تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به


الصفحات : 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 [128] 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155

الحمدان
02-04-2025, 11:24 AM
يا من غَدَتْ لعُلاهُ
زُهْرُ النّجومِ مَطايَا

محلُّ قَدْرِك عِنْدي
يجوزُ حَدَّ التَّحايا

لكنّ أَهلَ المعالي
والظَّرْفِ سَنُّوا الهَدايا

وقد بعثتُ وِدادي
وأَبْرَمِيساً ورَايَا

يلتذُّه كلُّ ذَوْقٍ
وتَصْطَفِيه الحَوايا

لا زلتَ تسمو وتَسْقي
عِداكَ كأسَ المنَايا

وسالمَتْك الّليالي
وجانَبتْك الرَّزايا


الفضل بن عبد الملك الهاشمي

الحمدان
02-04-2025, 11:25 AM
وما أُمُّ خِشْفٍ ظَلَّ يوماً وليلةً
ببَلْقَعةٍ بَيْداءَ ظَمْآنَ صادِيَا

تَهيمُ فلا تَدْري إلى أين تَنتهي
مولهَّةً حَيْرَى تَجُوبُ الفَيافِيا

أَضَرَّ بها حَرُّ الهَجِير فلَمْ تَجِدْ
لِغُلتَّها مِنْ بارِدِ الماءِ شافِيا

فلمّا دنتْ من خِشْفِها انعطفتْ له
فألفَتْه ملهوفَ الجَوانحِ طاوِيا

بأَوْجَعَ مِنَّي يومَ شدُّوا رِحالَهمْ
ونادَى منادي الحيِّ أن لا تَلاقِيا


الفضل بن عبد الملك الهاشمي

الحمدان
02-04-2025, 11:27 AM
أقِرّوا لنا يا آل عبّاسَ بالعُلا
فلستمْ لها يا آلَ عبّاسَ أكسَبا

سبقناكُم للدِّين والهجرةِ التي
تأخَّرَ عنها جدُّكمْ وتَحجَّبا

وكنتمْ بني عمِّ النبيّ محمّدٍ
وكنّا بِنيه وهو كان لنا أبا

وليس بنو أعمامِهم في دنوِّهم
كمِثل أخيه خُطّةً وتنسُّبا

ولو لم نكن إلاّ بني العمّ مثلكمْ
لكنتم لنا وَهْداً وكنّا لكم رُبَا

وما يستوي العَمّان هذا مقرَّب
محبّ وهذا بعد بُعْدٍ تقرَّبا

نَبَا جدُّكم عن نَصرِه يومَ بَعْثِه
وجدُّ عليٍّ جدِّنا عنه ما نَبَا


الفضل بن عبد الملك الهاشمي

الحمدان
02-04-2025, 11:43 AM
أَراني مِنكَ يا كَعبَ بنَ عَمروٍ
عَلى قُربِ المَوَدَّةِ في تَقالِ

عَلَيكَ إِذا حَسَدتَ طِلابَ فَضلي
وَلَيسَ عَلَيَّ أَن أَذَرَ المَعالي

حَوَيتَ فَضائِلاً ما نِلتَ مِنها
سِوى بَثَّ العَداوَةِ في الرِّجالِ

وَما ذَنبي إِلى الأَقوامِ إِلّا
مُكاثَرَتي لأَطرافِ العَوالي

وَإِنّي لا أَعُدُّ الرِّفدَ جوداً
لِمَن حَمَّلتُهُ ذُلَّ السُّؤالِ

وَلا أَبغي طَريفَ المالِ إِلّا
لِتُروى راحَتايَ مِنَ النَّوالِ

عَرَفتُ الدَّهرَ مَعرِفَتي بَنيهِ
فَلَستُ أَفِرُّ مِن نُوَبِ اللَّيالي


عبدالله محمد بن سنان

الحمدان
02-04-2025, 11:45 AM
يا شائِداً رَفَعَ الإِيوانَ مُجتَهِداً
خَفِّض عَلَيكَ فَإِنَّ الحادِرَ العالي

وَقَد عَجِبتُ مِنَ الرُّهبانِ إِذ صَدَقوا
لِلنُّسكِ عَن ذَبحِ خِلانٍ وَأَطفالِ

يَكفيكَ قوتك مِمّا أَنتَ تذخره
وما يَصونك من بيت وَسربال

لم يولِموا حَيوانَ البَرِّ واقتَصَروا
عَلى كَوامِنَ في الأَفواهِ أغفالِ

فَحَرَّموا الصَّيدَ جُهداً وَهوَ أَيسَرُ في ال
عُقولِ لَو عَلِموا مِن صَيدِ مُغتالِ

وَمُديَةُ الذَّبحِ أَوحى مِن عَذابِهِمُ
لِلسّانِحاتِ عَلى رِفقٍ وَإِمهالِ

أَم عِندَهُم أَن حَيّاً لا يُحِسُّ إِذاً
هَيهاتَ ما ذاكَ إِلّا خَبطُ جُهّالِ

ما أَكثَرَ الجَهلَ في فُسقٍ وَفي نُسُكٍ
وَالمُضحكين بِأَقوالٍ وَأَعمالِ

أَنَختُ عَنسي وَسارَت في الوَرى حِكمي
فَجالَ فِكري وَشَخصي غَيرُ جَوّالِ

وَلَستُ مِن وُدِّ إِخواني عَلى ثِقَةٍ
فَكَيفَ آمَنُ حُسّادي وَأَقيالي

فَاسمَع كَلامِيَ وافهَم ما أُريدُ بِهِ
وَاستَوصِ خَيراً بِأَغراضٍ وَأَمثالِ

وَاجعَل عِظاتِيَ نُوراً تَستَضيء بِهِ
فَهيَ المَصابيحُ ما شُبَّت لِقُفّالِ

وَخَلِّ مَدحي إِذا ما ضَمَّني جَدَثي
فَلا انتِفاعٌ لِتُربٍ فيهِ مِنهالِ


عبدالله محمد بن سنان

الحمدان
02-04-2025, 11:46 AM
أَستَغفِرُ اللَّهَ مِن تَركي وَإِخلالي
وَهَفوَةٍ خَطَرَت مِنّي عَلى بالي

قَضَيتُ عُمري بِدَرسٍ ما حَظيتُ بِهِ
وَكَيفَ يَنفَعُ عِلمٌ بَينَ جُهّالِ

وَزادَ زُهدِيَ في أَنّي عَرَفتَهُمُ
فَما أَسَيتُ عَلى جاهٍ وَلا مالِ

قَيَّدتُ بِاليَأسِ عَزمي عَن مُطالَبَةٍ
فَلتَحمَدِ اللَّهَ أَفراسي وَأَجمالي

أَعُدُّ أَصدَقَ آمالي مُخادَعَةً
إِذا تَعَلَّقَ أَقوامٌ بآمالي

وَلِلقَناعَةِ عِندي مِنَّةٌ شَكَرَت
وَالشُّكرُ أَحسَنُ إِعظامٍ وَإِجلالِ

قَرَنتُها بِثَراءٍ غَير مُكتَسَبٍ
وَعِفَّةٍ بَينَ إِكثارٍ وَإِقلالِ

مِيراثُ قَومٍ كَفاني بَعدَ عَهدِهِم
فَتوى الظُّنونِ بِإِحرامٍ وَإِحلالِ

سَقى الرَّبيعَ رَبيعٌ جادَ هاطِلُهُ
بِكُلِّ أَسحَمَ صافي الذَّيلِ هَطّالِ

وَخَصَّ رِمسَ سِنانٍ مِن مَواهِبِهِ
بِبارِدٍ كَسُلافِ الخَمرِ سَلسالِ

فَقَد أَعانا عَلى زُهدٍ بميسَرَةٍ
وَأَغنَياني عَن شَدٍّ وَتَرحالِ

أَرَحتُ جِسمي فَلَم تَنصب جَوارِحُهُ
وَقَد أَضَرَّ بِها في الحِرصِ أَمثالي

وَما جَعَلتُ اغتِرابي لِلغِنَى سَبَباً
إِذا تَفَرَّغَ أَقوامٌ لأَشغالِ


عبدالله محمد بن سنان

الحمدان
02-04-2025, 11:49 AM
رَعى اللَّهُ مَن تَيَّمَتهُ العُلى
فَهامَ إِلى وَصلِها وافتَتَن

وَما نالَ عَفواً جَميلَ الثَّناء
وَلَكِن شَراهُ بِأَغلى الثَّمَن

يَدُلُّ عَلى جودِهِ بِشرُهُ
وَما لَمَعَ الغَيثُ إِلّا هَتَن

مَنيعُ الجِوارِ رَفيعُ المَنارِ
مُريعُ الدِّيارِ وَسِيعُ العَطَن

تَلوحُ لَهُ خافِياتُ الغُيوبِ
فَسِرُّ القَضاء لَدَيهِ عَلَن

إِذا أَخصَبَت بِنَداهُ البِلادُ
فَما شاءَتِ السُّحبُ فَلتَفعَلَن

أَبوكَ عَلى تَبلٍ شَنَّها
بَدائِدُ ما حُسِبَت أَن تُشَن

وَسَيفُكَ في هَضَباتِ العُيونِ
عَلَّمَ قَومَكَ ضَربَ القُنَن

وَقَد عَلِمَت حَلَبٌ أَنَّهُ
بَصيرٌ بأَدوائِها في الفِتَن

وَلَولاك كانَت عَلى عادِها
مُرَوَّعَةً كُلَّ يَوم بِفَن

وَكَم حاسِدٍ رامَها بِالمُنى
وَماذا عَلَيها وَلَهوَ الثَّمَن


عبدالله محمد بن سنان

الحمدان
02-04-2025, 11:50 AM
فُؤادٌ يَهيمُ بِذِكرِ الوَطَن
وَدَمعٌ يُعيدُ رُسومَ الدِّمَن

وَلَيلٌ كَما عَلِمَ السّاهِرونَ
أَسيرُ الصَّباحِ عَصِيُّ الوَسَن

وَحي نَزَلتُ بِهِ في الصِّبا
وَما كُنتُ أَعرِفُ بَعدُ الوَطَن

أعقُّ خَليلَيَّ فيهِ القَديمُ
وَأَغدرُ إِخوانِيَ المُؤتَمَن

وَفَقدَ أناس أَعُدُّ الحَيا
ةَ بَعدَهُمُ مِن تَمامِ المِحَن

فَفي أَيِّ نَهجٍ أَرومُ السُّرورَ
وَمِن أَيِّ وَجه أَصُدُّ الحَزَن

وَلي نَظرَة تَستَمِدُّ الغَرامَ
وَقَلبٌ لَهُ كُلُّ يَوم شَجَن

وَبَرحٌ مِنَ الحُبِّ أَخفَيتُهُ
فَقَد أَكثَرَ النّاسُ فيهِ الظَّنَن

وَقالَ الوُشاةُ سَمِعنا بِهِ
فَقُلتُ صَدَقتُم وَلَكِن بِمَن


عبدالله محمد بن سنان

الحمدان
02-04-2025, 11:51 AM
إِذا عامِرٌ فَرَعَت في العُلا
وَلَم يَبقَ مِن فَوقِها مُرتَقى

عَلِقتَ بأَطرافِ ذاكَ النِّجارِ
وَحَلَّت بِعادِيِّ ذاكَ اليَنا

وَقورٌ إِذا طَرَّقَتني الخُطوبُ
وَحَلَّ مِنَ الخَوفِ عِقدَ النُّهى

بِعِشرينَ أَنفَقتُها في الصُّدودِ
وَجُدتُ بِها في زَمانِ النَّوى

وَإِنّي عَلى شَغَفي بِالقَريضِ
لأَذخُرُهُ عَن جَميعِ الوَرى

وَلَكِنَّ حُبَّكَ نادَى بِهِ
وَلَم يَزَلِ المَرءُ طَوعَ الهَوى

وَقَد جَلَّ قَدرُكَ عَن نَظمِهِ
وَلَكِنَّها سُنَّة تُقتَفى


عبدالله محمد بن سنان

الحمدان
02-04-2025, 11:54 AM
إِذا حَدَتِ الرِّيحُ عِيَس الحَيا
وَهَتَّكَ بِالبَرقِ سِترَ الدُّجا

وَظَلَّ يُفَوِّقُ جَوَّ الرِّياضِ
وَيَصقُلُها بِنَسيمِ الصَّبا

فَمَنطَقَ مِنها خُصورَ الوِهادِ
وَتَوَّجَ مِنها رُؤوسَ الرُّبا

وَقَبَّلَ فيها ثُغورَ الأَقاح
مُداعَبَةً لِخُدودِ المَها

فَجَلَّى الغُوَيرَ بِأَوضاحِهِ
وَنَجَّدَهُ بَرقُهُ المُنتَضى

وَزارَ عُذَيبَةَ زَورَ الخَيا
لِ يُعَثِّرُ بَينَ فُروجِ الكَرى

فَراحَ عَلى تُربِها باكِياً
بِجَفنِ الرِّياضِ وَدَمع النَّدى


عبدالله محمد بن سنان

الحمدان
02-04-2025, 11:57 AM
أترى لداء صبابتي ابلال
ولذلك الصدر الصدى بلال

هيهات كل دواء وجد بعدكم
داء لدىّ وكل ماء آل

أمسي وأصبح آيساً من صحتي
وصلاحى العوّاد والعذال

واسوّدت الأيام بعدكم أسىً
فلذا ليالى المستهام طوال

امخيمين بذى الأراك وواردى
ماء هناك اليه يهدى الضال

ان كان عن ميت الكرى غبتم ففى
حيّ الصبابة أنتم نزال

وعلى الحقيقة ما يزل تعطشى
أبداً ولو أنّ الغرام وصال

ما زلت صبّا فى الدنوّ وفي الأسى
متشوقا لكم ولست أزال

ويزيدني لكم تعاليل المنى
شوقاً فمن آلامي الآمال

وأكاد شوقا أن أطير اليكم
لكن علىّ من الجوى أثقال

ويضيق بى رحب الفضاء واننى
مما نحلت كأنما أنا آل

ولئن بقيت فلا يحادث سلوة
حاشا غرامى يعتريه كلال

فلقد خفيت عن العيون فانما
أنا فى الظنون لدى الانين خيال

يا ساكنى البلد الحرام تحية
من مغرم لندنوّكم يحتال

عودوا لموطنكم الذى من بعده
ماء الحياة من الجفون مذال

لله ذاك العيش مرّ فما حلت
من بعده حال لنا أو مال


محمد عبدالمنعم الأنصاري

الحمدان
02-04-2025, 11:59 AM
يَغيبُ إِذا غِبتَ عَنّي السُرورُ
فَلا غابَ أُنسُكَ عَن مَجلِسي

فَكَم نُزهَةٍ فيكَ لِلناظِرينَ
وَكَم راحَةٍ فيكَ لِلأَنفُسِ

فَيا غائِباً لَو وَجَدنا إِلَيهِ
سَبيلاً مَشَينا عَلى الأَرؤُسِ

عَلى ذَلِكَ الوَجهِ مِنّي السَلامُ
وَلا أَوحَشَ اللَهُ مِن مُؤنِسي


.....

الحمدان
02-04-2025, 12:00 PM
قَلَّ الثُقاتُ فَلا تَرَكنَ إِلى أَحَدٍ
فَأَسعَدُ الناسِ مَن لا يَعرِفُ الناسا

لَم أَلقَ لي صاحِباً في اللَهِ أَصحَبُهُ
وَقَد رَأَيتُ وَقَد جَرَّبتُ أَجناسا


.....

الحمدان
02-04-2025, 12:02 PM
وَصاحِبٍ أَصبَحَ لي لائِماً
لَمّا رَأى حالَةَ إِفلاسي

قُلتُ لَهُ إِنّي اِمرُؤٌ لَم أَزَل
أُفني عَلى الأَكياسِ أَكياسي

ما هَذِهِ أَوَّلَ ما مَرَّ بي
كَم مِثلِها مَرَّ عَلى راسي

دَعني وَما أَرضى لِنَفسي وَما
عَلَيكَ في ذَلِكَ مِن باسِ

لَو نَظَرَ الناسُ لِأَحوالِهِم
لَاشتَغَلَ الناسُ عَنِ الناسِ


زهير محمد المهلبي

الحمدان
02-04-2025, 12:03 PM
أَمُؤنِسَ قَلبي كَيفَ أَوحَشتَ ناظِري
وَجامِعَ شَملي كَيفَ أَخلَيتَ مَجلِسي

وَيا ساكِناً قَلبي وَما فيهِ غَيرُهُ
فَدَيتُكَ ما اِستَوحَشتُ مِنهُ لِمُؤنِسِ

وَبِاللَهِ يا أَغنى الوَرى مِن مَلاحَةٍ
تَصَدَّق عَلى صَبٍّ مِنَ الصَبرِ مُفلِسِ

بِما بَينَنا مِن خَلوَةٍ لَم يُبَح بِها
وَما بَينَنا مِن حُرمَةٍ لَم تُدَنَّسِ

أَنِلني الرِضا حَتّى أُغيظَ بِهِ العِدى
وَتَذهَبَ عَنّي خيفَتي وَتَوَجُّسي

رِضاكَ الَّذي إِن نِلتُهُ نِلتُ رِفعَةً
وَأَلبَسَني في الناسِ أَشرَفَ مَلبَسِ

رَعى اللاهُ جيراناً إِذا عَنَّ ذِكرُهُم
يَغارُ الحَيا مِن مَدمَعي المُتَبَجِّسِ

وَيا حَبَّذا الدارُ الَّتي كُنتُ مُدَّةً
أَميلُ إِلى ظَبيٍ بِها مُتَأَنِّسِ

إِذا نَحنُ زُرناها وَجَدنا نَسيمَها
يَفوحُ بِها كَالعَنبَرِ المُتَنَفِّسِ

وَنَمشي حُفاةً في ثَراها تَأَدُّباً
نَرى أَنَّنا نَمشي بِوادٍ مُقَدَّسِ


زهير محمد المهلبي

الحمدان
02-04-2025, 12:10 PM
‏عَيناك مأوَى غُربتِي وحَنينِي
‏وحضارتي وتخلّفي وجنوني

‏وبحَار خوفي فيهِما ومَرافئي
‏وقصائدِي وحرائقي وظنوني

‏وتمرُّدي وتناقضِي وتوتُّري
‏وشموخ شِعري وانكسارَ جبيني

‏وقناعتي بالموت تُولَد فيهما
‏وتشكُّكي ببراءتي ويقِيني

‏وعلاقتي بهما تظلّ بريئةً
‏مادامتا فُي هدأةٍ وسكونِ

....

الحمدان
02-04-2025, 12:13 PM
إنّ من أهوى يليق بها الهوى
وليس لها فيمن علمت مثيلُ

تشُبُّ وتحلو حين يهرم غيرها
وكل رداءٍ ترتديه جميلُ

وأجمل من فصل الربيع خريفها
وأبهج من فجر الشباب أصيلُ

.....

الحمدان
02-04-2025, 12:14 PM
‏قد كسر البُعد أغصاناً لنا يبِستْ
‏وجفّف الشوقُ نهراً كان يروينا

‏كُنا وكُنتم وكان الحُّب يجمعنُا
‏فَهل تُعيد لنا الأيامُ ماضينَا

....

الحمدان
02-04-2025, 12:52 PM
لستُ أنساكِ وقد ناديتِني
‏بفمٍ عَذْبِ المُناداةِ رقيقْ

‏ويدٌ تمتدّ نحوي كَيَدٍ
‏مِن خلال الموجِ مُدَّتْ لِغَريقْ

‏آه يا قِبلةَ أقدامي إذا شَكَتِ
‏الأقدامُ أشواكَ الطّريقْ

‏وبريقًا يظمأُ السّاري لهُ
‏أينَ في عينيكِ ذَيَّاكَ البَرِيقْ

‏إبراهيم ناجي

الحمدان
02-04-2025, 01:04 PM
‏أحبّك كَيف لا تسأل
‏فَهذا الردّ قد يخذل

‏أحبّك مِلئ ما وسِعت
‏سَماواتي وما تَحمل

‏أحبّك عدّ ماء البحرِ
‏والشلّال والجَدول

‏أحبّك حينَما تأتي
‏بملء السّعد أو تُقبل

‏أحبّك حينما تمضي
‏بملء الشوقِ أو ترحل

‏أحبّك دُون قيدٍ قد
‏يقيّد حبّك الأجمَل

‏أحبّك قدر ما اتسَعت
‏فضَاءاتي فهل أُكمِل

.....

الحمدان
02-04-2025, 01:09 PM
ليتَ شعري ضلةً
أيّ شيءٍ قتلكْ

أمرِيضٌ لم تَعُد
أم عدوٌّ خَتَلَكْ

أميمة القينية متسائلةً من قتل ابنها
ختل: راوغ وخدع

الحمدان
02-04-2025, 01:10 PM
يَا سَاهِرًا وهُمُومُ اللَّيلِ تُتْعِبُهُ
‏دَعْهَا لِرَبِّكَ وانظُرْ كَيفَ تَنفَرِجُ

....

الحمدان
02-04-2025, 01:11 PM
جَعَلتُ عِنانَ وُدّي في يَدَيكا
فَلَم أَرَ ذاكَ يُنفَعُني لَدَيكا

وَقَد وَاللَهِ ضِقتُ فَلَيتَ رَبّي
قَضى أَجَلي عَلَيَّ وَلا عَلَيكا

فَلَم أَرَ عاشِقاً لَكَ قَطُّ مِثلي
أَغارُ عَلَيكَ مِن نَظَري إِلَيكا

ماني الموسوس

الحمدان
02-04-2025, 01:29 PM
البحرُ أوَّلُ صعلوكٍ سمعتُ بهِ
لم يدَّخرْ لبنيهِ أوْ لأزواجهِ

يدلُّهُ موجُهُ للساهرينَ على
جوعِ الصغارِ فيسعى خلفَ أمواجهِ

لم يسترحْ منذُ هذهِ الأرضُ لمْ يرَهُ
إنسانُها الفج إلا سَوَء منهاجهِ

ما زالَ يركضُ لمْ نرحمْ كهولتَهُ
كأننا لمْ نعِشْ إلا لإزعاجهِ

الراحلونَ على أكتافِهِ خرجوا
منَ الهلاكِ وما قاموا بإخراجهِ

يذوي ويروي علينا بعضَ سيرتِهِ
بأنَّهُ شاعرٌ يشقى بإنتاجهِ

سنستريحُ قليلًا نصفَ أُغنيةٍ
يكفي لكي يأنسَ الساري بمعراجهِ

ويغسلُ الملحَ منْ عينيهِ علَّ فتىً
في قلبِهِ يستوي غيما لمحتاجهِ

والملحُ شيخوخةُ البحرِ التي خفيت
عنْ عارضيهِ لتستولي على تاجهِ

أخشى على البحرِ لو زادتْ ملوحتُهُ
دقيقتينِ لفاضتْ روحُ حلَّاجهِ

عبدالواحد عمران

الحمدان
02-04-2025, 01:33 PM
لو كان مثلك في زمان محمدٍ
ما جاء في القران برُ الوالدِ

ابن الرومي
في هجاء أبيه

الحمدان
02-04-2025, 01:48 PM
ربَّاه غَيثًا مِنكَ يغسِلُ أدمُعِي
‏ويُذِيب همًّا قَد أطالَ بأضلُعِي

بقلمي

الحمدان
02-04-2025, 01:50 PM
جمالُك في التلطفِ للأنامِ
وفي نشر المحبة والسلامِ

وهل أغنى الوسِيم جَفاءُ طبعٍ
أو استنقاصُ قدرٍ واحترامِ

وكم واسى التًّلطف من حزينٍ
وكم قاسَى المحبُّ من المَلامِ

فلومك للمُحبّ بدون حقٍّ
أشدُّ من الأسنَّةِ والسِّهامِ

ويجبُر خَاطر المكسُورِ لطفٌ
يفيض عَلى تفاصِيل الكلامِ

.....

الحمدان
02-04-2025, 01:53 PM
سهرتُ والجرح لاشيئاً يؤرقنا
احقن دواء القصايد في جراحاتي

أرافق الليل نحكي كيف غربتنا
وكل منا له حزنً وأناتي

وكلما اشكو له حرفي وقافيتي
يزداد حزنً ويبكي من حكاياتي

.....

الحمدان
02-04-2025, 01:57 PM
لعلَّ كُـلّ لـيالـيـنا التي أفِـلَـت
وراءها بعدَ لَسعِ الكربِ أفراحُ

....

الحمدان
02-04-2025, 01:59 PM
وتجَلُّدِي للشَّامِتینَ أُرِیھُمُ
أنِّي لِرَیبِ الدَّھرِ لا أتَضَعضَعُ

حتّى كأنَّي للحَوادِثِ مَروَةٌ
بصَفَا المُشرَّقِ كلَّ یَومٍ تُقرَعُ

أبي ذؤیب الھُذَلي

الحمدان
02-04-2025, 02:07 PM
مهما تميزتِ النساءُ بِرِقَّةٍ
فلبعضهنَّ صرَامَةُ الحَجّاجِ

ولبَعضهِنَّ مِن الرِّجالِ ملامحٌ
لا تخدعَنَّكَ مَسحةُ المكياجِ

جمال الجماعي

الحمدان
02-04-2025, 02:09 PM
إن سارت امرأتان في دربٍ معًا
فالشرقُ غربٌ والشمالُ جنوبُ

بين النساءِ عداوةٌ وخصومةٌ
وتناحرٌ وتقاتلٌ وحروبُ

....

الحمدان
02-04-2025, 05:27 PM
أَقولُ وَقَد ناحَت بِقُربي حَمامَةٌ
أَيا جارَتا هَل تَشعُرينَ بِحالي

مَعاذَ الهَوى ماذُقتِ طارِقَةَ النَوى
وَلا خَطَرَت مِنكِ الهُمومُ بِبالِ

أَتَحمِلُ مَحزونَ الفُؤادِ قَوادِمٌ
عَلى غُصُنٍ نائي المَسافَةِ عالِ

أَيا جارَتا ما أَنصَفَ الدَهرُ بَينَنا
تَعالِي أُقاسِمكِ الهُمومَ تَعالِي

تَعالَي تَرَي روحاً لَدَيَّ ضَعيفَةً
تَرَدَّدُ في جِسمٍ يُعَذِّبُ بالِ

أَيَضحَكُ مَأسورٌ وَتَبكي طَليقَةٌ
وَيَسكُتُ مَحزونٌ وَيَندِبُ سالِ

لَقَد كُنتُ أَولى مِنكِ بِالدَمعِ مُقلَةً
وَلَكِنَّ دَمعي في الحَوادِثِ غالِ

أبو فراس الحمداني

الحمدان
02-04-2025, 05:30 PM
وَحيدٌ مِنَ الخُلّانِ في كُلِّ بَلدَةٍ
إِذا عَظُمَ المَطلوبُ قَلَّ المُساعِدُ

أبو الطيب المتنبي

الحمدان
02-04-2025, 05:32 PM
قَد عُوِّدوا كُلَّ يَومٍ أَن تَكون لَهمُ
ريحُ القِتالِ وَأَسلابُ الَّذينَ لَقوا

ضرار الفهري

الحمدان
02-04-2025, 07:55 PM
وَنَحنُ أُناسٌ عودُنا عودُ نَبعَةٍ
إِذا اِنتَسَبَ الحَيّانِ بَكرٌ وَتَغلِبُ

لَنا نَعَمٌ لا يَعتَري الذَمُّ أَهلَهُ
تُعَقَّرُ لِلضَيفِ الغَريبِ وَتُحلَبُ

وَيُعقَلُ إِن نابَت عَلَيهِ عَظيمَةٌ
إِذا ما أُناسٌ موسِعونَ تَغَيَّبوا

وَيَمنَعُهُ يَومَ الصِياحِ مَصونَةٌ
سِراعٌ إِلى الداعي تَثوبُ وَتُركَبُ

عَناجيجُ مِن آلِ الصَريحِ وَأَعوَجٍ
مَغاويرُ فيها لِلأَريبِ مُعَقَّبُ

وَلَدنٌ مِنَ الخَطِيِّ فيهِ أَسِنَّةٌ
ذَخائِرُ مِمّا سَنَّ أَبزى وَشَرعَبُ

وَبيضٌ كَأَمثالِ العَقيقِ صَوارِمٌ
تُصانُ لِيَومِ الدَوخِ فينا وَتُخشَبُ

وَكُلُّ دِلاصٍ كَالأَضاةِ حَصينَةٍ
تَرى فَضلَها عَن رَبِّها يَتَذَبذَبُ


ميمون بن قيس

الحمدان
02-04-2025, 07:56 PM
أَلا إِنَّ حَرباً بَينَ أَفناءِ مَذحِجٍ
وَبَينَ أَمينٍ حَيثُ كِرامُها

لَحَربٌ يُغِضُّ الشَيخَ مِنها غَبوقُهُ
وَتَظهَرُ سوقِ النساءِ خِدامُها

فَأَشرَعتُ صَدري دونَها لِرِماحِهِم
وَأَحرَزتُ نَفسي أَن تَراخى حِمامُها

وَرُبَّ طَموحٍ في العِنانِ تَرَكتُها
بِسائِلَةٍ الحَصحاصِ مُلقىً لِجامُها

وَعادِيَةٍ سَومَ الجَرادِ وَزَعفُها
بِطَعنٍ كَساها مِنهُ رَدعاً كِلامُها

دَنَوتُ لَها تَحتَ العَجاجِ فَأَدبَرَت
شَواكِلُها اليُسرى كَثيراً سُهامُها


عمرو ابن الحارث

الحمدان
02-04-2025, 07:57 PM
أَخو ثِقَةٍ جَلدُ القُوى ذو مَخارِجٍ
مُخالِطُ حَزمٍ حينَ يُلتَمَسُ الحَزمُ

يَكونُ لَهُ عِندَ النَوائِبِ جُنَّةً
وَمَعقِلَ عِزٍّ حَيثُ تَمتَنِعُ العُصمُ

فَما زِلتُ في لِيني لَهُ وَتَعَطُّفي
عَلَيهِ كَما تَحنو عَلى الوَلَدِ الأُمُّ

وَخَفضٍ لَهُ مِني الجَناحَ تَأَلُّقاً
لِتَدنِيَهُ مِني القَرابَةُ وَالرِحمُ

وَقَولي إِذا أَخشى عَلَيهِ مُصيبَةً
أَلا اَسلَم فَذاكَ الخالُ وَالعَقدُ وَالعَمُّ

وَصَبري عَلى أَشياءَ مِنهُ تُرِيبُني
وَكَظمي عَلى غَيظي وَقَد يَنفعُ الكَظمُ

لِأَستَلَّ مِنهُ الضِغنَ حَتّى اِستَلَلتُهُ
وَقَد كانَ ذا حِقدٍ يَضيقُ بِهِ الجِرمُ

وَأَبَرأتُ غِلَّ الصَدرِ مِنهُ تَوسُّعاً
بِحِلمي كَما يُشفى بِالادوِيَةِ الكَلمُ

فَداوَيتُهُ حَتّى اَرفأَنَّ نِفارُهُ
فَعُدنا كَأَنّا لَم يَكُن بَينَنا صَرمُ

فأَطفَأتُ نارَ الحَربِ بَيني وَبينَهُ
فَأَصبَحَ بَعدَ الحَربِ وَهوَ لَنا سِلمُ


معن بن اوس

الحمدان
02-04-2025, 07:59 PM
عَفا وَخَلا مِمَن عَهِدتُ بهِ خُمُّ
وشاقَكَ بِالمَسحاءِ مِن سَرفٍ رَسمُ

عَفا وَخَلا مِن بَعدِ ما خَفَّ أَهلُهُ
وَحَنَّت بِهَ الأَرواحُ وَالهُطَّلُ السُحمُ

يَلوحُ وَقَد عَفّى مَنازِلَهُ البِلى
كَما لاحَ فَوقَ المعصَمِ الحَسَنِ الوَشمُ

مَدامِنُ حَيٍّ صالِحينَ رَمَت بِهِم
نَوى الشَحطِ إِذ رَدّوا الجِمالَ وِإِذ زَمّوا

بَعَينَينكَ راحوا وَالحُدوجُ كَأنَّها
سَفائِنُ أَو نَخلٌ مُذَلَّلَةٌ عُمُّ

وَفي الحَيِّ نُعمٌ قُرَّةُ العَينِ وَالهَوى
وَأَحسَنُ مَن يَمشي عَلى قَدَمٍ نُعمُ

وَكانَت لِهَذا القَلبِ نُعمٌ زَمانَةً
خَبالاً وَسُقماً لا يُعادِلُهُ سُقمُ

مُنَعَّمَةٌ لَم تَعد في رِسلِ ثَلَّةٍ
وَلَم تَتَجاوَب حَولَ كِلَّتِها البهمُ

سَبَتني بَعَينَي جُؤذُرٍ بَخَميلَةٍ
وَجيدٍ كَجيدِ الرِئمِ زَيَّنَهُ النظمُ

وَوَحفٍ يُثَنّي في العِقاصِ كَأَنَّهُ
عَلَيها إِذا دَنَّت غَدائِرَها كَرمُ

وَأَقنَى كَحَدِّ السَيفِ يَشرَبُ قَبلَها
وَأَشنَبَ رِفّاقِ الثَنايا لَهُ ظَلمُ

لَها كَفَلٌ رابٍ وَساقٌ عَميمَةٌ
وَكَعبٌ عَلاهُ اللَحمُ لَيسَ لَهُ حَجمُ

تَصَيَّدُ أَلبابَ الرِجالِ بِأُنسِها
وَيَقتُلُهُم مِنها التَدَلُّلُ وَالنَغمُ

لُباخِيَّةٌ عَجزاء جُم عِظامُها
نَمَت في نَعيمٍ وَانمَهَلَّ بِها الجِسمُ

توالَدَها بِيضٌ حَرائِر كَالدُمى
نَواعِم لا بيضٌ قِصارٌ وَلا خُثمُ

وَأِجدادُ صدقٍ لا يُعابُ فَعالُهُم
هُمُ النَضَدُ السِرُّ الغَطارِفَةَ الشمُّ

مَطاعِمُ في البُؤسي لِمَن يَعتَريهِمُ
إِذا يُشتَكى في العامِ ذي السَنَةِ الأَزمُ

مَصاليتُ أَبطالٌ إِذا الحَربُ شَمَّرَت
هُمُ النَضدُ السِرُّ الغَطارِفَةُ الشُمُّ

إِذا اِنتَسَبَت مَدَّت يِدَيها إِلى العُلى
وَصَدَّقَها الاِسلامُ وَالحَسَبُ الضَخمُ

كَأَنّي إِذا لَم أَلقَ نُعماً مُجاوِرٌ
قَبائِلَ مِن ياجوجَ مِن دونِها الرَدمُ

وَذي رَحِمٍ قَلمتُ أَظفارَ ضَغنِهِ
بِحِلمِيَ عَنهُ وَهُوَ لَيسَ لَهُ حِلمُ

يُحاوِلُ رَغمي لا يُحاوِلُ غَيرَهُ
وَكَالمَوتِ عِندي أَن يَعُرَّبِهِ الرَغمُ


معن بن اوس

الحمدان
02-04-2025, 08:00 PM
تَضَمَّنتُ بِالأَحسابِ ثُمَّ كَفَيتُها
وَهَل تُوكَلُ الأَحسابُ إِلّا اِلى مِثلي

وإِن يَجنِ قَومي الحَربَ يَوماً كَفَيتُها
وَما أَنا بِالجاني وَلا هِيَ مِن أَجلي

أُمِرُّ وَأُحلي وَالحَياءُ خَليقَتي
وَلا خَيرَ في مَن لا يُمِرُّ وَلا يُحلي

أَجودُ بِمالي دونَ عِرضي وَمَن يُرِد
رَزِيَّةَ عِرضي يَعتَرِضُ دونَهُ بُخلي

وَما أَنا بِالأَعشى لِيَظلِمَ قَومَهُ
أَخافُ مَليكي أَو سَيَحبِسُني

عَجِبتُ لِأَقوامٍ تَمَنّوا لِيَ الرَدى
بِلا تِرَةٍ كانَت وَدَلّاهُمُ خَتلي

فَاِن تُنسِني الآجالُ نَفسي حِمامَها
فَاِنَّ وَرائي أَن يُفَنِّدَني أَهلي

وَأَصبَحَ هادِيَّ العَصا حينَ أَغتَدي
وَيُسلِمُني مِن بَعدِ حِكمَتِهِ عَقلي

وَيَأَمَنُ أَعدائي شَذاتي وَلَم أَكُن
لِأَرأَمَ ذُلاً ما هَدَت قَدَمى نَعلي

وَإِنّي أَخوهُم عِندَ كُلِّ مُلِمَّةٍ
إِذا مِتُّ لَم يَلقوا أَخاً لَهُمُ عِدلي

تَجودُ لَهُم كَفّي بِما مَلَكَت يَدَي
وَقُمتُ بِلا فُحشٍ عَلَيهِمُ وَلا بُخلِ

وَأَورَهَ مِنهُم قَد تَعَدَّيتُ جَهلَهُ
وَلَو شِئتُ جَرَّ الحَبلَ عَن وَجهِهِ حَملي


معن بن اوس

الحمدان
02-04-2025, 08:01 PM
أَعاذِلَ أَقصَري وَدَعي بَياتي
فَاِنَّكَ ذاتُ لَوماتٍ حُماتِ

فَاِنَّ الصُبحَ مُنتَظَرٌ قَريبٌ
وَإِنَّكَ بِالمَلامَةِ لَن تُفاتي

نَأت لَيلى فَلَيلى لا تُواتي
وَضَنَّت بِالمَوَدَّةِ وَالبَناتِ

وَحَلَّت دَارُها سَفوانَ بَعدي
فَذا قارٍ فَمُنخَرَقَ الفُراتِ

تُراعي الريفَ ذائِبَةً عَلَيها
ظِلالُ أَلَفَّ مُختَلِطِ النَباتِ

فَدَعها أَو تَناوَلَها بِعَنسٍ
مِن العَيديّ في قُلُصِ شِخاتِ


معن بن اوس

الحمدان
02-04-2025, 08:01 PM
إِذا قُلتَ فَاِعلَم ما تَقولُ ولا تَكُن
كَحاطِبِ لَيلٍ يِجمَعُ الدِقَّ والجَزلا

مُزَينَةُ قَومي إِن سَأَلتَ فَاِنَّهُم
لَهُم عِزَّةٌ لا تَستَطيعُ لَها نَقلا

وَلَو سِرتَ حَتّى مَطلَعِ الشَمسِ لَم تَجِد
لِقَومٍ عَلى قَومي وَإِن كَرمُوا فَضلا

أَعَفَّ وَأَوفى بِالصَباحِ فَوارِساً
إِذا الخَيلُ جالَت في أَعِنَّتِها قُبلا

نَقولُ فَيُرضى قَولُنا وَنُعينُهُ
وَنَحنُ أُناسٌ نُحسِنُ القِيلَ وَالفِعلا

وَنَحنُ نَفَينا عَن تِهامَةَ بِالقَنا
وِبالَجُردِ يَمعَلنَ الرَقاقَ بِنا مَعلا

مُدَرَّبَةً قُبَّ البُطونِ تَرى لَها
مُتوناً طِوالاً أَدمِجَت وَشَوى عَبلا

إِذا اِمتُرِيَت بِالقِدِّ جاشَت وَاَزبَدَت
وَإِن واضَخَت تَعريبَها وبَلَت وَبلا

لِكُلِّ فَتىً رِخوِ النِجادِ سمَيدَعٍ
وَأَشمَطَ لَم يُخلَق جَباناً وَلا وَغلا

بِأَيديهِمُ سُمرُ المُتونِ مَوارِنٌ
وَمَشهورَةٌ هِندِيَّةٌ أُخضِلَت صَقلا

إِذا ما فَرَغنا مِن قِراعِ كَتيبَةٍ
نَصَبنا إِلى أُخرى تَكونُ لَنا شُغلا

فَكَم مِن عَدُوٍّ قَد أَباحَت رِماحُنا
وَكَم مِن صَديقٍ نالَ مِن سَيبِنا سَجلا


معن بن اوس

الحمدان
02-04-2025, 08:02 PM
إِذا أَنتَ عَزَّيتَ الفُؤادَ عَن الصِبا
تَذَكَّرتَ مِنها الأُنسَ وَالمَنطِقَ الرِسلا

وذا أُشُرٍ عَذباً تَرِفُّ غُروبُهُ
وسالِفَةً في طولِها جُدِلَت جَدلا

وَنَحراً كَفاثورِ اللُجَينِ وَناهِداً
وَبَطناً كَغِمدِ السَيفِ لَم يَدرِ ما الحَملا

فَاِن تَكُ نُعمٌ صَرَّمتَني فَاِنَّها
تَريشُ وَتَبرى لي إِذا جِئتُها النَبلا

تَبَدّى فَتَدنو ثُمَّ تَنأى بِوَصلِها
لِتَبلُغَ مِني أَو لِتَقتُلَني قَتلا

فَما الحَبلُ مِن نُعمٍ بِباقٍ جَديدَهُ
وَلا كائِنٍ إِلّا المَواعيدَ وَالمَطلا

وَردَ قيانُ الحَيِّ حينَ تَحَمَّلُوا
لِبَينِهِمُ أُدماً مُخَيّسَةً بُزلا

رَفَعنَ غَداةَ البَينِ خَزّاً وَيُمنَةً
وَأَكسِيَةً الديباجِ مُبطَنَةً خَملا

عَلى كُلِّ فَتلاءِ الذراعينِ جَمرَةٍ
تَمرُّ عَلى الحاذَينِ مطَّرِداً جَثلا

وَأَصهَبَ نَضاحِ المَقَذِّ مُفَرَّجٍ
جُلالٍ عَلى الحِزّانِ يَستَضلِعُ الحِملا

فَأتَبَعتُ عَينيَّ الحُمولَ صَبابَةً
وَشَوقاً وَقَد جاوَزنَ مِن عالِجٍ رَملا

عِظامَ مَغيلِ الهامِ غُلباً رِقابُها
مُعَرَّقَةَ الأَلحى يَمانِيَةً هُدلا


معن بن اوس

الحمدان
02-04-2025, 08:02 PM
تَوَهَّمتُ رَبعاً بِالمَعبِّرِ واضِحاً
أَبَت قَرَّتاهُ اليَومَ إِلّا تَراوَحا

أَرَبَّت عَلَيهِ رادَةٌ حَضرَمِيَّةٌ
وَمُرتَجِزٌ كَأَنَّ فيهِ المَصابِحا

إِذا هِيَ حَلَّت كَربَلاءَ فَلَعلا
فَجَوزَ العُذَيبِ دونَها فَالنَوابِحا

وَبانَت نَواها مِن نَواكَ وَطاوَعَت
مَعَ الشانئينَ الشامِتاتِ الكَواشِحا

فَقولا لِلَيلى هَل تُعَوِّضُ نادِماً
لَهُ رَجعَةٌ قالَ الطَلاقَ مُمازِحا

فَاِن هِيَ قالَت لا فَقولا لَها بَلى
أَلا تَتَّقينَ الجارِياتِ الذَوابِحا


معن بن اوس

الحمدان
02-04-2025, 08:04 PM
لَعَمرُ أَبي رَبيعَةَ ما نَفاهُ
مِن اَرضِ بَني رَبيعَةَ مِن هَوانِ

لَكانَ هَوى الغَنِيِّ اِلى غِناهُ
وَكانَ مِنَ العَشيرَةِ في مَكانِ

تَكَنَّفَهُ الوُشاةُ فَأَزعَجوهُ
وَدَسٌّ مِن فَضالَةَ غَيرُ واني

فَلَولا أَنَّ أُمَّ أَبيهِ أُمّي
وَأَن مَن قَد هَجاهُ فَقَد هَجاني

وَأَنَّ أَبي أَبوهُ لَذاقَ مِني
مَرارَةَ مِبرَدي وَلَكانَ شاني

إِذا لأَصابَهُ مِني هِجاءٌ
يَذِلُّ بِهِ الرَوِيُّ عَلى لِساني

أَعَلِّمُهُ الرِمايَةَ كُلُّ يَومٍ
فَلَمّا اِستَدَّ ساعِدُهُ رَماني

وَكَم عَلَّمتُهُ نَظمَ القَوافي
فَلَمّا قالَ قافِيَةً هَجاني


معن بن اوس

الحمدان
02-04-2025, 08:05 PM
إذا تقاعَسَ صَعبٌ في حَزامَتِهِ
وإن تعرَّضَ في خيشومِهِ صَيَدُ

رُضناهُ حتَّى يُذِلَّ القَسرُ هامَتَهُ
كَما استَمَرَّ بكفِّ الفَاتِلِ المَسَدُ

فلا تَكُونُوا كَمَن تَغذُو بِدِرَّتِها
أولادَ أُخرى ولا يُغذى لَها ولَدُ

إِن تُصلِحوا أَمرَكُم تَصلُح جَماعَتُكُم
وفي الجَماعةِ ما يَستَمسِكُ العَمَدُ


.....

الحمدان
02-04-2025, 08:05 PM
نَفَرَت قَلوصي مِن حِجارَةِ حَرَّةٍ
بُنِيَت عَلى طَلقِ اليَدَينِ وَهوبِ

لا تَنفُري يا نابُ مِنهُ فَإِنَّهُ
سَبّاءُ خَمرٍ مُسعِرٍ لِحُروبِ

لَولا السَفارُ وَبُعدُ خَرقٍ مَهمَهٍ
لَتَرَكتُها تَحبو عَلى العُرقوبِ

فَرَّ الفَوارِسُ عَن رَبيعَةَ بَعدَما
نَجّاهُمُ مِن غُمَّةِ المَكروبِ

يَدعو عَلِيّاً حينَ أَسلَمَ ظَهرَهُ
فَلَقَد دَعَوتَ هُناكَ غَيرَ مُجيبِ

لِلَهِ دَرُّ بَني عَلِيٍّ إِنَّهُم
لَم يَحمِشوا غَزواً كَوَلغِ الذيبِ

نِعمَ الفَتى أَدى نَبيشَةَ بَزِّهِ
يَومَ الكَديدِ نَبيشَةَ بنِ حَبيبِ

لا يَبعُدَنَّ رَبيعَةُ بنُ مَكَدَّمٍ
وَسَقى الغَوادي قَبرَهُ بِذَنوبِ


ضرار بن الخطاب

الحمدان
02-04-2025, 08:17 PM
وَذو الشَوقِ القَديمِ وَإِن تَعَزّى
مَشوقٌ حينَ يَلقى العاشِقينا

وَكَم مِن خُلَّةٍ أَعرَضتُ عَنها
لِغَيرِ قِلىً وَكُنتُ بِها ضَنينا

عمر بن أبي ربيعة

الحمدان
02-05-2025, 11:37 AM
واسهرُ بعدكِ مُستثقلاً
أهذا هو الليل ما اطوله

وكُنّا إذا ما سهرنا معاً
نقول مِنَ الشوق ما أعجله

....

الحمدان
02-05-2025, 12:05 PM
واصنع جميلًا في الحياةِ فإنّما
‏باللّطفِ تبلغ في القلوبِ مقاما

....

الحمدان
02-05-2025, 12:08 PM
أو نلتقي بعد الوفاءِ كأننا
‏غرباءُ لم نحفظ عهوداً بيننا

‏يا من وهبتُك كل شيء إنني
‏ما زلتُ بالعهد المقدسِ مؤمنا

‏فإذا انتهت أيامُنا فتذكرى
‏أن التي تهواك في الدنيا أنا

.....

الحمدان
02-05-2025, 12:12 PM
سنَكتبُ عن مشاعر لم نَعِشْها
‏ويَقرؤنا المُعادي والصديقُ

‏ويحسبُ منْ يراقبُنا بأنّا
‏على غير السّعادَةِ لا نُفِيقُ

‏ومَا عَلِمُوا بأنّ لَنا خَيالًا
‏تَضيقُ بِنا الحياةُ ولا يَضِيقُ

....

الحمدان
02-05-2025, 12:18 PM
كمَرّ السحابِ يمرّ البشر
‏فناسٌ كغيمٍ وناسٌ مطر

‏وناسٍ بقوا في الحياةِ طويلًا
‏ولم تذكر الأرضُ منهم أثر

‏ومهما أردنا مكوثًا فإنّا
‏محالٌ علينا بأن نستقر

‏وتمضي الحياةُ ونمضي عليها
‏ونبقى بها دائمًا في سفر

.....

الحمدان
02-05-2025, 01:15 PM
دخل كثير عزة على عبدالملك بن مروان فقال له أخبرني بأعجب ما رأيت من عزة
قال يا أمير المؤمنين حججت سنة من السنين وحج زوج عزة بها ولم يعلم أحد منا بصاحبه فلما كنا ببعض الطريق أمرها زوجها بابتياع سمن لتحضير طعام لأهل رفقته فجعلت تدور الخيام خيمة خيمة حتى دخلت إليّ وهي لا تعلم أنها خيمتي

قال وكنت أبري سهماً فلما رأيتها جعلت أبري بيدي حتى بريت اللحم وأنا لا اشعر وجعل الدم يسيل فلما رأت ذلك دخلت وأمسكت بيدي وجعلت تمسح الدم بثوبها
وكان في بيتي نحي سمن فحلفت لتأخذينه فاخذته فلما ذهبت رأى زوجها الدم بثوبها فسألها عنه فكتمته حتى حلف عليها لتخبره فأخبرته فشتمها فحلف عليها ان تذهب ويذهب معها حتى تقف على كثير وتشتمه

وقال في ذلك :

يُكلّفُها الخنزِيرُ شَتْمِي وَمَا بِهَا
هواني ولكنْ للمليكِ استزَلّتِ

هنيئاً مريئاً غيرَ داءٍ مخامرٍ
لعزَّة َ من أعراضنا ما استحلَّتِ

أَسِيئي بِنا أَو أحسِني لا مَلُومَةً
لدينا ولا مَقْلِيّةً إنْ تَقَلَّتِ

الحمدان
02-05-2025, 01:20 PM
إنَّ هذا الورى بيوتُ قصيدٍ
أنا فيها يا مَيُّ بيتُ الرِّثاءِ

....

الحمدان
02-05-2025, 01:24 PM
خدعوا فؤادي بالوصال و عندما
شبوا الهوى في اَضلعي هجروني

لو لم يريدوا قتلتي لم يطعموا
في القرب قلب متيّمٍ مفتون

لم يرحموني حين حان فراقهم
ما ضرهم لو انهم رحموني

نزار قباني

الحمدان
02-05-2025, 01:28 PM
ماذا تريدينَ مني مفاتيح حزني

وحزني كحزن البلابل حزنٌ سعيد

فلا لجنوني ضفاف ولا لاكتئابي حدود

اَنا هكذا اَتسكع بين فنادق حزني

فكم مضغتني بحار وكم بصقتني رعود

لِماذا تُريدينَ تَغييرِ جِلدي

فتغيير جلدي احتمال بعيد

وتغيير صوتي احتِمال

نزار قباني

الحمدان
02-05-2025, 01:30 PM
‌‎قد كنتُ أكفرُ بالـهَوى وبأهـلـهِ
أنتِ التي أرجعتِ لي إيـمَـاني

عيناكِ خَارطتانِ من أوطانِ
وأنـا بــلا وطــنٍ ولا عُـنـوانِ

.....

الحمدان
02-05-2025, 01:59 PM
يا ليتَ شِعري هل يعودنَّ لي
ذا الودُّ من ليلى كما قد مَضَى

إذ قلبُها لِي فارغٌ كلُّه
أم كانَ شيئًا كانَ ثم انقَضَى

حذيفة العرجج

الحمدان
02-05-2025, 02:14 PM
قد كسر البُعد أغصاناً لنا يبِستْ
وجفّف الشوقُ نهراً كان يروينا

كُنا وكُنتم وكان الحُّب يجمعنُا
فَهل تُعيد لنا الأيامُ ماضينَا

.....

الحمدان
02-05-2025, 02:18 PM
ذُلُّ السُّؤالِ شَجىً في الحَلقِ مُعتَرِضُ
مِن دونِهِ شَرَقٌ مِن خَلفِهِ جَرَضُ

ما ماءُ كَفِّكَ إِنْ جادَت وَإِنْ بَخِلَت
مِن ماءِ وَجهيَ إِذْ أَفنَيتُهُ عِوَضُ

أبو تمام

الحمدان
02-05-2025, 02:21 PM
وإنِّي لأرْجُو اللهَ حتَّى كأنَّني
أرى بجَميلِ الظَّنِّ ما اللهُ صانِعُه

محمد الحميري

الحمدان
02-05-2025, 02:26 PM
أنا الغريبُ بأرضٍ لا أراكَ بها
والروحُ عندك إن ما سافرَ الجسدُ

في ضجةِ الناس بات الشوق يعزلني
كأنني في بلادٍ ما بها أحدُ

....

الحمدان
02-05-2025, 03:08 PM
فيُزهِرُ كلّ بيتٍ لُــحتِ فيهِ
ويذبلُ كلّ بيتٍ منكِ خالِ

....

الحمدان
02-05-2025, 03:11 PM
وكنت تقول يا فُلِّي
‏ويا أوراق صَفصافِي

‏وكنتَ تغوص في قلبي
‏وتبحرُ دون مجدافِ

‏وكنتَ تقولُ يا عَيني
‏ويا شِيني ويا قافي

‏وكنتَ تضيءُ لي كونًا
‏وتهمسُ ليسَ بالكافِي

‏فكيفَ سرقت مِدفأتي
‏وجورب ليليَ الحافِي

‏وكيف هتكت أَوشِحَتي
‏ومسَّ البردُ أعطافِي

....

الحمدان
02-05-2025, 03:12 PM
لو أن حظي باتِّساع عيونِها
‏لَحكَمتُ مِن نجدٍ إلى بغداد

.....

الحمدان
02-05-2025, 03:16 PM
شمخت بطيبِ بيانِها وخصالِها
واستروحت أرواحُنا بظلالِها

هي نفحةٌ تسري بنا نسماتُها
ومن السناءِ تبلّجــت بكمالِها

فتفتّحت أذهاننا وتباركت
أقوالنا، وترنّمــــت بجمالها

في محكمِ التّنزيلِ كانَ خلودها
ومن البيانِ يفيضُ عذبُ زلالِها

عرباءُ واثقةُ العرى محفوظةٌ
يشدو الزّمانُ بقدْرِها وجلالها

عجز الجمال عن الكلام مقصّراً
فهي العروس بحسنها ودلالها

كمليكة تعطي الحديث حلاوةً
وشذا الرّحيقِ يذوبُ في أقوالها

يتخيّرُ البلغاء من شذراتِها
وجوامعُ الألفاظِ بعضُ نوالِها

يا ناطق الضاد الفصيحة قاطفاً
متنعّماً بثمارِها وغلالِها

هذي البحور وأنت درٌّ كامنٌ
أنعم بها وبأهلها وخلالها

فركبت متنَ بحورِها متفاخراً
متزوّداً من طيّباتِ سجالِها

.....

الحمدان
02-05-2025, 03:18 PM
‏أَصلَى هواكَ وعينِي فيكَ ساهرةٌ
وأنتَ لا لوعةً تشكو ولا سهرا

نَمْ هانئًا ليس عندي ما أبوحُ بهِ
مات الكلامُ على جفنَيكَ منتحرا

وا خيبةَ القلبِ إنْ أَودَعتُ أغنيتي
عذبَ الشعورِ ومَن أهواهُ ما شَعَرا

ما كان ظنِّي بمن أهواهُ يخذُلُني
لو كنتُ أسمعتُ ألحانَ الهوى حَجَرا

.....

الحمدان
02-05-2025, 04:17 PM
وقد نحب أشخاصاً دون رؤيتهم
لا شيء غير انجذاب الروح للروح

....

الحمدان
02-05-2025, 04:19 PM
وَمَنْ تَكُنِ العَلْياءُ هِمَّةَ نَفْسِهِ
فَكُلُّ الَّذِي يَلْقَاهُ فيها مُحَبَّبُ

البارودي

الحمدان
02-05-2025, 04:22 PM
على درب الحنين رأتك عيني
ومن بين الجميع هواك قلبي

كأن الله قد أبلى فؤادي
بحلم قد أتى يوما بدربي

فما ذنبي وقد أمسيت عشقي
وما ذنب العيون وأنت ذنبي

أراك على الوجوه فيعتريني
جنون يوقد الأشواق قربي

فيفضحني التعثر حين أمشي
وأطوي الدرب في شرق وغرب

.....

الحمدان
02-05-2025, 04:23 PM
تهتز أغصان المودة أحرفاً
ويلين للإحباب الكرام كلام

وتحن بالقلب المحب صبابة
فيطير منها بالوصال سلام

وتحف بالدنيا نسائم ليلة
فإذا التهاني مبدأ وختام

.....

الحمدان
02-05-2025, 04:30 PM
ﻋﺠﺰ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻭﺃﺣﺮﻓﻲ ﻭﻛﻼ‌مي
ﻭﺗﺤﻴﺮﺕ ﻓﻲ ﻭﺻﻔﻜﻢ ﺍﻗﻼ‌ﻣﻲ

ﻋﻦ ﻭﺻﻒ ﻣﻜﻨﻮﻥ ﺍﻟﻔﺆﺍﺩ فحبكك
ﻣﺘﺰﺍﻳﺪ ﺑﺘﺰﺍﻳﺪ الأﻳﺎﻡ

ﻓﺴﻠﻮﺍ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﺇﺫﺍ ﺃﺗﺘﻜﻢ ﻓﺈﻧﻨﻲ
ﺣﻤّﻠﺘُﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻌﻨﻰً ﺳﺎﻣﻲ

ﻓﺈﻟﻴﻜﻢ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻲ ﻭﺧﺎﻓﻖ ﻣﻬﺠﺘﻲ
ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﺗﺤﻴﺘﻲ ﻭﺳﻼ‌ﻣﻲ

.....

الحمدان
02-05-2025, 04:32 PM
ما جمَّل النَّاس مثل جمَال منطقهم
نصفُ الجَمالِ بلين القَول معقودُ

....

الحمدان
02-05-2025, 04:33 PM
لستُ ذليلاً كي اُعز بِقُربهم
أنا عزيز لا يُذل جواري

اخترت نفسي والنفوس عزيزة
أنا لا أعيش العمر دون خيار

لك أن تغيب لن أموت بغُربةٍ
فالأرض أرضي والمدار مداري

لك أن تجِفّ لن أموت من الظمأ
أنا من جرت فوق الثرى أنهاري

لك أن تهُبّ لن أطيح فداخلي
جبل وريح الحب محض غبار

....

الحمدان
02-05-2025, 04:38 PM
إذا ضاقتْ بِكَ الأبوابُ أرْضًا
فَبَابُ اللهِ دَوْمًا لا يَضيقُ

فَقُمْ للبابِ وابْتَهلِ اضطرارًا
بإخلاصٍ كَما يدعو الغَريقُ

وأبْشِرْ سَوفَ تَنْهَمِرُ العطايا
فَمَنْ تدعوهُ مَنَّانٌ رَفِيقُ

....

الحمدان
02-05-2025, 04:39 PM
إِنِّي بَلَغْتُ بِهِ بِالحُبِّ مَنْزِلَةً
‏رُوحِي بِرُوحِهِ وَالأَجسَادُ تَنْفَصِلُ

....

الحمدان
02-05-2025, 04:45 PM
وجميلةٌ فيها المحاسِنُ أُنبِتَت
فكأنها شمسٌ تُحيطُ بِحارُ

في صوتِها شيئٌ إذا ما أنشدَت
تروي الفلاةَ وتَنبُتُ الأزهارُ

ولِطرفِها جَفنٌ نعيسٌ أكحلٌ
يَغوي العُقولَ وَيحبِسُ الأحرارُ

في وجهِها شامٌ يُجاورُ ثغرها
تُطفي بهِ نارٌ وتُشعِلُ نارُ

فكأنها في الحُسنِ صورةَ يوسِفٍ
فيها الجمالُ ونشوةَالثوارُ

.....

الحمدان
02-05-2025, 04:49 PM
للرُّوح أجنحة من فرط ما ارتَجفَتْ
كادتْ تَهدّ على أوتادِهِ البدَنا

بعضُ الأغاني إذا شكّلتها اتّخذَت
من وَحيِ عُمريَ شكلا يشبهُ الكَفَنا

يا ليتني أزرعُ الفردوسَ في لغتي
كي تشرب الكلماتُ الشّهد واللبنا

.....

الحمدان
02-05-2025, 05:08 PM
‏وما سَمَحَت لَنا الدُنيا بِشَيءٍ
‏سِوى تَعليلِ نَفسٍ بِالمُحالِ

.....

الحمدان
02-05-2025, 05:09 PM
ما أنعم العيش في الدُنيا لساكِنها
لَولا التقلّبُ من حالٍ إِلى حالِ

.....

الحمدان
02-05-2025, 05:11 PM
‏إنْ كُنتَ تخشى الغيابَ فإنّني
أخشى لقاءً ليسَ فيهِ تودُّدا

.....

الحمدان
02-05-2025, 05:11 PM
لأقاتِلَنَّ عن التي أحبَبْتُها
‏حتّى أراها في رِحابي تَنْعَمُ

.....

الحمدان
02-05-2025, 05:13 PM
أنتَ القتيلُ بكل مَنْ أحببتَه
فاخترْ لنفسك في الهوى من تصطفي

.....

الحمدان
02-05-2025, 05:14 PM
فكيفَ أنسى أنا يومًا ملامحَهُ
وفي ملامحهِ عُمري الذي رحلا

....

الحمدان
02-05-2025, 05:15 PM
‏حَبيبٌ لَستُ أنظُرهُ بِعيني
وفي قَلبي لَهُ حُبٌّ شَديدُ

.....

الحمدان
02-05-2025, 05:16 PM
مِنْ حَيْثُ أَدْرِي وَلا أَدْري تُبَاغِتُنِي
هَذِي الدُّمُوعُ وَهَذَا الشَّوْقُ وَالتَّعَبُ

.....

الحمدان
02-05-2025, 05:17 PM
إِذا غامَرتَ في شَرَفٍ مَرومٍ
فَلا تَقنَع بِما دونَ النُجومِ

فَطَعمُ المَوتِ في أَمرٍ صَغيرٍ
كَطَعمِ المَوتِ في أَمرٍ عَظيمِ

المتنبي

الحمدان
02-05-2025, 05:18 PM
وُكُلُّ مُنَايَ أَن أَنسَاكَ حَـقًّا
وَأَن أَمحِيكَ مِن نَصِّي وَشِعرِي

وَلكـن كُلَّـمَا خَطَّيتُ حَـرفًا
وَجَدتُكَ مُلهِمي وَإمَامَ فِكرِي

.....

الحمدان
02-05-2025, 06:26 PM
‏ما عادَ يُجدِي فِي الحَياةِ عِتابُ
فَالقَلبُ مُضنىً والشُعورُ مُصابُ

وسِنينُ عُمرِي قَد ترنّحَ خَطْوُها
تَمضِي وفِي طرَفِ الطريقِ سَرابُ

مِن أينَ تَأتِي راحَتِي فمَشاعِري
ظَمأى وحَولِي سُدّتِ الأبوابُ

إنّي بَذلتُ الحُبَّ نَبضًا طاهِرًا
أسَفِي عَلى مَن خَيّبوهُ وَخابُوا

.....

الحمدان
02-05-2025, 06:28 PM
وفي النفسِ حاجاتٌ وفيكَ فطانةٌ
سكوتي بيانٌ عندها وخطابُ

المتنبي

لذلك قالت العرب: رُبَّ سكوتٍ أبلغُ من الكلامِ

الحمدان
02-05-2025, 07:14 PM
مَنالُ العُلى بِالمُرهفاتِ القَواضِبِ
وَسُمرِ العَوالي وَالعِتاقِ الشَوازِبِ

وَليسَ يَنالُ المَجدَ مَن كانَ هَمُّهُ
طروقَ الأَغاني وَاِعتِناق الحَبائِبِ

.....

الحمدان
02-05-2025, 07:15 PM
كَم مِن حَديثٍ في الفُؤادِ مُكَبَّلٍ
وَكَم مِن سُؤالٍ في اللِّسانِ أَسيرُ

وَكَم مِن دُموعٍ في المَآقي حَبيسَةٍ
تَكادُ مِنَ الكِتمانِ فينا تَغورُ

حَمَلنا جِراحاً لا تُداوى بِمَرهَمٍ
وَأَوجاعَ رُوحٍ ليسَ يُداويها طَبيبُ

.....

الحمدان
02-05-2025, 07:17 PM
ستؤذيك في طبع الزمان حقائقه
ويسبقك المكتوب يامن تسابِقه

ويؤذيك من تخشى عليه من الأذى
ويغرس فيك النصل حين تعانقه

وجدت التصاق الناس بالناس كذبة
فكل خليل أنت يوما مفارقه

تخونك عين أنت كفكفت دمعها
ويجحدك الصوت الذي أنت عاشقه

وتشغلك الأعوامُ قبلَ قدومها
وما العمرُ يا مخدوع إلا دقائقُهْ

وتشكو من الماضي الأليم كحاجزٍ
وفي داخل الإنسان تحيا عوائقُهْ

.....

الحمدان
02-05-2025, 07:18 PM
أَيُ سِرٍ فِيكِ إِنِّي لَسْتُ أَدْرِي
كُلُّ مَا فِيكِ مِنَ الأَسْرَارِ يُغْرِي

خَطَرٌ يَنْسَابُ مِنْ مُفْترِ ثغْرِ
فِتْنَةٌ تعْصِف مِنْ لَفْتةِ نَحْرِ

قدَرٌ يُنْسَج مِنْ خصْلَةِ شَعْرِ
زَوْرَقٌ يَسْبَح في مَوْجَةِ عِطْرِ

.....

الحمدان
02-06-2025, 12:15 PM
بكى قلبي على ماضٍ تولّى
على حلمٍ تناثر ليس إلّا

سرابٌ غابت الاحلام فيه
وفي آفاقه وهمٌ تجلّى

فراقٌ مزَّقَ الخفاق حزناً
وماتت فرحتي والدمع صلّى

ليالينا تسائلُ عن ضياها
وكيفَ الخِلُّ عن خِلٍّ تَخَلّا

تقاسمنا زمان الشعر حتى
قوافينا بَدت شمسا وظلّا

رأينا مارأينا في هواهم
وبعدَ الوصلِ عَصفُ البينِ حَلّا

فهل للوصلِ يادنيا سبيلٌ
أجابت سؤلنا بالرفضِ كلّا

....

الحمدان
02-06-2025, 12:19 PM
رُعاةَ اللَيلِ ما فَعَلَ الصَباحُ
وَما فَعَلَت أَوائِلُهُ المِلاحُ

وَما بالُ الَّذينَ سَبوا فُؤادي
أَقاموا أَم أَجَدَّ بِهِم رَواحُ

وَما بالُ النُجومِ مُعَلَّقاتٌ
بِقَلبِ الصَبِّ لَيسَ لَها بَراحُ

كَأَنَّ القَلبَ لَيلَةَ قيلَ يُغدى
بِلَيلى العامِرِيَّةِ أَو يُراحُ

قَطاةٌ عَزَّها شَرَكٌ فَباتَت
تُجاذِبُهُ وَقَد عَلِقَ الجَناحُ

لَها فَرخانِ قَد تُرِكا بِقَفرٍ
وَعُشُّهُما تُصَفِّقُهُ الرِياحُ

إِذا سَمِعا هُبوبَ الريحِ هَبّا
وَقالا أُمَّنا تَأتي الرَواحُ

فَلا بِلَّيلِ نالَت ما تُرَجّي
وَلا في الصُبحِ كانَ لَها بَراحُ

رُعاةَ اللَيلِ كونوا كَيفَ شِئتُم
فَقَد أَودى بِيَ الحُبُّ المُتاح

.....

الحمدان
02-06-2025, 01:09 PM
صَبِّحْ فؤادَكَ بالصلاةِ وبالتُقى
واعْلمْ بأنَّ الصُبحَ ساعاتُ النَقا

ذلِّلِ كيانَكَ للمُهيمنِ رهْبةً
وارأفْ بحالكَ يا حبيبُ ترفُّقا

واسْمَعْ رعاكَ اللَّهُ خيرَ نصيحةٍ
يُعطيكَها مَنْ ذاقَ ويْلاتِ الشَقا

حافظْ على الفجرِ النَديِّ صلاتِهُ
في ذِمَّةِ المَوْلى تكُنْ عندَ اللِقا

واحضر بقلبِكَ في الصباحِ عبادةً
تَجِدِ الحياةَ سعادةً وتألُّقَا

.....

الحمدان
02-06-2025, 01:10 PM
لِمَ حُزنُ قَلبك والصَّباحُ تَنفـسّا
إنَّ الذي مَسحَ الدُّجى يمحو الأسَى

الشّمسُ في قلبِ الصّباحِ سعادةٌ
فاجعلْ بنور الله قلبكَ مشمسا



.....

الحمدان
02-06-2025, 01:19 PM
لا ينتهي وجعُ الغياب بخافقي
حتى تعودي أو تموت عيوني

فإذا مررتِ بخاطري فترفقي
رحماكِ في نبضٍ غدا بجنونِ

في كل ليلٍ أشتكي طيف اللقا
والوَسنُ غادرَ بالغيابِ جفوني

نَفَذَت مدامع لهفتي وتصبري
ما عدتُ أقوى سرك المكنونِ

لا الليلُ يرحمُ في نواظرِ وحشتي
والبعدُ يفتكُ في سرابِ سكوني

والشعرُ في سطري تذمرَ عن يدي
وجع يمزقُ في سطورِ شجوني

آهات سطري ما بدت تقوى على
تدوين حزنٍ في الحشا مدفونِ

فتركت في سطر الغياب مواجعي
وتركت في دربِ الوداعِ ظنوني

ووضعتُ عنواناً بداخلِ قصتي
قد فاقَ من ذاكَ الغيابِ حنيني

فإذا مررتِ بقصتي فترفقي
رحماكِ في وجع غفى وسنينِ

ثم أكتبي سطرَ الختامِ لعلهُ
يطفي مدامع لهفتي وجفوني

لا ينتهي وجع الغيابِ بخافقي
حتى تعودي أو تموت عيوني

.....

الحمدان
02-06-2025, 01:24 PM
وما عسلٌ ببارد ماءِ مُزنٍ
على ظمأٍ لشاربه يُشابُ

بأشهى من لقائكمُ إلينا
فكيف لنا به ومتى الإيابُ

الحارث بن كلدة

الحمدان
02-06-2025, 01:53 PM
فَيا لَيتَ شُربي مِن وِدادِكَ صافِياً
وَشُربِيَ مِن ماءِ الفُراتِ سَرابُ

....

الحمدان
02-06-2025, 01:54 PM
ماذا يضيرُ إذا انتَهَزتَ دَقيقَةً
مِن عُمرِ لَيلِكَ قَبلَ أَن يَتَصَرَّما

وَذَكَرتَ رَبَّكَ خَلوَةً في دَعوَةٍ
رَفَعَت بِدَمعِكَ لِلإجابَةِ سُلَّما

.....

الحمدان
02-06-2025, 01:57 PM
شَوقٌ إِلَيكَ تَفيضُ مِنهُ الأَدمُعُ
وَجَوىً عَلَيكَ تَضيقُ مِنهُ الأَضلُعُ

وَهَوىً تُجَدِّدُهُ اللَيالي كُلَّما
قَدُمَت وَتَرجِعُهُ السِنونَ فَيَرجَعُ

البحتري

الحمدان
02-06-2025, 02:14 PM
‏دعها على اللهِ أقدارًا مقدّرةً
لم يخلق اللهُ إنسانًا وينساهُ

....

الحمدان
02-06-2025, 02:16 PM
يا من أذقتكَ كأسِ وصلِي عذبةٍ
خُنت العُهودَ فَذُق إذن كَأسَ الجَفا

يَبدو بأنك كُنت تَجهلَ قيمتِي
فالآن قد آن الأوانَ لِتعرفا

.....

الحمدان
02-06-2025, 02:18 PM
وبقيت وحدك لا تملّ تساؤلا
والحيرة الخرساء رجع صداكا

وطوى غباب الدهر ما أمّلته
يا ليته لمّا طواه طواكا

.....

الحمدان
02-06-2025, 02:24 PM
عانيتُ عانيتُ لا حزني ابوح بهِ
ولستِ تدرينَ شيئاً عن معاناتي

....

الحمدان
02-06-2025, 02:26 PM
جَهَلَت عيونُ الناسِ ما في داخلي
فوجدتُ ربّي بالفؤادِ بصيرا

يا أيّها الحزنُ المسافرُ في دمي
دعني فقلبي لن يكون أسيرا

ربّي معي فمَنْ الذي أخشى إذا
مادام ربّي يُحسِنُ التدبيرا

وهو الذي قد قال في قرآنه
وكفى بربّك هاديًا ونصيرا

.....

الحمدان
02-06-2025, 02:38 PM
يحلُو صباحي بالذين أُحبهم
حتى وإن لم نجتمع أجسادا

أرواحهم تكفي لِتُشرق هاهُنا
شمسٌ تكونُ لِبهجتي ميلادا

.....

الحمدان
02-06-2025, 03:13 PM
‏يَا ليتَهُمْ عَلِمُوا فِيْ القَلْبِ مَنْزلَهُمْ
أوْ ليْتَهُمْ عَلِمُوا فِيْ قَلْبِ مَنْ نَزَلُوا

وَليتَهُمْ عَلِمُوا مَاذا نُكِنُّ لَهُمْ
فَرُبَّما عَمِلُوا غَيْرَ الذيْ عَمِلُوا

لوْلا الوَفَاءُ لَمَا صُنَّا لَهُمْ ذِمَمَاً
وَلا احْتَمَلْنا الذيْ مَا كانَ يُحْتَمَلُ

.....

الحمدان
02-06-2025, 03:17 PM
ألَم يَشـتَـاقَ قَلـبُـه لِي
وَلَـو مَـرَّه بِـهَـا إِشـتَـاق

أَيُـعـقَــل أنَّــهُ نَـاسِـي
مَشَـاعِــر حُـبَّـنـا البَـرَّاق

أيَنـسَـىٰ هَـكـذَا عَـادِي
يَمُـر يَـومُـه بِلا أَشـوَاق

أيَذكُر فِعـلهُ المَـاضِـي
لِـوَصـلِـي وَاللِـقَـا تَــوَّاق

وَأنَّــه قَـد تَـعـلَّـق بِـي
وَحُــبَّــه دَائِــمَــاً سَـبَّـاق

وَلا يَعشَق أحَـد غَيرِي
وَصِرنَا في الهَوَىٰ عُشَّاق

وَفَجأَه صَارَ هُو قَاسِي
وَكُل فِـعـله بِلا إِشـفَــاق

تَـغَـيَّــر كَـيـفَ لا أَدرِي
وَحَالُه صَـارَ مَـا يَنـطَـاق

.....

الحمدان
02-06-2025, 03:19 PM
يقول قيس قبل موته مخاطباً والد ليلى:

ألا أيها الشيخ الذي ما بنا يرضى
شقيت ولا هنيت من عيشك الغضا

شقيت كما أشقيتني وتركتني
أهيم مع الهلاك لا أطعم الغمض

كأن فؤادي في مخالب طائرٍ
إذا ذكرت ليلى يشد بها قبضا

كأن فجاج الأرض حلقة خاتمٍ
علي فما تزداد طولاً ولا عرضا


فلما مات بسبب هيامه يروى عن والد ليلى
انه ندم وود لو أنه زوجه ليلى

الحمدان
02-06-2025, 04:34 PM
وبنيتُ في قلبي لِقلبكَ منزلاً
وعشقتُ قلبي حين أمسى منزلك

يا ليتَ هذا العُمرِ يُهدى ليتهُ
لوَهبتُ عُمري يا حبيبَ العُمرِ لكْ

قُل لي بربِّك أيُّ سرِّ في الهوى
هذا الهوى يُحيي الذي فيهِ هلك

يا مَن قتلت القلبَ حُبّاً ليتني
بالحُبِّ أغدو ياحَبيبي قاتِلك

.....

الحمدان
02-06-2025, 04:44 PM
زار الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري اليمن عدن 1981
قادما من مهجره في براغ عاصمة تشيكوسلوفاكيا (التشيك حاليا) وألقى في احد الاحتفالات التي اقيمت على شرفه قصيدة عنوانها نونية عصماء
منها هذه الأبيات الرائعة

من موطن الثلج زحافا الى عدن
تسري بي الريح في مهر بلا رسن

كاسي على صهوة منه يصفقها
ما قيّض الله لي من خلقه الحسن

من موطن الثلج من خضر العيون به
لموطن السحر من سمراء ذي يزن

من كل ملتفة الكشحين ناعمة
ميادة مثل غصن البانة اللدن

يا للتصابي اما ينفك يجذبني
على الثمانين جذب النوق بالعطن

قالوا اما تنتشي إلا على خطر فقلت
ذلك من لهوى ومن ددني

سبحان من ألف الضدين في خلدي
فرط الشجاعة في فرط من الجبن

لا اتقي خزرات الذئب ترصدني
واتقي نظرات الاوعج الشدنِ

خيت بي الريح في ايماض بارقة
تلغي مسافة بين العين والاذنِ

لم ادرها زمناً تطوى مراحله
ام انها عثرات العمر بالزمن

والله ما بعدت دارٌ وان بعدت
ما اقرب الشوط من اهلي ومن سكني

ويا شباباً احلتني مفاخرهم
في اي محتضن من أي محتضن

لا يبلغ الشكر ما تشدون من كرمٍ
ولا يوفي بياني سابغ المنن

اتيتكم ومتاعي فيض عاطفة
بها يثار جنان الافوه اللسن

القي اليكم بما انتم احق به
مما ينفس عن شجو وعن حزن

الحمدان
02-06-2025, 05:22 PM
وجئت من سـبأٍ أشـدو بقافـيتي
أُهـيم وجداً بذاتِ الرّونقِ الحسنِ

ونشوةُ السّكرِ تنتابُ الحشا شغفاً
كأنني تـائـهٌ فـي غفـلة الـزّمنِ

وهبتُها الروحَ و استرخصتُها ثمناً
لأجلها يرخصُ الغالي من الثّمنِ

لهوتُ دهراً طويلاً في مفاتنِها
واستقبلتني بحضنٍ دافئٍ مرنِ

ولانقتني بلا خوفٍ ولا خجلٍ
وثغرُها جاد لي بالغيثِ والمُزُنِ

حتى توارت شفاهي في شفائفها
دخلتُ في نوبةٍ عظمى من الوسنِ

وجدّتُ في صدرها الدّفاق متّكئي
وفي لمى شفتيها قد رست سُفني

أنا الـذي يا صـباباتي فـُتـنتُ بها
وهل هناك سوى عشقي من الفتنِ

والله والله لم يـُخـلق لها مـثـلٌ
فوق الثرى أبداً في سائر الزمنِ

ودّعـتُها ودموعُ الوجـدِ هاطلةٌ
أشكو النّوى وأنا في غايةِ الحَزَنِ

اللهُ يـعـلـمُ مـا فـارقـتُـها أبـداً
روحي التي في وداعي فارقت بدني

قفوا حداداً و لفّوا من جدائلِها
حولي قليلاً لأني اخترتُها كَفَني

وفي ثرى روحها فلتدفنوا جسدي
ولتكتبوا فوق قبري عاشق اليمنِ

تلوتُ للعشق في محرابها سوراً
بمحكم الذّكرِ والآياتِ والسّننِ

فهل أتاك حديث القوم من إرمٍ
ذاتِ العمادِ سواها قط لم يكنِ

أريكتي عرش بلقيس العظيم وفي
قصور غمدان مهوى كلِ مفتتنِ

ما بالُها اليوم بالأوجاعِ مثقلةٌ
وتشتكي سطوة الآلامِ والمحنِ

وتنزفُ القهرَ في صنعاء أوردتي
وتصطليني جحيم البؤس في عدنِ

تفاءلي ياربا قحطان وابتسمي
وعانـقـيـني لأنّ البـين أرّقـَني

بعقل بلقيس هاقد جئتُ متّشحاً
سيفَ الإرادة من سيف بن ذي يزنِ

أنا سفـيرُ بلادي فـي مـواجـِعـها
وصوتُها الحرُّ في الأقطار والمدنِ

منذ الولادة لو خُيّرتُ في وطنٍ
لقلت يا أيها الدنيا أنا يمني

د. عبد الكريم العفيري
اليمن

الحمدان
02-06-2025, 06:42 PM
ومن كان في حنايا الروحِ مسكنهُ
فلا فرق إن رأتهُ العين أو غاب

جلال الدين الرومي

الحمدان
02-06-2025, 06:46 PM
لِي في غَرامِكَ هِدنةٌ وفُصولُ
وَمَشاعِرٌ حَولَ الفُؤادِ تَجولُ

إنْ رِدتُ أُخفي فالحنينُ يَبوحُها
وإن لِذتُ بالكِتمانِ دَمعي يقولُ

يَا مَنْ زَرعتَ القَلبَ نبضَةَ عَاشِقٍ
مَنْ ذا الّذي عَنْ شوقهِ مَسؤولُ

أَشتاقُ وَجهُكَ وَالحَنينٌ يَعمّنِي
والطّيفُ نَجمٌ لَيسَ منهُ أقول

كَيفَ السّبيلُ إلى الخلاصِ وَإنني
كَفَراشَة جَناحُها مَبْلولُ

مَا كنتُ أعرِفُ لِلغَرامِ مَهَالِكٍ
حَتّى ابتُليتُ وَخافِقي مَقتُولُ

صِلْني أو اهجُرني فَحُبّكَ خَالِدٌ
خَتَمَ الفُؤادَ وَلَيْسَ عَنهُ يَحولُ

.....

الحمدان
02-06-2025, 06:50 PM
نظَرَتْ فأقصدتْ الفؤاد بطرفها
ثم انثنت عني فكدتُ أهيمُ

ويلاه إن نظرتْ وإن هي أعرضت
وقع السهام ونزعهنّ أليمُ

ابن الرّومي

الحمدان
02-06-2025, 06:51 PM
إنّ العيونَ الّتي في طرفها حَوَرٌ...
ْْقتلننا ثمّ لم يحيين قتلانا

يصرعن ذا اللّبِّ حتّى لاحراكَ به
وهنّ أضعفُ خلقِ الله أركانا

جرير

الحمدان
02-06-2025, 06:59 PM
‏بعض الأمورِ وإن تبدو كنازلةٍ
‏يُخبّئُ الله فيها أعظمَ الفرَجِ

....

الحمدان
02-06-2025, 07:01 PM
حَسَناتي عِندَ الزَمانِ ذُنوبُ
وَفَعالي مَذَمَّةٌ وَعُيوبُ

وَنَصيبي مِنَ الحَبيبِ بِعادٌ
وَلِغَيري الدُنُوُّ مِنهُ نَصيبُ

كُلُّ يَومٍ يُبري السُقامَ مُحِبٌّ
مِن حَبيبٍ وَما لِسُقمي طَبيبُ

فَكَأَنَّ الزَمانَ يَهوى حَبيباً
وَكَأَنّي عَلى الزَمانِ رَقيبُ

إِنَّ طَيفَ الخَيالِ يا عَبلَ يَشفي
وَيُداوى بِهِ فُؤادي الكَئيبُ

وَهَلاكي في الحُبِّ أَهوَنُ عِندي
مِن حَياتي إِذا جَفاني الحَبيبُ

وَلَقَد ناحَ في الغُصونِ حَمامٌ
فَشَجاني حَنينُهُ وَالنَحيبُ

باتَ يَشكو فِراقَ إِلفٍ بَعيدٍ
وَيُنادي أَنا الوَحيدُ الغَريبُ

يا حَمامَ الغُصونِ لَو كُنتَ مِثلي
عاشِقاً لَم يَرُقكَ غُصنٌ رَطيبُ

فَاِترُكِ الوَجدَ وَالهَوى لِمُحِبٍّ
قَلبُهُ قَد أَذابَهُ التَعذيبُ

كُلَّ يَومٍ لَهُ عِتابٌ مَعَ الدَهرِ
وَأَمرٌ يَحارُ فيهِ اللَبيبُ

وَبَلايا ما تَنقَضي وَرَزايا
ما لَها مِن نِهايَةٍ وَخُطوبُ

عنترة بن شداد

الحمدان
02-06-2025, 07:22 PM
يمشي الفقير وكل شيء ضده
والناس تغلق دونه أبوابها

وتراه ممقوتا وليس بمذنب
ويرى العداوة لا يرى أسبابها

حتى الكلاب إذا رأته مقبلاً
نبحت عليه وكشرت أنيابها

وإذا رأت يوماً غنياً ماشياً
حنت إليه وحركت أذنابها

إن الغني وان تكلم بالخطأ
قالوا أصبت وصدقوا ما قالا

وإذا الفقير أصاب قالوا كلهم
أخطأت يا هذا وقلت ضلالا

إن الدراهم في المجالس كلها
تكسو الرجال مهابة وجلالاً

فهي اللسان لمن أراد فصاحةً
وهي السلاح لمن أراد قتالاً

الشافعي

الحمدان
02-06-2025, 07:23 PM
كَم من مبصرِ احب فأصبحَ لايرى
وكم من بليغٍ فصيحٍ اسكتهُ الهوى

....

الحمدان
02-06-2025, 07:34 PM
قصيدةوجوه دخانية في مرايا الليل


الدُّجى يَهمي وهذا الحزنُ يهمي
مطراً من سُهدِه يظما ويُظمي

يَتعَبُ الليلُ نَزيفاً وعلى
رُغْمِهِ يَدمى وينجرُّ ويُدمي

يَرْتَدي أشلاءَه يمشي على
مُقْلتيهِ حافياً يَهْذي ويُومي

يَرْتَمي فوقَ شظايا جِلدِهِ
يطبخُ القَيْحَ بشدقيْهِ ويَرْمي

أيها الليلُ أُنادي إنّما
هل أُنادي لا أظنُّ الصوتَ وهمي

إنّهُ صوتي ويبدو غَيرُهُ
حينَ أُصغي باحثاً عن وجهِ حُلمي

مَنْ أنا أسألُ شخصاً داخلي
هل أنا أنت ومن أنت وما اسمي

أيُّها الحارسُ تَدْري من أنا
إشتروا نومي طويلٌ ليلُ هَمّي

الأنّي حارسٌ يا سيّدي
زوَّجوها ثانياً المالُ يُعمي

مَنْ أنا الليلُ يبني للرؤى
قامةً كالرُّمحِ مِن جلدي وعظمي

لا تَعي سكرانَ تسعٌ أعْلنَتْ
أوَّلُ الأخبارِ ما سَمّوهُ رَسْمي

مَنْ أنا صارَ ابنُ عمّي تاجراً
واشترى شيخٌ ثريٌّ بنتَ عَمّي

هلْ تنامُ الصبحَ سيارتُها
عبرتْ قدَّام عَيني فوقَ لَحْمي

إصغِ لي أرجوكَ أغرى أمَّها
شيَّدَتْ قصرَينِ مِن أشلاءِ هَدْمي

مَن أنا يا تكسِ أفْلَستُ وما
شبعوا مٙنْ مِنْ حُماةِ الأمنِ يحمي

مِنْ هُنا سرْ ها هُنا قفْ رخصتي
ما الذي حمَّلتَ فتِّشْ هاتِ قَسْمي

خمسةٌ للقاتِ خمسونَ لهمْ
وانْتَهى دخْلي وأنْهى السلُّ أُمّي

عاجِن الفرنِ أتدري سَنَةً
وأنا أعْجِنُ أحزاني وغَمي

مَنْ أنا كانتْ تَرى والدتي
ذلَّ بعضِ الناسِ تحتَ البعضِ حتمي

غِبْتَ عنْ قصدي رفيقي غائبٌ
من ليالٍ رأيه في الحبس جهمي

ما الذي أفعلُهُ كلٌّ لَهُ
شاغلٌ ثانٍ وفهمٌ غيرُ فَهْمي

داخلي يَسْقُطُ في خارجِهِ
غُربَتي أكبرُ منْ صوتي وحجمي

نُقُمٌ يَرنُو بعيداً سيّدي
هلْ ترى في ضائعِ الأرقام رقمي

طحنَتْ وجهي لأنّي جبلٌ
خيلُ كسرى عجنتهُ خيلُ نظمي

أعشبَتْ أرمِدَةُ الأزمانِ في
مُقلتيَّ جلمدتْ شمسي ونَجْمي

تَذْهَبُ الريحُ وتأتي وأرى
جبهتي فيها وهذا حَدُّ عِلمي

مَنْ هُنا أسألُهُ مَنْ ذا هُنا
غيرُ ثوبٍ فيهِ ما أدعوهُ جسمي

مَنْ أنا والليلةُ الجرحى على
رُغْمِها تَهْمي كما أهمي برغمي

هلْ كفى يا أرضُ غَيْثاً لمْ تَعُدْ
تغسلُ الأمطارُ أوجاعي وعُقمي


عبدالله البردوني .. اليمن
أبريل 1975م

الحمدان
02-06-2025, 07:57 PM
نُسَرُّ بزهوٍ مِن حياةٍ كذوبةٍ
كما افترَّ عن ثغرِ المُحبِّ مُخادعِ

هو الدهرُ قارِعْهُ يُصاحبكَ صَفْوهُ
فما صاحَبَ الأيامَ إلا المُقارعِ

الجواهري

الحمدان
02-06-2025, 08:47 PM
الزيرُ أنشدَ شِعراً مِن ضَمائرهِ
العز بالسيفِ ليسَ العِزُّ بالمالِ

شَيبونُ أرسَلَ نَهارَ الحَربِ يَطلبُني
يُريدُ حَربي وقَتلي دُونَ أبطالي

نَصَحتُهُ عَن حَربي فَلَمْ يُطاوِعَني
بارَزتُهُ فَهَوى للأرضِ في الحالِ

المالُ يَبني بُيوتاً لا عِمادَ لها
والفقرُ يَهدمُ بَيوتاً سَقفُها عَالي

دَع المقاديرَ تَجري في أَعِنَّتِها
ولا تَبيتنَّ إلا خالِيَ البالِ

مَا بين غَمضَةِ عَينٍ وانتفاضتِها
يُغيِّرُ اللهُ مِن حَالٍ إلى حالِ

فكُن مع الناس كالميزانِ مُعتدلا
ولا تقولَّن ذا عَمِّي وذا خَالي

فالعَمُّ مَن أنت مَغمُورٌ بنعمتهِ
والخالُ مَن أنتَ مِن أضرارِهِ خَالِ

لا يقطع الرأسَ إلا مَن يُرَكِّبُهُ
ولا تَرُدُّ المنايا كَثرة المالِ

الحمدان
02-06-2025, 08:56 PM
وما المرء إلَّا كالشهاب وضوئهِ
‏يحور رماداً بعد إذ هو ساطعُ

لبيد بن ربيعة

الحمدان
02-06-2025, 08:58 PM
أما ترى البحر تعلو فوقه جيفٌ
وتستقرُّ بأقصى قعره الدّررُ

ففي السماء نجومٌ ما لها عـددٌ
وليسَ يكسف إلّا الشمسُ والقمر

الشافعي

الحمدان
02-06-2025, 09:05 PM
قصيدة في الليل...
للشاعر اليمني عبدالله البردوني

لامشفقٌ حولي ولا إشفاقي
إلاّ المنى والكوخ والإخفاقُ

البرد والكوخ المسجّى والهوا
حولي وقلبي والجراح رفاقُ

وهنا الدجى يسطو على كوخي كما
يسطو على المستضعف العملاق

فلمن هنا أصغي وكيف وما هنا
إلاّ أنا والصمت والإطراق

أغفى الوجود ونام سمّار الدجى
إلاّ أنا والشعر والأشواق

وحدي هنا في اللّيل ترتجف المنى
حولي ويرتعش الجوى الخفّاق

وهنا وراء الكوخ بستان ذوت
أغصانه وتهاوت الأوراق

فكأنّه نعش يموج بصمته
حلم القبور ويعصف الإزهاق

نسي الربيع مكانه وتشاغلت
عنه الحياة وأجفل الإشراق

عريان يلتحف السكينة والدجى
وتئنّ تحت جذوعه الأعراق

واللّيل يرتجل الهموم فتشتكي
فيه الجراح وتصرخ الأعماق

والذكريات تكرّ فيه وتنثني
ويتيه فيه الحبّ والعشاق

تتغازل الأشواق فيه وتلتقي
ويضمّ أعطاف الغرام عناق

والناس تحت اللّيل هذا ليله
وصل وهذا لوعة وفراق

والحبّ مثل العيش هذا عيشه
ترف وهذا الجوع والإملاق

في الناس من أرزاقه الآلاف أو
أعلى وقوم ما لهم أرزاق

هذا أخي يروى وأظما ليس لي
في النهر لا حقّ ولا استحقاق

الحمدان
02-06-2025, 09:10 PM
‏فتحتُ قلبي لكلَّ الناس محتسِباً
أجري وما كان لي في الناسِ أطماعُ

أرى معايبَ أقوامٍ فأستُرُها
وأشتري بنفيسِ الودَّ مَن باعوا

وما أزالُ أُداري مَن يكايدُني
مُدّثراً بسمتي والقلبُ ملتاعُ

لي قدرةُ في احتمالِ الناس كلَّهِمُ
إلا الذينَ لهم في الحُمق إبداعُ

.....

الحمدان
02-06-2025, 09:15 PM
يابا ئع النِّسيان بعني بعضه
فلعلّني أنسى لبعض ثواني

بعض الذي جاءت به أيامنا
من عالم الإصغاء والإذعان

ولعلّني أحيا حياةً ترتقي
بالروح عن وعث الحياة الفاني

ولعلّ مافي القلب من الم غدا
يسعى بكل كريهة لكياني

يُمْحى وتُمحى كل آثار له
وترى الوجودَ كما هو العينان

يابائع النّسيان بعني لحظة
أبدو بها خالٍ من الأحزان

وبجانبي قلمي يمازح ضاحكاً
ورقي الغريق بلجّة الأشجان

بعني قليلاً لا أريد سوى الذي
ينهي معاناتي مع الأوزان

ويردّني نثراً فكم من ناثرٍ
أهدى الوجودَ حقيقة الإنسان

أتعبت حبري حين أتعبني ولم
يتبلور الإيمان في إيماني

متأرجح بين السطور كأنما
أُسقيت كأساً واغتسلت بثاني

وفككت عن خجل الحياء عقاله
وتركته يعدو بكلِّ مكان

يا بائع النّسيان امنحني فقط
يوماً أُرَاح به من الهذيان

.....

الحمدان
02-06-2025, 09:17 PM
تَسَرَّبَ العُمرُ رمَلًا مِن أصَابعِنَا
وَنحنُ نَنظُرُ فِي رَاحاتِ أيدِينَا

‏أبحِري يَا مَراكِبَ العُمرِ عَنّا
وَاترُكينَا عَلى الضِفَافِ صِغارًا

....

الحمدان
02-06-2025, 09:26 PM
لَقِيتُها لَيْتَنِـي مَا كُنْتُ أَلْقَاهَـا
تَمْشِي وَقَدْ أَثْقَلَ الإمْلاقُ مَمْشَاهَـا

أَثْوَابُـهَا رَثَّـةٌ والرِّجْلُ حَافِيَـةٌ
وَالدَّمْعُ تَذْرِفُهُ في الخَدِّ عَيْنَاهَـا

بَكَتْ مِنَ الفَقْرِ فَاحْمَرَّتْ مَدَامِعُهَا
وَاصْفَرَّ كَالوَرْسِ مِنْ جُوعٍ مُحَيَّاهَـا

مَاتَ الذي كَانَ يَحْمِيهَا وَيُسْعِدُهَا
فَالدَّهْرُ مِنْ بَعْدِهِ بِالفَقْرِ أَشْقَاهَـا

المَوْتُ أَفْجَعَهَـا وَالفَقْرُ أَوْجَعَهَا
وَالهَمُّ أَنْحَلَهَا وَالغَمُّ أَضْنَاهَـا

فَمَنْظَرُ الحُزْنِ مَشْهُودٌ بِمَنْظَرِهَـا
وَالبُؤْسُ مَرْآهُ مَقْرُونٌ بِمَرْآهَـا

كَرُّ الجَدِيدَيْنِ قَدْ أَبْلَى عَبَاءَتَهَـا
فَانْشَقَّ أَسْفَلُهَا وَانْشَقَّ أَعْلاَهَـا

وَمَزَّقَ الدَّهْرُ وَيْلَ الدَّهْرِ، مِئْزَرَهَا
حَتَّى بَدَا مِنْ شُقُوقِ الثَّوْبِ جَنْبَاهَـا

تَمْشِي بِأَطْمَارِهَا وَالبَرْدُ يَلْسَعُهَـا
كَأَنَّهُ عَقْرَبٌ شَالَـتْ زُبَانَاهَـا

حَتَّى غَدَا جِسْمُهَا بِالبَرْدِ مُرْتَجِفَاً
كَالغُصْنِ في الرِّيحِ وَاصْطَكَّتْ ثَنَايَاهَا

تَمْشِي وَتَحْمِلُ بِاليُسْرَى وَلِيدَتَهَا
حَمْلاً عَلَى الصَّدْرِ مَدْعُومَاً بِيُمْنَاهَـا

قَدْ قَمَّطَتْهَا بِأَهْـدَامٍ مُمَزَّقَـةٍ
في العَيْنِ مَنْشَرُهَا سَمْجٌ وَمَطْوَاهَـا

مَا أَنْسَ لا أنْسَ أَنِّي كُنْتُ أَسْمَعُهَا
تَشْكُو إِلَى رَبِّهَا أوْصَابَ دُنْيَاهَـا

تَقُولُ يَا رَبِّ لا تَتْرُكْ بِلاَ لَبَنٍ
هَذِي الرَّضِيعَةَ وَارْحَمْنِي وَإيَاهَـا

مَا تَصْنَعُ الأُمُّ في تَرْبِيبِ طِفْلَتِهَا
إِنْ مَسَّهَا الضُّرُّ حَتَّى جَفَّ ثَدْيَاهَـا

يَا رَبِّ مَا حِيلَتِي فِيهَا وَقَدْ ذَبُلَتْ
كَزَهْرَةِ الرَّوْضِ فَقْدُ الغَيْثِ أَظْمَاهَـا

مَا بَالُهَا وَهْيَ طُولَ اللَّيْلِ بَاكِيَةٌ
وَالأُمُّ سَاهِرَةٌ تَبْكِي لِمَبْكَاهَـا

يَكَادُ يَنْقَدُّ قَلْبِي حِينَ أَنْظُرُهَـا
تَبْكِي وَتَفْتَحُ لِي مِنْ جُوعِهَا فَاهَـا

وَيْلُمِّهَا طِفْلَـةً بَاتَـتْ مُرَوَّعَـةً
وَبِتُّ مِنْ حَوْلِهَا في اللَّيْلِ أَرْعَاهَـا

تَبْكِي لِتَشْكُوَ مِنْ دَاءٍ أَلَمَّ بِهَـا
وَلَسْتُ أَفْهَمُ مِنْهَا كُنْهَ شَكْوَاهَـا

قَدْ فَاتَهَا النُّطْقُ كَالعَجْمَاءِ، أَرْحَمُهَـا
وَلَسْتُ أَعْلَمُ أَيَّ السُّقْمِ آذَاهَـا

وَيْحَ ابْنَتِي إِنَّ رَيْبَ الدَّهْرِ رَوَّعَهـا
بِالفَقْرِ وَاليُتْمِ آهَـاً مِنْهُمَا آهَـا

كَانَتْ مُصِيبَتُهَا بِالفَقْرِ وَاحَـدَةً
وَمَـوْتُ وَالِدِهَـا بِاليُتْمِ ثَنَّاهَـا

هَذَا الذي في طَرِيقِي كُنْتُ أَسْمَعُـهُ
مِنْهَا فَأَثَّرَ في نَفْسِي وَأَشْجَاهَـا

حَتَّى دَنَوْتُ إلَيْهَـا وَهْيَ مَاشِيَـةٌ
وَأَدْمُعِي أَوْسَعَتْ في الخَدِّ مَجْرَاهَـا

وَقُلْتُ يَا أُخْتُ مَهْلاً إِنَّنِي رَجُلٌ
أُشَارِكُ النَّاسَ طُرَّاً في بَلاَيَاهَـا

سَمِعْتُ يَا أُخْتُ شَكْوَى تَهْمِسِينَ بِهَا
في قَالَةٍ أَوْجَعَتْ قَلْبِي بِفَحْوَاهَـا

هَلْ تَسْمَحُ الأُخْتُ لِي أَنِّي أُشَاطِرُهَا
مَا في يَدِي الآنَ أَسْتَرْضِي بِـهِ اللهَ

ثُمَّ اجْتَذَبْتُ لَهَا مِنْ جَيْبِ مِلْحَفَتِي
دَرَاهِمَاً كُنْـتُ أَسْتَبْقِي بَقَايَاهَـا

وَقُلْتُ يَا أُخْتُ أَرْجُو مِنْكِ تَكْرِمَتِي
بِأَخْذِهَـا دُونَ مَا مَنٍّ تَغَشَّاهَـا

فَأَرْسَلَتْ نَظْرَةً رَعْشَـاءَ رَاجِفَـةً
تَرْمِي السِّهَامَ وَقَلْبِي مِنْ رَمَايَاهَـا

وَأَخْرَجَتْ زَفَرَاتٍ مِنْ جَوَانِحِهَـا
كَالنَّارِ تَصْعَدُ مِنْ أَعْمَاقِ أَحْشَاهَـا

وَأَجْهَشَتْ ثُمَّ قَالَتْ وَهْيَ بَاكِيَـةٌ
وَاهَاً لِمِثْلِكَ مِنْ ذِي رِقَّةٍ وَاهَـا

لَوْ عَمَّ في النَّاسِ حِسٌّ مِثْلُ حِسِّكَ لِي
مَا تَاهَ في فَلَوَاتِ الفَقْرِ مَنْ تَاهَـا

أَوْ كَانَ في النَّاسِ إِنْصَافٌ وَمَرْحَمَةٌ
لَمْ تَشْكُ أَرْمَلَةٌ ضَنْكَاً بِدُنْيَاهَـا

هَذِي حِكَايَةُ حَالٍ جِئْتُ أَذْكُرُهَا
وَلَيْسَ يَخْفَى عَلَى الأَحْرَارَ فَحْوَاهَـا

أَوْلَى الأَنَامِ بِعَطْفِ النَّاسِ أَرْمَلَـةٌ
وَأَشْرَفُ النَّاسِ مَنْ بِالمَالِ وَاسَاهَـا


معروف الرصافي

الحمدان
02-07-2025, 01:32 PM
قصيدة لعينيك ياموطني
للشاعر اليمني عبدالله البردوني


لأني رضيعُ بيانٍ وصَرفْ
أجوعُ لحرفٍ وأقتاتُ حرفْ

لأني وُلدتُ ببابِ النُّحاةِ
أظلُّ أواصلُ هَرْفاً بِهَرْفْ

أنوءُ بوجهٍ كأخبارِ كانَ
بجنبيْن من حرفِ جرٍّ وظرفْ

أعندي لعينيكَ يا موطني
سِوى الحرفِ أُعطيه سكباً وغرفْ

أتسألُني كيفَ أُعطيكَ شِعراً
وأنتَ تؤمِّلُ دُوراً وجُرفْ

أُفصِّلُ للياءِ وجهاً بهيجاً
وللميمِ جِيداً وللنُّونِ طَرفْ

أصوغُ قوامَكَ مِن كُلِّ حُسْنٍ
وأكسوكَ ضوءاً ولوناً وعَرفْ

الحمدان
02-07-2025, 03:49 PM
قَد زُيِّنَت بِالمُحَيّا صورَةً عَجَباً
وَزانَها كَفَلٌ رابٍ وَما عابا

إِذا رَآها نِساءُ الحَيِّ قُلنَ لَها
سُبحانَ مَن صاغَها يُغرِقنَ إِطنابا

كَأَنَّما خُلِقَت مِن جِلدِ لُؤلُؤَةٍ
نَفساً مِنَ العِطرِ إِن حَرَّكتَها ثابا

يَطيبُ مِسواكُها مِن طيبِ ريقَتِها
وَإِن أَلَمَّ بِجِلدٍ جِلدُها طابا

بشار بن برد

الحمدان
02-07-2025, 04:00 PM
قُتَيْلَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ في رثاء أخيها
النَّضْرِ بْنِ الْحَارِثِ:

يَا رَاكِبًا إنَّ الْأَثِيلَ مَظِنَّةٌ
مِنْ صُبْحِ خَامِسَةٍ وَأَنْتَ مُوَفَّقُ

أَبْلِغْ بِهَا مَيْتًا بِأَنَّ تَحِيَّةً
مَا إنْ تَزَالُ بِهَا النَّجَائِبُ تَخْفِقُ

مِنِّي إلَيْكَ وَعَبْرَةً مَسْفُوحَةً
جَادَتْ بِوَاكِفِهَا وَأُخْرَى تَخْنُقُ

هَلْ يَسْمَعَنِّي النَّضْرُ إنْ نَادَيْتُهُ
أَمْ كَيْفَ يَسْمَعُ مَيِّتٌ لَا يَنْطِقُ

الحمدان
02-07-2025, 04:01 PM
أَحبابَنا أَزِفَ الرَحيلُ
فَزَوِّدونا بِالدُعاءِ

أَحبابَنا هَل بَعدَ هَذا
اليَومِ يَومٌ لِلِّقاءِ

إِنّي لَأَعرِفُ مِنكُمُ
ياسادَتي حُسنَ الوَفاءِ

وَلَقَد رَحَلتُ وَإِنَّني
بِالفَضلِ مَنشورُ اللِواءِ

لا تَستَقِلَّ بِيَ المَطِيُّ
لِما حَمَلنَ مِنَ الثَناءِ

وَإِذا ذَكَرتُكُمُ غَنيتُ
بِذاكَ عَن زادٍ وَماءِ

عِندي لَكُم ذاكَ الوَفاءُ
المُستَمِرُّ عَلى الوَلاءِ

فَعلَيكُمُ أَبَدًا سَلامي
في الصَباحِ وَفي المَساءِ

بهاء الدين زهير

الحمدان
02-07-2025, 04:02 PM
حاسِب زَمانَكَ في حالَي تَصَرُّفِهِ
تَجِدهُ أَعطاكَ أَضعافَ الَّذي سَلَبا

وَاللَهُ قَد جَعَلَ الأَيّامَ دائِرَةً
فَلا تَرى راحَةً تَبقى وَلا تَعَبا

وَرَأسُ مالِكَ وَهْيَ الروحُ قَد سَلَمَت
لا تَأسَفَنَّ لِشَيءٍ بَعدَها ذَهَبا

بهاء الدين زهير

الحمدان
02-07-2025, 04:05 PM
يَعِزُّ عَلَيَّ فَقدُكَ يا عَلِيُّ
أَلا للهِ ذا الأَجَلُ الوَحِيُّ

تَكَدَّرَ فيكَ صافي العَيشِ لَمّا
عَدِمتُكَ أَيُّها الخِلُّ الصَفِيُّ

لَئِن أَخلَيتُ مِنكَ مَحَلَّ أُنسِي
فَما أَنا فيكَ مِن أَسَفٍ خَلِيُّ

فَبَعدَكَ لَيسَ يُفرِحُني بَشيرٌ
وَبَعدَكَ لَيسَ يُحزِنُني نَعِيُّ

وَلَو كانَ الرَّدى بَشَرًا سَوِيًّا
لَهابَكَ أَيُّها البَشَرُ السَوِيُّ

عَصاني الصَبرُ بَعدَكَ وَهْوَ طَوعي
وَطاوَعَ بَعدَكَ الدَّمعُ العَصِيُّ

وَهَل أَبقَت لِيَ الأَيّامُ دَمعًا
فَيُسعِدني بِهِ الجَفنُ الشَقِيُّ

بهاء الدين زهير

الحمدان
02-07-2025, 04:05 PM
وافى كِتابُكَ وَهْوَ
بِالأَشواقِ عَنّي يُعرِبُ

قَلبي لَدَيكَ أَظُنُّهُ
يُملي عَلَيكَ وَتَكتُبُ

بهاء الدين زهير

الحمدان
02-07-2025, 04:15 PM
فَإِنِّي إِذا ضَاقَتْ عَلَيَّ مشَاعِرِي
‏كَتَمْتُ ٱلهَوَى لكَنَّ دَمْعِيٌّ تَكَلَّمَ

....

الحمدان
02-07-2025, 04:16 PM
وَجهٌ عَليهِ مِنَ الحَياءِ سَكينَةٌ
‏ومَحبَّةٌ تَجري مَعَ الَأنفاسِ

‏وإذا أَحَبَّ اللهُ يَومًا عَبدَهُ
‏أَلقى عَليهِ مَحَبَّةً في النَّاسِ

....

الحمدان
02-07-2025, 04:17 PM
ما عُدتَ تَعنِيني وَما عادَ الَّذي
ما بَينَنا بالأمسِ حُباً يُذكَرُ

أنتَ الذي اختَرت الفراق وبعتني
ذنبٌ عظيمٌ ليس ذنباً يُغفرُ

لا ترجو ودّي أنتَ من فَرطت بِه
ذُق ما صَنعت ففي حياتك يظهر

.....

الحمدان
02-07-2025, 04:18 PM
‏يَقولونَ لَو أَلهَمتَ قَلبَكَ غَيرَها
سَلَوتَ وَلا شَيءٌ سِواها يُوافِقُه

وَلَو كُنتُ مِمَّن يَمذُقُ الحُبَّ كاذِبا
وَجَدتُ كَثيرا غَيرَها مَن أُماذِقُه

جَحَدتُ الهَوى حَتّى إِذا كَشَفَ الهَوى
غِطاءَ جُحودي وَاستَنارَت حَقائِقُه

سَكَتُّ وَلَم أَملِك شَهاداتِ حُبِّكم
وَنَمَّت عَلى وَجهي وِجِسمي نَواطِقُه

وَأَصبَحتُ مَنسوبا إِلى العِشقِ كُلَّما
ذُكِرتُ وَلا يَدرونَ مَن أَنا عاشِقُه

.....

الحمدان
02-07-2025, 04:23 PM
‏وَما ساءَني فَقدُ الشَّبابِ وَإِنَّما
بَكَيتُ عَلى شَطرٍ مِنَ العُمرِ ذاهِبِ

وَلا راعَني شَيبُ الذَّوائِبِ بَعدَهُ
وعِندي هُمومٌ قَبلَ خَلقِ الذَّوائِبِ

وَلَكِنَّهُ وافى وَما أَطلَقَ الصِّبا
عَناني وَلا قَضّى الشَّبابُ مَآرِبي

ابن سنان الخفاجي

الحمدان
02-07-2025, 05:46 PM
قَالَ الأَصْمَعِيّ: دَخَلتُ المَقَابِرَ وَمَعِي صَاحِبٌ لي فَإذَا جَاريَة عَلَى قَبرٍ غَايَةٌ في الجَمَال وَعَلَيهَا مِنَ الحُلِيِّ وَالحُلَل مَا لَمْ أَرَهُ عَلَى النِّسَاءِ قَطّ، كَانَتْ تَبْكِي بِعَينٍ غَزِيرَةِ وَصَوتٍ شَجيّ بُكَاءٌ يَجْعَلُ الأَفْرَاحَ مَأْتَمْ فَالْتَفَتُّ إِلى صَاحِبي وَقُلتُ: هَلْ رَأَيْتَ أَعْجَبَ مِن هَذَا
قَال: لاَ وَالله وَلاَ أَحْسَبُني أَرَاه ثُمَّ دَنَوْنَا مِنهَا فَقُلنَا لهَا: يَا أَمَةَ اللهِ إِنَّا نَرَاكِ حَزِينَةً وَمَا عَلَيْكِ مِنَ الثِّيَابِ لاَ يَدُلُّ عَلَى الحُزْن
فَأَنشَأَتْ تَقُول:

أَيَا مَنْ تَسَلْ عَنْ سِرِّ حُزْنيَ إِنَّني
رَهِينَةُ هَذَا القَبرِ يَا فَتَيَانِ

وَمَا ليَ لاَ أَبْكِي عَلَى مَنْ لَوَ أنَّهُ
تَقَدَّمَ يَوْمِي يَوْمَهُ لَبَكَاني

وَإِنيِّ لأَسْتَحْيِيهِ وَالتُّرْبُ بَيْنَنَا
كَمَا كُنْتُ أَسْتَحْيِيهِ حِينَ يَرَاني

ثمَّ انخَرَطَتْ في البُكَاءِ وَجَعَلَتْ تَقُول:

يَا صَاحِبَ القَبرِ يَا مَنْ كَانَ يَنعَمُ بي
بَالاً وَيُكْثِرُ في الدُّنيَا مُوَاسَاتي

قَدْ زُرْتُ قَبرَكَ في حَلْيٍ وَفي حُلَلٍ
كَأَنَّني لَسْتُ مِن أَهْلِ المُصِيبَاتِ

قَدْ كُنْتَ تَفْرَحُ بي في زِينَتي وَلِذَا
أَتَيْتُ قَبرَكَ رَافِلَةً بِزِينَاتي

الحمدان
02-07-2025, 05:48 PM
‏قال أحد السلف:
ما أسَرَّ أحدٌ سريرةً إلا أظهرَها اللهُ على قَسَمَاتِ وَجْهِهِ وفَلَتَاتِ لسانِه

‏ومثلها قال المعري:

‏وَقَلَّما تَسْكُنُ الأَضغانُ في خَلَدٍ
‏إِلّا وَفي وَجهِ مَن يَسعى بِها كَلَفُ

الحمدان
02-07-2025, 05:50 PM
ولي بوصلك لي يا سيدي حُلمًا
وبئس ما سأرى إن لم يكن حلمي

فلا تدع بين أنَّاتِ الهوى بشرًا
يدعوكَ في لهَفٍ يشكوا من الندمِ

لهُ مع زُمَرِ الأشواقِ معركةٌ
متى تجيئُ به الأقدارُ يَنْهَزِمِ

فمَسْ بِكَفِّكَ قلباً تحت أَضلُعِهِ
تُرِحْ جوانِحَه من خَفْقِهِ النَّهِمِ

وارحم حشاه وأطفئ ناراً اتَّقَدَتْ
شوقاً بوصلك يا من خُصَّ بالكرم

وَجُدْ بـِ بُردَتِكَ الغَرَّاء واكسُ بها
عارٍ تَشَرَّد تحت البردِ في الظُلَمِ

البردوني

الحمدان
02-07-2025, 06:15 PM
لولا التغافل عن أشياء نعرفها
ما طاب عيش ولا دامت مودات

....

الحمدان
02-07-2025, 07:05 PM
هذا كتابك ايها السنوار
ولمثل هذا يخلق الاحرار

بين ارتفاعك والجبال مسافة
والصاعدون الى علاك صغار

نم مطمئن يادليل قلوبنا
وليهلك المحتل والسمسار

ستطوف في الاقصى الرجال وينتهي
كيد اليهود ويحرق الزنار

.....

الحمدان
02-07-2025, 07:43 PM
ولقد ؏ـشقتُ الشِعرُ لاجلِك ناظِما
اڪتب لوجِهك والخدود الناعِما

من ؏ــاشقٍ يهواك ڪل دقيقةٍ
ياروح وسط الروح دارِكِ قايِما

ما ڪان شعري فيك شعراً قائلاً
بل ڪل اشعاري أتتڪ تناغِما

تعزف لحون الشوق ؏ـزف محبةً
؏ــزف الحبايب فـي مڪانٍ غائما

تحـتَ الظلال تهب انسامُ الهوى
شرفً لمن ياتي المكان تعاظما

والشعرُ يعجز في وصوف حبيبةٍ
ما مثلها في خلق هذا العالما

.....

الحمدان
02-07-2025, 07:51 PM
‏إلى اللهِ فِي ضيقِ الحيَاةِ وعُسْرِها
ومَنْ غَيرُ ربِّي فِي المُلِمَّاتِ فارِجُ

.....

الحمدان
02-07-2025, 08:30 PM
إِنْ يحسدوني فإِني لا أَلُومهمُ
قبلي من الناس أَهلُ الفضلِ قَد حسدوا

فدام لي ولهم ما بي وما بهمُ
ومات أكثرهم غيظًا بما يجدُ

أنا الذي يجدوني في صدورهمُ
لا ابتغي صدراً منها ولا أردُ

وما أُؤمّلُ مِن أَمر يسوؤُهمُ
إِلّا وعندي لَهُم من مثلهِ مَدَدُ

.....

الحمدان
02-07-2025, 09:24 PM
لا تبتئس إنّي معَك
‏ولقد أتيتُ لأسمعَكْ

‏هذي يدي أمسك بها
‏جاءت لتمحوَ أدمُعَك

‏أسند برأسك هاهُنا
‏وانسَ الذي قد أوجعَك

.....

الحمدان
02-07-2025, 09:25 PM
‏ناموا فإنَّ الليلَ رغم سُكونِهِ
وَطَنُ الجراح ومَسكنُ الآلامِ

ناموا لعلَّ الصُّبحَ يَمحو ظُلمةَ
الأحزانِ أو نشفىٰ مِن الأسقامِ

كم مِن حبيبٍ صار منزلهُ الثَّرىٰ
نشتاقُهُ فنراهُ في الأحلامِ

لو لم نَنَمْ لَتمزَّقَت أرواحُنا
شوقًا إليه وحُرِّقَتْ بضرامِ

.....

الحمدان
02-07-2025, 09:26 PM
‏لا تسئلي عني فإني شاعر
يخفي الحنين وشعره يبديه

ويرى المحبة منحة وسعادة
فيها وحينا محنة تؤذيه

لا تسئلي عني فإني شاعرٌ
ِتتساقط الأشجان من كفيه

تتحطم اللايكات عند حروفه
والشوق كم ينساب من عينيه

.....

الحمدان
02-07-2025, 09:40 PM
شگواگ شگواي يامن تگتوي ألماََُ
ماسال دمع على الخدين سالَ دَمُ

ومن سوى الله نأوي تحت سدرتهُ
ونَستعينُ بهُِ عوناََ ونَعتصَمُ

.....

الحمدان
02-07-2025, 10:30 PM
مَا ضيع الله قلبًا صادقًا أبدًا
‏حتى ولو عاش دهرًا بين أوهام

.....

الحمدان
02-07-2025, 10:47 PM
صفى لكَ عيشٌ فانتسبتَ إلى الهوى
فصرتَ لحربٍ ليسَ يعقبها سِلمُ

تظلّ عليكَ النّائباتُ سليطةً
وما غضبٌ يجدي لديكَ ولا حِلمُ

وقد زعمَ العُذّالُ أنّكَ ظالمٌ
وقد كذبوا بل دونَ ما تفعلُ الظّلمُ

عمار البكري

الحمدان
02-07-2025, 10:48 PM
‏وَقَد شَرِبَ الدَهرُ صَفوَ الأَنامِ
فَلَم يَبقَ في الأَرضِ إِلّا العَكَر

‏شيخ المعرة

الحمدان
02-07-2025, 10:51 PM
عانيتُ عانيتُ لا حزني ابوح بهِ
ولستِ تدرينَ شيئاً عن معاناتي

.....

الحمدان
02-07-2025, 10:56 PM
سَيفتَحُ اللهُ بابًا ليسَ تعرِفُهُ
ومنهَجًا غيرَ ملحوظٍ بأبصارِ

....

الحمدان
02-07-2025, 10:58 PM
أَفنَيتُ عُمري أُداوي كُلَّ جارِحَةٍ
حَتّى أَتَيتُك يا مَن زدتِني ضَرَرا

يا ليتَني قَبلَ أَن ألقاك كُنتُ عَرَفت
أَنَّ الجَمالَ بعَينَيك يَحتوي الخَطَرا

.....

الحمدان
02-08-2025, 01:37 PM
عَلَّمْتَني ألّا أَمِيلَ إلَى الهَوَى
‏وَجَهِلْتَ أنِّي فِي هَوَاكَ مُعَذَّبُ

‏وَازْدَادَ حُبُّكَ إذْ رَأيْتُكَ جَاهِلًا
‏آهٍ لِجِهْلٍ فِي عُيُونِكَ يَجْذِبُ

.....

الحمدان
02-08-2025, 01:46 PM
‏ما خُيِّرَ القلبُ إلا اختارَ قُربَكمُ
ولا سرى الشوقُ إلا هاجَ إسهادا

.....

الحمدان
02-08-2025, 01:47 PM
قَد زُيِّنَت بِالمُحَيّا صورَةً عَجَباً
وَزانَها كَفَلٌ رابٍ وَما عابا

إِذا رَآها نِساءُ الحَيِّ قُلنَ لَها
سُبحانَ مَن صاغَها يُغرِقنَ إِطنابا

كَأَنَّما خُلِقَت مِن جِلدِ لُؤلُؤَةٍ
نَفساً مِنَ العِطرِ إِن حَرَّكتَها ثابا

يَطيبُ مِسواكُها مِن طيبِ ريقَتِها
وَإِن أَلَمَّ بِجِلدٍ جِلدُها طابا

.....

الحمدان
02-08-2025, 01:51 PM
فإني إذا ما طواني الأسى
وناديت يارب كن لي مجيب

غياهيب حزني كليل ظلوم
ولي قلب عبد صدوق غريب

فيا خالقي في المعالي ترى
تفاصيل حزن ذليل خضيب

ويارب إني حزين ضعيف
إلهي إلهي فكن لي مجيب

فمن لي سواك الحكيم الرشيد
فآتيك ألقاك مني قريب

.....

الحمدان
02-08-2025, 01:54 PM
وزائِرتي كأنّ بها حياءً
فليس تزورُ إلا في الظلامِ

بَذَلتُ لها المَطارفَ وَالحَشايا
فعافَتْها وَباتت في عِظامي

المتنبي

الحمدان
02-08-2025, 01:57 PM
لا تَعذُليه فَإِنَّ العَذلَ يُولِعُهُ
قَد قَلتِ حَقاً ولَكِن لَيسَ يَسمَعُهُ

جاوَزتِ في لَومهِ حَدّاً أَضَرَّ بِهِ
مِن حَيث قَدرتِ أَنَّ اللَومَ يَنفَعُهُ

فَاستَعمِلي الرِفق في تَأنيبِهِ بَدَلاً
مِن عَذلِهِ فَهوَ مُضنى القَلبِ مُوجعُهُ

.....

الحمدان
02-08-2025, 02:00 PM
‏بدت منكَ القطيعةُ والتجافي
‏بِلا عذرٌ تبالغ في بعادي

‏وكان الحب ابيضَ كل شيءٍ
‏فصار اليوم أقربُ للرمادي

‏أُراسلكم وانتم تقطعوني
‏وأقطعكم وانتم في فؤادي

‏حبيبُ القلب ما ارتاحت عيونٌ
‏لها انت البياضُ مع السوادِ

‏وزهرُ الحب انبت كلَ شوكٍ
‏وكان نباته جورٍ وكادي

.....

الحمدان
02-08-2025, 02:05 PM
‏تَشكو تفرقنا وأنتَ جَنيتهُ
‏و من العَجائِبِ ظالِمٌ يَتَظَلَّمُ

‏وتقولُ أنتَ بعذرِ بُعدي عالمٌ
‏والله يَعلَمُ أنّني لا أعلَمُ

‏فتُراكَ تَدري أنّ حبّكَ مُتلِفي
‏لكنّني أُخفي هَواكَ وأكتِمُ

.....

الحمدان
02-08-2025, 02:07 PM
ماذا تُفيدُ دُموعُ الحُزنِ تذرِفُها
‏أيُرجِعُ الدَّمعُ ما أودىٰ بهِ القَدَرُ

‏كَفكِف دُموعكَ إن الحُبَّ تقتلهُ
‏هذي الدموعُ علىٰ خديكَ تنحَدرُ

‏نأسىٰ ونَضحكُ للدنيا وإن صرُمت
‏عادت وفي فَجرِها المَوعودُ مُنتَظَرُ

‏هِيَ الحَياةُ جَمالٌ حينَ نَعشَقُها
‏ويَستَطيبُ بعَينِ العاشِقِ السَهَرُ

.....

الحمدان
02-08-2025, 02:09 PM
‏مِن أينَ جِئتِ بذي المَحاسِنِ كُلِّها
‏مِن أينَ جِئتِ بذا الجَمال اليُوسُفي

‏بَلغَت مِنَ الأشياءِ غَايةَ حُسنِها
‏وكأنَّما قالَ الجَمَالُ لهَا اصطفي

‏وكأنَّها قالت لِكُلِّ مَلاحَةٍ
‏يا هذه وحدي عَليَّ تَوَقَّفي

.....

الحمدان
02-08-2025, 02:47 PM
إنّ الرِجالَ معادنٌ و رخيصُها
لو نسمةٌ مرّت عليهِ تأكسدا

.....

الحمدان
02-08-2025, 02:48 PM
يا دُرَّةَ القلبِ لا تبكي مِنَ الفقدِ
‏تُحيي الدُموعُ لهيبَ الشوقِ والوجدِ

‏وعاهديني سَيبقى الحُبُّ ما بَقيت
‏فينا الحياةُ فَهل تُوفينَ بالعَهدِ

‏وكفكفي دمعَكِ الآسي ولا تَهِني
‏فالحُبُّ سَيفٌ لَهُ حَدَّينِ لا حَدِّ

.....

الحمدان
02-08-2025, 02:49 PM
سَلَبَ النومُ خيَالًا مَرَّ بي
‏في فؤادي لحبيبٍ غائبِ

‏فاستَثارَ الطَّيفُ قلبًا مُثقَلاً
‏أضرمَ الحُبَّ فأهوىٰ جَانِبي

‏يا خَليلَ الروحِ هلاّ زُرتَنا
‏في شروقِ الشمسِ أو في المغربِ

‏أَو فزُرني في مَنامي علَّنا
‏نلتقي لو في زوايا الحُجُبِ

.....

الحمدان
02-08-2025, 02:51 PM
ليلٌ بلا قَمَرٍ ونَجمٌ قد غفا
وشُجونُ قَلبٍ هَدّهُ طولُ الجفا

والعينُ ساهرةٌ وَطيفكَ غائبٌ
والروحُ تَصرخُ بالحنينِ أما كفى

دَع سَوطَ هَجرِكَ جانباً وتعالَ لي
فقد اكتفى منّي عَدوّي واشتفى

واسأل ضَميرَكَ مَرّةً يا هاجِري
هل كُنتَ في شَرعِ المَحبَّةِ مُنصِفا

.....

الحمدان
02-08-2025, 03:04 PM
أَسلَمَني قَومي وَلَم يَغضَبوا
لِسَوأَةٍ حَلَّت بِهِم فادِحَه

كُلُّ خَليلٍ كُنتُ خالَلتُهُ
لا تَرَكَ اللَهُ لَهُ واضِحَه

كُلُّهُمُ أَروَغُ مِن ثَعلَبٍ
ما أَشبَهَ اللَيلَةَ بِالبارِحَه

طرفة بن العبد

الحمدان
02-08-2025, 03:07 PM
لو كنتُ مِن مَازِنٍ لم تَسْتَبِحْ إِبِلِي
بنو الشَّقِيقةِ مِن ذُهْلِ بنِ شَيْبَانَا

إذن لَقَامَ بِنَصْرِي مَعْشَرٌ خُشُنٌ
عندَ الحَفِيظةِ إِنْ ذو لُوثَةٍ لانَا

قومٌ إذا الشَّرُّ أَبْدَى نَاجِذَيْهِ لَهُمْ
قاموا إليه زَرَافَاتٍ وَوِحْدَانَا

لا يَسْأَلُونَ أَخَاهُمْ حينَ يَنْدُبُهُمْ
في النَّائِبَاتِ على ما قال بُرْهَانَا

لكنَّ قومِي وإِنْ كانوا ذَوِي عَدَدٍ
ليسوا مِن الشَّرِّ في شيءٍ وإِنْ هَانَا

يَجْزُونَ مِن ظُلْمِ أَهْلِ الظَّلْمِ مَغْفِرَةً
ومِن إِساءَةِ أَهْلِ السَّوءِ إِحْسَانَا

كأَنَّ رَبَّك لم يَخْلُقْ لِخَشْيَتِهِ
سواهمُ مِن جميعِ الناسِ إِنسانَا

فليت لي بهم قومًا إذا رَكِبُوا
شَدُّوا الإِغَارَةَ فُرْسَانًا ورُكْبَانَا

قُرَيطُ بن أنِيف التميمي

الحمدان
02-08-2025, 03:11 PM
لستُ أنساكِ وقد ناديتِني
‏بفمٍ عَذْبِ المُناداةِ رقيقْ

‏ويدٌ تمتدّ نحوي كَيَدٍ
‏مِن خلال الموجِ مُدَّتْ لِغَريقْ

‏آه يا قِبلةَ أقدامي إذا شَكَتِ
‏الأقدامُ أشواكَ الطّريقْ

‏وبريقًا يظمأُ السّاري لهُ
‏أينَ في عينيكِ ذَيَّاكَ البَرِيقْ

‏إبراهيم ناجي

الحمدان
02-08-2025, 03:13 PM
‏ماذا يعزِّي القلبَ غير يقيننا
‏أنّ الإلهَ بنا أحنُّ وأرحمُ

.....

الحمدان
02-08-2025, 03:14 PM
يا لَيْلُ رِفْقاً بالوَحيدِ فَمَا لهُ
‏حضْنٌ يضمّ إذا غشى وأفاقا

.....

الحمدان
02-08-2025, 03:15 PM
‏حملتُ حبَّك في عيني كما حَمَلَت
‏دفءَ النعاسِ وعُمقُ الليلِ عيناك

.....

الحمدان
02-08-2025, 03:17 PM
‏أُخفي العتابَ كأن شيئًا لم يكن
‏وأنا على جمرِ الأسى أتململُ

.....

الحمدان
02-08-2025, 03:20 PM
قِفّ عن محاولة الدخول لأضلعي
في أضلعي ما أكثر الأموات

قِفّ عن توسلك الرقيق فإنني
لستُ التي تهتم بالكلمات

عد حيث جئت وغب طويلًا
لا فرق عندي راحلًا أم آت

لا تقتفِ أثري سترجع خائبًا
إن الطريق معقد الخطوات

اذهب وجد لك ذات قلب خاضع
تفرض عليها العيش مثل الشاة

فأنا فتاةٍ حرة وأصيلة
لست التي تبغي من الفتيات

أنا كالجبال ولن تهزُّ ثوابتي
إن صرت ريحًا هادئًا أم عات

لا تنخدع بجمال وجهي إن لي
جسدُ المها وشراسة النمرات

......

الحمدان
02-08-2025, 03:22 PM
وإن سرّني أمرٌ تُقاسمني
طعم السُرور وتُحييه فيني

‏وإن لفني أمرٌ يكدُرني
‏وجدتُ في قوله أُنسًا يُسلّيني

.....

الحمدان
02-08-2025, 03:25 PM
أَرى حَياتِيَ قَد أَودَت بَشاشَتُها
فالآنَ أَخرجُ مِن ضِيقٍ إِلى ضِيقِ

وما اعتِدادُ الفَتى إلَّا بِمُرهَفَةٍ
يَسطُو بِها في الوَغى سَطوَ العَمالِيقِ

تَهتَزُّ مِثلَ اهتِزازِ الغُصنِ في يَدِهِ
زَهوًا وتَطرُقُ أَمرًا غَيرَ مَطرُوقِ

كأَنَّها قَبسٌ أَو لَمعُ بارِقةٍ
تَخرَّقَ اللَّيلُ عَنها أَيَّ تَخرِيقِ

يُلوي بِها بَطلٌ تَندَى أَسِرَّتُهُ
مِن آلِ حَيدَرَةَ الغُرِّ الغَرانِيقِ

يَفري بِها ما اشتَهى حتَّى إِذا انثَلَمَت
وأَلَّفَ الضَّربُ بَينَ الهامِ والسُّوقِ

مَضَى يُزَمجِرُ في دِرعٍ مُحَطَّمَةٍ
غَضبانَ يَشفَعُ تَفلِيقًا بِتَفلِيقِ

القراسية

الحمدان
02-08-2025, 03:27 PM
ولقد بلغتُ من التفاؤل أوجَه
وقلائلٌ من يفعلون قلائلُ

حتى تفاعيلَ البحورِ قرأتها
متفائلٌ متفائلٌ متفائلُ

.....

الحمدان
02-08-2025, 04:05 PM
‏أهلاً بشامِ العُلا…


‏دمشقُ تَحمِل في أهدابها حلَبا
‏كلاهما تُطربان الشعر والأدبا

‏كلاهما دُرّتا مجدٍ شموخُهما
‏ما زال يُدني إلى كفّيهما السُّحُبا

‏كلاهما في فضاءات العُلا برزا
‏فما رأى الناسُ إلا البدرَ والشُّهُبا

‏كلاهما حيّتا حمصاً وإدلبَ في
‏شوقٍ ونحو حماةٍ بالرّضا ذَهبا

‏وطوّفا في بلاد الشام واتّخذا
‏قوافلَ الأمَل البرّاقِ واصطحبا

‏لله درُّ بلاد الشامِ ما فَتِئتْ
‏أخبارُها في المعالي تملأُ الكُتُبا

‏لو حدّثتْنا فتوحُ الشام لانبهرت
‏منا العيونُ إذا ما ألقت الحُجُبا

‏سارت إليها خيول الفتحِ حاملةً
‏من الرجال جبالاً عانقوا السُّحُبا

‏أبو عُبَيْدةَ وابنُ العاصِ في نفَرٍ
‏من الصّحابةِ حازوا في العُلا رُتَبا

‏ربّاهم المُصطفى حتى غدَوا مثَلاً
‏للصدقِ لم يَعرفوا غدراً ولا كَذِبا

‏زَفُّوا إليها من القرآنِ ما وَصَلُوا
‏به لها في دروبِ العِزّةِ السببا

‏أهلاً بشام العُلا في أرض مملكةٍ
‏فيها أصالتُها شَدّتْ لها الطُّنُبا

‏كأنني برواسيها تحمِّلكم
‏لِقاسِيُونَ سلاماً يَبلُغُ الأَرَبا

‏أهلاً بها بعد أن هبّ النسيمُ على
‏ربوعِها حينَ فرَّ الوَغدُ وانسحبا

‏أهلاً بها في بلادٍ عزَّ جانبُها
‏بالمسجدين وبالوحي الذي انسكبا

‏أهلاً بها في الرياضِ المجدُ يعرفُها
‏يُقدّرُ النخلَ فيها يعشقُ الرُّطَبا

‏أهلاً بها في رُبوعِ المُحْتَفِينَ بها
‏طفلاً صغيراً وأمّاً حُرّةً وأبا

‏أهلاً بها مُهْرةً شاميّةً كُسِرَتْ
‏عنها القيودُ فأضحى سَيْرُها خَبَبَا

‏أهلاً بها رايةُ التوحيد تمنحها
‏حُبّاً يُخفّفُ عنها الجَهْدَ والتّعَبا


د. عبدالرحمن العشماوي

الحمدان
02-08-2025, 04:10 PM
قد غاب وجهك عن عيون أحبّتي
لكنّ طيفك في الفؤاد مقيمُ

يا من تركت القلب بعدك موحشًا
والدّمع في خدّ المحبّ سقيمُ

أبكيك حبًّا لا يفارق مهجتي
والشوق في صدري إليك أليمُ

قد كان عهدُك في الحياةِ سعادتي
واليومَ ذكراكَ الحنينُ قديمُ

ما زلتُ أرجو أن أراكَ ولوْ سُدىً
فالروحُ دونَ وصالها لا تَسْتقيمُ

يا زهرةً في القلبِ عطرُ عبيرِها
يبقى وإن ذبُلَ الجمالُ نديمُ

يا ربّ فارحم روحه في جنّةٍ
فيها النّعيم كما يُراد مقيمُ

عبدالله العيسى

الحمدان
02-08-2025, 04:21 PM
‏جاءت وضوحًا وسرُّ الشوقِ يكتُمُها
‏روحُ الملاكِ فكيف الطينُ يفهمُها

‏يصّاعدُ الحبُّ فيها دونما لغةٍ
‏البنتُ أفصحُ ما قالت تلعثُمُها

‏تقول في نفسها شيئًا ويُضحكُها
‏تكلمُ الطفلَ فيها أو يكلمُها

.....

الحمدان
02-08-2025, 04:23 PM
مضى وقتٌ كثير على آخر ما كتبته لكِ
دعيني أخبركِ أن الايام قد تمضي
والغيوم قد تمطر
والزهور قد تموت وتنمو أخرى مكانها
والسيول والعواصف
يحل مكانها أرضٌ خضراء هادئة وساكنة
دعيني أخبركِ
أن كل شيء على هذه البرية
أيلٌ للتغيير
كل الاماكن المكتظة والصاخبة
قد تُصبح منفىً يضمُ خيالاتنا
كل الاحلام الملقاة على الأرصفة
قد تتحقق
كل آمالنا المعلقةِ على الجدران
قد تبتسم ذات يوم
حبيبتي دعيني أخبركِ
أن كل العوائق
معرضة للهدمان والتلاشي
أحزاننا
والطرق التي لا تؤدي الينا
وزقزقة العصافير مطّالع الصباح
التي لم نسمعها سويةً
والايام الجميلة
التي عشناها في الكتب والروايات
التي لم تجمعنا سويةً
كلها أيلةٍ للتغيير
وكل الالحان ستتبدل
والأغاني ستتغير
لهذا أنا هنا
لكي اقول لكِ
وأن تغير من حولنا الكثير
وتبدلت الايام بأيام
والمنافي بالأنام
فأني الوحيد الذي
لن يتغير

البرت بطرس

الحمدان
02-08-2025, 04:25 PM
ويَمُرُّ صَوتك في الحَنَايَا مؤنِسًا
وَكَأنَّهُ مَطَرٌ عَلَىٰ قَلبي هَطَل ⛈

.....

الحمدان
02-08-2025, 04:27 PM
مطرٌ يُثيرُ الشوقَ في أرواحِنا
‏ويُعِيدُ أفراحَ الطفولةِ فِينا

‏وكأن أَصداءَ الهُطولِ أناملٌ
‏بالبابِ تطرُقُ لهفةً وحَنِينا

.....

الحمدان
02-08-2025, 04:28 PM
ما أنكرتْ أممٌ لِسانَ جُدودها
يومًا وسارتْ في طريق فلاحِ

علي الجارم

الحمدان
02-08-2025, 04:30 PM
وإذا الإباءُ المُرُّ قالَ لَكَ انتَقِمْ
قالت خَلائِقُكَ الكِرامُ بَلِ احْلُمِ

شَرعٌ مِن العفوِ انْفردتَ بِدِينِهِ
وفَضِيلةٌ لِسواكَ لَمْ تَتقدَّمِ

حتّى لَقَدْ وَدَّ البَريءُ لوَ انَّهُ
أدْلى إليكَ بِفضْلِ جاهِ المُجرِمِ


مِهْيار الدَّيلمي

الحمدان
02-08-2025, 04:33 PM
الجسمُ في بَلَدٍ وَالرُّوحُ في بَلَدِ
يَا وحشَةَ الرُّوحِ بَلْ يَا غُربَةَ الجَسَدِ

.....

الحمدان
02-08-2025, 04:34 PM
‏وأحسِبُ أنّي لو هَوِيتُ فِراقكُم
لَفَارَقْتُهُ والدّهرُ أخبثُ صاحبِ

فيا ليت ما بيني وبين أحبّتي
من البُعدِ ما بيني وبين المصائبِ

.....

الحمدان
02-08-2025, 04:35 PM
وأجملُ الحُبِّ ما تلقاهُ مُختبِئًا
خلفَ العيونِ حَييًّا يرسمُ الخجَلا

.....

الحمدان
02-08-2025, 04:36 PM
أشكو إليكَ أمورًا أنتَ تعلمُها
ما لي على حملِها صبرٌ ولا جلَدُ


مُناجاة ابن النّحوي التلمساني

الحمدان
02-08-2025, 04:37 PM
‏وكان يأوِي إلى قلبي ويسكنهُ
وكان يحمِل في أضلاعهِ داري

.....

الحمدان
02-08-2025, 05:30 PM
فَبُعدُكَ يُؤذيني وَقُربي لَكُم أَذىً
فكَيفَ احتِيالي يا جُعِلتُ فداكا

أبو فراس الحمداني

الحمدان
02-08-2025, 05:31 PM
وكم مِن شدّةٍ في الليلِ ضاقتْ
وجاءَ الصُّبحُ في أبهى انفراجَه

.....

الحمدان
02-08-2025, 05:32 PM
لا الناسُ تعرفُ ما خطبي فتعذرني
ولا سبيلَ لديهم في مواساتي

.....

الحمدان
02-08-2025, 05:33 PM
فلا تغرّكَ عينايَ التي امتَنَعَتْ
عن البكاءِ فدمعُ القلبِ مُنهمرُ

.....

الحمدان
02-08-2025, 05:34 PM
إِذا لَم يَكن بِالوَصلِ رَوحٌ وَراحةٌ
هَجرتُ وَكانَ الهَجرُ أَشفىٰ وَأسلَما

....

الحمدان
02-08-2025, 05:39 PM
أَهْ عَلَى هَذَا الزَّمَانِ المخْتَفِي
كَثُرَ الْعُرَاتُ وَنَادِرٌ لَا مَنْ يَفِي

وَصَحِيفَةُ الْحَيْرَانِ صَكَّتْ كَفَّهَا
لَمْ تَرْتَقِ وَدمْت بِدَمْعٍ يَنْزِفِي

عَاشَ الْجَمِيعُ مُطَأَطِئِينَ رُؤُسَهُمْ
وَلَظَاظَةُ الْأَنغامِ بُوقٌ مُنتفِي

بِيعَ الزَّمَانُ بِشَكةٍ وَبِقِيمةٍ
مِنْ مَالِ كَلْبٍ بِالْخَسَاسَةِ مُقْتَفِي

الرَّقْصُ دَشّنَ غِرَتًا وَبَذِيئَةً
فِي قَاعَةِ الْأَوْتَارِ حِجرٌ يَهَتِفي


بشار القحوم

الحمدان
02-08-2025, 05:42 PM
‏وعساهُ يقبلُ في المنامِ يزورني
إنَّي سئمتُ العيشَ دونَ لقاءِ

.....

الحمدان
02-08-2025, 05:43 PM
وَما أدرَاكَ إنّي لَا أحِنُّ
وإنّي مِن لِظىٰ شَوقِي أُجَنُّ

وإنّي لَيسَ يُضنِيني حَنِينِي
وَطَيفُكَ فِي خَيالِي لَا يَعِنُّ

تَمَنّيتُ اللّقاءَ وَكانَ ظَنّي
بأن تأتِي الحَياةُ بِما أظنُّ

فَخانَتنِي الحَياةُ وَتاهَ دَربِي
وَظَلَّ القَلبُ فِي صَدرِي يَئِنُّ


.....

الحمدان
02-08-2025, 05:44 PM
‏وليس لها بعلم الطبّ لكن
تداوي علتي وهي الطبيبُ

.....

الحمدان
02-08-2025, 05:47 PM
‏طِالَ البعادُ وقلبي ليسَ يَحتَمـِلُ
ماعادَ لي في الهَوَى مِن بُعْدِكُمْ أَمَلُ

لَمٍ يَبقَ لي هاهُنا مِن بَعْدِكُمْ إلا
طَيْفٌ جَميلٌ بِهِ عَينايَ تَكْتَحِلُ

ذِكرَياتٌ إذا مَرَّتْ بِخاطِرَتي
هَزَّتْ كِياني كَأنَّ الأرضَ تَنْفَعِلُ‏

وَنَسْمَةٌ حُلْوَةٌ تَأتي بِرائحَةٍ
مِنَ الرُّبوعِ تُذَكِّرُني بِمَنْ رَحَلوا

لَنْ تَستطيعَ سِنينُ البُعْدِ تَمنَعُنا
إنَّ القُلوبَ بِرَغْمِ البُعدِ تَتَّصِلُ

لا القَلبُ يَنسَى حَبيبًا كَانَ يَعْشَقُهُ
ولا النُّجومُ عَنِ الأفْلاكِ تَنْفَصِلُ‏

كُلُّ القَصَائِدِ قَدْ تَحكِي حِكايَتَنا
أنَا مَا أَضَفْتُ جَدِيدًا لِلذي فَعَلُوا

لَكِنَّ صِدْقي سَيَبْقَى العُمْرَ يَغْفِرُ لِي
بَاقٍ أُحِبُّ إلَى أَنْ يَفرغَ الأجَلُ

.....

الحمدان
02-08-2025, 05:50 PM
رغبتي في الجنون تَزْداد
ورغبة عقلي في الاتزان تُنادي

أُصارِع ذاتي وأخشى الضياع
فأينَ حدودي وأينَ المداد

أأتركُ عقلي وأسعى لتيه
وأحيا غريبًا بغيرِ قياد

أم أُطفِئ نارَ الجنون بقلبي
وأُبقي الحياةَ بغير إشتعال

فما بينَ عقلٍ يُريد السكينةَ
وقلبٍ يُريد احتراقَ الرمادِ

أظلُّ أسيرًا بحيرةِ روحي
أُفتّشُ عنِّي بليل السواد

فيا ليتَ دربي يشير لشيءٍ
يُبدّد خوفي ينير السواد

.....

الحمدان
02-08-2025, 06:12 PM
ما عادَ يغريني ضوءُ الصباح
ولا يهزُّ القلبَ رجعُ الرياح

تمرُّ الليالي كأنّي سرابٌ
على الأرضِ أمشي بلا أيِّ باحِ

تساوى بعينيَّ كلُّ الوجوهِ
وما عادَ شيءٌ يُثيرُ ارتياحي

فلا البردُ يرعبُ هذا الجليدَ
ولا الحرُّ يُطفئُ نارَ الجراح

.....

الحمدان
02-08-2025, 06:14 PM
‏يا حاملَ الهَمِّ إنَّ الهَمَّ قَتَّالُ
‏الدارُ فانيةٌ والركبُ رَحَّالُ

‏غداً سترحلُ عنْ دنياك تتركها
‏فليسَ في القبرِ لا أهلٌ ولا مالُ

‏فوِّضْ أموركَ للرحمن في ثقةٍ
‏فلمْ تخبْ عندَ ربِّ العرْش آمالُ

.....

الحمدان
02-08-2025, 06:16 PM
وإن سرّني أمرٌ تُقاسمني
طعم السُرور وتُحييه فيني

‏وإن لفني أمرٌ يكدُرني
‏وجدتُ في قوله أُنسًا يُسلّيني

.....

الحمدان
02-08-2025, 06:19 PM
قِفّ عن محاولة الدخول لأضلعي
في أضلعي ما أكثر الأموات

قِفّ عن توسلك الرقيق فإنني
لستُ التي تهتم بالكلمات

عد حيث جئت وغب طويلًا
لا فرق عندي راحلًا أم آت

لا تقتفِ أثري سترجع خائبًا
إن الطريق معقد الخطوات

اذهب وجد لك ذات قلب خاضع
تفرض عليها العيش مثل الشاة

فأنا فتاةٍ حرة وأصيلة
لست التي تبغي من الفتيات

أنا كالجبال ولن تهزُّ ثوابتي
إن صرت ريحًا هادئًا أم عات

لا تنخدع بجمال وجهي إن لي
جسدُ المها وشراسة النمرات

.....

الحمدان
02-08-2025, 06:21 PM
هَل تَسْتَحِبُّ بلا خَوْفٍ تُرَافِقُنِي
عِشرينَ مِتراً إلى أقصَى المَيادِينِ

مَتَى ابْتَدَأنا طَريقَاً لا نُتَمِّمُهُ
هَل نَقبَل النَّقْصَ ياأدْرَى المَيَامِينِ

البردوني

الحمدان
02-08-2025, 06:23 PM
نطق المساء برحمة الرحمنِ
‏من ذا الذي يرعاك أو يرعاني

‏يا رب قلبي لا يشك للحظةٍ
‏أبدًا بأنك صاحب الإحسانِ

.....

الحمدان
02-08-2025, 06:25 PM
أغصُّ بذكرهِ أبدًا بِريقي
وأشرقُ مِنهُ بالماءِ القراحِ

وتمنعني مراقبةُ الأعادي
غُدُوّي للزّيارَةِ أوْ رَوَاحي

وَلَوْ أنِّي أُمَلَّكُ فِيهِ أمْرِي
ركبتُ إليهِ أعناقَ الرِّياحِ

.....

الحمدان
02-08-2025, 06:27 PM
فَدَيتُكِ لَيسَ لي عَنكِ اِنصِرافُ
وَلا لِيَ في الهَوى مِنكِ اِنتِصافُ

وِصالُكِ عِندِيَ الشَهدُ المُصَفّى
وَهَجرُكِ عِندِيَ السُمُّ الزُعافُ

وَقائِلَةٍ مَتى عَنها تَسَلّى
فَقُلتُ لَها إِذا شابَ الغُدافُ

أَطوفُ بِقَصرِكُم في كُلِّ يَومٍ
كَأَنَّ لِقَصرِكُم خُلِقَ الطَوافُ

وَلَولا حُبُّكُم لَلَزِمتُ بَيتي
فَفي بَيتي لِيَ الراحُ السُلافُ

أَنا العَبدُ المُقِرُّ بِطـــولِ رِقٍّ
وَلَيسَ عَلَيكِ مِن عَبدٍ خِلافُ

.....

الحمدان
02-08-2025, 06:58 PM
ما أعذب الصبح إن كانت قوافينا
تمحو من القلب يأساً كاد يؤذينا

هذا هو الصبح قد لاحت بشائره
كي يجعل الفأل نوراو مشرقاً فينا

.....

الحمدان
02-08-2025, 07:18 PM
لا تعشقوا إن الهوى فتاكا
وطريقه مملوءةً أشواكا

الحبُّ لا يؤتى ولا يأتي به
مالٌ ولا جاه فكُفَّ خُطاكا

الحبُّ يأتي صدفةً من غير ما
وعدٍ ويغزو القلب دون رضاكا

هو جنةُ العشاق إن هم أخلصوا
فإذا عشقتَ فلا تكن أفّاكا

إن النساء كوردةٍ ترجو الندى
فاطلق نسيمك واروها بنداكا

واحرص على قلبٍ أتاكَ كطفلةٍ
جاءت إليكَ لتحتمي بحماكا

فإذا حظيتَ بقُربِ أُنثى فاحمِها
حافِظ عليها مثلما عيناكا

فهي السعادةُ إن أردتَ سعادةً
وهي الشقاءُ إذا أردت هلاكا

.....

الحمدان
02-08-2025, 07:26 PM
ذهبتُ إلى الطَّبيب أُريه حالي
‏وهل يدري الطَّبيبُ بما جرى لي

‏جلست فقال ما شكواك صِفها
‏فقلت الحال أبلغ ُ مِن مقالي

‏أتيتُك يا طبيبُ على يقينٍ
‏بأنَّكَ لستَ تَملك ما ببالي

‏أنا لا أشتكي الحمَّى احتجاجًا
‏بلِ الحُمَّى الَّتي تشكو احتمالي

‏فتحتُ إليكَ حَلْقي كَي تَرَاهُ
‏فقُل لي هل أكلتُ من الحلالِ

‏أتعرفُ يا طبيبُ دواءَ قَلْبي
‏فَدَاءُ القَلبِ أعظمُ مِن هزالي

‏كَشَفْتُ إليكَ عَن صدري أجِبْني
‏أتَسمعُ فيهِ للقرآنِ تالِ

‏تقول بأنَّ ما فيَّ التهابٌ
‏ورشح ما أجبتَ على سُـؤالي

‏وضعتَ على فَمي المقياسَ قُل لي
‏أسهمُ حرارةِ الإيمانِ عالي

‏سقامي من مُقارفةِ الخَطايا
‏وليس مِنَ الزُّكامِ ولا السُّعالِ

‏فإن كنتَ الطَّبيبَ فما علاجٌ
‏لذنبٍ فَوْق رأسي كالجبالِ

‏نُسائلُ ما الدَّواءُ إذا مَرِضنا
‏وداءُ القَلْبِ أولى بالسُّؤالِ

د. محمد عبد الرحمن المقرن

الحمدان
02-08-2025, 08:02 PM
وقالت لقد بلغتُ الأربعين
أفلا ترى جمالي قد ذهب

فقلتُ لها أرأيت يوماً
قد نقُص من سِعره الذهب

أو رأيت لوحة قديمة
إلا وازداد في أثرها الطلب

فتلك الأربعون يا جميلتي
قد زادت من بهائكِ العجب

الناسُ تخشى أنْ يكبروا
وأنتِ ناصعةٌ كتاريخِ العرب

فاطمئني لن يزولَ جمالُكِ
فإنَّ لكِ بالجمالِ ألفُ سبب وسبب

.....

الحمدان
02-08-2025, 08:04 PM
نجالس الليل والأفكار تسرقنا
نناجي القمر حينآ كي يسلينا

أمات الحب أم متنا به ألماً
وهذا الشوق هل للحبِ يهدينا

وهـل للوعد حـق قـد يعود به
عناق الدفء أو ذِكرى تلاقينا

.....

الحمدان
02-09-2025, 12:19 PM
المتنبي ذكر غربته النَّفسية عن أهل عصره مع همَّته العالية وأهدافه السَّامية التي لا يساعده عليها أحد ولا يساعده كذلك عمره القصير
مثل قوله:

وَحيدٌ مِنَ الخُلَّانِ في كُلِّ بَلدَةٍ
إِذا عَظُمَ المَطلوبُ قَلَّ المُساعِدُ

ومثل قوله:
بِمَ التَعَلُّلُ لا أَهلٌ وَلا وَطَنُ
وَلا نَديمٌ وَلا كَأسٌ وَلا سَكَنُ

وله كذلك:
فُؤادٌ ما تُسَلّيهِ المُدامُ
وَعُمرٌ مِثلُ ما تَهَبُ اللِّئامُ

وَما أَنا مِنهُمُ بِالعَيشِ فيهِم
وَلَكِن مَعدِنُ الذَّهَبِ الرَّغامُ

شبَّه نفسه بالذَّهب وسائر النَّاس بالتُّراب
بل يرى أنَّ همَّته أعلى من أن يكون في وسع الزَّمان البلوغ إليها:

أُريدُ مِن زَمَني ذا أَن يُبَلِّغَني
ما لَيسَ يَبلُغُهُ مِن نَفسِهِ الزَمَنُ

الحمدان
02-09-2025, 12:21 PM
‏حاولتُ أن أهدي الورودَ إليكِ
لكنَّ حُسنَ الوردِ كان لديكِ

.....

الحمدان
02-09-2025, 12:22 PM
‌‎يَا بَائِعَ الوَردِ لَا تَشكُو إذَا صَدُّوا
وَلَا تُنَادِي إذَا مَا النَّاسُ قَد شَدُّوا

مَـا كُلُّ وَجهٍ تَـرَاءَت فِيـهِ أغنِيَةٌ
أو كُلُّ سُقيَا نَمَا فِي رُوحِهَا وَردُ

.....

الحمدان
02-09-2025, 12:23 PM
‏إنَّ اللذينَ حَفَظتُهم في أضلُعِي
قَطَعُوا الوَرِيدَ وَمزّقُوا الشريَانَ

.....

الحمدان
02-09-2025, 12:25 PM
‌‎ما عاد قلبيَ للخيباتِ يحتملُ
غادِرْ فقد خاب فيكَ الظَّنُ والأملُ

بعدَ الغيابِ تجىءُ الآنَ تحسبُني
قدْ كنتُ أرقبُ في وجْدٍ متَى تصلُ

ما عادَ لي منْ فؤادٍ للهوى شِغفٌ
ما عادَ يُغريهِ لا مدحٌ ولا غزلُ

......

الحمدان
02-09-2025, 12:53 PM
تبيتُ تُراعي الليلَ ترجو نفادَهُ
وليس لليلِ العاشقينَ نفادُ

بشار بن برد

الحمدان
02-09-2025, 12:54 PM
عَدِمتُكَ عاجِلاً يا قَلبُ قَلباً
أَتَجعَلُ مَن هَويتَ عَلَيكَ رَبّا

بِأَيِّ مَشورَةٍ وَبِأَيِّ رَأيٍ
تُمَلِّكُها وَلا تَسقيكَ عَذبا

.....

الحمدان
02-09-2025, 12:55 PM
إنيّ تركتُ الناس حيّن وجدتهُ
ترك التيمّم في وجود الماء

.....

الحمدان
02-09-2025, 02:17 PM
قُولي لقَلبك أنّني أحبَبتُهُ
فلَعلَّ صَوت الحُب يَبلغُ مسمَعك

رِفقاً بحَالي إن قَلبي مُوجَعٌ
وشِفَاؤُه في أن يَراك ويَسمَعك

مهما ابتعدتِ عن الفؤادِ فإنني
مستوطنٌ رغم المسافة أضلعَك

إن كنتِ قررتَ الرحيلَ تذكري
أنّي تركتُ الناس كي أبقى معك

.....

الحمدان
02-09-2025, 02:23 PM
أتيت وفي كفي نقشٌ ومعبدُ
وما لم يحط عن عرش بلقيس هدهدُ

كواكب لا تحتار والشمس إنها
على مفرقيّ الآن لله تسجدُ

وشعب عظيم كاد يفنيه جرحه
ولكنه مثلي من الموت يولدُ

.....

الحمدان
02-09-2025, 03:00 PM
سكنتَ فؤادي مُنذ أوّلِ نظرةٍ
وما زلت في لُبِّ الفؤادِ تجُوبُ

.....

الحمدان
02-09-2025, 03:04 PM
أغار من النوافذ والمرايا
ومن نقشٍ على كفيكِ باني

ومن ماءٍ يلامس خدّ قطنٍ
ومن عينٍ تناظركِ ثواني

فهل حقاًّ تغاري أنت مثلي
إذا كلّمتُ غيرك من لساني

.....

الحمدان
02-09-2025, 03:06 PM
ماعُدتُ أرجو أنْ تكونَ حبيبي
فارحل بلا لوم ولا تثريب

ولو التقينا صدفة فلنلتقي
مثل الغريبُ إذا التقى بغريب

.....


منقول

الحمدان
02-09-2025, 03:10 PM
وإذا نظـرتَ إلى الحـياة رأيـتَهـا
عُـرسـًا أقيـم على جـوانـب مأتم

تمسي صحيحًا لا تجادلك المنى
فيجـيءُ صبـحٌ بالـدواء العلـقـم

وتَـذُوبُ أيَّـام السَّعَـادة والهـنَـا
فـي بحـرِ هَـمٍّ هائـجٍ متـلاطـم

يا ويـح مـن فقَـد اليقيـن بأنَّـنـا
نغـدو ونسـرع في قضـاء المنعم

تبـدو لنَـا الأقـدارُ شاحـبـةً وفـي
طــيَّـاتــهـا رحـمــات ربّ أكـــرمِ

.....

الحمدان
02-09-2025, 03:18 PM
إذا شِئتَ أن تُدعَى كَريمًا مُكَرَّمًا
أَديبًا ظَرِيفًا عاقِلًا ماجِدًا حُرّا

إذا ما أَتَتْ مِن صاحِبٍ لَكَ زَلةٌ
فكُنْ أَنتَ مُحْتالًا لِزلَّتِهِ عُذرا

فإن تَصارِيفَ الزَّمَانِ عَجيبةٌ
فَيَومًا تَرَى عُسرًا ويَومًا ترى يُسرا

سالم بن وابصة

الحمدان
02-09-2025, 03:20 PM
ما لعيني كلما أغمضتُها
لاح في الأجفان طيفٌ من سناك

ما الذي أصنعُه ما حيلَتي
وأنا في كلِّ ما حولي أراك

.....

الحمدان
02-09-2025, 03:21 PM
هذا فؤادي في الطريق فرشتُهُ
فإذا شكى أو صاح لا تتوجّعي

ما صاح من ألمٍ فؤادي إنما
من رقّةِ الأقدامِ فوق الأضلعِ

.....

الحمدان
02-09-2025, 03:22 PM
رعى الله الذينَ نَسوا عهودي
وساروا في دروبِ العمرِ دوني

وما صانوا ودادًا كان فينا
وصارَ اليوم جرحًا في شجوني

.....

الحمدان
02-09-2025, 03:23 PM
يا لائمي لاتلمني لستُ مسؤولا
إذا عشقتُ وكانَ القلب مشغولا

لو كنتَ تعلمُ كيفَ الحسنُ يأسرُني
آمنتَ مثلي بحبِّ النظرةِ الأولى

.....

الحمدان
02-09-2025, 03:25 PM
يا راحلينَ بعذبِ الذكريات قفوا
رُدّوا عليّ بقايا الروحِ وانصرفوا

لا تتركوني على الأعتاب منتظرًا
وأنصِفوني من الأشواق وانتصفوا

.....

الحمدان
02-09-2025, 03:26 PM
لا تحزني هذي الحياة محطةٌ
الوصل للعُشّاق فيها آني

كم عاشقٍ بات الليالي حالماً
بالوصل حتى راح في الأكفانِ

.....

الحمدان
02-09-2025, 03:27 PM
ونسيتُ دائي حينَ جاءَ دوائي
من ذا يقاومُ نظرة السمراءِ

صادت فؤادي والفؤادُ ضعيفُ
والآه أصلُ الآهِ من حواءِ

.....

الحمدان
02-09-2025, 03:38 PM
وحينَ دهانا الفراقُ شَعرنا
كما يشعرُ الوردُ إذ يَذبلُ

وكنَّا سنقطعُ ما بينَنا
فصاحَ بنا الشَّوقُ لا تفعلوا

.....

الحمدان
02-09-2025, 03:39 PM
أنتَ العليمُ بما في القلبِ من وجعٍ
أنتَ الرحيمُ بضعفٍ لستُ أقواهُ

ياربي لطفك ورحمتك