشُ مَرْفوعًا عَلَى العَرَجِ

لَمْ تَرْحَمِ النَّاسَ يَوْمًا إِذْ حَكَمْتَهُمُ
فَكَيْفَ تَسْأَلُهُمْ عَوْنًا إِلَى الفَرَجِ ؟!

تَرَكْتَ في الْبَيْتِ ذِكْرًا سَيِّئًا أَبَدًا
ورِيحَةً فَظَّةً تَخْلُو مِنَ الأَرَجِ

خَبِّرْ أَخاكَ هُنا عَمَّا لَقِيتَ فَمَا
يَبْقَى عَلَيْكَ غَدًا شَيْءٌ مِنَ الحَرَجِ !



جريس دبيات

الحمدان
07-05-2023, 05:54 PM
يا حبذا الشام من أرض ومن وطنِ
من حبها الروح في جسمي وفي بدني

قد أنزل الله فيها السر مذ زمنٍ
إذ بارك الأرض في ماض من الزمنِ

يا شام حبك في بوحي وفي لغتي
إني عشقت وهذا العشق هدهدني

باعدتُ عنك وما باعدتِ عن فكري
عن أغنياتي وعن لحني وعن شجني

يا حبذا الوصل كم يشدو المحب به
إذ تخطرين كمثل الطيف في الوسنِ

يا شام أَرضي هل أرضيك مفتتنا
أُرضي البلاغة أم في اللفظ من رطنِ

قد طافت الروح في الأكوان هائمة
حتى رأتك وقالت هاهنا سكني

أرض الصفاء إذا أبصرت مقلتها
طافت بروحك في الوضاء والحسن

أرض الجمال وأرض الحسن منفرداً
كم في مداه من الأفراح والحزَنِ

أرض الرجال وأرض الصالحين بهم
نال الهداية كم نـاج من الردن

هذا المسيح بها قد حل موكبه
من مولد الطهر في خير وفي يَمَنِ

أم ذاك خالد أم عمار تسأله
معنى الشهادة أم رسلان والقرني

هذي الحضارة فانظر كيف تشهدها
فوق السحاب تأمل هاهنا وطني


....

الحمدان
07-05-2023, 06:16 PM
تمادى القلب في عشق الشآم
ولم تسلم قصائدي من هيامي

فيا عشق الشآم قد اكتوينا
فهل للشام من سقيا لظامي

وهل للريح من غيم لروحي
وهل للغيم من رَوْح لحامي

وهل في الأفق من شمس تلوح
ليحملني على جدل القتامِ

فإني الليل في صمت التجلي
يجادلني القتام بعشق شامي

فيا شام البداية والربيع
ويا شام التجسد والختام

ويا شام التوله والحضور
ويا شام التوحد والنظام

ويا عشق المتيم حين يعلو
يميت الحقد يهتف للغرامِ

لأنت الطهر في زمن التدني
وأنت النور يعصف بالظلام

وأنت العشق متصلاً وصرفاً
وأنت الحب في نقش العظام

وأنت السلم مكتملاً وحراً
وأنت الحرب من أجل السلام

وأنت الشعر ألواناً وسحراً
وأنت السحر في كون الكلام


.....

الحمدان
07-05-2023, 06:33 PM
وكلُّ مؤذي سيُؤذى إنهُ قدرٌ
يجري على حكمةٍ للهِ في النَّاسِ

من ناولَ السمَّ في كأسٍ مخادعةٍ
يوماً سيشربُ نفس السُمِّ والكاسِ


يحي رياني

الحمدان
07-05-2023, 08:40 PM
تأمّل في الحياةِ ترى أموراً
ستعجبُ إن بدا لك كيف كانتْ

فكم مِن كُربةٍ أبكتْ عيوناً
فهوّنها الكريمُ لنا فهانتْ

وكم مِن حاجةٍ كانت سراباً
أرادَ اللهُ لُقياها فحانت

وكم ذُقنا المرارة مِن ظروفٍ
برغمِ قساوةِ الأيامِ لانتْ

هي الدنيا لنا فيها شؤونٌ
فإن زيّنتِها بالصبرِ زانتْ


د . ماجد عبدالله السعودية

الحمدان
07-07-2023, 01:12 AM
وَلا تَجعَل الأَرضَ العَريضَ مَحلُّها
عَلَيكَ سَبيلاً وَعَثَةَ المُتَنَقَّل

وَإِن خِفتَ مِن دارٍ هَواناً فَوَلِّها
سِواكَ وَعن دارِ الأَذى فَتَحَوَّلِ

ولا تك ممَّن يُغلقُ الباب دونه
عليه بمغلاق من العجز مقفل

وَما المَرءُ إِلّا حَيثُ يَجعَلُ نَفسَهُ
فَفي صالِح الأَعمالِ نَفسكَ فَاِجعَلِ


المقنع الكندي

الحمدان
07-07-2023, 01:12 AM
نَزَلَ المَشيبُ فَأَينَ تَذهَبُ بَعدَهُ
وَقَد ارعَويتَ وَحانَ مِنكَ رَحيلُ

كانَ الشَبابُ خَفيفَةٌ أَيّامُهُ
وَالشَيبُ مَحمَلُه عَلَيكَ ثَقيلُ

لَيسَ العَطاءُ من الفُضولِ سَماحَةً
حَتّى تَجودَ وَما لَدَيكَ قَليلُ


المقنع الكندي

الحمدان
07-07-2023, 01:14 AM
وَكُن معدِناً لِلحُلمِ وَاِصفَح عَنِ الأَذى

فَإِنَّكَ راءٍ ما عَلِمتَ وَسامِعَ

وَأَحبِب إِذا أَحبَبتَ حُبّاً مقارِباً

فَإِنَّكَ لا تَدري مَتى أَنتَ نازِعُ

وَاِبعض إِذا اِنعِضت غَيرَ مُباعِدٍ

فَإِنَّكَ لا تَدري مَتى أَنتَ راجِع


المقنع الكندي العصر الاموي

الحمدان
07-07-2023, 01:14 AM
إِنّي أُحَرِّض أَهلَ البُخلِ كُلِّهُم
لَو كانَ يَنفَعُ أَهلَ البُخلِ تَحريضي

ما قَلَّ ماليَ إِلّا زادَني كَرَماً
حَتّى يَكونَ برزقِ اللَهِ تَعويضي

وَالمالُ يَرفَعُ مَن لَولا دَراهِمُهُ
أَمسى يُقَلِّب فينا طرفَ مَخفوضِ

لَن تُخرِج البيضُ عَفواً مِن اكُفِّهُم
إِلا عَلى وَجَعٍ مِنهُم وَتَمريضِ

كَأَنَّها مِن جُلودِ الباخِلينَ بِها
عِندَ النَوائِبِ تُحذى بِالمَقاريضِ


المقنع الكندي

الحمدان
07-07-2023, 01:15 AM
أُبلُ الرِجالَ أَرَدتَ إِخاءَهُم
وَتَوَسَّمَنَّ فَغالَهُم وَتَفَقَّدِ

فَإِذا ظَفَرتَ بِذي اللَبابَةِ وَالتُقى
فيهِ اليَدَينِ قَريرَ عَيٍ فَاِشدُدِ

وَإِذا رَأَيتَ وَلا مَحالَةَ زَلَّة
فَعَلى أَخيكَ بِفَضلِ حِلمِكِ فَاِردُدِ

وَدَع التَذلُّلَ وَالتَخَشعَ تَبتَغي
قربَ الَّذي إِن تدنُ مِنهُ يبعُد


المقنع الكندي

الحمدان
07-07-2023, 01:15 AM
وَإِن بادَهوني بِالعَداوَةِ لَم أَكُن
أَبادُهُم إِلّا بِما يَنعَت الرُشدا

وَإِن قَطَعوا مِنّي الأَواصِر ضَلَّةً
وَصَلتُ لَهُم مُنّي المَحَبَّةِ وَالوُدّا

وَلا أَحمِلُ الحِقدَ القَديمَ عَلَيهِم
وَلَيسَ كَريمُ القَومِ مَن يَحمِلُ الحِقدا

فَذلِكَ دَأبي في الحَياةِ وَدَأبُهُم
سَجيسَ اللَيالي أَو يُزيرونَني اللَحدا

لَهُم جُلُّ مالي إِن تَتابَعَ لي غَنّى
وَإِن قَلَّ مالي لَم أُكَلِّفهُم رِفدا

وَإِنّي لَعَبدُ الضَيفِ ما دامَ نازِلاً
وَما شيمَةٌ لي غَيرُها تُشبهُ العَبدا

عَلى أَنَّ قَومي ما تَرى عَين ناظِرٍ
كَشَيبِهِم شَيباً وَلا مُردهم مُرداً

بِفَضلٍ وَأَحلام وجودِ وَسُؤدُد
وَقَومي رَبيع في الزَمانِ إِذا شَدّا



المقنع الكندي

الحمدان
07-07-2023, 01:15 AM
يُعاتِبُني في الدينِ قَومي وَإِنَّما
دُيونيَ في أَشياءَ تُكسِبُهُم حَمدا

أَلَم يَرَ قَومي كَيفَ أوسِرَ مَرَّة
وَأُعسِرُ حَتّى تَبلُغَ العُسرَةُ الجَهدا

فَما زادَني الإِقتارُ مِنهُم تَقَرُّباً
وَلا زادَني فَضلُ الغِنى مِنهُم بُعدا

أَسُدُّ بِهِ ما قَد أَخَلّوا وَضَيَّعوا
ثُغورَ حُقوقٍ ما أَطاقوا لَها سَدّا

وَفي جَفنَةٍ ما يُغلَق البابُ دونها
مُكلَّلةٍ لَحماً مُدَفِّقةٍ ثَردا

وَفي فَرَسٍ نَهدٍ عَتيقٍ جَعَلتُهُ
حِجاباً لِبَيتي ثُمَّ أَخدَمتُه عَبدا

وَإِن الَّذي بَيني وَبَين بَني أَبي
وَبَينَ بَني عَمّي لَمُختَلِفُ جِدّا

أَراهُم إِلى نَصري بِطاءً وَإِن هُمُ
دَعَوني إِلى نَصرٍ أَتيتُهُم شَدّا

فَإِن يَأكُلوا لَحمي وَفَرتُ لحومَهُم
وَإِن يَهدِموا مَجدي بنيتُ لَهُم مَجدا

وَإِن ضَيَّعوا غيبي حَفظتُ غيوبَهُم
وَإِن هُم هَوَوا غَييِّ هَوَيتُ لَهُم رُشدا

وَلَيسوا إِلى نَصري سِراعاً وَإِن هُمُ
دَعوني إِلى نَصيرٍ أَتَيتُهُم شَدّا

وَإِن زَجَروا طَيراً بِنَحسٍ تَمرُّ بي
زَجَرتُ لَهُم طَيراً تَمُرُّ بِهِم سَعدا

وَإِن هَبطوا غوراً لِأَمرٍ يَسؤني
طَلَعتُ لَهُم ما يَسُرُّهُمُ نَجدا

فَإِن قَدحوا لي نارَ زندٍ يَشينُني
قَدَحتُ لَهُم في نار مكرُمةٍ زَندا


المقنع الكندي

الحمدان
07-07-2023, 02:09 AM
يا أيّها الإنسانُ ما هذا القَلَقْ
أوَلَيسَ ربُّكَ قَد تكَفَّلَ ما خَلَق

أوَلَيسَ بعدَ العُسرِ يُسْرٌ مِثلَما
بَعدَ اللَّيالِي دائماً يأْتي الفَلَق

لا بأْسَ فالأَحزانُ يَتبَعُها رِضاً
يُضفِي عَلَيكَ بإِذنِ مولاكَ الأَلَق

كُن مِثلَ سَهْمٍ إِن تراجَعَ للوَرا
جَدَّ النَّشاطَ بِهِمَّةٍ ثُمَّ انطَلَقْ .

الحمدان
07-07-2023, 02:22 AM
وكمْ تغافلتُ عن أشياء أعرفُها
وكمْ تجاهلتُ قولاً كان يُؤذيني

وكمْ أقابلُ شخصاً من ملامحهِ
أدري يقيناً وحقّاً لا يُدانيني

وكمْ تغاضيتُ لا جُبناً ولا خوراً
هي المروءةُ من طبعي ومن ديني

جازيتُ بالطيبِ كلّ الناسِ مجتهداً
لعلَّ ربّي عن طيبي سيجزيني


يحي رياني

الحمدان
07-07-2023, 04:09 AM
بحسن الوعظ تمتلك القلوب
وصخر الطبع من لين يذوب

فقل للمسرفين ألا رجعتم
فإن الله يقبل من يتوب

ورحمته اوسع من خيال
ولو كثرت من العبد الذنوب

يجرك من العذاب ان اتيت
ويدخلك الجنان بلا عيوب

الحمدان
07-07-2023, 02:25 PM
إذا بكيتَ بجوفِ الليلِ مبتهلاً
ففي الصباح بإذن الله تبتسمُ

وإن أتَتك جيوشُ الهمِّ غازيةً
فبالصلاةِ على المختارِ تنهزمُ

الحمدان
07-07-2023, 11:46 PM
يا وَردَ جورِ الذي حيّا فأحيانا
أشبَهتَ خَدّاً بماءِ الحُسن ريّانا

اذا رأيتكَ لاح الكونُ مُبتسِماً
كالثَّغر واخضرَّت الآمالُ أَغصانا

وإن جنيتُك أذكرْ غادةً حملَت
من الأزاهِر أشكالاً وألوانا

كم باقةٍ مِنكَ ضمّتها أنامِلُها
كأنها لؤلؤٌ قد ضمَّ مُرجانا

ومنكَ لونٌ وطِيبٌ في غلالِتها
وهي التي تَكتسي نوراً وريحانا

إليَّ أهدَتكَ مضموماً بأنملِها
حتى رأيتُ الهوى حُسناً وإحسانا

ولا أزالُ بزَهرٍ مِنكَ أَذكرُها
لأنني لم أزل بالطّيبِ نشوانا

وقد تجودُ بخَدٍّ لي فأحسبُه
مما جَنَتهُ ومن رياكَ ريانا

قلبي تعشَّقَ خدَّيها كما عشِقَت
فراشةُ الرّوضِ لوناً منكَ فتانا

يا وردَ جورٍ عليك الرّيحُ نافحةٌ
نهزُّ في الصّبحِ أزهاراً وأفنانا

وتحملُ الطّبَ مثلَ النفسِ حاملة
للحبِّ حتى يَصيرَ الكونُ أكوان


أبو الفضل الوليد

الحمدان
07-07-2023, 11:46 PM
تنزَّهتُ في روضٍ خضيلٍ مطلَّلِ
كوجهٍ جميلٍ تحتَ شعرٍ مُسَدَّلِ

وفوقَ الهضابِ الشّمسُ تحكي مليكةً
أطلّت على العُشّاق من سجفِ مخمل

فمالَ جناني ذاكراً مُتشوّقاً
كما مالتِ الأزهارُ من لمس أنمُل

على العشبِ أبصرتُ الحبيبةَ صدفةً
وفي يدِها البيضاء زهرُ القرُنفُل

فقالت وقد مالت إليَّ ببسمَةٍ
هو الزهرُ فانشُق وانتعِش وتعلّل

فقلتُ لها إن القرُنفُلَ زهرَةٌ
تلوحُ على رأسِ الملاك المُكلَّل

وحواءُ في الجنّاتِ كانت تشُمُّها
وتحفظُها حفظَ الجوَاهِرِ والحلي

شذا الحبِّ والسّلوى يُعطّر قلبها
ففي شمَّةٍ منه الكآبةُ تنجلي

أيحظى بِشَمِّ الزَّهرِ خداً وباقةً
مُحِبٌّ يُعاني مطمعاً بعد مأمل

بإضمامةِ جاء القُرنفلُ خاضعاً
وفي راحة بيضاءَ راحةُ مُثقَل

دعيها لِشاكٍ أو ضعيها لِناحلٍ
فخَصرُكِ مهما ينضر الزّهرُ يذبُل


أبو الفضل الوليد

الحمدان
07-07-2023, 11:47 PM
أبكي على الصّيفِ كالباكي على الطَّللِ
وإنّه كالصِّبا يمضي على عجَلِ

جاءَ الشتاءُ فأذوى بردُه حبقاً
قد كان في الصيفِ ذا نضرٍ وذا ميل

كم كنتُ أقطفهُ أو كنتُ أنشقُه
والعطرُ والنضرُ مثلُ الحبّ والأمل

عندَ الغنيِّ تراهُ والفقيرِ فلا
تعجَب لباذلِ حسنٍ غيرِ مُبتذل

للكلّ نعمتُهُ تُرجى ورحمتُه
وعَرفُه ناعشٌ كالبرءِ في العِلل

وأبيضُ الزّهرِ مِنهُ كالنقوشِ على
بُردٍ وكالدّمعِ في سودٍ من المُقل

أما تراهُ على تقواه مُتّضِعاً
يهوى بياضَ الحلى في خِضرَةِ الحِلل

والرّيحُ شيّقةٌ ولْهَى تقبِّلُهُ
فليتَ لي ما له من أطيبِ القُبَل

حفظتُ في البردِ والأمطارِ واحدةً
منهُ وكنتُ أُداريها على وجل

حتى إذا ذبُلَت أصبَحتُ أنشدُها
يا رحمة اللهِ ما أولاكِ بالطّلَل

يا ربّ لا تخلينَّ القلبَ من أملٍ
والروضَ من زهَرٍ والأرضَ من بَلل


أبو الفضل الوليد

الحمدان
07-07-2023, 11:48 PM
يا أرض أندلس الخضراء حيينا
عدد الابيات : 131


يا أرض أندلسَ الخضراءَ حيّينا
لعلّ روحاً من الحمراءِ تُحيينا

فيكِ الذخائرُ والأعلاقُ باقيةٌ
من الملوكِ الطريدينَ الشّريدينا

منّا السلامُ على ما فيكِ من رممٍ
ومن قبورٍ وأطلالٍ تصابينا

لقد أضعناكِ في أيامِ شَقوَتِنا
ولا نَزالُ محبّيكِ المشوقينا

هذي ربوعُكِ بعدَ الأُنسِ مُوحِشةٌ
كأننا لم نكن فيها مقيمينا

من دَمعِنا قد سقيناها ومِن دَمِنا
ففي ثراها حشاشاتٌ تشاكينا

عادت إِلى أهلها تشتاقُ فتيتَها
فأسمعت من غناءِ الحبّ تلحينا

كانت لنا فعنَت تحت السيوفِ لهم
لكنّ حاضرَها رسمٌ لماضينا

في عزّنا حبلت منا فصُورتُنا
محفوظةٌ أبداً فيها تعزّينا

لا بدعَ إن نَشَقَتنا من أزاهرها
طيباً فإنّا ملأناها رَياحينا

وإن طربنا لألحانٍ تردِّدُها
فإنها أخذت عنّا أَغانينا

تاقت إلى اللغةِ الفصحى وقد حفظت
منها كلاماً بدت فيه معانينا

إنّا لنذكرُ نُعماها وتذكُرنا
فلم يضع بيننا عهدُ المحبّينا

في البرتغالِ وإسبانيّةَ ازدهرت
آدابُنا وسمت دهراً مبانينا

وفي صقلّية الآثارُ ما برحت
تبكي التمدُّنَ حيناً والعُلى حينا

كم من قصورٍ وجنّاتٍ مزخرفةٍ
فيها الفنونُ جمعناها أفانينا

وكم صروحٍ وأَبراجٍ ممرّدةٍ
زدنا بها الملكَ توطيداً وتأمينا

وكم مساجدَ أَعلَينا مآذنَها
فأطلَعت أَنجماً منها معالينا

وكم جسورٍ عَقَدنا من قَناطِرِها
أقواسَ نصرٍ على نهرٍ يرئّينا

تلك البلادُ استمدّت من حضارتنا
ما أَبدعَته وأولته أَيادينا

فيها النفائسُ جاءت من صناعَتِنا
ومن زراعتِنا صارت بساتينا

فأجدَبَت بعدَنا واستوحَشَت دمناً
تصبو إلينا وتبكي من تنائينا

أيامَ كانت قصورُ الملكِ عاليةً
كانَ الفرنجُ الى الغاباتِ آوينا

وحين كنا نجرُّ الخزَّ أَرديةَ
كانوا يسيرون في الأسواقِ عارينا

لقد لبسنا من الأبرادِ أفخرَها
لما جَرَرنا ذيولُ العصبِ تزيينا

وقد ضَفَرنا لإدلال ذوائبَنا
لما حمينا المغاني من غوانينا

وقد مَسَحنا صنوفَ الطيبِ في لممٍ
لما ادّرعنا وأَسرجنا مذاكينا

كل الجواهر في لبّاتِ نسوتنا
صارت عقوداً تزيدُ الدرَّ تثمينا

وأَكرمُ الخيلِ جالت في معاركنا
وإذ خلا الجو خالت في مراعينا

تردي وقد علمت أَنّا فوارسها
ولا تزالُ لنعلوها وتُعلينا

زدنا السيوفَ مضاءً من مضاربنا
ومن مطاعننا زدنا القنا لينا

من للكتائبِ أو من للمواكبِ أو
من للمنابرِ إِلا سادةٌ فينا

جاءت من الملأ الأعلى قصائدُنا
والرومُ قد أَخذوا عنا قوافينا

لم يعرفوا العلَم إِلا من مدارسِنا
ولا الفروسةَ إِلا من مجارينا

أَعلى الممالكِ داستها جحافِلُنا
وسرّحت خيلَنا فيها سراحينا

تلك الجيادُ بأبطالِ الوغى قطعت
جبالَ برناتَ وانقضّت شواهينا

في أرض إفرنسةَ القصوى لها أَثرٌ
قد زادَهُ الدهرُ إيضاحاً وتبيينا

داست حوافرُها ثلجاً كما وطئت
رَملاً وخاضت عباباً في مغازينا

الشمسُ ما أَشرقت من علوِ مطلعِها
إِلا رأَتنا الى الأوطارِ ساعينا

كسرى وقيصرُ قد فرَّت جيوشُهما
للمرزبانِ وللبطريقِ شاكينا

حيث العمامةُ بالتيجانِ مزريةٌ
من يومِ يرموكَ حتى يومِ حطّينا

وللعروشِ طوافٌ بالسرير إذا
قامَ الخليفةُ يعطي الناسَ تأمينا

بعدَ الخلافةِ ضاعت أرضُ أندلسٍ
وما وقى العرب الدنيا ولا الدينا

الملكُ أصبحَ دَعوى في طوائفهم
واستمسكوا بعرى اللّذاتِ غاوينا

وكلُّ طائفةٍ قد بايعت ملكاً
لم يُلفِ من غارة الأسبانِ تحصينا

وهكذا يفقدُ السلطانُ هيبتَهُ
إن أكثرَ القومُ بالفوضى السلاطينا

والرأيُ والبأسُ عندَ الناسِ ما ائتلفوا
لكن إذا اختلفوا صاروا مجانينا

تقلّصَ الظلُّ عن جناتِ أندلسٍ
وحطَّمَ السيفُ ملكَ المستنيمينا

فما المنازلُ بالباقينَ آهلةٌُ
ولا المساجدُ فيها للمصلّينا

لن ترجعنَّ لنا يا عهدَ قرطبةٍ
فكيفَ نبكي وقد جفّت مآقينا

ذبّلتَ زهراً ومن ريّاك نشوتُنا
وإِن ذكراك في البلوى تسلينا

ما كانَ أعظمَها للملكِ عاصمةً
وكان أكثرها للعلمِ تلقينا

لم يبقَ منها ومن ملكٍ ومن خولٍ
إِلا رسومٌ وأطيافٌ تباكينا

والدهرُ ما زالَ في آثارِ نعمتِها
يروي حديثاً لهُ تبكي أعادينا

أينَ الملوكُ بنو مروانَ ساستُها
يُضحونَ قاضينَ أو يُمسونَ غازينا

وأينَ أبناءُ عبّادٍ ورونَقُهم
وهم أواخرُ نورٍ في دياجينا

يا أيها المسجدُ العاني بقرطبةٍ
هلا تذكّرُكَ الأجراسُ تأذينا

كانَ الخليفةُ يمشي بينَ أعمدةٍ
كأنه الليثُ يمضي في عفرّينا

إن مالَ مالت به الغبراء واجفةً
أو قالَ قالت له العلياءُ آمينا

يا سائحاً أصبحت حجّاً قيافتُهُ
قِف بالطلول وسَلها عن ملاهينا

بعدَ النعيمِ قصورُ الملكِ دارسةٌ
وأهلُها أصبحوا عنها بعيدينا

فلا جمالٌ تروقُ العينَ بهجتُه
ولا عبيرٌ معَ الأرواحِ يأتينا

صارت طلولاً ولكنّ التي بَقِيَت
تزدادُ بالذكرِ بعدَ الحسنِ تحسينا

تلكَ القصورُ من الزهراءِ طامسةٌ
وبالتذكُّرِ نبنيها فتنبينا

على الممالك منها أشرفَت شرفاً
والملكُ يعشقُ تشييداً وتزيينا

وعبدُ رحمانِها يَلهو بزخرفِها
والفنُّ يعشقُ تشييداً وتزيينا

كانت حقيقةَ سلطانٍ ومقدرةٍ
فأصبحت في البلى وهماً وتخمينا

عمائمُ العربِ الأمجادِ ما برحت
على المطارفِ بالتمثيلِ تصبينا

وفي المحاريبِ أشباحٌ تلوحُ لنا
وفي المنابرِ أصواتٌ تنادينا

يا برقُ طالع قصوراً أهلُها رحلوا
وحيّ أجداثَ أبطالٍ مُنيخينا

أهكذا كانت الحمراءُ موحشةً
إذ كنتَ ترمقُ أفواجَ المغنينا

وللبرودِ حفيفٌ فوقَ مرمرِها
وقد تضوعَ منها مسكُ دارينا

ويا غمامَ افتقد جناتِ مرسيةٍ
وروِّ من زَهرِها ورداً ونسرينا

وأمطرِ النخلَ والزيتونَ غاديةً
والتوتَ والكرمَ والرمانَ والتينا

أوصيكَ خيراً بأشجارٍ مقدّسةٍ
لأنها كلُّها من غرسِ أيدينا

كنا الملوكَ وكان الكونُ مملكةً
فكيفَ صرنا المماليكَ المساكينا

وفي رقابِ العدى انفلّت صوارمُنا
واليومَ قد نزعوا منا السكاكينا

ليست بسالتُنا في الحربِ نافعةً
ومن براقيلِهم نلقى طواحينا

فلو فطنّا لقابلنا قذائفَهم
بمثلِها وامتنعنا في صياصينا

واشتدَّ عسكرُنا يحمي منازلنا
وارتدَّ أسطولُنا يحمي شواطينا

إذاً لكانوا على بأسٍ ملائكةً
وما أتونا على ضعفٍ شياطينا

فنحنُ في أرضِنا أسرى بلا أملٍ
والدارُ كالسجنِ والجلادُ والينا

شادوا القلاعَ وشدوا من مدافِعهِم
ما يملأ الأرضَ نيرانا ليفنينا

بعدَ اعتداءٍ وتدميرٍ ومجزرةٍ
قالوا أماناً فكونوا مستكينينا

وكم يقولون إنّا ناصبونَ لكم
ميزانَ عدلٍ ولم توفوا الموازينا

تحكَّموا مثلما شاءَت مطامعُهم
وصيّروا بِيننا التهويلَ تهوينا

فلا تغرنّ بالآمالِ أنفُسَنا
وللفرنسيسِ جوسٌ في نواحينا

هل يسمحون ولو صرنا ملائكةً
بأن نصيرَ لهم يوماً مبارينا

لا يعرفون التراضي في هوادتِنا
ولا سلاحٌ به يخشى تقاضينا

إن لم تكن حكمةٌ من علمِ حاضرِنا
أما لنا عبرةٌ من جهلِ ماضينا

إنَّا نعيش كما عاشت أوائلُنا
ولا نريدُ من الأعلاجِ تمدينا

إن قدّموا المنّ والسلوى على ضرعٍ
نختر على العزّ زقوماً وغسلينا

يا مغربيّةُ يا ذات الخفارةِ يا
ذات الحجابِ الذي فيه تُصانينا

صدّي عن العلجِ واستبقي أخا عربٍ
من وُلدِ عمِّكِ يهوى الحورَ والعينا

يا نعمَ أندلسياً كان جَدّكِ في
عهدِ النعيمِ وهذا العهدُ يشقينا

خذي دموعي وأعطيني دموع أسى
طالَ التأسّي وما أجدى تأسّينا

ذكرُ السعادةِ أبكانا وأرّقنا
ما كنتُ لولا الهوى أبكي وتبكينا

بكى ابن زيدونَ حيثُ النونُ أنّتُهُ
ولم يزل شعرُهُ يُبكي المصابينا

كم شاقني وتصبّاني وأطربني
إذ كنتِ ورقاءَ في روضٍ تنوحينا

ومن دموعكِ هاتيكَ السموطُ حكت
أبياتَ نونيّةٍ فيها شكاوينا

ولاّدةُ استنزفت أسمى عواطِفهِ
فخلّدَ الحبَّ إنشاداً وتدوينا

تلكَ الأميرةُ أعطَته ظرافَتَها
فأخرجَ الشعرَ تنغيماً وتحنينا

يا بنتَ عمي وفي القُربي لنا وطرٌ
صوني المحيا وإن زرناكِ حيينا

ليلُ الأسى طالَ حتى خلت أنجمَهُ
بقيّةَ الصبحِ تبدو من دياجينا

نشتاقُ فجراً من النُّعمَى وظالمُنا
يقولُ إنّ ضياءَ الفجرِ يؤذينا

فلنُطلعنَّ إذن صبحَ القلوبِ على
ليلِ الخطوبِ وهذا النورُ يكفينا

أما كفانا بفقدِ الملكِ نائبةً
حتى أتانا علوجٌ الرومِ عادينا

عدا علينا العدى في بَرِّ عَدوتنا
وقد رضيناهُ منفَى في عوادينا

فيه الفرنسيسُ ما انفكّت مدافعُهم
تمزّقُ العربَ العُزلَ المروعينا

فوسطَ مرّاكشِ الكبرى لقائِدهم
دستٌ وقد شرَّدوا عنها السلاطينا

وفي الجزائرِ ما يُبكي العيونَ دماً
على أماجدَ خرُّوا مستميتينا

وفي طرابلس الغرب استجدَّ لنا
وَجدٌ قديمٌ وقد ضاعت أمانينا

وهذه تونسُ الخضراءُ باكيةٌ
ترثي بنيها المطاعيمَ المطاعينا

من الفرنسيسِ بلوانا ونكبتُنا
فهل يظلّونَ فينا مستبدّينا

صهبُ العثانين مع زرقِ العيونِ بدت
شؤماً به حدثانُ الدهرِ يرمينا

فلا رأينا من الأحداقِ زرقَتها
لا شَهِدنا من الصهبِ العثانينا

وا طولَ لهفي على قومٍ منازلُهم
تأوي العلوجَ ثقالاً مستخفِّينا

قد كافحوا ما استطاعوا دونَ حرمتِها
ثم استكانوا على ضيمٍ مطيعينا

لا يملكونَ دفاعاً في خصاصَتِهم
وينصرونَ الفرنسيسَ الملاعينا

أعداؤهم قطعوا أوطانهم إرباً
فأصبحوا مثلَ أنعامٍ مسوقينا

هذا لعمري لسخطُ الله أو غضبٌ
من النبي على ساهينَ لاهينا

من ذا يصدّقُ أن التائهين ثبىً
كانوا جيوشاً ترى الدنيا ميادينا

مشوا على ناعمٍ أو ناضرٍ زمناً
واليومَ يمشون في الصحراءِ حافينا

لا طارقٌ يطرق الأعلاجَ من كثبٍ
وإن دعونا فلا موسى يلبينا

بالقهر قد أخذوا مسكاً وغاليةً
ومنهما عوّضونا الوحلَ والطينا

وأدركوا ثأرَهم في شَنّ غارتِهم
لما أتونا لصوصاً مُستبيحينا

في الأرضِ عاثوا فساداً بعد ما شربوا
خمرَ الحوانيتِ وامتصّوا المداخينا

فما لنا قوةٌ إِلا بسيّدنا
محمدٍ فهو يرعانا ويهدينا

قد اصطفى بين كل الناسِ أمته
كما غدا المصطفى بين النبيينا

يا أحمد المرتضى والمرتجى أبداً
ألستَ من سطواتِ الرومِ تحمينا

يا أرفعَ الناسِ عند الله منزلةً
متى نرى السيفَ مسلولاً ليشفينا



أبو الفضل الوليد لبنان

الحمدان
07-08-2023, 12:08 AM
‏من ضاقَ عن حملِ الهمومِ فؤادهُ..

‏أو بات من جَورِ الأسى .. يتألَّمُ

‏فليروِ بالقرآنِ قَفْرَ فُـؤادهِ ..

‏فكتابُ ربي للعطاشى زمزمُ !

الحمدان
07-08-2023, 03:50 PM
هذه الابيات قالها
الأديب السعودي ليله
زواج ابنته

استودع الله قلبا هاج ما سكنا
والريح تهزأ من قلبي إذا سكنا

استودع الله وجها مشرقا حسنا
استودع الله حسنا وافق الحسنا

استودع الله عهدا كان يجمعنا
استودع الله من بالصمت ودعنا

وخيم الحزن واهتزت مشاعرنا
اين الكلام واين الشعر اين انا

بنيتى كل اوراقي مبعثرة
ماذا الملم منها والرحيل دنا

مخلوقة انت من روحي ومن بدني
لـكنك اليوم روحا فارقت بدنا

وانت انسان عين انت مؤنسة
ريحانة الشعر إن العطر كان هنا

هنا الدفاتر والاقلام شاخصة
هنا المساطر الحاظ تلاحقنا

وذاك دولابها بالوجد مكتنزا
وتلك مرآتها مملؤة شجنا

ونحن نسمعها في كل ناطقة
وكل صامتة ثغر يحدثنا

زوجن مبتسما، فارقت مبتسما
ومن يزوج يوما يدفع الثمنا

شريعة الله اولى من مشاعرنا
وسنة المصطفى فلنحمد السننا




علي عبدالله مهدي الألمعي

الحمدان
07-09-2023, 08:16 PM
سألت الليل بعد الليل ولا
أنا كيف أتصبر وأتسلا

فقلت أعطف لمن يرعى نجومك
بجاه الله عني لا تجلا

تسليني وتنسيني نهاري
وتتركني وجرحي مستجلا

ثلاث ضلوع يشكن الهضايم
علي المعلوق والقلب أيتدلا

ولا به ليل نامت فيه عيني
وانا ما أذكر لها بالذمه ألا

ليا نامت تصحّيها حلومي
وليّا صحيت تفيّض ثم تملا

على ظبّيٍ تطاوعه الجميله
ليّا صكه هواء الغربي تخلا

من الموقع وخلا القفر خالي
على دربه يتلّ الريم تلا




خلف بن هذال

الحمدان
07-10-2023, 12:06 AM
النفس حيرى والذنوب كثيرة
والعمر يمضي والحياة ثواني

يا نفس كفي عن معاصيك التي
كادت تميت الحس في وجداني

أنسيت أن الموت آت فاجمعي
يا نفس من طيب ومن إحسان

أنا لست أخشى الموت بل أخشى
الذي بعد الممات وعسرة السؤلان

ماذا أقول إذا فقدت إرادتي
وتكلمت بعدي يدي ولساني

ماذا وكل جوارحي تحكي بما
صنعت ولست بعالم النسيان

أخشاك يا شمس الصيف فكيف
لا أخشى العذاب وحرقة النيران

أنا يا إلهي حائر فتولني
ولأنت تهدي حيرة الحيران

أنا إن عصيت فهذا لأني غافلٌ
ولقد علمت عواقب العصيان

أنا إن عصيت فهذا لأني ظالمٌ
والظلم صنع من يد الإنسان

لكنك الغفار فاغفر ما جنت
نفسي على نفسي فأنت الحاني

أشكو إليك ضآلتي ومذلتي
فارفع بفضلك ما أذل زماني

أدعوك في صمتي وفي نطقي
وفي همسي بقلب دائم الخفقان

أدعوك فاقبل دعوتي وارفع بها
شأني وكن لي يا عظيم الشان

لك في الفؤاد مهابة ومحبة
يا من بحبك يستضيء كياني

أنا يا إلهي عائد من وحدتي
أنا هارب من كثرة الأشجان

من لي سواك يجيرني ويعيذني
من عالم الأهواء والشيطان

سدت بوجهي كل أبواب المنى
فأتيت بابك طالب الغفران

يارب إني قد أتيتك تائباً
فاقبل بعفوك توبة الندمان

كم جئت بابك ســائلاً فأجبتني
من قبل حتى أن يقــول لساني

واليوم جئتك تائــباً مستـغفراً
شيءٌ بقلـــبي للـهدى ناداني

عيناي لو تبكي بقــية عمرها
لاحتجت بعد العمر عمراً ثاني

إن لــم أكن للـعفو أهلا ً خالقي
فأنـت أهل العفو والغفران

روحي لنـورك يا إلهي قد هفت
وتشققت عطـــشا لهُ أركاني

فاقبل بفضلك توبة القـلب الذي
قد جاء هرباً من دجى العصيان

واجعله في وجه الخـطايا ثابتاً
صـلباً قوياً ثابـت الإيمان

وامنن بعفوك إن عفوك وحده
سيعـيد نبض النـور في إنساني



الإمام الشافعي رحمه الله

الحمدان
07-10-2023, 09:34 PM
"دَعِ الحِرصَ وَاِقنَع بِالكَفافِ مِنَ الغَنى
فَرزقُ الفَتى ما عاشَ عِندَ مَعيشِهِ
وَقَد يُهلِكُ الإِنسانَ كَثرَةَ مالِهِ
كَما يُذبَحُ الطاووسُ مِن أَجلِ ريشِهِ


الميكالي العصر الاندلسي

الحمدان
07-10-2023, 09:35 PM
تَعَزَّ عَنِ الحِرصِ تَعزُز بِهِ
فَفي الطَمَعِ الذُلُّ وَالمَنقَصَه

وَلا تنزِلَن أَبَداً حاجَة
بِمَن كابَدَ البُؤسَ وَالمَخمَصَه

وَلَو نالَ نَجم الدُجى ثَروَةً
وَأَوطَأَ شَمسَ الضُحى أَخمَصَه


الميكالي

الحمدان
07-10-2023, 09:36 PM
أَما تَرى البِركَةَ الغَرّاءَ قَد لَبِسَت
نُوراً مِنَ الشَمسِ في حافاتِها سَطَعا

وَالبَهوُ مِن فَوقِها يُلهيكَ مَنظَرُه
كَأَنَّهُ مَلكٌ في دَستِهِ اِرتَفَعا

وَالماءُ مِن تَحتِهِ أَلقَى الشُعاعَ عَلى
أَعلى سَماوَتِهِ فَارتجّ مُلتَمِعا

كَأَنَّهُ السَيفُ مَصقولاً تُقلِّبُهُ
كَفُّ الكَميِّ إِلى ضَربِ الكَميّ سَعى



الميكالي

الحمدان
07-10-2023, 09:36 PM
عَهِدناكَ بَدراً تُروقُ العُيون
فَأَخفى كُسوفٌ بِهِ مَطلَعَه

وَجالَ بِخَدِّكَ ماءُ الجَمالِ
فَكَدَّر صَرفُ البِلى مَشرَعَه

وَكُنتَ لِأَهلِ الهَوى مَفزَعاً
فَصِرتَ لِأَعيُنِهِم مَفزَعَه


الميكالي

الحمدان
07-10-2023, 09:36 PM
وَما المَرءُ في دُنياهُ إِلّا كَهاجِعٍ
تَراءت لَهُ الأَحلامُ وَهيَ خَوادِعُ

ينعِّمُهُ طَيفٌ مِنَ اللَهوِ باطِلٌ
وَيُوقِظُهُ نَومٌ مِنَ الدَهرِ فاجِعُ


الميكالي

الحمدان
07-10-2023, 09:37 PM
يا مَن غَدا في الجَمعِ يُتعِبُ نَفسَهُ
كَيما يَزيدَ عَقارهُ وَضَياعَه

مَن ظَلَّ في التَجميعِ يُنفِقُ عُمرَهُ
فَمَتى يَكونُ بِأَكلِهِ اِستمتاعُه

أَفنَيتَ عُمرَكَ في حُطامٍ حُزتَهُ
باقٍ عَلَيكَ أَثامُهُ وَضَياعُه



الميكالي

الحمدان
07-10-2023, 09:37 PM
رَأَيتُ الهِلالَ وَقَد حَلّقَت
نُجومُ الثُرَيّا لِكَي تَسبِقَه

فَشَبَّهتُهُ وَهوَ في إِثرِها
وَبَينَهُما الزَهرَةُ المُشرِقَه

كِرامٍ بِقَوسٍ رَأى طائِراً
فَحَلّق في إَثرِهِ بُندقَه



الميكالي

الحمدان
07-11-2023, 02:23 PM
بَكيتُ عَلى الشَبابِ بِدَمعِ عَيني
فَلَم يُغنِ البُكاءُ وَلا النَحيبُ

فَيا أَسَفا أَسِفتُ عَلى شَبابِ
نَعاهُ الشَيبُ وَالرَأسُ الخَضيبُ

عَريتُ مِنَ الشَبابِ وَكانَ غَضّاً
كَما يَعرى مِنَ الوَرَقِ القَضيبُ

فَيا لَيتَ الشَبابَ يَعودُ يَوماً
فَأُخبِرُهُ بِما صَنَعَ المَشيبُ


أبو العتاهية

الحمدان
07-11-2023, 02:23 PM
بكَيْتُ على زيْدٍ ولم أَدْرِ ما فَعَلْ
أَحَيٌّ يُرَجَّى أم أتى دونَه الأَجَلْ

فو اللّهِ ما أدْرى وإنْ كنتُ سائلا
أغالَكَ سَهْلُ الأرضِ أم غالَكَ الجبلْ

فياليتَ شعري هلْ لكَ الدهرَ رجعةٌ
فحسبي من الدنيا رجوعُك لِي بَجَلْ

تذكِّرُنِيه الشمسُ عند طلوعِها
وتُعْرِضُ ذاكرهُ إذا قاربَ الطَّفَلْ

وإن هبَّتِ الأرواحَ هَيَّجْنَ ذِكْرَه
فياطُولَ ما حُزنْي عليهِ ويا وَجَلْ

سأُعْملُ نَصَّ العيسِ في الأرضِ جاهدا
ولا أسأَمَ التَّطْواف أو تسأَمَ الإِبِلْ

حياتِي أو تَأتْي عَلَيَّ منيَّتي
وكلُّ امرىءٍ فانٍ وإن غرَّه الأملٌ

سأوصي به قيساً وعمرا كليهما
وأوصي يزيداً ثم من بعده جَبَلْ


حارِثَةُ بن شَراحِيل

الحمدان
07-11-2023, 06:06 PM
المَجدُ عوفِيَ إِذ عوفِيتَ وَالكَرَمُ
وَزالَ عَنكَ إِلى أَعدائِكَ الأَلَمُ

صَحَّت بِصِحَّتِكَ الغاراتُ وَاِبتَهَجَت
بِها المَكارِمُ وَاِنهَلَّت بِها الدِيَمُ

وَراجَعَ الشَمسَ نورٌ كانَ فارَقَها
كَأَنَّما فَقدُهُ في جِسمِها سَقَمُ

وَلاحَ بَرقُكَ لي مِن عارِضَي مَلِكٍ
ما يَسقُطُ الغَيثُ إِلّا حَيثُ يَبتَسِمُ

يَسمى الحُسامَ وَلَيسَت مِن مُشابَهَةٍ
وَكَيفَ يَشتَبِهُ المَخدومُ وَالخَدَمُ

تَفَرَّدَ العُربُ في الدُنيا بِمَحتِدِهِ
وَشارَكَ العُربَ في إِحسانِهِ العَجَمُ
في آلائِهِ الأُمَمُ
وَما أَخُصُّكَ في بُرءٍ بِتَهنِئَةٍ
إِذا سَلِمتَ فَكُلُّ الناسِ قَد سَلِموا



المتنبي

الحمدان
07-11-2023, 06:07 PM
أَيا رامِياً يُصمي فُؤادَ مَرامِهِ
تُرَبّي عِداهُ ريشَها لِسِهامِهِ

أَسيرُ إِلى إِقطاعِهِ في ثِيابِهِ
عَلى طِرفِهِ مِن دارِهِ بِحُسامِهِ

وَما مَطَرَتنيهِ مِنَ البيضِ وَالقَنا
وَرومِ العِبِدّى هاطِلاتُ غَمامِهِ

فَتىً يَهَبُ الإِقليمَ بِالمالِ وَالقُرى
وَمَن فيهِ مِن فُرسانِهِ وَكِرامِهِ

وَيَجعَلُ ما خُوِّلتُهُ مِن نَوالِهِ
جَزاءً لِما خُوِّلتُهُ مِن كَلامِهِ

فَلا زالَتِ الشَمسُ الَّتي في سَمائِهِ
مُطالِعَةَ الشَمسِ الَّتي في لِثامِهِ

وَلا زالَ تَجتازُ البُدورُ بِوَجهِهِ
تَعَجَّبُ مِن نُقصانِها وَتَمامِهِ



المتنبي

الحمدان
07-13-2023, 12:08 AM
"لَمّا رَأَيتُ بَني الزَمانِ وَما بِهِم
خِلٌّ وَفِيٌّ لِلشَدائِدِ أَصطَفي

أَيقَنتُ أَنَّ المُستَحيلَ ثَلاثَةٌ
الغولُ وَالعَنقاءُ وَالخِلُّ الوَفي


صفي الدين الحلي
العصر المملوكي

الحمدان
07-13-2023, 12:09 AM
بِقَدرِ لُغاتِ المَرءِ يَكثُرُ نَفعُهُ
فَتِلكَ لَهُ عِندَ المُلِمّاتِ أَعوانُ

تَهافَت عَلى حِفظِ اللُغاتِ مُجاهِداً
فَكُلُّ لِسانٍ في الحَقيقَةِ إِنسانُ


صفي الدين الحلي

الحمدان
07-13-2023, 12:28 AM
إِن قَلَّ نَفعُكَ في أَرضٍ حَلَلتَ بِها
سافِر لِتُدرِكَ قَصداً أَو تَرى أَمَلا

فَالبيضُ لَو لا زَمَت أَغمادَها صَدِئَت
وَالشَمسُ لَو لَم تَسِر ما حَلَّتِ الحَمَلا


صفي الدين الحلي

الحمدان
07-13-2023, 12:29 AM
وَأَطيَبُ أَوقاتي مِنَ الدَهرِ خَلوَةٌ
يَقَرَّ بِها قَلبي وَيَصفوا بِها ذِهني

وَتَأخُذُني مِن سَورَةِ الفِكرِ نَشوَةٌ
فَأَخرُجُ مِن فَنٍّ وَأَدخُلُ في فَنِّ

وَيَفهَمُ ما قَد قالَ عَقلي تَصَوُّري
فَنَقلي إِذا عَنّي وَسَمعي بِها مِنّي

وَأَسمَعُ مِن نَجوى الدَفاتِرِ طُرفَةٌ
أُزيلُ بِها هَمّي وَأَجلو بِها حُزني

يُنادِمُني قَومٌ لَدَيَّ حَديثُهُم
فَما غابَ مِنهُمُ غَيرُ شَخصِهِم عَنّي



صفي الدين الحلي

الحمدان
07-13-2023, 12:29 AM
وَإِنّي لَمُغرىً بِالقَوافي وَنَظمِها
وَيَبلُغُ بي حَدَّ السُرورِ بَليغُها

وَأَطيَبُ أَوقاتي مِنَ الدَهرِ لَيلَةٌ
تُريغُ القَوافي خاطِري وَأَريغُها

فَكَم بَلَغَت بي هِمَّتي بُعدَ غايَةٍ
يَعِزُّ عَلى الشَعرى العَبورِ بُلوغُها

فَما سَرَّني إِلّا كَلامٌ أَسيغُهُ
بِمَسمَعِ واعٍ أَو مَعانٍ أَصوغُها


صفي الدين الحلي

الحمدان
07-13-2023, 12:30 AM
إِن قَلَّ نَفعُكَ في أَرضٍ حَلَلتَ بِها
سافِر لِتُدرِكَ قَصداً أَو تَرى أَمَلا

فَالبيضُ لَو لا زَمَت أَغمادَها صَدِئَت
وَالشَمسُ لَو لَم تَسِر ما حَلَّتِ الحَمَلا


صفي الدين الحلي

الحمدان
07-13-2023, 12:30 AM
مَن لَم تَضُمَّ الضُيوفَ ساحَتُهُ
فَسِترُهُ أَن تَضُمَّهُ الحُفرَه

وَمَن تَمادى في شُحِّهِ نَفَرَت
مِن قُربِهِ الناسُ أَيَّما نَفرَه

وَاللُؤمُ يُذري مِن قَدرِ صاحِبِهِ
حَتّى لَقَد كادَ يَقتَضي كُفرَه

وَمَن غَدا عِرضُهُ المُهَلَّبُ في ال
ناسِ غَدا وَجهُهُ أَبا صُفرَه


صفي الدين الحلي

الحمدان
07-13-2023, 12:31 AM
يُعطى البَليدُ مَعَ الخُمولِ مِنَ الغِنى
ما لَم يَنَلهُ بِعَقلِهِ وَبِحِسِّهِ

كَم مُدرِكٍ مَعَ عَجزِهِ مِن دَهرِهِ
في يَومِهِ ما لَم يَنَل مِن أَمسِهِ

لَكِنَّها الأَيّامُ في تَصريفِها
تَقضي عَليهِ بِسَعدِهِ وَبِنَحسِهِ

إِن أَقبَلَت وَهَبَت مَحاسِنَ غيرِهِ
أَو أَدبَرَت سَلَبَت مَحاسِنَ نَفسِهِ


صفي الدين الحلي

الحمدان
07-13-2023, 12:39 AM
استدعى أحد الولاة طائفة
من العلماء والشعراء في
يوم عيد لزيارته، فصادفهم
أعرابي يحمل على كتفه
جرة ليملأها من الماء، فلما
رآهم تبعهم حتى وقفوا
بين يدي الوالي، وبعد أن
قام الوالي بتكريمهم التفت
إلى الأعرابي وقال له:
ما حاجتك؟
فأنشد الأعرابي قائلاً:


ولما رأيت القوم شدوا رحالهم
إلى بحرك الطامي أتيت بجرتي

فقال له الوالي: أحسنت
وأمر رجاله أن يملأوا جرته
بالمال، وبعد أن خرج من
عنده قام بتوزيع ذل المال
على الفقراء والمحتاجين
وبلغ ما فعله إلى الوالي
فاستدعاه وسأله عن سبب
فعلته، فقال الأعرابي:


يجود علينا الخيرون بمالهم
ونحن بمال الخيرين نجود

فأعجب الوالي بجوابه وأمر
أن تملأ جرته بالمال عشر مرات.
فقال الأعرابي: الحمد لله
رب العالمين، إن الحسنة
بعشر أمثالها

الحمدان
07-13-2023, 07:51 PM
إن الذين تروا حفوا شواربهم
تخفى جراحتها في جنب مغرور

هم الصعاليك إلا أن بأسهم
بثّ الشهادات للأيتام بالزور

ما راعني منهم إلا قلانسهم
لبس العداة لهم يوما بمسرور

قوم قلانسهم كالرمح طعنتها
وتحتها كل ذنب السرج مشهور

قوم إذا غضبوا كانت رماحهم
على المساكين والغلات والدور

كم كسرة بجريش الملح تأكلها
*ألذ من ثمرة تحشى بزنبزر

كم من أكلة قربت للهلك صاحبها
كحبة الفخ دقن عنق عصفور


عبدالله بن المبارك
العصر العباسي

الحمدان
07-13-2023, 07:51 PM
الى الله أشكو لا الى الناس أنني
أرى صالح الأخلاق لا أستطيعها

أرى خلة في إخوة وعشيرة
وذي رحم ما كنت ممن يضيّعها

فلو طاوعتني بالمكارم قدرة
*لجاد عليها بالنّوال ربيعها


عبدالله بن المبارك

الحمدان
07-13-2023, 07:52 PM
*مَقَالَةُ ذِي نُصْحٍ وَذَاتُ فَوَائِدَ
إِذَا مِنْ ذَوِي الْأَلْبَابِ كَانَ اسْتِمَاعُهَا

عَلَيْكُمْ بِآثَارِ النَّبِيِّ فَإِنَّهَا
مِنْ أَفْضَلِ أَعْمَالِ الرَّشَادِ اتِّبَاعُهَا


ابن عبدالبر
العصر العباسي

الحمدان
07-13-2023, 07:52 PM
يَكلُ سيفٌ إذا طالَ القِراعُ بهِ
وسيفُ عَينيكِ ماضِ الحدِّ بَتَّارُ

وكُلُّ شيءٍ بِذي الدُّنْيَا لهُ بدلٌ
سواكِ يا جنَّةً في بُعدِها النارُ


عبدالله كمال

الحمدان
07-13-2023, 07:53 PM
ما أَنصَفَ الدّهْرُ فيما بَيْنَنَا حَسَنَا
فقد يخونُ كما قد خَانَنْي الزّمَنُ

لاَ تَأمَننَّ نساءَ اليوم كُنْ حَذِرًا
كُلُّ النِسَاءِ فمَا فيِهُنّ مُؤتَمَنُ

إذا تؤمِّنُ سرّاً عِنْدّ فاتنةٍ
فقد تساوى به الإسرار والعلنُ


عبدالله كمال

الحمدان
07-13-2023, 07:53 PM
وما الدهر إلا دولتان فدولةٌ
عليك وأخرى نلت منها الأمانيا

فلا تك من ريب الحوادث آمناً
فكم آمنٍ للدهر لاقى الدواهيا


يحيى بن زياد الحارثي

الحمدان
07-13-2023, 07:54 PM
ومن يأمن الأيام يوماً يرعنه
كما رنما قد كن روعاً فواجيا

كعهدٍ أبي العباس في نور ملكه
يسوس أموراً ثم أصبح غاديا

صروف الليالي رمنه ففجعنه
بمهجة نفس كان عنها محامياً

عدون عليه وهو في دار ملكه
وكن على المغبوط قدماً عواديا


يحيى بن زياد الحارثي
العصر العباسي

الحمدان
07-13-2023, 08:10 PM
‏يا مَن إليه جميعُ الخلقِ يبتهلُ
وكلُّ حيٍّ على رُحماهُ يتّكِلُ

يا مَن نأى فرأى ما في الغُيوبِ وما
تحت الثَّرى وحجابُ الليلِ منسدِلُ

يا مَنْ دَنا فنَأَى عن أنْ تحيطَ به الأَ
فْكارُ والعقلُ والأوهامُ والعِلَلُ

أنت المَلاذُ به إذا ما أزمةٌ شَمِلتْ
وأنت مَلجأُ مَن ضاقت به الحِيَلُ

الحمدان
07-13-2023, 08:11 PM
أنت المنادَى به في كلِّ حادثةٍ
أنت الملاذُ وأنت الذُّخرُ والأملُ

أنت الغِيَاثُ لمَن سُدَّت مذاهبُه
أنت الدليلُ لمَن ضلَّت به السُّبُلُ

إنا قَصَدناك والآمالُ واقفةٌ
عليك، والكلُّ ملهوفٌ ومُبتهِلُ

فإن عفوتَ فعن طَوْلٍ وعن كرمٍ
وإن سَطَوتَ فأنت الحاكمُ العَدلُ

الحمدان
07-13-2023, 08:24 PM
أَما وَاللَهِ إِنَّ الظُلمَ لومُ
وَما زالَ المُسيءُ هُوَ الظَلومُ

إِلى دَيّانِ يَومِ الدينِ نَمضي
وَعِندَ اللَهِ تَجتَمِعُ الخُصومُ

لِأَمرٍ ما تَصَرَّفَتِ اللَيالي
وَأَمرٍ ما تُوُلِّيَتِ النُجومُ

سَتَعلَمُ في الحِسابِ إِذا اِلتَقَينا
غَداً عِندَ الإِلَهَ مَنِ المَلومُ

سَيَنقَطِعُ التَرَوُّحُ عَن أُناسٍ
مِنَ الدُنيا وَتَنقَطِعُ الغُمومُ

تَلومُ عَلى السَفاهِ وَأَنتَ فيهِ
أَجَلُّ سَفاهَةً مِمَّن تَلومُ

وَتَلتَمِسُ الصَلاحَ بِغَيرِ حِلمٍ
وَإِنَّ الصالِحينَ لَهُم حُلومُ

تَنامُ وَلَم تَنَم عَنكَ المَنايا
تَنَبَّه لِلمَنِيَّةِ يا نَؤومُ

تَموتُ غَداً وَأَنتَ قَريرُ عَينٍ
مِنَ الغَفَلاتِ في لُجَجٍ تَعومُ

لَهَوتَ عَنِ الفَناءِ وَأَنتَ تَفنى
وَما حَيٌّ عَلى الدُنيا يَدومُ

تَرومُ الخُلدَ في دارِ المَنايا
وَكَم قَد رامَ غَيرُكَ ما تَرومُ

سَلِ الأَيّامَ عَن أُمَمٍ تَقَضَّت
سَتُخبِرُكَ المَعالِمُ وَالرُسومُ

وَما تَنفَكُّ مِن زَمَنٍ عَقورٍ
بِقَلبِكَ مِن مَخالِبِهِ كُلومُ

إِذا ما قُلتَ قَد زَجَّيتُ غَمّاً
فَمَرَّ تَشَعَّبَت مِنهُ غُمومُ

وَلَيسَ يَذُلُّ بِالإِنصافِ حَيٌّ
وَلَيسَ يَعِزُّ بِالغَشمِ الغَشومُ

وَلِلمُعتادِ ما يَجري عَلَيهِ
وَلِلعاداتِ يا هَذا لُزومُ


أبو العتاهية

الحمدان
07-14-2023, 03:14 PM
لك الحمد... والأحلام ضاحكةُ الثغرِ
لك الحمد... والأيامُ داميةُ الظفرِ

لك الحمد... والأفراح ترقصُ في دمي
لك الحمد... والأتراح تعصف في صدري

لك الحمد... لا أوفيك حمداً.. وإن طغى
زماني... وإن لَجّت لياليهِ في الغدرِ

قصدتك، يا ربّاه، والأفقُ أغبرٌ
وفوقيَ من بلوايَ قاصمة الظهرِ

قصدتك، يا ربّاه، والعمرُ روضةٌ
مُروَّعة الأطيار، واجمة الزهرِ

أجرُّ من الآلام ما لا يطيقه
سوى مؤمنٍ يعلو بأجنحة الصبرِ

وأكتم في الأضلاع ما لو نشرته
تعجّبتِ الأوجاع مني.. ومن سرّي

ويشمت بي حتّى على الموت طغمةٌ
غدت في زمان المكر أسطورة المكرِ

ويرتجزُ الأعداءُ هذا برمحه
وهذا بسيفٍ حدّهُ ناقعُ الحبرِ

لحا الله قوماً صوّروا شرعة الهدى
أذاناً ببغضاء.. وحجّاً إلى الشرِّ

يعادون ربّ العالمين بفعلهم
وأقوالهم ترمي المُصلّينَ بالكفرِ

يهدّدني دجّالهم من جحوره
ولم يدر أن الفأر يزأر كالفأرِ

جبان يحضّ الغافلين على الردى
ويجري إلى أقصى الكهوف من الذعر

وما خفت والآساد تزأر في الشرى
فكيف بخوفي من رويبضة الجحر؟

ولم أخشَ، يا ربّاه، موتاً يحيط بي
ولكنني أخشى حسابك في الحشرِ

وما حدثتني بالفرار عزيمتي
وكم حدثتني بالفرار من الوِزرِ

إليك، عظيم العفو، أشكو مواجعي
بدمع على مرأى الخلائق لا يجري

ترحّل إخواني.. فأصبحت بعدهم
غريباً.. يتيم الروح والقلب والفكرِ

لك الحمد... والأحباب في كل سامرٍ
لك الحمد... والأحباب في وحشةِ القبرِ

وأشكرُ إذ تعطي، بما أنت أهله
وتأخذ ما تعطي، فأرتاحُ للشكرِ


د غازي القصيبي

الحمدان
07-14-2023, 03:14 PM
أجل نحن الحجاز ونحن نجد
هنا مجد لنا وهناك مجد

ونحن جزيرة العرب افتداها
ويفديها غطارفة وأسد

ونحن شمالنا كبر أشم
ونحن جنوبنا كبر أشد

ونحن عسير مطلبها عسير
ودون جبالها برق ورعد

ونحن الشاطئ الشرقي بحر
وأصداف وأسياف وحشد



د غازي القصيبي

الحمدان
07-17-2023, 02:16 AM
وحقك أنت المنى والطلب
وانت المراد وأنت الأرب

أشاهد فيك الجمال البديع
فيأخذني عند ذاك الطرب

ويعجبني منك حسن القوام
ولين الكلام وفرط الادب

وحسبك أنك أنت المليح
الكريم الجدود العريق النسب

فلي فيك يا هاجري صبوة
تحير في وصفها كل صب

أبيت أسامر نجم السما
إذا لاح في الدجى أو غرب

وأعرض عن عاذلي في هواك
إذا نم يا منيتي أو عتب

أمولاي بالله رفقاً بمن
إليك بذل الغرام انتسب

ويا هاجري بعد ذاك الرضا
بحقك قل لي: لهذا سبب؟!

فإني حسيبك من ذا الجفا
ويا سيدي أنت أهل الحسب

متى يا جميل المحيا أرى
رضاك ويذهب هذا الغضب؟!

فإني محب كما قد عهدت
ولكن حبك شيء عجب!

لئن جدت أو جرت أنت المراد
وما لي سواك مليح يحب


عبدالله الشبراوي

الحمدان
07-17-2023, 02:16 AM
رأى اعرابي صبية جميلة
تسير في صحراء العرب
وراء أغنام أهلها.. ورأى من
حسنها وفتنة عينيها ما
جعله يبدع لنا هذا الشعر المتميز:


أوحشية العينين أين لك الأهل
أبا الحزن حلوا أم محلهم السهل؟!

وأية أرض أخرجتك فإنني
أراك من الفردوس إذا فتش الأصل

قفي خبرينا ما طعمت وما الذي
شربت ومن أين استقل بك الرحل؟

لأن علامات الجنان مبينة
عليك، وان الشكل يشبهه الشكل

تناهيت حسناً في النساء فإن يكن
لبدر الدجى نسل فانت له نسل

الحمدان
07-17-2023, 02:17 AM
الصبا والجمال ملء يديك
أي تاجٍ أعز من تاجيك؟!

نصب الحسن عرشه فسألنا
من تراها له؟ فدل عليك

كلما تنافس الصبا بجمال
عبقري السنا.. نماه إليك

ما تغنى الهزار الا ليلقي
زفرات الغرام في أذنيك

قتل الورد نفسه حداً منك
والقى دماه في وجنتيك

والفراشات ملت الزهر لما
حدثتها الانسام عن شفتيك


الأخطل الصغير

الحمدان
07-17-2023, 04:08 PM
آمنتُ باليُسرِ بعد العسرِ في ثقةٍ
بمـن يُحوّلُ أحزاني لأفـراحِ

سيفتحُ الله بابـًا كنت تَحسبهُ
من شِدة اليأسِ لم يُخلق بمفتاحِ

الحمدان
07-17-2023, 08:13 PM
وكم حالٍ تضيق بها صباحًا
فتُرزق مخرجًا عند المساءِ

إذا حلّت همومك فابتدرها
فإن دواء همّك في الدعاء

الحمدان
07-17-2023, 08:14 PM
سيصْدُقُ الغيمُ لا تعجَل بشارتهُ
وإن تأخّرَ عن ميعادهِ المطرُ

ويفتحُ اللهُ أبواباً مُغلّقةً
كم بِتّ تطرُقُها يأساً وتنتظِرُ

هي الحياةُ فعِش فيها على أملٍ
بأنّ آمالانا يوماً ستنتَصرُ

لا بُدّ للنفسِ مِن يومٍ تُسرُّ بهِ
والبِشرُ يومَ غدٍ يأتي بهِ القدَرُ

د. ماجد عبدالله

الحمدان
07-19-2023, 09:21 PM
لعمرك ما الرزية فقد مالٍ
ولافرس يموت ولا بعير

ولكن الرزية فقد حر
يموت لموته خلق كثير

الحمدان
07-19-2023, 09:32 PM
أَأَحبابَنا بِالرَغمِ مِنّي فِراقُكُم
وَيا طولَ شَوقي نَحوَكُم وَوَلوعي

أَطَعتُ الهَوى بِالكُرهِ مِنِّيَ لا الرِضا
وَلو خَيَّروني كُنتُ غَيرَ مُطيعِ

حَفِظتُ لَكُم ماتَعهَدونَ مِنَ الهَوى
وَلَستُ لِسِرٍّ بَينَنا بُمُضيعِ

فَإِن كُنتُمُ بَعدي سَلَوتُم فَإِنَّني
سَلَوتُ وَلَكِن راحَتي وَهُجوعي

سَلوا النَجمَ يُخبِركُم بِحالِيَ في الدُجى
وَلا تَسأَلوا عَمّا تَجِنُّ ضُلوعي

قِفوا تَسمَعوا مِن جانِبِ الغَورِ أَنَّني
فَقَد أَسمَعَت مَن كانَ غَيرَ سَميعِ

وَإِن لاحَ بَرقٌ فَهوَ نارُ صَبابَتي
وَإِن راحَ سَيلٌ فَهوَ ماءُ دُموعي

وَذا العامَ قالوا أَمرَعَ الغَورُ كُلُّهُ
وَما كانَ لَولا دَمعَتي بِمَريعِ

فَيا قَمَري مُذ غِبتَ أَوحَشتَ ناظِري
لَعَلَّكَ لَيلاً مُؤنِسي بِطُلوعِ

وَما أَنا في العُشّاقِ أَوَّلَ هالِكٍ
وَأَوَّلَ صَبٍّ بِالفِراقِ صَريعِ

وَإِن كَتَبَ اللَهُ السَلامَةَ أَنَّني
إِلَيكُم وَإِن طالَ الزَمانُ رُجوعي



بهاء الدين زهير

الحمدان
07-19-2023, 09:32 PM
حبيبي على الدنيا إذا غبتَ وحشة ٌ
فيا قمري قلْ لي متى أنتَ طالعُ

لقد فنيتْ روحي عليكَ صبابة ً
فَما أنتَ يا روحي العزيزَة َ صانِعُ

سُروريَ أنْ تَبقَى بخَيرٍ وَنِعْمَة ٍ
وإني من الدنيا بذلكَ قانعُ

فما الحبّ إنْ ضاعفتهُ لكَ باطلٌ
وَلا الدّمعُ إنْ أفنَيْتُهُ فيكَ ضائِعُ

وَغَيرُكَ إنْ وَافَى فَما أنا ناظِرٌ
إليهِ وَإنْ نادَى فما أنا سامِعُ

كأني موسى حينَ ألقتهُ أمهُ
وَقد حَرِمتْ قِدْماً علَيْهِ المَراضِعُ

أظُنّ حَبيبي حالَ عَمّا عَهِدْتُهُ
وَإلاّ فَما عُذْرٌ عن الوَصْلِ مانِعُ

فقد راحَ غضباناً ولي ما رأيتهُ
ثلاثة ُ أيامٍ وذا اليومُ رابعُ

أرَى قَصْدَهُ أن يَقطَعَ الوَصْلَ بَينَنا
وَقد سَلّ سَيفَ اللّحظِ وَالسيفُ قاطعُ

وَإنّي على هَذا الجَفَاءِ لَصابِرٌ
لعلّ حبيبي بالرضى ليَ راجعُ

فإنْ تَتَفَضّلْ يا رَسُولي فقُلْ لَهُ
مُحبُّكَ في ضِيقٍ وحِلمُكَ وَاسِعُ

فو اللهِ ما ابتلتْ لقلبي غلة ٌ
ولا نشفتْ مني عليهِ المدامعُ

تذللتُ حتى رقّ لي قلبُ حاسدي
وَعادَ عَذولي في الهوَى وَهوَ شافعُ

فلا تنكروا مني خضوعاً عهدتمُ
فما أنا في شيءٍ سوى الحبّ خاضعُ



بهاء الدين زهير

الحمدان
07-21-2023, 03:35 PM
قالت وحق عيوني عزّ من قسمٍ
وما على جبهتي من لؤلؤ الرمقِ

إني أحِبُّك حبًا لا نفاذ لهُ
ما دام في مهجتي شيءٌ من الرمقِ

فقمت ولهانَ من وجدي أقبلها
زحتُ اللثامَ رأيتُ البدر معتنقِ

قبلتها قبلتني وهي قائلةٌ
قبّلت خدّي فلا تبخل على عنقي

الحمدان
07-21-2023, 03:36 PM
جَاءَتْ مُعَذِّبَتِي فِي غَيْهَبِ الغَسَقِ
كَأنَّهَا الكَوْكَبُ الدُرِيُّ فِي الأُفُقِ

فَقُلْتُ نَوَّرْتِنِي يَا خَيْرَ زَائِرَةٍ
أمَا خَشِيتِ مِنَ الحُرَّاسِ فِي الطُّرُقِ

فَجَاوَبَتْنِي وَ دَمْعُ العَيْنِ يَسْبِقُهَا
مَنْ يَرْكَبِ البَحْرَ لا يَخْشَى مِنَ الغَرَقِ

فقلت هذي أحاديثٌ ملفقة
موضوعة قد أتت من قول مختلق

قالت وحق عيوني عزّ من قسمٍ
وما على جبهتي من لؤلؤ الرمق

إني أحبك حباً لا نفاد له
ما دام في مهجتي شيء من الرمق

فقمت ولهانَ من وجدي أقبلها
زحتُ اللثام،، رأيتُ البدر معتنقِ

قبلتها،، قبلتني،، وهي قائلة
قبلت فاي،، فلا تبخل على عنقي

قلت العناق حرامٌ في شريعتنا
قالت أيا سيدي واجعلهُ في عنقي


لسان الدين بن الخطيب

الحمدان
07-21-2023, 11:50 PM
بصرت بركب الحي للحي سائراً
فقلت لهم ما حال ذات الغدائر

محجبة الحسن البديع الذي غدا
به كل صب واله القلب حائر

ألا فاشرحوا لي حسنها وجمالها
فأوصافها تحلو لسمعي وخاطري

فقالوا ترى في ذكرها بعض سلوة
لعاشقها دون الشهود يناظر

هلم نجد السير نحو خبائها
لنحظى بها ما بين تلك المسامر

فقلت لهم في ذكر أوصاف حسنها
تيقظ محجوب وتنشيط سائر

رعى اللَه أياماً تقضي تعيمها
وتذكارها ما زال نصب سرائر

خليلي هل من عودة لليالي
تولت فإني بعدها غير صابر


ابن علوي الحداد

الحمدان
07-21-2023, 11:51 PM
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف
ومنه أيضاً لصون العرض إصلاح

أما ترى الأسد تخش وهي صامتة
والكلب يخشى لعمري وهو نباح

الحمدان
07-21-2023, 11:51 PM
قال لي المحبوب لما زرته
من ببابي..؟؟ قلت بالباب أنا

قال لي*: أخطأت تعريف الهوى
حينما فرقت فيه بيننا

ومضى عام فلما جئتـه
أطرق الباب عليه موهنا


قال لي من أنت قلت انظر فما
ثم إلا أنت بالباب هنا