المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به


الصفحات : 1 2 3 4 5 6 [7] 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155

الحمدان
10-02-2022, 02:05 AM
أَرى الغِرَّ في الدُنيا إِذا كانَ فاضِلاً
تَرَقّى عَلى روسِ الرِجالِ وَيخطُبُ

وَإِن كانَ مِثلي لا فَضيلَةَ عِندَهُ
يُقاسُ بِطِفلٍ في الشَوارِعِ يَلعَبُ


الإمام الشافعي

الحمدان
10-02-2022, 02:06 AM
ما في المَقامِ لِذي عَقلٍ وَذي أَدَبِ
مِن راحَةٍ فَدَعِ الأَوطانَ وَاِغتَرِبِ

سافِر تَجِد عِوَضاً عَمَّن تُفارِقُهُ
وَاِنصَب فَإِنَّ لَذيذَ العَيشِ في النَصَبِ

إِنّي رَأَيتُ وُقوفَ الماءِ يُفسِدُهُ
إِن ساحَ طابَ وَإِن لَم يَجرِ لَم يَطِبِ

وَالأُسدُ لَولا فِراقُ الأَرضِ مااِفتَرَسَت
وَالسَهمُ لَولا فِراقُ القَوسِ لَم يُصِبِ

وَالشَمسُ لَو وَقَفَت في الفُلكِ دائِمَةً
لَمَلَّها الناسُ مِن عُجمٍ وَمِن عَرَبِ

وَالتِبرُ كَالتُربِ مُلقىً في أَماكِنِهِ
وَالعودُ في أَرضِهِ نَوعٌ مِنَ الحَطَبِ

فَإِن تَغَرَّبَ هَذا عَزَّ مَطلَبُهُ
وَإِن تَغَرَّبَ ذاكَ عَزَّ كَالذَهَبِ


الإمام الشافعي

الحمدان
10-02-2022, 02:06 AM
سَأَضرِبُ في طولِ البِلادِ وَعَرضِها
أَنالُ مُرادي أَو أَموتُ غَريبا

فَإِن تَلِفَت نَفسي فَلِلَّهِ دَرُّها
وَإِن سَلِمَت كانَ الرُجوعُ قَريبا


الإمام الشافعي

الحمدان
10-02-2022, 02:06 AM
وَمَن هابَ الرِجالَ تَهَيَّبوهُ

وَمَن حَقَّرَ الرِجالَ فَلَن يُهابا


الإمام الشافعي

الحمدان
10-02-2022, 02:07 AM
لَمّا عَفَوتُ وَلَم أَحقِد عَلى أَحَدٍ
أَرَحتُ نَفسي مِن هَمِّ العَداواتِ

إِنّي أُحَيّي عَدوّي عِندَ رُؤيَتِهِ
لِأَدفَعَ الشَرَّ عَنّي بِالتَحِيّاتِ

وَأُظهِرُ البِشرَ لِلإِنسانِ أَبغَضُهُ
كَما إِن قَد حَشى قَلبي مَوَدّاتِ


الإمام الشافعي

الحمدان
10-04-2022, 05:33 PM
جَاءَتْ مُعَذِّبَتِي فِي غَيْهَبِ الغَسَقِ
كَأنَّهَا الكَوْكَبُ الدُرِيُّ فِي الأُفُقِ

فَقُلْتُ نَوَّرْتِنِي يَا خَيْرَ زَائِرَةٍ
أمَا خَشِيتِ مِنَ الحُرَّاسِ فِي الطُّرُقِ

فَجَاوَبَتْنِي وَ دَمْعُ العَيْنِ يَسْبِقُهَا
مَنْ يَرْكَبِ البَحْرَ لا يَخْشَى مِنَ الغَرَقِ

فقلت هذي أحاديثٌ ملفقة
موضوعة قد أتت من قول مختلق

قالت وحق عيوني عزّ من قسمٍ
وما على جبهتي من لؤلؤ الرمق

إني أحبك حباً لا نفاد له
ما دام في مهجتي شيء من الرمق

فقمت ولهانَ من وجدي أقبلها
زحتُ اللثام،، رأيتُ البدر معتنقِ

قبلتها،، قبلتني،، وهي قائلة
قبلت فاي،، فلا تبخل على عنقي

قلت العناق حرامٌ في شريعتنا
قالت أيا سيدي واجعلهُ في عنقي


لسان الدين بن الخطيب

الحمدان
10-04-2022, 05:34 PM
أيَا ربَّاهُ يَا غَوْثَاه يَا هُو
ويَا مَنْ لَيْس للِرَّاجِي سِواهُ

وَيَا أحَدٌ تَنَزَّهَ عَنْ شَرِيكٍ
وَيَا مَلِكٌ تَعَالَى فِي عُلاَهُ

دَعَوْتُكَ يَا مُجِيبَ دعَاءِ نُوحٍ
وَيُونُسَ إذْ دَعَاه بِمَاهُ دَعَاه

بِمَا فِي اللَّوْحِ مِنْ إسْمٍ عَظِيمٍ
وَبِالذِّكْرِ الْحَكِيمِ وَمَنْ تَلاَهُ

وَبِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ وَطَائِفِيهِ
وَبِالْجَبَلِ العَظِيمِ وَمَنْ عَلاَهُ

وَبِالْقُدْسِ الشَّرِيفِ وَزَائِرِيهِ
وَبِالْقَبْرِ الشَّرِيفِ وَمَا حَوَاهُ

أجِبْنِي بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ رَبِّي
فَأنْتَ مُجِيبُ مُضْطَرٍّ دعَاهُ

وَخُذْ بِيَدِي بِجَاهِ النُّورِ طَهَ
فَأنْتَ شِفَاء مَنْ أعْيَا شِفَاهُ

وَعَامِلْنِي بِلُطْفٍ وَاعْفُ عَنِّي
وَكِدْ مَنْ كَادَ لِي وَاعْظِمْ بَلاَهُ

وَمَزِّقْ جِلْدَهُ وَاقْطَعْ يَدَيْهِ
وَسُلَّ لِسَانَهُ وَاحْرِقْ حَشَاهُ

وَحَيِّرْ بَالَهُ وَاسْلُبْ نُهَاهُ
وَغَيِّرْ حَالَهُ وَأطِلْ عَنَاهُ

وَشَتِّتْ شَمْلَهُ وَاكْشِفْهُ جَهْراً
عَلَى عَيْنِ الْوَرَى وَاحْصُدْ عُرَاهُ

وَصَلِّ عَلَى نَبِيِّكِ ثُمَّ سَلِّمْ
عَلَى الأصْحَابِ يَا غَوْثَاهُ يَاهُو

الحمدان
10-04-2022, 05:34 PM
فِيْمَ الرُّكُونُ إلى دَارِ حَقِيْقَتُهَا
كالطَّيْفِ في سِنَةٍ وَالظِّلِّ مِنْ مُزّنِ

دَارِ الغُرور وَمَأْوَى كَلِّ مُرْزيَةٍ
وَمَعْدِنِ البُؤس وَاللَّواءِ وَالمِحَنِ

الزُّورُ ظاهِرُهَا وَالغَدرُ حَاضِرُها
وَالمُوْتُ آخِرُها وَالكَوْنُ في الشَّطَنِ

تُبيدُ مَا جَمَعَتْ تُهِيْنُ مَنْ رَفَعْتَ
تَضرُّ مَنْ نَفَعَتْ في سَالِفِ الزَّمَنِ

النَّفْسُ تَعْشِقُهَا وَالعَيْنُ تَرْمُقَها
لِكَوْنِ ظاهِرهَا في صُوْرَةِ الحَسَنِ

سَحَّارَةٌ تُحْكِمُ التَّخْيِيْلَ حتى يُرَى
كَأَنَّهُ الحَقُّ إذْ كانَتْ مِنْ الفِتَنِ

إِنَّ الإِلهَ بَرَاهَا كَيْ يُمَيْز بِهَا
بَيْنَ الفَريقينِ أَهْلَ الحُمْقِ وَالفِطَنِ

فَذُو الحَماقَةِ مَنْ قد ظَلَّ يَجْمَعُها
يُعَانِيَ السَّعْيَ مِنْ شَامٍ إلى يَمَنِ

مُشَمِّرًا يَرُكَبُ الأخْطَارَ مُجْتَهِدًا
لأَجْلِهَا يَسْتَلِيْنُ المَرْكَبَ الخَشِنِ

الحمدان
10-04-2022, 06:48 PM
يا أيها الشاكي جفاه الرقاد
والدمع ذوب القلب في جفنه

هذا هو الليل فحيّ السهاد
ونادم الذكرى على دنّه

هذا هو الليل طواه السكون
في بردة لفاء كالطلسم

لم تحترق إلا بنار الشجون
وزفرة الملتاع والمغرام

وسدت آمالك بطن الثرى
ولم توسد رأسك المثقلا

وأظلمت دنياك مما جرى
وأوشك المدبر أن يقبلا

أصبحت كالنجم طواه الأفول
ولم تزل منه بقايا شعاع

تهيم في الأفق عراها الذهول
وعمرها رهن بكف الضياع


صالح الشرنوبي

الحمدان
10-04-2022, 06:49 PM
شياهٌ ترجى اخضرارا الجدوب
لتسمن للذئب لا للحياه

تنام على الشوك حتى إذا
نما الوردُ كان دخاناً شذاه

وراع طوت نايه السافيات
وغاب بجوف الروابي صداه

ينوح نواح الغريب الطليح
إذا أذكرته الليالي هواه

ويذرى المدامع هتّانة
فيرمض بالنار قلب الفلاه

وللذئب من حوله شرّةٌ
تصول إذا ما وهى جانباه

يرى الراعى الغر يبكي مناه
وينسى الرعيل وينسى عصاه

فيشرع من ناظريه المدى
ليقطع عنها سبيل النجاه

وإن أيقظ الذئب صوت الدماء
فلا ترتقب غير نوم الرعاه


صالح الشرنوبي .. مصر

الحمدان
10-05-2022, 02:25 AM
قيل لأعرابي: من لم يتزوج امرأتين لم يذق حلاوة العيش. فتزوج امرأتين،
ثم ندم، فأنشأ يقول:


تَزَوَّجْتُ اثنتينِ لِفَرْطِ جَهْلِي
بِمَا يَشْقَى به زَوجُ اثْنتينِ

فقلتُ أصيرُ بينهما خروفًا
أُنَعَّمُ بين أَكْرَمِ نَعْجَتَيْنِ

فصِرْتُ كَنَعْجَةٍ تُضْحِي وتُمْسِي
تُدَاوَلُ بينَ أَخْبَثِ ذِئْبَتَيْنِ

رِضَا هَذِي يُهَيِّجُ سُخْطَ هَذِي
فَمَا أَعْرَى مِنَ احْدَى السُّخْطَتَيْنِ

وأَلْقَى في المعِيْشَةِ كُلَّ ضُرٍّ
كَذَاك الضُّرُّ بينَ الضَّرَّتَيْنِ

لهذي ليلةٌ ولتلكَ أُخْرى
عِتَابٌ دَائِمٌ في الليلَتَيْنِ

فإنْ أَحْبَبْتَ أنْ تَبْقَى كريمًا
مِنَ الخيراتِ مَمْلُوءَ اليَدَيْنِ

وتدركَ مُلْكَ ذِي يَزَنٍ وعَمْرٍو
وذي جَدَنٍ ومُلْكَ الحَارِثَيْنِ

ومُلْكَ المُنْذِرَيْنِ وذِي نُوَاسٍ
وتُبَّعٍ القَدِيمِ وذِي رُعَيْنِ

فَعِشْ عَزَبًا فإنْ لم تَسْتَطِعْهُ
فَضَرْبًا في عِرَاضِ الجَحْفَلَيْنِ

الحمدان
10-05-2022, 02:27 AM
معارضة لأبي رُواحة عبد الله بن عيسى الموري:


تزوجْتُ اثنتين لحسْن حظِّي
بمـا يسلـو بـه زوجُ اثنتين

لهذي ليلـةٌ ولتلك أخرى
سـرورٌ حـاصِـلٌ في الليلتين

رضا هذي يحسِّنُ فِعْل هذي
فأحظـى بالسعـادة مـرتين

فعشتُ مدلَّلاً بالودِّ أبقى
أنعَّمُ بين ألْـطـف زوجتين

فإنْ سافرتُ عدْتُ على هيام
لأقطِفَ زهـرةً من زهرتين

هما سَكَنُ الفؤاد ودِفْءُ عيشي
هما نورُ الحيـاة ومِلْءُ عيني

فأمْـرُ الله بالإنكاح شرْعٌ
بما قد طابَ من أصْلٍ ودينِ

فذلك كلُّـه خير وأبقى
وعنـد الله نيـلُ الحُسْنيين

الحمدان
10-05-2022, 02:27 AM
تزوجت اثنتين لضيق صدري
بما يشقى به زوج الوحيده

وقلت لقد "تخمت" لفرط جهلي
ثريدًا لا أملّ من الثريده

فصرت كطائر في كل يوم
أبوََأ عرش مملكة جديده

رضا هذي ينبّه ود هذي
فتجهد في اجتذابي مستزيده

لهذي جولة ولتلك أخرى
كذاك تمر أيامي سعيده

ناجي الحرز:

الحمدان
10-05-2022, 02:28 AM
تزوجتُ أبغي قُرّةَ العينِ أربَعا
فيا ليتَ أنّي لم أكن أتزوَّجُ

ويا ليتني أَعْمَى أصمَّ ولم أكُنْ
تزوجتُ، بل يا ليت أني مُخَدَّجُ

فواحدةٌ لا تعرفُ الله ربَّها
ولا ما التُّقَى تدري وَلا ما التَّحرُّجُ

وثانيةٌ ما إن تقرَّ ببيتها
مذكّرة مشهورة تتبرَّجُ

وثالثة حمقاءُ رَعْنَا سخيفةٌ
فكل الذي تأتي من الأمر أعوجُ

ورابعةٌ مفروكةٌ ذاتُ شِرَّةٍ
فليستْ بها نفسي مَدَى الدهر تُبْهَجُ

فهنَّ طِلاقٌ كلُّهُن بوائنُ
ثلاثاً بتاتًا فاشْهَدُوا لا أُلَجلَج

الحمدان
10-05-2022, 02:28 AM
تزوجتُ من أولى فكانت سعادتي
وولَّتْ همومي والذي كان يزعـج

فثنَّيتُ بالأخرى فصـرتُ مملَّكا
على منزلَي عدْلٍ بمـا كنتُ أنهجُ

فثلَّثتُ بالأخرى فزادت قِوامـتي
وزاد اتسـاعُ الملْك والعيش أبهجُ

فربَّعتُ والتـربيع عيشـة راتـعٍ
بأنعـم عُـشٍّ للعُـلى يتـدرَّجُ


هذه الجيمية يعارضها أبو رُواحة الموري، ويبدو أنه شاعر سعودي معاصر:

الحمدان
10-06-2022, 12:22 AM
بي مِثلُ ما بِكِ يا قُمرِيَّةَ الوادي
نادَيتُ لَيلى فَقومي في الدُجى نادي

وَأَرسِلي الشَجوَ أَسجاعاً مُفَصَّلَةٌ
أَو رَدِّدي مِن وَراءِ الأَيكِ إِنشادي

لا تَكتُمي الوَجدَ فَالجُرحانِ مِن شَجَنٍ
وَلا الصَبابَةَ فَالدَمعانِ مِن وادِ

تَذَكَّري هَل تَلاقَينا عَلى ظَمَإٍ
وَكَيفَ بَلَّ الصَدى ذو الغُلَّةِ الصادي

وَأَنتِ في مَجلِسِ الرَيحانِ لاهِيَةٌ
ما سِرتِ مِن سامِرٍ إِلا إِلى نادي

تَذَكَّري قُبلَةً في الشَعرِ حائِرَةً
أَضَلَّها فَمَشَت في فَرقِكِ الهادي

وَقُبلَةً فَوقَ خَدٍّ ناعِمٍ عَطِرٍ
أَبهى مِنَ الوَردِ في ظِلِّ النَدى الغادي

تَذَكَّري مَنظَرَ الوادي وَمَجلِسَنا
عَلى الغَديرِ كَعُصفورَينِ في الوادي

وَالغُصنُ يَحنو عَلَينا رِقَّةً وَجَوىً
وَالماءُ في قَدَمَينا رائِحٌ غادِ

تَذَكَّري نَغَماتٍ هَهُنا وَهُنا
مِن لَحنِ شادِيَةٍ في الدَوحِ أَو شادي

تَذَكَّري مَوعِداً جادَ الزَمانُ بِهِ
هَل طِرتُ شَوقاً وَهَل سابَقتُ ميعادي

فَنلتُ ما نلتُ مِن سُؤلٍ وَمِن أَمَلِ
وَرُحتُ لَم أَحصِ أَفراحي وَأَعيادي


أحمد شوقي

الحمدان
10-06-2022, 12:23 AM
أَبولّو مَرحَباً بِكِ يا أَبولّو
فَإِنَّكِ مِن عُكاظِ الشِعرِ ظِلُّ

عُكاظُ وَأَنتِ لِلبُلَغاءِ سوقٌ
عَلى جَنَباتِها رَحَلوا وَحَلّوا

وَيَنبوعٌ مِنَ الإِنشادِ صافِ
صَدى المُتَأَدِّبينَ بِهِ يُقَلُّ

وَمِضمارٌ يَسوقُ إِلى القَوافي
سَوابِقُها إِذا الشُعَراءُ قَلّوا

يَقولُ الشِعرَ قائِلُهُم رَصيناً
وَيُحسِنُ حينَ يُكثِرُ أَو يُقِلُّ

وَلَولا المُحسِنونَ بِكُلِّ أَرضِ
لَما سادَ الشُعوبُ وَلا اِستَقَلّوا

عَسى تَأتينَنا بِمُعَلَّقاتٍ
نَروحُ عَلى القَديمِ بِها نُدِلُّ

لَعَلَّ مَواهِباً خَفِيَت وَضاعَت
تُذاعُ عَلى يَدَيكِ وَتُستَغَلُّ

صَحائِفُكِ المُدَبَّجَةُ الحَواشي
رُبى الوَردِ المُفَتَّحِ أَو أَجَلُّ

رَياحينُ الرِياضِ يُمَلُّ مِنها
وَرَيحانُ القَرائِحِ لا يُمَلُّ

يُمَهِّدُ عَبقَرِيُّ الشِعرِ فيها
لِكُلِّ ذَخيرَةٍ فيها مَحَلُّ

وَلَيسَ الحَقُّ بِالمَنقوصِ فيها
وَلا الأَعراضُ فيها تُستَحَلُّ

وَلَيسَت بِالمَجالِ لِنَقدِ باغٍ
وَراءَ يَراعِهِ حَسَدٌ وَغِلُّ


أحمد شوقي

الحمدان
10-06-2022, 12:23 AM
يا شِراعاً وَراءَ دِجلَةَ يَجري
في دُموعي تَجَنَّبَتكَ العَوادي

سِر عَلى الماءِ كَالمَسيحِ رُوَيداً
وَاِجرِ في اليَمِّ كَالشُعاعِ الهادي

وَأتِ قاعاً كَرَفرَفِ الخُلدِ طيباً
أَو كَفِردَوسِهِ بَشاشَةَ وادي

قِف تَمَهَّل وَخُذ أَماناً لِقَلبي
مِن عُيونِ المَها وَراءَ السَوادِ

وَالنُواسِيُّ وَالنَدامى أَمنِهِم
سامِرٌ يَملَأُ الدُجى أَو نادِ

خَطَرَت فَوقَهُ المِهارَةُ تَعدو
في غُبارِ الآباءِ وَالأَجدادِ

أُمَّةٌ تُنشِئُ الحَياةَ وَتَبني
كَبِناءِ الأُبُوَّةِ الأَمجادِ

تَحتَ تاجٍ مِنَ القَرابَةِ وَالمُل
كِ عَلى فَرقِ أَريحِيٍّ جَوادِ

مَلك الشَطِّ وَالفُراتَينِ وَالبَط
حاءِ أَعظِم بِفَيصَلٍ وَالبِلادِ


أحمد شوقي

الحمدان
10-06-2022, 12:24 AM
عَفيفُ الجَهرِ وَالهَمسِ
قَضى الواجِبَ بِالأَمسِ

وَلَم يَعرِض لِذي حَقٍّ
بِنُقصانٍ وَلا بَخسِ

وَعِندَ الناسِ مَجهولٌ
وَفي أَلسُنِهِم مَنسي

وَفيهِ رِقَّةُ القَلبِ
لِآلامِ بَني الجِنسِ

فَلا يَغبِطُ ذا نُعمى
وَيَرثي لِأَخي البُؤسِ

وَلِلمَحرومِ وَالعافي
حَوالَي زادِهِ كُرسي

وَما نَمَّ وَلا هَمَّ
بِبَعضِ الكَيدِ وَالدَسِّ

يَنامُ اللَيلَ مَسروراً
قَليلَ الهَمِّ وَالهَجسِ

وَيُصبِحُ لا غُبارَ عَلى
سَريرَتِهِ كَما يُمسي

فَيا أَسعَدَ مَن يَمشي
عَلى الأَرضِ مِنَ الإِنسِ

وَمَن طَهَّرَهُ اللَهُ
مِنَ الريبَةِ وَالرِجسِ

أَنِل قَدرِيَ تَشريفاً
وَهَب لي قُربَكَ القُدسي

عَسى نَفسُكَ أَن تُد مَجَ
في أَحلامِها نَفسي

فَأَلقى بَعضَ ما تَلقى
مِنَ الغِبطَةِ وَالأُنسِ


أحمد شوقي

الحمدان
10-06-2022, 12:24 AM
وَجَدتُ الحَياةَ طَريقَ الزُمَر
إِلى بَعثَةٍ وَشُؤونٍ أُخَر

وَما باطِلاً يَنزِلُ النازِلون
وَلا عَبَثاً يُزمِعونَ السَفَر

فَلا تَحتَقِر عالَماً أَنتَ فيهِ
وَلا تَجحَدِ الآخَرَ المُنتَظَر

وَخُذ لَكَ زادَينِ مِن سيرَةٍ
وَمِن عَمَلٍ صالِحٍ يُدَّخَر

وَكُن في الطَريقِ عَفيفَ الخُطا
شَريفَ السَماعِ كَريمَ النَظَر

وَلا تَخلُ مِن عَمَلٍ فَوقَهُ
تَعِش غَيرَ عَبدٍ وَلا مُحتَقَر

وَكُن رَجُلاً إِن أَتَوا بَعدَهُ
يَقولونَ مَرَّ وَهَذا الأَثَر


أحمد شوقي

الحمدان
10-06-2022, 01:27 AM
يُؤَلِّفُ بَينَ أَشتاتِ المَنايا
بِسَلَّتِهِ فَيَفتَرِقُ الجَميعُ

فَأَمّا في الحَشا فَلَهُ سُجودٌ
وَأَمّا في الطُلى فَلَهُ ركوعُ

تُرَوّى مِن دَمِ الأَجوافِ حَتّى
تَرَقرَقَ في جَوانِبِهِ النَجيعُ

كَأَنَّ فِرِندَهُ أَلقى عَلَيهِ
ثِيابَ نَباتِهِ الخُضرَ الرَبيعُ

تُطيعُ لَهُ المَنِيَّة حينَ يُعصى
بِهِ وَيُقَرَّبُ الأَجَلُ الشَسوعُ

فَلا الأَجَلُ الحَريزُ بِهِ حَريزٌ
وَلا الحِصنِ المَنيعُ بِهِ مَنيعُ

وَلَيسَ صَنيعُهُ في الرَوعِ إِلّا
كَرَأيِكَ إِنّه العَضبُ الصَنيعُ

كَشُعلَةِ ذا شبا هَذا وَهَذا
لِذاكَ عَلى عَزائِمِهِ تَبوعُ


أحمد بن طيفور العصر العباسي

الحمدان
10-06-2022, 01:27 AM
سَلامٌ عَلى الإِسلامِ فَهوَ مُوَدِّع
إِذا ما مَضى آلُ النَبِيِّ فَوَدَّعوا

فَقَدنا العُلى وَالمَجد عِندَ اِفتِقادِهِم
وَأَضحَت عُروشُ المَكرُماتِ تَضَعضَعُ

أَتَجمَعُ عَينٌ بَينَ نَومٍ وَمَضجَع
وَلِاِبنِ رَسولِ اللَهِ في التُربِ مَضجَعُ

فَقَد أَقفَرَت دارُ النَبِيِّ مُحَمَّدٍ
مِنَ الدينِ وَالإِسلامِ فَالدارُ بَلقَعُ

وَقُتِّلَ آلُ المُصطَفى في خِلالِها
وَبُدِّدَ شَملٌ مِنهُمُ لَيسَ يُجمَعُ

أَلَم تَرَ آلَ المُصطَفى كَيفَ تَصطَفي
نُفوسَهُم أُمُّ المُنونِ فَتَتبَعُ

بَني طاهِرٍ وَاللُؤمُ مِنكُم سَجِيَّةٌ
وَلِلغَدرِ مِنكُم حاسِرٌ وَمُقَنَّعُ

قَواطِعكُم في التُركِ غَير قَواطِعٍ
وَلَكِنَّها في آلِ أَحمَدَ تُقطَعُ

لَكُم كُلَّ يَوم مَشرَبٌ مِن دِمائِهِم
وَغُلَّتُها مِن شُربِها لَيسَ تَنقَعُ

رِماحُكُمُ لِلطالِبيّينَ شُرَّعٌ
وَفيكُم رِماحُ التُركِ بِالقَتلِ شُرَّعُ

لَكُم مَرتَعٌ في دارِ آلِ مُحَمِّدٍ
وَدارُكُم لِلتُركِ وَالجَيشِ مَرتَعُ

أَخِلتُم بِأَنَّ اللَهَ يَرعى حُقوقَكُم
وَحَقُّ رَسولِ اللَهِ فيكُم مُضَيَّعُ

وَأَضحَوا يُرَجّونَ الشَفاعَةَ عِندَهُ
وَلَيسَ لِمَن يَرميهِ بِالوَترِ يَشفَعُ

فَيغلَبُ مَغلوبٌ وَيُقتَلُ قاتِلٌ
وَيُخفَض مَرفوعٌ وَيُدنى المُرَفَّعُ



احمد بن طيفور

الحمدان
10-06-2022, 01:27 AM
يا مَنزِلاً لَعِبَ الزَمانُ بِأَهلِهِ
طَوراً يُفَرِّقُهُم وَطَوراً يَجمَعُ

أَينَ الَّذينَ عَهِدتُهُم بِكَ مَرَّةً
كانَ الزَمانُ بِهِم يَضُرُّ وَيَنفَعُ

أَصبَحتَ تُفزِعُ مَن رَآكَ وَطالَما
كُنّا إِلَيكَ مِنَ الحَوادِثِ نَفزَعُ

أَيّامَ لا أَغشى لِأَهلِكَ مَربَعاً
إِلّا وَفيهِ لِلمَسَرَّةِ مَربَعُ

لَهفي عَلَيكَ لَو اِنَّ لَهفاً يَنفَعُ
أَو أَنَّ دَهراً راحِمٌ مَن يَجزَعُ

ما كانَ ذاكَ العَيشُ إِلّا خُلسَةً
خَطفاً كَرَجعِ الطَرفِ أَو هُوَ أَسرَعُ


أحمد بن طيفور .. العصر العباسي

الحمدان
10-06-2022, 01:28 AM
إِذا كُنتَ تَأتي المَرءَ تُعظِمُ حَقَّهُ
وَيَجهَلُ مِنكَ الحَقَّ فَالهَجرُ أَوسَعُ

فَفي الناسِ أَبدالٌ وَفي الهَجرِ راحَةٌ
وَفي الناسِ عَمّا لا يُواتيكَ مَقنعُ

وَإِنَّ اِمرَأً يَرضى الهَوانَ لِنَفسِهِ
حَرِيٌّ بِجَدعِ الأَنفِ وَالجَدعُ أَشنَعُ

فَدَع عَنكَ أَفعالاً يَضُرُّكَ فِعلُها
وَسَهِّل حِجاباً إِذنُهُ لَيسَ يَنفَعُ


أحمد بن طيفور

الحمدان
10-06-2022, 01:28 AM
إِلامَ الخُلفُ بَينَكُمُ إِلاما
وَهَذي الضَجَّةُ الكُبرى عَلاما

وَفيمَ يَكيدُ بَعضُكُمُ لِبَعضٍ
وَتُبدونَ العَداوَةَ وَالخِصاما

وَأَينَ الفَوزُ لا مِصرُ اِستَقَرَّت
عَلى حالٍ وَلا السودانُ داما

وَأَينَ ذَهَبتُمُ بِالحَقِّ لَمّا
رَكِبتُم في قَضِيَّتِهِ الظَلاما

لَقَد صارَت لَكُم حُكماً وَغُنماً
وَكانَ شِعارُها المَوتَ الزُؤاما

وَثِقتُم وَاِتَّهَمتُم في اللَيالي
فَلا ثِقَةً أَدَمنَ وَلا اِتِّهاما

شَبَبتُم بَينَكُم في القُطرِ ناراً
عَلى مُحتَلِّهِ كانَت سَلاما

إِذا ما راضَها بِالعَقلِ قَومٌ
أَجَدَّ لَها هَوى قَومٍ ضِراما

تَرامَيتُم فَقالَ الناسُ قَومٌ
إِلى الخِذلانِ أَمرُهُمُ تَرامى

وَكانَت مِصرُ أَوَّلَ مَن أَصَبتُم
فَلَم تُحصِ الجِراحَ وَلا الكِلاما

إِذا كانَ الرِماةُ رِماةَ سوءٍ
أَحَلّوا غَيرَ مَرماها السِهاما

أَبَعدَ العُروَةِ الوُثقى وَصَفٍّ
كَأَنيابِ الغِضَنفَرِ لَن يُراما

تَباغَيتُم كَأَنَّكُمُ خَلايا
مِنَ السَرَطانِ لا تَجِدُ الضِماما

أَرى طَيّارَهُم أَوفى عَلَينا
وَحَلَّقَ فَوقَ أَرؤُسِنا وَحاما


أحمد شوقي

الحمدان
10-06-2022, 01:29 AM
الدَهرُ يَقظانُ وَالأَحداثُ لَم تَنَمِ
فَما رُقادُكُمُ يا أَشرَفَ الأُمَمِ

لَعَلَّكُم مِن مِراسِ الحَربِ في نَصَبٍ
وَهَذِهِ ضَجعَةُ الآسادِ في الأَجَمِ

لَقَد فَتَحتُم فَأَعرَضتُم عَلى شَبَعٍ
وَالفَتحُ يَعتَرِضُ الدَولاتِ بِالتُخَمِ

هَبّوا بِكُم وَبِنا لِلمَجدِ في زَمَنٍ
مَن لَم يَكُن فيهِ ذِئباً كانَ في الغَنَمِ

هَذا الزَمانُ تُناديكُم حَوادِثُهُ
يا دَولَةَ السَيفِ كوني دَولَةَ القَلَمِ

فَالسَيفُ يَهدِمُ فَجراً ما بَنى سَحَراً
وَكُلُّ بُنيانِ عِلمٍ غَيرُ مُنهَدِمِ

قَد ماتَ في السِلمِ مَن لا رَأيَ يَعصِمُهُ
وَسَوَّتِ الحَربُ بَينَ البَهمِ وَالبُهَمِ

وَأَصبَحَ العِلمُ رُكنَ الآخِذينَ بِهِ
مَن لا يُقِم رُكنَهُ العِرفانُ لَم يَقُمِ

الناسُ تَسحَبُ فَضفاضَ الغَنِيِّ مَرَحاً
وَنَحنُ نَلبُسُ عَنهُ ضيقَةَ العُدُمِ

يا فِتيَةَ التُركِ حَيّا اللَهُ طَلعَتَكُم
وَصانَكُم وَهَداكُم صادِقَ الخِدَمِ

أَنتُم غَدُ المُلكِ وَالإِسلامِ لا بَرِحا
مِنكُم بِخَيرِ غَدٍ في المَجدِ مُبتَسِمِ

تُحِلُّكُم مِصرُ مِنها في ضَمائِرِها
وَتُعلِنُ الحُبَّ جَمّاً غَيرَ مُتَّهَمِ

فَنَحنُ إِن بَعُدَت دارٌ وَإِن قَرُبَت
جارانِ في الضادِ أَو في البَيتِ وَالحَرَمِ

ناهيكَ بِالسَبَبِ الشَرقِيِّ مِن نَسَبٍ
وَحَبَّذا سَبَبُ الإِسلامِ مِن رَحِمِ

شَملُ اللُغاتِ لَدى الأَقوامِ مُلتَئِمٌ
وَالضادُ فينا بِشَملٍ غَيرِ مُلتَئِمِ

فَقَرِّبوا بَينَنا فيها وَبَينَكُمُ
فَإِنَّها أَوثَقُ الأَسبابِ وَالذِمَمِ

وَكُلُّنا إِن أَخَذنا بِالفَلاحِ يَدٌ
وَسَعَينا قَدَمٌ فيهِ إِلى قَدَمِ

فَلا تَكونُنَّ تُركِيّا الفَتاةُ وَلا
تِلكَ العَجوزَ وَكونوا تُركِيا القِدَمِ

فَسَيفُها سَيفُها في كُلِّ مُعتَرَكٍ
وَعَدلُها طَوَّقَ الإِسلامَ بِالنِعَمِ


أحمد شوقي

الحمدان
10-06-2022, 01:30 AM
الدَهرُ يَقظانُ وَالأَحداثُ لَم تَنَمِ
فَما رُقادُكُمُ يا أَشرَفَ الأُمَمِ

لَعَلَّكُم مِن مِراسِ الحَربِ في نَصَبٍ
وَهَذِهِ ضَجعَةُ الآسادِ في الأَجَمِ

لَقَد فَتَحتُم فَأَعرَضتُم عَلى شَبَعٍ
وَالفَتحُ يَعتَرِضُ الدَولاتِ بِالتُخَمِ

هَبّوا بِكُم وَبِنا لِلمَجدِ في زَمَنٍ
مَن لَم يَكُن فيهِ ذِئباً كانَ في الغَنَمِ

هَذا الزَمانُ تُناديكُم حَوادِثُهُ
يا دَولَةَ السَيفِ كوني دَولَةَ القَلَمِ

فَالسَيفُ يَهدِمُ فَجراً ما بَنى سَحَراً
وَكُلُّ بُنيانِ عِلمٍ غَيرُ مُنهَدِمِ

قَد ماتَ في السِلمِ مَن لا رَأيَ يَعصِمُهُ
وَسَوَّتِ الحَربُ بَينَ البَهمِ وَالبُهَمِ

وَأَصبَحَ العِلمُ رُكنَ الآخِذينَ بِهِ
مَن لا يُقِم رُكنَهُ العِرفانُ لَم يَقُمِ

الناسُ تَسحَبُ فَضفاضَ الغَنِيِّ مَرَحاً
وَنَحنُ نَلبُسُ عَنهُ ضيقَةَ العُدُمِ

يا فِتيَةَ التُركِ حَيّا اللَهُ طَلعَتَكُم
وَصانَكُم وَهَداكُم صادِقَ الخِدَمِ

أَنتُم غَدُ المُلكِ وَالإِسلامِ لا بَرِحا
مِنكُم بِخَيرِ غَدٍ في المَجدِ مُبتَسِمِ

تُحِلُّكُم مِصرُ مِنها في ضَمائِرِها
وَتُعلِنُ الحُبَّ جَمّاً غَيرَ مُتَّهَمِ

فَنَحنُ إِن بَعُدَت دارٌ وَإِن قَرُبَت
جارانِ في الضادِ أَو في البَيتِ وَالحَرَمِ

ناهيكَ بِالسَبَبِ الشَرقِيِّ مِن نَسَبٍ
وَحَبَّذا سَبَبُ الإِسلامِ مِن رَحِمِ

شَملُ اللُغاتِ لَدى الأَقوامِ مُلتَئِمٌ
وَالضادُ فينا بِشَملٍ غَيرِ مُلتَئِمِ

فَقَرِّبوا بَينَنا فيها وَبَينَكُمُ
فَإِنَّها أَوثَقُ الأَسبابِ وَالذِمَمِ

وَكُلُّنا إِن أَخَذنا بِالفَلاحِ يَدٌ
وَسَعَينا قَدَمٌ فيهِ إِلى قَدَمِ

فَلا تَكونُنَّ تُركِيّا الفَتاةُ وَلا
تِلكَ العَجوزَ وَكونوا تُركِيا القِدَمِ

فَسَيفُها سَيفُها في كُلِّ مُعتَرَكٍ
وَعَدلُها طَوَّقَ الإِسلامَ بِالنِعَمِ


أحمد شوقي

الحمدان
10-06-2022, 01:30 AM
هَزَّ اللِواءُ بِعِزِّكَ الإِسلامُ
وَعَنَت لِقائِمِ سَيفِكَ الأَيّامُ

وَاِنقادَتِ الدُنيا إِلَيكَ فَحَسبُها
عُذراً قِيادٌ أَسلَسَت وَزِمامُ

وَمَشى الزَمانُ إِلى سَريرِكَ تائِباً
خَجِلاً عَلَيهِ الذُلُّ وَالإِرغامِ

عَرشُ النَبِيِّ مُحَمَّدٍ جَنَباتُهُ
نورٌ وَرَفرَفُهُ الطَهورُ غَمامُ

لَمّا جَلَستَ سَما وَعَزَّ كَأَنَّما
هارونُ وَاِبناهُ عَلَيهِ قِيامُ

البَحرُ مَحشودُ البَوارِجِ دونَهُ
وَالبَرُّ تَحتَ ظِلالِهِ آجامُ

نَعَمَ الرَعِيَّةُ في ذَراكَ وَنَضَّرَت
أَيّامَهُم في ظِلِّكَ الأَحكامُ

في كُلِّ ناحِيَةٍ وَكُلِّ قَبيلَةٍ
عَدلٌ وَأَمنٌ مورِفٌ وَوِئامُ

حَمَلَ الصَليبُ إِلَيكَ مِن فِتيانِهِ
جُنداً وَقاتَلَ دونَكَ الحاخامُ

وَالدينُ لَيسَ بِرافِعٍ مُلكاً إِذا
لَم يَبدُ لِلدُنيا عَلَيهِ نِظامُ

بِاللَهِ قَد دانَ الجَميعُ وَشَأنُهُم
بِاللَهِ ثُمَّ بِعَرشِكَ اِستِعصامُ

يا اِبنَ الَّذينَ إِذا الحُروبُ تَتابَعَت
صَلَّوا عَلى حَدِّ السُيوفِ وَصاموا

المُظهِرينَ لِنورِ بَدرٍ بَعدَما
خيفَ المَحاقُ عَلَيهِ وَالإِظلامُ


أحمد شوقي

الحمدان
10-06-2022, 01:31 AM
صَلاحُ أَمرِكَ لِلأَخلاقِ مَرجِعُهُ
فَقَوِّمِ النَفسَ بِالأَخلاقِ
تَستَقِمِ

وَالنَفسُ مِن خَيرِها في خَيرِ عافِيَةٍ
وَالنَفسُ مِن شَرِّها في مَرتَعٍ وَخِمِ


أحمد شوقي

الحمدان
10-06-2022, 03:15 AM
واحرَّ قَلباهُ مِمَّن قَلبُهُ شَبِمُ

وَمَن بِجِسمي وَحالي عِندَهُ سَقَمُ

مالي أكَتِّمُ حُبّاً قَد بَرى جَسَدي

وتَدَّعي حبَّ سيفِ الدَولَةِ الأمَمُ

إن كانَ يَجمَعُنا حبٌّ لِغُرَّتِهِ

فليتَ أنَّا بِقَدْرِ الحبِّ نَقتسِمُ

قَد زُرتُهُ وسيوفُ الهندِ مُغمَدَةٌ

وقد نظرتُ إليه والسُيوفُ دَمُ

فَكانَ أحْسنَ خَلق الله كلِّهِمُ

وكانَ أحسنَ مافي الأحسَنِ الشِّيَمُ

فوتُ العدوِّ الذي يَمَّمْتُه ظَفَرٌ

في طيّه أسَفٌ في طيّه نِعَمُ

قد نابَ عنكَ شديدُ الخوفِ واصْطنَعَتْ

لكَ المهابةُ ما لا تَصنعُ البُهَمُ

ألزَمتَ نفسَكَ شيئاً ليس يَلْزَمُها

أن لا يوارِيَهمْ أَرضٌ ولا عَلَمُ

أكُلَّما رُمتَ جيشاً فانْثَنى هَرَباً

تَصرَّفَت بكَ في آثارِه الهِمَمُ

عليكَ هَزمُهُمُ في كلِّ مُعتركٍ

وما عليكَ بِهِمْ عارٌ إذا انهزَموا

أما تَرى ظَفراً حُلْواً سِوى ظَفَر

تَصافحَتْ فيه بيضُ الهِندِ واللمَمُ

يا أعدلَ الناسِ إلا في معامَلتي

فيكَ الخِصامُ وَأنتَ الخَصْمُ والحَكَمُ

أعيذُها نظراتٍ منكَ صادقةً

أن تَحْسبَ الشَّحمَ فيمَن شَحْمُهُ وَرَمُ

وما انتفاعُ أخي الدُّنيا بناظرِهِ

إذا استَوَت عندَهُ الأنوارُ والظُّلَمُ

سيَعلَمُ الجمعُ ممَّن ضمَّ مَجلسُنا

بأنَّني خيرُ مَن تسعى بهِ قَدَمُ

أنا الذي نظَر الأعمى إلى أدبي

وأسْمعَت كلماتي مَن بهِ صَمَمُ

أنامُ مِلْءَ جُفُوني عن شوارِدِها

ويَسْهَرُ الخلقُ جرَّاها وَيَختَصِمُ

وجاهلٍ مدَّه في جهلِهِ ضَحِكي

حَتّى أتَتْه يدٌ فرَّاسةٌ وفَمُ

إذا رأيتَ نيوبَ الليث بارزةً

فَلا تَظُنَّنَّ أنَّ اللَيثَ يبتَسِمُ

وَمُهجةٍ مُهجتي مِن هَمّ صاحبها

أدركْتُها بجَوادٍ ظهرهُ حَرَمُ

رِجلاه في الرَّكضِ رجلٌ واليدانِ يدٌ

وفعلُه ما تريدُ الكفُّ وَالقَدَمُ

ومُرهَفٍ سِرتُ بين الجَحْفَلينِ بهِ

حتى ضَربتُ وموجُ الموتِ يَلتَطِمُ

الخيلُ والليلُ والبيداءُ تَعْرِفُني

والسيفُ والرمحُ والقرطاسُ والقَلمُ

صَحِبتُ في الفلواتِ الوحشَ مُنفرِداً

حتى تعجَّبَ مني القُورُ والأكَمُ

يا مَن يَعِزُّ علينا أن نُفارقهم

وِجْدانُنا كل شيءٍ بعْدَكُم عَدَمُ

ما كان أخلقنا منكم بتَكرمَةٍ

لو أنَّ أمرَكُمُ مِن أمرِنا أمَمُ

إن كانَ سرَّكمُ ما قال حاسدُنا

فما لجُرح إذا أرضاكُمُ ألَمُ

وبيننا لَو رعيتُم ذاك مَعرفةٌ

إن المعارِفَ في أهلِ النُّهى ذِمَمُ

كَم تَطلُبونَ لنا عيباً فَيُعجِزُكُم

وَيَكرَهُ اللهُ ما تأتونَ والكَرَمُ

ما أبعدَ العيبَ وَالنقصانَ عن شَرَفي

أنا الثُّريا وذانِ الشيبُ والهَرَمُ

ليتَ الغمامَ الذي عندي صواعقُهُ

يُزيلُهُنَّ إِلى مَن عندَهُ الدِّيَمُ

أرى النَّوى يَقتضيني كلَّ مرحلَةٍ

لا تَستقلُّ بِها الوَخّادَةُ الرُّسُمُ

لئنْ تَرَكْنَ ضميراً عن ميامِنِنا

ليَحْدُثَنَّ لِمَنْ وَدَّعتُهم نَدَمُ

إذا ترحَّلتَ عن قومٍ وقد قدَروا

ألا تُفارِقهُمْ فالرَّاحلونَ هُمُ

شرُّ البلادِ مكانٌ لا صديقَ بهِ

وشرُّ ما يَكسِبُ الإنسانُ ما يَصِمُ

وشرُّ ما قنَّصَتْه راحتي قَنَصٌ

شُهْبُ البُزاةِ سواءٌ فيه والرَّخَمُ

بأي لفظٍ تَقولُ الشعرَ زِعْنِفَةٌ

تَجوزُ عندَك لا عُرْبٌ ولا عَجَمُ

هذا عتابُكَ إلّا أنَّهُ مِقَةٌ

قد ضُمِّنَ الدُرَّ إلّا أنَّهُ كَلِمُ

المتنبي

الحمدان
10-06-2022, 11:35 PM
لئن قعدت بي قلة المال قعدة
فما أنا عن كسب المعالي بقاعد

ولا أنا بالساعي إلى الجهل والخنا
ولا عن مكافأة الصديق براقد

أكافي أخي بالود أضعاف وده
وأبذل للمولى طريفي وتالدي

وما صاحبي عند الرخاء بصاحب
إذا لم يكن عند الأمور الشدائد


الوزير المهلبي

الحمدان
10-06-2022, 11:36 PM
لئن قعدت بي قلة المال قعدة
فما أنا عن كسب المعالي بقاعد

ولا أنا بالساعي إلى الجهل والخنا
ولا عن مكافأة الصديق براقد

أكافي أخي بالود أضعاف وده
وأبذل للمولى طريفي وتالدي

وما صاحبي عند الرخاء بصاحب
إذا لم يكن عند الأمور الشدائد


الوزير المهلبي

الحمدان
10-06-2022, 11:36 PM
منية سابقت ورود البشير
ومواف أو في على التقدير

يا عروسا زفت إلي فاهديت
إليها وفي مكان المهور

بالتملى وبالرجا والسرور
يا حياتي والمنزل المعمور

قد لعمري وفيت لي وسأجزيك
وفاء بالشرط بعد النذور


الوزير المهلبي

الحمدان
10-06-2022, 11:37 PM
الناس اتباع من دامت له النعم
والويل للمرء إن زلت به القدم

مالي رايت أخلائي وحاصلهم
اثنان مستكبر عني ومحتشم

لما رأيت الذي يجفون قلت لهم
أذنبت ذنبا فقالوا ذنبك العدم

الوزير المهلبي

الحمدان
10-06-2022, 11:38 PM
أشكو إلى الله أحداثا من الزمن
يبرينني مثل بري القدح بالسفن

لم يبق في العيش لي إلا مرارته
إذا تذوقته والحلو منه فني

يا نفس صبرا وإلا فاهلكي جزعا
إن الزمان على ما تكرهين بني

لا تحسبي نعما سرتك صحبتها
إلا مفاتيح أبواب إلى الحزن


الوزير المهلبي

الحمدان
10-06-2022, 11:38 PM
ماذا لقينا من القاطول لا هطلت
فيه السحاب ولا سقته تهتانا

فقد سددناه وارتدت غواديه
حسرى ولم نأل أحكاما واتقانا

وقد دعمنا له سكرا سما وطما
حتى توهمه راؤوه ثهلانا

واستفرغ الوسع حتى طم خا
دمك المهلبي وقاسى فيه أشجانا

نجاه منه بآراء مثقفة
تخالها في ظلام الليل نيرانا

رميت بحرا بطود فاستكان له
كرها وأيقظت فيما بات يقظانا

وما تقابل بالإقبال ممتنعا
إلا تبدل بالعصيان إذعانا


الوزير المهلبي

الحمدان
10-06-2022, 11:39 PM
مواهب الله عندي لا يوازيها
سعي ومجهود وسعي لا يدانيها

لكن أقصى المدى شكري لأنعمِهِ
وتلك أفضل قربى عند مؤتيها

والله أسأل توفيقا لطاعته
حتى يوافق فعلي أمره فيها

وقد أتتني أبيات مهذبة
ظريفة خجلة رقت حواشيها

ضمنتها حسن أوصاف وتهنئة
أنت المهنى بباديها وتاليها

ودعوة صدرت عن نية خلصت
لا شك فيها أجاب الله داعيها

وأنت أوثق موثوق بنيته
وأقرب الناس من حال نرجيها

فثق بنيل المنى في كل منزلة
أصبحت تعمرها عندي وتبنيها


الوزير المهلبي .. العصر العباسي

الحمدان
10-06-2022, 11:45 PM
ألا موت يباع فاشتريه
فهذا العيش ما لا خير فيه

ألا موت لذيذ الطعم يأتي
يخلصني من العيش الكريه

إذا أبصرت قبرا من بعيد
وددت لو أنني مما يليه

ألا رحم المهيمن نفس حر
تصدق بالوفاة على أخيه



الوزير المهلبي

الحمدان
10-07-2022, 03:47 AM
ولا تقنط من الغفرانِ يومًا
ولو كانت ذنوبُكَ مِلْءَ وادِ

سيغفرُها الذي قد قال حقَّاً
بآي كتابِهِ :{ نَبِّئْ عبادي..}

الحمدان
10-08-2022, 05:21 PM
ذُمَّتــْ لِعَــيْــنِـكَ أَعْـيُـنُ الْغِـزْلانِ

قَــمَــرٌ أَقَــرَّ لِحُــسْــنِهِ الْقَـمَـرانِ

وَمَشَتْ ولا واللهِ ما حِقْفُ الْنَّقا

مِــمـا أَرَتْـكَ وَلا قَـضـيـبُ البـانِ

وَثَـنُ الْمَـلاَحـةِ غَـيْرِ أَنَّ ديِانَتي

تَــأْبــى عَــليَّ عِــبـادَةَ الأَوْثـان

يا ابْنَ الأعِزَّةِ مِنْ أَكابِرِ حِمْيَرٍ

وَسُــلاَلةِ الأَمْــلاكِ مِـنْ قَـحْـطـانِ

مِــنْ كُــلِّ أَبْــلَجَ آمِــرٍ بــلِســانِهِ

يَـضَـعُ السُّيـُوفَ مَـواضِـعَ التِّيـجانِ

وَحَـلَلْتَ مِـنْ عَـلْيـاءِ صَبْرَةَ مَوْضِعاً

أَكْــرِمْ بِهِ مِــنْ مَــوْضِــعٍ وَمَــكــانِ

زادَتْ بـنـاه على الْخَوَرْنَقِ بَسْطةً

وَحَــوَتْ أَعَـزَّ حِـمـى مِـنَ النَّعـْمـانِ

وَغَـدا ابْـنُ ذي يَـزَنٍ بِـسُفْلٍ دُوَنهُ

هِــمَــمــاً نَـزَلْنَ بِهِ عـلى غَـمْـدانِ

ابن رشق القيرواني

الحمدان
10-08-2022, 05:21 PM
ذُمَّتــْ لِعَــيْــنِـكَ أَعْـيُـنُ الْغِـزْلانِ

قَــمَــرٌ أَقَــرَّ لِحُــسْــنِهِ الْقَـمَـرانِ

وَمَشَتْ ولا واللهِ ما حِقْفُ الْنَّقا

مِــمـا أَرَتْـكَ وَلا قَـضـيـبُ البـانِ

وَثَـنُ الْمَـلاَحـةِ غَـيْرِ أَنَّ ديِانَتي

تَــأْبــى عَــليَّ عِــبـادَةَ الأَوْثـان

يا ابْنَ الأعِزَّةِ مِنْ أَكابِرِ حِمْيَرٍ

وَسُــلاَلةِ الأَمْــلاكِ مِـنْ قَـحْـطـانِ

مِــنْ كُــلِّ أَبْــلَجَ آمِــرٍ بــلِســانِهِ

يَـضَـعُ السُّيـُوفَ مَـواضِـعَ التِّيـجانِ

وَحَـلَلْتَ مِـنْ عَـلْيـاءِ صَبْرَةَ مَوْضِعاً

أَكْــرِمْ بِهِ مِــنْ مَــوْضِــعٍ وَمَــكــانِ

زادَتْ بـنـاه على الْخَوَرْنَقِ بَسْطةً

وَحَــوَتْ أَعَـزَّ حِـمـى مِـنَ النَّعـْمـانِ

وَغَـدا ابْـنُ ذي يَـزَنٍ بِـسُفْلٍ دُوَنهُ

هِــمَــمــاً نَـزَلْنَ بِهِ عـلى غَـمْـدانِ

ابن رشق القيرواني

الحمدان
10-08-2022, 11:37 PM
خُذِ الناسَ أَو دَع إِنَّما الناسُ بِالناسِ
وَلا بُدَّ في الدُنيا مِنَ الناسِ لِلناسِ

وَلَستُ بِناسٍ ذِكرَ شَيءٍ تُريدُهُ
وَما لَم تُرِد شَيئاً فَأَنتَ لَهُ ناسِ

مِنَ الظُلمِ تَشغيبُ امرِئٍ غَيرِ مُنصِفٍ
وَما بِامرِئٍ لَم يَظلِمِ الناسَ مِن باسِ

أَلا قَلَّ ما يَنجو ضَميرٌ مِنَ المُنى
وَفيهِ لَهُ مِنهُنَّ شُعبَةُ وَسواسِ

وَلَم يُنجِ مَخلوقاً مِنَ المَوتِ حيلَةٌ
وَلو كانَ في حِصنٍ وَثيقٍ وَأَحراسِ

وَما المَرءُ إِلّا صُرَةٌ مِن سُلالَةٍ
يَشيبُ وَيَفنى بَينَ لَمحٍ وَأَنفاسِ

تُديرُ يَدُ الدُنيَ الرَدى بَينَ أَهلِها
كَأَنَّهُمُ شَربٌ قُعودٌ عَلى كاسِ

كَفى بِدِفاعِ اللَهِ عَن كُلِّ خائِفٍ
وَإِن كانَ فيما بَينَ نابٍ وَأَضراسِ

وَكَم هالِكٍ بِالشَيءِ مِمّا يَلُذُّهُ
وَكَم مِن مُعافاً خَرَّ مِن جَبَلٍ راسِ


أبو العتاهية

الحمدان
10-08-2022, 11:37 PM
أَلا لِلمَوتِ كَأسٌ أَيُّ كاسِ
وَأَنتَ لِكَأسِهِ لا بُدَّ حاسِ

إِلى كَم وَالمَعادُ إِلى قَريبٍ
تُذَكِّرُ بِالمِعادِ وَأَنتَ ناسِ

وَكَم مِن عِبرَةٍ أَصبَحتَ فيها
يَلينُ لَها الحَديدُ وَأَنتَ قاسِ

بِأَيِّ قُوىً تَظُنُّكَ لَيسَ تَبلى
وَقَد بَلِيَت عَلى الزَمَنِ الرَواسي

وَما كُلُّ الظُنونِ تَكونُ حَقّا
وَلا كُلُّ الصَوابِ عَلى القِياسِ

وَكُلُّ مَخيلَةٍ رُفِعَت لِعَينٍ
لَها وَجهانِ مِن طَمَعٍ وَياسِ

وَفي حُسنِ السَريرَةِ كُلُّ أُنسٍ
وَفي خُبثِ السَريرَةِ كُلُّ باسِ

وَلَم يَكُ مُضمِرٌ حَسَداً وَبَغياً
لِيَنجُوَ مِنهُما رَأساً بِراسِ

وَما شَيءٌ بِأَخلَقَ أَن تَراهُ
قَليلاً مِن أَخي ثِقَةٍ مُؤاسِ

وَما تَنفَكُّ مِن دُوَلٍ تَراها
تَنَقَّلُ مِن أُناسٍ في أُناسِ


أبو العتاهية

الحمدان
10-08-2022, 11:38 PM
مَن نافَسَ الناسَ لَم يَسلَم مِنَ الناسِ
حَتّى يُعَضَّ بِأَنيابٍ وَأَضراسِ

لا بَأسَ بِالمَرءِ ما صَحَّت سَريرَتُهُ
ما الناسُ إِلّا بِأَهلِ العِلمِ وَالناسِ

كاسَ الأُلى أَخَذوا لِلمَوتِ عُدَّتَهُ
وَما المُعِدّونَ لِلدُنيا بِأَكياسِ

حَتّى مَتى وَالمَنايا لي مُخاتِلَةٌ
يَغتَرُّني في صُروفِ الدَهرِ وَسواسي

أَينَ المُلوكُ الَّتي حُفَّت مَدائِنُها
دونَ المَنايا بِحُجّابٍ وَحُرّاسِ

لَقَد نَسيتُ وَكَأسُ المَوتِ دائِرَةٌ
في كَفِّ لا غافِلٍ عَنها وَلا ناسِ

لَأَشرَبَنَّ بِكَأسِ المَوتِ مُنجَدِلاً
يَوماً كَما شَرِبَ الماضونَ بِالكاسِ

أَصبَحتُ أَلعَبُ وَالساعاتُ مُسرِعَةٌ
يَنقُصنَ رِزقي وَيَستَقصينَ أَنفاسي

إِنّي لَأَغتَرُّ بِالدُنيا وَأَرفَعُها
مِن تَحتِ رِجلِيَ أَحياناً عَلى راسي

ما اِستَعبَدَ المَرءَ كَاِستِعبادِ مَطمَعِهِ
وَلا تَسَلّى بِمِثلِ الصَبرِ وَالياسِ


أبو العتاهية

الحمدان
10-08-2022, 11:38 PM
سَلامٌ عَلى أَهلِ القُبورِ الدَوارِسِ
كَأَنَّهُمُ لَم يَجلِسوا في المَجالِسِ

وَلَم يَبلُغوا مِن بارِدِ الماءِ لَذَّةً
وَلَم يَطعَموا ما بَينَ رَطبٍ وَيابِسِ

وَلَم يَكُ مِهُم في الحَياةِ مُنافِسٌ
طَويلُ المُنى فيها كَثيرُ الوَساوِسِ

لَقَد صِرتُمُ في غايَةِ المَوتِ وَالبِلى
وَأَنتُم بِها ما بَينَ راجٍ وَآيِسِ

فَلَو عَلِمَ العِلمَ المُنافِسُ في الَّذي
تَرَكتُم مِنَ الدُنيا لَهُ لَم يُنافَسِ


أبو العتاهية

الحمدان
10-08-2022, 11:39 PM
ما يَدفَعُ المَوتَ أَرصادٌ وَلا حَرَسٌ
ما يَغلِبُ المَوتَ لا جِنٌّ وَلا أَنَسُ

ما إِن دَعا المَوتُ أَملاكاً وَلا سُوَقاً
إِلّا ثَناهُم إِلَيهِ الصَرعُ وَالخُلَسُ

لِلمَوتِ ما تَلِدُ الأَقوامُ كُلُّهُمُ
وَلِلبَلى كُلُّ ما بَنَوا وَما غَرَسوا

هَلّا أُبادِرُ هَذا المَوتَ في مَهَلٍ
هَلّا أُبادِرُهُ ما دامَ بي نَفَسُ

يا خائِفَ المَوتِ لَو أَمسَيتَ خائِفَهُ
كانَت دُموعُكَ طولَ الدَهرِ تَنبَجِسُ

أَما يَهولُكَ يَومٌ لا دِفاعَ لَهُ
إِذ أَنتَ في غَمَراتِ المَوتِ مُنغَمِسُ

أَما تَهولُكَ كَأسٌ أَنتَ شارِبُها
وَالعَقلُ مِنكَ لِكوبِ المَوتِ مُلتَبِسُ

إِيّاكَ إِيّاكَ وَالدُنيا وَلَذَّتَها
فَالمَوتُ فيها لِخَلقِ اللَهِ مُفتَرِسُ

إِنَّ الخَلائِقَ في الدُنيا لَوِ اِجتَهَدوا
أَن يَحبِسوا عَنكَ هَذا المَوتَ ما حَبَسوا

إِنَّ المَنِيَّةَ حَوضٌ أَنتَ تَكرَهُهُ
وَأَنتَ عَمّا قَليلِ فيهِ تَنغَمِسُ

ما لي رَأَيتُ بَني الدُنيا قَدِ اِفتَتَنوا
كَأَنَّما هَذِهِ الدُنيا لَهُم عُرُسُ

إِذا وَصَفتُ لَهُم دُنياهُمُ ضَحِكوا
وَإِن وَصَفتُ لَهُم أُخراهُمُ عَبَسوا

ما لي رَأَيتُ بَني الدُنيا وَإِخوَتَها
كَأَنَّهُم لِكِتابِ اللَهِ ما دَرَسوا


أبو العتاهية

الحمدان
10-08-2022, 11:40 PM
ما يَدفَعُ المَوتَ أَرصادٌ وَلا حَرَسٌ
ما يَغلِبُ المَوتَ لا جِنٌّ وَلا أَنَسُ

ما إِن دَعا المَوتُ أَملاكاً وَلا سُوَقاً
إِلّا ثَناهُم إِلَيهِ الصَرعُ وَالخُلَسُ

لِلمَوتِ ما تَلِدُ الأَقوامُ كُلُّهُمُ
وَلِلبَلى كُلُّ ما بَنَوا وَما غَرَسوا

هَلّا أُبادِرُ هَذا المَوتَ في مَهَلٍ
هَلّا أُبادِرُهُ ما دامَ بي نَفَسُ

يا خائِفَ المَوتِ لَو أَمسَيتَ خائِفَهُ
كانَت دُموعُكَ طولَ الدَهرِ تَنبَجِسُ

أَما يَهولُكَ يَومٌ لا دِفاعَ لَهُ
إِذ أَنتَ في غَمَراتِ المَوتِ مُنغَمِسُ

أَما تَهولُكَ كَأسٌ أَنتَ شارِبُها
وَالعَقلُ مِنكَ لِكوبِ المَوتِ مُلتَبِسُ

إِيّاكَ إِيّاكَ وَالدُنيا وَلَذَّتَها
فَالمَوتُ فيها لِخَلقِ اللَهِ مُفتَرِسُ

إِنَّ الخَلائِقَ في الدُنيا لَوِ اِجتَهَدوا
أَن يَحبِسوا عَنكَ هَذا المَوتَ ما حَبَسوا

إِنَّ المَنِيَّةَ حَوضٌ أَنتَ تَكرَهُهُ
وَأَنتَ عَمّا قَليلِ فيهِ تَنغَمِسُ

ما لي رَأَيتُ بَني الدُنيا قَدِ اِفتَتَنوا
كَأَنَّما هَذِهِ الدُنيا لَهُم عُرُسُ

إِذا وَصَفتُ لَهُم دُنياهُمُ ضَحِكوا
وَإِن وَصَفتُ لَهُم أُخراهُمُ عَبَسوا

ما لي رَأَيتُ بَني الدُنيا وَإِخوَتَها
كَأَنَّهُم لِكِتابِ اللَهِ ما دَرَسوا


أبو العتاهية

الحمدان
10-09-2022, 02:57 AM
جَاءَتْ مُعَذِّبَتِي فِي غَيْهَبِ الغَسَقِ
كَأنَّهَا الكَوْكَبُ الدُرِيُّ فِي الأُفُقِ

فَقُلْتُ نَوَّرْتِنِي يَا خَيْرَ زَائِرَةٍ
أمَا خَشِيتِ مِنَ الحُرَّاسِ فِي الطُّرُقِ

فَجَاوَبَتْنِي وَ دَمْعُ العَيْنِ يَسْبِقُهَا
مَنْ يَرْكَبِ البَحْرَ لا يَخْشَى مِنَ الغَرَقِ

فقلت هذي أحاديثٌ ملفقة
موضوعة قد أتت من قول مختلق

قالت وحق عيوني عزّ من قسمٍ
وما على جبهتي من لؤلؤ الرمق

إني أحبك حباً لا نفاد له
ما دام في مهجتي شيء من الرمق

فقمت ولهانَ من وجدي أقبلها
زحتُ اللثام،، رأيتُ البدر معتنقِ

قبلتها،، قبلتني،، وهي قائلة
قبلت فاي،، فلا تبخل على عنقي

قلت العناق حرامٌ في شريعتنا
قالت أيا سيدي واجعلهُ في عنقي


لسان الدين بن الخطيب

الحمدان
10-09-2022, 02:57 AM
سعوا بيننا حتى لقد كنتُ راضياً
فأصبحتُ من قولي احبكَ تغضبُ

ولم أجنِ ذنباً غيرَ أني ذو هوىً
وأنكَ لي دونَ الأنامِ محببُ

وقالوا ستنسى إن تباعدَ بيننا
فيا ليتَ داري من دياركَ تقربُ

ويا ويلنا إن بتُّ أستعطفُ الهوى
وبتَّ على حكمِ الهوى تتجنَّبُ

فلا تمكنِ الواشينَ من ذاتِ بيننا
فليسَ لهم غيرَ التفرقِ مطلبُ

وإنكَ لو ابصرتَ ما بينَ أضلعي
لأبصرتَ قلبي في لظىً يتقلبُ


مصطفى صادق الرافعي

الحمدان
10-09-2022, 02:58 AM
ألا يا نسيم الفجر سلم على فجري
فقد غاب في الليل الطويل من الهجر

تضيء الليالي بالنجوم وبدرها
وليل الجفا من غير نجم ولا بدر

وقفت وماذا أستطيع بوقفتي
حسيراً وأقدار الغرام بنا تجري

أدور بعيني نحو كل شعاعة
على الأفق في نجم أو الأرض في زهر

فيا ويح قلبي ماله حن كلما
تراءى له شبه انتسام على ثغر

متى يا حبيب القلب هجرك ينتهي
ومن أول الأيام فيه انتهى صبري

ألا يا نسيم الفجر إن جزت في الربى
خفيا كتسليم الحبيبة في سر

وقامت عذاراها للقياك تنثني
دلالاً وتيهاً في غلائلها الخضر

وفتح نوار الغصون جفونه
وفيها البقايا الناعسات من السحر

وأصبحت كالسلوى ترفرف نازلاً
سلاماً على قلب الغدير أو النهر

فجئني بسر الزهر والماء والندى
لعلي بها أطفي جوى الحب في صدري


مصطفى صادق الرافعي

الحمدان
10-09-2022, 02:58 AM
بلادي هواها في لساني وفي دمي
يمجدُها قلبي ويدعو لها فمي

ولا خيرَ فيمن لا يحبُّ بلادَهُ
ولا في حليفِ الحب إن لم يتيم

ومن تؤوِهِ دارٌ فيجحدُ فضلها
يكن حيواناً فوقه كل أعجمِ

ألم ترَ أنَّ الطيرَ إن جاءَ عشهُ
فآواهُ في أكنافِهِ يترنم

وليسَ من الأوطانِ من لم يكن لها
فداء وإن أمسى إليهنَّ ينتمي

على أنها للناس كالشمس لم تزلْ
تضيءُ لهم طراً وكم فيهمُ عمي

ومن يظلمِ الأوطان أو ينسَ حقها
تجبه فنون الحادثات بأظلم

ولا خيرَ فيمنْ إن أحبَّ دياره
أقام ليبكي فوقَ ربعٍ مهدم

وقد طويتْ تلك الليالي بأهلها
فمن جهلَ الأيامَ فليتعلم

وما يرفع الأوطانَ إلا رجالها
وهل يترقى الناسُ إلا بسلم

ومن يكُ ذا فضلٍ فيبخل بفضلهِ
على قومهِ يستغنَ عنه ويذمم

ومن يتقلبْ في النعيم شقيْ بهِ
إذا كان من آخاهُ غيرُ منعم


مصطفى صادق الرافعي

الحمدان
10-09-2022, 07:26 PM
أَلاَ لاَ يَجْهَلَـنَّ أَحَـدٌ عَلَيْنَـا
فَنَجْهَـلَ فَوْقَ جَهْلِ الجَاهِلِيْنَـا

بِاَيِّ مَشِيْئَـةٍ عَمْـرُو بْنَ هِنْـدٍ
نَكُـوْنُ لِقَيْلِكُـمْ فِيْهَا قَطِيْنَـا

بِأَيِّ مَشِيْئَـةٍ عَمْـرَو بْنَ هِنْـدٍ
تُطِيْـعُ بِنَا الوُشَـاةَ وَتَزْدَرِيْنَـا

تَهَـدَّدُنَـا وَتُوْعِـدُنَا رُوَيْـداً
مَتَـى كُـنَّا لأُمِّـكَ مَقْتَوِيْنَـا

فَإِنَّ قَنَاتَنَـا يَا عَمْـرُو أَعْيَـتْ
عَلى الأَعْـدَاءِ قَبَلَكَ أَنْ تَلِيْنَـا

إِذَا عَضَّ الثَّقَافُ بِهَا اشْمَـأَزَّتْ
وَوَلَّتْـهُ عَشَـوْزَنَةً زَبُـوْنَـا

عَشَـوْزَنَةً إِذَا انْقَلَبَتْ أَرَنَّـتْ
تَشُـجُّ قَفَا المُثَقِّـفِ وَالجَبِيْنَـا

فَهَلْ حُدِّثْتَ فِي جُشَمٍ بِنْ بَكْـرٍ
بِنَقْـصٍ فِي خُطُـوْبِ الأَوَّلِيْنَـا

وَرِثْنَـا مَجْدَ عَلْقَمَةَ بِنْ سَيْـفٍ
أَبَـاحَ لَنَا حُصُوْنَ المَجْدِ دِيْنَـا

وقال أيضًا:

وَنَحْنُ غَدَاةَ أَوْقِدَ فِي خَـزَازَى
رَفَـدْنَا فَـوْقَ رِفْدِ الرَّافِدِيْنَـا

وَنَحْنُ الحَابِسُوْنَ بِذِي أَرَاطَـى
تَسَـفُّ الجِلَّـةُ الخُوْرُ الدَّرِيْنَـا

وَنَحْنُ الحَاكِمُـوْنَ إِذَا أُطِعْنَـا
وَنَحْنُ العَازِمُـوْنَ إِذَا عُصِيْنَـا

وَنَحْنُ التَّارِكُوْنَ لِمَا سَخِطْنَـا
وَنَحْنُ الآخِـذُوْنَ لِمَا رَضِيْنَـا

وَكُنَّـا الأَيْمَنِيْـنَ إِذَا التَقَيْنَـا
وَكَـانَ الأَيْسَـرِيْنَ بَنُو أَبَيْنَـا

فَصَالُـوا صَـوْلَةً فِيْمَنْ يَلِيْهِـمْ
وَصُلْنَـا صَـوْلَةً فِيْمَنْ يَلِيْنَـا

فَـآبُوا بِالنِّـهَابِ وَبِالسَّبَايَـا
وَأُبْـنَا بِالمُلُـوْكِ مُصَفَّدِيْنَــا

إِلَيْكُـمْ يَا بَنِي بَكْـرٍ إِلَيْكُـمْ
أَلَمَّـا تَعْـرِفُوا مِنَّـا اليَقِيْنَـا

أَلَمَّـا تَعْلَمُـوا مِنَّا وَمِنْكُـمْ
كَتَـائِبَ يَطَّعِـنَّ وَيَرْتَمِيْنَـا



عمر بن كلثوم

الحمدان
10-10-2022, 01:39 AM
قُل للذي نامَ و الأحزان تخنقهُ
وهمّهُ في ظلام الليل يُشقيهِ

هوّن على قلبكَ المحزونِ إنّ لهُ
ربّا سيملؤهُ نـوراً و يرويهِ

الحمدان
10-11-2022, 01:10 AM
أَرَقٌ عَلى أَرَقٍ وَمِثلِيَ يَأرَقُ
وَجَوىً يَزيدُ وَعَبرَةٌ تَتَرَقرَقُ

جُهدُ الصَبابَةِ أَن تَكونَ كَما أَرى
عَينٌ مُسَهَّدَةٌ وَقَلبٌ يَخفِقُ

ما لاحَ بَرقٌ أَو تَرَنَّمَ طائِرٌ
إِلّا اِنثَنَيتُ وَلي فُؤادٌ شَيِّقُ

جَرَّبتُ مِن نارِ الهَوى ما تَنطَفي
نارُ الغَضى وَتَكِلُّ عَمّا تُحرِقُ

وَعَذَلتُ أَهلَ العِشقِ حَتّى ذُقتُهُ
فَعَجِبتُ كَيفَ يَموتُ مَن لا يَعشَقُ

وَعَذَرتُهُم وَعَرَفتُ ذَنبِيَ أَنَّني
عَيَّرتُهُم فَلَقيتُ فيهِ ما لَقوا

أَبَني أَبينا نَحنُ أَهلُ مَنازِلٍ
أَبَداً غُرابُ البَينِ فيها يَنعَقُ

نَبكي عَلى الدُنيا وَما مِن مَعشَرٍ
جَمَعَتهُمُ الدُنيا فَلَم يَتَفَرَّقوا

أَينَ الأَكاسِرَةُ الجَبابِرَةُ الأُلى
كَنَزوا الكُنوزَ فَما بَقينَ وَلا بَقوا

مِن كُلِّ مَن ضاقَ الفَضاءُ بِجَيشِهِ
حَتّى ثَوى فَحَواهُ لَحدٌ ضَيِّقُ

خُرسٌ إِذا نودوا كَأَن لَم يَعلَموا
أَنَّ الكَلامَ لَهُم حَلالٌ مُطلَقُ


المتنبي

الحمدان
10-11-2022, 10:36 PM
‏على مثلِ ليلى يقتُلُ المرءُ نفسَهُ
وإن كنتُ من ليلى على اليأسِ طاوِيا

خليليّ إن ضَنُّوا بليلى فَقَرّبا
لي النعشَ والأكفانَ واستَغفِرا لِيا

وإن مِتّ من داءِ الصبابَةِ أبلِغا
شبيهةَ ضوءِ الشمسِ منّي سَلامِيا


مجنون ليلى

الحمدان
10-12-2022, 02:10 AM
‏ماذا يضيفُ إلى مديحكَ شاعرٌ؟
إنْ كان مَدحك قالهُ ربُّ الورى!

واللهِ لو أنفقتُ شِعريَ كلّهُ
في مدحِ خُـلْقٍ للنبيِّ لَقصَّرا

الحمدان
10-12-2022, 03:44 PM
ألِمّا على الربعِ القديمِ بعَسعَسا
كأنّي أنادي أو أكلّمُ أخرَسا

فلو أنّ أهلَ الدار فيها كعهدِنا
وجدتُ مَقيلًا عندهم ومُعَرّسا

فلا تنكروني إنّني أنا ذاكُمُ
لياليَ حلّ الحيُّ غَولًا فألعَسا

فإمّا تَرَيني لا أُغمّضُ ساعةً
من الليل إلّا أن أُكِبَّ فأنعَسا


امرؤ القيس

الحمدان
10-12-2022, 04:55 PM
حَوَيتَ بكُلّي كُلَّ كُلِّكَ يا قُدسي
تُكاشِفُني حَتى كَأَنَّكَ في نَفسي

أَقلِبُ قَلبي في سِواكَ ولاأَرى
سِوى وَحشَتي مِنهُ وَأَنتَ بِهِ أُنسي

فَها أَنا في حَبسِ الحَياةِ مُمَنَّعٌ
مِنَ الأُنسِ فَاِقبِضني إِلَيكَ مِنَ الحَبسِ


الحلاج

الحمدان
10-12-2022, 04:56 PM
مَن سارَروهُ فَأَبدى كُلَّ ما سَتَروا
وَلَم يُراعِ اِتِصالاً كانَ غَشّاشا

إِذا النُفوسُ أَذاعَت سِرَّ ما عَلِمَت
فَكُلُّ ما حَمَلَت مِن عَقلِها حاشا

مَن لَم يَصُن سِرَّ مَولاهُ وَسَيِّدَهُ
لَم يَأَمَنوهُ عَلى الأَسرارِ ما عاشا

وَعاقَبوهُ عَلى ماكَن مِن زَلَلٍ
وَأَبدَلوهُ مَكانَ الأُنسِ إيحاشا

وَجانَبوهُ فَلَم يُصلِح لِقُربِهِم
لَمّا رَأَوهُ عَلى الأَسرارِ نَبّاشا

مَن أَطلَعوهُ عَلى سِرٍّ فَنَمَّ بِهِ
فَذاكَ مِثلِيَ بَينَ الناسَ قَد طاشا

هُم أَهلُ سِرٍّ وَلِلأَسرارِ قَد خُلِقوا
لا يَصبِرونَ عَلى مَن كانَ فَحّاشا

لا يَقبَلونَ مُذيعاً في مَجالِسِهِم
وَلا يُحِبّونَ سَتراً كانَ وَشواشا

لا يَصطَفونَ مُذيعاً في مَجالِسِهِم
حاشا جَلالُهُم مِن ذَلِكُم حاشا

فَكُن لَهُم وَبِهِم في كُلِّ نائِبَةٍ
إِلَيهِم ما بَقى ذا الدَهرُ هَشّاشا



الحلاج

الحمدان
10-12-2022, 04:56 PM
يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا
لَم يَزِدني الوِردُ إلا عَطشا

لي حَبيبٌ حُبُّهُ وَسطَ الحَشا
إِن يَشَأ يَمشي عَلى خَدّي مَشى

روحُهُ روحي وَروحي روحُهُ
إِن يَشَأ شِئتُ وَإِن شِئتُ يَشا


الحلاج

الحمدان
10-12-2022, 11:37 PM
وَرَدَ العُفاةُ المُعطَشون فَأَصدَروا
رِيّاً فَطابَ لَهُم لَدَيكَ المَكرَعُ

وَوَرَدتُ حَوضَكَ ظامِئاً مُتَدَفِّقاً
فَرَدَدتَ دَلوي شَنُّها يَتَقَعقَعُ

وَأَراكَ تُمطِرُ جانِباً مِن جانِبٍ
وَفَناءُ أَرضي مِن سَمائِكَ بَلقَعُ

أَبِحُسنِ مَنزِلَتي تُؤخِرُ حاجَتي
أَم لَيسَ عِندَكَ لي لِخَيرٍ مَطمَعُ



الفراهيدي

الحمدان
10-12-2022, 11:38 PM
وَأَفضَلُ قَسمِ اللَّهِ لِلمَرءِ عَقلُهُ
فلَيسَ مِنَ الخَيراتِ شَيءٌ يُقارِبُه

إِذا أَكمَلَ الرَّحمنُ لِلمَرءِ عَقلَهُ
فَقَد كَمُلَت أَخلاقُهُ وَضَرائِبُه

يَعيشُ الفَتَى بِالعَقلِ في الناسِ إنَّهُ
على العَقلِ يَجري عِلمُهُ وتَجارِبُه

وَمَن كانَ غَلاباً بِعَقلٍ وَنجدَةٍ
فَذو الجَدِّ في أَمرِ المَعيشَةِ غَالِبُه

يَزينُ الفَتَى في النَّاسِ صِحَّةُ عَقلِهِ
وَإِن كانَ مَحظُوراً عَلَيهِ مَكاسِبُه

ويُزرِي بِهِ في الناسِ قِلَّةُ عَقلِهِ
وإِن كَرُمَت أَعراقُهُ وَمَناسِبُه



الفراهيدي

الحمدان
10-12-2022, 11:38 PM
العِلُم يُذكي عُقولاً حينَ يَصحَبُها
وَقَد يَزيدُها طولُ التَجاريبِ

وَذو التَأَدُّبِ في الجُهّالِ مُغتَرِبٌ
يَرى وَيَسمَعُ أَلوانَ الأَعاجيبِ


الفراهيدي

الحمدان
10-12-2022, 11:39 PM
يَقولونَ لي دارُ الأَحِبَّةِ قَد دَنَت
وأَنتَ كَئيبٌ إِنَّ ذا لَعَجيبُ

فَقُلتُ وَما تُغني الدِيّارُ وَقُربُها
إِذا لَم يَكُن بَينَ القُلوبِ قَريبُ


الفراهيدي .. العصر العباسي

الحمدان
10-13-2022, 06:39 PM
لَعَمرُ أَبيكَ وَالأَنباءُ تُنمى
لَنِعمَ الجارُ أُختُ بَني عُوارا

مِن الحَفَراتِ لَم تَفضَح أَباها
وَلَم تَرفَع لِإِخَوتِها شَنارا

كَأَنَّ مَجامِعَ الأَردافِ مِنها
نَقىً دَرَجَت عَلَيهِ الريحُ هارا

يَعافُ وِصالَ ذاتِ البَذلِ قَلبي
وَيَتَّبِعُ المُمَنَّعَةَ النوارا

وَما عَجِزَت فَكيهَةُ يَومَ قامَت
بِنَصلِ السَيفِ وَاِستَلَبوا الخِمارا


السليك بن السلكة.. العصر الجاهلي

الحمدان
10-13-2022, 06:39 PM
كَأَنَّ قَوائِمَ النَحامِ لَمّا
تَحَمَّلَ صُحبَتي أُصُلاً مَحارُ

عَلى قَرماءَ عاليَةٌ شَواهُ
كَأَنَّ بَياضَ غُرَّتِهِ خِمَارُ

وَما يُدريكَ ما فَقري إِلَيهِ
إِذا مَا القَومُ وَلَّوا أَو أَغاروا

وَيُحضِرُ فَوقَ جُهدِ الحُضرِ نَصّاً
يَصيدُكَ قافِلاً وَالمُخُّ رارُ


السليك بن السلكة

الحمدان
10-13-2022, 06:40 PM
وَعاشيَةٍ راحَت بِطاناً ذَعَرتُها
بِسَوطِ قَتيلٍ وَسطُها يَتَسَيَّفُ

كَأَنَّ عَلَيهِ لَونَ بُردٍ مُحَبَّرٍ
إِذا ما أَتاهُ صارِمٌ يَتَلَهَّفُ

فَباتَ لَهُ أَهلٌ خَلاءٌ فِناؤُهُم
وَمَرَّت بِهِم طَيرٌ فَلَم يَتَعَيَّفوا

وَباتوا يَظُنُّونَ الظُنونَ وَصُحبَتي
إِذا ما عَلَوا نَشزاً أَهَلّوا وَأَوجَفوا

وَما نِلتُها حَتّى تَصَعلَكتُ حِقبَةً
وَكِدتُ لأَِسبابِ المَنيَّةِ أُعرَفُ

وَحَتّى رَأَيتُ الجُوعَ بِالصَيفِ ضَرَّني
إِذا قُمتُ تَغشاني ظِلالٌ فَأُسدِفُ


السليك بن السلكة

الحمدان
10-13-2022, 06:40 PM
أَلا عَتَبَت عَلَيَّ فَصارَمَتني
وَأَعجَبَها ذَوو اللِّمَمِ الطِوالِ

فَإِنّي يا اِبنَةَ الأَقوامِ أُربي
عَلى فِعلِ الوَضيِّ مِنَ الرِجالِ

فَلا تَصِلي بِصُعلوكٍ نَؤومٍ
إِذا أَمسى يُعَدُّ مِنَ العيَالِ

وَلَكِن كُلُّ صُعلوكٍ ضَروبٍ
بِنَصلِ السَيفِ هاماتِ الرِجالِ

أَشابَ الرَأسَ أَنّي كُلَّ يَومٍ
أَرى لي خَالَةً وَسطَ الرِجالِ

يَشُقُّ عَلَيَّ أَن يَلقَينَ ضَيماً
وَيَعجِزُ عَن تَخَلُّصِهِنَّ مالي


السليك بن السلكة

الحمدان
10-13-2022, 06:41 PM
تُحَذِّرُني كَي أَحذَرَ العامَ خَثعَما
وَقَد عَلِمت أَنّي اِمرؤٌ غَيرُ مُسلَمِ

وَما خَثعَمُ إِلاّ لِئامٌ أَذِلَّةٌ
إِلى الذُلِّ وَالإِسحاقِ تَنمى وتَنتَمي


السليك بن السلكة

الحمدان
10-13-2022, 07:01 PM
سأترك ماءكـــــم من غيـــــــر ورد
وذاك لـــكثرة الــــــــــوراد فــــــيه

إذا سقط الذبـــاب على طعــام
رفعت يدي ونفسي تشتــــــهيه

وتجتنب الأســــود ورود مـــاء
إذا كان الكــــــــلاب ولغن فيــه

إذا شرب الأســد من خلف كلب
فذاك الأســـــــد لا خيــر فـيـــه

ويرتجع الكـريم خميص بطـــن
ولا يرضـــى مساهمة السفيــه



الشافعي رحمه الله

الحمدان
10-13-2022, 08:04 PM
لا يحْمِلُ الحِقْدَ مَنْ تَعْلُو بِهِ الرُّتَبُ
ولا ينالُ العلى من طبعهُ الغضبُ

ومن يكنْ عبد قومٍ لا يخالفهمْ
إذا جفوهُ ويسترضى إذا عتبوا

قدْ كُنْتُ فِيما مَضَى أَرْعَى جِمَالَهُمُ
واليَوْمَ أَحْمي حِمَاهُمْ كلَّما نُكِبُوا

لله دَرُّ بَني عَبْسٍ لَقَدْ نَسَلُوا
منَ الأكارمِ ما قد تنسلُ العربُ

لئنْ يعيبوا سوادي فهوَ لي نسبٌ
يَوْمَ النِّزَالِ إذا مَا فَاتَني النَسبُ

إِن كُنتَ تَعلَمُ يا نُعمانُ أَنَّ يَدي
قَصيرَةٌ عَنكَ فَالأَيّامُ تَنقَلِبُ

اليَومَ تَعلَمُ يا نُعمانُ أَيَّ فَتىً
يَلقى أَخاكَ الَّذي قَد غَرَّهُ العُصَبُ

إِنَّ الأَفاعي وَإِن لانَت مَلامِسُها
عِندَ التَقَلُّبِ في أَنيابِها العَطَبُ

فَتًى يَخُوضُ غِمَارَ الحرْبِ مُبْتَسِماً
وَيَنْثَنِي وَسِنَانُ الرُّمْحِ مُخْتَضِبُ

إنْ سلَّ صارمهُ سالتَ مضاربهُ
وأَشْرَقَ الجَوُّ وانْشَقَّتْ لَهُ الحُجُبُ

والخَيْلُ تَشْهَدُ لي أَنِّي أُكَفْكِفُهَا
والطّعن مثلُ شرارِ النَّار يلتهبُ

إذا التقيتُ الأعادي يومَ معركة
ٍ تَركْتُ جَمْعَهُمُ المَغْرُور يُنْتَهَبُ

لي النفوسُ وللطّيرِاللحومُ ولل
وحْشِ العِظَامُ وَلِلخَيَّالَةِ السَّلَبُ

لا أبعدَ الله عن عيني غطارفة ً
إنْساً إذَا نَزَلُوا جِنَّا إذَا رَكِبُوا

أسودُ غابٍ ولكنْ لا نيوبَ لهم
إلاَّ الأَسِنَّة ُ والهِنْدِيَّة ُ القُضْبُ

تعدو بهمْ أعوجيِّاتٌ مضَّمرةٌ
مِثْلُ السَّرَاحِينِ في أعناقها القَببُ

ما زلْتُ ألقى صُدُورَ الخَيْلِ منْدَفِقاً
بالطَّعن حتى يضجَّ السَّرجُ واللَّببُ

فالعمي لو كانَ في أجفانهمْ نظروا
والخُرْسُ لوْ كَانَ في أَفْوَاهِهمْ خَطَبُوا

والنَّقْعُ يَوْمَ طِرَادِ الخَيْل يشْهَدُ لي
والضَّرْبُ والطَّعْنُ والأَقْلامُ والكُتُبُ



عنتره بن شداد

الحمدان
10-14-2022, 12:14 AM
أَرَقٌ عَلى أَرَقٍ وَمِثلِيَ يَأرَقُ
وَجَوىً*يَزيدُ*وَعَبرَةٌ*تَتَرَقرَقُ

جُهدُ الصَبابَةِ أَن تَكونَ كَما أَرى
عَينٌ مُسَهَّدَةٌ وَقَلبٌ يَخفِقُ

ما لاحَ بَرقٌ أَو تَرَنَّمَ طائِرٌ
إِلّا اِنثَنَيتُ وَلي فُؤادٌ شَيِّقُ

جَرَّبتُ مِن نارِ الهَوى ما تَنطَفي
نارُ*الغَضى*وَتَكِلُّ عَمّا تُحرِقُ

وَعَذَلتُ أَهلَ العِشقِ حَتّى ذُقتُهُ
فَعَجِبتُ كَيفَ يَموتُ مَن لا يَعشَقُ

وَعَذَرتُهُم وَعَرَفتُ ذَنبِيَ أَنَّني
عَيَّرتُهُم فَلَقيتُ فيهِ ما لَقوا

أَبَني أَبينا نَحنُ أَهلُ مَنازِلٍ
أَبَداً غُرابُ البَينِ فيها يَنعَقُ

نَبكي عَلى الدُنيا وَما مِن مَعشَرٍ
جَمَعَتهُمُ الدُنيا فَلَم يَتَفَرَّقوا

أَينَ الأَكاسِرَةُ الجَبابِرَةُ الأُلى
كَنَزوا الكُنوزَ فَما بَقينَ وَلا بَقوا

مِن كُلِّ مَن ضاقَ الفَضاءُ بِجَيشِهِ
حَتّى*ثَوى*فَحَواهُ لَحدٌ ضَيِّقُ

خُرسٌ إِذا نودوا كَأَن لَم يَعلَموا
أَنَّ الكَلامَ لَهُم حَلالٌ مُطلَقُ

المتنبي

الحمدان
10-14-2022, 07:40 PM
يعاف وصالَ ذات البذل قلبي
ويَتّبِعُ المُمَنَّعةَ النوارا

مِن الخَفِرات لم تفضح أباها
ولم ترفعْ لإخوتها شَنارا


السُّلَيْك بن السُّلَكَة

الحمدان
10-15-2022, 05:55 PM
كَذَبتَ وَمَن يَكذِب فَإِنَّ جَزاءهُ
إِذا ما أَتى بِالصِدقِ أَلا يُصَدَّقا

إِذا عُرِفَ الكَذّابُ بِالكِذبِ لَم يَكُن
لَدى الناسِ ذا صِدقٍ وَإِن كانَ صادِقا

وَمِن آفَةِ الكَذّابِ نِسيانُ كِذبِه
وَتَلقاهُ ذا حِفظٍ إِذا كانَ حاذِقا



محمود الوراق

الحمدان
10-15-2022, 05:55 PM
أَعارَكَ مالَهُ لِتَقومَ فيهِ
بِطاعَتِهِ وَتَقضِيَ فَضلَ حَقِّه

فَلَم تَشكُرهُ نِعمَته وَلَكِن
قَويتَ عَلى مَعاصيهِ بِرِزقِه

تُجاهِرُهُ بِها عَوداً وَبَدءاً
وَتَستَخفي بِها مِن شَرِّ خَلقِه



محمود الوراق

الحمدان
10-15-2022, 05:55 PM
مُروءةُ مُعسِرٍ عَفٍّ قَنوع
يُقَدِّرُ في مَعيشَتِهِ وَيُمسِك

تَزيدُ عَلى مُروءةِ كُلِّ مُثرٍ
يَروحُ وَيَغتَدي جَمَّ التَمَلُّك

وَأَكثَرُ مِن سَخائِكَ بِالعَطايا
سَخاءُ النَفسِ عَمّا لَيسَ تَملِك



محمود الوراق

الحمدان
10-15-2022, 05:56 PM
يا رَبِّ كُن لي وَلِيّاً
بِالحِفظِ حَتّى أُطيعَك

فَإِن ذَمَمتَ صَنيعي
فَقَد حَمَدتُ صَنيعَك

أَو كُنتُ أعصيكَ إِنّي
أُحِبُّ فيكَ مُطيعَك


محمود الوراق

الحمدان
10-15-2022, 05:56 PM
لا تَسأَلَنَّ المَرءَ عَمّا عِندَه
وَاِستَملِ ما في قَلبِهِ مِن قَلبِكا

إِن كانَ بُغضاً كانَ عِندَك مِثلُهُ
أَو كانَ حُبّاً فازَ مِنكَ بِحُبِّكا


محمود الوراق

الحمدان
10-15-2022, 05:57 PM
لا تَلتَمِس مِن مَساوي الناس ما سَتَروا
فَيهتِكَ اللَهُ سَتراً عَن مَساويكا

وَاِذكُر مَحاسِنَ ما فيهِم إِذا ذُكِروا
وَلا تَعِب أَحَداً مِنهُم بِما فيكا

وَاِستَغنِ بِاللَهِ عَن كُلِّ فانٍ بِه
غِنىً لِكُلّ وثق بِاللَهِ يَكفيكا


محمود الوراق .. العصر العباسي

الحمدان
10-16-2022, 02:22 AM
أَخو البِشرِ مَحمودٌ عَلى كُلِّ حالَةٍ
وَلَن يَعدَمَ البَغضاءَ مَن كانَ عابِسا

وَيُسرِعُ بُخلُ المَرء في هتكِ عِرضِهِ
وَلَم أَرَ مِثلَ الجودِ لِلعِرضِ حارِسا


محمود الوراق

الحمدان
10-16-2022, 02:23 AM
قَد قُلتُ لَمّا قالَ لي قائِلٌ
قَد صارَ بُقراطُ إِلى رَمسِهِ

فَأَينَ ما دَوَّنَ مِن كُتبِهِ
وَجَمعُهُ الأَحجارَ مَع جَسِّهِ

لَم يُغنِهِ إِذ حُمَّ مِقدارُهُ
وَلَم يُساوِ العُشرَ مِن فلسِهِ

هَيهاتَ لا يَدفَعُ عَن غَيرِهِ
مَن كانَ لا يَدفَعُ عَن نَفسِهِ


محمود الوراق

الحمدان
10-16-2022, 02:23 AM
لَمّا طَوَتكَ الأَربَعون
وَآنَ لِلعُمرِ اِنقِراضُ

جادَ الشَبابُ بِنَفسِهِ
وَبَدا بِعارِضِكَ البَياضُ

فَمتى أَطَفتَ بِلَذَّةٍ
فَلِعارِضٍ فيها اِعتِراضُ

سُقياً لِأَيّامٍ مَضَت
وَكَأَنَّ أَوجُهَها الرِياضُ

أَيّامَ يَدعونا الهَوى
وَتَقودُنا الحدقُ المِراضُ


محمود الوراق

الحمدان
10-16-2022, 02:23 AM
أَإِن فاتَ ما كُنتَ أَمَّلتَهُ
جَزِعتَ وَماذا يَرُدُّ الجَزَع

فَفَوِّض إِلى اللَهِ كُلَّ الأُمورِ
فَلَيسَ يَكونُ سِوى ما صَنَع

وَلا يَخدَعَنَّكَ صَرفُ الزَمان
فَإِنَّ الزَمانَ كَثيرُ الخُدَع



محمود الوراق

الحمدان
10-16-2022, 02:24 AM
أَلا رُبَّ ذي أَمَلٍ كاذِبٍ
بَعيدُ الرَجاءِ قَوِيُّ الطَمَع

تَمَنّى البَقاء تَمادى بِهِ
أَجابَ القَضاءُ فَماذا صَنَع

تَجَرَّدَ أَكثَرُ جُثمانِه
وَفَرّق ما كانَ مِنهُ جُمِع

وَدَلَّ المَشيبُ عَلى رَأسِهِ
وَأَعقَبَ مِن بَعدِ شَيبِ صَلَع

وَقَوَّسَ مَتنَيهِ بَعدَ اِعتِدالِ
وَأَثبَتَ في الرِجلِ مِنهُ الظَلَع

فَمَن ذا يُسَرُّ بِطولِ البَقاء
إِذا كانَ يُبدِعُ هَذي البِدَع



محمود الوراق

الحمدان
10-16-2022, 02:24 AM
حَدَّثتُ بِاليَأسِ عَنكَ النَفسُ فَاِنصَرَفَت
وَاليَأسُ أَحمدُ مَرجُوٍّ مِنَ الطَمَعِ

فَكُن عَلى ثِقَةٍ أَنّي عَلى ثِقَةٍ
أَلا أُعَلِّلَ نَفسي مِنكَ بِالخُدَعِ

مَحَوتُ ذِكرَكَ مِن قَلبي وَمِن أُذني
وَمِن لِساني فَصِل إِن شِئتَ أَو فَدَعِ

إِنَّ الَّذي بِبِلادِ الصينِ أَقرَبُ لي
وَساءَ مُنتَجَعاً لَو رُمت مُنتَجَعي

إِذا تَباعَدَ قَلبي عَنكَ مُنصَرِفاً
فَلَيسَ يُدنيكَ مِنّي أَن تَكونَ مَعي



محمود الوراق

الحمدان
10-16-2022, 02:24 AM
كَفَلت لِطالِبِ الدُنيا بِهَمٍّ
طَويلٍ لا يَؤولُ إِلى اِنقِطاعِ

وَذُلٍّ في الحَياةِ بِغَيرِ عِزٍّ
وَفَقرٍ لا يَدُلُّ عَلى اِتِّساعِ

وَشُغلٍ لَيسَ يَعقُبُهُ فَراغ
وَسَعيٍ دائِمٍ مَع كُلِّ ساعِ

وَحِرصٍ لا يَزالُ عَلَيهِ عَبداً
وَعَبدُ الحِرصِ لَيسَ بِذي اِرتِفاعِ



محمود الوراق

الحمدان
10-16-2022, 02:25 AM
يا رُبَّ مالٍ لِغَيرِ مَن جَمَعَه
وَرُبَّ زَرعٍ لِغَيرِ مَن زَرَعَه

لَيسَ مَعَ البُخل لِلبَخيلِ غِنىً
وَلا مَعَ الحِرصِ لِلحَريصِ دَعَه

فَكُن مَعَ القَصدِ حَيثُ مالَ بِكَ ال
عَقلُ إِلى القَصدِ فَالسَدادُ مَعَه

مَن صادَفَ الدَهرُ في تَصَرُّفِهِ
وَرامَ لِلجَهلِ خُدعَةً خَدَعَه



محمود الوراق

الحمدان
10-16-2022, 07:13 AM
إزاء الغيم تنهمرُ الحروفُ
لها نغَمٌ يحسُّ به الشّغوفُ

يرى فيها غصوناً باسقاتٍ
على أطرافها تدنو القطوفُ

فإنْ لبثَتْ مقاليدُ المعاني
مسطّرةً تنوءُ بها الرّفوفُ

فتحنا في صميم العلمِ باباً
فقال الدّهرُ: قد جاز الوقوفُ


د . سعاد الصباح

الحمدان
10-17-2022, 05:51 AM
شكا بعض الملوك تنقيب العوام عن أسرار الملوك فقال :

ما يريدُ الناسُ منا
ما ينامُ الناسُ عنَّا

لو سكنَّا باطنَ الأرضِ
لكانوا حيث كنَّا

إنما همُّهمُ أن
ينشروا ما قد دفنَّا

الحمدان
10-17-2022, 06:02 AM
سيرحلُ الحُزنُ والبُشرى ستعقُبهُ
ويُمنَحُ القلبُ يوماً ما تمنّاهُ

ما دامَ لي خالقٌ باللُّطفِ يغمُرُني
فما الذي بعد لُطفِ اللهِ أخشاهُ؟!

الحمدان
10-18-2022, 09:45 PM
يا جــار بيــت الله مــالك جـــافي
ونــداء ربك ليس عــنك بخـافـي

غــذاك من نــعم فـــأنت خــدينها
وحباك جســما طــافح الأعطاف

في صحــة تحـيا وغــيرك مدنف
وإذا مرضـت فـإن ربــك شـافي

يدعوك في الخمس الفروض فلاتجب
تــعصـى وأنت منـعم متعـافـي

وإلى المساجد سار من في جسمه
ســقمٌ وأقــبل راعــش الأطـراف

وأتى إليــها مــن بـــه شيــخوخـة
وبقيت في صــمم الغـواية غافي

وبقيت تســمع في منـامـك أنها
قــامت وتمــكث في وثـير لحاف

أو ما سمعت وعيد ربك صادق
ونهـلت من نبع الكتاب الصافي

هـــو آمـــر بأدائها ومحــذرا
في مريم وبســـورة الأعراف

أو ما علمت بأن موتـك قد دنا
فــتكون محمولا على الأكتاف

أو ما حسبت حساب قـبر مظـلم
في مهمه وعليه يــذروا السافي

وبــه شجــاع أقــرعٌ مـتربـصٌ
بجــريــرة الفعل القبيح يكـافي

فالــموت محـتـوم وكل ورده
آت رعــاع الأرض كـالأشــراف

سل عنه عادا والأولى قد شـيدوا
دنــياهــم مـن جملة الأســـلاف

نحتوا الجبال وقد بنـوا أهرامهم
أجسادهم كالنخل والصفـصافِ

ماتوا جميـعا أصبحوا أثـرا بلا
عين ويـأتي الـدور للأخـلاف

أتـــراك غـرتك الدنية لم تكـن
تدري بمــا يطلبك من أحـتـاف

ستجـيء في يـوم التغابن عـاريا
عطشان في كرب القيامة حافي

فــأجب نــداء الله قبل منـيــة
تأتــيك والقدر الأكيـد يوافـي

فالـناس دون هداية شيطانـهم
فيهم كـذئب فـي قـطـيع خـراف

بحر الحياة شــديــدة أمواجــه
وعبـادة الإنـسان كـالمـجـدافِ

هـاذي نـصيحة مشـفق في قـلبه
خـوف عليك يصوغ منه قوافي

ويخــاف في يــوم المعــاد تـلومه
وتـقول لم تحـرص على إنصافي

وتركتني في الــغي دون نصيـحة
ســاهمت في عطبي وفي إتـلافي

ها قد محضتك كل نصحي ياأخي
حرصــا عـليك أليس ذاك بكافي

أرجــو لقلبك أن يذوق هدايـة
مـن فضل ربك سـابغ الألطاف

يارب رد إلى الهدى من غرهم
كيد الغرور وأنجهم يـا كـافي



حسين أحمد النجمي

الحمدان
10-18-2022, 11:26 PM
لو أمطرتْ ذهباً منْ بعدِ ما ذهبا

لا شيء يعدلُ في هذا الوجودِ أبا

مازلتُ في حِجرِهِ طفلاً يُلاعبني

تزدادُ بَسمتُهُ لي كلما تَعِبا

لم يَحنِ ظهرَ أبي ما كانَ يَحمِلُهُ

لكنْ ليحملني منْ أجليَ انحدبا

وكنتُ أحجبُ عن نفسي مطالبها

فكانَ يكشفُ عما أشتهي الحُجُبا

أغفو وأمنيتي سرٌّ ينامُ معي

أصحو، وإذ بأبي ما رُمتُ قد جَلبا

كفاهُ غيمٌ وما غيمٌ ككفِّ أبي

لم أطلبِ الغيثَ إلا منهما انسكبا

ياليتني الأرضُ تمشي فوقها فأرى

من تحتِ نعلكَ أني أبلغُ الشُهبا

مهما كتبتُ بهِ شعراً فإنَّ أبي في

القدرِ فوقَ الذي في الشعرِ قد كُتبا

يامنْ لديكَ أبٌ أهملتَ طاعتهُ

لا تنتظر طاعةً إنْ صِرتَ أنتَ أبا

فالبرُّ قرضٌ إذا أقرضتهُ لأبٍ

يُوفيكَهُ ولدٌ والبرُّ ما ذهبا

لا تنتظر موتهُ، صِلْ في الحياةِ أباً

لا ينفعُ الدمعُ فوقَ القبرِ إنْ سُكِبا

الحمدان
10-18-2022, 11:27 PM
فما زلتُ أبغي الحبَّ حتَّى وجدتُه
فلما أردتُ القُربَ كان التمنُّعُ

فلم يبقَ لي عن ذلك الحبِّ مهرَبٌ
ولم يَبقَ لي في ذلك القُربِ مَطمَعُ

كأني في جوِّ الصبابةِ ريشةٌ
بأيدي السوافي مالها الدهرُ مَوقِعُ

كأني في بحر الهُيام سفينةٌ
أحاطَ بها مَوجُ الردى المُتَدَفِّع

كأني في بيداءَ دهماءَ مَجهَلٌ
تضلُّ رُخاءٌ في دُجاها وزَعزَعُ

فلا أنا فيها واجدٌ من يَدُلُّني
ولا نجمها يبدو ولا البرقُ يَلمُع


المنفلوطي

الحمدان
10-19-2022, 12:48 AM
قالَت لَقيتَ الَّذي لَم يَلقَهُ أَحَدٌ
قُلتُ الدَليلُ عَلى ذاكَ الَّذي أَجِدُ

أودَعتني سَقماً لا أَستَقِلُّ بِهِ
فَلَيسَ يَنفَدُ حَتّى يَنفَدَ الأَبَدُ


احمد بن طيفور .. العصر العباسي

الحمدان
10-19-2022, 12:49 AM
لا تَدفَع الباهِلِيَّ عَن حَسَبِه
دَعهُ وَما يَدَّعيهِ مِن نَسَبِه

سَلِّم لِدَعواهُ باهِلِيَّتهُ
لَعَلَّهُ أَن يلجّ في كَذِبِه

إِنَّكَ إِن تَبغِهِ فَما أَحَدٌ
أَلأَمَ مِن قَومِه وَلا حَسَبِه

فَإِن طَغا أَو زَها عَلَيكَ بِما
صَحَّ لَهُ في اللِئامِ مِن عَرَبِه

فَاِرفَع حَواشي إِزارِهِ تَرَ ما
يَلوحُ مِن وَسمِهِ عَلى ذَنَبِه


أحمد بن طيفور

الحمدان
10-19-2022, 12:49 AM
ما لي أُقَرِّبُ مِنكَ نَفسي جاهِداً
وَأَراكَ مِنّي جاهِداً تَتَباعَدُ

قَدَّمتَ دونَ أَخيكَ مَن هُوَ دونَهُ
وَعَنِدتَ عنهُ وَهوَ مِنكَ يُعانِدُ

أَيأَستَني بَعدَ الرَجاءِ فَمَن ترى
يَرجوكَ بَعدي أَو عَلَيكَ يُحاسِدُ

أَم كَيفَ يَأمُلُ مِنكَ يَوماً صالِحاً
أَحَدٌ وَرَأيُكَ فِيَّ رَأيٌ فاسِدُ


أحمد بن طيفور

الحمدان
10-19-2022, 04:41 AM
يا سيف دولةِ دين اللَه دُم أبدا
وعش برغم الأعادي عيشةً رغدا

هل أذهَلَ الناسَ إلا خيمةٌ سقَطَت
من المكارِمِ حتى ألقت العمدا

خرَّت لوجهكَ نحو الأرض ساجدةً
*كما يَخِرُّ لوجهِ اللَه مَن سجَدا


المتنبي

الحمدان
10-19-2022, 04:42 AM
ما لي أُكَتِّمُ حُبًّا قَدْ بَـرَى جَسَـدي
وَتَدّعي حُبّ سَيفِ الدّوْلـةِ الأُمَـمُ

إنْ كَـانَ يَجْمَعُنَـا حُـبٌّ لِغُرّتِـهِ
فَلَيْتَ أنّـا بِقَـدْرِ الحُـبّ نَقْتَسِـمُ

قد زُرْتُهُ وَسُيُـوفُ الهِنْـدِ مُغْمَـدَةٌ
وَقـد نَظَـرْتُ إلَيْـهِ وَالسّيُـوفُ دَمُ

قد زُرْتُهُ وَسُيُـوفُ الهِنْـدِ مُغْمَـدَةٌ
وَقـد نَظَـرْتُ إلَيْـهِ وَالسّيُـوفُ دَمُ


المتنبي

الحمدان
10-19-2022, 05:24 AM
كَفى بِكَ داءً أَن تَرى المَوتَ شافِيا
وَحَسبُ المَنايا أَن يَكُنَّ أَمانِيا

تَمَنَّيتَها لَمّا تَمَنَّيتَ أَن تَرى
صَديقاً فَأَعيا أَو عَدُوّاً مُداجِيا

إِذا كُنتَ تَرضى أَن تَعيشَ بِذِلَّةٍ
فَلا تَستَعِدَّنَّ الحُسامَ اليَمانِيا

وَلا تَستَطيلَنَّ الرِماحَ لِغارَةٍ وَلا تَستَجيدَنَّ العِتاقَ المَذاكِيا

فَما يَنفَعُ الأُسدَ الحَياءُ مِنَ الطَوى
وَلا تُتَّقى حَتّى تَكونَ ضَوارِيا

حَبَبتُكَ قَلبي قَبلَ حُبِّكَ مَن نَأى
وَقَد كانَ غَدّاراً فَكُن أَنتَ وافِيا

وَأَعلَمُ أَنَّ البَينَ يُشكيكَ بَعدَهُ
فَلَستَ فُؤادي إِن رَأَيتُكَ شاكِيا

فَإِنَّ دُموعَ العَينِ غُدرٌ بِرَبِّها
إِذا كُنَّ إِثرَ الغادِرينَ جَوارِيا

إِذا الجودُ لَم يُرزَق خَلاصاً مِنَ الأَذى
فَلا الحَمدُ مَكسوباً وَلا المالُ باقِيا

وَلِلنَفسِ أَخلاقٌ تَدُلُّ عَلى الفَتى
أَكانَ سَخاءً ما أَتى أَم تَساخِيا

أَقِلَّ اِشتِياقاً أَيُّها القَلبُ رُبَّما
رَأَيتُكَ تُصفي الوُدَّ مَن لَيسَ جازِيا

خُلِقتُ أَلوفاً لَو رَحَلتُ إِلى الصِبا
لَفارَقتُ شَيبي موجَعَ القَلبِ باكِيا

وَلَكِنَّ بِالفُسطاطِ بَحراً أَزَرتُهُ
حَياتي وَنُصحي وَالهَوى وَالقَوافِيا

وَجُرداً مَدَدنا بَينَ آذانِها القَنا
فَبِتنَ خِفافاً يَتَّبِعنَ العَوالِيا

تَماشى بِأَيدٍ كُلَّما وافَتِ الصَفا
نَقَشنَ بِهِ صَدرَ البُزاةِ حَوافِيا

وَتَنظُرُ مِن سودٍ صَوادِقَ في الدُجى
يَرَينَ بَعيداتِ الشُخوصِ كَما هِيَا

وَتَنصِبُ لِلجَرسِ الخَفيِّ سَوامِعاً
يَخَلنَ مُناجاةَ الضَميرِ تَنادِيا

تُجاذِبُ فُرسانَ الصَباحِ أَعِنَّةً كَأَنَّ عَلى الأَعناقِ مِنها أَفاعِيا

بِعَزمٍ يَسيرُ الجِسمُ في السَرجِ راكِباً
بِهِ وَيَسيرُ القَلبُ في الجِسمِ ماشِيا

قَواصِدَ كافورٍ تَوارِكَ غَيرِهِ
وَمَن قَصَدَ البَحرَ اِستَقَلُّ السَواقِيا

فَجاءَت بِنا إِنسانَ عَينِ زَمانِهِ
وَخَلَّت بَياضاً خَلفَها وَمَآقِيا

نَجوزَ عَلَيها المُحسِنينَ إِلى الَّذي
نَرى عِندَهُم إِحسانَهُ وَالأَيادِيا

نَرى عِندَهُم إِحسانَهُ وَالأَيادِيا
إِلى عَصرِهِ إِلّا نُرَجّي التَلاقِيا

تَرَفَّعَ عَن عَونِ المَكارِمِ قَدرُهُ
فَما يَفعَلُ الفَعلاتِ إِلّا عَذارِيا

يُبيدُ عَداواتِ البُغاةِ بِلُطفِه
فَإِن لَم تَبِد مِنهُم أَبادَ الأَعادِيا

أَبا المِسكِ ذا الوَجهُ الَّذي كُنتُ تائِقاً
إِلَيهِ وَذا الوَقتُ الَّذي كُنتُ راجِيا

لَقيتُ المَرَورى وَالشَناخيبَ دونَهُ
وَجُبتُ هَجيراً يَترُكُ الماءَ صادِيا

أَبا كُلِّ طيبٍ لا أَبا المِسكِ وَحدَهُ
وَكُلَّ سَحابٍ لا أَخَصُّ الغَوادِيا

يَدِلُّ بِمَعنىً واحِدٍ كُلَّ فاخِرٍ
وَقَد جَمَعَ الرَحمَنُ فيكَ المَعانِيا

إِذا كَسَبَ الناسُ المَعالِيَ بِالنَدى
فَإِنَّكَ تُعطي في نَداكَ المَعالِيا

وَغَيرُ كَثيرٍ أَن يَزورَكَ راجِلٌ
فَيَرجِعَ مَلكاً لِلعِراقَينِ والِيا

فَقَد تَهَبَ الجَيشَ الَّذي جاءَ غازِياً
لِسائِلِكَ الفَردِ الَّذي جاءَ عافِيا

وَتَحتَقِرُ الدُنيا اِحتِقارَ مُجَرِّبٍ
يَرى كُلَّ ما فيها وَحاشاكَ فانِيا

وَما كُنتَ مِمَّن أَدرَكَ المُلكَ بِالمُنى
وَلَكِن بِأَيّامٍ أَشَبنَ النَواصِيا

عِداكَ تَراها في البِلادِ مَساعِياً
وَأَنتَ تَراها في السَماءِ مَراقِيا

لَبِستَ لَها كُدرَ العَجاجِ كَأَنَّما
تَرى غَيرَ صافٍ أَن تَرى الجَوَّ صافِيا

وَقُدتَ إِلَيها كُلَّ أَجرَدَ سابِحٍ
يُؤَدّيكَ غَضباناً وَيَثنِكَ راضِيا

وَمُختَرَطٍ ماضٍ يُطيعُكَ آمِراً
وَيَعصي إِذا اِستَثنَيتَ لَو كُنتَ ناهِيا

وَأَسمَرَ ذي عِشرينَ تَرضاهُ وارِداً
وَيَرضاكَ في إيرادِهِ الخَيلَ ساقِيا

كَتائِبَ ما اِنفَكَّت تَجوسُ عَمائِراً
مِنَ الأَرضِ قَد جاسَت إِلَيها فَيافِيا

غَزَوتَ بِها دورَ المُلوكِ فَباشَرَت
سَنابِكُها هاماتِهِم وَالمَغانِيا

وَأَنتَ الَّذي تَغشى الأَسِنَّةَ أَوَّلاً
وَتَأنَفَ أَن تَغشى الأَسِنَّةَ ثانِيا

إِذا الهِندُ سَوَّت بَينَ سَيفَي كَريهَةٍ
فَسَيفُكَ في كَفٍّ تُزيلُ التَساوِيا

وَمِن قَولِ سامٍ لَو رَآكَ لِنَسلِهِ
فِدى اِبنِ أَخي نَسلي وَنَفسي وَمالِيا

مَدىً بَلَّغَ الأُستاذَ أَقصاهُ رَبُّهُ
وَنَفسٌ لَهُ لَم تَرضَ إِلّا التَناهِيا

دَعَتهُ فَلَبّاها إِلى المَجدِ وَالعُلا
وَقَد خالَفَ الناسُ النُفوسَ الدَواعِيا

فَأَصبَحَ فَوقَ العالَمينَ يَرَونَهُ
وَإِن كانَ يُدنيهِ التَكَرُّمُ نائِيا

المتنبي

الحمدان
10-19-2022, 06:27 AM
إِذا كُنتَ في نِعمَةٍ فَاِرعَها
فَإِنَّ المَعاصي تُزيلُ النِعَم

وَحافِظ عَلَيها بِتَقوى الإِلَهِ
فَإِنَّ الإِلَهَ سَريعُ النِّقَم

فَإِن تَعطِ نَفسَكَ آمالَها
فَعِندَ مُناها يَحِلُّ النَدَم

فَأَينَ القُرونَ وَمَن حَولَهُم
تَفانوا جَميعاً وَرَبّي الحَكَم

وَكُن مُوسِراً شِئتَ أُو مُعسِراً
فَلا بُدَّ تَلقى بِدُنياكَ غَمّ

وَدُنياكَ بِالغَمِّ مَقرونَةٌ
فَلا يُقطَع العُمرُ إِلّا بِهَمّ

حَلاوَةُ دُنياكَ مَسمومَةٌ
فَلا تَأَكُلِ الشَهدَ إِلّا بِسُمّ

مُحامِدُ دُنياكَ مَذمومَةٌ
فَلا تَكسَب الحَمدَ إِلّا بِذَم

إِذا تَمَّ أَمرٌ بَدا نَقصُهُ
تَوَقَّ زَوالاً اِذا قيلَ تَمّ

فَكَم آمِنٍ عاشَ في نِعمَةٍ
مِما حَسَّ بِالفَقرِ حَتّى هَجَم

وَكَم قَدَرٍ دَبَّ في غَفلَةٍ
فَلَم يَشعُرِ الناسَ حَتّى هَجَم


علي بن أبي طالب رضي الله عنه

الحمدان
10-20-2022, 01:16 AM
دعُوا قلبي وما اختارَ وارتضى
فبالْقَلْبِ لا بالعين يبْصِرُ ذو اللُبِ

فما تبصر العينان في موضعِ الهوى
ولا تسمع الأذنان إلا من القلبِ

وما الحسنُ إلاّ كل حسنٍ دعا الصبا
وألف بين العشق والعاشق الصبِّ


بشار بن برد

الحمدان
10-20-2022, 01:17 AM
للّهِ نَمنمة ُ النمّام حيــنَ بَدَتْ
والوردُ ينظم والمنشورُ ينثرُ

فاشربْ هنئاً على ضوءِِ الهزارِ ضحى ً
فالطيرُ تطربُ مالا يطربُ الوترُ

وبادرِ الكأسَ من بدرٍ يطوف بها
ظبيٌ من الحُور في أَلحاظِهِ حَوَرُ

فهذهِ الراحُ والريحانُ يصحَبها
والنهرُ والزهرُ والقُمرِيُّ والقَمَرُ

محاسنٌ، وجلالِ اللهِ ما التأمتْ
إِلا تصرَّمتِ الأَحزان والفِكَرُ


عرقلة الكلبي

الحمدان
10-20-2022, 01:17 AM
دع المقادير تجري في أعنتها
ولا تبيتن إلا خالي الـبـال

ما بين طرفة عين وانتباهتها
يغير الله من حال إلى حال


الزير سالم

الحمدان
10-20-2022, 01:27 AM
كُحلٌ بِعَينَيهِ أَم ضَربٌ مِنَ الكُحلِ

وَردٌ بِخَدَّيهِ أَم صَبغٌ مِنَ الخَجَلِ

قَضيبُ بانٍ إِذا ما ماسَ مَيَّلَهُ

دَعَصٌ مِنَ الرَملِ أَو صَوتٌ مِنَ الرَمَلِ

يَفتُرُ عَن سِمطِ دُرٍّ في عَقيقِ فَمٍ

عَذبِ المَراشِفِ مَمنوعٍ مِنَ القُبَلِ

كَشَعرِهِ حَظُّ شِعري مِن مَحَبَّتِهِ

وَكيفَ تَتَّهِمُ الغُزلانَ بِالغَزَلِ

أَقسَمتُ ما رَوضَةٌ بِالنَيرَبَينِ إِذا

سَحَّت عَلَيها شُئونُ العارِضِ الهَطِلِ

شَقَّت شَقائِقَها أَيدي الرَبيعِ وَقَد

ماسَت حَدائِقَها كَالشارِبِ الثَمِلِ

يَوماً بِأَحسَنَ مِن وَردِ الخُدودِ عَلى

بانِ القُدودِ وَلا مِن نَرجِسِ المُقَلِ

وَقائِلٍ وَشُموسِ الراحِ آفِلَةٌ

فينا وَشَمسُ مُديرِ الراحِ لَم تَقِلِ

هَذا هُوَ الحُبُّ لَولا كَثرَةَ الرِقَبا

وَلَذَّةُ العَيشِ لَولا سُرعَةَ الأَجَلِ

لا تَأسَفَنَّ عَلى مالٍ فَقُلتُ لَهُ

عَلِيُّ بنُ مامينَ بَعدَ اللَهِ مُتَّكَلي

مُجاهِدَ الدينِ فَالأَديانَ قاطِبَةً

وَصارِمَ الدَولَةِ الغَرّاءِ في الدُوَلِ

مَلكٌ لَهُ الرَأيَ وَالراياتِ عالِيَةٌ

يَومَ الطِرادِ عَلى العَسّالَةِ الذُبُلِ

وَفارِسٌ بَطَلٌ لَم يَلقَ طَعنَتَهُ

عِندَ الكَريهَةِ غَيرُ الفارِسِ البَطَلِ

مازالَ في قَولِهِ بَينَ الوَرى عَمَلٌ

وَغَيرُهُ في الوَرى قَولاً بِلا عَمَلِ

يَزدادُ في أَعيُنِ الأَعداءِ مَنزِلَةً

كَأَنَّهُ قَمَرٌ في عَينِ ذي حَوَلِ

كَما يَقيسُ بِهِ الحُسّادُ أَنفُسَهُم

وَأَينَ قَعرُ الثَرى مِن قُلَّهِ الجَبَلِ

فَخرَ المَعالي عَلَوتَ الناسَ مَرتَبَةً

وَلَم تَزَل مُنعِماً بِالخَيلِ وَالخَوَلِ

كَم حَملَةٍ لَكَ في الأَعداءِ صادِقَةٍ

وَطَعنَةٍ بِأَصمِّ الكَعبِ مُعتَدِلِ

عاجَلتَهُم فَتَرَكتَ الخَيلَ خالِيَةً

مِنهُم وَقَد خُلِقَ الإِنسانُ مِن عَجَلِ

ما أَنتَ في أُمَراءِ الدَهرِ مُفتَخَرٌ

إِلّا كَفَخرِ اِبنِ عَبدِ اللَهِ في الرُسُلِ

حَوَيتَ بِالوالِدَينِ الحَمدَ حينَ أَتى

مُحَمَّدٌ وَتَرَقَبتَ العُلى بِعَلي

مَولايَ كَم مادِحٍ تُعطيهِ مُنتَحِلٍ

وَشاعِرٍ لَم تُنِلهُ غَيرَ مُنتَحِلِ

ما يَستَوي في الوَرى دُرٌّ وَمُخَشلَبٌ

وَلا يُقايَسُ بَينَ الصابِ وَالعَسَلِ

لا تَعجَبَنَّ لِقَصري عِندَ طولِهِم

فَالفَخرُ لِلَّيثِ لَيسَ الفَخرُ لِلجَمَلِ

أَنا الَّذي حَظُهُ تَحتَ الحَضيضِ وَقَد

نَظَمتُ فيكَ بِلا شِبهٍ وَلا مَثَلِ

شِعراً تَعالى عَلى الشِعرى وَجازَ عَلى

الجَوزا وَأَصبَحَ مَحمولاً عَلى الحَملِ



عرقلة الكلبي

الحمدان
10-20-2022, 01:28 AM
للّهِ نَمنمة ُ النمّام حيــنَ بَدَتْ
والوردُ ينظم والمنشورُ ينثرُ

فاشربْ هنئاً على ضوءِِ الهزارِ ضحى ً
فالطيرُ تطربُ مالا يطربُ الوترُ

وبادرِ الكأسَ من بدرٍ يطوف بها
ظبيٌ من الحُور في أَلحاظِهِ حَوَرُ

فهذهِ الراحُ والريحانُ يصحَبها
والنهرُ والزهرُ والقُمرِيُّ والقَمَرُ

محاسنٌ، وجلالِ اللهِ ما التأمتْ
إِلا تصرَّمتِ الأَحزان والفِكَرُ


عرقلة الكلبي

الحمدان
10-20-2022, 01:28 AM
دعُوا قلبي وما اختارَ وارتضى
فبالْقَلْبِ لا بالعين يبْصِرُ ذو اللُبِ

فما تبصر العينان في موضعِ الهوى
ولا تسمع الأذنان إلا من القلبِ

وما الحسنُ إلاّ كل حسنٍ دعا الصبا
وألف بين العشق والعاشق الصبِّ


بشار بن برد

الحمدان
10-20-2022, 02:50 AM
تنقل نوراً بين أصلاب سادة
فلله منه في سما الفضل نير

به أيد الطهر الخليلي فانتحت
يداه على الأصنام تغزو وتكسر

ومن أجله جيء الذبيحان بالفدى
وصين دم بين الدماء مطهر

وردت جيوش الفيل عن دار قومه
فلله نصل قبل ما سل ينصر

الحمدان
10-20-2022, 03:01 AM
متى يعلنون وفاة العرب
نزار أزف إليك الخبر ..
لقد أعلنوها وفاة العرب
وقد نشروا النعْيَ..فوق السطورِ
وبين السطورِ..وتحت السطورِ
وعبْرَ الصُوَرْ!!
وقد صدَرَ النعيُ..
بعد اجتماعٍ يضمُّ القبائلَ
جاءته حمْيَرُ تحدو مُضَرْ
وشارون يرقص بين التهاني
تَتَابُعِ من مَدَرٍ أو وَبَرْ
و"سامُ الصغيرُ"..على ثورِهِ
عظيمُ الحُبورِ..شديدُ الطَرَبُ


غازي القصيبي

الحمدان
10-20-2022, 03:02 AM
أقيما فروضَ الحزن فالوقت وقتها
لشمس ضحىً عندَ الزوال ندبتها

ولا تبخلا عني بإنفاق أدمعٍ
ملوّنة أكوى بها إن كنزتها

لغائبةٍ عني وفي القلب شخصها
كأنيَ من عيني لقلبي نقلتها

يقولون كم تجري لجاريةٍ بكىً
وما علموا النعمى التي قد فقدتها

ملكت جهاتي الست فيك محبةً
فأنت وما أخطا الذي قال ستها

إلا في سبيل الله شمس محاسنٍ
وإن لم تكن شمس النهار فأختها

تعرّفتها دهراً يسيراً فأعقبت
دوامَ الأسى يا ليتني لا عرَفتها

وقال أناسٌ إن في الدمع راحةً
وتلك لعمري راحةٌ قد نكرتها

هل الدمع إلا مقلةٌ قد أذبتها
عليكِ وإلا مهجة قد غسلتها

نصبت جفوني بعد بعدك للدجى
وأما أحاديث الكرى فرفعتها

وقال زماني هاكَ بعد تنعمٍ
كؤوس الأسى والحزن ملآى فقلت ها

بكيتك للحسن الذي قد شهدته
وللشيمِ الغرّ التي قد عهدتها

وروضة لحدٍ حلها غصنُ قامةٍ
لعمري لقد طابت وقد طاب نبتها

وحزن فلاةٍ يممته وإنما
ديارُ الظبا حزنُ الفلاة وموتها

كلانا طريحُ الجسم بالٍ فلو دَرَت
إذاً ندَبتني في الثرى من ندبتها

بروحيَ من أخفي إذا زرت قبرها
جوايَ ولو أعلمتها لعققتها

خبية حسنٍ كنت مغتبطاً بها
ولكن برغمي في التراب دفنتها

وآنسة قد كان لي لينُ عطفها
فلم يبق لي إلا نِداها ونعتها

أنادي ثرى الحسناء والترب بيننا
وعزَّ على صمتِ المتيمِ صمتها

كفى حزناً أن لا معين على الأسى
سوى أنني تحت الظلام بعثتها

وتنميق ألفاظٍ عليك رقيقة
كأنيَ من نثر الدموع نظمتها

قضيت فما في العيش بعدك لذّة
ولا في أمانٍ لو بقيتُ بلغتها

سلامٌ على الدنيا فقد رحلَ الذي
تطلبتها من أجله وأردتها




ابن تبانه المصري .. العصر المملوكي

الحمدان
10-22-2022, 07:17 AM
رأيت القناعة رأس الغنىِ
فصرت بأذيالها متمسـك ..

فلا ذا يراني علـى بابه
ولا ذا يراني به منهمك ..

فصرت غنياً بلا درهمٍ
أمر على الناس شبه الملك.


الإمام الشافعي

الحمدان
10-22-2022, 07:18 AM
وَلاَ خَيْرَ فِي وِدّ امْرِئٍ مُتَلَوّنٍ

إِذَا الريحُ مَالَتْ مَالَ حَيْثُ تَمِيلُ

وَمَا أَكْثَرَ الْإخْوَانَ حِينَ تَعُدُّهُمْ

وَلَكِنَّهُمْ فِي النَّائِبَاتِ قلِيلُ

الإمام الشافعي

الحمدان
10-22-2022, 07:18 AM
تموتُ الأُسد في الغابات جوعاً

ولحم الضأن تأكله الكلاب

وذو جهلٍ قد ينام على حرير

وذو علمٍ مفارشهُ التراب

الإمام الشافعي

الحمدان
10-22-2022, 08:11 AM
ارحل بنفسك من ارضٍ تضام بهـا
ولا تكن من فراق الأهل في حرق

فالعنبر الخام روث فـي مواطنـه
وفي التغرب محمولُ على العنـق

والكحل نوع من الأحجار تنظـره
في أرضه وهو مرمي على الطرق

لما تغرب حـاز الفضـل أجمعـه
فصار يحمل بين الجفـن والحـدق

الإمام الشافعي

الحمدان
10-22-2022, 08:12 AM
نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزمانا عيب سوانا

ونهجو ذا الزمان بغير ذنب
ولو نطق الزمان لنا هجانا

وليس الذئب يأكل لحم ذئب
ويأكل بعضنا بعضا عيانا

الإمام الشافعي

الحمدان
10-22-2022, 08:12 AM
يَعيشُ المرءُ ما استحيا بخيْرٍ
ويبقى العودُ ما بقيَ اللَّحاءُ

إذا لم تخشَ عاقبة َ الليالي
وَلَمْ تستحِ فافعَلْ ما تشاءُ


الإمام الشافعي

الحمدان
10-22-2022, 08:13 AM
أمطري لؤلؤاً جبال سرنـديب
وفيضي آبار تكرور تبـرا

أنا إن عشت لست اعدم قوتاً

وإذا مت لست اعدم قبـراً

همتـي همة الملوك ونـفسـي
نفس حر ترى المذلة كفـراً

وإذا ما قنعت بالقـوت عمري
فلماذا أزور زيـداً وعمـراً


الإمام الشافعي

الحمدان
10-23-2022, 04:51 PM
ألا غيثا مغيثا يا إلهي .....
وسحا نافعا يا ذا الجلال

هنيئا في ثناياه مريئا .....
مغيثا أو مريعا في الكمال

وأغدقه وأطبقه وجلل .....
مواقع قطره بين التلال

لتحيي بلدة ميتا تعالت .....
بها أصوات من في القحط بال

وتسقيه أناسيا كثيرا .....
وأنعام غدت دون احتمال

فصب الماء في الآكام صبا .....
وأنبت زرعنا فوق الرمال

وأحي الأرض بالخيرات دوما .....
لتلزم قطرنا مثل الظلال

وتبلغ فرحة الإمطار دورا .....
مزملة بأنات العيال

فيشحذ كل ملهوف غياثا .....
بزخات كحبات اللآلي

ألا إنا دعوناك اضطرارا .....
وأنت بدعوة المضطر والي

وإن قد رفعناها أكفا .....
فلا تردد أكفا للسؤال.

الحمدان
10-23-2022, 06:07 PM
رأيتُ نساءَ الزمانِ كثاراً
وحسبكَ واحدةٌ في الزمانْ

فإن رمتها فالتمسْ وصفها
فقد ميزتْ بصفاتٍ ثمانْ

بوجهِ الجمالِ ورأسِ الذكاءِ
وعينِ العفافِ وصدقِ اللسانْ

وقلبِ الحبِّ وصدرِ الصبورِ
ونفسِ الكمالِ ودمِّ الحنانْ

وتلكَ هي السعدُ من نالها
فقد صارَ من بيتهِ في الجنانْ

ومن لم يكنْ حسنُها هكذا
فسخريةٌ عدُّها في الحسانْ



الرَّافعي

الحمدان
10-23-2022, 10:45 PM
كَمْ خَابَ ظَنِّي بِمَن أَهدَيتُهُ ثِقتَي
فَأَجْبَرَتْنِي عَلَى هجْرَانِهِ التُّهَمُ

كَمْ صرتُ جِسْرًا لمَن أَحبَبتُهُ فَمَشَى
عَلى ضُلُوعي وَ كُم زَلَّت بهِ قَدَمُ

فَدَاسَ قَلْبي وَ كَان القَلبُ مَنزِلَهُ
فَمَا وَفَائِي لِخِلٍّ مَالَهُ قَيَمُ.


كريم العراقي

الحمدان
10-24-2022, 09:46 PM
تشاءُ أنت من البشائر قطرةً
ويشاءُ ربُك أن يُغيثك بالمطر

وتشاءُ انت من الأماني نجمةً
ويشاءُ ربُك أن يُناولك القمر

وتشاءُ انت من الحياة غنيمة
ويشاءُ ربُك أن يسوق لك الدرر

وتظلُ تسعى جاهدا في همة
والله يعطي من يشاء إذا شكر

والله يمنع إن أراد بحكمة
لابد أن ترضى بما حكم القدر

الحمدان
10-24-2022, 09:46 PM
تشاءُ أنت من البشائر قطرةً
ويشاءُ ربُك أن يُغيثك بالمطر

وتشاءُ انت من الأماني نجمةً
ويشاءُ ربُك أن يُناولك القمر

وتشاءُ انت من الحياة غنيمة
ويشاءُ ربُك أن يسوق لك الدرر

وتظلُ تسعى جاهدا في همة
والله يعطي من يشاء إذا شكر

والله يمنع إن أراد بحكمة
لابد أن ترضى بما حكم القدر

الحمدان
10-25-2022, 05:30 AM
مَرِضْنا فما عادَنا عائِدُ
ولا قِيلَ : أينَ الفَتَى الأَلْمَعي

ولا حَنَّ طرْس إلى كاتِبٍ
ولا خَفَّ لَفْظٌ على مِسْمَعِ

سَكَتْنا فعَزَّ علينا السُّكوت
وهانَ الكلامُ على المُدَّعِي


حافظ إبراهيم

الحمدان
10-25-2022, 05:33 AM
إِنَّ الشَجاعَةَ في الرِجالِ غَلاظَةٌ
ما لَم تَزِنها رَأفَةٌ وَسَخاءُ

وَالحَربُ مِن شَرَفِ الشُعوبِ فَإِن بَغَوا
فَالمَجدُ مِمّا يَدَّعونَ بَراءُ

وَالحَربُ يَبعَثُها القَوِيُّ تَجَبُّرًا
وَيَنوءُ تَحتَ بَلائِها الضُعَفاءُ


أحمد شوقي

الحمدان
10-25-2022, 06:35 AM
دَعِي عِزّةَ النّفْس ِتُنجيكِ مِنّي

فقد ماتَ بين الضلوع ِالحنينْ

لقد أنهكَ العُمرَ فَرْطُ التمنّى

وقلبُكِ فى جفوةٍ لا يلينْ

فأنَّى لقلبي أن يُسْتَرقَّ

وأنى لقلبِكِ أن يَسْتكينْ

لقد سقطَ الحبُّ من راحتيكِ

وأنتِ كما أنتِ لا تعلمينْ

الحمدان
10-25-2022, 06:37 AM
هو العزم لا ما تدعي السَّمَر والقضب

وذو الجد حتى كل ما دونه لعب

ومن أخلفته في المعالي قضية

تكفل في إنتاجها الصّارم العضب

ومن يتطلّب مصعبات مسالك

فأيسر شيء عنده المركب الصّعب

ومن لم يجد إلا ذعاف مذلّة

وروداً فموت العزّ مورده عذب

وهل يظمأ اللاوى من الذلّ جانباً

وبيض الظبا رقراقها علل سكب

إذا رمت دفع الشكّ بالعلم فاختبر

بعينك ماذا تفعل الأسد الغلب

أما والهضاب الرّاسيات ولم أقل

عظيماً، فكل دون موقفه الهضب

لئن أسلمتهم عزة النفس للردى

فما عودتهم أن يلم بهم عتب

أحبّاي لو لم تمسك القلب أضلعي

لطار أسىً من برج ذكراكم القلب

قضيتم وفي صدر الليالي وليجة

وما غيركم يستلّها، فلها هبّوا

سقاك الحيا أرض العراق ولا رقّت

جفون غوادية، وناحت بك السّحب

تضمنّت، لا ضمنت شراً لظالم

كواكب ليل الخطب إن حلك الخطب

بكيت وحيداً في رباك ولم أرد

مخافة واشٍ أن يساعدني الركب

فيا شرق حتى الحشر تربك فوقه

دليل لمن يدر ما فعل الغرب.

الحمدان
10-25-2022, 06:45 AM
وقالت النفس لما أن خلوت بها
أشكو إليها الهوى خلوا من النعم

حتام أنت على الضراء مضطجع
معرس في ديار الظُّلْم والظُلَم

وفي السرى لك لو أزمعت مرتحلا
برء من الشوق أو برء من العدم

ثم استمرت بفضل القول تنهضني
فقلت إني لأستحيي بني الحكم

الملحفين رداء الشمس مجدهم
والمنعلين الثريا أخمص القدم

ألمت بالحب حتى لو دنا أجلي
لما وجدت لطعم الموت من ألم

وذادني كرمي عمن ولهت به
ويلي من الحب أو ويلي من الكرم

تخونتني رجال طالما شكرت
عهدي وأثنت بما راعيت من ذمم

لئن وردت سهيلا غب ثالثة
لتقرعنّ علي السن من ندم

هناك لا تبتغي غير السناء يدي
ولا تخف إلى غير العلا قدمي

حتى تراني في أدنى مواكبهم
على النعامة شلالاً من النعم

ريّان من زفرات الخيل أوردها
أمواه نيطة تهوي فيه باللجم

قدام أروع من قوم وجدتهم
أرعى لحق العلا من سالف الأمم

....

الحمدان
10-25-2022, 11:55 PM
لما دعا داعي الرشاد مردِّداً
لبّوه شوقاً كالحمام صوادحا

فلهم عجيج بالبسيطة صاعد
يذكي بنار الشوق منك جوانحا

عيسى تهادى بالمحبين الألى
ركبوا من العزم المصمم جامحا

طارت بهم أشواقهم سبّاقةً
فتركن أعلام المطيّ روازحا

رفقاً بهن فهنّ خلق مثلكم
أنضاء أسفار قطعن منادحا

قد جُبن للهادي وهاداً جمّة
وسلكن نحو الأبطحيّ أباطحا




ابن الجذاب الغرناطي

الحمدان
10-25-2022, 11:56 PM
ولما أتى العيد السعيد أتيت في
ضحاه مصلاه وقد عظم الحَفلُ

على قدم المعظام للّه خاشعا
وللأرض لثم لو تحسّ به الرجلُ

فبورك من يوم أغرّ محجّل
يخفف من أصر الذنوب به حمل

أقمت صلاة العيد تهدي وتقتدي
بما سنّ مختار به شرف الرّسل

وعُدت إلى الدار الكريمة راضياً
عن اللّه مرضياً لك القول والفعل

وحولك من أنصار دين محمد
جيوش يحل النصر أينما حلّوا

تألق فيها دارع ومعمّم
تناظر حسناً منهم الخيل والرّجلُ

كماة إذا هبّت رياح اعتزامهم
أثارت سحاب النقع بالدم ينهلّ

يسلّون أرواح العِدا من جسومهم
وشيكاً إذا ماهم صوارمهم سلّوا

فمن دارع في درعه وحسامه
أشعّة نار الحرب أضرمها الصقل



ابن الجذاب الغرناطي العصر المملوكي

الحمدان
10-28-2022, 02:16 AM
جاءتْ إليَ بزينة تتبخترُ
الوجه بدر والجبين معطرُ

والعين فاتنة كأن جفونها
صدَفٌ به درُّ اللآلئ جوهرُ

قالت:سلاما؛ ثم مدت لي يدا
فمدَدْتُ كفي والخطى تتعثَّرُ

ونسيتُ أنواع التحايا كلها
وأنا البليغ وبالفصاحة أخْبَرُ

قالت: لعلك من لقائي واجِلٌ
فأجبتها: إن الجمال يوَقَّرُ

الحمدان
10-28-2022, 02:23 AM
قولوا لها أنني لا زلت أهواها
مهما يطول النَوى لا أنسى ذِكراها

هي التي علّمتني كيف أعشقـُها
هي التي سقتني شَهْدَ ريّاها

روحٌ من الله سوّاها لنا بشراً
كساها حُسناً وجمّلها وحلاّها

الحمدان
10-29-2022, 08:08 AM
الغَيمُ مِن بَينِ مَغبوقٍ وَمُصطَبَحِ
مِن ريقِ مُكتَفِلاتٍ بِالثَرى دُلُحِ

دُهمٍ إِذا ضَحِكَت في رَوضَةٍ طَفِقَت
عُيونُ نُوّارِها تَبكي مِنَ الفَرَحِ



أبو تمام

الحمدان
10-29-2022, 08:09 AM
لا خَيرَ في قُربى بِغَيرِ مَوَدَّةٍ
وَلَرُبَّ مُنتَفِعٍ بِوُدِّ أَباعِدِ

وَإِذا القَرابَةُ أَقبَلَت بِمَوَدَّةٍ
فَاِشدُد لَها كَفَّ القَبولِ بِساعِدِ


أبو تمام

الحمدان
10-29-2022, 08:09 AM
طَوَتني المَنايا يَومَ أَلهو بِلَذَّةٍ
وَقَد غابَ عَنّي أَحمَدٌ وَمُحَمَّدُ

جَزى اللَهُ أَيّامَ الفِراقِ مَلامَةً
كَما لَيسَ يَومٌ في التَفَرُّقِ يُحمَدُ

إِذا ما اِنقَضى يَومٌ بِشَوقٍ مُبَرِّحٍ
أَتى بِاِشتِياقٍ فادِحٍ بَعدَهُ غَدُ

فَلَم يُبقِ مِنّي طولُ شَوقي إِلَيهِمُ
سِوى حَسَراتٍ في الحَشى تَتَرَدَّدُ

خَليلَيَّ ما أَرتَعتُ طَرفِيَ بَهجَةً
وَما اِنبَسَطَت مِنّي إِلى لَذَّةٍ يَدُ

وَلا اِستَحدَثَت نَفسي خَليلاً مُجَدَّداً
فَيُذهِلُني عَنهُ الخَليلُ المُجَدَّدُ

وَلا حُلتُ عَن عَهدي الَّذي قَد عَهِدتُما
فَدوما عَلى العَهدِ الَّذي كُنتُ أَعهَدُ

فَإِن تَختَلوا دوني بِأُنسٍ وَلَذَّةٍ
فَإِنّي بِطولِ البَثِّ وَالشَوقِ مُفرَدُ



أبو تمام

الحمدان
10-29-2022, 09:38 PM
سَأُلزِمُ نَفسي الصَفحَ عَن كُلِّ مُذنِب
وَإِن كَثُرَت مِنهُ عَلَيَّ الجَرائِمُ

وَما الناسُ إِلّا واحِدٌ مِن ثَلاثَة
شَريفٌ وَمَشروفٌ وَمِثلي مُقاوِمُ

فَأَمّا الَّذي فَوقي فَأَعرِفُ فَضلَهُ
وَألزمُ فيهِ الحَقَّ وَالحَقُّ لازِمُ

وَأَمّا الَّذي دوني فَإِن قالَ صُنتُ عَن
مَقالَتِهِ نَفسي وَإِن لامَ لائِمُ

وَأَمّا الَّذي مِثلي فَإِن زَلَّ أَو هَفا
تَفَصَّلتُ إِنَّ الفَضلَ لِلحُرِّ حاكِمُ



محمود الوراق

الحمدان
10-29-2022, 09:39 PM
إِنّي شَكَرتُ لِظالِمي ظُلمي
وَغَفَرتُ ذاكَ لَهُ عَلى عِلمِ

وَرَأَيتُه أَسدى إِلَيَّ يَداً
لَمّا أَبانَ بِجَهلِهِ حِلمي

رَجَعَت إِساءتُهُ عَلَيهِ وَإِح
ساني فَعادَ مُضاعَفَ الجُرمِ

وَغَدَوتُ ذا أَجرٍ وَمَحمَدَة
وَغَدا بِكَسبِ الظُلمِ وَالإِثمِ

فَكَأَنَّما الإِحسانُ كانَ لَهُ
وَأَنا المُسيءُ إِلَيهِ في الحُكمِ

مازالَ يَظلِمُني وَأَرحَمُه
حَتّى بَكَيتُ لَهُ مِنَ الظُلمِ



محمود الوراق

الحمدان
10-30-2022, 05:50 AM
كانَت قُرَيشٌ بَيضَةٍ فَتَفَلَّقَت
فالمُحُّ خالِصُهُ لِعَبدِ مَنافِ

الخَالِطينَ فَقيرَهُم بِغَنِيِّهُم
وَالظاعِنينَ لِرِحلَةِ الأَصيافِ

وَالرائِشينَ وَلَيسَ يوجَدُ رائِشٌ
وَالقائِلينَ هَلُمَّ لِلأَضيافِ

عَمرو الَّذي هَشَمَ الثَريدَ لِقَومِهِ
وَرِجالُ مَكَّةَ مِسنِتونَ عِجافُ

عَمرو العُلى هشَمَ الثَريدَ لِقَومِهِ
وَرِجالُ مَكَّةَ مِسنِتونَ عِجافُ

وَهُوَ الَّذي سَنَّ الرَحيلَ لِقَومِهِ
رحلَ الشِتاءِ وَرِحلَةَ الأَصيافِ


عبدالله بن الزبعري

الحمدان
10-30-2022, 05:51 AM
يا أَيُّها الرَجُلُ المُحَوِّلِ رَحلَهُ
هَلّا نَزَلتَ بِآلِ عَبدِ مَنافِ

الآخِذونَ العَهدَ من آفاقِها
وَالراحِلونَ بِرحلَةِ الإيلافِ

وَالخالِطونَ فَقيرَهُم بِغَنِيِّهم
حَتّى يَعودَ فَقيرُهُم كَالكافي

وَالمُطعِمونَ إِذا الرياحُ تَناوحَت
وَرِجالُ مَكَّةَ مِسنِتونَ عِجافُ

وَالمُفضِلونَ إِذا الرياحُ تَناوَحَت
وَالقائِلونَ هَلُمَّ لِلأَضيافِ

هَبَلَتكَ أُمُّكَ لَو نَزَلَت بِرحلِهم
مَنَعوكَ مِن عُدمٍ وَمِن إِقرافِ

وَيُكَلِلونَ جِفانَهُم بِسَديفِهم
حَتّى تَغيبَ الشَمسُ في الرِجّافِ



عبدالله بن الزبعرى .. المخضرمون

الحمدان
10-30-2022, 05:52 AM
حَبيبي حَبيبٌ يَكتُمُ الناسَ أَنَّهُ
لَنا حينَ تَرمينا العُيونُ حَبيبُ

يُباعِدُني في المُلتَقى وَفُؤادُهُ
وَإِن هُوَ أَبدى لي البِعادَ قَريبُ

وَيُعرِضُ عَنّي وَالهَوى لي مُقبِلٌ
إِذا خافَ عَيناً أَو أَشارَ رَقيبُ

فَتَخرَسُ مِنّا أَلسُنٌ حينَ نَلتَقي
وَتَنطِقُ مِنّا أَعيُنٌ وَقُلوبُ



أحمد بن طيفور

الحمدان
10-30-2022, 05:54 AM
حَجَبتَ وَقَد يَستَسِرُّ الهِلالُ
وَيَظهَرُ مِن بَعد ما يُحجَبُ

وَقَد يُغمَدُ السَيفُ في جَفنِهِ
وَيَظهَرُ حينَ بهِ يُضرَبُ

كَذاكَ السَماءُ إِذا ما الغَما
مُ أَلبَسَها سُترَةً تَسكُبُ

وَفي الشَمسِ بُعدٌ وَأَنوارُها
إِذا طَلَعَت مَرَّةً تَقربُ


أحمد بن طيفور

الحمدان
10-30-2022, 08:49 AM
رسالةٌ ليسَ قاريها بذي مللٍ
وتُحفةٌ ليسَ شاريها بمغبونِ

تضمَّنتْ من بديعِ الشِّعرِ أحسنَهُ
نظماً فكانت كديوانِ الدواوينِ

هديَّةٌ مِن كريمٍ طابَ عُنصُرُهُ
لهُ من الله أجرٌ غيرُ ممنونِ

فيها خزائنُ تِبرٍ غيرُ مُغلَقةٍ
عن طالبيها ودُّرٌّ غيرُ مكنونِ

رَبِيبةٌ في براري القَفرِ قد نشأتْ
من أينَ جاءَت بأثمارِ البساتينِ

وَهْيَ العروسُ جلاها أهلُ باديةٍ
تزهو بوَشْمٍ كفَى عن كلِّ تزيينِ

هم صُورةُ الحُسن لا تحسينَ يدخلُها
والحُسنُ في غيرِهم يأتي بِتَحسين

والوَردُ إنْ أشبَهَ النِّسرينُ منظَرَهُ
فأينَ من ريحِ وَردٍ ريحُ نسرِينِ



ناصيف اليازجي

الحمدان
10-30-2022, 08:49 AM
وقُلتُ لها بعَشيكِ ذٌقتِ راحاً
فقد شاهدتُ في جَفنيكِ سُكرا

فولَّتْ وهيَ عابسةٌ وعادَتْ
فقالت لا وعيشِكَ لم أذُقْ را

فقلُتُ ولِمْ حذفتِ الحاءَ قالت
أخافُ العَتْبَ إن أبديتُ عُذرا

فقلتُ وهل لمثلي العَتبُ قالت
أخافُ تَشَمُّ أنفاسي فتَبْرا



ناصيف اليازجي

الحمدان
10-30-2022, 08:50 AM
ذَكَرَ النَّقا فاهتزَّ من ذِكرِ النَّقا
أتُرَى استُطِيرَ فُؤَادُهُ أم أخفقا

وتَنفَّسَ الصُّعَداء حتَّى خِلتهُ
لو كانَ بينَ أراكِهِ ما أورَقا

كلٌّ لهُ قلبٌ وقلبُ أخي الهَوَى
لَربيبِ قومٍ في هَواهُ تَعلَّقا

يَجِدُّ التَّنعُّمَ في الشَّقاءِ ويَلتظِي
غَضَباً إذا قالوا نَظُنُّكَ أحمقا

طُبِعَ الزَّمانُ على العِنادِ وأهلُهُ
طُبِعوا على أخذِ الخديعةِ مَوثِقا

إنِّي أُصدِّقُ قولَ حُرٍّ صادقٍ
لكنَّني أجِدُ التَّجاربَ أصدَقا



ناصيف اليازجي

الحمدان
10-30-2022, 08:50 AM
لقد خَطَرَتْ مخضَّبةَ البَنانِ
كأقلامٍ تَخُطُّ بأُرجُوانِ

ومَدَّتْ مِعصَماً منها نضيراً
كَفَرْعٍ نابتٍ مِن غصن بانِ

مبلبلةُ الحِلَى لبِسَتْ سِواراً
ينوبُ سكوتُهُ عن تَرجُمانِ

أرادتْ أنْ تزِينَ بهِ يديَها
لبَهْجتهِ فزانتهُ اليَدَانِ

رأيتُ لعِلَّتي منهُ طبيباً
يَجُسُّ النَّبضَ مِن أيدي الحِسانِ

تَبارَكَ مَن لهُ في كلِّ يومٍ
بدائعُ في الخَليقةِ ذاتُ شانِ

يحدِّثُ مَن رآها النَّاسَ عنها
وما خَبَرُ المُحدِّثِ كالعِيانِ



ناصيف اليازجي

الحمدان
10-30-2022, 08:51 AM
دَعِ الأيامَ تفعلُ ما ترومُ
ولا تَعبَث بهمَّتِكَ الهُمومُ

يزولُ الشَّرُّ مثلَ الخير عنَّا
فلا هذا ولا هذا يدومُ

سَوادُ اللَّيلِ يَعقُبُهُ بَياضٌ
وهُوجُ الرِّيحِ يَعقُبُها النَّسيمُ


ناصيف اليازجي

الحمدان
10-31-2022, 06:14 AM
الناس للناس مادام الوفاء بهم

والعسر واليسر أوقات وساعات

وأكرم الناس مابين الورى رجل

تُقضي على يده للناس حاجات

لا تقطعن يد المعروف عن أحد

ما دمت تقدر والأيام تارات

واذكر فضيلة صنع الله إذ جعلت

إليك لا لك عند الناس حاجات

قد مات قوم وما ماتت فضائلهم

وعاش قوم وهم في الناس أموات

الحمدان
11-01-2022, 07:18 PM
ريمٌ عَلى القاعِ بَينَ البانِ وَالعَلَمِ
أَحَلَّ سَفكَ دَمي في الأَشهُرِ الحُرُمِ

رَمى القَضاءُ بِعَينَي جُؤذَرٍ أَسَدًا
يا ساكِنَ القاعِ أَدرِك ساكِنَ الأَجَمِ

لَمّا رَنا حَدَّثَتني النَفسُ قائِلَةً
يا وَيحَ جَنبِكَ بِالسَهمِ المُصيبِ رُمي

جَحَدتُها وَكَتَمتُ السَهمَ في كَبِدي
جُرحُ الأَحِبَّةِ عِندي غَيرُ ذي أَلَمِ

رُزِقتَ أَسمَحَ ما في الناسِ مِن خُلُقٍ
إِذا رُزِقتَ اِلتِماسَ العُذرِ في الشِيَمِ

يا لائِمي في هَواهُ وَالهَوى قَدَرٌ
لَو شَفَّكَ الوَجدُ لَم تَعذِل وَلَم تَلُمِ

لَقَد أَنَلتُكَ أُذنًا غَيرَ واعِيَةٍ
وَرُبَّ مُنتَصِتٍ وَالقَلبُ في صَمَمِ

يا ناعِسَ الطَرفِ لا ذُقتَ الهَوى أَبَدًا
أَسهَرتَ مُضناكَ في حِفظِ الهَوى فَنَمِ

أَفديكَ إِلفًا وَلا آلو الخَيالَ فِدًى
أَغراكَ باِلبُخلِ مَن أَغراهُ بِالكَرَمِ

سَرى فَصادَفَ جُرحًا دامِيًا فَأَسا
وَرُبَّ فَضلٍ عَلى العُشّاقِ لِلحُلُمِ

مَنِ المَوائِسُ بانًا بِالرُبى وَقَنًا
اللاعِباتُ بِروحي السافِحاتُ دَمي

السافِراتُ كَأَمثالِ البُدورِ ضُحًى
يُغِرنَ شَمسَ الضُحى بِالحَليِ وَالعِصَمِ

القاتِلاتُ بِأَجفانٍ بِها سَقَمٌ
وَلِلمَنِيَّةِ أَسبابٌ مِنَ السَقَمِ

العاثِراتُ بِأَلبابِ الرِجالِ وَما
أُقِلنَ مِن عَثَراتِ الدَلِّ في الرَسَمِ

المُضرِماتُ خُدودًا أَسفَرَتْ وَجَلَتْ
عَن فِتنَةٍ تُسلِمُ الأَكبادَ لِلضَرَمِ

الحامِلاتُ لِواءَ الحُسنِ مُختَلِفًا
أَشكالُهُ وَهوَ فَردٌ غَيرُ مُنقَسِمِ

مِن كُلِّ بَيضاءَ أَو سَمراءَ زُيِّنَتا
لِلعَينِ وَالحُسنُ في الآرامِ كَالعُصُمِ

يُرَعنَ لِلبَصَرِ السامي وَمِن عَجَبٍ
إِذا أَشَرنَ أَسَرنَ اللَيثَ بِالعَنَمِ

وَضَعتُ خَدّي وَقَسَّمتُ الفُؤادَ رُبًى
يَرتَعنَ في كُنُسٍ مِنهُ وَفي أَكَمِ

يا بِنتَ ذي اللَبَدِ المُحَميِّ جانِبُهُ
أَلقاكِ في الغابِ أَم أَلقاكِ في الأُطُمِ

ما كُنتُ أَعلَمُ حَتّى عَنَّ مَسكَنُهُ
أَنَّ المُنى وَالمَنايا مَضرِبُ الخِيَمِ

مَن أَنبَتَ الغُصنَ مِن صَمصامَةٍ ذَكَرٍ
وَأَخرَجَ الريمَ مِن ضِرغامَةٍ قَرِمِ

بَيني وَبَينُكِ مِن سُمرِ القَنا حُجُبٌ
وَمِثلُها عِفَّةٌ عُذرِيَّةُ العِصَمِ

لَم أَغشَ مَغناكِ إِلا في غُضونِ كِرًى
مَغناكَ أَبعَدُ لِلمُشتاقِ مِن إِرَمِ

يا نَفسُ دُنياكِ تُخفى كُلَّ مُبكِيَةٍ
وَإِن بَدا لَكِ مِنها حُسنُ مُبتَسَمِ

فُضّي بِتَقواكِ فاهًا كُلَّما ضَحِكَتْ
كَما يَفُضُّ أَذى الرَقشاءِ بِالثَرَمِ

مَخطوبَةٌ مُنذُ كانَ الناسُ خاطِبَةٌ
مِن أَوَّلِ الدَهرِ لَم تُرمِل وَلَم تَئَمِ

يَفنى الزَمانُ وَيَبقى مِن إِساءَتِها
جُرحٌ بِآدَمَ يَبكي مِنهُ في الأَدَمِ

لا تَحفَلي بِجَناها أَو جِنايَتِها
المَوتُ بِالزَهرِ مِثلُ المَوتِ بِالفَحَمِ

كَم نائِمٍ لا يَراها وَهيَ ساهِرَةٌ
لَولا الأَمانِيُّ وَالأَحلامُ لَم يَنَمِ

طَورًا تَمُدُّكَ في نُعمى وَعافِيَةٍ
وَتارَةً في قَرارِ البُؤسِ وَالوَصَمِ

كَم ضَلَّلَتكَ وَمَن تُحجَب بَصيرَتُهُ
إِن يَلقَ صابا يَرِد أَو عَلقَمًا يَسُمُ

يا وَيلَتاهُ لِنَفسي راعَها وَدَها
مُسوَدَّةُ الصُحفِ في مُبيَضَّةِ اللَمَمِ

رَكَضتُها في مَريعِ المَعصِياتِ وَما
أَخَذتُ مِن حِميَةِ الطاعاتِ لِلتُخَمِ

هامَت عَلى أَثَرِ اللَذّاتِ تَطلُبُها
وَالنَفسُ إِن يَدعُها داعي الصِبا تَهِمِ

صَلاحُ أَمرِكَ لِلأَخلاقِ مَرجِعُهُ
فَقَوِّمِ النَفسَ بِالأَخلاقِ تَستَقِمِ

وَالنَفسُ مِن خَيرِها في خَيرِ عافِيَةٍ
وَالنَفسُ مِن شَرِّها في مَرتَعٍ وَخِمِ

تَطغى إِذا مُكِّنَت مِن لَذَّةٍ وَهَوًى
طَغيَ الجِيادِ إِذا عَضَّت عَلى الشُكُمِ

إِن جَلَّ ذَنبي عَنِ الغُفرانِ لي أَمَلٌ
في اللَهِ يَجعَلُني في خَيرِ مُعتَصِمِ

أَلقى رَجائي إِذا عَزَّ المُجيرُ عَلى
مُفَرِّجِ الكَرَبِ في الدارَينِ وَالغَمَمِ

إِذا خَفَضتُ جَناحَ الذُلِّ أَسأَلُهُ
عِزَّ الشَفاعَةِ لَم أَسأَل سِوى أُمَمِ

وَإِن تَقَدَّمَ ذو تَقوى بِصالِحَةٍ
قَدَّمتُ بَينَ يَدَيهِ عَبرَةَ النَدَمِ

لَزِمتُ بابَ أَميرِ الأَنبِياءِ وَمَن
يُمسِك بِمِفتاحِ بابِ اللهِ يَغتَنِمِ

فَكُلُّ فَضلٍ وَإِحسانٍ وَعارِفَةٍ
ما بَينَ مُستَلِمٍ مِنهُ وَمُلتَزِمِ

عَلَّقتُ مِن مَدحِهِ حَبلاً أُعَزُّ بِهِ
في يَومِ لا عِزَّ بِالأَنسابِ وَاللُّحَمِ

يُزري قَريضي زُهَيرًا حينَ أَمدَحُهُ
وَلا يُقاسُ إِلى جودي لَدى هَرِمِ

مُحَمَّدٌ صَفوَةُ الباري وَرَحمَتُهُ
وَبُغيَةُ اللهِ مِن خَلقٍ وَمِن نَسَمِ

وَصاحِبُ الحَوضِ يَومَ الرُسلِ سائِلَةٌ
مَتى الوُرودُ وَجِبريلُ الأَمينُ ظَمي

سَناؤُهُ وَسَناهُ الشَمسُ طالِعَةً
فَالجِرمُ في فَلَكٍ وَالضَوءُ في عَلَمِ

قَد أَخطَأَ النَجمَ ما نالَت أُبُوَّتُهُ
مِن سُؤدُدٍ باذِخٍ في مَظهَرٍ سَنِمِ

نُموا إِلَيهِ فَزادوا في الوَرى شَرَفًا
وَرُبَّ أَصلٍ لِفَرعٍ في الفَخارِ نُمي

حَواهُ في سُبُحاتِ الطُهرِ قَبلَهُمُ
نورانِ قاما مَقامَ الصُلبِ وَالرَحِمِ

لَمّا رَآهُ بَحيرًا قالَ نَعرِفُهُ
بِما حَفِظنا مِنَ الأَسماءِ وَالسِيَمِ

سائِل حِراءَ وَروحَ القُدسِ هَل عَلِما
مَصونَ سِرٍّ عَنِ الإِدراكِ مُنكَتِمِ

كَم جَيئَةٍ وَذَهابٍ شُرِّفَتْ بِهِما
بَطحاءُ مَكَّةَ في الإِصباحِ وَالغَسَمِ

وَوَحشَةٍ لِاِبنِ عَبدِ اللَهِ بينَهُما
أَشهى مِنَ الأُنسِ بِالأَحسابِ وَالحَشَمِ

يُسامِرُ الوَحيَ فيها قَبلَ مَهبِطِهِ
وَمَن يُبَشِّر بِسيمى الخَيرِ يَتَّسِمِ

لَمّا دَعا الصَحبُ يَستَسقونَ مِن ظَمَإٍ
فاضَت يَداهُ مِنَ التَسنيمِ بِالسَنَمِ

وَظَلَّلَتهُ فَصارَت تَستَظِلُّ بِهِ
غَمامَةٌ جَذَبَتها خيرَةُ الدِيَمِ

مَحَبَّةٌ لِرَسولِ اللَهِ أُشرِبَها
قَعائِدُ الدَيرِ وَالرُهبانُ في القِمَمِ

إِنَّ الشَمائِلَ إِن رَقَّت يَكادُ بِها
يُغرى الجَمادُ وَيُغرى كُلُّ ذي نَسَمِ

وَنودِيَ اِقرَأ تَعالى اللهُ قائِلُها
لَم تَتَّصِل قَبلَ مَن قيلَت لَهُ بِفَمِ

هُناكَ أَذَّنَ لِلرَحَمَنِ فَاِمتَلأَتْ
أَسماعُ مَكَّةَ مِن قُدسِيَّةِ النَغَمِ

فَلا تَسَل عَن قُرَيشٍ كَيفَ حَيرَتُها
وَكَيفَ نُفرَتُها في السَهلِ وَالعَلَمِ

تَساءَلوا عَن عَظيمٍ قَد أَلَمَّ بِهِمْ
رَمى المَشايِخَ وَالوِلدانِ بِاللَمَمِ

يا جاهِلينَ عَلى الهادي وَدَعوَتِهِ
هَل تَجهَلونَ مَكانَ الصادِقِ العَلَمِ

لَقَّبتُموهُ أَمينَ القَومِ في صِغَرٍ
وَما الأَمينُ عَلى قَولٍ بِمُتَّهَمِ

فاقَ البُدورَ وَفاقَ الأَنبِياءَ فَكَمْ
بِالخُلقِ وَالخَلقِ مِن حُسنٍ وَمِن عِظَمِ

جاءَ النبِيّونَ بِالآياتِ فَاِنصَرَمَتْ
وَجِئتَنا بِحَكيمٍ غَيرِ مُنصَرِمِ

آياتُهُ كُلَّما طالَ المَدى جُدُدٌ
يَزينُهُنَّ جَلالُ العِتقِ وَالقِدَمِ

يَكادُ في لَفظَةٍ مِنهُ مُشَرَّفَةٍ
يوصيكَ بِالحَقِّ وَالتَقوى وَبِالرَحِمِ

يا أَفصَحَ الناطِقينَ الضادَ قاطِبَةً
حَديثُكَ الشَهدُ عِندَ الذائِقِ الفَهِمِ

حَلَّيتَ مِن عَطَلٍ جِيدَ البَيانِ بِهِ
في كُلِّ مُنتَثِرٍ في حُسنِ مُنتَظِمِ

بِكُلِّ قَولٍ كَريمٍ أَنتَ قائِلُهُ
تُحيِ القُلوبَ وَتُحيِ مَيِّتَ الهِمَمِ

سَرَت بَشائِرُ باِلهادي وَمَولِدِهِ
في الشَرقِ وَالغَربِ مَسرى النورِ في الظُلَمِ

تَخَطَّفَتْ مُهَجَ الطاغينَ مِن عَرَبٍ
وَطَيَّرَت أَنفُسَ الباغينَ مِن عُجُمِ

ريعَت لَها شَرَفُ الإيوانِ فَاِنصَدَعَتْ
مِن صَدمَةِ الحَقِّ لا مِن صَدمَةِ القُدُمِ

أَتَيتَ وَالناسُ فَوضى لا تَمُرُّ بِهِمْ
إِلا عَلى صَنَمٍ قَد هامَ في صَنَمِ

وَالأَرضُ مَملوءَةٌ جَورًا مُسَخَّرَةٌ
لِكُلِّ طاغِيَةٍ في الخَلقِ مُحتَكِمِ

مُسَيطِرُ الفُرسِ يَبغي في رَعِيَّتِهِ
وَقَيصَرُ الرومِ مِن كِبرٍ أَصَمُّ عَمِ

يُعَذِّبانِ عِبادَ اللَهِ في شُبَهٍ
وَيَذبَحانِ كَما ضَحَّيتَ بِالغَنَمِ

وَالخَلقُ يَفتِكُ أَقواهُمْ بِأَضعَفِهِمْ
كَاللَيثِ بِالبَهْمِ أَو كَالحوتِ بِالبَلَمِ

أَسرى بِكَ اللَهُ لَيلاً إِذ مَلائِكُهُ
وَالرُسلُ في المَسجِدِ الأَقصى عَلى قَدَمِ

لَمّا خَطَرتَ بِهِ اِلتَفّوا بِسَيِّدِهِمْ
كَالشُهبِ بِالبَدرِ أَو كَالجُندِ بِالعَلَمِ

صَلّى وَراءَكَ مِنهُمْ كُلُّ ذي خَطَرٍ
وَمَن يَفُز بِحَبيبِ اللهِ يَأتَمِمِ

جُبتَ السَماواتِ أَو ما فَوقَهُنَّ بِهِمْ
عَلى مُنَوَّرَةٍ دُرِّيَّةِ اللُجُمِ

رَكوبَةً لَكَ مِن عِزٍّ وَمِن شَرَفٍ
لا في الجِيادِ وَلا في الأَينُقِ الرُسُمِ

مَشيئَةُ الخالِقِ الباري وَصَنعَتُهُ
وَقُدرَةُ اللهِ فَوقَ الشَكِّ وَالتُهَمِ

حَتّى بَلَغتَ سَماءً لا يُطارُ لَها
عَلى جَناحٍ وَلا يُسعى عَلى قَدَمِ

وَقيلَ كُلُّ نَبِيٍّ عِندَ رُتبَتِهِ
وَيا مُحَمَّدُ هَذا العَرشُ فَاستَلِمِ

خَطَطتَ لِلدينِ وَالدُنيا عُلومَهُما
يا قارِئَ اللَوحِ بَل يا لامِسَ القَلَمِ

أَحَطتَ بَينَهُما بِالسِرِّ وَانكَشَفَت
لَكَ الخَزائِنُ مِن عِلمٍ وَمِن حِكَمِ

وَضاعَفَ القُربُ ما قُلِّدتَ مِن مِنَنٍ
بِلا عِدادٍ وَما طُوِّقتَ مِن نِعَمِ

سَل عُصبَةَ الشِركِ حَولَ الغارِ سائِمَةً
لَولا مُطارَدَةُ المُختارِ لَم تُسَمَ

هَل أَبصَروا الأَثَرَ الوَضّاءَ أَم سَمِعوا
هَمسَ التَسابيحِ وَالقُرآنِ مِن أُمَمِ

وَهَل تَمَثَّلَ نَسجُ العَنكَبوتِ لَهُمْ
كَالغابِ وَالحائِماتُ الزُغْبُ كَالرُخَمِ

فَأَدبَروا وَوُجوهُ الأَرضِ تَلعَنُهُمْ
كَباطِلٍ مِن جَلالِ الحَقِّ مُنهَزِمِ

لَولا يَدُ اللهِ بِالجارَينِ ما سَلِما
وَعَينُهُ حَولَ رُكنِ الدينِ لَم يَقُمِ

تَوارَيا بِجَناحِ اللهِ وَاستَتَرا
وَمَن يَضُمُّ جَناحُ اللهِ لا يُضَمِ

يا أَحمَدَ الخَيرِ لي جاهٌ بِتَسمِيَتي
وَكَيفَ لا يَتَسامى بِالرَسولِ سَمي

المادِحونَ وَأَربابُ الهَوى تَبَعٌ
لِصاحِبِ البُردَةِ الفَيحاءِ ذي القَدَمِ

مَديحُهُ فيكَ حُبٌّ خالِصٌ وَهَوًى
وَصادِقُ الحُبِّ يُملي صادِقَ الكَلَمِ

اللهُ يَشهَدُ أَنّي لا أُعارِضُهُ
من ذا يُعارِضُ صَوبَ العارِضِ العَرِمِ

وَإِنَّما أَنا بَعضُ الغابِطينَ وَمَنْ
يَغبِط وَلِيَّكَ لا يُذمَم وَلا يُلَمِ

هَذا مَقامٌ مِنَ الرَحمَنِ مُقتَبَسٌ
تَرمي مَهابَتُهُ سَحبانَ بِالبَكَمِ

البَدرُ دونَكَ في حُسنٍ وَفي شَرَفٍ
وَالبَحرُ دونَكَ في خَيرٍ وَفي كَرَمِ

شُمُّ الجِبالِ إِذا طاوَلتَها انخَفَضَتْ
وَالأَنجُمُ الزُهرُ ما واسَمتَها تَسِمِ

وَاللَيثُ دونَكَ بَأسًا عِندَ وَثبَتِهِ
إِذا مَشَيتَ إِلى شاكي السِلاحِ كَمي

تَهفو إِلَيكَ وَإِن أَدمَيتَ حَبَّتَها
في الحَربِ أَفئِدَةُ الأَبطالِ وَالبُهَمِ

مَحَبَّةُ اللَهِ أَلقاها وَهَيبَتُهُ
عَلى اِبنِ آمِنَةٍ في كُلِّ مُصطَدَمِ

كَأَنَّ وَجهَكَ تَحتَ النَقعِ بَدرُ دُجًى
يُضيءُ مُلتَثِمًا أَو غَيرَ مُلتَثِمِ

بَدرٌ تَطَلَّعَ في بَدرٍ فَغُرَّتُهُ
كَغُرَّةِ النَصرِ تَجلو داجِيَ الظُلَمِ

ذُكِرتَ بِاليُتمِ في القُرآنِ تَكرِمَةً
وَقيمَةُ اللُؤلُؤِ المَكنونِ في اليُتُمِ

اللهُ قَسَّمَ بَينَ الناسِ رِزقَهُمُ
وَأَنتَ خُيِّرتَ في الأَرزاقِ وَالقِسَمِ

إِن قُلتَ في الأَمرِ «لا» أَو قُلتَ فيهِ «نَعَم»
فَخيرَةُ اللهِ في «لا» مِنكَ أَو «نَعَمِ»

أَخوكَ عيسى دَعا مَيتًا فَقامَ لَهُ
وَأَنتَ أَحيَيتَ أَجيالاً مِنَ الزَّمَمِ

وَالجَهلُ مَوتٌ فَإِن أوتيتَ مُعجِزَةً
فَابعَث مِنَ الجَهلِ أَو فَابعَث مِنَ الرَجَمِ

قالوا غَزَوتَ وَرُسلُ اللَهِ ما بُعِثوا
لِقَتلِ نَفسٍ وَلا جاؤوا لِسَفكِ دَمِ

جَهلٌ وَتَضليلُ أَحلامٍ وَسَفسَطَةٌ
فَتَحتَ بِالسَيفِ بَعدَ الفَتحِ بِالقَلَمِ

لَمّا أَتى لَكَ عَفوًا كُلُّ ذي حَسَبٍ
تَكَفَّلَ السَيفُ بِالجُهّالِ وَالعَمَمِ

وَالشَرُّ إِن تَلقَهُ بِالخَيرِ ضِقتَ بِهِ
ذَرعًا وَإِن تَلقَهُ بِالشَرِّ يَنحَسِمِ

سَلِ المَسيحِيَّةَ الغَرّاءَ كَم شَرِبَتْ
بِالصابِ مِن شَهَواتِ الظالِمِ الغَلِمِ

طَريدَةُ الشِركِ يُؤذيها وَيوسِعُها
في كُلِّ حينٍ قِتالاً ساطِعَ الحَدَمِ

لَولا حُماةٌ لَها هَبّوا لِنُصرَتِها
بِالسَيفِ ما انتَفَعَت بِالرِفقِ وَالرُحَمِ

لَولا مَكانٌ لِعيسى عِندَ مُرسِلِهِ
وَحُرمَةٌ وَجَبَت لِلروحِ في القِدَمِ

لَسُمِّرَ البَدَنُ الطُهْرُ الشَريفُ عَلى
لَوحَينِ لَم يَخشَ مُؤذيهِ وَلَم يَجِمِ

جَلَّ المَسيحُ وَذاقَ الصَلبَ شانِئُهُ
إِنَّ العِقابَ بِقَدرِ الذَنبِ وَالجُرُمِ

أَخو النَبِيِّ وَروحُ اللهِ في نُزُلٍ
فَوقَ السَماءِ وَدونَ العَرشِ مُحتَرَمِ

عَلَّمتَهُمْ كُلَّ شَيءٍ يَجهَلونَ بِهِ
حَتّى القِتالَ وَما فيهِ مِنَ الذِّمَمِ

دَعَوتَهُمْ لِجِهادٍ فيهِ سُؤدُدُهُمْ
وَالحَربُ أُسُّ نِظامِ الكَونِ وَالأُمَمِ

لَولاهُ لَم نَرَ لِلدَولاتِ في زَمَنٍ
ما طالَ مِن عُمُدٍ أَو قَرَّ مِن دُهُمِ

تِلكَ الشَواهِدُ تَترى كُلَّ آوِنَةٍ
في الأَعصُرِ الغُرِّ لا في الأَعصُرِ الدُهُمِ

بِالأَمسِ مالَت عُروشٌ وَاعتَلَتْ سُرُرٌ
لَولا القَذائِفُ لَم تَثلَمْ وَلَم تَصُمِ

أَشياعُ عيسى أَعَدّوا كُلَّ قاصِمَةٍ
وَلَم نُعِدَّ سِوى حالاتِ مُنقَصِمِ

مَهما دُعيتَ إِلى الهَيجاءِ قُمتَ لَها
تَرمي بِأُسْدٍ وَيَرمي اللهُ بِالرُجُمِ

عَلى لِوائِكَ مِنهُم كُلُّ مُنتَقِمٍ
للهِ مُستَقتِلٍ في اللهِ مُعتَزِمِ

مُسَبِّحٍ لِلِقاءِ اللهِ مُضطَرِمٍ
شَوقًا عَلى سابِخٍ كَالبَرقِ مُضطَرِمِ

لَو صادَفَ الدَهرَ يَبغي نَقلَةً فَرَمى
بِعَزمِهِ في رِحالِ الدَهرِ لَم يَرِمِ

بيضٌ مَفاليلُ مِن فِعلِ الحُروبِ بِهِمْ
مِن أَسيُفِ اللهِ لا الهِندِيَّةُ الخُذُمُ

كَم في التُرابِ إِذا فَتَّشتَ عَن رَجُلٍ
مَن ماتَ بِالعَهدِ أَو مَن ماتَ بِالقَسَمِ

لَولا مَواهِبُ في بَعضِ الأَنامِ لَما
تَفاوَتَ الناسُ في الأَقدارِ وَالقِيَمِ

شَريعَةٌ لَكَ فَجَّرتَ العُقولَ بِها
عَن زاخِرٍ بِصُنوفِ العِلمِ مُلتَطِمِ

يَلوحُ حَولَ سَنا التَوحيدِ جَوهَرُها
كَالحَليِ لِلسَيفِ أَو كَالوَشيِ لِلعَلَمِ

غَرّاءُ حامَتْ عَلَيها أَنفُسٌ وَنُهًى
وَمَن يَجِد سَلسَلاً مِن حِكمَةٍ يَحُمِ

نورُ السَبيلِ يُساسُ العالَمونَ بِها
تَكَفَّلَتْ بِشَبابِ الدَهرِ وَالهَرَمِ

يَجري الزَمانُ وَأَحكامُ الزَمانِ عَلى
حُكمٍ لَها نافِذٍ في الخَلقِ مُرتَسِمِ

لَمّا اعتَلَت دَولَةُ الإِسلامِ وَاتَّسَعَتْ
مَشَتْ مَمالِكُهُ في نورِها التَّمَمِ

وَعَلَّمَتْ أُمَّةً بِالقَفرِ نازِلَةً
رَعيَ القَياصِرِ بَعدَ الشاءِ وَالنَعَمِ

كَم شَيَّدَ المُصلِحونَ العامِلونَ بِها
في الشَرقِ وَالغَربِ مُلكًا باذِخَ العِظَمِ

لِلعِلمِ وَالعَدلِ وَالتَمدينِ ما عَزَموا
مِنَ الأُمورِ وَما شَدّوا مِنَ الحُزُمِ

سُرعانَ ما فَتَحوا الدُنيا لِمِلَّتِهِمْ
وَأَنهَلوا الناسَ مِن سَلسالِها الشَبِمِ

ساروا عَلَيها هُداةَ الناسِ فَهيَ بِهِمْ
إِلى الفَلاحِ طَريقٌ واضِحُ العَظَمِ

لا يَهدِمُ الدَهرُ رُكنًا شادَ عَدلَهُمُ
وَحائِطُ البَغيِ إِن تَلمَسهُ يَنهَدِمِ

نالوا السَعادَةَ في الدارَينِ وَاِجتَمَعوا
عَلى عَميمٍ مِنَ الرُضوانِ مُقتَسَمِ

دَع عَنكَ روما وَآثينا وَما حَوَتا
كُلُّ اليَواقيتِ في بَغدادَ وَالتُوَمِ

وَخَلِّ كِسرى وَإيوانًا يَدِلُّ بِهِ
هَوى عَلى أَثَرِ النيرانِ وَالأَيُمِ

وَاترُك رَعمَسيسَ إِنَّ المُلكَ مَظهَرُهُ
في نَهضَةِ العَدلِ لا في نَهضَةِ الهَرَمِ

دارُ الشَرائِعِ روما كُلَّما ذُكِرَتْ
دارُ السَلامِ لَها أَلقَتْ يَدَ السَلَمِ

ما ضارَعَتها بَيانًا عِندَ مُلتَأَمٍ
وَلا حَكَتها قَضاءً عِندَ مُختَصَمِ

وَلا احتَوَت في طِرازٍ مِن قَياصِرِها
عَلى رَشيدٍ وَمَأمونٍ وَمُعتَصِمِ

مَنِ الَّذينَ إِذا سارَت كَتائِبُهُمْ
تَصَرَّفوا بِحُدودِ الأَرضِ وَالتُخَمِ

وَيَجلِسونَ إِلى عِلمٍ وَمَعرِفَةٍ
فَلا يُدانَونَ في عَقلٍ وَلا فَهَمِ

يُطَأطِئُ العُلَماءُ الهامَ إِن نَبَسوا
مِن هَيبَةِ العِلمِ لا مِن هَيبَةِ الحُكُمِ

وَيُمطَرونَ فَما بِالأَرضِ مِن مَحَلٍ
وَلا بِمَن باتَ فَوقَ الأَرضِ مِن عُدُمِ

خَلائِفُ اللهِ جَلّوا عَن مُوازَنَةٍ
فَلا تَقيسَنَّ أَملاكَ الوَرى بِهِمِ

مَن في البَرِيَّةِ كَالفاروقِ مَعدَلَةً
وَكَابنِ عَبدِ العَزيزِ الخاشِعِ الحَشِمِ

وَكَالإِمامِ إِذا ما فَضَّ مُزدَحِمًا
بِمَدمَعٍ في مَآقي القَومِ مُزدَحِمِ

الزاخِرُ العَذبُ في عِلمٍ وَفي أَدَبٍ
وَالناصِرُ النَدبُ في حَربٍ وَفي سَلَمِ

أَو كَابنِ عَفّانَ وَالقُرآنُ في يَدِهِ
يَحنو عَلَيهِ كَما تَحنو عَلى الفُطُمِ

وَيَجمَعُ الآيَ تَرتيبًا وَيَنظُمُها
عِقدًا بِجيدِ اللَيالي غَيرَ مُنفَصِمِ

جُرحانِ في كَبِدِ الإِسلامِ ما اِلتَأَما
جُرحُ الشَهيدِ وَجُرحٌ بِالكِتابِ دَمي

وَما بَلاءُ أَبي بَكرٍ بِمُتَّهَمٍ
بَعدَ الجَلائِلِ في الأَفعالِ وَالخِدَمِ

بِالحَزمِ وَالعَزمِ حاطَ الدينَ في مِحَنٍ
أَضَلَّتِ الحُلمَ مِن كَهلٍ وَمُحتَلِمِ

وَحِدنَ بِالراشِدِ الفاروقِ عَن رُشدٍ
في المَوتِ وَهوَ يَقينٌ غَيرُ مُنبَهِمِ

يُجادِلُ القَومَ مُستَلًّا مُهَنَّدَهُ
في أَعظَمِ الرُسلِ قَدرًا كَيفَ لَم يَدُمِ

لا تَعذُلوهُ إِذا طافَ الذُهولُ بِهِ
ماتَ الحَبيبُ فَضَلَّ الصَبُّ عَن رَغَمِ

يا رَبِّ صَلِّ وَسَلِّم ما أَرَدتَ عَلى
نَزيلِ عَرشِكَ خَيرِ الرُسلِ كُلِّهِمِ

مُحيِ اللَيالي صَلاةً لا يُقَطِّعُها
إِلا بِدَمعٍ مِنَ الإِشفاقِ مُنسَجِمِ

مُسَبِّحًا لَكَ جُنحَ اللَيلِ مُحتَمِلاً
ضُرًّا مِنَ السُهدِ أَو ضُرًّا مِنَ الوَرَمِ

رَضِيَّةٌ نَفسُهُ لا تَشتَكي سَأَمًا
وَما مَعَ الحُبِّ إِن أَخلَصتَ مِن سَأَمِ

وَصَلِّ رَبّي عَلى آلٍ لَهُ نُخَبٍ
جَعَلتَ فيهِم لِواءَ البَيتِ وَالحَرَمِ

بيضُ الوُجوهِ وَوَجهُ الدَهرِ ذو حَلَكٍ
شُمُّ الأُنوفِ وَأَنفُ الحادِثاتِ حَمى

وَأَهدِ خَيرَ صَلاةٍ مِنكَ أَربَعَةً
في الصَحبِ صُحبَتُهُم مَرعِيَّةُ الحُرَمِ

الراكِبينَ إِذا نادى النَبِيُّ بِهِمْ
ما هالَ مِن جَلَلٍ وَاشتَدَّ مِن عَمَمِ

الصابِرينَ وَنَفسُ الأَرضِ واجِفَةٌ
الضاحِكينَ إِلى الأَخطارِ وَالقُحَمِ

يا رَبِّ هَبَّتْ شُعوبٌ مِن مَنِيَّتِها
وَاستَيقَظَت أُمَمٌ مِن رَقدَةِ العَدَمِ

سَعدٌ وَنَحسٌ وَمُلكٌ أَنتَ مالِكُهُ
تُديلُ مِن نِعَمٍ فيهِ وَمِن نِقَمِ

رَأى قَضاؤُكَ فينا رَأيَ حِكمَتِهِ
أَكرِم بِوَجهِكَ مِن قاضٍ وَمُنتَقِمِ

فَالطُف لأَجلِ رَسولِ العالَمينَ بِنا
وَلا تَزِد قَومَهُ خَسفًا وَلا تُسِمِ

يا رَبِّ أَحسَنتَ بَدءَ المُسلِمينَ بِهِ
فَتَمِّمِ الفَضلَ وَاِمنَح حُسنَ مُختَتَمِ



أحمد شوقي

الحمدان
11-01-2022, 08:26 PM
أَلا كُلُّ ماشِيَةِ الخَيزَلى
فِدا كُلُّ ماشِيَةِ الهَيذَبى

وَكُلِّ نَجاةٍ بُجاوِيَّةٍ
خَنوفٍ وَما بِيَ حُسنُ المِشى

وَلَكِنَّهُنَّ حِبالُ الحَياةِ
وَكَيدُ العُداةِ وَمَيطُ الأَذى

ضَرَبتُ بِها التيهَ ضَربَ القِمارِ
إِمّا لِهَذا وَإِمّا لِذا

إِذا فَزِعَت قَدَّمَتها الجِيادُ
وَبيضُ السُيوفِ وَسُمرُ القَنا

فَمَرَّت بِنَخلٍ وَفي رَكبِها
عَنِ العالَمينَ وَعَنهُ غِنى

وَأَمسَت تُخَيِّرُنا بِالنِقابِ
وادي المِياهِ وَوادي القُرى

وَقُلنا لَها أَينَ أَرضُ العِراقِ
فَقالَت وَنَحنُ بِتُربانَ ها

وَهَبَّت بِحِسمى هُبوبَ الدَبورِ
مُستَقبِلاتٍ مَهَبَّ الصَبا

رَوامي الكِفافِ وَكِبدِ الوِهادِ
وَجارِ البُوَيرَةِ وادِ الغَضى

وَجابَت بُسَيطَةَ جَوبَ الرِداءِ
بَينَ النَعامِ وَبَينَ المَها

إِلى عُقدَةِ الجَوفِ حَتّى شَفَت
بِماءِ الجُراوِيِّ بَعضَ الصَدى

وَلاحَ لَها صَوَرٌ وَالصَباحَ
وَلاحَ الشَغورُ لَها وَالضُحى

وَمَسّى الجُمَيعِيَّ دِئداؤُها
وَغادى الأَضارِعَ ثُمَّ الدَنا

فَيا لَكَ لَيلاً عَلى أَعكُشٍ
أَحَمَّ البِلادِ خَفِيَّ الصُوى

وَرَدنا الرُهَيمَةَ في جَوزِهِ
وَباقيهِ أَكثَرُ مِمّا مَضى

فَلَمّا أَنَخنا رَكَزنا الرِماحَ
فَوقَ مَكارِمِنا وَالعُلا

وَبِتنا نُقَبِّلُ أَسيافَنا
وَنَمسَحُها مِن دِماءِ العِدا

لِتَعلَمَ مِصرُ وَمَن بِالعِراقِ
وَمَن بِالعَواصِمِ أَنّي الفَتى

وَأَنّي وَفَيتُ وَأَنّي أَبَيتُ
وَأَنّي عَتَوتُ عَلى مَن عَتا

وَما كُلُّ مَن قالَ قَولاً وَفى
وَلا كُلُّ مَن سيمَ خَسفاً أَبى

وَلا بُدَّ لِلقَلبِ مِن آلَةٍ
وَرَأيٍ يُصَدِّعُ صُمَّ الصَفا

وَمَن يَكُ قَلبٌ كَقَلبي لَهُ
يَشُقُّ إِلى العِزِّ قَلبَ التَوى

وَكُلُّ طَريقٍ أَتاهُ الفَتى
عَلى قَدَرِ الرِجلِ فيهِ الخُطا

وَنامَ الخُوَيدِمُ عَن لَيلِنا
وَقَد نامَ قَبلُ عَمىً لا كَرى

وَكانَ عَلى قُربِنا بَينَنا
مَهامِهُ مِن جَهلِهِ وَالعَمى

لَقَد كُنتُ أَحسِبُ قَبلَ الخَصِيِّ
أَنَّ الرُؤوسَ مَقَرُّ النُهى

فَلَمّا نَظَرتُ إِلى عَقلِهِ
رَأَيتُ النُهى كُلَّها في الخُصى

وَماذا بِمِصرَ مِنَ المُضحِكاتِ
وَلَكِنَّهُ ضَحِكٌ كَالبُكا

بِها نَبَطِيٌّ مِنَ اهلِ السَوادِ
يُدَرِّسُ أَنسابَ أَهلِ الفَلا

وَأَسوَدُ مِشفَرُهُ نِصفُهُ
يُقالُ لَهُ أَنتَ بَدرُ الدُجى

وَشِعرٍ مَدَحتُ بِهِ الكَركَدَنَّ
بَينَ القَريضِ وَبَينَ الرُقى

فَما كانَ ذَلِكَ مَدحاً لَهُ
وَلَكِنَّهُ كانَ هَجوَ الوَرى

وَقَد ضَلَّ قَومٌ بِأَصنامِهِم
فَأَمّا بِزِقِّ رِياحٍ فَلا

وَتِلكَ صُموتٌ وَذا ناطِقٌ
إِذا حَرَّكوهُ فَسا أَو هَذى

وَمَن جَهِلَت نَفسُهُ قَدرَهُ
رَأى غَيرُهُ مِنهُ مالا يَرى


المتنبي

الحمدان
11-01-2022, 08:34 PM
لِتَعلَمَ مِصرُ وَمَن بِالعِراقِ
وَمَن بِالعَواصِمِ أَنّي الفَتى

وَأَنّي وَفَيتُ وَأَنّي أَبَيتُ
وَأَنّي عَتَوتُ عَلى مَن عَتا

وَما كُلُّ مَن قالَ قَولاً وَفى
وَلا كُلُّ مَن سيمَ خَسفاً أَبى



المتنبي

الحمدان
11-02-2022, 09:10 AM
أضجّ فؤادك أم هاجه
لعوب هناك تهز الوتر؟

مدلهات غنجت وانثنت
تصد وتبدي الحيا والخفر

كأنك من وحيها شاعر
ومن حسنها تستعير الدرر

فيا صاحبي حملتك الليالي
تشع كأنك نجم أغرّ

و يا صاحبي نقلتك الرياض
فلست هنا أو هنا تستقر

فإنك يا صاح طير طليق
وما زلت في قفصي أنتظر

فقد حبسوا الماء عنّي وقصوا
جناحي ظلماً فأين المفر


د عدنان علي رضاء

الحمدان
11-02-2022, 09:11 AM
الدكتور عدنان علي رضا النحوي من الشعراء الفلسطينيين المنسيين وقد كان ينتمي إلى جيل المحافظين والعموديين. له قصائد جميلة عن مدينة صفد التي وُلد ونشأ فيها قبل أن تُلمّ به فاجعة التقسيم ووقوع صفد في أيدي الإسرائيليين، ومن ثم التشرد مع بقية الشتات الفلسطيني.

نشر وألقى قصائد كثيرة حذّر فيها العرب من اقتراب الفاجعة:



وطني ذكرتك والمصائب كشّرت
عن نابها واحمّر فيها المخلب

فصرخت مكلوماً: أَمَا من مُنجدٍ
يحنو عليّ ومسعف لا يرهب

وأتاك ينقذ من رجوت حنانه
فإذا به قاسٍ عليك مجرّب

الحمدان
11-02-2022, 09:12 AM
تهزأت إن رأتني لابسا كبرا
وغاية الناس بين الموت والكبر

فإن بقيت رأت الِشيب راغمة
وفي التعرف ما يمضي من العمر

عني إليك فإني لا توافقني
عور الكلام ولا شرب على كدر

الحارث

الحمدان
11-02-2022, 09:46 AM
يا لوعة الأقصى! ودوّظ“ت صرخة
يطوي صداها ذلة وهوان

أين التقاة! وما تقوم بآية
إلا وكان صدى القيام سيان

يا لوعة الأقصى وبين ضلوعه
نار وفوق قبابه عدوان

وتلهف الأقصى لمكة لوعة
أختاه! تنهش أضلعي الغربان


د عدنان علي رضاء

الحمدان
11-02-2022, 09:46 AM
مجد تهدم إلا حائطا هرما
والمجد أخلده ما عهده القدم

وقفت أستنطق الأحجار أسألها
والصخر يتلو حديثا كله حكم

فدى لديني وأوطاني ذهبتِ فلا
حزنٌ عليك ولا دمع ولا ألم


د عدنان علي رضاء

الحمدان
11-02-2022, 09:46 AM
ماذا يفيد نواح فوق غالية.
من التراث تداعت من تداعينا

أنتم تنوحون والأعداء قد بلغت.
منكم وجاست خلال المُلك تطوينا

د عدنان علي رضاء

الحمدان
11-04-2022, 09:53 PM
وَيومَ دخلتُ الخِدرَ خِدرَ عُنَيزَةٍ
فقالت لكَ الوَيلاتُ إنّكَ مُرجِلي

تقولُ وقد مالَ الغَبيطُ بنا مَعًا
عَقَرتَ بَعِيرِي يا امرَأ القَيسِ فَانزِلِ

فَقُلتُ لها سِيري وَأرخِي زِمامَهُ
وَلا تُبعِديني مِنْ جَناكِ المُعَلّلِ


امرؤ القيس

الحمدان
11-05-2022, 03:49 AM
أَوصَيتُ نَفسي وَعَن وُدٍّ نَصَحتُ لَها
فَما أَجابَت إِلى نُصحي وَإِيصائي

وَالرَملُ يُشبِهُ في أَعدادِهِ خَطَئي
فَما أَهُمُّ لَهُ يَوماً بِإِحصاءِ

وَالرِزقُ يَأتي وَلَم تُبسَط إِلَيهِ يَدي
سِيّانِ في ذاكَ إِدنائي وَإِقصائي

لَو أَنَّهُ في الثُرَيّا وَالسِماكِ أَو الشِع
رى العَبورِ أَو الشِعرى الغَميصاءِ


أبو العلاء المعري

الحمدان
11-05-2022, 03:50 AM
يا مُلوكَ البِلادِ فُزتُم بِنَسءِ ال
عُمرِ وَالجَورُ شَأنُكُم في النِساءِ

ما لَكُم لا تَرَونَ طُرقَ المَعالي
قَد يَزورُ الهَيجاءَ وَزيرُ نِساءِ

يَرتَجي الناسُ أَن يَقومَ إِمامٌ
ناطِقٌ في الكَتيبَةِ الخَرساءِ

كَذَبَ الظَنُّ لا إِمامَ سِوى ال
عَقلِ مُشيراً في صُبحِهِ وَالمَساءِ

فَإِذا ما أَطَعتَهُ جَلَبَ ال
رَحمَةَ عِندَ المَسيرِ وَالإِرساءِ

إِنَّما هَذِهِ المَذاهِبُ أَسبا
بٌ لِجَذبِ الدُنيا إِلى الرُؤَساءِ

غَرَضُ القَومِ مُتعَةٌ لا يَرِقّو
نَ لِدَمعِ الشَيمّاءِ وَالخَنساءِ

كَالَّذي قامَ يَجمَعُ الزَنجَ بِالبَص
رَةِ وَالقَرمَطِيَّ بِالأَحساءِ

فَاِنفَرِد ما اِستَطَعتَ فَالقائِلُ الصا
دِقُ يُضحي ثِقَلاً عَلى الجُلَساءِ


أبو العلاء المعري

الحمدان
11-05-2022, 03:50 AM
إِذا صاحبْتَ في أيامِ بؤسٍ
فلا تنسَ المودةَ في الرَّخاءِ

ومَن يُعْدِمْ أخوه على غناه
فما أدَّى الحقيقةَ في الإِخاءِ

ومَن جعلَ السخاءَ لأقْرَبيهِ
فليسَ بعارفٍ طُرقَ السّخاءِ

أبو العلاء المعري

الحمدان
11-05-2022, 03:58 AM
لو أمطرتْ ذهبًا منْ بعدِ ما ذهبا
لا شيء يعدلُ في هذا الوجودِ أبا

مازلتُ في حِجرِهِ طفلًا يُلاعبني
تزدادُ بَسمتُهُ لي كلما تَعِبا

لم يَحْنِ ظهرَ أبي ما كانَ يَحمِلُهُ
لكنْ ليحملني منْ أجليَ انحدبا

وكنتُ أحجبُ عن نفسي مطالبها
فكانَ يكشفُ عما أشتهي الحُجُبا

أغفو وأمنيتي سرٌّ ينامُ معي
أصحو وإذ بأبي ما رُمتُ قد جَلبا

كفّاهُ غيمٌ وما غيمٌ ككفِّ أبي
لم أطلبِ الغيثَ إلا منهما انسكبا

ياليتني الأرضُ تمشي فوقها فأري
من تحتِ نعلكَ أني أبلغُ الشُهبا

مهما كتبتُ بهِ شعرًا فإنَّ أبي في
القدرِ فوقَ الذي في الشعرِ قد كُتبا

يا منْ لديكَ أبٌ أهملتَ طاعتهُ
لا تنتظر طاعةً إنْ صِرتَ أنتَ أبا

فالبِرُّ قرضٌ إذا أقرضتهُ لأبٍ
يُوفيكَهُ ولدٌ والبِرُّ ما ذهبا

لا تنتظر موتهُ، صِلْ في الحياةِ أبًا
لا ينفعُ الدمعُ فوقَ القبرِ إنْ سُكِبا


الشاعر السوري حسين العبدالله

الحمدان
11-08-2022, 02:45 AM
‏حلَّ الصباحُ مجدَّدًا قُم يا صديق
وارقب طيور الصبح في حبٍ تفيق

اسلك دروب النورِ منذُ بكورها
قُم سابقِ الأطيار في قلبٍ طليق

الحمدان
11-08-2022, 02:55 AM
ربّي معي من ذا الذي اخشـى إذن
‏ مـــادامَ ربّـي يُحســنُ التــدبيـــــرا

‏ وهو الــذي قـد قــالَ فــي قُرآنــه
‏وَكَـفـى بِرَبِّــكَ هادِيــاً وَنَصـيـــرا

الحمدان
11-11-2022, 04:20 AM
أمـا لِـجَـمـيـلٍ عِنْدكُنَّ ثَوابُ
ولا لِـمُـسـيءٍ عِـنْـدَكُنّ مَتَابُ

إذا الـخِـلُّ لَـمْ يَـهْجُركَ إلا مَلالةً
فَـلَـيْـسَ لهُ ، إلا الفِرَاقَ ، عِتابُ

إذا لـم أجـد مـن خُـلَّةٍ ما أُرِيدُه
ُ فـعـنـدي لأُخْـرى عَزْمَةٌ وَرِكابُ

ولـيـس فِراقٌ ما استطعتُ
فإن يَكُنْ فِـراقٌ عـلـى حَـالٍ فليس إيابُ

صَـبـورٌ ولـو لـم يـبقَ مني
بقيةٌ قَـؤُولٌ وَلـوْ أنَّ الـسيوفَ جَوابُ

وَقُـورٌ وأحـداثُ الـزمانِ
تَنوشني وَلِـلـمـوتِ حـولي جِيئةٌ وَذَهَابُ

بِـمـنْ يَـثِـقُ الإنسانُ فيما يَنُوبهُ
ومِـنْ أيـنَ لِـلحُرِّ الكَريم iiصِحابُ

وقـدْ صَـارَ هـذا الناسُ إلا
قَلَّهُمْ ذِئـابٌ عـلـى أجْـسَادِهنَّ ثِيابُ

تَـغَـابـيـتُ عن قومٍ فَظَنوا غَباوةً
بِـمَـفْـرِقِ أغـبانا حصًى iiوَتُرابُ!

ولـو عَـرفـونـي بَعْضَ مَعرِفَتي بِهمْ
إذاً عَـلِـمـوا أنـي شَهِدتُ وغابوا

إلـى الله أشـكـو أنـنـا بِمنازلٍ
تَـحـكَّـمَ فـي آسـادِهنّ كِلابُ

تَـمُـرُّ الـلـيالي لَيْسَ لِلنَّقْعِ مَوْضِعٌ
لَـديَّ ولا لِـلـمُـعْـتَفِين جَنَابُ

ولا شُـدَّ لـي سَرْجٌ على مَتنِ سابحٍ
ولا ضُـرِبـتْ لـي بِـالعراءِ قِبابُ

ولا بَـرقـتْ لـي فـي اللقاءِ قواطعٌ
ولا لـمـعـتْ لي في الحروبِ حِرابُ

سَـتَـذكـر أيـامـي نُميرٌ
وَعَامرٌ وكـعـبٌ ، عـلى عِلاتها ، وكِلابُ

أنـا الـجـارُ لا زادي بَطِيءٌ
عَليْهِمُ ولا دونَ مـالـي فـي الحَوادثِ بَابُ

ولا أطـلـبُ الـعَوراءَ مِنها أُصِيبها
ولا عـورتـي لِـلـطـالبينَ تُصابُ

بَني عَمِّنا ، ما يَفْعَلُ السيفُ في
الوغى إذا قـلَّ مِـنْـهُ مَـضـرِبٌ وَذُبابُ

بَـنـي عَـمِّنا ، نحنُ السَّواعِدُ وَالظُّبَا
وَيُـوشِـكُ يـوماً أن يكونَ ضِرابُ

ومـا أدَّعِـي مـا يَـعـلَمُ الله غَيرهُ
رِحَـابٌ عَـلِـيٍّ لِـلـعُفاةِ رِحابُ

وأفـعـالـهُ لِـلـراغـبـين كَرِيمةٌ
وأمـوالـهُ لـلـطـالـبين نِهَابُ

ولـكـنْ نَـبَـا مِـنهُ بِكَفِّيَ صَارمٌ
وأظـلـمَ فـي عَـيْـنَيَّ مِنهُ شِهابُ

وأبـطـأَ عَـنِّـي والـمـنايا سريعةٌ
وَلِـلـمـوتِ ظِـفْرٌ قد أطلَّ ونابُ

فـإن لـم يَـكـنْ وِدٌ قَـرِيبٌ تَعُدُّه
ُ ولا نَـسَـبٌ بـيـن الرجَالِ قِرابُ

فـأحـوطُ لـلإسلام أنْ لا
يُضِيعني ولـي عَـنْـهُ فِـيـهِ حَوْطةٌ وَمَنابُ

ولـكـنـنـي راضٍ على كلِّ
حالةٍ لِـنَـعْـلَـمَ أيَّ الـخُـلَّتينِ سَرابُ

ومـا زِلـتُ أرضـى بـالقليل
محبةً لَـدَيْـهِ ، ومـادون الكثير حِجابُ

وأطـلُـبُ إبـقـاءً على الوُد أرضَهُ
وذِكـرى مِـنـي في غيرها وطلابُ

كـذاكَ الـوِداد الـمحضُ لا يرتجى لهُ
ثـوابٌ ، ولا يُـخـشى عَليهِ عقابُ

وقدْ كُنتُ أخشى الهجرَ والشمْلُ جَامِعٌ
وفـي كُـلِّ يَـوْمٍ لُـقْـيَةٌ وخِطَابُ

فـكـيـف وفيما بيننا مُلْكُ قَيْصَرٍ
ولِـلْـبَـحْرِ حولي زَخْرَةٌ وَعُبَابُ ?

أَمِـنْ بَـعْـدِ بَذْلِ النفس فيما تُرِيدُهُ
أثـابُ بِـمُـرِّ الـعَتبِ حِينَ أُثابُ

فـلـيـتـك تـحلو والحياةُ مريرةٌ
ولـيـتـك تـرضى والأنامُ غِضابُ

ولـيـتَ الـذي بـيني وبينك عَامرٌ
وبـيـنـي وبـيـن العالمين خَرابُ

إذا صـحَّ مِـنـكَ الوِدُّ فالكُلُّ هَيّنٌ
وكُـلُّ الـذي فـوقَ التُّرابِ تُرابُ


أبو فراس الحمداني

الحمدان
11-11-2022, 04:21 AM
رعاهُمُ اللهُ إن حَلّوا وإن رحلوا
وإن هُمُ فعلوا بالقلبِ ما فعلوا

فإنّهم ملكوا روحي وما تركوا
شيئا لِروحِي سِواهُمْ فيه تنشَغِلُ

جاروا عليَّ بلا ذنبٍ وما عَدَلوا
ما كان ضَرّهُمُ لو أنّهم عَدَلوا

الحمدان
11-11-2022, 04:22 AM
حَكَمَ الزمَانُ بفرقَتِي وبعَادِي
عَمًّنْ أحبُّ ولمْ يكن بِمُرادِي

يَاوحشَتِي لفُراقِ مَن أحببتَهُ
وَحُلول قَلبِي عندهُ وفؤادِي

يَاراحلينَ وهم نزولٌ بالحَشَا
أشْمَـتمُ بِـبُعـادِكـمْ حسَّادِي

غِبتُم فغابَ سرُورُ قلبي مَعكمُ
وَعَدمتُ بعَدكمُ لذيذَ رقَادِي

الحمدان
11-11-2022, 04:23 AM
فليتك تحلو والحياة مريرة
وليتك ترضى والأنام غضابُ

وليت الذي بيني وبينك عامر
وبيني وبين العالمين خرابُ

إذا صح منك الود فالكل هين
وكل الذي فوق التراب ترابُ

الحمدان
11-12-2022, 01:34 AM
ومافي الأرضِ أشْقَىْ من مُحِبٍّ
وإِن وجدَ الهوى حلوَ المذاَقِ

تراهُ باكياً في كلِّ وقتٍ
مخافةَ فرقةٍ أو لاشتياقِ

فيبكي إِن نَأوا شوقاً إِليهم
ويبكي لإِن دَنَوا خوفَ الفراقِ

فتسخُنُ عينهُهُ عندَ التنائيْ
وتسخنُ عينُه عند التلاقي

الحمدان
11-12-2022, 01:35 AM
ولي وطنٌ آليتُ ألا أبيعَهُ
وألا أرى غيري له الدهرَ مالكا

عهدتُ به شرخَ الشبابِ ونعمةً
كنعمةِ قومٍ أصبحُوا في ظلالِكا

وحبَّبَ أوطانَ الرجالِ إِليهمُ
مآربُ قضاها الشبابُ هنالكا

إِذا ذَكَروا أوطانهم ذكرَّتهمُ
عهودَ الصِّبا فيها فَحنُّوا لذاكا

فقد ألفتهٌ النفسُ حتى كأنهُ
لها جسدٌ إِن بان غودرَ هالكا

الحمدان
11-12-2022, 01:37 AM
أرى الحزن لا يجدي على من فقدته
ولو كان في حزني مزيد لزدته

تغيّرت الأحوال بعدك كلها
فلست أرى الدنيا على ما عهدته

عقدتُ بك الأيمان بالنّجح واثقاً
فحلّت يد الأقدار ما قد عقدته

وكان اعتقادي أنك الدهر مسعدي
فخانتني الأيام فيما اعتقدته

أردت لك العمر الطويل فلم يكن
سوى ما أراد الله لا ما أردته

فيا وحشة من مؤنس قد عدمته
ويا وحدة من صاحب قد فقدته

وداع دعاني باسمه ذاكراً له
فأطربني ذكر اسمه فاستعدته

فقدت أحبّ الناس عندي وخيرهم
فمن لائمي فيه إذا ما نشدته.

الحمدان
11-12-2022, 08:03 PM
دعني وجرحي فقد خابت أمانينا

هل من زمان يعيد النبض يحيينا

يا ساقي الحزن لا تعجب في وطني

نهر من الحزن يجري في روابينا

كم من زمان كئيب الوجه فرقنا

واليوم عدنا ونفس الجرح يدمينا

جرحي عميق خدعنا في المداوينا

لا الجرح يشفى ولا الشكوى تعزينا

كان الدواء سموما في ضمائرنا

فكيف جئنا بداء كي يداوينا

هل من طبيب يداوي جرح أمته

هل من إمام لدرب الحق يهدينا

كان الحنين إلى الماضي يؤرقنا

واليوم نبكي على الماضي ويبكينا

من يرجع العمر منكم من يبادلني

يوما بعمري ونحيي طيف ماضينا

إنا نموت فمن بالحق يبعثنا

لم يبق شيء سوى صمت يواسينا

صرنا عرايا أمام الناس يفزعنا

ليل تخفى طويلا في مآقينا

صرنا عرايا وكل الأرض قد شهدت

أنا قطعنا بأيدينا أيادينا

يوما بنينا قصور المجد شامخة

والآن نسأل عن حلم يوارينا

أين الإمام رسول الله يجمعنا

فاليأس والحزن كالبركان يلقينا

دين من النور بين الخلق جمعنا

ودين طه ورب الناس يغنينا

يا جامع الناس حول الحق قد وهنت

فينا المروءة أعيتنا مآسينا

بيروت في اليم ماتت قدسنا انتحرت

ونحن في العار نسقي وحلنا طينا

بغداد تبكي وطهران يحاصرها

بحر من الدم بات الآن يسقينا

هذي دمانا رسول الله تغرقنا

هل من زمان بنور العدل يحمينا

أي الدماء شهيد كلها حملت

في الليل يوما سهام القهر تردينا

القدس في القيد تبكي من فوارسها

دمع المنابر يشكو للمصلينا

حكامنا ضيعونا حينما اختلفوا

باعوا المآذن والقرآن والدينا

حكامنا أشعلوا النيران في غدنا

ومزقوا الصبح في أحشاء وادينا

مالي أرى الخوف فينا ساكنا أبدا

ممن نخاف ألم نعرف أعادينا؟

أعداءنا من أضاعوا السيف من يدنا

وأودعونا سجون الليل تطوينا

أعداؤنا من توارى صوتهم فزعا

والأرض تسبى وبيروت تنادينا

أعدائنا أوهمونا آه كم زعموا

وكم خدعنا بوعد عاش يشقينا

قد خدرونا بصبح كاذب زمنا..

فكيف نأمل في يأس يمنينا

أي الحكايا ستروى عارنا جلل


نحن الهوان وذل القدس يكفينا

من باعنا خبروني كلهم صمتوا

والأرض صارت مزانا للمرابينا

هل من زمان نقي يف ضمائرنا

يحيي الشموخ الذي ولى فيحيينا

يا ساقي الحزن دعني إنني ثمل

إنا شربناه قهرا ما بأيدينا

عمري شموع على درب المنى احترقت

والعمر ذاب وصار الحلم سكينا

كم من ظلام ثقيل عاش يغرقنا

حتى انتفضنا فمزقنا دياجينا

العمر في الحلم أودعناه من زمن

والحلم ضاع ولا شيء يعزينا

كنا نرى الحق نورا في بصائرنا

والآن للزيف حصن في مآقينا

كنا إذا ما توارى الحلم عانقنا

حلم جديد يغني في روابينا

كنا إذا خاننا فرع نقطعه

وفوق أشلاءه تمضي أغانينا

كنا إذا ما استكان النور في دمنا

في الصبح ننسى ظلاما عاش يطوينا

كنا إذا اشتد فينا اليأس وانكسرت

منا السيوف ونادانا.. منادينا

عدنا إلى الله عل الله يرحمنا

والآن نخجل منه من معاصينا

الآن يرجف سيف الزور في يدنا

فكيف صارت كهوف الزيف تؤوينا

هل من زمان يعيد السيف مشتعلا

لا شيء والله غير السيف يبقينا

يا خالد السيف لا تعجب ففي زمني

باعوا المآذن والقرآن راضينا

هم من ترابك يا ابن العاص في دمنا

ثأر طويل لهيب العار يكوينا

قم يا بلال وأذن صمتنا عدم

كل الذي كان طهرا لم يعد فينا

هل من صلاح بسيف الحق يجمعنا

في القدس يوما فيحييها.. و يحيينا

هل من صلاح يداوي جرح أمته

ويطلع الصبح نارا من ليالينا

هل من صلاح الشعب هده أمل

ما زال رغم عناد الجرح يشفينا

هل من صلاح يعيد السيف في يدنا

ولتبتروها فقد شلت أيادينا

حزني عنيد وجرحي أنت يا وطني

لا شيء بعدك مهما كان.. يغنينا

إني أرى القدس في عينيك ساجدة

تبكي عليك وأنت الآن تبكينا

آه من العمر جرح عاش في دمنا

جئنا نداويه يأبى أن يداوينا

ما زال في العين طيف القدس يجمعنا

لا الحلم مات ولا الأحزان تنسينا

لا القدس عادت ولا أحلامنا هدأت

وقد نموت وتحيينا أمانينا

ما أثقل العمر.. لا حلم ولا وطن..

ولا أمان ولا سيف… ليحمينا


فاروق جويده

الحمدان
11-13-2022, 08:55 PM
يا عَبلُ أَينَ مِنَ المَنِيَةِ مَهرَبي
إِن كانَ رَبّي في السَماءِ قَضاها

وَكَتيبَةٍ لَبَّستُها بِكَتيبَةٍ
شَهباءَ باسِلَةٍ يُخافُ رَداها

خَرساءَ ظاهِرَةِ الأَداةِ كَأَنَّها
نارٌ يُشَبُّ وُقودُها بِلَظاها

فيها الكُماةُ بَنو الكُماةِ كَأَنَّهُم
وَالخَيلُ تَعثُرُ في الوَغى بِقَناها

شُهُبٌ بِأَيدي القابِسينَ إِذا بَدَتْ
بِأَكُفِّهِم بَهَرَ الظَلامَ سَنَاهَا

صُبرٌ أَعَدّوا كُلَّ أَجرَدَ سابِحٍ
وَنَجيبَةٍ ذَبَلَت وَخَفَّ حَشاها

يَعدونَ بِالمُستَلئِمينَ عَوابِساً
قوداً تَشَكّى أَينَها وَوَجاها

يَحمِلنَ فِتياناً مَداعِسَ بِالقَنا
وُقُراً إِذا ما الحَربُ خَفَّ لِواها

مِن كُلِّ أَروَعَ ماجِدٍ ذي صَولَةٍ
مَرِسٍ إِذا لَحِقَت خُصىً بِكُلاها

وَصَحابَةٍ شُمَّ الأُنوفِ بَعَثتُهُم
لَيلاً وَقَد مالَ الكَرى بِطُلاها

وَسَرَيتُ في وَعثِ الظَلامِ أَقودُهُم
حَتّى رَأَيتُ الشَمسَ زالَ ضُحاها

وَلَقيتُ في قُبُلِ الهَجيرِ كَتيبَةً
فَطَعَنتُ أَوَّلَ فارِسٍ أَولاها

وَضَرَبتُ قَرنَي كَبشِها فَتَجَدَّلا
وَحَمَلتُ مُهري وَسطَها فَمَضاها

حَتّى رَأَيتُ الخَيلَ بَعدَ سَوادِها
حُمرَ الجُلودِ خُضِبنَ مِن جَرحاها

يَعثُرنَ في نَقعِ النَجيعِ جَوافِلاً
وَيَطَأنَ مِن حَميِ الوَغى صَرعاها

فَرَجَعتُ مَحموداً بِرَأسِ عَظيمِها
وَتَرَكتُها جَزَراً لِمَن ناواها

ما اِستَمتُ أُنثى نَفسَها في مَوطِنِ
حَتّى أُوَفّي مَهرَها مَولاها

وَلَما رَزَأتُ أَخاً حِفاظَ سِلعَةً
إِلّا لَهُ عِندي بِها مِثلاها

أَغشى فَتاةَ الحَيِّ عِندَ حَليلِها
وَإِذا غَزا في الجَيشِ لا أَغشاها

وَأَغَضُّ طَرفي ما بَدَت لي جارَتي
حَتّى يُواري جارَتي مَأواها

إِنّي اِمرُؤٌ سَمحُ الخَليقَةِ ماجِدٌ
لا أُتبِعُ النَفسَ اللَجوجَ هَواها

وَلَئِن سَأَلتَ بِذاكَ عَبلَةَ خَبَّرَت
أَن لا أُريدُ مِنَ النِساءِ سِواها

وَأُجيبُها إِمّا دَعَت لِعَظيمَةٍ
وَأُغيثُها وَأَعِفُّ عَمّا ساها


عنتره بن شداد

الحمدان
11-13-2022, 11:28 PM
وَاحَـرّ قَلْبـاهُ مـمّنْ قَلْبُـهُ شَبِـمُ
وَمَنْ بجِسْمـي وَحالي عِنـدَهُ سَقَـمُ

ما لي أُكَتِّمُ حُبًّا قَدْ بَـرَى جَسَـدي
وَتَدّعي حُبّ سَيفِ الدّوْلـةِ الأُمَـم ُ

إنْ كَـانَ يَجْمَعُنَـا حُـبٌّ لِغُرّتِـهِ
فَلَيْتَ أنّـا بِقَـدْرِ الحُـبّ نَقْتَسِـمُ

قد زُرْتُهُ وَسُيُـوفُ الهِنْـدِ مُغْمَـدَةٌ
وَقـد نَظَـرْتُ إلَيْـهِ وَالسّيُـوفُ دَمُ

فكـانَ أحْسَـنَ خَلـقِ الله كُلّهِـمِ
وَكانَ أحسنَ ما فِي الأحسَنِ الشّيَـمُ

فَوْتُ العَـدُوّ الـذي يَمّمْتَـهُ ظَفَـرٌ
فِـي طَيّـهِ أسَـفٌ فِي طَيّـهِ نِعَـمُ

قد نابَ عنكَ شديدُ الخوْفِ وَاصْطنعتْ
لَكَ المَهـابَـةُ ما لا تَصْنَـعُ البُهَـمُ

ألزَمْتَ نَفْسَكَ شَيْئـاً لَيـسَ يَلزَمُهـا
أنْ لا يُـوارِيَهُـمْ أرْضٌ وَلا عَـلَـمُ

أكُلّمَا رُمْتَ جَيْشـاً فانْثَنَـى هَرَبـاً
تَصَرّفَـتْ بِـكَ فِي آثَـارِهِ الهِمَـمُ

عَلَيْـكَ هَزْمُهُـمُ فِي كـلّ مُعْتَـرَكٍ
وَمَا عَلَيْـكَ بِهِمْ عَـارٌ إذا انهَزَمُـوا

أمَا تَرَى ظَفَراً حُلْـواً سِـوَى ظَفَـرٍ
تَصافَحَتْ فيهِ بِيضُ الـهِنْدِ وَاللِّمـمُ

يا أعدَلَ النّـاسِ إلاّ فِـي مُعامَلَتـي
فيكَ الخِصامُ وَأنتَ الخصْمُ وَالحكَـمُ

أُعِيذُهـا نَظَـراتٍ مِنْـكَ صادِقَـةً
أن تحسَبَ الشّحمَ فيمن شحمـهُ وَرَمُ

وَمَا انْتِفَـاعُ أخـي الدّنْيَـا بِنَاظِـرِهِ
إذا اسْتَوَتْ عِنْـدَهُ الأنْـوارُ وَالظُّلَـمُ

سَيعْلَمُ الجَمعُ مـمّنْ ضَـمّ مَجلِسُنـا
بأنّني خَيـرُ مَنْ تَسْعَـى بـهِ قَـدَمُ

أنَا الذي نَظَـرَ الأعْمَـى إلى أدَبـي
وَأسْمَعَتْ كَلِماتـي مَنْ بـهِ صَمَـمُ

أنَامُ مِلْءَ جُفُونـي عَـنْ شَوَارِدِهَـا
وَيَسْهَـرُ الخَلْـقُ جَرّاهَـا وَيخْتَصِـمُ

وَجاهِلٍ مَـدّهُ فِي جَهْلِـهِ ضَحِكـي
حَتَّـى أتَتْـه يَـدٌ فَـرّاسَـةٌ وَفَـمُ

إذا رَأيْـتَ نُيُـوبَ اللّيْـثِ بـارِزَةً
فَـلا تَظُـنّـنّ أنّ اللّيْـثَ يَبْتَسِـمُ

وَمُهْجَةٍ مُهْجَتـي من هَمّ صَاحِبـها
أدرَكْتُـهَا بجَـوَادٍ ظَـهْـرُه حَـرَمُ

رِجلاهُ فِي الرّكضِ رِجلٌ وَاليدانِ يَـدٌ
وَفِعْلُـهُ مَا تُريـدُ الكَـفُّ وَالقَـدَمُ

وَمُرْهَفٍ سرْتُ بينَ الجَحْفَلَيـنِ بـهِ
حتَّى ضرَبْتُ وَمَوْجُ المَـوْتِ يَلْتَطِـمُ

ألخَيْـلُ وَاللّيْـلُ وَالبَيْـداءُ تَعرِفُنـي
وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَـمُ

صَحِبْتُ فِي الفَلَواتِ الوَحشَ منفَـرِداً
حتى تَعَجّبَ منـي القُـورُ وَالأكَـمُ

يَا مَـنْ يَعِـزّ عَلَيْنَـا أنْ نُفَارِقَهُـمْ
وَجدانُنا كُلَّ شـيءٍ بَعدَكـمْ عَـدَمُ

مَا كـانَ أخلَقَنَـا مِنكُـمْ بتَكرِمَـةٍ
لَـوْ أنّ أمْرَكُـمُ مِـن أمرِنَـا أمَـمُ

إنْ كـانَ سَرّكُـمُ ما قالَ حاسِدُنَـا
فَمَـا لجُـرْحٍ إذا أرْضـاكُـمُ ألَـمُ

وَبَيْنَنَـا لَـوْ رَعَيْتُـمْ ذاكَ مَعـرِفَـةٌ
إنّ المَعارِفَ فِي أهْـلِ النُّهَـى ذِمَـمُ

كم تَطْلُبُونَ لَنَـا عَيْبـاً فيُعجِزُكـمْ
وَيَكْـرَهُ الله مـا تَأتُـونَ وَالكَـرَمُ

ما أبعدَ العَيبَ والنّقصانَ منْ شَرَفِـي
أنَـا الثّرَيّـا وَذانِ الشّيـبُ وَالهَـرَمُ

لَيْتَ الغَمَامَ الذي عنـدي صَواعِقُـهُ
يُزيلُهُـنّ إلـى مَـنْ عِنْـدَهُ الدِّيَـمُ

أرَى النّـوَى يَقتَضينـي كلَّ مَرْحَلَـةٍ
لا تَسْتَقِـلّ بِهَـا الوَخّـادَةُ الرُّسُـمُ

لَئِـنْ تَرَكْـنَ ضُمَيـراً عَنْ مَيامِنِنـا
لَيَحْـدُثَـنّ لـمَنْ وَدّعْتُهُـمْ نَـدَمُ

إذا تَرَحّلْـتَ عن قَـوْمٍ وَقَد قَـدَرُوا
أنْ لا تُفـارِقَهُـمْ فالرّاحِلـونَ هُـمُ

شَرُّ البِـلادِ مَكـانٌ لا صَديـقَ بِـهِ
وَشَرُّ ما يَكسِبُ الإنسـانُ ما يَصِـمُ

وَشَـرُّ ما قَنّصَتْـهُ رَاحَتـي قَنَـصٌ
شُهْبُ البُـزاةِ سَـواءٌ فيهِ والرَّخَـمُ

بأيّ لَفْـظٍ تَقُـولُ الشّعْـرَ زِعْنِفَـةٌ
تَجُوزُ عِنـدَكَ لا عُـرْبٌ وَلا عَجَـمُ

هَـذا عِتـابُـكَ إلاّ أنّـهُ مِـقَـةٌ
قـد ضُمّـنَ الـدُّرَّ إلاّ أنّـهُ كَلِـمُ


المتنبي

الحمدان
11-13-2022, 11:33 PM
خُذْ في البُكَا إنّ الخَليطَ مُقَوِّضُ
فمُصَرِّحٌ بِفِراقِهِمْ ومُعَرِّضُ

وأَذِبْ فُؤَادَكَ فَالنَّصيرُ على النَّوَى
عَينٌ تَفيضُ ومُهجةٌ تتفضَّضُ

هَاتيكَ أَحْدَاجٌ تُشَدُّ وهَذهِ
أطْنَابُ أخْبِيةٍ تُحَلُّ وتُنْقَضُ

وورَاءَ عيسِهِمُ المُنَاخَةُ عُصْبةٌ
أكْبادُهُم وهُمُ وقُوفٌ تركُضُ

وقفُوا وأَحْشَاءُ الضَّمَائِرِ بالأسَى
تُحشَى وأوْعيةُ المَدَامِعِ تَنْفُضُ

يَتَخافتُونَ ضَنىً فَمُطْلِقُ أَنَّةٍ
ومُطَامِنٌ من زفرةٍ ومُخَفِّضُ

قبضُوا بأَيدِيهِمْ علَى أكبادِهِمْ
والشَّوقُ ينزِعُ من يدٍ ما تَقبِضُ

فإذَا هُمُ أَمِنُوا المُرَاقِبَ صَرَّحُوا
بِشَكاتِهِمْ وإنْ اسْتَرابُوا أعْرَضُوا

رَحَلُوا وآراءُ البُكَاةِ ورَاءَهُمْ
شَتَّى فَسَافِحُ عَبْرَةٍ ومُغيّضُ

أتْبَعْتُهُمْ نَفَساً ودَمْعاً نَارُ ذا
يشْوي الرِّياضَ وماءُ ذَاكَ يُروّضُ

مَنْ نَاشِدٌ لي بالعَقِيقِ حُشَاشةً
طَاحَتْ ورَاءَ الرَّكبِ سَاعةَ قَوَّضُوا

لمْ تَلْوِ راجِعَةً ولَمْ تلْحَقْ بِهِمْ
حتَّى وَهَتْ ممّا تُطيحُ وتنهَضُ

أَتُرَى رُمَاتُهُمُ درَوا مَنْ أوغَلُوا
في قَلبِهِ تلْكَ السِّهَامَ وخَضْخضُوا

يا قَدْ رَضِيتُ بِمَا أَرَاقُوا مِنْ دَمِي
عَمْداً علَى سُخْطِ القَبيلِ فهَلْ رَضُوا

فَهَنَاهُمُ صَفْوُ الزُّلالِ وإنْ هُمُ
بالرِّيقِ يَومَ وَداعِهِمْ لي أجْرَضُوا

باتُوا أَصِحَّاءَ القُلُوبِ وعندنَا
منهُمْ علَى النأْي المُعلُّ المُمْرِضُ

يا صَاحِ أنْتَ المسْتَشَارُ لِمَا عَرَا
من حَادِثِ الأيَّامِ والمُسْتنهضُ

أشْكُو إليكَ صَبَاً يُعِينُ على دَمِي
بَرْقاً تَأَلَّقَ بعدَ وَهْنٍ يُومِضُ

فَمَنِ المُذِمُّ علَى المحَاجِر من سَنَا
بَرْقٍ كصِلِّ الرَّملِ حينَ يُنْضنِضُ

قَلِقُ الوميضِ فَلَيسَ يغمُضُ طرفَهُ
لَيلاً ولا يَدَعُ المَحَاجِرَ تَغمُضُ

نُشِرَتْ لَهُ لَيلاً على عَذْبِ الحِمَى
حُلَلٌ تُذهَّبُ تارةً وتُفضَّضُ

أحْيَا الدُّجَى نَبْضاً وأَفْنَانِي فَمَا
أجْلَى سَنَاهُ وفيَّ عِرْقٌ ينبِضُ

وبمُنْحَنَى الجرْعَاءَ حَيٌّ ثَوَّرُوا
بالقَلْبِ سَائِرةَ الظُّعُونِ وأَرْبَضُوا

ولَقَدْ دعَوتُ ووجْهُ شَوقي مُقْبِلٌ
بِهِمُ ووجهُ الصَّبْرِ عنِّي مُعْرِضُ

رُدُّوهُ أَحْيَ بِرَدِّهِ أو فالحَقُوا
كُلِّي بِهِ فالحَيُّ لا يتَبعَّضُ

نَفُسُوا بِردِّهِمُ النَّفيسِ وعَوَّضُوا
عَنْهُ الأسَى بُعْداً لِمَا قَد عَوَّضُوا

لَمْ يألَفُوا كَنَفَ العَقِيقِ وإِنَّمَا
شَتُّوا بأَرْبَاعِ الضَّمِيرِ وقَيَّضُوا

يا صَاحِ هَلْ يَهَبُ التَّجلَّدَ وَاهِبٌ
أو تُقرِضُ السُّلْوانَ عنهُ مُقْرِضُ

وأبِي لَقَدْ عَزَّ العَزَاءُ وما بَقَى
بِيديَّ من سَيفِ التجلُّدِ مِقْبَضُ

أنْفَضْتُ من زَادِ السُّلُوِّ وما عَسَى
يبقَى عُقَيبَ نَفَادِ زَادٍ مُنْفِضُ


المتنبي

الحمدان
11-14-2022, 05:27 PM
‏على مـاذا اتفقنـا يا فُـؤادي ؟
إذا ضاقت عليك فمن تنادي؟

تنــادي الله .. خـلَّاق البرايــا
تنادي .. من ينادي "ياعبادي"

الحمدان
11-14-2022, 05:30 PM
يَامَن بِذِكرِكَ هَانَ كُلُّ تَوجُّعٍ
‏يَاسَيِّدَ الثَّقَلينِ يَابَدرًا سَطَع

‏ صَلَّى عَلَيكَ اللهُ مَا هَلَّت هُنَا
‏مُزنٌ بِأمطَارٍ وَمَا بَرقٌ لَمَع

‏ صَلَّى عَلَيكَ اللهُ مَا لَيلٌ أتَى
‏ صَلَّى عَلَيكَ اللهُ مَا فَجرٌ طَلَع..

الحمدان
11-23-2022, 01:08 AM
أحبك أصنافا من الحب لم أجد
لها مثلا في سائر الناس يعرف

فمنهن أن لا يعرض الدهر ذكركم
على الروح إلا كادت الروح تتلف

ومنهن حب للفؤاد يخصه
فلا أمتري فيه ولا أتكلف

وحب بدا للجسم واللون ظاهرا
وحب لدى نفسي من الروح ألطف


برهان الدين القيراطي
العصر المملوكي

الحمدان
11-23-2022, 01:09 AM
روحي تقول وقد جاءت رسائلكم
هل لي إلى الوصل من عقبى أرجيها

ولم أكن قبلها بالشوق أقتلها
إلا لعلمي بأن الشوق يحييها

ولي دموع بسري للورى نطقت
فأطلعت قلبها للناس من فيها

كالنار لونا وإحراقا فوردتها
تجني على الكف إن أهويت تجنيها



برهان الدين القيراطي

الحمدان
11-23-2022, 01:09 AM
بعدت فواشوقاه عن أبيض الثنا
وغبت فوالهفاه عن أخضر القنا

أشع مدحه العالي وذرني والعدى
وبح باسمه الغالي ودعني من الكنا



برهان الدين القيراطي

الحمدان
11-23-2022, 01:10 AM
قالت وقد رابها عدمي ثكلتك من
راض بنزر معاش فيه تكدير

مهلا سليمى سينفي العار عن هممي
هم وعزم وإدلاج وتشمير

ماذا أؤمل من علم ومن أدب
مع معشر كلهم حول الندى عور


برهان الدين القيراطي

الحمدان
11-23-2022, 01:59 PM
ألا يا نسيم الفجر سلم على فجري
فقد غاب في الليل الطويل من الهجر

تضيء الليالي بالنجوم وبدرها
وليل الجفا من غير نجم ولا بدر

وقفت وماذا أستطيع بوقفتي
حسيرًا، وأقدار الغرام بنا تجري؟

أدور بعيني نحو كل شعاعة
على الأفق في نجم، أو الأرض في زهر

فيا ويح قلبي! ما له حن كلما
تراءى له شبه انتسام على ثغر؟

متى يا حبيب القلب هجرك ينتهي
ومن أول الأيام فيه انتهى صبري.

الرافعي

الحمدان
11-23-2022, 06:42 PM
إِذا أَظمَأتَكَ أَكُفُّ الرِجالِ
كَفَتكَ القَناعَةُ شبعاً وَريّا

فَكُن رَجُلاً رِجلُهُ في الثَرى
وَهامَةُ هِمَّتِهِ في الثُرَيّا

أَبِيّاً لِنائِلِ ذي ثَروَةٍ
تَراهُ لِما في يِدَيهِ أَبيّا

فَإِنَّ إِراقَةَ ماءَ الحَيا
ةِ دونَ إِراقَةِ ماءِ المُحَيّا



علي بن أبي طالب رضي الله عنه

الحمدان
11-23-2022, 06:43 PM
وَكَم لِلّهِ مِن لُطفٍ خَفيٍّ
يَدِقُّ خَفاهُ عَن فَهمِ الذَكيِّ

وَكَم يُسرٍ أَتى مِن بَعدِ عُسرٍ
فَفَرَّجَ كُرْبَة القَلبُ الشَجيِّ

وَكَم أَمرٍ تُساءُ بِهِ صَباحاً
وَتَأتيكَ المَسَرَّةُ بِالعَشيِّ

إِذا ضاقَت بِكَ الأَحوالُ يَوماً
فَثِق بِالواحِدِ الفَردِ العَلِيِّ

وَلا تَجزَع إِذا ما نابَ خَطبٌ
فَكَم لِلّهِ مِن لُطفٍ خَفيِّ



علي بن أبي طالب رضي الله عنه

الحمدان
11-23-2022, 11:12 PM
(على مدخل الحمراء) طال بكاؤنا
بكينا على الأجداد والأمجاد

فيا أمة تشدو بماض قد انطوى
وحاضرها يبكي من الإفساد

وماذا يفيد البــوح والشدو والغنا
وفيهـــا يموت العقـل بالأصفاد

فلن يرجع(الحمراء والقدس)كل من
يحـارب دين الله بالإلحاد

ومن يبتغي في الذل عِزًّا من العدا
ومن يلتجي في الخطب للأوغاد

إذا ماأردنا العز والمجـد فلنعد
إلى منهج الإسلام كالأجداد

سلوكا وإيمانا ففيه نجاتنا
لينتصر الأجداد بالأحفاد

الحمدان
11-23-2022, 11:17 PM
إذا مالعقـل سار وراء حـــق
وعاش القلـب للإيمان يرعى

تفيـض جوانح الإنسان خـيرا
فيغمر كـل جـارحة ويسعى

فتصبح سيرة الإنسان غيث
ويحسن في الحياة يدا وصنعا

وليست مهنة الإنسان شرط
ليظهر بين خلـق الله نفعا

الحمدان
11-25-2022, 05:34 AM
مكانكَ يا بدرٌ وإنْ كنتَ واشيًا
لعلكَ تروي عندها بعضَ ما بيا

مكانكَ يا بدرٌ لأشكوَ حبّها
وتشهدُ عندَ اللهِ إن كُنت رائيا

مكانكَ لا تعجلْ لتحضرَ ساعتي
فإنّي أرى ساعاتِ عمري ثوانيا

ويا بدرُ خذ عيني فذاكَ سريرُها
وتلكَ وإن لمْ أدعُها باسمِها هيا

أغارُ عليها أن تقابلَ وجهها
فتنقلَ عنهُ للوشاةِ معانيا

وأخشى عليها من شعاعكَ مثلما
يخافُ على النفسِ الجبانُ المواضيا

فإنّي أرى جسمًا لو أن مدامعي
جرينَ عليهِ أصبحَ الجسمُ داميا


الرافعي

الحمدان
11-28-2022, 12:23 AM
سيأتيكَ الذي ترجوهُ يوماً
فلا تعجَل عليهِ وإنْ تأخّرْ

ولا تجزعْ وقُل يا نفسُ صبراً
فرحمنُ السماءِ قضى وقدّر

سيلطفُ بالقلوبِ ويحتويها
ويجبرُ في الحنايا ما تكسّرْ

حسن بن عبدالله
11-29-2022, 11:10 PM
أخي العزيز الحمدان
شكرا لك على هذه التواجد الفعال
والمشاركات النافعه والمفيده
فبارك الله فيك وجزاك الله خير

الحمدان
11-30-2022, 09:10 PM
أخي العزيز الحمدان
شكرا لك على هذه التواجد الفعال
والمشاركات النافعه والمفيده
فبارك الله فيك وجزاك الله خير



العفو اخي الغالي ابو تركي
أشكرك جزيل الشكر
وهذا واجب علينا تجاه
بيتنا الكبير
لك مني أجمل تحيه وتقدير
لاعدمتك

الحمدان
11-30-2022, 09:11 PM
خفِّفْ عن الناس ما يَلقون من ألمٍ

فإنْ عجـزتَ فأخرجْ طيبَ الكَلِمِ

وانسجْ مِـن الفأل أثوابًا لتُفرحَهم

وكـنْ كنُورٍ لهم في أَحلكِ الظُّلمِ

لا يُسعد الناسَ في قولٍ وفي عملٍ

إلا امـرؤٌ طيِّبُ الأخـلاق والشـيمِ

الحمدان
12-01-2022, 01:36 AM
الشَيبُ كُرهٌ وَكُرهٌ أَن يُفارِقَني
أَعجِب بِشَيءِ عَلى البَغضاءِ مَودودُ

يَمضي الشَبابُ وَقَد يَأتي لَهُ خَلَفٌ
وَالشَيبُ يَذهَبُ مَفقوداً بِمَفقودِ



أبو العتاهية

الحمدان
12-01-2022, 01:37 AM
أَكثَرَ موسى غَيظَ حُسّادِهِ
وَزَيَّنَ الأَرضَ بِأَولادِهِ

وَجاءَنا مِن صُلبِهِ سَيِّدٌ
أَصيَدُ في تَقطيعِ أَجدادِهِ

فَاكتَسَتِ الأَرضُ بِهِ بَهجَةً
وَاستَبشَرَ المَلكُ بِميلادِهِ

وَابتَسَمَ المِنبَرُ عَن فَرحَةٍ
عَلَت بِها ذُروَةُ أَعوادِهِ

كَأَنَّني بَعدَ قَليلٍ بِهِ
بَينَ مَواليهِ وَقُوّادِهِ

في مَحفِلٍ تَخفُقُ راياتُهُ
قَد طَبَّقَ الأَرضَ بِأَجنادِهِ


أبو العتاهية

الحمدان
12-03-2022, 10:11 PM
شَكَوتُ إِلى وَكيعٍ سوءَ حِفظي
فَأَرشَدَني إِلى تَركِ المَعاصي

وَأَخبَرَني بِأَنَّ العِلمَ نورٌ
وَنورُ اللَهِ لا يُهدى لِعاصي


الشافعي

الحمدان
12-03-2022, 10:12 PM
إِذا سَبَّني نَذلٌ تَزايَدتُ رِفعَةً
وَما العَيبُ إِلّا أَن أَكونَ مُسابِبُه

وَلَو لَم تَكُن نَفسي عَلَيَّ عَزيزَةً
لَمَكَنتُها مِن كُلِّ نَذلٍ تُحارِبُه

وَلَو أَنَّني أَسعى لِنَفعي وَجَدتَني
كَثيرَ التَواني لِلَّذي أَنا طالِبُه

وَلَكِنَّني أَسعى لِأَنفَعَ صاحِبي
وَعارٌ عَلى الشَبعانِ إِن جاعَ صاحِبُه


الشافعي

الحمدان
12-03-2022, 10:12 PM
خَبَت نارُ نَفسي بِاشتِعالِ مَفارِقي
وَأَظلَمَ لَيلي إِذ أَضاءَ شِهابُها

أَيا بومَةً قَد عَشَّشَت فَوقَ هامَتي
عَلى الرُغمِ مِنّي حينَ طارَ غُرابُها

رَأَيتِ خَرابَ العُمرِ مِنّي فَزُرتِني
وَمَأواكِ مِن كُلِّ الدِيارِ خَرابُها

أَأَنعَمُ عَيشاً بَعدَ ما حَلَّ عارِضِي
طَلائِعُ شَيبٍ لَيسَ يُغني خَضابُها

إِذا اِصفَرَّ لَونُ المَرءِ وَاِبيَضَّ شَعرُهُ
تَنَغَّصَ مِن أَيّامِهِ مُستَطابُها

فَدَع عَنكَ سَوآتِ الأُمورِ فَإِنَّها
حَرامٌ عَلى نَفسِ التَقيِّ اِرتِكابُها

وَأَدِّ زَكاةَ الجاهِ وَاِعلَم بِأَنَّها
كَمِثلِ زَكاةِ المالِ تَمَّ نِصابُها

وَأَحسِن إِلى الأَحرارِ تَملِك رِقابَهُم
فَخَيرُ تِجاراتِ الكِرامِ اِكتِسابُها

وَلا تَمشِيَن في مَنكِبِ الأَرضِ فاخِراً
فَعَمّا قَليلٍ يَحتَويكَ تُرابُها

وَمَن يَذُقِ الدُنيا فَإِنّي طَعَمتُها
وَسيقَ إِلَينا عَذبُها وَعَذابِها

فَلَم أَرَها إِلّا غُروراً وَباطِلاً
كَما لاحَ في ظَهرِ الفَلاةِ سَرابُها

وَماهِيَ إِلّا جِيَفَةٌ مُستَحيلَةٌ
عَلَيها كِلابٌ هَمُّهُنَّ اِجتِذابُها

فَإِن تَجتَنِبها كُنتَ سِلماً لِأَهلِها
وَإِن تَجتَذِبها نازَعَتكَ كِلابُها

فَطوبى لِنَفسٍ أُولِعَت قَعرَ دارِها
مُغَلِّقَةَ الأَبوابِ مُرخَىً حِجابُها


الشافعي

الحمدان
12-06-2022, 10:59 PM
يا أرضَ مكةَ دثِّريني إن بي
شوقاً و لستُ أظُّـنهُ يخفاكِ

هل يخفى حبُّ الناسِ أرضَكِ
بعدما يوماً أُجيبتْ دعــوةٌ بـ حِمـاكِ

إني أُحِسُّ به الفؤادُ إذا هوى
متوجــهاً ، لا يبتغــي إلَّاكِ

و أُحسُّ أنَّ القلبَ سارعَ خطوتي
عجِلٌ و يسبِقُني إلى لُقياكِ

كم مرةٍ قد جئتُكِ مهمومةً
فـ نسيتُ همَّي عند وَطءِ ثراكِ

كم مرةٍ آتي إليكِ مريضةً
فأرى شفائي حين عيني تراكِ

أرضٌ و ليست ذاتَ زرعٍ أرضُك
لكن رأينا جنــــةً سُكناكِ

و نغصُّ بالعبراتِ عندَ فراقُك
سبحانهُ قد جلَّ من سوَّاكِ

يا أرضَ مكةَ قد نويتُ زيارةً
لكن حُبِستُ و لستُ أبغي سواكِ

ما حيلتي و القلبُ يخفِقُ والهاً
و العينُ سوف تقرُّ من مرآكِ

أشتاقُ سبعاً أن أطوفَ فأرتمي
بالحِجرِ وحدي تحتَ طُهرِ سماكِ

أدعو إلهي في حماهُ و أرتجي
نوراً لـ قلبي من عظيـمِ ضياكِ

أشتاقُــه القرآنَ أتلــو آيـــهُ و صدى
لصوتي في فسيحِ رُباكِ

أشتاقُها الدعواتِ في غسقِ الدجى
في بيــتِ ربٍّ مُنعِــمٍ يرعـاكِ

أوَّاهُ لو أسطيعُ ركضاً جئتُك
و ملئتُ عيني من جميلِ رؤاكِ

لكنهُ خَرطُ القَتادِ يُحيلُها كفَّاي صفراً دون أن تلقاكِ



أمل الشقير

الحمدان
12-06-2022, 11:01 PM
يا ارض مكة في رحابك راحة

تمحو عن القلب الحزين اساه

شوق تضج به مواطن لهفتي

يارب بلغ من يحب مناه

د عبدالرحمن العشماوي

الحمدان
12-08-2022, 08:42 AM
طَلَبتُ المُستَقَرَّ بِكُلِّ أَرضٍ
فَلَم أَرَ لي بِأَرضٍ مُستَقَرّا

أَطَعتُ مَطامِعي فَاِستَعبَدَتني
وَلَو أَنّي قَنِعتُ لَكُنتُ حُرّا


أبو العتاهية

الحمدان
12-08-2022, 08:43 AM
أَلا في سَبيلِ اللَهِ ما فاتَ مِن عُمري
تَفاوَتُ أَيّامي بِعُمري وَما أَدري

فَلابُدَّ مِن مَوتٍ وَلابُدَّ مِن بِلاً
وَلابُدَّ مِن بَعثٍ وَلابُدَّ مِن حَشرِ

وَإِنّا لَنَبلى ساعَةً بَعدَ ساعَةٍ
عَلى قَدَرٍ لِلَّهِ مُختَلِفٍ يَجري

وَنَأمَلُ أَن نَبقى طَويلاً كَأَنَّنا
عَلى ثِقَةٍ بِالأَمنِ مِن غِبَرِ الدَهرِ

وَنَعبَثُ أَحياناً بِما لا نُريدُهُ
وَنَرفَعُ أَعلامَ المَخيلَةِ وَالكِبرِ

وَنَسمو إِلى الدُنيا لِنَشرَبَ صَفواها
بِغَيرِ قُنوعٍ عَن قَذاها وَلا صَبرِ

فَلَو أَنَّ ما نَسمو إِلَيهِ هُوَ الغِنى
وَلَكِنَّهُ فَقرٌ يَجُرُّ إِلى فَقرِ

عَجِبتُ لِنَفسي حينَ تَدعو إِلى الصِبا
فَتَحمِلُني مِنهُ عَلى المَركَبِ الوَعرِ

يَكونَ الفَتى في نَفسِهِ مُتَحَرِّزاً
فَيَأتيهِ أَمرُ اللَهِ مِن حَيثُ لا يَدري

وَما هِيَ إِلّا رَقدَةٌ غَيرَ أَنَّها
تَطولُ عَلى مَن كانَ فيها إِلى الحَشرِ


أبو العتاهية

الحمدان
12-10-2022, 11:53 PM
‏فَسَمِعتُ صَوتاً مِن بَعيدٍ قائِلاً
يا أَيُّها السَّارِي مَكانَكَ تُحمَدِ

لا تَقنَطَنَّ مِنَ النَجَاحِ لِعَثرَةٍ
ما لا يَنالُ اليَومَ يُدرَكُ في غَدِ

الحمدان
12-10-2022, 11:54 PM
‏وإذا شكى أحبابُ قلبي عِلةً
أحسستُها كالسّهم في أضلاعي

إنِّي ضعيفٌ في يسير مُصابِهم
لكنني جلدٌ على أوجاعي

الحمدان
12-10-2022, 11:54 PM
‏يا من قَضَيْتَ الليلَ تلتَحِفُ الأسى
صبرًا فحُزنُكَ لن يطولَ مداهُ

ما دامَ فوقَ العرشِ ربٌّ قادرٌ
سبحانهُ يكفيكَ ما تخشاهُ

الحمدان
12-11-2022, 12:08 AM
قام مدير جامعة الشارقة السابق والجوف لاحقاً الدكتور إسماعيل البشري برثاء أبنائه الخمسة الذين لقوا حتفهم في حادث مروري بالمنطقة الشرقية قبل فتره من الزمن بأبيات شعرية بعنوان
"يا راحلين".
والأبيات الشعرية التي احتوتها القصيدة ترثي جميع أبنائه وبناته: أسماء وأفنان ومحمد وأحمد وسلطان. رحمهم الله؛ حيث أنشد...

رباه رحماك إن الحزن منبجس
رباه رباه لطفاً منك رباه

أنت الإله الذي من حبه سجدت
كل البرايا وهذا الكون يمناه

تقدست منك أسماء وحق لها
فأنت يا رب قيوم عبدناه

تنزلت منك آيات بها رسمت
معالم الحق ديناً فارتضيناه

جاءت بها رسل قد كان خاتمها
نبينا خير من نهوى ونهواه

كتبت في اللوح آجالا لنا رقمت
وعداً أكيداً وحقاً لست تنساه

يا راحلين ولم ترحل مآثرهم
ذكراكم اليوم عطر قد شممناه

أسماء يا دانة الدنيا ويا قمراً
رحيق فكرك ينبوع وردناه

أفنان روح وريحان ومزهرة
أفنان وصف تجلى فيك معناه

محمد الرمز تاج كله درر
آمالك الغر نبراس تبعناه

وأحمد كان للأخلاق مدرسة
فوق النجوم سرت نوراً سجاياه

سلطان والبيت يبكي فيك بهجته
القلب يبكيك والتنهيد والآه

في فقدكم غار معنى الأنس منكسراً
والسعد يندب مخذولاً مطاياه

يا راحلين وفى قلبي محبتكم
قلبي تشظى فويلي من شظاياه

يا راحلين وقد كنتم لنا أملاً
كيف السبيل لكى تبقى بقاياه

كنتم وكنا وكان الحب يجمعنا
والبر والفضل ديوان ورثناه

بنتم وبنّا فما ابتلت جوانحنا
شوقاً لمن كان في عيني سكناه

هل تذكرون دروساً يوم جمعتنا
هل تذكرون حواراً طاب مغناه

هل تذكرون لقاء يوم ختمتنا
هل تذكرون دعاء قد دعوناه

هل تذكرون طوافاً حول كعبتنا
هل تذكرون بها سعياً سعيناه

هل تذكرون احتفالات بكم فرحاً
عند النجاح وكم حفلاً أقمناه

هل تذكرون سباقاً في مسابحنا
هل تذكرون فريقاً قد هزمناه

في كل زاوية ألقى خيالكم في كل ثانية للدمع مجراه

في كل إشراقة تصفو ملامحكم
في كل أمسية للشوق مجراه

أرجوك رباه صبراً أنت معتمدي
ما خاب يا خالقي من كنت مولاه

وأهل بيتي دعائي أن تثبتهم
حتى ينالوا ثواباً منك مجناه

فقد دهى الخطب وامتدت مصيبتنا
حتى بكى الحزن وانثلت زواياه

ومنك يا رب نرجو كل مكرمة
بيتاً من الحمد في الجنات مبناه

والحمد لله ثم الحمد ما بقيت
تلاوة من إمام في مصلاه

الحمدان
12-12-2022, 01:21 AM
ألا يا صَبا نجدٍ متى هجتِ من نجد
لقد زادني مَسراكِ وجدًا على وجدِ

أأن هتفت ورقاءُ في رونق الضحى
على فَنن غضِّ النبات من الرَّند

بكيتَ كما يبكي الوليدُ ولم تكن
جليدًا وأبديتَ الذي لم تكن تُبدي

وقد زعموا أن المحب إذا دنا
يَملُّ وَأنَّ النَّأْيَ يَشْفِي مِنَ الْوَجْدِ

بَكُلٍّ تدَاوَيْنَا فلمْ يُشْفَ ما بِنَا
على أنَّ قُرْبَ الدَّارِ خَيْرٌ مِنَ الْبُعْدِ

على أَنَّ قُرْبَ الدَّارِ ليسَ بِنافِعٍ
إذا كان مَنْ تَهْواهُ ليس بِذي وُدِّ


عبد الله بن الدُّمَينَة

الحمدان
12-12-2022, 01:23 AM
أَمِنْ أَجْلِ دارٍ بالرَّقاشَيْنِ أَعْصَفَتْ

عليها رياحُ الصَّيفِ بَدْءًا ومَرْجِعا

أَرَبَّتْ بها الأَرْواحُ حتى تَنَسَّفَتْ

مَعارِفُها إلاّ الصَّفيحَ المُوَضَّعا

بَكَتْ عَينُكَ اليُسْرى فلمّا زَجَرْتَها

عَنِ الجَهلِ بعدَ الحِلْمِ أَسْبَلَتا مَعا

ولمْ أَرَ مِثلَ العامِرِيَّةِ قَبْلَها

ولا بعدَها يومَ ارْتَحَلْنا مُوَدِّعا

تُريكَ غَداةَ البَيْنِ مُقْلَةَ شادِنٍ

وجيدَ غَزالٍ في القَلائِدِ أَتْلَعا

غَدَتْ مِن عليهِ تَنْفُضُ الطَّلَّ بعدما

رَأَتْ حاجِبَ الشَّمْسِ اسْتَوى وتَرَفَّعا

بأَحْسَنَ مِنْ أُمِّ المُحَيَّا فُجاءَةً

إذا جِيْدُها مِن كِفَّةِ السِّتْرِ أَطْلَعا

فَرَشَّتْ بِقَولٍ كادَ يَشْفي مِنَ الجَوى

تَلُمُّ بهِ أَكْبادَنا أنْ تَصَدَّعا

فما كَلَّمَتْني غيرَ رَجْعٍ وإنّما

تَرَقْرَقَتِ العَيْنانِ منها لِتَدْمَعا

كأنّكَ بِدْعٌ لمْ تَرَ البَيْنَ قَبْلَها

ولم تَكُ بالأُلاّفِ قبلُ مُفَجَّعا

فليتَ جِمالَ الحَيِّ يومَ تَرَحَّلوا

بِذي سَلَمٍ أَمْسَتْ مَزاحِيفَ ظُلَّعا

أَتَبْكي على رَيّا ونَفسُكَ باعَدَتْ

مَزارَكَ مِن رَيَّا وشَعْباكُما مَعا

كأنَّكَ لم تَشْهَدْ وداعَ مُفارِقٍ

ولم تَرَ شَعْبَيْ صاحِبَيْنِ تَقَطَّعا

فإنّي وَجَدْتُ اللَّوْمَ لا يُذْهِبُ الهوى

ولكنْ وجَدْتُ اليأسَ أَجْدى وأنْفَعا

تَهيجُ لهُ الأَحْزانُ والذِّكْرُ كلَّما

تَرَنَّمَ أوْ أَوْفى مِنَ الأرضِ مَيْفَعا

قِفا وَدِّعا نَجْداً ومَنْ حَلَّ بالحِمى

وقَلَّ لِنَجْدٍ عندنا أنْ يُوَدَّعا

بنَفْسي تِلْكَ الأرضُ ما أَطْيَبَ الرُّبى

وما أَحْسنَ المُصْطافَ والمُتَرَبَّعا

وأَذْكُرُ أيّامَ الحِمى ثمَّ أَنْثَني

على كَبِدي مِن خَشْيَةٍ أنْ تَصَدَّعا

إذا راحَ يَمْشي في الرِّداءَيْنِ أَسْرَعَتْ

إليهِ العُيونُ النَّاظِراتُ التَّطَلُّعا

فقلتُ سَقى اللهُ الحِمى دِيَمَ الحَيا

فَقُلْنَ سَقاكَ اللهُ بالسُّمِّ مُنْقَعا

ولمّا رأيتُ البِشْرَ أَعْرَضَ دونَنا

وجالَتْ بَناتُ الشَّوْقِ يَحْنِنَّ نُزَّعا

فإنْ كُنتمُ تَرْجونَ أن يَذْهَبَ الهوى

يَقيناً ونَرْوى بالشَّرابِ فَنَنْقَعا

فَرُدُّوا هُبوبَ الرّيحِ أو غَيِّروا الجَوى

إذا حَلَّ أَلْواذَ الحَشا فَتَمَنَّعا

أَما وجَلالِ اللهِ لو تَذْكُرِينَني

كَذِكْرِيكِ ما كَفَفْتُ للعينِ أَدْمُعا

فقالتْ بلى واللهِ ذِكْراً ! لو انَّهُ

يُصَبُّ على الصَّخْرِ الأَصَمِّ تَصَدَّعا

وأَعْذِلُ فيهِ النَّفْسَ إذ حِيلَ دُونَهُ

وتَأْبى إليهِ النَّفْسُ إلاّ تَطَلُّعا

سَلامٌ على الدّنيا فما هِيَ راحَةٌ

إذا لم يَكُنْ شَمْلي وشَمْلُكُمُ معا

لعَمْري لقد نادى مُنادي فِراقِنا

بِتَشْتيتِنا في كُلِّ وادٍ فأَسْمَعا

كأَنّا خُلِقْنا للنَّوى وكأنّما

حَرامٌ على الأَيّامِ أن نَتَجَمَّعا


الصمة بن عبدالله بن الطفيل القشيري
العصر الاموي

الحمدان
12-12-2022, 01:26 AM
وحنت قلوصي بعد هدء صبابةً
فيا روعة ما راع قلبي حنينها

حنت في عقاليها وشب لعينها
سنا بارقٍ يسرى فجن جنونها

فقلت لها صبراً فكل قرينةٍ
مفارقها لا بد يوماً قرينها

وما برحت حتى ارعوينا لصوتها
وحتى انبرى منا معينٌ يعينها

فقلت لها حني رويداً فإنني
وإياك نبدي عولةً سنبينها


الصمة القشيري

الحمدان
12-13-2022, 07:50 AM
إن الكرام وإن ضاقت معيشتهم
دامت فضيلتهم والأصل غلاب

لله در أناس أينما ذُكروا
تطيب سيرتهم حتى وإن غابوا

ورب مكرمة جمعت شمائلهم
صارت لنا غيثا يسري وينساب

لا يعرفون الشر قيد أنملة
همْ دائما وأبدا للخير أسباب

فى قلب من يلقون تلقى محبتهم
وهم لكل الخلق صحب وأحباب

أولئك الأخيار قد طابت منازلهم
ميراثهم دائما خُلُق وآداب

الحمدان
12-14-2022, 12:56 AM
على الذبالة والفانوس والجاز
عيشي ظلامك حتى يأذن الغازي

وسّعته الصبر مهمازاً فأوسعني
صداً فحطم هذا الصد مهمازي

فرت جيوش الدياجي من مكامنها
من دار همدان حتى دار عناز

إذا سألت وزير الكهرباء بها
من أنجز النور فيها؟ قال إنجازي

وإن سألت لماذا ظل في غلس
وادي ابن عمار هز الرأس كالهازي

أظل فيه بلا نور يؤانسني
وفي حنادسه عطلت تلفازي

ولي قرينان لا أنفك دونهما
أصاحب الليل كشافي وعكازي

هذا يضيء لخطوي منتهى قدمي
وذا يُنفّر عني كل وخّاز


عبدالله بن خميس

هذه ابيات بعث بها إلى غازي القصيبي وزير الكهرباء يطلب منه إيصال التيار إلى منزله


ليرد القصيبي على هذه المعاملة التي نقلها معه من مكتبه لسيارته، ويرد بقصيدة مبيناً له البيروقراطية التي يعاني منها، لكنه وضع أملاً عند رفيقه بأنه قد أوصى وهو الوزير الذي ملأ أرجاء السعودية بالنور:

أوعزت للقوم حتى كَلَّ إيعازي
وقلت لا تتركوا صحبي على الجازي

وقلت هذا خميس الشعر جاءكم
يحدو الشوارد لم تهمز بمهماز

أعطاكم من حسان الشعر فاتنة
مجلوة بين إبداع وإعجاز

وما هجاكم وحلو الطبع شيمتُه
ولو هجاكم لذقتم سطوةَ الهازي

أي الوساطات بين الناس نافذة
إن الوساطة أفعى ذات إنجاز

فوسط الشعر لم يشفع له أحد
سوى القوافي وإكباري وإعزازي

غازي القصيبي

الحمدان
12-14-2022, 01:08 AM
الشِعرُ ديوانُ العَرَب
أَبَداً وَعُنوانُ الأَدَب

لَم أَعدُ فيهِ مَفاخِري
وَمَديحَ آبائي النُجُب

وَمُقَطَّعاتٍ رُبَّما
حَلَّيتُ مِنهُنَّ الكُتُب

لا في المَديحِ وَلا الهِجاء
وَلا المُجونِ وَلا اللَعِب


أبو فراس الحمداني

الحمدان
12-14-2022, 01:10 AM
وَعِلَّةٍ لَم تَدَع قَلباً بِلا أَلَمٍ
سَرَت إِلى طَلَبِ العَليا وَغارِبَها

هَل تُقبَلُ النَفسُ عَن نَفسٍ فَأَفدِيَهُ
اللَهُ يَعلَمُ ماتَغلو عَلَيَّ بِها

لَئِن وَهَبتُكَ نَفساً لا نَظيرَ لَها
فَما سَمَحتُ بِها إِلّا لِواهِبِها


أبو فراس الحمداني

الحمدان
12-16-2022, 02:18 AM
كن كالصباحات إبهاجاً وإشراقا
وللمواجع والآلام ترياقا

وكن بشيرا لأهل الهم أن لهم
رباً قديراً على تفريج ماضاقَ

كم نسمة من خفايا لطفه فتحت
مسالِكاً أُحكِمت من قبل إغلاقا

ونفحة حولت صحراء ظلمتنا
مناهلاً تزدهي ورداً وإيراقا

ومحنة سَلَّ من أغمادها منحا
أهدت إلى الناس أحلاماً وأشواقا

فثِقْ بربك إن الواثقين به
لايعرفون دروب اليأس إطلاقا

وصلِ يامالك الملك العظيم على
أزكى البرية إيماناً وأخلاقا

الحمدان
12-17-2022, 12:58 AM
جاءت وفي يدها إضمامة الزهـر
تفتر عن واضح أنقى من الدرر

تبدي اهتماماً بحالي فوق عادتها
وكم تسائل عن حالي وعن وطــري

واشبعت مفرقي لثماً وطاب لهــــا
دس الأنامل في المبيض من شعري

فقلت لا بد من شيء تخبئــــه
فهكذا تلعب الأنثى على الذكر


حسن علي القاضي جازان

الحمدان
12-17-2022, 08:44 AM
أبيتُ وجنبي ليسَ يحميهِ مضجَعُ
وبعضُ الذي ألقى من النّومِ يُمنعُ

تُقلّبُني الأشواقُ وخزاً كأنّني
بكف الهوَى ثوبٌ رديمٌ يُرقّعُ

فيا أيّها النّوّامُ مالذّةُ الكرى
أما لكم مِثلي فؤادٌ وأضلُعُ ؟

الحمدان
12-18-2022, 01:32 AM
لــــولا الظــــــروف ولـــــولا غصة الألم
لمــــا (حظــرتك) ياعشقـــــي ويانغمي

العـــــــــــاذلون وأهـــــل الحقد ترقبني
فكيف أهـــرب مـــــــن ذاتي إلى عدمي

حفظت حبك فـــــي الأحشاء وانتشرت
آيات حبــــــك فــــــي قلبي وملء دمي

فاصبر على(الحظر)واقبل إن بعدت فما
نويت هجرك.ليس الهجر مــــــن شيمي

فقــــــد عشقتك حتى ظـــــــــــن عاذلنا
أني اتخذتك فـــــــي درب الهوى صنمي

فغضَّ طرفـــــــــــــــك عني بعض عابرة
من الليالي وقـــــــــــل ياعينيَ احتشمي

لتصـرف العـــــــــــــاذل النمام إن لـــــــه
نفس تنقب فـــــــــــــــي الأنفاس والكلم


....

الحمدان
12-18-2022, 01:33 AM
كتب أحدهم يقول:

أيامعشر العـــــــــزاب بالله خبروا
إذا حـــل برد بالفتى كيف يصنع؟

فأجابه شخص آخر

يلوذ بمحــــــــــراب الصـلاة وكلما
تمــــــــــــادى عليـه البرد لله يركع

وبالصوم يُثنِيها ففي الصوم(جُنَّةٌ)
يقي نفسه مـــــــن كل إثم ويردع

ويـأوي إلى فـــرش ثقيل (وكنبل)
وللنفس مــن ذكــر(الزواجة) يمنع

وذلك خيــر مـــــن أنيـــن وحسرة
وسهـــــد وآهــــــات لهـــا يتجـرع

إذا كـان صفر الكف والجيب مقفر
فلا شيء قد يجدي ولاشيء ينفع

الحمدان
12-18-2022, 01:34 AM
وكم فـــي الخلق من أعطاه ربي
جناحي نسر كي يعلـــــو ويسمو

ولكن حلمه قــــــــــــد كان دوما
بأن يحــــــــــــيا كعصفور وينمو

صغير العقــــــــــل والأحلام حقا
له فـــــــــــي عيشة الأقزام سهم

...

الحمدان
12-18-2022, 01:35 AM
أياظالمـــــــــــــاً إن هذا الزمان
زمـــــــان الرزايا وعصر الحلك

وياقـــــــــــاتل النور في حلمنا
تمــــــــاديت لم تلق من يسألك

ولكن أتــــــــــــدري بأن السماء
تعــــــــــــــد خطاياك لن تغفلك

ستأتــــــــــــي إلى الله في ذلةٍ
وحمل مـــــــن الذنب قد أثقلك

فمـــــــــــــن ذا يقيك لقاءً أكيد
بيوم بـــــــــــــــه كل طاغ هلك

....

الحمدان
12-19-2022, 12:15 AM
يا غادراً بي ولم أغدر بصحبتِه
وكان مني مكان السمع والبصر

قد كنت من قلبك القاسي أخال جفاً
فجاء ما خلته نقشاً على حجر

...

الحمدان
12-19-2022, 12:16 AM
فما لعينيكَ إن قلتَ اكففا هَمَتا
ومَا لِقَلْبِك إنْ قُلْتَ اسْتَفِقْ يَهِمِ

أَيَحْسَبُ الصَّبُّ أنَّ الحُبَّ مُنْكتِمٌ
ما بَيْنَ مُنْسَجِم منهُ ومضطَرِمِ

...

الحمدان
12-19-2022, 12:16 AM
يحنُّ الحبيبُ إِلى رؤيتي
وإني إليه أشدُّ حنينا

وتهفو النفوسُ ويأبى القضا
فاشكوا الأنينَ ويشكو الأنينا

...

الحمدان
12-19-2022, 12:17 AM
وَقَد كُنتُ أَحسَبُني صابِراً
جَليدَ القُوى حينَ أَلقى الخُطُوبا

فَأَنكَرتُ نَفسي وَأَلفَيتُها
ضَعيفَ القُوى إِذ فَقَدتُ الحَبيبا

...

الحمدان
12-19-2022, 12:17 AM
إِنَّ الحَبيبَ الَّذي يُرضيهِ سَفك دَمي
دَمي حَلالٌ لَهُ في الحِلِّ وَالحَرمِ

إِن كانَ سَفكُ دَمي أَقصى مُرادِكُمُ
فَلا عَدَت نَظرَةٌ مِنكُم بِسَفكِ دَمي

وَاللَه لَو عَلِمَت روحي بِمَن عَلِقَت
قامَت عَلى رَأسِها فَضلاً عَنِ القَدَمِ

الحلاج

الحمدان
12-19-2022, 12:18 AM
لا تحسبي أن نفسي كالنفوس إذا
حملتهافي هواك الضيم تحتمل

وربما بعث التذكار نحوكم
دمعي فتنكره الأجفان والمقل

...

الحمدان
12-19-2022, 12:18 AM
على أي حال لليالي أعاتب
وأي صروف للزمان أغالب

كفى حزنا إني على القرب نازح
وإني على دعوى شهودي غائب

ابن خلدون

الحمدان
12-19-2022, 12:19 AM
إِلى اللّه أَشكو لوعةً وصبابةً
ترقُّ وَلَكن رقّةً لَيس ترحمُ

وَقلباً إِذا أَضحى يُنهنههُ الأسى
تَمادى يُنادي أسوتي قد تقدّموا


محمود قابادو

الحمدان
12-19-2022, 12:19 AM
وَلَيسَ بِنافِعٍ ذا البُخلِ مالٌ
وَلا مُزرٍ بِصاحِبِهِ السَخاءُ

وَما أَخَّرتَ مِن دُنياكَ نَقصٌ
وَإِن قَدَّمتَ كانَ لَكَ الزَكاءُ


النابغة الشيباني

الحمدان
12-19-2022, 02:53 AM
ألا ليت لي قلبين قلب بحبه
مريض وقلب بعد ذاك طبيبي

فواللَه إن الحب خير محاسني
وواللَه إن الحب شر عيوبي



مصطفى صادق الرافعي

الحمدان
12-19-2022, 02:55 AM
باح الفؤاد بسرّ كنت أخفيه
فكيف يخفى الهوى والشوق يبديه

ما زلت أكتم سر الحب في كبدي
حتى أباحت دموعي بالذي فيه


...

الحمدان
12-19-2022, 03:08 AM
إني بحبك كم عذول لامني
كم مرّة بالنوم طيفك زارني

شرك الجمال لقيته فاصطادني
يا جارة الوادي طربت وعادني



...

الحمدان
12-19-2022, 03:11 AM
هَلّا سَأَلتِ الخَيلَ يا اِبنَةَ مالِكٍ
إِن كُنتِ جاهِلَةً بِما لَم تَعلَمي

إِذ لا أَزالُ عَلى رِحالَةِ سابِحٍ
نَهدٍ تَعاوَرُهُ الكُماةُ مُكَلَّمِ

طَوراً يُجَرَّدُ لِلطِعانِ وَتارَةً
يَأوي إِلى حَصدِ القَسِيِّ عَرَمرَمِ


عنتره بن شداد

الحمدان
12-20-2022, 03:14 AM
قِفْ فَوْقَ جُرْحِكَ صَابِراً مُتَفَائِلاً
فَالفَأْلُ لِلعَيْشِ السَّعِيْدِ طَرِيْقُ!

لَا تَأْسَ إِنْ ضَاقَتْ عَلَيْكَ… فَإِنَّمَا
فَرَجُ الحَيَاةِ يَجِيْءُ حِيْنَ تَضِيْقُ!

...

الحمدان
12-20-2022, 04:21 AM
وفرزُ النّفوس كفرزِ الصّخور
ففيها النّفيس وفيها الحجر

وبعضُ الأنام كبعض الشّجر
جميلُ القوامِ شحيحُ الثّمر

وبعضُ الوعودِ كبعض الغُيُوم
قويّ الرعودِ شحيحُ المطر

وكمْ من كفيفٍ بصيرِ الفؤاد
وكم من فؤادٍ كفيفِ البصر

وكمْ من أسيرٍ بقلبٍ طليق
وكم من طليقٍ كواه الضّجر

وكم من شهابٍ بعالي السّماء
بطرفةِ عينٍ تراه اندثر

وما كلّ وجهٍ مضيءٍ يدور
بعتمةِ ليلٍ يسمّى قمر

وخيرُ الكلامِ قليلُ الحروف
كثيرُ القطوفِ بليغُ الأثر

فقطرةُ ماءٍ مراراً تدقُّ
على الصَّخْر ِ حتى تشقُّ الصّخر

ولو لم تهزّ الرياحُ الزهورَ
لما فاحَ عطرٌ وماتَ الزَّهَر

الحمدان
12-20-2022, 04:26 AM
تغيرتِ المودة ُ والاخاءُ
و قلَّ الصدقُ وانقطعَ الرجاءُ

و أسلمني الزمانُ إلى صديقٍ
كثيرِ الغدرِ ليس له رعاءُ

وَرُبَّ أَخٍ وَفَيْتُ لهُ وَفِيٍّ
و لكن لا يدومُ له وفاءُ

أَخِلاَّءٌ إذا استَغْنَيْتُ عَنْهُمْ
وأَعداءٌ إذا نَزَلَ البَلاَءُ

يديمونَ المودة ما رأوني
و يبقى الودُّ ما بقيَ اللقاءُ

و ان غنيت عن أحد قلاني
وَعَاقَبَنِي بمِا فيهِ اكتِفَاءُ

سَيُغْنِيْنِي الَّذي أَغْنَاهُ عَنِّي
فَلاَ فَقْرٌ يَدُومُ وَلاَ ثَرَاءُ

وَكُلُّ مَوَدَّة ٍ للِه تَصْفُو
وَلاَ يَصْفُو مَعَ الفِسْقِ الإِخَاءُ

و كل جراحة فلها دواءٌ
وَسُوْءُ الخُلْقِ لَيْسَ لَهُ دَوَاءُ

ولَيْسَ بِدَائِمٍ أَبَدا نعِيْمٌ
كَذَاكَ البُؤْسُ لَيْسَ لهُ بَقَاءُ

اذا نكرتُ عهداً من حميم
ففي نفسي التكرُّم والحَيَاءُ

الشافعي

الحمدان
12-20-2022, 04:52 AM
ذم الخِذْلَان في واحة الشِّعر

● قال طالب بن أبي طالب :

ألا إنَّ كَعْبًا في الحروبِ تخاذلوا
فأَرْدَتْهُم الأيَّامُ واجترحوا ذَنْبا

● وقال زيد الخيل :

فلو أنَّ نصرًا أصلحتْ ذاتَ بيننا
لضحَّت رويدًا عن مطالبِها عمرُو

ولكن نصرًا أرتعتْ وتخاذلتْ*
وكانت قديمًا مِن خلائقها الغَفْرُ

● وقال زهير بن أبي سلمى :

ألم ترَ للنُّعمانِ كان بنجوةٍ
مِن الشَّرِّ لو أنَّ امرأً كان ناجيا

فلم أرَ مخذولًا له مثلُ ملكِه
أقلَّ صديقًا باذلًا أو مواسيا

● وقال الأعشى :

بينَ مغلوبٍ تليلٍ خدُّه
وخَذُولِ الرِّجلِ مِن غير كسحِ

● وقال الشَّاعر :

مَن يتَّقِ الله يُحْمَدْ في عواقبِه
ويَكفِه شرَّ مَن عزُّوا ومَن هانوا

مَن استعان بغيرِ اللهِ في طلبٍ
فإنَّ ناصرَه عجزٌ وخِذْلانُ

● وقال عبيد العنبري :

إذا ما أراد اللهُ ذلَّ قبيلةٍ
رماها بتشتيتِ الهوى والتَّخَاذلِ

● وقال الشَّاعر :

وقد كنتُ أرجو منكم خيرَ ناصرٍ
على حينِ خِذْلَانِ اليمينِ شمالها

فإن أنتم لم تحفظوا لمودَّتي
ذمامًا فكونوا لا عليها ولا لها

● قال مهلهل :

وابكينَ للأيتامِ لـمَّا أقحطوا
وابكين عندَ تخاذلِ الجيرانِ

وابكين مصرعَ جيدِه متزمِّلًا
بدمائِه فلذاك ما أبكاني

الحمدان
12-20-2022, 04:53 AM
ذم الخِذْلَان في واحة الشِّعر

قال طالب بن أبي طالب :

ألا إنَّ كَعْبًا في الحروبِ تخاذلوا
فأَرْدَتْهُم الأيَّامُ واجترحوا ذَنْبا

وقال زيد الخيل :

فلو أنَّ نصرًا أصلحتْ ذاتَ بيننا
لضحَّت رويدًا عن مطالبِها عمرُو

ولكن نصرًا أرتعتْ وتخاذلتْ*
وكانت قديمًا مِن خلائقها الغَفْرُ

وقال زهير بن أبي سلمى :

ألم ترَ للنُّعمانِ كان بنجوةٍ
مِن الشَّرِّ لو أنَّ امرأً كان ناجيا

فلم أرَ مخذولًا له مثلُ ملكِه
أقلَّ صديقًا باذلًا أو مواسيا

وقال الأعشى :

بينَ مغلوبٍ تليلٍ خدُّه
وخَذُولِ الرِّجلِ مِن غير كسحِ

وقال الشَّاعر :

مَن يتَّقِ الله يُحْمَدْ في عواقبِه
ويَكفِه شرَّ مَن عزُّوا ومَن هانوا

مَن استعان بغيرِ اللهِ في طلبٍ
فإنَّ ناصرَه عجزٌ وخِذْلانُ

وقال عبيد العنبري :

إذا ما أراد اللهُ ذلَّ قبيلةٍ
رماها بتشتيتِ الهوى والتَّخَاذلِ

وقال الشَّاعر :

وقد كنتُ أرجو منكم خيرَ ناصرٍ
على حينِ خِذْلَانِ اليمينِ شمالها

فإن أنتم لم تحفظوا لمودَّتي
ذمامًا فكونوا لا عليها ولا لها

قال مهلهل :

وابكينَ للأيتامِ لـمَّا أقحطوا
وابكين عندَ تخاذلِ الجيرانِ

وابكين مصرعَ جيدِه متزمِّلًا
بدمائِه فلذاك ما أبكاني

الحمدان
12-20-2022, 05:02 AM
كانَ اِخضِرار البَحر صرح مَمرد
وَفيهِ لآلٍ لَم تَشن بِثُقوب

كانَ سَواد اللَيل في ضوء صُبحه
سَواد شَباب في بَياض مَشيب


ابن طباطبا العلوي

الحمدان
12-20-2022, 05:05 AM
أعجب بفيل آنس وحشي
طباعة
أَعجَب بِفيل آنس وَحشيِّ

بَهيمة في فطنة الانسيِّ
يَفهَم عَن سائسه السندّي

غِب مَعاني رَمزه الخَفيِّ
أَقبل في سربالِهِ الغَيميِّ

يَزهى بِجُزء مِنهُ قارونيِّ
مملس الجلباب فَاِختيِّ

يَخطو عَلى أَساسه القَويِّ
مِثل السدلى المُوَثق المبنيِّ

مُنَزه في خَلقِهِ السوي
عَن لين مَشى رَكب المَطي

ذي ذَنب مُطَولٍ ثَوري
في مثل رَدف الجُمل البُختي

منخفض الصَوت طَويل العي
يَطوف كَالمزدجر المنهي

يَرنو بِطَرفٍ مِنهُ شادَني
في قُبح وَجه مِنه خَنزيري

خَرطومَهُ كَجعبة التركي
يَغطو بِشَطر مِنهُ خابوطي

حَكى فَما مِن سَمَك بَحري
تَبصره في فيه ذا هَوي

كَالدَلو إِذ تَهوى إِلى القري
تَصُب في مصهرج مَطوي

ناباه في هولهما المخشي
كمثل قرني ناطح طوري

أذناه في صبغهما الفضي
كطيلساني وَلَدى ذِمّي

سائسه عَلَيهِ ذو رُقي
مُنتَصب مِنهُ عَلى كُرسي

سُبحان رَبٍّ قادر عَليِّ
سَخره لِلسائس النوبيِّ

يَطيعه في أَمره المأبي
كَطاعة القَرقور لِلنوتي


ابن طباطبا العلوي العصر العباسي

الحمدان
12-20-2022, 03:01 PM
لِلنّاسِ حِرصٌ عَلى الدُنيا بِتَدبيرِ
وَصَفوُها لَكَ مَمزوجٌ بَتَكديرِ

كَم مِن مُلِحٍّ عَلَيها لا تُساعِدُهُ
وَعاجِزٍ نالَ دُنياهُ بِتَقصيرِ

لَم يُرزَقوها بِعَقلٍ حينما رُزِقوا
لَكِنَّهُم رُزِقوها بِالمقاديرِ

لَو كانَ عَن قُوَّةٍ أَو مُغالَبَةٍ
طارَ البُزاةُ بِأَرزاقِ العَصافيرِ

وَلُقمَةٌ بِجَريشِ الملِحِ آكُلُها
أَحَبُّ مِن لُقمَةٍ تُحشى بِزَنبورِ

كَم لُقمَةٍ جَلَبَت حَتفاً لِصاحِبِها
كَحَبَةِ القَمحِ دَقَّت عُنقَ عَصفورِ


علي بن أبي طالب

الحمدان
12-20-2022, 03:01 PM
لِلنّاسِ حِرصٌ عَلى الدُنيا بِتَدبيرِ
وَصَفوُها لَكَ مَمزوجٌ بَتَكديرِ

كَم مِن مُلِحٍّ عَلَيها لا تُساعِدُهُ
وَعاجِزٍ نالَ دُنياهُ بِتَقصيرِ

لَم يُرزَقوها بِعَقلٍ حينما رُزِقوا
لَكِنَّهُم رُزِقوها بِالمقاديرِ

لَو كانَ عَن قُوَّةٍ أَو مُغالَبَةٍ
طارَ البُزاةُ بِأَرزاقِ العَصافيرِ

وَلُقمَةٌ بِجَريشِ الملِحِ آكُلُها
أَحَبُّ مِن لُقمَةٍ تُحشى بِزَنبورِ

كَم لُقمَةٍ جَلَبَت حَتفاً لِصاحِبِها
كَحَبَةِ القَمحِ دَقَّت عُنقَ عَصفورِ


علي بن أبي طالب

الحمدان
12-20-2022, 03:02 PM
إِذا المُشكِلاتَ تَصَدَّينَ لِي
كَشَفتُ حَقائِقُها بِالنَظَر

وَإِن بَرَقَت في مَخيلِ الظُنو
نِ عَمياءَ لا يَجتَليها البَصَر

مُقَنَّعَةٌ بِغُيوبِ الأُمورِ
وَضَعتُ عَلَيها صَحيحَ الفِكَر

مَعي أَصمَعَ كَظَبا المُرهِفا
تِ أَفري بِهِ عِن بَناتِ السِيَر

لِساناً كَشَقشَقَةِ الأَرحَبِي
يِ أَو كَالحُسامِ اليَماني الذَكَر

وَقَلباً إِذا اِستَنطَقَتهُ الهُمومُ
مُ أَربى عَلَيها بِواهي الذَرَر

وَلَستُ بِإِمَّعَةٍ في الرِجا
لِ أَسائِلُ هَذا وَذا ما الخَبَر

وَلكِنَّني مُذرِبُ الأَصغَرَينِ
أُبَيِّنُ مَع ما مَضى ما غَبَر


علي بن أبي طالب

الحمدان
12-20-2022, 03:02 PM
تَفنى اللَذاذَةُ مِمَّن نالَ صَفوَتَها
مِنَ الحَرامِ وَيَبقى الإِثمُ وَالعارُ

تُبقي عَواقِبَ سوءٍ في مَغَبَّتِها
لا خَيرَ في لَذَةٍ مِن بَعدِها النارُ


علي بن أبي طالب

الحمدان
12-20-2022, 04:56 PM
زِن مِن وَزَنكَ بِما وَزَنكَ
وَما ما وَزَنكَ بِهِ فَزِنهُ

مَن جا إِلَيكَ فَرُح إِلَـهِ
وَمَن جَفاكَ فَصُدَّ عَنهُ

مَن ظَنَّ أَنَّكَ دونَهُ
فَاِترُك هَواهُ إِذَن وَهِنهُ

وَاِرجِع إِلى رَبِّ العِبادِ
فَكُلُّ ما يَأتيكَ مِنهُ


الإمام الشافعي

الحمدان
12-23-2022, 01:31 AM
لَيْسَ الغَريبُ غَريبَ الشام واليَمَنِ
إِنَّ الغَريبَ غَريبُ اللَّحدِ والكَفَنِ

إِنَّ الغَريِبَ لَهُ حَقٌّ لِغُرْبَتـِهِ على الْمُقيمينَ في الأَوطــانِ والسَّكَنِ

سَفَري بَعيدٌ وَزادي لَنْ يُبَلِّغَنـي
وَقُوَّتي ضَعُفَتْ والمـوتُ يَطلُبُنـي

وَلي بَقايــا ذُنوبٍ لَسْتُ أَعْلَمُها
الله يَعْلَمُهــا في السِّرِ والعَلَنِ

مـَا أَحْلَمَ اللهَ عَني حَيْثُ أَمْهَلَني
وقَدْ تَمـادَيْتُ في ذَنْبي ويَسْتُرُنِي

تَمُرُّ سـاعـاتُ أَيّـَامي بِلا نَدَمٍ
ولا بُكاءٍ ولا خوف ولا حـَزَنِ

أَنَـا الَّذِي أُغْلِقُ الأَبْوابَ مُجْتَهِداً
عَلى المعاصِي وَعَيْنُ اللهِ تَنْظُرُنـي

يَـا زَلَّةً كُتِبَتْ في غَفْلَةٍ ذَهَبَتْ
يَـا حَسْرَةً بَقِيَتْ في القَلبِ تُحْرِقُني

دَعْني أَنُوحُ عَلى نَفْسي وَأَنْدِبُـهـا
وَأَقْطَعُ الدَّهْرَ بِالتَّذْكِيـرِ وَالحَزَنِ

كَأَنَّني بَينَ تلك الأَهلِ مُنطَرِحــَاً
عَلى الفِراشِ وَأَيْديهِمْ تُقَلِّبُنــي

وَقد أَتَوْا بِطَبيبٍ كَـيْ يُعالِجَنـي
وَلَمْ أَرَ الطِّبَّ هـذا اليـومَ يَنْفَعُني

واشَتد نَزْعِي وَصَار المَوتُ يَجْذِبُـها
مِن كُلِّ عِرْقٍ بِلا رِفقٍ ولا هَوَنِ

واستَخْرَجَ الرُّوحَ مِني في تَغَرْغُرِها
وصـَارَ رِيقي مَريراً حِينَ غَرْغَرَني

وَغَمَّضُوني وَراحَ الكُلُّ وانْصَرَفوا
بَعْدَ الإِياسِ وَجَدُّوا في شِرَا الكَفَنِ

وَقـامَ مَنْ كانَ حِبَّ النّاسِ في عَجَلٍ
نَحْوَ المُغَسِّلِ يَأْتينـي يُغَسِّلُنــي

وَقــالَ يـا قَوْمِ نَبْغِي غاسِلاً حَذِقاً
حُراً أَرِيباً لَبِيبـاً عَارِفـاً فَطِنِ

فَجــاءَني رَجُلٌ مِنْهُمْ فَجَرَّدَني
مِنَ الثِّيــابِ وَأَعْرَاني وأَفْرَدَني

وَأَوْدَعوني عَلى الأَلْواحِ مُنْطَرِحـاً
وَصـَارَ فَوْقي خَرِيرُ الماءِ يَنْظِفُني

وَأَسْكَبَ الماءَ مِنْ فَوقي وَغَسَّلَني
غُسْلاً ثَلاثاً وَنَادَى القَوْمَ بِالكَفَنِ

وَأَلْبَسُوني ثِيابـاً لا كِمامَ لهـا
وَصارَ زَادي حَنُوطِي حيـنَ حَنَّطَني

وأَخْرَجوني مِنَ الدُّنيـا فَوا أَسَفاً
عَلى رَحِيـلٍ بِلا زادٍ يُبَلِّغُنـي

وَحَمَّلوني على الأْكتـافِ أَربَعَةٌ
مِنَ الرِّجـالِ وَخَلْفِي مَنْ يُشَيِّعُني

وَقَدَّموني إِلى المحرابِ وانصَرَفوا
خَلْفَ الإِمـَامِ فَصَلَّى ثـمّ وَدَّعَني

صَلَّوْا عَلَيَّ صَلاةً لا رُكوعَ لهـا
ولا سُجـودَ لَعَلَّ اللـهَ يَرْحَمُني

وَأَنْزَلوني إلـى قَبري على مَهَلٍ
وَقَدَّمُوا واحِداً مِنهـم يُلَحِّدُنـي

وَكَشَّفَ الثّوْبَ عَن وَجْهي لِيَنْظُرَني
وَأَسْكَبَ الدَّمْعَ مِنْ عَيْنيهِ أَغْرَقَني

فَقامَ مُحتَرِمــاً بِالعَزمِ مُشْتَمِلاً
وَصَفَّفَ اللَّبِنَ مِنْ فَوْقِي وفـارَقَني

وقَالَ هُلُّوا عليه التُّرْبَ واغْتَنِموا
حُسْنَ الثَّوابِ مِنَ الرَّحمنِ ذِي المِنَنِ

في ظُلْمَةِ القبرِ لا أُمٌّ هنــاك ولا
أَبٌ شَفـيقٌ ولا أَخٌ يُؤَنِّسُنــي

فَرِيدٌ .. وَحِيدُ القبرِ، يــا أَسَفـاً
عَلى الفِراقِ بِلا عَمَلٍ يُزَوِّدُنـي

وَهالَني صُورَةً في العينِ إِذْ نَظَرَتْ
مِنْ هَوْلِ مَطْلَعِ ما قَدْ كان أَدهَشَني

مِنْ مُنكَرٍ ونكيرٍ مـا أَقولُ لهم
قَدْ هــَالَني أَمْرُهُمْ جِداً فَأَفْزَعَني

وَأَقْعَدوني وَجَدُّوا في سُؤالِهـِمُ
مَـالِي سِوَاكَ إِلهـي مَنْ يُخَلِّصُنِي

فَامْنُنْ عَلَيَّ بِعَفْوٍ مِنك يــا أَمَلي
فَإِنَّني مُوثَقٌ بِالذَّنْبِ مُرْتَهــَنِ

تَقاسمَ الأهْلُ مالي بعدما انْصَرَفُوا
وَصَارَ وِزْرِي عَلى ظَهْرِي فَأَثْقَلَني

واستَبْدَلَتْ زَوجَتي بَعْلاً لهـا بَدَلي
وَحَكَّمَتْهُ فِي الأَمْوَالِ والسَّكَـنِ

وَصَيَّرَتْ وَلَدي عَبْداً لِيَخْدُمَهــا
وَصَارَ مَـالي لهم حـِلاً بِلا ثَمَنِ

فَلا تَغُرَّنَّكَ الدُّنْيــا وَزِينَتُها
وانْظُرْ إلى فِعْلِهــا في الأَهْلِ والوَطَنِ

وانْظُرْ إِلى مَنْ حَوَى الدُّنْيا بِأَجْمَعِها
هَلْ رَاحَ مِنْها بِغَيْرِ الحَنْطِ والكَفَنِ

خُذِ القَنـَاعَةَ مِنْ دُنْيَاك وارْضَ بِها
لَوْ لم يَكُنْ لَكَ إِلا رَاحَةُ البَدَنِ

يَـا زَارِعَ الخَيْرِ تحصُدْ بَعْدَهُ ثَمَراً
يَا زَارِعَ الشَّرِّ مَوْقُوفٌ عَلَى الوَهَنِ

يـَا نَفْسُ كُفِّي عَنِ العِصْيانِ واكْتَسِبِي
فِعْلاً جميلاً لَعَلَّ اللهَ يَرحَمُني

يَا نَفْسُ وَيْحَكِ تُوبي واعمَلِي حَسَناً
عَسى تُجازَيْنَ بَعْدَ الموتِ بِالحَسَنِ

ثمَّ الصلاةُ على الْمُختـارِ سَيِّدِنـا
مَا وَضّـأ البَرْقَ في شَّامٍ وفي يَمَنِ

والحمدُ لله مُمْسِينَـا وَمُصْبِحِنَا
بِالخَيْرِ والعَفْوْ والإِحْســانِ وَالمِنَنِ

الحمدان
12-23-2022, 01:33 AM
أرى الحزن لا يجدي على من فقدته

ولو كان في حزني مزيد لزدته

تغيرت الأحوال بعدك كلها

فلست أرى الدنيا على ما عهدته

عقدت بك الأيمان بالنجح واثقاً

فحلّت يد الأقدار ما قد عقدته

وكان اعتقادي أنك الدّهر مسعدي

فخانتني الأيام فيما اعتقدته

أردت لك العمر الطّويل فلم يكن

سوى ما أراد الله لا ما أردته

فيا وحشة من مؤنس قد عدمته

ويا وحدة من صاحب قد فقدته

وداع دعاني باسمه ذاكراً له

فأطربني ذكر اسمه فاستعدته

فقدت أحب الناس عندي وخيرهم

فمن لائمي فيه إذا ما نشدته

الحمدان
12-24-2022, 04:55 PM
يارب قد مسّ الفؤادَ قساوةً
وتشققت روحي وأضناها السقم

يا رب إني جئت بابك لائذًا
متضرعًا أخشى عذابك والنقم

مالي سوى ركب لبابك سقته
لم يغن عني ما جمعت.. ولن.. ولم..

مالي سوى ضعفي وقلة حيلتي
مالي سوى دمع ترقرق في الظلم

مناجاه

الحمدان
12-27-2022, 07:08 AM
وخير الناس عند الله شخص
تحلى بالمكارم والصفات

إذا جالسته يومآ تجده
لطيف القول موصول الثبات

وإن فارقته تشتاق دومآ
لرؤيته بدون مقدمات

الحمدان
12-27-2022, 07:09 AM
و شر الناس كذاب دعي
وذو وجهين مختلف الصفات

مع الغرباء ضحاك بشوش
مع الأهلين أفعال العداة

فلا القرآن أصلح فيه شيئا
ولا شيب ولا قرب الممات

الحمدان
12-27-2022, 11:13 PM
أقِيما فروضَ الحُزنِ فالوَقتُ وقتها
لشّمسِ ضُحىً عِندَ الزَّوالِ نَدَبتُها

ولا تَبخَلا عَني بإنفاقِ أدمُعٍ
مُلوَّنة أكوى بها إنْ كَنزتُها

لغائبةٍ عَني وفي القَلبِ شَخصُها
كأني مِن عَيني لقَلبي نَقلتُها

يَقولونَ كَم تَجري لجاريةٍ بَكى
ومَا عَلِموا النّعمى التَي قدْ فَقدتُها

مَلكتِ جهاتي السِّتَّ فيكِ مَحبَّةً
فأنتِ وما أخطا الَّذي قَالَ سِتُّها

ألا في سَبيل الله شمسُ محاسنٍ
وإنْ لمْ تكُن شَمسُ النَّهارِ فأختُها

تعرفتها دَهراً يَسيراً فأعقبتْ
دَوامَ الأسَى؛ يا لَيتَني لَا عَرفتها

وقالَ أناسٌ إنَّ في الدَّمعِ رَاحةً
وتِلكَ لعُمري راحةٌ قَد نَكرتُها

هل الدَّمع إلَّا مقلةٌ قدْ أذبتها
عليكِ وإلَّا مُهجة قد غَسلتُها

قضيتِ فمَا في العيشِ بعدكِ لذَّة
ولا في أمانٍ لو بقيتُ بلغتها

سَلامٌ على الدُّنيا فقد رحلَ الذي
طلبتها مِن أجله وأردتها


ابن نباته المصري

الحمدان
12-27-2022, 11:15 PM
خَالطَ القَلبَ هٌمومٌ وحُزن
وادّكَارٌ بَعدَمَا كانَ اطْمَأنّ

فَهوَ مَشغُوفٌ بِهِنْدٍ هَائِمٌ
يرعوي حِيناً، وأحياناً يَحِنّ

الحمدان
12-27-2022, 11:55 PM
فما نعمةٌ مكفورةٌ قد صنعتها
إلى غير ذي شُكرٍ بما تَبتغي أُخرى

سآتي جَميلًا ما حييتُ فإنني
إذا لم أُفدْ شكرًا أفدْتُ به أَجر


أبو فراس الحمداني

الحمدان
12-27-2022, 11:55 PM
الشِّعرُ ديوانُ العرَبْ
أيضًا وعُنوان الأدَبْ

لم أعدُ فيه مفاخِرِي
ومديح آبائي النُّجُبْ

ومقطعاتٍ ربَّما
حلَّيتُ منهنَّ الكتُبْ

لا في المديحِ ولا الهِجا ءِ
ولا المجونِ ولا اللعِبْ


أبو فراس الحمداني

الحمدان
12-28-2022, 04:43 PM
إن التفاسير في الدنيا بلا عدد
وليس فيها لعمري مثل كشافي

إن كنت تبغي الهدى فالزم قراءته
فالجهل كالداء والكشاف كالشافي


الزمخشري